نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

مامعنى مابعد الحداثة العلمانية؟
مابعد الحداثة في النهاية معناها انتهاء الإنسان
يقول المسيري:" ونهاية الإنسان ككاكن مركب اجتماعي قادر على الاختيار الأخلاقي الحر، ليحل محله إنسان ذو بُعد واحد يدور في إطار المرجعية الكامنة ، أو دون أية مرجعيات أصلاً، يعيش منكفئاً إما على ذاته الطبيعية التي لاعلاقة لها بما هو خارجها ، فهي مرجعية نفسها ، أو على كليات لا إنسانية مجردة لاعلاقة لها بالإنسان كما نعرفه، وهو تمركز حول الذات (الطبيعية) (يقصد حول مفهوم الغرب العلماني المادي للعالم والكون والإنسان) يؤدي إلى ذوبانها في الموضوع(أي الطبيعة/ المادة والتنويعات المختلفة عليها)، الأمر الذي يؤدي إلى إختفاء الذات وانتصار الموضوع( وهذا هو جوهر عمليات العلمنة) ، أو إلى اختفاء الذات والموضوع معا"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص212.
مامعنى مابعد الحداثة العلمانية؟
 
:" ومنذ أن قاد هذا النظام الدولي باقتسام العالم ، بدأ يصول ويجول فيه باعتيباره مادة استعمالية، وبدلاً من أن ينشر الاستنارة والعدل، انغمس في عمليات إبادة منهجية رشيدة (يقصد ترشيدية مادية بحساب مادي صرف) لم يعرفها تاريخ البشر من قبل"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 214.
 
مثال للسياسة العلمانية؟
أعطت بريطانيا لنفسها الحق في أن تمنح أرض فلسطين للفائض البشري اليهودي في الغرب، وأن تنقل من فلسطين سكانها الأصلايين،(تمت الإشارة إليهم باعتبارهم العناصر" غير اليهودية"، أي " غير الغربية"، ومن ثم فهم يقعون خارج نطاق الحقوق والمسؤوليات"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 215.
 
السيسي ونساء علمان!!
العلمانيون المتعاونون مع الاستعمار بطريق غير مباشر
انهم الذين يتعاملون مع الإنظمة ، التي يعلمون أنها تتعامل كخدم للإستعمار الغربي،وهم الذي يقومون بالخدمة عن جهل أو علم ، أو عن وعي علماني أو شبه وعي، يقول عنهم المسيري
"فقد ظهرت نخب محلية مُستوعبة تماماً في المنظومة القيمية والمعرفية والإستهلاكية الغربية يمكنه أن يتعاون معها ويجندها، وهي نخب يمكن أن تحقق له من خلال السلام والإستسلام ما أخفق في تحقيقه من خلال الغزو العسكري"(العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 216.
 
ماهو إنسان العلمانية من خلال منظورها نفسه؟
إنه الإنسان ( أو سلسل الحيوانات) ذو البعد الواحد لا الإنسان المُركب (كيان بروح وجسد وقادر على التجاوز ومحتاج إلى خالقه)، أو كما قال المسيري عن نظرة العلمانية للإنسان: فالإنسان حيوان إقتصادي تماما"(العلمانية الشاملة ج2 ص 216.
 
ماهي العلمانية؟
إنها كما يقول المسيري: تعظيم اللذة ( أو الوعد باللذة)، والتصعيد المستمر للرغبات الاستهلاكية والجنسية" العلمانية الشاملة ج2 ص 218.
 
ماهو سعي العلمانية؟
إنه التخفف من عبء الهوية والضمير والاختيارات الأخلاقية المركبة(بتعبير المسيري)، وإزالة أية عوائق إنسانية أو أخلاقية، والإنخراط الجنيني في المنظومة الآلية
انظر العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 218.
 
" مابعد الحداثة هي في واقع الأمر الإطار المعرفي الكامن للنظام العالمي الجديد"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 219.
 
في العلمانية: كل الأمور مادية، وكل الأمور متساوية ، وكل الأمور نسبية.
المسيري العلمانية الشاملة ج2 ص 219.
 
ماهو بالتحديد مفهوم عداء العلمانية للإنسان ولماذا ؟
انها تعادي الإنسان أن يكون مركبا!، أي لايخضع لعملياتها المادية المجردة .
فالعداء كما يقول المسيري" نابع من العداء الذي يستشعره ذوو الإتجاه الطبيعي المادي نحو كل الظواهر المركبة بكل ماتحوي من أسرار، وهو أيضاً نابع من رغبتهم العارمة في تسوية الإنسان بماحوله، حتى يذوب في الطبيعة/المادة، ويختفي ككيان مركب مستقل"
العلمانية الشاملة ج2 ص 220.
 
حوار مع هولندي
تكلمت امس عن قضية التعرى الفظيع في الشارع والعمل مع محامي شاب يزور امه في بيت المسنين
وظننت ان خواطري عن هذا العري مختلفة عن خواطره باعتباره رجل غربي
قلت له مارأيك في العري شبه التام في الشوارع واماكن العمل الذي تتقنه النساء بقطع شفافة وخفيفة من الملابس؟
هل ترى هذا شئ عادي؟
خصوصا اننا رجال!
قال: انا اعاني ككل الرجل في العمل والمرأة تعتبر هذا امر عادي جدا وتقول هما الرجال ميعرفوش الا الجنس لما يروا المرأة.. وأضاف: بيستهبلوا وكأنهن لايعرفن انهن يبدين جنسهن للرجال..
قلت له: أنا سمعت في اكثر من برنامج على لسان نساء كثيرات انهن يفعلن هذا من ضمن اغراضهن لابداء مفاتنهن فتنة للرجال
قال نعم هم يعتبرون هذا حرية تامة وان الرجل لايحكمهن ولذلك الرجال اصبحوا يألفن هذا من امهاتهم وبناتهم وزوجاتهم لان الامر خرج عن التحكم!
قلت له وماذا تفعل في العمل
فضحك وقال: تصور احيانا لااستطيع ان التفت يمينا وشمالا من وجودهن بملابسهن لاني لو فعلت لقالوا رجل متوحش جاهل جنسي متخلف!
قلت له ولكنهن يحببن ان يكلمهن الرجل عن جمالهن هذا!
قال نعم عن الجمال ومن يمدحهن بطريقة غير فجة كفجاجة ملابسهن
 
