نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

#علي_عزت_بيجوفيتش
" الرفاهية هي الصورة البرانية، والعبثية هي الصورة الجُوانية للحياة"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 127.
يقصد الرفاهية في الدول العلمانية الغنية
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
:" ومازال المسرح يمزق هالة الكمال الزائف التي وضعها العلم على وجه الحضارة. يتدخل العلم عُنوة ببياناته عن وفرة السلع، ومعدلات الإنتاج بالجملة، وعن الطاقة ، وعن القوة البشرية، بينما تشير الفنون إلى الضياع الإنساني، والبؤس الفكري والأخلاقي، والعنف، والوحشية والخوار النفسي في قلب الثراء والقوة للعالم المتقدم، يكتشف المسرح إنساناً بائساً عنيفاً تطوقه النفس اللوامة"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 128.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" العالم لايسير في طريق الإنسانية، وإنما في طريق إغتراب الإنسان واستلاب انسانيته"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 128.
يقصد العالم المادي العلماني.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" إنه الصراع بين الآلي والعضوي، بين المبادئ الصناعية والمبادئ الطبيعية في حياة الإنسان"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 125.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" فالمادية تؤكد دائماً على ماهو مشترك بين الحيوان والإنسان، بينما يؤكد الدين على مايفرق بينهما"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 80.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" إن السمو الإنساني لم يكن من المستطاع اكتشافه بواسطة علم الأحياء أو علم النفس، ولا بأي علم آخر، فالسمو الإنساني مسألة روحية"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 86.
#علي_عزت_بيجوفيتش
" إن السمو الإنساني لم يكن من المستطاع اكتشافه بواسطة علم الأحياء أو علم النفس، ولا بأي علم آخر، فالسمو الإنساني مسألة روحية"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 86.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" كان محققو محاكم التفتيش في الماضي يزعمون أنهم يحرقون الجسد لكي ينقذوا الروح، أما المحققون المعاصرون فإنهم يفعلون العكس " يحرقون الروح بدلاً من الجسد"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 88.
يقصد بمحاكم التفتيس: محاكم التفتيش المسيحية الغربية.
ويقصد بالمحققون المعاصرون: العلمانيون.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" إن القول بمذهب إنساني ملحد ضرب من التناقض، لأنه إذا انتفى وجود الله انتفى بالتالي وجود الإنسان"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 89.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
العبثية وفلسفة العدم هما ثمرة أكثر بلاد العالم ثراءا وتقدما"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص129.
ذلك أنها دول علمانية تقدمت بدون الروح البشري والإيمان.
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
" ويتساءل " أندريه مالرو" عن مصير آمال وتطلعات القرن التاسع عشر ويُجيب:" إنها أوروبا التي دُمرت ولطختها الدماء ، هي التي دمرت الإنسان ولطخته بالدماء وهي تظن أنها تخلقه"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص129.
 
#يوسف_النبي_وابن_تيمية
النص التالي ملوش دعوة بموضوع النبي يوسف
له صلة بموضع الدين والدولة!
عموما النص طويل وليس مهم للجميع
:"‏[‏قاعدة جامعة‏]‏ كل واحد من الدين الجامع بين الواجبات وسائر العبادات ومن التحريمات كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 29‏]‏ وكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 35‏]‏ وكما أخبر عما ذمه من حال المشركين في دينهم وتحريمهم حيث قال‏:‏ ‏{‏وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 136‏]‏ إلى آخر الكلام فإنه ذكر فيه ما كانوا عليه من العبادات الباطلة من أنواع الشرك ومن الإباحة الباطلة في قتل الأولاد ومن التحريمات الباطلة من السائبة والبحيرة والوصيلة والحام ونحو ذلك‏.‏ فذم المشركين في عباداتهم وتحريماتهم وإباحتهم‏.‏ وذم النصارى فيما تركوه من دين الحق والتحريم كما ذمهم على الدين الباطل في قوله‏:‏ ‏{‏اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 31‏]‏ وأصناف ذلك‏.‏ فكل واحد من العبادات وسائر المأمور به من الواجبات والمستحبات‏.‏ ومن المكروهات المنهي عنها نهي حظر أو نهي تنزيه ينقسم إلى ثلاثة أقسام‏:‏ عقلي وملي وشرعي‏.‏ والمراد بالعقلي ما اتفق عليه أهل العقل من بني آدم سواء كان لهم صلة كتاب أو لم يكن‏.‏ والمراد بالملي‏:‏ ما اتفق عليه أهل الملل والكتب المنزلة ومن اتبعهم والمراد بالشرعي ما اختص به أهل الشريعة القرآنية وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأخص من ذلك ما اختص به أهل مذهب أو أهل طريقة من الفقهاء والصوفية ونحو ذلك‏.‏ لكن هذا التخصيص والامتياز لا توجبه شريعة الرسول مطلقا وإنما قد توجبه ما قد توجب بتخصيص بعض العلماء والعباد والأمراء في استفتاء أو طاعة كما يجب على أهل كل غزاة طاعة أميرهم وأهل كل قرية استفتاء عالمهم الذي لا يجدون غيره ونحو ذلك وما من أهل شريعة غير المسلمين إلا وفي شرعهم هذه الأقسام الثلاثة فإن مأموراتهم ومنهياتهم تنقسم إلى ما يتفق عليه العقلاء وما يتفق عليه الأنبياء‏.‏ وأما السياسات الملكية التي لا تتمسك بملة وكتاب‏:‏ فلا بد فيها من القسم الأول والثالث فإن القدر المشترك بين الآدميين لا بد من الأمر به في كل سياسة وإمامة‏.‏ وكذلك لا بد لكل ملك من خصيصة يتميز بها ولو لم تكن إلا رعاية من يواليه ودفع من يعاديه فلا بد لهم من الأمر بما يحفظ الولي ويدفع العدو كما في مملكة جنكيزخان ملك الترك ونحوه من الملوك‏.‏ ثم قد يكون لهم ملة صحيحة توحيدية وقد يكون لهم ملة كفرية وقد لا يكون لهم ملة بحال‏.‏ ثم قد يكون دينهم مما يوجبونه وقد يكون مما يستحبونه‏.‏ ووجه القسمة أن جميع بني آدم العقلاء لا بد لهم من أمور يؤمرون بها وأمور ينهون عنها فإن مصلحتهم لا تتم بدون ذلك ولا يمكن أن يعيشوا في الدنيا بل ولا يعيش الواحد منهم لو انفرد بدون أمور يفعلونها تجلب لهم المنفعة وأمور ينفونها تدفع عنهم المضرة، بل سائر الحيوان لا بد فيه من قوتي الاجتلاب والاجتناب ومبدؤهما الشهوة والنفرة والحب والبغض فالقسم المطلوب هو المأمور به والقسم المرهوب هو المنهي عنه‏.‏ فإما أن تكون تلك الأمور متفقا عليها بين العقلاء - بحيث لا يلتفت إلى الشواذ منهم الذين خرجوا عند الجمهور عن العقل - وإما أن لا تكون كذلك وما ليس كذلك فإما أن يكون متفقا عليه بين الأنبياء والمرسلين‏.‏ وإما أن يختص به أهل شريعة الإسلام‏.‏ فالقسم الأول‏:‏ الطاعات العقلية - وليس الغرض بتسميتها عقلية إثبات كون العقل يحسن ويقبح على الوجه المتنازع فيه، بل الغرض ما اتفق عليه المسلمون وغيرهم من التحسين والتقبيح العقلي الذي هو جلب المنافع ودفع المضار وإنما الغرض اتفاق العقلاء على مدحها - مثل الصدق والعدل وأداء الأمانة والإحسان إلى الناس بالمال والمنافع ومثل العلم والعبادة المطلقة والورع المطلق والزهد المطلق مثل جنس التأله والعبادة والتسبيح والخشوع والنسك المطبق بحيث لا يمنع القدر المشترك أن يكون لأي معبود كان وبأي عبادة كانت فإن هذا الجنس متفق عليه بين الآدميين ما منهم إلا من يمدح جنس التأله مع كون بعضه فيه ما يكون صالحا حقا وبعضه فيه ما يكون فاسدا باطلا‏.‏ وكذلك الورع المشترك مثل الكف عن قتل النفس مطلقا وعن الزنا مطلقا وعن ظلم الخلق‏.‏ وكذلك الزهد المشترك مثل الإمساك عن فضول الطعام واللباس وهذا القسم إنما عبر أهل العقل باعتقاد حسنه ووجوبه، لأن مصلحة دنياهم لا تتم إلا به وكذلك مصلحة دينهم سواء كان دينا صالحا أو فاسدا‏.‏ ثم هذه الطاعات والعبادات العقلية قسمان‏:‏ أحدهما‏:‏ ما هو نوع واحد لا يختلف أصلا كالعلم والصدق وهما تابعان للحق الموجود ومنها ما هو جنس تختلف أنواعه كالعدل وأداء الأمانة والصلاة والصيام والنسك والزهد والورع ونحو ذلك فإنه قد يكون العدل في ملة وسياسة خلاف العدل عند آخرين كقسمة المواريث مثلا وهذه الأمور تابعة للحق المقصود‏.‏ لكن قد يقال‏:‏ الناس وإن اتفقوا على أن العلم يجب أن يكون مطابقا للمعلوم وأن الخبر مطابق للمخبر، لكن هم مختلفون في المطابقة اختلافا كثيرا جدا فإن منهم من يعد مطابقا علما وصدقا ما يعده الآخر مخالفا‏:‏ جهلا وكذبا، لا سيما في الأمور الإلهية فكذلك العدل هم متفقون على أنه يجب فيه التسوية بين المتماثلين، لكن يختلفون في الاستواء والموافقة والتماثل فكل واحد من العلم والصدق والعدل لا بد فيه من موافقة ومماثلة واعتبار ومقايسة‏.‏ لكن يختلفون في ذلك فيقال‏:‏ هذا صحيح، لكن الموافقة العلمية والصدقية هي بحسب وجود الشيء في نفسه وهو الحق الموجود فلا يقف على أمر وإرادة وأما الموافقة العدلية فبحسب ما يجب قصده وفعله وهذا يقف على القصد والأمر الذي قد يتنوع بحسب الأحوال‏.‏ ولهذا لم تختلف الشرائع في جنس العلم والصدق كما اختلفت في جنس العدل وأما جنس العبادات كالصلاة والصيام والنسك والورع عن السيئات وما يتبع ذلك من زهد ونحو ذلك فهذا مختلف اختلافا كثيرا، وإن كان يجمع جنس الصلاة التأله بالقلب والتعبد للمعبود ويجمع جنس الصوم الإمساك عن الشهوات من الطعام والشراب والنكاح على اختلاف أنواع ذلك وكذلك أنواع النسك بحسب الأمكنة التي تقصد وما يفعل فيها وفي طريقها، لكن تجتمع هذه الأنواع في جنس العبادة وهو تأله القلب بالمحبة والتعظيم وجنس الزهادة وهو الإعراض عن الشهوات البدنية وزينة الحياة الدنيا وهما جنس نوعي الصلاة والصيام‏.‏ القسم الثاني‏:‏ الطاعات الملية من العبادات وسائر المأمور به والتحريمات مثل عبادة الله وحده لا شريك له بالإخلاص والتوكل والدعاء والخوف والرجاء وما يقترن بذلك من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت‏.‏ وتحريم الشرك به وعبادة ما سواه وتحريم الإيمان بالجبت وهو السحر والطاغوت وهو الأوثان ونحو ذلك‏.‏ وهذا القسم‏:‏ هو الذي حضت عليه الرسل ووكدت أمره وهو أكبر المقاصد بالدعوة فإن القسم الأول‏:‏ يظهر أمره ومنفعته بظاهر العقل وكأنه في الأعمال مثل العلوم البديهية‏.‏ والقسم الثالث‏:‏ تكملة وتتميم لهذا القسم الثاني‏.‏ فإن الأول كالمقدمات والثالث كالمعقبات وأما الثاني‏:‏ فهو المقصود بخلق الناس كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 56‏]‏ وذلك لأن التعبد المطلق والتأله المطلق يدخل فيه الإشراك بجميع أنواعه كما عليه المشركون من سائر الأمم وكان التأله المطلق هو دين الصابئة ودين التتار ونحوهم مثل الترك فإنهم كانوا يعبدون الله وحده تارة ويبنون له هيكلا يسمونه هيكل العلة الأولى ويعبدون ما سواه تارة من الكواكب السبعة والثوابت وغيرها بخلاف المشركة المحضة فإنهم لا يعبدون الله وحده قط فلا يعبدونه إلا بالإشراك بغيره من شركائهم وشفعائهم‏.‏ والصابئون‏:‏ منهم ‏[‏من‏]‏ يعبده مخلصا له الدين ومنهم من يشرك به والحنفاء كلهم يخلص له الدين، فلهذا صار الصابئون فيهم من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحا، بخلاف المشركين والمجوس ولهذا كان رأس دين الإسلام الذي بعث به خاتم المرسلين كلمتين‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله تثبت التأله الحق الخالص وتنفي ما سواه من تأله المشركين أو تأله مطلق قد يدخل فيه تأله المشركين فأخرجت هذه الكلمة كل تأله ينافي الملي من التأله المختص بالكفار أو المطلق المشترك‏.‏ والكلمة الثانية‏:‏ شهادة أن محمدا رسول الله وهي توجب التأله الشرعي النبوي وتنفي ما كان من العقلي والملي والشرعي خارجا عنه‏.‏ القسم الثالث‏:‏ الطاعات الشرعية التي تختص بشريعة القرآن مثل خصائص الصلوات الخمس وخصائص صوم شهر رمضان وحج البيت العتيق‏.‏ وفرائض الزكوات وأحكام المعاملات والمناكحات ومقادير العقوبات‏.‏ ونحو ذلك من العبادات الشرعية وسائر ما يؤمر به من الشرعية وسائر ما ينهى عنه‏.
فصل
إذا تبين ذلك فغالب الفقهاء إنما يتكلمون به في الطاعات الشرعية مع العقلية وغالب الصوفية إنما يتبعون الطاعات الملية مع العقلية وغالب المتفلسفة يقفون على الطاعات العقلية‏.‏ ولهذا كثر في المتفقهة من ينحرف عن طاعات القلب وعباداته‏:‏ من الإخلاص لله والتوكل عليه والمحبة له‏.‏ والخشية له ونحو ذلك‏.‏ وكثر في المتفقرة والمتصوفة من ينحرف عن الطاعات الشرعية فلا يبالون إذا حصل لهم توحيد القلب وتألهه أن يكون ما أوجبه الله من الصلوات وشرعه من أنواع القراءة والذكر والدعوات أن يتناولوا ما حرم الله من المطاعم وأن يتعبدوا بالعبادات البدعية من الرهبانية ونحوها
من بعد نص ابن تيمية في ج20 من مجموع الفتاوى بعد كلامه عن موضوع يوسف النبي
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
والنبي صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم من غنائم حنين ما أعطاهم، فقيل‏:‏ إن ذلك كان من الخمس، وقيل‏:‏ إنه كان من أصل الغنيمة، وعلى هذا القول فهو فعل ذلك لطيب نفوس المؤمنين بذلك؛ ولهذا أجاب من عتب من الأنصار بما أزال عتبه، وأراد تعويضهم عن ذلك‏.‏
مجموع الفتواى ج10
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
:"ونبينا كان يعطي المؤلفة قلوبهم، ويدع آخرين هـم أحب إليه من الذي يعطي؛ يكلهم إلى ما في قلوبهم من الإيمان، وإنما كان يعطي المؤلفة قلوبهم، لما في قلوبهم من الهلع والجزع؛ ليكون ما يعطيهم سببًا لجلب قلوبهم إلى أن يحبوا الإسلام فيحبوا اللّه، فكان مقصوده بذلك دعوة القلوب إلى حب اللّه عز وجل، وصرفها عن ضد ذلك؛ ولهذا كان يعطي أقوامًا خشية أن يكبهم اللّه على وجوههم في النار فمنعهم بذلك العطاء عما / يكرهه منهم فكان يعطي للّه ويمنع للّه‏.‏ وقد قال‏:‏ ‏(‏من أحب للّه، وأبغض للّه، وأعطى للّه، ومنع للّه، فقد استكمل الإيمان‏)‏، وفي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إني واللّه إنما أنا قاسم لا أعطي أحدًا ولا أمنع أحدًا، ولكن أضع حيث أمرت‏)‏‏.‏
مجموع الفتواى ج10
 
