نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

هل هناك علاقة بين انهيار الاخلاق واختراع الآلات وتقدم الصناعات وتحقيق المنجرات والانجازات؟
قد يكون ذلك نتيجة الهجرات في ظروف متكاملة خاصة بمسار تحقق العلمانية وكانت بداياتها هجرات العمال-رجالا ونساءا-من القرى الى المدن كما حدث في التطور الصناعي في الغرب اثناء وبعد الثورة الصناعية -ومازال يحدث ففي هولندا تهاجر البنات والاولاد في ظل نظام القيم العلمانية الى المدن للعمل في المؤسسات كافة والسكن الفردي مهئء في كل مكان وتحت الطلب المستمر زائد انفتاح العلاقات بصورته المابعد حداثية! -فذلك كان يصحبه على الدوام تطوير المنظومة الاخلاقية والفلسفية والتشريعية لتناسب المنحى العلماني الذي كان هو الآخر يخرج من حالة لاخرى
قد يصدق هذا على الغرب وتحلله قيميا وتشريعيا من هذه الناحية
اما في عالم الاسلام فلا شك ان القيم كانت تحكم العلاقات والشريعة كانت حاكمة لكن لاشك ايضا ان الترف المادي او الصراعات كانت تتسبب في انحطاط الاخلاق على المستوى الفردي او الجماعي ولكن بصورة لاتحكمها عمليات سلطوية تسعى لذلك بزعم تطوير الاخلاق ونسبية الاخلاق والفن للفن مثلا وكده
اما القول بانه لابد ان يحدث هذا لذاك اي موضوع منشورنا فهو كشرط ونحن لانقول به
فليس بشرط انه عند تقدم الحضارة الصناعية او تقنياتها للامام ان تنهار الاخلاق
هذا رد على كلام للعلماني اللبناني علي حرب
وقد كتب في مذكراته المسماة ب خطاب الهوية سيرة فكرية ان تقدم الانسان على الصعيد التقني كان في مقابله تقهقر في الخلق والثقافة وانهيار مريع على الصعيد الانساني (انظر ص 171)
ويبدو انه يتكلم عن النموذج الرأسمالي الذي يخضع الانسان فيه-كما قال- لآلية الاسعار وارادة الشركات المتعددة الجنسية
 
العلمانية كل لايتجزأ
والإسلام ، كإيمان وعقيدة وقيم ، كل لايقبل الا كله كإيمان في القلب وتشريع في السيادة العليا وكسلوك لايستباح بالانكار والرفض
فأما أن تطلق بين الدنيا والدين في العلمانية وتبحث لك عن عواهر تسميها امهات وجدات ،في القيم والفلسفة والعقيدة العلمانية، وخالات وعمات وانساب دنيوية دهرية استباحية او ان تجمع بين الدين والدنيا كما جمعها اجدادنا وجداتنا واعمامنا وعمتنا واخوالنا وخالاتنا فكانت الحضارة
واما ان تجمع بين الاباحية والعلاقات كلها كما في العلمانية واما ان تطلق الاباحية والمثلية في الاسلام طلاقا بائنا بينونة كبرى
اما ان تحكم حركتك العلمية باصول قيمية قرآنية حتى لاتقلب الفرضيات اصول وحقائق واما ان تجعل الفرضيات الكاذبة او الخاطئة او المسبقة التصور علمانيا تجعلها حقيقة الحقائق حتى لو ادعيت انها نسبية
ذلك ان تلك النسبية هي التي تقود كل شيء في الغرب فهي اصل اصولهم في كل شيء لكنهم يدافعون عنه كحقيقة
 
كيف يمكن لي ان اعانق السماء
أو أن أخاطب النجوم التي تتباعد عن الإنسانية
رغم لمعانها الفاتن
الشوق يملئ جداول القلب الهادرة
هاقد تشيئ الإنسان
وصار تحفة ذهب لونها الأصلي!
أصبح الإنسان الحداثي
رماد في عالم الجثث المتراقصة!
والوردة الجميلة تصاب
بعقم الاختزال
جميلة وباردة
كرائحتها المفقودة في بلاد بحر الشمال
أود ملامسة رمل البحر
بدون أن يلتصق بقدمي فأصرخ
كتجربة طفل معه لأول مرة
لكن بدون أن تتكشف انسانيتي
أمام المارة العابرون
الى الضفة الأخرى
عراة من الحياء الأنثوي
مثل المتاجرون بالإنسان
بدراهم قذرة
كتلك التي
تلقى في وجه النساء
في الشوارع الخلفية
في المدن الكبرى
ليتني أعانق حبات الندى وهي عالقة
في فضاء الغابة الوارفة
ماذا ينفع الهروب
واللجوء لجرعة خمر
يحتسيها رجل عصري
سرعان مايلجأ إلى إدمان الضلال!
فتاة تائهة تبحث عن الامان والحب
مثل تلك الفتاة
التي قابلتها أول مرة
منذ تشوفت نفسي
للسير في الأرض
بحثا
عن التحف التي تتمزق داخليا
تأسيا ببرموثيوس
أسطورة العلم الجاف!
أو قل إن شئت المسروق
سألتها: مالك؟
فبكت وقالت صديقي رفض الإنسانية
أنا الإنسان أرفض الحيونة
لأن إنسانيتي أعلى من
الجسد الذي يرفعونه
فوق النجوم
بعد ان سرقوا منه شعلة الحياة
من أنت أيها الإنسان
إلا شيء يتبدد
مثل كلمات لامعنى لها
في الفكرة المادية
أنا من عالم ممزوج من روح وجسد
كيان ارفع من السموات بشرط
بذل الروح
شوقا الى خالقي أنا
ليسكن-أو يهدأ- الجسد المحاصر بالضباب
إنسان غيبته الاسواق
وراء صيحات الباعة المحترفون
ونشرات الأخبار المليئة بالأكاذيب
وبلاهة المستمعين
اسكن بين نبتة اللافندل
وشجرة الصنوبر
والصفصاف الرائع
أو أشجار الزيزفون
أتبادل القبلات مع الطبيعة
والغزل الرقيق
وارتعاش الضوء الخافت
بعيدا عن محاكاة فاشلة
لمشهد سرب العصافير
مهما علت أصوات العزف
وتمايلت الأرض تحت ضربات السكارى
في عالم الأموات
وأشباح المدن الكبرى.
فلا تجد سوى
أصقاع خالية من الهواء
لولا براءة الاطفال
وأنوثة طبيعية
وقيم تتشبث بالأعماق
الساكنة
 
العلمانية لم تتجاوز في اختزاليتها حدود ظواهر ارضية ومعاش انساني فردي او اجتماعي
كما ان مذاهبها حتى الاكثر حداثة تتناقض في انتقاء الظواهر بعضها عن بعض بل يتم تفسير الظواهر تفسيرا يسيطر عليه هم النظرية لا هم الاكتشاف فمافي النظرية العلمانية من شر هو اضعاف مافيها من خير
وعلى كل فانها بظواهرها ونظرياتها وموضاتها لاتتجاوز ماانبثق من طين الارض!
اما الاسلام فقد تجاوز الارض للسماء ونزل من السماء للارض ودرس السماء والارض واستفاد عالم العلمانية الاجتماعي من منجزات عالم الاسلام الديني اي المنجزات الدنيوية من الطب والجراحة حتى الفلك والصناعة!
وكذلك استفاد من العلوم العقلية المفاهيمية الاسلامية الا انه انحرف عنها وعزل عنها قاطرتها السماوية لو صح التعبير
العلمانية تحاول ان تركب العلم الحديث بينما الاسلام صنع الراكب والمركوب وانشأ العلم والعلوم، فمن الإسلام بدأت قافلة العلم الذي استفاد منه الغرب وتحاول العلمانية أن تستغله، وهي تزهو بما يسمى علم وهي فرضيات فيه، من انتاج خليط من الفلسفة المسبقة وأحكامها المسبقة وفلسفات العلمانية المتراقصة كتراقص فرضياتها الفلسفية المتعارضة والمتناقضة والمتصارعة داخليا(داخل المركزية المادية نفسها) !
 
العلمانية تدعي أنها تُفسر الإنسان، تؤول أقواله وأعماله، وتدرس كلامه وأحواله، الشفهي من ذلك والمكتوب، الخيالي و التاريخي ، بينما هي تقوم بحجب كثير من مقومات ذلك الانسان وطبيعته وكيانه، واقواله واعماله، فطرته واشواقه ...فضلا عن انها تقوم بمسخ طبيعة الإنسان وحقيقته وتضليل الانسان عن ذاته!
اما ماهو أعظم من ذلك إغفالاً في عالم العلمانية فهي أنها تحجب عن تفسيراتها وتأويلاتها وقراءاتها ونظراتها وفلسفاتها ماأظهره العلم الطبيعي من دقة خلق الإنسان أو صنعه، او ابداعه وحسن تركيبه ولطف تكوينه وأنه منظم داخليا تنظيما دقيقا، محسوسا ومنظورا، بالعين والمنظار الدقيق، وان التفكير في هذه الخطاطة الكيانية الداخلية للإنسان سيغير مسار العلمانية وينسف سلفيتها وحداثتها انها تغطي على هذا كله ولاتذكره البتة ولاتجعله معطى رئيسي في نظراتها وقراءاتها وخطاباتها ..في إعادة النظر في تصوراتها عن الخلق والإنسان، كما انها تحجب وتكتم مايمكن ان يستخلص كنتيجة من النظر في تلك الحقائق المكتشفة حديثا، فضلا عن أن ذلك يمكن استخلاصه بالنظر العادي لكيان النسان وجسده.اي -نتيجة خلق الانسان من خالق حكيم ومدبر عظيم ورب رحيم، وهذه النتيجة اي الايمان برب تؤدي الى انه المعبود وحده لانه هو الخالق للانسان
فلقد تعرف العلم الحديث على تكوين الإنسان من ملايين الخلايا والوظائف المدهشة التركيب والإمتزاح أو الإفتراق والتحول او الامتزاج والاتحاد او الثبات والحركة الدائمة في الخطوط الداخلية أو التناسق أو التبادل او التجاذب يين الخلايا أو الأعضاء أو غير ذلك مما هو أدق وألطف..
راحت العلمانية تتكلم عن معاش الفرد وذاتية المؤلف والمشترك الجماعي والحس البشري والحدس والعقل والخيال والاحلام والاقوال والكلمات والاشياء والرموز والعلامات والاقوال والكتابات والحفريات والاثريات واللسانيات والبنيويات التاريخية والجماعية والنفسية لكنها لم تقترب من حدود الكيان الممزوج من الروح والجسد فضلا عن انها لم تقترب من الجسد نفسه ولطف ابداعه وحسن تركيبه ودقة عملياته وتقول فيه قولا منصفا
انها وهي تمنع الكلام الحقيقي في هذا وتحجبه عن دائرة اهتماماتها وتفكيرها فضلا عن حجبه عن الناس والقراءة المنصفة فإنها تحقق في نفسها مفهوم الكفر كما وصف الله والكفر معناه الحجب والتغطية والجحود!
ولو كانت بريئة لكان أول شيء يمكن أن يعرفها بالله وبحكمة خلقه إنما هو الإنسان والعلم بما هو عليه من ابداع خلقه ودقة اجزاءه وتناسقها التام .
 
العلمانية تدور حول الإنسان كما تدور القطة حول الفأر، لاتقترب منه، إلا بقفزة قاتلة ، تقتنصه ولاتتعرف عليه !
تدور حول الإنسان كما يدور الرجل العلماني حول الأنثى، لايرى منها إلا رقيق أبيض، فإن حاول أن يكون رجل بحق تجاهها، خانته المعرفة كما تخون الرجل الساذج ، في عصرنا، معرفته بالأنثى!
ماذا يعرف العلماني المخضرم عن الإنسان، غير القول بأنه إنسان خلقته الحتمية الإقتصادية أو الإجتماعية(العقل الجمعي) أو النفسية(عقدة فرويد الأوديبية الجنسية!) وعيه مشكوك فيه!! ، أو أسير اللغة أو صناعة النص، أو الخطاب (كما تقول تقنيات الذات في الهرمنيوطيقا) إنه غير ذاته ، إنه خارج هويته الذاتية،(شتراوس) ليس ذاتا فاعلة ، أي إنكار وجود الذات الفاعلة (كما يقول البنيويون الفرنسيون)، ضائع في الزمن هو الموت المستعاد ينتهي ريكور بعقدته عنه!(انتحر ابن ريكور أوليفييه)، بالمناسبة أعلنت البنيوية الفرنسية موت الإنسان، وموت الفلسفة، وموت الذات الفاعلة،
مازال العلماني يدور حول نفسه ولايعرف منها إلا سطحها، وإن غاص في دوروبها الداخلية أخرج منها فأرا مذعورا يجب السيطرة عليه بالمخدرات والأقراص المسكنة ، أو فردا في قطيع حيواني دارويني يمكن السيطرة عليه كغوغائي ، أو حرا يتعبد للمادة أو هو شيء خاضع للسوق، أو هو حيوان أنزله فرويد من مرتبته الإنسانية وزعم أنه عرفه قدره ومنزلته!


ان الانسان يغترب في العلمانية عن نفسه ، مستلب الذات، حطه فرويد في الرغبة ومرغه في الجنس ، أتاهه في غياهب المكبوب! ، وأذله نيتشه، أُهمل في الذاكرة أو ضاع في الذاكرة أو تلاشى في النص أو اللاوعي!
الإنسان يستعصي على العلمانية مع أنه قريب جد ومع ذلك تحاول أخيراً فك شيفرة رموز صنعته..
........ولا الضالين..آمين!
 