"كانت أوروبا الغربية على وشك تحقيق سيطرة عالمية بالطبع، ولكنها في العام 1492م كانت ماتزال متخلفة عن العالم الإسلامي"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 353.
وأضاف:" كانت الإمبراطورية العثمانية هي الدولة الأقوى في العالم في ذلك الوقت"
 
" في الأندلس المسلمة ، لم يتعرض اليهود أبداً للاضطهاد الذي قد أصبح اعتيادياً في باقي أنحاء أوروبا"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 361.
 
50 ألف من اليهود يلجأون إلى الخلافة العثمانية لتحميهم!
تحكي كارن آرمسترونج أنه :" بعد قرون من التعايش بين المسيحيين والمسلمين واليهود" في ظل حضارة الإسلام، وبعد أن قامت محاكم التفتيش المسيحية في اسبانيا ، صدر مرسوم بإبعاد اليهود في 31 آذار-مارس من عام 1492م، بإما الترحيل وإما التعميد، " وأصبحوا يواجهون محاكم التفتيش لاحقا، إلا أن 8000 من اليهود عبروا الحدود إلى البرتغال ولجأ 50 ألفاً إلى الإمبراطورية العثمانية"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 362،363.
 
في المرحلة المبكرة لمحاكم التفتيش الاسبانية :" يعتقد بعض المؤرخين -تقول كارين آرمسترونج- بأن نحو 13 ألفاً قد أُحرقوا خلال هذه المرحلة المبكرة... وتشير التقديرات أن من تم إعدامهم مابين عامي 1480 و1530 كانوا قرابة 1500 إلى 2000 شخص فقط"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 363.
 
:" في عام 1609م طُرد الموريسكيون من إسبانيا، وأُزيل آخر مجتمع مسلم في أوروبا"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 376.
 
قتل قريب من ثلث سكان اوروبا في 30 عام في العقود الأولى للقرن ال17
بعد طرد المسلمين تماما من أوروبا في عام 1609م ، قامت حرب الثلاثين عاما،( 1618 الى عام 1648م)، التي كما تقول كارين آرمسترونج:" ستتسبب في مقتل 35 في المئة من سكان أوروبا الوسطى"(من حقول الدم ص 384)
 
دعا الفيلسوف هوبز(توماس هوبز1588م-1679م) صاحب كتاب ىاللوياثان إلى الحاكم المطلق والدولة المطلقة وأن يكون أفكار الشعب هي أفكاره
تعلق كارين آرمسترونج على حله العلماني البدائي بقولها:" فقد أثبت التاريخ أن حل هوبز مختزل وتبسيطي للغاية، فالدول الأوروبية ستستمر في قتال بعضها البعض بصورة وحشية ، بوجود الصراع الديني أو بغيابه"
كارين آرمسترونج : حقول الدم ص 393.
 
جون لوك
:" كشف لوك، الذي كان من أوائل من صاغوا الأخلاق الليبرالية للسياسة الحديثة، عن جانب مظلم من العلمانية التي قدمها؛ فقد كان رائد التسامح رافضاً تماماً لأن تتكيف الدولة ذات السيادة مع الكاثوليك أو مع الإسلام. وفي المقابل ، أيد " السلطة المطلقة، الاعتباطية، الاستبدادية" للسيد على العبيد والتي تتضمن " القدرة على قتلهم في أي وقت"
. وكان متورطاً بشكل مباشر في استعمار كارولاينا، وحاجج لوك بأن " الملوك" المحليين في أمريكا ليس لديهم الحق القانوني في امتلاك اراضيهم. ومثل توماس مور ، وجد لوك أنه من غير المحتمل أن " تبقى هذه الغابات والأراضي غير المزروعة في أمريكا للطبيعة، من دون أي تطوير أو زراعة أو تدبير" بدأ يظهر نظام جديد من الاضطهاد البنيوي الذي سيفصل ويميز الغرب الليبرالي والعلماني على حساب السكان المحللين في المستعمرات. فيما يتعلق بقضية الاستعمار، كان معظم المفكرين في مرحلة الحداثة المبكرة متفقين مع لوك ، اعتبر غروتيوس أن أي عمل عسكري ضد السكان الأصليين عادل لأنهم لايمتلكون الحق القانوني في أراضيهم. واعتقد هوبز بأن على الأمريكيين الأصليين-" القليلين" ، والمتوحشين، والفقراء واللؤماء، ذوي الحياة القصيرة - أن يتخلوا عن أراضيهم ، لأنهم لم يطوروا اقتصاداً زراعياً... أخذ المستعمرون هذا الاعتقاد معهم إلأى أمريكا الشمالية.
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 395، 396.
 
