نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

في بداية صياغة النظام المعرفي جابو لي ممثلة في لقاء صحفي في امريكا(القصة في التعليق
من الدقيقة 58
https://www.youtube.com/watch?v=Vio6xgarDL5p4
 
[FONT=&quot]في علمنة الإعلام[/FONT]
[FONT=&quot]مجموعة من القيم لاعلاقة لها بأي مرجعية قيمة أوأخلاقية[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]في عملنة القانون تسيطر فكرة القانون المادي[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]الإنسان(العلماني) رغم تأليهه لنفسه خاضع للسوق العلماني الدارويني[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري

[/FONT]
 
فكرة ان المسيحي عضمة زرقة-قال المسيري- ورثناها من العلمانيين وبيعيرونا بها!
من الدقيقة 27
https://www.youtube.com/watch?v=Vio6xgarDL5p4
 
[FONT=&quot]العنصرية ظاهرة متلازمة مع العلمانية[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]في العلمانية يختفي الانسان المُركب![/FONT]
[FONT=&quot]أي من الروح والجسد، الظاهر والباطن.[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري

[/FONT]
 
كلام عن المرأة مرتبط بالكمون العلماني(المسيري الفيديو في التعليق بعد الدقيقة 29)
https://www.youtube.com/watch?v=Vio6xgarDL5p4
 
[FONT=&quot]الإنسان العلماني أصبح جزء من منظومة مادية لايتحكم فيها، وهي تتحكم فيه، فتجعله شئ ..ذا بُعد واحد شاء أم أبى.[/FONT]
[FONT=&quot]تُجرى عليه التجارب والنماذج المادية كلها[/FONT]
[FONT=&quot]خلاصة من المسيري[/FONT]
 
عشان الناس تترج (من الرج والهز والصدمة والتيقظ ) (قال المسيري)
العلمانية ليس كتاب يضعه يهودي او مسيحي
العلمانية نمط حياة مادي شرس
انظر الفيديو المرفق في التعليق آخر دقيقتين)
https://www.youtube.com/watch?v=2RnUhPBarhm_I
 
[FONT=&quot]"الموضوع" هو (الطبيعة-المادة) ، [/FONT]
[FONT=&quot]التمركز حول "الموضوع" ، يعني التمركز(هنا) حول أي المادة.[/FONT]
[FONT=&quot]والمادة هي لو قلبناها كفكرة فهي كل " موضوع" يُتمركز حوله" في الفكر العلماني: الجنس عند فرويد، المنفعة عند بنتام، الإقتصاد عند ماركس، الروح عند هيجل، إلخ[/FONT]
[FONT=&quot]المؤسسات العلمانية هي التي تقود الإنسان الى نموذجها المادي العلماني وماتريده بإنسانها فالإنسان العلماني خاضع ل "الموضوع"، لا "للذات" ، مهما ظن العلماني أنه متمركز حول ذاته المستقلة عن الله بزعمه (وهي أيضا كفر) لكنه عندما يتمركز حول الما[/FONT][FONT=&quot]دة يصير شئيا، يتحول إلى شئ، الموضة مثلا (المرأة) فالمرأة هنا تقودها المنظومة(الموضوع) مهما ظنت أنها حرة (خصوصا في العالم المادي) خاضعة لآليات السوق الغربي المادي.
بداية المسألة تحقيق المنفعة واللذة والذات والاستقلال والحرية والابداع في الفكرة العلمانية لكنه في ظل النموذج الموضوع، يصير شئ،، تهيمن عليه شمولية المادة أو الفكر المادي، فينسحب الإنسان المادي الملحد من تمركزه الرومانسي حول (الذات) ليقوده النموذج ويجعله وسيلة لاغاية كما أراد كملحد![/FONT]
 
[FONT=&quot]الطبيعة> المادة هو النموذج المتمركز حول المادة (بأي مطلقات مادية غير إنسانية)[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]في العلمانية: تراكم الثروة (الحرام مثلا) يجيلك 100 مليون جنيه وانت عايش زي الكلب لا انا عايز 10 دولار واعيش انسان![/FONT]
[FONT=&quot]خلاصة من المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]التمركز حول المادة اي مركز الكمون هو المادة
[/FONT]
[FONT=&quot]التمركز حول الذات اي مركز الكمون هو الذات[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري
[/FONT]
[FONT=&quot]النمط الكامن هو فك شفرة العلمنة[/FONT]
[FONT=&quot]المسيري[/FONT]
 
دقيق وخطير لو كنتم تعلمون
علمانيين جدد قرحين بتوع الحرية المطلقة(من جيل التسعينات)
المسيري يرد بصراحة مثلي
اسمع الفيديو من بعد الساعة الواحدة و44
والمقصد فيه هو عند كلامه عن رجاء النقاش ومحمود امين العالم
هايعجبك
واما قولي انه مثلي في الهتك والفضح فمابعد كلامه عن النقاش والعالم
الفيديو في التعليق الى كلامه: نقوم نصلي
https://www.youtube.com/watch?v=2RnUhPBarhm_I
 
بشعة جدا مآلات العلمانية
انفجر فيها المسيري في الفيديو مرفق(بعد ساعة و35 دقيقة
https://www.youtube.com/watch?v=2RnUhPBarhm_I
 
كلام كتبته من عشرون سنة فيما اظن-في مدونة لي كانت على موقع مكتوب

مشروع دراسة الغرب-1-

مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-1-



لدراسة الغرب دراسة ميدانية اهمية بالغة في علم الاجتماع البشري عموما والاسلامي خصوصا بل أزعم ان دراسة الغرب دراسة اسلامية واعية لها اهمية بالغة في كل العلوم الانسانية والكونية والحضارية



بل اهميتها تكمن ايضا في متابعة الواقع الغربي عن قرب وتحليل مستوياته ونقل الصورة الواقعية الحقيقة من الداخل الي القاريء المسلم الواعي بل القاريء العالمي حتي يتبين له عالم الغرب الداخلي والتغيرات التي طرأت عليه والقيم التي تحكمه والواقع المعاش بتفاصيله كما هو بلاتشويه ولاتزييف للحقائق ولاتخريب للوقائع



ان خبرا كالذي نسوقه حالا يدل علي مدي التغيرات الضخمة في حياة الانسان الغربي والمجتمع الغربي ومدي هيمنة الفكر الفلسفي المتحرر من الدين والمستقل عن الله



إباحة الحيوان



تنشر دي فولكس كرانت -يوم 28-09-2007 -تقريراً حول الممثلة الإباحية تشاريسما غولد، التي نفذت حملة ضد إباحة الحيوانات. قالت الصحيفة إساءة معاملة الحيوان جريمة وفقاً للقانون الهولندي، لكن ممارسة الجنس مع الحيوان ليست جريمة، على الأقل ليس الآن. نتيجة لذلك، نجد أن معظم ما ينتجه العالم من مواد إباحية للحيوان تأتي من هولندا. قالت الممثلة تشاريسما غولد ليس لديها إلا القليل من المحرمات في عملها، لكنها تضع خطاً بينها وبين ممارسة الجنس مع الحيوان: ” طُلب مني ذلك كثيراً، لكنني أجده مقززاً!” قالت إنها متضايقة بالفعل مما تنغمس فيه الشركات الإباحية الهولندية: ” الخيول، الكلاب، الضأن، الدجاج وحتى الخنازير تساء معاملتها وتُغتصب من أجل المال”. الآنسة غولد التي تستخدم 77 موقعاً إلكترونياً للجنس وتنتج أفلامها الخاصة، شنت حملة ضد إباحة الحيوان وبحثت مع أحزاب سياسية عديدة إمكانية فرض حظر قانوني. خسرت عدداً من عقود العمل منذ أن بدأت حملتها هذه، كما تلقت العديد من التهديدات بالقتل. ” هذا يوضح أهمية ممارسة الجنس مع الحيوان بالنسبة لشركات صناعة الجنس الهولندية”. أقسم ناشر لمجلات وأشرطة للجنس مع الحيوان بأنهم في إنتاجهم لهذه المواد لا يقومون بإجبار أي حيوان على ممارسة أي فعل لا يرغب في ممارسته. على أي حال لا يرغب هذا الناشر في نشر اسمه في الصحف: ” لا أخجل من القذارة التي أنتجها، لكن لديّ طفلة صغيرة تذهب إلى المدرسة يجب أخذ مشاعرها في الاعتبار”. قالت دي فولكس كرانت في نهاية هذا العام سيصوّت البرلمان على مشروع قرار يحظر إنتاج، توزيع، وحيازة المواد الإباحية مع الحيوانات



-وترجمة الخبر مأخوذة من موقع اذاعة هولندا العالمية



http://arabic.rnw.nl/pressreaview/press28090701.




سقت هذا الخبر للاستشهاد به علي خطورة التطورات في عالم الانسان الغربي والناتجة عن حدوث تغيرات ضخمة في الغرب المتعالي الذي رفض القيم والمبادي الدينية والشرائع الالهية وانطلق مستقلا عن الله رافضا اية وصاية خارجية علي اقواله واعماله وانطلق رافضا كافة المقدسات ومزعزعا كافة المسلمات ومزحزحا لكافة العقائد والقيم الثابتة بلاتفرقة بين الصحيح والخطأ او الصالح والفاسد منتهجا نهج نسبية القيم والعقائد ماجعله تائها في الحياة محطما لقيمة الانسان وغاية وجوده ومسؤوليته المكرمة



وفي ذلك يقول محمد الغزالي في كتابه ظلام من الغرب ص25



(ماطفحت بلاد الغرب بالشهوات الجامحة الا لعجز الدين عن المواءمة بين أصوله وبديهيات الفكر الانساني)



لقد كان الاحتكاك بالغرب –او بالاحري احتكاك الغرب بنا- في القرون السابقة قد حدث عن طريق الحضارة الاسلامية التي اقيمت في اوربا في الاندلس وغيرها من مراكز العلم التي اخرجت اوروبا -كما يقول الاستاذ انور الجندي-من الوثنية والرهبانية الي المنهج العلمي التجريبي كما ان الحروب الصليبية والتجارة(ففي نهاية القرن الحادي عشر ومابعده كانت اروبا تحصل علي سلعها التجارية الاسيوية من اسواق الشام ومصر وآسيا الصغري عن طريق التجار المسلمين-انظر مقدمة كتاب مكتشفوا العالم الجديد لجوزيف برجر ص3)- وكذلك الحوار والتعايش السلمي والمناظرات والردود كالتي ذاعت في الاندلس والتعلم ونقل العلوم من قبل الطلبة الغربيون وكان منهم اكابر القساوسة وصار منهم فيما بعد اكابر العلماء في العلوم الكونية مثل روجر بيكون وغيره ،كل هذه الامور ادت الي تغيير الغرب-والعالم بأسره- في اتجاه جديد في التعامل مع السنن الكونية التي استولت المناهج الفلسفية في النهاية علي مناهج النظر فيها خصوصا في العلوم الاجتماعية والانسانية ماادي الي تخريب الانسان وقتله حيا بعد قتل الرب المزعوم علي صليب متخيل!



لقد اخذ الغرب من حضارتنا اغلي ماعندنا من مناهج عقلية ومادية تجريبية تحرك العقل وتتوجه به الي السنن الكونية بعد ان كان معتزلا للحياة مترهبنا تارة وغارقا في ظلام الوثنية تارة اخري بيد انه لم يفلح في التعامل مع الانسان ومنحه السعادة كما لم ينجح في التعامل مع البيئة الطبيعية للارض والانسان ماادي الي افسد الارض وافساد المجتمعات !!!



عند هذه النقطة لابد لي من ان ابرز كلمات الفارو القرطبي وهو يري اقبال الشباب الاوروبي علي العلم الاسلامي والعربي في الاندلس وغيرها من البلدان الاخري-مراكز الحضارة الاسلامية- كقرطبة وغيرها وهي كلمات دالة لاتحتاج الي شرح لانها تفتحك علي التاريخ ويراث الحقد الديني والعلماني علي السواء



يقول:ان إخواني في الدين الذين يجدون لذة كبري في قراءة شعر العرب وحكاياتهم ويقبلون علي دراسة فلاسفتهم -لاليردوا عليها وينقضوها وإنما لكي يكتسبوا من ذلك اسلوبا عربيا جميلا صحيحا—ياللحسرة إن الموهوبين من شباب النصاري لايعرفون اليوم إلا فقه لغة العرب وآدابها — وياللاسف فقد لاتجد بين الألف من هؤلاء واحدا يستطيع أن يكتب إلي صاحبه كتابا سليما من الخطأ



كان هذا الشباب الاوروبي يسمي موزعرب كما قالت كارين آرمسترونغ التي قالت في كتابها الاسلام في مرآة الغرب :وكان معظم الاسبان يشعرون بالاعتزاز لانتسابهم الي الثقافة العربية الاسلامية الرفيعة التي كانت متقدمة علي غيرها بسنوات مشرقة كثيرة وكانوا يسمون موزعرب وقد كتب العلماني الاسباني بول ألفاروbaul alfaro mozarabs الهجوم التالي علي الموزعربmozarabsاو المستعربين arabiesers في تلك الفترة :يحب المسيحيون قراءة القصائد والرومنسيات العربية ويدرسون الاهوتيين والفلاسفة العرب لالكي يفندوا أقوالهم بل ليكتسبوا لغة عربية صحيحة انيقة أين هو العلماني الذي يقرأ الان الشروح الاتينية للكتب المقدسة او الذي يدرس الانجيل او الانبياء او الرسل ؟ياإلهي جميع المسيحيين الشبان الموهوبين يقرؤون الكتب العربية ويدرسونها بحماسة



-الاسلام في مرآة الغرب ص22



تؤكد كارن آرمسترونغ ان كان ومازال الغرب ينظر للاسلام والمسلمين بدونية-ص40- ومن عل-واحيانا من خلال عقلية فصامية اوروبية ص34- وينظرون الي المسلمين بخوف واحتقار كما في حالة الاستعمار ص47- -وانهم كما زعم ارنست رينان-ص44-تركيبة سفلي من الطبيعة البشرية-واحيانا باضطراب غير صحي وعن مرض في النفسية الغربية-ص30



تقول :ان خوف المسيحيين هذا قد افقدهم القدرة علي ان يكونوا عقلانيين او موضوعيين حيال الدين الاسلامي لقد نسجوا في وقت واحد صورا مخيفة عن اليهود وصورة مشوهة عن الاسلام وكان هذا يعكس مخاوفهم الدفينة منه لقد شجب العلماء الغربيون الاسلام بدعوي أنه دين تجديفي وشجبوا نبيه محمد بدعوي أنه المدعي الاكبر الذي اسس دينا عنيفا استخدم السيف كي يفتح العالم وهكذا فقد اصبح محمد- الذي حرف الي ماهوند- بعبعا في اوروبا تستخدمه الامهات اخافة اطفالهن عندما لايمتثلون لاوامرهن كما صور ي المسرحيات الصامتة انه عدو الحضارة الغربية الذي حارب قديسنا الشجاع جورج أصبحت هذه الصورة غير الصحيحة للاسلام إحدي المثل المتوارثة في أوروبا وهي ماتزال تؤثر علي مفاهيمنا عن العالم الاسلامي ومافاقم هذه المشكلة هو الحقيقة التالية : بدء تنامي كراهية المسلمين الشديدة-ولأول مرة في تاريخهم- تجاه الغرب وإلي حد مايعود جزئيا الي السلوك الاوروبي والامريكي في العالم السلامي-الاسلام في مرآة الغرب لكارن آرمستورنغ ص14-15



وتكشف كارن آرمسترونغ مدي التشويه الذي يقوم به الاعلام الغربي تجاه الاسلام والمسلمين



تقول :يبدو ان الصحافة تحرك فينا احيانا نوازع تعصبنا التقليدية القديمة كانت الصور المستخدمة في رسوم الكاريكاتير والاعلانات والمقالات الشعبية نابعة أصلا من مخاوف غربية قديمة عميقة الجذور من وجود مؤامرة اسلامية للاستيلاء علي العالم—هناك رغبة-تقول- احيانا لالقاء اللوم علي الدين ذاته في كل اضطراب في العالم الاسلامي-15-16



في حين كما تقول كارن آرمسترونغ ان :



السبب الكامن وراء الانزعاج والغضب في العالم الاسلامي كان اكتشافه التدريجي للعداوة والحقد علي النبي ودينه الذين كانا متاصلين في الثقافة الغربية ولايزالان يؤثران علي سياسة الغرب في البلدان الاسلامية حتي في الفترة التالية للفترة الاستعمارية-ص47



اننا في الغرب ننتج باستمرار أنماط جديدة كي نعبر عن كراهيتنا المتأصلة تجاه الاسلام-ص49



في حين يتم ابعاد الحقيقة المختفية والمحجوبة والمكتومة والاصيلة عن الاسلام من انه هو من جعل المسلمين يقدمون للعالم اعظم منهج تجريبي في حياة البشرية وذلك بعد ان ازاح -بالوحي القرآني!!!-التصورات الاسطورية عن الكون وجعل العالم مسخرا للانسان وجعل الانسان خليفة وسيدا للارض



فالغرب لم يكن يوما بعيدا عن تاثره العظيم بنا وبقيمنا العقلية ومناهجنا العلمية والفكرية حتي انه ليمكننا الجزم بان



انتفاضته وثورته العقلية الاولي والعلمية انما حدثت بعلومنا وخلاصة عقولنا ونتائج بحوثنا ومناهجنا ونظرياتنا بل وروحنا الحركية والعلمية معا



ولولا تعاليم القرآن ومفاهيم الوحي لما تغير العالم خطوة واحدة ولما تغيرت نظرته الي الكون والمادة التي كانت تعبد في صور مختلفة او تعتبر اسبابها حكرا علي كهنة الاسرار تموت بموت كهنتها -الذين عاشوا للخرافة وعبادة الفرد والكواكب!- لاتفيد الانسان ولاتنفع في تطوره وازدهار حياته علي الارض !!



وحين نستقرأ التاريخ نجد ان الشعلة الاوروبية أوقدت من شجرة الاسلام-يقول الاستاذ أنور الجندي- فقد عاشت اوروبا منطوية علي اساطيرها ومفاهيمها المضطربة المختلطة التي اوصلتها الي عصر الرهبانية التي توقف فيه كل شيء حتي عبرت اليه حضارة الاسلام ومنهجه التجريبي عن طريق الاندلس ومن ثم انتفضت الحياة وحررت نفسها العقول ولكنها صاغت تجربة الاسلام في اطارها القديم اليوناني -الروماني-اليهودي- المسيحي وأنشأت من خلال ذلك تلك المفاهيم الجديدة من العلم التي سرعات مااصطدمت بمفاهيم الكنيسة في حرب شديدة الاوار انتهت بعزل الدين عزلا كاملا وسيطرة مفاهيم العلم -العقل-المادة،الفلسفة علي النحو التي صارت به اوروبا نحو الرأسمالية الليبرالية-جدل هيجل ونظرية التطور والوضعية المنطقية والماركسية والبرجمانية والوجودية- الفكر الغربي دراسة نقدية انور الجندي ص32



وهكذا بعد الانتصار علي الكنيسة وسيطرة الفكر العلماني علي مجريات الحياة تدريجيا *>*الهامش-حتى لقد جعلت الذين يؤمنون ـ في أوروبا ـ بوجود إله لا يتجاوزن 14% من السكان.. والذين يذهبون إلى القداس لا يتجاوزون 10%، وهم في فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ لا يتجاوزون 5% .. أي أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين!!..

كما قال الدكتور محمد عمارة في مقالته في صحيفة المصريون بتاريخ 29 – 9 – 2007 في مقال بعنوان (1)الفاتيكان والإسلام < وبروز هيمنته المركزية التي نتج عنها استعماره لبلاد كثيرة في العالم منها بلاد المسلمين وظهور الرأسمالية -والاشتراكية-والتطور التكنولوجي والتقني الذي نتج عنه مع التحرر من الدين والقيم الثابتة ، بدأ الغرب بعد هذا التحول الضخم يتغير في صوره الاجتماعية وتركيبته الاسرية وعلاقاته الانسانية فضلا عن نظرته الي الحياة والدين والانسان والكون المحيط به فظهرت صور جديدة في عالم الاجتماع الانساني-وكتابنا هذا سوف يعرض الصور الجديدة كما هي- وانماط غير مسبوقة من العلاقات الانسانية والميول الجماعية والمناداة الحزبية او المجتمعية حتي ظهرت اخر التقاليع الحزبية -بصورة علنية!-التي تطالب بممارسة الجنس مع الاطفال كما حدث منذ سنة واحدة في هولندا ورفض القضاء الهولندي-مشكورا- السماح لهذا الحزب بالعمل بصورة قانونية كبقية الاحزاب الشرعية الاخري التي قننت لزواج الجنس الواحد او شرعية مضاجعة النظير والعلاقات الجديدة من زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمراة وسياتي الكلام عن هذا الامر بالتفصيل في كتابنا هذا الذي هو دراسة للغرب من الداخل ومحاولة فهم التطورات الجديدة فيه والاسباب التي ادت الي خلق هذا المناخ الجديد بكل تداعياته في عالم الاجتماع البشري وكل العوالم الاخري الفكرية والثقافية التعليمية والسياسية والاقتصادية والمالية



ان دور الاستغراب اليوم ضرورة حتي نستوعب ليس فقط التطورات الحديثة السريعة جدا -ومنها تطورات سلبية لاقصي درجة أدت الي اعلان فيلسوف من فلاسفة الغرب-وهو ميشل فوكو- ان الانسان قد مات وان زمننا هو زمن إختفاء الانسان!!- في نواحي الحياة المتنوعة في الغرب وانما نستوعب الآليات التي أدت اليها حتي نتجنب الاليات الخطيرة علي الانسان والبيئة في محاولة للعودة بالبشرية-والبيئة التي تعيش فيها!- الي غاية وجودها وبيان حقيقتها ومكانتها في الكون وطبيعتها الانسانية المكرمة إلهيا كما في الاية70 من سورة الاسراء



لقد كان الاستشراق ايضا -ومازال-يعني بدراسة الشرق دراسة ميدانية ومن خلال التواجد في الشرق-او الكتابة عنه من الغرب!!- والاحتكاك باهله وتصويره -بل تزويره!- وكان هو في الغالب الذراع الايمن للاستعمار الغربي لانه -كان ومايزال!-يقدم دراسة شاملة عن السكان وتقاليدهم وعاداتهم ودينهم وتاريخهم وميولهم النفسية والفكرية –مع القيام بعملية تزويرللنتائج وترسيخ مفاهيم واحكام مسبقة تقوم بها الدراسة الاستشراقية-غالبا!- لاغراض شتي واهواء متعددة واهداف سياسية واقتصادية ودينية ونفسية -الي القوي الغربية المعنية بالاستعمار والتوسع واستغلال هذه الشعوب الشرقية استغلالا سيئا



بل وترويح صور خاطئة عنها وعن دينها وتاريخها ونظرتها الي العالم



كان المبشرون -ومن قبلهم كتاب المسيحية الغربية الذين كتبوا اساطير ماانزل الله بها من سلطان عن الاسلام ونبي الاسلام وتاريخ الاسلام–يقومون بمهمة كبيرة في هذا الصدد والان يقوم بالمهمة علماء اجتماع وعلماء مذاهب مابعد الحداثة وماقبلها واتباعهم من المستشرقين العرب امثال محمد اركون وحسن حنفي وهاشم صالح وصادق جلال العظم وأنور عبد الملك وعلي حرب وغيرهم ممن تبعهم او سبقهم-مثل طه حسين الذي سبقهم-من الذين تلقوا مناهج الغرب سواء مناهج الاستشراق او الحداثة او مابعد الحداثة بلافحص ولانقد وانما ساروا علي نهجهم وتقبلوا مسلماتهم كل في مجاله قبولا مطلقا كانهم لاعقل لهم ولا راي!



