نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

عندما يقول العلماني انه لايعترض على الشريعة فهو لايقصد انه لايعترض على تطبيقها -انما هي كلمة يقولها!-فضلا عن انه لايسعي لتطبيقها او بالأحرى إقامتها في حياة الناس
ان كل مايقوله العلماني ومايضعه من تنظير يعني بصورة مباشرة أن تلك الشريعة انما هي من اختراع المسلمين أنفسهم، ومبدئها من إيعاز البيئة الاسطورية-بزعم العلماني طبعا- التي ولد فيها النبي، من إيعاز الظروف القديمة والحلول اللائقة بالأوضاع العربية لعصور كانت تفكر بطريقة خاضعة لاقتصاديات وسياسات واجتماعيات ذلك الزمان الجاهلي الاسطوري ذي المعارف الجاهلة او الضعيفة او الخاطئة بل يزعم العلماني انها مستمدة من تلك الاوضاع والافكار والتشريعات
ومنبع قولهم هذا وأصله وأسه هو قولهم أن لاوحي سماوي ولا مصدر فوقي، وعلى هذا فلاشريعة، فإن كنت تريد أن تطبقها كما تحارب من أجلها-يقول العلماني- فعليك أن تسقط كل مايتعارض مع العلم -ويقصد بالعلم تلك الفرضيات الفاسدة التي يرفضها العلم اصلا بدءا من الداروينية ومرورا بالماركسية حتى مذاهب مابعد الحداثة فلتنتبه لهذا-والعصر والمذاهب الحداثية ومابعد الحداثية وماتفرزه على الدوال المنفتح من قوانين!
لكنهم يقولون بأن ذلك لايتم في بلاد العرب مرة واحدة لوجود القوى الإسلامية الضاغطة
لكنهم أي العلمانيين يراغموننا أيضا على قبول مسلماتهم عن الشريعة ، فإن قلت الشريعة هي المصدر الأول والأخير مما لايعني نفي الاجتهاد في عالم السياسة والاقتصاد وغيره من عوالم فتح الإسلام عليها باب الإجتهاد ، قالوا لك لا!، وإنما هي مصدر أصيل في الأمة(يقولون ذلك مكرا حتى لاتكتشفهم الأمة ) لكن هناك مصادر أخرى وهي الفكر الحديث والقوانين الحديثة يقصدون بها قوانين الغرب في كافة المجالات،
نحن أيضا نراغمهم في هذا المجال،فنقول لهم أي شيء تقصدون في القوانين الحديثة أو المذاهب أو الأفكار أو التطبيقات، فإن قالوا مثلا الديمقراطية فكثير منا يقول ، والقول حق، لامانع من الإستفادة من منجزات العمل الديمقراطي كآليات يمكن تعديلها مستقبلا، أما أن الشعب هو فوق الشريعة وفوق الدين وفوق الوحي فلا، ذلك أن الفكر الفلسفي للديمقراطية قائم على أن لا دين ولاشريعة فوقية وإنما هو فعل الإنسان والعقل في عالمه وحده، فلا إرادة خارجية تضع ولو حتى أساسات المفاهيم والتشريعات، وهذا طبعا لايقبله الإسلاميون على الرغم من أن بعضهم يزعم أن من قال بديمقراطية الآليات هو مؤمن بديمقراطية فلسفية رافضة للوحي وأنه لايسعى لشريعة ولايحزنون، وهذا كذب على من يقول بالعمل بآليات الديمقراطية مع حرصه على تعديلها بحيث تخضع مع الزمن لما يحده الإسلام ويضعه من حدود
وعلى كل فالعلمانيين لاييقولون بقولنا بل نحن ننازعهم في كل شيء ونراغمهم على حلولنا وإن أخذ كثير منا بلفظ الديمقراطية لما تحمله في "الذهنية العامة" من عدم القهر والحرية والاختيار فهذا هو العدل والحق والنقد، أما ماتحمله الديمقراطية على الحقيقة فهو عكس ماتفهمه الذهنية العامة منها!!
نعم في الديمقراطية حرية لكنها تصل في الغرب الى حرية تنفي ضوابط الشريعة وفي الديمقراطية اساس الاختيار لكنها لاترضي في الغرب باختيار المسلم في الشرق لمنهج الله وشريعته في الحياة
الأمر معقد التركيب لكننا نبقى عند قولنا أن الإسلام (لايرفض الحق الذي يحمله(ويحمله غيره) لأن غيره يحمل مع هذا "الحق" الباطل) بل نحن نصنع الفرقان كما وضعه الرحمن.
لايمكن أن يكون فكر الاخوان او سلفي الكويت مثلا ممن دخلوا البرلمانات للحرب من هناك مثل الافكار العلمانية المحاربة للاسلام
من لايفهم هذه المسألة فأنا أزعم أنه أولا لا يفهم مفهوم الشريعة أو طريق الإسلام في النظر في المعتقدات والشرائع والفلسفات والوقائع والآليات والقواعد، وثانيا لايفهم مقاصد الإسلام وطريقة تعامله مع الواقع ومع التاريخ ومع الأديان وأهلها والقوى المخالفة وماتفعله في ظل عوالم متغيره لاتتعامل الشريعة معها بطريق أو طريقة واحدة على عكس مايتصور من يريد الشريعة كاملة في يوم واحدة تحت كل الظروف وأما كل الأعداء!
 
الجمال في "وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
فائض وساحر
هذه الانقلابات النووية والتفجيرات الهائلة داخل وعلى سطح الشمس كأنها تقول انها الفوضى في الكون
مع انك لو درست تلك العمليات الشمسية العجيبة لوجدت لها نظاما خاصا داخلي وخارجي
ابتعد بعد الارض عن الشمس فستعلم ان تلك التفجيرات مقصود بها انت!
الارض وماعليها من طعام وكل ماسخر لك انها كلها من النعم التي لاتحصى
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
هناك علاقة بين التسخير والرزق
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
حتى مايستعمل في الطب والاجهزة الاشعاعية جاء من هناك!
ومايدخل جسمك من عناصر وفيتامينات اغلبه او بعضه ايضا من هناك
ثم الحب والجمال والغزل من هناك
غروب وشروق يقوم بتصويره والتفنن فيه المؤمنون والملاحدة!
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
مااروع هذا النظام الذي يقول العلماني جورج طرابيشي تبعا للغرب العلماني- أو بالأحرى لنظريات فيه- انه فوضى وليس نظام
مع ان تلك الفوضى المزعومة تمده بغذاء مجاني يوميا وعلاج مجاني وغذاء وحرارة ومتعة وربما شعر وتغني بالحب!
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ
 
العلمانية فارغة الروح ..فاقدة الروح
إما أن تقتل بلطف وعلى طول الأمد كما يحدث في الغرب
وإما أن تقتل بعنف ووقاحة كما يحدث في الشرق
انها اشد دهاء من الثعلب والطف في الحركة من جلد الثعبان واعظم تلونا من الحرباء
امام شعوبها تبدو أخلاقية حتى اللطافة التي تنجذب لها أشد النساء قساوة وجمودا، أما في الخارج فهي غليظة حتى درجة التصلب والقسوة...
لاترحم غيرها ولارحمة فيها لأهلها
 
ماهي العلمانية؟
انها الحياة منفصلة عن الكون تماما
وليس عن الدين فقط
لقد حشرت العلمانية نفسها في مفهوم المادة وحتى هذه الأخيرة فهي كونياً من الجمال الذي يؤدي لأي قاس للقلب أن يلين ويكون عابدا لمن أبدع هذا التناسق العديب وهذه القوى الهائلة المتسعة في ارجاء الكون الفسيح والفسيح لغايات وابعاد سحيقة وهائلة
لقد عزلت العلمانية الروح البشري عن الجسد وحبسته اسيرا في قمقم المادة...
وعزلت الارض عن السماء فلم ترى الا عناصر المادة الصماء في الارض العريضة
وعزلت الانسان عن الاخلاق فلم يبق له منها شيء الا مايعينه على العمل في المؤسسات العلمانية
العلمانية عزلت الحقيقة الكاملة عن العلوم الانسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية
فكانت النتيجة عالم بلا روح عالم بلا دين عالم بلا اخلاق عالم بلا انسان
الانسان قد مات كما قال احد اقطابها في زمننا هذا
 
العلمانية انفصلت عن فساحة الكون وانحشرت في بقعة ظلماء من الارض الغربية في بهرج فاتن عازلة اهلها عن روحانية الاكوان وجمال الافلاك وروح الانسان الموصول بخالق تلك المبدعات القريبة والبعيدة
 
العلمانية ضغطت الانسانية في العمل والطعام والشراب والفن حتى الاباحي العلني والفسحة الاسبوعية
على اساس ان الانسان حيوان من اصل حيوان
ويتساقط الناس في ظلها مابين مخمور يعالج ومجنون منحوه اسما لطيفا ليبقى في الدائرة في تلطف وهدوء، ومنتحر لايسمع الناس نفسه الاخير وسط الضجيج والاحتفاليات الهائلة الصحب، واسر محطمة وانسان منعزل وحيد(غالبية الغربييين هكذا) وعلاقات هامشية، وعلاقات عبثية.
العلمانية تقتل ولاتحيي
 
العلمانية " آلة" تخريب
لاعقل لها وإن زعمت أن لها عقلا!
العقل الصحيح لايدمر مقوماته ليبقى عاريا من الحقيقة!
 
الغربي يعيش الحال العلمانية وهو لايعرف اسمها ولا رسمها
انه يعيش حالة وهو يعلم علم اليقين انه يعيش في مهب الريح
فإما أن تعصف به ولذلك يعيش قلقا هائلا يؤدي أحيانا الى الانتحار(ونسبة عالية جد جدا) وأما أن يعيش على هامش المدينة وهامش المتعة وهامش الاسرة بل وهامش الفردية فضلا عن الجماعية الروحانية.
العلماني الغربي لايدري ماهي العلمانية
انها لايدري حتى لماذا يعيش!!!!...
انما يشعر انه يعيش في صخب وضجيج وعمل مداوم ونظام
وعند التقاءه بالحياة منفردا يشعر بالموت قريب منه جدا
العلمانية الفارغة لم تبق له شيء حقيقي
كله زائف
 
العلمانية في الخارج متعة وضجيج
وفي الداخل صياح وصريخ
اي والله
ولكنكم لاتعلمون
اغلب الاسر الغربية (في الداخل) مأزومة داخليا.
لدرجة الغليان
خبرة25 سنة لقاءات وحوارات ومعايشة مع الزملاء والاصدقاء
 
العلمانية كالمرأة الساقطة
"تتقن" "فنها" وتبقى كما هي اسما ورسما(عاهرة)
وهل تساوي الزوجة بالعاهرة؟ّ
 
العلمانية و"قانونها" منحت الفرص للترقي علميا فيما يخص" الإطار"ومنحت الفرص" للحرية" فيما يخص" النموذج المنفتح بلاضوابط"
ومنحت العلاج والغذاء للإنسان فيما يخص "المعاش"
لكن في العلم يعيش الإنسان حالة جهل بإنسانيته لانه منفصل عن روحه المشتاقة المكبوتة بل علمه محدود بمجاله المؤطر!
وفي الحرية يعيشها حتى الحيوانية الطليقة
وفي المعاش يتناول الفطور والغذاء والعشاء لكنه جوعان روحيا وقلق نفسيا وفارغ وجدانيا
فالمرأة-مثلا- في " الإطار" والنموج والمعاش، تعمل أيضا(ملايين النساء في الغرب لانتكلم عن واحدة يتيمة!!) في الدعارة حرة (!) تتعيش وتتكسب وتهان روحها وهي تعلم ذلك تماما
وتصل الحرية عندها بل وعند الرجل أن تمارس الجنس مع الحيوانات. نعم مافهمته انت صحيح(الحيوانات الأعجمية)

و"تُكره" المرأة -كثيراً-على الجنس ب"الأجر" بعد أن أدخلها الرجل الحر في شباك الدعارة بالحيلة والالحاح والحرية التي تعيش هي " اطارها المنفتح" (شكوى النساء كثيرة جدا وياتين في التلفزيون يشتكين من عدم حريتهن لانهن عبيد عند"" سيدها!!!
وهلم جرا
 
الدين في المفهوم الحديث وفي الادبيات السياسية المدعومة فلسفيا وسياسيا هو الروحانيات والصلوات المعبدية او الفردية على اي طريقة كانت ولو كانت من عباد النار
فهذا الدين في الذهنية العلمانية الحديثة اي مابعد الوضعيات والاشتراكيات التي كانت تريد نفي الدين نهائيا صار هيمان روحي وفقط!
مسموح لك به
ومنهم من يتغنى به كالمستشار الماسوني العلماني محمد سعيد العشماوي وقد صنعت له فصلا في كتابي اقطاب العلمانية ج2 طبعة دار الدعوة
فدين الاوثان عنده كدين الرحمن لافرق كفلسفة ابن عربي في وحدة الوجود
من هذه الناحية فبدلا من تناسخ الارواح تؤمن العلمانية بتشابه الاديان او تحاول فرض هذا المعنى!!
وهذا المنطق عن الدين هو منطق سائد في العصر بعد ان ادعت العلمانية انها اكتشفت ان الدين او بالمعنى الادق التدين الشعائري او الفردي الروحاني ولو كان في عبادة شجرة انما هو من طبيعة الانسان ولذلك قالوا سنسمح للدين بهذا المعنى بالوجود بعد ان كانوا حتى الربع الاول من القرن العشرين يقولون لن نبقي من الدين شيء ليعيش اي تجفيف الينابيع تماما فهو عندهم خرافة لااصل لها في الانسان
والمدهش ان العلمانيين العرب الحداثيين يعاملون الاسلام بنفس هذه النظرة ويقولون العلمانية لاترفض الدين كما تدعون!
هل فهمت الآن نطاق الدين الذي حددوه واستعمالهم للكلمة في السياق مع الحرب ضد الاسلاميين لو صح التعبير؟
فانت تفهم رسالتهم باعتبار العلمانية لاتعادي دينك
بينما هم يقصدون هذا المعنى من الدين !!(إفهم هذه الاخيرة جيدا لان عليها مدار الحرب اليوم)
لكنك لو رجعت وتوقفت لحظة وفكرت في الامر-بعد الاطلاع طبعا-على مفهومهم للدين(انظر مثلا اعمال مراد وهبة او عزمي بشارة او غيرهما) لعلمت انهم يحاربون دينك محاربة شعواء واذا تكلموا امام الشعوب قالوا لم نعادي الدين!
هل فهمت اللعبة!؟
ارجو ذلك
وطبعا من وراء اللعبة المحاولة المضنية لجعل الاسلام روحانيات هندية او نصرانية او اي روحانيات اي تفريغه مما جاء به
كما مساواته مع الاديان والروحانيات الوضعية
ومن هنا مركزية الحرب العلمانية عن الاسلام في مجالي السياسة والتشريع
وايضا الاخلاق والقيم
وهذه الاخيرة تحددها السلطة العليا العلمانية او القانون الغربي او ماشئت من الاسماء وليس الاسلام المنزل من السماء وفيه -اي الاسلام بحمد الله-مساحة هائلة من الاجتهادات في المجالات التي جعلها الاسلام نفسه اجتهادات لتطوير حياة البشر
المعركة حقيقية
وعنيفة
 
ماهو المفهوم الذي جعلته المادية الغربية او العلمانية الغربية-في يومنا هذا- عن الدين؟
اولا احب ان اقول بان المفهوم تغير عن ماكان عليه في القرن التاسع عشر
ففي القرن التاسع عشر قالوا خرافات يجب التخلص منها
ولكن وعلى رغم عمليات تغيير الاذهان فان التدين ايا كانت صورته او اللجوء لقوى غير انسانية انتشر بعض الشئ في الغرب وعاد الفاتيكان يمثل دورا ضعيفا وانتشر الاسلام بصورة هائلة في الغرب حوالي 40 مليون مسلم منتشرون في الدول الغربية
في نفس الوقت بدأ بعض الباحثين من الفلاسفة بعمليات مراجعة عن الدين عند البشر لافكار القرن الماضي حتى منتصفه
خصوصا الباحث اليهودي الاصل الفرنساوي كلود ليفي اشتراوس
اكتشف اشتراوس ان وراء العقليات البدائية في قبائل البرازيل عقل علمي!
وانتهى الى تقرير ان الدين عموما موجود في فطرة البشر!
طبعا تعلمون ان القرآن سبق هذا التوجه في قوله تعالى فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
لكنه سبحانه وضع الفطرة في الاسلام بينما وضعها اشتراوس في الاساطير والخرافات
ومن جهة فالرجل عنده حق وباطل فاما الحق فلاشك ان القبائل الوثنية وغيرها تؤمن بغيب ما وبقوة اقوى واعظم من اي شيء مع اختلاط ذلك عندها بوثنيات كما كان عند العرب قبل الاسلام
اما الباطل فذكرته في ثنايا الكلام المتقدم
تلاحظ هنا ان الرجل يكتشف نقطة صغيرة في بحر او مادة الاسلام
وهي الفطرة او حقيقة ان هناك كيان انساني روحاني في شخص الانسان
لكنه جعل الدين-من ناحية اخرى- خيال عقلي او عقل التخيل في الانسان ولم يجعله يتجاوز هذا النطاق!
اما الغرب فانتقل في نظرته العلمانية غالبا الى مايسمى بالعلمانية الناعمة اي التي تترك مساحة للانسان في التدين اياكان نوع التدين
وكان هناك انتشار للاسلام في الغرب فاستفاد من هذا كله ففتح المسلمون المدارس لكن تحت اشراف السلطة العلمانية العليا!
مدراس للاطفال حتى سن معينة وانتهى الامر
وحتى الجامعات الاسلامية في الغرب فهي خاضعة لمفهوم الغرب عن الاسلام الا قليلا او مفهوم خاص للاسلام غربي وملائم لما سبق!
هنا لاترى للاسلام المنزل اي اثر يذكر فهو اسلام تشريعي منهجي مهيمن على عالم الانسان وسياسة الانسان ومجتمع الانسان مع فتح المجال لاجتهاد الانسان في جميع المجالات ماعدا ماجعله الاسلام ثابتا لايتغير او اخبر انه حقيقة لاتتبدل لانها هكذا في " الخارج" أي خارج " الأذهان"
اما العلمانيين العرب ممن ترك الماركسية او الوضعية القديمة فقد تبنى غالبا مفهوم الغرب الجديد وطالب المسلمين ان يقبلوه كدين لهم!!!!
اي مفهوم الغرب الحديث عن الدين!
بانه شيء في حقيقة الانسان عقلي خيالي لكنه ليس له وجود خارج الانسان
ومعنى هذا ثبات مفهوم الغرب عن الوحي والدين والشريعة والنبوة والرسالة
اي انهم الغوا هذه الحقائق لصالح مفهوم الخيال العقلي الفطري في التدين اي اي تدين كان
هذا المفهوم يرضي العلمانية تماما
لانه يعني ان الدين سيقف عند حدود الشوق والروحانيات ولايتدخل في السياسات والتشريعات ولاحتى القيم والاخلاق!!!
بدأت الاحزاب المسيحية تتشكل وتعمل وحتى تصنع حكومات لكن انتبه انها تعمل تحت مفهوم العلمانية وسيادتها التشريعية العليا خصوصا ان الناس في الغرب تحولوا غالبيتهم للعلمانية اي لقيمها واخلاقها وحرياتها
وفي الاحزاب المسيحية قبول لمضاجعي النظير او الشواذ من الجنسين!
هذا المفهوم يحاول العلمانيون العرب اليوم جعله هو الاسلام واول شيء حاولوه هو فصل الدين عن الدولة!
مع محاولاتهم تغيير مفهومه عند المسلمين
ونسوا ان الله حاصرهم هم بالجمع والجماعات وقراءة القرآن في الصلوات وان الآيات تأبى ذلك وتكشف الاعيب العلمانيين
انهم يريدون نفي النصوص المقدسة كما يسمونها واحلال المفهوم الجديد للدين في الغرب اليوم محل حقيقة ماجاء به رسول الله وتنزل في القرآن
 
العلمانية تأكل ابناءها
....
العلمانية كالسم الزعاف بطعم ثمرة التفاح!
....
العلمانية نشاط بشري اخذ من حضارتنا ديناميكيتها ثم انطلقت لاعنة الاستاذ الاكبر الذي انشأ الحركة في الكون والعلم والعقل والفعل الانساني والكرامة الفريدة
الاستاذ هو الاسلام ومنبعه القرآن وتلاميذ محمد غيروا نظرة العالم للكون وعنهم اخذ جاليليو وكوبرنيكس النظرة والمنظار والتجريبية في العلم
اما التلميذ العلماني الخائب فقد تهكم على من امده بالورقة والقلم وقال له انت انسان :إقرأ...
ابتكر اخترع انظر كيف بدأ الخلق!
العلمانية اكبر اكذوبة في تاريخ العالم...
واكبر جريمة اخلاقية ارتكبتها البشرية
....

العلمانية لاعنة وملعونة
تافهة ومتهافتة
خليط من علوم المسلمين المخفية عن المجتمعات مع كثير من الجهل بالكون والانسان والحياة
انها متعالية في سلطتها لكنها تتصاغر عند الفلاسفة الحقيقيين
....
العلمانية ركبت العلم وأوحت لعوالمها انه هي وانها هو بينما العلمانية والعلم صنوان لايجتمعان في الكون الحقيقي
كون السموات التي لم يبدعوها وكون الانسان الذي يئن من ظلماتها
....

جبروت الكنيسة قبل ان تظهر العلمانية كان كاسحا ثم جاء الاسلام وضيق عليها حتى ابواب فيينا وجبال البرانس ووزع العلم مجانا على الاوروبيين من خلال الاندلس -القريبة جدا-فاختنقت الكنيسة حتى انه كلما لاح لائح بعلم من ابناءها-وقد شمت منه رائحة العلوم الاسلامية- حرقته او قتلته او وضعت الخازوق له حتى تفجره من الداخل او الخارج
اما العلمانية فقد ورثت قبل ان تولد ملاحدتها كافة علوم المسلمين في الطبيعة والطبع حتى ظهرت اسما ورسما في الوجود فانكرت الحقيقة وتنكرت لمن منح شعوبها طوق النجاة ثم ل...عنته وقال ماهوند داء بالخرافة
تشتم من مد شعوبعا بالدواء والغذاء والعقل والعلم
مااقبح ورثة اوروبا القديمة!
لقد صاروا بخلاء اصحاب عقوق
بل شتامون لاعنون من امدهم بالحياة الحقيقية او بالأحرى بروح الحياة
....
[*]فتحت العلمانية الابواب على مصراعيها لرياح الجنس بدراهم معدودة
ولم تجد ملايين النساء من ابناءها الا الدعارة سبيلا من السبل للحياة
زانية تأكل بفرجها وام-اي العلمانية- تقرر للبنات طريقة في الحياة عارية وقحة
انها الحرية التي يقولون!

ماذا يريد العلمانيين العرب من الدين؟
يريدونه ان يكون دينا لاشأن له بالدين!
او بالأحرى أن يكون كنيسة روحانية تعبد اي شيء مادامت السلطة العليا للعلمانية
هكذا تجد المفهوم العلماني غير المتصلب!
يقولون!...
مع انه لاوقاحة متسلطة اكبر من هذه اللهم الا وقاحة علمانية القرن التاسع
....
 
