نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

من كتابي(مخطوط) المسمى(حتى الآن) مقال في العلمانية)
عن نصر حامد أبو زيد
كذلك رمى القرآن بأنه استمد قصصه من الأقاصيص الشفهية ، وخصوصا الدينية منها، وإعادة تأويلها، وهي النصوص التي كان يتناقلها العرب وغيرهم!، كما استمد –بزعمه- من النصوص الدينية للوثنية وأهل الكتاب والفرق المسيحية ، تماماً كما اتهم المستشرقون الإسلام والقرآن والرسول محمد صلى الله عليه وسلم
:" وفيما يتعلق بالنصوص القصصية الشفاهية يمكن القول إن التناص معها اعتمد على آلية الاستيعاب وإعادة التوظيف من خلال سياق يعيد تأويلها تأويلاً ناطقاً بأيديولوجية النص. أما الموقف من النصوص الدينية فقد اعتمد على آلية الانتقائية التي تقبل الأجزاء وتعيد توظيفها وتأويلها، أما الأجزاء المرفوضة فتم تصنيفها في خانة الإنحراف ، أو التحريف، الناتج عن الضلال. ومن السهل على النص أن يقوم بالتأويل والتصنيف اعتماداً على أنه نص نابع من المصدر نفسه(...)، وأن إحدى مهامه من ثم تصويب الإنحرافات التي أحدثها البشر في أصوله السابقة"(النص، السلطة، الحقيقة، ص 101)
ولذلك وظف نصر حامد الهرمنيوطيقا وفلسفة نيتشه في موضوعه، فعند نيتشه يتخذ مفهوم التناص معنى الإلغاء لأي حقيقة في النص ، فالنص لايحيلنا إلى حقيقة متجازوة وإنما إلى نص آخر كما يشرح المسيري لفلسفة نيتشه في التناص، :" لكل هذا ، يذهب نيتشه إلأى أنه لايوجد نص برئ طاهر أصلي، فمثل هذا النص إما أنه لم يوجد أساساً، أو أنه فقد إلى الأبد، أي أن نيتشه يحاول جاهداً أن ينكر الأصل الرباني، أو أي أصل-للإنسان- وبالتالي يسقط ببساطة في حمأة المادة المتغيرة السائلة" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر،ص43.
 
أيضا مما أضفته على أقطاب العلمانية 1 في الهامش:" يقول المسيري عن نيتشه:" أما في عالم اللغة ، فقد ذهب نيتشه إلى أنه، في عالم السيولة ، تختل علاقة الدال بالمدلول، فلنأخذ مثلا كلمة (روح)، هذه الكلمة تشير (في الفلسفات التقليدية) إلى كل متجاوز لعالم الجسد والمادة، وهو مايفترض وجود مسافة بين الروح والجسد، وينكر الحلول الكامل ووحدة الوجود المادية. ينكر نيتشه هذا تماماً، ويؤكد لنا، انطلاقاً من رؤيته المادية، أن الروح في واقع الأمر تشير إلى الجسد، والجسد" إن هو إلا ترتيب لبعض القوى الطبيعية وعمليات تجسد إرادة القوة". فالدال التقليدي هنا فقد علاقته تماماً بمدلوله ، واكتسب في فلسفة نيتشه مدلولاً جديداً" يبين لنا الدكتور المسيري أن تضمينات كلمة نيتشه المشهورة لاتشمل الإله وحسب، بل وتشمل الإنسان والكون، يقول:" ويُلقي الفيلسوف الألماني هايدجر الضوء على عبارة نيتشه بقوله:" إن الإله بالنسبة لنيتشه هو العالم المتسامي .. العالم الذي يتجاوز عالمنا، عالم الحواس.. الإله هو اسم عالم الأفكار والمثاليات والمطلقات والكليات والثوابت والقيم الإخلاقية، ومن ثم يمكننا أن نقول إن العبارة تعني في واقع الأمر : نهاية فكرة المركز الكائن خارج المادة. بل وفكرة الكل ذاتها، باعتبارها كيانا متماسكاً يعلو الأشياء. ومن ثم يسقط المركز بسقوط فكرة الكل المتجاوز، فيصبح العالم أجزاء لاتشكل كلاً ولامركز لها"الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر،ص41.ولاشك أن هذا هو ومثله، ماعناه نصر حامد أبو زيد بالهرمنيوطيقا عند نيتشه وموضوع الرموز.
وكنت قد كتبت عام 2000 في الاقطاب 1:"إذن هو يتهم الوحي بأنه ليس له مصدر سماوي مقدس وينفي عنه صنف الفوقية - إن صح التعبير - لأنه عنده خرج من الواقع ورجع إلى الواقع وليس هناك إلا الواقع! وهو ينص على ذلك في قوله: «فالواقع أولاً والواقع ثانياً، والواقع أخيراً»( )!! الواقع فقط!!
وهو يظن أنه بهذه الاتهامات يستطيع أن ينزع صفة الوحي الإلهي عن القرآن، ويظن أنه قد حطم بذلك الأسطورة الدينية وكشف عن حقيقة رموزها - الرموز بزعم الماركسية هي الله، الملائكة، الجن، الوحي، الغيب، اليوم الآخر، وما إلى ذلك - إن النص التالي كشف لنا عن الأدوات التي يمكنه هو وغيره استخدامها بجانب فلسفة الهرمنيوطيقا في تحليل القرآن، يقول: «يركز «بول ريكور» اهتمامه على تفسير الرموز، وهو يفرق بين طريقتين للتعامل مع الرموز، الأولى هي التعامل مع الرمز باعتباره نافذة نطل منها على عالم من المعنى، والرمز في هذه الحالة وسيط شفاف عما وراءه (!) هذه الطريقة يمثلها «بولتمان Boltman» في تحطيمه للأسطورة الدينية في العهد القديم والكشف عن المعاني العقلية التي تكشف عنها هذه الأساطير، وهذه الطريقة يطلق عليها «ريكور» «Dymythologizing» والطريقة الثانية فيمثلها كل من «فرويد» و«ماركس» و«نيتشه» وهي التعامل مع الرمز باعتباره حقيقة زائفة لا يجب الوثوق به بل يجب إزالتها وصولاً إلى المعنى المختبئ وراءها Dymystification إن الرمز في هذه الحالة لا يشف عن المعنى، بل يخفيه ويطرح بدلاً منه معنى زائفاً، ومهمة التفسير هي إزالة المعنى الزائف السطحي وصولاً إلى المعنى الصحيح لقد شككنا فرويد في الوعي باعتباره مستوى سطحياً يخفي وراءه اللاوعي، وفسر كل من ماركس ونيتشه() الحقيقة الظاهرة باعتبارها زائفة ووضعا نسقاً من الفكر يقضي عليها ويكشف زيفها، وإذا كان تفسير الرموز عند بولتمان أو فرويد أو نيتشه أو ماركس ينصب على الرموز بمعناها العام اللغوي والاجتماعي فإن تعريف ريكور للرمز معبراً عنه باللغة، ومن ثم ينصب التفسير عنده على تفسير الرموز في النصوص اللغوية، وهذه هي غاية الهرمنيوطيقا»( )!!
غاية الهرمنيوطيقا التي هي نظرية في التفسير غربية المبنى والمعنى، غايتها هي تحطيم الأسطورة الدينية والرمز لا يعني شيئاً قط، وإنما هو وسيط شفاف - أو حقيقة زائفة - ينُم عما وراءه من موروثات لغوية بيئية معرفية تاريخية أسطورية!
يخلط نصر أبو زيد بين جديد النظريات وقديمه في الماركسية ، فيدخل الإسلام-كعادة الماركسيين في تناول الإسلام- فيما يسمى ماركسياً ب " البناء الفوقي- (عالم الأفكار والقيم) وهو كما يقول المسيري شارحاً " تعبير باهت عن البناء التحتي ليس إلا، ويصبح الجهد المعرفي عبارة عن فك شفرة البناء الفوقي من خلال البناء التحتي...فكل شئ " في نهاية الأمر وفي التحليل الأخير" إن هو إلا مادة. يُرد إلى المطلق العلماني النهائي(الطبيعة| المادة)"العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص244.
بهذه الموازين المادية التي تنفي وجود الله وتلغي عالم الغيب لصالح عالم الحس انتهج «نصر أبو زيد» طريقاً في تحليل القرآن وتفسيره أي بأفق الماركسية والمادية الجدلية والهرمنيوطيقا الجدلية بهذه الموازين نظر إلى القرآن وآياته وإلى التفسير والمعاني المستنبطة منه ويؤكد على ذلك بقوله: «وتعد الهرمنيوطيقا الجدلية عند جادامر بعد تعديلها من خلال منظور جدلي مادي، نقطة بدأ أصلية للنظر إلى علاقة المفسر بالنص لا في النصوص الأدبية، ونظرية الأدب فحسب، بل في إعادة النظر في تراثنا الديني حول تفسير القرآن منذ أقدم عصوره وحتى الآن لنرى كيف اختلفت الرؤى (!)، ومدى تأثير كل عصر - من خلال ظروفه - للنص القرآني»( ).
إنه يجعل هذه الأدوات الإلحادية هي نقطة الانطلاق لتأويلاتها فينزع عن القرن مضمونه باعتبار أن مضمون القرآن أسطوري غيبي، ويعطيه دلالات ومضامين أخرى بزعم أنها الوعي بالتاريخ والعالم والنصوص!
يقول عن وعيه الجديد بأنه: «وعي ينقل الثقافة، كما نقل المواطن من حالة إلى حالة، ومن مرحلة «الوعي الديني الغيبي الأسطوري» إلى «مرحلة الوعي
العلمي» ( ).
وهو هنا يعطي للنظرية المادية التي تنكر الله سبحانه وتعالى وترفض الوحي، يعطيها صفة «العلمية» يعطي لها «الهيمنة» على القرآن! ويريد أن ينقل الثقافة الإسلامية والحقائق الإسلامية إلى حالة أخرى مغايرة لها تماماً، حالة الوعي الماركسي والفرويدي اللعين، والذي أدى في عالم الغرب إلى فصل الإنسان عن ربه وخالقه ومبدعه في نفس الوقت الذي أنزله إلى مرتبة الحيوان ] دارون [ وحلل نفسيته بأنها حيوان أشد ولوغاً في الجنس من الحيوان.
إن هذا الوعي العلمي المتطرف في حكمه على الدين أدى إلى خلل كبير: «إن التصور الغربي للإنسان يشتمل على خللين أساسيين: الخلل الأول هو اعتبار أن الإنسان هو ذلك الحيوان الدارويني المتطور، الذي قدمته نظرية دارون في القرن الماضي، وما تزال تغذيه في كثير من مجالات الدراسة، والدراسات الاجتماعية بصفة خاصة، والخلل الثاني هو دراسة الإنسان بمعزل عن خالقه الذي أنشأه وأخرجه إلى الوجود»( ).
 