لقد فضح الدكتور ادوارد سعيد الهيمنة الكبري للمركزية الغربية واستعلاءها الموروث واخطبوطها الفكري والعملي في كتابه الاستشراق الشيء الذي جعل المستشرقين الغربيين يقومون بالرد علي عملية الكشف التي قام بها للعقلية المركزية الغربية المتعالية



ولاشك ان دراسة ادوارد سعيد تصب في علم الاستغراب أي دراسة الغرب لكنها وان كانت دراسة ثمينة حقا الا انها تعد قاصرة من وجهة نظرنا لانها تقتصر علي عملية الفضح والكشف بدون تقديم البديل الحقيقي للخروج من المأزق الكوني كما انها تتحرك داخل اطار الفكر الغربي ذاته والجديد من أدواته الفلسفية ورؤاه الفكرية -بل يمكننا القول بانها دراسة تميل بجعل مرد الاشكال-جذور الاستشراق- الي التفسير العرقي والجنسي ومن ثم العقل الغربي الثابت!



فعنده ان العقلية الغربية هي هكذا من التاريخ القديم-نظرية الطبائع الثابتة!- وانها عقلية ثابتة بالطبيعة لاتتغير -ولايمان سعيد ببعض النظرات والنظريات الحديثة في تفسير الحياة والتاريخ فانه اغفل عامل الوثنية والخرافة-المنتقلة عبر التاريخ من اليونانية الي المسيحية الي العلمانية واساطيرها عن الكون والحياة والانسان – التي اذا اجتمعت مع العنصرية وحب السيطرة فانها لاشك تؤدي الي تموذج استعلائي لاتوازن فيه في النظر الي الحياة وغاية الوجود الانساني علي الارض بل وعن حقيقة الانسان



وفي المقابل جعل اسماعيل ادهم -الذي كتب قبل ان ينتحر لماذ انا ملحد!-العقلية الشرقية قاصرة بطبيعتها كما العقلية الغربية متفوقة بطبيعتها وذكية بفطرتها وجبلتها كما ذهب بعض فلاسفة اوروبا!!- بل ان قاسم امين الذي نقد يوما ما تحامل الغرب علي الاسلام ومصر والمصريين -في رده علي الدوق داركور-قد اثبت للغرب-كما يقول جورج طرابيشي العلماني-كل الايجابيات التي سلبها عن مصر والاسلام والشرق-انظر كتاب من النهضة الي الردة لطرابيشي ص34



اما نحن بخلاف سعيد وغيره فنميل الي التفسير التاريخي والواقعي وليس للتفسير العرقي او رد الامر الي مرجع اعراق واجناس تنتج ماتنتج من مواقف حضارية وعقلية



ولايعني ذلك ان منهجنا في التحليل ينفي سيطرة فكر الاستعلاء علي الفكر الغربي من ايام اليونان والرومان الي اليوم



ذلك ان الاستعلاء بالعنصر والدم والعقل والسلطة مرتبط بالوثنية والصراع في كل صوره الاانسانية ، البعيد عن توازن الحقيقة الكونية والايمان الرباني والشريعة الالهية والمعرفة بالانسان وتناول اموره بما يحقق له الامن والرحمة -كما ان هذا الاستعلاء المرتبط بالجهل بالانسان والاستغراق بالوثنية او الالحاد غالبا مايرتبط بنزعة السيطرة والاستعمار لاجل التوسع والتملك والتفاخر الذي ورثه الفكر المسيحي الغربي-ومن بعده الفلسفة الغربية- عن الرومان واليونان -بل هذا الاستعلاء البغيض موجود في كل المدنيات الوثنية والمنحرفة عن المنهج الرباني -ماادي عند سعيد الي تحليل العقلية الغربية بانها عقلية لاتتغير داخلها الايمان ام حطمتها الوثنية



ان ادوارد سعيد قال بحق كلمة تاريخية مدوية



قال: وإنها لصدمة موقظة ان نجد عشرات من المنظمات لدراسة الشرق العربي الاسلامي في الاولايات المتحدة وليست ثمة مؤسسة واحدة في الشرق لدراسة الولايات المتحدة.



ولاعجب فقد قال الكسندر هيج لايوجد مكان آخر أهم من الشرق الاوسط لحفظ التوازن بين العناصر المختلفة لسياستنا الخارجية–فيها مصالح اقتصادية وسياسية وحتي روحية



ايضا قام الدكتور حسن حنفي بكتابة كتابه مقدمة في علم الاستغراب وهو كتاب يوحي بانه كتب لدراسة الغرب دراسة مستقلة هذا مايرد علي ذهن القاريء عند قراءة العنوان للوهلة الاولي بيد انه دعوة الي المضي قدما في طريق الفكر النقدي الغربي الاحادي النظرة الضعيف الاسباب رغم كشفه للمناهج الفلسفية والفكرية وتطوراتها علي مختلف القرون والعقود



ان دراسة حنفي انما هي في التأريخ للوعي الاوروبي وتطوراته الداخلية الذي يحاول حنفي جرنا لبعض اجنحته كمناهج مستنيرة



وانك لتجد الفرق واضح بين الدراستين فدراسة حنفي هي دراسة المستقبل الذي يرنو اليه بإتجاه بعض الحلول العلمانية والفلسفات الغربية ص12 مستقبل التحليل الشائه والادوات القاصرة والواقع المخرب للانسان والكون والحياة



و مستقبل النقل المقلد الذي لاانفكاك عنه للفكر الغربي بمختلف تناقضاته ونظرياته الهشة مع ادعاء الابداع من قبل هؤلاء النقلة وان كان يحاول ان يستقل وأني له ذلك وهو غارق في التقليد والنقل المستمر و الكبير



فحنفي يريد اعادة بناء التراث القديم-الذي يزعم ان الانسان المسلم مغترب فيه!- بناء علي الفكر الذي نقله من الغرب وتلون به وتلفقت نفسه المتغيرة علي الدوام والمتناقضة بصوره المتبدلة المأزومة كما صرح بذلك فؤاد ذكريا وجورج طرابيشي وغيرهما من اهل النقل عن الغرب ايضا



يزعم حنفي في دراسته ان اعادة بناء التراث القديم لنا يساعد علي وقف التغريب والدخول في تحديات العصر انظر ص 12 من مقدمة في علم الاستغراب !



مع انه لايفحص التراث الا بادوات هذا الفكر وبنظرة العقل الغربي الجزئية المادية المحدودة بحدود ضعيفة وهشة وبادوات تحليل مجتزئة وقاصرة ومحرفة للبديهيات والكاتمة للحقائق



ان مقدمة في علم الاستغراب لحنفي مع كل مشاريعه الاخري انما تصب في تمديد الهيمنة الغربية في بلادنا لانها تعمل علي تقييم عقلنا الاسلامي وثراثنا الديني ووحي الله تعالي من خلال نظرة استشراقية او نظرة عقلية غربية ضيقة الافق قاصرة عن التحليل الشامل بداوات تحليل صحيحة تجمع بين الغيب والشهادة الروح والمادة والانسان والغيب والوحي والرسالة الشريعة والهداية كما تجمع بين جميع ظواهر الاجتماع البشري مع دقائق الايات الكونية واستخلاص الدروس الانسانية والنتائج العلمية في نظرتها الصادقة والواسعة الي الكون والحياة والانسان والوحي والشريعة والحكمة



ففلسفة الواقع المادي لحنفي تمنعه من رؤية ابعاد النظرة الغربية وطبيعة قصورها عن رؤية الاسباب الحقيقية لحقيقة الانسان وحقيقة الوحي وحقيقة الواقع وصور تغييره بمايحقق للانسان السعادة ويقيم العمران البشري علي اسس كريمة وبمسؤولية فريدة وبعقلية تلامس السماء وهي تمشي علي الارض اما دراسة ادوارد سعيد فهي عملية كشف للعقل الغربي وان كان الرجل لم يتحرر تماما من رواسب الفكر المادي الذي امن به ولا جره الهجوم علي ماركس في كتابه الي نفض علائقه من الفكر الغربي ونظرياته القاصرةوالمدهش ان حنفي يقوم احيانا بمثل ذلك!



وسعيد علي كل حال ليس له مشروع تغريبي كالذي قام به حنفي وجند له عشرات السنين ليقوم بعملية هدم لمقومات الاسلام لصالح الفكرة المادية الغربية المتغيرة داخل صورها المتحركة في دائرة ضيقة هي دائرة المادة والواقع المادي فقط!وبزعم عدم الرفض المطلق للفكر الغربي كما في مقدمته ص 12 فان حنفي يريد دراسة الغرب واحتواؤه علي الرغم من ان الغرب هو من احتوي حنفي وليس حنفي هو من احتوي الغرب وماحنفي الا مكمل للفكرة الغربية المادية فهو يريد اعادة بناء وعينا بناءا يقوم علي قناعاته الغربية وعلومه العقلية التي لاتخرج عن اصارها المادي وأصارها الاحادية وغلافها الارضي المتهريء بسبب افعالها في الطبيعة والعقل!

مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-2-

ان ماقام به الاستشراق من دراسات وعمل في مجالات الانشطة المعرفية والتوجيهية العليا قام به لغرض السيادة علي الشرق وتوجيهه من خلال رؤية مركزية متعالية تدعي الكونية



والمثير للدهشة والتسائل والغثيان في آن واحد ان نري اتباعهم -واتباع الفكر الغربي بفلسفاته المختلفة والتي تكون في النهاية نظرة مادية شاملة للحياة -من المستشرقين العرب او بالاخري العلمانيون العرب وهم ذراع الاستشراق الفكري، ان نراهم يحققون الامتداد الغربي في التصور والاتساع والانتشار للفكرة والحركة الماديين!



ان الاستشراق بتوابعه وصوره المختلفة وشخوصه المتبدلة -من مستشرق تقليدي الي عالم اجتماع الي مستشرق عربي -انما يحقق امتداد الرؤية الغربية في النظر الي الحياة وتناولها في كافة مجالاتها المختلفة كما انه يحقق امتداد شبكة المصالح الكلية التي لها تاثير علي اصحاب القرارات وتعليب تبريرات الاستعمار والاستعلاء والمركزية الغربية المتبجحة كما اشار ادوارد سعيد في الاستشراق في اكثر من موضع



ولنضرب مثلا للدلاله علي قولنا بمشروعات حسن حنفي-وهو من طلع علينا بكتابه علم الاستغراب!!- وصادق جلال العظم -وهو من كتب الاستشراق والاستشراق معكوسا-وادونيس وطيب تيزيني وغيرهم



فحسن حنفي صنع موسوعات اخطر في التأثير والتمرير من موسوعات المستشرقين كما انه قام بحملة علي الاسلام اعظم مما قام بها الاستشراق الكلاسيكي القديم



ويكفي للدكتور العظم حظوة عند الغربيين والمستشرقين واصحاب القرار في الغرب انه صنع كتابي ذهنية التحريم ومابعد ذهنية التحريم بصورة لم يجرؤ مستشرق في التاريخ ان يقوم به وهو مشروع تنجيس الاسلام واستحلال تشويه صورة النبوة الكريمة والرسول العظيم ويكفي ان العظم حصل علي جوائز غربية كبيرة ومغرية من رؤساء وملوك غربيون ومؤسسات كبيرة ومؤثرة !



اما ادونيس فيكفيه منزلة عند الغرب انه سعي لخلخلة الثوابت وتدمير القيم واستحلال كل محرم وانتهاك كل مقدس وتشويه التاريخ وقلب موازينه ودلالاته وزيادة علي شعره الباهت المدمر للفطرة العاري من العفة فان كتابه الثابت والمتحول صب في عمل الهيمنة الاستشراقية وكان امتدادا عجيبا للاستشراق الغربي واعماله المشوهة للحقائق المزيفة للتاريخ

مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-3-

ولذلك يصعب جدا ان نتخيل ان واحدا من هؤلاء العلمانيين العرب الذين تصب مشاريعهم في احتقار الشرق الاسلامي ودين الاسلام وتغليب الغرب وعلمانيته وعقله المادي السرطاني الامتدادي المتنامي ، الضعيف الاسباب والقاصر عن بلوغ الكليات الكونية والانسانية بتجلياته الشاملة ورؤيته العامة الخطيرة النتائج ، علي اختلاف مشاريعه الفلسفية الحديثة القائمة علي نموذج تفسيري للحياة مادي وقاصر، يصعب ان نتصور ان احد هؤلاء يفهم نتائج العبودية للغرب وانتاجه الفلسفي المادي ذلك اننا نراهم يحاربون الاسلام محاربة اشنع في الصورة واجرأ في الحدود من اي مستشرق حديث او قديم!



ان شبكة الاستشراق الغربي والشبكات الاخري المتطورة و المتعددة-فلسفات الحداثة ومابعدها!-المستعلية داخل وحدة الرؤية الغربية الكامنة وراء الاختلاف والتعدد -والمصطلح للدكتور المسيري-في صوره وانماط افكاره انما يحاول الامتداد جهة الشرق عموما والشرق الاسلامي خصوصا للسيطرة الفكرية والهيمنة المادية عليه



وكما تم استعمار الحياة الخاصة والعامة في الغرب علي الانسان الغربي من خلال هذه الرؤية المادية للحياة فان المجال بفعل الهيمنة والتعالي والقوة مفتوحا الان -ومنذ زمن!-للسيطرة علي عالم الشرق ومحاولة تغييره وتفكيكه وربطه بالمرجعية المادية النهائية



القائمة علي تفكيك المجتمعات والافراد والحياة الخاصة والعامة وتغيير عالم الاسلام المقاوم والشرق الاسلامي المستعصي علي السيطرة



ان الغرب المادي الحالي يتحرك تجاه العالم كله ليجعله ذرات متناثرة وصور هشة من الانسانيات والعلاقات حتي علاقة الانسان مع نفسه في فلسفة مابعد الحداثة انما هي علاقة الموت والنبذ وليس ذلك الا لان فلسفات الغرب الخارجة من رؤيته التفسيرية الشاملة المادية تعامت عن رؤية الانسان علي حقيقته والكون علي طبيعته والروح علي فرادتها والحقائق علي اتساع مجالاتها



وعلي ذلك تم النظر الينا ايضا بصورة احادية قاصرة ،النظر الي التاريخ الاسلامي والمجتمعات الاسلامية والاسلام العظيم والنصوص الاسلامية بصورة مادية ضعيفة الرؤية فحرفت كلياتها واغفلت حقائق ودلالات عوامل التقدم الانساني فيها والعمران البشري الحقيقي الذي يربط مركزها بحدودها يربط الروح بالجسد في مناهجها ومقاصدها و رؤية الدنيا والاخرة في علومها وكلياتها ومدي اتساع ذلك في اوج مجدها وعز حضارتها وظهور ذلك في انتاجاها المادي والروحي العظيم



وبالنظرة الفاحصة لادبيات العلمانيين العرب نجد انهم انما يمثلون هذه الرؤية ويعملون علي نسخها بلاروية ولاحكمة ولاعدل ولاعقل وبلانظر للعواقب الخطيرة التي ظهرت نتائجها وصورها في عالم الغرب نفسه والمثير للسخرية والدهشة ان بعض هؤلاء العلمانيين عاشوا -او مازالوا-عقودا في الغرب ويرون الاثار السلبية لهذه النظرة المادية الشاملة للحياة وفلسفاتها الخطيرة علي عالم الانسان والكون المحيط به



ان التبرير الذي يقدمه هؤلاء كما عبر حنفي في الاستغراب هو الرغبة في استعمال ثقافة الاخر من اجل تجديد مسار الانا



وهو الغاء لمنبع التجديد الحقيقي الذي ارجعته الماركسية العربية الي ظاهرة مادية خاضعة لشروطها التاريخية لاتتجاوز واقعها بزعمهم



وهل سيكون من هؤلاء من يجدد الانا دون الاستعانة بثقافة الاخر

الاجابة ان فاقد الشيء لايعطيه وان من تشبع بالسموم لايستطيع تجديد طبيعته واستنشاق الهواء والاكسجين النقي فضلا عن تجديد امة ودراسة مجتمعات وتحليل مستويات



يقول حنفي في الاستغراب ص 536

: وبالرغم من ان المشاريع العربية المعاصرة في كثير منها مازالت مرتبطة بثقافة المركز الا انها ليست تابعة لها احيانا تأحذ مذاهبه او مناهجه كأداة للتحليل ومع ذلك فهي تدل علي رغبة دفينة في الابداع وفي التعبير عن الواقع المحلي وعن استعمال ثقافة الاخر من احل تجديد مسار الانا ولكن جيلا جديدا قد يكون اقدر علي الابداع الذاتي الخالص دون استعانة بثقافة الاخربعد ان يكون قد تملك ادوات تحليله



ايضا فان مشروع دكتور السوربون محمد اركون الفكري قائم هو الاخر علي التوغل في دراسة الاسلام والعقل الاسلامي والمجتمعات الاسلامية الحديثة بادوات وعيون غربية



ومن ادواته واسلحته الاستشرقية في مجال علم الاجتماع كمثال في تحليل النصوص الاسلامية والمجتمعات الاسلامية عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو الذي عاش في الجزائر فترة وكتب عن قبائلها بمنهج غربي ملتوي وقاصر



ومع ذلك فقد انتقد محمد اركون-في كتابه الفكر الاصولي واستحالة التأصيل – الاستشراق العصري لان الاستشراق الكلاسيكي وقف عند تخوم الترتيب والتبويب والتصنيف والوصف والسرد والنقد القائم علي معرفة دينية ومناهج قديمة للنصوص الاسلامي وتجميع المعلومات عن الموضوع المدروس دون ان يقوم بعملية نقد حقيقية باستعمال ادوات المناهج الحديثة وتطبيق العلوم الاجتماعية والمعرفية الجديدة علي دراسة الماضي ومنها علوم التفكيك الحديثة ومناهج النقد العصرية كعلم النفس التاريخي وعلم الاجتماع التاريخي وعلم الانتربولوجيا التاريخية



فكل المستشرقين يقول اركون ص20-ماعدا استثناءات قليلة جدا لم تترك أي اثر دائم-يزدرون المناقشات المنهجية والقلق الابستمولجي ولايهتمون الا بدراسة الوقائع المادية المحسوسة بالمعني الذي يقصدونه وضمن الاطار المعرفي الذي يختارونه

هناك نوعان من المستشرقين-والكلام مازال لاركون- من العلماء المستشرقين المؤمنين وغير المؤمنين والمؤمنون يحملون معهم عندما يدرسون التراث الاسلامي ثقافتهم الاهوتية اليهودية والمسيحية واما غير المؤمنين من لاأدريين وملاحدة او حتي مجرد علمانيين فانهم يطمسون تماما مسألة المعني في الخطاب الديني او يتحاهلونها تماما وهكذا يرفضون الدخول في مناقشات حول مضامين الايمان ليس بصفتها قواعد حياة وسلوك مستبطنة من قبل كل مؤمن وانما بصفتها تركيبات نفسية –لغوية واجتماعية وتاريخية!!!!!!!



يقول هاشم صالح معلقا علي كلام اركون ص33 ان المستشرقون لايريدون ان يجلبوا لانفسهم أي مشكلة –يقصد مع مااسماه بالاسلام السني- فانهم يراعونه اكثر من غيره وهذا شيء مفهوم الي حد ما لكنه ضار بالدراسة العلمية وهذا ناتج يقول اركون عن: حذر المستشرقين وحيطتهم عندما يدرسون النص المؤسس للاسلام لهذا السبب فاني انتقدهم !!ص 48



وينقل لنا اركون كلاما للمستشرق فان ايس-ص34- كدليل علي الخوف الاستشراقي والوقوف برهبة امام الاسلام واهله!! : فاني لااستطيع -يقول المستشرق-او لااريد ان اقلب وجهة النظر الاسلامية للتاريخ رأسا علي عقب هذا شيء ينبغي علي المسلمين انفسهم ان يقوموا به وليس علي أنا!!!!!



اذن علي اركون ان يقوم بالمهمة الاستشراقية الاوغل في التزوير وتعليقا علي كلام المستشرق ايس يقول اركون انه سوف يقدم للقاريء اضاءات ابستمولوجية أي معرفية!!!!ويكون الامر:بعودة نقدية علي الذات ثم يعرض ادوات منهجه وهي

–اولوية القراءة التاريخية – الانتربولوجية

-القراءات الالسنية والدلالة السيميائية والادبية

– اسهامات القراءات الايمانية وتوظيفاتها او استثماراتها ص39



وبالنسبة للقرآن ونقده يلمز اركون الاستشراق الحديث بان المعركة التي جرت من اجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الالماني او بلاشير الفرنسي —-ولكن المعركة من اجل تحقيق القرآن لم تفقد اليوم اهميتها العلمية علي الاطلاق !!!!! ص44



ويستعدي محمد اركون العلماني العربي في كفاحه السياسي والاجتماعي والفكري ليقوم بعملية تحليل وطبعا بتطبيق ادوات غربية ومناهج نقد معرفي ناتجه عن العقل الغربي المادي علي المجتمعات الاسلامية والنصوص القرآنية والاسلامية



فالباحث المفكر –يقول اركون في كتابه الفكر الاصولي واستحالة التأصيل ص13-لايصح له ولايقبل منه الا ان يتلقي مايشاهده في المجتمعات البشرية لكي يضعه علي محك البحث والتسائل ولكن لايحق له معرفيا ان يوقف بحثه عند حدود الوصف السطحي او مجرد النقل لما سمع وراي وجمع من وثائق وانما من واجبه كمحلل ومفكك ان يستنطق المسكوت عنه في الخطاب الاجتماعي وان يكشف الغطاء عما يلبسه الممثلون الاجتماعيون أي البشر وان يضع علي محك النقد والاشكال مايستهلكه المناضلون السياسيون والممثلون الاجتماعيون بصفة عامة وكأنه حقائق يقينية بل إلهية!



