نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

من كتابي أقطاب العلمانية ج2
:"إنَّ كثيراً من العلمانيين العرب من مثل المستشار محمد سعيد العشماوي والدكتور سيد القمني وغيرهما كثير سيأتي بالتفصيل بدءاً من الفصل الثالث،الكلام عن افكارهم - إنْ شاء الله - هؤلاء ذهبوا يقلدون هذه المذاهب في إنكار الحقائق والبديهيات، وهو ما دعاني إلى كتابة هذا الكتاب وهذا الفصل بالذات()، يُعد بيان جذور هذه الأكاذيب ونحن إذ نرجع إلى مراحل الصراع - التي أبرزت بعض وحداته! - الكئيب بين الكنيسة والفلسفة، والفلسفات بعضها ضد بعض، وأن هذه الأقوال كانت رد فعل منحرف تجاه انحرافات أخرى مقابلة في الوجود التاريخي لأزمنة هذا الصراع الذي انتهى لتأسيس مذاهب ومناهج نقدية فاسدة، ما فيها من شر وضلال أضعاف ما فيها من علم وخير، فكيف يكمن الوصول إلى الحقائق الكلية والمنهجية الشاملة بهذه النظرة الشائهة للتاريخ ولتطبيقاتها الخبيثة في إنكار وجود الرسل أو تحويل وجودهم من وجود نبوي رسولي إلى كهنوت وثني وعقد نفسية وآمال قبلية واهتبال فرص للظهور والبروز!
 
في كتابي أقطاب العلمانية ج2 صنعت فصلاً عن تخرصات فرويد عن التوحيد والنبي موسى ونقدت فيه كتابه المخصص لذلك توسلاً بالدخول من ذلك النقد لنقد القمني والعشماوي وأحمد عثمان وغيرهم، وقلت في آخر الفصل:"هذا هو فرويد اليهودي الذي عبده العلمانيون العرب الذين زعموا الإبداع وادعوا الموضوعية.
أما الجريمة التي فعلها مجموعة من أقطاب العلمانية في العالم العربي والإسلامي، هي أنهم اتبعوا فرويد حذو القذة بالقذة والشعرة بالشعرة.. ولم يخالفوه في قبائحه إلا ليتبعوا قبائح نظراءه ومساوئ عقولهم الشائهة! وتكملة هذا الفصل ستكون إن شاء الله بعرض هذه النماذج الممسوخة من كبار مثقفيناً!
 
العلمانية الشاملة ، كما يقول المسيري، هي فلسفة تتعامل مع الدنيا وحسب، وتنكر الآخرة، أو تهمشها ولاتهتم بها، وتنفي أية مطلقية للقيم المعرفية والأخلاقية.
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 352.
يضيف:" والفلسفة الإنسانية (هيومانزم) تنزع النزوع نفسه، وإن كانت تجعل الإنسان مركزاً للكون وركيزة نهائية له.. أحكامه مطلقة، وهو المصدر الوحيد للقيمة ، وبديل للإله على الأرض"
" تدعي كلتاهما نقاء مايتمتع به أصحاب الهوية"(ج2 ص 355)
" الإثنية... قوم أو جماعة لها صفات مشتركة... تشعر بأن لها هوية مشتركة تستند إلى تراث تاريخي مشتلاك ومعجم حضاري واحد"(ص354)
وهي عند اليهود ترفض الغيب والإيمان والآخرة.
 
" ومعظم يهود العالم في الوقت الحالي يهود إثنيون، أي أن يهوديتهم لاتنبع من الإيمان بالعقيدة الدينية وإنما من لإثنيتهم اليهودية، "
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 356.
والوحدة على الأساس الإثني فتعني وحدة التاريخ والثقافة أما على الأساس العرقي فوحدة الدم والعرق.
 
" تخلى أعضاء الجماعات اليهودية، بأعداد متزايدة، عن اليهودية الحاخامية، وتبنت أعداد هائلة منهم أشكالاً معلمنة من العقيدة اليهودية ... كما أن أعداداً متزايدة منهم تخلت عن أي شكل من أشكال الايمان الديني وتبنوا الأيديولوجيات العلمانية المختلفة مثل الاشتراكية والماركسية، أو أيديولوجات علمانية ذات ديباجات يهودية ، مثل: اليهودية العلمانية ، واليهودية الإثنية، واليهودية الإلأحادية، والقومية اليديشية، والصهيونية"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 359.
 
" وهذه المجتمعات الغربية... لاتهتم كثيراً بالدين ( أو أية أبعاد معرفية كلية نهائية)،... وهي مجتمعات لم تعد تكترث كثيراً بالشعائر المسيحية ولا بالأعياد المسيحية باستثناء الكريسماس الذي فُرغ من مضمونه الديني وأصبح مناسبة اجتماعية وموسماً للاستبضاع، وبدلاً من العقيدة المسيحية، ظهرت مجموعة من العقائد المختلفة( مثل الوجودية والماركسية والنازية والليبرالية أو حتى الإستهلاكية)
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 364.
 
" يهود العالم الغربي، شأنهم شأن بقية قطاعات المجتمع الغربي ، خضعوا بعد القرن التاسع عشر لعملية ضخمة من العلمنة"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 363.
 
" المجتمع الأمريكي هو أكثر المجتمعات علمانية على وجه الأرض(هنا استعمل المسيري كلمة علمانية مجردة من لفظ الشاملة)، حيث تم فصل الدين والأخلاق وكل القيم عن الدولة وعن رقعة الحياة العامة"
العلمانية الشاملة ج2 ص 367.
 