الحمامات والسونة في الغرب
مثل شواطئ العراة أو نوادي العراة ، أو منتجعات العراة في أماكن الطبيعة(وهذ يذهب اليها الاطفال مع ذويهم العراة، ويعرض التلفزيون الأمر أحيانا وقد شاهدته بنفسي من التلفزيون وكان ذلك مفاجأة لي أنه يعرض في برنامج عادي وكأنه يعرض أمر شم النسيم في مصر الحالية مثلا) ، يذهب الغربيون إلى الحمامات التي تسمى السونة، والمشهد هو مشهد عري تام، رجالا ونساءا، وهناك أماكن كبيرة الحجم تسع مئتي شخص وهناك أماكن أقل حجما، وقد أخبرني أحد الهولنديين أن في المدينة لاهاي حمامات كثيرة متفرقة، وكذلك في أغلب المدن، وفي السونة أو الحمام الواحد يوجد غرف كثيرة مجهزة بأحدث الأجهزة بخصوص هذا الشأن، ويختلط فيها النساء بالرجال، عراة تماما، ولما سألت وهل هذا أمر طبيعي، قيل لي : نعم إنه طبيعي وطبيعي جدا.
تعليق
يبدو أن كل شيء طبيعي من الجنس الجماعي لشوارع الجنس المنتشرة لتلك السونات المنتشرة في كل مكان، وإدمان الكحول، والإنتحارات، والإعتداء على الأطفال...وبيع الأجساد.. وعمل ملايين النساء كرقيق أبيض
وهلم جرا
العلمانية من الداخل\
-وردا على سؤال :
هل الصورة المثالية المصدرة لنا عن الغرب تعد تجميلا زائفا؟
قلت:
الغرب مجتمع منفتح على اي شيء اجتماعي او فردي فتحته العلمانية واغلقه الاسلام، مثل المخدرات والدعارة والعلاقات المثلية لكن هذه الامور منظمة كاي شيء نظموه داخل مجتمعات منظمة بيد ان التنظيم لايعني القدرة على التحكم في مسار المجتمعات فهناك الادمان والمخدرات والانتهاكات غير القانونية-علمانيا- في عالم الرقيق الابيض فالغرب فيه التكنولوجيا وهذه كانت موجودة في عالم الاسلام قرونا طوالا كما تعلم لكنهم فتحوا ابواب المحرمات ونظموها واطلقوها وهذا يكلفهم نفوسا واموالا طائلة لعلاج المشاكل الطاحنة غير ان الاقتصاد يمسك بعصب الجماعة على الانهيار ولاشك ان الاقتصاد هذا منابعه راسمالية -إقرأ عن الرأسمالية-تتجاوز دائرة الدول الكبرى نفسها
هناك مدارس غربية غربية نقدت الاوضاع مثل مدرسة فرانكفورت اقرا مثلا كتب ايريك فروم لكن عملية النقد غير كافية بل فيها ايضا خلل
وجاء سؤال آخر:
اليس تيار مثل المحافظين الجدد في امريكا هو ضد هذه المظاهر التحللية
فكانت إجابته :
الضد شيء والواقع شيء اخر فهنا في هولندا احزاب مسيحية وقد ترفض بعض الممارسات مع انها تقبل وجود المثليين كأعضاء، المهم أن العلمانية روضت الأحزاب المسيحية حتى أُرغمت المسيحية على قبول الواقع وتبريره والرضا به، والرضا بمكانة يتيمة تحت سطح القانون العلماني الملزم، وأما المسيحيين في الغرب فليسوا ملتزمين بقيم نعرفها -مثل العلاقة بين الجنسين-حتى لو ادعى أكثرهم ذلك، وهذا عن معاينة ومشاهدة وخبرة. لكن هناك فرق بين العلمانية الامريكية والعلمانية في شمال اوروبا مثلا والفرق قليل لكن يوجد فرق لاشك والا فصناعة الافلام الجنسية في الغرب بدأت ومازالت تشتعل في امريكا نفسها.
 
تقدم الغرب بمجموعة من العوامل والقرارات التاريخية المتتابعة تبع للتغيرات الصناعية والاقتصادية والسياسية والمعرفية،، وأيضا بعد عوامل هدم وبناء، وحروب طاحنة، حتى وصلت آخر الحروب الى الحربين الكبريين.
من أكبر عوامل تقدم أوروبا العلم والتكنولوجيا والحرية وإعمال العقل والأخذ بالأسباب.
لكن هناك أمر (معاصر) هو من الأهمية بمكان،ألا وهو خضوع الجميع، بعد استقرار الأمور نوعا ما) لما يفرضه الوضع الإداري أو الصناعي أو التنظيمي أو التطويري من نظام أو إطار يتجدد و يطور نفسه على الدوام.
أما الثغرات والخلل فهناك أمور عديدة، منها بعض مستويات القرارات الأخلاقية
ومنها رفض الدين ولو أن يساهم في البناء والتشريع كشريك، أقصد أنه حتى الشراكة ممنوعة.
اللهم إلا أن للأحزاب المسيحية وجود ببرامجها، وليس في البرامج إنقلاب على العلمانية أو القوانين السائدة للعلمانية.
لو لاحظت فإن هناك مشترك بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، في الحريات والتسامح أو المعايشة والمواطنة، على الأقل في أساس هذه المواقف القيمية والأخلاقية والإنسانية.
هل في هذا مدح للغرب أيضا؟
الإجابة: طبعا!
وهل في ذلك مدح للعلمانية أيضا
الإجابة : الأمر يحتاج تفصيل!
فمن سبق الأول: الإسلام أم العلمانية
الإجابة: الإسلام: كان في العالم الذي أنشأه حريات وتعايش وعلوم وعقل علمي وأخذ بالأسباب
فمايمدح في العلمانية إنما هو أصلا إسلامي المنشأ والمشرب والمخرج!!، ، ولانقول عنه إنه أمر علماني، لأنه في الأساس أمر إسلامي، (منزل) فعله الإجتهاد الإسلامي، البشري، والعلمانية تقود هذه الأمور المشتركة لإنحرافات وتجاوزات وتعديات وفساد عريض أما مايمدح فهو الغرب في الجوانب الذي عمل على ترقيتها.
والغرب ليس هو العلمانية بل هو إجتماع أصول مختلفة في بنيته الداخلية علمية وعقلية وتجريبية وتسامحية وتعايشية داخلية ، والعلمانية بنية أخلاقية أخذت من المواقف التي حرض عليها علماء لم يكونوا علمانيين، وهؤلاء أخذوا من الإسلام وحضارة الإسلام، فلما لايقال( إن صح أن العلمانية تمدح لسبب بعض مافيها من حق) أن الإسلام هو الذي ضخ منتجاته المعرفية والتقنية والعلمية والتجريبية داخل المجتمعات الغربية وتأثر بها الفلاسفة والعلماء على حد سواء، ومنهم علمانيون، وأما الذين وضعوا أصول التسامح والعقل والتعامل الكوني مع الإسباب فلم يكونوا في البداية من الملاحدة، بل وقفوا عند ربوبية الإسلام، ونتبيهاته في العلم والعقل والتجربة.
العلمانية تغلب عليها مفاهيم التحرر وعدم الثبات، وهذا المفهوم لم يكن في الماضي عند علماء الغرب، اللهم إلا في مواضيع البحث العلمي أو الإجتهاد، وهذا جاء لهم من الإسلام وعاش بينهم ثمانية قرون في حواضر الإسلام، وهذه المدة الطويلة لم تصنع فيها أوروبا شيء اللهم إلا بعد نهاية الثمانية قرون ..مماتعلمته من المسلمين من علوم ، وماورثته منه من عقول ومنجرات.
العلمانية هي الدهرية أو الدنيوية أو الإلحاد ورفض أي شيء ثابت.
وليست في علوم الغرب الذي "نمدحها" رفض للثوابت، بل تجد ثوابت في علوم الطبيعة والقوانين العلمية التي لاتعديل فيها وكذلك عملية البحث العلمي والتطوير في علوم الطبيعة .
العلمانية تغطي على هذه الثوابت وهي تخبرك أنها ترفض الحقيقة أو الثوابت!
ماهو من الغرب علمي ومنهجي وثوابت يمدح، وماهو منها علماني ورافض للشرائع الثابتة أو القيم الأصلية وأصلها فهو مرفوض ولا يمدح.
فإذا أراد علماني مدح العلمانية لما يقوله بأنها تقبل العلم وتأخذ بالأسباب، نقول له هو جاء للعلمانية من الخارج، فلما لاتمدح الخارج، لما ترميه في الجهالة والعطالة وذهنية الفساد!
نعم هناك أمور صارت انجازات هائلة للغرب في عالم الإجتماع الإنساني، وشارك فيها فلاسفة علمانيون، لكن ذلك لايعني أنهم على حق فيما -أو في كل- وضعوه أو قالوه أو أقروه.
ذلك أن هناك فلاسفة علمانيون آخرون ينكرون عليهم ماقالوه أو وضعوه أو أبطلوه.
هذا في الغرب طبعا.
ولو لم تأخذ العلمانية الغربية من العقل الإسلامي وتجاربه ومنجزاته ومنتجاته في عالم الجسد وعالم الفلك وعالم الطب والصيدلة،إلخ، لما تقدمت خطوة واحدة في مواقفها في العلم والعقل والصناعة.
مع أنها ليست هي التي قادت المجتمعات الصناعية والطبية والعقلية في مجالات علوم الطبيعة وعلوم الأبدان والعمران.
انها ركبت الموجة، وطورت بعض المفاهيم ووسعت دائرتها، وأدخلت فيها، ماهو هادم وماهو عبثي وماهو غير أخلاقي.
الإسلام يمدح على كل حال، والغرب يمدح فيما طوره من أمور الحقيقة، والعلمانية لاتمدح بحال، وإن شارك فلاسفتها في القيل والقال، أو تطوير المفاهيم وتصحيح الأغلاط العلمانية-علمانية! او حتى في المشاركة في التغيير ذلك ان مفاسد مشاركتها اعظم من مصالح اقرتها او طورت ها مع العلماء
 
كيف يمكن لي ان اعانق السماء
أو أن أخاطب النجوم التي تتباعد عن الإنسانية
رغم لمعانها الفاتن
الشوق يملئ جداول القلب الهادرة
هاقد تشيئ الإنسان
وصار تحفة ذهب لونها الأصلي!
أصبح الإنسان الحداثي
رماد في عالم الجثث المتراقصة!
والوردة الجميلة تصاب
بعقم الاختزال
جميلة وباردة
كرائحتها المفقودة في بلاد بحر الشمال
أود ملامسة رمل البحر
بدون أن يلتصق بقدمي فأصرخ
كتجربة طفل معه لأول مرة
لكن بدون أن تتكشف انسانيتي
أمام المارة العابرون
الى الضفة الأخرى
عراة من الحياء الأنثوي
مثل المتاجرون بالإنسان
بدراهم قذرة
كتلك التي
تلقى في وجه النساء
في الشوارع الخلفية
في المدن الكبرى
ليتني أعانق حبات الندى وهي عالقة
في فضاء الغابة الوارفة
ماذا ينفع الهروب
واللجوء لجرعة خمر
يحتسيها رجل عصري
سرعان مايلجأ إلى إدمان الضلال!
فتاة تائهة تبحث عن الامان والحب
مثل تلك الفتاة
التي قابلتها أول مرة
منذ تشوفت نفسي
للسير في الأرض
بحثا
عن التحف التي تتمزق داخليا
تأسيا ببرموثيوس
أسطورة العلم الجاف!
أو قل إن شئت المسروق
سألتها: مالك؟
فبكت وقالت صديقي رفض الإنسانية
أنا الإنسان أرفض الحيونة
لأن إنسانيتي أعلى من
الجسد الذي يرفعونه
فوق النجوم
بعد ان سرقوا منه شعلة الحياة
من أنت أيها الإنسان
إلا شيء يتبدد
مثل كلمات لامعنى لها
في الفكرة المادية
أنا من عالم ممزوج من روح وجسد
كيان ارفع من السموات بشرط
بذل الروح
شوقا الى خالقي أنا
ليسكن-أو يهدأ- الجسد المحاصر بالضباب
إنسان غيبته الاسواق
وراء صيحات الباعة المحترفون
ونشرات الأخبار المليئة بالأكاذيب
وبلاهة المستمعين
اسكن بين نبتة اللافندل
وشجرة الصنوبر
والصفصاف الرائع
أو أشجار الزيزفون
أتبادل القبلات مع الطبيعة
والغزل الرقيق
وارتعاش الضوء الخافت
بعيدا عن محاكاة فاشلة
لمشهد سرب العصافير
مهما علت أصوات العزف
وتمايلت الأرض تحت ضربات السكارى
في عالم الأموات
وأشباح المدن الكبرى.
فلا تجد سوى
أصقاع خالية من الهواء
لولا براءة الاطفال
وأنوثة طبيعية
وقيم تتشبث بالأعماق
الساكنة
hoe kan ik het uitspansel omarmen
of hoe kan ik me wenden tot de sterren
die ondanks hun aantrekkelijke helderheid
zich verwijderen van de menselijkheid

de vallende zijden van het hart
zijn gevuld met het verlangen
en kijk! de mens wordt als een object gevat
de mens is een meesterwerk geworden
een object zonder de originele kleuren
de moderne mens
is in wereld van drijvende lijken maar een as
de mooie roos is aangetast
door droogte van reductionistische visie getast
mooi en koel
zoals haar vermiste geur
in de Noordzeese geul

ik wil een stap in het zand zetten
zonder dat ze aan mijn voeten blijven hangen
anders zal ik moeten schreeuwen
als een kind dat het voor de eerste keer zou meemaken
en zonder dat mijn menselijkheid ontbloot wordt
voor zij die naar de overkant varen
vrij van schaamte
zoals die vieze euro's aan mensenhandel
die gegooid worden in het gezicht van de vrouwen
in de achterstraten
van de grote steden

had ik maar hangende dauwdruppels kunnen omarmen
in de wijdheid van het bladerrijke bos
wat voor nut heeft ontvluchting,
of naar een dosis alcohol grijpen?
geconsumeerd door hedendaagse mens
die weldra zijn toevlucht zoekt
in verslaafdheid aan afdwaling

een zwerfmeisje op zoek naar zielsrust en liefde
zoals dat meisje dat ik voor het eerst ontmoette
sinds mijn verlangen naar een wandeling op aarde
op zoek naar voorwerpen die zich verscheuren
naar het voorbeeld van Prometheus
de mythe van de droge wetenschap!
of zeg maar de gestolen wetenschap!
ik vroeg aan haar: wat is er aan de hand?
ze huilde en zei mijn vriend verwerpt de menselijkheid
ik ben een mens die ontmenselijking verwerpt
mijn menselijkheid staat boven
het lichaam dat ze verheven
tot de sterren
nadat haar vlam van het leven is beroofd

wat ben jij oh mens?
anders dan iets dat verdwijnt
zoals betekenisloze woorden
in het materialistische idee
ik behoor tot de wereld van lichaam en ziel
van een zijn hoger dan de hemelen
op voorwaarde
mijn geest toewijden aan mijn schepper
zodat door de mist omsingeld lichaam tot rust komt

een mens is vervreemd geraakt door de markt
achter geroep van ervaren handelaars
en nieuwsberichten vol met leugens
en domheid van toehoorders

ik woon tussen lavender plantje
en het naaldboompje
en prachtige wilgenbomen
of lindebomen
ik wissel kussen uit met de natuur
met lichte woorden van liefdevolle vuur
en trillend schemerlicht
verre van een mislukt simulatie
van een scène van zwerm vogels
ongeacht hoe luider concertgeluiden zijn
ongeacht hoe de vloer onder slagen van dronkaards slingert
in de wereld van de doden
en de spoken van de grote steden
en dan vind je daar niets terug
dan brokken vrij van lucht
afgezien van de onschuld van kinderen
en vrouwelijkheid van de natuur
en waarden die vastklampen aan vaste diepten


 
جزاكم الله خيرا اخي الاستاذ شايب على الترجمة
 
كان الانسان اغلى شيء في عيون ونفوس رجال الفتوحات الاوائل
نعم الانسان بعد الدين
نحن لانخترع الكلمات ونزوقها او نستوردها من الحداثة الغربية
هذا هو واقع الفاتحين القدماء كلهم انهم جاؤوا لتحرير الانسان من الظلم والفقر والجهل ولما حرروه تركوه حرا ليفهم وهذا هو سبب حربهم للسلطات الغاشمة اي انهم حاربوا من اجل الانسان ويموتون من اجل الانسان كما أمرهم الله فإما تحريره وإم االموت دونه.. مع العلم أن هذا الإنسان قد لايسلم بل يبقى على مجوسيته وعبادته للنار او الصليب!
انظر الى احدهم مثلا يقول


فقالوا له: ما جاء بكم؟


فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لتدعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله.


