نقد وخواطر وتعليقات على كتب وكتابات

العلمانية هي الأسباب المضفرة للإلتفاف العدواني حول مصير الإنسان!
فبدل أن يكون مصيره الدنيوي حياة مكرمة ولو تحت آلام وأمراض، فإنها تجعل ذلك المصير الدنيوي في مهب الريح، حتى لو منحت خادمها-الشعوب المتعلمنة، أفرادها- مايتمتع به كأفضل مايتمتع به الإنسان.
فهو يتمتع وهو مضطرب النفس، فيرقص كالمصروع الهائج لكنه ينتحر بعد هدأة ليل كئيب
أو يمرح ويسافر وتنفسح له الدنيا لكن عند رجوعه تذهب النضرة وتعود التعاسة الى حجرها وجحرها.
العلمانية تفرغ الروح من مقومات سعادتها وشروط أمنها
 
تقلب العلمانية هو أصل فيها
والكفر متقلب دوما أبدا
فلاتغرنك تلك الشائعة العارية!
 
العلمانية منقلب زبالات الإباحية عبر التاريخ
تم صياغة قانونها النهائي أو شبه النهائي في تاريخ مابعد الحداثة
تاريخ مابعد الجنون الكلاسيكي!!!
 
نقول كمثال فالدكتور التونسي العلماني محمد الحداد حجب حقيقة مصدر حضارة الإسلام بل أراد أن يسقط إنتاجها الحقيقي في العالم ويخفيه ويرمي العلم في الإسلام وعند المسلمين في الجهالة والإعراض عن الأسباب وهنا انقل عنه بعض نصوصه
فهو مثلا لم ينطق بكلمة صحيحة في كتبه التي اباح في بعضها الشذوذ الجنسي وغيره عن تأثر الأوروبيون بحضارة الإسلام العلمية والعقلية والعملية، بل راح يقول:" لكن النهضة الأوروبية لم يصنعها هؤلاء، صنعها التجار والرحالة ومنهدسو السفن وعلماء الأرصاد عندما فتحوا أمام أوروبا أبواب العالم من دون المرور بالموانئ الإسلامية"(من كتابه" الإسلام نزوات العنف، واستراتيجيات الإصلاح، لمحمد حداد، دار الطليعة،الطبعة الأولى،2006"،ص16) وانظر نصه في ص 18، عن المعارف الكونية ومفهومه للدين، المتأثر بالمفهوم الغربي عن المسيحية، حاجباً الفهم الحقيقي من أن الإسلام ليس دينا،فقط، بالمعنى الكنسي، للخلاص الفردي، وإنما هو دين علمي قيمي مدني، يصنع الحضارة الدنيوية -التي اخفاها وحجبها الحداد هذا-كما يؤدي إلى الخلاص الأخروي للأفراد. ويقول غير عابئ بتميز الإسلام عن الاديان الباطلة وخروجه عن موضوع التطور للدين في الفكر العلماني وهو مايعني أيضاً أنه يحجب أو يجهل حقيقة الإسلام كما نزل ،يقول:" لقد شهد التاريخ البشري نقلات نوعية من هذا القبيل، مثل التحول من الرعي إلى الزراعة، أو من الأديان الطوطمية إلى الأديان التوحيدية،"((من كتابه" الإسلام نزوات العنف، واستراتيجيات الإصلاح، لمحمد حداد، دار الطليعة،الطبعة الأولى،2006"،ص16)
وهو كثيرا مايحجب مفهوم الإسلام في التعايش ، فمثلا تجده يقول :"وفي الدول الإسلامية التي تعاقبت على شبه الجزيرة الهندية كان الغالب أن الرعية من الهنود غير المسلمين يفوقون عدداً المسلمين ، لكن هذا الوضع لم يكن خاصاً بالهند، ولو طبقت الشريعة لاقتضى الأمر قتل مئات الألوف من البشر"(الإسلام نزوات العنف واستراتيجيات الأإصلاح، لمحمد الحداد ص 53) هذا الكلام غثاء في غثاء، ذلك أن شريعة الإسلام ساوت أصلا بين أهل الكتاب والهنود في موضوع الجزية، كما أنها لم تقتل لا شعوب أهل الكتاب، ولاشعوب الهند أو عباد النار من المجوس، فالشريعة دعت إلى حفظ النفوس، لا كما زعم قتلها بالآلوف، وقد زعم أنه لولا نظام التعددية الوضعي خارج الشريعة لقتلت الشريعة الأولوف، وهذا كلام فارغ، ذلك أن الشريعة لم تدعو أبداً لقتل الناس ، بل دعت لتحريرهم، وهذا هو مافهمه الصحابة ، أهل الفتوحات، وطبقوه على كافة الشعوب المحررة، في مصر والشام والأندلس وغيرها، كما أن التعدد في الإسلام صار شريعة أيضاً بسنة النبي محمد مع اليهود في بداية عهده بالمدينة، ذلك أنه جعل اليهود أمة من الناس، لهم ماللمسلمين، وعليهم ماعلى المسلمين، وهذا منشور في " الصحيفة" التي رضيها يهود المدينة، إلا أنهم تحالفوا مع العدو بعد ذلك بل أثناء حصار القبائل للمدينة، انقلبوا بالسلاح على المسلمين المحاصرين، ظناً منهم أن دولة الأإسلام انتهت في المدينة، وساء ظنهم.
اما شذوذه الجنسي وميوله العميقة في الحداثة بل تبنيه لها كاملة من غير نقصان فتجده -مثلا-في
اعتراضه على مفهوم تعدد الرجل في الإسلام لما لايكون التعدد للنساء أيضاً " فلماذا لاتقتضي أيضاً تعدد الأزواج في الحالات المقابلة" (ص 70 من كتابه" البركان")يقول الحداد:" لأننا مانزال نبرر منع المرأة عن الإمامة بكون صوتها فتنةمح"(حفريات تأويلية ص 1529 ويقول "الشذوذ متغير حضاري يختلف حسب الجماعات والأزمنة" (البركان ص 159) اي انه يبيحه ويهدم اصول القيم الدينية الثانية ويرجع الأمر إلى التطور قائلا:" الغائب في كلام
المفسر على الكلام الإلهي أن وضع الإسلام الحديث أمام الحداثة قد أصبح شبيهاً
بوضع اليهودية في الجزيرة العربية في فترة ظهور الدين الجديد. فإذا كان الإسلام قد مثل ثورة في مجال الممارسة الجنسية ، بأن حولها من مجال العادة إلى مجال المتعة فإن الحداثة قد أطلقت ثورة أخرى بأن ساوت بين الرجل والمرأة في حق البحث عن
هذه المتعة وممارستها... "(البركان ص 161) (ومع ذلك زعم زورا أن مسلك تفسير المنار –لرشيد رضا ومحد عبده- حول الرجل والمرأة إلى آلتي إنجاب لادخل للمتعة ولا للحب في العلاقة بينهما، انظر البركان ص ص161، بل زاد فقال:" أما عبده ورضا ...فيحتل مفهوم الأمة مركزاً محورياً في هذا البناء النسقي فيغيب متعلقات الفرد، ومنها المتعة الجنسية أو الشعور بالعشق"(البركان ص 162) وكرره مرة أخرى :" فقد غاب عن المفسر الحديث ، صاحب هذا المسلك أو ذاك، أن مأزق الإسلام السائد في عصره قد يصبح مأزق اليهودية السائدة في الجزيرة العربية قديماً إذا لم يواجه المد التحرري الجنسي الجديد"(البركان ص 161) أنه يريد" علمنة قضية التغيير"(الإسلام نزوات العنف واستراتيجيات الإصلاح لمحمد الحداد ص 126)
 