ولم يقم محمد اركون بمحاولة تطبيق منهجه التفصيلي هذا علي المجتمعات الغربية وكان اولي به ان يفعل ، ذلك ان الاشكاليات والمنهجيات التي يستعملها انما هي نتاج ظروف المجتمعات الغربية ومقدساته وافرازات بيئاتها وتطورات نسقها المعرفي والاجتماعي والفلسفي القائم علي الانقلابات العنيفة والتغيرات السريعة والتحولات الخطيرة



ان عملية التغريب العنيفة الاكثر عنفا مما قام به الاستشراق عند اركون انما هدفها الاساسي الذي لاتقوم الا به لاتكون الا بتقديم نموذج اخر غير القرآن كما يقول ليكون المرجعية العليا في المجتمعات الاسلامية

يقول وسوف يؤدي تقديم هذا النموذج علي المدي البعيد الي الغاء النموذج الالهي لتوليد التاريخ كما حدث في الغرب الحديث!-ص23

وغالبا مايهتاج اركون فيكتب قائلا

ان المسلمين يتصرفون الان كما تصرف المسيحيون الاوربيون اثتاء الازمة الحداثية التي حصلت في القرن التاسع عشر نقصد بذلك ردود فعلهم الهائجة تجاه البحوث الاستشراقية القديمة —كما ويقومون بردود فعل سلبية ضد البحوث الاستشراقية الحديثة المتحررة نسبيا من مسلمات هذا العصر المغرور بل وحتي غير المتسامح او المتعصب ص25



وبدل ان يقوم هؤلاء بتحليل المجتمعات الغربية علي كافة المستويات وفي جميع مجالات الحياة والتطورات التي حدثت للانسان الغربي حتي صار الي ماهو عليه الان ومدي تأثير الفلسفات والتحولات والهيمنات الفكرية والمادية والفلسفية عليه وعلي حقيقته كانسان وطبيعته ككائن يحتاج الي سعادة وامن تجدهم يسلطون اسلحتهم الفاسدة علي مالايعرفون من العلوم والنصوص ويبترون السياقات التاريخية والدلالات العقلية لها ويزيفون دلالات النشاطات الروحية والنفسية والفكرية والمادية ويعرضون الحقائق الموحي بها من الله تعالي بحيث تفقد دلالاتها الحقيقية وتطمس معانيها الضرورية وتعزل مبادئها الكلية وتحرف شموليتها المتكاملة المرتبطة بالوحي الالهي المهيمن والاسباب الارضية المختلفة وكما يزيفون حقيقة الانسان وطبيعة الوحي وكلية المنهج الانساني في تفسير حقيقة الانسان وحقيقة الكون وحقيقة الوحي الالهي
 
[FONT=&quot]دعا الإسلام البدو للتحرر من الخشونة والانتقال للمدينة، كما حرض (المُلاك للعبيد) إلى أن يحرروهم ، أو يعتقوهم، أو يتزوجوا من النساء منهن فيتحررن بذلك، إنها مسارب للتحرير لاتنزع الأموال بالصدام العنيف من الملاك في كل العالم، (كان العبيد من الأموال، وكان في كل بيت تقريبا عبد يخدم في الامبراطورية المسيحية وقبلها اليونان، وبلاد العرب!!)) بل تنزع منه الشح و"التملك للناس" بطرق لطيفة (أي غير صدامية مع أصحاب الأمول وهم في كل قرية ومدينة، وحاضرة وبيئة) حتى يتحرر كافة العبيد، كما حرض الع[/FONT][FONT=&quot]بيد على التحرر(من أسيادهم) بوسائل مادية أي ببذل المال مثلاً، كما حرض المؤمنين أن يعتقوا العبيد بل شرع أنه عند اقتراف بعض الذنوب أن يعتق المالك رقبة!، ودعا الشعوب للتحرر من الاستبداد وساعدها بالفتوحات على ذلك، كما حرر أهل المدن من النفاق والتلون ، وأهل الزرع من الركون إلى الدعة والزرع، وأهل القبائل من العصبية والتشاحن، ودعا الأمم والألسنة والأجناس إلى التعارف والتشارك، والعدل والقسط ، وكان مآل ذلك.. إلى وصول الفكرة الإسلامية، الكثيفة العملية التربوية والتثقيفية، الى واقع واسع شامل امتد في حواضر الحضارات القديمة ..فتكونت مجتمعات عالمية، اشترك فيها الجميع، في ظل الإسلام، في بناء مجتمع يحمي الأقليات الإثنية والدينية والفرقية..
فكان الإنتاج الحضاري العظيم طويل المدة.. في الإسلام.
إنه الواقع المحسوس في التاريخ الطويل للإسلام، أعرض عنه من أعرض، علمه من علمه..
وإنه للحق المنزل من السماء.. تحقق كما وعد.[/FONT]
 
[FONT=&quot]حوار آخر ديسمير(1)[/FONT]
[FONT=&quot]دار (اليوم) حوار بيني وبين إمرأة سبعينية عاشت مظاهرات 1968 الغربية ، تكلمنا كلام كثير جدا ، من الصعب أن أعرضه كله في منشور، إلا أنها سألتني أكثر من سؤال منها كيف تعرف الدين أو تحدده؟ وكنا قد تكلمنا بعمق عن المسيحية واليهودية وأن قصص التوراة والإنجيل محرفة، وأن المسيح جعلوه إلها.. قلت لها أهم شئ في كل ذلك هو أن أعلم أني بما أنني عاجز أو مخلوق، أو قابل للكسر والموت والمرض، أن لي خالق.. وكان أمامنا تلفزيون صناعة او ماركة فيليبس فقلت لها هذا التلفزيون صناعة في[/FONT][FONT=&quot]ليبس وأنا صناعة الله، وفيليبس وتلفزيونه من صنع الله، هو الذي أعطى البشر العقل وكيفية إشتغاله أو تشغيله، فهو الرب
قالت كيف تحدد الرب وأنت لم تراه.
قلت لها لنفترض أن أمك حملت بك وذهبت بك لاندونسيا ولم ترين أبدا والدك(قلت لها أبي لم يرى والده قط) ولكن أمك وصفت لك أبوك كما هو. قلت لها نحن لم نرى الله.. لكن صفات الله من الغني والكمال وعدم الخلق لأنه ليس مخلوق والمخلوق قابل للحياة والولادة والتوالد إلى مالانهاية والموت .. أما الله فخارج عن إطار المادة التي قوتها من الله وضعفها فيها، أي أنها قابلة للانهيار أو الكسر أو التفجير أو الضعف والله لايدخل في سلسلة المخلوقات.. هكذا أعرف الله "فأولا في نفسي" ولست أقصد بنفسي "روحي" فهذه مرحلة التمازج لكن أتكلم عن ملايين العمليات الدقيقة التي تجري لحظيا في جسدي الذي يقوى ويمرض، يضعف ويتكسر، وفي النهاية يُنكس وينهار.. ثم يموت.. لكني بهذا سعيد أشد السعادة أني لم أُنكر من خلقني...
قالت ولذلك أراك دائما سعيد .. قلت لها مع الله أنا سعيد لكن كل إنسان يعتريه الحزن أو الغضب أو الألم من ظلم أو غيره كما أني ضعيف يمكن أن أفعل المعصية أو الخطًأ.
قالت.. لقد كنت أذهب يدي في يد زوجي الذي ترك الكنيسة، كنا نجلس في الكنيسة يد بيد ، لكني فقدت الإيمان وضعت.
قالت أنا أعرضت عن الخالق ولااريد أن أُذكر نفسي بذلك فأنا أُخفي عن نفسي أن لي خالقاً لأني لااعلم من هو وماهو لكن تفسيرك يؤكد أن هناك خالق للمخلوق المنقسم أو الآيل للموت أو الضعف، وأنت تقول أن الله ليس كذلك فهو غير مخلوق يتوالد أو يتكسر وينتهي ، فهذا شأن المخلوقات.
السيدة هذه وبهذه الكلمات لاتعني أنها ستسلم فهي مازالت رغم ذلك تائهة..
فقد تكلمت عن الداروينية وأنها فيها فوائد التطور المتدرج وأن هذا لاينفي وجود الخالق لو كان موجودا فعلا.
تكلمنا عن المسيحية واليهودية ، قلت لها ان الإسلام واضح فلايمكن ولو بالمنطق المساواة بين عقيدة التوحيد وعقيدة الثالوث ولايمكن المساواة بين قصص الأنبياء في القرآن وقصصهم في الكتاب المقدس لليهود والنصارى)
وضربت لها مثلا بقصة يعقوب واسحاق فقلت لها اسحاق ويعقوب في القرآن غيرهما في التوراة والإنجيل الحاليين، فإمرأة خدعت الرب من خلال اسحاق وأعطى البركة لماكر ، مكر بأبيه وأخيه ، ,اخذ بركة الله عن طريق الإحتيال. والقصة معروفة، فإسحاق في تلك القصة لايعرفه الإسلام، أما في القرآن فهو نبي من عند الله ولايمكن أن تكون إمرأته خدعته وخدعت الرب من وراءه وأخذت البركة "سرقة رضيها الرب بعد ذلك" بزعم اليهود والنصارى ، ولذلك فإسحاق القرآن مختلف في كثير من الأمور.
طال الحديث لكن اقتصر على هذا ويبقى كلامنا الطويل والأهم عن التنوير الغربي.[/FONT]
 
حوار آخر ديسمبر(2) أرى هذه المنشور مهم أو أزعم!
أما موضوع التنوير(وهو بداية الحوار مع المرأة الهولندية أمس الخميس ، 22 ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ | 23 ربيع الأوّل١٤٣٨) فقد كان بداية حديثنا، فبمجرد ماقابلتها قالت، هل تعرف فلان، قلت لها لا ..لا أعرفه، كيف عرفتيه؟..فقامت وأحضرت مقالاً ( من قطعتين) من صحيفة هولندية، يبدو أنها مقال عرض أمس في الجريدة، قرأت أمامي الإسم .. قلت لها المهم ماذا في المقال قالت هل تريد تقرأ المقال.. قلت لها ليس معي نظارة ؟ فضحكت وقالت سأقرأ لك؟
(في الحقيقة تبين أن المقال هو عرض لكتاب مترجم إلى الهولندية لرجل عربي وتبين لي الآن بعد ذهابي للبيت انه عرض في صحيفة تراو الهولنديةTrouw وهي صحيفة مسيحية مشهورة جدا) ) فقالت إنه يتكلم عن الجماعات الأصولية وأن التنوير لم يصل للعالم الإسلامي بعد ولذلك العقول منغلقة.. ثم قالت الإسلام لم يصله التنوير بعد..
وقرأت جزءا من مقالته أو بالأحرى عرض الكاتب لموضوع كتاب المؤلف العربي(العلماني ربما).
فقلت لها: أنا لم أقرأ المقال لكن أغلب الظن أن الرجل يريد أن يقول إن التنوير قام بتحديث المسيحية حتى تغيرت من داخلها عقيدة ونظرة للكون.. وهو يدعو لتحديث الإسلام (هذا تقليد في الغرب!!) أما الإسلام فأقول لك إنه لايحتاج للتغيير من الداخل بتأويل العقيدة تأويلا حداثيا.. ذلك لأن الإسلام هو من علم التنوير كيف يخرج الناس من المسيحية إلى عناصر مهمى في التنوير نفسه.. وحدث الصدام في البداية نتيجة وجود تلك العناصر المهمة، التي افتقدتها الشعوب الغربية وقت أن كانت تلك العناصر بديهية في عالم الإسلام، أما العناصر الملحدة في التنوير فلاحاجة للإسلام بها، لأنها أدت بالعالم إلأى فقدان البوصلة ودخل الإنسان في عالم الضياع كما ترين!
قالت كيف علم الإسلام التنوير الغربي التنوير؟ أول مرة أسمع هذا؟
قلت لها أولا كثير من الأكاديميين الغربيين قالوا ذلك. لكنهم لم يقولوه تحت عنوان التنوير وإنما ذكروه متفرقا، فمثلا قالوا ان تعدد الثقافات وتنوع الديانات كان موجودا في العالم الإسلامي(الإسلام-المسيحية-اليهودية-المجوس -الفرق وغيرها) ، قلت لها، اليس هذا صحيحا وكان واقعا؟ قالت نعم قلت لها: واليست المسيحية كانت تفتقد لهذا؟ واليست الحروب الداخلية في الغرب قامت لإفتقاد هذا ؟ قالت نعم .
قلت لها هناك عشرات من الجمل التي قالها حتى فلاسفة ماقبل التنوير تؤكد أنهم تعلموا السماحة والتعايش المشترك من عالم المسلمين(في اسبانيا ، ومن رؤيتهم للعالم الاسلامي من الداخل في اثناء الحروب الصليبية او مدة وجود الإمارات الصليبية في العالم الإسلامي(الشام نموذجا) ، ثم تركيا فيما بعد)، وانت تعلمي أن اضطهاد الكاثوليك لليهود (وكذلك البروتستانت) للبروتستانت، أدى أن هرب كثير منهم ألأى القاهرة وتركيا، والمغرب وتونس، ولو علموا أن هناك مثل مافي أوروبا لما فكروا لحظة بالهروب الى تلك الدول والحواضر الإسلامية!
هذا عنصر دخل التنوير فالتنوير تعلم من الإسلام هذا النوع من التنوير فلا تمنون به علينا لأنه كان في الإسلام وتعلمته أوروبا منه.
قالت أنت الآن غضبان وضحكت؟
قلت لها: هل أنا مخطئ في قولي هذا؟
قالت لاّ
قلت لها من حقي إذن أن أثور وأغضب!
لأن هذا ماتخفيه الصحف ويخفيه الإعلام ولايظهره وإن كتب في بعض الكتب الأكاديمية وإن في صورته التاريخية ، وأنا أستفيد من ذلك الواقع التاريخي ، والطويل الأمد، للإسلام، أنه عنصر التنوير الذي يخفون أن أصله في القرآن وأن التنوير أخذه سلاحا وحارب به استبداد الكنيسة.
قالت ومال العنصر الثاني؟
قلت لها إنه ياسيدتي العلم. ثم العقل. ثم المنهج.
بالإسلام وضع العلم.. خرج من رؤية قرآنية عن الكون والحياة والإنسان.
ثم اشتغل العقل على الرؤية.
وساعد في ذلك تنامي الإقتصاد الإسلامي وافتتاح الإسلام لحواضر ومدن الحضارات الكبرآ فوضع للناس مبادئ النظر، فقام الناس مسلمهم وكافرهم يتبعون المنهج أو الرؤية وأنتجوا وترجموا، وجربوا واكتشفوا، ثم سجلوا ومنهجوا(كتبوا المنهج وأصلوه ورسموه) ومن هنا أخذت أوروبا أعظم عناصر تنويرها من الإسلام!
ثم أضفت: لايمكن أن يكون العاملون بهذا العنصر مجموعة متفرقة في القرون، من علماء الإسلام.. لكنها ياسيدتي كانت القاعدة العريضة من المشتغلين على العلوم والتجارب، في مناخ علمي قيمي ديني إسلامي فأصلحوا نظريات اليونان عن الكون ونقدوها.
قالت الم يكن ارسطو قبل الإسلام هو وغيره عندهم العلم أيضا؟
قلت لها الإنسان مخلوق الله.. أعطاه العقل.. ولامانع أن يصل الإنسان بعقله إلأى العلم.. لكن قد يخالطه خرافات كخرافات ارسطو عن الكون أو المرأة أو المجتمع(وأفلاطون له طوبيا مثالية قسم المجتمع فيها قسمة ظالمة وهو نفسه كانت له أساطير وخيالات باطلة أو ساذجة) لكن الإسلام جاء نفسه بالعلم والعقل ووجهة النظر للكون أو منهجية النظر والتفكير، فغير طريقة التعامل مع الكون.. لدراسة الكون.. ألا تعلمي أن مئات من الآيات القرآنية اشتغلت على هذا المنحى.. حتى ينتبه الإنسان إليها.. كما دعا العقل للفقه الكوني ، فقه السببية(مع عدم الغاءه للمعجزة، والمعجزة للأنبياء، والتجاوز للروح أحيانا في الرؤيا والحدس والتوقعات الإجتهادية والكرامات)، فهذا أو كثير منه أخذه أولاد أوروبا( ومنهم باباوات فيما بعد) من المسلمين، ومنهم من ذهب إلى الأندلس ودرس، واليهود نقلة العلوم ورواد الترجمات، نقلو ا العلوم للغرب، أثناء وبعد خروج الإسلام من أوروبا، أو خروج التدين منه أو المسلمين أو المتدينين ، أو حملة هذا الدين بمعناه الشامل، وبقاء عناصره العلمية والعقلية بل والتشريعية، مثل شريعة التعايش والتسامح وإقامة مجتمع متعدد، لكن في ظل الإسلام نفسه (في الأصل).
وذكرت لها روجر بيكون فعرفته، فقلت لها إنه واساتذته تلاميذ حقيقيون للإسلام وكثير من عناصر أفكارهم أخذوها من العربية والإسلامية وإعترفوا بذلك!
فعنصر التجريب والتغقل، وعنصر التعايش والتسامح، وعنصر الاهتمام بالدنيا لا الآخرة فقط، هي عناصر اخذها التنويرون الكفرة من الإسلام، وهم اليوم يعايروننا بها.. ويمنون علينا بها. بل يقولون إنها مفتقدة في أصول الإسلام. وهذا من الكذب الذي تسترزق به آلاف الصحف والكتب والبرامج التلفزيونية والتثقيفية.
كانت السيدة تتدخل بالتعقيب وكنت أقوم في نفس السياق بالتعريف والتبيان.
ثم أخذت المقال والصفحة من الصحيفة مقصوصة كما جهزتها لي.. ولم اثرأها حتى الآن!
واليوم سأحاول قراءتها، والنظر في إدعاءاتها. ومن كتبها.. وربما قرأت له.. لأنها ذكرت اسمه وهو اسم عربي مبين.. إلأا أنها قالن إنه من السنغال أو شئ من هذا القبيل!
https://www.facebook.com/tarekaboomijma/posts/671535829691566
https://www.facebook.com/tarekaboomijma/posts/671540453024437?hc_location=ufi
 
[FONT=&quot]لم استغرب من كلام مدرستي للغة الهولندية أمس وهي تخبرني أنها كانت طالبة عند المستشرق هنس ينسن(جامعة ليدن) ، وتقول لي إنه كان يطرد أي إمرأة محجبة من الفصل، وكان يقول لها: هنا لا أقبل في فصلي اي إمرأة محجبة.[/FONT]
[FONT=&quot]من المعلوم أن هنس ينسن هو الداعم الأول لخيرت فيلدرز(البرلماني الهولندي وصاحب فيلم "فتنة"، وصاحب مقولة أن الإسلام دين غبي)، وله كتاب اشتريته أخيرا بعنوان مريع يضم فيه الخنازير والقرود مع الإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]فوجئت أن مدرستي كانت تدرس العربية والإسلام وأنها تعلمت التركية بل كانت متزوجة من تركي ولها ولد وبنت منه، وحكيت لنا بالأمس قصتها معه وضحكنا طويلا مع الفصل، عن كل حكاياتها...لكن استفدت طبعا من (الذات والموضوع!)[/FONT]
[FONT=&quot]القصة طويلة... وأنا أُجهز كتابا من عشر سنوات في الرد على فيلدرز وينسن![/FONT]
 
[FONT=&quot]الكمون معناه عند المسيري ان أصل الداء كامن في أصل الفكرة (العلمانية)والانطلاقة الاولى لها فهي تحمل فيروساتها فتتكاثر وقد لايدري المريض من أين جاء التكاثر والمسيري يشرح كطبيب انه كامن في أصل الموضوع أصل الفكرة وأنها مادية وان تكلمت في البداية عن حقوق الانسان مثلا[/FONT]
[FONT=&quot]الكمون معناه ان الاله او موضوع الاله صار للإنسان فكل ماهو الهي صار للإنسان وانتهى الاله اي ان الفكرة حلت في الانسان كما أرادوا لها فهذا معنى الحلول وانتهت الثنائية لاحادية الانسان هكذا هو تطور الفكر المادي الذي بدأ بالانسان واستقلاله الى تأليهه وجعل ما لله للإنسان[/FONT]
[FONT=&quot]واسبينوزا مثلا جعل ما لله للطبيعة[/FONT]
[FONT=&quot]فحلت القضية في الانسان وتخلى عن الاله ونسي ربه وخالقه ومبدعه[/FONT]
 
[FONT=&quot]العلمانية الشاملة للمسيري[/FONT]
[FONT=&quot]لابد تنتهي من هذا الكتاب الجزئين كما يقول الطبيب أن يتم الإنسان جرعة معينة لمدة اسبوع مثلا، فهذا الكتاب من أهم ماصدر في عصرنا، وبصرف النظر عن تعريف المسيري للعلمانية الجزئية بأنها إجراءات، وهو أمر أخطأ فيه، من ناحية المصطلح ، وهو على كل حال لمن فقه لايعني العلمانية الجزئية العلمانية!!!، فإن موضوع الكتاب كأنه ليس هنا ، وإنما في شرح التطور العلماني الخطير جدا، والذي كان كامنا في الفكرة(العقل، الإنسان المستقل عن الله، الطبيعة، وهلم جرا) المهم من لم يتم [/FONT][FONT=&quot]الكتاب لن يصل الى أهم ماصدر في تاريخنا كله عن الغرب ومادياته وأساطيره ونتائجها كلها عليه.
أقول ذلك وأنا أقرأ الآن آخر وأحدث وآخر طلقات الفكرة العلمانية الماكرة بقلم عربي خطير، (منذ الأمس أقرأ كتاب أخير له) كما يفعل أركون وتلاميذه وأصدقاءه الفلاسفة، فلايستطيع أن يهزهم إلا المسيري ولا يقلع خيامهم وجذروهم الا المسيري ولا يهينهم الا المسيري ولا يكشف ثغرات أفكارهم ومذاهبهم الا المسيري، لأنه يضرب على جرح المادية ويعري صديد المادية والمركز الشائه لها وفي أعماقها وسطحها، ويرفع النقاب عن خطر المادية ووجهها المادي الصلب والماكر، والسائل والقاتل، فالمسيري ومن قبله بيجوفيتش ومن بعده محمد قطب(وإن كان قطب أقل من المسيري في هذه الناحية لا في ناحية العقيدة وشرحها)، هم أقطاب العلم في مواجهة العلمانية.[/FONT]
 