قالوا: وما موعود الله؟


قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.


(البداية و النهاية/الجزء السابع/غزوة القادسية).
اما اليوم فكثير ممن ينتسب اليهم لايراعي هذا لانه لايفهمه
تسيطر عليه ماكينة الاعلام او المغاليط
فرق شاسع بين من فهم الاسلام عن قرب ومن فهمه من الاباعد!
-
الإنسان في الإسلام أصل من أصولنا المهمة في العمران البشري
لذلك كانت الفتوحات وتحرير الشعوب... والإنسان
أبقى الله على المجوسي والنصراني واليهودي ... ولست عليهم بمسيطر.
مهمتك ليست إكراهية!
مهمتك تحريرية
فمن أراد البقاء على ماهو عليه فأمر الذي خلق الأرض ورفع السموات بغير عمد ترونها هو: ترك الناس وأديانهم، أحرارا، في ظل شريعة العدل.
لايعجبك هذا !؟
هذا هو دين تنزل
وقرآن تُلي
ونور هدى
وكتاب رحم
وتعايش أوحي به!
 
علم الله أن النصارى يشتمونه سبحانه كما أخبرنا بذلك، تعالى الله عن إفكهم علوا كبيرا ، وعلم أنهم كتموا خبره ومنعوا علمه، ومع ذلك أباح الزواج منهم!هل فهمت هذا؟
هذا دينه!
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. أما تكذيبه إياي؛ أن يقول: إني لن أُعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي؛ أن يقول: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد الذي لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد»(أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وهو الذي يبدأ...﴾ (3193)، تفسير القرآن، باب يقال لا ينون أحد أي واحد (4974)، باب قوله: ﴿الله الصمد﴾ (4975).


أمرك بالعدل معهم والقسط اليهم وهم يشتمونه، تعالى الله عمايقولون علوا كبيرا، ويحرفون كلامه بل ويساند بعضهم بعضا ويصبر بعضهم بعضا على ذلك
ومع ذلك أمر بتركهم وكنائسهم ودينهم وحريتهم في ظل شريعة عادلة
فهم ذلك عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وجميع الصحابة الذين وصلوا الى فارس والروم..
أما ماهو أشد من ذلك ففي المنشور التالي بيد أني أحتاج وقت لأبحث لك عن نصه(وجدت النص، انظر المنشور التالي)، وعموما أظن أنه في كتاب إقتضاء الصراط المستقيم من مخالفة أهل الجحين، ومعناه أنهم مع معاداتنا وتصريهم بذلك في كنائسهم، وتواصهم بعضهم بعضها بذلك الا أننا أقررناهم على هذا.
كلا خطير لكنه هو المفهوم الإسلامي والحد الذي يجب فهمه حتى لانخلط ونقتل الناس على ما أقرهم الإسلام عليه، لأن هذا وارد من مخالف، ولذلك لم يدعو إلى قتالهم لذلك وهو يعلمه منهم، بل القتال لمن قاتلنا، أي بالسلاح والسن والرمح.
اراك تقول في نفسك: ومعاونة العدو بالكلام.
-
النص الذي وعدت به في المنشور السابق
قال ابن تيمية في كتاب الصارم المسلول علي شاتم الرسول ص87 عن المعاهدينِ اي اهل العهد من اليهود والنصاري:
انا وان اقررناهم على ما يعتقدونه من الكفر والشرك فهو كاقرارنا لهم على ما يضمرونه لنا من العداوة وارادة السوء بنا وتمني الغوائل لنا فانا نحن نعلم انهم يعتقدون خلاف ديننا ويريدون سفك دمائنا وعلو دينهم ويسعون في ذلك لو قدروا عليه فهذا القدر اقررناهم عليه فاذا عملوا بموجب هذه الارادة بان حاربونا وقاتلونا نقضوا العهد كذلك اذا عملوا بموجب تلك العقيدة من اظهار السب لله ولكتابه ولدينه ولرسوله نقضوا العهد اذ لا فرق بين العمل بموجب الارادة وموجب الاعتقاد -------- ان مطلق العهد الذي بيننا وبينهم يقتضي ان يكفوا ويمسكوا عن اظهار الطعن في ديننا وشتم رسولنا كما يقتضي الامساك عن سفك دمائنا ومحاربتنا لان معنى العهد ان كل واحد من المتعاهدين يؤمن الاخر مما يحذره منه قبل العهد ومن المعلوم انا نحذر من اظهار كلمة الكفر وسب الرسول أو شتمه كما نحذر إظهار المحاربة بل اولى لأنا نسفك الدماء وبمنزل الاموال في تعزيز الرسول وتوقيره ورفع ذكره واظهار شرفه وعلو قدره وهم جميعا يعلمون هذا من ديننا فالمظهر منهم لسبه ناقض للعهد فاعل لما كنا نحذره منه ونقاتله عليه قبل العهد وهذا بين واضح
-
وتوضيح لأمر سبهم-أي النصارى -لله
يقول بن تيمية في المرجع السابق اي كتاب اقتضاء...
:الوجه الخامس ان نقول قد ثبت بالسنة ثبوتا لايمكن دفعه ان النبي كان يامر بقتل من سبه وكان المسلمون يحرضون على ذلك مع الامساك عمن هو مثل هذا الساب في الشرك او هو اسوء منه من محارب او معاهد فلو كانت هذه الحجة مقبولة لتوجه ان يقال اذا امسكوا عن الشرك فالامساك عن الساب اولى وإذا عوهد الذمي على كفره فمعاهدته على السب أولى وهذا لو قبل معارضة لسنة رسول الله وكل قياس عارضه السنة فهو رد # الوجه السادس ان يقال ما هم عليه من الشرك وان كان سبا لله فهم لا يعتقدونه سبا وانما يعتقدونه تمجيدا وتقديسا فليسواقاصدين به قصد السب والاستهانة بخلاف سب الرسول فلا يلزم من إقرارهم على شئ لا يقصدون به الاستخفاف اقرارهم على ما يقصدون به الاستخفاف وهذا جواب من يقتلهم اذا اظهروا سب الرسول ولا يقتلهم اذا اظهروا ما يعتقدونه من دينهم
الوجه السابع ان اظهار سب الرسول طعن في دين المسلمين واضرار بهم ومجرد التكلم بدينهم ليس فيه اضرار بالمسلمين فصار اظهار سب الرسول بمنزلة المحاربة يعاقبون عليها وان كانت دون الشرك وهذا ايضا جواب هذا القائل # الوجه الثامن منع الحكم في الاصل المقيس عليه فانا نقول متى اظهروا كفرهم واعلنوا به نقضوا العهد بخلاف مجرد رفع الصوت بكتابهم فانه ليس كل ما فيه كفر ولسنا نفقه ما يقولون وانما فيه اظهار شعار الكفر وفرق بين اظهار الكفر وبين اظهار شعار الكفر # او نقول متى اظهروا الكفر الذي هو طعن في دين الله نقضوا به العهد بخلاف كفر لا يطعنون به في ديننا وهذا لان العهد انما اقتضى ان يقولوا يفعلوا بينهم ما شاؤوا مما لا يضر المسلمين فاما ان يظهروا كلمة الكفر او ان يؤذوا المسلمين فلم يعاهدوا عليه البته وسياتي ان شاء الله الكلام على هذين القولين والذين قبلهما # قال كثير من فقهاء الحديث واهل المدينة من اصحابنا وغيرهم لم نقرهم على ان يظهروا شيئا من ذلك ومتى اظهروا شيئا من ذلك نقضوا العهد
قال ابو عبد الله في رواية حنبل كل من ذكر شيئا يعرض بذكر الرب تبارك وتعالى فعليه القتل مسلما كان او كافرا وهذا مذهب اهل المدينه # وقال جعفر بن محمد سمعت ابا عبد الله يسال عن يهودي مر بمؤذن وهو يؤذن فقال له كذبت فقال يقتل لانه شتم ومن الناس من فرق بين ما يعتقدونه وما لا يعتقدونه ومن الناس من فرق بين ما يعتقدونه واظهاره يضر بنا لانه قدح في ديننا وبين ما يعتقدونه واظهاره ليس بطعن في نفس ديننا وسياتي ان شاء الله ذلك فان فروع المسالة تظهر ماخذها وقد قدمنا عن عمر رضى الله عنه انه قال بمحضر من المهاجرين والانصار للنصراني الذي قال ان الله لا يضل احدا انا لم نعطك ما اعطيناك على ان تدخل علينا في ديننا فوالذي نفسي بيده لان عدت لاخذنا الذي فيه عيناك وجميع ما ذكرناه من الايات والاعتبار يجئ ايضا في ذلك
 
اشتغل اليوم على اكثر من كتاب قراءة واستفادة وبحثا وفحصا منهم الكتاب الذي علقت على نص فيه للشاعر لامارتن الذي عاصر المستشرق رينان في القرن التاسع عشر
وللاستفادة هاهو النص وتقديمي له ولا تنسونا من الدعاء
يقول الشاعر الألماني، ورجل الدولة الفرنسية، في القرن التاسع عشر، "لا مارتن" ، بعد أن عرض نصاً لقائد عسكري –أسامة بن زيد-من صحابة النبي وجه أصحابه للحرب كان قد قال لهم:" ... ولاتقتلوا الشيوخ والأطفال ولا النساء ...وسيعرض في طريقكم رجال يعيشون في الوحدة والتأمل ...فلاتمسوهم بأذى"، يقول لامارتن تعليقا:" إن هذا البرنامج الذي أمر به يومئذ قائد عرف عندنا بأنه جلف، عصابة من بدو الصحراء، مايزال –إلى اليوم- بتسامحه وببعده الإنساني، يقول نقيض بيانات الحرب التي يصدرها قادة جيوش ينتمون إلى دين أبعد في الأخوة من دينه، وإلى حضارة أرقى بدرجات من حضارته"(مختارات من كتاب حياة محمد للامارتن، ترجمة د. محمد قويمة، إصدار مؤسسة جائزة عبد العزيز سود البابطين للإبداع الشعري ، 2006م، ص126)
 
تفضلوا النص التالي من كلام الشاعر الفرنسي لامارتن عن الفتح الاسلامي لمصر الاضطهاد المزعوم-اثناء الفتح- للنصارى
لكن قبل أن اعرضه عليكم لابد من اخباركم أن النص التالي هذا وضعته في كتاب لي عن بيشوي ، ومعلوم أن الأنبا بيشوي قام بنشر كتاب رجل حرف واقعة دخول المسلمين مصر، خلافا لكل من حكى الواقعة من المسيحيين أنفسهم فضلا عن المسلمين، ولكن ماذا يعني أن يعرض بيشوي عن الروايات المنصفة التي تثبت أن الفتح الإسلامي لمصر كان لطرد الرومان لا المصريين، ولمقاتلة الرومان لا المصريين، ولتحرير المصريين من الرومان، ضمن مبادئ الشريعة والحرب في الإسلام، ماذا يعني أن يعرض بيشوي عن الحقيقة وينشر كتابا ملئ بالتزوير من نصراني حاقد أراد تشويه عملية الفتح الكبرى لمصر؟
الرد معروف ومن القرآن: حسدا من عند أنفسهم... لذلك كتابي عن بيشوي، مع العلم ان الدكتور عمارة رد عليه بكتاب والأخوة معاذ عليان ومحمود داود اظن او معاذ فقط صنعا ردا في كتاب ضد بيشوي هذا، وقد كتبت أكثر من مقال في المرصد في موضوع خطف المسلمات الجدد وايداعهن دير بيشوي وغيره
وعلى كل فهذا نص لا مارتن
قال الشاعر الألماني " لامارتن" وهو رجل الدولة الفرنسية في القرن التاسع عشر، بعد أن روى الحوار الذي دار بين عمر بن الخطاب عند دخوله القدس ومقابلته للبطريق سوفرونيوس، وإمتناع عمر عن الصلاة داخل الكنيسة حرصا على حقوق المسيحية في كنائسهم، وخوفا أن يظن المسلمون من صلاة عمر داخل الكنيسة أنهم أحق بالكنيسة من المسيحيين، قال " لامارتن"-تعليقاً ، إننا ندرك من خلال هذه القصة التي رواها نصارى بيت المقدس أنفسهم ، مقدار الخطل والإدعاء عند الحديث عن اضطهاد عمر للنصارى، ومدى المغالطة الورعة المخترعة بعد تلك الحادثة، زمن الصليبيين، لزرع الحقد على المسلمين وكرههم"( مختارات من كتاب حياة محمد للامارتن، ترجمة د. محمد قويمة، إصدار مؤسسة جائزة عبد العزيز سود البابطين للإبداع الشعري ، 2006م،ص141)
 