رحم الله المسيري حافظ على الجغرافيا الفكرية
ورحم الله عزت بيجوتش حافظ على الجغرافيا الاسلامية
ورحم الله محمد الغزالي حافظ على جغرافيا النهضة
ورحم الله البنا حافظ على جغرافيا الامة والدعوة
ورحم الله انور الجندي حافظ على جغرافيا النقد الإسلامي
ورحم الله رشيد رضا حافظ على جغرافيا النخبة الواعية
ورحم الله العلامة محمد ابن ابراهيم حافظ على شريعة الجغرافيا كلها
 
قالت لي هولندية منذ قليل7 1سبتمبر‏، الساعة ‏09:49 مساءً‏ : هل قرأت كورنتوس الإصحاح كذا العدد كذا!!؟فنظرت إليها وقلت هل قرأت أنت الكتاب المقدس كله: قالت طبعا.
قلت لها جيد!
ماذا تريدي أن تقولي فأمسكت الكتاب المقدس باللغة الهولندية وفتحته على النص الذي تريد رأيي فيه، وفي النص كلام عن المحبة والصبر وغير ذلك.
قلت لها: اليس هذا كلام بولس لأهل كورنتوس؟
قالت : نعم.
قالت لكن مارأيك فيه؟
قلت لها كلام ممتاز لاغبار عليه ويمكن أن يقوله مسلم أو يهودي أو بوذي أو مسيحي أو حتى ملحد!!
فحدقت في وقالت: لكن هل يطيقونه؟
قلت لها لتسألي كل فرد من هذا العالم عن إحتماله للمحبة أو الصبر أو غير ذلك فالأمر يتعلق بالشخص المعين، هل أخبرك بما هو أعظم من ذلك فعندنا إسم الله هو الودود والودود معناه الحبيب، لكن الحب الكامل الصافي.
قالت أنا لاأستطيع أن أكون محبة أو صبورة إلا بالروح القدس، ومن ليس معه الروح القدس لايستطيع فتلوت عليها الآيات التي فيها تنزيل السكينة وتنزيل الإيمان والنور في قلوب المؤمنين والتأييد بالروح..وقلت لها بغير هذا لانستطيع أن نصل إلى كمال المحبة أو درجاتها العظيمة فإن كان قصدك مايحل في القلب من الإيمان والسكينة فنعم أوافقك وإن كان معناها حلول الثالوث أو الروح هذا من الثالوث فكلامك زي عدمه
ويمكنني أن أقول لك شئ ربما هو غائب عنك، فعندنا في الإسلام الإنسان مولود على الفطرة، غير منجس بأي خطية، لانرث أي خطية، ولذلك الفطرة نفسها فيها مقومات المحبة والصبر وأما الوحي فمعين ونحن نستعين بالله لتنزل الرحمات، ولكن النفس نفسها فيها طاقة المعرفة، وطاقة الحب، وطاقة الصبر، وطاقات كثيرة وحطوط كثيرة ممزوجة من الروح والجسد، وهذه لو سلمت حتى عند الملحد أو المسيحي أو اليهودي فيمكن أن يتحلى بالحب والصبر فكلام بولس يمكن أن يكونه حتى الملحد فلاحاحة في "أصل" الحب للروح القدس فالفطرة فيها الأصول المغروسة فيها، وإنما الإنسان يعيش على الرحمة المنزلة في الأرض "أصلا"، أما نزول الوحي فهذا أمر للتذكرة وللتصحيح وللتشريع ولتعريف درجات المحبة والصبر وتفعيلها بالصواب..
قالت: لكن أنا أؤمن بالروح القدس..
ولما قالت ذلك جعلتني اشتط غضبا من هذا الكلام الإنشائي المتكرر
فقلت لها اليس الروح القدس هو المتكلم في الأسفار المقدسة ولولاه لما كتبوا الإناجيل كما يقول المسيحييون قالت نعم قلت لها وهل الكتاب المقدس كله مدعوم من الروح القدس، قالت نعم.
قلت لها إفتحي صموائيل 15 العدد 3 لنرى ماذا يوجد هناك من أمر لليهود أن يفعلوه في المعارضين لديانتهم ؟
فإرتبكت وبحثت ثم قالت لايوجد في كتابنا شئ إسمه صموائل 1؟
فإندهشت جدا، خصوصا أني أعلم أنها مطلعة..
فقلت لها ابحثي جيدا، أنا صبور!
فنظر إلى العجوز الجالس بيننا نظرة إجلال(إبتسامة) فإبتسمت له وغمزت له.
قالت أه أهو
فقرأت أن الرب أمر شاول عن طريق صموائيل بأن يقتل كل الأحياء من شعب(عماليق) قلت لها اسمعينا بصوت واضح فقالت اقتل النساء والأطفال والرضع...
قلت لها كفاية
قلت لها مارأيك؟
فسكتت دقيقة كاملة ثم قالت إنهم كانوا عباد أوثان..
قلت لها وهل يعني هذا أن يأمركم أن تقتلوا الوثنيين أطفالا وأجنة بحد السيف
قالت يستحقوا!
ثم قالت لكنه إله العهد القديم!
قلت لها اليس الإله والروح القدس والمسيح هو الرب عندكم، قالت نعم
قلت إذن المسيح بزعمك هو من أمر بقتل الأطفال والرضع؟
فسكتت
فقلت لها في الإسلام عاش الرجال والنساء والأطفال في سلام في دوله وحضارته، وحتى عباد النار اي المجوس عاملهم الإسلام معاملة أهل الكتاب فلم يقتلهم، وترك لهم حرية الحياة في ظل دولة الإسلام.
فالإسلام رحيم فيه المحبة والصبر على الخلق بل وتشريع الإعراض عن المشركين وتركهم أحرار وإنما قاتل من يقاتله.
ثم قلت لها معذرة لابد أذهب فوقت العمل إنتهى ولابد أن اترك المكان.
فسلمت ومضيت لحالي
هذا حدث منذ ساعتين ليوم الناس هذا
اما المرأة فتكلمت معها من قبل مرات وهي شابة في ال37 عاما تقريبا -انتهى
إضافات تفسيرية:
قال ابن تيمية في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
"ظنوا أن روح القدس هو صفة لله وجعلوها حياته وقدرته وهو رب وهذا غلط منهم فإنه لم يسم أحد من الأنبياء حياة الله ولا قدرته ولا شيئا من صفاته روح القدس بل روح القدس في غير موضع من كلام الأنبياء عليهم السلام يراد بها ما ينزله الله على قلوب الأنبياء كالوحي والهدى والتأييد ويراد بها الملك"
وقال:"وهذا الروح ليس صفة لله لا حياته ولا غيرها بل روح القدس قد جاء ذكرها كثيرا في كلام الأنبياء ويراد بها إما الملك وإما ما يجعله الله في قلوب أنبيائه وأوليائه من الهدى والتأييد ونحو ذلك كما قال تعالى # ^ أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ^ # وقال تعالى # ^ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ^# وقال تعالى # ^ ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون ^ # وقال تعالى # ^ ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ^ # فسمى الملك روحا وسمى ما ينزل به الملك روحا وهما متلازمان والمسيح عليه السلام مؤيد بهذا وهذا # ولهذا قال كثير من المفسرين إنه جبريل وقال بعضهم إنه الوحي وهذا كلفظ الناموس يراد به صاحب سر الخير كما يراد بالجاسوس صاحب سر الشر فيكون الناموس جبريل ويراد به الكتاب الذي نزل به وما فيه من الأمر والنهي والشرع ولما قال ورقة بن نوفل للنبي هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى فسر الناموس بهذا وهذا وهما متلازمان"
وقال:"وقال تعالى # ^ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ^ # وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال # اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ # ^ إن في ذلك لآيات للمتوسمين ^ # قال الترمذي حديث حسن وقد جاء عن بعض السلف أن قلوب المؤمنين تضيء لأهل السماوات كما تضي الكواكب لأهل الأرض # والمخلوق الذي تظهر محبته وذكره وطاعته في بعض البلاد يقال فلان قد ظهر في هذه الأرض فإذا ظهر ذكر الله وذكر أسمائه وصفاته وتوحيده وآياته وعبادته حتى امتلأت القلوب بذلك بعد أن كانت ممتلئة بظلمة الكفر والشرك كان ذلك مما أخبر به من ظهوره وهذا أعظم ما يكون في بيوته التي يعبد فيها ويذكر فيها اسمه # ولهذا لما ذكر تعالى آية النور وقال # ^ الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم "
وقال:"وقال تعالى # ^ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه # وقال الله تعالى # ^ ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ^ # وقال تعالى # ^ يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ^ # وقال # ^ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان
ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ^ # وإذا كان روح القدس معروفا في كلام الأنبياء المتقدمين والمتأخرين أنها أمر ينزله الله على أنبيائه وصالحي عباده سواء كان ملائكة تنزل بالوحي والنصر أو وحيا وتأييدا مع الملك وبدون الملك ليس المراد بروح القدس أنها حياة الله القائمة به كان المعصوم إن كان قال عمدوا الناس باسم الأب والابن وروح القدس مراده مروا الناس أن يؤمنوا بالله ونبيه الذي أرسله وبالملك الذي أنزل عليه الوحي الذي جاء به فيكون ذلك أمرا لهم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وهذا هو الحق الذي يدل عليه صريح المعقول وصحيح المنقول # فتفسير كلام المعصوم بهذا التفسير الذي يوافق سائر ألفاظ الكتب التي عندهم ويوافق القرآن ويوافق العقل أولى من تفسيره بما يخالف صريح المعقول وصحيح المنقول # وهذا تفسير ظاهر ليس فيه تكلف ولا هو من التأويل الذي هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره بل هو تفسير له بما يدل ظاهره عليه باللغة المعروفة والعبارة المألوفة في خطاب المسيح وخطاب سائر الأنبياء
 