مما أضفته لكتابي أقطاب العلمانية المطبوع عام 2000 ،(وهو جاهز للطبع ومنتظر دار نشر غير الأولى) النص التالي
يبين لنا الدكتور المسيري أن تضمينات كلمة نيتشه المشهورة لاتشمل الإله وحسب، بل وتشمل الإنسان والكون، يقول:" ويُلقي الفيلسوف الألماني هايدجر الضوء على عبارة نيتشه بقوله:" إن الإله بالنسبة لنيتشه هو العالم المتسامي .. العالم الذي يتجاوز عالمنا، عالم الحواس.. الإله هو اسم عالم الأفكار والمثاليات والمطلقات والكليات والثوابت والقيم الإخلاقية، ومن ثم يمكننا أن نقول إن العبارة تعني في واقع الأمر : نهاية فكرة المركز الكائن خارج المادة. بل وفكرة الكل ذاتها، باعتبارها كيانا متماسكاً يعلو الأشياء. ومن ثم يسقط المركز بسقوط فكرة الكل المتجاوز، فيصبح العالم أجزاء لاتشكل كلاً ولامركز لها"الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر،ص27،28.
 
من كتابي مقال في العلمانية
هربرت سبنسر تلميذ دارون الذي رد عليه محمد عبده في تفسيره ، وسبنسر هو الذي جعل من الدراوينية مبدأ فلسفياً لاينازع! ، فالبقاء للأصلح والصراع هو قانون الحياة ، وقد تطورت عن هذه الصورة كما يقول المسيري صورتان، مجازيتان (الجسد ثم الجنس) فالحضارة الحديثة تدور حول الجسد في إطار المنفعة واللذة ، جسد الإنسان فيها هو أساس رؤيته للكون ، وفي مرحلة السيولة الحالية لم تعد المنفعة هي المعيار الأساسي كما يقول المسيري، وإنما اللذة، وظهر الإنسان الجسماني والجسدي والجنسي :" والجنس مثل الجسد، هو محاولة لمحو الأصول الربانية للإنسان عن طريق إلغاء ثنائية الذات والموضوع"، فالجسد هو الصورة المجازية في عصر التحديث والحداثة ، أما الجنس فهو الصورة المجازية لعصر مابعد الحداثة( والمادية السائلة) (انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر، ص 37،38.
 
