من درر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

الأخت الكريمة / أم عمار
لشرح كلمة الشيخ - رحمه الله - أسوق لك من كلامه قبلها وبعدها ما يوضحه ؛ قال - رحمه الله : والنزاع فى الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شر عظيم من خفاء الحكم ؛ ولهذا صنف رجل كتابًا سماه ( كتاب الاختلاف ) ، فقال أحمد : سَمِّه ( كتاب السعة ) ، وإن الحق فى نفس الأمر واحد ، وقد يكون من رحمة اللّه ببعض الناس خفاؤه لما فى ظهوره من الشدة عليه ، ويكون من باب قوله تعالى : { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [ المائدة : 101 ] .
وهكذا ما يوجد فى الأسواق من الطعام والثياب ، قد يكون فى نفس الأمر مغصوبًا ، فإذا لم يعلم الإنسان بذلك كان كله له حلالا ، لا إثم عليه فيه بحال ، بخلاف ما إذا علم ، فخفاء العلم بما يوجب الشدة قد يكون رحمة ، كما أن خفاء العلم بما يوجب الرخصة قد يكون عقوبة ، كما أن رفع الشك قد يكون رحمة ، وقد يكون عقوبة ، والرخصة رحمة وقد يكون مكروه النفس أنفع كما فى الجهاد .ا.هـ .
( فخفاء العلم بما يوجب الشدة قد يكون رحمة ) ذكر مثاله - رحمه الله - من خفاء ما يكون مغصوبًا ، فلو ظهر أنه مغصوب لم يجز شراؤه ، فكان في خفاء ذلك رحمة .
( خفاء العلم بما يوجب الرخصة قد يكون عقوبة ) فالرخصة رحمة ، وقد يحتاجها المرء في موطنها ، فإذا خفي عليه العلم بها اشتد عليه الأمر ، وقد يكون هذا عقوبة لصاحبه .
ورفع الشك متردد بين الأمرين ، إذا الشك ما تردد فيه الإنسان بين أمرين ، وقد يكون أحدهما فيه شدة ، والآخر فيه لين ، فإذا ارتفع الشك في مسالة كشف عن شدة ، وفي أخرى كشف عن يسر ولين ... هذا والعلم عند الله تعالى .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كل من كان أكمل في تحقيق إخلاص ( لا إله إلا اللّه ) علماً وعقيدة ، وعملاً وبراءة ، وموالاة ومعاداة ، كان أحق بالرحمة . ( الحسنة والسيئة : 2 / 165 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : ضَلَالَ بَنِي آدَمَ وَخَطَأَهُمْ فِي أُصُولِ دِينِهِمْ وَفُرُوعِهِ - إذَا تَأَمَّلْته - تَجِدُ أَكْثَرَهُ مِنْ عَدَمِ التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ ؛ لَا مِنْ التَّصْدِيقِ بِالْبَاطِلِ . ( مجموع الفتاوى : 20 / 105 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قَالَ فِي سُورَةِ الْمُلْكِ { وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } وَهُوَ بَيَانُ مَا فِي الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ لُطْفِ الْحِكْمَةِ ، الَّتِي تَتَضَمَّنُ إيصَالَ الْأُمُورِ إلَى غَايَاتِهَا بِأَلْطَفِ الْوُجُوهِ ؛ كَمَا قَالَ يُوسُفُ عليه السلام : { إنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا لِّمَا يَشَاء } [ يوسف : 100 ] . .... ..... ( مجموع الفتاوى : 16 / 354 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : فَأَسْعَدُ الْخَلْقِ وَأَعْظَمُهُمْ نَعِيمًا وَأَعْلَاهُمْ دَرَجَةً : أَعْظَمُهُمْ اتِّبَاعًا وَمُوَافَقَةً لَهُ عِلْمًا وَعَمَلًا . ..... ( مجموع الفتاوى : 4 / 26 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الشِّرْكُ أَعْظَمُ الْفَسَادِ ، كَمَا أَنَّ التَّوْحِيدَ أَعْظَمُ الصَّلَاحِ . ( مجموع الفتاوى : 18 / 162 ) .