ماهي العلمانية العربية؟
إنها عملية خطف الإسلام وموضعته في الوثنية والمسيحية واليهودية بل حتى اليونانية والهندية
وذلك حتى يفرغون الإسلام من حقائقه المنزلة أصلا، ليتسنى لهم إرجاعه إلى الأرض!ومن ثم يستطيعون السيطرة على الإسلام من الداخل والتلاعب بأذهان المسلمين الحاليين!
يمكنك أن تسألني: سمعنا عن موضعة الإسلام في المسيحية واليهودية فلماذا تجرك العاطفة للقول بأنهم جعلوا الإسلام مقتبس عن اليونانية والهندية!؟
والإجابة ياسيدي لا تستعجل علينا، فالعلمانية غربت وشرقت وليس الإسلام.
هل تريد أن تعرف من قال بوجود مفاهيم يونانية اسطورية في القرآن
سأذكر لك اسمين: طيب تيزيني وهو من أكابر العلمانيين الجدليين (الجدلية المادية) وله مشروعه الكبير من أكثر من عشرة مجلدات، ويكتب منذ زمن في جريدة الإتحاد الإماراتية وهو رجل شاخ وكبر أما الآخر فهو محمد عايد الجابري وقد
قدمت مجموعة مقالات في هذا تحت عنوان انهيار شرفات الإستشراق وسأرفقها لك في المشورات التالية، أما تيزيني فقد ذكر ذلك في كتابه: مقدمات (وهو موضوع كتابي الثالث من اقطاب العلمانية(مخطوط)
وسأقتبس لك من كتابي المخطوط :"طيب تيزيني : محمد متأثر بأرسطو والهلينية


يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي : (( لقد رأينا كيف أن المستشرقين أمثال (( هيرشفيلد - جولد تسيهر - وهودفيتر - وتوري )) قد قرأوا القرآن قراءة يهودية ، وأن آخرين أمثال ( مويير - وبيل قد قرأوه قراءة مسيحية ، أو يهودية ومسيحية ، ومن باب السخرية نريد ان نعارضهم في هذا الفصل ، فماذا يمكن أن يقول هيلليني يقرأ القرآن بطريقته إنه يمكن أن يقول الآتي : لقد اقتبس القرآن كثيراً من أفكار والتعاليم اليونانية وأهمها الآتي (أ) من أرسطو ، استعار مفهوم الفضيلة (( كوسط بين طرفين )) ، فالله يقول في القرآن متحدثاً عن الأمة الإسلامية : ﴿وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ﴾ )) ( ) .


