نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

ماهي الثقافة العلمانية العالمية العولمانية لو صح التعبير أو المعولمة ، وماهو فعلها الرئيس؟
إنها كما يقول المسيري:" ثقافة ذات أصول غربية تجهض كل الهويات"(المسيري2/90)
 
يقول المسيري ان النظام العالمي الجديد ينشئ ويدعم الدول القومية المستقلة وهي مجرد :"تشكيلات سياسية رخوة متداعية، لها نشيدها الوطني، وعلمها الملون المزركش، ورئيسها الذي لاتفارقة مواكب التشريفات، وسلكها الدبلوماسي ، ... وقواتها العسكرية التي تقوم بالاستعراضات العسكرية وبكل مقتضيات الأبهة (والأمن الداخلي)، ..ولكن مثل هذه الدول " القومية" ليس لها من السيادة الوطنية إلأا الإسم، ولايمكنها اتخاذ أي قرار سياسي أو اقتصادي أو عسكري مستقل، فهي مجرد قشرة أو محارة لايوجد داخلها أي شئ"
المسيري2/90
 
تكلم ماكس فيبر عن الترشيد المادي للمجتمع والانسان والحياة
فماذا يعني أو ماذا يعني مفهوم الترشيد المادي هذا
يقول المسيري:ط " الاقتصاد الرشيد" مصطلح قمنا بسكه لنصف النمط الكامن وراء كل من الاقتصاد الرأسمالي والاقتصاد الاشتراكي. وعلى الرغم من أن العلوم الإنسانية الغربية تفرق بينهما، إلا أننا نرى أنهما تعبير عن منظومة معرفية واحدة هي المنظومة العلمانية الإمبريالية التي تساوي بين الإنسان والطبيعة(بل ترى أسبقية الطبيعة/المادة على الإنسان)، وترى أنهما مادة يمكن توظيفها وحوسلتها، فالعالم يدور في نطاق المرجعية الكامنة المادية"
المسيري 2/93.
ومعنى الترشيد كما بينه المسيري في اكثر من موضع هو معاملة الإنسان بقوانين المادة بدون الإلتفات إلى أن الإنسان كيان مختلف، ليس مادي بصورة مجردة، وأي ترشيد أو تعامل معه بصفته مادة فقط سوف يدمره، ومعنى الحوسلة في كلام المسيري أي تحويله كوسيلة وهو مصطلح للمسيري وضعه لبيان أن الإنسان في المنظومة العلمانية أصبح شئ ، ,اصبح مادة ، وأصبح وسيلة للتلاعب به وتحويله إلى أي شئ أو إلى مادة إستعمالية أو وضعه في قطاع اللذة مثلا (النساء كداعرات مثلا).
 
ماهو الاقتصاد الرشيد العلماني أو بالأحرى الترشيدي العلماني فليس المصطلح من الرشد وإنما من عملية الترشيد أو التقطير أو التعامل المادية العلمانية الإختزالية؟
إنه مرجعية ذاته، هذا أولاً، وكما يقول المسيري، هو أي الإقتصاد العلماني، :" لايمكن الحكم عليه من منظور خارج عنه متجاوز له "(إنه يرفض أي حكم عليه!)
إنه أهدافه النهائية:" لها مضمون لا إنساني أو متجاوز للإنسان(في المنظومة الاشتراكية يفترض أسبقية الإنسان على الدافع الاقتصادي ولكن، لأنها منظومة تدور في نطاق المرجعية الواحدية المادية ، فإن النموذج المتمركز حول الذات يتهاوى ويزداد التمركز حول الموضوع ، فتتساقط الاشتراكية نفسها ومعها كل المطلقات، لينتصر الدافع الاقتصادي وتتأكد أسبقية المادة على الإنسان"
المسيري2/93،94.
يستعمل المسيري مصطلحات فلسفية ك الذات والموضوع ومصطلح المطلق أو النسبي
,اسبقية المادية في الفكر المادي على الإنسان أو أن الإنسان خاضع للطبيعة أي لمناهج التحليل الطبيعية لا الطبيعة نفسها، فتجعله مادة كما فعلت النازية بصورة صريحة ومباشرة(قدمت ذلك في منشورات سابقة)
 
ماهي ذروة العلمانية؟
هي أن يصبح الإنسان أشبه بالآلة
يتم فيها عزل القيم الإنسانية تماما في عملية الترشيد الكاملة.
ويرد الواقع الإنساني المركب بأسره إلى مبدأ اقتصادي واحد أو مجموعة من المبادئ الاقتصادية التي ترد بدورها الى المبدأ الواحد(المادي)
يتم ترشيد معظم أو كل أشكال الحياة ، وذلك بتنميطها ثم إخضاعها للمبدأ الواحد
انظر المسيري 2/100-110
 
ماهو الإنسان العلماني؟
هو الإنسان الجسدي الذي يفقد أو يفتقد تركيبيته (إنه إنسان مركب(روح وجسد، وله حاجاته المركبة!) ، ومعنى التجاوز(قبس من نور يتجاوز حدود المادة)
وهو الإنسان الإقتصادي الذي يعامل على أنه محصلة دوافع مادية
هو إنسان قطاع اللذة في النهاية بعد أن فقد ضوابطها القيمية ومساراتها الطبيعية والفطرية
الإنسان العلماني غير علماني بالفطرة كما قال حلمي النمنم وزير ثقافة الدولة القمعية العلمانية الجديدة وإنما هو علماني بالإكتساب وعملية التشئ التي تجري عليه في الغرب ويحاولون نقل العملية الترشيدية المادية للشرق لكن بدون أدوات الترشيد الغربية التي تتوفر لها امكانيات الترشيد والتسليع والتغيير.
ولذلك إما أن يسرع العلماني العربي بتأييد سلطة فاشية لتفعل شئ في هذا المجال مع أنهم يعلمون أنها لن تفعل في مجال غير غربي مادي، وأما أن يصرخ ويشتم ويسب ويطالب بدخول الغرب الشرق مثل سيد القمني في مصر وأمثاله كثير وقد نقلت عام 2000 في كتابي الاقطاب بعض كلمات لمن صرح او صرخ بهذا مثل اللبناني كرم الحلو على سبيل المثال

النص من كتابي الاقطاب ج1
:"إنَّ د.حسن حنفي() يصب أيضاً في هذا الاتجاه، يقول: «مهمة التراث والتجديد التحرر من السلطة بكل أنواعها سلطة الماضي وسلطة المورُوث ، فلا سلطان إلا للعقل ولا سلطة إلا لضرورة الواقع...»( )!
وسيأتي أيضاً في الفصل الذي خصصناه لفكر د.حنفي قوله في عدم لزومية الوحي فالسلطان للعقل فقط!
فهل تحرر هؤلاء فعلاً أم صاروا عبيداً لحفلات السيرك الغربي يغير لهم جلودهم كلما رأى ذلك مصلحة له ومسلياً للنظارة الغربية!
لننظر إلى قول المتحرر د. علي حرب التالي: «الفكر الغربي هو الذي أيقظنا من سباتنا الحضاري وفتح لنا أبواب النقد... بحيث نغير جلدنا تماماً كما يغير الثعبان جلده» ( )!!! فأين التحرر من الفلسفة وأهلها هنا؟! وقد غيرت له جلده تماماً كما يغير الثعبان جلده!!! لم يصل «الاجتهاد العلماني!» إلى هذا الحد، بل لقد طالب الأستاذ «كرم الحلو» من خلال مقالاته في جريدة الحياة التي تصدر من لندن بالغزو الثقافي ورياح الغرب المدمرة قال: «فليكن الغزو الثقافي الغربي الصدمة الكهربائية المنقذة من نهايتنا المحتومة ولتهب علينا رياح الغرب من كل الجهات لتغزنا ثقافته ولتستفزنا قيمه فربما كان من ذلك خلاصنا ويقظتنا من سبات طال وطال حتى كأنه الموت» ( )يقول ذلك ولا يسأل - يقول الأستاذ منير شفيق() - إن كانت بعض تلك الرياح صهيونية وبعضها متصهينة وبعضها جاء ليهب بأبشع ما جاء به الاستعمار القديم وبعضها جاء ليتحكم بالدولة والتعليم والحياة اليومية بأشد مما كان عليه الحال أيام الاستعمار المباشر، وبعضها يحمل كل ما يمكن أن تورده الثقافة المنحطة التي تشجع على.. تهديم العائلة، وتروج للعنف والجريمة وأنواع الانحراف ( ).
إنَّ كرم الحلو يطالب بتذويب الهوية الإسلامية لصالح العولمة الغربية يقول: «فلنكف عن استحضار التاريخ واللوذ إلى رموزه صوناً لهوية لم يعد ممكناً تأكيدها إلا بانخراط أكثر فأكثر في ثورة العولمة والحداثة حيث الواقع العلمي الراهن يتجه نحو هوية (معولمة) من خلال التشكيل المستمر التي تخضع لها الهويات القومية»( جريدة الحياة بتاريخ 6 مارس 2000 العدد ( 13509) ).
إنَّ جوهر ثقافة «الغرب» اليوم هو إعطاء السيادة للإنسان المنحرف بديلاً عن الله خالق الإنسان، وكل العلمانيين يعلمون ذلك، يقول أحدهم، د. محمد أركون عن «الغرب»: «نجد أن مركز السيادة قد انتقل من السماء إلى الأرض ومن الله إلى البشر» ( ).
 