وصلت الحالة السائلة للقيم ونسبيتها في العلمانية وعدمية وعبثية الأمر فيها وفي عالمها بالطبع الى أن ظهر مايسمى بالفن المفاهيمي وهي مدرسة فنية تنادي برفض فكرة الفن في ذاته بحيث لايشير الى شئ وقد ظهر ذلك من خلال أعمال بييرو مانزوني(1933-1963م) فقد كان هذا الرجل يُعلب برازه ويبيعه بعد أن يكتب عليه" براز فنان صاف 100 في المية(كما وضح الدكتور المسيري)
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر، ص41
وصلت الحالة السائلة للقيم ونسبيتها في العلمانية وعدمية وعبثية الأمر فيها وفي عالمها بالطبع الى أن ظهر مايسمى بالفن المفاهيمي وهي مدرسة فنية تنادي برفض فكرة الفن في ذاته بحيث لايشير الى شئ وقد ظهر ذلك من خلال أعمال بييرو مانزوني(1933-1963م) فقد كان هذا الرجل يُعلب برازه ويبيعه بعد أن يكتب عليه" براز فنان صاف 100 في المية(كما وضح الدكتور المسيري)
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر، ص41
 
مامعنى العلمانية؟
إنها من جهة عملية ترشيد مادية ، تنفصل عن الإنسان، وتنصرف إلى الإجراءات ولاتهتم بالغايات، فتحقق-مثلاً- في اقتصاديات السوق معدلات الأرباح بحيث يصبح الاقتصاد هدفاً في حد ذاته ، بلاقيم ولا غاية ولا اعتبار للإنسان فينتج مثلا: الأفلام الإباحية-كما يقول المسيري- انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص62
 
ماهي العلمانية؟

إنها تلك التي تتقلص فيها الحياة الخاصة بل تتلاشئ مع تزايد عمليات العلمنة، وتتسع رقعتها كما يقول المسيري بحيث تشمل معظم الحياة الخاصة للإنسان، ويضيف المسيري: وتتم علمنة التعليم والرموز والأحلام تماماً، ويلاحظ إكتمال عملية التنميط ، ...ويتفنن مصممو الأزياء في الترويج للغريب والشاذ وفي اختراع الأزياء التي تحطم الفوارق بين الجنسين، ولاتوجد قواعد في المجتمع...يلاحظ وجود عدد هائل من القواعد والإشارات التي تتغير كل يوم. كل هذا يعني في واقع الأمر أن لاوقت للتأمل...لذا يتزايد إحساس الإنسان بعدم الجدوى وانعدام الهدف وبأنه لايملك من أمره شيئاً: الإعلام يقرر مايُنشر ومالايُنشر..."
انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص60،61

 
ماهي العلمانية؟
إنها العملية الدؤوبة من نقل الظواهر الإنسانية من عالم الإنسان إلى عالم الأشياء أي يتم نقل الإنسان إلى المادة تماما، إلى أن تم نقل الإنسان بقضه وقضيضه إلى عالم الأشياء حتى أصبح الإنسان/الإنسان هو الإنسان/الشئ أو الإنسان الطبيعي/المادي، جزء لايتجزأ من الطبيعة/المادة...أي إنه انسان فقد تركيبيته(روح وجسد) وحريته ومقدرته على التجاوز ، يُعرف على أنه مجموعة من الدوافع والحاجات (البرانية) ليس لها مضمون أخلاقي إنساني، وعلى أنه ليس ذاتاً جوانيا لها أبعادها وأسرارها
انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص62،63.
 
ماهي العلمانية؟
إنها تلك الدوال المفرطة التي نقلت مفهوم الأسرة إلى التعددية المفرطة، أو أصيبت بها، كما يقول المسيري: فهي يمكن أن تكون مكونة من رجلين أو امرأتين أو رجل وإمرأتين(يقصد في موضع جنسي واحد وممارسة واحدة والعكس صحيح)
انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص64
 
ماهي العلمانية الأخيرة (مابعد الحداثة داخل العلمانية ذاتها)؟
إنها مابعد الحداثة التي تُسقط الكليات والمطلقات والثوابت، والمعنى، فلامعيارية فيها، يقول المسيري:" وتظهر الذاتية المطلقة المنغلقة على ذاتها ، وتظهر التسوية بين الكائنات ، أي تساوي كل الكائنات من جميع الوجوه(النساء-اليهود- الغجر- القرود-الشواذ دنسياً... فهو عالم ذري متشاظ ...عالم هلامي سائل)
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص86
 
مامعنى العلمانية في صورتها السائلة أي الأخيرة والنهائية الحالية؟
أولا دعهم لايسخفون بك بعرض علمانية ماقبل الحداثة فإن فعلوا فإعلم أنها كلها من مخرج واحد ، أرضي مادي أصله خبيث، ومادته تؤدي الى نهاية لاثبات فيها ، فما كانت تؤمن به من ثابت كالإنسان مثلا، أذهبته الفكرة المادية الكامنة في الفكر الحداثي والتنويري قبله، والاسباب عن ذلك كثيرة
لكن دعني نكمل او نشرح مابعد الحداثة علمانيا!
أو عالم مابعد الحداثة أي ماانتهت اليه الحداثة وصار تكملة لها أو ضدها أو نهاية لها، انها عصر سقط فيه الكل، المتجاوز، أي كل ماكانت تؤمن به البشرية العلمانية او غيرها فهي مابعد الإنسانية وعالمها هو نهاية الإنسانية ونهاية التاريخ ونهاية المحاكاة وناهية التفسير ونهاية الميتافيزيقا ونهاية السببية ، وبلفظ المسيري، :" مابعد الحداثة تعني في واقع الأمر النهاية: نهاية التاريخ ونهاية السببية ونهاية المحاكاة ونهاية الميتافيزيقا وناهية التفسير . ومابعد الحداثة، بهذا المعنى ، تعني العداء للحداثة وإخفاق الحداثة ، وإفلاس الحداثة"، وهذا يعني أنها :" تقف ضد العقل والمنطق والإنسان والمعنى"
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص86
 
ماهي العلمانية في ثوبها الأخير ، ثوب وعالم مابعد الحداثة؟
إنها تلك المنظومة التي تغيب فيها أية مرجعية نهائية إنسانية أو موضوعية، ويتسم العالم فيها بالفوضى وحكم المصادقة وغياب السببية، وظهور الإحتمالية والنسبية الكاملة، وكل ماهو منقسم فيها ينطوي على مرجعية ذاته، بسبب عدم وجود مركز ومرجعية كلية مشتركة كما قال المسيري:" ولذا تصبح المعرفة الكلية الإنسانية الشاملة مستحيلة، فهي ليس لها أساس إنساني أو طبيعي أو إلهي، ولايمكن التمييز بين الحقيقي والزائف. ويرفض دعاة مابعد الحداثة فكرة الحقيقة الكلية، فهي مخلفات عصر الإستنارة -يقصد العلماني- الذي افترض وجود نظام وقواعد ومنطق"
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص87،88
 
ماهي العلمانية (في العلوم الإنسانية) لما بعد الحداثة؟
إنها تقويض الإنسان أولاً ثم عدم القبض على تصور حقيقي له، فضلا عن أي تصور فيه التجاوز للطبيعة المادية الصرفة ، ومن ثم كما يقول المسيري:ط تصبح العلوم الإنسانية لاجدوى من وراءها، ولاتؤدي إلى تحضر الإنسان، ولا إلى مساعدته في تحقيق إنسانيته(وماهو-أصلاً- جوهر هذه الإنسانية(يقصد أن مابعد الحداثة لاتؤمن بجوهر أو معنى أو حقيقة)؟ وماالجوهر أساساً؟)
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص88.
 
ماهي العلمانية (الأخيرة)، فكر مابعد الحداثة؟
إنها المادية الجديدة السائلة، كما يقول المسيري " ففكر مابعد الحداثة فكر تقويضي معاد للعقلانية وللكليات، سواء كانت دينية أم مادية، فهو فكر يحاول أن يهرب تماماً من الميتافيزيقا ومن الحقيقة والمركزية والثبات ويحاول أن يظل غارقاً في الصيروة ، فهو تعبير متبلور عن المادية الجديدة السائلة"
الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص112.
 