[FONT=&quot]العلمانية تريد تعليم علماني للدين ، أي تحويله إلى ظاهرة ثقافية اسطورية تاريخية معرفية قديمة ، مفعمة بالأساطير.[/FONT]
[FONT=&quot]والإنسان ، عند العلمانيين الحداثيين، يحتاج إلى شطحات، ولاعقلانية فهكذا هو الإنسان، وتصورهم عنه، وعن الدين فليبقى الدين مجرد شئ شخصي في الضمير لكن لينتهي من السلطة في الحياة.[/FONT]
[FONT=&quot]وللمرة المليون أقول إنهم يتخذون من "الفرضيات العلمانية" وليست العلمية، طريقا للتطبيق ثم سرعان مايتراجعوا أو يضيفوا عليها إضافات جديدة، قد تنفي السابق، أو تزيد عليه أو تحوله للمفهوم الجديد.[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا حدث في تطوير الماركسية وغيرها بعد أن فرغوها من كثير من أصولها الأولى.[/FONT]
 
[FONT=&quot]" وقد رحب البيض أشد الترحيب، بنظرية دارون الخاصة ببقاء الأصلح، واعتبروها قضية تؤيد وتدعم سياسة التوسع والعدوان على حساب الشعوب" المنحطة" وقد جاءت نظرية دارون في الوقت الذي كانت الدول الكبرى فيه منشغلة بتأسيس إمبراطورياتها الاستعمارية ، فساعدت الرجل الأبيض على تبرير أعماله بالنسبة لنفسه ، وأمام غيره من بقية البشر "(خرافات عن الأجناس ، جوان كوماس ، ترجمة محمد رياض ، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ، القاهرة ، ص 12)[/FONT]
 
[FONT=&quot]" وقد حاول الفيلسوف اليوناني أرسطو(384-322ق.م) أن يبرر طموح الإغريق لسيادة العالم وزعامته، فنادى بنظرية أكد فيها أن جماعات معينة تولد حرة بالطبيعة، وجماعات أخرى تولد لكي تكون عبيداً" [/FONT]
[FONT=&quot](خرافات عن الأجناس ، جوان كوماس ، ترجمة محمد رياض ، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ، القاهرة ، ص 9)[/FONT]
[FONT=&quot]وقد حاول السنيور جون سيبو لفيدا... عام 1550 تبرير العبودية، والرق على أساس نظرية أرسطو، فنادى بانحطاط الهنود الحمر، وفسادهم الطبيعي الوراثي ، مؤكداً أنهم مخلوقات غير منطقية أو معقولة، وأنهم يختلفون عن الإسبان بقدر اختلاف الوحشية عن الوداعة، والقردة عن بني الإنسان"خرافات عن الأجناس ص10.[/FONT]
 
[FONT=&quot](1)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]بعد حمد الله حمدا كثيرا مباركا والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم نقول ان الدكتور عبد الوهاب المسيري قد بين بيانا شافياً كافياً ماهي العلمانية، ولم يستخرج البيان أو التحقيق والنموذج التفسيري من خلال التعريف الذي نراه غالبا في التعريف التقليدي بالعلمانية ، وإنما من خلال تجريد نموذج تحليلي في تحليل الظاهرة تفكيكاً وتركيبا، فهم منطقها من الداخل ثم محاولة تفسيرها بعرض متواليات العلمنة في التاريخ الغربي، وترابطها والوصول ا[/FONT][FONT=&quot]لى بؤرة مشتركة بين ماتفرزه من مذاهب ونصوص أو واقع وأنماط حياتيه أو فكرية، تلك الإفرازات المجتمعية والإقتصادية والسياسية والثقافية والأدبية، وقد لخص الملاحظة العامة بعد عرض التحليل بقوله:":" وتأخذ متتالية العلمنة في أوروبا الغربية هذا الشكل تقريباً: علمنة المجال الإقتصادي في أواخر العصور الوسطى- علمنة المجال السياسي في القرن السادس عشر- علمنة المجال الفلسفي في القرن السابع عشر- علمنة المجال الوجداني والأحلام في القرن التاسع عشر،- علمنة الحياة الخاصة والسلوك في القرن العشرين."العلمانية الشاملة ج1 ص231.
ما أريد أن أضيفه عند هذا الحد هو أن المسيري في ماضيه قبل السبعينات كان في قمة ماركسيته،:" كنت وقتها في قمة ماركسيتي"(الثقافة والمنهج( حوارات)، حوار مع المسيري تحرير سوزان حرفي، طبعة آفاق معرفية متجددة، دمشق، دار الفكر، 2009م، ص232.
كما أنه قال" بدأت رحلتي المعرفية علمانياً مادياً، وبالتدريج وجدت أن العلمانية المادية لاتفسر أشياء كثيرة في الإنسان، وبدأت تتساقط هذه المنظومة المادية تدريجياً"حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري (2) العلمانية والحداثة والعولمة ، تحرير سوزان حرفي،دار الفكر،2009م،،ص19.
ومع ذلك يمكننا أن نقول أن أمثال الأساتذة منير شفيق وعادل حسين والمسيري وطارق البشري وأمثالهم من النوابغ كتبوا بعمق عن مذاهبهم العلمانية وهم يقومون بنقدها وتفكيكها وهدمها أو حاربوها بعمق، وقدموا نماذج التحليل والتفسير، والإفتراض الكامن في العلمانية أو أحد إفرازاتها بصورة خاصة..
ولذلك فالمسيري من أهم المراجع في تشريح الحالة العلمانية ومتوالياتها وظروفها وفلسفاتها المتتابعة، وهم أهم مرجع إسلامي عرف العلمانية من داخل أمريكا والغرب، فهناك عاش ودرس وقام بالتدريس، وصنع علاقات متشعبة، وقابل فلاسفة وأساتذة في الفنون الغربية، وكتاباته تبين عمق معرفته بالعلمانية والنصوص التالية ستبين ذلك، وغالبيتها على كل حال في موضوع العلمانية.
وأما المسيري فقد قدم خطابه التفسيري للعلمانية بصورة مركبة، أي ليس من خلال سبب واحد، وإنما من خلال مركب من الأسباب، أوصله إلى حالة الكمون العلمانية المادية الأولى في بداية ظهور الحالة العلمانية، سواء في خط التنوير الغربي الفلسفي أو فيما ظهر بعد ذلك هادما لصور الوضع العلماني الأول بظهور صور جديدة تؤكد عملية الكمون المادي في الحالة أو الحالات والأوضاع والتطورات في المجالات.[/FONT]
 
[FONT=&quot](2)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]وعن الكمون في بذرة العلمانية الأولى وتربتها الخاصة يقول المسيري عن نظرية أو فلسفة أو نظرات نيتشه العلمانية :" إنما كانت كامنة في الجذور الفلسفية للمشروع التحديثي العقلاني المادي"العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 284.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول المسيري:" ولكن تآكل الكنيسة في العصور الوسطى ، بسبب فساد بعض قياداتها وتزايد هيمنة الملوك(السلطة الزمنية) عليها، سبب نفوراً شديداً من المؤسسات الدينية، وانصرافاً عن الدين، وتحولاً كاملاً إلى الدنيا وحدها وإلى الفلسفات الواحدية المادية. وقد اكتملت الحلقة تماماً مع ظهور الإصلاح الديني والرأسمالية والفلسفة الإنسانية الهيومانية، وكلها أنساق(دينية أو اقتصادية أو إنسانية) تذهب إلى أن العالم يحوي داخله مايكفي تفسيره. وساعدت هذه الإنساق على تصاعد معدلات الحلولية الكمونية الواحدية مرة أخرى في الحضارة الغربية"(العلمانية الشاملة ج1 ص 201.[/FONT]
[FONT=&quot]كما قال تعليقاً على أفكار استنارة القرن الثامن عشر:"وكل ماتدعو إليه هذه التعريفات نبيل للغاية، ولايمكن للإنسان أن يختلف معها (يقصد عن الإنسان وحريته وعقله ) ، فمن ذا الذي يرفض حق الإجتهاد والإختلاف وتحكيم العقل في جميع القضايا؟!. فالمشكلة لاتكمن في استخدام العقل أو عدم استخدامه، وإنما في نوع العقل الذي يُستخدم (عقل مادي أداتي أم عقل قادر على تجاوز المادة؟)، وفي الإطار الكلي الذي يتحرك فيه هذا العقل والمرجعية النهائية التي تصدر عنه "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص287.[/FONT]
[FONT=&quot]فهنا لمزيد من البيان يتكلم المسيري عن العقل المتجاوز أي الذي هو قبس رباني منضبط بالعلم الإلهي.(وله نصوص كثيرة في ذلك لعلي أتي عليها في سياقات البحث)[/FONT]
[FONT=&quot]فلاشك أن للأمر أبعاد أوغل في التاريخ من ذلك التحليل السطحي الذي يقوم به البعض أو التزييف الذي يقوم به العلمانيون العرب، فمن المعلوم أن النموذج التنوير الغربي فصل الدولة عن أي مطلق ديني أو أخلاقي ، وجعل التعاقد بين الأفراد كالذرات المتجاورة، وليس كياناً متماسكاً بشكل عضوي، لكنهم فصلوا الدين رويداً رويداً عن رقعة الحياة العامة" التي يمارس فيها المواطن حقوقه وحرياته"(كما يقول المسيري، في العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص 308)، كما يقول بناءاً على ذلك أن نقوذ الدولة تزايد بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسان:" حتى أصبحت الدولة هي المرجعية الأخلاقية والفلسفية والسياسية للإنسان الغربي"، لكن المستنيرون الذين دعموا الدولة الجديدة وسعوا في تأسيسها، راحوا يقمعون من يخالفهم ، وذلك، وأيضاً بدعمهم للحكومات المطلقة، :"هنا لم يتوان المستنيرون عن تصفية الفرد لصالح الدولة (وتصفية الخاص لصالح العام والإنساني لحساب المادي). فالحرية أمر طبيعي، ولذا يجب إرغام الناس على أن يكونوا أحراراً فهذا ماتمليه الطبيعة. وصالح الدولة هو تجسيد للقانون الطبيعي، ولذا فلابد من أن تطلق يدها. والدولة لاتعرف صالح الفرد وحسب، وإنما تعرف أيضاً صالح الجماهير(من خلال مؤسساتها التكنوقراطية المتخصصة الرشيدة (يقصد المسيري بالرشيدة معناه العلماني المادي أي بحساب المادة نزعاً للإنسان عن طبيعته وتجفيفاً لحقيقته ف عقل الترشيد، الذي تهيمن عليه المرجعية المادية وتختفي فيه المرجعية الإنسانية فضلا عن الربانية، والذي يسكت عن أية تساؤلات أخلاقية بشأن الخير والشر وماهو مشروع وماهو غير مشروع، ويستبعد كل ماهو انساني ومركب وتختفي فيه الأعراف الأخلاقية والدينية والروابط العائلية والشخصية ويرفض كل اعتبارات انسانية مثل التعاطف والتراحم ويستبعد كل الإطلاقات دينية كانت أم إنسانية وهو العقل الذي يهمل الإنسان ويجعله وسيلة لا غاية ويهمش القيم ويخضع العقل فيه لمنطق الأشياء ، فيسري قانون الاشياء على الانسان كأنه مادة لا روح فيه، (علمنة الإنسان) ، وهذا هو التشيؤ الذي تشير اليه بعض الأدبيات الغربية التي تتناول ظاهرة التحديث ، ويفترض عالماً مادياً تماماً، الإنسان فيه –كما قال المسيري- مادة سلبية تكاد تكون ميتة، مفعولاً به وليس فاعلاً عالما تكون فيه أخلاقيات اللعبة ( أو أخلاقيات الصيرورة أكثر أهمية من نوع اللعبة أو الهدف منها، وهذا النوع من الترشيد هو الذي سيهيمن في عصر مابعد الحداثة وعصر إختفاء المركز"(العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 13،12،16،17. ). ولذا ، كثيراً مايتم الإصلاح من أعلى(دكتاتورية البروليتاريا والنخبة الثورية الطليعية الرائدة والحكومات المطلقة التي تعبر عن " الإرادة العامة"-عبارة روسو الشهيرة-). على عكس مايتصور الكثيرون، لم يتعاون مفكروا حركة الاستنارة مع الملكيات المطلقة ضد الكنيسة وحسب، بل تعاونوا أيضاً معها ضد كل من وقف ضد الفكر التنويري، فإيمانهم بالطبيعة وبالدولة كان إيماناً دينياً مادياً متعصباً، يتسم بالشمولية الكاسحة وبالإيمان لالعلمي الراسخ وبرفض المركزية الإنسانية"(العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص 309.[/FONT]
 
[FONT=&quot](3)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]يبين لنا الدكتور المسيري أن تضمينات كلمة نيتشه المشهورة لاتشمل الإله وحسب، بل وتشمل الإنسان والكون، يقول:" ويُلقي الفيلسوف الألماني هايدجر الضوء على عبارة نيتشه بقوله:" إن الإله بالنسبة لنيتشه هو العالم المتسامي .. العالم الذي يتجاوز عالمنا، عالم الحواس.. الإله هو اسم عالم الأفكار والمثاليات والمطلقات والكليات والثوابت والقيم الإخلاقية، ومن ثم يمكننا أن نقول إن العبارة تعني في واقع الأمر : نهاية فكرة المركز الكائن خارج المادة. بل وفكرة الكل ذاتها، باعتبارها كيانا متماسكاً يعلو الأشياء. ومن ثم يسقط المركز بسقوط فكرة الكل المتجاوز، فيصبح العالم أجزاء لاتشكل كلاً ولامركز لها"الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر،ص27،28.[/FONT]
[FONT=&quot]فنيتشه بمقولته هذه حاول تحطيم كل مقدس وخير وجميل ومطلق :" وذلك-يقول المسيري- حتى يتم القضاء تماماً لا على اليقين المعرفي والأساس الديني للأخلاق وحسب، وإنما يتم القضاء أيضاً على أي يقين معرفي، بل وعلى مفهوم أو فكرة الأخلاق ذاتها"(نفس المرجع ص 29.[/FONT]
[FONT=&quot]وهو مايفعله بيير بورديو كما نرى هنا، مأدى إلى أن أصبح النشاط الجنسي مرجعية ذاته ، كما يقول المسيري:" وقد أصبحت اللذة إحدى الآليات التي يستخدمها المجتمع العلماني الحديث في استيعاب الجماهير في عمليات الضبط الاجتماعي ...من خلال الإغواء..وبأن إشباع اللذة هو أقصى تعبير ممكن عن الحرية الفردية، وهو مايعني ضمور اهتمام المواطن برقعة الحياة العامة وتركيزه على ذاته ورغباته. ولكن هذه الذات وهذه الرغبات يتم تشكيلها وصياغتها وتوجيهها من قبل صناعات اللذة وأجهزة الإعلام التي تغولت في تلك المرحلة، والتي تقوم باقتحام أحلام الإنسان وترشيده من الداخل والخارج. فيظهر الإنسان ذو البُعد الواحد الذي تم ترشيده من الداخل، ويظهر المواطن المخدر الذي لايمكنه التحكم في رغباته الجنسية" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص59.[/FONT]
[FONT=&quot]ويصل هذا الإتجاه إلى ذروته في الترشيد الإجرائي وفي أخلاقيات الصيرورة ، أي التزام جميع الأطراف بقواعد اللعبة وبالإجراءات دون الإتفاق على الهدف النهائي منها الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص65[/FONT]
[FONT=&quot]ومعلوم أن فوكو كان يعبر عن هيمنة قطاع اللذة ويدافع عنها بصورة الدفاع عن كل أنواع الجنس المابعد حداثي، يقول الدكتور المسيري:" وقد صرح فوكو ، وكان شاذاً جنسياً، يمارس السادية/المازوكية، ويتردد على عاصمة الشذوذ الجنسي في العالم( سان فرانسسكو) ، أن لحظة الإنعتاق الوحيدة التي كان يشعر بها، هي لحظة ممارسته الجنس على الطريقة السادية المازوكية..إذ لايبقى في العالم سوى جهازه العصبي وخلاياه وصيرورته الكاملة" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص91.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول المسيري:" إن مايقوله دريدا ببساطة شديدة هو أنه لايوجد سوى عالم الطبيعة/ المادة، وأن ثمة قوانين عامة تسري على الحيوان سريانها على الإنسان، ومن ثم لابد من تفكيك الإنسان برده إلى ماهو دونه، أي إلى عالم الطبيعة/المادة والحيوان والأشياء. وهو في هذا لم يأت بجديد، فأطروحته التفكيكية المعادية للإنسان هذه لاتختلف من قريب أو بعيد عن دعاة الاستنارة المظلمة واللاعقلانية والمادية السائلة الجديدة" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص127.[/FONT]
[FONT=&quot]. يقول المسيري عن جاك دريدا اليهودي ان يهوديته لها صلة بإتجاهه التفكيكي :" وهذا يفعله أيضاً بعض مؤرخي الأفكار في الغرب، خاصة سوزان هاندلمان"،:" ترى سوزان هاندلمان أن المثقف اليهودي الذي يحاول تحطيم النص المقدس لجأ للخديعة بدلاً من المواجهة السافرة...فلم يعلن اليهودي رفضه للحضارة الغربية، بل زعم أنه سيحاول تفسير نصوصها الأساسياً تفسيراً جديداً، ولكن تفسيره كان في واقع الأمر تفكيكاً لهذه النصوص وتقويضا لها، أي إنه ألبس هرطوقيته لبوس الهرمنيوطيقا واستخدام آلياتها" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص140.[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول المسيري إن فرويد وأمثاله من اليهود الذين يقومون بتقويض الذات الإنسانية يقومون بعملية تقويض جذرية :" وهم أيضاً يغوصون في ظلمات النفس البشرية، ويصلون إلى عناصر الهرطقة المكبوتة التي تتحدى المعيارية القائمة، فيقومون بإكتشافها وبلورتها ودغعها نحو المركز...يقومون بإحلال النص المهرطق مكان النص المقدس، وهم بذلك يحولون الخارجي إلى داخلي، والعكس بالعكس، ففرويد يتولى تعرية الرغبات المهرطقة في الذات الإنسانية ، ودريدا سيد التقويضين... فهناك في كل أنحاء العالم (مثقفون يهود)- بالمعنى المجازي أو الوظيفي- جعلوا همهم فتح النصوص المقدسة عن طريق إعلان أن النص المقدس صامت يمكن أن يحمل أي معنى يريده المفسر، ثم قاموا بإعادة تفسيرها وتحميلها معنى مهرطقاً حتى يسود الظلام وتهيمن العدمية" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ، الطبعة الثالثة 2010، ص141،142.[/FONT]
 
[FONT=&quot](4)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]من هنا تغيب المرجعيات وتتآكل الذات والموضوع وتهيمن النسبية الأخلاقية ومن ثم يستحيل الوصول إلى الأخلاق المطلقة كما يقول المسيري واصفاً الحالة، وشارحاً نهاية تاريخ النموذج أو بداية بدايته السائلة، ويختفي العقل الحقيقي ، :"أي الملكة التي يقوم الإنسان من خلالها بمراكمة المعنى والإنجازات، ... وينشأ الإحساس بأننا في الحاضر الأزلي، تغير مستمر بلا ماض ولا مستقبل، تجارب دائمة بلا عمق ولا معنى . ويتحول التاريخ إلى مجرد لحظات جامدة، وز[/FONT][FONT=&quot]من مسطح لاعمق له، ملتف حول نفسه لاقسمات له ولامعنى. الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص165.
و:" وحينما ترد هذه الكلمة في كثير من النصوص الفلسفية-يقول المسيري- الغربية( بل والعربية) فإنها عادة ماتعني العقل المادي، وهو عقل يوجد داخل حيز التجربة المادية(قلت طارق منينة : كما فعل اركون مع القرآن)، محكوم بحدودها، ولذا فهو يمكنه فهمه في إطار القوانين الطبيعية الكامنة في المادة، وهو مايعني أنه غير قادر على التجاوز. ومن ثم فإن العقل المادي يصبح أداة في الهجوم على الإنسان، بدلاً من أن يكون علامة انفصاله عنها...العقل المادي عقل تكنوقراطي محافظ رجعي يذعن لأمر الواقع، وهو في الوقت ذاته عقل امبريالي، لأنه لايلتزم بأية مقايسس أخلاقية" ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص283.
وفي هذا المناخ المادي ، وفي ظل الإشتراكية وبقية الفلسفات المادية ظهرت الفلسفات الأخلاقية المادية التي تنكر أية غاية إنسانية ، وتغيب في مجردات لا إنسانية عامة ، ومصدر الأخلاق هو العقل المادي ، أو نظرته الإختزالية ، التي تتبع النظرة والنظرية(الماركسية مثلاً) ، وهناك نظريات في علم الأخلاق العلماني، الأحادي، فيذهب أصحاب نظرية" الأصل الإجتماعي للأخلاق" ،:" إلى أن كل مجتمع يخلق قيمه الأخلاقية التي تخدم مصالحه، وإلى أن الإنسان يتحلى بالأخلاق نتيجة التطبيع الاجتماعي والتنشئة الإجتماعية وحسب، ... ومن ثم تصبح الأخلاق هي اتباع الرأي المجرد للأغلبية ...أما أصحاب نظرية الأصل العلمي للأخلاق ، فيذهبون إلى وجوب تأسيس الأخلاق على هدي القوانين العلمية (المجردة) والحسابات الرياضية الوضعية الرشيدة، كما هو الحال في الفلسفات النفعية التي جعلت الأخلاق هي المنفعة واللذة، وأصبح هدف الحياة هو البحث عنها وتعظيم الإنتاج والدخل... ولعل فلسفة نيتشه والداوينية الاجتماعية والبرجماتية هي التعبير المباشر عن هذه الأخلاقيات المادية...وهو نسق يستبعد فكرة الضمير والإنسانية المشتركة، ...التكيف مع الواقع والإذعان له.." العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية، ج2، عبد الوهاب المسيري، دار الشروق، الطبعة الأولى، 2002م، ص25،26.[/FONT]
 