قال ابن تيمية
وإن كان مجتهدًا مخطئًا فهذا قد عفي الله عنه خطأه، فإذا كان قد حصل بسبب اجتهاده الخطأ أذي للآمر الناهي بغير حق فهو كالحاكم إذا اجتهد فأخطأ، وكان في ذلك ما هو أذي للمسلم، أو كالشاهد، أو كالمفتي‏.‏
فإذا كان الخطأ لم يتبين لذلك المجتهد المخطئ، كان هذا مما ابتلي الله به هذا الآمر الناهي‏.‏قال تعالى‏:‏‏{‏وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏20‏]‏، فهذا مما يرتفع عنه الإثم في نفس الأمر، وكذلك / الجزاء على وجه العقوبة، ولكن قد يقال‏:‏ قد يسقط الجزاء على وجه القصاص الذي يجب في العمد، ويثبت الضمان الذي يجب في الخطأ، كما تجب الدية في الخطأ، وكما يجب ضمان الأموال التي يتلفها الصبي والمجنون في ماله، وإن وجبت الدية على عاقلة القاتل خطأ، معاونة له فلابد من استيفاء حق المظلوم خطأ، فكذلك هذا الذي ظلم خطأ، لكن يقال‏:‏ يفرق بين ما كان الحق فيه لله، وحق الآدمي تبع له، وما كان حقًا لآدمي محضًا أو غالبًا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد من هذا الباب موافق لقول الجمهور الذين لا يوجبون على أهل البغي ضمان ما أتلفوه لأهل العدل بالتأويل، وإن كان ذلك خطأ منهم ليس كفرًا ولا فِسْقًا‏.‏
مجموع الفتاوى ج15
 
قال ابن تيمية
:"والصَّائِل المعتدى يستحق دفعه سواء كان مسلمًا أو كافرًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد‏)‏، فإذا كان المظلوم له أن يدفع عن مال المظلوم ولو بقتل الصائل العادى، فكيف لا يدفع عن عقله وبدنه وحرمته‏؟‏‏!‏ فإن الشيطان يفسد عقله ويعاقبه في بدنه، وقد يفعل معه فاحشة إنسى بإنسى، وإن لم يندفع إلا بالقتل جاز قتله‏.‏
مجموع الفتاوى ج19
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً ويهجر آخرين‏.‏ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم، لما كان أولئك كانوا سادة مطاعون في عشائرهم، فكانت المصلحة الدينية في تإلىف قلوبهم، وهؤلاء كانوا مؤمنين، والمؤمنون سواهم كثير، فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم
مجموع الفتاوى ج28
 
الدولة في الإسلام، لستوا ملاكا
قال ابن تيمية
:"وليس لولاة الأمور أن يقسموها بحسب أهوائهم، كما يقسم المالك ملكه، فإنما هم أمناء ونواب ووكلاء، ليسوا ملاكا، كما قال رسول اللّه /صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إني ـ واللّه ـ لا أعطي أحدا، ولا أمنع أحدا، وإنما أنا قاسم أضع حيث أمرت‏)‏‏.‏ رواه البخاري‏.‏ وعن أبي هريرة ـ رضي اللّه عنه ـ نحوه‏.‏ فهذا رسول رب العالمين قد أخبر أنه ليس المنع والعطاء بإرادته واختياره، كما يفعل ذلك المالك الذي أبيح له التصرف في ماله، وكما يفعل ذلك الملوك الذين يعطون من أحبوا، ويمنعون من أبغضوا وإنما هو عبد اللّه، يقسم المال بأمره، فيضعه حيث أمره اللّه ـ تعإلى‏.‏
وهكذا قال رجل لعمر بن الخطاب‏:‏ يا أمير المؤمنين، لو وسعت على نفسك في النفقة من مال اللّه ـ تعإلى‏.‏ فقال له عمر‏:‏ أتدري ما مثلي ومثل هؤلاء‏؟‏ كمثل قوم كانوا في سفر، فجمعوا منهم مالا، وسلموه إلى واحد ينفقه عليهم، فهل يحل لذلك الرجل أن يستأثر عنهم من أموالهم‏؟‏‏.‏ وحمل مرة إلى عمر بن الخطاب ـ رضي اللّه عنه ـ مال عظيم من الخمس، فقال‏:‏ إن قوماً أدوا الأمانة في هذا لأمناء‏.‏ فقال له بعض الحاضرين‏:‏ إنك أديت الأمانة إلى اللّه ـ تعإلى ـ فأدوا إليك الأمانة، ولو رتعت لرتعوا‏.‏
وينبغي أن يعرف أن أولي الأمر كالسوق، ما نفق فيه جلب إليه، هكذا قال عمر بن عبد العزيز ـ رضي اللّه عنه ـ فإن نفق فيه الصدق والبر والعدل والأمانة، جلب إليه ذلك؛ وإن نفق فيه الكذب والفجور /والجور والخيانة، جلب إليه ذلك‏.‏ والذي على ولي الأمر، أن يأخذ المال من حله، ويضعه في حقه، ولا يمنعه من مستحقه، وكان على بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ إذا بلغه أن بعض نوابه ظلم، يقول‏:‏ اللهم إني لم آمرهم أن يظلموا خلقك، ولا يتركوا حقك‏.‏
مجمو الفتاوى ج28
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
:"وأما الصدقات، فهي لمن سمي الله ـ تعإلى ـ في كتابه، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن رجلاً سأله من الصدقة، فقال‏:‏ ‏(‏إن الله لم يرض في الصدقة بقسم نبي ولا غيره، ولكن جزأها ثمانية أجزاء، فإن/ كنت من تلك الأجزاء أعطيتك‏)‏‏.‏
فـ ‏[‏الفقراء والمساكين‏]‏‏:‏ يجمعهما معني الحاجة إلى الكفاية، فلا تحل الصدقة لغني، ولا لقوي مكتسب‏.‏ و‏[‏العاملين عليها‏]‏ هم الذين يجبونها، ويحفظونها، ويكتبونها، ونحو ذلك‏.‏ و‏[‏المؤلفة قلوبهم‏]‏ فنذكرهم ـ إن شاء الله تعإلى ـ في مال الفيء‏.‏ و‏[‏في الرقاب‏]‏، يدخل فيه إعانة المكاتبين، وافتداء الأسري، وعتق الرقاب‏.‏ هذا أقوي الأقوال فيها‏.‏ و‏[‏الغارمين‏]‏، هم الذين عليهم ديون لا يجدون وفاءها‏.‏ فيعطون وفاء ديونهم، ولو كان كثيرًا، إلا أن يكونوا غرموه في معصية الله ـ تعإلى ـ فلا يعطون حتى يتوبوا‏.‏ و‏[‏في سبيل الله‏]‏ وهم الغزاة، الذين لا يعطون من مال الله ما يكفيهم لغزوهم، فيعطون ما يغزون به، أو تمام ما يغزون به، من خيل وسلاح ونفقة وأجرة، والحج من سبيل الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ و‏[‏ابن السبيل‏]‏ هو المجتاز من بلد إلى بلد‏.‏
مجموع الفتاوى ج28
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
:"ولا يجوز للإمام أن يعطي أحدا ما لا يستحقه لهوي نفسه‏:‏ من قرابة بينهما، أو مودة، ونحو ذلك، فضلا عن أن يعطيه لأجل منفعة محرمة منه، كعطية المخنثين من الصبيان المردان‏:‏ الأحرار والممإليك ونحوهم، والبغايا والمغنين، والمساخر، ونحو ذلك، أو إعطاء العرافين من الكهان والمنجمين ونحوهم‏.‏
لكـن يجوز ـ بل يجب ـ الإعطاء لتأليف مـن يحتاج إلى تأليف قلبه، وإن كـان هـو لا يحـل لـه أخذ ذلك، كمـا أبـاح اللّه ـ تعـإلى ـ فـي القرآن العطـاء للمؤلفة قـلوبهم مـن الصدقات، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم من الفيء ونحوه، وهم السادة المطاعون في عشائرهم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الأقْرَع بن حابس سيد بني تميم، وعُيَينْة ابن حصن سيد بني فَزَارة، وزيد الخير الطائي سيد بني نبهان، وعلقمة بن عُلاثة العامري سيد بني كلاب، ومثل سادات قريش من الطلقاء‏:‏كصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، وأبى سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، وعدد كثير‏.‏
ففى الصحيحين عن أبى سعيد الخدرى ـ رضى اللّه عنه ـ قال‏:‏ /بعث على وهو باليمن بذهيبة فى تربتها إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقسمها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بين أربعة‏:‏ الأقرع بن حابس الحنظلى، وعُيَيْنَة بن حصن الفزارى، وعلقمة بن عُلاثة العامرى، سيد بنى كلاب، وزيد الخير الطائى، سيد بنى نبهان، قال‏:‏ فغضبت قريش والأنصار، فقالوا‏:‏ يعطى صناديد نجد ويدعنا‏!‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنى إنما فعلت ذلك لتأليفهم‏)‏، فجاء رجل كث اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس، فقال‏:‏ اتق اللّه يا محمد‏.‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فمن يتق اللّه إن عصيته‏؟‏ أيأمننى على أهل الأرض ولا تأمنونى‏؟‏‏!‏‏)‏، قال‏:‏ ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم فى قتله، ويرون أنه خالد بن الوليد، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن من ضئضئ هذا قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد‏)‏‏.‏
وعن رافع بن خُدَيْج ـ رضى اللّه عنه ـ قال‏:‏ أعطى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، كل إنسان منهم مائة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فقال عباس بن مرداس‏:‏
قال‏:‏ فأتم له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مائة‏.‏ رواه مسلم‏.‏ و‏[‏العبيد‏]‏ اسم فرس له‏.‏
و ‏[‏المؤلفة قلوبهم‏]‏ نوعان‏:‏ كافر ومسلم؛ فالكافر إما أن يرجى بعطيته منفعة‏:‏ كإسلامه؛ أو دفع مضرته، إذا لم يندفع إلا بذلك‏.‏ والمسلم المطاع يرجى بعطيته المنفعة ـ أيضاً ـ كحسن إسلامه‏.‏ أو إسلام نظيره، أو جباية المال ممن لا يعطيه إلا لخوف، أو النكاية فى العدو، أو كف ضرره عن المسلمين، إذا لم ينكف إلا بذلك‏.‏
وهـذا النوع مـن العطاء، وإن كـان ظاهره إعطـاء الرؤساء وترك الضعفاء، كمـا يفعل الملوك، فالأعمال بالنيات؛ فإذا كان القصد بذلك مصلحة الدين وأهله، كان من جنس عطاء النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه، وإن كان المقصود العلو فى الأرض والفساد، كان من جنس عطاء فرعون؛ وإنما ينكره ذوو الدين الفاسد كذى الخويصرة الذى أنكره على النبى صلى الله عليه وسلم، حتى قال فيه ما قال، وكذلك حزبه الخوارج أنكروا على أمير المؤمنين على ـ رضى اللّه عنه ـ ما قصد / به المصلحة من التحكيم، ومحو اسمه، وما تركه من سبى نساء المسلمين وصبيانهم‏.‏
وهؤلاء أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتالهم؛ لأن معهم ديناً فاسدا لا يصلح به دنيا ولا آخرة، وكثيرا ما يشتبه الورع الفاسد بالجبن والبخل؛ فإن كلاهما فيه ترك، فيشتبه ترك الفسـاد؛ لخشية اللّه ـ تعالى ـ بترك ما يؤمر به من الجهاد والنفقة‏:‏ جبناً وبخـلا‏.‏ وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏شر ما فى المرء شح هالع وجبن خالع‏)‏‏.‏ قال الترمذى‏:‏ حديث صحيح‏.‏
وكذلك قد يترك الإنسان العمل ظناً، أو إظهاراً أنه ورع، وإنما هو كبر وإرادة للعلو، وقول النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات‏)‏، كلمة جامعة كاملة، فإن النية للعمل، كالروح للجسد، وإلا فكل واحد من الساجد للّه، والساجد للشمس والقمر، قد وضع جبهته على الأرض، فصورتهما واحدة، ثم هذا أقرب الخلق إلى اللّه ـ تعالى، وهذا أبعد الخلق عن اللّه‏.‏ وقد قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ‏}‏ ‏[‏البلد‏:‏ 17‏]‏‏.‏ وفى الأثر‏:‏ أفضل الإيمان السماحة والصبر‏.‏ فلا تتم رعاية الخلق وسياستهم إلا بالجود، الذى هو العطاء، والنجدة، التى هى الشجاعة، بل لا يصلح الدين والدنيا إلا بذلك‏....ولكن افترق الناس هنا ثلاث فرق‏:‏ فريق غلب عليهم حب العلو فى الأرض والفساد، فلم ينظروا فى عاقبة المعاد، ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء، وقد لا يتأتى العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها، فصاروا نهابين وهابين‏.‏ وهؤلاء يقولون‏:‏ لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من يأكل ويطعم، فإنه اذا تولى العفيف الذى لا يأكل ولا يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه، إن لم يضروه فى نفسه وماله‏.‏ وهؤلاء نظروا فى عاجل دنياهم، وأهملوا الآجل من دنياهم وآخرتهم، فعاقبتهم عاقبة رديئة فى الدنيا والآخرة، إن لم يحصل لهم ما يصلح عاقبتهم من توبة ونحوها‏.‏
وفريق عندهم خوف من اللّه ـ تعالى ـ ودين يمنعهم عما يعتقدونه قبيحاً من ظلم الخلق، وفعل المحارم‏.‏ فهذا حسن واجب؛ ولكن قد يعتقدون مع ذلك أن السياسة لا تتم إلا بما يفعله أولئك من الحرام، فيمتنعون عنها مطلقا، وربما لأن فى نفوسهم جبن أو بخل، أو ضيق خلق ينضم إلى ما معهم من الدين، فيقعون أحياناً فى ترك واجب، يكون تركه/ أضر عليهم من بعض المحرمات، أو يقعون فى النهى عن واجب، يكون النهى عنه من الصد عن سبيل اللّه‏.‏ وقد يكونون متأولين‏.‏ وربما اعتقدوا أن إنكار ذلك واجب ولا يتم إلا بالقتال، فيقاتلون المسلمين كما فعلت الخوارج، وهؤلاء لا تصلح بهم الدنيا ولا الدين الكامل، لكن قد يصلح بهم كثير من أنواع الدين وبعض أمور الدنيا‏.‏وقد يعفى عنهم فيما اجتهدوا فيه فأخطؤوا، ويغفر لهم قصورهم‏.‏ وقد يكونون من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‏.‏ وهذه طريقة من لا يأخذ لنفسه، ولا يعطى غيره، ولا يرى أنه يتألف الناس من الكفار والفجار، لا بمال ولا بنفع، ويرى أن إعطاء المؤلفة قلوبهم من نوع الجور والعطاء المحرم‏.‏
الفريق الثالث‏:‏ الأمة الوسط، وهم أهل دين محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه على عامة الناس وخاصتهم إلى يوم القيامة، وهو إنفاق المال والمنافع للناس ـ وإن كانوا رؤساء ـ بحسب الحاجة، إلى صلاح الأحوال، ولإقامة الدين، والدنيا التى يحتاج إليها الدين، وعفته فى نفسه، فلا يأخذ ما لا يستحقه‏.‏ فيجمعون بين التقوى والإحسان ‏{‏إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 128‏]‏‏.‏
ولا تتم السياسة الدينية إلا بهذا، ولا يصلح الدين والدنيا إلا /بهذه الطريقة‏.‏
وهذا هو الذى يطعم الناس ما يحتاجون إلى طعامه، ولا يأكل هو إلا الحلال الطيب، ثم هذا يكفيه من الإنفاق أقل مما يحتاج إليه الأول، فإن الذى يأخذ لنفسه، تطمع فيه النفوس، ما لا تطمع فى العفيف، ويصلح به الناس فى دينهم ما لا يصلحون بالثانى، فإن العفة مع القدرة تقوى حرمة الدين، وفى الصحيحين عن أبى سفيان بن حرب‏:‏ أن هرقل ملك الروم سأله عن النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ بماذا يأمركم‏؟‏ قال‏:‏ يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة‏.‏ وفى الأثر‏:‏ أن اللّه أوحى إلى إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ‏:‏ يا إبراهيم، أتدرى لم اتخذتك خليلا‏؟‏ لأنى رأيت العطاء أحب إليك من الأخذ‏.‏ وهذا الذى ذكرناه فى الرزق، والعطاء الذى هو السخاء، وبذل المنافع، نظيره فى الصبر والغضب، الذى هو الشجاعة ودفع المضار‏.‏
فإن الناس ثلاثة أقسام‏:‏ قسم يغضبون لنفوسهم ولربهم‏.‏ وقسم لا يغضبون لنفوسهم ولا لربهم‏.‏ والثالث ـ وهو الوسط ـ الذى يغضب لربه لا لنفسه، كما فى الصحيحين عن عائشة ـ رضى اللّه عنها ـ قالت‏:‏ ما ضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بيده خادماً له، ولا امرأة، ولا دابة، ولا شيئاً قط، إلا أن يجاهد فى سبيل اللّه، ولا /نيل منه شىء فانتقم لنفسه قط، إلا أن تنتهك حرمات اللّه، فإذا انتهكت حرمات اللّه لم يقم لغضبه شىء حتى ينتقم للّه‏.‏
فأما من يغضب لنفسه لا لربه، أو يأخذ لنفسه ولا يعطى غيره، فهذا القسم الرابع، شر الخلق، لا يصلح بهم دين ولا دنيا‏.‏
كما أن الصالحين أرباب السياسة الكاملة، هم الذين قاموا بالواجبات وتركوا المحرمات، وهم الذين يعطون ما يصلح الدين بعطائه، ولا يأخذون إلا ما أبيح لهم، ويغضبون لربهم إذا انتهكت محارمه، ويعفون عن حقوقهم، وهذه أخلاق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فى بذله ودفعه، وهى أكمل الأمور‏.‏
وكلما كان إليها أقرب، كان أفضل‏.‏ فليجتهد المسلم فى التقرب إليها بجهده، ويستغفر اللّه بعد ذلك من قصوره أو تقصيره بعد أن يعرف كمال ما بعث اللّه ـ تعالى ـ به محمدا صلى الله عليه وسلم من الدين، فهذا فى قول اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 58‏]‏‏.‏ واللّه أعلم‏.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج 28
 