انتهيت الان من قراءة كتاب مختارات من كتاب حياة محمد للشاعر الفرنسي لامارتن
هناك نص هو لب الكتاب وخلاصة فهم "لامارتن" لشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مع طبعا الاعراض عن مذهب لامارتن الذي كان سائدا في عصره عن النبوة اي المذهب العلماني المعين لجماعة منهم لامارتن، القرن التاسع عشر ايام رينان الذي رد عليه محمد عبده
النص اذن خلاصة موقف لامارتن بعد عرضه لسيرة النبي والكتاب هو من 151 صفحة
اي كتاب المختارات
مااريد ان الفت نظركم له هو اني لم انقل النص من الكتاب لكسلي الان عن نقلهلكن وضعت لكم رقم الصفحة من الكتاب لمن اراد المقارنة(اظن مفيش احسن من كده توثيق) اما النص فقد وجدته مكتوبا على النت لكن من ترجمة اخرى غير ترجمة الكتاب وهي قريبة جدا منه
ويقول الشاعر الفرنسي ورجل الدولة في القرن التاسع عشر " لامارتن" في كتابه" محمد" عن الرسول :" ‏" ما مِنْ إنسان مثله قطُّ، وبوسائل ضعيفة للغاية، قام بعمل لا يتناسب إطلاقاً مع قدرة ‏القوى الإنسانية، إذ لم يكن يملك وسيلة تساعده فيه إلاّ ذاته، سواء في المفهوم الفلسفي أو في ‏تحقيق مثل هذا المصير العظيم؛ وكذلك لم تساعده سوى حفنة من البدائيين على ناصية ‏الصحراء.‏
‏"أخيراً، ما مِنْ إنسان استطاع إنجاز ثورة حققت مثل هذا الانتشار الواسع في العالم ‏ودامت كل هذا الزمن، وذلك خلال فترة قصيرة جداً؛ إذ إنه وبعد أقلّ من قرنين على تبشيره ‏بالإسلام، انتشر الفكر الإسلامي التبشيري والجهادي وسيطر على مناطق الجزيرة العربية ‏الثلاث، وفتح، بوحدانية الله، بلاد فارس وخراسان وترانزوكسيان (أوزبكستان وبلاد ما وراء النهر) والهند الغربية ‏وسورية ومصر وإثيوبيا وكل القارة المعروفة في إفريقيا الشمالية وعدةَ جزر في البحر ‏المتوسط وإسبانيا وجزءاً من بلاد الغال (فرنسا).‏
"إذا كانت عظمة الهدف وضعف الوسائل والنتيجة الكبيرة التي تحققت هي المقاييس الثلاثة لعبقرية الإنسان، فمن يجرؤ بعد الآن على إجراء مقارنة إنسانية بين رجل عظيم من التاريخ الحديث وبين النبي محمد؟!
إن أشهر الرجال العظماء لم يهزوا إلاّ الأسلحة والقوانين والامبراطوريات؛ ولم يؤسسوا -حين أسسوا شيئاً ما- إلاّ قدرات مادية، غالباً ما انهارت قبل انهيارهم. أما هو فقد حرّك الجيوش والتشريعات والإمبراطوريات والشعوب والسلالات المالكة وملايين الناس في ثلث المعمورة؛ إلاّ أنه، بالإضافة إلى ذلك، قد زعزع الأماكن المقدسة والآلهة والديانات والأفكار والمعتقدات والأرواح.
لقد أسس على قاعدة القرآن الكريم، الذي أصبح فيه كلُّ حرف يشكّل قانوناً، هويّةً روحيةً تشمل شعوباً من كل اللغات والأعراق. وطبع بحروف لا تزول لهذه الهوية الإسلامية، الكرهَ للآلهة المزيفة وعشقَ الله الواحد وغير المادي"، (والنص مترجم أيضا في كتاب لامارتن الذي نشرته، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود الباطين للإبداع الشعري تحت عنوان(مختارات من كتاب حياة محمد ألفونس دي لا مارتن) ترجمة د. محمد قوبعة، الكويت 2006، ص122)​
 
من كتاب لي(مخطوط قابل للتعديل) ، عن المسيحي الماروني الذي أسلم في منتصف القرن التاسع عشر وهو فارس الشدياق، وهو من عظماء رجالات الأدب العربي
أسلم فارس الشدياق وسمى نفسه أحمد، فارس الشدياق(انظر كيف افتتح مقدمة بعض كتبه)
قال في مقدمة كتابه(الجاسوس على القاموس) :"والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي انزل عليه القرآن وأوتي الحكمة والبلاغة والبيان والحجة والبرهان فقمع اهل الشرك والطغيان والزور والبهتان ، وقال منصفاً، في كتابه عن حياته في مالطا:" فإن تبهية الأمصار الإسلامية، أشهى الى والله من كل أمنية، كيف لا وعن المسلمين كان أخذ التمدن والفنون في الأعصر الغوائر، وكانوا قدوة في جميع المناقب والمفاخر ، والمحامد والمآثر.."(الواسطة في معرفة أحوال مالطة، وعن كشف المخبا فنون أوروبا ، طبعة الجوائب قسطنطينية سنة 1299 هجرية، ص4)وقال في مقدمة كتابه عن أوروبا:" الحمد لله الذي أحصى كل شئ كتاباً، وأعد للمؤمنين جزاءاً حساباً، وألهم ابن آدم أن يضرب في الأرض ويكدح لنفس كدحاً، ويجوب مناكب البلاد ويسعى ليدرك نجاحاً، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله الذي بهرت آيات نبوته الناظرين، وبزغت شمس دينه فأفل منها سها الكافرين، ونادى بالحق فزهق الباطل وامحى طلله، وأنذر فأرهب، ووعد فأنجز، وقال، أطنب أو أوجز، وأرشد فهدى، وأجدى من اجتدى، صلاة وسلاماً دائمين، متلازمين متلائمين، وعلى آله وعترته، وأصحابه وعشيرته، ماسرى السار، وطلعت الدراري"(كشف المُخبا عن فنون أوروباا، لأحمد فارس الشدياق، فاتحة الكتاب)
(كتب الشدياق كتابه المهم" الساق على الساق) في مطلع الخمسينات من القرن التاسع عشر، -تقول رضوى عاشور- وبذلك يكون الشدياق بين كتاب القرن التاسع عشر العرب الي كتب رحلته الأوروبية ، سبقه رفاعة الطهطاوي في تخليص الإبريز"(الحداثة الممكنة ل رضوى عاشور ص 61)،
 
قراءة السيرة من موسوعة منير الغضبان ، إقرأها ل تعيش الأحداث كما حدثت متلازمة مع ماتنزل في الوقت والحال ولترى التغير الحادث في الصحابة في الحال والمآل، كأنك تعيش بينهم، وتسمع الآيات تتنزل وهم يتحركون وينطلقون في السرايا ويعيشون الآيات والمعجزات والإنتصارات والتربيات، والتحولات والإشتباكات، فترى الغيب في الواقع والواقع في الغيب، والحدث في التنزيل والتنزيل في الحدث.
 
على الريق!
سألتني -هذا الصباح- بنت -هولندية-عمرها ١٩ عام عن رمضان
وقالت لي هل ابنتك مجبرة على الصيام/تعرف صاحبتنا هذه ان عمرها عشر سنوات
قلت لها لا
وتكلمنا عن الاجبار وصلة ذلك بالشريعة والتدرج ومكة والمدينة ومانرل من القرآن ولم يكن فيه شريعة من الحلال والحرام وهكذا
اليوم سأحكي بقية الحديث ان شاء الله
لكن مايثير استغرابي هو انه في كل مرة يوجه لي السؤال استفسارا :هل محمد هو اسم الإله عندكم هل تعبدونه؟!!!
مع العلم ان من يوجه السؤال لا دين له او امرأة عجوز جاوزت التسعين وبكامل قواها العقلية
ونفس السؤال سألته صاحبتنا اليوم!!!!
الى بقية الحديث
كانت تلك الفتاة الهولندية اليافعة، قد صادقت شابا عربيا منذ زمن، وهي تحت سن السابعة عشر، أعرفها منذ كان عمرها 16 سنة، الآن بلغت التاسعة عشر، سألتني: ماذا حال الصيام معك
-لاأشعر إلى الآن بالجوع ولا بالعطش(مع أنه بعد ساعات شعرت بعطش شديد سرعان ماغاب)
أهم شئ لابد من الأكل في جوف الليل فهو دعم لبقية اليوم، وهو بركة كما قال الرسول محمد.
كيف حال أميمة؟
-أه أميمة بخير الحمد لله
-هل تجبرها على الصوم؟
ابتسمت وأخبرتها: لا طبعا، فهي أولا طفلة، وثانيا كيف أجبرها وهي تحتاج إلى أن تفهم الغرض من الصيام أولا، بل لمن نصوم ولماذا؟
-لكن كثير من الآباء يضغطون على أولادهم للصيام والحجاب؟
قلت لها وكثير لايفعلون ذلك
فسكتنا برهة.
ثم قلت لها: أنا أقولك على أمر هو أهم شئ في الإسلام.
فأصغت سمعها.
-محمد رسول الله عاش على الأرض 23 سنة، وفي السنوات13 الأولى، كان في مكة، وفي مكة نزل تقريبا ثلثي القرآن(84 سورة من 114 سورة) ولم ينزل في هذا القرآن -واكبر فترة في الاسلام-أغلب التشريعات-التي نزلت -في العشر سنوات الاخيرة من عمر النبي-بعد ان فهم الناس الحقائق المهمة في الكون وتقبلوها واستعدوا لقبول الاوامر والنواهي متشوقين - التي هي متعلقة بالحلال والحرام والحجاب والصيام وحتى الصلاة خمس مرات في اليوم!
هل تعرفين لماذا؟
حركت رأسها تعبيرا على النفي
-لأن هذا الدين لايفرض تعاليمه بالقوة، فلابد أولا أن يفهم الناس، لمن يصلون ويصومون ولمن تليس المرأة الحجاب، من يأمر، من ينهى، لماذا الحجاب، لماذا الحلال والحرام، هل من حكمة...لكن قبل معرفة الحكمة وقبل نزول الفرائض المفروضة من الإله كان لابد من أن يتعرف الناس على صاحب الرسالة المنزلة، صاحب الأمر والنهي..هل هو بشر، أم رب الناس.
لو اشتريت تلفزيون أو فيديو، أليس يرفق معه رسالة بكيفية تشغيلة؟
أومأت بنعم
-قلت لها، وعلى الرغم من أن المثال ساذج، فالرسول جاء برسالة تخص كيفية "تشغيل الإنسان، التعامل معه، مايضره وماينفعه، وكذلك الأمر مع كل شئ.. الأطفال... النساء..الرجال.. البيئة..الأرض.. الروح البشري.. الجسد.. الفرد.. الجماعة.
قالت: وهل محمد هو الإله.. هل تعبدونه؟
قلت لها محمد الرسول ليس إلا بشر ورسول جاء معه رسالة
فنحن لانجعل الإله إنسان، ولانجعل الإنسان إله، الإله هو الإله، والإنسان هو الإنسان.
خالق جسدك.وقلبك. وروحك هو الذي أرسل الرسالة.. وحملها محمد رسوله للناس.. وفي الرسالة دعوى للحرية من القهر والإكراه .
-ولكن كثيرون يفرضون الحجاب على البنات؟
قلت لها في العالم العربي ملايين الطبيبات والمدرسيات والمتخصصات في توجيه الأطقال وغير ذلك، فهل تظني أن نساء مستقلات وعلى وعي يخضعن لأمر إنسان بشأن الحجاب أو غيره..ألم أخبرك أنهم يفهموا الرسالة ثم بعد الفهم بدأ العمل.. وتدريجيا.
قالت نعم صحيح.
بدأ المسنين بالتزاحم... رويدا رويدا.. وبدأت بالإنسحاب.. وبدأت البنت بالعمل
 
نفسي واحد كده يعمل رسالة دكتوراة ولا كتاب في الصراعات الدموية وغيرها داخل العلمانية والعالم العلماني ونتائج الافكار العلمانية في اثارة الحروب
لو تلاحظون فان القمي وخليل عبد الكريم وفرج فودة ونصر ابو زيد حاولوا تشريح التاريخ الاسلامي وتاريخ الصحابة وحرفوه وتهكموا عليه
نصر ابو زيد مثلا زيف حقيقة ماحدث يوم السقيفة بعد موت النبي مباشرة وحاول ان يثبت ان الانصار اضطهدوا من المهاجرين وان قريش استغلت في شخص ابو بكر وعمر الحالة واستولوا على السلطة وراح من خلال هذه النتيجة الفاسدة انيضرب في تاريخنا وبصرف النظر عن تزييفه لحقيقة ماحدث يوم السقيفة فهو اغفل ان فتوحات العالم جرت تحت معاول الانصار والمهاجرين فاين الاستئثار بالسلطة وان اعظم امبراطوريتين في التاريخ سقطتا تحت ضربات هؤلاء الافذاذ وتلك العلاقات الربانية التي اغفلها نصر ابو زيد
وبصرف النظر حتى عن ماحدث بعد ذلك بين الصحابة فانه لم يحدث لدنيا كما ان
ذلك لم يمنعهم من تحرير الامم والشعوب وتقدم الفتوحات!
مااقصده بهذا المنشور هو ان يقوم باحث بدراسة الدموية داخل التاريخ العلماني
نفسه بالتفاصيل المملة!
استغراب ضد الاستشراق
واسلامية ضد العلمانية
وغزو بغزو
 
جاء الي صحفي مصري -عاش في هولندا زمنا طويلا ورحل منذ اقل من عقد من الزمان إلى مصر - كنت قد كتبت في مجلته العربية التي أصدرها في هولندا والتي لم يعد لها وجود الآن، صدر منها أعدادا قليلة، جاء إلي يدعوني، لمشاركته في صالونه الأدبي والفلسفي وقال لي ، وكنا جالسين في مقر المركز الإسلامي في لاهاي، سنبدأ الصالون بمجموعة صغيرة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وسيكون منهم نصر حامد أبو زيد!
فكانت إجابتي السريعة والمباشرة: لايشرفني أن اشترك في عمل هكذا مع هذا الرجل
ولم اسمع بعد ذلك أن ذلك الصالون انعقد فلله الحمد والمنة
مع أني قابلت نصر أبو زيد قدرا في حفل لأحد طلاب الأزهر الذين أشرف هو على رسالتهم في جامعة ليدن، وحاورته أثناء جلوسنا في مكان الحفل.
كما أني ذهبت يوما بعد أن دعاني أولئك الشباب لمحاضرة لحسن حنفي أقامها في فندق قريب من البرلمان الهولندي-لاهاي، فإنتهزت الفرصة بعد أن قالوا لي إن نصر أبو زيد سيكون حاضرا، وحملت معي نسختين من كتابي أقطاب العلمانية ج1، وفيه قمت بنقد حنفي ونصر هذا، وبعد المحاضرة أعطيتهما الكتاب وأخبرتهما أن نقدا إسلاميا لمشروعيهما داخل فصول الكتاب، بل خصصت لكل واحد منهما فصلا
خاصا في الكتاب.
أما الجزء الثاني من الأقطاب فقد ارسلته مع أحد هؤلاء الكرام ليسلمه لنصر أبو زيد مباشرة
بعدها بأعوام توفي نصر أبو زيد بفيروس غامص في ناصيته، كما كتبت الصحف والمجلات، ونشرت المقالات العلمانيات.
 