تحذير:
يمكن لاطروحة اكاديمية مما ينتشر الآن ويروح له البعض (الإسلامي) -أن تأخذ بلبك وتفتنك لان فيها بعض ماتبغيه فيها بينما هي اطروحة علمانية أو شبه علمانية(وقد تقرأ لصاحبها أكثر من كتاب فتظنه مسلما بينما هو غير مسلم عند نفسه
غير أن تلك الكتب قد تنسيك مقومات دينك ورويدا رويدا تميل نفسك لرونقها الزائف واطروحاتها الخاطئة مهما تزينت بنقض بعض ماقاله الغير عن شريعتك او دينك لكنها من جهة قد تميت فيك أن هناك دينا منزلا من خالق الانسان هو الذي صنع الخير في حضارتك والعالم
نعم يمكن ان... تطور معارفك او توسع في دائرتها او تضيف لمعلوماتك منها او ماجعل تاريخنا واعترف به او ازمات غربية واعترف بها لكن لاتأخذ الاطروحة على انها حق خالص فمهما اقتربت الاطروحة من نواح من الاسلام او دفاعا عنه او الحضارة -الاسلامية-وانصافها فاعلم انه مادام كاتبها نصراني متعلمن او مسلم متعلمن او علماني نصراني تظن من كتاباته انه مسلم يدافع عن دينك فلن يقول الحقيقة كاملة وقد ينفيها وهو يقوم بالدفاع عن جزئية فيها
فماكتبته كارن ارمستورنج عن النبي لايمنع ان ترى مثله عنها ينقض ماكتبته دفاعا عنه!
او ماكتبه غوستاف لوبون وهو اروع ماكتب عن حضارة الاسلام فلايفتنك هذا عن ان نفس هذا الرجل قال عن القرآن مايقوله مخمور بطريقة علمية!
اما مادعاني لكتابة هذا فهو مانشر اخيرا لوائل حلاق وهو مسيحي الاصل وفي كتابه الاخير المسمى "الدولة المستحيلة..." من المعلومات والمعارف المفيدة الا انه سيبقى كتابا من خارج الاسلام بل وفيه تناقضات ومسلمات باطلة
مهما كان في الكتاب نفسه من كلام لصالح الاسلام
وهنا يحتاج المء ان يقرأ الكتب التي ترسخ الاصول القرآنية عن الانسان وعن الوحي ومنها كتاب(المحاور الخمسة لمحمد الغزالي) او كتاب الخصائص العامة للاسلام او كافة كتب محمد قطب وفيها كلها فرقان يحميك او علم يكفيك او دفاع يعافيك ويعفيك
وهي كتب تعتبر كاسلحة تمنع عقلك ان ينثقب اثناء قراءة تلك الكتب التي كتبت لاجلها هذا المنشور
 
(العلمانية والفأر!!)
كثير من المدهشات تمر علي كالامور المألوفة
لكن على ان احكي لكم احدها
بالامس قالت زميلة عمل -هولندية-لزميل عمل(أفغاني)
عندي اربعة فئران فأر منهم مريض مش عارفة اقول لبناتي الصغيرات ايه لو مات احدهم(الاوروبيون بيربوا الفئران في البيوت وتباع في المحلات)
واضافت وهي تشعر بأزمة وجودية علمانية طبعا!: موضوع كبير يحتاج لوقت عشان تعرفهم معنى الموت
بينما انا امر في الممر سمعتها تقول له هذا فوقفت اسمع ثم مررت باطراف اصابعي على كتف زميل عملي ونظرت اليهما نظرة بريئة
ثم مضيت لحالي!
 
لقد افسدت العلمانية مفاهيم اسلامية تتعليق بالعبادات كما تتعلق بالمعاملات اي بالمجال الذاتي كما بالمجال الذي يتجاوز الذات
فلم يبق في تعريفها للاسلام الا صور رمزية تحولت ايضا في التصور العلماني الى روحانيات بالمقارنة مع روحانيات الامم الوثنية والكتابية وبثقافات انتربولوجية مجتمعية قديمة
لقد تم تفريغ الاسلام من قبل العلمانية حتى انه لم يعد له اي معنى للذات او لما يتجاوز الذات من موضوعات كالاجتماعي فضلا عن الكوني
وكما تم تحويل الوحي الى انساني تم تحويل مفاهيم الاسلام الى انتاج معرفي مجتمعي قديم ينتسب للشرق الادنى !
هذا هو العلم المادي عندما يفصل الشريعة عن اغراضها والوحي عن رسائله المتعددة فيما يخص الالهيات والانسانيات الاجتماعي والفردي الكوني والسببي
ان حربنا ضد الفكر المادي العلماني معناه ارجاع الحقيقة المخطوفة
نصرة للحقيقة ونصرة لدين الله المنزل
 
بذرة الدولة في الاسلام لاشك انها مُخلقة -من التخليق والانشاء-في القرآن ومنزلة في الواقع الطويل المدى لدولة الاسلام وان بصورة تختلف في الخلفية والواجهة عن الدولة العلمانية او الدولة الحديثة
فمفهوم الرجوع في شأن النزاع الى الله ورسوله يعني الرجوع الى القواعد المؤصلة في الاسلام وهذا يعني ان الحاكم والمحكوم خاضع لها وهذه بذرة الامة التي يخضع لها كل شئ في الاسلام فيما يخص السياسي الا ماجاء به الوحي فالحاكم في الاسلام ليس اصل ينبغي الرجوع اليه بل القواعد المؤسسة قرآنيا ونبويا والطاعة للحاكم هي في معروف والامة او الجماعة كلها حاكمة على مسار الحاكم
هذه الفكرة المؤسسية حاول العلمانيون التغطية عليها مع انها واضحة فمنهم من يقول بان مفهوم الدولة لم يكن موجود في الاسلام وهذا مردود عليه
فالمفهوم وجد وكانت هناك امة او الجماعة المسلمة مؤثرة وحتى في الاوقات التي كان فيها استبداد فان الامة لم تمنح الحاكم طاعتها الرضية لانه نزع منها اسمى ماجعله الاسلام لها
هذه واحدة
فالحرية في الاسلام اعطيت لساكن البلاد الاسلامية اي المواطن والاطار العام انه حر في دينه واقامة شعائره كما حر في اعماله وتجارته وموقفه السياسي مالم يعتدي بالعنف على الدولة الاسلامية
وكانت هناك آليات معينة للاعتراض لكن كان هناك قمع للحركات السرية التي كانت تريد قلب قيم الدولة الاسلامية وليس قيم الحاكم نفسه
مثل الجماعات الشيعية التي جعلت لها مفاهيم خاصة في العلاقات الاجتماعية ومع ان الاسلام ترك لها حريتها داخل اطار جماعتها الا انه منع ان يتعدى امرها هذا الاطار وهذا موجود في الدولة الحديثة التي تملك حق العنف كدولة وتحتكره كما هو الامر قانونا لتنظيم الدولة وهي تحاكم الخارج على حدود القانون مثلما تفعل مع الجماعات التي تحاول خلخلة نظام الدولة في التعايش في ظل مايسمى بالتعددية
لاشك ان اوروبا والغرب عموما تمكنوا من تفعيل آاليات للحرية والمواطنة انطلقت اصلا من "فكرة" و" تصور" قبل ان تكون آليات تتطور وتظام معين للمواطنة يتطور دوما بلاحدود الا ماتضعه الدولة العلمانية !
فكرة المواطنة وفكرة الحرية وفكرة المسؤولية وفكرة التعايش والحقوق
بذور هذه القيم موجودة في الاسلام لكن -لكي نتصور ذلك نعيد القول ان ذلك-في حدود الاطار الاسلامي واصله القيمي
فالحرية ليست مطلقة والمواطنة لاتعني فتح المجال كمثال لمواطنة تشرعن او تمارس الشذوذ الجنسي او التطرف فيه مثل ممارسة الجنس مع الحيوانات كما هو امر شرعي في بعض دول الغرب واكتفي بهذا المثال ولااتعداه!
والتعايش وجد في تاريخ الاسلام
والحقوق وضعت للناس فالنصارى واليهود امة مع المسلمين في اغلب الحقوق الانسانية والاجتماعية والسياسية لكن ايضا في حدود السياسة الاسلامية
ولايجب مقارنة هذا بماعليه الغرب اليوم والاسباب كثيرة فالسلطة العليا في الاسلام تعطي الحقوق للناس جميعا لكن بما ان بعض المناصب تتعلق بوظيفة اسلامية في التشريع او حالات الحرب والسلم الخارجيين فتم الاقتصار في امورها على المسلم وهذا ليس اعتداء على غير المسلم ولكن حماية له
وفي الغرب اليوم لانرى قادة من اصل اسلامي يتولون حلف الناتو مثلا او ماشابه
من ناحية الآليات المرتبطة بالمواطنة وحق الترشيح نجد ان الاسلام لم يمنع هذه الحقوق عن اي مواطن طالما لم يخرج عن حدود السلطة العليا الاسلامية والاختيارات بين من يحقق للمواطن حقوقه
من هذه الناحية عندنا اصول وعندنا اليات ولامانع من استعمال اليات من خبرة الغير لاستعمالها داخل اطارنا القيمي والقانوني
اما الزعم بانه ليس في الاسلام دولة وانه ليس هناك تصور لمفهوم المواطنة فهو ادعاء استشراقي بجدارة
وعلماني ثانيا
ولاشك ان هناك فرق بين ان ينال المواطن في الغرب مايسمى بحقوق يعتبرها الاسلام ممنوعة مثل حق بيع الاجساد والاعراض والمخدرات وغير ذلك وبين الحد الذي وضعه الاسلام لحقوق المواطنة او الحرية او التشريع
 
كنت قد كتبت ملاحظات قليلة عن كتاب تضخيم الدولة السياسة والمجتمع في الشرق الاوسط لصاحبه نزيه ن الايوبي
والآن اريد ان أضيف ان صاحبه المغرق في التحليل الماركسي وماجاء بعده من تحليلات استشراقية وعلمانية، عربية وغربية معاصرة، ملئ كتابه بتلك التحليلات من وضاح شرارة الى مكسيم رودنسون(وهناك ملاحظات علمية لرودنسون عن جاذبية الاسلام الحقيقية وهناك ماهو دون ذلك اقول ذلك من اطلاعي على تحليلات الرجل وعندي كتابه بعنوان جاذبية الاسلام)
الكتاب كله تزوير في تزوير مهما عرض من نظرات تحليلية للتاريخ الاسلامي تبدو عليها الموضوعية الظاهرية لكنك ان ذهبت لتحليل كل جملة منها وجدتها تراكيب خيالية تكتسي بصور تاريخية تبدل فيها وتحور ثم تضع الفرضية وراء الفرضية ويأتي احد الكتاب فيسلسل تلك الفرضيات والخيالات المعمقة فيسردها كأنها مسلمات لاتقبل الرد!
والكتاب في النهاية كما قال مترجمه في المقدمة : منهج المؤلف في التحليل بأنه على العموم ذو سمة ماركسية متطورة -غرامشيانية(ص12)
نصحت الدكتورة هبة رؤوف بقراءته!
في صفحة واحدة حشر مؤلف كتاب تضخيم الدولة مجموعة من "الاستنتاجات" و"وسائل الدعم في التحليل الغرامشي" -نسبة للمفكر الماركسي غرامشي- لاثبات ان الاسلام السني او ايدولوجية الاسلام السني اضفت الشرعية على نظام الخلفاء فسادت على حساب الايدلولوجيات الاكثر ليبرالية للشيعة والخوارج وعلى حساب الخطاب العقلاني للمعتزلة كما عبر هو نفسه
اما المجموعة من الاستنتاجات فكانت للعلماني عزيز العظمة ولبوغز وغيرهما والهيمنة استعارها من غرامشي مع تحليله لاهمية الدين بصفته جزء من الهيمنة الايديولوجية الثقافة!، ويقول ص 188:"ومن خلال الهيمنة الأيدلوجية-الثقافية كان بالإمكان اقناع المحكومين بقبول منظومة القيم والمعتقدات التي تؤيدي بأقصى درجة إلى تعزيز مصالح المجموعات ذوات الامتيازات(!!)"
اما الصفحة فهي رقم 187 من الكتاب كما قدم لموضوعات قريبة من هذا بفكر محمد اركون ص186 ومعلوم ان اركون قام كل مشروعه لا على نقد السياسة الاسلامية ولكن على نقد القرآن كما قال هو نفسه
وبفكر عبد العزيز الدوري نفس الصفحة
وكذلك يعمل في كل صفحة مرة بمروة ومرة برودنسون (رودنسون ص 178،ص 185)
وسمير امين مكرر كثيرا ومحمود اسماعيل واغلب الماركسيين من امثال هؤلاء الرفاق!
وإريك وولف(ص183-184)
---
كنت قد كتبت من قبل التالي:وصلت الى صفحة 140 من كتاب تضخيم الدولة العربية لصاحبه الماركسي المعدل والمبدل وهو نزيه الايوبي!
الكتاب استشراقي بامتيار
وكثير من تحليلاته ماخوذة غربيا وايضا ممن اخذ ورقع من الغرب مثل وضاح شرارة وحسين مروة وسمير امين وهلم جرا وهم ماركسيون معدلون ايضا
الدكتورة هبة رؤوف نصحت بقراءة الكتاب لطلبتها!
نعم جيد للباحث لمعرفة الافكار ونقد بني افكار في الماركسية وغيرها
لكن الكتاب علماني بقوة زائد انه تبنى افكار استشراقية عن الغزو العربي انظر ص 132 وموضوع الاستبداد ونمط الانتاج الاسيوي وان كان اخذ بنقد للمفهوم واستثمره وابقى على الفكرة العامة فيه وهي الاستبداد اي الاتهام نفسه انظر ص 119
-
ومن وحي قراءة هذا الكتاب المشحون بكلمات الاتاوة وغيرها كتبت التالي
لقد اشرك المسلمون اليهود والنصارى بل والمجوس في تعمير العلوم الطبيعية وتطويرها ، وهي التي جلبت اقتصادا واسعا ايضا وكمثال في عالم الصيدلة وصناعة الكتاب-فضلا عن عالم الحريات الواسع -ومانتج عنه-الي حازوه في ظل دولة الاسلام التي كانت تنتقل من مرحلة الفتح الى مرحلة صناعة الحضارة وتحرير الفهوم والابدان
وهذا يعني وهو تاريخ حقيقي وواقعي وطويل ان مسألة الجزية البسيطة كانت كموضوع الزكاة فهذه تعني خضوع المسلم لعقيدته والاولى خضوع المسيحي واليهودي لنظام الدولة في الاسلام
انا اعيش في الغرب وادفع ربع مرتبي تقريبا للضرائب كما ان هناك ضرائب على كل شيء من القمامة الى الشوارع الى الملابس بل تؤجر هولندا اغلب اشبارها المربعة في طول البلاد وعرضها للسيارات وبالساعة ! تقريبا في كل شارع وليس الشوارع المهمة
مشكلة العلمانيين انهم يتكلمون عن الجزية وكأنها هي مال الامة ونسوا ان هناك اقتصاد تجاري عالمي كان يجري ومنها التجارة مع صقلية وايطاليا
كما ان هناك علوم في الطب والدواء والامور الاخرى التي فتح الاسلام لها طريقا للإنشاء والتطوير
لكن لما تقرا مثلا في تضخيم الدولة تجده ينثر اتهاماته انها اتاوة كانت سمة الدولة الاسلامية نمط الانتاج الاتاوي-ص140-
ينسى هؤلاء ان من لقنهم تلك الافكار يقومون بالاتاوة الاستعمارية على اوسع نطاق ويفرضون الضرائب الباهظة على شعوبهم
وانا في هولندا اعيش فيها من 26 عاما والناس تشتكي من الضرائب
كل الناس
حتى امس كانت بعض النسوة يحكون لي ومعي تململهم من الضرائب العنيفة والعنيفة جدا
-
تدور تحليلات المستشرقيين قبل الحداثيين-اي قبل الفكر الحداثي المتعدد المذاهب الاحدث- مثل جيب وواط وكوهين ورودنسون وبرنالد لويس وغيرهم حول الغزو الاقتصادي لكن نزيه هذا وامثاله وسعوا من دائرة العوامل بحسب طبعا تجميعهم للمذاهب التي وسعت من نطاق فرضياتها
 