الدين والدولة والسياساة او سياسات الاحزاب والحكومات والاممم
قال ابن تيمية:"ولكن افترق الناس هنا ثلاث فرق‏:‏ فريق غلب عليهم حب العلو فى الأرض والفساد، فلم ينظروا فى عاقبة المعاد، ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء، وقد لا يتأتى العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها، فصاروا نهابين وهابين‏.‏ وهؤلاء يقولون‏:‏ لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من يأكل ويطعم، فإنه اذا تولى العفيف الذى لا يأكل ولا يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه، إن لم يضروه فى نفسه وماله‏.‏ وهؤلاء نظروا فى عاجل دنياهم، وأهملوا الآجل من دنياهم وآخرتهم، فعاقبتهم عاقبة رديئة فى الدنيا والآخرة، إن لم يحصل لهم ما يصلح عاقبتهم من توبة ونحوها‏.‏
وفريق عندهم خوف من اللّه ـ تعالى ـ ودين يمنعهم عما يعتقدونه قبيحاً من ظلم الخلق، وفعل المحارم‏.‏ فهذا حسن واجب؛ ولكن قد يعتقدون مع ذلك أن السياسة لا تتم إلا بما يفعله أولئك من الحرام، فيمتنعون عنها مطلقا، وربما لأن فى نفوسهم جبن أو بخل، أو ضيق خلق ينضم إلى ما معهم من الدين، فيقعون أحياناً فى ترك واجب، يكون تركه/ أضر عليهم من بعض المحرمات، أو يقعون فى النهى عن واجب، يكون النهى عنه من الصد عن سبيل اللّه‏.‏ وقد يكونون متأولين‏.‏ وربما اعتقدوا أن إنكار ذلك واجب ولا يتم إلا بالقتال، فيقاتلون المسلمين كما فعلت الخوارج، وهؤلاء لا تصلح بهم الدنيا ولا الدين الكامل، لكن قد يصلح بهم كثير من أنواع الدين وبعض أمور الدنيا‏.‏وقد يعفى عنهم فيما اجتهدوا فيه فأخطؤوا، ويغفر لهم قصورهم‏.‏ وقد يكونون من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‏.‏ وهذه طريقة من لا يأخذ لنفسه، ولا يعطى غيره، ولا يرى أنه يتألف الناس من الكفار والفجار، لا بمال ولا بنفع، ويرى أن إعطاء المؤلفة قلوبهم من نوع الجور والعطاء المحرم‏.‏
الفريق الثالث‏:‏ الأمة الوسط، وهم أهل دين محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه على عامة الناس وخاصتهم إلى يوم القيامة، وهو إنفاق المال والمنافع للناس ـ وإن كانوا رؤساء ـ بحسب الحاجة، إلى صلاح الأحوال، ولإقامة الدين، والدنيا التى يحتاج إليها الدين، وعفته فى نفسه، فلا يأخذ ما لا يستحقه‏.‏ فيجمعون بين التقوى والإحسان ‏{‏إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 128‏]‏‏.‏
ولا تتم السياسة الدينية إلا بهذا، ولا يصلح الدين والدنيا إلا /بهذه الطريقة‏.‏
وهذا هو الذى يطعم الناس ما يحتاجون إلى طعامه، ولا يأكل هو إلا الحلال الطيب، ثم هذا يكفيه من الإنفاق أقل مما يحتاج إليه الأول، فإن الذى يأخذ لنفسه، تطمع فيه النفوس، ما لا تطمع فى العفيف، ويصلح به الناس فى دينهم ما لا يصلحون بالثانى، فإن العفة مع القدرة تقوى حرمة الدين، وفى الصحيحين عن أبى سفيان بن حرب‏:‏ أن هرقل ملك الروم سأله عن النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ بماذا يأمركم‏؟‏ قال‏:‏ يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة‏.‏ وفى الأثر‏:‏ أن اللّه أوحى إلى إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ‏:‏ يا إبراهيم، أتدرى لم اتخذتك خليلا‏؟‏ لأنى رأيت العطاء أحب إليك من الأخذ‏.‏ وهذا الذى ذكرناه فى الرزق، والعطاء الذى هو السخاء، وبذل المنافع، نظيره فى الصبر والغضب، الذى هو الشجاعة ودفع المضار‏.‏
فإن الناس ثلاثة أقسام‏:‏ قسم يغضبون لنفوسهم ولربهم‏.‏ وقسم لا يغضبون لنفوسهم ولا لربهم‏.‏ والثالث ـ وهو الوسط ـ الذى يغضب لربه لا لنفسه، كما فى الصحيحين عن عائشة ـ رضى اللّه عنها ـ قالت‏:‏ ما ضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بيده خادماً له، ولا امرأة، ولا دابة، ولا شيئاً قط، إلا أن يجاهد فى سبيل اللّه، ولا /نيل منه شىء فانتقم لنفسه قط، إلا أن تنتهك حرمات اللّه، فإذا انتهكت حرمات اللّه لم يقم لغضبه شىء حتى ينتقم للّه‏.‏
فأما من يغضب لنفسه لا لربه، أو يأخذ لنفسه ولا يعطى غيره، فهذا القسم الرابع، شر الخلق، لا يصلح بهم دين ولا دنيا‏.‏
كما أن الصالحين أرباب السياسة الكاملة، هم الذين قاموا بالواجبات وتركوا المحرمات، وهم الذين يعطون ما يصلح الدين بعطائه، ولا يأخذون إلا ما أبيح لهم، ويغضبون لربهم إذا انتهكت محارمه، ويعفون عن حقوقهم، وهذه أخلاق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فى بذله ودفعه، وهى أكمل الأمور‏.‏
وكلما كان إليها أقرب، كان أفضل‏.‏ فليجتهد المسلم فى التقرب إليها بجهده، ويستغفر اللّه بعد ذلك من قصوره أو تقصيره بعد أن يعرف كمال ما بعث اللّه ـ تعالى ـ به محمدا صلى الله عليه وسلم من الدين، فهذا فى قول اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 58‏]‏‏.‏ واللّه أعلم‏.
مجموع الفتاوى ج28
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
يدخل فيه موضوع الدين والدولة والاحزاب واقاامة الشريعة بل يدخل فيه عقاب السيسي المجرم حامي الحرامية وحامي العدو
:"ولا يحل للسلطان أن يأخذ من أرباب الأموال جعلا على طلب المحاربين، وإقامة الحد، وارتجاع أموال الناس منهم، ولا على طلب السارقين، لا لنفسه، ولا للجند الذين يرسلهم في طلبهم، بل طلب هؤلاء من نوع الجهاد في سبيل الله، فيخرج فيه جند المسلمين، كما يخرج في غيره من الغزوات التي تسمي ‏[‏البيكار‏]‏‏.‏ وينفق على المجاهدين في هذا من المال الذي ينفق منه على سائر الغزاة، فإن كان لهم إقطاع أو عطاء يكفيهم، وإلا أعطاهم تمام كفاية غزوهم من مال المصالح من الصدقات،/ فإن هذا من سبيل الله‏.‏ فإن كان على أبناء السبيل المأخوذين زكاة، مثل التجار الذين قد يؤخذون، فأخذ الإمام زكاة أموالهم، وأنفقها في سبيل الله، كنفقة الذين يطلبون المحاربين جاز‏.‏ ولو كانت لهم شوكة قوية تحتاج إلى تأليف، فأعطي الإمام من الفيء والمصالح والزكاة لبعض رؤسائهم يعينهم على إحضار الباقين، أو لترك شره فيضعف الباقون ونحو ذلك جاز، وكان هؤلاء من المؤلفة قلوبهم، وقد ذكر مثل ذلك غير واحد من الأئمة، كأحمد وغيره، وهو ظاهر الكتاب والسنة وأصول الشريعة‏.‏
ولا يجوز أن يرسل الإمام من يضعف عن مقاومة الحرامية، ولا من يأخذ مالاً من المأخوذين‏:‏ التجار ونحوهم من أبناء السبيل، بل يرسل من الجند الأقوياء الأمناء، إلا أن يتعذر ذلك، فيرسل الأمثل فالأمثل‏.‏
فإن كان بعض نواب السلطان أو رؤساء القري ونحوهم يأمرون الحرامية بالأخذ في الباطن أو الظاهر، حتى إذا أخذوا شيئا قاسمهم ودافع عنهم، وأرضي المأخوذين ببعض أموالهم، أو لم يرضهم، فهذا أعظم جرمًا من مقدم الحرامية؛ لأن ذلك يمكن دفعه بدون ما يندفع به هذا‏.‏ والواجب أن يقال فيه ما يقال في الردء والعون لهم‏.‏ فإن قتلوا، قتل هو على قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأكثر أهل / العلم‏.‏ وإن أخذوا المال، قطعت يده ورجله، وإن قتلوا وأخذوا المال، قتل وصلب، وعلى قول طائفة من أهل العلم‏:‏ يقطع ويقتل ويصلب‏.‏ وقيل‏:‏ يخير بين هذين، وإن كان لم يأذن لهم، لكن لما قدر عليهم قاسمهم الأموال، وعطل بعض الحقوق والحدود‏.‏
ومن آوي محاربًا أو سارقًا، أو قاتلا ونحوهم،ممن وجب عليه حد أو حق لله ـ تعالى ـ أو لآدمي، ومنعه أن يستوفي منه الواجب بلا عدوان، فهو شريكه في الجرم‏.‏ وقد لعنه الله ورسوله‏.‏ روي مسلم في صحيحه، عن على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ قال رسول لله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لعن الله من أحدث حدثا أو آوي محدثا‏)‏‏.‏ وإذا ظفر بهذا الذي آوي المحدث، فإنه يطلب منه إحضاره، أو الإعلام به، فإن امتنع، عوقب بالحبس والضرب مرة بعد مرة حتى يمكن من ذلك المحدث، كما ذكرنا أنه يعاقب الممتنع من أداء المال الواجب‏.‏ فمن وجب حضوره من النفوس والأموال يعاقب من منع حضورها‏.‏
ولو كان رجلا يعرف مكان المال المطلوب بحق، أو الرجل المطلوب بحق، وهو الذي يمنعه، فإنه يجب عليه الإعلام به والدلالة عليه‏.‏ ولا يجوز كتمانه، فإن هذا من باب التعاون على البر والتقوي، وذلك واجب، بخلاف ما لو كان النفس أو المال مطلوبا بباطل، فإنه لا يحل الإعلام به؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، بل يجب الدفع عنه؛ لأن /نصر المظلوم واجب، ففي الصحيحين، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا‏)‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، أنصره مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه‏)‏‏...‏ وهذا مطرد في ما تتولاه الولاة والقضاة وغيرهم، في كل من امتنع من واجب، من قول أو فعل، وليس هذا بمطالبة للرجل بحق وجب على غيره، ولا عقوبة على جناية غيره، حتى يدخل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 164‏]‏، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا لا يجني جان إلا على نفسه‏)‏‏.‏ وإنما ذلك مثل أن يطلب بمال قد /وجب على غيره، وهو ليس وكيلاً ولا ضامنًا ولا له عنده مال‏.‏ أو يعاقب الرجل بجريرة قريبه أو جاره، من غير أن يكون هو قد أذنب، لا بترك واجب، ولا بفعل محرم، فهذا الذي لا يحل‏.‏ فأما هذا فإنما يعاقب على ذنب نفسه، وهو أن يكون قد علم مكان الظالم الذي يطلب حضوره لاستيفاء الحق، أو يعلم مكان المال الذي قد تعلق به حقوق المستحقين، فيمتنع من الإعانة والنصرة الواجبة عليه في الكتاب والسنة والإجماع، إما محاباة أو حمية لذلك الظالم، كما قد يفعل أهل العصبية بعضهم ببعض، وإما معاداة أو بغضا للمظلوم‏.‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ على أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 8‏]‏‏.‏
وإما إعراضا ـ عن القيام لله والقيام بالقسط الذي أوجبه الله ـ وجبنا وفشلا وخذلانا لدينه، كما يفعل التاركون لنصر الله ورسوله، ودينه وكتابه، الذين إذا قيل لهم‏:‏ انفروا في سبيل الله اثاقلوا إلى الأرض‏.‏
وعلى كل تقدير، فهذا الضرب يستحق العقوبة باتفاق العلماء‏.‏
ومن لم يسلك هذه السبل، عطل الحدود وضيع الحقوق، وأكل القوي الضعيف‏.‏
وهو يشبه من عنده مال الظالم المماطل من عين أو دين، وقد امتنع /من تسليمه لحاكم عادل، يوفي به دينه، أو يؤدي منه النفقة الواجبة عليه لأهله أو أقاربه أو ممإليكه أو بهائمه‏.‏ وكثيرًا ما يجب على الرجل حق بسبب غيره، كما تجب عليه النفقة بسبب حاجة قريبة، وكما تجب الدية على عاقلة القاتل‏.‏ وهذا الضرب من التعزير عقوبة لمـن علـم أن عنـده مالا أو نفسا يجب إحضاره، وهو لا يحضره؛ كالقطاع والسراق وحماتهم، أو علم أنه خبير به وهو لا يخبر بمكانه‏.‏ فأما إن امتنع من الإخبار والإحضار؛ لئلا يتعدي عليه الطالب أو يظلمه، فهذا محسن‏.‏ وكثيرًا ما يشتبه أحدهما بالآخر، ويجتمع شبهة وشهوة‏.‏ والواجب تمييز الحق من الباطل‏.‏
وهذا يقع كثيرًا في الرؤساء من أهل البادية والحاضرة، إذا استجار بهم مستجير، أو كان بينهما قرابة أو صداقة، فإنهم يرون الحمية الجاهلية، والعزة بالإثم، والسمعة عند الأوباش‏:‏ أنهم ينصرونه ـ وإن كان ظالما مبطلا ـ على المحق المظلوم، لا سيما إن كان المظلوم رئيسا يناديهم ويناويهم، فيرون في تسليم المستجير بهم إلى من يناويهم ذلا أو عجزا، وهذا ـ على الإطلاق ـ جاهلية محضة‏.‏ وهي من أكبر أسباب فساد الدين والدنيا‏.‏ وقد ذكر أنه إنما كان سبب كثير من حروب الأعراب، كحرب البسوس التي كانت بين بني بكر وتغلب، إلى نحو هذا، وكذلك سبب دخول الترك والمغول دار الإسلام، /واستيلاؤهم على ملوك ما وراء النهر وخراسان، كان سببه نحو هذا‏.‏
ومن أذل نفسه لله فقد أعزها،ومن بذل الحق من نفسه فقد أكرم نفسه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، ومن اعتز بالظلم‏:‏ من منع الحق، وفعل الإثم، فقد أذل نفسه وأهانها، قـال الله تعالى‏:‏ ‏{‏مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 10‏]‏، وقال ـ تعالى ـ عن المنافقين‏:‏ ‏{‏يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏المنافقون‏:‏ 8‏]‏‏.‏ وقال الله ـ تعالى ـ في صفة هذا الضرب‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ على مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّي سَعَي فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 204‏:‏ 206‏]‏‏.‏
وإنما الواجب على من استجار به مستجير ـ إن كان مظلوما ينصره‏.‏ ولا يثبت أنه مظلوما بمجرد دعواه، فطالما اشتكي الرجل وهو ظالم، بل يكشف خبره من خصمه وغيره، فإن كان ظالمًا رده عن الظلم بالرفق إن أمكن، إما من صلح أو حكم بالقسط، وإلا فبالقوة‏.‏ وإن كان كل منهم ظالمًا كأهل الأهواء من قيس ويمن/ ونحوهم،وأكثر المتداعين من أهل الأمصار والبوادي، أو كانا جميعا غير ظالمين، لشبهة أو تأويل، أو غلط وقع فيما بينهما، سعي بينهما بالإصلاح، أو الحكم كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الْأُخْرَي فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 9، 10‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 114‏]‏‏.‏ وقد روي أبو داود في السنن، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له‏:‏ أمن العصبية أن ينصر الرجل قومه في الحق‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا‏)‏‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه في الباطل‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏خيركم الدافع عن قومه ما لم يأثم‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏مثل الذي ينصر قومه بالباطل كبعير تردي في بئر فهو يجر بذنبه‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏من سمعتموه يتعزي بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا‏)‏‏.‏
وكل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن‏:‏ من نسـب أو بـلد، أو جنــس أو مذهب، أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار فقال المهاجري‏:‏ يا للمهاجرين،/وقال الأنصاري‏:‏ ياللأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم‏؟‏‏)‏‏.‏ وغضب لذلك غضبًا شديدًا‏.‏