[FONT=&quot](5)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]يقول المسيري :" أصبح الإنسان كائناً طبيعياً مادياً كمياً، لايشغل أية مركزية في الكون، وليست له مكانة خاصة فيه، يسري عليه مايسري على الأشياء الطبيعية المادية الأخرى . أي أن النموذج العلماني الشامل قد ساد وتم تفكيك الإنسان تماماً وتحويله من الإنسان المنفصل عن الطبيعة إلى الإنسان الطبيعي المادي، الذي يتحد بها ويذوب فيها ويستمد معياريته منها، فيفقد الدال " الإنسان" مدلوله الحقيقي، ويحل الكم محل الكيف والثمن محل القيمة"العلمانية [/FONT][FONT=&quot]الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص 326.
فذات الإنسان وعقله أو روحه ، مايميزه عن بقية الكائنات المخلوقة، في ظل ذلك السقف المادي، كما يقول المسيري، تصير نفسها قوانين الطبيعة \ المادة:" وأنه باستبعاد الماوراء ، وماهو غير زمني، تصبح الطبيعة| المادة وقوانينها هي المصدر الوحيد لمعاييره ومنظوماته المعرفية والأخلاقية والجمالية وأن النزوع الإنساني (الهيوماني) ماهو إلا وهم إنساني"(العلمانية الشاملة ج1 ص 224.
وتبين له أن الطريق الوحيد أمامه هو أن يُذعن للقوانين المادية الحتمية المنفصلة عن القيم والغائيات الإنسانية(وهو مايعني نفي الحرية تماما) وأن يستمد منها معياريته(العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 268.
وتقسم حياة الإنسان -في العلمانية- إلى " مجالات" مختلفة، يتحرك حسب قوانين الأصل، ويصبح لكل " مجال" كيانه وآلياته وأهدافه وأغراضه المستقلة عن الإنسان ، فيصبح مرجعية ذاته، مكتفياً بكيانه، ويضيف المسيري:" يستمد كل مجال معياريته من ذاته ويتم الحكم عليه من منظور كفاءته في تحقيق أغراضه، ويكتسب كل نشاط شرعيته من مدى نجاحه في تحقيق أهدافه. فتصبح المعايير في المجال الإقتصادي اقتصادية، وفي المجال السياسي سياسية، وفي المجال الجمالي جمالية، وفي المجال الجنسيس جنسية. وهكذا. هذا يعني أن كل مجال ، الواحد بعد الآخر، يُفلت من قبضة الإنسان ولايكترث به، ومن ثم، ينفصل عن أية معيارية أو غائية خارجة عنه (سواء كانت دينية أم أخلاقية أم إنسانية) ويتحرر منها، وتتفتت مجالات الحياة الإنسانية"العلمانية الشاملة ج1 ص225.
وهنا نقول إن هناك مشترك بين قيمنا وبين قيم التنوير الأولى، وقد ارجعناها في بحثنا المطول من قصة الحضارة لديورانت للعلم الإسلامي الذي استفادت منه ىأوروبا
فإذا رأيت علماني يؤمن بها، فإعلم أنها من أصولنا، لكن لتحذر الإضافات المعلنة أو الكامنة في كلام العلماني المعين(سيأتي عرض المسيري لكلام هاشم صالح أو عزيز العظيمة كأمثلة على ذلك) مع أنه بصورة عامة قال :" تقبل كثير من المفكرين العرب(علمانيين وإيمانيين) الجوانب الإيجابية للمنظومة العلمانية الجزئية ، ورفضوا العلمانية الشاملة حتى لايسقطوا في المادية والعدمية، وحتى لايتم تقويض الحيز الإنساني بكل مايحوي من خصوصية وتركيبية وتأخذ محاولاتهم عادة شكل تضييق نطاق مصطلح العلمانية إلى حدود الدائرة الجزئية ، على أن تترك الأمور النهائية وشأنها..قضية مفتوحة.. وقد أشرنا من قبل إلى تعريفات محمد أحمد خلف الله وحسين أمين ووحيد عبد المجيد وفؤاد زكريا ومحمود أمين العالم، وأعتقد أنها تندرج تحت هذا التصنيف، والوضع نفسه ينطبق على محمد عابد الجابري، وإن كان يتبع استراتيجية مختلفة"(العلمانية الشاملة ج1 ص 122.[/FONT]
 
[FONT=&quot](6)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]فماذا عن فكر الاستنارة الغربي الأول [/FONT]
[FONT=&quot]يعرض المسيري أفكار حركة الاستنارة الغربية، وهو الفكر" الاستناري الذي يتأرجح بين الإلحاد الصريح والربوبية"(العلمانية الشاملة ج1 ص 293)، ، كما أن " فكر حركة الإستنارة هو الأساس الفلسفي الذي تنطلق منه العلمانية الشاملة، وإن كنا نسارع بالقول إن هذا الفكر كان يتحدث عن متتالية العلمانية والتحديث المثالية"(العلمانية الشاملة ج1 ص 290)، وفي العرض تكلم عن العقل في فكر الحركة ثم الطبيعة التي يستمدون[/FONT][FONT=&quot] منها معيارتهم ويرفضون الخارق للطبيعة(ج1 ص 292)، ثم يقول:" وقد تفرعت عن هذا رؤيتان : رؤية في دور الدولة التي تهتدي بهدي الطبيعة والعقل، وتُطبق القوانين على المجتمع وتعيد صياغته ورؤية في الأخلاق باعتبارها عن الاتجاهات الطبيعية في الإنسان والتي يمكن ضبطها أيضاً من خلال عملية ترشيد عقلانية مادية"(العلمانية الشاملة ج1 ص 293)
وحتى عندما تكلم عن جان جاك روسو قال عن العقد الاجتماعي لروسو:" فكأن روسو كان يدعو إلى إقرار دين طبيعي يقوم على تأليه المجتمع، أي أن المجتمع سيصبح هو المطلق الواحدي المادي العلماني الشامل الجديد، الذي يحل محل المطلق اللاهوتي القديم" العلمانية للمسيري ج1 ص 300)[/FONT]
 
[FONT=&quot](7)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]في هذا السياق، نجد أن المسيري نفسه يعترض على فكرة ان المجتمع هو المطلق الذي له الحكم في كل شئ ، وذلك عندما تكلم عن جان جاك روسو قال عن العقد الاجتماعي لروسو:" فكأن روسو كان يدعو إلى إقرار دين طبيعي يقوم على تأليه المجتمع، أي أن المجتمع سيصبح هو المطلق الواحدي المادي العلماني الشامل الجديد، الذي يحل محل المطلق اللاهوتي القديم" العلمانية للمسيري ج1 ص 300)[/FONT]
[FONT=&quot]فالعلمانية التي يريدون أن يخضع لها الإسلام ليكون كأنه حلولية وثنية، يصفها المسيري بالتصوير التالي :" حين يحل الإله في الشعب الذي يصبح موضع المطلقية والقدسية، ويحيط نفسه بشعائرية برانية فارغة لاعلاقة لها بالخير أو الشر، وإنما هدفها تدعيم الحدود بين الأنا المقدسة والآخر المدنس"(العلمانية الشاملة ج1 ص200.[/FONT]
 
[FONT=&quot](8)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]فالعلمانية التنويرية للقرن الثامن عشر كانت تحتفظ بأمور أشبه ماتكون بالأمور التي دعا إليها الدين ولسبب نفي حقائق الايمان المتجاوزة ، ووجود الكمون المادي في الظرف العلماني بدأت العلمانية تتخلى عن الأصول الإنسانية فيها بتسليمها أو جعل الإنسان خاضع لعملية الحوسلة المستمرة أي جعل الإنسان مادة ووسيلة وعبد للسوق وقطاع اللذة.[/FONT]
[FONT=&quot]وذلك بعد وضع الطبيعة الإنسانية تحت المجهر المادي ، لتحليل الإنسان ماديا خالصا!-الذي لايرى طبيعة الإنسان المت[/FONT][FONT=&quot]جاوزة -وكيف يراها وقد نفاها مسبقاً- وكيف يقبض عليها وقد نفاها من عملية تحليلة أصلا.
فالإنسان في تلك النظرة الشاملة ، والعلمانية، لايفرق بين الطبيعة المادية والطبيعة الإنسانية-كما يقول المسيري- :" والتطبيع يفترض أن ثمة وحدة كاملة بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، وأن الإنسان جزء لايتجزأ من الطبيعة ، رغباته طبيعية (أي مادية) ومعرفته تتلخص في اكتشاف قوانين الحركة أو الطبيعة| المادة(وهي القوانين التي تؤكد وحدة الطبيعي| المادي بالإنساني وتساويهما). إن مايحكم الإنسان والطبيعة هو القانون الطبيعي، والإنسان إنسان طبيعي، ولهذا ليست له مكانة أو منزلة خاصة في النظام الطبيعي، إذ أن الطبيعة المادة لاتعرف هدفاً أو غاية. والنزعة الطبيعية... هي القول بأن الإنسان إن هو إلا كائن طبيعي تحمه غرائزه الطبيعية ، وسائر مكوناته الحضارية والإنسانية التي تفصله عن عالم الحيوان ماهي إلا قشور سطحية لاعلاقة لها بالجوهر الإنساني... وكل ذلك يؤدي إلى ...أن العالم يصبح مادة محضاً لاتحوي غرضاً ولاغاية ولاهدفاً ولامعنى ولامركزاً... والإنسان نفسه جزء من هذا العالم المادي المحايد الذي لايكترث به... وعليه أن يتخلى عن أية مرجعية ، متجاوزة كانت أم كامنة"(العلمانية الشاملة ج1 ص 130.
قال المسيري:" وكان جون كين يُعد من أهم منظري العلمانية، ولكنه ينطلق من منظور ربوبي...أي الإيمان بالإله دون حاجة لوحي، فيما يسمى " الدين الطبيعي" . وقد تبنى موقف المفكر الربوبي الأمريكي توماس بين... الذي دعى في كتابه عصر العقل إلى استيعاب الدين في المجتمع، بحيث يتم الإبقاء على فكرة الإله، لكي تظل مصدراً للأخلاق في المجتمع، مع إلغاء أي دور للإديان فيما عدا ذلك"(العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري، دار الشروق، ج1 ص 109.
يضيف المسيري :" ولكن جون كين توصل إلى أن الدعوة الربوبية أخفقت في خلق جو متسامح يستطيع البشر أن يتعايشوا على الرغم من اختلاف معتقداتهم، كما تمنى توماس بين. وان ماحدث هو تقليص دور الدين وإضعافه وهزيمته. ولكن الدكتور كين يرى أن اجتثاث الدين من حياة الناس أمر غير ممكن، وأن العلمانية لم تف بوعودها لا في العالم الأول(حيث تنتصر العنصرية والجريمة والنسبية الفلسفية) ولا في العالم الثالث(حيث تحالفت العلمانية مع الفاشية والقوى العسكرية). (العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري، دار الشروق، ج1 ص110[/FONT]
 
[FONT=&quot](9)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]ثم تتالت التداعيات وتوالت المتواليات، وتم إزاحة الإنسان نفسه عن المركز الذي دشنه التنويري لتحل محله مجموعة من المطلقات أو الثوابت المادية مثل: المنفعة المادية-التقدم-معدلات الإنتاج- قوانين الحركة-اللذة الجنسية: مطلقات أو ثوابت يتم اختزال كيان الإنسان المركب فيها. الحداثة ومابعد الحداثة، المسيري-التريكي، طبع آفاق معرفية متجددة، الطبعة الثالثة، 2003م،ص14. [/FONT]
[FONT=&quot]يتم تفكيكه الإنسان كما يقول المسيري، ورده إلى عالم الطبيعة| المادة ويتم استيعابه تماماً فيها(أي يتم تطبيعه وتحييده)، فتختفي المنظومات القيمية والمعرفية الإنسانية المستقلة عن عالم الطبيعة| المادة المقصورة على الإنسان. يفقد الإنسان أي تميز، ويُزاح عن المركز، وتنزع عنه القداسة، ويُجرد من خصائصه الإنسانية، وتُسقط عنه السمات الشخصية، ويصبح وسيلة لاغاية، وتتم حوسلته(يقصد جعله وسيلة) كما يتم ترشيده والتوحيد بينه وبين بقية الكائنات الطبيعية> المادية"(العلمانية الشاملة ج1 ص 195.[/FONT]
[FONT=&quot]فيصير الإنسان مغترباً عن جوهره الإنساني ، كائن بسيط، ذو بُعد واحد، وظيفي، مُنمط، جزء لايتجزأ من المادة، ومن هنا تغيب المعيارية (انظر العلمانية الشاملة ج1 ص195)[/FONT]
[FONT=&quot]يقول المسيري إن النموذج المهيمن على الحضارة الغربية هو النموذج المادي( ونحن نستخدم كلمة(مادي) هنا بالمعنى الفلسفي، أي الإيمان بأن المادة هي الأصل والمحرك الأساسي للكون. وهي رؤية فلسفية ليست لها علاقة بحب المال" الحداثة ومابعد الحداثة، المسيري-التريكي، طبع آفاق معرفية متجددة، الطبعة الثالثة، 2003م،ص16.[/FONT]
[FONT=&quot]والحضارة العلمانية الغربية بهذا المعنى -يقول المسيري- حضارة فريدة تماماً. فلأول مرة في تاريخ الإنسان يُلغى الهدف والغاية ويتحرر المطلق منهما(فيصبح " لوجوس" بلا " تيلوس"، وميتافيزيقا بدون أخلاقيات). وهذا هو الإدراك الأسيسي الكامن وراء عالم مابعد الحداثة، فهو عالم قد تمت تصفيته وتطهيه تماماً من المطلقات والمرجعية النهائية، فلا مرمز ولاهامش، وإنما عالم أفقي متساو مسطح، لايوجد فيه وضع خاص أو مُتميز لأي شئ-وضمن ذلك الإنسان-. ولذا، فهو عالم خال من العمنى، ليس بإمكان الدال فيه أن يرتبط بالمدلول لأنه عالم لايحتوي على أي مطلق يربط بين التفاصيل كلها.. عالم نسبي تماماً، ولكنه مع هذا يخلع المطلقية على النسبية. فالمرجعية النهائية هي – في الحقيقة- إنكار المرجعية، والمطلق الثابت الوحيد هو النسبي المتغير، وهذا هو مايُعبر عنه الفكر المادي بالقول " لاثبات إلا لقوانين التغير" . ومع هذا تظل هناك الداروينية وفكرة البقاء للأقوى باعتبارها المرجعية الوحيدة الثابتة في عالم الواحدية السائلة ومابعد الحداثة والنظام العالمي الجديد"العلمانية الشاملة ج1 ص 242.[/FONT]
[FONT=&quot]فالمطلق النهائي للعلمانية ونسقها المادي يُخلق نماذج وتنويعات تنبع من أصل الفكرة المادية، يقول المسيري :" فكان هوبز يشير إلى الدولة| التنين، وإلى الإخلاقيات الذئبية للإنسان باعتبارها تعبيراً عن الطبيعة| المادة. كما تحدث لوك عن عقل الإنسان والصفحة البيضاء التي لاتختلف عن الطبيعة| المادة في أي شئ. وقام كثير من فلاسفة الإستنارة بمحاولة رؤية الإنسان بإعتباره آلة وحسب، وقد بسط بنتام المنظومة الأخلاقية وجعلها تدور حول المنفعة واللذة بشكل آلي. وييمكن أن نضم إلى هؤلاء دعاة النظرية العرقية الغربية التي زودت الإمبريالية الغربية بإطار نظري لإبادة الملايين، غذ ترى هذه النظرية أن مايميز البشر ومرجعيتهم النهائية(المادية الكامنة) هو انتماءهم العرقي(الطبيعي| المادي) ، ومن ثم، تفسير تفاوتهم بالعودة إلى القوانين البيولوجية (الطبيعي| المادية)"العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 238.[/FONT]
 
[FONT=&quot](10)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_والعلمانية_الشاملة_والجزئية
[FONT=&quot]الأسرة والعلمانية في متتاليتها الحديثة، أي آخر ماوصل إليه الإنسان حتى بعد أن تنازل عن بعض ركائز فلسفة التنوير الغربي ذاتها![/FONT]
[FONT=&quot]ظهرت أنماط أخرى من الأسر العلمانية فالأسرة الطبيعية أصبحت أقلية-ويضيف المسيري- :" إذ توجد أنواع أخرى، مثل: أب مع أطفاله-أم بمفردها مع أطفالها- أب وعشيقه مع أطفاله، أو أطفالها، أو أطفالهما- أم وعشيقها مع أطفالهان أو أطفاله أو أطفالهما- أم وصديقتها مع أطفالها أو أطفالهما –أب وصديقه مع أطفاله أو أطفالهما. وقد قرأنا منذ عدة شهور عن أسرة من نوع الكور فاميلي الثابت الراسخ،إلا أن تعديلاً طفيفاً دخل عليه إذ انضم إلى الأسرة عشيق الأب وورافقت الأم على ذلك (فمن الواضح أنها تمتعت بعقلية ترانسفيرية منفتحة ))، وأصبح تركيب الأسرة على النحو التالي:أم وأب وصديقه وأطفالهم!(أي سقطت الثنائية والمركزية والمرجعية). العلمانية الشاملة ج1 ص 258.[/FONT]
[FONT=&quot]في النهاية بالمرأة في الحالة السائلة الأخيرة، وهي الحالة التي لامركز لها، تتمركز حول نفسها، وأصبحت مرجعية نفسها، تأخذ مواقفها السائلة ، كما أتاحتها المادية السائلة التي انفرد عقد البنية الإنسانية فيها، ماأدى إلى ظهور الجنس الواحد أو الجنس الوسط بين الجنسين ، وهو الوضع الذي ينكر وجود ثنائية ذكر/ أنثى، ,اصبحت للمرأة قصتها الخاصة ، تتحرك في رقعة الحياة الخاصة بها، في المجال الجديد، بعيداً عن أي مشترك إلا المشترك المادي ، ويتم في هذا المجال تسوية الجميع بالحويانات والأشياء وتتلاشئ الفروق والأدوار ، ولذا، فهم يرفضون توزيع الأدوار وتقسيم العمل، ..فيطالبون بأن يصبح الذكور آباء وأمهات في الوقت نفسه، وأن تصبح الإناث بدورهن أمهات وآباء"(العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص 333.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي هذا السياق تم تحطيم القوالب الذهنية واللغوية التي كان يتعامل بها كل جنس مع الآخر من خلالها ومن هنا يتم " ضرب فكرة المعيارية والإنسانية المشتركة في الصميم حتى يتم تسوية الجميع" العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص 333.[/FONT]
[FONT=&quot]وينقلب الشعور بالجنس الواحد فيشعر الرجل بشعور الأنوثة وكذلك تشعر المرأة بشعور الرجولة وتتغير الأعمال على الأرض ، وذلك في السياق الطبيعي/المادي، الذي أصبح فيه الإنسان مادة استعمالية، تتوسع فيه شهوة الإنسان وقطاع اللغة في عالمه، ويصبح الهدف تغيير الطبيعة البشرية ومسار التاريخ والرموز واللغة..إعادة صياغة مسار التاريخ بطريقة مختلفة عما كان الأمر عليه في الماضي ، فيتحول الجميع إلى سوق العرض والطلب بنفسيات جديدة، " يتحرك فيها البشر والسلع في نفس الحيز الأملس، بلا سدود أو حدود أو منظومات قيمية"(ص340) تعوق هذه الحالة المتطورة دوما والمتغيرة دوما في عالم التجريب السائل والذي لايرتبط بأي قيم إنسانية (انظر العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1 ص 333.،[/FONT]
[FONT=&quot]338،340[/FONT]
[FONT=&quot]إنها تلك الدوال المفرطة التي نقلت مفهوم الأسرة إلى التعددية المفرطة، أو أصيبت بها، كما يقول المسيري: فهي يمكن أن تكون مكونة من رجلين أو امرأتين أو رجل وإمرأتين(يقصد في موضع جنسي واحد وممارسة واحدة والعكس صحيح)[/FONT]
[FONT=&quot]انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص64[/FONT]
[FONT=&quot]ومعلوم أن فوكو كان يعبر عن هيمنة قطاع اللذة ويدافع عنه بصورة الدفاع عن كل أنواع الجنس المابعد حداثي، يقول الدكتور المسيري:" وقد صرح فوكو ، وكان شاذاً جنسياً، يمارس السادية/المازوكية، ويتردد على عاصمة الشذوذ الجنسي في العالم( سان فرانسسكو) ، أن لحظة الإنعتاق الوحيدة التي كان يشعر بها، هي لحظة ممارسته الجنس على الطريقة السادية المازوكية..إذ لايبقى في العالم سوى جهازه العصبي وخلاياه وصيرورته الكاملة" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص91.[/FONT]
[FONT=&quot]ذكر المسيري أن فوكو الفيلسوف الفرنسي كان شاذاً جنسياً:" فإذا كان المرء ذكراً فيمكنه أن يمارس الجنس مع ذكر مثله... مثل فوكو الفيلسوف الفرنسي مثلاً...ويقال إن فيلسوف النفعية جريمي بنتام كان يحب ملاعبة القرود بطريقة جنسية "(العلمانية الشاملة ج1 ص 257.[/FONT]
[FONT=&quot]وهناك في الغرب من :" يحاول أن تُجرى له عملية جراحية ليصبح من الجنس الآخر(والعكس بالعكس)... المساواة تحت رايات الحداثة تصل إلى درجة إنكار الأصل والمركز تماما!"العلمانية الشاملة ج1 ص 257.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول المسيري:" إن مايقوله دريدا ببساطة شديدة هو أنه لايوجد سوى عالم الطبيعة/ المادة، وأن ثمة قوانين عامة تسري على الحيوان سريانها على الإنسان، ومن ثم لابد من تفكيك الإنسان برده إلى ماهو دونه، أي إلى عالم الطبيعة/المادة والحيوان والأشياء. وهو في هذا لم يأت بجديد، فأطروحته التفكيكية المعادية للإنسان هذه لاتختلف من قريب أو بعيد عن دعاة الاستنارة المظلمة واللاعقلانية والمادية السائلة الجديدة" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص127.[/FONT]
[FONT=&quot]. يقول المسيري عن جاك دريدا اليهودي ان يهوديته لها صلة بإتجاهه التفكيكي :" وهذا يفعله أيضاً بعض مؤرخي الأفكار في الغرب، خاصة سوزان هاندلمان"،:" ترى سوزان هاندلمان أن المثقف اليهودي الذي يحاول تحطيم النص المقدس لجأ للخديعة بدلاً من المواجهة السافرة...فلم يعلن اليهودي رفضه للحضارة الغربية، بل زعم أنه سيحاول تفسير نصوصها الأساسياً تفسيراً جديداً، ولكن تفسيره كان في واقع الأمر تفكيكاً لهذه النصوص وتقويضا لها، أي إنه ألبس هرطوقيته لبوس الهرمنيوطيقا واستخدام آلياتها" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص140.[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول المسيري إن فرويد وأمثاله من اليهود الذين يقومون بتقويض الذات الإنسانية يقومون بعملية تقويض جذرية :" وهم أيضاً يغوصون في ظلمات النفس البشرية، ويصلون إلى عناصر الهرطقة المكبوتة التي تتحدى المعيارية القائمة، فيقومون بإكتشافها وبلورتها ودغعها نحو المركز...يقومون بإحلال النص المهرطق مكان النص المقدس، وهم بذلك يحولون الخارجي إلى داخلي، والعكس بالعكس، ففرويد يتولى تعرية الرغبات المهرطقة في الذات الإنسانية ، ودريدا سيد التقويضين... فهناك في كل أنحاء العالم (مثقفون يهود)- بالمعنى المجازي أو الوظيفي- جعلوا همهم فتح النصوص المقدسة عن طريق إعلان أن النص المقدس صامت يمكن أن يحمل أي معنى يريده المفسر، ثم قاموا بإعادة تفسيرها وتحميلها معنى مهرطقاً حتى يسود الظلام وتهيمن العدمية" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ، الطبعة الثالثة 2010، ص141،142.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد وقع تحت تأثير هربرت سبنسر تلميذ دارون الذي رد عليه محمد عبده في تفسيره ، وسبنسر هو الذي جعل من الدراوينية مبدأ فلسفياً لاينازع! ، فالبقاء للأصلح والصراع هو قانون الحياة ، وقد تطورت عن هذه الصورة كما يقول المسيري صورتان، مجازيتان (الجسد ثم الجنس) فالحضارة الحديثة تدور حول الجسد في إطار المنفعة واللذة ، جسد الإنسان فيها هو أساس رؤيته للكون ، وفي مرحلة السيولة الحالية لم تعد المنفعة هي المعيار الأساسي كما يقول المسيري، وإنما اللذة، وظهر الإنسان الجسماني والجسدي والجنسي :" والجنس مثل الجسد، هو محاولة لمحو الأصول الربانية للإنسان عن طريق إلغاء ثنائية الذات والموضوع"، فالجسد هو الصورة المجازية في عصر التحديث والحداثة ، أما الجنس فهو الصورة المجازية لعصر مابعد الحداثة( والمادية السائلة) (انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر، ص 37،38.[/FONT]
[FONT=&quot]فالعقل المادي ينظر إلى نفسه بإعتباره تجسيداً لقوانين الطبيعة| المادة وللمعيارية المشتقة منها التي تتجاوز القيم والغائيات الأخلاقية والإنسانية، فوظيفته-كما يقول المسيري- هي الإذعان لقوانين الطبيعة| المادة :" وحينئذ يصبح العقل المادي عقلاً أداتياً ، أي عقل الجماهير الذين يؤدون مايوكل لهم من أعمال، ويوظفون في خدمة النخبة القائد دون تساؤل عن المضمون الأخلاقي والإنساني للأوامر التي أتتهم من عل"العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة ج1ص 270.[/FONT]
 