العلمانية تعيش على الصفقات الغير انسانية
ميكافيلية مابعد الحداثة
 
العلمانية تقتات على روح الانسان في وقت تغذي جسده وتُرقعه بإضافات صناعية!
والرفاهية الجسدية تخفي الانتحارات الروحية التي اخترقت مناعة تغطت بتقنيات التزييف
 
مات الانسان في الداخل العلماني بينما مازال جسده الحيواني يتوالد
اما الانسان الخارجي فقد قُتل بوحشية
العلمانية الناعمة
 
تعاني المرأة المعاصرة في العلمانية أضعاف أضعاف ماتعانيه المرأة القروسطية في العبودية
شهادة من الداخل
 
لم أقابل إمرأة في العلمانية إلا وتحكي لي قصة الشقاء والتعاسة الداخلية
شهادة أكثر من عقدين من الزمن
 
زاملتها في العمل لفترة تزيد عن الخمس سنوات في هولندا ومازالت تحكي ان صديقها التي ولدت له يمد لسانه ويده عليها يوميا
قلت لها
اليس هو هذا الرجل اللطيف الذي قابلته؟
قالت نعم، ولكنه ليس كذلك في الحقيقة..إنه يهينني بالكلام العنيف يوميا
 
جاءت صاحبتنا الهولندية برسالة وقرأتها أمامي لزميلة لنا في العمل..قامت بالشرح وهي تبكي ..إنه يخونني علنا... وأما المرأة التي يخونني لأجلها فترسل له الرسائل لقهري ولااستطيع إلا البكاء..اخشى على اولادي إن تركته من الضياع
ومازالت تعيش معه ومازال الرجل يعشق الممارسة..
وأرى التعاسة على محياها مع نضارة في الجسم الذي يغذى بالغذاء الصحي
شهادة من الداخل
 
العلمانية لاتقبل المناصفة مع القيم فإما الإباحية المطلقة وأما العفة والإكتفاء بالحلال الديني!
اصل الإنسان في العلمانية حيوان!
الفكرة تضع البيض والقانون يحمي الفراخ الصغيرة حتى تكبر
 
صنعت المسيحية الغريية اشنع الحروب ف القرون الوسطى حرب ال30 اما وحرب ال80 عاما وحروب بشعة-حتى القرن الثامن عشر- قتلت ملايين الاوروبيين
ولما تعلمنت المسيحية صنعت الحربيين العالميتين
وقتل فيهما اكثر من 100 مليون اوروبي
 
الانسان في العلمانية عملي كترس في آله وطور في ساقية نظرا لحركة النظام الاداري المتطور الذي يكرهه على قسر الاطار واكراهاته العنيفة التي لاترى من اول وهلة
اما خارج اطار التعاقد فهو ساذج وفارغ وقليل المعلومات لدرجة لايمكن تصورها
مفارقة صعب ان تصدقها لكنها الحقيقة ياولدي
شهادة من الداخل
 
بالامس فقط وكنت اجلس في وقت الراحة مع زميلات ثلاثة
قالت احداهن لي انه مُتعب جدا قرفت منه!
وتأففت
ودار الحوار حول الازواج او بالاحرى العلاقات داخل الاسر العلمانية
وانتهى الحوار على النتيجة التي يروجها الاعلام الغربي عن الرجل الشرقي من الاستبداد والعنف الاسري لكن هذه المرة نحن نتكلم في الغرف المغلقة عن الرجل الغربي!
الحالة الداخلية
 
كثير من العلمانيين يسمون كفار قريش عقلانيين زمنهم وانهم واجهوا الاسطورة!!
من كتب في هذا تحديدا؟
قلت لك اغلبهم
طيب هل عندك اسماء لو سمحت
نعم هناك سيد القمني وهناك هاشم صالح وهناك محمد اركون وهناك طيب تيزيني وكثيرون
تعليقي طبعا على كلامهم
ان مازعمتموه اسطورة -هي التي-خلقت عالما جديدا وضع العالم في المدنية وصنع للعالم طريقا جديدا للحضارة ودراسة الكون
هل هناك اسطورة تفعل ذلك؟
لا والله
انه دين الله الذي قال لقريش وغيرها ان تلك النجوم والكواكب مسخرة للانسان فانظروا ماذا فيها " لكم"
لكنهم ابو الا المسخ وفي الحقيقة ليس كلهم ابى
فالمدهش ان اغلبهم تاب الى الله وفتح العالم لارساء معالم حضارتنا!
 
العلمانية العربية تتبع العلمانية الغربية خذو القذة بالقذة
فحتى بداية القرن العشرين كانت العلمانية الغربية تعامل الدين على أنه "داء ينبغي القطع معه والتخلص منه"(دوركاييم ورفاق مدرسته) بإعتبار أن النظرة هذه الى الدين نظرة علمية يقينية مطلقة، ومن هنا كتب رواد (الماركسية الصلبة المتصلبة)-مثلا-صادق جلال العظم كتبه المشهورة وكتب طيب تيزيني وكتب ياسين الحافظ وكتب حتى فؤاد ذكريا وهلم جرا
ثم ظهر التدين بصوره المختلفة وظهرت نظريات واكتشافات (ليفي استراوش على سبيل المثال- فقال الغرب العلماني من خلال فلاسفته وعلماء الاجتماع فيه وغيرهم: الدين موجود في النفس كخيال لايمكن نفيه
فأتخذت الأحزاب القرار بفتح مساحة للدين لكن في حدود دائرة الضمير البشري والمدارس الخاصة وبعض الشعائر والشارات لاتتعداها!
وتبعهم العرب فقالوا نحن لاندعو للقطيعة مع الدين لكن تدينك لنفسك وعندك شعائرك لكن القيادة والسيادة العليا هي للعلمانية!
لكن زادوا على الغربية انهم يحاولون تجفيف ينابيع حتى التدين الفردي الروحاني الشبيه بأحلام الرهبان وأشواق الهنود !
 
أهملوا الإنسان ومرغوا كرامته في الأرض ثم قالوا لك أنت سبب ما أنت فيه!
ثم صوروا له " الزمن الجميل" حتى يكره نفسه!
شياطين العلمانية ومكر إبليس
 
العلمانية هي نفس الفكرة الدهرية عند الوثنيين إلا أنها استبدلت الأصنام!
 
العلمانية هي الدهرية
غير انها وضعت الانسان في دهرية الحيوان وتاريخه ونسبه! واخرجته من دائرة الانسان وأصله غير انها لم تجرؤ حتى اليوم ان تطلق على حقوقه حقوق الحيوان
خشية ان يشعر الانسان من خلال الالفاظ بجرح نرجسي!
ولو تمعنت فان الحاجات التي تمنحها له انما هي حاجات الحيوان وحتى الفن فقد حيونوه في مرحلة العلمانية المتأخرة!



 
كل علماني بظواهره
فرويد والجنس
ماركس والاقتصاد
دوركاييم والاجتماع
وهلم جرا
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّـهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ﴿٨﴾ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ
 
من هامش مخطوطي مع جزء من متن الكتاب (أقطاب العلمانية ج3)
ولاننسى احمد لطفي السيد : " حيث استبعد الإسلام كطرف في معادلة التقدم " (النهضة والسقوط لغالي شكري ص 238) ثم تتابعت المذاهب وموضة النظريات وكان فكر المثقف القومي الإشتراكي بعد الحرب العالمية الثانية، معكوسا بظلال فاشية "المدرسة القومية الأشتراكية الألمانية- الإيطالية"، والإطروحات الستالينية للماركسيين العرب ، تلك المعادية لليبرالية بتعبير عيد (انظر طه حسين رائد العقلانية ص36، يذكر عبد الرزاق عيد أن خلفية محمود أمين العالم الفكرية والسياسية :" هي المرجعية السوفيتية في ظل الطغيان الستاليني، ومن هنا إلحاح طه حسين على مسألة الحرية مع ممثلي الفكر الماركسي في مساجلته مع رئيف خوري"(طه حسين رائد العقلانية الليبرالية ص 232) وقد مدح طه حسين كتاب محمود امين العالم(معارك فكرية) في فيديو على اليوتب، بعنوان( لقاء طه حسين مع ليلى رستم ونجوم الادب) ، الدقيقة 47، وكان العالم حاضرا في ذلك اللقاء التلفزيوني مع طه حسين، وهو ممن ركب الكرسي في الزمن الناصري، وقد تكلم ياسين الحافظ عن من ركب الكرسي من رفاقه، انظر (الأعمال الكاملة لياسين الحافظ ص 974، كتاب في المسألة القومية الديمقراطية ص 18) هذا مادعا محمود أمين العالم إلى التغطية على نظام عبد الناصر حينما عمل من داخله!، يقول غالي شكري عن العالم:" فكتب محمود العالم وحاضر عن العدمية والفوضوية الجديدة في عالم يوسف إدريس ، وكتب عن صلاح عبد الصبور في " أحلام الفارس القديم" متسائلاً عما يتسبب في حزن الشاعر رغم بناء السد العالي وإامة الإشتراكية... وكان محمود العالم في ذلك كله يمينياً متطرفاً أو ملكياً أكثر من الملك كما يقول المثل الدارج، فلم يكن يوسف ادريس فوضوياً أو عدمياً وإنما كان حائراً ومضطرباً وملتاعاً ومعبراً عن أزمة حقيقية داخله وخارجه. وكان صلاح عبد الصبور حزيناً بالفعل، ربما لنفس الأسباب التي غيبت محمود أمين خلف الأسوار... كان محمود العالم ولايزال اسير النظرة أحادية الجانب"(مذكرات ثقافة تحتضر لغالي شكري ص 381)
 
لو قُدر لباحث مسلم أن يبحث في عمق التاريخ الأوروبي ويبحث عن المؤترات الإسلامية العميقة لعرف المعرفة اليقينية أن كوبرنيكوس وبرونو وجاليليو هم ابناء العلم الاسلامي.
انظر مثلا اين كانت كتبنا واين كان برونو(الذي قتل كما قتل كوبرنيكوس)، لكن انتبه فالعلمانيون العرب يضعونهما في العلمانية مع انهما تأثرا بعلوم الإسلام والمسلمين، إقرأ النص التالي جيدا.
يقول ويل ديورانت ،في كتابه قصة الحضارة) في المجلد30،ص 288)(والإحالة صحيحة):" جيوردانو برونو 1548-1600 كان كوبرنيكس قد وسع الكون. فمن ذاالذي مكن أن "يوسع الله" اليوم ويعيد التعبير عن الألوهية في لغة جديدة بهذه المجموعات من النجوم الهادئة التي لا يحصى عددها؟ أ، برونو حاول هذا.
ولد برونو في نولا على بعد 16 ميلاً إلى الشرق من نابلي. وعمد باسم فلبو، وغير اسمه إلى جيوردانو عندما كان في سن السابعة عشر، دخل دير الدومنيكان في نابلي. وفيه وجد مكتبة عظيمة غنية، لا بكتب اللاهوت فحسب، بل كذلك بالكتب اليونانية واللاتينية القديمة، عن أفلاطون وأرسطو، بل حتى عن مؤلفين عرب وعبرانيين كانت قد ترجمت إلى اللاتينية. وتعلقت طبيعته الشاعرية على الفرو بالأساطير الوثنية التي رسخت في فكره لوقت طويل بعد تبخر اللاهوت المسيحي. وافتتن بمذهب ديمقريتس الذي تابعه أبيقور، وبسطه كوبرنيكس في صورة رائعة. وقرأ كتب المفكرين المسلمين ابن سينا وابن رشد، والفيلسوف اليهودي ابن جابيرول...وعمل كل هذا على تشكيل برونو كما أشعل فيه النار البغض لأرسطو وللفلسفة النصرانية في العصور الوسطى (السكولاستية)
ماذا يعني هذا
يعني ان
..كتبنا العربية في العلوم الفلكية وغيرها كانت في الاديرة والكنائس الاوروبية في القرن السادس عشر الميلادي على سبيل المثال.. اما من استفاد منها في نفس العلوم فقتلوه وحرقوه
 
ماخفي ظهر تحت ضربات معاول وحفر ولطف العلم الإسلامي في الطبيعة
في كتابه قصة الحضارة قال ديورانت (ج33 ص216،217)(الحالة موثقة) :"وكان انطون فان ليوفينهويك هولندياً من ديلفت، ولكنه أنهى-عن طريق الجمعية الملكية بلندن-النتائج العلمية التي توصل إليها خلال أربعين سنة من سني عمره الواحدة والتسعين. كان سليل أسرة من صناع الجعة الأثرياء، فاستطاع أن يقنع بوظائف أتاحت له من الفراغ أكثر مما أعطته من راتب، وانقطع لدراسة عالم الحياة الجديد كما كشف عنه المكروسكوب، بإصرار من افتتن بهذا العلم. وكان يملك 247 مكروسكوباً، صنع معظمها بنفسه، وكان مختبره يتألق بعدسات بلغت 419، ربما شحذ بعضها سبينوزا، الذي ولد في نفس سنة مولده (1632) وفي نفسه وطنه. وقد حرص بطرس الأكبر وهو بديلفت في 1698 على أن يحدق في الكائنات خلال مكروسكوبات ليوفينهويك. فلما وجه هذا العالم (1675) أحدها لدراسة بعض ماء المطر الذي سقط في قدر قبل أيام، راعه أن يرى "حيوانات صغيرة بدت لي أصغر عشرة آلاف مرة من تلك التي وصفها المسيو سوامردام والتي سماها براغيث الماء أو قمل الماء، والتي يمكن أن ترى في الماء بالعين المجردة(60)"، ثم وصف كائناً نعرفه الآن باسم الجيبون الناقوسي (Vorticella) bell animalecule. ويلوح أن هذا كان أول وصفه للبروتوزون. وفي 1683 اكتشف ليوفينهويك كائنات أصغر حتى من تلك-وهي البكتريا. وجدها أولاً على أسنانه، وقال مستدركاً "مع أنني أحافظ عادة على نظافة أسناني التامة"، وأذهل بعض جيرانه حين فحص بصاقهم وأراهم تحت المكروسكوب "عدداً عظيماً من المخلوقات الحية" فيه(61). وفي 1677 اكتشف البزيرات المنوية في ماء الذكر: وتعجب من إسراف الطبيعة في جهاز الإنسان: فقد قدر هناك ألف بزيرة في كمية صغيرة من منى الرجل، وحسب أن هناك 150 بليوناً من البزيرات في لقاح سمكة واحدة من سمك الكود-وهو ما يزيد عشرة أضعاف على عدد السكان الذين يحتويهم العالم لو كانت كل أقاليمه غاصة بالسكان كالأراضي المنخفضة.
 