 
تقبلوا مني هذه الإضافة بارك الله فيكم:

قال ابن تيمية رحمه الله:

«إنَّ أعظم النِّعمة: الإقبالُ والتعبُّدُ، ولكلِّ نعمة حاسِدٌ على قدرها، دَقَّت أو جَلت، ولا نعمةَ أعظمُ من هذه النعمة -يعني دعاء الله عزَّ وجلَّ- فإنَّ أنفس الحاسدين مُتعلِّقة بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا﴾ [يوسف: 5]، وكم من صاحب قلب وجمعية وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبه إيَّاها الأغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السرِّ مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد».

[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (15/ 18)].
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مسألة دخول الجني جسد الإنسي : وَالنَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ : قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِدُخُولِ الْجِنِّيِّ فِي الْإِنْسِ ؛ وَقَوْمٌ يَدْفَعُونَ ذَلِكَ بِالْعَزَائِمِ الْمَذْمُومَةِ ، فَهَؤُلَاءِ يُكَذِّبُونَ بِالْمَوْجُودِ ، وَهَؤُلَاءِ يَعْصُونَ بَلْ يَكْفُرُونَ بِالْمَعْبُودِ ؛ وَالْأُمَّةُ الْوَسَطُ تُصَدِّقُ بِالْحَقِّ الْمَوْجُودِ ، وَتُؤْمِنُ بِالْإِلَهِ الْوَاحِدِ الْمَعْبُودِ وَبِعِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ وَذِكْرِهِ وَأَسْمَائِهِ وَكَلَامِهِ ، فَتَدْفَعُ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ . .. ( مجموع الفتاوى : 19 / 62 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَكُلُّ أُمَّةٍ مُشْرِكَةٍ أَصْلُ شِرْكِهَا عَدَمُ كِتَابٍ مُنَزَّلٍ مِنْ السَّمَاءِ ، وَكُلُّ أُمَّةٍ مُخْلِصَةٍ أَصْلُ إخْلَاصِهَا كِتَابٌ مُنَزَّلٌ مِنْ السَّمَاءِ ؛ فَإِنَّ بَنِي آدَمَ مُحْتَاجُونَ إلَى شَرْعٍ يُكْمِلُ فِطَرَهُمْ ، فَافْتَتَحَ اللَّهُ الْجِنْسَ بِنُبُوَّةِ آدَمَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ] وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [ وَهَلُمَّ جَرَّا . فَمَنْ خَرَجَ عَنْ النُّبُوَّاتِ وَقَعَ فِي الشَّرَكِ وَغَيْرِهِ ؛ وَهَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ كَافِرٍ غَيْرِ كِتَابِيٍّ فَإِنَّهُ مُشْرِكٌ ، وَشِرْكُهُ لِعَدَمِ إيمَانِهِ بِالرُّسُلِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : ] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [ . ... ( مجموع الفتاوى : 20/ 105 ، 106 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها ؛ فأكثر الخلق يتركون كثيرًا مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها وأقوال البدن وأعماله ، وقد لا يعلمون أن ذلك مما أمروا به ، أو يعلمون الحق ولا يتبعونه ، فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع ، وإما مغضوبا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته . ( جامع الرسائل [ رسالة في التوبة ] ، ص : 228 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الْمَوْجُودُ : إمَّا خَيْرٌ مَحْضٌ ، أَوْ فِيهِ خَيْرٌ ؛ وَالْمَعْدُومُ : إمَّا أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِيهِ بِحَالِ ، أَوْ خَيْرُهُ حِفْظُ الْمَوْجُودِ وَسَلَامَتُهُ ؛ وَالْمَأْمُورُ بِهِ قَدْ طُلِبَ وُجُودُهُ ، وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ قَدْ طُلِبَ عَدَمُهُ ؛ فَعُلِمَ أَنَّ الْمَطْلُوبَ بِالْأَمْرِ أَكْمَلُ وَأَشْرَفُ مِنْ الْمَطْلُوبِ بِالنَّهْيِ ، وَأَنَّهُ هُوَ الْأَصْلُ الْمَقْصُودُ الْمُرَادُ لِذَاتِهِ ، وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ عَدَمُهُ شَرًّا مَحْضًا . ( مجموع الفتاوى : 20/ 117 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : فَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَزَالُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ ؛ فَإِذَا تَبَيَّنَ لَهُ مِنْ الْعِلْمِ مَا كَانَ خَافِيًا عَلَيْهِ اتَّبَعَهُ ، وَلَيْسَ هَذَا مُذَبْذَبًا ؛ بَلْ هَذَا مُهْتَدٍ زَادَهُ اللَّهُ هُدًى . ( مجموع الفتاوى : 22/ 253 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَأَحَقُّ النَّاسِ بِالْحَقِّ مَنْ عَلَّقَ الْأَحْكَامَ بِالْمَعَانِي الَّتِي عَلَّقَهَا بِهَا الشَّارِعُ . ( مجموع الفتاوى : 22 / 331 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : فالفرقان يحصل به التمييز بين المشتبهات ؛ ومن لم يحصل له الفرقان كان في اشتباه وحيرة ؛ والهدى التام لا يكون إلا مع الفرقان ، فلهذا قال أولاً : ] هُدىً لِلنَّاسِ [ ، ثم قال : ] وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [ ؛ فالبينات : الأدلة على ما تقدم من الهدى ؛ وهي بينات من الهدى ، الذي هو دليل على أنَّ الأول هدى ، ومن الفرقان الذي يُفرِّق بين البيّنات والشبهات ، والحجج الصحيحة والفاسدة . ( النبوات ص 642 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَأَمَّا اتِّخَاذُ وِرْدٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ وَاسْتِنَانُ ذِكْرٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ : فَهَذَا مِمَّا يُنْهَى عَنْهُ ، وَمَعَ هَذَا فَفِي الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْأَذْكَارِ الشَّرْعِيَّةِ غَايَةُ الْمَطَالِبِ الصَّحِيحَةِ ، وَنِهَايَةُ الْمَقَاصِدِ الْعَلِيَّةِ ؛ وَلَا يَعْدِلُ عَنْهَا إلَى غَيْرِهَا مِنْ الْأَذْكَارِ الْمُحْدَثَةِ الْمُبْتَدَعَةِ إلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُفَرِّطٌ أَوْ مُتَعَدٍّ . ( مجموع الفتاوى : 22 / 511 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَكَثِيرًا مَا يَضِيعُ الْحَقُّ بَيْنَ الْجُهَّالِ الْأُمِّيِّينَ وَبَيْنَ الْمُحَرِّفِينَ لِلْكَلِمِ الَّذِينَ فِيهِمْ شُعْبَةُ نِفَاقٍ كَمَا أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَيْثُ قَالَ : { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } إلَى قَوْلِهِ : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ } الْآيَةَ . ( مجموع الفتاوى : 25 / 129 ، 130 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : فَأَمَّا مَا تَرَكَهُ e مِنْ جِنْسِ الْعِبَادَاتِ مَعَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَشْرُوعًا لَفَعَلَهُ ، أَوْ أَذِنَ فِيهِ ، وَلَفَعَلَهُ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ وَالصَّحَابَةُ : فَيَجِبُ الْقَطْعُ بِأَنَّ فِعْلَهُ بِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ ، وَيَمْتَنِعُ الْقِيَاسُ فِي مَثَلِهِ . ( مجموع الفتاوى : 26 / 172 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : بَلْ كَمَا أَنَّ نُورَ الْعَيْنِ لَا يُرَى إلَّا مَعَ ظُهُورِ نُورٍ قُدَّامَهُ ، فَكَذَلِكَ نُورُ الْعَقْلِ لَا يَهْتَدِي إلَّا إذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ شَمْسُ الرِّسَالَةِ ؛ فَلِهَذَا كَانَ تَبْلِيغُ الدِّينِ مِنْ أَعْظَمِ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ ، وَكَانَ مَعْرِفَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَاجِبًا عَلَى جَمِيعِ الْأَنَامِ . ( مجموع الفتاوى : 1 / 6 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : مَا تَنَازَعَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ لَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ الْقُضَاةِ أَنْ يَفْصِلَ النِّزَاعَ فِيهِ بِحُكْمِ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ مِنْ الْقُضَاةِ أَنْ يَقُولَ : حَكَمْت بِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ هُوَ الصَّحِيحُ وَأَنَّ الْقَوْلَ الْآخَرَ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ ؛ بَلْ الْحَاكِمُ فِيمَا تَنَازَعَ فِيهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَجْمَعُوا عَلَيْهِ : قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ كَقَوْلِ آحَادِ الْعُلَمَاءِ إنْ كَانَ عَالِمًا ، وَإِنْ كَانَ مُقَلِّدًا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامَّةِ الْمُقَلِّدِينَ ؛ وَالْمَنْصِبُ وَالْوِلَايَةُ لَا يَجْعَلُ مَنْ لَيْسَ عَالِمًا مُجْتَهِدًا عَالِمًا مُجْتَهِدًا . ( مجموع الفتاوى : 27 / 296 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَقِّ الْكُفَّارِ : ] كَلَّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ . ثُمَّ إنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ [ ؛ فَعَذَابُ الْحِجَابِ أَعْظَمُ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، وَلَذَّةُ النَّظَرِ إلَى وَجْهِهِ أَعْلَى اللَّذَّاتِ ؛ وَلَا تَقُومُ حُظُوظُهُمْ مِنْ سَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ مَقَامَ حَظِّهِمْ مِنْهُ تَعَالَى . ( مجموع الفتاوى : 1 / 27 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَالرَّبُّ سُبْحَانَهُ يُرِيدُكَ لَكَ ؛ وَلِمَنْفَعَتِكَ بِكَ ؛ لَا لِيَنْتَفِعَ بِك ؛ وَذَلِكَ مَنْفَعَةٌ عَلَيْكَ بِلَا مَضَرَّةٍ . فَتَدَبَّرْ هَذَا ؛ فَمُلَاحَظَةُ هَذَا الْوَجْهِ يَمْنَعُكَ أَنْ تَرْجُوَ الْمَخْلُوقَ أَوْ تَطْلُبَ مِنْهُ مَنْفَعَةً لَكَ ، فَإِنَّهُ لَا يُرِيدُ ذَلِكَ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ ؛ كَمَا أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ . وَلَا يَحْمِلَنَّكَ هَذَا عَلَى جَفْوَةِ النَّاسِ ؛ وَتَرْكِ الْإِحْسَانِ إلَيْهِمْ ؛ وَاحْتِمَالِ الْأَذَى مِنْهُمْ ؛ بَلْ أَحْسِنْ إلَيْهِمْ لِلَّهِ لَا لِرَجَائِهِمْ ؛ وَكَمَا لَا تَخَفْهُمْ فَلَا تَرْجُهُمْ ؛ وَخَفْ اللَّهَ فِي النَّاسِ وَلَا تَخَفْ النَّاسَ فِي اللَّهِ ؛ وَارْجُ اللَّهَ فِي النَّاسِ وَلَا تَرْجُ النَّاسَ فِي اللَّهِ ؛ وَكُنْ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ : ] وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى . الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى . وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى . إلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى [ ؛ وَقَالَ فِيهِ : ] إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا [ . ( مجموع الفتاوى : 1 / 30 ، 31 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَلَا تَحْصُلُ النِّعْمَةُ إلَّا بِرَحْمَتِهِ ، وَلَا يَنْدَفِعُ الشَّرُّ إلَّا بِمَغْفِرَتِهِ ، فَإِنَّهُ لَا سَبَبَ لِلشَّرِّ إلَّا ذُنُوبُ الْعِبَادِ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ] مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [ وَالْمُرَادُ بِالسَّيِّئَاتِ : مَا يَسُوءُ الْعَبْدَ مِنْ الْمَصَائِبِ ، وَبِالْحَسَنَاتِ : مَا يَسُرُّهُ مِنْ النِّعَمِ . .. ( مجموع الفتاوى : 1 / 42 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : جِمَاعَ الْحَسَنَاتِ الْعَدْلُ ، وَجِمَاعَ السَّيِّئَاتِ الظُّلْمُ ؛ وَهَذَا أَصْلٌ جَامِعٌ عَظِيمٌ .... ( مجموع الفتاوى : 1 / 86 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَالِاسْتِغَاثَةُ بِرَحْمَتِهِ اسْتِغَاثَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ ، كَمَا أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بِصِفَاتِهِ اسْتِعَاذَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَكَمَا أَنَّ الْقَسَمَ بِصِفَاتِهِ قَسَمٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ ؛ فَفِي الْحَدِيثِ : " أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " ، وَفِيهِ : " أَعُوذُ بِرِضَاك مِنْ سَخَطِك ، وَبِمُعَافَاتِك مِنْ عُقُوبَتِك ، وَبِك مِنْك ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نَفْسِك " ... ( مجموع الفتاوى : 1 / 111 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قال تعالى : ] وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [ ( الشورى : 52 ) ، والصراط المستقيم هو أقرب الطرق إلى المطلوب ، بخلاف الطرق المنحرفة الزائفة ؛ فإنها إما أن لا توصل ، وإما أن توصل بعد تعب عظيم وتضييع مصالح أخر ؛ فالطرق المبتدعة إن عارضت كانت باطلا ، وإن لم تعارض فقد تكون باطلا وقد تكون حقا لا يُحتاج إليه مع سلامة الفطرة .
ولهذا كل من كان إلى طريق الرسالة والسلف أقرب ، كان إلى موافقة صريح المعقول وصحيح المنقول أقرب ... ( درء تعارض النقل والعقل : 4 / 143 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : مَا مِنْ شَيْئَيْنِ إلَّا وَيَجْتَمِعَانِ فِي شَيْءٍ ، وَيَفْتَرِقَانِ فِي شَيْءٍ ، فَبَيْنَهُمَا اشْتِبَاهٌ مِنْ وَجْهٍ ، وَافْتِرَاقٌ مِنْ وَجْهٍ ؛ فَلِهَذَا كَانَ ضَلَالُ بَنِي آدَمَ مِنْ قِبَلِ التَّشَابُهِ ... ( مجموع الفتاوى : 3 / 63 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَتَجِدُ الْإِسْلَامَ وَالْإِيمَانَ كُلَّمَا ظَهَرَ وَقَوِيَ ، كَانَتْ السُّنَّةُ وَأَهْلُهَا أَظْهَرَ وَأَقْوَى ؛ وَإِنْ ظَهَرَ شَيْءٌ مِنْ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، ظَهَرَتْ الْبِدَعُ بِحَسَبِ ذَلِكَ ... ( مجموع الفتاوى : 4 / 20 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الِاعْتِرَاضَ وَالْقَدْحَ لَيْسَ بِعِلْمِ ، وَلَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ ، وَأَحْسَنُ أَحْوَالِ صَاحِبِهِ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ ؛ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ فِي جَوَابِ السُّؤَالِ .... ( مجموع الفتاوى : 4 / 27 ، 28 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : مَا يَقَعُ مِنْ صَالِحِي الْبَشَرِ مِنْ الزَّلَّاتِ وَالْهَفَوَاتِ تُرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ ، وَتُبَدِّلُ لَهُمْ السَّيِّئَاتِ حَسَنَاتٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ سَيِّئَةً تَكُونُ سَبَبَ دُخُولِ الْجَنَّةِ .