[FONT=&quot]2)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_الجزئية_والدولة
[FONT=&quot]أعلم أن أكثركم يريد كلمة وبس في موقف المسيري من العلمانية الجزئية، وقبل أن أعرض أدلتي على ماسأقوله هنا مختصرا للقضية أقول:[/FONT]
[FONT=&quot]أن المسيري برع في كشف علاقة العلمانية الجزئية للقرون الأوروبية والأمريكية وربطها بالعلمانية الشاملة-أي آخر وضع للعلمانية الأوروبية والأمركية- لما شملت الحياة كلها- لأنها هي هي عنده، وهي متتالية بدأت صغيرة فصارت كبيرة أي شاملة، وهي مادية كفرية كما بينها، وهي في بنيتها عنده هي كفرية عنده.[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا مالم يفهمه أغلب طلاب الع[/FONT][FONT=&quot]لم السلفيين ، ومنهم من كتب كتبا أو فصولا من كتب أو مقالات في مجالات أو موضوعات في ملتقيات، ينسبون له القول بتلك العلمانية الجزئية الكافرة التي هي أصلها كفر وبدايتها ضلال ونهايتها كفر عنده لأن فيها كمون المادة وأصول الفكر المادي الذي هو مصنع للنظريات والمذاهب الفلسفية اللاحقة.
أما العلمانية الجزئية التي أخطأ المسيري في مصطلحها -وهو الاسم: العلمانية الجزئية!-وأصاب في الغالب بما يعنيه منها (وهي إسلامية أصلاً وليست علمانية وإنما وضع لها مصطلح علماني غير صائب!) -فهي الإجراءات أي صور تنظيمية وكذلك الإجتهادات الإسلامية أو الدنيوية (في الزراعة مثلا أو الصناعة أو الإقتصاد أو أي مجال آخر للحياة منتظم داخل سلك الإسلام)، وأما سبب تسميته الخاطئ لهذا المعاني والأطر والإجراءات والإجتهادات بالعلمانية الجزئية ففي ظني أنه أراد أن يقول للعلمانيين كلهم بيننا وبينكم مشترك في معان واجراءات مفتوحة داخل الإسلام لاخارجه، وخارج النصوص لكن منضبطة بأصولها، وأن المشترك بيننا وبين بعضكم هو الإيمان بقيمة الإنسان وأن له روحا متجاوزة نسفتها العلمانية لما كبرت وتوسعت وطغت واستقلت، وكفرت بالإنسان وأعلنت موته وتسليعه وبيعه في السوق وتحويله لوةسيلة، لكنه في نفس الوقت قال لهم إن تلك العلمانية الجزئية التي تؤمنون بها إنما هي في بنيتها الكافرة والمادية تؤدي إلى تلك العلمانية الشاملة التي يدعو كثير منكم إلى أن تكون شاملة أو تؤمنون بأصولها المادية الكفرية ودعواتها المذهبية الكافرة (كل المذاهب العلمانية) ، التي نفارقكم فيها ونباينكم فيها ونكفركم بها.
المسيري بإختصار يكفر كفرا بينا واضحا بالعلمانية العلمانية الجزئية والشاملة!!
والمسيري لم يخطئ أبدا في تشريح العلمانية فهو أبرع من كشف عن بنيتها وأصولها وكفرها وإن أخطأ في بغض أمور ليس هنا موضع الإتيان عليها.[/FONT]
 
[FONT=&quot](1)[/FONT]
#المسيري_والعلمانية_الجزئية_والدولة
[FONT=&quot]بعد ذلك "المدخل" الذي قدمناه (كان من عشر منشورات) سنلج موضوع المسيري عن الدولة والعلمانية الجزئية والعلمانيين العرب وهلم جرا( وقد انهيت أكثر من عشر منشورات أُخر في هذه الجزئية الأهم بيد أنه إذا علمت أن المنشورات السابقة مفهومة فجئنذاك يمكنني وضع الأهم في موضوع(العلمانية الجزئية) ، وأزعم أنه لم يسبقني اليه أحد في معرفة موقف المسيري الحقيقي من العلمانية الجزئية التي عي مقدمة للعلمانية الشاملة أو (من اتخذ موقفي في فهم الرجل لكن لم يتتبع[/FONT][FONT=&quot] أدلته).
ولذلك كان لابد من المنشورات السابقة لبيان موقفه من العلمانية وبنيتها فمن عرف البنية والمركز لابد سيعلم البداية والنهاية وان المسيري برئ من البدايات والنهايات كما ان للمسيري كلام اصيل في منبع العلمانية الجزئية الغربية او التي يتبناها العلمانيين العرب ويوافقهم (أي يوافق العرب منهم!!) على بعض مافيها (مما كان في التنوير الإسلامي المصاحب ليوم التنزيل أو يوم البعثة للرسول حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، والذي استفاد منه التنوير الغربي من غير أن يستفيد من أصوله وشرائعه وعلومه وآياته القرآنية) ويرفض بعضها الآخر أو أصولها الغربية داخل المتوالية الغربية!![/FONT]
 
[FONT=&quot]سألتها (أول أمس) ، تلك الشابة الهولندية، زميلة العمل (تقريبا هي بعمر 48) ، كم ابن لك؟[/FONT]
[FONT=&quot]قالت ابنة وابن؟[/FONT]
[FONT=&quot]كم عمرهما؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال الإبنة 18 عام[/FONT]
[FONT=&quot]والإبن 26 عام؟[/FONT][FONT=&quot]
هل يعيشون معك؟
قالت البنت خرجت ، الآن تسكن وحدها.
قلت لها: هل أنت فرحة لأنها خرجت من البنت؟
قالت هذه عاداتنا نحن الهولنديون.. طبعا أنا فرحة أنها خرجت
وهل خرجت أنت في نفس عمرها؟
أبرقت بعينيها، وقالت نعم تماماً، فقد كنت في صراع دائم مع أمي مع أني كنت قريبة من أبي لكني على كل حال خرجت وسكنت وحدي
وابنك؟
قالت للأسف مازال يسكن معي كأنه يسكن في فندن(هوتيل)
قلت لها الا تفرحي أنه مازال موجود معك.. تنظري إلى وجهه كل يوم.. وتحادثيه؟
قالت طبعا.. لكن لابد أن يشعر بالإستقلال.. ويهتم بنفسه.. إلى متى يسكن عندي..
ملحوظة: يتوفر العمران العلماني على غرف كثيرة جدا ، يؤجرها الأولاد..ذكور وإناث كما ان العمران العلماني مكشوف اي زجاجي ترى من بداخل البيت .. بخلاف العمران الاسلامي فهو يتميز بالستر .. وعدم الكشف أو الإنكشاف..[/FONT]
 
[FONT=&quot]في هولندا تجد متطوعين، يذهبون لبيوت المسنين، على سبيل المثال.. لمساعدة بعض المرضى (المسنين مثلا) أو تسليتهم أو محادثتهم أو للتخفيف من آلامهم(على النقيض لايذهب الأولاد لأمهاتهم أو أبنائهم، وقد ذكر لي الرجل (المتطوع) الذي حدثته أمس( الأحد 15-01-2017)، أنه كان يهتم برجل مرض، وأعمى البصر، وعنده شيزروفرينيا، وأنه لما توفي من اسبوع مضى لم يخرج في جنازته إلا الممرضة التي كانت تهتم به، وأنا، وأثنتان، من مكتب المساعدة)[/FONT]
[FONT=&quot]قال لي أنا من مكتب علماني (سيكلوريزم) جئت لمساعدته![/FONT]
[FONT=&quot]قلت له أحيانا أرى متطوعين من بعض الكنائس يحاولون من خلال المساعدة، ضم المريض إلى كنيستهم الخاصة.[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم يوجد.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له.. هل عندك كتب بالهولندية في العلمانية.[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم.. وأنا قرأت في العلمانية لأنها تساعد الناس؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له أليس المجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع علماني حر، ومتعدد؟![/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم هو كذلك.. لكن أنا أهتم بمساعدة الناس؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له ممتاز أنت تهتم بمساعدة الناس ولكن لماذا لايأتي الأولاد والبنات إلى آياءهن أو أمهاتهن ، اليسوا علمانيين.. أليس المجتمع حر ومتعدد ويساعد الناس.. أنا أسأل فقط لان عندي اسئلة تحتاج إلى إجابة وأعلم أن العلمانيين يحبون الأسئلة أكثر ممايحبون الإجابات؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال: نعم هذه مشكلة في مجتمعاتنا.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال أنا كنت رجل غني لايهتم بأي شئ حوله ، والآن أحاول أ، أفعل شئ، ولو طلب مني أن أزور مضاجع الأطفال ومنتهك عرضهن في سجنه ومحبسه لفعلت.. فأنا، على الرغم من أني إغتُصبت وأنا طفل، إلا أني أريد الآن أن أعالج تلك النوعية من الرجال. [/FONT]
[FONT=&quot]حتى لاينتهكوا الأطفال![/FONT]
[FONT=&quot]قلت له ولكنهم سيعودون للأحياء السكنية ويغتصبون الأطفال[/FONT]
[FONT=&quot]قال هؤلاء يجب حبسهم حتى يعالجون[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له نعم لابد أن تتم معالجتهم.. وكثير من الأمهات لاترضى الا بقصف رقابهم.[/FONT]
[FONT=&quot]ابتسم وقال نعم هذا شعور لكني تجاوزت ذلك الشعور رغم أني عانيت.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له هل علمت بالحزب الهولندي الذي تقدم للمحكمة بأوراقه لإنشاء حزب من بنود دعوته هو قانونية ممارسة الجنس مع الأطفال، ومن ثم ترويج شرائط الجنس مع الأطفال بصورة قانونية بدل الصورة غير القانونية، كما يتاح الآن أفلام المثليين لأنهم قانونيين؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم أعلم طبعا؟[/FONT]
[FONT=&quot]وهؤلاء لايجب أن يسمح لهم[/FONT]
[FONT=&quot]قال أنا لي أصدقاء مسلمون يعانون من الأهالي.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له أنا مسلم. كيف يعانون؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال هناك شاب صديقي هو مريض في عقله. أي أنه في حاجة الى عناية نفسية طبية لكن أ÷له لأنه بيفكر تفكير علماني بيضطهدونه؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له المفروض أ، يعالجوه أولا. ويهتموا به نفسيا.. ثم بعد ذلك يحاوروه. لكن الإسلام لايضطهد المرضى![/FONT]
[FONT=&quot]قال لي وقد تهيأ للسؤال الأهم : ان العلماني يميل للحوار لا للنقاش، لكن أخبرني ماهي نظرتك لمضاجعي النظير(المثليين)؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له : هل هم نوع واحد.. [/FONT]
[FONT=&quot]قال ماذا تقصد؟[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له: هل هناك مثليين متأثرون بالميديا بأفلام مصنوعة لهم؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له وأنا أرى أن هؤلاء بالملايين في الغرب كله، رجالا ونساء، وهؤلاء في الإسلام أشخاص تأثروا بالصور والمشاهد والنفسيات والعمليات والمؤثرات ثم العلاقات والمناخ والأوضاع والظروف والقانون والإعلام، وهؤلاء لو لم يتأثروا بذلك فلربما لم يصيروا مضاجعي نظير.. لذلك الإسلام يخلق مجتمعا مختلف. وأضفت أن إمرأة كانت تعمل معي قديما لما سألأتها عن إبنتها.. رسمت علامة حزن عنيفة على وجهها وأجابت أنها تمنت أن يكون لابنتها رجل لكنها فضلت المرأةّ[/FONT]
[FONT=&quot]كنت أتمنى لها رجلا لأفرح بأولادها.. لكنها سعيدة بماهي عليه وأنا لااستطيع فعل شئ، وتأتي الي مع صديقتها وارحب بها.[/FONT]
[FONT=&quot]قال لي: ولكن هناك مثليون مولودون هكذا![/FONT]
[FONT=&quot]قلت لها : لندع هذا للطب.[/FONT]
[FONT=&quot]وأضفت: وهناك مثليون تعرضوا للإغتصاب قديما.[/FONT]
[FONT=&quot]قال: نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له أمتنى أن تأتي لي بكتاب يشرح العلمانية.[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم .. وسأعيرك إياه.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له لاأحب الإستعارة لأني قد لا أرجعه.. ولكن إن كان عندك كتاب زائد؟[/FONT]
[FONT=&quot]أو تكتب لي بعض أسماء الكتب وأنا سأذهب لشراءها..[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]ودخلنا في موضوع الأسر المسلمة وأن ردود الفعل على الأولاد عنيف![/FONT]
[FONT=&quot]قلت له أنا هنا سأتكلم على العموم.. ففعلا كما تقول أنت هناك كثرة في العالم الإسلامي من أجهل الجهلاء.. لايعرفون عن دين آبائهم شئ يذكر اللهم إلأا الشعائر.. لكن في المدة الطويلة لحضارة الإسلام، كان الإنسان المسلم راقي التفكير، واسع الأفق، واع بالمحيط، ومجتمعه متعدد الثقافات والأديان، في ظل شريعة الإسلام، فهو الذي شرع الحوار وأقر التعدد وحماه، لأنه لاإكراه في الدين كما قال القرآن، ولذلك عاش اليهود والنصارى وعباد النار، والفرق الإسلامية ، وفرق النصارى، في بلاد الإسلام ، يتمتعون، ويشاركون، بحرية ، في بناء المجتمع، والحضارة.[/FONT]
[FONT=&quot]قال نعم هذا كان.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له وهذا هو الذي يُحاسب عليه الإسلام، أما المسلمون المعاصرون فمنهم من على ذلك الحال ولكن أغلب الشعوب جاهلة بدينها متجهمة، بشعة التفكير المخالف لدينها وشريعته ، ذلك الدين الذي كون مجتمعات قديمة، على ما أخبرتك.[/FONT]
[FONT=&quot]وذكرت له كلام ابن حزم أنه إذا هجم العدو على ناحية في بلاد الإسلام يسكنها النصارى فيجب على المسلمين الدفاع عنها وعنهم، لأنهم في حماية الله،ومن مات في سبيل ذلك فهو شهيد. فالموت دون المسيحي الذي طمأنه الإسلام ووفر له حماية كبيرة، هو شهادة![/FONT]
[FONT=&quot]قلت له وأذكر كلام لإمام إسمه الطرطوشي وهو عالم اندلسي مشهور لما عرض عليه أو كانت مسألأة فقهية: طفل اختلفت عليه إمرأتان: مسلمة ونصرانية، ولم يتبين لمن الولد، وكل تدعي أنه لها. قال يعطى للنصرانية ولايعطى للمسلمة، لأنه ولادة الولد في الحرية في دار الإسلام، افضل من اكراهه على الإسلام لو كان فعلا ابن المسيحية.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت له هكذا وصل الاجتهاد بعلماء الإسلام، وأيا كان الصواب فهكذا كان مدار تفكيرهم وهو حماية المخالف في الدين.. إلى هذا الحد.[/FONT]
[FONT=&quot]في نهاية الحديث.. قال لي كان حديثا شيقا ، وعلى الرغم من أ،ي لا أُحب الجدال، وأحب الحوار، إلأا أني استمعت بالحديث معك.. وأما الكتب فالأسبوع القادم سأترك لك الكتاب.[/FONT]
 
[FONT=&quot]لم أكن أعرف من قبل أن الرجال في العلمانية تؤجر!!![/FONT]
[FONT=&quot]عرض التلفزيون الهولندي او الألماني لا أتذكر[/FONT]
[FONT=&quot]شاباً للإيجار الجنسي[/FONT]
[FONT=&quot]تذهب معه كاميرا التلفزيون لزبائنه من النساء (وترى النساء عادي جدا في البرنامج وهن يستقبلن المؤجر).[/FONT]
[FONT=&quot]يمارس معهن الجنس بأجر(القانون العلماني يبيح له ذلك كما يبيح في هولندا ممارسة الجنس مع الحيوانات أقصد الحيوانات نفسها)[/FONT]
 
[FONT=&quot]في هولندا سكنت في بيوت مختلفة، كان منها بيت أجرت فيه الدور العلوي إلا غرفة واحدة كان يسكنها رجل عجوز.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي يوم من أيامي في السكن، وجدت سيدة معها ابنها المسكين ، يصعد معها، وهو شاب لايتجاوز ال19 عام، وسلمت علي، وقالت : جئنا لننظر في غرفة لإبني![/FONT]
 
نصر أبو زيد ومحمد عبده
أزعم وزعمي أقرب للحقيقة جدا أنه لااحد ممن نقد محمد عبده (من الإسلاميين المعروفين) قرأ كتاب تلميذه الكبير محمد رشيد رضا (تاريخ الأستاذ الإمام )، ويبدو أن هذا النص سيكون آخر منشور لي نهاري هذا، ولذلك أقول الجديد فيه، وهو أنه حتى نصر أبو زيد وقد كتب عن عبده كلاما فارغا ذكرته ونقدته في أقطاب العلمانية ج1، فإنه لم يقرأ تاريخ الاستاذ الإمام لرشيد رضا، ودليلي المظنون لا المضنون به على أهله، هو أن طالب من ليدن ، هو الآن استاذ في جامعة ليدن ، وصديق من اصدقاء حسابي هنا على الفيس ، قال لي منذ زمن(ايام كان نصر هذا حي يرزق) ، أن نصر أبو زيد طلب منه كتاب (تاريخ الأستاذ الإمام)، فإعطاه إياه، (كان ذلك بعد صدور أغلب كتب نصر أبو زيد وردي عليها وصدور ردي في الأقطاب ج1، وكلامه عن عبده ) وهذا في أغلب الظن دليل على أنه لم يقع من قبل في يد نصر حامد، فالكتاب لم يكن موجودا على النت، والطالب اشتراه على مااظن كما فهمت من مصر، وأنا استعرت الكتاب منه وقرأته كاملا وأرجعته اليه (وزمن أستعارتي الكتاب منه وقد تذكرت الآن كان في مكتبة الدكتور الذي كان طالبا في الجامعة نفسها أي بعد تخرجه وأظن هنا والآن أن نصر كان حيا يرزق وتحتاج هذه الجملة مراجعة لاني بعد أن ذكرت مكتب الدكتور اتلخبطت عندي التواريخ ، ثم وجدت الكتاب نزل على النت(سأرفقه في التعليق لتحملوه)
لكن اتهام ابو زيد هو اتهام علماني مضحك وهو أنه قال ان عبده تأثر بالإستشراق من أن حضارتنا وشريعتنا هي النجاة لنا!!!
وأما النجاة عند نصر أبو زيد ففي العلمانية والتلاعب بالنصوص!
دمتم بخير