" من الواضح أن الحضارة الغربية الحديثة قد بهرت الكثيرين من اليهود وحلت محل ثقافتهم اليهودية التقليدية تماماً، وكما قال أحد المعليقين ، فإن يهود العالم الغربي يعرفون موتسارت ومايكل جاكسون ، ولكنهم لم يسمعوا قط بموسى بن ميمون ولايعرفون عن مضمون التلمود شيئاً، وبعضهم يصاب بصدمة عميقة حينما يعرف عن بعض جوانب التلمود المظلمة والسلبية... والواقع أن الإسهامات الثقافية المتميزة ليهود العالم الغربي ، في مجالات الأدب والفنون التشكيلية والعلوم، تُعد من أكبر الشواهد على مدى اندماجهم في هذه الحضارة وتملكهم ناصية مُصطلحها. فهي إسهامات غربية علمانية بالدرجة الأولى"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 369.
 
:" علمنة النخب اليهودية (قيادات اليهود الثقافية) تمت بسرعة فائقة وبشكل كامل وجذري، كما تمت علمنة الجماهير اليهودية بشكل كامل وقاس وفجائي ومخطط من قبل الدول المطلقة المختلفة(الفرنسية(يقصد أيام نابليون على سبيل المثال) أو النمساوية أو الروسية)، واستمرت هذه العملية حتى بعد أن حكمت هذه الدول نظم ليبرالية أو ثورية"
العلمانية الشاملة ج2 ص 377.
 
" أصبح الإنسان اليهودي في الغرب هو الإنسان الحديث بشكل نماذجي متبلور، لا إنتماء له ولاجذور، لايشعر بحرمة أي شئ وبنزع القداسة عن الإنسان والعالم"
العلمانية الشاملة ج2 ص 378.
 
اسبينوزا
يقول المسيري عن اسبينوزا:" فهو أول مثقف يهودي حقق بروزا واضحاً في العصر الحديث، ويعود هذا إلى أنه ربط بين النسقين الحلولين ، الروحي والمادي، وعادل بين الإلهي والطبيعي، ومن ثم فقد علمن الحلولية تماماً وجعلها نصب في الأنساق المادية والعلمية"
العلمانية الشاملة ج2 ص 379.
 
كلام ينطبق على ادوارد سعيد خصوصا وهو الذي كتب بين فيه جهة علمانيته ، ألا وهو كتاب (الأنسنية والنقد الديموقراطي)
:" فالمجتمع العلماني يزداد ترشيداً وتطبيعاً ويتطلب من أعضاءه كافة أن يُعيدوا صياغة ذاتهم حتى تزداد كفاءتهم في الأداء العام، وهو مايعني ضرورة التخلص من كل الخصوصيات والنتوءات، فإنسان عصر الاستنارة والعقل المادي إنسان عالمي لايتمتع بأية خصوصية ، كما أن عملية الدمج ... تتم من خلال نزع الهويات أو إخفائها أو تهميشها حتى يكتسب الجميع هوية علمانية عامة تُزيد كفاءتهم في الأداء في رقعة الحياة العامة"
العلمانية الشاملة ج2 ص380،381.
 
بالنسبة للسؤال عن مفهوم عقيدة الصلب او الفدية عند المسيحيين كلهم فهي من وجه عام تقول بأن آدم عمل خطيئة أمام رب كامل غير محدود وغفرانها لابد ان يكون عن طريق ثمن غير محدود بجسد طاهر غير ملوث بالخطيئة!
طيب
ومع أن العقيدة هذه دخلت في طريق مسدود الا انها قائمة على ضرورة-والتعبير لهم- وضع الرب الغير محدود على صليب في عيد الفصح لانه بجسده الطاهر الذي يقدمه يمكنه ان يغفر للبشر خطاياهم ومن ثم يحصلوا على الحياة الابدية
والسيناريوا الذي قالوا انه تم( ليس عقيدة الصلب عقيدة بسيطة عند النصارى وانما عقيدة مركبة أي تصل لابعد من صلب جسد!)، هو أن الرب (تعالى الله عمايقولون) ليحقق الضرورة، نزل في رحم مريم، أي ولد منها(هنا قامت معارك بين النصارى والمسيحيين الروم لقرون مات فيها ملايين وانهى الأزمة الإسلام بفتح مصر وغيرها، والمعركة الأصلية كانت على من هو المسيح هل هو عند مولده كان من طبيعة بشرية وإلأهية أم طبيعة إلهية فقط!!) ولد منها، ليكبر حتى يكون يوم مقتلته المرتبة قصدا منه ليصلب ويراق دمه من أجل عيون النصارى جميعا!!
والتناقض في العقيدة واضح فالجسد الطاهر لاوجود له في القصة لانه بما ان المسيح مولود من مريم، ومريم أصلا في العقيدة المسيحية منجسة بالخطيئة وجسدها غير طاهر ولاحتى السموات والارض طاهرة في عين الرب كما في كتابهم (إيش دخل السموات والأمر يتعلق بجسد على الأرض لا أدري) فإن الجسد الذي ولد به من مريم هو ايضا نجس فسقطت بذلك فكرة انه لابد ان يتلبس جسدا طاهرا، كما أنه عند نصارى مصر رب من طبيعة واحدة فعلى ذلك الذي صرخ على الصليب ولايعلم لما صُلي وقال: إلهي إلهي لما صلبتني، ليس هو لا المسيح النبي ولا ربهم المزعوم الذي قالوا انه رتب قضية الصلب بنفسه فالرب قتل الرب من أجل الرب كما قالوا!.
لذلك اقول انها أعظم عقيدة عنف في التاريخ البشري ضد الرب.
عندهم ان الرب رضي عن نوح وعن اخنوخ وعن ايليا فلو رضي عنهم فقد سقطت عقيدة الفدية وانه لاخلاص الا بالصلب وقتل ربهم المزعوم على صليب
قال احد الاخوة:
يعني يسمحوا للقساوسه انهم يغفروا للمذنبين الذين يعترفوا بالخطيئه ويسكوا لهم سكوك غفران ......ثم تراهم ينكروا ذلك على رب البشر ( الذي اعترف له ادم بذنبه فغفر له) ثم يقرروا عقيدة الصلب
فقلت:
لكنهم سيردون ويقولون انهم يغفرون للناس بناء على عقيدة الفدية والصلب ولذلك نقول لهم ولماذا قبل عقيدة الصلب غفر للاجيال التي آمنت بالأنبياء أو صرح بانه غفر لبعض الانبياء بالاسم وهنا سيقولون غفر لهم بناء على انه سينزل ويصلب نفسه وهنا نقول لهم وهل كانوا يؤمنون بعقيدة الصلب والفداء والخزعبلات دي هنا سيتوقفوا لكنهم سيستمروا ويقولون نعم اليس في المزامير كلام عن الصلب والمسامير وهنا نقول لهم هل الانبياء قبل المزامير كانوا يعرفون مافي المزامير كما نقول لهم ان الكلام عن المسامير اثبت نقاد الكتاب المقدس انه دخيل على النص وهنا تسقط كل حججهم الفاسدة فضلا عن تصوراتهم الفاسدة عن خالقهم
 