ان ابداع الطفل كمثال عندما يتعامل بطريقة ابداعية مع وضع جديد وهو الامر الذي تكلم عليه نعوم تشومسكي ليثبت ان هناك شيء متجاوز
شي ليس مادي
لايستطيع العلم الامساك به الا بالمثال كما فعل تشومسكي
وهذا هو دليلنا للوحي ايضا انه امر حدث في التاريخ بين الروح البشري الرسولي غير المنزوع من جسده اي الكيان الانساني البشري وبين الوحي النازل من السماء وهو الذي بلغه الرسول وهذا ايضا روح الايمان وهو الوحي
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَ...وْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ
 
الصراع اليوم هو بين علمانية دكتاتورية بائسة وتاريح يُستعاد
الاسلام قادم رغم انف الليبراليين والعلمانيين الدموييين والمتسللين
الصراع اليوم قائم بين اوساخ النظريات الحداثية المنقولة وواقعها المزري وبين الاسلام الواقف على قدميه من يوم اقامه الله واقام به امة وعقول وعلوم ومدنيات
الصراع اليوم انما هو بين قذارة العلمانيين وطهارة الاسلاميين
بين العقل الذي فتح العالم على العقل والدين الذي فتح العالم على الدنيا والعلم الذي اطلق للعلم العنان من اول نزول اول سورة في القرآن
كانت حضارة بدأت من هناك وستعود حتما
الصراع اليوم انما هو بين عساكر الجاهلية المعاصرة بما افرزنه من عنصريات وقوميات وفقر ومرض وذل وقمع وبين الاسلام الحر المحرر والداعي لمساواة انسانية عريقة في حضارتنا
لكن منا من يجهل ذلك
الصراع اليوم انما هو بين شباب الاسلام وعودته وجاذبيته وبين عملية تشويهه على كل الاصعدة والمنافذ
الصراع اليوم انما هو بين اهانة الاسلام في عصر العدمية وبين فخر الاسلام في التاريخ المخفي
من يزيل الغبار عن الروح العريق ويمنحه الراية التي لم تقع ولن تقع مهما حدث
 
العلمانية تنقض غزلها دائما ابدا
اما الاسلام فقد اقام حضارة وهو قائم بنفسه لم يتغير ولم ينقض نفسه بل نقض كل ماخالف الحقيقة العلمية والحقيقة الايمانية والحقيقة السلوكية
ماقام من حضارة الغرب من تكنولوجيا اصله من الاسلام والمسلمين وماقام منها من العقل والتجريب فأصله من عقل المسلمين مما عقله الاسلام ومدنه!
اما الالحاد والاباحية فمستمدة من تراث اليونان والرومان
يبقى ان ماسبق الاسلام من علوم صحيحة او اكتشافات طفيفة لم ينكرها الاسلام بل اصلح مافيها من خروقات او ثغرات او ثقوب وقدم ذلك للعالم وطور
(النظريات العلمانية اليونانية كمثال)
 
اخبروني بالله عليكم لماذا لايجرؤ العلمانيين على الدخول في موضوع حضارتنا الاسلامية العلمية الدنيوية التي أنشأها الإسلام الا لماما وبكلمات سريعة جدا؟
اللهم الا هروبا من الحقيقة وخوفا من الشباك الطبيعية!
 
فتح الشهداء في الاسلام الطريق لتحديث العالم ورفاهية الشعوب مؤمنين وغير مؤمنين حتى المجوس من الناس عاشوا في الرفاهية الاسلامية 800 سنة ولم يهدم احد معابدهم بل حمتها دولة الاسلام
اغلب البني آدميين لايعرف هذه البديهية
لانهم فصلوا في اذهاننا بين الشهادة لله والتقدم بالوحي لاصلاح العالم وتمدينه فضلا عن انهم شوهوا هذه وتلك
 
مفهوم الدولة الحديثة المثار في الكتب الجديدة للكتاب العرب وبالطبع من قبلهم يخفي مع ذلك كثير من الامكانيات المفتوحة لمعنى الدولة في الاسلام ومنهم من ينزع منها كحقيقة مبثوثة في النصوص المعنى الكوني منها غير واع ان مايعطيه لفكرة الدولة في الغرب الحديث موجود اصلا في المنظور الاسلامي الا ان ليس منه مادخل لا اخلاقيا في حداثتهم !
 
الغريب في كتاب وائل حلاق المسمى تاريخ النظريات الفقهية في الاسلام ان مقدمته من اروع ماقرات لرجل غير مسلم وتعلم في الغرب
ففيها تأثر بكتاب الاستشراق لادوارد سعيد وفيها وضوح وقوة في التصريح ان الاستشراق يتبع الاستعمار وتحليلاته لاتخرج عنه مهما وصلت في الايحاء بالتفرد
ما الغريب اذن غير ذلك في كتابه هذا
الغريب انه يتكلم عن كبار المستشرقين الذين تعلم منهم بأنهم(العلماء) كما ذكر بعض اسماءهم بل في كل صفحة من كتابه الضخم هذا وفي الهامش تجده يستعين بكلامهم واحيانا في كثير من ترجيحاته
...طالما هو ينطلق من موضوع البنية الاجتماعية ولافوقية فوقها فاكيد لن يخرج في تحليلاته ولن يحلق كثيرا بعيدا عن سماء الفكر الغربي المادي
ومع ذلك فللرجل مواقف تجاوزت الاستشراق وربما تُحرك الاستشراق الى قبول امور كان يؤمن بنقيضها كمسلمات
هل يمكن ان نقول ايضا ان الاستشراق يتغير
نعم كلما تم الضغط عليه وارغامه على التنازل في بعض المواضيع
 
في ص ٣٢من كتاب تاريخ النظريات الفقهية في الاسلام اعتمد وائل خلاق في دعوى ان الرسول كان منفتحا علي العادات والتشريعات لما قبل الاسلام عند العرب اعتمد علي العلماني المتهكم علي الرسول وهو خليل عبد الكريم ذلك العلماني اليساري الذي أرجع جذور الشريعة الى عادات وشرائع الجاهلية وهذا موجود في كتابه الذي استخدمه حلاق واسمه الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية
علق فقال في الهامش:"تم توثيق العديد من الأعراف والممارسات التي اعتمدها الدين الإسلامي الجديد في : خليل عبد الكريم ، الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية، (القاهرة، سينا للنشر، 1990)، وأشار حلاق الى مجموعة صفحات،
 
بين توصل سيد قطب ووائل حلاق في وضع اليد علي سر تنزيل الشريعة وتدرجها ومصدرها بون مابين السماء والأرض
بعد مابين المشرقين فمابالك بأساتذة حلاق من المستشرقين
مع ان الرجل حاول ان يصل الى فهم وبالفعل فهم كثير من المقاصد الشرعية لكن بما انه التزم الخط المادي في التفكير لم يصل الئ لُب الحكمة ولاتملك العملية التناسقية المتدرجة في التنزيل وارتباطها بحكمة الرب تعالى
انظر وقارن بين ظلال القرآن لسيد قطب وتاريخ النظريات الفقهية في الاسلام ل وائل حلاق
لله درك ياسيد انت اعلى علما وكعبا من هؤلاء جميعا
 
يوسف زيدان من اركان النظام مثله مثل السيد يسين وجابر عصفور وحجازي وصاحب مقولة المصريين علمانيين بالفطرة ثم هو نفسه وفي كتبه شتم صلاح الدين الايوبي واهانه وفعل ذلك مع الصحابة والعلماء بل ارجع الدين الى الظاهرة الجغرافية والبيئات المعينة لبلاد العرب وقسم الدين الى دين تخترعه مناطق الانهار ودين تخترعه مناطق الصحراء وذلك تبعا للحتمية الجغرافية العلمانية الرجل اخطر من البحيري في انه المدد لكثير من افكاره هو وبقية العلمانيين
 
ابحث لكتابي اقطاب العلمانية الجزء الثالث عن دار نشر غير دار الدعوة الفاضلة التي نشرت لي الاول والثاني منه، دار السلام ممكن دار القمري هل هناك من سبيل دور نشر اخرى
وهذا نص اضفته على الكتاب منذ قليل، وهو قابل للتعديل والتوضيب على كل حال :"الشئ المثير للتأمل أنه وبعد قرن كامل جاء بعد أولئك النفر من النصارى وأمثالهم من أبناء المسلمين الذين خدموا الإستعمار أو الإستشراق (والعلمانية) وروجوا أباطيله جاء آخرون منهم ادوارد سعيد ووائل حلاق وغيرهما فكشفوا (على العموم) حقيقة ذلك التحالف بين الفكر الثقافي لهذا الاستعمار وتوابعه وبين الإستعمار العسكري نفسه، مع ان سعيد وحلاق وأمثالهما لم يسلموا تماماً من تأثير الإستشراق والعلمانية، وقد عبر وائل حلاق الباحث الذي عاش في امريكا وقام بالتدريس في جامعاتها كإدوارد سعيد عن الترابط بين الثقافة الغربية والإستعمار بقوله في مقدمة كتاب له أن السيطرة البدنية الفعلية كانت تهدف إلى السيطرة العقلية، وهي " تبدأ –في هذا القرن الجديد – بالسيطرة الفكرية وتنتهي بالإستيلاء البدني"(تاريخ النظريات الفقهية في الإسلام للدكتور وائل حلاق، ترجمة د. أحمد موصللي، مراجعة د. فهد بن عبد الرحمن الحمودي، دار المدار الإسلامي، الطبعة الأولى 2007، ص6) ف:"المحور الفكري وعلى رأسه تقف المنظومة الفكرية الأكاديمية التي نشأت في جامعات أوروبا في ظل التوسع الإستعماري على مدى القرن التاسع عشر. وفي معاقل هذا النظام تكمن بدايات حقل الدراسات الإسلامية الغربي، الحقل الذي نسأ وترعرع منذ منتصف ذلك القرن في جامعات بريطانيا وفرنسا وهولندا وغيرها من دول أوروبا الإستعمارية.فالدراسات الاستشراقية عامة ، والدراسات الإسلامية|الشرعية منها خاصة، هي وليدة المشروع الإستعماري ، تتشابك معه تشابكاً متيناً وتعكس تياراته الداخلية انعكاساً دقياً في كل هجماته وتردداته، حتى في صراعاته الداخلية التي تمثلت فيها مواقف القوى المتنافسة تجاه تكوين السياسة الاستيلائية في المستعمرات.
ينبني على وجود علاقة عضوية نتينة بين المعرفة الحداثية المتمركزة في بادئ الأمر ومنتهاه حول المعرفة الأوروبية، وأجهزة السلطة السياسية والاقتصادية والعسكرية. فالمعرفة كموضوع اكاديمي، بما فيه جميع مقولات العلوم الإنسانية، تترابط ترابطاً بنيوياً مع الجهاز الاستعماري وتخدم ، بإسم العلم ونبالته، الأهداف السياسية والعسكرية والحضارية من أجل الإستيلاء الحسي والعقلي على العالم الشرقي والعالم الإسلامي منه على وجه الخصوص"( تاريخ النظريات الفقهية في الإسلام للدكتور وائل حلاق،ص5)
 