ماهي العلمانية؟
إنها تقويض الذات
وذاتية التقويض
 
سأل سائل ماهو التقويض؟
التقويض هو زعزعة الثوابت وتفكيكها (وجعلها على ماهي عليه في الأصل-بزعمهم المادي العلماني- وردها الى مادة) ) اي ماتؤمن به من دينك ثم الهدم اي هدم الثوابت كما تقوض الشئ، والتفكيكية فلسفة التقويض والتفكيك بزعم الكشف والتعرية للنص وتقطيع أوصاله وصولاً إلى أساسه الذي يستند إليه(بزعمهم!!) وفكر مابعد الحداثة العلمانية كما قدمت من كلام المسيري هو :" فكر تقويضي معاد للعقلانيات وللكليات...فالمادية الحقة ضد الثبات وتؤمن أن العالم لا أصل له"الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص112.
وتقويض الذات أي هدم أصولها الإنسانية وتفكيكها " وردها إلى عناصر مادية في الواقع فالإنسان حيوان"(المسيري المرجع نفسه ص 25)
حتى تختفي الذات ويختفي مفهوم تجاوزها اي أصلها السموات القبس من نور ومايتعلق بذلك من الشوق الى الله والآخرة، فتتهدم ذاكرة الإنسان، ويُرد كل شئ إلى المادة والواقع، ولايبقى من الإنسان بعد عملية التقويض والتهديم والتفكيك العلمانية فلسفة وواقعا سوى ماديته، وهو مايسميه المسيري بتفكيك الإنسان ، ويقول المسيري:ط تقويض الذات والموضوع من خلال الرؤى الفلسفية والفيزيائية والبيولوجية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وعملية التقويض هذه تعني صعوبة وجود علاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك"(المرجع نفسه ص 61)، وهو هنا يتكلم عن علاقة الدال اللغوي والمدلول في فلسفة جاك دريدا ، ومن تقويض الذات انفصال الإنسان وحياته عن القيمة الأخلاقية والإجتماعية بحيث يصبح الإنسان المادي مرجعية ذاته التي ردها إلى المادة،.
 
ماهي العلمانية ؟
فليُسأل عنها دارون الذي شبه الإنسان بالقرد، وجاك دريدا الذي لم يميز الإنسان عن الحيوان وهو يقوم بتفكيكه ، وفرويد الذي قال إن القرد داخلنا وليس خارجنا، أو إسبينوزا الذي شبه الإنسان بالحجر، أو بافلوف والسلوكيين الذي افترضوا أنه يُفترض في الإنسان أنه يتصرف ككلب، وكما يقول المسيري:" كل هؤلاء كانوا مفكرين ماديين وواقعيين رأوا الإنسان في علاقته بالحيوان والأشياء ، ثم سووا الواحد بالآخر"
انظر الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص127،128.
 
ماهو عمل العلمانية في صورتها الحضارية الواقعية أو ماهي الحضارة المادية في صورتها العلمانية؟

إنها في جوهرها حضارة تفكيكية-يقول المسيري- فبعد إلغاء عقيدة الألوهية أو تهميشها:" لم يكن هناك بُد من تفسير الإنسان في إطار طبيعي مادي، فأصبح جزءاً لايتجزأ من الطبيعة/المادة يُرد في كليته إليها، فيتحول من كائن إنساني متجاوز للطبيعة/المادة إلى كائن مادي يمكن تفكيكه إلى عناصره المادية الأولية، خاضع لحركة الطبيعة والمادة، غير قادر على تجاوزها أو التحكم فيها، وهذا هو مافعله توماس هوبز...، الذي أعلن أن الإنسان(الذي يعيش في عالم الطبيعة/المادة وحسب) إن هو إلا ذئب لأخيه الإنسان" الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ، الطبعة الثالثة 2010، ص145.
 
ماهي الشخصيات الفلسفية التي تصنع الفلسفات التي تصدر للعالم العربي والاسلامي عن طريق ليس فقط عتاولة العلمانيين ولكن عن طريق الممر السلطوي الرسمي(الإنقلاب المصري مثلا) ؟
(1)
يقول لك قانص الفلسفات وهو الدكتور المسيري أن جاك دريدا فيلسوف الفلسفة التفكيكية التي تعامل بها بعض العلمانيين العرب مع النص القرآني (كما يصفونه) أو القرآن، كما تعومل بها مع الإنسان والنص والفلسفات، جاك دريدا هذا :ط فرنسي، ولكنه من أصل جزائري، وهو جزئري ولكنه عضو في جماعة استيطانية فرنسية، وهو يهودي سفاردي لاينتمي إلى التيار الأساسي لليهودية، وهو لايؤمن بهذه اليهودية ولايكن لها الإحترام ولكنه مع هذا يشير إليها دائما"الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وغيره ص 149.
:" هو مستوطن فرنسي ترك وطنه واستقر في أ{ض الآخرين التي اغتصبها منهم وعاش في وسطهم برغم أنفهم، فهو هامشي بالنسبة لوطنه الأصلي(فقد هاجر منه) . وهو هامشي بالنسبة للسكان الأصليين، فقد عاش بينهم ولكنه حول ولاءه للمغتصبين ، بل هو هامشي بالنسبة لجماعة المستوطنين الفرنسيين، وهي جماعة عنصرية لايمكن أن تقبل اليهودي عضواً فيها، ولاشك أن سفارديته ساهمت في تعميق تهميشه"(ص148)
:ط فهو شخص مقتلع لاجذور له، فقد كان عضواً في جماعة وظيفية استيطانية هي جماعة المستوطنين الفرنسيين البيض الذين كانوا مرتبطين عضوياً (مادياً وحضارياً) بالوطن الأم فرنسا. والجماعة اليهودية في الجزائر أصبحت جزءاً لايتجزأ من الجماعة الإستيطانية الفرنسية، فقد مُنح يهود الجزائر الفرنسيين الجنسية الفرنسية عا 1830م"(ص148،149) فهو ينتمي إلى الحضارة الغربية ونموذجها العقلاني السائل وهي التي نشرت فكره التفكيكي :" ولايمكن إنكار أن يهودية الكاتب التفكيكي قد عمقت من تفكيكيته، ولكنها لم تتسبب فيها بداية"(ص146)
" إن دريدا -في تصوري- لايقدم فلسفة يهودية ، ولايمكن فهم فلسفته إلأا في سياق تاريخ الفلسفة الغربية( الانتقال من المادية القديمة الصلبة إلى المادية الجديدة السائلة)"(ص149)

وللمسيري لقاءات مع الفيلسوف في القاهرة وحكايات
 
ماهو العلماني؟
إنه ذلك الفرد أو المجتمع أو الفيلسوف أو العلماني العربي الذي يتحرك داخل حدود النموذج الإدراكي المادي، والإختزالي الغربي، الذي يتناول الأمر الكلي بعنصر واحد يراهن على حيازة التفسير الشامل، وهذه هي مصيبة المصائب
لذلك ينفي العلماني العربي الوحي لانه منغلق على النموذج الإختزالي للفكر المادي.
فأبواه العلمانيين يمجسانه دهريا علمانيا!
فأبواه يعلمنانه!
 