الربوبية في الفكر الغربي(كما مثلا عند فولتير ورفاقه)
قال المسيري:" يمكن القول بأن الدين الطبيعي-أو الربوبية كما كانت تُدعى -هو تعبير عن معدل منخفض من العلمنة، أو تعبير عن علمانية جنينية، فهي تستجيب لحاجة أولئك الذين فقدوا إيمانهم بالدين التقليدي ولكنهم لايزالون قادرين على تقبل عالم اختفى منه الخالق تماماً. أي أنهم بشر جردوا من الدين والقداسة واليقين المعرفي والأخلاقي... والفكر الربوبي لايطالب من يؤمن به بأن يتنكر لدينه، إذ إن المطلوب هو أن يُعيد تأسيس عقيدته لا على الوحي، وإنما على قيم عقلية مجردة منفصلة تماماً عن أي غيب، أي منفصلة عن الأنساق الدينية المألوفة للتفكير. فالربوبية، في واقع الأمر، فلسفة علمانية تستخدم خطاباً دينياً - أو ديباجات دينية- للدفاع عن العقل المادي المحض، وعن الرؤية التجريبية المادية، ومن ثم، فهي وسيلة من وسائل علمنة العقل الإنساني"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 384.
 
الربوبية في الفكر الغربي(كما مثلا عند فولتير ورفاقه)(2)
قال عن هذا الإلحاد(الماسوني لاحقا ك" دعوة ربوبية")
:" الإلحاد جبان ، يخاف من التضمينات والديباجات الفلسفية العدمية للمنظومة الفلسفية المادية الإلحادية، ولذا، فهي تتمسح في الرموز والديباجات الدينية"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 386.
 
" لذا، نجد أن الخطاب العلماني يتبنى ديباجات دينية في المرحلة الأولى(كما هو الحال مع إسبينوزا والعقائد الربوبية)"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 405.
 
االفارق بين الإنسان في الإسلام والإسلام في العلمانية؟
الإنسان في الإسلام كيان من جسد وروح(قبس مخلوق روحي أي له أصول ربانية أو علاقة بعملية الخلق المذكورة في القرآن )إمتزجا في عملية الخلق فكان الإنسان في أحسن تقويم.
وفي العلمانية هو إنسان مادي لاروح له ولاعلاقة له بالخالق ولاأسرار ولاغيب ولاتجاوز للطبيعة الطينية.
يقول المسيري :" بأن ثمة فارقاً كيفياً بين عالم الإنسان المركب ، المحفوف بالأسرار من جهة، وعالم الطبيعة (والأشياء والمادة) من جهة أخرى... الحيز الإنساني مختلف عن الحيز الطبيعي، مستقل عنه. وأ، الإنسان يوجد في الطبيعة ولكنه ليس جزءاً عضوياً منها، لأن فيها من الخصائص مايجعله قادراً على تجاوزها وتجاوز قوانينها الحتمية، وصولاً إلى رحابة الإنسانية وتركيبيتها"
العلمانية الشاملة ج2 ص 443.
وهناك فوارق كثيرة ، وحتى بعد الموت فإن للروح تعلق بموضعها في السماء تعلق عجيب كما قال ابن القيم رحمه الله
 
في العلمانية والعالم العلماني نسى الإنسان أصله الرباني الذي يميزه عن بقية المخلوقات
وآية واحدة في كتاب الله تعيد له الكرامة
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) من سورة الإسراء.
 
" والطبيعة/المادة مصطلح نستخدمه بدلاً من مصطلح الطبيعة... والطبيعة، في تصور الفلسفة المادية ، هي نظام يتحرك بلا هدف أو غاية... لايشير إلى هدف خارجه... والتفكير المادي الذي يرى أسبقية الطبيعة على المادة يستوعبه فيها، ويختزله إلى قوانينها ويخضعه إلى حتمياتها... ويختفي ككيان مركب متجاوز للطبيعة والمادة... منفصلاً نسبياً عنها، له قوانينه الإنسانية الخاصة، أي أن الحيز الإنساني يختفي ويبتلعه الحيز المادي ، وبدلاً من ثنائية الإنساني والطبيعي تظهر الواحدية الطبيعية المادية"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 459.
 