من كتابي الجزء الثالث(مخطوط) لأقطاب العلمانية":" كان شميل بالغ التأثر بالداروينية...وهو في كلامه عن مادية الكون لايقترب من الماركسية ،بل هو يشبه الماديين الأوروبيين في القرن التاسع عشر، ...شميل كان طبيبا...وكما تأثر شبلي شميل بفلسفة بوخنر المادية، فانه تأثر به كذلك في رؤياه الاجتماعية التي بسطها في كتابه "الداروينية والإشتراكية"(النهضة والسقوط ص176) فإنه جلب الداروينية ودافع عنها ، ومعلوم أن الداروينية أرجعت الإنسان –كما يقول طرابيشي- إلى :" السلالة البيولوجية التي تحدر منها هي السلالة الحيوانية" ، وكانت نقطة البدء- عند شميل:" هي " مادية الكون" ، مباشرة ودون لف أو دوران، كما تبدى ذلك-يقول غالي شكري- في تفكير الرائد العظيم شبلي شميل(1860-1917)" (من النهضة إلى الردة لطرابيشي ص 80) وانظر عن شميل كتاب الاستاذ انور الجندي مشكلات الفكر المعاصر في ضوء الاسلام ص 52)
 
من كتابي الجزء الثالث (مخطوط) لاقطاب العلمانية"تبناها الجابري وأركون ونصر وهاشم صالح وطرابيشي وغيرهم من جيل الحداثيين ، وهي المذاهب التي انتشرت بعد فوات عصر موضة الداروينية والاشتراكية والوضعية والوجودية والماركسية الصارمة ذات البعد الواحد،وغيرها من الدعوات العلمانية التي أرادت تبيئة نظرية واحدة في التراث، يمكن عكس نتائجها النظرية في الأوضاع الإجتماعية كما فعل مثلا اسماعيل مظهر مع الداروينية، لقد انتشرت الفلسفات العدمية، التفكيكية والنبيوية ، وأفكار الحداثة ومابعدها، وكما إلتجأ العلمانيون القدماء للغرب في إستعارة المذاهب المادية وتبيئتها، فكذلك فعل اللاحقون:" لأن الجيل الجديد الذي تلانا-يقول غالي شكري- إتجه على الفور إلى الغرب من جديدز وبدأنا نسمع عن مدارس نقدية مثل البنيوية والألسنية ، جعلت الناقد العربي –على إختلاف تواجده في الوطن العربي – يتخيل بأنه قد عثر على معجزة0(مرآة المنفى لغالي شكري ص 147)، يضيف غالي شكري في نص مهم:" والحقيقة أنني قد عشت هذه الفترة –فترة المدارس النقدية الغربية الحديثة-في أوروبا- ، ,اعرف هؤلاء النقاد مؤسسي ورواد هذه المدارس الذين ينقل عنهم نقادنا الحاليين معرفة شخصية، أعرف الراحل " بارتط وأعرف " غريماس" وأعرف كل ناقد أدبي مهم في فرنسا خلال العقد الأخير، وبالتالي لن أخدع بالبريق الذي يمكنه أن يخدع غيري ممن يسمعون الآن عن هذه المدارس ويتبنونها، كما أن معايشتي للنقد الأوروبي في بلده تجعلني أقول: إننا نقلنا مدارس نقدية قد بدأت تموت في الغرب، نحن بدأنا نحيي شيئا ميتا، ولم نتعرف على النبوية في قمى إزدهارها، حيث بدأت في الثلاثينيات وانتهت في منتصف الستينان، ولم يعد لها وجود الآن في الغربن في الوقت الذي يأتي بعض النقاد العرب ويأخذون بهذه المدارس ، ولايأخذون بالمذهب النقدي نفسه، لكنهم يأخذون بالنتائج التي عنها هذه المدارس، دون أية معرفة بالسياق الذي أدى إلى هذه النتائج"(مرآة المنفى لغالي شكري ص 147)
 
من كتابي الجزء الثالث لاقطاب العلمانية
وعلى كل فجورج طرابيشي يخبرنا عن انفلات وجموح فكر طه حسين في تقليد الغرب في كل شيء وهي دعوة " التماهي اللامشروط" :" لقد بدا طه حسين وكأنه يطلق العفريت من قمقمه عندما أطلق في " مستقبل الثقافة في مصر " قولته المشهورة :" علينا أن نصبح أوروبيين في كل شيء".وفي تقديرنا أن العفريت لايتمثل في هذه المقولة بقدر مايتمثل في عنوان الكتاب بالذات. فلأول مرة في تاريخ الثقافة العربية ، بل لأول مرة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، يغدو المستقبل مفهوما مؤسسا...فحاضر المتقدمين قد غدا مستقبل المتأخرين...فهو يطالب المصريين ومن وراءهم العرب والمسلمين والعالمثالثيين ، بالتنازل عن هويتهم لكي يصبحوا أوروبيين في كل شيء"(من النهضة لطرابيشي ص 39-41)
وهذا الكلام يؤكد كلام رشيد رضا في المنار فقد قال:" إن قاعدة الدكتور طه حسين التي جرى عليها في كتابة هذا ، وفي غيره هي أن الفلسفة العليا التي يتوقف عليها وصول الإنسان إلى العلم الصحيح في الآداب والتاريخ وغير ذلك هي أن يكذب الله ورسله وأفضل البشر بعد
الرسل كالخلفاء الراشدين وأئمة العلم والدين أو يشكك في أقوالهم على الأقل ، ويأخذ
بالقبول والتسليم ما فيه طعن في الإسلام وفي سلفه الصالح وكبار أئمته ، وإن لم
يقله إلا بعض فساق المسلمين ومن لا ثقة بصدقه منهم ومن غيرهم ، ثم ماذا ؟
ثم يستبدل بها نظريات بل ضلالات اخترعتها مخيلات ملاحدة الإفرنج وكذا
دعاة النصرانية الذين تعلموا وربوا على الطعن في الإسلام ، وجعل مدار معيشتهم
من جمعياتهم الدينية على تشكيك المسلمين بدينهم إن لم يقدروا على تحويلهم عنه
وجعلهم أعداء له ، ويزين ذلك بخلابة اللفظ وشقشقة اللسان والقلم ، وسفسطة الجدل
ولماذا ؟ لأجل أن تنحل روابطهم الملية وتزول عقيدتهم الدينية وتفسد ملكاتهم الأدبية
فيقبلوا بارتياح أن يكونوا تابعين لدول الاستعمار الأجنبية فإن لم تكن هذه اللام لام
العلة والغاية ، فلابد أن تكون لام الصيرورة والعاقبة"(مجلة المنار المجلد27، ص 620) .
 
من كتابي اقطاب العلمانية(مخطوط) ج3
ولو كان الأمر كما زعم طرابيشي في نفس الصفحة من أن الطبقة العالمة من البلاد المفتوحة ، من المسيحيين وغيرهم، هم الذين بنوا العصر الذهبي للإسلام لأنهم ترجموا علوم اليونان ، وهي سبب حضارتنا بزعمه!، وليس لسبب التفجير المعرفي الذي أحدثته النصوص القرآنية والحث النبوي على طلب العلم ، فلماذا لم يقيموا هذا في ظل سيطرة المسيحية الشرقية والغربية على العالم لقرون ماقبل الاسلام! ان ماقلته هنا ردا على طرابيشي هو سبب انقداح الشرارة وليس كما زعم طرابيشي ان انقداحها كان من لحظة التعريب ابتداء من الحكم الأموي، وطبعا يجعل المعرفة يونانية ومنها نشأت حضارتنا!!(انظر من النهضة الى الردة ص 87) .ثم إن طرابيشي يرجع متناقضا كبقية العلمانيين فيقول أن حضارة الإسلام كانت حضارة النص!:" إن المركز المؤسس لدائرة الحضارة الإسلامية هو النص التوحيدي"(من النهضة ص 98) ، لكنه يريد لها أن تكون حضارة تنقلب على النص وينقد العقل فيها النص، كما عرضت من كلامه فيما تقدم.
بيد أننا لن نترك هذا الموضع من كتابنا حتى نعرض قول طرابشي عن ماحدث لا عن مصدر الحدث (فنحن أعلم بمصدر تشكلنا)،يقول:" وفي ظل الفتحة الحضارية الكبرى أمكن للعرب الفاتحين ولشعوب البلدان المفتوحة ، سواء منها ما أسلم، أو مابقي على ديانة آبائه من يهود ونصارى وصابئة ومجوس(وجميعهم عُدوا من أهل الكتاب ووجدوا مكانا لهم بالتالي في الحاضرة الإسلامية) ، أن يشيدوا أعظم وأوسع حضارة في تاريخ البشرية قبل قطيعة الحداثة التي أنجزتها الحضارة الغربية"(من النهضة إلى الردة لطرابيشي ص 87)، وقد قصر طرابيشي زمن " المدة الطويلة لحضارتنا إلى خمسة قرون:" خمسة قرون من عز حضاري منقطع النظير"(من النهضة ص 88) :" الحضارة العربية الإسلامية...لم تكن عصابية ، وهذا بالتحديد لأنها كانت حضارة، وحضارة كبرى"(من النهضة ص 111) في حين أن المدة الطويلة لتلك الحضارة الجليلة كانت أكثر من عشرة قرون-حذف طرابيشي وإخوانه نصف المدة أي 500 سنة كاملة وأزيد قليلا!!- واصل فيها الإسلام-بحسب تعبير طرابيشي نفسه-:" عطاءه الحضاري الكبير"(من النهضة ص 90) وطرابيشي قال ذلك في سياق تشويه صورة النهضة الإسلامية الصاعدة ودعوة منه لأخذ طريق العقل الفلسفي المادي الغربي:" فلا غنى اليوم عن الاستدارة نحو مراكز الحضارة الحديثة مثلما كان الإسلام الأول اتجه بصورة تلقائية(!) نحو مراكزها القديمة في دمشق وانطاكية والإسكندرية وجنديسابور. والمشكل أن المراكز الحضارية هي اليوم في باريس ولندن ونيويورك وطوكيو"(من النهضة ص 90).
 
ماورد في المنشورات السابقة هو في طور التكوين والتعديل
وعموما هو استجابة لطلب الاخ الكاتب آيدن( لو أضفت كذلك جورج طرابيشي ) فاعلمته اني لم اكن لاهمله
وهو من بركات تعريفنا به اي الاخ عن طريق تنبيه الاخ محمد عبده للاطلاع على حسابه
 
هناك رابط بين ما"اعلنه" وائل حلاق في كتابه الدولة المستحيلة و ما"أضمره"!!
فماأعلنه فهو استحالة قيام الدولة الإسلامية في عصرنا إلا بتفعيل المكتسبات الحديثة للدولة الحديثة والاخذ بها اللهم الا مايتنافى مع منهجنا الاخلاقي
اما ماضمره وهو منتشر في طول كتابه فهو ان الدولة الغربية الحديثة هي ايضا مستحيلة لكن من ناحية اخرى اي من ناحية قيامها أخلاقيا!
وكأن الرجل لطول خبرته بالغرب والعرب يقول لهم جميعا على العرب والمسلمين أن يأخذوا بخبرة الدول الحديثة في موضوعات تنظيم الدولة والحقوق والواجبات في صور واطارات حديثة لاضير فيها على الاسلام وعلى الغرب ان ارادوا ان لاينهاروا اخلاقيا اكثر مما هو اليوم قائم ان يأخذوا بالمنظومة الأخلاقية القيمية الإسلامية بعد أن اخذوا بالمنظومة التجريبية العلمية ومعها قيم وحريات وعقلانيات اسلامية
عدم الاستحالة لدولتنا ليس امر جبري فحلاق نفسه وضع شروطا لقيامها وذلك في نهاية كتابه
والسؤال الآن:
12:51 مساءً.