" ويبدو أن القومية العلمانية أصبحت تعتبر الاجانب عنها موضوعاً للاستغلال والإبادة الجماعية ، خاصة إن كان الأجنبي ينتمي إلى مجموعة إثنية مختلفة"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 443.
وضربت أمثلة عن الاستعمار للهند ولأمريكا الشمالية ولإفريقيا في الصفحات السابقة واللاحقة.
فمن ذلك قولها في نفس الصفحة:" في أمريكا، كانت المستعمرات، التي أصبحت ولايات الآن، تفتقر إلى القوة البشرية اللازمة للحفاظ على الإنتاجية العالمية، ولذلك فبحلول عام 1800م ، تم نقل مابين 10 إلأى 15 مليون أفريقي بالإكراه ليصبحوا عبيداً في أمريكا الشمالية. لقد تم اخضاعهم بوحشية: كان يتم تذكير العبيد باستمرار بدونيتهم العرقية، تم تفكيك عائلاتهم ، وأجبروا على الكدح والعمل الشاق تحت السياط والعقوبات. لم يقلق شئ من هذا الآباء المؤسسين الذين كانوا يؤكدون بفخر بأن " كل الرجال خلقوا متساوين " وأنهم " قد وهبوا من الخالق حقوقاً أساسية لايحق انتهاكها"
 
تقييم جزئي لكتابي(قبل الطبع) أقطاب العلمانية ج3 من عالم فاضل، وأديب راق ، وناقد بصير، يزيد كل مرة على مقدمته لكتابي هذا (المخطوط)
"فى هذا الكتاب يتجلى مقدار القراءة الواسعة والمتنوعة التى قام بها أ. طارق منينة والوعى العميق بطبيعة المعركة التى يخوضها الإسلام ضد كتائب العلمانيين والملاحدة المنتسبين إلى العرب والمسلمين من مصريين ومغاربة وتونسيين وهنود وعراقيين وسوريين، ومنهم الباحث ومنهم الروائى ومنهم صاحب المنصب الكبير ومنهم الأستاذ الجامعى، ومنهم من يعيش بين أهل فى بلده ومنهم من يعيش خارج الوطن العربى والإسلامى فى أحد البلاد الأوربية. وهو يعرف طبيعة المعركة ضد الإسلام والأشكال المختلفة التى تتخذها هذه المعركة ما بين كتب وروايات ونقد أدبى وغير ذلك. وقد لاحظت أنه تناول بالكتابة والفضح والتفنيد عددا ممن كتبت أنا أيضا عنهم، فبيننا إذن واشيجة ثانية غير وشيجة التحمس للإسلام والدفاع عنه، ألا وهى وشيجة تناولنا نحن الاثنين طائفة بعينها من العلمانيين والملاحدة إلى جانب من تفرد كل منا بالكتابة عنه دون أن يشاركه الآخر فى ذلك. وهو، حين يرد على أى من هؤلاء لا يهمه شهرته ولا ما يحيط به من طنطنة مصمة تخيل لسامعها غير الخبير أن المقصود بها عبقرى لم تلده ولادة مع أنه لا يستحق شيئا من تلك الضجة، فمحصوله العلمى هزيل، وسلاحه فى الهجوم على الإسلام مفلول. لكنه معضد من قبل بعض المؤسسات الدولية تخدمه وتعلى من شأنه وتلبى له مطالبه وتنشر له كتبه وتكلف الآخرين بالحديث عنه وعنها ووصفها بالعبقرية والعمق والإحاطة والخطورة مع أن حقيقة أحوالهم أقل من ذلك كثيرا، إلا أن آلية صناعة النجوم تهول فى الحديث عنهم وتحول النملة فيلا، والحبة قبة ضخمة، والجاهل عالما نحريرا. وقد اكشتفت، واكتشف هو أيضا، أن هؤلاء المكلفين بالتمرد على الإسلام والهجوم والتطاول عليه يتمتعون بصفاقة عجيبة وجرأة لا تتناسب مع هزال محصولهم العلمى وتفاهة شخصياتهم. والسبب فى ذلك إحساسهم أنهم مسنودون من قوى عالمية ومحلية كبيرة، فهم كالصبى الوقح الذى يسير دائما فى ركاب أحد البلطجية الكبار، فيقوم بتكليف من ذلك البلطجى بسباب كل من يمر بهم أو يمرون به مطمئنا أن أحدا لن يمد إليه يدا بعقاب تحسبا للبلطجى الذى يصحبه فى غدواته وروحاته"
 
ماصلة الصهيونية بالعلمانية بل وبعنصرية فكرة الأرض الخالية المزعومة عند آباء الإبادة للهنود في أمريكا
:" الصهيونية كانت قد اعتمدت على عدد من التيارات الفكرية الحديثة : الماركسية ، العلمانية، الرأسمالية، والاستعمارية. تطلع البعض إلى بناء اشتراكية طوباوية على أرض إسرائيل، كان الصهاينة الأوائل والأعلى صوتاً ملحدين مقتنعين بأن الدين اليهودي قد جعل اليهود مستسلمين في وجه الاضطهاد: لقد أثاروا رعب اليهود الأرثوذكس ، الذين كانوا مقتنعين بأن الماشيح وحده هو من سيقود اليهود مرة أخرى للأرض الموعودة، ولكن مثل جميع أشكال القوميات، كان للصهيونية طابعها الديني الخاص. فالصهاينة الذين استوطنوا في المستعمرة الزراعية في فلسطين كان يطلق عليهم " الرواد" وهو مصطلح يتضمن دلالة توراتية على الخلاص، والتحرر والإنقاذ... كان شعارهم " أرض لا شعب، لشعب بلا أرض" واعتقدوا بحقهم الطبيعي كشعب معرض للخطر، مثل باقي المستعمرين الأوروبيين، بالإستقرار في أرض " خالية" ، ولكن الأرض لم تكن خالية حقا؛ فالفلسطينيون كانت لهم أحلامهم بالاستقلال الوطني. عندما تمكنت الحركة الصهيونية في النهاية من إقناع المجتمع الدولي بإنشاء دولة اسرائيل في عام 1948م، أصبح الفلسطينيون شعباً مشرداً ومعرضاً للخطر ومنفياً من أرضه في عالم أصبح يعرف نفسه بحسب الإنتماء القومي"
كارين آرمسترونج : حقول الدم ص 451.
 