ماهو هدف العلمانية في دورها أو ظروفها أو وقعها الأخير؟
انها تريد أو تسعى إلى تحويل العالم إلى كيان خاضع للقوانين الواحدية المادية(التي تجسدها الحضارة الغربية)، والتي لاتفرق بين الإنسان والأشياء والحيوان، والتي تُحول العالم بأسره إلى مادة إستعمالية..فنهاية التاريخ هي في واقع الأمر نهاية التاريخ الإنساني، وبداية التاريخ الطبيعي"
كما يقول المسيري الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص161.
ومعنى التاريخ الطبيعي أن الترشيد المادي الذي لا إنسانية فيه، بل عملية علمية رياضية تنسف الإنسان وهي تعطيه مايمكن أن تمنحه الطبيعة له من مادة جسدية!
ومع ذلك لايحصل الانسان فيها على ماوعد به
كما لم يحصل الماركسي على الوعد بمجتمع شيوعي!
 
هل الرأسمالية عنوان العلمانية؟
الرأسمالية هي نهاية تاريخ العلمانية
هي عنوان من عناوين العلمانية الشاملة عند المسيري
فالرأسمالية تلغي الخصوصيات كما ألغت الذات المتماسكة التي يتحد فيها التاريخ والعمق والذاتية بتعبير فريدريك جيمسون(الناقد الأمريكي الماركسي)
فالنظام المعرفي للمنظومة العلمانية الماركسية لاتلغي خصوصية قومية بعينها:" وإنما مفهوم الخصوصية، وليس هوية بعينها وإنما كل الهويات، وليس منظومة قيمية بعينها وإنما فكرة القيمة ذاتها، وليس نوعاً بشرياً بعينه وإنما فكرة الإنسان المطلق نفسها، الإنسان ككيان مركب لايمكن رده إلى ماهو أدنى منه"
الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص171.
 
ماهو الإنسان بحسب ماكونته آخر موضات العلمانية أخيراً؟
إنه إنساناً طبيعيا(نزعوا منه انسانيته وجعلوه كأي شئ من الطبيعة) أحادي البُعد لاعمق له ولاذاكرة ولاقيماً
انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص171.
 
ماهو عمل رأس المال العلماني ليوم الناس هذا وماتأثيره ؟
يقول المسيري:" رأس المال بإعتباره آلية ذات بُعد معرفي تؤدي إلى تفكيك وهدم كل ماهو فريد وخاص وعميق ومقدس ومفعم بالأسرار، ومن ثم فهي آلية معادية للإنسان ، لأنها معادية لكل من التاريخ والحضارة،إذ إن التاريخ والحضارة -كما أسلفنا- هما مصدر التفرد الإنساني، ورأس المال هنا هو آلأية دفع الإنسان من عالم الحضارة والتاريخ المركب إلى عالم الطبيعة الأحادي البسيط، هو آلية سيادة القانون الطبيعي المادي الواحدي، فهو أهم آليات نزع القداسة عن الإنسان ، وهو ليس الآلية والوحيدة ، إذ تُوجد آليات أخرى أعتقد أن من أهمها (في عصر مابعد الحداثة) الإباحية وصناعة اللذة"
ماهو الإنسان بحسب ماكونته آخر موضات العلمانية أخيراً؟
إنه إنساناً طبيعيا(نزعوا منه انسانيته وجعلوه كأي شئ من الطبيعة) أحادي البُعد لاعمق له ولاذاكرة ولاقيماً
انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص173.
 
ماهي العلمانية؟
إنها عملية ترشيد البشر-أخيراً- وإزالة أية عوائق إنسانية أو أخلاقية!(كما يقول المسيري ص175 من الحداثة ومابعد الحداثة)
وعملية الترشيد هي منهجية ماكس فيبر وبقية فلاسفة مابعد الحداثة، وكل يقوم بإسهام فيها.
وهي تتعامل مع الإنسان على أنه مادة وتُعامله كأي أداة أو شئ طبيعي أو حيوان!
وتنزع منه كل مايتعلق بالروح الا مالاتستطيعه
 
ماهي العلمانية؟
إنها الشعور بالعبء الأخلاقي ومحاولة التحلل منه أو كما يقول المسيري التخفف من عبء الهوية والضمير والاختيارات الأخلاقية المركبة
انظرالحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص175.
 
ماهو العقل العلماني وماهو العقل في الاسلام؟
" إن العقل الإنساني شأنه شأن الظاهرة الإنسانية، مادي في بعض جوانبه، ولكنه في جوانب أخرى متجاوز للمادة، أي إنه ليس عقلاً مادياً واحدياً ( ولا مثالياً واحدياً) وإنما عقل إنساني يعيش في ثنائية الجسد والروح التكاملية"
الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصرص283
قلت: العقل بحسب ماظهر لي متحصلاً من كلام شيخ الاسلام حتى محمد قطب هو قلب الإنسان وجوانيته ومركزيته المتشابكة الممزوجة المتفاعلة بدء من قلب الإنسان (وهو عقل العقل أو عين العقل) إلى المخ البشري، وكلية هذا العقل هو العقل في الإسلام وليس المخ المسمى عقلاً
يمكنك مراجعة كتاب دراسات في النفس الإنسانية فهو أفضل كتاب صدر في العالم المعاصريتكلم عن الخطوط الممزوجة من الكيانين الروحي والجسدي للإنسان ، والكتاب للعلامة محمد قطب رحمه الله
 
ماهي علمانية مابعد الحداثة؟
العلمانية لما بعد الحداثة هي الإطار المعرفي الكامن وراء النظام العالمي الجديد
لله در المسيري الذي راح يصف الخطة: فبدلا من الإبادة من الخارج ، يظهر التفكيك من الداخل!

الحداثة ومابعد الحداثة للمسيري وفتحي التريكي ، حوار لقرن جديد، طبعة آفاق معرفة متجددة، ودار الفكر دمشق، ودار الفكر المعاصر ص172.
تفسير:
المسيري يتكلم عن الاستعمار الجديد فبدل ان يحتل من الخارج يحاول تفكيك المجتمعات من الداخل بالعلمانية الاحدث وبالنظام الرأسمالي الذي يسميه المسيري نفسه نظام مابعد الحداثة وهو نظام يفكك اي شئ ثابت لايلوي على شئ
ومن قبل بصفحات قال التفكيك والالتفاف اجدى وارخص من التدمير والمواجهة ص169
والوسيلة ذكرها في ص169 وهي النخب الحاكمة واظني في نفس اليوم عرضت ذلك كله هنا
وذكر من ضمن ماذكر(تفكيك الأسرة)،ص169، ودعم جماعات التمركز حول الأنثى وجماعات الدفاع عن الاباحية(ص170) ليكون تفكيك الإنسان في النهاية فيكون لاعمق له ولاذاكرة ولاهوية بل فكرة الانسان نفسه كمركب تمحى وتختفي المرجعية والقيمة نفسها تنتهي(انظر ص 171) ثم قال مافي المنشور
وذكر :" أن مابعد الحداثة هي في واقع الأمر الإطار المعرفي الكامن وراء النظام العالمي الجديد
 