مجموع الفتاوى ج28
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
:"وكما أن العقوبات شرعت داعية إلى فعل الواجبات، وترك المحرمات، فقد شرع ـ أيضًاـ كل ما يعين على ذلك‏.‏ فينبغي تيسير طريق الخير والطاعة، والإعانة عليه، والترغيب فيه بكل ممكن، مثل أن يبذل /لولده،وأهله، أو رعيته ما يرغبهم في العمل الصالح، من مال، أو ثناء، أو غيره؛ ولهذا شرعت المسابقة بالخيل، والإبل، والمناضلة بالسهام، وأخذ الجعل عليها؛ لما فيه من الترغيب في إعداد القوة ورباط الخيل للجهاد في سبيل الله، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يسابق بين الخيل، هو وخلفاؤه الراشدون، ويخرجون الأسباق من بيت المال، وكذلك عطاء المؤلفة قلوبهم، فقد روي‏:‏ أن الرجل كان يسلم أول النهار رغبة في الدنيا فلا يجيء آخر النهار إلا والإسلام أحب إليه مما طلعت عليه الشمس‏.‏
وكذلك الشر والمعصية، ينبغي حسم مادته، وسد ذريعته، ودفع ما يفضي إليه، إذا لم يكن فيه مصلحـة راجحة
مجموع الفتاوى ج28
 
قال ابن تيمية:"
فنقول‏:‏ من كان من ذوى الحاجات؛ كالفقراء، والمساكين، والغارمين، وابن السبيل، فهؤلاء يجوز؛ بل يجب أن يعطوا من الزكوات، ومن الأموال المجهولة باتفاق المسلمين‏.‏ وكذلك يعطوا من الفىء مما فضل عن المصالح العامة التى لابد منها عند أكثر العلماء، كما تقدم‏.‏ سواء كانوا مشتغلين بالعلم الواجب على الكفاية أو لم يكونوا، وسواء كانوا فى زوايا، أو ربط، أو لم يكونوا، لكن من كان مميزًا بعلم أو دين كان مقدمًا على غيره‏.‏ وأحق هذا الصنف من ذكرهم الله بقوله‏:‏ ‏{‏لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 273‏]‏‏.‏ فمن كان ما هو مشغول به من العلم والدين الذى أحصر به فى سبيل الله قد منعه الكسب فهو أولى من غيره‏.‏ ويعطى قضاة المسلمين وعلماؤهم منه ما يكفيهم، ويدفع منه أرزاق المقاتلة وذراريهم؛ لاسيما من بنى هاشم الطالبيين، والعباسيين، وغيرهم؛ فإن هؤلاء يتعين إعطاؤهم من الخمس والفىء والمصالح؛ لكون الزكاة محرمة عليهم‏.‏ ليس هو الفقير الاصطلاحى الذى يتقيد بلبسة / معينة، وطريقة معينة، بل كل من ليس له كفاية تكفيه وتكفى عياله فهو من الفقراء والمساكين‏.‏
والفقير الشرعى المذكور فى الكتاب والسنة الذى يستحق من الزكاة والمصالح ونحوهما
مجموع الفتاوى ج28
 
الدولة في الإسلام
وأعظم نصوص ابن تيمية في عمل الدولة تجاه من ليس عنده كفاية مناسبة
قال رحمه الله
:"كل من ليس له كفاية تامة من هؤلاء؛ مثل الصانع والذى لا تقوم صنعته بكفايته، والتاجر الذى لا تقوم تجارته بكفايته، والجندى الذى لا يقوم إقطاعه بكفايته، والفقير والصوفى الذى لا يقوم معلومه من الوقف بكفايته، والشاهد والفقيه الذى لا يقوم ما يحصل له بكفايته، وكذلك من كان فى رباط أو زاوية وهو عاجز عن كفايته ـ فكل هؤلاء مستحقون
مجموع الفتاوى ج28‏.‏
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
الدولة في الاسلام-المؤلفة قلوبهم-اعطاء الناس مايناسبهم لحفظ دنياهم ودينهم
قال ابن تيمية :" أن يقال‏:‏ العطاء إذا كان لمنفعة المسلمين لم ينظر إلى الآخذ هل هو صالح النية أو فاسدها‏.‏ ولو أن الإمام أعطى ذوى الحاجات العاجزين عن القتال، وترك إعطاء المقاتلة حتى يصلحوا نياتهم لأهل الإسلام، لاستولى الكفار على بلاد الإسلام؛ فإن تعليق العطايا /فى القلوب متعذر‏.‏ وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏إنى لأعطى رجالاً وأدع رجالا، والذين أدع أحب إلىَّ من الذين أعطى‏.‏ أعطى رجالاً لما فى قلوبهم من الهَلَع والجَزَع، وأكِلُ رجالا لما فى قلوبهم من الغنى والخير‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏إنى لأعطى أحدهم العطية فيخرج بها يتأبطها ناراً‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ يارسول اللّه، فلم تعطيهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏يأبون إلا أن يسألونى ويأبى اللّه لى البخل‏)‏‏.‏
ولما كان عام حنين قسم غنائم حنين بين المؤلفة قلوبهم من أهل نجد والطلقاء من قريش، كعيينة بن حصن، والعباس بن مرداس، والأقرع بن حابس، وأمثالهم‏.‏ وبين سهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبى جهل، وأبى سفيان بن حرب وابنه معاوية، وأمثالهم من الطلقاء الذين أطلقهم عام الفتح، ولم يعط المهاجرين والأنصار شيئاً‏.‏ أعطاهم ليتألف بذلك قلوبهم على الإسلام، وتأليفهم عليه مصلحة عامة للمسلمين‏.‏ والذين لم يعطهم هم أفضل عنده، وهم سادات أولياء اللّه المتقين، وأفضل عباد اللّه الصالحين بعد النبيين والمرسلين، والذين أعطاهم منهم من ارتد عن الإسلام قبل موته، وعامتهم أغنياء لا فقراء‏.‏ فلو كان العطاء للحاجة مقدما على العطاء للمصلحة العامة لم يعط النبى صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأغنياء السادة المطاعين فى عشائرهم، ويدع عطاء من عنده من /المهاجرين والأنصار الذين هم أحوج منهم وأفضل‏.‏
وبمثل هذا طعن الخوارج على النبى صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال له أولهم‏:‏ يا محمد، اعدل فإنك لم تعدل، وقال‏:‏ إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه اللّه ـ تعالى ـ حتى قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل‏؟‏‏!‏ لقد خبتُ وخسرتُ إن لم أعـدل‏)‏‏.‏ فقال له بعض الصحابة‏:‏ دعنى أضرب عنق هذا‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏إنه يخرج من ضِئضِئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن فى قتلهم أجراً عند اللّه لمن قتلهم يوم القيمة‏)‏، وفى رواية‏:‏ ‏(‏لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد‏)‏‏.‏
وهؤلاء خرجوا على عهد أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ رضى اللّه عنه ـ فقتل الذين قاتلوه جميعهم، مع كثرة صومهم وصلاتهم وقراءتهم‏.‏ فأخرجوا عن السنة والجماعة‏.‏ وهم قوم لهم عبادة، وورع، وزهد، لكن بغير علم‏.‏ فاقتضى ذلك عندهم أن العطاء لا يكون إلا لذوى الحاجات، وأن إعطاء السادة المطاعين الأغنياء لا يصلح لغير اللّه بزعمهم‏.‏ وهذا من جهلهم؛ فإن العطاء إنما هو بحسب مصلحة دين اللّه‏.‏ فكلما كان للّه أطوع ولدين اللّه أنفع، كان العطاء فيه أولى‏.‏ وعطاء /محتاج إليه فى إقامة الدين وقمع أعدائه وإظهاره وإعلائه أعظم من إعطاء من لا يكون كذلك، وإن كان الثانى أحوج‏.‏
وقول القائل‏:‏ إن هذه القيود على مذهب الشافعى دون مذهب مالك، وما نقله من مذهب عمر ـ فهذا يحتاج إلى معرفة بمذاهب الأئمة فى ذلك، وسيرة الخلفاء فى العطاء‏.‏ وأصل ذلك أن الأرض إذا فتحت عنوة ففيها للعلماء ثلاثة أقوال‏:‏
أحدها‏:‏ ـ وهو مذهب الشافعى ـ‏:‏ أنه يجب قسمها بين الغانمين، إلا أن يستطيب أنفسهم فيقفها، وذكر فى ‏[‏الأم‏]‏ أنه لو حكم حاكم بوقفها من غير طيب أنفسهم نقض حكمه؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم قسم خيبر بين الغانمين، لكن جمهور الأئمة خالفوا الشافعى فى ذلك، ورأوا أن ما فعله عمر بن الخطاب من جعل الأرض المفتوحة عنوة فيئا حسن جائز، وأن عمر حبسها بدون استطابة أنفس الغانمين‏.‏ ولا نزاع أن كل أرض فتحها عمر بالشام عنوة‏.‏ والعراق ومصر وغيرها لم يقسمها عمر بين الغانمين، وإنما قسم المنقولات، لكن قال مالك وطائفة ـ وهو القول الثانى ـ‏:‏ إنها مختصة بأهل الحديبية‏.‏ وقد صنف إسماعيل بن إسحاق إمام المالكية فى ذلك بما نازع به الشافعى فى هذه المسألة، وتكلم على حججه‏.‏
وعن الإمام أحمد كالقولين، لكن المشهور فى مذهبه هو القول /الثالث، وهو مذهب الأكثرين؛ أبى حنيفة وأصحابه، والثورى، وأبى عبيد‏:‏ وهو أن الإمام يفعل فيها ماهو أصلح للمسلمين من قسمها أو حبسها؛ فإن رأى قسمها كما قسم النبى صلى الله عليه وسلم خيبر فعل، وإن رأى أن يدعها فيئا للمسلمين فعل، كما فعل عمر، وكما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم فعل بنصف خيبر،وأنه قسم نصفها،وحبس نصفها لنوائبه، وأنه فتح مكة عنوة ولم يقسمها بين الغانمين‏.‏
فعلم أن أرض العنوة يجوز قسمها، ويجوز ترك قسمها‏.‏ وقد صنف فى ذلك مصنفا كبيراً‏.‏ إذا عرف ذلك، فمصر هى مما فتح عنوة، ولم يقسمها عمر بين الغانمين، كما صرح بذلك أئمة المذاهب، من الحنفية، والمالكية، والحنبلية، والشافعية، لكن تنقلت أحوالها بعد ذلك، كما تنقلت أحوال العراق‏.‏ فإن خلفاء بنى العباس نقلوه إلى المقاسمة بعد المخارجة، وهذا جائز فى أحد قولى العلماء‏.‏ وكذلك مصر رفع عنها الخراج من مدة لا أعلم ابتداءها، وصارت الرقبة للمسلمين، وهذا جائز فى أحد قولى العلماء‏.‏
وأما مذهب عمر فى الفىء فإنه يجعل لكل مسلم فيه حقا، لكنه يقدم الفقراء وأهل المنفعة، كما قال عمر ـ رضى اللّه عنه ـ‏:‏ ليس أحد أحق بهذا المال من أحد، إنما هو الرجل وبلاؤه، والرجل وغناؤه، /والرجل وسابقته، والرجل وحاجته‏.‏ فكان يقدم فى العطاء بهذه الأسباب، وكانت سيرته التفضيل فى العطاء بالفضائل الدينية‏.‏ وأما أبو بكر الصديق ـ رضى اللّه عنه ـ فسوى بينهم فى العطاء إذا استووا فى الحاجة، وإن كان بعضهم أفضل فى دينه‏.‏ وقال‏:‏ إنما أسلموا للّه وأجورهم على اللّه، وإنما هذه الدنيا بلاغ‏.‏ وروى عنه أنه قال‏:‏ استوى فيهم إيمانهم ـ يعنى أن حاجتهم إلى الدنيا واحدة ـ فأعطيهم لذلك، لا للسابقة والفضيلة فى الدين؛ فإن أجرهم يبقى على اللّه‏.‏ فإذا استووا فى الحاجة الدنيوية سوى بينهم فى العطاء‏.‏
ويروى أن عمر فى آخر عمره قال‏:‏ لئن عشت إلى قابل لأجعلن الناس ببانا واحدا، أى‏:‏ ماية واحدة، أى‏:‏ صنفا واحدا‏.‏
وتفضيله كان بالأسباب الأربعة التى ذكرها‏:‏ الرجل وبلاؤه، وهو الذى يجتهد فى قتال الأعداء‏.‏ والرجل وغناؤه، وهو الذى يغنى عن المسلمين فى مصالحهم لولاة أمورهم ومعلميهم، وأمثال هؤلاء‏.‏ والرجل وسابقته، وهو من كان من السابقين الأولين؛ فإنه كان يفضلهم فى العطاء على غيرهم‏.‏ والرجل وفاقته، فإنه كان يقدم الفقراء على الأغنياء، وهذا ظاهر؛ فإنه مع وجود المحتاجين كيف يحرم بعضهم ويعطى لغنى لا حاجة له ولا منفعة به، لا سيما إذا ضاقت أموال بيت المال عن إعطاء كل المسلمين غنيهم وفقيرهم، فكيف يجوز أن يعطى الغنى الذى /ليس فيه نفع عام، ويحرم الفقير المحتاج، بل الفقير النافع‏.‏
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه أعطى من أموال بنى النضير، وكانت للمهاجرين، لفقيرهم، ولم يعط الأنصار منها شيئا؛ لغناهم إلا أنه أعطى بعض الأنصار لفقره‏.‏ وفى السنن‏:‏ أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه مال أعطى الآهل قسمين والعزب قسما‏.‏ فيفضل المتأهل على المتعزب؛ لأنه محتاج إلى نفقة نفسه، ونفقة امرأته‏.‏ والحديث رواه أبو داود وأبو حاتم فى صحيحه، والإمام أحمد فى رواية أبى طالب وقال‏:‏ حديث حسن، ولفظه عن عوف بن مالك أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الفىء قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين وأعطى العزب حظا‏.‏
وحديث عمر رواه أحمد وأبو داود‏.‏ ولفظ أبى داود عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال‏:‏ ذكر عمر يوما الفىء فقال‏:‏ ما أنا بأحق بهذا الفىء منكم وما أحد منا بأحق به من أحد، إلا أنا على منازلنا من كتاب اللّه‏.‏ الرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه، والرجل وغناؤه، والرجل وحاجته‏.‏ ولفظ أحمد قال‏:‏ كان عمر يحلف على أيمان ثلاث‏:‏ واللّه ما أحد أحق بهذا المال من أحد، وما أنا أحق به من أحد، واللّه ما من المسلمين أحد إلا وله فى هذا المال نصيب إلا عبداً مملوكاً، ولكنا على منازلنا من كتاب اللّه‏.‏ فالرجل وبلاؤه فى الإسلام، والرجل /وقدمه، والرجل وغناؤه فى الإسلام، والرجل وحاجته‏.‏ واللّه لئن بقيت لهم لأوتين الراعى بجبل صنعاء حظه فى هذا المال وهو يرعى مكانه‏.‏
فهذا كلام عمر الذى يذكر فيه بأن لكل مسلم حقا‏.‏ يذكر فيه تقديم أهل الحاجات‏.‏ ولا يختلف اثنان من المسلمين أنه لا يجوز أن يعطى الأغنياء الذين لا منفعة لهم ويحرم الفقراء؛ فإن هذا مضاد لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 7‏]‏، فإذا جعل الفىء متداولا بين الأغنياء فهذا الذى حرمه اللّه ورسوله، وهذه الآية فى نفس الأمر‏.‏
وأما نقل الناقل مذهب مالك بأن فى ‏[‏المدونة‏]‏ وجزية جماجم أهل الذمة، وخراج الأرضين ما كان منها عنوة أو صلحا‏.‏ فهو عند مالك جزية‏.‏ والجزية عنده فىء‏.‏ قال‏:‏ ويعطى هذا الفىء أهل كل بلد افتتحوها عنوة أو صالحوا عليها، فيقسم عليهم، ويفضل بعض الناس على بعض من الفىء، ويبدأ بأهل الحاجة حتى يغنوا منه، ولا يخرج إلى غيرهم إلا أن ينزل بقوم حاجة فينقل إليهم بعد أن يعطى أهله منه ما يغنيهم عن الاجتهاد‏.‏ وقال أيضا‏:‏ قال مالك‏:‏ وأما جزية الأرض فما أدرى كيف كان يصنع فيها، إلا أن عمر قد أقر الأرض فلم يقسمها بين الذين افتتحوها‏.‏ وأرى لمن ينزل ذلك أن يكشف عنه /من يرضاه، فإن وجد عالماً يستفتيه وإلا اجتهد هو ومن بحضرته رأساً‏.‏
مجموع فتاوى ابن تيمية ج28
 