عن الدولة القومية العلمانية تتحدث
:" ففي الدولة القومية، أصبح يُنظر إلى اليهود على أنهم بلا جذور، وأنهم عابرون للقوميات، وحصلت عدة مذابح سكتت عنها أو دبرتها الحكومة أحياناً... انبنت حالة العداء للسامية الجديدة على قرون من التحامل المسيحي ضد اليهود ولكنها أعطت تبريراً علمياً هذه المرة. فقد ادعى المعادون للسامية بأن اليهود لايتوافقون مع التركيبة البيولوجية والجينية للشعب، وقد حاجج البعض بضرورة إبادتهم واستئصالهم، بالطريقة ذاتها التي يستأصل بها الطب الحديث السرطان"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 450،451.
 
القومية الأوروبية العلمانية هي، بتعبير كارين آرمسترونج:" الدين الجديد للعصر العلماني"
حقول الدم لكارين آرمسترونج ص 452.
 
الحرب العلمانية مازالت مستمرة

تتكلم كارين آرمسترونج عن " الحرب العلمانية"، كما أسمتها، وأنها في سبيل السلطة، والمجد، والموارد النادرة تصنع الإبادة:" ولم تقع الإبادة الجماعية بدافع ديني كما أصبح البشر يعرفون الآن، وإنما قادتها الأمة القومية التي أصبحت تمثل القيمة المقدسة"

كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 454.
 
النخب العلمانية قمعية ودور استعماري
تكلم المسيري عن دور " النخب العلمانية" في مواصلة القمع الغربي العلماني، وخدمته في سياقاتها ، في ظل الفلسفة العلمانية التي تنطلق من مرجعية واحدية مادية جعلت الغرب يغزو العالم ويهيمن عليه ، فقال المسيري:" وجد الغرب فرصة سانحة لأن يحل إشكالية عجزه عن المواجهة والهيمنة الصريحة عن طريق اللجوء إلى الإواء بدلاً من القمع، والتفكسك بدلاً من التدمير... بآليات جديدة خفية ، من أهمها استخدام النخب السياسية والثقافية المحلية كآليات للقمع والإرهاب"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 221.
 
ماهي العلمانية؟
إنها ، بتعبير المسيري- اقتصاد مادي لاذاكرة فيه للإنسان، فالإنسان فيه :" إنسان اقتصادي مادي لاذاكرة له- ينسى التاريخ والهوية"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 222.
 
ما أنت في العلمانية؟
لابد أن تكون -كما يقول المسيري- " رقعة بلا تاريخ ولاذاكرة ولاهوية ولامصالح مستقلة"
احتج المسيري بكلام الأستاذ منير شفيق عن عملية الإجهاض العلماني لبلاد الإسلام من الداخل وجعلها لاتنهض، بتجريدك مثلا من سلاحك وقدراتك العسكرية، ومن الهوية والخصوصية، وأن تتحكم في ثرواتك
انظر العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص223.
 
نص خطير
كيف تتم إعادة" صياغة النخبة"(المتعلمنة بالطبع)
يقول المسيري إن هناك طرق ترغيبية تأخذ:" شكل دعم ورشاوي ومراكز بحوث وصفقات وبرامج ثقافية تزيد معدلات الأمركة والعلمنة في المجتمع. أما الترهيب ، فتخويف الجميع من خطر الإرهاب الإسلامي. وقد نجح النظام العالمي الجديد في هذا المجال، فكثير من المثقفين القوميين والاشتراكيين العلمانيين ، ممن وجدوا أنفسهم بلا أرضية ولاقضية، بعد حرب الخليج وبعد تراجع المنظومة القومية وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتساقط المنظومة الاشتراكية ، يبحثون عن مبرر وجيه وموضوعي للتوجه صوب السفارة الأمريكية. وقد وجدوه أخيراً في الإدعاء بالخوف على الداخل الديمقراطي من الداخل الإرهابي، ومن ثم فلستعينوا بالخارج الدولي، هذا الذي ساند كل الدول الإرهابية عبر تاريخه، ولايزال يساند طواغيت الأرض الذين ينهبون شعوبهم أثناء عمليات النهب ويحميهم بعدها"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 225.
 
إلغاء الهوية أو بالأخرى استبدالها!
فماتفعله العلمانية وأذنابها ، وإنطلاقاً من الإيمان بأن العالم كله مادة، وأنه لاشئ له قيمة، وأن كل شئ له ثمن، فإن العلمانية الكبرى والعلمانيين العرب الكبار تبعا لها يقومون ب:" محاولة فرض صورة الإنسان الطبيعي الاقتصادي على المنطقة(يقصد المسيري بالطبيعي أن الخاضع للفلسفات المادية التي تلغي الإنسان المتجاوز)، لتحل محل صورة العربي والمسلم المتمسك بمصلحته في إطار التمسك بهويته"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 226.
 