وذهب الدكتور بدوي يعيد أموراً إذا نظر إليها بعين هيلينية ( والاعتماد على تشابه لا أساس له ) فسيذهب الخيال المثقوب إلى أن أصلها يوناني !


لكن يبدوا أن الأمر عند المستشرقين يأخذ مأخذ الجد فيدعي (( دبليو موير في كتابه حياة محمد ص161 ، أن محمد أو مخبريه الذين يبدو أنهم كانوا يهوداً (!) ( زعم! ) حفظوا التعاليم الغنوصية بعد أن اختفت من مصر واختلطت بالتقاليد السورية ، يقول بأن الغنوصية قد اختفت من مصر قبل القرن السادس ، وربما لم تنل قط منزلة وطيدة في الجزيرة العربية ، ولكن دون شك حفظت بعض تعاليمها في التقاليد السورية ، وكانت معروفة لمحمد ، أو لمخبريه ، الذين يبدوا أنهم كانوا يهوداً حتى فيما يتصل بالمواضيع المسيحية )) ( ) .


لا يختلف طيب تيزيني عن فكرة هذا السيناريو الاستشراقي فيقول : (( ونود الإشارة / أخيراً ، إلى أن تصور (( الوسط )) في الإسلام المحمدي قد يكون متأثراً ، إلى حد معين ، بـ (( نظرية الأوساط )) الأرسطية خصوصاً والإغريقية على وجه العموم ، وذلك عن طريق المسيحيين الوافدين إلى الحجاز والحاملين لعناصر غزيرة أو ضئيلة من الهلينية ، وكذلك وربما للدرجة الأولى عن طريق الهراطقة المسيحية ، أي - هنا - النصارى الحنيفيين والنساطرة منهم تخصيصاُ الحاملين ، بدورهم لمثل هذه العناصر )) ( )
مقدمات أولية ص 376 .) .


ولما لا ؟ فمحمد رسول الله عند العلماني طيب تيزيني كان (( بنية مفتوحة تتلقى من محيطها ما يجعل منها كما كانت عليه وما صارته أولاً ))
( مقدمات أولية ص401 ، أن المستشرق جويدي ( ميكلنجلو ) (1886 – 1940 ) والذي قال بطابع عربي قومي في تشكيل الإسلام إلا أنه – يقول الدكتور بدوي - : (( عارض ما ذهب إليه جولد تسيهر من مبالغة في تقدير دور العوامل والمؤثرات الأجنبية ( وبخاصة اليهود ) وما ارتآه كارل هينرش بكر من تأثير هائل للهيلينية في تشكيل الإسلام )) ص220 من موسوعة المستشرقين لعبد الرحمن بدوي .
) .


فرسول الله تأثر بالغنوصية والزرادتشية والأرسطية واليونانية وهو بنية مفتوحة - يزعم تيزيني - تستقبل كل شيء وفي نفس الوقت تقوم بإعادة صياغة منظومة عقائدية جديدة !


(( إعادة بناء ، على صعيد المراحل المتأخرة من ذلك الإسلام فمحمد يسير حثيثاً باتجاه العمل على تكوين منظومة دينية تحقق الاستقلالية - النسبية بطبيعة الحال - عن المصادر الأساسية والثانوية ، التي أخذت منها وتأثرت بها )) ( ) .


وأنا أعجب ممن سرق الأساطير الاستشراقية أو نتفها الهشة كيف يتهمون الرسول بما يقعون هم فيه ليل نهار ؟


وإني بكتابي هذا أكشف أنهم إنما جمعوا نتف هذه الأساطير ليقيموا بها سيناريوهات جديدة وهي من نفس الـ (( داء القديم والعيب العتيق )) () ، فإنما يسرق بعضهم أساطير بعض ( خليل عبد الكريم يسرق محاور كثيرة من أساطير طيب تيزيني إلا بعض المحاور المعينة ) ويدعي-كل منهم- أنهم لم يسبقهم إليها أحد كما زعم خليل عبد الكريم في مقدمة أسطورته (( فترة التكوين )) ولقد اقتبس طيب تيزيني وسرق محاور أسطورته من كتاب آخرين سبقوه إليها وهم أيضاً أخذوا نتفها من انتحالات المستشرقين وافتراءات العاطلين الضالين .


ثم يفتعل العلمانيين العرب صور من التحليل العلماني حتى تخرج أساطيرهم في صورة علمية جادة وموضوع نقدي مادي جديد .


ولو نظرت إلى النص السابق من كلام طيب تيزيني تجده مع لغته الجديدة لا يخرج عن الاتهامات الاستشراقية القديمة ولو لبس لباس الحداثة ونطق بألفاظ المذاهب المادية الجديدة !


ومعلوم أن : (( السرقة / لفظة عامة ؛ تشمل أنواع التقليد والتضمين والاقتباس والتحوير )) ( ) .


والعلماني ينتحل النتفة أو الأسطورة وهي من وصف المخيال الاستشراقي المريض وينسبها لنفسه ظناً منه أنها من نفائس المعاني وهي من ضعف المخيلة وتلاعباتها بالحقائق .. ثم إن العلماني ينسبها لنفسيه غالباً ويفتخر بها في سياق نظرته العلمانية ولا يشير غالباً إلى مصدرها الغربي ... مصدر المُخْتَرِع المعلوم !
 
كما ارجع الإستشراق الفقه والوحي والسيرة والقرآن لإقتباسات من الأمم الوثنية والمسيحية واليهودية أرجع حلمي النمنم الحسبة للرومان وبيزنطة !!!
 
...
خطة الجابري، وهو نفسه شرحها في أكثر من موضع من كتبه ومنه أنه لايرى أي فائدة من النقد اللاهوتي(أي القدح المباشر في الوحي والعقيدة)
و يقول د. علي حرب عن د. محمد عابد الجابري : (( أما الجابري فإنه يستبعد خطاب الوحي والنبوة من مجال النقد اللاهوتي ، لأنه يرى أن النقد اللاه
وتي لم يحن أوانه بعد في العالم العربي ، ولهذا فهو يقتصر في نقده على الخطابات التي نشأت وانتظمت حول نص الوحي والحدث القرآني )) نقد النص ص 116 .، ويقول چورچ طرابيشي ] علماني [ عن حقيقة د. محمد عابد الجابري أنه يأتي العقل العربي - وفي الحقيقة الإسلامي ! - متصدياً له - في شبه حصان طروادة جديد - من داخل الأسوار" أما الجابري نفسه فيقول عن خطته (( لا الوضعية الثقافية والبنية الفكرية العامة المهيمنة (!) ولا درجة النضوج لدى المثقفين أنفسهم ، يسمح بهذا النوع من الممارسة الفولتيرية لنقد اللاهوتي() ، ولا السياسة تسمح وبطبيعة الحال فالإنسان يجب أن يعيش داخل واقعه لا خارجه حتى يستطيع تغييره )) ( التراث والحداثة ص 260 .)وفي كتاب آخر يقول: (( الحاضر لا يسمح بقول كل شيء عن الماضي ))( المغرب المعاصر ص 81 .) .وكان من خطته أنه أرجع العقل الإسلامي إلى أنه عقل خرافي يستمد أصوله القرآنية نفسها من طبيعة الصحراء وتأثيراتها على الإنسان الخرافي، وأن ذلك شكل القرآن نفسه كما شكلته الأوضاع المادية والنصوص المسيحية للفرق وأفكار يهودية وهكذا لكنه ياسيدي كتب آلاف الصفحات في تحقيق هذه التوليفة وراح يستدل عليها بمؤثرات قال إنه وجدها في أفكار العلماء إلا ابن رشد مثلا وابن باجة مع أنه هو نفسه اظهر مااسماه خلل في فكر ابن رشد راجع لوطأة الفكر على زمنه، ولذلك راح الجابري يستعين بالفكر الغربي لتجاوز ابن رشد والوحي والشريعة بعد أن قدح في التفسير والمفسرين ولنصوص والقرآن نفسه، أما من كشف تلاعبه بنصوص من الفكر الغربي فجورج طرابيشي كما كشف تزويره لنصوص منسوبة للغزالي وهي للذهبي مثلا، وهلم جرا وحتى طرابيشي هذا فهو نصراني أولا ثم ماركسي كما إعترف ثانيا ثم فرويدي إستخدم فكر التحليل النفسي لتحليل الفكر الإسلامي وفكر حتى بعض العلمانيين المخالفين
 
ماهي العلمانية؟
هي إختراع الأساطير عن مفهوم الدين في السياسة أو الفقه أو الوحي أو صفات الله، بإرجاع حقائقه إلى صراع أرضي أو حالة إنسانية إغترابية أو سيطرة وإحكام.
تفسير:
نصر حامد أبو زيد أرجع مفهوم العبودية في الإسلام إلى علاقة واقعية (مادية وقائعية) ومفهومية إلى علاقة السيد-العبد في القبيلة العربية وأن الإسلام أخذ منها وفتل وضفر ونظر (كنت قد ذكرت نصوصه في أقطاب العلمانية ج1)
أو محاولة إرجاع الإختلاف المعتزلي-الأشعري في مواضيع الصفات والأفعال إلى صراع سياسي-اقتصادي لتملك السلطة(مع أن الصفات الربانية أصلا وعلاقة الإنسان بالكون هي نصوص قرآنية قبلية قبل أن يكون هناك صراعا أصلا بين المعتزلة والأشعرية لكن العلماني يحاول أن يضرب لإنكار الحقائق المنزلة بأمثلة غير صدامية إلى حين وذلك بضرب أمثلة بين الإختلاف التصوري بين المعتزلة والإشاعرة وردها إلى صراع على الإنسان أصلا، لكنه-في الحقيقة-يريد أن يرجع أمر الإختلاف والإختراع إلى القرآن نفسه وتصوراته عن الفعل الإنساني وعجز الإنسان-بالزعم العلماني- عن أن يكون فعالا عاملا هماما حارثا (أي الإغتراب الفيورباخي، نسبة لفيورباخ الألماني عندما ارجع حقيقة الصفات الربانية إلى إختراع إنساني عاجز(وهو ماتبناه حسن حنفي بإرجاع الإلهيات إلى الإنسانيات، وهو أيضا ماكشفت عنه بشكل مفصل في أقطاب العلمانية ج1)
فالعلمانية تخترع الأساطير التي تغير الحقائق من الإلهيات إلى البيئات والطبيعيات والإقتصاديات والنفسيات والإنسانيات والخرافات والخيالات والأساطير!!!
أي قلب كل شئ وزحزحة كل شئ وهو الأمر الذي احتفى به على حرب وهو يحتفي بإخوانه من العلمانيين في أكثر من كتاب كما عرضت في الأقطاب 1( مثل كتابه مفهوم النص ومفهوم الحقيقة).
ولذلك يقسمون عملياتهم النقدية مابين نقد القرآن ونقد السيرة ونقد الإختلاف بين الإشاعرة والمعتزلة أو نقد التاريخ أو نقد العلماء!
 
