من درر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أما نفس الزهد الذي هو ضد الرغبة ، وهو الكراهة والبغض ؛ فحقيقة المشروع منه أن يكون كراهة العبد وبغضه وحبه تابعًا لحب الله وبغضه ورضاه وسخطه ، فيحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ، ويرضى ما يرضاه ، ويسخط ما يسخطه الله ؛ بحيث لا يكون تابعًا هواه ، بل لأمر مولاه ؛ فإن كثيرًا من الزهاد في الحياة الدنيا أعرضوا عن فضولها ولم يقبلوا على ما يحبه الله ورسوله ، وليس مثل هذا الزهد يأمر الله به ورسوله ؛ ولهذا كان في المشركين زهاد ، وفي أهل الكتاب زهاد ، وفي أهل البدع زهاد ... ( مجموع الفتاوى : 7 / 652 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : مِنْ النَّاسِ مَنْ يَزْهَدُ لِطَلَبِ الرَّاحَةِ مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْهَدُ لِمَسْأَلَةِ أَهْلِهَا وَالسَّلَامَةِ مِنْ أَذَاهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الْمَالِ لِطَلَبِ الرَّاحَةِ .. إلَى أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ الَّتِي لَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهَا وَلَا رَسُولُهُ ؛ وَإِنَّمَا يَأْمُرُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَنْ يَزْهَدَ فِيمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَيَرْغَبَ فِيمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَكُونُ زُهْدُهُ هُوَ الْإِعْرَاضُ عَمَّا لَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ أَمْرَ إيجَابٍ وَلَا أَمْرَ اسْتِحْبَابٍ ، سَوَاءٌ كَانَ مُحَرَّمًا ، أَوْ مَكْرُوهًا ، أَوْ مُبَاحًا مُسْتَوِيَ الطَّرَفَيْنِ فِي حَقِّ الْعَبْدِ ؛ وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ مُقْبِلًا عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ، وَإِلَّا فَتَرْكُ الْمَكْرُوهِ بِدُونِ فِعْلِ الْمَحْبُوبِ لَيْسَ بِمَطْلُوبِ ، وَإِنَّمَا الْمَطْلُوبُ بِالْمَقْصُودِ الْأَوَّلِ فِعْلُ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ . وَتَرْكُ الْمَكْرُوهِ مُتَعَيَّنٌ كَذَلِكَ بِهِ تَزْكُو النَّفْسُ ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ إذَا انْتَفَتْ عَنْهَا السَّيِّئَاتُ زَكَتْ ، فَبِالزَّكَاةِ تَطِيبُ النَّفْسُ مِنْ الْخَبَائِثِ ، وَتَعْظُمُ فِي الطَّاعَاتِ ، كَمَا أَنَّ الزَّرْعَ إذَا أُزِيلَ عَنْهُ الدَّغَلُ زَكَا وَظَهَرَ وَعَظُمَ ... ( مجموع الفتاوى : 7 / 653 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لو فرض أنا علمنا أن الناس لا يتركون المنكر ، ولا يعترفون بأنه منكر ، لم يكن ذلك مانعًا من إبلاغ الرسالة وبيان العلم ، بل ذلك لا يسقط وجوب الإبلاغ ، ولا وجوب الأمر والنهي ... ( اقتضاء الصراط ، ص 45 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أعياد الكتابيين التي تتخذ دينًا وعبادة ، أعظم تحريمًا من عيد يتخذ لهوًا ولعبًا ؛ لأن التعبد بما يسخطه الله ويكرهه ، أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه ؛ ولهذا كان الشرك أعظم إثمًا من الزنا ، ولهذا كان جهاد أهل الكتاب أفضل من جهاد الوثنيين ... ( اقتضاء الصراط ، ص 192 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إن الله تعالى جبل بني آدم - بل سائر المخلوقات - على التفاعل بين الشيئين المتشابهين ، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم ، حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط ؛ ولما كان بين الإنسان مشاركة في الجنس الخاص ، كان التفاعل فيه أشد ، ثم بينه وبين سائر الحيوان مشاركة في الجنس المتوسط ، فلا بد من نوع تفاعل بقدره ، ثم بينه وبين النبات مشاركة في الجنس البعيد - مثلا - فلا بد من نوع ما من المفاعلة .
ولأجل هذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني آدم ، واكتساب بعضهم أخلاق بعض بالمشاركة والمعاشرة ؛ وكذلك الآدمي إذا عاشر نوعًا من الحيوان اكتسب من بعض أخلاقه ؛ ولهذا صارت الخيلاء والفخر في أهل الإبل ، وصارت السكينة في أهل الغنم ، وصار الجمَّالون والبغَّالون فيهم أخلاق مذمومة من أخلاق الجمال والبغال ، وكذلك الكلَّابون ، وصار الحيوان الإنسي فيه بعض أخلاق الإنس من المعاشرة والمؤالفة وقلة النفرة .
فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي .
وقد رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين هم أقل كفرا من غيرهم ، كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى هم أقل إيمانًا من غيرهم ممن جرد الإسلام .... ( اقتضاء الصراط المستقيم ص219 ، 220 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : بل قبر إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - لم يكن في الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان من يأتيه للصلاة عنده ولا الدعاء ، ولا كانوا يقصدونه للزيارة أصلًا ؛ وقد قدم المسلمون إلى الشام غير مرة مع عمر بن الخطاب ، واستوطن الشام خلائق من الصحابة ، وليس فيهم من فعل شيئًا من هذا ، ولم يبن المسلمون عليه مسجدًا أصلا ؛ لكن لما استولى النصارى على هذه الأمكنة في أواخر المائة الرابعة ، لما أخذوا البيت المقدس بسبب استيلاء الرافضة على الشام لما كانوا ملوك مصر ؛ والرافضة أمة مخذولة ، ليس لها عقل صحيح ، ولا نقل صريح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة ؛ قويت النصارى وأخذت السواحل وغيرها من الرافضة ، وحينئذ نقبت النصارى حجرة الخليل - صلوات الله عليه - وجعلت لها بابًا ، وأَثَرُ النقب ظاهر في الباب ، فكان اتخاذ ذلك معبدًا مما أحدثته النصارى ، ليس من عمل سلف الأمة وخيارها ... ( اقتضاء الصراط ، ص 439 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الفضل إما بالعلم النافع ، وإما بالعمل الصالح ؛ والعلم له مبدأ ، وهو قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم ؛ وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة ؛ والعرب هم أفهم من غيرهم ، وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ، ولسانهم أتم الألسنة بيانًا وتمييزًا للمعاني جمعًا وفرقًا ، يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل ، إذا شاء المتكلم الجمع جمع ، ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر ، كما نجده في لغتهم من جنس الحيوان ، فإنهم مثلًا يعبرون عن القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة ، ثم يميزون بين أنواعه في أسماء كل أمر من أموره من الأصوات ، والأولاد ، والمساكن ، والأظفار .. إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي ، التي لا يستراب فيها .
وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق ، وهي الغرائز المخلوقة في النفس ؛ وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم ، فهم اقرب للسخاء والحلم والشجاعة والوفاء .. وغير ذلك من الأخلاق المحمودة ؛ لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير ، معطلة عن فعله ، ليس عندهم علم منزل من السماء ، ولا شريعة موروثة عن نبي ، ولا هم - أيضًا - مشتغلون ببعض العلوم العقلية المحضة ، كالطب والحساب ونحوهما ؛ إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب ، وما حفظوه من أنسابهم وأيامهم ، وما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم ، أو من الحروب ؛ فلما بعث الله محمدًا e بالهدى ، الذي ما جعل الله في الأرض - ولا يجعل - منه أعظم قدرًا ، وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم ، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية ، والظلمات الكفرية ، التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتهم ، فلما تلقوا عنه ذلك الهدى العظيم ، زالت تلك الريون عن قلوبهم ، واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله ، فأخذوا هذا الهدى العظيم بتلك الفطرة الجيدة ، فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم ، والكمال الذي أنزل الله إليهم ... ( اقتضاء الصراط ، ص 160 ، 161) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : في الإنسان قوتان : قوة الحب ، وقوة البغض ؛ وإنما خلق ذلك فيه ليحب الحق الذي يحبه الله ، ويبغض الباطل الذي يبغضه الله ، وهؤلاء هم الذين يحبهم الله ويحبونه .
والنفس تميل إلي الإشراك بحسب الإمكان ، فإذا غلب علي النفوس قوة المحبة لما يناسبها ، فأحبت الحق ، فقد تنجذب بسبب ذلك إلي محبة ما يقارنه من الباطل ؛ ومن هنا مال كثير من النساك إلي محبة الأصوات والصور وغير ذلك ، بسبب ما فيهم من المحبة التي فيها ما هو لله ، لكن لبسوا فيها الحق بالباطل ؛ وكذلك قد يكون الشخص بالمحبة يميل إلي شهوات الغي في بطنه وفرجه ، وإنفاق الأموال فيها ؛ ثم إنه بسبب ما فيه من الحب والدين يحب الحق وأهله ويعظمهم ، فتجد كثيرًا من أهل الشهوات فيهم من المحبة لله ورسوله ما لا يوجد في كثير من النساك ؛ كما قال النبي e في ( حمار ) الذي كان يشرب الخمر كثيرًا : " لا تلعنه ؛ فإنه يحب الله ورسوله " والحديث في صحيح البخاري وغيره ... ( قاعدة في المحبة ، ص 136 ) .