لماذا هلل كثير من الاسلاميين لكتاب وائل حلاق الدولة المستحيلة مع ان ظاهر عنوانه هوالاستحالة؟
الاجابة هي ببساطة ان الكتاب كُتب عن خبرات تراكمت وتأسست في الغرب وبعد انتهاء مدرسة فرانكفورت من فضيحة الغرب واعلان خسارته الكبرى كما واعلان موت الانسان فوكويا وغيره من موت الغرب وغيره من الاسماء والعناوين التي رسمها كتاب غربيون كبار
ماذا اعني تحديدا
اعني ان وائل حلاق اثبت ان ماقاله ادوارد سعيد وغيره عن غرب مركزي صائر الى نهاية اخلاقية اليمة ان لم يستفيد من الآخر كما عبر مراد هوفمان وجارودي وهونكه وغيرهم فستكون كوارث اكثر في العالم اخلاقية وكونية
ان اطروحة وائل حلاق مع انها تضع مركزيتها في دولتنا الا انها تضع اخلاقنا في مركزية الغرب لنجاته من حتمية مروعة!
الكتاب تنمية فكرية للجميع
الكتاب هو جرس تنبيه للجميع
وهناك خط احمر عبر عنه وائل نفسه في بداية كتابه بانه من ادلة استحالة اقامة دولتنا اي ان الاستئناف المتطور ممنوع!
وأخيراً لتتناسق فكرتي عن كتاب وائل حلاق وتحريرها من تصور تلبسها لتناقض داخلية أقول انه لابد من ان أضيف ان ماقدمه وائل حلاق من اكتشاف روائع عمارة الاسلام ومااكتشفه من الوضع الغربي بإنتاجه الجيد والخاطئ وأزماته الأخلاقية لا يمنعنا من القول ان هناك في تحليلاته في كتبه الأخرى تأثر عظيم بالمنظومة الاستشراقية الحداثية وماقبلها وهنا نفرح بالكشف لكننا ننبه لوجوده هو داخل تلك المنظومة وان حاول نقدها من نواح وكذلك نقول في ادوارد سعيد وعزمي بشارة وأخوه وأمثالهما
 
الانسان الغربي والعلمانية في أحدث حالاتها المعاصرة
العلمانية كما تعلن عن نفسها، هي تراكم خبرات بشرية وفلسفية وقانونية واجتماعية وعمل منظمات وخبرات ، واخيرا، مشتركة، لجعل الانسان اكثر امانا وسعادة وانسانية
هذا هو التنظير والمحاولة.
في سبيل ذلك اسقطوا كثير من القيم الصحيحة وغير الصحيحة (فعلوا ذلك منذ لحظة الانطلاق أو تبني التصور الجنيني للنموذج المادي، ويفعلونه على الدوام)
اسقطوا مفاهيم انسانية اصيلة في سعادة الانسان وكل مرة يُدخلون احداها في الدائرة الخبروية على اساس انهم افتقدوها ووجدوها بالمحاولة واستعادة المحاولة.
الى هنا يمكن ان تقول انها المحاولة الانسانية بعيدة عن الدين والقيم الدينية، مع محاولة العمل ببعضها، بعيدة عن شرائع الدين ايا كان هذا الدين.
بيد ان العلمانية قبل ان ادخل في خبراتها الانسانية تعاني اشد المعاناة من بعض خطواتها الاليمة في صراعها مع الروح البشري وليس فقط مع الدين او شرائع الدين او مفهوم الوحي سواء ماهو وحي حقيقي او ماتصوروا انه وحي فقاموا بالاعراض عنه وتنحيته.
المعاناة هي في معاناة الانسان نفسه وعدم قدرته على التماسك داخل ذلك المجتمع العلماني الذي يحاول محاولات دؤوبة للوصول الى سعادة الانسان
فهناك الانتحارات والقلق النفسي العنيف وامتلاء العيادات النفسية كما تمتلئ العيادات العربية بالمرضي الجسديين، وهناك المعاناة من مشاكل الكحول وادمانه، ولايعرف من سيدمن ومن لا سيدمن، فالصعاب والمشاكل تلجئ شارب الوسكي ، وهو نوع من الكحول، في لحظة الى اللجوء اليه في الحالة الصعبة، فيكون الادمان واغتصابات واموال تدفعها كل دولة سنويا بالمليارات لعلاج مشاكل الادمان، وهناك المعاناة من الدعارة وتقوم بها مؤسسات بالآلاف وتندرج فيها ملايين النساء والبنات، وهذا المجال الانساني بالتعريف الغربي، يتم فيه اعظم انتهاكات الانسانية قاطبة، فالحصول على حياة كريمة مظنونة او مطنون انها يمكن ان تكون من هذا الباب لايفلح ابدا فالوضاعة حالة ملازمة كما المعاناة والشعور بالاهانة ومن صناعة الجنس لكن الطريق يؤدي الى امراض تنتشر كالهشيم وتكلف الدول اموال باهظة كما ان استغلال النساء يتم بصورة اشنع عشرات المرات من الصورة التي كانها ابن سلول في المدينة ومعه عماله، او في مكة ايام الرايات الحمراء في الجاهلية، لكنها شبيهة بحالة ابن سلول واكراهه الاماء على الدعارة، اما في الغرب فالاكراه معنوي او معنوي وجسدي، اما النور المنزل لحماية اولئك النسوة او البنات، وهن بالملايين فقد نزل في نص من كلمات معدودة اغلق الطريق على استغلال النساء من هذه الناحية، قال تعالى:"وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
....
قلنا ان العلمانية هي محاولة الانسان الغربي، في العيش كإنسان، بعيدا عن الدين والقيم وشرائع الدين والوحي.
ان جزءا منها يشبه العملية الاجتهادية التي اتاحها الوحي الرباني واهداها للانسان لتشغيل عقله وخبراته الانسانية في امور اجتماعية او عرفية او امور سياسية او انسانية او امور وسائل تفعيل الحقوق الانسانية والحفاظ عليها.
مع لفت النظر-وهذا هو اهم عمل تنظيمي بالوحي- ان هذه العملية ، تجري في الاسلام، أو في عالم الإسلام القيمي، والعقلي، ترتد في كل مرة الى المفاهيم المنزلة والثابتة في الوحي لضبط حركة المعيشة والفكر والاجتهاد او الخبرة الانسانية على الارض، وهذا ليس مطلوب دائما في الامور التنظيمية الناتجة عن الخبرة في حماية الاسر او الفقراء او الاحياء الفقيرة او العاطل عن العمل، وهذه تدخل فيها القيم الانسانية ومنها ما توصلت اليه العلمانية او بالمعنى الاصح خبرة الانسان الغربي البعيد عن الدين وهي موافقة لقيم مانزل من الاسلام مثلاً لكن العلمانيين بوعي وبغير وعي او المثقفين والفلاسفة يظنون اما انها ليست موجودة في الدين او انها متعارضة مع الدين فهو للآخرة وليس للدنيا كما يزعمون وبذلك يغلقون الطريق على انفسهم داخل دائرة بشرية تخطئ في امور عظيمة وتكلفهم المليارات من الاموال كما تدفعهم اما للاستعمار السريع للسيطرة والاستغلال وهو الوجه الخارجي للعلمانية اي قوتها العمياء التي هي من اللامفكر فيه علمانيا او مفكر فيه لكنه يعتبر من المسموح به، وهذا وجه التعارض بين الوجه العلماني الانساني الداخلي على الرغم مما يحدث له من تشوه ذاتي ونكبات، وبين الوجه الخارجي الاستعمارى او الاستغلالي او الاعمى في التعامل مع الانسان خارج دائرة الخبرة البشرية الداخلية ، وهذا يعطي للعلمانية معنى الانفصام الذي يرى الناس ظواهره ولايعرفون مصدره، وهو مصدر البعد عن منهج الوحي الصحيح في التعامل مع الانسان الداخلي والخارجي.
.....
العلمانية في الحقيقة تعتني بالجسد كما هو ملاحظ لكنها بتنظيراتها للانسان ونماذجها الاخلاقية والتجارية والعملية تقوم بهدمه مرة اخرى او تعمل على تهديمه من ناحية بينما هي تحاول بناءه!
اما الروح فلاشك انه ينال سعادة من نوع ما سعادة وقتية او معينة، لكنها سرعان عند الازمات او الاحتكاك المباشر مع الآخر في المجال،سرعان ماتشعر بالاهانة او التخلي او الفردية القلقة او الانسانية المعذبة او الوحدة الضائعة او الضلال المبين او الوقوف في ارض خلاء من الانسان في لحظة انهيار نفسي عنيفة المستوى، وهو مايسبب الادمان للمخدرات او الانتحار او للجنس الخارجي او الجنس الفردي، او للانتحار ووسائله المتعددة او العنف الاسري الغربي المكتوم او الخفي او المخفي اعلاميا في اغلب الاحايين ..الخ
 
ماهي العلمانية على الحقيقة؟
انها تجربة سكران مخمور كلما أفاق سكر مرة اخرى وهكذا دواليك
العلمانية هي مجموعة تجارب جرت على مر العقود والقرون الاخيرة.
أما في البداية فقد اخذت العقل من الاسلام ومن اندلسه!، وأخذت التكنولوجيا من قرطبة وأخواتها، وحتى الحب ومتعلقات الجسد فمن هناك، والشعر والمنهجية من حيث تخلقت الذهنية المسلمة، من ينابيع القرآن، ثم انطلقت العلمانية تبني وتهدم، تعطي الانسان حقوق وتنزع منه حقوق، تحمي جسده اعظم حماية وهي تخنق الروح بأعظم تكنولوجيا علوم الانسان والمجتمع، انها مسخ انساني في ثوب رائع!
العلمانية هي كالابن العاق لايشكر اباه الذي علمه المشي على رجلين بعد أن كان يمشي على اربع!
والابن قد يعمل بعمل غير عمل ابيه ويقال له في الحقيقة القرآنية: أنه ليس من أهلك.
العلمانية العاقة!
العلمانية اعطت الاجساد كل ماتطلب وزيادة، لكنها قتلت الارواح وزيادة!
من علامات التعلمن الاصيلة: نزع غطاء الرأس الى أن يُرتب لنزع غطاء العورة بعد أن سميت أسماء رقيقة!!
هذا هو ماتم تماما في الغرب!
المرور الى الجحيم!
(ملحوظة: في الغرب ، وعلى الشواطئ كثرة من الناس لايلبسون شيء الا قطعة واحدة، وبعضهم يلقي بالقطعة ويندمج تماما في المشهد، واصبحت امرا مألوفا كشرب الماء)
ماأعطته العلمانية للأرواح في الفن والمسرح والسينما خليط من لذة ومتعة نفسية ، وجسدية، يدخل فيها العري والمشاهد الجنسية والألفاظ الجنسية القوية الجرس، لكن هذه المتعة وتلك اللذة هي تماما كالبخار في خاصيته، وكزيد البحر في انتفاخه وانتشاره وهشاشته، سرعات مايزول او ينقشع من أول صدمة في الحياة، فلاينفع معه نضارة الاجساد كما لا ينفع معه مسكنات الخمر والجنس والذهاب للمسارح والفنون!
لقد وصف الله المشهد العلماني بالتمام والكمال


وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا
--------------
لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ
-_____
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
-

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
-

----وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى
--
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ
-
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
---
أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ
 