إنهم يسعون" لعالم خال من القيم والهوية"، كما يقول المسيري(العلمانية الشاملة ج2 ص 227)
 
من الملاحظ لقارئ العلمانية الشاملة للمسيري ، أن المسيري احتج بأكثر من "فارس" في موضوعاته، ومن هؤلاء المفكر الفلسطيني منير شفيق، وقد فعل ذلك في ج2 من ص 223 الى 229.ومن كلام شفيق أن العدو الحالي للنظام العالمي هو :" الإسلام كأيديولوجيا إنسانية عالمية ومنظومة قيمية ، فمن المنظور الإسلامي، نحن لم نأت إلى هذا العالم كي نبيع أو نشتري وإنما لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، وقيم الأمانة والكرامة لها ثقل في عقل الإنسان المسلم ، فهي رؤية -والكلام هنا للمسيري- لاتسمح للإنسان بأن يرد نفسه إلى النشاطين الأساسيين : أي النشاط الاقتصادي والنشاط الجنسي، وبالتالي، لاتسمح له أن يردهما كليهما إلى الطبيعة/المادة. فالإنسان المسلم ليس الإنسان الطبيعي (ذا البُعد الواحد)، وإنما الإنسان المركب الذي استخلفه الله في الطبيعة لكي يعمرها ويسخرها لنفسه وللأجيال القادمة بإذنه تعالى"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 228.
مما لاحظته على مدى الصفحات ال850 لجزئي العلمانية الشاملة للمسيري أنه لم يتكلم إلا لماماً عن استخلاف الله للإنسان في الطبيعة لكي يعمرها ويسخرها.(ونصنا هذا من النصوص النادرة بلفظه في الكتاب )
ويبدو أن الكتاب كله، بجزئيه، يشرح هذه الفكرة، ويواجه بها مفهوم العلمانية في استخدام الطبيعة وجعل الإنسان خاضع لها، وآلة مستعملة فيها، أو مادة استعمالية، لاهوية لها ولاتجاوز ولاخصوصية، ولادين ولاشرائع ربانية وهنا ينتفي الإنسان الرباني الذي هو بتعبير المسيري:" مجاهد مستعد للدفاع عن شرفه وشرف أمته وقيمه(الإنسان الرباني"(ج2 ص 227)
 
ماهي العلمانية؟
إنها الاهتمام بالمنفعة الحسية المباشرة واللذة، وانتقال مفهوم السعادة بوجود العناصر الروحية ( كمافي البذرة الأولى في المراحل الأولى للعلمنة)، ليصبح ، مع تزايد معدلات العلمنة هو مفهوم المنفعة واللذة، ومعنى ذلك كما قال المسيري: تناقُص المقدرة على تجاوز الذات أو اللحظة الآنية أو الرغبة المباشرة، وبالتالي تصاعد النزوع الإستهلاكي.
كذلك إنها النسبية المعرفية والأخلاقية الناجمة-كما قال المسيري- عن تسوية الإنسان بالطبيعة.
انظر العلمانية الشاملة ج2 ص 232،233.
 
ماهي العلمانية؟
إنها نتيجة أصلها المادي: تراجع التراحم والتضامن وتصاعد الترشيد المادي والتعامل بشكل رياضي مجرد من الرحمة أو الأخلاق الإنسانية أو الدينية إلا لماما!
وبتعبير المسيري:" تراجع التراحم وتصاعد التعاقد(وهو مايسميه ماركس" تهويد المجتمع)" العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 233.
ومعنى التهويد هنا اي ان يكون المجتمع كله كاليهودي الوظيفي يدخلون في علاقة تعاقد لارحمة فيها ولاثقة اي ان كل فرد-كما يقول المسيري- سيصبح انسانا تعاقديا اقتصاديا
انظر ص 235
 
الدولة العلمانية الحديثة كما رأيناها، وكما ذكرها المسيري:" تُعيد صياغة هوية الفرد ليصبح مواطناً قومياً منسلخاً تماماً عن انتماءاته وولاءاته القبلية والعائلية والدينية"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 237.
ولايمنع ذلك-اليوم- من احتفاظ الأقليات فيها بعاداتهم لكن الدولة تحاول التغيير بلطف المكر الخفي!
 
ماهي: ولا الضالين.. عن العلمانيين؟
يقول المسيري إن العلماني من جهة يتزايد عنده الإحساس بالتحكم في الطبيعة والهيمنة عليها بينما تكون النتيجة شعوره بضياع ذاته نفسها:" إذ يشعر الإنسان أنه استطاع من خلال النماذج الهندسية البسيطة السيطرة على بيئته، وحتى على ذاته، ولكن إحساساً مغايراً تماماً بالضياع يتزايد ، إذ إن إحساس الإنسان العلماني الشامل(الطبيعي/المادي) بأنه تمكن من السيطرة من خلال النماذج الهندسية يعقبه ( أو يصاحبه) عادة إحساس بأن المعايير الهندسية المحايدة تستبعده ككائن مركب له شهوات ورغبات وطموحات، خاصة ، فردية ومحددة"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص238.
 
علمانية السلوك عند الراقصات والممثلات!!
إن مؤشرات العلمنة عندهم كما يقول المسيري هو أنهم :" ينغمسون في الحياة الدنيا طيلة العام ، لكن لديهم مع هذا " بقايا" إيمان ديني في طريقه إلى الزوال، فيُكفرون عن إحساسهم بالذنب لا بالصيام وإنما بدفع المال(المتوفر لديهم) ... وهو إسلام انكمش وانحسر إلى أن أصبح مائدة للرحمن تقام في رمضان"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 240.
 