قالت هبة رؤوف عن المسيري:" فقد وقف على أرضية الماركسية فترة طويلة لكن دراسته كأستاذ للأدب الإنجليزي جعلته يدرك قدرة اللغة على التجاوز ، وأن بين الدال والمدلول مسافة، هي مساحة العقل الإنساني المبدع، ومعبرا من السببية الصلبة إلى السببية الرخوة. ومن هنا كان انتقاله من المادية إلى رحاب الإنسانية، وتآكل النموذج المادي في وعيه وإدراكه عبر وعيه بتجاوز التاريخ، وسيره في دروب البحث حتى وصوله إلى قضايا الإيمان والعودة إلى الإسلام"
كتاب "في عالم عبد الوهاب المسيري"، ج1 بحث الدكتورة هبة رؤوف بعنوان العقل العربي عندما يكون موسوعيا وانسانيا المسيري مفكرا شاملا ص 23
 
مامعنى مفهوم نهاية التاريخ في الصيغ العلمانية المختلفة او ماوراء تلك الصيغ
تقول هبة رؤوف عزت في تحليلها لفكر المسيري
:"ونهاية التاريخ هي في واقع الامر نهاية التاريخ الإنساني المركب، وبداية التاريخ الطبيعي الذي لاتوجد فيه ثنائيات أو تجاوز أو تدافع"
كتاب "في عالم عبد الوهاب المسيري"، ج1 بحث الدكتورة هبة رؤوف بعنوان العقل العربي عندما يكون موسوعيا وانسانيا المسيري مفكرا شاملا ص 23
 
ماهو العلماني وماهي قوانينه؟
إنه الفرد الذي يؤمن بهذا العالم وحسب، ويرفض إرجاء المتعة، ويعظم أرباحه بأي طريق كان،(حتى لو كان بيع الأجساد والأرحام ) دون التفكير في غاية إنسانية أو أخلاقية ، وقوانينه تطمح إلى أهداف مجردة لا إنسانية.
وكما يقول المسيري :" فهو إنسان طبيعي مادي يدور في إطار المرجعية الكامنة ...هي الرؤية المعرفية العلمانية " نظر المسيري 2/115
 
ماذا فعلت العلمانية حتى ظهرت في مابعد حداثتها الحالية؟
لقد علمنت كل شئ من الحياة العامة إلى الحياة الخاصة ، ومن علمنة الدين(بتغيير معالمه ورده إلى الدنيا وفقط)، إلى علمنة الجنس( برده إلى نظرية التطور ونفسية التطور الجنسية ، ثم بتغيير مفهومه ومفهوم اللغة ومفهوم الجنس نفسه، ومفهوم اللقاء بين الجنسين، وزيادة الأسر الجنسية وخلق مجالاتها ومجالات قطاع اللذة الذي يتطور في الغرب على الدوام (محلات جنس في كل مكان في الغرب تلبي رغبات الشواذ جميعا)
 
ماهو مدى التغلغل العلماني وعلمنته؟
العلمنة بلغت مدى واسع في الغرب، وهمنت على كل مجال، فالرؤية الواحدية المادية نحت-من التنحية- كل ماهو مخالف لها، فلا وجود لأي رؤية معرفية أخرى تنافسها ، فرؤية الإنسان للطبيعة والإنسان والتدين مختلفة، تنطلق من التفسير المادي لكل شئ!
وكذلك الرؤية العلمية والتاريخية وفلسفة اللغة والنظر للنصوص والمجالات جميعا.
 
هل هناك تعارض في العلمانية العامة بين قولها وفعلها او مرجعيتها النهائية ؟
نعم ، قد لايعلن علماني معين إالحاده، أو قد لاتكون العلمانية على مستوى القول والنموذج المعلن تنكر وجود الخالق (عند بعض علماءها لكنهم أي هذا البعض(بدءاً من الربوبيين القدماء وانتهاء بمن يدعي منهم اليوم الإيمان بخالق لامكان له في عالم الإنسان)، ينكرون حكمه وشريعته ودينه ورسله ) أو مركزية الإنسان في الكون ، أو القيم المطلقة، الإنسانية أو الأخلاقية أو الدينية. ولكنها على المستوى النماذجي الفعال -يقول المسيري- ومستوى المرجعية النهائية تستبعد الإله، وأية مطلقات، من عملية الحصول على المعرفة ومن عملية صياغة المنظومات الأخلاقية، كما تستبعد الإنسان من مركز الكون بشراسة ، وتنكر عليه مركزيته وحريته" انظر المسيري 2/118.
 
ماذا فعلت العلمانية متأثرة
(بالمذاهب العلمية بنقلها قسراً من الطبيعة إلى عالم الإنسان)
، في إحداث تغييرات ، بحقيقة مفهوم خالق الإنسان لتكون لها السيطرة الدنيوية التامة؟
العلمانية أخذت المفهوم الآلي لنيوتن وطبقته على الخالق، فقالت إنه خلق العالم ثن تركه وشأنه، كصانع الساعة جعلها تسير حسن نمط محدد، وانسحب، لاشأن لها بها، وفي الحقيقة فإن العلمانية الكاذبة هي التي قالت انه لاشأن له بالعالم، لتستحوذ على العالم وتديره بنفسها دون قيم ربانية أو نظام رباني، فهنا عملوا على تطبيق نظرية على حقيقة الألوهية، غيرت من الحقيقة ، ليتسنى لهم السيادة الكلية للعالم، وكذلك ظهرت فلسفات تضع الإنسان تحت معاول صياغة العلمانية التاريخية، فأصبح الخالق عند بعض الفلاسفة هو التاريخ وقوانينه، فلا حاجة لنا إلا القوانين أو السببية، مع أنهم حرفوا قوانين وسنن الكون والتاريخ وأخضعوها لنظريات فاسدة أفسدت نظرة الإنسان للأشياء، (نظرية هيجل مثلا) وهناك اسبينوزا الذي جعل الله هو الطبيعة.
فالخالق عندهم في تحديث الدين والتصورات اي جعله حداثيا ماديا يمكن أن يكون مسؤولا عن البدايات أوربما عن النهايات(التي لاتتدخل بالطبع في سيادتهم الدنيوية!!)، بإعتبار أن مابين البداية والنهاية هو لهم، أو بتعبير المسيري شارحاً:" أما مابينهما(حياة الإنسان في الدنيا والزمان..الآن وهنا)، فهو خاضع للقوانين الطبيعية الآلية الكامنة في المادة"(المسيري2/119)
أو بالأحرى الخاضعة لما جعلوه هم قوانيناً مادية، وهي قوانينهم هم المادية التي حوسلوها لصالح رغباتهم وسلطانهم الدنيوي بما فيه من استعمار ونظرياته، أو مركز واستغلاله، أو عولمة وفيوضاتها وادعاءاتها (الكونية!)
 
ماهي العلمانية؟
إنها وحدة وجود مادية، أدمجت كل الحقائق فيها بإعتبارها مجازات لاحقيقة فيها، ونسبيات لا حقيقة فيها، وأموات لاحياة فيها.
فكان الموت الكوني وانتحارات العلمانيين بل وجنون كثير من فلاسفتها!
ممكن انتحر في العالم العربي: اسماعيل مظهر، ذلك المصري-التركي الذي كتبت كتابا سماه: لماذا أنا ملحد!
ثم انتحر!
 