الانسان الغربي والعلمانية في أحدث حالاتها المعاصرة
العلمانية كما تعلن عن نفسها، هي تراكم خبرات بشرية وفلسفية وقانونية واجتماعية وعمل منظمات وخبرات ، واخيرا، مشتركة، لجعل الانسان اكثر امانا وسعادة وانسانية
هذا هو التنظير والمحاولة.
في سبيل ذلك اسقطوا كثير من القيم الصحيحة وغير الصحيحة (فعلوا ذلك منذ لحظة الانطلاق أو بالأحرى لحظة تبني التصور الجنيني للنموذج المادي، ويفعلونه على الدوام)
اسقطوا مفاهيم انسانية اصيلة في سعادة الانسان وكل مرة يدخلون احداها في الدائرة الخبروية على اساس انهم افتقدوها ووجدوها بالمحاولة واستعادة المحاولة.
الى هنا يمكن ان تقول انها المحاولة الانسانية المادية بعيدة عن الدين والقيم الدينية، مع محاولة العمل ببعضها، بعيدة عن شرائع الدين ايا كان هذا الدين.
بيد ان العلمانية قبل ان ادخل في خبراتها الانسانية تعاني اشد المعاناة من بعض خطواتها الاليمة في صراعها مع الروح البشري وليس فقط مع الدين او شرائع الدين او مفهوم الوحي سواء ماهو وحي حقيقي او ماتصوروا انه وحي فقاموا بالاعراض عنه وتنحيته.
المعاناة هي في معاناة الانسان نفسه وعدم قدرته على التماسك داخل ذلك المجتمع العلماني الذي يحاول محاولات دؤوبة ، بأدوات إختزالية، للوصول الى سعادة الانسان
فهناك الانتحارات والقلق النفسي العنيف وامتلاء العيادات النفسية كما تمتلئ العيادات العربية بالمرضي الجسديين، وهناك المعاناة من مشاكل الكحول وادمانه، ولايُعرف من سيدمن ومن سيتماسك!، فالصعاب والمشاكل تلجئ شارب الوسكي ، وهو نوع من الكحول، او البيرة لأو المخدرات المختلفة، في لحظة الى اللجوء اليه ، وبعنف، في الحالة الصعبة، فيكون الادمان والضياع وهلاك الجسد المبذول فيه اموال ومؤسسات، وهناك اغتصابات في العائلة وغيرها من جراء ذلك، وهناك اموال تدفعها كل دولة سنويا بالمليارات لعلاج مشاكل الادمان، وهناك المعاناة من داخل عالم الدعارة نفسه وهو العالم الذي يقوم على رعايته وحمايته آلاف مؤسسات ، وهو مدعوم قانونيا في كثير من البلاد الغربية اليوم، وتندرج فيها ملايين النساء والبنات، وهذا المجال الانساني بالتعريف الغربي، يتم فيه اعظم انتهاكات الانسانية قاطبة، فالحصول على حياة كريمة مظنونة او مطنون انها يمكن ان تكون من هذا الباب لايفلح ابدا فالوضاعة حالة ملازمة كما المعاناة والشعور بالاهانة ومن صناعة الجنس لكن الطريق يؤدي الى امراض تنتشر كالهشيم وتكلف الدول اموال باهظة كما ان استغلال النساء يتم بصورة اشنع عشرات المرات من الصورة التي كانها ابن سلول في المدينة ومعه عماله، او في مكة ايام الرايات الحمراء في الجاهلية، لكنها شبيهة بحالة ابن سلول واكراهه الاماء على الدعارة، اما في الغرب فالاكراه معنوي او معنوي وجسدي، اما النور المنزل لحماية اولئك النسوة او البنات، وهن بالملايين فقد نزل في نص من كلمات معدودة اغلق الطريق على استغلال النساء من هذه الناحية، قال تعالى:"وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
-
العلمانية هي محاولة الانسان الغربي في العيش كانسان، بعيدا عن الدين والقيم وشرائع الدين والوحي.
ان جزءا منها يشبه العملية الاجتهادية التي اتاحها الوحي الرباني واهداها للانسان لتشغيل عقله وخبراته الانسانية في امور اجتماعية او عرفية او امور سياسية او انسانية او امور وسائل تفعيل الحقوق الانسانية والحفاظ عليها.
مع لفت النظر-وهذا هو اهم عمل تنظيمي بالوحي- ان هذه العملية ، تجري في الاسلام، أو في عالم الإسلام القيمي، والعقلي، ترتد في كل مرة الى المفاهيم المنزلة والثابتة في الوحي لضبط حركة المعيشة والفكر والاجتهاد او الخبرة الانسانية على الارض، وهذا ليس مطلوب دائما في الامور التنظيمية الناتجة عن الخبرة في حماية الاسر او الفقراء او الاحياء الفقيرة او العاطل عن العمل، وهذه تدخل فيها القيم الانسانية ومنها ما توصلت اليه العلمانية او بالمعنى الاصح خبرة الانسان الغربي البعيد عن الدين وهي موافقة لقيم مانزل من الاسلام مثلاً لكن العلمانيين بوعي وبغير وعي او المثقفين والفلاسفة يظنون اما انها ليست موجودة في الدين او انها متعارضة مع الدين فهو للآخرة وليس للدنيا كما يزعمون وبذلك يغلقون الطريق على انفسهم داخل دائرة بشرية تخطئ في امور عظيمة وتكلفهم المليارات من الاموال كما تدفعهم اما للاستعمار السريع للسيطرة والاستغلال وهو الوجه الخارجي للعلمانية اي قوتها العمياء التي هي من اللامفكر فيه علمانيا او مفكر فيه لكنه يعتبر من المسموح به، وهذا وجه التعارض بين الوجه العلماني الانساني الداخلي على الرغم مما يحدث له من تشوه ذاتي ونكبات، وبين الوجه الخارجي الاستعمارى او الاستغلالي او الاعمى في التعامل مع الانسان خارج دائرة الخبرة البشرية الداخلية ، وهذا يعطي للعلمانية معنى الانفصام الذي يرى الناس ظواهره ولايعرفون مصدره، وهو مصدر البعد عن منهج الوحي الصحيح في التعامل مع الانسان الداخلي والخارجي.
-
يمكن أن ترى فعلا اليوم، أن العلمانية ، في الحقيقة تعتني بالجسد كما هو ملاحظ لكنها بتنظيراتها للانسان ونماذجها الاخلاقية والتجارية والعملية والفلسفية تقوم بهدمه مرة اخرى او تعمل على تهديمه من ناحية بينما هي تحاول بناءه من الناحية الأخرى!
اما الروح فلاشك انه ينال سعادة من نوع ما ، سعادة وقتية او آنية ، لكنها سرعان ماتتلاشي عند الازمات وكثير ماهي أو التأزمات الداخلية النفسية، لشعور الفرد بإغترابه، او بالاحتكاك المباشر مع الآخر ، في فردانتيه المتوحشة، في المجال ، فسرعان مايشعر الإنسان المتعلمن بالاهانة والغربة او التخلي والضياع او الفردية القلقة او الانسانية المعذبة او الوحدة الضائعة او الضلال المبين او الوقوف في ارض خلاء من الانسان في لحظة انهيار نفسي عنيفة المستوى، وهو مايسبب الادمان للمخدرات او الانتحار او للجنس الخارجي او الجنس الفردي، او للانتحار ووسائله المتعددة او العنف الاسري الغربي المكتوم او الخفي او المخفي اعلاميا في اغلب الاحايين ..الخ

-
يمكنني ان أقول لك قولا ينطبق على اي منهج دنيوي او اي ديانة محرّفة او وضعية والقول هو انه ليس هناك باطل مجرد او خالص ولو كان هناك باطل مجرد ما آمن به احد فلابد ان يكون معه بعض مافي الحق او بعض مافي الفطرة او بعض مافي الحس الإنساني المشترك وهذا يعني ببساطة انه توجد بعض المشتركات بين الاسلام وهو الأصل المنزل وبين الخبرة المادية العلمانية مثل مافي مفاهيم المساواة والحريّة والعدل من عناصر الحق المشابهة لما في الاسلام غير انه ليس عندها قاعدة ربانية وإنما خبرات إنسانية واعلنت الاستقلال المزعوم عن الله والباطل في العلمانية هو اعظم من ان يحصره احد من الناس فهو هائل لدرجة عظيمة تربو علي مافيها من العدل في انواع معينة من الاجتماعيات والإنسانيات هذا يمكن قوله بإطلاق اما المذاهب العلمانية فيها جنون وخراب كما حكم مناوئيها داخل الفكر المادي العلماني نفسه
 
عن العلمانيين العرب أتكلم!
كتبت منذ ساعات، في موضعه، ان العلمانيين يتناسلون كالفئران ويبدو ان المعنى يحتمل اوجه كثيرة وربما يسأل احدكم ماذا اعني؟
اعني ان شميل ولد اسماعيل مظهر واسماعيل مظهر ولد اسماعيل ادهم وطه حسين خلف زرية زي الزفت والقطران وله نسل في كل مدن العرب منهم مثلا عبد الرزاق عيد وياسين الحافظ كما ان اركون خلف بلاوي كثيرة منهم صديقه هاشم صالح لكن من تلاميذه خلف اضاعوا كما اضاع وحرفوا كما حرف واتبعوا كما اتبع منهم مثلا محمد الحداد اما عبد المجيد الشرفي فهو خلفة على كبير لاركون وهذا الابن الوحيد المجازي لاركون خلف وحده بلاوي كثيرة وسيئة واحدة تخلف بلاوي كثيرة وتلاميذ الشرفي من التونسيين كثير ومنهم الفت وغيرها
ونصر ابوزيد ولد من آباء شتى!، جابر عصفور وحسن حنفي وماركسيين عرب كثر!
العرق دساس
والفئران ينشرون السموم والآباء حقنوا بالايدز
طبعا من يظن انهم يلعبون في الدماغ بعيدا عن الاجساد القريبة والارواح يبقى مغفل
فهؤلاء مجتمعين اثروا على اكابر السياسيين العرب وعلى الاعلام والفن والروائيين والجامعيين وهلم جرا حتى وصل السم في العسل عن طريق المسلسلات والافلام
 
ماهي العلمانية؟
انها أيضاً النظام الفاشي لهتلر!
لاتتعجل في ردك علي!
اليس هايدجر فيلسوف نصر حامد ابو زيد(انظر مقدمة كتابه" اشكاليات القراءة ..." تجد هايدجر هناك!!!) وبقية الجوقة كان الداعم الاكبر للفكرة النازية والنظام!؟
وماذا فعلت فكرة هايدجر في العالم غير خراب الحرب العالمية التي قتل فيها عشرات الملايين من العلمانيين أنفسهم!
ويأتي هاشم صالح فيلسوف مابعد الحداثة ويطلب الثورة على ديننا بالدم!
يمكنك قراءة كتبه الاخيرة
ويصعد جابر عصفور على سلم دجال مصر السيسي ويصير في لمحة بصر وزير ثقافته الانقلابية حتى عين غيره!
هل لهذه العلمانية شبيه في التاريخ العلماني الاوروبي
الاجابة نعم
في منشوري هذا وضعت نص اجابة
 
مامعنى العلمانية؟
انها ايضا النظام العلماني السوفيتي الذي قمع شعوب البلقان المسلمة بل قمع اهالي تلك الامبراطورية التي سقطت في خلال 70 عاما فقط
قمعت العلمانية الروسية اهل روسيا انفسهم
وحتى الكنيسة فقد قمعت وكانت العبادة المسيحية تقام سرا اما الاسلام فلم يكن له مكان هناك
اين كان فلاسفة الفكر الاشتراكي هناك
كانوا هناك ورضوا بالامر
لاتتعجب فهناك فلاسفة علمانيون كما وسياسيون علمانيون وعلماء اجتماع رضوا بأن يكونوا الدعم الفكري لتلك الانظمة الفاشية
سوف لانتحدث عن ستالين او النظام الايطالي فكل هؤلاء او بعضهم كانوا قمعيون وهم علمانيون
ولينين مثلهم
اه لاتنسى ان الماركسيين العرب انقسموا بين الستالينية واللينينية
وهم كثر يصعب الان عدهم
لكن منهم صادق جلال العظم شتام الرسول والمستهزئ به صلى الله عليه وسلم في كتابين تفتخر بهما العلمانية العربية الا قليلا منهم ذكرهم كلهم المعارض والموافق في كتابيه اسما اسما بل ذكر دفاعاتهم او معارضتهم
العلمانية ليست كما يُتصور من انها كما في حالتها الاخيرة في الجزء الرأسمالي من الغرب الحديث جدا تعطي الحقوق للناس!
 
ماهي العلمانية؟
اذا أجبت على سؤالي عن موضع هيجل من النظام البروسي وموقع هيجل عند العلمانيين العرب فيمكنني ان اخبرك عن العلمانية في صورة غير الصورة المابعد حداثية من وجه مع انها من وجه آخر هي هي؟
اولا العلمانيين العرب يرفعون هيجل العلماني فيلسوف دولة بروسيا(بالباء) الى اعلى مصاف الفلسفة العلمانية.
اما هيجل فقد رفع ملك بروسيا الى مرتبة الاله قال عنه حرفيا انه الملك الاله!
وطبق عليه وعلى النظام الملكي الدستوري فكرته عن الفكرة المطلقة سالبا السيادة عن الشعب فلاتتعجب ان قلنا ان التألية مرة يكون لقانون الملك ومرة للشعب في الاخير لكن بينهما مشترك في الفكرة المادية العلمانية!
قال ماركس لقد اثبت هيجل عدم عقلانية العقلاني بالاطلاق!
قال ماركس ان هيجل واقف على رأسه
والسؤال الان هل الدول الماركسية طبقت الديمقراطية؟
وهل الدولة الناصرية المدعومة من عتاولة الماركسيين يومذاك اقامت الديمقراطي
بالطبع لا وانما كان القمع والارهاب الوحشيين
كان محمود امين العالم على رأس النظام من ناحية الثقافة
ماهو المشترك بينه وهو صديق جابر عصفور الى موته، اي محمود امين العالم وبين جابر عصفور نفسه؟
انه دعم القمعية والترأس على قمتها من ناحية الثقافة
وماهو نظام السيسي الا العلمانية تتسرب رويدا رويدا
العلمانية اشكال والوان ولكن لاتنسوا انظمتها الصلبة القمعية وتظنون انها الرعاية الاجتماعية وحقوق الانسان!
 