إنها خطيئة التبسيط والإختزال في المناهج العلمانية
بعد أن يذكر المسيري المقدرة التفسيرية الهائلة للنموذج العلماني الشامل ، راح يقول:ط ولكن الواقع ليس بسيطا، وخصوصا الواقع الإنساني، فهو يتحدى الصيغ التفسيرية الاختزالية المادية ، أي أن المقدرة التفسيرية الترشيدية للنموذج العلماني الشامل قد تكون عالية حين يكون التعامل مع العالم المادي البسيط ، أو مع الإنسان في جانبه المادي( جسده- أسباب بقاءه المادي- دوافعه الغريزية المباشرة- ظاهره ...إلخ). ولكنها تكون ضعيفة ، بل تكاد تكون منعدمة، حينما يكون التعامل مع مايميز الإنسان كإنسان(تطلعاته-أحلامه- آماله- اختياراته- باطنه...إلخ). وفي تصورنا أن هذه هي المشكلة الكبرى للعلمانية الشاملة، فهي لاتكتفي بتفسير الواقع الإنساني تفسيراً مادياً ، وإنما تُصر على تفسيره كله، دون أية استثناءات ، من خلال النماذج المادية..إنها خطيئة التبسيط والإختزال"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 244.
 
حواري أمس لمدة 3 ساعات مع هولندية (72 عاما)
ماذا تريد شاي أو قهوة؟
شاي أفضل فالقهوة بتتعب لي معدتي.
كما تريد.
تفضلي؟
ماهذا ؟
شوكولاته.
ضحكت. شكراً
جلست بعد تقديم الشاي.
صمتت قليلاً ثم قالت هل قرأت كتاب قادر عبد الله
أي كتاب تقصدين فله أكثر من كتاب بالهولندية
قالت: القرآن وكتاب آخر
قلت لا
فقامت الى مكتبتها واحضرته
-هل تعنين أنه ترجم القرآن؟
فللإجابة على السؤال قلبت الكتاب وقرأت التعريف بالهولندية وضمون التعريف أن قادر ترجم القرآن مع حذف المكرر وأن المكرر وضع في القرآن لسبب تفهيم مالايفهم أو شئ من هذا القبيل، وأن سور القرآن ليس فيها مناسبة داخلية أو مع غيرها من السور.
فقلت لها : لذلك أرى الكتاب بالحجم الصغير، وهذا يعني أنه نزع من القرآن غرضه الرئيس، فكونه يحذف القصص معناه بالمثال التقريبي أنه جاء على فيلم يحكي قصة يمكن النظر إليها من نواح متعددة ووجوه مغايرة وزاوية مختلفة مع زيادة مشاهد جديدة ومعلومات مفيدة فيحذف المكرر من الفيلم ولايرى غرضه ومقصده في موضعه بين المشاهد..هكذا فعل قادر عبد الله كما فهمت من التعليق الخارجي على غلاف الكتاب الخلفي.
قالت هل تعرف حجم الكتاب المقدس؟
قلت: نعم انه ضخم
قالت هل القرآن هو بنفس الحجم قلت لها تقريبا ويبدو أن صاحبك حذف الكثير.
فقرأت لي ترجمات لآيات عن لقمان؟
هل تعرف لقمان
قلت لها من لقمان وكان نطقها للأسم منعني من معرفة من هو
فقلما قرأت قلت لها أه نعم إنه لقمان الحكيم.
فقرأت آية:لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
قالت لاأفهم. هل تفهم هذا.
قلت إنه يقول إن معاني القرآن وحقائقه مذهله حتى إنها لو أُنزلت على حجر لخشع أو جبل لإنهار من عدم التماسك أمام رهبة المعنى وثقل الموقف وهيبة المنزل ورفعة معناه.
وهو مثل لبيان غلاظة قلب من لايؤمن به وهو يقرأه أو من هو مسلم مثلاً لكنه معرض عن الفهم والألتزام به.
قالت وهي تنظر في الكتاب نعم نعم فهمت وقرأت علي آية منه:وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.

اذا اردت أن تأخذ الكتاب لقراءته فتفضل وهذا جزء ثان له عن محمد.
قلت لها بما أني فهمت أن الرجل ترجم القرآن وصنع من ترجمته نسخة مبتورة فيمكن أن أستغني عن كتابه هذا لأني قرأت القرآن وأخذ الثاني
فتناولتُ الجزء الثاني فقلت لها يبدو أنه اختار من حديث النبي بعضه وصنع منه هذا الجزء فعلى العموم سأخذه معي وشكرا لك (الآن إطلعت على الجزء ويبدو أنه سيخترع سيرة استشراقية).
قالت ابني اشتراه أيضا (عمره 54 عام) ولم اطلب منه أن يشتريه ، وفي الحقيقة أناس كثيرون اقتنوه فهو مثير .وأنت تعرف قادر عبد الله ولغته ..إنها لغة شيقة رشيقة يستعمل الأمثلة والمجاز وجماليات اللغة العربية في الوصف وهو شئ ممتع جداً
قلت لها نعم الرجل عنده لغة جيدة ممتلئة بالصور الجمالية الرائعة والجذابة.
لكن لماذا يقتنبه ناس كثيرون؟
قالت : الناس تريد أن تعرف من هو محمد وماذا قدم للعالم لأن الإرهاب أعمى البصيرة لايرحم وأكيد كلنا نريد أن نعرف مامصدر هذا الإرهاب؟
قلت له لايمكن أن يكون المصدر هو القرآن، فالقرآن لم يدعو لقتل الناس وإنما دعا لقتال المحتل لبلاد ليست بلاده بقصد الهيمنة والحصول على الثروات ، فالقرآن جاء للتحرير لا للإحتلال والمال.
قالت : أنا اعلم أن بعض الجماعات المسلحة لاتمثل الإسلام.
لكن في التاريخ الإسلامي فظائع ومعلوم أن الإسلام دخل بالسيف فإما الإيمان وإما القتل، كما أنه فرق بين العائلة الواحدة.
قلت لها : سأضرب لك مثلاً يقرب الأمر، وفعلاً الإسلام راح بالسيف للدول، لكن لماذا وماذا فعل، هذا هو الحديث المهم والقصة المحجوبة.