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج29
:"
ورشوة الولاة لدفع الظلم، أو تخليص الحق، لا لمنع الحق، وإعطاء من يتقي شر لسانه، أو يده من شاعر، أو ظالم، أو قاطع طريق، أو غير ذلك‏.‏
والنص كاملا سأضعه مرتين مرة في التعليق ومرة في منشور لاحق
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
هذا ديننا لمن اراد واما بتوع اللونين الابيض والاسود الذي يجعلون افرازات بيئاتهم وافلام العلمانيين لهم وجهة نفسية بدون ان يشعروا
قال ابن تيمية
:"وأما الدين المشروع والدنيا السالمة فلا تقوم إلا بالثالث؛ مثل إعطاء المؤلفة قلوبهم لجلب منفعتهم، أو دفع مضرتهم، ورشوة الولاة لدفع الظلم، أو تخليص الحق، لا لمنع الحق، وإعطاء من يتقي شر لسانه، أو يده من شاعر، أو ظالم، أو قاطع طريق، أو غير ذلك‏.‏ وإعطاء من يستعان به على البر والتقوي من أعوان، وأنصار، وولاة، وغير ذلك‏.‏
وأصله في الكتاب والسنة، وسيرة الخلفاء الراشدين‏:‏ أن اللّه جعل للمؤلفة قلوبهم حقا في الصدقات التي حصر مصارفها في كتابه، وتولي قسمها بنفسه، وكان هذا تنبيها على أنهم يعطون من المصالح ـ ومن الفيء على القول الصحيح ـ التي هي أوسع مصرفا من الزكاة؛ فإن كل من جاز أن يعطي من الصدقة أعطي من المصالح، ولا ينعكس؛ لأن آخذ الصدقة إما أن يأخذ لحاجته، أو لمنفعته، وكلا الأمرين يؤخذ منهما للمصالح، بل ليست المصالـح إلا ذلك، والمؤلفـة قلوبهم هم مـن أهل المنفعة الذين هم أحق بمال المصالح والفيء‏.‏
ولهذا أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم من الفيء والمغانم، كما / فعله بالذهيبة التي بعث بها على من اليمن‏.‏ وكما فعل في مغانم حنين، حيث قسمها بين رؤساء قريش، وأهل نجد، وقال‏:‏ ‏(‏إني لأعطي رجالا، وأدع من هو أحب إلى منهم‏.‏ أعطي رجالا لما في قلوبهم من الهلع، والجزع، وأكل رجالا إلى ما جعل اللّه في قلوبهم من الغني والخير‏)‏ وقال‏:‏ ‏(‏إني لأعطي أحدهم العطية، فيخرج بها يتأبطها نارًا‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ يارسول اللّه ؛ فلم تعطيهم‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ‏(‏يأبون إلا أن يسألوني، ويأبي اللّه لي البُخْل‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده، ما من رجل يسألني المسألة، فتخرج له المسألة مالم نكن نريد أن نعطيه إياه فيبارك له فيه‏)‏ أو كلامًا هذا معناه‏.‏
وهذا القسم يشتمل على الأقسام الثلاثة‏:‏ أما المال بالأعيان، فمنه افتكاك الأسري، والأحرار من أيدي الكفار، والغاصبين؛ فإن المسلم الحر قد يستولي عليه الكفار، وقد يستولي عليه الفجار؛ إما باستعباده ظلمًا، أو بعتقه، وجحود عتقه‏.‏ وإما باستعماله بغير اختياره، ولا إذن الشارع؛ مثل من يسخر الصناع كالخياطين، والفلاحين، بغير حق، وإما بحبسه ظلما وعدوانا، فكل آدمي قهر آدميًا بغير حق، ومنعه عن التصرف‏.‏ فالقاهر يشبه الآسر، والمقهور يشبه الأسير، وكذلك القهر بحق أسير‏.‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم للغريم الذي لزم غريمه‏:‏ ‏(‏مافعل أسيرك‏؟‏‏)‏‏.‏
/ وإذا كان الاستيلاء على الأموال إذا لم يكن بحق فهو غصب، وإن دخل في ذلك الخيانة والسرقة، فكذلك الاستيلاء على النفوس بغير حق أسر، وإن دخل فيه استيلاء الظلمة من أهل القبلة‏.‏
وكذلك افتكاك الأنفس الرقيقة من يد من يتعدي عليها ويظلمها، فإن الرق المشروع له حد، فالزيادة عليه عدوان‏.‏
ويدخل في ذلك افتكاك الزوجة من يد الزوج الظالم؛ فإن النكاح رق، كما دل عليه الكتاب والسنة، قال اللّه تعالى‏:‏‏{‏وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْباب‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 25‏]‏ ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم في النساء‏:‏ ‏(‏إنهن عندكم عَوَان‏)‏‏.‏ وقال عمر‏:‏ النكاح رق، فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته‏.‏ وكذلك افتكاك الغلام والجارية من يد الظالم، كالذي يمنعه الواجب، ويفعل معه المحرم‏.‏
ومنه افتكاك الأموال من أيدي الغاصبين لها ظلمًا أو تأويلًا؛ كالمال المغصوب والمسروق وغيرهما، إذا دفع للظالم شيء حتي يرده على صاحبه‏.‏ وسواء كان الدفع في كلا القسمين دفعًا للقاهر حتي لا يقهر ولا يستولي، كما يهادن أهل الحرب عند الضرورة بمال يدفع إليهم، أو استنقاذًا من القاهر بعد القهر والاستيلاء‏.
مجموع الفتاوى ج29
 
#المؤلفة_قلوبهم_ونصوص_ابن_تيمية
:"ونظير هذا أن يحتاج ولي بيت المال إلى إعطاء ظالم لدفع شره عن المسلمين؛ كإعطاء المؤلفة قلوبهم لدفع شرهم، أو إعطاء الكفار إذا احتاج ـ والعياذ بالله ـ إلى ذلك ولم يكن في بيت المال شيء، واستسلف من الناس أموالًا أداها، فهل يقول عاقل‏:‏ إن تلك الأموال تذهب من ضمان من أخذت منه، ولا يرجع على بيت المال بشيء؛ لأن المقبوض كان عين أموالهم، لا عين أموال بيت المال‏؟‏‏!‏ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعطون ما يعطونه؛ تارة من عين المال‏.‏ وتارة مما يستسلفونه‏.‏ فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستسلف على الصدقة، وعلى الفيء، فيصرفه في المصارف الشرعية؛ من إعطاء المؤلفة /قلوبهم، وغيرهم‏.‏ وكان في الآخذين من لا يحل له الأخذ، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏إني لأعطي أحدهم العطية فيخرج بها يتأبطها نارًا‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، فلم تعطيهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏يأبون إلا أن يسألوني، ويأبي الله لي البخل‏)‏‏.‏
ولا يقول عاقل‏:‏ إن ذلك المال يذهب من عين من اقترض منه، بل هو بمنزلة ما إذا كان عين مال الصدقة والفيء؛ لأن المعطي جاز له الإعطاء، وإن لم يجز للآخذ الأخذ‏.‏ هذا وهو يعطيه باختياره، فكيف بمن أكره على الإعطاء وجاز له الإعطاء، أو وجب عليه‏؟‏ ولا يقال‏:‏ ولي الأمر هنا اقترض أموال الناس منهم؛ لأنه يقال‏:‏ إنما اقترضها ليدفعها إلى ذلك الظالم الذي طلب أخذ أموال المسلمين، فأدي عنهم ما اقترضه ليدفع به عنهم الضرر، وعليه أن يوفي ذلك من أموالهم المشتركة مال الصدقات والفيء ولا يقال‏:‏ لا يحل له صرف أموالهم؛ فإن الذي أخذه ذلك الظالم كان مال بعضهم، بل إعطاء هذا القليل لحفظ نفوسهم وأموالهم واجب‏.‏
وإذا كان الإعطاء واجبًا لدفع ضرر هو ضرر أعظم منه، فمذهب مالك وأحمد بن حنبل المشهور عنه وغيرهما‏:‏ أن كل من أدي عن غيره واجبًا فله أن يرجع به عليه إذا لم يكن متبرعًا بذلك، وإن أداه بغير إذنه؛ مثل من قضي دين غيره بغير إذنه‏.‏ سواء كان قد ضمنه بغير إذنه، وأداه بغير إذنه، أو أداه عنه بلا ضمان‏.‏
مجموع الفتاوى ج30
 
من فقه ابن تيمية في القوة والضعف في الدولة والواقع والتعامل مع العدو مثلا(ليس أبيض وأسود كما يتخيل كثير منا!!!)
:"فحيث ما كان للمنافق ظهور يخاف من اقامة الحد عليه فتنة اكبر من بقائه عملنا بآية ^ دع اذاهم ^ كما انه حيث عجزنا عن جهاد الكفار عملنا بآية الكف عنهم والصفح وحيث ما حصل القوة والعز خوطبنا بقوله ^ جاهد الكفار والمنافقين ^ # فهذا يبين ان الامساك عن قتل من اظهر نفاقه بكتاب الله على عهد رسول الله اذ لا نسخ بعده ولم ندع ان الحكم تغير بعده لتغير