قارن بين خيال أعظم قسيس أوروبي -كان لايؤمن بالنظافة -وبين ماتنزل في القرآن مما فجر المعارف والعلوم الإسلامية في الفلك وغيره وماورد فيه عن تسخير السموات والأرض ودوران الكواكب وماورد عن الأرض
قال ويل ديورانت (في قصة الحضارة ج17 ص 177)(الإحالة موثقة) :" وقلّما كان المسيحيون يعتقدون بوجود أرضين وسكان في الأجزاء المقابلة لبلادهم وعلى سطح الأرض، وذلك على الرغم من قيام الحروب الصليبية وما استتبعته من الأسفار. وكان القديس أوغسطين يرى أن "من غير المعقول أن يسكن الناس في الجهة المقابلة لنا على سطح الأرض، حيث تغرب الشمس حين تشرق عندنا، وحيث يمشي الناس وأقدامهم في اتجاه أقدامنا"(39)؛ وكان راهب أيرلندي يدعى القديس فرجيل St. Fergil قد أشار حوالي عام 748 إلى إمكان وجود "عالم آخر وخلق آخرين تحت الأرض"(46). وقبِل ألبرتس مجنس وروجر بيكن هذه الفكرة، ولكنها بقيت خيالاً جريئاً يطوف بعقول قلة من الناس حتى طاف مجلان Magellan بالكرة الأرضية".
 
قال ديورانت في قصة الحضارة ج35 ص88 ):" ولكن لم يتح لندن نظام مجار عام إلا سنة 1860. أما المداخن فيطهرها منظفو المداخن، الذين يتسلقونها بضغط كيعانهم وركبهم على جدرانها الداخلية المصنوعة من الطوب أو الحجر، واستمر هذا التشويه القاسي لأجسام الأطفال حتى عام 1817. وكان شطر كبير من السكان يحشرون في أحياء فقيرة مزدحمة تلوثها القمامة والفضلات فتولد عشرات الأمراض(40). وفي حيين من أحياء لندن-هما وابنح ولايمهاوس - كان واحد من كل اثنين من السكان تقريباً يعيش عيش الكفاف، معتمداً على الإحسان، أو السرقة، أو البغاء، في الحصول على المسكن والطعام. أما الأطفال فيجرون حفاة قذرين شعثاً في الشوارع لا تسترهم غير أسمال ولا يتعلمون غير الإجرام. في هذه الشوارع الفقيرة ندر أن اهتم الرجال والنساء بالزواج فالعلاقات الجنسية حدث عابر، وسلعة تسوق دون احتفال أو قانون. ولم يكد يوجد في هذه الأحياء كنائس على الإطلاق، أما دكاكين الجعة والحانات فكثيرة. وفيها أيضاً كانت بؤر اللصوص، والنشالين، وقطاع الطرق، والقتلة المحترفين. وكان كثير من المجرمين ينتظمون في عصابات. فإذا تعرض لهم الحراس جدعوا أنوفهم. وألفت جماعة منهم يدعون "الموهوك" أن يخرجوا إلى الشوارع سكارى، ويخزوا المارة بالسيوف، ويكرهوا النساء على الوقوف على رءوسهن، ويسلموا عيون من يقاومونهم من ضحاياهم. أما لصوص العصابات الأقل ضراوة فكانوا يقنعون بكسر نوافذ الدكاكين والبيوت. ذكر سموليت في 1730 "أن اللصوص والسارقين أصبحوا الآن أشد استهتاراً وضراوة مما كانوا في أي عهد منذ عرف البشر الحضارة(41)". وفي 1744 حرر عمدة لندن وحاكمها خطاباً للملك قراراً فيه أن "عصابات شتى قوامها أعداد كبيرة من الأشخاص ذوي النزعة الشريرة، المسلحين بالهراوات، والطبنجات، والسيوف، وغيرها من الأسلحة الخطرة، يعيثون فساداً لا في الأزقة والممرات الخاصة فحسب، بل في الشوارع العامة وأماكن الاحتشاد العادية، ويقترفون أخطر الاعتداءات على أشخاص رعايا جلالتكم(42)". وقال هوراس ولبول في 1752: "إن المرء ليضطر إلى السفر، حتى في الظهيرة، وكأنه ماض إلى ساحة قتال(43)".
وكانت العاصمة الكبرى بالطبع شيئاً أكثر كثيراً من هذه الحصيلة المتكاثرة من الفقر والجريمة، فلقد كانت إلى ذلك بلد البرلمان والقصور الملكية، ووطن ألف محام وتاجر وصحفي وشاعر روائي وفنان وموسيقى ومعلم وكاهن ورجل بلاط. ويجب ونحن ماضون في طريقنا أن نضيف غلى رؤيتنا للندن القرن الثامن عشر بيوت الطبقات المتعلمة الفخمة وأخلاقها وعاداتها، وجمهور المصلين في الكنائس، والشكاك، والعلماء، والفلاسفة، وظرفاء "المجتمع الراقي" وحسانه وعشاقه
 
(النصوص التالية موثقة بتوثيقي اي بمراجعتي)
يفتخر المتعلمنون بنيشه ويستخدمونه استخدامات شتى
لكن انظر ماذا قال نيتشه وكأنه يدين اخفاء الاسلام وكتمانه في قومه ومن ثم الضلال البعيد عنه لكن رآي أثره عليه وعلى قومه
لقد مدح نيتشه مدح النموذج الاسلامي في اسبانيا فقال: "تلك الحضارة المورسكية البارعة بإسبانيا، المتّسمة بروح شديدة القرب منا، والمتحدّثة بمعانينا وبأذواقنا أكثر حتّى من روما واليونان، تلك الحضارة التي دِيست بالأرجل، لا لشيء إلا لأنّها وليدة حسّ أرستقراطي… حسّ رجوليّ وشجاع، لأنّها قالت نعم للحياة، فضلا عمّا بها من رهافة حسّ أضفتها عليها الحياة المورسكية… لقد حاربها الصلييون وقد كان الأولى بهم أن يسجدوا لها في التّراب، تلك الحضارة التي لو قُورنت بقرننا السادس عشر، لَبَدَا هذا الأخير أمامها فقيرا ومتخلّفا…"( "المسيح الدجال لنيتشه، ترجمة جورج ميخائيل ديب، دار الحوار، الطبعة الثانية ص179، ونصه عن نظافة المسلمين وقرطبة ص65)
وقال أيضا في كتابه نقيض المسيح:" لقد حرمتنا الكنيسة من جني ثمار الحضارات القديمة، وفيما بعد حرمتنا مرة أخرى من جني ثمار الحضارة الإسلامية...ولا أقول تحت أي نوع من الأقدام ، تم الدوس على تلك الثقافة...لقد حارب الصليبيون فيما بعد شيئا كان أجدر بهم لو أنهم مرغوا أُنوفهم في التراب أمامه –حضارة كان من المفترض أن يشعر حتى قرننا التاسع عشر بنفسه فقيرا جدا و" متأخر" للغاية مقارنة بها"( عدو المسيح (أو "نقيض المسيح ، مقال اللعنة على المسيحية" ترجمة علي المصباح ، منشورات الجمل، بيروت، الطبعة الأولى،2011م، ص142، وهو نفس الكتاب "المسيح الدجال" بطبعة وعنوان مختلف) قال ان المسلمين هم من علموا اوروبا النظافة ومدح فيلسوف القوة قرطبة(نفس الكتاب ص65) وكيف ان الكنيسة قاومت حتى النظافة باغلاقها حمامات قرطبة بعد طرد المسلمين ,ويقول ان الإسلام لدى احتقاره للمسيحية يمتلك الف حق(انظر نقيض المسيح ص 65)
 
اما النص الهدية الذي نقلته بنفسي من كتاب غير مشهور لزيغريد هونكه -هو عندي ورقي وطبعة مكتبة العبيكان واشتريته من مكتبة السلام -في الاسكندرية الفرع الجديد في الشاطبي فهو التالي
نص لن تجده في اغلب الكتب العربية
تفضل
تقول زيغريد هونكه عن وصف قرطبة من واقعة تاريخية موثقة غربية في المقام الاول :"أمضى الرسولان الملكيان في "مدينة المدائن" هذه أكثر من عامين .كانت المدينة تعد أكبر المدن وأكثرها جمالا بين كل مدن أوروبا، وتمتد بطول شاطيء نهر الوادي الكبير ولها 28 ضاحية ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة يعيشون في 113000 منزل ماعدا مساكن الوزراء والموظفين، وكانت قرطبة تضم ستمئة مسجد، وثلاثمئة حمام ساحن ،وثمانين مدرسةعامة، وسبعة عشر معهدا دراسيا، بجانب المدارس العليا الأخرى التي يدرس بها في القرن التاسع طلاب الطب والرياضة، ونحو 4000 طالب من دارسي الفقه. وكذلك كانت قرطبة تزخر بعشرين مكتبة عامة مفتوحة أ/ام طبقات الشعب كله ولم تكن أيى مدينة في ألمانيا أو غيرها من بلاد أوروبا تضم على أكثر تقدير سوى بضعة آلاف من الناس ، كما لم تكن بها مستشفيات أو مدارس، وبالطبع لم تكن بها مكتبات أو حمامات عامة ، بل وصل الأمر إلأى حد أن الكتب التي كانت بالأديرة كانت لندرتها تثبت بالسلاسل، وبينما كانت شوارع المدن الواقعة شمال البرانس غير مرصوفة تغطيها أكوام القاذورات والأوحال، فإن الراهبين الألمانيين كانا يسيران هنا في قرطبة على طرق مرصوفة نظيفة، وتقوم على نظافتها عربات تجرها الثيران، بل إنها كانت تضاء ليلا بواسطة مصابيح مثبتة على جدران المنازل. وأبدى الألمانيان إعجابهما بتلك الثقافة العالمية التي شاهدا ملامحها في كل مكان ، وبالتسامح الذي يبديه الخليفة والتاجر والصانع البسيط، وبقلوبهم الكبيرة وكانت المفاجأة التي أخذت بمجامع قلوبهما هي تلك الحرية التي يتمتع بها المسيحيون هنا في أداء شعائر دينهم، بل لقد كان في وسعهم أن يتقلدوا أعلى مناصب الدولة... ويمكن أن نلخص كلامنا فنقول :إنهما قد تنسما عبير ذلك الجو الذي يكتنفه أرق الأحاسيس، الجو الروحي القريب من الحواس، الجو الذي يخلب تلك الحواس يرضي الروح ويشبعها في وقت واحد...إن هذه الصورة الرائعة التي عاد بها إلى وطنه واحد ممن إنتشى بخمر ذلك العالم الغريب الذي لايدين بالمسيحية، قد انعكست على قصيدة المديح التي صاغتها الراهبة" روسفيتا فون جاندر سهايم" باللغة اللاتينية وبإحساس دافق في بلاط القيصر، وهي تشدو بعبارة تمتليء حماسا بقرطبة البعيدة: درة الدنيا الناصغة- المدينة الفتية الرائعة- فخورة بمنعتها- شهيرة بمباهجها مشرقة فيما تحوز عليه من كل الأشياء "(الإبل على بلاط قيصر لزيغريد هونكه ص 32-34)
 
قال ديورانت في قصة الحضارة(35 ص97 )(النص بتوثيقي):" كذلك كان المستوى الخلقي منحطاً في ميدان المال والأعمال، فجنى بعضهم أموالاً طائلة من التهريب، والقرصنة، واقتناص العبيد أو بيعهم. وشكا الناس من تلوث مياه التيمز بالأقذار والنفايات التجارية والبشرية، ومن غش النبيذ بعصير التفاح وأرواح الحبوب، ومن خلط الخبز بالشب والجير، ومن تنضير بشرة اللحوم الكبيرة السن بالكيمياويات الخطرة على الصحة والحياة. فلما بذلت محاولات للحد من هذه الأعمال تصايح أبطال التجارة مطالبين بالحرية وبحق "كل إنسان. في العيش على طريقته دون قيد"
 