ليس معنى دفاعنا عن محمد عبده أو رفاعة الطهطاوي أو جمال الدين الأفغاني أو أيا كان من العلماء أننا نوافق أحدا منهم على الخطأ بل لانوافق أحد على الخطأ !
فليس أحد معصوم الا رسول الله.
لكن هناك افتراءات فجة مثل أن محمد عبده مثلا كان يشرب الخمر، فلو كان يفعل فلما اتبعه رشيد رضا حتى الموت، ولما كتب عنه ومعه آلاف الصفحات التي كونت أجيالنا المسلمة التي مازالت تقاوم.
أو قولهم أن الأفغاني كان ماسوني ، ومقصدهم بذلك القدح في نيته وقلبه جاسوسا مخربا )وفي الزمن الماضي كان الماسونية غير معروفة تماما كما اليوم، وحتى غرض الأفغاني منها مختلف عن مايكتب عنه) ، مع أنه كتب كتابه الرد على الدهريين ضد الماسونية وملاحدة الشرق والغرب!!
لقد أُرهق الأفغاني بطرده من مصر وتركيا، ليس لسبب أن تركيا ومصر كانتا على صواب، بل كانت المؤامرات تدار ضد الافغاني وعبده.
هناك مواضيع سياسية أخطأ فيها عبده، وغيره رحمهم الله.
ومن لايخطئ؟
الموضوع كبير وأنصح الجميع بقراءة خلاصة الاستاذ تلميد محمد عبده واستاذنا جميعا وهو رشيد رضا، الذي عاشر عبده وكتب معه التفسير وكتب كتابه المهم عنه(تاريخ الأستاذ الإمام)
وكنت قد كتبت من سنة:
هناك فكرة تلح علي وعندي لها ملامح دالة
الا وهي أن كثير مما يقول عنه العلمانيين أنه استعارة إسلامية من العلمانية أو أنه الخطاب العلماني المسروق إسلاميا!، هو بالفعل إسلامي الأصل
وهو مايغفل عنه كثير من الإسلاميين وكثير من العلمانيين
وانقل لكم نصا من كتابي(أقطاب العلمانية) وهو قول نصر حامد أبو زيد من كتابه (النص، السلطة، الحقيقة)، انظر من ص23-25،:": (( لقد تم إرجاع سر التخلف والانحطاط إلى البعد عن الإسلام , من هنا لم يكن الطهطاوي يجد في باريس ما يتناقض مع قيم الإسلام الصحيحة , بل حاول أن يرد التقدم إلى مفاهيم وقيم إسلامية , واعتبر أن مفاهيم (( الحقوق الطبيعية )) و (( النواميس الفطرية )) و (( الحرية والمساواة )) كلها مفاهيم موجودة في علم (( أصول الفقه الإسلامي )) .. واشتهرت إلى حد بعيد عبارة الإمام محمد
عبده : (( وجدت هناك إسلاماً بلا مسلمين , بينما يحيا هنا مسلمون بلا إسلام )) . ومعنى ذلك أن العقل العربي تقبل الصورة التي طرحها الأوربي عليه (!) وأن الإسلام هويته (!) , لكنه لم يتقبل بقية الصور التي تربط التخلف والانحطاط بالإسلام (!) وقام بدلاً من ذلك (!) بطرح تفسيره الخاص للتخلف والانحطاط بالابتعاد عن قيم الإسلام الأصيلة , والتي صنعت تقدم الغرب ومدنيته رغم أنها لا تحمل لافتة الإسلام , وهكذا في حين تم الفصل بين (( الإسلام )) و (( المسلمين )) تم إعادة تفسير الإسلام لينطلق بقيم التمدن والحضارة الوافدين (!) , بصرف النظر عن اختلاف السياق , وبدلاً من إدراك أسباب التقدم والتطور والنهوض بردها إلى عملية تحرير الإنسان وتحرير عقله() يصر الإمام محمد عبده على التعبير عن دهشته لما حققته أوروبا من تقدم رغم كونها مسيحية , وبعبارة أخرى يصر على جعل الدين إطار التفسير الوحيد , ولذلك يجعل من غياب القيم نفسها تفسيراً لتخلف العرب وانحطاط العالم الإسلامي .. إن الفارق بين الطهطاوي وعبده فارق كمي لا كيفي , ذلك أن عبده يخوض سجلاً ضد الاستشراق الذي يهاجم الإسلام ويحمله كل مظاهر الانحطاط والتخلف() في حين أن الطهطاوي يمرر قيم الحضارة الحديثة باسم الإسلام , لكن الإثنين معاً ينتهيان إلى مرجعية الإسلام (!) ويتقبلان الصورة التي صاغها الآخر(!) وصدرها للأنا , صورة الإسلام الهوية والإطار المرجعي ))( )..
وتعليقي اليوم على هذا النص وغيره هو أن النواميس الفطرية والقوانين الطبيعية والحقوق الطبيعية موجودة في الإسلام ، والنهوض الإسلامي يعلم أن هذه القيم والمقومات أو المفاهيم والحقوق هي أصول إسلامية، وأما الزعم بأن الإسلام يحاول اليوم أن ينسبها لنفسه، نفعيا، وأنها قيم عقلانية غربية، فكذب تكذبه حقائق تاريخنا، الحضاري والقيمي.
أما موضوع السياسة ومايقولون عنه إنه الرضوخ للعلمانية أو استعمال لخطابها أو التنازل لواقعها وسلطانها، مثل مايقولون مثلا أن الأحزاب الإسلامية تستعمل الخطاب العلماني في الحل!، فيقال لهؤلاء إنكم لم تفهموا ديناميكية الإسلام لو صح التعبير، لم تفهموا طريقة الإسلام أو طريقه التشريعي في التعامل مع الوقائع الجديدة، أو التي يغيب عنها أثر الإسلام في السلطة، نتيجة سطوة القوى الحاكمة بغيره، على سبيل المثال، ,اكبر وأعظم وأدق نص يمكن أن نطرحه هنا في مجالنا هذا هو نص كلام ابن تيمية حول شرعية التدافع التي تكلم عنها في نصه المشهور عن يوسف عليه السلام في مصر السياسية في ايامه!
إن أي قارئ للنص من غير أن يعرف أن الكلام لابن تيمية، قد يظن أنه كلام لعالم نفعي، أو لادين له ولاشريعة، وأنه براجماتي!!، في حين أن النص يظهر مرونة الشريعة وقابليتها للتعامل مع أي واقع مهما كان، تحت مفهوم فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ وتحت فهم واقعي وعلمي إسلامي للسيرة ولأغراض القرآن ، ومفاهيمه في حفظ العقل والدين وغير ذلك مما هو في أصول الفقه
وهذا جزء من كلامه:"قوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. فإذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر في هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعلا لأوكد تارك واجب في الحقيقة. وكذلك إذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما في الحقيقة وإن سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الإطلاق لم يضر".
والنص عرضته اكثر من مرة وهو نص طويل من مجموع فتاوى ابن تيمية
فلو كان ابن تيمية يعيش في عصرنا لزعم العلمانيين أنه سرق التفكير العقلي الغربي ولبسه ثوبا إسلاميا!!
وأن ابن تيمية تلفيقي توفيقي براجماتي ليس في كلامه هذا من الاسلام شئ وأنه تأثر بالفكر العلماني لما بعد ثورة التنوير في فرنسا!!!
المدهش أن كثير من الإسلاميين ، ومثقفيهم يرمون اشباه ابن تيمية في هذا المجال بأنهم خضعوا لفكر الحداثة وبراجماتيتها ونفعيتها وقاموا بالتوفيق الغير شرعي بين العقلانية الغربية وبين الإسلام وأنهم يتحللون من الإسلام بتوفيقيتهم هذه، وأن هذا انتصار للحداثة والعلمانية!!!
ومايعلمون أن من الإسلام في موضوعنا هذا ماقاله ابن تيمية في نص التعليق على يوسف النبي ووجوده في عمل للملك المصري قديما:"وهذا ثابت في سائر الأمور، فإن الطبيب مثلا يحتاج إلى تقوية القوة ودفع المرض، والفساد أداة تزيدهما معا، فإنه يرجح عند وفور القوة تركه إضعافا للمرض وعند ضعف القوة فعله لأن منفعة إبقاء القوة والمرض أولى من إذهابهما جميعا، فإن ذهاب القوة مستلزم للهلاك ولهذا استقر في عقول الناس أنه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمة وإن كان يتقوى بما ينبته أقوام على ظلمهم لكن عدمه أشد ضررا عليهم ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحدة بلا سلطان. ثم السلطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن لكن أقول هنا، إذا كان المتولي للسلطان العام أو بعض فروعه كالإمارة والولاية والقضاء ونحو ذلك إذا كان لا يمكنه أداء واجباته وترك محرماته ولكن يتعمد ذلك ما لا يفعله غيره قصدا وقدرة: جازت له الولاية وربما وجبت وذلكلأن الولاية إذا كانت من الواجبات التي يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفيءوإقامة الحدود وأمن السبيل: كان فعلها واجبا فإذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق وأخذ بعض ما لا يحل وإعطاء بعض من لا ينبغي، ولا يمكنه ترك ذلك: صار هذا من باب ما لا يتم الواجب أو المستحب إلا به فيكون واجبا أو مستحبا إذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب أو المستحب بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم،ومن تولاها أقام الظلم حتى تولاها شخص قصده بذلك تخفيف الظلم فيها. ودفع أكثره باحتمال أيسره: كان ذلك حسنا مع هذه النية وكان فعله لما يفعله من السيئة بنيةدفع ما هو أشد منها جيدا. وهذا باب يختلف باختلاف النيات والمقاصد فمن طلب من ه ظالم قادر وألزمه مالا فتوسط رجل بينهما ليدفع عن المظلوم كثرة الظلم وأخذ منه وأعطى الظالم مع اختياره أن لا يظلم ودفعه ذلك لو أمكن: كان محسنا ولو توسط إعانة للظالم كان مسيئا. وإنما الغالب في هذه الأشياء فساد النية والعمل أما النية فبقصده. السلطان والمال وأما العمل فبفعل المحرمات وبترك الواجبات لا لأجل التعارض ولا لقصد الأنفع والأصلح. ثم الولاية وإن كانت جائزة أو مستحبة أو واجبةفقد يكون في حق الرجل المعين غيرها أوجب. أو أحب فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوباتارة واستحبابا أخرى. ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض"
بل يبين ابن تيمية أن ذلك خاضع كله لقواعد شرعية لا علمانية طبعا!!!
يقول في نصه الدقيق:"وهذا باب التعارض باب واسع جدا لا سيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة فإن هذه المسائل تكثرفيها وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم فأقوام قد ينظرون إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة وأقوام قد ينظرون إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أو لأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة أو يتبين لهم فلا يجدون من يعينهم العمل بالحسنات وترك السيئات، لكون الأهواء قارنت الآراء ولهذا جاء في الحديث:(إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات). فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل وقد يكون الواجب في بعضها - كما بينته فيما تقدم -: العفو عند الأمر والنهي في بعض الأشياء، لا التحليل والإسقاط. مثل أن يكون في أمره بطاعة فعلا لمعصية أكبر منها فيترك الأمر بها دفعا لوقوع تلك المعصية مثل أن ترفع مذنبا إلى ذي سلطان ظالم فيعتدي عليه في العقوبة مايكون أعظم ضررا من ذنبه ومثل أن يكون في نهيه عن بعض المنكرات تركا لمعروف هو أعظم منفعة من ترك المنكرات فيسكت عن النهي خوفا أن يستلزم ترك ما أمر الله به ورسولهم ما هو عنده أعظم من مجرد ترك ذلك المنكر. فالعالم تارة يأمر وتارة ينهى وتارة يبيح وتارة يسكت عن الأمر أو النهي أو الإباحة كالأمر بالصلاح الخالص أو الراجح أوالنهي عن الفساد الخالص أو الراجح وعند التعارض يرجح الراجح - كما تقدم - بحسب الإمكان فأما إذا كان المأمور والمنهي لا يتقيد بالممكن: إما لجهله وإما لظلمه ولا يمكن إزالة جهله وظلمه فربما كان الأصلح الكف والإمساك عن أمره ونهيه كما قيل: إن من المسائل مسائل جوابها السكوت كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمربأشياء والنهي عن أشياء حتى علا الإسلام وظهر. فالعالم في البيان والبلاغ كذلك،قد يؤخر البيان والبلاغ لأشياء إلى وقت التمكن كما أخر الله سبحانه إنزال آيات وبيان أحكام إلى وقت تمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما إلى بيانها. يبين حقيقة الحال في هذا أن الله يقول: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15] والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله والقدرة على العمل به. فأما العاجز عن العلم كالمجنون أو العاجز عن العمل فلا أمر عليه ولانهي وإذا انقطع العلم ببعض الدين أو حصل العجز عن بعضه: كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله كمن انقطع عن العلم بجميع الدين أو عجز عن جميعه كالجنون مثلا وهذه أوقات الفترات فإذا حصل من يقوم بالدين من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما كانبيانه لما جاء به الرسول شيئا فشيئا بمنزلة بيان الرسول لما بعث به شيئا فشيئا ومعلوم أن الرسول لا يبلغ إلا ما أمكن علمه والعمل به ولم تأت الشريعة جملة كما يقال: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع. فكذلك المجدد لدينه والمحيي لسنته لايبالغ إلا ما أمكن علمه والعمل به كما أن الداخل في الإسلام لا يمكن حين دخوله أن يلقن جميع شرائعه ويؤمر بها كلها. وكذلك التائب من الذنوب، والمتعلم والمسترشد لايمكن في أول الأمر أن يؤمر بجميع الدين ويذكر له جميع العلم فإنه لا يطيق ذلك وإذالم يطقه لم يكن واجبا عليه في هذه الحال وإذا لم يكن واجبا لم يكن للعالم والأميرأن يوجبه جميعه ابتداء بل يعفو عن الأمر والنهي بما لا يمكن علمه وعمله إلى وقت الإمكان كما عفا الرسول عما عفا عنه إلى وقت بيانه ولا يكون ذلك من باب إقرارالمحرمات وترك الأمر بالواجبات لأن الوجوب والتحريم مشروط بإمكان العلم والعمل وقد فرضنا انتفاء هذا الشرط. فتدبر هذا الأصل فإنه نافع. ومن هنا يتبين سقوط كثيرمن هذه الأشياء وإن كانت واجبة أو محرمة في الأصل لعدم إمكان البلاغ الذي تقوم به حجة الله في الوجوب أو التحريم فإن العجز مسقط للأمر والنهي وإن كان واجبا في الأصلوالله أعلم. ومما يدخل في هذه الأمور الاجتهادية علما وعملا أن ما قاله العالم أوالأمير أو فعله باجتهاد أو تقليد فإذا لم ير العالم الآخر والأمير الآخر مثل رأي الأول فإنه لا يأمر به أو لا يأمر إلا بما يراه مصلحة ولا ينهى عنه إذ ليس له أن ينهى غيره عن اتباع اجتهاده ولا أن يوجب عليه اتباعه فهذه الأمور في حقه من الأعمال المعفوة لا يأمر بها ولا ينهى عنها بل هي بين الإباحة والعفو. وهذا باب واسع جدا فتدبره "
انها شريعتنا التي يقدح فيها اسلاميون من غير أن يعلموا ظنا منهم براديكاليتهم المعاصرة أنهم يحمون الإسلام ، كما أننا نقول للعلمانيين اننا لم نسرق شئ بل أنتم من سرقتم ولبستم على الخلق ولم يفهموا شريعتنا وبعضكم يعلم ويكتم الحقيقن، يقول ابن تيمية في نفس النص:"جامع في تعارض الحسنات، أو السيئات، أو هما جميعا. إذا اجتمعا ولم يمكن التفريق بينهما، بل الممكن إما فعلهما جميعا وإما تركهما جميعا. وقد كتبت مايشبه هذا في [قاعدة الإمارة والخلافة] وفي أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها وأنها ترجح خير الخيرين وشر الشرين وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما فنقول: قد أمرالله ورسوله بأفعال واجبة ومستحبة، وإن كان الواجب مستحبا وزيادة. ونهى عن أفعال محرمة أو مكروهة والدين هو طاعته وطاعة رسوله وهو الدين والتقوى، والبر والعمل االصالح، والشرعة والمنهاج وإن كان بين هذه الأسماء فروق. وكذلك حمد أفعالا هي الحسنات ووعد عليها وذم أفعالا هي السيئات وأوعد عليها وقيد الأمور بالقدرة والاستطاعة والوسع والطاقة فقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] وقال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَااكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] وقال تعالى: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7] وكل من الآيتين وإن كانت عامة فسبب الأولى المحاسبة على ما في النفوس وهو من جنس أعمال القلوب وسبب الثانية الإعطاءالواجب. وقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّنَفْسَكَ} [النساء: 84] وقال: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]وقال: {يُرِيدُاللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} [النساء: 28] وقال: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6] وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [المائدة: 105] الآية وقال:{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]وقال: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97] وقال: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 91]. وقد ذكرفي الصيام والإحرام والطهارة والصلاة والجهاد من هذا أنواعا. وقال في المنهيات:{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119] وقال: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَبَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173] {فَمَنِ اضْطُرَّغَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[الأنعام: 145] {لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا} [البقرة: 286] {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ} [الأحزاب: 5] {وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220] وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 217] الآية. وقال في المتعارض: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة: 219] وقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216] وقال: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [النساء: 101] وقال: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُمِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] وقال: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239] {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ} إلى قوله: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ} [النساء: 102] وقال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ} إلى قوله: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ} [لقمان: 14، 15]. ونقول: إذا ثبت أن الحسنات لهامنافع وإن كانت واجبة: كان في تركها مضار والسيئات فيها مضار وفي المكروه بعضحسنات. فالتعارض إما بين حسنتين لا يمكن الجمع بينهما، فتقدم أحسنهما بتفويتالمرجوح وإما بين سيئتين لا يمكن الخلو منهما، فيدفع أسوأهما باحتمال أدناهما.وإما بين حسنة وسيئة لا يمكن التفريق بينهما، بل فعل الحسنة مستلزم لوقوع السيئة،وترك السيئة مستلزم لترك الحسنة، فيرجح الأرجح من منفعة الحسنة ومضرة السيئة.فالأول كالواجب والمستحب، وكفرض العين وفرض الكفاية، مثل تقديم قضاء الدين المطالب به على صدقة التطوع. والثاني كتقديم نفقة الأهل على نفقة الجهاد الذي لم يتعين،وتقديم نفقة الوالدين عليه كما في الحديث الصحيح: {أي العمل أفضل ؟ قال:الصلاة على مواقيتها قلت: ثم أي ؟ قال: ثم بر الوالدين قلت. ثم أي ؟قال: ثم الجهاد في سبيل الله وتقديم الجهاد على الحج كما في الكتاب والسنة متعين على متعين ومستحب على مستحب وتقديم قراءة القرآن على الذكر إذا استويا في عمل القلب واللسان وتقديم الصلاة عليهما إذا شاركتهما في عمل القلب وإلا فقد يترجح الذكربالفهم والوجل على القراءة التي لا تجاوز الحناجر وهذا باب واسع. والثالث كتقديمالمرأة المهاجرة لسفر الهجرة بلا محرم على بقائها بدار الحرب كما فعلت أم كلثومالتي أنزل الله فيها آية الامتحان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] وكتقديم قتل النفس على الكفر كما قال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُمِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] فتقتل النفوس التي تحصل بهاالفتنة عن الإيمان لأن ضرر الكفر أعظم من ضرر قتل النفس وكتقديم قطع السارق ورجمالزاني وجلد الشارب على مضرة السرقة والزنا والشرب وكذلك سائر العقوبات المأمور بهافإنما أمر بها مع أنها في الأصل سيئة وفيها ضرر، لدفع ما هو أعظم ضررا منها، وهي جرائمها، إذ لا يمكن دفع ذلك الفساد الكبير إلا بهذا الفساد الصغير. وكذلك في "باب الجهاد " وإن كان قتل من لم يقاتل من النساء والصبيان وغيرهم حراما فمتىاحتيج إلى قتال قد يعمهم مثل: الرمي بالمنجنيق والتبييت بالليل جاز ذلك كما جاءت فيها السنة في حصار الطائف ورميهم بالمنجنيق وفي أهل الدار من المشركين يبيتون وهودفع لفساد الفتنة أيضا بقتل من لا يجوز قصد قتله. وكذلك [مسألة التترس] التيذكرها الفقهاء، فإن الجهاد هو دفع فتنة الكفر فيحصل فيها من المضرة ما هو دونها،ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي[إلى] قتل أولئك المتترس بهم جاز ذلك، وإن لم يخف الضرر لكن لم يمكن الجهاد إلا بما يفضي إلى قتلهم ففيه قولان. ومن يسوغ ذلك يقول: قتلهم لأجل مصلحة الجلادمثل قتل المسلمين المقاتلين يكونون شهداء ومثل ذلك إقامة الحد على المباذل، وقتالالبغاة وغير ذلك ومن ذلك إباحة نكاح الأمة خشية العنت. وهذا باب واسع أيضا.وأما الرابع: فمثل أكل الميتة عند المخمصة، فإن الأكل حسنة واجبة لا يمكن إلابهذه السيئة ومصلحتها راجحة وعكسه الدواء الخبيث، فإن مضرته راجحة على مصلحته منمنفعة العلاج لقيام غيره مقامه، ولأن البرء لا يتيقن به وكذلك شرب الخمر للدواء.فتبين أن السيئة تحتمل في موضعين دفع ما هو أسوأ منها إذا لم تدفع إلا بها وتحصلبما هو أنفع من تركها إذا لم تحصل إلا بها والحسنة تترك في موضعين إذا كانت مفوتةلما هو أحسن منها، أو مستلزمة لسيئة تزيد مضرتها على منفعة الحسنة. هذا فيما يتعلق بالموازنات الدينية. وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا، وإباحة المحرملحاجة في الدنيا، كسقوط الصيام لأجل السفر، وسقوط محظورات الإحرام وأركان الصلاة لأجل المرض فهذا باب آخر يدخل في سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع،بخلاف الباب الأول، فإن جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وإن اختلفت في أعيانه بل ذلك ثابت في العقل كما يقال: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر وإنما العاقلالذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين وينشد:
إن اللبيب إذا بدا من جسمه ** مرضان مختلفان داوى الأخطرا
وهذا ثابت في سائر الأمور، فإن الطبيب مثلا يحتاج إلى تقوية القوة ودفع المرض، والفساد أداة تزيدهما معا، فإنه يرجح عند وفور القوة تركه إضعافا للمرض وعند ضعف القوة فعله لأن منفعة إبقاء القوة والمرض أولى من إذهابهما جميعا، فإن ذهاب القوة مستلزم للهلاك ولهذا استقر في عقول الناس أنه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمة وإن كان يتقوى بما ينبته أقوام على ظلمهم لكن عدمه أشد ضررا عليهم ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحدة بلا سلطان. ثم السلطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن لكن أقول هنا، إذا كان المتولي للسلطان العام أو بعض فروعه كالإمارة والولاية والقضاء ونحو ذلك إذا كان لا يمكنه أداء واجباته وترك محرماته ولكن يتعمد ذلك ما لا يفعله غيره قصدا وقدرة: جازت له الولاية وربما وجبت وذلكلأن الولاية إذا كانت من الواجبات التي يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفيءوإقامة الحدود وأمن السبيل: كان فعلها واجبا فإذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق وأخذ بعض ما لا يحل وإعطاء بعض من لا ينبغي، ولا يمكنه ترك ذلك: صار هذا من باب ما لا يتم الواجب أو المستحب إلا به فيكون واجبا أو مستحبا إذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب أو المستحب بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم،ومن تولاها أقام الظلم حتى تولاها شخص قصده بذلك تخفيف الظلم فيها. ودفع أكثره باحتمال أيسره: كان ذلك حسنا مع هذه النية وكان فعله لما يفعله من السيئة بنيةدفع ما هو أشد منها جيدا. وهذا باب يختلف باختلاف النيات والمقاصد فمن طلب من ه ظالم قادر وألزمه مالا فتوسط رجل بينهما ليدفع عن المظلوم كثرة الظلم وأخذ منه وأعطى الظالم مع اختياره أن لا يظلم ودفعه ذلك لو أمكن: كان محسنا ولو توسط إعانة للظالم كان مسيئا. وإنما الغالب في هذه الأشياء فساد النية والعمل أما النية فبقصده. السلطان والمال وأما العمل فبفعل المحرمات وبترك الواجبات لا لأجل التعارض ولا لقصد الأنفع والأصلح. ثم الولاية وإن كانت جائزة أو مستحبة أو واجبةفقد يكون في حق الرجل المعين غيرها أوجب. أو أحب فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوباتارة واستحبابا أخرى. ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض
 