والصحابي المذكور كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل والرحمة ، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة ، سالمين من البدعة ، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم ، كما قال تعالى : ] كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [ ( المائدة : 8 ) ؛ و يرحمون الخلق ، فيريدون لهم الخير والهدى والعلم ، لا يقصدون الشر لهم ابتداء ، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم ، كان قصدهم بذلك بيان الحق ، ورحمة الخلق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمة الله هي العليا .. ( الرد على البكري : 2 / 490 – ت : محمد علي عجال ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة - الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش - لما وقعت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافرًا ؛ لأني أعلم أن قولكم كفر ، وأنتم عندي لا تكفرون ؛ لأنكم جهال ، وكان هذا خطابا لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم ؛ وأصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح ، والمعقول الصريح الموافق له ... ( الرد على البكري : 2 / 494 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ] وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [ ؛ وَفِي الْأَثَرِ : ( أَفْضَلُ الْإِيمَانِ : السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ ) ؛ فَلَا تَتِمُّ رِعَايَةُ الْخَلْقِ وَسِيَاسَتُهُمْ إلَّا بِالْجُودِ الَّذِي هُوَ الْعَطَاءُ ؛ وَالنَّجْدَةُ الَّتِي هِيَ الشَّجَاعَةُ ؛ بَلْ لَا يَصْلُحُ الدِّينُ وَالدُّنْيَا إلَّا بِذَلِكَ . وَلِهَذَا كَانَ مَنْ لَا يَقُومُ بِهِمَا سَلَبَهُ اللَّهُ الْأَمْرَ وَنَقَلَهُ إلَى غَيْرِهِ ... ( مجموع الفتاوى : 28 / 291 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم ؛ فقد ثبت في الصحيح عن ثابت بن الضحاك عن النبي e قال : " لعن المؤمن كقتله " ، ومن رمى مؤمنًا بالكفر فهو كقتله ، وثبت في الصحيح أن : " من قال لأخيه : يا كافر ، فقد باء به أحدهما " ؛ وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله ، فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد ؟! فإن ذلك أعظم من قتله ، إذ كل كافر يباح قتله ، وليس كل من أبيح قتله يكون كافرًا ... ( الاستقامة : 1 / 165 ، 166 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الجهاد في سبيل الله أعلى ما يحبه الله ورسوله ، واللائمون عليه كثير ؛ إذ كثير من الناس الذين فيهم إيمان يكرهونه ، وهم إما مخذِّلون مفتِّرون للهمة والإرادة فيه ، وإما مرجفون مضعفون للقوة والقدرة عليه ، وإن كان ذلك من النفاق ؛ قال الله تعالى : ] قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً [ [ الأحزاب : 18 ] .... ( الاستقامة : 1 / 265 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : في الصحيح عن النبي e أنه قال : " كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل ، إلا رميه بقوسه ، وتأديبه فرسه ، وملاعبة امرأته ؛ فإنهن من الحق " ؛ والباطل من الأعمال هو ما ليس فيه منفعة ، فهذا يرخص فيه للنفوس التي لا تصبر على ما ينفع ، وهذا الحق في القدر الذي يحتاج إليه في الأوقات التي تقتضي ذلك : الأعياد ، والأعراس ، وقدوم الغائب ، ونحو ذلك .. وهذه نفوس النساء والصبيان ، فهن اللواتي كن يغنين في ذلك على عهد النبي e وخلفائه ، ويضربن بالدف ؛ وأما الرجال فلم يكن ذلك فيهم ، بل كان السلف يسمون الرجل المغنى ( مخنثا ) لتشبهه بالنساء ... ( الاستقامة : 1 / 277 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وأهل الحقائق لا يصلح لهم أن يتركوا سبيل المشهورين بالنسك والزهد بين الصحابة ، ويتبعوا سبيل غيرهم ؛ وما أحسن ما قال حذيفة t : يا معشر القراء ، استقيموا ، وخذوا طريق من كان قبلكم ؛ فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا ، ولئن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا .... ( الاستقامة : 1 / 282 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الأعمال تكون حسنة وتكون قبيحة ، وإن كان الحسن هو الملائم النافع ، والقبيح هو المنافي ، فالشيء يكمل ويجمل ويحسن بما يناسبه ويلائمه وينفعه ويلتذ به ، كما يفسد ويقبح بما ينافيه ويضره ويتألم به ، والأعمال الصالحة هي التي تناسب الإنسان ، والأعمال الفاسدة هي التي تنافيه .
وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ؛ ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة ، فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال ، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين ، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح ، فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه ، حتى ظهر ذلك على صورته ؛ ولهذا ظهر ذلك ظهورًا بينًا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ؛ فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ؛ ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها ، حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرًا بها في حال الصغر لجمال صورتها .. ( الاستقامة : 1 / 364 ، 365 بشيء من الاختصار ) .
 