ماذا فعلت العلمانية متأثرة (بالمذاهب العلمية) ونقلها قسراً من الطبيعة إلأى عالم الإنسان، في إحداث تغييرات ، بحقيقة مفهوم خالق الإنسان لتكون لها السيطرة الدنيوية التامة؟
العلمانية أخذت المفهوم الآلي لنيوتن وطبقته على الخالق، فقالت إنه خلق العالم ثن تركه وشأنه، كصانع الساعة جعلها تسير حسن نمط محدد، وانسحب، لاشأن لها بها، وفي الحقيقة فإن العلمانية الكاذبة هي التي قالت انه لاشأن له بالعالم، لتستحوذ على العالم وتديره بنفسها دون قيم ربانية أو نظام رباني، فهنا عملوا على تطبيق نظرية على حقيقة الألوهية، غيرت من الحقيقة ، ليتسنى لهم السيادة الكلية للعالم، وكذلك ظهرت فلسفات تضع الإنسان تحت معاول صياغة العلمانية التاريخية، فأصبح الخالق عند بعض الفلاسفة هو التاريخ وقوانينه، فلا حاجة لنا إلا القوانين أو السببية، مع أنهم حرفوا قوانين وسنن الكون والتاريخ وأخضعوها لنظريات فاسدة أفسدت نظرة الإنسان للأشياء، (نظرية هيجل مثلا) وهناك اسبينوزا الذي جعل الله هو الطبيعة.
فالخالق عندهم في تحديث الدين والتصورات اي جعله حداثيا ماديا يمكن أن يكون مسؤولا عن البدايات أوربما عن النهايات(التي لاتتدخل بالطبع في سيادتهم الدنيوية!!)، بإعتبار أن مابين البداية والنهاية هو لهم، أو بتعبير المسيري شارحاً:" أما مابينهما(حياة الإنسان في الدنيا والزمان..الآن وهنا)، فهو خاضع للقوانين الطبيعية الآلية الكامنة في المادة"(المسيري2/119)
أو بالأحرى الخاضعة لما جعلوه هم قوانيناً مادية، وهي قوانينهم هم المادية التي حوسلوها لصالح رغباتهم وسلطانهم الدنيوي بما فيه من استعمار ونظرياته، أو مركز واستغلاله، أو عولمة وفيوضاته وادعاءاته(الكونية!)
 
ماهي العلمانية؟
إنها وحدة وجود مادية، أدمجت كل الحقائق فيها بإعتبارها مجازات لاحقيقة فيها، ونسبيات لا حقيقة فيها، وأموات لاحياة فيها.
فكان الموت الكوني وانتحارات العلمانيين بل وجنون كثير من فلاسفتها!(أو بتعبير المسيري: وحدة وجود كونية تؤدي إلى موت كوني"(المسيري 2/120.
ممن انتحر في العالم العربي: اسماعيل أدهم ، ذلك المصري-التركي الذي كتب كتابا سماه: لماذا أنا ملحد!
ثم انتحر!
 
ماهي علمنة الدين التي يحاولون الوصول اليها في محاولات تغييرهم و تزييفهم للإسلام؟
هي أن يصبح الدين على عكس حقيقته في الإسلام الشامل للحياة كلها :" يصبح أمراً خاصاً بالقلب والضمير الشخصي...وبدلاً من أن يكون التدين إيماناً بالغيب ، تستند إليه منظومة أخلاقية تنظم تعامل الإنسان مع بني البشر ومع الطبيعة-...ويصبح التدين على عكس ذلك طريقة لتنظيم العلاقة بين الإنسان وربه وحسب، ...فإن الهدف الأساسي للتجربة الدينية في هذه الحالة(يقصد التي تسعى العلمانية إلى عمولتها!)، هو الخلاص الشخصي وحسب، دون الاهتمام بالتاريخ وعالم السياسة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدل في الأرض"(المسيري 2 /121،122.
قلت وهو مايسعى له مراد وهبة النصراني الأصل وعزمي بشاري النصراني الأصل وكافة العلمانيين من ذوي الأصول المسلمة أو المسيحية في بلادنا، ممن يحاولون سحب المفهوم العلماني الحديث للدين ، والذي فرضوه على المسيحية، ليكونه " الإسلام"!!
 
ماهو الإنسان في التصور العلماني؟
لن نعيد الكلام عن حيونته القرودية أو ماشابه من تعريفات علمانية ، تبعاً لنظريات اعتبروها علمية!، سرىت نتائجها في مجالات الحياة كلها ولكن علينا أن نعرفه من طريقة التعامل معه بعد تفريغه من حقائق الأصيله ، تحت وقائع المجاهر العلمانية ومختبرات التدمير والتحويل والتنميط!
.
إن نقطة البدء الحقيقية في العلمانية الشاملة تهني تأكيد مركزية الإنسان التي ستتراجع مرة أخيرة لصالح المادة ، فالإنسان في المنظومة العلمانية كان في بداية التصور مقياس كل شئ، ومرجعية ذاته، ومتمركز حولها، يضيف المسيري شارحاً :" ولكن الإنسان في الوقت نفسه مجرد جزء من النظام الطبيعي/المادي الذي لايمكن تجاوزه، فهذا هو العالم الوحيد الذي يعرفه ، حدودهما واحدة. ولذا، تنطبق على الإنسان قوانين الطبيعة والأشياء الأخرى، وتسري عليه قوانين الواحدية المادية. فلا يوجد قانون للطبيعة وحركة المادة وآخر للإنسان-يقصد في التصور العلماني- وحركة التاريخ، ولاتوجد قوانين للجسد والدوافع الغريزية وأخرى للنفس والتطلعات المثالية، فالإنسان إن هو إلا كائن طبيعي/مادي(يقصد في التصور الشامل للعلمانية). ونقطة الاختلاف بين ماهو إنساني وماهو غير إنساني (من هذا المنظور العلماني الشامل) هو اختلاف في الدرجة لا في النوع، وفي الكم لا في الكيف، ومن ثم يتم تفسير الإنسان في جوانبه وأبعاده كافة، وفي ماضيه وحاضره ومستقبله، بما هو غير إنساني، أي من خلال القوانين المادية والطبيعية العامة التي تسري على الأشياء والظواهر كافة. والمرجعية النهائية لهذا الكائن مرجعية مادية كامنة في المادة، فهو نتاج البيئة ، والعوامل الوراثية، والقوى التاريخية، والصراعات الطبقية، والصفات العرقية والإثنية( حجم الجمجمة، أو المخ، أو المقدرة العضلية والذهنية، والمنجزات الحضارية) التي اكتشفتها العلوم الإنسانية ذات التوجه العلماني الشامل وصاغتها على هيئة قوانين عامة ذات مقدرة تفسيرية شاملة(من وجهة نظر من صاغوها ومن يؤمنون بها) ، لكل هذا .. نجد أن الإنسان هو في النهاية مركز الكون الذي ادعى أنه فقد مركزيته وتمت مساواته وتسويته بكل الكائنات الأخرى(فهو مجرد ذئب أو ثعلب أو خليط منهما ، أو حيوان قد تكون له نفسSLEF ولكن لاروحSLEF له، فالروح هي مايميز إنسان عن آخر"(المسيري 2/121.
 
السلام عليكم استاذ طارق
هل عسيت ان تغير اسم العلمانية الى الليبرالية في نقدك إنْ تبينَ لك اليوم ان أقلّ العلمانيين يجاهرون بعلمانيتهم، وانّ اكثرهم استبدلوا بها اسم الليبرالية ويتباهون بها فهي مبهمة المعنى ومزخرفة؟
 
وعليكم السلام استاذ الهلالي
لااستطيع فلو فعلت لفرح العلمانيون أيما فرح، كما طالب الجابري وغيره، فالعلمانية اشمل من الليبرالية، والليبرالية هي الإطار لمرور العلمانية ومناهجها أو هي منهج للحرية فيها توضع فرضيات العلمانية وتطبق على المجتمعات بلا أدنى عائق
 
ماهي محاولة العلمانية العربية مع القرآن أو النصوص القرآنية ويسمونها ويسمونها" النص"؟
بإختصار يجعلون :" تبعية النص المقدس لحوادث التاريخ المادية وقوانين الطبيعة" (كما يقول المسيري2/124) التي وضعوها هم، كل علماني له قوانين ينسبها للتاريخ أو الطبيعة أو العقل،
أو اللغة التي تُرد إلى قوانين مادية وبيئية ومعرفية اسطورية .،
إلخ..، (وهناك علماني ماركسي وعلماني وجودي وعلماني مابعد حداثي وعلماني وضعي له مذهب خاص في المعرفة) ، فيقومون بنزع النص من طبيعته الربانية السماوية الفوقية الخاصة والتي نزلت أو تنزلت للحوادث البشرية وتقييمها أو الحكم عليها ، أو تعديلها، أو تربية أهلها، أو الترغيب فيها أو التنفير عنها أو البناء عليها أو هدمها وتبديلها وتغييرها، أو وضع تشريع لها أو رفض أصولها التشريعية الجاهلية أو الكتابية أو الموروثة.
 
علمنة القومية بقلبها ووضعها في الإطار المادي
:" فالمجتمع النازي حول الشعب الألماني إلى مطلق ومرجعية نهائية مادية، واستمد من هذا المطلق المادي منظومة أخلاقية مادية تقول " ألمانيا فوق الجميع"
المسيري 2 /124.
و=هذا شكل " من الأشكال الأخرى الشائعة لعلمنة الدين (وبخاصة في العالم الغربي ربط الدين بالقومية والإثنتية ، بحيث يتداخل القومي والديني والنسبي والمطلق وتهيمن المرجعية الدينية"يقول المسيري ، وهو يعني:" إضفاء القداسة على القومية (المادية) بحيث يصبح الانتماء الديني والانتماء القومي شئيياً واحداً"
وماذا نتج عن النموذج النازي:" تم تطهيره من العناصر البشرية غير المرغوب فيها(مثل اليهود والغجر والسُلاف) عن طريق الترحيل والإبادة، وهي عمليات لايمكن محاكمتها من منظور أية قيم مطلقة، إذ إن المنظومة العلمانية الشاملة- يقول المسيري- ترفض أية مرجعية متجاوزة، ولاتقبل إلا ركيزة نهائية كامنة في المادة"(ص125، المرجع نفسه"
 
المنظومة العلمانية الشاملة- يقول المسيري- ترفض أية مرجعية متجاوزة، ولاتقبل إلا ركيزة نهائية كامنة في المادة"المسيري 2 /125.
 
ماهي العلمانية، وكيف نقول لو قال العلمانيون إن مصدرها من العلم؟

إن العلمانية هي رد كل شئ إلى ظواهرها الإختزالية والمادية معاً، ولكل علماني ظاهرة يعتبرها هي الوحيدة القادرة على تفسير الحياة والتاريخ والإنسان، وتحديد المسار التاريخي أو قراءته أو تغييره ( كما فعل ماركس، وفرويد، ودوركاييم، والداروينية و وسارتر، إلخ..

والأستاذ المسيري وإن كان لم يتكلم في النص التالي تحديدا عن علمانية المتعالمة إلأ أنه قال كلاماً مفسيراً ، وفي غاية الأهمية، تبين لك مصدر علمهم هذا، يقول:"تبدأ الفلسفة(داخل منظومة العلمانية الشاملة) في الانسلاخ عن العقيدة والمطلقات الأخلاقية والدينية والإنسانية، وتظهر الفلسفات العقلانية المادية التي لاتقبل إلأا المرجعية النهائية المادية وتحاول الوصول إلى الحقيقة الفلسفية عن طريق التجريب والحواس الخمس، أو على النقيض من ذلك، عن طريق الحدس والخيال (المنفصلين عن العقل والتجريب)، وعن طريق الوعي بعيداً عن أية عقيدة أو أيمان بغيب، أو عن طريق العقل الخالص (المنفصل عن القلب والخيال) . وتحاول الفلسفية الوصول من خلال هذا العقل إلى يقين فلسفي صارم يستند إلأى العلم الطبيعي. فتظهر الفلسفات العقلانية المادية التي ترى العقل بإعتباره مقولة مطلقة، مرجعية ذاتها، مكتفية بذاتها، يصل إلى المعرفة بدون وسائط بشرية أو ألهية. هذا العقل عقل مادي ، عقل محض، لايتجاوز بأية حال عالم الطبيعة/المادة، فهو جزء لايتجزأ منها(فالفكر ليس سوى تعبير باهت للمادة) . وهو عقل مطلق يتحرر من كل الحدود، بل من الإنسان نفسه، ويرفض الماضي والتاريخ، ويحول كل شئ إلى كم(يشبه الطبيعة/المادة)، ويؤكد على السببية القبلية الصلبة، ومن ثم يسود الإيمان بأن حلقات هذه السببية تتوالى بشكل صارم حتمي، ويدخل الإنسان القفص الحديدي، ويتحرر تماما من القيمة. وبالتدريج.. يتم استبعاد الإنسان، إذ ينتصر التجريب العلمي الحسي على أية غائيات، ثم ينفصل التجريب عن العقل والعقلانية(يقصد كما حدث في النازية وإباحة الشذوذ)، وتسري القوانين المادية على كل من الطبيعة والإنسان...ولكنها لاتكترث بالكيف أو الأبعاد الداخلية للإنسان أو بمقدرته على التمييز الواعي والإختيار الأخلاقي الحر. وينحصر اهتمام العلماء في رصد الحقائق المادية الصلبة والقانون العام، دون الإشارة إلى أية كليات متجاوزة أو مرجعية إنسانية. ولذا، يُهمش الإنسان ويستبعد (أو يزاح) من مركز الكون. ثم تظهر الفلسفات اللاعقلانية المادية، والفلسفات العدمية والعبثية ، والفلسفات المعادية للإنسان التي تعبر عن إخفاق المشروع المعرفي التحديثي الاستناري (العلماني)(يقصد قديم العلمانية)، كما تعبر عن إدراك الإنسان فقد مركزيته، وعن إحساسه بإستحالة الوصول إلى اليقين ، وبسقوط فكرة الكل واختفاء المركز، وسيادة المجردات اللإنسانية وسيادة السيولة، وتظهر أفكار مثل: العقل الجمعي-إيروس( إله الحب هو في الوقت ذاته رمز الطاقة الجنسية)-الذاكرة العرقية، وكلها أفكار تنكر العقل وتعلي من شأن الجنس والجسد والقوى المظلمة في النفس والقلب"(المسيري2/126)
 
:" فالمعرفة في ظل هذه العلمنة الشاملة- قوة ، تهدف إلى فهم العالم والإنسان بهدف السيطرة عليهما والتحكم فيهما وتوظيفهما لصالح من حصل على المعرفة(المعرفة الإمبريالية"
المسيري 2/127
 
ماهي العلمانية؟
إنها في طورها الأخير تطبيق المنهج الطبيعي على الإنسان المركب، وإخضاعه للمنهجية الآلية الرياضية، كأنه شئ من الأشياء، وبهدف السيطرة عليه والتحكم فيه وتوظيفه لصالح من حصل على المعرفة (المعرفة الإمبريالية)، وبذلك فإنه كما قال المسيري-:" فإنه يلتحم بالمجردات اللا إنسانية التي تتجاوز ماهو إنساني ويُذعن لها"انظر المسيري 2/127.
 