[FONT=&quot]لي زميلة عمل ايرانية حكت لي أمس: أن الفقر في إيران للركب، وأن الأطفال يشحدون في الشوارع، وأن كثير جدا من الشابات يبيعون أجسادهن لأغراض شتى(دعارة)(آخر زيارة لها لإيران كانت منذ 3 أشهر)[/FONT]
[FONT=&quot]كان ذلك ونحن نتناقش في كيف فعلت إبران مافعلت في سوريا، مع أن كثير من المسلمين كانوا يأملون في ثورة الخميني وتلاميذه أن يخوضوا عالم التكنولوجيا ورفع اسم الإسلام(أعلم أنهم شيعة طبعا)[/FONT]
[FONT=&quot]وأنصفت مايفعله اردوغان من تطوير بلاده[/FONT]
 
هناك فهم خاطئ لكلام محمد عبده فمثلا تكلم عبده عن أن الإسلام ليس فيه سلطة دينية، والعلمانيون يأخذون هذا السلاح الإسلامي فيقلبونه ضدنا!!، فيقولون ان محمد عبده ينفي دخول السياسة في الإسلام أقصد دخول الإسلام في سياسة الخلق ، مع أن محمد عبده كتب عشرات الصفحات في تبيان هذا المفهوم وهو يقصد أن الإسلام ليس فيه السلطة الدينية الكهنوتية المسيحية الغربية التي تمنع العلم وتخنق البحث العلمي وتقتل علماء البحث العلمي الطبيعي المادي، فليس في الإسلام سلطة تدعي أنها تأخذ من الله مباشرة، بل هناك حكام تعزلهم الأمة أو تبقيهم، وله كلام كثير في هذا وهو رد على العلمانيين أنفسهم، لكنه يستخدمون كلمته(السلطة الدينية) التي أراد بها نفي شبهتهم بأن الإسلام أقر الكهنوت المسيحي أو أي كهنوت يستبد بالناس ويمنع حقوقهم ويدعي الوصل المباشر بالله، يستخدمون كلمته بدون تفسيرها البديهي ليجعلوها لصالحهم
 
[FONT=&quot]تعليقا على كلام غير موفق للسيدة آيات عرابي هداها الله-وهدانا- للصواب هي وكثير من السلفيين والعلمانيين في موضوع الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت -منذ قليل في حسابها وهي تنشر مقالا لها بذلك-ردا على كلام لها أن محمد عبده كان يشرب الخمر وأن الأفغاني كان يؤمن بالماسونية: لم أكن أتوقع أن تخوضي في هذه الأمور وكلنا احترام لك، فمحمد عبده لم يكتب أيا من صفحات كتاب قاسم أمين تحرير المرأة ولو كتبه فمن كتب لقاسم أمين إذن كتابه الأخيرالأشنع " المرأة الجديدة" والقارئ لتفسير محمد ع[/FONT][FONT=&quot]بده يعلم الفارق البعيد بين قاسم أمين ومحمد عبده، وتأثر قاسم أمين بدارون وغربيين هاجم مواقفهم محمد عبده نفسه
أما المحفل الماسوني فلم يكن أحد في البداية يعرف عنه شئ مما نعرفه الآن، ثم الأفغاني أراد أن يعرف مافيه ومايحدث داخله، وأن يخدمه لدعوته، والقارئ لمقالات الأفغاني في العروة الوثقي يعلم كذب الإفتراءات عليه والتي روجها لويس عوض وغيره، عنه، ويكفي أن عبده تلميذ للافغاني ومحمد رشيد رضا تلميذ لعبده وحسن البنا تلميذ لمحمد رشيد رضا تلميذ محمد عبده،وصحوة ونهضة الأمة ضد العلمانية والاستعمار والتغريب هي نتاج للافغاني وعبده ورشيد رضا أولا وأخيرا ثم تلاميذهما الإسلاميين والقارئ لكتاب تاريخ الأستاذ الإمام لمحمد رشيد رضا يعلم حتما كذب هذه الإفتراءات ، فعبده كان منشغلا في منفاه وفي فرنسا مع الافغاني بالكتابة المحرضة ضد الاستعمار والنافخة في روح الأمة ، كما أنه كون تلاميذ من علماء في كل بلاد العرب، ولامعنى لانتساب قوميين أو أشباههم لعبده فكل يريد أن ينتسب اليه حتى جابر عصفور العلماني كلب ثقافة السيسي، وهذه الافتراءات راجت كثيرا وانتشرت ويكذبها أقرب المقربيين لعبده وهو استاذ الأمة رشيد رضا ومجلته المنار الضخمة التي استمرت حتى الثلاثينيات تشهد على ذلك ومئات الصفحات التي كتبها (في تاريخ الاستاذ الامام) تنسف تلك الافتراءات، ومن لايقرأ هذا الكتاب وهو موجود على النت، فلن يعلم من هو محمد عبده ولا حتى الأفغاني.،[/FONT]
 
ماهي العلمانية؟
انها التي لاتؤمن اطلاقا إلا بالعالم المادي.. لا ماوراء الغيب أو ماوراء الطبيعة المادية أو المحسوس أو مايسميه المسيري وهو يصف منكرهم أو إنكارهم : التجاوز! ، ويقصد به تجاوز عالم المادة الذي ينكروه على الدين والإيمان !
لكن الغربيون الذي يرفضون الإيمان بالله واليوم الآخر تجدهم هم أنفسهم (وقد تكلمت مع مئات منهم (على مدار 27 عاما حتى اللحظة )، في هذا الشأن) تجدهم عند موت حبيب لهم (أم أو أب أو جد أو جدة كمثال) ، يقولون في عاطفة جياشة وشعور جارف، ووجدان مشتعل، أن حبيبهم (جدتهم أو أمهم أو أبوهم) ، ذهبوا ، أو فارقونا، ليلتقوا بأحبتهم الذين ماتوا ليجتمعوا بهم، للقاء الأخير، فيعيشوا معهم، حياة أفضل من هنا، ويرتاحوا من عناء الدنيا!!!(أليس هذا من الضلال الذي أوقعتهم فيه العلمانية.. تذكر: ولا الضالين آمين)
وسمعت احداهن تقول لأمها وهي على فراش الموت -وهي وأمها وجميع اخواتها واخوانها ملاحدة- إذهبي ياأمي ، إذهبي، إنهم ينتظرونك.. الباب مفتوح، أنت ترينه، فإدخليه، هناك أبي ينتظرك..(وكلام كثير لها ولغيرها سمعته بنفسي ومن ملاحدة تماما)
فالعلمانية تكفر بمابعد الموت والآخرة والحساب، كما تكفر بغير العالم المادي، لكنها وياللعجب، يؤمن كثير من أهلها وناسها، بأن لهم علاقات جميلة بعد الموت واجتماع ابدي مع عائلاتهم.
وإذا ذكرتهم بأنهم لايؤمنون بدين ولارب خلقهم ولا آخرة ، تجدهم يرتبكون، وتغمض عليهم المسائل، فمن قائل نعم لكن هناك شئ ما!، او أشعر بذلك!، أو تراهم محتارون لايعرفون ردا!.
فالعلمانية رغم كل شئ لم تستطع تدمير الفطرة تدميرا تاما.. فمازال العلمانيين يؤمنون ، رغم كفرهم، بشئ من الغيب الذي يكفرون به أصلا وفصلاً!
وهكذا فإنهم في نفوسهم وشعورهم بل وعقولهم (حتى لايقول لك علماني إنه شعور وليس عقل!) يظنون انهم على شئ!
وأن لهم أرواح (مع كفرهم أن هناك شئ متجاوز للمادة على العموم!!)
وأنها ستلتقي بالأحبة (وهي من بقايا الإيمان الذي قالوا أصلا بالقطيعة معه!!)
ولاغرو فقد عرض القرآن أقوالهم أو أقوالا للدهريين أو الكتابيين أو الماديين أو أقوالا لأشباههم ونظراءهم (مع اختلاف العقائد والأفكار الدهرية أو الوثنية -المادية في آن).
مثل قوله تعالى عن احدهم (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا) سورة الكهف 36
[FONT=&quot]وقوله"وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ"[/FONT]
وقوله "وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ " سورة النحل:62.
وقوله "وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ (54)"سورة فصلت .
وقوله تعالى ( قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ (٣١) عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرً۬ا مِّنۡہَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٲغِبُونَ (٣٢) كَذَٲلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأَخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ
وقوله (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
 
[FONT=&quot]مالم يفهمه العلمانيون عن حديث الأئمة من قريش (أو كتموه أو زوروه أو لبسوه على الناس) .. مع سياقات أخرى لأحاديث أخرى حجبوها، هو أن الذين حملوا الدين أولاً وفهموه سياسيا وعقديا، مستقبليا وآنيا، كانوا الثلة الأولى من قريش..[/FONT]
[FONT=&quot]وأن قريش المسلمة (قريب من 80 رجل) ، ومنهم المبشرون بالجنة، لم يكونوا على عصبية قرشية وإنما جعلهم الله وحدهم ، في الفترة المكية، (وانضم اليهم الأنصار لاحقا) هم من أخذ العلم والعمل، والفهم والسياسة من الرسول بطريق مباشر، وتربية علمية وعملية، فلم يكن هناك، ولمدة [/FONT][FONT=&quot]13 عام، هي الفترة المكية كاملة، ومن أهل مكة غيرهم، ممن أسلم، وهؤلاء أسلم على أيديهم من جاء بعدهم، وحتى خالد وعمرو فقد تعلما وخُبرا بالنبي والنبوة، ووصل العلم بهم جميعا الى الأنصار وبقية القبائل والدور (حتى جاءت الوفود قبيل موت النبوة صلى الله عليه سلم بسنوات قليلة).
فالأئمة المستحقون لقيادة الأمة علما وعملا، سياسة وقيادة، هم الأئمة الأولون من قريش، لأنهم أعلم بسياسة النبوة من غيرهم.. والأنصار تبع لهم، وزراء وعلماء وفرسان وفاتحين.
فالحديث يتكلم عن فريق من المسلمين، من قريش هم أهل استحقاق لقيادة الأمة لهذا السبب وليس لسبب عصبية أو عنصرية أو قومية أو قبيلية ، أو عربية أو حزب قرشي (أو بتعبير المجرم خليل عبد الكريم المتوفى عن عمر طويل: امبراطورية قرشية) أو هاشمي (حزب هاشمي كما زعم سيد القمني) ، أو استئثار بالسلطة (كما زعم نصر أبو زيد وأمثاله)
إن أفضل من عرض تاريخ من آمن من أهل مكة وصاروا هم القيادة الأولى ، هو الدكتور منير الغضبان في سلسلة كتب التربيات وهذه من تركها افتقد الكثير والكثير[/FONT]
 
[FONT=&quot]ماهي العلمانية؟[/FONT]
[FONT=&quot]إنها قوى مادية وسلطات دنيوية تنامت في الهيمنة بالتدريج وباحتلال الحقول والمجالات والمواقع، مع اشتباكات متعددة في دول وإمارات بعد التاريخ الوسيط ، وفي ظل اشتعال حروب أوروبية داخلية هائلة وواسعة على امتداد القرون الأخيرة ، قتل فيها ملايين الأوروبيين، وانتزع من خلال ذلك، مواقع في الدول ومراكز التوجيه والفكر والفن، حتى وصلت العلمنة الى وراثة الدولة الأوروبية والغربية، ونالت السيادة وربضت على مصادر التوحيه والإعلام، والقانون، والهيمنة في كل مناحي الحياة.[/FONT]
[FONT=&quot]وهي تحاول [/FONT][FONT=&quot]اليوم أن تخرج إلى المجال الإسلامي ، بكل طريق ممكن، بالغزو والإحتلالـ، أو بالثقافة الناعمة أو قهر المؤتمرات ولعبة الإتفاقيات، والتبادلات الثقافية ، والدورات، والسياسات، وضغوط الشركات الكبرى، والجيوش الكبرى، والفرضيات الكبرى، والترجمات الكبرى، والتحالفات الكبرى، والعلاقات الكبرى، والحروب الكبرى، والقيادات الكبرى.
إنها الذئب الأكبر الذي تكلم عنه هوبز يوما(اتذكر ان هوبز العلماني ولد في 1588 وتوفى 1679)، ومن يوم كان هوبز كانت المعارك الكبرى وتكونت الحقول الكبرى وتطورت السياقات الكبرى لإحتلال العقول والعلوم والروح البشري.[/FONT]
 
[FONT=&quot]في محاضرة نصر حامد ابو زيد عن الدولة الاسلامية التي نفاها اصلا من الاسلام لينفي حقيقة الحاكمية الربانية والتشريع الرباني الخاص بالمجتمع والدولة، (الدّولة الإسلاميّة حقيقة تاريخيّة ؟ أو أوهام ... الدقيقة 33) زعم انها جاءت من وحي الحاجة البشرية (فقط) ، وليس من اجل ان ارادة الله الشرعية التي سبقت الحاجة والضرورة والفعل البشري ، تلك القيومية الربانية التي أسست التشريع ، هي أصل التأسيس للدولة بإعتبار التشريع والدولة والدعوة العالمية هي كلها هي غرض الإسلام ومقاصده السابقة على الواقع ، فغرض التنزيل سابق على الرسالة وهو ماينفيه العلمانيون ..في تلك المحاضرة راح ابو زيد يحرف في السيرة فزعم ان كلام الرسول المشهور مع الانصار في موضوع الغنائم انه حدث عند فتح الرسول لمكة وان ذلك كان دليلا على العقل السياسي للرسول بإعتباره يفاجئ بالتطورات في الواقع فيتعامل معها ، في كل مرة، بعقله فقط، وأن ذلك نشأ نتيجة للظروف الجديدة في المدينة التي فوجئ بها الرسول ، أي أنه وجد حالة جديدة غير متوقعة وهي قيادة مدينة !، فوضع نصر أبو زيد كلام الرسول التالي للأنصار في مكة لا في الطائف، ثم جعله لسبب آخر غير سببه الأصلي، قال الرسول للانصار : أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض(زعم نصر ابو زيد ان الرسول قال ذلك بفعل الذكاء السياسي لرجل لم يقصد في مكة بناء دولة فيما بعد!!) ونقول أولا ان هذا النص للرسول لم يكن عند فتح مكة ولكنه كان بعد فتح الطائف اي بعد فتح مكة ولاعلاقة له بخوف الانصار من التحول الى مكة من المدينة ، فلم يكن كلام الرسول المتقدم لانه وجد أن الانصار شعروا عند فتح مكة ان الرسول سيرجع الى اهله اهل مكة ولكن لان الرسول اعطى المؤلفة قلوبهم تأليفا لهم للدخول في الاسلام مالم يعطه للانصار
لكن نصر حامد ابو زيد حرف وخلط ولبس على الناس وهو في سياق نزع حقيقة الدولة في الاسلام وعلاقة الدولة بالوحي الرباني والحكم بما انزل الله في المجال السياسي على الرغم من انه فيما لانص فيه خاضع غالبا لمعايير الاجتهاد الاسلامي وهو على كل حال اجتهاد ينطلق من مفاهيم الاسلام العليا، غير ان نصر حامد اراد وضع الدولة كلها في البشرية تشريعاتها وقوانينها واجتهاداتها كما وضع النبوة في التاريخ ثم نفى اصلها وفصلها من السماء وجعلها نتاج البيئة كما جعل هنا السيرة من وحي البيئة والحاجة وليس من وحي القرآن وترشيد الوحي ومبادئ التنزيل وشروط الفرقان وعلوم القرآن ثم واجتهاد الرسول او اجتهادات المجتهدين في المسائل الواسعة التي مجالها الاصلي الاجتهاد الاسلامي
[/FONT]

[FONT=&quot](وانظر في نفي الدولة الاسلامية بعد ساعة وعشر دقائق من الفيديو)
[/FONT]
 
نصر ابو زيد: العلمانية هي الشئ الوحيد الي بيحمي الدين(قال أدفع رقبتي ثمنا لهذا القول)
تعليق
الم تحافظ دولة الاسلام قرونا على الدين بل وعلى المسيحين واليهود بل والمجوس وغيرهم.
ثم الم تقتل العلمانية الروسية 5 مليون مسلم، بل الا ترى (هو لايرى لانه مات) كيف قتلت اليوم المسلمين في سوريا، وكيف قتلت أمريكا العلمانية المسلمين في العراق، وكيف قتلت العلمانية عامة الجزائريين والللييين والمصريين والأفارقة أيام الإحتلال)
(انظر كلمته من محاضرته عن الدولة الإسلامية،(الدّولة الإسلاميّة حقيقة تاريخيّة ؟ أو أوهام ... من الساعة واحدة وعشرين دقيقة
 
[FONT=&quot](أزعم أن لجحود نصر أبو زيد، فوق أنه تأثر تأثرا ضخما بمحمد أحمد خلف الله وأمين الخولي وحسن حنفي وجابر عصفور وغيرهم ولحنق الماركسية في نفسيته وقد تبناها ، فإن ذلك الجحود، كان أيضا ، وأساسا ، كان نتيجة غضبة نفسية قديمة من المجتمع أنه تركه للأعاصير بعد موت والده وتوليه أمور أهله الصعبة وبدل أن يغضب على الدولة الفاشلة التي ساندها العلمانيون أمثاله، راح بماركسيته الجديدة والمذاهب الإضافية ، يصب غضبه على القرآن، ومن ثم على العلماء القدامى والمسلمين المعاصرين ، حتى تفنن بعد دراسة في الجامعة، في المحاولات الفاشلة لنقد القرآن بالهرمنيوطيقا المادية من الداخل.حنق مثلا على الشعراوي وقال ان مفهومه مسمم(انظر محاضرته عن الدولة الإسلامية ، (الدّولة الإسلاميّة حقيقة تاريخيّة ؟ أو أوهام ... الساعة واحدة وعشر دقائق وعن المال راح يتهم الجماعات في الفيديو بعد الساعة الواحدة و18 دقيقة. تكلم مدافعا عن علي عبد الرازق (في محاضرته عن الدولة الإسلامية،(الدّولة الإسلاميّة حقيقة تاريخيّة ؟ أو أوهام ... من الساعة واحدة وعشر دقائق)[/FONT]
 
[FONT=&quot]
الصلاة على النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم- هي الثناء على النبي
[/FONT]

[FONT=&quot]
وطلب الثناء على النبي ليس لاجل نبوة تقليدية كما هي في ذهن اغلب الناس ولكن لنبوة ربانية اسلامية
[/FONT]

[FONT=&quot]
فنبوة الاسلام ورسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام غيرت في التصورات الموروثة عن الانسان والكون والحياة والعلم والعقل والاسباب والعلل
[/FONT]

[FONT=&quot]
فأصبح الإنسان على سبيل المثال اهم مخلوق في المنظومة الاسلامية والقرآنية ، فهو خليفة وسيد الارض ومكرم مفضل على المخلوقات وأصبح العلم أهم موضوع بعث به رسول، وأصبح العقل أهم أداة للنظر في الكون ، وأصبحت التجربة أهم اختبار في العلم ، واصبح القلب أهم فاعلية وجدانية عاقلة ، وأما الإنسان ربى النبي محمد صحابته على تحرير الشعوب ليتحرر الانسان والعلم ولتتسع اسباب الحياة والعلم والرزق والطلب والنظر في حياة الانسان كما قال ربعي بن عامر وهو في مقابلة عسكرية مع قائد امبراطورية فارس :"الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه.." فوجه التنزيل الامة الى صناعة حضارة تدرس الكون وتتحرك بالسببية وتكتشف الاشياء بالتجريبية وتخترع المختبرات والمناظير والادوات والمبتكرات والادوية وهذا ماحدث فعلا بالاسلام وورثته اوروبا عنه فنتجت حضارة اسلامية المصدر والمعرفة، ربانية اللاصل والتوجيه والعلم ، والفهم ، فاستفادت منها شعوب الارض كافة وشاركت وتفاعلت ، وبعدها استفادت منها اوروبا وتيسرت حياتها الصعبة ونتجت رفاهية للنساء في البيوت وعولجت امراض كثيرة وتغيرت احوال واندفعت اوروبا في بداية الانبهار والمعالجة في قتال داخلي ضخم وواسع المجال والحدود وفي صراع داخلي بين ماكانوا عليه من الاستبداد وظلمات الخرافة والإعراض عن العلم والعقل والنظافة والدنيا وبين من تأثر بدرجة أو بأخرى-من الملوك او الأمراء أو المثقفين والعلماء أو الشباب والرهبان بل النساء والشعراء والبلاط والبرلمانات ، من تأثر منهم بعناصر إسلامية ومنهجية إسلامية في العلم والمادة والتجريبية والعقلانية--حتى تغيرت اوروبا بالتدافع المثير (فلم يريدوا أن يؤمنوا بالرسالة ونتائجها وتوجيهاتها) تغيرت اوروبا من نواح انسانية بفضل التدافع الاسلامي (الخارجي) ضد كنيسة وملوك الداخل الاوروبي، بل وايضا بفضل ازدهار النموذج الاسلامي المنتج داخل اوروبا في حواضر الاسلام الكبرى ماجعل شبابها يفتتن به وينبهر ويدرس ويتعلم ، ويتأثر ويتبدل ، ففضل الاسلام على اوروبا في علوم القانون والطب، الفلك والصيدلة، الكيمياء والرياضيات، الجبر والحساب والفيزياء وغيرها من العلوم ، كبير وضخم وهو ماعترف به كثير من علماء الغرب، لذلك نقول تحقق اسم محمد او المحمود او احمد في تاريخ البشرية فنتائج رسالته في عالم الانسان والعلم والعقل والمنجز المادي محمودة حتى ممن كفر به او غاب عنه مصدره او حجب عنه او لقن مصدرا آخر زيفا وبهتانا ، فاعترف بفضل حضارته اكابر المؤرخين الاوروبيين ومنهم من اسلم (جارودي- محمد اسد النمساوي اليهودي الأصل- مراد هوفمان- مريم الجميلة اليهودية الاصل- وكثيرون غيرهم- ومنهم من مدح وانبهر واعلن دهشته من قدرة دين محمد على تغيير العالم حتى من الناحية المادية والعمرانية والحضارية والمدنية فثناؤنا على محمد وصلى الله عليه وسلم فهو رسول دين غير الاديان ورسالة غير الرسائل ودولة غير الدول ودنيا غير الدنيا وآخرة غير تصورات للآخرة منحرفة وخيالية عند اهل الكتاب وغيرهم فصلى الله على رسول الحق والحقيقة
[/FONT]
 
[FONT=&quot]لقد غزا العلم الاسلامي ومنتجاته المادية والعقلية شواطي وحواضر اوروبا قرونا طوالا حتى اغتنت به وترفهت النساء[/FONT]
[FONT=&quot]طارق منينة[/FONT]
 
[FONT=&quot]ظلت المسيحية دين الغرب والشرق قرونا طوالا فماتعلمت الامم والدول والافراد ولاتطورت الى ان جاء الاسلام فغير وجهة العالم كليا[/FONT]
[FONT=&quot]طارق منينة[/FONT]
 
عودة
أعلى