وفي نص طويل عن حالة انجلترا، (1714-1756م)وتجارة الرقيق الابيض (البغاء)في عصر فولتير (الفرنسي) القرن الثامن عشر، عصر التنوير، يقول ديورانت في ج35،ص92،94)(بتوثيقي):" لعل العلاقات السابقة على الزواج كانت بين النساء أقل شيوعاً في ذلك العهد مما هي عليه اليوم (1965)، ولكن البغاء ازدهر إلى حد لم يكد يعرف ثانية حتى يومنا هذا. وقد قدر مراقب أجنبي عدد المومسات بخمسين ألف في لندن، يوجدن في حانات المدينة، وفي الفنادق الصغيرة على الطرق، وفي حدائق المدينة، وفي المراقص العامة، وحفلات الموسيقى، والمسارح، وكن في شارع اكستر وحي ستراند يجلسن إلى النوافذ تشجيعاً للمترددين من الزبائن. وفي "دروري لين" (شارع المسارح بلندن)-كما تغنى الشاعر جون جاي في تمثيليته "تريفيا": هي التي تمشي في الليل بخطى وئيدة، لا يضم جسدها اللدن مشد قاس، وتحت المصباح تتوهج شرائطها المبهرجة، والمعطف حديث التنظيف، وسيماء المومس... وبأصوات التملق تستميل الأذن الساذجة قائلة "يا فارسي الهمام! يا فاتني! يا حبيبي! يا عزيزي!"(49). ولم تأخذ القانون بهن رحمة. فإذا أمسكت إحداهن وهي تتحرش برجل، زج بها في السجن وضربت بالسوط ووضعت في المشهرة (آلة التعذيب). وقد وصفت "مجلة جرب ستريت" في عدد 6 مايو 1731 مصير إحدى هؤلاء "المدامات" فقالت "وقفت أمس الأم نيدهام في المشهرة ببارك بليس قرب شارع سانت جيمس، ونكل بها الجمهور تنكيلاً شديداً. وقد اشتد بها الإعياء حتى استلقت بطول المشهرة، ورغم ذلك ظلوا يحصبونها بقسوة، ويظن أنها ستموت بعد يوم أو يومين(50). ولكن لم يكن يصل غلى المشهرة غير أفقر البغايا. فقد كن يتفادين القانون عادة بالرشا، أو يخرجهن صاحبهن بكفالة، وأحسّ بعض حفظة القانون-ربما لأنهم تعرفوا فيهن على "مضيفات" سابقات لهم-بعض العطف على نساء عاقبتهن القوانين على فسق الرجال. وأغلب الظن أنه لم يأت إلى فراش الزوجية محتفظاً بعفته عشرة من كل مائة ذكر من أهل لندن. لقد ندد القوم بالرذيلة علانية، ولكنهم احتقروا الفضيلة سراً.. وكتاب جون كليلاند المسمى "مذكرات غانية" (1749)، والذي عرف فيما بعد باسم "فاني هل"، وهو سلسلة من الأغواءات المفصلة، كان (وما زال) من أفحش كتب ذلك القرن وأكثرها شعبية.
وألف بعض الرجال جماعات للاستمتاع المتبادل فيما بينهم. وروت جريدة لندن في عددي 23 و30 أبريل 1725 نبأ القبض على سبعة لوطيين، وفي 14 مايو سجلت نبأ شنق ثلاثة آخرين بتهمة اللواط، ثم أضافت "نمى إلينا أنهم (أي الشرطة) اكتشفوا عشرين بيتاً أو نادياً يجتمع فيها اللوطيون، وهم يراقبون أيضاً منتديات ليلية يلتقي فيها هؤلاء الوحوش في جمع كبير". وفي 7 يوليو روت الجريدة أدانة "روبرت هويل ويورك هورنر بفتحها بيوتاً في وستمنستر يستقبلان فيها هواة هذه الرذيلة المنكرة". وفي23 يوليو أعلنت أن: "مرجريت كلاب، التي أدينت بفتحها بيتاً سرياً يستخدمه اللوطيون... حكم عليها بوضعها في المشهرة، وبدفع غرامة قدرها تسعون ماركاً، وبالسجن سنتين"(51).
وينبئنا مصدر وثيق بأن "نسبة كبيرة جداً من أهل لندن كانوا يعاشرون النساء حراماً دون زواج(52)". وكانت زيجات الحب في ازدياد، على الأقل في روايات رتشردسن وفيلدنج، ولكن معظم الزيجات كان يرتبها الآباء بعد الوزن الدقيق لمهر العروس بالقياس إلى دخل العريس الفعلي أو المنتظر. وقد حرم قانون صدر في 1753 على الأشخاص دون الحادية والعشرين الزواج بغير موافقة والديهم أو الأوصياء عليهم. ولما كان هذا القانون لا ينطبق إلا على إنجلترا، فإن كثيرين من العشاق الفارين من آبائهم كانوا يعبرون الحدود إلى إسكتلنده، حيث يتبع القساوسة في قرية جريتنا جرين قانوناً أكثر يسراً. وكان هناك مزيد من التيسيرات على العاشقين المتلهفين يوفرها رجال الدين الجشعون الذين يعقدون الزيجات السرية في الحانات أو المواخير أو العليات أو غير ذلك من الأماكن في شارع فليت أو على مقربة منه (وفي الشارع سجن للمدينتين). وكان في كل حانة تقريباً في تلك المنطقة كاهن من هذا النوع على استعداد لتزويج أي إنسان لقاء رسم، دون أن توجه إليه أسئلة أو يطالب بترخيص. وشاع عن أحد هؤلاء القساوسة أنه كان يعقد ستة آلاف قران في السنة. وكانت الزيجات تبرم في عاطفة مشبوبة، ثم تفسخ وقد ذابت حرارتها؛ وكان آلاف النساء يهجرن رجالهن، وكان البحارة يتزوجون وهم يقضون يوماً على البر، ويحبون، ثم يرحلون. ورغبة في القضاء على هذا المنكر أصدر البرلمان قانوناً (1753) بألا يعتبر أي زواج شرعياً، باستثناء زيجات الكويكرز أو اليهود، ما لم يعقده قسيس أنجليكاني في كنيسة أبرشية، بعد نشر إعلان بالزواج في الكنيسة على مدى ثلاثة آحاد متعاقبة؛ وكل مخالف لهذا القانون يعاقب بالنفي إلى المستعمرات.
 
وعن الطلاق يقول ديورانت ان انجلترا في عصر التنوير الاوروبي(القرن الثامن عشر) لم تسمح بالطلاق، هذا مع انتشار الدعارة كما في النص السابق!
قال في المجلد 35،ص94،95)(بتوثيقي):" ولم يكن الطلاق مسموحاً به في إنجلترا (قبل 1857) دون الحصول على قانون خاص من البرلمان(53)، وكانت تكاليف هذا الإجراء تجعل منه ترفاً مقتصراً على الأغنياء. وفشا الفسق في جميع الطبقات إلا الوسطى، وضرب جورج الأول والثاني مثالاً في ذلك-والناس على دين ملوكهم. ففي عام 1700 كتب كونجريف يقول "كل إنسان في هذا المجتمع ولد بقرون طالعة(54)". ولم تتغير الحال إلا قليلاً في 1728، حين جعل الكاتب المسرحي "جاي" السيدة بيتشم في "أوبرا الشحاذ" تسأل زوجها عن ابنتها "بالله لم يجب أن تشذ ابنتنا بوللي عن بنات جنسها فتقصر حبها على زوجها؟.. كل الرجال لصوص في الحب، ويزداد عشقهم للمرأة إن كانت ملك رجل آخر(55)". على أنه يمكن القول عموماً بأن أخلاق النساء كانت في إنجلترا خير منها في فرنسا، وأنه في الطبقات الوسطى، التي ظلت التقاليد البيورتانية فيها قوية، أوشكت العفة أن تكون إفراطاً في الاحتشام، وقد تجد من النساء زوجات من الطراز الذي يحلم به الرجال-صبورات، مجدات، وفيات. وكان المعيار ذو الوجهين مفروضاً ومقبولاً. فكانت النساء المهذبات يسمعن الكثير من الحديث النابي ويقرأن فيلدنج وسموليت، ولكن كان ينتظر منهن أن تحمر وجوههن خفراً مغرياً، وأن يغشي عليهن في لمح البصر. وكان ينظر إلى المرأة في جميع الطبقات على أنها أدنى من الرجل بحكم الطبيعة وبقضاء لا سبيل إلى رده. ولقد ارتضت هذه النظرة حتى الليدي ماري المتكبرة المتمردة، ولو ساخرة كارهة:
"لست أحاول الآن المطالبة بمساواة الجنسين، إذ لا شك في أن الله والطبيعة قد ألقيا بنا في مرتبة أحط، فنحن جزء أدنى من الخليقة، وعلينا إطاعة الجنس الأعلى والإذعان له، وكل امرأة تسمح لغرورها وحماقتها أن ينكرا ذلك إنما تتمرد على ناموس الخالق ونظام الطبيعة الذي لا ينازع(56)". وكانت فترة حكم البيورتان قد أنزلت المرأة عن مقامها الذي ارتقت إليه أيام اليزابيث. وحكم أحد الطلاب بأنه "حوالي عام 1750 كانت النساء في إنجلترا قد نزلن إلى مستوى منحط جديد لم يكد يفضل وضعهن في القرن الثاني عشر(57)". وتردت الفضائل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى الدرك الأسفل. فالقمار الذي قاومته الملكة آن من قبل رد إلى الخطوة الملكية بفضل جورج الأول والثاني. وكان موظف خاص يسمى "الحاجب" منوطاً بالإشراف على القمار في البلاط الملكي. وكان لعب الورق التسلية المفضلة للأغنياء والفقراء، وندر أن برئ من المراهنة، وكثيراً ما شابه الغش. ولم يكن من غير المألوف للمتبطل المتلاف من أبناء الطبقة العليا أن يكسب أو يخسر مائتي جنيه في جلسة واحدة، وقد خسر دوق ديفونشير ضيعته في لعبة واحدة؛ وكان اللورد تشسترفيلد يقامر باستهتار فيما بين المحاضرات التي يلقيها على ابنه، وأصبح القمار شهوة سيطرت على الناس أجمعين في عهد جورج الأول إلى درجة لعلها لم تضارع بعده. وفتحت ملاعب القمار في نادي هوايت، وفي تشيرنج كروس، وفي لستر فيلدز، وفي جولندز سكوير، وفي باث. وفي محفورة للمصور هوجارت سماها "رحلة الفاجر" نرى رجالاً ونساء يقامرون في نادي هوايت، ولا يعبأون بإنذار ينبئهم بأن المبنى يحترق، فلا بد من مواصلة معركة اللعبة إلى نهايتها الحاسمة . وقد حظر جورج القاني هذا القمار المنظم، ولكنه اعتمد يانصيب الحكومة الذي كان قد تقرر في 1569 وعمر حتى 1826. وكانت تذاكر اليانصيب تباع للجمهور بكل وسيلة من وسائل الترويج، واشتد الانفعال والتحمس لها إلى حد أغرى الخدم بسرقة سادتهم، والكتبة بسرقة أرباب عملهم، طمعاً في نصيب من الغنيمة"
 
أما عن السكر فيقول ويل ديورانت في قصة الحضارة(في المجلد 35،ص94،95):" ولعل السكر كان أكثر انتشاراً من القمار. وكانت الجعة بنوعيها (البيرة والمزر ale) هي الشراب الوطني. وكان الرجل اللندني يستهلك مائة جالون منها في السنة، أو ربع جالون في اليوم، باعتبارها أسلم وألطف مذاقاً من الماء. وخلق المناخ الرطب طلباً على الروم، والبنش، والبرندي، والجن، والكورديال، والوسكي، وكان النبيذ دواء مفضلاً. وانتشرت الحانات ومخازن الخمور في كل مكان، وكان 1.350 بيتاً من بين 7.066 في أبرشية هوبورن تبيع الخمر. وأغضي ملاك الأرض-والبرلمان إذن-عن تجارة الوسكي، لأنها فتحت سوقاً إضافية لشعيرهم وقمحهم(59)، وكان ثلث الأرض المنزرعة في إنجلترا تقريباً يزرع شعيراً. وأخذ الوسكي يحل عند علية القوم محل النبيذ لأن الحروب المتكررة مع فرنسا عاقت التجارة مع بوردو وأوبورتو، وأدخل الهولنديون والألمان إلى البلاد تفضيل الخمور القوية. وهنا، كما في القمار، ضربت الحكومة المثل للشعب. فقد روي عن هارلي، رئيس وزراء المملكة آن، إنه كان يمثل بين يدي الملكة مخموراً. وكان بولنبروك يسهر أحياناً الليل كله وهو يحتسي الخمر، أما روبرت ولبول فقد علمه السكر أبوه، الذي عقد النية على ألا يراه مخموراً ابن له صاح(60).
وأزعج الحكومة ولع الجماهير بشراب الجن. فقد زادت الخمور المقطرة في بريطانيا من 527.000 جالون في 1684 إلى 5.394.000 في 1735، دون ارتفاع مقابل في عدد السكان؛ لا بل أن الأطباء أنذروا الحكومة بأن شرب الجن قد زاد معدل الوفيات بسرعة في لندن؛ وعزت هيئة المحلفين الكبرى في مدلسكس الكثير من فقر العاصمة وجرائمها إلى ذلك المسكر. وعلق باعة الجن بالتجزئة لافتات تعهدوا فيها لزبائنهم بأن يسكروهم نظير بنس، وعرضوا عليهم النوم على حصر من القش مجاناً في قبو المؤونة. وحاول الحكام المرتاعون حظر شرب الجن بفرض الضرائب. ففرض قانون أصدره البرلمان في 1736 رسماً على الجن قدره عشرون شلناً للجالون، واشترط دفع خمسين جنيهاً في العام نظير الترخيص ببيعه. وقام الفقراء الظامئون باضطرابات عنيفة. وأفضي الحظر، كما تنبأ ولبول، إلى تهريبه وتقطيره خفية والاتجار به سراً. وارتفع عدد دكاكين بيع الجن إلى سبعة عشر ألفاً، وعدد الجالونات المقطرة إلى نيف وسبعة ملايين، واستشرت الجريمة. فتخلت الحكومة عن التجربة، وخفض رسم الرخصة إلى عشرين جنيهاً، والضريبة إلى بنس للجالون؛ واغتبط الشعب وراح يشرب ما شاء. وفي 151 أفضت سلسلة من التدابير المعتدلة الذكية (كجعل الديون الصغيرة لتجار الخمر غير قابلة للإلغاء أمام القضاء) إلى تحسين خفيف(61). وأنار الفيلسوف باركلي الموقف بتنديده بالطبقات العليا لما ضربوا لجماهير الشعب من مثل سيئ، وبإنذاره إياهم بأن "أمة تشتعل عند طرفيها لا بد أن تحترق سريعاً(62)".
كذلك كان المستوى الخلقي منحطاً في ميدان المال والأعمال، فجنى بعضهم أموالاً طائلة من التهريب، والقرصنة، واقتناص العبيد أو بيعهم. وشكا الناس من تلوث مياه التيمز بالأقذار والنفايات التجارية والبشرية، ومن غش النبيذ بعصير التفاح وأرواح الحبوب، ومن خلط الخبز بالشب والجير، ومن تنضير بشرة اللحوم الكبيرة السن بالكيمياويات الخطرة على الصحة والحياة. فلما بذلت محاولات للحد من هذه الأعمال تصايح أبطال التجارة مطالبين بالحرية وبحق "كل إنسان. في العيش على طريقته دون قيد(63)".
 