المصلحة من غير وحي نزل فان هذا تصرف في الشريعة وتحويل لها بالراي ودعوى ان الحكم المطلق كان لمعنى وقد زال وهو غير جائز كما قد نسبوا ذلك الى من قال ان حكم المؤلفة انقطع ولم يأت على انقطاعه بكتاب ولا سنة سوى ادعاء تغير المصلحة
من كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول
والنص كاملا وهو مهم جدا لمن زعم أن الشريعة هي آخر الأحكام مع أن الشريعة معناها : التعامل بالأحكام الشرعية المناسبة للحالة التي نزلت فيها وليس الحكم على حالة بشريعة غير الشريعة التي نزلت فيها مناسبة لها.
:" وانزل الله تبارك وتعالى سورة براءة وكمل شرائع الدين من الجهاد والحج والامر بالمعروف فكان كمال الدين حين نزل قوله تعالى ^ اليوم اكملت لكم دينكم ^ قبل الوفاة بأقل من ثلاثة اشهر ولما أنزل براءة امره بنبذ العهود التي كانت للمشركين وقال فيها ^ يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ^ وهذه الاية ناسخة لقوله تعالى ^ ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم ^ وذلك انه لم يبق حينئذ للمنافق من يعينه لو اقيم عليه الحد ولم يبق حول المدينة من الكفار من يتحدث بان محمد يقتل اصحابه فامره الله بجهادهم والاغلاظ عليهم وقد ذكر اهل العلم ان اية الاحزاب منسوخة بهذه الاية ونحوها وقال في الاحزاب ^ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا ^ الاية فعلم انهم كانوا يفعلون اشياءاذ ذاك ان لم ينتهوا عنها قتلوا عليها في المستقبل لما اعز الله دينه ونصر رسوله فحيث ما كان للمنافق ظهور يخاف من اقامة الحد عليه فتنة اكبر من بقائه عملنا بآية ^ دع اذاهم ^ كما انه حيث عجزنا عن جهاد الكفار عملنا بآية الكف عنهم والصفح وحيث ما حصل القوة والعز خوطبنا بقوله ^ جاهد الكفار والمنافقين ^ # فهذا يبين ان الامساك عن قتل من اظهر نفاقه بكتاب الله على عهد رسول الله اذ لا نسخ بعده ولم ندع ان الحكم تغير بعده لتغير

المصلحة من غير وحي نزل فان هذا تصرف في الشريعة وتحويل لها بالراي ودعوى ان الحكم المطلق كان لمعنى وقد زال وهو غير جائز كما قد نسبوا ذلك الى من قال ان حكم المؤلفة انقطع ولم يأت على انقطاعه بكتاب ولا سنة سوى ادعاء تغير المصلحة
 
قال ابن تيمية:"
وأما الدين المشروع والدنيا السالمة فلا تقوم إلا بالثالث؛ مثل إعطاء المؤلفة قلوبهم لجلب منفعتهم، أو دفع مضرتهم، ورشوة الولاة لدفع الظلم، أو تخليص الحق، لا لمنع الحق، وإعطاء من يتقي شر لسانه، أو يده من شاعر، أو ظالم، أو قاطع طريق، أو غير ذلك‏.‏ وإعطاء من يستعان به على البر والتقوي من أعوان، وأنصار، وولاة، وغير ذلك‏.‏
وأصله في الكتاب والسنة، وسيرة الخلفاء الراشدين‏:‏ أن اللّه جعل للمؤلفة قلوبهم حقا في الصدقات التي حصر مصارفها في كتابه، وتولي قسمها بنفسه، وكان هذا تنبيها على أنهم يعطون من المصالح ـ ومن الفيء على القول الصحيح ـ التي هي أوسع مصرفا من الزكاة؛ فإن كل من جاز أن يعطي من الصدقة أعطي من المصالح، ولا ينعكس؛ لأن آخذ الصدقة إما أن يأخذ لحاجته، أو لمنفعته، وكلا الأمرين يؤخذ منهما للمصالح، بل ليست المصالـح إلا ذلك، والمؤلفـة قلوبهم هم مـن أهل المنفعة الذين هم أحق بمال المصالح والفيء‏.‏
ولهذا أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم من الفيء والمغانم، كما / فعله بالذهيبة التي بعث بها على من اليمن‏.‏ وكما فعل في مغانم حنين، حيث قسمها بين رؤساء قريش، وأهل نجد، وقال‏:‏ ‏(‏إني لأعطي رجالا، وأدع من هو أحب إلى منهم‏.‏ أعطي رجالا لما في قلوبهم من الهلع، والجزع، وأكل رجالا إلى ما جعل اللّه في قلوبهم من الغني والخير‏)‏ وقال‏:‏ ‏(‏إني لأعطي أحدهم العطية، فيخرج بها يتأبطها نارًا‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ يارسول اللّه ؛ فلم تعطيهم‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ‏(‏يأبون إلا أن يسألوني، ويأبي اللّه لي البُخْل‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده، ما من رجل يسألني المسألة، فتخرج له المسألة مالم نكن نريد أن نعطيه إياه فيبارك له فيه‏)‏ أو كلامًا هذا معناه‏.‏
وهذا القسم يشتمل على الأقسام الثلاثة‏:‏ أما المال بالأعيان، فمنه افتكاك الأسري، والأحرار من أيدي الكفار، والغاصبين؛ فإن المسلم الحر قد يستولي عليه الكفار، وقد يستولي عليه الفجار؛ إما باستعباده ظلمًا، أو بعتقه، وجحود عتقه‏.‏ وإما باستعماله بغير اختياره، ولا إذن الشارع؛ مثل من يسخر الصناع كالخياطين، والفلاحين، بغير حق، وإما بحبسه ظلما وعدوانا، فكل آدمي قهر آدميًا بغير حق، ومنعه عن التصرف‏.‏ فالقاهر يشبه الآسر، والمقهور يشبه الأسير، وكذلك القهر بحق أسير‏.‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم للغريم الذي لزم غريمه‏:‏ ‏(‏مافعل أسيرك‏؟‏‏)‏‏.‏
/ وإذا كان الاستيلاء على الأموال إذا لم يكن بحق فهو غصب، وإن دخل في ذلك الخيانة والسرقة، فكذلك الاستيلاء على النفوس بغير حق أسر، وإن دخل فيه استيلاء الظلمة من أهل القبلة‏.‏
وكذلك افتكاك الأنفس الرقيقة من يد من يتعدي عليها ويظلمها، فإن الرق المشروع له حد، فالزيادة عليه عدوان‏.‏
ويدخل في ذلك افتكاك الزوجة من يد الزوج الظالم؛ فإن النكاح رق، كما دل عليه الكتاب والسنة، قال اللّه تعالى‏:‏‏{‏وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْباب‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 25‏]‏ ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم في النساء‏:‏ ‏(‏إنهن عندكم عَوَان‏)‏‏.‏ وقال عمر‏:‏ النكاح رق، فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته‏.‏ وكذلك افتكاك الغلام والجارية من يد الظالم، كالذي يمنعه الواجب، ويفعل معه المحرم‏.‏
ومنه افتكاك الأموال من أيدي الغاصبين لها ظلمًا أو تأويلًا؛ كالمال المغصوب والمسروق وغيرهما، إذا دفع للظالم شيء حتي يرده على صاحبه‏.‏ وسواء كان الدفع في كلا القسمين دفعًا للقاهر حتي لا يقهر ولا يستولي، كما يهادن أهل الحرب عند الضرورة بمال يدفع إليهم، أو استنقاذًا من القاهر بعد القهر والاستيلاء‏.‏
ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج29
 
المسيري هو شاطبي العصر
كما الامام الشاطبي في الوصول الى مقاصد الاسلام وصل المسيري الى مقاصد العلمانية ونموذجها الشامل وكمون مرجعيتها المادية في بدايتها ونهايتها، المثالي فيها والمادي، الرأسمالي والماركسي، الإنساني الأول (الإدعاء الأول بالتمركز حول الإنسان) والطبيعي المادي (التمركز حول المادة) في المآل الأخير.
لقد قبض المسيري على العلمانية وهيمن عليها وحكم.
-
نحن لاننظر الى الاخطاء القليلة في المجال
 
اخترع المسيري للعلمانية نموذج تفسيري جعلها لاتنفلت من بين يديه مهما تلونت باي لون (كالحرباء التي قد لاتدري ما لونها؟!) ، إنساني(إدعاء البعد الإنساني) أو مادي، ففي النهاية وصل الى ظلماتها الاولى وماديتها الكامنة ، ونهايتها الكامنة فيها، وحيوانيتها الجنينية داخل انطلاقتها الأولى. وحشيتها المتنامية ، أحادية نظرتها الكامنة فيها(النظرة المادية المصمتة)
إنها المنظومة المُخيفة التي يسود فيها قانون الذئاب!
 
قد تغلب العلماني انسايته الربانية الاصيلة فيه وهو يظن انها العلمانية التي تقوده (العلمانية لاتؤمن بالروح وإنما بالمادة)
انها فطرة الله التي فطر الناس عليها
مختصر كلام للمسيري!
 
قال المسيري : الشذوذ الجنسي مسألة منطقية كامنة في النموذج (العلماني المادي من بدايته) (النموذج يبدأ واقع.. في مجتمع تتصاعد فيه معدلات العلمنة)
منطق المسيري: إذا كان المجتمع متجه نحو اللذة إذن الجنس العادي ضروري سيختفي وسيحل محله أشكال أخرى أكثر كمونية ، أكثر توجها نحو اللذةّ
ولاشك أن المسيري يقصد بالتوجه من خلال نموذج معرفي مادي(من لحظة كمون النموذج داخل حركته نحو تحقيق نفسه بل نحو الإنفلات النهائي أو المستمر أو غير المقبوض عليه (المسيطر على نفسه بقيم مدعاة )أو لحظة السيولة كما هي الحالة اليوم.
يالروعة هذا الرجل.
 
بمناسبة كلامنا عن منطق المسيري أحب أن أضع لكم نصا من كتابي(مقال في العلمانية) وهو مخطوط في حالة إضافات مستمرة.
النص:"كما لايجب أن يغيب عنا وأن لاننسى أن من جاء من بعد قاسم أمين مثل جابر عصفور وصنع الله إبراهيم إنفتحوا على أدب الإباحية بحجة أنه "نقل الإبداع لنقلنا من التخلف"، ولارجوع للماضي لانه كما يزعم عصفور فإن الماضي يلغي فاعلية الانسان انظر لجابر عصفور عن رفضه للماضي والتراث الا مايناسب حداثته العلمانية ، كتاب في جريدة: حوار الحضارات والثقافات، جابر عصفور، عدد 3 كانون الثاني 2007م، ص5.، وبصيغة صنع الله قال: "وننقل الإبداعات العالمية إلى لغتنا، دون أن يتدخل مقص الغباء والجهل وضيق الأفق"( ): “العباءة السوداء لقوى الظلام والردة"( )، ولو كان هذا الإبداع المزعوم روايات عن " قضية المرأة المثلية"( )، مثل النص الذي كتبته فرانسواز ماليه-جوريس- والذي نقله صنع الله في كتابه التجربة الجنسية من ص21 منه، ويشرح لنا صنع الله طبيعة النص، ومحور العلاقة فيه كما وضعته فرانسواز المثلية، قال -: “تتقصى فيه العلاقة بين فتاة مراهقة وامرأة مجربة ذات نزعات سادية كتبته المؤلفة عندما كانت في العشرين من عمرها (ولدت سنة 1930) وأثار ضجة كبرى عند نشره في العام (1950)، عثرت على ترجمة انجليزية لهذا النص في مجموعة هامة من الكتابات المتنوعة التي تتناول قضية الجنس المثلي لدى المرأة صدرت سنة 1960. .. من اعداد شخصية فريدة أخرى تدعى آن ألدريش...يمكن وصفها بانها راعية لهذا الشكل من الحب الذي أثار مشاعر العداء والكراهية ولم يحظ بشئ من الفهم إلا أخيراً، ويتضح دورها من عنواني الكتابين الذين نشرتهما قبل المجموعة التي نحن بصددها وهما" نحن أيضاً لابد أن نحب" و" نحن نسير بمفردنا". ..تقول ألدريش في مقدمة الكتاب، أن المرأة المثلية كانت موضوعاً مثيرا للأدب منذ عصر " سافو" في القرن السادس قبل الميلاد،" ولما كان الأدب هو مرآة الحياة، فإن ماتعكسه هذه المرآة يبلور أفكار وآراء أغلبية كبيرة من الناس، ويمكننا أن نعرف الكثير عن موضوع المثلية النسائية بقراءة التعبير الأدبي القصص عنه، مثلما يحدث عندما نقرأ الدراسات العلمية عنه"( ).
كان صنع الله يسعى كغيره الى تمرير المشروع الحداثي بأخلاقياته وتداعياته بالغرب، بحكم أن هناك تشابه بين أوضاعنا وأوضاع الغرب، على الأقل من نواح، من ناحية عصر التصنيع، وهو يعلم أنه فشل مرات عديدة، غير أنه لم يفشل لوجود الرجعية، كما يزعم وإنما لوجود الإسلام واستعصاء اخضاعه، يقول: “فالمشروع الحداثي العظيم للخمسينات والستينات تعرض للفشل المطبق،. .. ولم يلبث أصحاب المشروع نفسه أن نفضوا أيديهم منه، واستكانوا إلى وضع التبعية"( ).
وماذا أدى هذا المشروع الحداثي للفكر والأخلاق، ولا أقصد العلم، فالحداثة مفارقة للعلم، غير ازدياد حالات الانهيار العصبي والشعور بالمقت والقلق والأسى كما بين جيل ليبوفيتسكي في كتابه المرأة الثالثة،(الصادر ككثير من الكتب عن المشروع القومي للترجمة الذي يترأسه جابر عصفور) و ليبوفيتسكي هو رجل من رجالات تلك الحداثة نفسها، ومن جيل مابعد الحرب العالمية الثانية كما ذكر هو!، أي بعد قاسم أمين بعقود( )، وهو الذي قال إن تطورات الحداثة في مجال التحرر الفردي والجنسي ادت الى تأثيرات هائلة على عالمه: “فلم يمض وقت طويل إلا وكان الكثيرين، وبينهم كاتب هذه السطور، يعتبرون أن التمايز الجنسي في مجتمعاتنا يمكن أن يندرج ضمن ظواهر عتيقة... انطلاقاً من ذلك فإن عملية التفكير الكبرى اليوم لاتكمن في خلخلة الأدوار العشقية للجنسين، بل في الحفاظ على التفاوت الجنسي الذي-لكي يكون أقل تضخماً- يجب أن يبقى واقعياً على الصعيد الإجتماعي"( )،وكان قد ذكر من قبل، كما سيأتي من كلامه" حياة جنسية خارج الزواج... وأن يعشقن نساء مثلهن"!، كل ذلك أدرجه فيما عرفه ب"الثورة الجنسية" وهبة التطلع إلى المساواة.، هذه هي " المرأة الجديدة"، و" الرجل الجديد" بحسب ألفاظ ليبوفيتسكي" لقد تحدث الناس كثيراً عن " الرجل الجديد"، و" المرأة الجديدة"..."(ص32)
فبعد عقود من قاسم أمين، وقوله: “وظهر فيهم من يقول بالغاء نظام الزواج حتى تكون العلاقات بين الرجل والمرأة حرة لاتخضع لنظام ولايحددها قانون"( )، وبعد فترة من قول اسماعيل مظهر (الدارويني قبل رجوعه للإسلام) ،في كتابه فك الأغلال ، وقوله:" لقد تقوى النزعة الأوروبية فينا على وحي النيل نفسه... إننا في خلال الخمسين عاما الماضية كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى... لقحناهم بالروح الأ,روبية فلم نبق مصريين، إذ إنتزعنا من أرواح ناشئتنا " مصريتها" ولم نترك فيها من المصرية إلا لون البشرة ولقحناها بروح الأوروبية ، فلم نبق مصريين كأهل الريف ، ولم نستطع أن نكون أوروبيين... وشملت هذه الحال فتياتنا وفتياننا ، فألسنتهم لاتتحرك إلا بكل ماهو أوروبي"( فك الأغلال بحث في الثقافة التقليدية وعلاقاتها بالتربية القومية، إسماعيل مظهر ، طبع بمطبعة المقتطف، 1946، ص 10) وقال " قطعنا صلتنا بالماضي وهمنا في فلوات لانعرف فيها طريقاً يُسلك"(ص 30) وبعد عقود أخرى من صاحب كتاب (المرأة الثالثة) نجد أن الأمور تتغير بسرعة هائلة: “فمنذ عقود تفصل النساء بين الحب والزواج أكثر فأكثر، مفضلات في معظم الأحيان المعاشرة غير الزوجية على خاتم الزواج"( )، و"هناك علاقات حب تمارسها في العطلات، وعلاقات عابرة وحالات هروب ليلي، كل هذا لم يعد بعيداً عن المرأة وباتت تمارسه دون حرج أو شعور بالذنب... ولم يعد محظوراً بالنسبة للمرأة ممارسة الجنس مع شريك لاتحبه، فالأفلام السينمائية والروايات الأدبية شاهدة على بطلات ينخرطن في مغامرات جنسية دون التقد بإستمرارها"( )، لاتنسى أن جيل ليبوفيتسكي هو صاحب كتاب عن الأفلام والتمثيل والعلاقات وهو كتاب شاشة العالم، والذي يشرح لنا في كتابه شاشات العالم كيف تمادت حركات التحرر الجنسي والثقافي والفني في الولوج بالمرأة والمجتمع في المزيد من التحرر والإباحية، وقد قال في كتابه هذا عن التحولات في سينما مابعد زمن قاسم أمين، الملازمة للتغييرات في المجتمع الغربي،وفي العقود الأكثر إنفجارا وتحررا وإباحية: "وفرضت أفلاما تترجم كافة أشكال التمرد الذي يزم التخلص من القيود القديمة. وعلى نحو مواز، أخذت سينما الاستديوهات، وقد انفتحت على عمليات تحليل نفسي أقل تبسيطاً، تبحث في تعقيدات النفس العاطفية، ووظفت هوليود فرويد لصالحها، ويتم تناول الرغبة الجنسية بوضوح في كوارث العواطف المكبوتة، وفي انفجار الجسد والجنس. لقد فتحت ب.ب.(بريجيت باردو) الطريق لهذا الجنس المتحرر، قبل أن تمد مارين إمبراطوريتها، وقبل أن تسمح سينما الهامش والثقافة المضادة، وهي تطور نفسها في السينما السرية، بكل أشكال الجرأة، فمنذ مطلع الخمسينات ومرورا بانفجار الاحتجاج في الستينات، ووصولا إلى الحرية المبدعة لهوليوود الجديدة في السبعينات، هي نفس حركة التحرر الفني والثقافي التي تتأكد وتتسع...فالسينما تصاحب حداثة فردانية جديدة، يجرفها مجتمع الإستهلاك، بقيمه، ومعارضته، سعادة، جنس،. ..رفض الأعراف التقليدية...هذه الحداثة التحررية تنقلب من القالب الكلاسيكي"( ).
إنها النموذج الدائري السائل القوي الفعال دون فاعل، يدور كالآلة!
في ذلك يقول المسيري في رسالته للدكتوراة أن : الشذوذ الجنسي مسألة منطقية كامنة في النموذج (العلماني المادي من بدايته) (النموذج يبدأ واقع.. في مجتمع تتصاعد فيه معدلات العلمنة)
منطق المسيري: إذا كان المجتمع متجه نحو اللذة إذن الجنس العادي ضروري سيختفي وسيحل محله أشكال أخرى أكثر كمونية ، أكثر توجها نحو اللذةّ
ولاشك أن المسيري يقصد بالتوجه من خلال نموذج معرفي مادي(من لحظة كمون النموذج داخل حركته نحو تحقيق نفسه بل نحو الإنفلات النهائي أو المستمر أو غير المقبوض عليه (المسيطر على نفسه بقيم مدعاة )أو لحظة السيولة كما هي الحالة اليوم.
وكما يقول سيرج لاتوش:" لايمكن الحديث عن الحضارة الغربية الحديثة( أو عن الحداثة الغربية) باعتبارها لحظة زمنية أو رقعة جغرافية، وإنما هي آلة بدأ الإنسان في تشغيلها، ثم استمرت في الدوران بقوة الدفع الذاتية، ثم أخذت تتزائد سرعتها بقوة تفوق طاقة الإنسان. وهي في دورانها تدوس الجميع، بما في ذلك الإنسان الغربي نفسه الذي بدأ في تحريكها وكان يحاول توظيفها لصالحه"-يعلق المسيري بالقول:" في هذا الإطار(الآلة التي تدور-الاقتصاد الطفيلي- الإعلام الشرس- عالم بلا بؤرة ) يشعر الإنسان بالعجز الكامل، فهو يتعامل مع عالم متشظ غير محدد المعالم، مكون من وحدات لايربطها رابط"
انظر لحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر،ص51
 