:" وقد فك هتلر " شفرة" الخطاب الفلسفي الغربي الذي يستند إلى فكرة " الطبيعة/المادة " ، وذلك بكفاءة غير عادية حين قال:" يجب أ، نكون مثل الطبيعة، والطبيعة لاتعرف الرحمة أو الشفقة"، وهو في ذلك متبع لكل من داروين ونيتشه ومتبع لواحد من أهم التقاليد الأساسية في الفلسفة الغربية"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 459،460.
 
كررنا من كلام المسيري كلمة " الترشيد المادي" أو " الترشيد"
وقدمنا مرة تفسيراً لكلامه من كلامه، والآن يمكن أن نعرض كلاما آخر له كمزيد من التفسير على التفسير
قال المسيري:" " الترشيد في الإطار المادي" هو إعادة صياغة الواقع المادي والإنساني في إطار نموذج الطبيعة/المادة أو المبدأ الواحد الكامن في المادة ، بالشكل الذي يُحقق التقدم المادي( وحسب) مع استبعاد كل الإعتبارات الدينية والأخلاقية والإنسانية، وكل العناصر الكيفية والمركبة والغامضة والمحفوفة بالأسرار، بشكل تدريجي، حتى يتحول الواقع إلى مادة استعمالية، ويتحول الإنسان إلى كائن وظيفي أُحادي البُعد، ومن ثم يمكن توظيف(حوسلة) كل من الواقع المادي والإنساني بكفاءة عالية... ويؤدي الترشيد المادي إلى ضمور واختفاء الحيز الإنساني والإنكار الكامل للتجاوز، ومن ثم فهو شكل من أشكال العلمنة الشاملة"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 463.
ومعنى الحوسلة:" الحوسلة منحوتة من عبارة " التحويل إلى وسيلة"(ج2 ص 463)
 
الوجود الإنساني الأمثل يعني أن الخالق سبحانه استخلف الإنسان في الأرض، فالإنسان لابد أن يحترم الكون ، وهو ليس مركز الكون، فقد صنع الكون من هو مالكاً الكون، وهو الله عز وجل، والإنسان يتكامل مع الطبيعة، وهناك تقابل وتكامل.
انظر العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 466.
 
لافرق عند المسيري بين الحلولية الروحية والحلولية المادية، فمن أدخل الإله في العالم المادي، جعله مادة أو خاضع لها، فتحت عنوان (وحدة الوجود (الروحية والمادية) يؤكد المسيري أن الحلول والإتحاد معناها أن الإله يصير اسما فقط ، ولكنه عند من يفعل ذلك، " هو الطبيعة/المادة فعلاً.
الأمر لايأخذ الشكل الحلولي القديم الذي راح نصر أبو زيد وغيره يتوسل به، لإرجاع كل شئ إلى الواقع، كما فعل مع ابن عربي(وله كتب عنه بهذا الخصوص) ، ولا أخذ شكل كتابات ماسينيون أو هنري كوربان(ذكرتهما في الأقطاب ج1، في الكلام عن أركون)، وإنما كما يقول المسيري أخذ أبعاده عند إسبينوزا، كما تقدم من كلامه، وأيضا عند هيجل وغير÷، يقول المسيري:" فقد طور هيجل هذه الصياغة فتحدث عن " الروح المطلق" أو " روح التاريخ" فهو يبدو وكأنه يتحدث عن أمور روحية مثالية، ولكنه في واقع الأمر يتحدث عن عناصر مادية محسوسة"
العلمانية الشاملة ج2 ص 468.
وعلي أن أقول هنا إن بعض من رد على المسيري أخطأ في فهم كلام المسيري هنا،(وربما لم يقرأوا له نصوصه فيها أو غفلوا عنها أو أعرضوا أو لم يقبلوه تأويلا. ولذلك نكرر كلماته المقصودة ، ومنها:" ورغم الاختلاف الظاهر بين وحدة الوجود الروحية ووحدة الوجود المادية فإن بنيتهما واحدة، إذ تتسمان بالواحدية وبمحو الثنائيات والمقدرة على التجاوز. ونحن نذهب إلى أن وحدة الوجود المادية هي ذاتها العلمانية الشاملة"العلمانية الشاملة ج2 ص 468.
 
علي عزت بيجوفتش
:" فلو كانت المادة وحدها هي الموجودة ، فإن الفلسفة التي تترتب على ذلك هي الفلسفة المادية، وعلى عكس ذلك إذا وُجدت الروح ، فالإنسان بالتالي يكون موجوداً أيضاً. وحياة الإنسان تصبح بلا معنى بغير نوع من الدين والأخلاق. والإسلام هو الإسم الذي يُطلق على الوحدة بين الروح والمادة، وهو الصيغة الأسمى للإنسان نفسه"
علي عزن بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص27.
 