أما عن استعباد الرجال وتنامي بيع العبيد في انجلترا القرن الثامن عشر فيقول ويل ديورانت في قصة الحضارة(في المجلد 35،ص97-100)(موثقة) :" كذلك كان المستوى الخلقي منحطاً في ميدان المال والأعمال، فجنى بعضهم أموالاً طائلة من التهريب، والقرصنة، واقتناص العبيد أو بيعهم. وشكا الناس من تلوث مياه التيمز بالأقذار والنفايات التجارية والبشرية، ومن غش النبيذ بعصير التفاح وأرواح الحبوب، ومن خلط الخبز بالشب والجير، ومن تنضير بشرة اللحوم الكبيرة السن بالكيمياويات الخطرة على الصحة والحياة. فلما بذلت محاولات للحد من هذه الأعمال تصايح أبطال التجارة مطالبين بالحرية وبحق "كل إنسان. في العيش على طريقته دون قيد(63)".
وتدخلت الحكومة في الحريات، ولكن تدخلها كان أكثره لإكراه الرجال على الخدمات العسكرية. فلما أخفقت مختلف المرغبات المالية في تزويد البحرية بالرجال، جردت الدولة (من 174 فصاعداً) "كتائب تجنيد" لاقتناص الرجال أو تخديرهم، أو لإقناعهم بالانخراط في سفن صاحب الجلالة. وكان أيسر هذه الوسائل إسكار الضحية، إذ كان في الإمكان وهو على هذه الحال أن يحمل على النزول
عن سنة أو أكثر من حياته. ذكر الأميرال فيرنون (1746) أن هؤلاء الرجال، بعد أن يؤتى بهم إلى السفينة، كانوا في الواقع محكوماً عليهم بالموت، إذ لا يسمح لهم بتتاً بأن تطأ أقدامهم البرّ ثانية، ولكنهم ينقلون من سفينة إلى أخرى.. دون أي اعتبار للمشاق التي يتكبدونها(64)". ويقول صموئيل جونسون "لا يرضي رجل بأن يكون بحاراً إذا كان له من الحيلة ما يكفي لأن يدخل نفسه السجن.. فالسجين يحظى بمكان وطعام أحسن وبرفقة أفضل عادة(65)". وكان أكثر البحارة الذين يجندون كرهاً ضعاف الأجسام والعقول، ولكن النظام الصارم والانتقام القاسي بامتحان النار والجلد (كما هو موصوف ومبالغ فيه بلا شك في قصة سموليت "رودريك راندوم") جعلاً الباقين منهم على قيد الحياة أصعب المقاتلين في البحر مراساً وأشدهم اعتداداً بأنفسهم.
وكانت القرصنة لا تزال تلقى الإغضاء عنها بوصفها ضرباً من التجارة، ولكنها أخذت تضمحل بازدياد قوة البحريات. أما تجارة العبيد فقد زكت، وتنافست السفن الإنجليزية والفرنسية والهولندية والبرتغالية على امتياز بين الزنوج الأفريقيين للمسيحيين الأمريكيين. وبمقتضى معاهدة أوترخت (1713) نقلت أسبانيا عقد "الأزينتو"، الذي تمد بمقتضاه المستعمرات الأسبانية سنوياً بـ 4.800 عبد، من فرنسا إلى إنجلترا. ومن بين 74.000 عبد نقلوا إلى أمريكا في سنة واحدة (1790) نقل الفرنسيون 20.000، والهولنديون 4.000، والدنمركيون 2.000، والبرتغاليون 10.000، والبريطانيون 38.000-وهو أكثر من نصف المجموع(66). يقول مصدر إنجليزي وثيق "إن الإنجليز وحدهم، على أقل تقدير، حملوا أكثر من مليوني زنجي إلى أمريكا في الفترة بين 1680 و1786(67)". واقتنت بعض الأسر الإنجليزية عبيداً من الزنوج للخدمة في البيوت. واشتملت الصحف على وعود بدفع مكافآت لمن يعيد العبيد الآبقين، وعرض إعلان "صبياً زنجياً يناهز الثانية عشرة.. للبيع(68)"، وكان العبيد يباعون في باريس حتى سنة 1762، وحتى البابوات كانوا يقتنون عبيداً من سفن تشغيل العبيد التركية من القرن السادس عشر إلى الثامن عشر(69). وفي 1727 بدأ الكويكرز حركة لإنهاء مشاركة بريطانيا في تجارة العبيد. وناصرهم ستيل وبوب، ودعم المثوديون هذه الحرب الدينية، ولكن الحملة لإلغاء الرق لم تتقدم تقدماً يذكر قبل 1772.
كانت الأخلاق في دنيا السياسة تعكس انتصار النزعة التجارية المتحجرة. فلم يكد عمل ينجز دون رشوة ولكل موظف تقريباً ثمنه، والمناصب تباع، والأصوات في البرلمان تشترى كالسلع سواء بسواء. وقد باع أعضاء البرلمان امتياز إعفاء رسائلهم من أجرة البريد، وباع كبار النبلاء المناصب في بيوتهم(70)، و "وضعوا العراقيل أمام محاولات الحد من شراء الترشيحات للبرلمان، أو شراء أعضاء مجلس العموم(71)". وأرسلت الدوائر الانتخابية الفاسدة أو العفنة rotten boroughs التي لا يسكنها غير حفنة من الأهالي إلى البرلمان عدداً من الممثلين يعدل العدد الذي أرسلته أقاليم تزخر بالسكان والصناعة وأرسلت "أولد سارم" التي لا يسكنها إنسان واحد، ممثلين لها، وكانت أمثال هذه الدوائر يتحكم فيها بسهولة ذوو الحسب والمال. وكان رجال الأعمال، توسلاً لنفوذ سياسي مكافئ لسلطانهم الاقتصادي، يشترون الترشيحات أو المرشحين للبرلمان بنحو 1.500 جنيه للمرشح(72). ويمكن القول على الجملة بأن نصف القرن الذي نحن بصدده كان أقسى العهود في التاريخ الإنجليزي، ومن العسير على المؤرخ أن يفسر كيف استطاعت بريطانيا أن تنهض من فساد ذلك العصر-حتى بلغت ذلك الصيت الذائع بأمانة رجال أعمالها ونزاهة حكومتها.
على أنه كان هناك الكثير من لمسات العاطفة الرحيمة يتخلل انحطاط الأخلاق والسياسة. فهناك ملاجئ-وإن كانت سيئة الإدارة-للشيوخ والعجزة والفقراء؛ وهناك طوائف حرفية كان المعلمون فيها آباء رحماء على صبيانهم، وهناك أسر تؤوى الأيتام وتربيهم؛ وهناك جمعيات-تسمى "أندية الصندوق"-للمعونة المتبادلة في أيام العسرة. وضربت إنجلترا مثلاً رائعاً-هو الأول في التاريخ الحديث-للبر الدولي حين اكتتبت بمائة ألف جنيه للبرتغال، حليفتها الاقتصادية إغاثة منكوبي زلزال لشبونة الذي وقع في 1755(73)، وقد فتح في الفترة بين 1700 و1825 مائة وأربعة وخمسون مستشفى ومستوصف جدد في بريطانيا، منها أربعة في لندن في جيل واحد"
 
الحالة في فرنسا عصر التنوير القرن الثامن عشر
قال ديورانت عن حالة الفرنسيين في القرن الثامن عشر(قصة الحضارة ج36 ص21 )(موثقة):" وروع السائحون الإنجليز في ذلك العصر لفقر الفلاح الفرنسي. ففي 1718 كتبت السيدة ماري مونتاجو: "في كل محطة كنا نقف فيها لتبديل خيول البريد كان أهل البلدة جميعاً يخرجون إلينا يسألوننا إحساناً، في وجوه أضناها البؤس والجوع وملابس رثة ممزقة، وما كانوا بعد ذلك في حاجة إلى دليل أبلغ من ذلك لإقناعنا بتعاسة أحوالهم. ولم يرسم المراقبون الفرنسيون صورة أكثر إشراقاً من هذه إلا في وقت متأخر من هذا القرن. وقال سان سيمون: "في 1825 كان الناس في نورماندي يعيشون على حشائش الحقول. إن أول ملك في أوربا عظيم لمجرد كونه ملك الشحاذين. وتحويله مملكته إلى مستشفى فسيح الأرجاء يقيم فيه أناس يعانون سكرات الموت، انتزع منهم كل شيء دون أن يبدوا شيئاً من التذمر". وفي 1740 حسب المركيز رينيه لويس دي أرجنسون، أن عدد الفرنسيين الذين ماتوا بسبب الفقر والعوز في العامين الأخيرين أكبر من عدد من قتلوا في حروب لويس الرابع عشر كلها". وقال بسنارد: "كانت ملابس الفقراء من الفلاحين-وكانوا كلهم تقريباً فقراء-تدعو إلى الإشفاق والرثاء، حيث لم يكن لدى الفرد منهم إلا ثوب واحد للصيف والشتاء معاً.... أما الحذاء الوحيد (المرقع الواهي المثبت بالمسامير) الذي اقتناه عند زواجه، فكان لزاماً أن يستخدمه بقية أيام حياته، أو على الأقل طيلة بقاء الحذاء". وقدر فولتير أن مليوني فلاح فرنسي كانوا يستخدمون نعالاً خشبية في الشتاء، وكانوا يسيرون حفاة الأقدام في الصيف، لأن الضرائب الباهظة المفروضة على الجلود جعلت الأحذية ضرباً من الترف أما مسكن الفلاح يبنى من الطين مع سقف من القش، وكان عادة يتكون من غرفة واحدة، منخفضة لا سقف لها في بعض الأجزاء في شمال فرنسا، على أن الأكواخ كانت تبنى أقوى حتى تحتمل البرد والرياح في الشتاء". وكان طعام الفلاح يتألف من الحساء والبيض ومنتجات الألبان وخبز الشعير أو الشوفان. أما اللحم وخبز القمح فكان أكلهما إسرافاً طاوئاً(53). ففي فرنسا، كما هو الحال في أي مكان آخر، كان أولئك الذين يطعمون الأمة لا يملكون من الغذاء إلا أقله." ويضيف( ص25) :" وفي أواسط القرن كانت باريس وروان وليل وليون وبوردو ومرسيليا تعج بالبروليتاريا. وتفوقت ليون بوصفها مركزاً صناعياً لبعض الوقت على باريس. وقد وصفها الشاعر الإنجليزي توماس جراي في 1739 بأنها " ثانية مدن المملكة من حيث الاتساع والمكانة. وشوارعها بالغة الضيق والقذارة، ودورها بالغة الارتفاع والاتساع (تتكون الدار من خمسة طوابق في كل طابق 25 غرفة)، مكتظة بالسكان". وكانت باريس خلية هائجة، يقطنها 800 ألف منهم 100 ألف خادم، و20 ألف متسول، وفيها الأكواخ الكئيبة والقصور الفخمة، والأزقة والحارات المظلمة والشوارع القذرة وراء المتنزهات الأنيقة، وفيها الفن إلى جانب الإملاق والفقر المدقع. وسارت فيها المركبات الكبيرة والمركبات العامة ذات الجواد الواحد والمحفات يصطدم بعضها ببعض مع تبادل السباب والشتائم، واختناق شديد في حركة المرور. وكانت بعض الشوارع قد صفت منذ 1690 وعام 1742 رصف تريساكيه الطرق بأحجار ملساء، ولكن معظم الشوارع كانت قذرة تماماً... وكان للأغنياء وحدهم صنابير ماء في بيوتهم، أما سائر الناس فكان يزودهم بالماء عشرون ألف سقاء يحمل الواحد منهم دلوين بهما أحياناً سبع مجموعات من درجات السلم. أما المراحيض في المنازل والحمامات المزودة بالماء الجاري الساخن والبارد... وكان الفقراء من الناس يعتمدون في شراء حاجياتهم أساساً على الباعة المتجولين الذين حملوا بضاعتهم جاهدين في دلاء أو سلال على ظهورهم، والذين أسهموا في موسيقى الشوارع بصيحاتهم ونداءاتهم التقليدية غير المفهومة التي يدعون بها الناس إلى الشراء، من "البطاطس المطبوخة" إلى الموت للفئران "فقد نازعت الفئران الناس على تيسيرات السكنى في المدينة، وزاحم الرجال النساء والأطفال الفئران في مسابقة الحصول على الطعام. قال رجل فارسي كان في زيارة مونتسكيو": "البيوت مرتفعة إلى حد يظن معه أنه لا يقطنها إلا منجمون. ولك أن تتخيل مدينة بنيت في الهواء، فيها أقيمت ستة أو سبعة منازل الواحد منها فوق الآخر وهي مزدحمة بالسكان، حتى إذا نزلوا جميعاً إلى الشارع، رأيت هناك حشداً رائعاً. لقد بقيت هنا شهراً، لم يقع نظري فيه على شخص واحد يسير بخطى وئيدة. وليس في العالم كله مثل الرجل الفرنسي وهو يجتاز الطريق، إنه يعدو أو يطير(62). أضف إلى ذلك المتسولين والمتشردين والنشالين والمغنين في الشوارع والنافخين في الأرغن والدجالين بائعي الأدوية المزيفة. وجملة القول أنهم شعب تشيع فيه مائة من أخطار البشر، لا يوثق به إطلاقاً، متلهف على الكسب، مسرف في الدنس والتجديف بكل معنى الكلمة. ولكنه إذا أوتي اليسير من الطعام أو النبيذ فهو ألطف شعوب العالم وأكرمها وأكثرها مرحاً وابتهاجاً"
 
عودة
أعلى