ماهو موقف العلمانية من الأخلاق والقيم الدينية في مجالاتها السيادية الشاملة؟
تتم العلمنة الشاملة- كما يقول المسيري- للنظرية الأخلاقية بحيث تدور داخل إطار القانون الطبيعي المادي...ولايقبل أية مرجعية غير مادية متجاوزة . فإذا كانت الطبيعة تخلو من قيم مطلقة دينية أو إنسانية متجاوزة لقوانين الطبيعة، فإنه لابد-يقصد في الفكر العلماني- وأن يكون الوضع كذلك بالنسبة للإنسان. ومن ثم، يظهر الإنسان الطبيعي الذي هو مجموعة من الدوافع البيلوجية (التي تتحكم فيه). وإن بقيت قيم في عالمه، فمن المؤكد أنها ستكون قيماً مادية عامة مثل المنفعة والبقاء.... والخير والشر، بالتالي، ليسا وصفاً لمقولات مطلقة أو شبه مطلقة متجاوزة للدوافع المادية للبشر(يقصد في الفكرة المادية العلمانية) ، وإنما هما وصف لسلوك بعض الناس واستجابتهم الفردية الخاصة لتجارب متخلفة خاصة بهم. وماهو خير هو ما اتفقت الجماعة على تصنيفه كذلك، والشر كذلك لايختلف عن الخير في هذا. فالأخلاق مسألة اتفاق شائع وعرف سائد. ويشيع الإيمان بأن كل القيم نسبية، ولذا، فهي خاضعة تماماً للتفاوض... وتأخذ العلمنة الشاملة للعلوم شكل " تحريرها" من القيم والغائيات الدينية (بعد تهميش الإله... واختفاء الغرض والغاية في العالم(الرؤية الآلية العقلانية والذرية الصلبة للكون) ثم يفترض أن المادة المنفصلة عن القيم والغائيات الإنسانية هي الحقيقة الوحيدة"(العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري ج2 ص130.
من كتابي مقالة في العلمانية
 
أنتيكة وآثار قديمة (جزء من الماضي )
(هكذا يريدون وهو نفس كلام فؤاد ذكريا عن تجاوز إسلامنا)!
يقول المسيري:" العالم الغربي لايعارض الإسلام والتراث بهذه الرؤية، فهو على استعداد كامل لتقبلها طالما ظلا أنتيكة، وليس ماضياً حياً له أصداؤه في الواقع المعاصر، يهدي أصحابه سواء السبيل" المسيري2/132.
 
ماهي علمنة التاريخ وآثارها في الشرق!؟
أولاً العلمانية الأخيرة تعتبر الظواهر والقيم، ومنها الإنسان والدين، شئ زمني منتهى أجلهّ، زمنية الطبيعة البشرية وتحول الإنسان إلأى كيان مادي مجرد حتى وإن دغدغوا مشاعره بالفن مثلا ففي النهاية الرؤية نزعت الروح والتجاوز والإرتباط بالعالم الخارجي لو صح التعبير فضلا عن نزع صلته بمن خلقه!
وفرض هذه الرؤية الغربية المادية للتاريخ والإنسان والحقائق على العالم
يقول المسيري :" وتأخذ علمنة التاريخ في العالم الثالث شكل تزايد الإهتمام بالتاريخ الغربي ووقائعه المختلفة، وافتراض المركزية الأوروبية... بحيث ينشأ المرء وهو يعرف كل شئ عن التاريخ" المشرف" للثورة الفرنسية، ولكنه لايعرف شيئاً عن إنجازات الدولة العثمانية (على سبيل المثال). بل تُعاد صياغة التاريخ نفسه بحيث يُنظر إليه من خلال نموذج أحادي الخط قمته الحضارة الغربية وتحققه في التاريخ الأوروبي. ويتم استيراد مقولات التاريخ الغربي وتطبيقها على كل تواريخ العالم، بإعتبارها مقولات " علمية وعالمية" (ويتضح هذا بشكل متبلور في الفكر الماركسي. ولكن الفكر الليبرالي ليس برئياً تماماً منها، ابتداء من كونت ودوركهايم وانتهاء بهانتنجتون وفوكوياما"العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية ح2 ص 132)
 
ماهي العلمنة الشاملة للمرأة؟
إنها تحول تصور المرأة وواقعها من إعتبارها كائناً اجتماعيا مركباً، تتحقق هويتها داخل شبكة من العلاقات الإنسانية والإجتماعية المركبة، بإعتبارها ابنة وأختاً وأما وزوجة وفرداً" ، إلى عزلها عزلاً تاماً عما حولها (كما يقول المسيري) " بحيث تتحول إلى فرد وحسب وتصبح مكتفية بذاتها، مرجعية ذاتها. ويعاد تعريف عمل المرأة في إطار المرجعية المادية النهائية، بحيث تصبح وحدة اقتصادية مادية وحسب، تعمل في رقعة الحياة العامة، ولذا، فإن عملها في منزلها كأم وزوجة (ذلك العمل الذي لا تتقاضى عنه أجرأ وتمارسه في رقعة الحياة الخاصة ) يصبح غير موجود ولا قيمة له"
وفي الغرب العلماني تطورت لغة أنثوية " مستقلة" ، وتاريخ النساء " المستقل"، عن تاريخ الرجال، وعن إبداعات المرأة وخصائصها التشريحية التي تؤكد-يقول المسيري- وجود حتمية أنثوية تجب أية حتمية تاريخية. أي أن عالم المرأة (كعالم الأقليات بعد علمنتها بششكل شامل) يصبح عالماً أيقونياً مستقلاً ، تحكمه رؤية معرفية مستقلة، تزعم أن الرجال ليس بمقدورهم فهم المرأة ، كما تزعم أنهم لايمكنهم دخول عالم النساء. وإن نشأت علاقة بين الرجل والمرأة فهي علاقة صراعية بالدرجة الأولى، لاتختلف كثيراً عن علاقة اليهود بالأغيار) "أخبرتني إحدى زعيمات حركة التمركز حول الأنثى أن اللقاء الجنسي بين الرجل والمرأة هو بالدرجةة الأولى مواجهة سياسية، فكان ردي عليها هو إما أنها لاتعرف شيئا عن " اللقاءات الجنسية" أو عن " المواجهات السياسية"
المسيري2/162،163.
وفي هذا المناخ وسياقاته المادية المتنامية تختفي مءسسة الزواج كتنظيم اجتماعي يتم من خلاله-يقول الميري- ربط الجنس بالقيم الإنسانية، وتحل محلا علاقات مادية تسمى بالتعايش والتعاقدية البرانية، :ط وتظهر أشكال جديدة من الأسر . فبلا من الزوج والزوجة( الأب والأم) والأطفال تظهر الأسرة ذات الأب دون الأم أم أم الأم دون الأب، وتسمى أسرة الأب الواحد (لا الأبوين) ...ثم تظهر أنواعع جديدة من الأسر لم تعرفها البشرية من قبل ، فيمكن لإثنتين أن تتبنيا طفلاً وتكونان أسرة جديدة كاملة، والشئ نفسه يمكن أن يفعله " رجلان"!2/160.
 
ماهي علمانية المرأة أو علمنة المرأة أو حتى عولمة علمنة علمانية المرأة؟
أولاً المرأة كالرجل في العلمانية، تنطلق من التفكير المادي للحياة والإنسان والجسد.
والعلمنة الشاملة للمرأة تلغي اعتبار المرأة كائناً اجتماعيا مركباً ، تحقق هويتا داخل شبكةمن العلاقات الإنسانية والإجتماعية المركبة، فهي كما يقول المسيري ، أيضاً، تستبعد وظائف الإنسان ، وتهتم بالجسد علمانياً، مثل الأبوة والأمومة، أي استبعاد الإنسانية المركبة." فمثلاً تظهر مففاهيم من نوع أن الجسد ملكية خاصة، لادخل للآخرين بها، ويجرري توظيف الجسد كأنه عبادة تحررية مقدسة، وذلك يؤدي بدوره إلى الابتعاد عن الطبيعة.
فتنزع عن الجسد القداسة أو الإحترام للجسد والكيان الإنساني، ويصبح-كما يقول المسيري- مادة استعمالية نسبية، منفصلة عن القيمة، فتُعاد صياغة الجسد بالترشيد العلماني، المادي، أو طريقة التنميط، من الإهتمام المتطرف بمقايسس للجسد واحدة، أو صناعة الأزاء والنسا اللاتي يقمن بدور إتاحة الجسد للجميع، كما تقوم أخر ببيع الجسد، كما تقوم أخر بتغيير الخلقة فيه، حتى وصلت الأمورر لتحولات في جسد المرأة لتصير رجلاً أو الرجل ليصير إمرأة. ومن ثم عرض الجسد بطريقة نسبية في عرض علماني مبين، فينفصل الجنس عن القيمة بل تسقط القيمة ويكون النشاط مادي، :" فيتحرر الجنس من مشاعر الحب والألفة كما يتحرر من الإحساس بالذنب، أو الغرض والهدف، بل يتحرر من فكرة الإنجاب والزواج، فهو نشاط مادي جسدي مستقل يشير إلى ذاته" ، ، وتتم الممارسة:" خارج إطار أية تركيبة إنسانية خاصة بالعواطف والطمأنينة والفردية، وخارج إطار المجتمع والتاريخ" ، فيكون الأمر :" عدم الإكتراث بأية قيم جوانية أو خصوصية فردية"، يقول المسيري ، أيضاً، :" وبسبب هذا الحياد وهذه المرجعية المادية، يعتبر البغاء على سبيل المثال مجرد نشاط اقتصادي، وتسمى البغي " عاملة جنس" "، " تمارس الأنثى نشاطاً جنسياً عرضياً مع رجل، لكنها تنجب من رل آخر، وتعيش مع ثالث"، ويضيف المسيري:ط وعلى أية حال ، فإن علمنة الجنس ونزع القداسة عن الجسد الإنساني يؤديان إلى ظهور الإباحية المعرفية"، فتصير طاقة الجنس محايدة، لاتلتزم بأية نوعية من الأخلاق، فتوظف في الإعلانات كما في غير ذلك.
انظر العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري ج2 ص 159-170.
 