من كلام د.هيثم طلعتبسم الله والحمد لله رب العالمين
يظن كثير من الملاحدة العرب نظرًا لجهلهم الشديد أن ابن سينا كان ملحدًا، ويتخذ كهنة الملحدين اسم ابن سينا وصوره كأيقونه لهم.
ولا يعرف الجهلة أن ابن سينا لم يكن ملحداً يوماً ما.
بل ولا يوجد في تـاريخ الإسلام مُلحد واحد عبر التاريخ وعبر الجغرافيـا .. ولم يُنسب الإلحاد الذي هو كُفر الصـانع إلى واحد من أُمة الإسلام ..!!
ولم يقل بالإلحاد الذي هو كفر الصانع واحد من جملة العُقلاء ولا الفلاسفة ولا الأطباء ولا أهل الفلك ولا الحساب ولا الفيزياء ولا الكيمياء في تاريخ أُمة الإسلام .. ولم يُحفظ سطر واحد فيه إنكار الصانع عن أُمة الإسلام قاطبةً.
يقول الشهرستاني: " أما تعطيل الصانع العالم القادر الحكيم فلست أراها مقالة لأحد .. ولا أعرف عليها صاحب مقالة." نهاية الإقدام ص123
وابن سينا غاية ما هو منسوب إليه عند الغزالي وابن تيمية وابن القيم، إنكار علم الله بالجزئيات بعلم جزئي بل بعلم كُلّي - ظنَّـا منه أن هذا أقرب للتنزيـه -، وهذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بالإلحاد باصطلاحه المعاصر والذي هو إنكار الصانع، وحاشا لله أن تُخبل عقول هؤلاء الفلاسفة إلى هذا الحد من الجنون ..!!
وأنكر ابن سينا أيضا المعاد الجسماني يوم القيامة " فليكن هذا كافياً في مناقضة الجاعلين المعاد للبدن وحده،أو للنفس والبدن معاً...فالمعاد إذن للنفس وحدها"الأضحوية ص/114،126.
وهذه شنيعة كبرى في العقيدة لكن ما علاقتها بكفر الصانع، بل ربما نستدل منها على إثبات الصانع والإيمان بالبعث عند ابن سينا فهذه من بدهيات عقيدته والتي لم ينفها عنه مَن كفَّروه ..!!
ويرى شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أن ابن سينا ما اشتغل بالفلسفة إلا لتنزيه الله عن افتراءات الطائفة الإسماعيلية التي هي عائلته -1-
لكنه تأثر بالإسماعيلية أهل دعوة الحاكم في الإمامة .-2-
وبالمناسبة عندما تقرأ كلمة " إلحاد الطائفة الإسماعيلية "عندما تقرأ هذه الكلمة عند السلف عليك أن تعلم أنها لا علاقة لها من قريب أو بعيد بكفر الصانع ... بل الطائفة الإسماعيلية اثني عشرية مؤمنون بالقرآن الكريم حتمًا وقطعًا، موحدون الله حتمًا وقطعًا، مثبتون وجود الله بداهة .. وإنما يقول بعضهم بشناعات كُفرية في العقيدة مثل إنكار المعاد الجسماني وإنكار علم الله بالجُزيئات بعلم جزئي وغير ذلك .. وينسبون الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصادق ولذا سُموا بالإسماعيلية.
فلابد لابد لابد من التفريق بين الإلحاد لغًة والإلحاد اصطلاحًا ... ولذا يقول ابن القيم رحمه الله " ومَن أثبتَ منهم وجودَ الربِّ جعله لازماً لذاته أزلاً وأبداً غيَر مخلوقٍ، كما هو قول ابن سينا والنصير الطوسي وأتباعهما من الملاحدة . " -3-
إذن الإلحاد عند السلف لا علاقة له بالإلحاد الاصطلاحي المعاصر الذي يعني إنكار الصانع ..!
وفي النجوم الزاهرة للتغري بردي قال وهو يتحدث عن ابن سينا :
" كان إمام عصره في الحكمة وعلوم الأوائل، بل كان إماماً في سائر العلوم. وتصانيفه كثيرة في فنون العلوم، حتى قيل عنه: إنه ليس في الإسلام من هو في رتبته. قال أبو عبد الله الذهبي: كان ابن سينا آية في الذكاء، وهو رأس الفلاسفة الإسلاميين الذين مشوا خلف العقول، وخالفوا الرسول - قلت: لم يكن ابن سينا بهذه المثابة بل كان حنفي المذهب، تفقه على الإمام أبي بكر بن أبي عبد الله الزاهد الحنفي - وتاب في مرض موته، وتصدق بما كان معه، وأعتق مماليكه، ورد المظالم على من عرفه، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة إلى أن توفي يوم الجمعة في شهر رمضان. قلت: ومن يمشي خلف العقول، ويخالف الرسول، لا يقلد الأحكام الشرعية، ولا يتقرب بتلاوة القرآن العظيم." انتهى كلامه
والله وحده الأعلم بحال ومآل ابن سينا ... لكن غاية ما هنالك أن هذا شيء وإنكار الصانع شيء آخر تمامًا ..
فيُرجى عدم الخلط .. لأن هذا غاية الملحد المعاصر ومنتهى مأربه وبالغ عزمه وأصل قصده والله المستعان ..!!
----------------
1- شيخ الإسلام ابن تيمية... الرد على الرد على المنطقيين... ص141
2- شيخ الإسلام ابن تيمية... نقض المنطق... ص 87
3- اجتماع الجيوش الإسلامية... ص86
 
ماهي العلمانية؟
إنها إنحراف الفطرة عن مسار إنسانية منضبطة بضوابط الرحمة الإسلامية المنزلة.
 
ماهي العلمانية؟
إنها الطرق والوسائل الملتوية المتعرجة التي سلكتها أعظم العقول الأوروبية (في البداية) وهي تتحرك في الطرقات والميادين أو المواقع والحقول، للإنتهاء من دين الكنيسة وكانت مقومات تلك العقول في البداية هي تحققات علوم الإسلام ، العقلية والتجريبية ونتائجهما في حياة أهالي حواضر الإسلام، بيد أن تلك المقومات لم تكن وحدها الأسس التي جعلت الناس يفتتنون بالأفكار الجديدة ويسلكون الطرق الحديثة(آنذاك) بل كان الإنحلال الأخلاقي والإلحاد (أو تجريد مفهوم الإلهية من حقائقها ) ملازمين للفعل الإجتماعي للكهنة الجدد!!
فلما إجتمعت فتنة علمنا أمام جهل الكنيسة مع فتنة التحلل أمام تضييق الكنيسة على الناس واستعبادهم رآى الناس أنها الحقيقة المطلقة!!
وظنوا أنها نهاية التاريخ ومحطة الوصول النهائية..
وعندما فتح الناس حقائبهم وجدوا مع أجهزة الرصد ومبتكرات العلوم ثعابين وحيات قتلت منهم وأصابت..
ومازال الناس يفتنهم الخليط!
بينما غرق المسلمون في الجهل وغفلوا عن الأجهزة والعدة الفكرية والعلمية التي استخدمها غيرهم -وهي أصلا في كثير منها نتائج إسلامية محضة-في التخلص
من الكهنوت الظالم، واستوردوا من الغرب تلك الحقائب المغلقة مع جهلهم بما فيها فلسعوا مرا ومرات وقتل منهم جماعات جماعات!
ومازالت تقتلهم الحيات وتلسعهم الثعابين وهم يتلهون بأجهزة لم يتعلموا لا ماهيتها الأولى ولا الأخيرة!
العلمانية فتنت الشرق والغرب بصيغتها المركبة ودواءها المسموم!
 