ماهي نقطة الصفر العلمانية؟
إنها تجريد الإنسان من شخصيته المركبة(كيان مادي روحاني) ، ورده إلى ماهو غير إنساني، واختفاء الإنسان كذات مستقلة عن المادة الصلبة ، فتصبح أموره أموراً نسبية مادية خاضعة لعمليات التوظيف المادي ، التي يضمر فيها الحس الخلقي، بل يضمر فيها مفهوم الطبيعة البشرية نفسها، وإنكار وجودها، فيتم تحييد الذات بإستسلامها أمام عالم الأشياء والدولة العلمانية المطلقة، إنسان يرى نفسه جزء من طبيعة مادية يسري عليها مايسري على الأشياء من قوانين.
فيتم عزل الفرد تماما ويجرد- كما يقول المسيري- بحيث يصبح مجموعة من الدوافع والحاجات الخام المباشرة، أي أنه يتم تجريده في ضوء رغباته الاقتصادية (المنفعة) ودوافعه الجنسية( اللذة) واستبعاد كل العناصر الأخرى" فيتوهم أنه مرجعية ذاته بينما هو خاضع تماماً لعملية تحويل دائم في ظل النسبية العلمانية المتحولة دوما بلا ثبات.
انظر العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 23-29.
 
ماهي العلمنة الشاملة؟
أنها عملية الترشيد في الإطار المادي على المستوى الاجتماعي والفردي، الفكري والفعلي.
(2/51(
يتم اختزال كل شئ حتى لايكون الانسان انسان ولا المجتمع مجتمع انساني ولا العقل هو العقل المركب (القلب والروح، الأجهزة الجسدية ومنها المخ)، ولا الفعل فعل بشر!
 
ماهي العلمانية ؟
العلمانية ماهي الا ترجمة حرفية لقول الدهريين المعروض في القرآن : إن هي إلا حياتنا الدنيا
 
ماهي العلمانية وهل هي أيضا من العلم؟
العلمانية هي الحياة الدنيوية بلا قيمة ولا أخلاق دينية، وهي العلم الباطل، أي الذي يعكسون أصول العلم عليه بضبط آلي رياضي صارم وصلب ومجرد ومنزوع الصلة بالعاطفة والإنسان وهو لايعمل حساب للقيم أو لأي شئ حتى ولو كان لتصور الإنسان عن نفسه، فهو العلم الذي ينفي: ماهو الإنسان..
ويتصوره على غير ماهو عليه (بعد حذف الروح وطاقة التجاوز لحدود المادة ..فيصنع إنسان معين تحت ظل التصور المادي).
.. يجعله قردا ثم يجعله في قطيع.. ثم في قطيع جنسي شامل.. ثم يقتل منه مالايتوافق مع الإنسان السوبرمان.. فيقتل الإنسان بتجارب علمية غير إنسانية.. ثم يقتله بجعله شيئاً كالأشياء لاإنسانية فيه إلا في حاجاته المادية وبعض صور الفنون المخدرة أو المفرحة أو الجنسية!
والسؤال الآن : عليك أن تثبت لنا هذه الجزئية، لكن أولا يمكنك أن تجيب عن سؤالنا بوضوح: هل العلمانية هي العلم؟
الإجابة: أنا قلت لك بوضوح شديد : إنه العلم الباطل المبطل للعلم الحقيقي، والعلم الحقيقي هو المرتبط بالتجربة والقيمة!
هم يقولون إنها مرتبطة بالعلم ونحن نقول لهم، لانكذبكم ولكنه العلم الباطل الذي تسمونه علما وهو نظريات وتطبيقات علمية تنفي العلم الشامل بالحقيقة والإنسان والكون (المنظومة الكلية الشاملة التي جاء بها الإسلام) ... وتؤدي لضرر بالبشرية جميعها في النهاية
مثال توضيحي عن العلم الوضعي العلماني وليس العلم السببي المرتبط بالقيمة:

أصدر النازيون قانوناً يسمى قانون التعقيم لمنع بعض القطاعات البشرية(المعوقين- المرضى النفسانيين-المرضى بالصرع-العمى الوراثي-الصمم الوراثي-التشوه الخلقي- الإدمان المتطرف للكحول) من التكاثر. وبالفعل، تم تعقيم أربعمائة ألف مواطن ألماني. وفي عام 1935 ، صدر قانون بمنع العلاقات الجنسية بين اليهود وأعضاء الأعراق غير الراقية من جهة والألمان من جهة أخرى، وذلك للحفاظ على النقاء العرقي...وظهرت وثائق تبين أنه قُتل سبعون ألف معوق وعاجز يأكلون ولاينتجون...يشكلون عبئاً على الاقتصاد الوطني ويعوقون التقدم. وقد تمت إبادتهم بمقتضى برنامج " تجنب العدوى والقضاء على الجزاثيم"(أي برنامج إبادة المجرمين والمتخلفين وربما المسنين. وأدى ذلك إلى توفير 239،067،020 كليو جرام من المربى في العام(كما جاء في إحدى الدراسات العلمية الألمانية الرصينة) . وأُنشئت لجنة للعلاج العلمي للأمراض الوراثية الخطيرة أوصت بقتل الأطفال المشوهين. وكان هؤلاء وغيرهم يُرسلون إلى مستشفيات. فكانوا يوضعون في عنابر خاصة ثم يتم الإجهاز عليهم عن طريق أفران غاز مخبأة على هيئة أدشاش، ومحارث لحرق الجثث. وقد طُبق المعيار نفسه ، بعض الوقت، على الجنود الألأمان الجرحى في الحرب، إذ أن عملية علاجهم كانت ستُكلف الدولة الكثير. ثم طبقت عمليات الإبادة هذه بصورة أوسع على أسرى الحرب"
قلت: هذا هو مايسمى بالترشيد العلماني العلمي المادي الصارم في نموذجه النازي المتطرف الذي كان يطبق نظريات علمانية وعلمية صارمة لامكان فيها للانسان بصورته التي عرفها الإسلام أو الإنسان عموما!
فالقتل بهذه الصورة يسمى قتل محايد أو علمي علماني يتم الترشيد فيه بالتخلص من العناصر غير الصالحة في إطار الترشيد المادي، وذلك بالإنفصال تماماً عن أية منظومات قيمية، فالعلم هنا منفصل عن الأخلاق، تحول فيه الإنسان ألى موضوع أو مادة محايدة في عقول القائمين على هذه التجارب أو المواقف، فكان مثلا يطلق على بعض المعتقلين، الرصاص الحديث الصناعة لمعرفة أثره الفعال في الحرب، وعرض آخرون لغازات سامة في عمليات اختبارية، وكان الدكتور راشر وهو عالم نازي، مسؤولاً عن الكثير من تجارب التجميد التي يتعرض فيها الأشخاص إلى البرد الشديد المستمر حتى الموت، ومثلها تجارب أخرى من بينها تدفئة أشخاص مثلجين، أجريت أربعمائة تجربة على ثلاثمائة ضحية، أما الآخرون فقد قتلوا لكيلا يتحولوا إلى شهود مزعجين فيما بعد... وفي ال"ار التجريبي نفسه كان يتم اختيار التوائم وإرسالهم إلى الطبيب النازي الشهير الدكتور منجل لإجراء تجارب علمية فريدة عليهم، ولايمكن للعلماء الآخرين القيام بها نظراً لعدم توافر العينات اللازمة. فكان يفصل التوأمين ويضعهما في غرفتين منفصلتين، ثم يعذب أحدهما أحياناً ليدرس أثر عملية التعذيب على الآخر، بل وكان يقتل أحدهما لدراسة أثر هذه العملية على الآخر. وكما قال بريمو ليفي : إن ألمانيا النازية هي المكان الوحيد الذي كان بوسع العلماء أن يدرسوا فيه جثتا توأمين قُتلا في نفس اللحظة"(بتصرف (مع كلام لي تعليقا وتلخيصا) من كتاب العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري، ج2 ص 43،44.
العلمانية بكسر العين هي علم كعلم النازية وبفتح العين دنيا كدنيا الدهرية!
فهي دنيا باطلة بعلم باطل، ويخرج عن ذلك : الدنيا الطيبة بعلم صحيح
فالعقل الصحيح والعلم النافع لايعارض النص الفصيح والتنزيل الرباني
 