حار الكثيرون في موضوع العلمانية الجزئية التي سماها عبد الوهاب المسيري، بل حار الناس في كلام المسيري نفسه حتى حذر البعض من كتبه وكتاباته.
وبدراسة دقيقة جدا جدا لما قاله أقول: أن أفضل من كتب عن العلمانية هو المسيري، فلم يعرفها من خلال الفكرة وإنما من خلال التكون الجنيني لها ونزعهتها الأولى المتحررة من الدين (طبيعتها المادية) والرجل لم يخفي أن فصل الدين عن الدولة تبع للمرجعية المادية هو عمل خطير جدا، تتبعه متواليات تصل الى فصل الدين عن كل شئ
، بل فصل الأخلاق عن الإنسان بل فصل الإنسان عن نفسه!!
!
وهو نفسه قال في نصوص ان الفصل الاول يؤدي بالضرورة الى الفصل النهائي عن الحياة
طالما المرجعية مادية او انسانية غير اسلامية!
مشكلة المسيري التي وقع فيها هي مشكلة لفظية كان ينبغي ان يتفاداها خصوصا أنه هو بالذات من أضاف للعلم الإسلامي مصطلحات بالغة الدلالة، وجديدة ومن اختراعه.
المشكلة اللفظية انه سمى الاجراءات علمانية جزئية وضرب على ذلك مثلا بحفر الخندق والامور الفنية في الدولة او الامور التجريبية في الزراعة او الصناعة او حتى السياسة
لكن مالم يلتفت اليه اكثر نقاده هو انه قال ان ذلك لابد ان يدور في اطار مرجعيتنا الاسلامية
لكن مرة اخرى المسيري نفسه هو من اوقع الناس في هذا ولامعصوم في الاسلام من البشر الا الانبياء
يعني ان الاجراءات والتجارب والاجتهادات التي تجري ضمن اطار المرجعية الربانية المتجاوزة للمادة اذا كانت كذلك فالرجل يسميها علمانية جزئية وكان يمكن لو اراد ان يتفادى ذلك بقوله انها الاجراءات الدنيوية او الخبرة البشرية او الفكر البشري الذي لايخالف النصوص الثابتة او الاجراءات الحامية او الضامنة المفتوحة على التجارب المستمرة إلخ
شئ آخر أنه تكلم عن اقتصاد دنيوي لكنه ايضا احاط ذلك وان كان في نصوص قليلة جدا بالمرجعية الاسلامية
فالرجل ليس علماني ولا علماني جزئي بالمعنى المادي ولكنه اسلامي بل سيد الاسلاميين المعاصرين لكنه قد يخطئ في الاقرار بلفظ في دائرة ضيقة مع وضعه تحت اللفظ نفسه المفهوم الاسلامي لا العلماني المادي.
غفر الله للمسيري فقد كشف العلمانية من مبتها الاول وتابعها في اضرارها في الدين والدولة في الاخلاق والسياسة في الاقتصاد-اقتصاد قطاع اللذة على سبيل المثال- والاسرة.
 
لما علماني كبير ومجرم يصنع اسطورة عن النبي كاذبة وخاطئة تستغرق منه عشرون عاما كما قال (في مقدمة ج3 من تلفيقيته عن سيرة النبي!)ويجعل النبي شخصا هاجر بمجموعة لغات للشام ليدرس فيها على كنيسة سورية معينة ويهاجر لها كل مرة على فترات ويترجم من اللغة الآرمية مثلا ثم يعلن النبوة لاحقا ويكون القرآن الأولى متأثر بتعاليم تلك الكنيسة
تبقى تقول على العلماني المجرم المبخل عند العلمانيين ايه
انه المفكر العلماني هشام جعيط التونسي والي كتب موسوعة في هذا الموضوع من 3 كتب كبيرة وطبعا عمل زي غيره نقل عن غيره من الغربيين وانا لي مقالات في هذا الموضوع عنه
تماما زي ما عمل سيد القمني اكتر من الف صفحة ليجعل النبي موسى هو اخناتون وان الاصل هو اخناتون والنبي موسى هو اقتباس توراتي ثم قرآني
تم الرد على كل كلام القمني في الاقطاب 2
وتم الانتهاء من الرد على جعيط في الاقطاب 3
وهناك من العلماء والكتاب من رد على جعيط
فممن رد عليه استاذنا الدكتور إبراهيم عوض
 
لماذا يحاول الماركسي الحاقد رفعت السعيد إعادة تلميع فرح انطون مؤسس مجلة الجامعة ، وانطون هو من دعا الى تجاوز الاسلام وغيره، وقد حاول استخدام ابن رشيد داعيا الى تجاوز الدين !، وكذلك فعل رفعت السعيد مع شبلي شميل، إذ يروج لهما من خلال كتابة مقالات(حاليا) على موقع عبد الرحيم علي الانقلابي(البوابة) ومعروف ان شميل هو داعية الداروينية الاول في بلادنا والداعية الأكبر لفلسفة دارون عن أن أصل الإنسان حيوان، وقد تأثر به كل من جاء بعده من العلمانيين واشباههم
ان كتابي مقال في العلمانية اهتم بانطون وشميل في أكثر من 100 صفحة ، مع طبعا الفترة التي عاشا فيها ، والمعارك التي دارت والعلماء الذين حاوروهم.
 
من كتابي (مقال في العلمانية)، وهو مخطوط
وفي النص كلام عن السيد يسين وتوفيق الحكيم (والنص لم ينضبط ضبطا تاما لانه مازال قابل للزيادة وعملية التوضيب لكن تفضلوه وفيه تحليل لموقف توفيق الحكيم من عب الناصر)
النص:...مع أن يسين كما قلنا دعم البنية السياسية الدموية للجنرال عبد الفتاح السيسي ، ذلك الرجل الذي ينطبق عليه كلام ادوارد سعيد عن الحاكم المتواطئ الممقوت الذي:" اصطادته القوة الامبريالية وأبقته على سدة الحكم" الثقافة والامبريالية لادوارد سعيد ص 68. وفي نفس الصفحة تكلم سعيد عن ماهو أسوأ:" التعاون المذهل رغم أنه كثيراً مايكون سالباً مع هذه الممارسات من قبل المفكرين ، والفنانين ، والصحافيين ، الذين تتميز مواقعهم ومواقفهم في بلدانهم بالتقدمية وتزخر بعواطف تثير الاعجاب، لكنها تكون معاكسة لذلك تماماً "
ومعلوم كما قال توفيق الحكيم : ان الحاكم لايريد من المفكر تفكيره الحر بل تفكيره الموالي (عودة الوعي لتوفيق الحكيم ص36، دار الشروق، .فتوفيق الحكيم رغم انه كان يريد التخلص من حقائق اسلامية اعتبرها موروث معيق للعقل ، وأيد في نفس الوقت أتاتورك الذي عصف بكل مايمت للإسلام بصلة في تركيا، إلا أنه خاف من موالاة الحاكم والتقرب اليه وزيارته او لقاءه (عبد الناصر انموذجا ) ، وقد تكلم عليه بعد الثورة بل بعد موت عبد الناصر(!!) 1972م ، في كتابه هذا (عودة الوعي)تحت عنوان: الحاكم المطلق، بل إنه عاتب نفسه في أنه انساق وراء الحماس العاطفي في تأييد حكم الفرد الإنفعالي العاطفي غير السياسي ،" شخصا مثلي، يحسب من المفكرين قد أعمته العاطفة عن الوعي ففقد الوعي بما يحدث حوله"(ص 60)، ووصف نظام عبد الناصر بأنه " نظام دكتاتوري"( 68)، " الحكم المطلق بإرادة فرد"(ص 71)، يقوم على الاجراءات العنيفة والاعتقالات " مع ألوان من التعذيب بلغت فظاعتها مبلغ الأساطير"( ص 74)، " عهد كان يرفه فيه الشعار ويعمل بنقيضه خلف الستار"(ص 75)، " بلد ليس له وعي ولاحربة بل ولاكرامة إنسانية"(ص 76، نهاية الكتاب)، وأنه كان يشعر بأنه معبود الجماهير وأوحى إلى الجماهير أنه مقدس معصوم من الخطأ ، وشل سلطانه العقول فلم ترى الجماهير الا مايرى، هذا هو " الزعيم المعبود"(ص 43)،بل إنه قال لسارتر لما سأله لماذا لاتمدح عبد الناصر في كتاباتك فقال لكي: لكي يكون دفاع يجب أن يكون هجوم"، وأنه عبد الناصر لايهامه أحد كما يفعل في فرنسا مع ديجول(ص 47) ثم ذكر أنه فوق التزييف في عهد عبد الناصر فقد كان هناك فقدان للوعي وعملية تخدير كبرى" حالة غريبة من التخدير"(ص 49) ، وأنه قام ب " خداع الناس"، " وتصديقنا للأكاذيب التي نذيعها عن أنفسنا" (ص57) ، " تشجيعها على التزييف، والنفاق وطمس الحقائق"(ص69) وقال انه على عكس ماكان قبل الثورة، فبعدها" لم نكن نناقش أي مشروع تؤيده، وربما لم نكن نستطيع"(ص 52) " دولة... لامعارضة لها ولا مناقشة"(ص 70)، وقال عن عبد الناصر انه كان انفعالي ويبدو أن الظروف هي التي دفعته الى غير طريقه(ص 37).. لكن في نفس الوقت كان عبد الناصر يحاول أن يستغل المثقفين في جانبه، كما دعاهم مثلا في " المؤتمر القومي"(ص41) ويبدو أن تأييده لأتاتورك فاق الوصف(انظر ، ص26 وص 45. ويبدو أنه بقي يفكر بقلبه ، مع أنه قال معاتبا نفسه في تأييد تأميم القناة " كنت في ثورة 1952 وفي كهولتي أفكر بقلبي، وكنت في ثورة 1919 وفي شبابي أفكر بعقلي"(ص54)
لم يختلف السيد يسين عن وعي توفيق الحكيم في تأييد عبد الناصر، حتى بعد وصف الحكيم أخيراً لعهد عبد الناصر بأنه كان عهداً دكتاتورياً، ويبدو أن تناقضات يسين هي كتناقضات توفيق العجيم ، بل أشنع، لان يسين توفرت له من التجارب مايمكن أن يثني أي مفكر عن تأييد طاغية فما بالك لو أيده في البداية وهو يعلم أ،ه دموي فاشي، قاتل وسفاح. نعم إنها من تناقضاته الكبيرة، وعدم توافقه مع مايطرحه.، يقول جابر عصفور شارحا موقف سيد يسين:" ذلك لأن القضايا الخاصة ب... تحطيم الأبنية الشمولية السياسية أو الفكرية ... فضلاً عن انتهاء طغيان وسيطرة العقائد الإيديولوجية الجامدة... كل هذه ليست قضايا الفرد الغربي وحده ولكنها قضايا الإنسان في كل مكان" (حوار الحضارات والثقافات، كتاب في جريدة ص8)
 