تكلم علي عزت بيجوفيتش على الطوباويات الماركسية في الصين وكوريا الشمالية وفيتنام وأنها من الناحية العملية استعارت من منظومات نقيضة، فهي غير ثابتة من الناحية العملية، فلم تصغ معايير تعكس العلاقات الجديدة في القاعدة الاقتصادية ، وإنما راحت تأخذ من المعايير الأخلاقية التقليدية السائدة :" وبخاصة اثنين منها، وهما: التواضع واحترام كبار السن. وهكذا، وجدنا الماركسية المتطرفة تستعير المبدأين السائدين نفسيهما في الديانة القائمة، ويعترف مؤلفو النظام بهذه الحقيقة رغماً عنهم، ولكن تبقى الحقائق كما هي، بصرف النظر عم اعترافنا بها. في بعض الدول الاشتراكية يُكافأ على إتقان العمل بحوافز معنوية غير الحوافر المادية، مع أن الحوافز المعنوية لايمكن تفسيرها في إطار الفلسفة المادية، والأمر نفسه ينطبق على دعوات: الإنسانية والعدالة والمساواة والحرية وحقوق الإنسان... وهلم جرا، فهذه الدعوات جميعا مصدرها الدين"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص32.
ويقصد بمصدرها الدين أنها من طبيعة تعمل حساب الكيان البشري بإعتباره قادر على التجاوز لوجود الروح البشري، وهذا التجاوز أو الروح، أو الأصل الرباني للإنسان، كما قال المسيري(قبس الروح) لاتعترف به الماركسية المادية لأنه خارج عن نطاق المادة، وكل خارج عن نطاق المادية هو خارج عن النظرية وإن حاولوا حشره فيها، فالأصل في الماركسية هو أن المادة هي الأصل ، والتفسير الإقتصادي هو الوحيد الذي يمكنه أن يفسر الحياة والإنسان والمادة.
 
:" إن الحرية والإشتراكية لايلتقيان ، رغم كل محاولات الإقناع بذلك"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص33.
 
:" إن تعريف الإسلام بأنه مركب يؤلف بين الدين والمادة، وأنه يقف موقفاً وسطاً بين المسيحية والإشتراكية، هو تعريف تقريبي يمكن قبوله تحت شروط معينة. إنه تعريف صحيح بوجه ما، ولكن من بعض الوجوه وليس جميعها. فالإسلام ليس وسطاً حسابياً بسيطاً ولا قاسماً مستركاً بين تعاليم هاتين العقيدتين"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص34.
 
القرآن ليس كتاباً أدبياً وإنما هو حياة
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص34.
 
القرآن قد برهن في حياة محمد صلى الله عليه وسلم -يقول بيجوفتش- :" على أ،ه وحدة طبيعية : من الحب والقوة، المتسامي والواقعي، الروحي والبشري. هذا المركب المتفجر حيوية من الدين والسياسة يبث قوة هائلة في حياة الشعوب التي احتضنت الإسلام. في لحظة واحدة يتطابق الإسلام مع جوهر الحياة"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص34.
 
الإسلام لايمكن حبسه في الزهد أو في العقل ، وهو لايتعارض مع العلم ولا مع النفس البشرية أو السمو الروحي ، فهو كشأن الإنسان له روح وجسد، فالإسلام كما يقول عزت بيجوفيتش:" لايمكن حبسه في تصنيف أحد الفريقين دون الآخر"(يقصد طريق الزهد وطريق العقل)
فالصوفية تحجم الإسلام " في صيغة دينية خالصة"، والعقلانيون أهملوا الجانب الروحي أوالديني في الإسلام.
انظرعلي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ، ص35.
 
:" إن الإسلام لم يكن مجرد أمة إنما هو على الأرجح دعوة إلى أمة " تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر" أي تؤدي رسالة أخلاقية. وإذا نحن أغفلنا المكون السياسي للإسلام وقصرناه على النزعة التصوفية الدينية ، فإننا بذلك نكرس صامتين التبعية والعبودية"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص36.
 
:" من أجل مستقبل الإنسان ونشاطه العملي، يُعنى الإسلام بالدعوة إلى خلق إنسان متسق مع روحه وبدنه، ومجتمع تحافظ قوانينه ومؤسساته الإجتماعية والإقتصادية على هذا الإتساق ولاتنتهكه"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص36.
 
:" إن الإسلام هو - وينبغي أن يظل كذلك- البحث الدائم عبر التاريخ عن حالة التوازن الجواني والبرانيز هذا هو هدف الإسلام اليوم، وهو واجبه التاريخي المقدر له في المستقبل"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص36.
 
:" يبرز أمامنا عالمان منقسمان، حتى النخاع ، سياسياً وعقائدياً ووجدانياً. إننا نشاهد بأعيننا تجربة تاريخية رهيبة عن ازدواجية عالم الإنسان"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص36.
 
:" إن عملية الاستقلال السياسي والعقائدي للدول المسلمة سوف تستمر، ولن يكون الانفكاك سياسياً فحسب، وإنما ستتبعه مطالب حاسمة للتخلص من النماذج والتأثيرات الأجنبية، سواء شرقية أو غربية. ذلك هو الوضع الطبيعي للإسلام في عالم اليوم"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص37.
 
:" كان على الإسلام الذي يحتل موقعاً وسطاً بين الشرق والغرب أن يصبح على وعي برسالته الخاصة، والآن، وقد أصبح من البين أكثر وأكثر أن هذه الأيديولوجيات المتضاربة بأشكالها المتطرفة -لايمكن فرضها على الجنس البشري، وأ،ها يجب أن تتجه إلى مركب جديد وموقف وسطي جديد-نود أن نبرهن أ، الإسلام يتسق مع هذا الأسلوب الطبيعي من التفكير، وأنه التعبير الأكثر تناغماً معه. وكما كان الإسلام في الماضي" الوسيط" الذي عبرت من خلاله الحضارات القديمة إلى الغرب، فإن عليه اليوم مرة أخرى- ونحن في عصر المعضلات الكبرى والخيارات- أن يتحمل دوره " كأمة وسط" في عالم منقسم . ذلك هو معنى الطريق الثالث، طريق الإسلام"
علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص37.
 