فالذين يجعلون العلمانية-اي اللفظ- من العلم- بيحاولوا يدخلوا الالحاد من خلال هذا الامر
يعني هم عندهم مثلا ان نظرية دارون ان الانسان اصله قرد من العلم
وهي نظرية ينفون بها الخلق -خلق الانسان- والخالق باسم العلم
مع ان العلم اثبت الحكمة وراء كل شئ مخلوق حتى النملة والنحلة وشوف عظمة الطير وقد تعلموا منه انواع طيران واصناف تكنولوجيا!!
اي ان هناك غرض مقصود وراء كل خلق
وهذا يثبت الخالق وانه خلق الانسان وان قردهم المتطور لايثبت الالحاد
طيب حاجة تانية
موضوعات الفلسفة الي بيسموها علم مثل الوضعية مثلا الي هي بتقسم البشرية الى ثلاث مراحل اوسطها الدين واخرها العلم والعلم يلغي المراحل ال2 القبلية(الوضعية هي نظرية اوجست كونت الي صدع فؤاد زكريا بها ادمغتنا وجاء القرن العشرين وحطمها
ونحن نقول لهم حتى لو جعلتوها بكسر العين فهو علم باطل مبني على تخرصات وفرضيات وموضات اثبتم انتم انها باطلة وكل كاسر مكسور!
 
هل هناك دليل على أن العلمانية هي بكسر العين أي أنها من العلم؟
أولا إفهم أن العلماني الذي يذهب الى أن العلمانية من العلم يقصد كل ماتحيز له العلمانيون من فرضيات ونظريات ومواقف مادية فاشية او غيرها، ويسمونه علما!
أنا أقول وليكن!
إنها إذن العلم الزائف
يقول المسيري رحمه الله:" يمكن القول بأن الداروينية هي أساس اليقينية العلمية الزائفة التي ظهرت في القرن التاسع عشر، والإطار الذي ظهرت من خلاله فكرة نهاية التاريخ"
(ج2 ص 65)
وهكذا كل نظرياتهم .. يسمونها علما.
لاأريد أن أمضي بدون عرض التصور الدارويني
الإنسان صدر عن الطبيعة عن طريق التطور وهو من نسل القرود ، ووجود الإنسان مؤقت، ليس لأنه راجع لله، وإنما لأنه كما يشرح المسيري:" حتماً سيفقد مكانته هذه من خلال سلسلة التطور التي دفعته إلى القمة، ...وهذا يعني أن القانون الأخلاقي، وكل القوانين ، هي قوانين مؤقتة نسبية ، ترتبط بحلقة التطور التي أفرزتها"(ج2 ص 66)
 
ماهي العلمانية في الدولة؟
يقول المسيري:" تُعد " الدولة المطلقة"، على مستوى الواقع، أهم آليات الترشيد المادي. فهي لم تقنع بفصل الدين عن الدولة، ولم تقنع بانحسار نفوذ الدين في بعض مجالات الحياة، وإنما أصرت على أن يغطي نشاطها كل مجالات الحياة ، وانتهى بها الأمر إلى السيطرة على الدين، وإعلان نفسها مصدراً للقيم؟2/71
 
ماهو إدعاء العلمانية عن نفسها؟
إدعاءها" أنها مصدر القيم" وليس الله.
 
ماهي دولة العلمانية الأخيرة؟

يقول المسيري:" وتُعد الدولة في الغرب الآلية الأساسية التي تمت من خلالها عملية ترشيد(يقصد الترشيد أو عملية التقطير المادية الإختزالية التي وصفها ماكس فيبر بالترشيد المادي)، المجتمعات الغربية، وتجريدها في إطار الواحدية المادية( ومن ثم علمنتها)...آثرنا أن نسميها" الدولة المطلقة" حتى نؤكد صفة المطلقية والمرجعية النهائية التي تتصف بها الدولة العلمانية القومية المركزية"2/71.
 
ماهي العلمانية؟
إنها تلك المنظومة الحياتية (في السياسة والاجتماع، والثقافة والسياسة)، لاتخضع لأي مطلق ديني أو أخلاقي خارج عنها
 
ماهو مفهوم الترشيد في العلمانية؟
إنه إعادة الصياغة الكاملة لكل شئ.. فمفهوم الإنسان تغير فصار قردا ثم بني له قطاع اللذة أخيرا!
 
يعتبر المسيري الدولة الغربية متألهة ومطلقة وانها تعتبر المرجعية النهائية لإنسانها الغربي
انها دولة مطلقة:" ويمكننا أن نقول إن الدولة المطلقة ترجمة علمانية لمفهوم الدولة الوثنية القديمة "
2/78
تفرض الواحدية المادية مع تزايد هيمنة المرجعية المادية
 
يقول المسيري:" ومع تصاعد معدلات العلمنة، وتعميق مطلقية الدولة، وتزايد هيمنتها كمرجعية نهائية مادية-شنت الدولة المطلقة أحياناً هجوماً شرساً على الدين الذي كان يبث في الفرد قيماً دينية وأخلاقية مطلقة تتعارض وفكرة الدولة المطلقة(إذ لايمكن أن يوجد مطلقان ومرجعيتان داخل نسق واحد). وفي حالات أخرى، كانت الدولة المطلقة لاتجرؤ على الهجوم على الدين، فكانت تزيد رقعة الحياة العامة التابعة لها، وتقلص وقعة الحياة الدينية وتجعلها مسألة خاصة . وأحيناً كانت الدولة تدعم المؤسسات الدينية بهدف الهيمنة عليها. وقد أخذ هذا التكتيك شكل دعم البروتستانتية في ألأمانيا وهولندا. أما في إنجلترا، فقد احتفظت الكنيسة بتقاليدها الكاثوليكية، لكن ملك انجلترا أصبح هو نفسه رئيس الكنيسة. وظهرت في فرنسا النزعة" الغالبة" وهي اتجاه هو الاحتفاظ بالكاثوليكية مع تقوية العنصر الفرنسي القومي في الكنيسة. ولم يعد من المهم التساؤل عن عقيدة الإنسان أو انتمائه الديني ولاحتى سلوكه الشخصي، خلقياً كان أم منافياً للأخلاق، إذ أصبح المهم فقط هو مدى نفعه للدولة وولائه لها، وأصبح الإنسان وحدة نمطية (قطعة غيار) تم تصميمها حسب معايير محددة بحيث يكون من السهل التعامل معه وإدارته"
2/80
 