[FONT=&quot]ان توفر وقت ساعرض عليكم خلاصة مقال هولندي عن ترك الهولنديين كنائسهم بل وبيعها بل وتأخيرها حتى كصالات رقص حتى فرغت الكنائس او انقلبت لصالات بيع او سينما او غير ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]وأما تعقيب الهولنديين أمس (في حوار معي)على المقال فهو يظهر النفسية العلمانية[/FONT]
[FONT=&quot]في المنشورات التالية سأحاول أن أحكي بعض الأمور عن ذلك[/FONT]
 
[FONT=&quot]
كانت إمرأة غير هولندية(متزوجة من هولندي) قد عقبت على ماكنا نتناقش فيه حول المقال الهولندي عن فراغ 80 في المية من كنائس هولندي او تأخيرها لأي نشاط دنيوي(ومنها احتفال راقص)
[/FONT]

[FONT=&quot]
قالت: المدهش أنني كنت أرقص مع زملاء العمل في الكنيسة التي استأجرناها من أجل ليلة ساحرة ، وبينما كنت في أوج نشوتها إذا بي أجد تحت رجلي قبر لأحد القساوسة أي اسم يشير إلى أنه دفن هنا وفي هذا المكان تحديدا.
[/FONT]

[FONT=&quot]
لم أكن أعلم أنني أرقص فوق قبور القديسين.
[/FONT]

[FONT=&quot]
قلت لها : هل كانت كنيسة كبيرة؟
[/FONT]

[FONT=&quot]
قالت إنها أكبر كنيسة في وسط البلد بل أشهر كنيسة واسمها في لاهاي(Grote Kerk)
[/FONT]
 
[FONT=&quot]قال الشاب الهولندي الذي يبلغ من العمر تقريبا 48 عاما تعليقا على الرقص في الكنيسة(تؤجر الكنائس لأي نشاط دنيوي في الغرب)، كما كانت قد حكت تلك المرأة عن خبرتها، وهي ترقص داخل أكبر وأشهر كنيسة في مدينة لاهاي، عندما فوجئت أنها ترقص على أرضية تحتها قبر أحد القساوسة، ولوحة جميلة على الأرضية مكتوب عليها إسم القسيس، قال عندما سألته سيدة هولندية تجلس معنا: ما رأيك ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]أجاب: لاأجد أي مشكلة، ليس عندي هذه الأمور من التقديس، فأنا تربيت على أن الأمر عادي جدا، والأمر يختلف من نظرة الإنسان للأمور.[/FONT]
[FONT=&quot]كنا قد تكلمنا أيضا عن مقال مكتوب فيه: تلقى الأبوين طفلا؟ فإستغرب وقال نص المقال غريب.. فممن تلقى؟ من أعطاه؟ (طبعا هو علماني) واتذكر هنا حوار لي من 25 عاما مع شاب هولندي كنت قد قلت له من خلقك؟ قال لااعرف غير أمي وأبي!![/FONT]
 
[FONT=&quot]في موضوع تأخير الكنائس في هولندا لأي نشاط دنيوي، بيع، احتفال.. موضة.. فتحت إمرأة هولندية معي (أمس ليلا) موضوع جانبي فير موضوع الكنائس الفارغة في هولندا (80 في المية بيعت او فرغت أو أجرت) ، وكنا مجموعة نتكلم حول مقال هولندي عن فراغ الكنائس نتيجة التطورات في الغرب وترك الناس أديانهم المسيحية.[/FONT]
[FONT=&quot]سألتني هل تؤمن بإله؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلت نعم.. قالت كيف؟ قلت لها : العلم الحديث أثبت أن مليارات العمليات البيولوجية أو النفسية .. تجري داخل الكيان الإنساني بدقة بالغة، فإذا كان ذلك على وجه الحكمة كما نرى[/FONT][FONT=&quot].. مما يدهشنا.. في نفس الوقت الذي لانرى فيه أثناء كلامنا الآن تلك العمليات.. فإنه دليل على أن هناك من كونني وصنعني على هذه التركيبة الدقيقة والجميلة واللطيفة والمدهشة. وهو الإله الذي خلقني؟
فالت أنا أرى أنها الجينات تعمل ولا مخطط ولا إله من وراءها..
قلت لها ومن خلق تلك الجنينات الفاعلة في جسمنا؟
سكتت لحظة والتفتنا للحوار العام
ثم نظرت لتلفوني(الإيفن ) وقالت ألا أخبرك عن شئ.. إن هذا التلفون دليل على أن الإنسان فعل أحسن من الإله الذي تؤمن به!
قلت لها لو أخبرتني كيف أكون لك شاكرا؟
قالت إنك اليوم تستطيع ان تتصل بأهلك وتراهم بدون حاجة لإله!
قلت لها وهل الإنسان خلق التلفون من العدم؟
صمتت!
قلت لها هل تعلمي أن أدوات التلفون من الحديد وغيره من الكنوز الموضوعة في باطن الأرض كما أن طعامك نفسه يخرج منها( وفيه الفيتامينات التي يحتاجها جسمك الذي يعمل 24 ساعة بدقة بالغة وبعمليات تتجاوز مليارات المليارات!
ثم إن الأسباب التي في الأرض والتي لها صلة بأسباب السماء(الشمس مثلا وماتضخه من أشعة وغير ذلك مما تستفيد منه التكنولوجيات، ومنها الطبية، في علاج الإنسان(الأشعة فوق البنفسجية مثلا) كلها موجودة بنظام عجيب في الأرض والكون.
ومنها ماتم استخدامه في التلفون فلولا وجود تلك الأسباب لما استطعت الكلام أو التواصل مع الآخرين في الناحية الأخرى من العالم.[/FONT]
 
[FONT=&quot]
#علي_عزت_بيجوفيتش
[/FONT]

[FONT=&quot]
يقول علي عزت بيجوفيتش:" فقد كان بإمكان " ماركس" وهو قابع في مقعده بالمكتبة البريطانية أن يقول بأنه لاوجود للأخلاق، ولكن الذين حاولوا تطبيق أفكار" ماركس" وأن يقيموا مجتمعاً على أساسها ، لم يستطيعوا أن يعلنوا هذا الكلام بالسهولة نفسها. فلكي يُنشؤوامجتمعاً ويُحافظوا عليه، كان عليهم أن يطلبوا من الناس مزيداً من المثالية والتضحية، ربما أكثر مما طلب أي نبي من قومه بإسم الدين. ولهذا السبب ، كان عليهم أن يتناسوا بعض المسلمات المادية الواضحة. ولذلك ، فإن السؤال الحقيقي ليس هو ما إذا كان الملحد (المادي) من حقه أن يعظ بإسم الأخلاق أو الإنسانية ، وإنما السؤال هو هل يمكنه أن يفعل ذلك ويبقى على ماهو عليه، أعني في حدود المذهب المادي لايبرحه؟"
[/FONT]

[FONT=&quot]
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 214.
[/FONT]

[FONT=&quot]
تفسير: المؤمن بالفكرة المادية لايستطيعها -وإن عاند-مهما جادل أو فعل، فهنو واقع في الإيمان بما هو خارج الفكرة المادية، مما هو لايستطيع المادي أن يقبض عليه ويشير الى وجوده المادي، مثل التضحية الإنسانية أو الحب الإنساني إلخ.
[/FONT]

[FONT=&quot]
ولذلك مهما ينكر العلماني الأخلاق أو يقول بنسبيتها، فهو مؤمن شاء أم أبى بما هو مناقض لما يؤمن به من الفكر المادي!
[/FONT]
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
[FONT=&quot]" فلابد للمادية من أن تنكر الأخلاق في النهاية"[/FONT]
[FONT=&quot]الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 214.[/FONT]
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
[FONT=&quot]يقول بيجوفيتش:" ألم يكن الأسبان الغزاة المتحضرون هم الذين دمروا – بأحط الوسائل التي لم يشهدها التاريخ من قبل- لا الثقافة " الماياوية" و " الأزتية" فحسب، بل دمروا الشعوب نفسها التي كانت تعيش في هذه المناطق؟ أليس المستوطنون البيض(هل نقول من البلاد المتحضرة) هم الذين دمروا ، بطرق منظمة، القبائل الهندية من السكان المحليين، والعشائر التي كتب عنها " مورجان"(يقصد لويس مورجان)، واستخدموا في ذلك أساليب لم يسبقهم إليها أحد في التاريخ الحديث؟ لقد كانت الحكومة الأمريكية[/FONT][FONT=&quot] – حتى منتصف القرن التاسع عشر – تدفع المال لمن يأتي بفروة رأس هندي. وخلال ثلاثة قرون من الزمن، استمرت التجارة الشائنة في العبيد السود عبرالأطلنطي جنباً إلى جنب مع نمو الحضارة الأوروبية – الأمريكية، وكجزء لايتجزأ من هذه الحضارة. ولم تنته هذه التجارة قبل سنة 1865. وقُدر عدد الذين وقعوا في الأسر فريسة للصيد البشري(بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة)، خلال هذه الحقبة بين 13 إلى 15 مليون إنسان حر(علماً بأن العدد الحقيقي لن يُعرف أبدا). وهنا مرة أخرى ، كانت الأعمال الوحشية موجهة من مجتمع متحضر ضد أحرار مسالمين من الشعوب البدائية(البربرية)...هذه البربرية تُفصح عن نفسها في كل مكان بعنفها وخداعها ونفاقها واستعبادها، كما تبدو في تدمير جميع القيم المادية والثقافية والأخلاقية للشعوب البدائية الضعيفة"
الإسلام بين الشرق والغرب، عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف عدس، طبعة المانيا، مؤسسة بافاريا، ص 223.[/FONT]
 
[FONT=&quot]
#علي_عزت_بيجوفيتش
[/FONT]

[FONT=&quot]
قال
[/FONT]

[FONT=&quot]
" لقد أحالت الحضارة النساء إلى موضوع إعجاب أو استغلال، ولكنها حرمت المرأة من شخصيتها، وهي الشئ الوحيد الذي يستحق التقدير والاحترام. هذا الوضع مشهود بشكل مطرد، وقد أصبح أكثر وضوحاً في مواكب الجمال أو في بعض مهن نسائية معينة مثل " الموديلات" . وفي هذه الحالات لم تعد المرأة شخصية ولاحتى كائناً إنسانياً، وإنما هي لاتكاد تكون أكثر من حيوان جميل...إنها الحضارة التي أ‘لنت أن الأمومة عبودية، ووعدت أن تحرر المرأة منها"الإسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بيجوفيتش ص264.
[/FONT]

[FONT=&quot]
هنا تحديداً، وأيضاً، يتكلم بيجوفيتش عن إنجلز ودعوته الماركسية، كما ماركس، بإزالة الأسرة، وأيضاً مايحدث في الغرب عموماً.
[/FONT]
 
#علي_عزت_بيجوفيتش
[FONT=&quot]قال بيجوفيتش[/FONT]
[FONT=&quot]"فبيوت المسنين وبيوت الأطفال تذكرنا بالميلاد والموت الصناعيين، كلاهما تتوفر فيه الراحة وينعدم فيهما الحب والدفء. وكلاهما مضاد للأسرة، وهما نتيجة للدور المتغير للمرأة في الحياة الإنسانية, وبينهما ملمح مشترك هو زوال العلاقة الأبوية: ففي الحضانة أطفال بلا آباء ، وفي دور المسنين آباء بلا أطفال. وكلاهما المُنتج " الرائع" للحضارة"الاسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بيجوفيتش ص 265.[/FONT]
[FONT=&quot]يقصد بالرائع على طريقة ولغة وفقه وجماليات اللغة القرآنية والحقيقة القرآنية وبلاغتها :خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَٰذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ[/FONT]
 
[FONT=&quot]المطلق العلماني كامن ومتغير يأخذ فلسفة الجنس فلسفة الاقتصاد فلسفة هيجل هوبز نيتشه الخ[/FONT]
[FONT=&quot]خلاصة للمسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]فلسفة الإسلام موجودة في لا إله الا الله بتتولد منها نُظم[/FONT]
[FONT=&quot]وفلسفة العلمانية هي إن هي إلا الحياة الدنيا وبيتولد منها نظم[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]المرحلة الوثنية الحديثة الي هي العلمانية[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]لماذا الانسان الغربي بعد القرن ال19 ينظر الغربي للغربي(الفن) ويراه مكعبات؟[/FONT]
[FONT=&quot]نموذجي يفسر هذا[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]الذي بأعمله بأعرف -من التعريف-العلمانية من الداخل[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]99 في المية من النساء العربيات لايفهمون مايدعون اليه من تضمينات تحرير المرأة[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
البنك الدولي مبني على أن الإنسان حيوان اقتصادي.. سلوكه دنئ.
مثلا: هانرمي الزبالة في أفريقا ونأخذ فلوس
الإنسان مادة الزبالة مادة القانون مادي يسري على الجميع.. وهذا هو وحدة العلوم في الفكرة المادية
خلاصة المسيري
[FONT=&quot]نفس الظاهرة العلمانية المركبة بأقولها بأكثر من مدلول أو معنى أو عرض ظواهرها[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]أنا أُؤيد التكرار تماما[/FONT]
[FONT=&quot]لأن الإنسان لابد تدخل له من جوانب مختلفة[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]رغم ان النموذج بيقول لابد أن تُعلمن لكن هناك أمور لم يتم علمنتها بعد.. لأن الإنسان(الغربي) مازال محتفظا ببعض القيم.
[/FONT]
[FONT=&quot]لم ينجحوا في تطوير النظام النظري(الفهم الشامل لما يحدث من نتائج الفكرة العلمانية) في فهم سلوكهم[/FONT]
[FONT=&quot]لان نظامهم كامن فيهم ولايريدون فهمه[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري

[/FONT]
 
[FONT=&quot]المسيري: العلمانية مركزة على ضرب الاسرة وحركة التمركز حول الانثى بتصعيد توقعات المرأة بحيث تتحول من الزوجة والأم إلى أُنثى فقط![/FONT]
[FONT=&quot]أول شكل من وظائف العلمنة أن تقوم الدولة بمهمات الأسرة![/FONT]
[FONT=&quot]لاتصير الأسرة مؤسسة اجتماعية.. التوقعات عمالة بتزيد.. محاولة الإستقلال بصورة مستمرة.[/FONT]
[FONT=&quot]تفجير الموقف اكثر من اللازم[/FONT]
[FONT=&quot]ذكرت اظن من قبل كلام للمسيري في هذه النقطة
[/FONT]
https://www.facebook.com/tarekaboomijma/posts/668425060002643?pnref=story
[FONT=&quot]بعد ساعة سماع من
[/FONT]
https://www.youtube.com/watch?v=Vio6xgDL5p4
 
عودة
أعلى