[FONT=&quot]يقدم المؤلف ملاحظة ملفتة عن إلهام كتابه ومضمونه وغرضه بالقول بأنه ليس كتاب لاهوت ، وإنما هو كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه ، بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكر العالمي، :" إنه ليس نظرة للإسلام من الداخل، وإنما على الأرجح-يقول علي عزت بيجوفيتش- نظرة من الخارج، بهذا المعنى، فإن موضوع الكتاب ليس في أساسه عن الإسلام كمعلم ، وإنما عن الإسلام كنظرة إلى العالم"[/FONT]
[FONT=&quot]علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص39.[/FONT]
 
[FONT=&quot]يشتمل الكتاب على قسمين رئيسيين، يحمل القسم الأول عنوان: المقدمات ، ويتناول موضوع الدين بصفة عامة، أما القسم الثاني من الكتاب فإنه مخصص للإسلام ، أو بدقة أكثر لواحدة من خصائص الإسلام ، وأعني بها-يقول بيجوفيتش-" الثنائية"[/FONT]
[FONT=&quot]علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص39.[/FONT]
 
[FONT=&quot]يناقش بيجوفيتس في المقدمات، أي في القسم الأول من كتابه (الإسلام بين الشرق والغرب)، ، الإلحاد والمادية، كما أنه في الفصول الستة التالية يناقش موقف كل من الدين والإلحاد من قضية أصل الإنسان والقضايا الأخرى المتعلقة بها، أعني قضية التطور وخلق الإنسان.[/FONT]
[FONT=&quot]علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص39.[/FONT]
[FONT=&quot]ولاشك أن علي عزت بيجوفيتش إهتم بكتابه هذا ، وأولا، وقبل أن يدخل في عرض ثناية الإسلام[/FONT][FONT=&quot] أو الثنائيات في الإسلام، تلك التي تنفي مفهوم المادة في الداروينية والإلحاد، والمذاهب العلمانية الحديثة معا، بأهم قضية تفرعت عنها أو تُوسل بها، في غالبية ، الفلسفات الإنسانية والإجتماعية العلمانية ، والإختزالية معا.
فالرجل يعرف هدفه من بداية الكتاب، كما يعرف طريقه لهدم الفكرة المادية الغربية العلمانية، وبعدها بدأ عرض مفهوم الإسلام الأصلي فالهدم أولاً ثم البناء كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد قدمت نصف في مقدمة كتابي الخداع والتنصير.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لم ينتظر بيجوفيتش إلى نهاية الكتاب حتى يخبرنا عن نتاج النظرية التطورية في المادية العلمانية، ولكنه راح منذ البدء (تحت عنوان: ملاحظات المؤلف)، يخبرنا عن نهاية نهايات العلمانية، والتطور من خلالها، :"إن التطور بطبيعته، وبصرف النظر عن درجته في التعقيد أو الحقبة الزمنية التي قضاها، لم يستطع أن ينتج إنساناً وإنما حيواناً مثالي، أو أنه جُعل كذلك لكي يصبح عضواً في المجتمع"[/FONT]
[FONT=&quot]علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص40.[/FONT]
 