قلت: فلنتكلم عن دخول الإسلام مصر بالسيف.
نعم دخل الإسلام مصر بالسيف .. هذا أمر لاينكر.
لكنه دخل ليحرر المصريين ، كما كل دول المنطقة، من بطش وظلم، وهيمنة وسيادة، الإمبراطورية الرومانية التي كانت تفرض على المصريين الضرائب والعقائد الفاسدة، وتقتل أو تهدد أو تعذب من يقاومها أو يرفض سيطرتها، فجاء الإسلام ليحرر المصريين من الإستعمار الغربي الأوروبي الروماني المتوحش.
قالت: تقصد أنه جاء ليحرر الناس من الإستعمار؟
قلت نعم فالسيف رفع لا في وجه المصريين أهل البلاد لكن في وجه الإمبراطورية الظالمة التي كانت تفرض العقيدة على الناس كما تفرض الضرائب كما تصنع الفتنة بين المصريين.
قالت لكن المسيحيين ألم يفرض عليهم الإيمان الأسلامي؟
قلت: لم يفرض الإسلام على الناس أن يعتنقوه، فهو جاء للتحرير لا للإكراه، والسيف لم يكن للناس ولكن للقوة المستغلة المتملكة، والدليل على ذلك أن المصريين مثلا لم يؤمنوا من أول يوم .. بل تركوا على ماهم عليه حتى أسلموا مع مرور الزمن.
وشئ آخر أود قوله وهو أن المصريين وقت الفتح الإسلامي لم يكونوا مسيحيين بل نصف المصريين كانوا وثنيين يعبدون الأصنام ونصفهم الآخر كانوا مسيحيين والبعض الآخر كان يهودياً وهؤلاء جميعا كانت تقوم بينهم معارك طاحنة في الإسكندرية فكان اليهود يحاربون المسيحيين المصريين والمسيحيون المصريون يحرضون حاكم المدينة على اليهود بل قاموا بطردهم من المدينة وحدثت فتن من أشباه ذلك كثيرة، كما أن المسيحيين المصريين قاموا بهدم معابد المصريين الوثنيين ودخلوا في معارك مع الأهالي.
وسألتها: هل شاهدت فيلم هيباتيا؟
قالت من؟
قلت : تلك الفيلسوفة اليونانية المصرية صاحبة مخترعات في العلم ومدرسة الرياضيات في الإسكندرية، وقد كتبت شروحاً لكتاب القوانين الفلكية لبطليموس، وكتاب المخروطات لأبلونيوس البرجى، وسلكت في بحوثها على هدى أفلاطون وأفلوطين، و "بزت جميع فلاسفة زمانها" (على حد قول سقراط المؤرخ المسيحي)، وهي المرأة التي قتلتها عوام النصارى يقودهم رهبانهم ، ويقال إن البابا كرلس هو من حرض على قتلها ، وقد وصفها النصارة بأوصاف تمهد لقتلها ، فمن ذلك مثلاً ما عرضه أحد كتابهم فيما بعد ، وهو يوحنا النيقيوسي صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية ، فقد قال في كتاب له عام 690 ميلادية :" ظهرت في تلك الأيام في الإسكندرية فيلسوفة وثنية اسمها هيباتيا كرست نفسها في كل الأوقات للسحر... وأضلت أناس كثيرون بخداعاتها الشيطانية. وكان حاكم المدينة يكرمها إلى أبعد حد لأنها اضلته بسحرها ، وقد توقف عن حضور الكنيسة كما كان معتادا..
والمؤرخ الكنسي سوقريتس الذي يقول :" شاع بين عامة المسيحيين انها هي التي تمنع أورستس من استشارة البطريرك وبسبب هذه الغيرة اسرع بعضهم وعلى رأسهم (بطرس القارئ) يسمى بيتر القارئ وهي في طريقها لمنزلها وجردوها من مركبتها وأخذوها لكنيسة تسمى قيصرون حيث قتلوها ومزقوا جثتها الى قطع وأخذوها الى مكان يدعى سينارون وأحرقوها" ويؤكد أسقف نوكيو من القرن السابع نفس القصة قال: نهض جموع من المؤمنين بالله تحت قيادة القاضي بيتر..فمزقوا ثيابها وجروها في شوارع المدينة حتى ماتت ..واحرقوا جسدها بالنار. عروها وقتلوها باصداف المحار
يقول المسيحيون انه قد انتشر بعد موتها خطاب مزيف نشره المؤرخ الوثني داماسيوس الصق فيه تهمة القتل لكيرلس، وهو المؤرخ الوحيد الذي زج باسم البابا كيرلس في الموضوع!!
وعلى كل حال فقد قتلت من عوام المسيحيين.
وعلى كل حال فالوضع في الإسكندرية كان في حالة غليان واقتتال ولم يكن المصريين كلهم من الأقباط النصارى بل كان الأقباط الوثنيون والأقباط أتباع أفلوطين ..إلخ.
قالت لكن هل لم يحدث المسلمون جرائم.
قلت لها : كل شئ وارد فالتطبيق للنموذج الإسلامي قد لايتابع ، ويكون خلل، لكن تصوري أن المسلمين وهم يطردون الجنود الروم الأوروبيون من مصر كلها وتهرب جالياتهم عبر البحر، دعوا المسيحيين المصريين وأعطوهم كنائس الروم، فلو كانوا يقمعون الحرية لجعلوا الكنائس كلها مساجد وأنهوا على المسيحية، لكن كان غرضهم أن تكون السيادة للإسلام ومن غرض السيادة ترك الناس أحرارا وتركهم وأديانهم.. ومن يسلم فمرحبا به.
يتبع
 
:" في الشرق الأوسط ، جاءت الحداثة بالإخضاع الاستعماري، ولم تقدم سوى القليل من التحفيز على الإبداع والإبتكار، فمع التقدم الكبير للغرب ، لم يعد أمام المسلمين سوى التقليد" كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 472.
 