ماهي العلمانية
إنها خليطها بين ماهو من غيرها(من "الإسلام " أصلا وفصلا) وبين ماهو "ضده"!
إنها تجمع زورا وتلبيسا بين نتاج إيمان خاص مخصوص ،تنفيه أصلا، وهو من تنشئة علم إلهي مجرد وخاص، وتنصيصه تشكيله ،ومن تحقيق نصوصه في الواقع التاريخي(الطويل المدة!) وهو الإيمان الإسلامي الخاص بعقايده وشرائعه التي رفضتها العلمانية أصلا، تجمع بين نتاج هذه الإييمان أو بالأحرى تدعي إنتماءه إليها!!!، وبين ماينفي أصل هذا العلم ومصدر هذا " الفتح" وهو "الناص" و"الدال" على المدلول (المتحقق) الذي ترفض أصوله وحقئقته الغيبية!!
إنها تجتمع بين "إنتاج" الإلهي (العلم، التجرية، العقل، السببية، هلم جرا) بينما هي تنفي آلاته ومقوماته وأساساته.. تجمع بين ما إستعارته" سببا" وتنفي" المسبب"!!
بحجة أن الإلهيات الوثنية والمسيحية والإسلامية واحدة في كل.. وحجبت الفرق والفروق!!
من هنا بدأ الخلط والتخليط.. وحدثت الثقوب وإمتلئت الفراغات بالمكائد والفخاج!.. ومن هنا جاءت الفتنة والإفتتان.. واللسع والتلاعب بالأذهان والأرواح .. والعقول الصغيرة والكبيرة ثم زاد الأمر خداعا ومكرا.. وهوى وإلتواء حتى زاغت الأبصار وإستلبت العقول والقلوب ا
أنها أكبر عملية تلفيقية لايكشفها إلا العقل التاريخي للمسلم العالم بالوحي القرآني الخاص ومايمكن أن ينتجه لو تم الوعي به (وهو المفارق لوحي كهنة المسيحية واليهودية على عكس مايزعمون)
 
ماهي العلمانية
انها مستوياتها التاريخية حتى الآن!
إنها الزمني المعارض لإدعاء (رؤوساء المسيحية) الأخذ الكنسي "عن الله مباشرة"، أي الزمني ضد، هذا " الروحي"فإفهم!!،(العلمانيين العرب يساوون الإسلام بالروحي البابوي، ثم يطالبون بفصل " الزمني" عن " الروحي"!!
فبينما زعم الباباوات(المتألهين!) أنهم يتلقون عن الله مباشرة فيقرر مايقررون!، كانت القامات العلمانية (الدنيوية!!) تنسب قراراتها للعقل البشري أو التجربة الحسية أو أي مصادر مادية أخرى مما يطلقون عليه " الزمني"، وكان بعض العلمانيين يؤمنون بالله إما رغبا وإما رعبا ورهبا أو إما داخل دائرة نزعة الشك أو الإيمان بالله بدون دين ووحي، ورسالة وشريعة، تنزيل ورسل، فكل هذا أنكروه نتيجة الحرب مع الكنيسة!
فهي في تاريخها الأول "الزمني ضد الروحي" بالمعنى الذي ذكرناه، أي الزمن البشري في وجه الزمن الأخروي-الكنسي المغيب الإنسان عن الدنيا والعمران!!
أو الزمني تجاه الروحي وإدعاء الأخذ مباشرة عن الله (إدعاء القساوسة بل صارت قرارات بعض الحكام الزمنين كذلك!)
-المستوى الثاني رافق ظهور النظريات(أو بالأحرى الفرضيات)، مثل نظرية دارون مثلا أو ماشابهها من النظريات في اللغة أو في التاريخ أو في الحفريات،إلخ(ومنها مثلا نظرية رينان عن اللغات والأجناس البشرية)
وهذه النظريات ألغوا بها، مايسمى بنظرية الخلق!، والوحي والنبوة وكل مايتعلق بالدين عموما، حتى الأخلاق والقيم أخيرا(في المستوى الثالث تعاظم هذا الإنكار وصار أساس)، وهنا لم يعد هناك في العلمانية ربوبي، لأنهم أنكروا كل مايتعلق بالدين جملة وتفصيلا.
وفي ذلك المستوى إعتبرت الديانة والتدين خرافة واستلاب واسطورة وإغتراب!!
وتمت محاولات قسرية لطرد الدين حتى من النفوس أي تجفيف منابع الفطرة حتى لاتتدين!
أما المستوى التاريخي الثالث فهو المعاصر!
تم استرجاع الدين بإعتباره نزعة كونية في البشر لايمكن طردها!(وكلمة استرجاع
ليست دقيقة، ذلك أنهم وجدوا التدين يظهر وينتشر، حتى في روسيا الملحدة ، مع
أنهم قمعوه بكل وسيلة، فأقروه وجودا)
لكن ليبقى الدين والتدين في القلب والشعائر المسموح بها، وهذا يعني أن العلمانية إكتملت في الإلحاد والإنكار ونفت أي علاقة داخلية بالإيمان ، فصارت نزعتها الدنيوية الزمنية تنكر الحقائق المنزلة كلها لكنها تبقي -للآخر- ، تحت سلطتها، على مساحة التدين، أياكان، أي في ظل السيادة العليا للدنيوية الزمنية، والدهرية العلمانية، والكونية الملحدة، والعولمة الناعمة!!
أما إن قيل لك ، مثلاً، إن هناك فيلسوف لمابعد الحداثة هو مسيحي(بول ريكور نموذجا!) فأعلم أنهم يتكلمون عن انتماءه وليس عن مايعتقده!!
 
ماهي العلمانية؟
إنها ردة فعل : قتلت الإنسان من أجل الإنسان لإرضاء الإنسان!!!
ردة فعل على المفهوم المعاكس لها!: قتل الرب من أجل الرب لإرضاء الرب!!،في الزعم النصراني الكافر.
 
ماهي العلمانية؟
إنها إجتماع الكفر على الكفر ونقل الشهوات المحرمة والإستباحة للقيم من حيز الباباوية والملوكية المفرطة المطلقة لحيز الشعب!

 
ماهي العلمانية؟
إنها إغتراب الإنسان في خرافة الإستغناء!
 
ماهي العلمانية؟
إنها وحل الإنسانية الأخيرة
 
ماهي العلمانية؟
إنها قتل الإنسان بلطافة التكنولوجيا الذكية!
 
ماهي العلمانية؟
إنها ضلال الإنسان ،الضلال البعيد ، بحيث لايشعر في نفسه إلا لذة كحكة الجرب!!، مع إتساع الجرح وعمق النزف..إنها إجتماع خيوط المتعة الطائرة مع الألم الساري في الروح!
 
ماهي العلمانية؟
إنها إستعمار الذات، وإستجلائها عن مقوماتها .
 
ماهي العلمانية؟
إنها المجتمع الحر الذي يقتات على الفروج المحرمة والدماء المحرمة والإنسان المحرم.
إنها إنتهاك الحرام كله.
 
ماهي العلمانية؟
إنها سياسة بلادين ، وعلم بلاقيم ، ودنيا بلا آخرة،، وحضارة بلا مقومات إنسان، وجسد بلاروح ، وفن يستبيح كل شئ.
إنها النزعة الدنيوية لايصاحبها شئ من عمل الآخرة!
 