وجدت هذه البطاقات في أحد المواقع وأريد أن أشارك بها
************
attachment.php

___
attachment.php

___
attachment.php

___
attachment.php

 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : والله سبحانه يحب صفات الكمال ، مثل العلم والقدرة والرحمة ، ونحو ذلك ؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي e : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير " ، وفي الصحيح عنه أنه قال : " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " ، وفي الصحيح - أيضًا - عنه : " إنما يرحم الله من عباده الرحماء " ، وفي السنن حديث ثابت عنه : " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " .
ومع هذا فقد قال تعالى في حد الزاني والزانية : ] وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [ [ النور : 2 ] ، وقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ [ [ التوبة : 73 ] .
وهذا في الحقيقة من رحمة الله بعباده ؛ فإن الله إنما أرسل محمدًا رحمة للعالمين ، وهو سبحانه أرحم بعباده من الوالدة بولدها ، لكن قد تكون الرحمة المطلوبة لا تحصل إلا بنوع من ألم وشدة تلحق بعض النفوس ؛ كما ورد في الأثر : ( إذا قالوا للمريض : اللهم ارحمه ، يقول الله : كيف أرحمه من شيء به أرحمه ؟! ) ... ( الاستقامة : 1 / 439 ، 440 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : اللذة التي لا تعقب لذة في دار القرار ، ولا ألَمًا ، ولا تمنع لذة دار القرار ؛ فهذه لذة باطلة إذ لا منفعة فيها ولا مضرة ، وزمانها يسير ، ليس لتمتع النفس بها قدر ، وهي لا بد أن تشغل عما هو خير منها في الآخرة ، وإن لم تشغل عن أصل اللذة في الآخرة ... ( الاستقامة : 2 / 153 ) .
 

أصْلُ كلِّ خَيرٍ وأصْلُ كُلِّ شَرٍّ

قالَ شَيْخُ الإِسلامِ ابنُ تَيميَّة -رَحِمَه الله-: «ومنْ تَدبَّرَ أَحوالَ العَالمِ وَجدَ كُلَّ صَلاحٍ في الأرضِ، فسَببُه تَوحيدُ الله وعِبادتُه وطَاعةُ رَسولِه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكُلَّ شرٍّ فِي العَالمِ وَفِتنةٍ وبَلاءٍ وقَحْطٍ وتَسْليطِ عَدُوٍّ وَغيرِ ذَلكَ فسَببُه مُخالفةُ الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- والدَّعوةُ إلى غيرِ الله. ومنْ تَدبَّر هذَا حقَّ التَّدَبُّرِ وَجدَ هَذَا الأَمرَ كَذلك في خاصةِ نفسِه، وفي غَيرِه عُمومًا وخُصوصًا، ولَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله.»

[«مجموع الفتاوى» (15/25)]
attachment.php

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: "معلومٌ أنَّ تعلُّمَ العربيَّة وتعليمَ العربيَّة فَرضٌ على الكفاية، وكان السَّلَف يُؤَدِّبُون أولادهم على اللَّحن، فنحن مأمورونَ أمر إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانونَ العربيَّ، ونُصْلحَ الألسُنَ المائلةَ عنه، فيحفظُ لنا طريقة فَهم الكتاب والسُّنَّة، والاقتداء بالعرب في خِطَابِها، فلو تُرِكَ النَّاسُ على لَحْنِهِم كان نقصًا وعيبًا."
attachment.php

 

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ثم لما قُتِلَ - يعني: عثمان - كان الم سلمون مشتغلين بالفتنة فلم يتفرغوا لقتال الكفار وفتح بلادهم ؛ بل استطال بعض الكفار عليهم حتى احتاجوا إلى مداراتهم وبذلوا لبعضهم مالا."

["جامع المسائل " (5 /156طبعة عالم الفوائد)]

 

قَالَ شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة: "ليسَ في الدُّنيا حرمٌ -لا بيت المقدس ولا غيره- إلَّا هذان الحرمان: المسجدُ الحرامُ والمسجدُ النَّبويُّ. ولا يُسَمَّى غيرُهما حرمًا كما يُسمِّي الجُهَّال فيقولون: حرم المقدس وحرم الخليل, فإنَّ هذين وغيرَهما ليسا بحرمٍ باتفَّاق المُسلمين."