قال مستشرق هولندي لصديق لي ان عدم الختان هو من العلمانية
اي والله
اي هذا الحد
طيب خذ هذه: الدعارة اس العلمانية!
مقننة قانونيا ومدافع عنها كحرية شخصية ومجتمعية وسياسية وفنية وادبية ونسائية وضرائبية!
 
ماهي العلمانية؟
انها من وجه معاناة العلماني نفسه داخل النظام العلماني نفسه
البعثية علمانية وقد اضطهدت حتى العلمانيين وقهرت الشعوب
انها الفكرة البعثية العلمانية في ثوب دكتاتوري بل هي جوهره
الناصرية النصف علمانية اضطهدت العلمانيين اليساريين ووضعتهم في السجون واعدمت
والمدهش أن احد الذين سجنوا خرج من السجن وترأس الثقافة الاشتراكية الرسمية الناصرية القمعية.
وهذا من العجب العجاب
أما العلمانية لماركسيو اليمن الجنوبي لما كانوا هناك فالارهاب كله!
فين العلمانية.
انها صفير الريح.
ووجوده شائهة حرفيا ومجازيا!
 
ماهي العلمانية؟
انها بحسب وصف اهلها وروادها وادبياتها ورؤوسها وقاماتها هي الحرية المطلقة والابداع المطلق والفن المطلق والادب الروائي المطلق!
ماذا يعني هذا؟
يعني أن تكون البداية محاولة نزع الحجاب او الخمار أو قماشة الرأس!
الى أن تنزع الثياب كلها!
اليست الحرية مطلقة إطلاقا!
اذن هي هي كما في غرب مابعد الحداثة اليوم: عراة تماما من الثياب على الشواطئ، دعارة في بتارين زجاجية حداثية، تحت الطلب السريع، ممارسة الجنس الغليظ والخفيف علنا وفي أفلام قانونية أي مباحة علمانيا!..الخ
انها مطلقة تذكر!
اي حتى آخر مشهد لها في الشمال وأول مشهد لها في الجنوب،أو الغرب والشرق إن شئت!
لذلك دافع جابر عصفور في مقال بجريدة الحياة(وضعته من ايام هنا) عن الللوطية في الأفلام والجنس في الأفلام، اليست زوجته قال!، ياخيبة أبوك!
هل هي زوجته فعلا أم تمثيل في تمثيل، بإطلاق وأمام النظارة، أي الناظرين والمشاهدين!
العلمانية تتستر احيانا وتعلن احيانا
تضمر وتصرح
تضرب وتلاقي!
 
من مخطوطي: هؤلاء قادة التنوير الحداثي الغربي الذي يريد أن يلغي مقومات التنوير الإسلامي ، لا يفتأ د. عصفور في الدفاع عنهم في كل مقال أو كتاب أو مؤتمر أو معرض للكتاب .


تحت عنوان من التنوير إلى الإظلام يقول : (( ماذا حدث للتنوير ... فـ ... أقدام التقليد تدوس في غلظة جاسية على كل ما يولده السؤال من تطلع أفق معرفي لا حد لفضائه ، ويبدو المشهد الذي نراه كئيباً : مقص الرقيب يمزق الأفلام والتمثيليات والمسرحيات باسم السياسة مرة والأخلاق مرة أخرى ، والدين مرات ، فلا يستمتع المشاهد بالفيلم أو المسرحية أو التمثيلية إلا بعد أن يشوه مقص الرقيب مصدر المتعة الجمالية فيحذف حتى قبلة الزوج لزوجته ... ومصادرة متعاقبة للكتب ... الإسلام السياسي و (( الخلافة الإسلامية )) و (( أصول الشريعة )) لسعيد العشماوي )) هوامش على دفتر التنوير ص249 ، 250 .
إن دفاعه عن حق المستشار العشماوي في شتم الصحابة واتهامهم بكل نقيصة وحقه في رمي القرآن ببعض اتهامات المستشرقين مثل حمل الأخطاء وتحويله هو وأمثاله، النبوة لتصير كهانة وأشخاص الأنبياء ليصيروا رعاة بدائيون أو دهاة ماكرون لم يكونوا أنبياء مخلصون كما ذكهم القرآن ولا لهم صلة بالوحي الإلهي كما أعلن القرآن( صدر كتابين للرد على العشماوي في هذا الشأن الأول هو كتاب الدكتور محمد عمارة (( سقوط الغلو العلماني )) والثاني أقطاب العلمانية الجزء الثاني للمؤلف .)
لا أريد أن أتجاوز هذه النقطة حتى أذكر للقارئ الكريم نص لجابر عصفور يدعم مشهد قبلة الزوجة ( الممثلة ! ) : (( أما في مجال الجنس ، فقد حذف الرقيب كل ما يشير إلى الجنسية المثلية ( يقصد اللوطية ! ) أو الانتهاكات الجنسية() التي تحدث في السجون ( وهو موضوع عاد إليه صنع الله في روايته (( شرف )) التي صدرت عن دار الهلال في القاهرة ) أو غرف التوقيف الاحتياطي وكلها مشاهد بالغة الحساسية بالطبع ، ولا أتصور أن الرقيب الحالي (...) يمكن أن يسمح بها ... ولا سبيل إلى اليوم لإقناع ممثلي الرقابة الرسمية وغير الرسمية بدأ الحرية الإبداعية (...) أو بضرورة وضع المبررات الفنية التي تدفع الكاتب إلى صوغ مثل هذه المشاهد ))(من مقاله بجريدة الحياة تحت عنوان هوامش للكتابة ، إستجابة الرقيب، بتاريخ رقم العدد: 14101 ،24/10/2001
.إنَّ ( الآفاق الواعدة ) التي ترتادها (( الأدوات الجديدة )) التي يتحمس لها د. عصفور إنما تخوض في كل المجالات وترفض أي رقابة على أي عمل أو منهج أو فعل ، ذلك أنَّ الحرية الإبداعية هي فوق القيم الثابتة الإسلامية والمبادئ الشرعية الربانية القيمية . وأي سيناريو للطعن في النبوة أو (( نقد الوحي )) أو (( هجاء المقدس الغيبي القرآني )) من (( رموز الإبداع الفكري )) و (( الاجتهادات الحديثة )) من العلمانيين العرب الذين يدافع عنهم د. عصفور أمثال من ذكرهم في كتابه ضد التعصب : (( خليل عبد الكريم )) و (( سيد القمني )) و (( سيد ياسين ))(جريدة الحياة - هوامش للكتابة لجابر عصفور- ( استجابة الرقابة /24 أكتوبر 2001 / 8 شعبان 1422هـ / العدد 14101 ) . يحيي د. عصفور الطيب صالح وروايته موسم الهجرة إلى الشمال والتي يقول فيها الطيب صالح على لسان بطل الرواية :" وأفعل كل شيء حتى أدخل المرأة في فراشي. ثم أسير إلى صيد آخر... جلبت النساء إلى فراشي...أي شيء جذب آن همند إلى... حولتها في فراشي إلى عاهرة... على الجدران مرايا كبيرة، حتى إذا ضاجعت إمرأة ، بدا كأنني أضاجع حريما كاملا في آن واحد"(موسم الهجرة إلأى الشمال ص33،34)..... ويعلق جابر عصفور بقوله (( الطيب صالح علم من كلام الرواية العربية ، يقف ابداعه في صدارة الصف الأول من كتاب الرواية )) ، (( فبطل موسم الهجرة إلى الشام يقول جابر عصفور – جعل من نساء لندن فريسه له ، يقودهن إلى الدعارة مستغلاً فتوته الإغريقية واوهامهن عن فحولة الرجل الإفريقي الوحش ؟ وكان مصطفى سعيد يتصور أنه في سيطرته الجنسية على ضحاياه من نساء لندن البيض يتأثر من الاستعمار الأبيض .... )) ( جريدة الأهرام المصرية ، الأثنين 2 مارس 2009 ، العدد 44646 ) . ) .
 
من مخطوطي: ورغم علم د. جابر عصفور بما تحتويه الرواية-وليمة لأعشاب البحر- من شتائم جنسية فاحشة وأحياناً مقرونة باسم الرب ، وشتائم للقرآن ونبي الإسلام كما بين الدكتور جابر قميحة في رائعة التفصيلية النقدية للرواية من ناحية كونها رواية ومن ناحية كونها طاعنة في القرآن بأفظع الألفاظ وأوسخ الكلمات ، ورغم علم عصفور بذلك إلا أنه يقول برود عجيب واطمئنان غريب واضطراب مريم ! : (( ضجة مفتعلة تلك التي أحدثتها بعض تيارات التعصب في القاهرة حول رواية الكاتب السوري حيدر حيدر (( وليمة لأعشاب البحر )) وهي واحدة من الأعمال الأدبية التي لفتت انتباه نقاد الرواية العربية المعاصرة من رؤية اجتماعية جذرية ودرجة عالية من التمرد() على أوضاع التردي التي حاول الكاتب تجسيدها ... احتفى بها نقاد كبار على امتداد الوطن العربي ، وصدرت منها أكثر من طبعة في أكثر من قطر عربي() ، جنباً إلى جنب الطبعات العديدة لروايات حيدر الأخرى ومجموعاته القصصية ، وأذكر منها (( الرفض )) و (( الزمن الموحش )) ( ) ( 1973) و (( الوعود )) (1978) و (( التموجات )) (1980) و (( مرايا النار )) (1982) و (( الفيضان )) ( طبعة ثالثة 1986 ) و (( غسق الآلهة )) ( 1994) و (( شموش الفجر )) (1997) وكلها صنعة لصاحبها مكانته في القصة العربية المعاصرة ووضعته في طليعة كتابها ، لكن بقيت (( وليمة لأعشاب البحر )) عملاً منفرداً بين أعماله العديدة ))من كتابه ضد التعصب ص291 إذاً ليس هم كتابه هذا فقط الدفاع عن علمانيين من أمثال حسن حنفي ونصر أبو زيد وخليل عبد الكريم والعشماوي وسيد القمني إنما أيضاً عن سلمان رشدي وحيدر حيدر !
 
قالت لي المرأة الهولندية البالغة من العمر الستون عاما، هل تعلم أن أمي (أمها في بيت المسنين) لم تستحم منذ ثلاثة أسابيع، وان المفترض ان تستحم كل يوم أربعاء، لكنهم لم يفعلوا، ولما اعترضت قالت لي احداهن هناك زحمة في الوقت ولذلك لانستطيع ان نحقق الامور في مواعيدها وقالت ايضا المفترض ان يضعوا الرباط (رباط معين خاص) للم الجرج المزمن في رجلها ، لكنهم قالوا لي اذهبي الى الصيدلية واشتريه، مع أنها تدفع الخدمة كلها.
أما أمها فأعرفها منذ سنوات، واعودها تقريبا كل يوم، واضحك معها واتسامر معها، ومع أبنتها أحيانا، والأم عمرها تقريبا 85 عاما.
قلت لابنتها: طيب لماذا لاتقومي أنت بمساعدتها على الاستحمام.
قالت لي لو فعلت فسيعتمدون على ذلك وسيتلوها أكثر ولن يقوموا هم بذلك وهو عملهم اصلا.
حقوق الانسان!
 
امر عليه في اليوم مرتين، ذلك الرجل الهولندي، ذو السبعون عاما تقريبا، كان جل همه أن يمنحوه كوبين من عصر التفاح، في كل مرة لكنهم في بيت المسنين الذي يسكن فيه، قرروا أن يعطونه كوب عصير واحد، بإعتبار أن ذلك سيؤثر على وزنه، مع أن في القانون أن راحة الزبون أهم شيء حتى ولو كان ضد صحته مادام هو نفسه الذي يريد.
الحلم بشربة ماء
هذا الرجل كان يمكث في غرفته لايزوره أحد، يبدو كما ألاحظ يوميا أنه ليس له أحد!، لاصديق ولازوجة ولا ولد!
منذ اسبوع بدأ الرجل يصيبه الخرف!
اليوم تكلمت معه فكان حاله غير الحال!
حقوق الإنسان.
 
عودة
أعلى