ماهي مرجعية الدولة العلمانية؟
وهل اختلف مصدر المطلقية عند الملوك الغربيين السابقين عن مصدر المطلقية بعد ازاحتهم؟
يجيب المسيري:"مصدر المطلقية لم يتغير ، وهو القانون الطبيعي"2/81
ومعنى القانون الطبيعي هو ان تكون المطلقية المعرفية والأخلاقية والسياسية للدولة وإن سقطت المطلقية السياسية للملكية ، أي أن الدولة تشكل المرجعية النهائية للنسق المعرفي والأخلاقي ، مرجعية أخلاقية وفلسفية وسياسية جديدة للإنسان الغربي كما قال.
 
يشير المسيري أن المواطن ليس هو المرجعية في الدولة المطلقة الحديثة، العلمانية والمادية، فالشعب ماهو إلا مادة بشرية توظفها الدولة لخدمة الصالح العام كما تحدده هي أو جماعات الخبراء.
زادت مطلقية الدولة عن طريق فكرة أن الشعب هو المصدر الوحيد للسلطات والقوانين ، أي الشعب العضوي باعتباره مطلقا، ويضيف:ط ولكن صفة المطلقية هنا لاتنسحب على الإنسان من حيث هو إنسان فرد قادر على الاختيار الأخلاقي الحر، وإنما تنسحب على مجموعة من البشر لها سماتها الجماعية ومصالحها المشتركة، تخلع على نفسها (من حيث هي جماعة) صفة القداسة والمطلقية"2/82>
 
ولعل نموذج الإنسان النتشوي الذي يجسد إرادة الدولة المطلقة هو هتلر"
المسيري 2/83.
 
يعرض المسيري كلام صاحب الحداثة السائلة عن الفرد في الدولة العلمانية مابعد الحداثية بقوله:" ويرى عالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان أن الدولة، بعد أن أصبحت مطلقة بهذا الشكل، استولت استيلاءا كاملاً على الفرد من الخارج ومن الداخل وعلى الحيز الذي يشغله-وقد شبهها بالبستاني... الذي يميز بين النباتات الضارة والنباتات النافعة، ويقرر عزل الضارة منها أو تهذيبها أو استئصال شأفتها واجتثاثها(إبادتها)، كما فعل النازيون مع الغجر واليهود وغيرهم..."2/83
وتحقق نموذج الدولة المطلقة بصورة صارمة وواضحة في الدولة النازية والستالينية (هذه هي اللحظة النماذجية الاستثنائية النادرة التي يتبلور فيها النموذج)2/83
 
الحالة الحالية للعلمانية في الدولة هي مرحلة انتقال القوة والولاء منها لغيرها ، فمع ازدياد قوتها ومركزيتها ومقدرتها على التغلغل في الحياة العامة والخاصة إلا أنها في نفس الوقت، تواجه مشكلات (أي الدولة المطلقة العلمانية كما وصفها المسيري)،
من المشكلات هو أن السوق بدأ يحل كمطلق محل الدولة :" وولاء المواطن في الإطار العلماني الشامل هو ولاء لمستواه الاستهلاكي وللمنفعة واللذة"، فالدولة هي شئ أو كيان مجرد، :" ولذا، فإن الولاء ينتقل منها بالتدريج إلى السوق (والمصنع)، أي مكان الإنتاج والاستهلاك(المطلق المادي المحسوس مباشرة). وقد أدى انتقال الولاء من الدولة إلأى السوق (في حالة الدولة الاشتراكية العلمية) إلى القضاء على الدولة الإشتراكية نفسها. أما في حالة الدولة الرأسمالية الرشيدة ، فقد أدى ذلك إلى توزيع مراكز السلطة في مؤسسات أخرى، أهمها الإعلام وقطاع اللذة في المجتمع"2/84.
 
ماهو ادعاء الدولة العلمانية القومية العام؟
يقول عبد الوهاب المسيري " ادعت أنها ستحل محل الضمير الشخصي للأفراد، وأنها ستحل محل الأسرة ومحل المؤسسات الوسيطة، وأنها ستهمش الدين وتقوم بعملية الضبط الإجتماعي والتوجيه الأخلاقي والنفسي من خلال القوانين العامة ومن خلال قوة الدولة ومقدرتها التنفيذية والإدارية"
ويضيف" لكن ماحدث هو أن آليات السوق زادت معدلات الجريمة، خصوصا تلك الجرائم الصغيرة( مثل المخدرات والاغتصاب)،التي تتطلب مكافحتها حركية وفعالية الجماعات الوسيطة(الأسرة- الجيرة) ولايكفي في الحد منها تصدي الدولة المركزية لها. وفي محاولة الدولة القومية العلمانية المطلقة للتصدي لهذه الجرائم تم استنزاف كثير من الموارد وزادت النفقات، دون نتيجة إيجابية واضحة" 2/86
 
" وفي الآونة الأخيرة ، يتم التغريب بشراسة من خلال البث التلفزيوني الدولي الذي يبيع الأحلام الوردية للجميع: النخبة والشعب")المسيري 2/87
 
يقول المسيري رحمه الله
:" تظهر جيوب اقتصادية محلية (عادة بمساعدة النظام العالمي الجديد) لها مصالحها مرتبطة بالمصالح الخارجية ( غير القومية) ، في قطاعات طفيلية مثل قطاع التصدير والاستيراد وقطاع السياحة، ومرتبطة ببعض القيادات الحكومية في قطاع البترول ونحوه، وتشكل هذه الجيوب(بالتدريج) لوبي، أي جماعة ضغط قومية تُدافع بالضرورة عن الانفتاح والخصخصة وبيع القطاع العام ، وفتح أبواب الوطن لكل من هب ودب، فمصالحها متداخلة مع مصالح الخارج، ولكنها تنتمي بنيوياً إلى العدو، وبقاءها مرتبط تماماً بحالة الاختراق والتفكيك"(2/87)
 
" قام النظام العالمي الجديد بتقنين العمولات والرشاوي وصفقات السلاح والتوكيلات التجارية التي تحقق لأصحابها أرباحاً خيالية ، على أن يحققوا هم له التسهيلات المختلفة من خلال نفوذهم داخل جهاز الحكم، ويأخذ التفكيك والإغواء شكل التستر على الحكام الذين يهربون أموال شعوبهم للخارج حيث توضع في حسابات سرية. وبهذه الطريقة، يحقق أعضاء النخبة قدراً من المشاركة مع الإمبريالية العالمية"
المسيري 2/88.
 
عودة
أعلى