مامعنى التحييد في العلمانية؟

لنضرب مثلاً بأي عمل لايلتفت فيه أو لايلتزم فيه بالقيمة والقيم الإنسانية ، فهم يعتبرونها اي القيم الدينية او القيم الإنسانية-أيديولوجية مفروضة مسبقاً ، ولذلك يقولون إن التحييد هو أفضل وسيلة للتعامل مع الانسان عموما و الجسد خصوصا ومن ثم -كمثال - قطاع اللذة وقد أصبح الجنس أساساً فيه بالتدريج كما قال المسيري..

فيتم إعادة ترتيب الأولويات حسب المرجعية المادية التي ترشد الأشياء بصوة مادية فتحذف مايتعارض معها.

فتصبح الممارسة الجنسية أو شبه الجنسية في العلن أمراً مقبولا( وهنا أفتح قوسين لأقول إن مدرسة اللغة الهولندية قالت لنا ، منذ أيام ، بأن هذا الأمر قل لوجود المسلمين وضغطهم على المجتمع، بالسخرية والفضح)، :" إذ يستطيع المواطن الغربي أن يمارس نشاطاته الجنسية أو شبه الجنسية (الطبيعية أو الشاذة) في حديقة عامة (والشرطة تحرصه)، والكلام هنا للمسيري، أما لو قضى حاجته في الحديقة نفسها (أو بصق فيا) فإن الدنيا تقوم ولاتقعد! ولعل هذا يعود الى اهتمام الحضارة العلمانية بالظاهر والسطح أكثر من إهتمامها بالباطن. ويتضح هذا كذلك في اهتمام الإعلام الغري بالحوادث الناجمة عن إخفاق تكنولوجي(تصادم- تصدع جسر- سقوط طائرة) وإبرازه إياها في الصفحات الأولى، بينما نجد " حقائق" أخرى مثل عدد الأفال غير الشرعيين والإمات غير المتزوجات، تذكر عرضاًً أو في صفحة الطوائف الأخيرة مع فضائح النجوم والاجتماعيات الأخرى! فالإخفاق التكنولوجي ينتمي لعالم الظاهر(المادي الكمي) ، أما الإخفاق الآخر (ولنسمه مؤقتا " الأخاقي" فهو ينتمي لعالم الباطن الذي لاتهتم به الحضارة العلمانية كثيراً"

انظر العلمانية الشاملة والعلمانة الججزئية ج2 ص 169،170.
 
ماهي اهم مظاهر العلمانية أو العلمنة، في العصر الحديث؟

أحد أهم مظاهر العلمنة كما يقول المسيري هو" ظهور قطاع اللذة فيي المجتمع وتضخمه"، ، فالنموذج العلماني الشامل للمجتمع كما خُبره المسيري :ط يدور حول مفهومين أساسيين هما المنفعة واللذة ، ولكن المفهومين متداخلان من البداية، إذ إن ما يُدخل اللذة على أكبر عدد ممكن من الناس يُعد خيراً ونافعاً، بل إن اللذة والمنفعة يكادان يكونان مترادفين"

المسيري العلمانية الشاملة ج2 ص 170.

ولاشك أن المسيري التقط خيط التمركز حول الذات في العلمانية حتى مرحلة التمركز حول اللذة ، وهنا نراه يذكر -في نصنا هذا- أمراً ملفتاً، ألا وهو :"إذ إن ما يُدخل اللذة على أكبر عدد ممكن من الناس يُعد خيراً ونافعاً" ، وقد كتبت في كتاب لي عن محمد أركون بعنوان (النميمة العلمانية الاركونية الكاذبة) (وهو مخطوط) في الفصل بعنوان(مقال عن علاقة أركون ببورديو والفكرة المادية للحياة والعلاقات) ، أنه بمجرد مايهيمن نشاط داخل المجتمع ويدخل جميع الشبكات الإجتماعية ومواقعها ومجالاتها ونشاطاتها، فإن النشاط يصير مشروعا، فالمجتمع ومن قبله من فلسف للنشاط ومن وسع مجاله وجعله مشاعاً ومطلوباً، هو في العلمانية المرجعية ، فمايقررونه يقر ومايحلونه يحل ومايحرمونه يحرم، بدل الكنيسة في العصور الوسطى وفي النص المسيحي عن كنيسة بطرس، ومضمون كلام بورديو وميشيل فوكو وغيرهما هو من هذا الباب المجتمعي والفلسفي الذي قرر ماهو الخير وماهو الشر بل هم -فوكو وبورديو وامثالهما-من طواغيت هذا الباب اذ انهم من يفلسفون لقطاع اللذة حتى المراحل التي تختفي فيها الإنسانية تماما، ومعلوم أن لفوكو كتب في الجنسنية بل سلسلة وكذلك لبيير بورديو( وهذا الأخير يعتبر صنم في منظومة اركون الدهرية لما بعد الحداثة
 
أعجبني المسيري عندما تكلم (في كتابه العلمانية الشاملة ج2 ص 175)عن العلمنة الشاملة للسلوك فذكر منها الشراهة الاستهلاكية ، مثل استهلاك السلع واستهلاك النساء ، وذلك ذكرني باعلامي هولندي مشهور وشاب ومازال يظهر في التلفزيون ويوما ما منذ سنوات كنت استمع لحوار مذيع آخر معه كأنه استجواب فسأله كم إمرأة جامعت ، فقال له لنبعد عن هذا السؤال ولما ألح قال: 200 إمرأة
طبعا مفيش دين ولا قيم والمرجعية علمانية دنيوية مادية فلابد أن يكون الحال كما عبر عنه المذيع!
 
من مشكلات العلمانية كما يقول المسيري: تآكل الأسرة، الإيدز، الأطفال غير الشرعيين، المرراهقات الحوامل، الشذوذ الجنسي..إلخ
المسيري ج2 ص 176.
 
ماهي جرائم العلمانية التي ترتكبها الدولة فيها ("علمنة الجريمة")؟
إنها بداية تعزل ماهو إنساني وشخصي عن نشاطات الإنسان، ففي علمنة الجريمة يتم استبعاد تدريجي للعنصر البشري للوصول إلى مستويات أعلى من الضبط والتحكم عن طريق تنظيم العواطف- يقول المسيري- (الخيرة أو الشريرة)، ثم عن طريق استبعاد مشاعر الحب أو الكره ثم يضيف المسيري " ولعل أول أشكال الترشيد هو الجرائم التي ترتكبها الدولة ضد الأفراد والجماعات، فهي جرائم تتم بطريقة مؤسسية صارمة عن طريق قرارات يصدرها الخبراء. وتستند القرارات لا إلى معايير أخلاقية، وإنما مايتصور الخبراء أنه صالح الدولة، ويتقرر على ضوء ذلك إبادة أقليةة، أو تجويع شعب، أو رش مدينة بالأسلحة الكيمياوية الجرثومية( التي تطورها وتنتجها الدولة). ومن ضمن ذلك عمليات" القتل الرحيم" ( أو " إنهاء الحياة"-التي نسميها " القتل( أو " إنهاء الحياة") العلمي أو الموضوعي ... حين تقرر الدولة التخلص من الأفراد الذين ترى أنهم عبء اقتصادي ولا نفع لهم(كان النازيون يسمونهم " الأفواه المستهلكة لاتنتج... والموظفون الذين يقومون بمثل هذه الجرائم (الموضوعية والعلمية والوطنية) لايشعرون عادة بالذنب، فهم أولاً لايقومون بإرتكاب الجريمة كلها، وإنما يؤدون جزءاً منها وحسب... فالمطلوب هو أداء العمل(وهنا يتكلم المسريري عن النازية) بطريقة موضوعية رشيدة في إطار مرجعية مادية محايدة صارمة"
العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسري ج2 ص 177.
 