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ الْعَفْوُ أَحَبَّ إلَيْهِ ... لَمَا ابْتلَى بِالذَّنْبِ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَيْهِ

وَكَذَلِكَ فَرَحُهُ بِتَوْبَةِ عَبِيدِهِ ، وَضَحِكِهِ مِنْ عِلْمِ الْعَبْدِ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا اللَّهُ ؛ فَافْهَمْ هَذَا ، فَإِنَّهُ مِنْ أَسْرَارِ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَبِهِ يَنْكَشِفُ سَبَبُ مُوَاقَعَةِ الْمُقَرَّبِينَ الذُّنُوبَ . .... ( مجموع الفتاوى : 4 / 378 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَعِلْمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ يَتَنَاوَلُ الظَّاهِرَ وَالْبَاطِنَ ؛ فَكَانَ الْأَعْلَمُ بِهِ أَعْلَمَ بِالدِّينِ .... ( مجموع الفتاوى : 4 / 409 ) .
 
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وفي قوله تعالى { وما أصابك من سيئة فمن نفسك}
من الفوائد: أن العبد لا يركن إلى نفسه ولا يسكن إليها. فإن الشر لا يجيء إلا منها.
ولا يشتغل بملام الناس ولا ذمهم إذا أساءوا إليه. فإن ذلك من السيئات التي أصابته. وهي إنما أصابته بذنوبه. فيرجع إلى الذنوب فيستغفر منها. ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله. ويسأل الله أن يعينه على طاعته. فبذلك يحصل له كل خير ويندفع عنه كل شر.....".

مجموع الفتاوى
١٤ / ٣١٩
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إذَا أَمْكَنَ الْعِلْمُ بِمِقْدَارِ الْحَقِّ : كَانَ هُوَ الْوَاجِبَ ؛ وَإِذَا تَعَذَّرَ ذَلِكَ شَرَعَ الشَّارِعُ مَا هُوَ أَمْثَلُ الطُّرُقِ وَأَقْرَبُهَا إلَى الْحَقِّ : فَتَارَةً يَأْمُرُ بِالْخَرْصِ إذَا تَعَذَّرَ الْكَيْلُ أَوْ الْوَزْنُ ؛ إقَامَةً لِلظَّنِّ مَقَامَ الْعِلْمِ عِنْدَ تَعَذُّرِ الْعِلْمِ ، وَيَأْمُرُ بِالِاسْتِهَامِ لِتَعْيِينِ الْمُسْتَحِقِّ عِنْدَ كَمَالِ الْإِبْهَامِ ؛ وَتَارَةً يُقَدِّرُ بَدَلَ الِاسْتِحْقَاقِ إذَا لَمْ يَكُنْ طَرِيقٌ آخَرُ لِقَطْعِ الشِّقَاقِ ؛ وَرَدُّ الْمُشْتَرِي لِلصَّاعِ بَدَلَ مَا أُخِذَ مِنْ اللَّبَنِ مِنْ هَذَا الْبَابِ ( يعني في المصراة ) ... ( مجموع الفتاوى : 4 / 538 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كان النبي e يوم بدر قد أخبرهم بمصارع المشركين ، ثم هو بعد هذا يدخل إلى العريش يستغيث ربه ويقول : " اللهم أنجز لي ما وعدتني " ؛ لأن العلم بما يقدره لا ينافي أن يكون قدره بأسباب، والدعاء من أعظم أسبابه ... ( الإيمان ص 357 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الَّذِي يَعْرِفُ الْحَقَّ وَلَا يَتَّبِعُهُ غَاوٍ يُشْبِهُ الْيَهُودَ ؛ وَالَّذِي يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ وَشَرْعٍ : هُوَ ضَالٌّ يُشْبِهُ النَّصَارَى ؛ كَمَا كَانَ يَقُولُ مَنْ يَقُولُ مِنْ السَّلَفِ : مَنْ فَسَدَ مِنْ الْعُلَمَاءِ فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ الْيَهُودِ ؛ وَمَنْ فَسَدَ مِنْ الْعِبَادِ فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ النَّصَارَى .
فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَحْذَرَ مِنْ هَذَيْنِ الشَّبَهَيْنِ الْفَاسِدَيْنِ : مِنْ حَالِ قَوْمٍ فِيهِمْ اسْتِكْبَارٌ وَقَسْوَةٌ عَنْ الْعِبَادَةِ وَالتَّأَلُّهِ ، وَقَدْ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ وَحَظًّا مِنْ الْعِلْمِ ؛ وَقَوْمٌ فِيهِمْ عِبَادَةٌ وَتَأَلُّهٌ بِإِشْرَاكِ بِاَللَّهِ وَضَلَالٍ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ وَشَرْعِهِ ، وَقَدْ جَعَلَ فِي قُلُوبِهِمْ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ؛ وَهَذَا كَثِيرٌ مُنْتَشِرٌ فِي النَّاسِ ؛ وَالشُّبَهُ تَقِلُّ تَارَةً وَتَكْثُرُ أُخْرَى ؛ فَأَمَّا الْمُسْتَكْبِرُونَ الْمُتَأَلِّهُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ الَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ ، وَإِنَّمَا يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ لِلِانْتِفَاعِ بِهِ ؛ فَهَؤُلَاءِ يُشْبِهُونَ فِرْعَوْنَ . ( مجموع الفتاوى : 7 / 633 ، 634 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كُلُّ عَمَلٍ لَا يُعِينُ اللَّهُ الْعَبْدَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ وَلَا يَنْفَعُ ؛ فَمَا لَا يَكُونُ بِهِ لَا يَكُونُ ، وَمَا لَا يَكُونُ لَهُ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَدُومُ ؛ فَلِذَلِكَ أَمَرَ الْعَبْدَ أَنْ يَقُولَ : ] إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [ ..... ( مجموع الفتاوى : 8 / 76 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كُلُّ نِعْمَةٍ مِنْهُ فَضْلٌ ، وَكُلُّ نِقْمَةٍ مِنْهُ عَدْلٌ ، وَهُوَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ لِكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَعَدْلِهِ ، لَا لِمُجَرَّدِ قَهْرِهِ وَقُدْرَتِهِ . ... ( مجموع الفتاوى : 8 / 511 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : النَّاسُ يَتَفَاضَلُونَ فِي الْعِلْمِ بِحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَعَدْلِهِ ، وَكُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ عِلْمًا بِحَقَائِقِ الْأُمُورِ ازْدَادَ عِلْمًا بِحِكْمَةِ اللَّهِ وَعَدْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ مُنْعِمٌ عَلَيْهِ بِالْحَسَنَاتِ : عَمَلِهَا وَثَوَابِهَا ، وَأَنَّ مَا يُصِيبُهُ مِنْ عُقُوبَاتِ ذُنُوبِهِ فَبِعَدْلِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَأَنَّ نَفْسَ صُدُورِ الذُّنُوبِ مِنْهُ - وَإِنْ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَقْدُورَاتِ الرَّبِّ - فَهُوَ لِنَقْصِ نَفْسِهِ وَعَجْزِهَا وَجَهْلِهَا الَّذِي هُوَ مِنْ لَوَازِمِهَا ، وَأَنَّ مَا فِي نَفْسِهِ مِنْ الْحَسَنَاتِ فَهُوَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَجُودِهِ ، وَأَنَّ الرَّبَّ مَعَ أَنَّهُ قَدْ خَلَقَ النَّفْسَ وَسَوَّاهَا وَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا فَإِلْهَامُ الْفُجُورِ وَالتَّقْوَى وَقَعَ بِحِكْمَةِ بَالِغَةٍ ، لَوْ اجْتَمَعَ الْأَوَّلُونَ والآخرون مِنْ عُقَلَاءِ الْآدَمِيِّينَ عَلَى أَنْ يَرَوْا حِكْمَةً أَبْلَغَ مِنْهَا لَمْ يَرَوْا حِكْمَةً أَبْلَغَ مِنْهَا ؛ لَكِنْ تَفْصِيلُ حِكْمَةِ الرَّبِّ مِمَّا يَعْجِزُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ عَنْ مَعْرِفَتِهَا ... ( مجموع الفتاوى : 8 / 513 ، 514 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لَا يُعْلَمُ الْعَدْلُ وَالظُّلْمُ إلَّا بِالْعِلْمِ ؛ فَصَارَ الدِّينُ كُلُّهُ الْعِلْمَ وَالْعَدْلَ ؛ وَضِدُّ ذَلِكَ الظُّلْمُ وَالْجَهْلُ .... ( مجموع الفتاوى : 28 / 179 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الْوِلَايَةَ لَهَا رُكْنَانِ : الْقُوَّةُ وَالْأَمَانَةُ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ] إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [ وَقَالَ صَاحِبُ مِصْرَ لِيُوسُفَ u : ] إنَّك الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ [ ، وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ جِبْرِيلَ : ] إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ . مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [ .
وَالْقُوَّةُ فِي كُلِّ وِلَايَةٍ بِحَسْبِهَا ؛ فَالْقُوَّةُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ تَرْجِعُ إلَى شَجَاعَةِ الْقَلْبِ وَإِلَى الْخِبْرَةِ بِالْحُرُوبِ وَالْمُخَادَعَةِ فِيهَا ؛ فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ، وَإِلَى الْقُدْرَةِ عَلَى أَنْوَاعِ الْقِتَالِ : مِنْ رَمْيٍ وَطَعْنٍ وَضَرْبٍ وَرُكُوبٍ وَكَرٍّ وَفَرٍّ وَنَحْوِ ذَلِكَ ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [ .
وَالْقُوَّةُ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ تَرْجِعُ إلَى الْعِلْمِ بِالْعَدْلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، وَإِلَى الْقُدْرَةِ عَلَى تَنْفِيذِ الْأَحْكَامِ .
وَالْأَمَانَةُ تَرْجِعُ إلَى خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَأَلَّا يَشْتَرِيَ بِآيَاتِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ، وَتَرَكَ خَشْيَةَ النَّاسِ .
وَهَذِهِ الْخِصَالُ الثَّلَاثُ الَّتِي أَخَذَهَا اللَّهُ عَلَى كُلِّ مَنْ حَكَمَ عَلَى النَّاسِ ؛ فِي قَوْله تَعَالَى : ] فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [ ... ( مجموع الفتاوى : 28 / 253 ، 254 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون .... ( اقتضاء الصراط ، ص 203 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًّا بيِّنًا ، ويؤثر - أيضًا - في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق .
وأيضًا فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ؛ فإن فَهَمَ الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ثم منها ما هو واجب على الأعيان ، ومنها ما هو واجب على الكفاية ... ( اقتضاء الصراط المستقيم ، ص 207 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرًا الكفر المطلق ، حتى تقوم به حقيقة الكفر ؛ كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنًا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته .. ( اقتضاء الصراط ، ص 70 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كل أمر يكون المقتضي لفعله على عهده e موجودًا أو كان مصلحة ولم يفعله ، يُعلم أنه ليس بمصلحة ، وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق ، فقد يكون مصلحة . .. ( اقتضاء الصراط المستقيم ؛ ص 279 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الشرائع أغذية القلوب ، فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم يبق فيها فضل للسنن ، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث .... ( اقتضاء الصراط ، ص 281 ) .
 
قال ابن تيمية رحمه الله: «وأولو الأمر أصحاب الأمر وذووه؛ وهم الذين يأمرون الناس؛ وذلك يشترك فيه أهل اليد والقدرة وأهل العلم والكلام؛ فلهذا كان أولو الأمر صنفين: العلماء والأمراء، فإذا صلَحوا صلَح الناس، وإذا فسَدوا فسَد الناس».
[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (28/ 170)]
 
عودة
أعلى