[مَجْمُوعُ الفَتَاوَى]

 

الفَرْقُ بَيْنَ العُجْبِ والرِّيَاءِ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: « كثيرًا ما يقْرِن الناس بين الرِّياء والعُجب، فالرِّياء من باب الإشراك بالخلق، والعُجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمُرائي لا يُحقق قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُد)، والمُعجَب لايُحقق قوله: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،فمن حقَّق قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُد) خرج عن الرياء ومن حقَّق قوله: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) خرج عن الإعجاب. »

[مجموع الفتاوى]

 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : زوال عقل الكافر خير له وللمسلمين ؛ أما له فلأنه لا يصده عن ذكر الله وعن الصلاة ، بل يصده عن الكفر والفسق ؛ وأما للمسلمين فلأن السكر يوقع بينهم العداوة والبغضاء ، فيكون ذلك خيرًا للمؤمنين ؛ وليس هذا إباحة للخمر والسكر ، ولكنه دفع لشر الشرَّين بأدناهما ... ( الاستقامة : 2 / 165 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إِذَا كَانَتْ جَمِيعُ الْحَسَنَاتِ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ شَيْئَيْنِ : أَنْ يُرَادَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ ؛ وَأَنْ تَكُونَ مُوَافِقَةً لِلشَّرِيعَةِ ؛ فَهَذَا فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ ؛ فِي الْكَلِمِ الطَّيِّبِ ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ؛ فِي الْأُمُورِ الْعِلْمِيَّةِ ، وَالْأُمُورِ الْعِبَادِيَّةِ ؛ وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ e ( إنَّ أَوَّلَ ثَلَاثَةٍ تُسْجَرُ بِهِمْ جَهَنَّمُ : رَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ وَأَقْرَأهُ ، لِيَقُولَ النَّاسُ : هُوَ عَالِمٌ ، وَقَارِئٌ ؛ وَرَجُلٌ قَاتَلَ وَجَاهَدَ لِيَقُولَ النَّاسُ : هُوَ شُجَاعٌ وَجَرِيءٌ ؛ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ وَأَعْطَى لِيَقُولَ النَّاسُ : جَوَادٌ سَخِيٌّ ) فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ ، هُمْ بِإِزَاءِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ بَعْدَ النَّبِيِّينَ مِنْ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ؛ فَإِنَّ مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ ، وَعَلَّمَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ كَانَ صِدِّيقًا ؛ وَمَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَقُتِلَ كَانَ شَهِيدًا ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ كَانَ صَالِحًا ... ( مجموع الفتاوى : 28 / 171 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الْإِمَامُ الْعَدْلُ تَجِبُ طَاعَتُهُ فِيمَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ مَعْصِيَةٌ ؛ وَغَيْرُ الْعَدْلِ تَجِبُ طَاعَتُهُ فِيمَا عُلِمَ أَنَّهُ طَاعَةٌ ، كَالْجِهَادِ ... ( مجموع الفتاوى : 29 / 196 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الْمُحَرَّمَ هُوَ الِاسْتِمَاعُ لَا السَّمَاعُ ، فَالرَّجُلُ لَوْ يَسْمَعُ الْكُفْرَ وَالْكَذِبَ وَالْغِيبَةَ وَالْغِنَاءَ والشبابة مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ مِنْهُ ؛ بَلْ كَانَ مُجْتَازًا بِطَرِيقِ فَسَمِعَ ذَلِكَ ، لَمْ يَأْثَمْ بِذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَلَوْ جَلَسَ وَاسْتَمَعَ إلَى ذَلِكَ ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ لَا بِقَلْبِهِ وَلَا بِلِسَانِهِ وَلَا يَدِهِ ، كَانَ آثِمًا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ] وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [ ، وَقَالَ تَعَالَى : ] وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ [ ؛ فَجَعَلَ الْقَاعِدَ الْمُسْتَمِعَ مِنْ غَيْرِ إنْكَارٍ بِمَنْزِلَةِ الْفَاعِلِ ؛ وَلِهَذَا يُقَالُ : الْمُسْتَمِعُ شَرِيكُ الْمُغْتَابِ . ( مجموع الفتاوى : 30 / 212 ، 213 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : ] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ فَذَكَرَ أَنَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ؛ وَتَبَيَّنَ بِهَذَا أَنَّ هَذَا مِنْ الْإِحْسَانِ . وَالْإِحْسَانُ ضِدُّ الْإِسَاءَةِ ، وَهُوَ فِعْلُ الْحَسَنِ ، سَوَاءٌ كَانَ لَازِمًا لِصَاحِبِهِ أَوْ مُتَعَدِّيًا إلَى الْغَيْرِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : ] مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إلَّا مِثْلَهَا [ ؛ فَالْكَاظِمُ لِلْغَيْظِ وَالْعَافِي عَنْ النَّاسِ قَدْ أَحْسَنَ إلَى نَفْسِهِ وَإِلَى النَّاسِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ عَمِلَ حَسَنَةً مَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ النَّاسِ ، وَمَنْ أَحْسَنَ إلَى النَّاسِ فَإِلَى نَفْسِهِ ؛ كَمَا يُرْوَى عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ قَالَ : مَا أَحْسَنْت إلَى أَحَدٍ ، وَمَا أَسَأْت إلَى أَحَدٍ ؛ وَإِنَّمَا أَحْسَنْت إلَى نَفْسِي ، وَأَسَأْت إلَى نَفْسِي ؛ قَالَ تَعَالَى : ] إنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا [ ، وَقَالَ تَعَالَى : ] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا [ .... ( مجموع الفتاوى : 30 / 364 ، 365 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَالْقُرْآنُ فِيهِ جَوَامِعُ الْكَلِمِ ؛ وَهَذَا كَمَا ذَكَرَ فِي آخِرِ الْبَقَرَةِ أَصْنَافُ النَّاسِ فِي الْمُعَامَلَاتِ الَّتِي تَكُونُ بِاخْتِيَارِ الْمُتَعَامِلِينَ ، وَهُمْ ثَلَاثَةٌ : مُحْسِنٌ ، وَظَالِمٌ ، وَعَادِلٌ ؛ فَالْمُحْسِنُ : هُوَ الْمُتَصَدِّقُ ، وَالظَّالِمُ : هُوَ الْمُرْبِي ، وَالْعَادِلُ : هُوَ الْبَائِعُ ؛ فَذَكَرَ هُنَا حُكْمَ الصَّدَقَاتِ وَحُكْمَ الرِّبَا وَحُكْمَ الْمُبَايَعَاتِ وَالْمُدَايَنَاتِ .... ( مجموع الفتاوى : 30 / 368 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَمِنْ أَعْظَمِ التَّقْصِيرِ : نِسْبَةُ الْغَلَطِ إلَى مُتَكَلِّمٍ مَعَ إمْكَانِ تَصْحِيحِ كَلَامِهِ ، وَجَرَيَانِهِ عَلَى أَحْسَنِ أَسَالِيبِ كَلَامِ النَّاسِ ... ( مجموع الفتاوى : 31 / 114 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قوله e : " الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ؛ اللهم ارشد الأئمة ، و اغفر للمؤذنين " ؛ ومنزلة الأمانة فوق منزلة الضمان ، و المدعو له بالمغفرة أفضل من المدعو له بالرشد ؛ لأن المغفرة نهاية الخير ، و لهذا أمر الله رسول الله e بالاستغفار بقوله : ] إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [ ؛ وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكان ذلك خصوصًا خصه به دون سائر الأنبياء ، وندب قوَّام الليل إلى الاستغفار بالأسحار .
والرشد مبتدأ الخير ؛ فإنه من لم يرشد يكن غاويًا ، و الغاوي المتبع للشهوات ، المضيع للصلوات .... ( شرح العمدة ، ت : العطيشان : 4 / 137 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : اعلم أن أولي الألباب هم سلف الأمة وأئمتها ، المتبعون لما جاء به الكتاب ؛ بخلاف المختلفين في الكتاب ، المخالفين للكتاب ، الذين قيل فيهم : ] وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [ [ البقرة : 176 ] ... ( الصفدية – ت : د. محمد رشاد سالم : 1 / 65 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أَمَّا الْوَرَعُ الْوَاجِبُ فَهُوَ اتِّقَاءُ مَا يَكُونُ سَبَبًا لِلذَّمِّ وَالْعَذَابِ ، وَهُوَ فِعْلُ الْوَاجِبِ وَتَرْكُ الْمُحَرَّمِ ؛ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا فِيمَا اشْتَبَهَ : أَمِنْ الْوَاجِبِ هُوَ أَمْ لَيْسَ مِنْهُ ؟ وَمَا اشْتَبَهَ تَحْرِيمُهُ أَمِنْ الْمُحَرَّمِ أَمْ لَيْسَ مِنْهُ ؟ فَأَمَّا مَا لَا رَيْبَ فِي حِلِّهِ فَلَيْسَ تَرْكُهُ مِنْ الْوَرَعِ ، وَمَا لَا رَيْبَ فِي سُقُوطِهِ فَلَيْسَ فِعْلُهُ مِنْ الْوَرَعِ .... ( مجموع الفتاوى : 20 / 138 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ ، وَيَكْرَهُ الْكَلَامَ بِجَهْلِ وَظُلْمٍ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ e : " الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ : قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ : رَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِخِلَافِهِ فَهُوَ فِي النَّارِ ؛ وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " . وَقَدْ حَرَّمَ سُبْحَانَهُ الْكَلَامَ بِلَا عِلْمٍ مُطْلَقًا ، وَخَصَّ الْقَوْلَ عَلَيْهِ بِلَا عِلْمٍ بِالنَّهْيِ فَقَالَ تَعَالَى : ] وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [ وَقَالَ تَعَالَى : ] قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [ . وَأَمَرَ بِالْعَدْلِ عَلَى أَعْدَاءِ الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ : ] كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [ .... ( مجموع الفتاوى : 16 / 96 ، 97 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : اليهود من شأنهم التكذيب بالحق ، والنصارى من شأنهم التصديق بالباطل ؛ فإن اليهود كذبوا من كذبوه من الأنبياء وقد جاءوا بالحق ، كما قال تعالى : ] أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [ ( البقرة : 87 ) ؛ والنصارى يصدقون بمحالات العقول والشرائع ، كما صدقوا بالتثليث والاتحاد ونحوهما من الممتنعات ... ( الجواب الصحيح : 2 / 265 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : مَنْ يَعْزِمُ عَلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ دُونَ غَيْرِهِ فَلَيْسَ هَذَا بِتَائِبِ مُطْلَقًا ؛ وَلَكِنَّهُ تَارِكٌ لِلْفِعْلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَيُثَابُ إذَا كَانَ ذَلِكَ التَّرْكُ لِلَّهِ ، وَتَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ ، وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ التَّائِبِينَ الَّذِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ مَغْفِرَةً مُطْلَقَةً ، وَلَا هُوَ مُصِرٌّ مُطْلَقًا ... ( مجموع الفتاوى : 10 / 743 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَلَنْ يَسْتَغْنِيَ الْقَلْبُ عَنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ إلَّا بِأَنْ يَكُونَ اللَّهُ هُوَ مَوْلَاهُ الَّذِي لَا يَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ ، وَلَا يَسْتَعِينُ إلَّا بِهِ ، وَلَا يَتَوَكَّلُ إلَّا عَلَيْهِ ، وَلَا يَفْرَحُ إلَّا بِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ ، وَلَا يَكْرَهُ إلَّا مَا يُبْغِضُهُ الرَّبُّ وَيَكْرَهُهُ ، وَلَا يُوَالِي إلَّا مَنْ وَالَاهُ اللَّهُ ، وَلَا يُعَادِي إلَّا مَنْ عَادَاهُ اللَّهُ ، وَلَا يُحِبُّ إلَّا لِلَّهِ ، وَلَا يُبْغِضُ شَيْئًا إلَّا لِلَّهِ ، وَلَا يُعْطِي إلَّا لِلَّهِ ، وَلَا يَمْنَعُ إلَّا لِلَّهِ ؛ فَكُلَّمَا قَوِيَ إخْلَاصُ دِينِهِ لِلَّهِ كَمُلَتْ عُبُودِيَّتُهُ وَاسْتِغْنَاؤُهُ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَبِكَمَالِ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ يُبَرِّئُهُ مِنْ الْكِبْرِ وَالشِّرْكِ ؛ وَالشِّرْكُ غَالِبٌ عَلَى النَّصَارَى ، وَالْكِبْرُ غَالِبٌ عَلَى الْيَهُودِ ؛ قَالَ تَعَالَى فِي النَّصَارَى : ] اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [ ، وَقَالَ فِي الْيَهُودِ : ] أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ } .... ( مجموع الفتاوى : 10 / 198 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : اليهود قتلوا النبيين والذين يأمرون بالقسط من الناس ، والنصارى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم ؛ والمسلمون اعتدلوا ، فآمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله ، ولم يفرقوا بين أحد من رسله ، وآمنوا بجميع النبيين ، وبكل كتاب أنزله الله ، فلم يكذبوا الأنبياء ، ولا سبوهم ولا غلوا فيهم ، ولا عبدوهم ، وكذلك أهل العلم والدين لا يبخسونهم حقهم ولا غلوا فيهم ... ( الجواب الصحيح : 3 / 103 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : اليهود يغضبون لأنفسهم ، وينتقمون ؛ والنصارى لا يغضبون لربهم ، ولا ينتقمون ؛ والمسلمون المعتدلون المتبعون لنبيهم يغضبون لربهم ، ويعفون عن حظوظهم ... ( الجواب الصحيح : 3 / 103 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وأما قوله : ] لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى [ ( المائدة : 82 ) ، فهو كما أخبر سبحانه وتعالى ؛ فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى ، والنصارى أقرب مودة لهم ؛ وهذا معروف من أخلاق اليهود ؛ فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى ، وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود ؛ والعداوة أصلها البغض ، فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم ، فكيف ببغضهم للمؤمنين ؟!
وأما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادًا ؛ فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل ؟!
وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ، ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب ، وإنما فيه أنهم أقرب مودة ؛ وقوله تعالى : ] ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ [ أي : بسبب هؤلاء ، وسبب ترك الاستكبار ، يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرًا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين ... ( الجواب الصحيح : 3 / 109 ، 110 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في أهل الحديث : فَهُمْ أَكْمَلُ النَّاسِ عَقْلًا ، وَأَعْدَلُهُمْ قِيَاسًا ، وَأَصْوَبُهُمْ رَأْيًا ، وَأَسَدُّهُمْ كَلَامًا ، وَأَصَحُّهُمْ نَظَرًا ، وَأَهْدَاهُمْ اسْتِدْلَالًا ، وَأَقْوَمُهُمْ جَدَلًا ، وَأَتَمُّهُمْ فِرَاسَةً ، وَأَصْدَقُهُمْ إلْهَامًا ، وَأَحَدُّهُمْ بَصَرًا وَمُكَاشَفَةً ، وَأَصْوَبُهُمْ سَمْعًا وَمُخَاطَبَةً ، وَأَعْظَمُهُمْ وَأَحْسَنُهُمْ وَجْدًا وَذَوْقًا ؛ وَهَذَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ بِالنِّسْبَةِ إلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ، وَلِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ بِالنِّسْبَةِ إلَى سَائِرِ الْمِلَلِ . فَكُلُّ مَنْ اسْتَقْرَأَ أَحْوَالَ الْعَالَمِ وَجَدَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدَّ وَأَسَدَّ عَقْلًا ، وَأَنَّهُمْ يَنَالُونَ فِي الْمُدَّةِ الْيَسِيرَةِ مِنْ حَقَائِقِ الْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ أَضْعَافَ مَا يَنَالُهُ غَيْرُهُمْ فِي قُرُونٍ وَأَجْيَالٍ ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ تَجِدُهُمْ كَذَلِكَ مُتَمَتِّعِينَ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ اعْتِقَادَ الْحَقِّ الثَّابِتِ يُقَوِّي الْإِدْرَاكَ وَيُصَحِّحُهُ ، قَالَ تَعَالَى : ] وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى [ ، وَقَالَ : ] وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا . وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا . وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [ .... ( مجموع الفتاوى : 4 / 9 ، 10) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كل ما يستدل به على نبوة نبي فمحمد e أحق بجنس ذلك الدليل من غيره ، وما يعارض به نبوة نبي فالجواب عن محمد أولى من الجواب عن غيره ؛ فهو مقدم فيما يدل على النبوة ، وفيما يجاب به عن المعارضة ، وهذه أكمل في ذلك ، فيمتنع مع العلم أو العدل أن يصدق بنبوة غيره مع التكذيب بنبوته ، كما يمتنع مع العلم والعدل في كل اثنين أحدهما أكمل من الآخر في فن أن يقر بمعرفة ذلك الفن للمفضول دون الفاضل ؛ وقولنا مع العلم والعدل ؛ لأن الظالم يفضل المفضول مع علمه بأنه مفضول ، والجاهل قد يعرف المفضول ولا يعرف الفاضل ... ( الجواب الصحيح : 5 / 131 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : ما اشتدت الحاجة إليه في الدين والدنيا فإن الله يجود به على عباده جودًا عامًّا ميسرًا ، فلما كانت حاجتهم إلى النَّفَسِ أكثر من حاجتهم إلى الماء ، وحاجتهم إلى الماء أكثر من حاجتهم إلى الأكل ، كان سبحانه قد جاء بالهواء جودًا عامًّا في كل مكان وزمان ، لضرورة الحيوان إليه ؛ ثم الماء دونه ، ولكنه يوجد أكثر مما يوجد القوت وأيسر ؛ لأن الحاجة إليه أشد ... ( الجواب الصحيح : 5 / 435 ، 436 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الناس كما قويت حاجتهم إلى معرفة الشيء يسر الله أسبابه ؛ كما يتيسر ما كانت حاجتهم إليه في أبدانهم أشد ، فلما كانت حاجتهم إلى النفس والهواء أعظم منها إلى الماء ، كان مبذولا لكل أحد في كل وقت ، ولما كانت حاجتهم إلى الماء أكثر من حاجتهم إلى القوت ، كان وجود الماء أكثر ؛ وكذلك لما كانت حاجتهم إلى معرفة الخالق أعظم ، كانت آياته ودلائل ربوبيته وقدرته وعلمه ومشيئته وحكمته أعظم من غيرها ؛ ولما كانت حاجتهم إلى معرفة صدق الرسل بعد ذلك أعظم من حاجتهم إلى غير ذلك ، أقام الله سبحانه من دلائل صدقهم ، وشواهد نبوتهم ، وحسن حال من اتبعهم وسعادته ونجاته ، وبيان ما يحصل له من العلم النافع ، والعمل الصالح ؛ وقُبْح حال من خالفهم ، وشقاوته ، وجهله ، وظلمه ، ما يظهر لمن تدبر ذلك
] وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [ ( النور : 40 ) .... ( الجواب الصحيح : 5 / 141 ) .
 
عودة
أعلى