:" كان مصطفى كمال أتاتورك (1881-1938م) مؤسس الجمهورية التركية الحديثة ، يمثل عبر العالم الإسلامي عنف العلمانية... كان أتاتورك عازماً على إبعاد الإسلام عن الشؤون السياسية والاقتصادية كافة ، ولأجل ذلك فقد أصبح أتاتورك محترماً في الغرب بإعتباره قائداً مسلماً متنوراً، ولكنه كان في الحقيقة دكتاتوراً كارهاً للإسلام، الذي وصفه ب " الجثة المتعفنة""(كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 476)
 
كرومر
" لم يكن كرومر داعماً لتحرير المرأة-كان كرومر عضواً مؤسساً في رابطة معارضة حق المرأة في الانتخاب في لندن- فقام بتقليص برنامج إسماعيل باشا لتعليم المرأة ومنعها من تقلد الوظائف"(كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 474)
 
عسكر وعلمانيون
:" فقد أراد ضباط الجيش أن يقوموا بعلمنة دولهم، ولكنهم وجدوا أنفسهم يحكمون أمما متدين ترى في الإسلام العلماني مصطلحاً متناقضاً داخلياً. قام هؤلاء الحكام بإعلان الحرب على المؤسسات الدينية ، فقد اتبع محمد علي الطرق العدوانية العنيفة ذاتها التي اتبعها الثوار الفرنسيون، فاستنزف المؤسسات الدينية اقتصاديا، وفرض الضرائب بعد أن كانت معفاة منها، وصادر الأوقاف التي وُهبت لهم، والتي كانت تمثل مصدر دخل بالنسبة إليهم، وأخذ منهم كل ما امتلكوه من سلطة سابقاً"
(كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 475)
 
:" حاول عبد الناصر التقرب من الإخوان المسلمين، على الرغم من أنه كان ملتزماً بالعلمانية ومتحالفاً مع الإتحاد السوفيتي" (كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 482)
 
"مابين 1914 و1945م ، مات سبعون مليون إنسان في أوروبا والإتحاد السوفيتي بسبب العنف. وارتكب الألأمان بعض أسوأ الفظائع في التاريخ، وهم يعيشون في أكثر المجتمعات تطوراً في أوروبا . لقد صدمت الهولوكست التنوير المتفائل بأن التعليم سيمحو البربرية ، ذلك أن الهولوكوست أظهرت أن معسرات الإعتقال يمكن أن توجد بالقرب من أعظم الجامعات"
كارين آرمسترونج : حقول الدم ص 510.
 
" ولدت الهولوكوست من علم الأعراق الحديث، لتكون الخطوة الأخيرة في مشروع الهندية الاجتماعية...تُظهر الهولوكوست لنا مال الذي يمكن أن يحدث حين تغيب فكرة قداسة الحياة الإنسانية لكل فرد. هذه الفكرة التي كانت حاضرة في قلب كل الأديان التقليدية، والتي لاتستطيع الأنظمة القومية شبه الدينية ، أو ترفض، أن تعيد بعثها من جديد"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 511.
 
" في السادس من آب/ أغسطس 1945م ، ألقيت قنبلة نووية بوزن 3600 كيلو غرام على هيروشيما، لتقتل نحو 140 ألف إنسان على الفور، بعد ثلاثة أيام، ألقيت قنبلة نووية على ناغازاكي، لتقتل نحو 24 ألف إنسان. عبر القرون ، كان البشر يتخيلون يوم القيامة مكتوباً بيد الله؛ والآن تحقق ذلك بأسلحة الدمار الشامل.. أصبحت الأمة هي القيمة العليا، وأقر المجتمع الدولي بشرعية الضربة النووية في سبيل حماية الأمة، على الرغم من أن مثل هذه الوسيلة يمكن أن تتسبب في الإبادة الشاملة. ...ولكن هذه الحادثة تشير ، ربما، إلى عيب في فكرة العلمانية نفسها التي نزعت " القداسة" من الحقل السياسي تماماً. ساعدت ثقافة المفارق-سواء كان الله أو....-بقدر وسعها، الإنسان على إدراك محدوديته. ولكن إن إصبحت الأمة القومية هي القيمة المطلقة( بالمصطلح الديني " وثن")، فلن يكون هناك أي سبب مقنع كي نمتنع عن القضاء على كل مايمكن أن يشكل خطراً أو تهديداً علينا""
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 511.
 
" ... للإنحياز العلماني الحديث، الذي ينظر إلى " الدين" كقوة عنيفة وغير عقلانية ينبغي استبعادها من السياسة في الأمم المتحضرة"
كارين آرمسترونج : حقول الدم ص 516.
 
:" لقد أصبح مستحيلاً على الفلاح المصري أن يحافظ على كرامته ك " حامل لثقافته المصرية" ، بينما عليه أن يكدح كل يوم تحت الشمس ، وعليه أن يقف في الطوابير لشراء الدجاج الأمريكي المجمد وأن يقضي الأمسيات أمام التلفاز الذي اشتراه بالأموال التي يرسلها ابنه من السعودية، ويشاهد طرائف جون روس يونينغ وسو إلين في مسلسل دالاس"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 517.
 
عودة
أعلى