[FONT=&quot]إن أول معول وجهه علي عزت بيجوفيتش في كتابه للواقعية العلمانية، أو الواقع العلماني، أو الواقعة العلمانية، كان موجها للإشتراكية ، التي أفسدت حركة الإنسان، وقيدتها، ومنعتها من الحرية الحقيقية، وأن يعيش كإنسان، ثنائي التركيب، وأن يحلق بجناحيه أو يطير بهما في عالم الإنسان، والمادة، يقول علي عزت [/FONT]
[FONT=&quot]:" إن الإشتراكية باعتبارها نتيجة عملية واجتماعية للمادية لاتتعامل مع إنسان، بل على الأرجح مع تنظيم حياة الحيوان الإجتماعي"[/FONT]
[FONT=&quot]علي عزت بيجوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ، ألمانيا، طباعة دار النشر للجامعات-مصر، الطبعة الثانية 1997م ،ص40.[/FONT]
[FONT=&quot]وأتذكر الآن أني كنت قد كتبت في أقطاب العلمانية ج2 ، أن ماركس كان له علاقة حميمية بدارون وفلسفته ، (مات دارون في 1882م، ومات ماركس في 1883م)كما أنه قدم لدارون إهداء في مقدمة كتابه ، بالإنجليزية، (أصل الأنواع)، وقد ظل ماركس متحمساً لكتاب أصل الأنواع ولنظرية التطور لدرجة أنه كتب إلى «إنجلز» يقول «على الرغم من أن هذا الكتاب يعالج نظرية التطور بأسلوب إنجليزي فج فإنه يحتوي على أسس التاريخ الطبيعي لنظريتنا»( من مقالة ((صراع الحضارات صناعة يهودية)) في أسبوعيات جريدة الأهرام الجمعة 5 أبريل 2002 عدد 42123، للأستاذ الدكتور كمال شرقاوي غزالي أستاذ ورئيس قسم العلوم البيولوجية والجيولوجية جامعة الإسكندرية/مصر. ) كما أن الماركسية قامت على جوهر الداروينية كنظرة مادية للحياة، كما أن فرويد عاصر دارون .[/FONT]
[FONT=&quot]وكتبت في الأقطاب ج٢ ' عام 2003م،:" لقد عاصر «سيجموند فرويد» (1856 - 1939) دارون (1809 - 1882 م) وأعجب بنظرته إلى الإنسان!()، واستفاد من تصوره الشائه عن أصله!) كما استفاد من الإرث الفلسفي السابق عليه والمعاصر له () ولاشك أنه استفاد من الهيجلين الشبان خصوصاً «فيورباخ»( ) واشتراوس بل واستفاد من فلسفة نيتشه() أيضاً لقد قال فرويد متغطرساً عن نظريته : إن جل ما وجه إلي نظرية التحليل النفسي من اعتراضات «مرجعه إلى أن موضوع النظرية يجرح مشاعر إنسانية قوية، وقد لاقت نظرية دارون عين المصير، لأنها قوضت الحاجز الذي وضع بغطرسة بين البشر والحيوان (!).. إن النظرة التحليلية النفسية... كانت ضربة قاسية للحب الإنساني للذات»( انظر النص في مقدمة الدكتور سامي محمود علي لكتاب فرويد ((مقالات في نظرية الجنسية ص12)[/FONT]
[FONT=&quot]إن غرض «فرويد» الحقيقي هو تمريغ الإنسان في «الوحل» إنه يريد أن يردم الهوة بين الإنسان والحيوان كما فعل دارون، يقول فرويد «لكن الهوة التي خلقها الإنسان فيما بعد بين نفسه وبين الحيوان لم توجد بالنسبة للإنسان البدائي»( النبي موسى)) لفرويد ص104)() فنظريته - بحسب كلامه هو - تقوم على «تقليل اتساع هوة الكبرياء (!) التي قامت في الأزمات السابقة بين الإنسان والحيوان (!) فإذا كانت ما يسمى بغرائز الحيوانات - التي تتيح لها منذ البدايات الأولى أن تسلك في ظروفها المعيشية الجديدة (!) كما لو كانت غرائز قديمة قد ثبتت منذ أمد طويل - إذا كانت هذه الحياة الغريزية للحيوانات تسهم إطلاقاً بأي تفسير فلا يمكن يكون هذا التفسير سوى : أنها تحمل في وجودها الجديد تجربة النوع التي تنتمي إليه، أي أنها استبقت في عقولها ذكريات لما عاناه أسلافها (!) ولا يمكن أن تكون الأمور في الحيوان الإنساني مختلفة في جوهرها عن ذلك، فميراثه القديم، مع أنه مختلف في المدى والصفات، يشبه غرائز الحيوانات»( المرجع السابق ص 122.) [/FONT]
[FONT=&quot]فبيجوفتش كان يعلم الطريق إلى هدم الفكرة المادية ، عن طريق أصولها، ورؤوسها الأولين أو الحلقة الوسط والأكبر في دعم النظرية المعرفية بنظرياتها الكبرى التي هيمنت وألهمت![/FONT]
[FONT=&quot]وكما قال جوليان هكسلي - وهو من علماء الداروينية الحديثة ف«بعد نظرية دارون لم يعد الإنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً»(من كتابه الإنسان في العلم الحديث انظر كتاب التطور والثبات لمحمد قطب ص 38).[/FONT]
[FONT=&quot])من هامش كتابي اقطاب العلمانية ج2:يقول فرويد ((غير أن نظريات دارون التي شاع بها في ذلك الحين اجتذبني إليها اجتذاباً قوياً لما كانت تبشر به من تقدم فائق في فهم الكون)) من كتابه حيلتي والتحليل النفسي ص13- 20 وفي ص102 منه قال بأنه خطر له من عناصر فكر دارون عن الأب القبيلة الطاغي باقي نظريته في مثل الأب وظهور الديانة والقيود الأخلاقية.[/FONT]
 
[FONT=&quot]ماهي العلمانية؟[/FONT]
[FONT=&quot]إنها التي فككت الإنسان وأخرجت روحه من كيانه، ومن التاريخ، ومن الدين والدنيا.. ولم تستطع أن تقوم بإعادة تركيبه كإنسان.[/FONT]
[FONT=&quot]وصار الإنسان حيواناً[/FONT]
 
[FONT=&quot]ماهي العلمانية؟[/FONT]
[FONT=&quot]إنها النماذج المادية الإختزالية[/FONT]
[FONT=&quot]والنماذج هي تلك الفلسفات أو الفرضيات أو النظريات المسبقة في عالم الفكر العلماني في مجالاته كافة.[/FONT]
 
[FONT=&quot]إن عملية تفكيك الإنسان لعنصر مادي واحد كانت قد بدأت حتى في المراحل الأولى للعلمانية والعلمنة، على الرغم من أن للإنسان وجودا في البداية ، فكان "يتمتع -كما يقول المسيري- بقدر من التماسك"... إلى أن توغلت العلمانية وعطلت حق الروح.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم تحول الإنسان :" من كونه إنساناً إنسانياً إلى أن يكون إنساناً طبيعيا، الأمر الذي يعني ضمور الحيز الإنساني وتهميشه" فيختفي الإنسان المركب في نهاية المطاف.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم تزداد درجات التحول في عالم الإنسان وعالم الفكر العلماني المادي تجاهه ويكون المبدأ الواحد للماد[/FONT][FONT=&quot]ية الصلبة هو الحقيقة التي يدعونها ويتم الإذعان الكامل لقوانين الطبيعة أو لفرضيات زعموها عنها!
:" أي أن الإنسان يتم تفكيكه إلأى عناصره الأولية(يقصد كما يزعمون أي المادة)، فيصبح إنساناً اقتصادياً أو جسمانياً، ويتلاشى الحيز الإنساني تماملً، إذ يبتلع الحيز الطبيعي كل الكائنات(يقصد في الفكر العلماني الأخير، وفي عملية العلمنة نفسها ) بما في ذلك الإنسان نفسه"
بل إن الحيز الطبيعي نفسه يختفي فتصير كل الأشياء متساوية: المقدس والمدنس والمطلق والنسبي.. وهي مرحلة العلمانية السائلة.
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 469.[/FONT]
 
[FONT=&quot]في العلمانية الأخيرة تم نزع القداسة عن الإنسان وعن الطبيعة فلاشئ مقدس ألبتة![/FONT]
[FONT=&quot]فكل الأمور كما يقول المسيري صارت:" مادية نسبية متساوية لاقداسة لها...والعلمانية الشاملة بطبيعة الحال لاتؤمن بمطلقات أو كليات، ولعل المنظومة الداروينية الصراعية هي أكثر المنظومات اقتراباً من نموذج العلمانية الشاملة"[/FONT]
[FONT=&quot]العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص472.[/FONT]
[FONT=&quot]لذلك تجد كتب تسمى المقدس والمدنس.. وتجد العلمانيين العرب يلوكونها كأنهم يمضغون القات اليمني![/FONT]
 
[FONT=&quot]تنكر العلمانية الأخيرة الحقيقة أي أي مطلق، مع أنها تعتمد على المطلق المادي الذي اتخذته ركيزة لها.. ومنهجية ونموذج.. وإن إختلفت داخل النموذج مناهج الظواهر الإختزالية أو المُختزلة (أي أنهم يختزلون حتى الظاهرة اليتيمة التي يدعون أنها هي الظاهرة الوحيدة)[/FONT]
[FONT=&quot]يقول المسيري:" وهذا المطلق يمكن أن يتخذ عدة أسماء ويتبدى من خلال عدة أشكال (اليد الخفية وآليات السوق عند آدم ثميث-وسائل الإنتاج عند ماركس- الجنس عند فرويد-الروح المطلقة عند هيجل- قانون البقاء عند دارون- إرادة القوة عند نيتشه- الت[/FONT][FONT=&quot]قدم اللانهائي في الحضارة العلمانية-عبء الرجل الأبيض في التشكل الاستعماري الغربي-روح التاريخ عند الهيجليين). وكل هذه المفاهيم لاتعدو أن تكون تنوبعاً سطحياً على مفهوم الطبيعة/المادة"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 473.
كان الإنسان هو المطلق في بداية العلمانية أو بداياتها ثم انتقل مركز المطلقية ، وبالتدريج، كما يقول المسيري بحق، إلى عالم الأشياء( الطبيعة/المادة-الدولة-السلعة-وسائل الإنتاج ...ومن ثم أصبحت كل الأمور، في نهاية الأمر وفي التحليل الأخير، طبيعة/مادية لاقداسة لها؟"نفس الصفحة.[/FONT]
 
ماهي الأشياء- تحديداً- التي ألغتها العلمانية في نظرتها للإنسان؟​

(قدرة الإنسان على التجاوز) ، تجاوز الطبيعة/المادة (في الدين والسلوك والمجتمع والحياة ومناحيها)، قامت العلمانية بذلك حجباً أو مسخاً أو إزاحة أو إلغاءاًأو استئصالاً معنوياً ل العنصر غير المادي في الإنسان، وهو لبه وعقله ونفسه وكيانه الممتزج والواحد مع الجسد، والعنصر الرباني(الذي خلقه الرب كما خلق الجسد العظيم) لايمكن أن يرد إلى مفهوم المادة المغلقة وهو " القبس الرباني" الذي يمنح الإنسان تركيبيته، كما يقول المسيري، والعنصر الرباني(القبس) هو الذي :" يُولد في الإنسان العقل الذي يدرك من خلاله أنه ليس إلها، وأنه ليس الكل، وأنه مكلف بحمل الأمانة، وأن عليه أعباء أخلاقية وإنسانية تكل حدودا وإطاراً له (المكتوب: تكل، وربما يقصد المسيري تكن)، ، ولكن هذه الحدود هي نفسها التي تميزه ، فهي ...تميزه عن هذه الكائنات بعقله ووعيه والمسؤولية المنوطة به. فكأن الحدود هي حيزه الإنساني الذي يمكن له أن يحقق فيه إمكانياته أو يجهضها. وهو الحيز الذي يتحول فيه الإنسان إلى كائن اجتماعي قادر على أن يرجئ رغباته، ويُعلي غرائزه، ولايطلق لشهواته العنان حتى يمكنه أن يعيش مع الآخرين ويتواصل معهم، وأن ينتج أشكالاً حضارية إنسانية تتجاوز عالم الطبيعة/المادية وعالم المثيرات والإستجابات العصبية والجسدية المباشرة"​

العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري ج2 ص 475،476.​
 
#يوسف_النبي_وابن_تيمية
"وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا، وإباحة المحرم لحاجة في الدنيا، كسقوط الصيام لأجل السفر، وسقوط محظورات الإحرام وأركان الصلاة لأجل المرض فهذا باب آخر يدخل في سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع
مجموع الفتاوى ج20
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
:" من الأمور ذات الدلالة أن تأتي الفلسفة التشاؤمية من المناطق الغنية المتقدمة، وإليك هذه السلسلة من المتشائمين(إبسن-هيدجر- ميلر- بنتر- بكت- أونيل-بيرجمان، كامو، أنطوني... وغيرهم).
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 126.
ويقصد المناطق العلمانية الغنية.
 
عودة
أعلى