هل الاشتراكية والرأسمالية علمانيتان؟
قلنا إن العلمانية هي الدهرية أو الدنيوية أو التفكير من خلال نموذج مادي أحادي صارم وجازم.
أما المسيري فيقول أن الإشتراكية والرأسمالية :ط كلتيهما تصدران عن فكر حركة الإستنارة (العقلانية المادية) ، ولكل منهما اقتصاد يدور في إطار المرجعية المادية الكامنة (الطبيعة/المادة) وحول السوق/المصنع، أي أنهما تبدان مختلفتان لنفس النموذج المعرفي، نموذج العلمانية الشاملة"
المسري العلمانية الشاملة ج2 ص 181.
:" لاتوجد على المستوى المعرفي النهائي اختلافات جوهرية، فكثير من الظواهر التي تهز الإنسان كإنسان(تزايد تشيدد المجتمع وتنميطه- تزايد تطبيق المعايير الكمية- تزايد تحكم البيروقراطيات- أزمة القيمة- الإغتراب- التسلع- أزمة الأسرة) توجد في كل من المجتمعات الرأسمالية والإشتراكية"(ص 182)
" تجد الأدب الحداثي في الدول الإشتراكية والرأسمالية يتناول المشكلات نفسها والقضاا والموضوعات ذاتها"(ص182،183)
 
يقول المسيري ان مقولات الاشتركية تبين كذبها:" ... من حيث إن النظم الاشتراكية تقوم بتوزيع ثمرة العملية الإنتاجية بالعدل، وتعيد استثمار ماتراكم من فوائض من خلال جهاز الدول لصالح الجمع(وهي مقولات ثبت كذبها فيما بعد)"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 182.
 
هل العلمانية الشاملة هي الإطار المعرفي للحضارة الغربية الحديثة؟
نعم -يقول المسيري:" أن العلمانية الشاملة ( وحدة الوجود المادية والمرجعية المادية الكامنة) هي الإطار المعرفي النهائي للحضارة الغربية الحديثة. وأنها رؤية تحول العالم إلى مجرد مادة محض ، نافعة، نسبية، لاقداسة لها، تُوظف وتُسخرز والهدف من وجود الإنسان على الأرض زيادة معرفة قوانين الحركة والطبيعة (هنا أفتح قوسين أنا طارق منينة لأقول إن الإسلام أمر بالإستفادة من تسخير الكون وقد فعل، ونتجت حضارة لكنها احتفظت بالإنسان ولم تعامله كمادة صماء بلا قيم ولا جعلته وسيلة لغيره بل عاملته بقيمه الإنسانية كيان له روح ومتجاوز للمادة بما فيه من قبس الروح الربانية ، وبإرتباطه بالعالم الآخر ، وإتيانه من عالم السموات، كما قال ابن القيم وأنشد (فحي على جنـات عـدن فإِنـهـا منازلك الأُولى وفيها المخيــــم، ولكننا سبى العـدو، فـهل تـري نعود إِلى أَوطاننـا ونسلــــم)، البشرية ، والهيمنة عليها من خلال التقدم المستمر الذي لاينتهي...إلى أن يخضع كل شئ(الإنسان والطبيعة) ...بحيث يتحول الواقع بأسره (طبيعة وبشراً) إلى جزء متكامل عضوي تنتظمه شبكة المصالح الإقتصادية والعلاقات المادية ،... وقد تم ترشيد كل شئ على هدي المعايير الواحدية المادية والنماذج التي تستند إلى مفهوم الطبيعة -المادة، بحيث أصبح كل شئ محسوباً مضبوطاً بعد استبعاد كل الإعتبارات غير المادية، مثل الغيبيات والمطلقات والخصوصيات... وقد بينا من قبل حلقات تدهور الواحدية الإنسانية، وكيف تحولت الإنسانية (الهيومانية) إلى عنصرية وإمبريالية، وكيف ظهر الإنسان الطبيعي...إنساناً...متمركزا حول منفعته ولذته، ولا راد لقضاءه أو رغبة في البقاء. وهو لايلتزم بأية قيم معرفية أو أخلاقية أو أبعاد نهائية، فهو يتبع القانون الطبيعي ولايلتزم بسواه، بل لايمكنه تجاوزه...ولس هناك ما يُلزم الإنسان الطبيعي(مرجعية ذاته، المتمركز حولها) بأن يؤمن بمثل هذه المطلقات وهذه المثل العليا غير المادية"
االعلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص183،184.
 
" تاريخ العلمانية لايوجد مستقلاً عن تاريخ الإمبريالية. والمطلوب هو أن ندرك أن تاريحهما واحد"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 188.
" ولعل الاختلاف بين العلمانية الشاملة والإمبريالية هو اختلاف في مجال التطبيق وليس في الرؤية نفسها، فالرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية تعبر عن نفسها من خلال عمليتين تاريخيتين متشابهتين متزامنتين متعاقبتين، وهما عمليتان متكاملتان لايمكن أن نراهما كسبب ونتيجة(إلا فترة مبدئية قصيرة) ، فالأسباب نتئج ، والنتائج أسباب. هاتان الظاهرتان هما الدولة(القومية) المطلقة، والتشكيل الإستعماري الإمبريالي الغربي... ورغم اختلاف المجال والآليات ، ظلت الأهداف النهائية واحدة : ترشيد البشر وتسخيرهم وفرض الواحدية المادية على العالم... ويمكن أن نرسم الصورة على النحو التالي: -هدف الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية: فرض الواحدية حوسلة الطبيعة والإنسان في الداخل الأوروبي. فرض الواحدية المادية وحوسلة الطبيعة والإنسان في الخارج العالمي.
آالية التنفيذ: مؤسسات الدولة المطلقة في الداخل الأوروبي.
جيوش الدولة المطلقة في الخارج العالمي,
فثمة اتفاق في الرؤية والأهداف النهائية، واختلاف في آليات التنفيذ ومجاله ، أي أن الظاهرتين هما ظاهرة واحدة على المستوى المعرفي "(العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 186)
" ويمكن القول بأن الإمبريالية ، في علاقتها بالعالم، تشبه تماماً علاقة الدولة المطلقة بالمجتمعات الغربية، وأنها قامت بالوظيفة نفسها تقريباً، أي إزالة المؤسسات الوسيطة ومعالم الخصوصية والهوية والمطلقات كافة"المسيري ج2 ص 195
 
ماهو الإنسان في العلمانية؟
يجيب المسيري أن الإنسان الذي تم تحييده واعتباره جزء من الطبيعة أو المادة، حتى حسه الأخلاقي أو شعوره روحيا وإنسانياً بالتجاوز للمادة وعالمها، هذا الإنسان :" تحول إلى كيان طبيعي/مادي بسيط ذي بُعد واحد لايحوي داخله أية أسرار، فلايتسم بأي قدر من التركيب، ومن ثم يمكن أ، يُرد بأكمله، بجسده وروحه، إلأى عالم المادة، فهو أيضاً مادة استعمالية..تُنقل وتُوظف وتستخدم لتوليد الطاقة"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 189.
 
علمنة النظرية السياسية وإنشاء الإنسان الجسدي فقط!
بتزايد علمنة النظرية السياسية غابت
أية أهداف نهائية متجاوزة أو غايات مطلقة وراء وجود الإنسان كما يقول المسيري:" فإذا كان الهدف من الوجود هو التحكم في الواقع الطبيعي والإنساني تماماً وتوظيفه، فلابد من تنظيم كل طاقات المجتمع الإنسانية والطبيعية تنظيماً هندسياً دقيقاً... بمعزل عن القيم الدينية أو الإجتماعية أو الإنسانية...ظهرت اقتصاديات السوق...على مفهوم الإنسان الإقتصادي.. فسادت الرؤية الفردية الصراعية التناحرية في المجتمع، بحيث تراجع التراحم الشخصي وتزايد التعاقد والعلاقات اللاشخصية. تساقطت كل المؤسسات الوسيطة، مثل الكنيسة والأسرة، وهو ما أدى إلى ظهور الفرد صاحب الدوافع المباشرة والمصالح المباشرة ، الذي لايوجد\ داخله أسرارولا يتسم بأي قدر من التركيب... ويمكن رده إلى الدوافع الاقتصادية المباشرة وإلى بحثه الدائب عن اللذة(بإعتباره إنسانا جسمانياً) ، ولكل هذا، ظهرت الأخلاقيات النيتشوية والرؤى الداروينية التي تجعل القوة الفردية الآلية الأساسية لحسم الصراعات، وهذا أمر مفهوم تماماً في غياب المطلقات المتجاوزة ، ومع غياب أية أُطر أخلاقية أو روحية"(العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 190)
 
ماهي العلمانية؟
إنها الجهل بثمن تقدمها العلماني!
اتضحت فاتورة التقدم العلماني على المستوى المعنوي بالتلوث الخلقي، زيادة الإغتراب، التآكل الإجتماعي، الإنتحار، العيادات النفسية المزدحمة، تفكك الإنسان.. وعلى المستوى المادي أو على مستوى الطبيعة: التلوث البيئي، موت الغابات، تآكل طبقة الأوزون.
انظر العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري ج2 ص 191.
 
نتائج تخلي العلمانية عن الدين وتبني الفكر المادي الذي شكلها
:" ومع تخلي الإنسان الغربي تدريجياً عن المطلقات، ومع ضمور حسه الخلقي، ومع إيمانه بالتوسع اللانهائي ومشروعية القوة- لم تعُد هناك حدود مفروضة عليه، فتفتحت شهيته وزادت شهوته، ولم تعد حدوده مقصورة على أوروبا، وإنما أصبح هذا الإنسان الغربي مستعداً للتوسع الدائم وزيادة الهيمنة لالتهام العالم بأسره. وسادت أيديولوجيات الفردية والغزو والهيمنة والسيطرة لالتهام العالم. وأصبح النموذج هو " الدكتور فاوستوس" الذي يستقر على العرش(حتى لو انتهى به الأمر إلى فقدان النوم)، أو " دون جوان" أو "كازانوفا" اللذان يلتهمان كل النساء (حتى وإن فقدا كل عاطفة إنسانية). وقد وصل هذا الاتجاه الإمبريالي إلى ذروته في فلسفة دارون الإجتماعية ، أو في فلسفة نيتشه، حيث تصبح القوة وإرادتها هي الميتافيزيقا الوحيدة المقبولة، أو نقطة الإنطلاق المعرقيةى والأخلاقية الوحيدة"
العلمانية الشاملة للمسيري ج 2 ص 193,
 
بعد أن عرض المسيري للرؤية العلمانية التي استخدمت العلم في تحقيق أغراضها بدون أي اعتبار للأخلاق أو الرحمة أو الإنسانية(كما في النموذج الهتلري) ، والتعامل مع الفائض البشري بالتخلص منه، تبعاً للرؤية المادية، (بلفور وهتلر، بلفور بتصدير فائضه البشري الى فلسطين وهتلر الى بولندا ثم لما لم ينجح فإلى الأفران) قال:" ولاتزال الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية هي مايسيطر على الإنسان الغربي نفسه، حتى في علاقته مع نفسه ومع أعضاء المجتمع الغربي، ذلك لأن كل شئ يخضع للواحدية المادية... ولاتزال حضارة الترشيد العلمانية الإمبريالية هذه تُخضع الإنسان الغربي نفسه لأسوأ أنواع الإمبريالية التي يمكن أن نسميها " الإمبريالية النفسية" ، وهي أن تحول الذات البشرية نفسها إلى سوق تتسع حدودها بشكل دائم. ويتم ذلك عن طريق ثورة التطلعات والتوقعات التي لاتنتهي، وعن طريق صناع الأحلام: من إعلانات(يلعب الجنس دوراً أساسياً فيها)(أريد هنا أن أضيف أنا طارق منينة أنه في الإعلانات الغربية نرى المرأة عارية تماماً وهي تقدم إعلانا في الحمام لشامبو معين أو غير ذلك من الإعلانات)، إلى روايات (تصوغ للإنسان أحلامه وتطلعاته) ، ألأى أفلام( تحدد رؤاه وقواعد سلوكه)... وهي نشاطات يسيطر عليها ما نسميه " قطاع صناعات اللذة"
العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية للمسيري ج2 ص 199.
 
ماهي العلمانية
انها تفسير العالم من خلال عنصر مادي واحد يتفرع عنه العناصر او الظواهر التي ينطلق منها العلمانيون خيالا او حقيقة لكن الاصل الشامل هو المادة
كما قال تعالى"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
ومن أخبرنا عن الآخرة إلا الوحي؟!
فهم عن الوحي منعزلون -وعازلون-وحاجبون ومحجوبون ومعطلون وعاطلون ومعطلون
وعن التنزيل غافلون ومغطون وصادون ومنفصلون

ماهي العلمانية
انها تفسير العالم من عنصر مادي واحد يتفرع عنه العناصر او الظواهر التي ينطلق منها العلمانيون خيالا او حقيقة لكن الاصل الشامل هو المادة
كما قال تعالى"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
ومن أخبرنا عن الآخرة إلا الوحي؟!
فهم عن الوحي منعزلون -وعازلون-وحاجبون ومحجوبون ومعطلون وعاطلون ومعطلون
وعن التنزيل غافلون ومغطون وصادون ومنفصلون
 
:" وقد أعلن الإنسان الغربي أنه هو تلك الأنا المقدسة، وأن العالم قد انقسم ببساطة إلى الأنا والآخر، والقوي والضعيف، والغزاي والمغزو، والمسلح والأعزل، والغرب وبقية العالم"
المسيري، العلمانية الشاملة ج2 ص 203
 
:" إن إعلان فوكوياما نهاية التاريخ هو إعلان نهاية الإنسان وانتصار الطبيعة/المادة"
المسيري : العلمانية الشاملة ج2 ص 208.
والمسيري يقصد أن الإنطلاق من مفهوم أن كل شئ مادة وتطبيق نظريات وفرضيات العلوم الطبيعية على الإنسان وكأنه مادة فقط لاروح له، ومن ثم ظهور العلوم التي تتناول الإنسان من خلال هذا المنظور ، أي العلوم الإنسانية والإجتماعية الغربية ، يعني أن الإنسان لااعتبار له ولالقيمه الإنسانية ولا الدينية ولا الأخلاقية، فهو مادة يمكن حتى التلاعب به وجعله مادة استعمالية أو طبيعية خادمة وخاضعة لأي قيم تنتجها الفلسفات المادية.
 
حذر الرئيس المكسيكي حذر الفيلسوف هنتجتون أن يعلن ماذكره له الرئيس هذا من أنه يود أن يحول بلده من بلد امريكي لاتيني الى بلد امريكي شمالي قال:" لايمكن أن نقول ذلك علنا"!!
علق المسيري فقال ان هذا ديدن المتغربيين:ط فالخصوصية زخرفة يمكن الإستغناء عنها(يقصد عند هؤلاء المتغربيين) ، والهوية إضافة لاضرورة لها، ويمكن استخدامهما ذرا للرماد في العيون التي لاتزال تتطلع إلى تحقيق الخصوصية والهوية، تماماً مثلما فعل أوزال رئيس جمهورية تركيا حينما ذهب إلى الحج في مكة! ... ولكن البطل الحقيقي الذي قام بتحديث بلده وتغريبه إنطلاقاً من إيمانه بضرورة التخلص من الهوية والخصوصية حتى يمكنه الوصول إلى الحالة الغربية الطبيعية المادية"(العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية ج 2 ص 210.
 
مابعد الحداثة هي رؤية من عدة اطروحات فلسفية متداخلة ومصطلحات صاخبة رنانة- يقول المسيري، وتتغير بمعدل مرة كل اسبوع:" كلها تؤكد غياب المرجعيات وتآكل الذات وفقدان حدودها، وتآكل الموضوع وفقدان حدوده...الإنسان-يقصد العلماني- غير قادر على الوصول إلى رؤية تاريخية شاملة تضم كل البشر"
المسيري: العلمانية الشاملة ج2 ص 212.
 
عودة
أعلى