ماهي العلمانية؟
إنها في زمنها الأول فصل الدين عن السياسة أو فصل السياسة عن الدين، ثم صارت روييداً رويداً وسعت دائرتها فصرت فصل الدين عن الدنيا كلها وعن الانسان!! اللهم الا من خيال رطب أوشعيرة فردية او جماعية فالسيادة العليا اليوم في الحياة العلمانية علمانية وهذا تعريفها الاخير
 
ماهي العلمانية؟
إنها أعظم غفلة بشرية عن الذات بوصفها إنسان فريد أو ذات فريدة في الكون والإهتمام بها بإعتبارها ذات حيوان غافل عن أعلى مصادر ذاته الحقيقية!
 
ماهي العلمانية؟
إنها رمي الإنسان في لحظة دنيوة ، منغصة بمنغصات الدنيوة فلاتُجاوز حدود اليوم الدنيوي ولا الجسد البشري ولا تحقق إلا ماتحققه الكلاب الضالة من يوميات الطعام والشراب والجنس الغليظ
أما الفن فهو غير متجاوز لحدود الممارسات العلمانية الضيقة والمنغلقة على الدنيوة !!!
 
ماهي العلمانية؟
إنها عدم تجاوز مارسمته، وترسمه دوما، الحدود العلمانية المنغلقة على أضيق أفق حددته فلسفة دنيوة الإنسان بلا تكريم واسع الخصائص أو المجال أو الموقع!
إنها حدود تنغلق دون مقومات التكريم
 
ماهي العلمانية؟
إنها التصور الممسوخ لإنسان يفاجئها في كل مرة بأنه أعلى من تصوراتها التي رسمتها عنه!
وكلما تفاجأت بمقوماته النفسيه أو أشواقه المعرفية أو تطلعاته الإنسانية أو مرونته العقلية أو سماءه القلبية أو منتجاته التقنيه كلما سُقط في أيديها.. لأو أيديهم!!
وغيرت من نظرتها، وطورت من تقنياتها، وإدعت أنها تُحدث الإنسان (من التحديث والحداثة) بينما لم تصل لعشر معشار ماهو عليه من الطبيعة والكيان والذات والحقيقة!!!
إنها الفشل الذي يكرر نفسه وهو المفاجئة غير المادية التي تعبر عن نفسها!!
إنها دنيوته أما هو فقبس من السماء!
 
ماهي العلمانية
إنها تخذيل الإنسان عن ماهو إنسان!
وحجب الكيان عن طبيعته المزدوجة التي تغيم عليهم!
وموضعته في ذات منكرة يفاجئ دوما بأنه مقيد بها، ومحاط برسوماتها
وقد ينتابه الشعور بالسمو في لحظات صحو سرعان ماتتلاشى في يوميات المادية الدهرية التي يعاني كثافتها الرمادية
 
ماهي العلمانية؟
إنها مُنتج ثقافي يقطع -يقوم بالقطيعة-دوماً مع الإنسان!!
 
ماهي العلمانية؟
إنها نسق علاقات مآله السراب
 
ماهي العلمانية؟
إنها وضع الإنسان في الأساطير...من أيام الجاهلية الدهرية حتى يوم الناس هذا!
إنها في التعريف المخفي: دهرية وثنية!
 
ماهي العلمانية؟
إنها الزعم بأنها الكلمة الأخيرة!
والتاريخ الأخير أونهاية التاريخ!
بينما هي إدعاء في إدعاء
إنها تكرار الحيونة والأوثنة والأسطرة والكهنوت والخرافة لكنها تستخدم تكنولوجيا الخداع المعرفي!
 
ماهي العلمانية؟
إنها العجز شبه الكامل عن فك شفرة الإنسان والإنسانية.. الروح .. العقل وقلب الإنسان..
إنها العجز الذي عبر عنه فوكو بموت الإنسان وموت الإنسان هو موت الروح!
 
ماهي العلمانية؟
إنها العجز الجماعي المشترك في عالم دهري غير أصيل!
 
ماهي العلمانية؟
إنها نفي القرابة.. نفي الأسرة..
 
ماهي العلمانية؟
إنها أوهام القارئ الدنيوي!!
 
ماهي العلمانية؟
أنها الخطابات الأسطورية تعود من جديد، لكن من باب الحداثة!!
 
ماهي العلمانية؟
إنها تشيؤ الإنسان!
أي أن الإنسان صار شئ يتلاعب به ويعمل على تغييره، روحاً وجسداً، ولايتجاوز حدود الشئ العلماني الذي ركبوه(من التركيب!!)
فماهو "الشئ العلماني؟"
إنه كأي سلعة في الزمنكان العلماني!
إنه إغتراب الإنسان عن نفسه!
كأمة تلد ربتها!!!(تبيع رحمها لغيرها والمولود يصير سيدها ابن الأغنياء!!،لا إبنها ، أي كارثة هذه!!)
إنها بلارتوش:
أرحام للبيع!!
وبنك للحيوانات المنوية!
ونساء وراء البتارين الزجاجية!!
وأعضاء مضافة على الإنسان(نهود للبيع ، "زرع النهود"!!)
إنها الإنسان ممسوخا.. الإنسان مُحول.. مركب من جديد!
إنها إجتيال الإنسان بتعبير الرسول ولفظه المحكم
في صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن اللّه: "إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرم عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا"
إن العلماني هو البهيمة الجدعاء!
تجتاله العلمانية كما تجتاله اليهودية والمسيحية، ولفظ النبي محكم فيولد الإنسان على فطرة الإنسان، قال الرسول :"كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟"
فما يحدث للإنسان من جدع ونقص فإنما بعد الإستجلاء عن الطبيعة والحقيقة!!
 
ماهي العلمانية؟
إنها استلال الروح وتجفيف الأشواق واختزال الشعور وقتل الإنسان!
ألم يقل أعظم وأحدث فلاسفتهم (ميشيل فوكو) : إن الإنسان قد مات..
ثم اختلط الأمر عليهم بزيادة فقالوا إن الحقيقة ماتت
والمؤلف مات
والتاريخ انتهى
وكل شئ نسبي
إنها كما إعترفوا في الحكم على بعض مذاهبها الأخيرة: عبثية فوضوية!!
 
ماهي العلمانية؟
يمكن القول بأنها الرفاهية بلا دين، والحياة بلا دين، والدنيا بلا دين، وهي علم بلا دين، قيم بلا دين، وعي بشري بلا دين، علاقة حميمية بلا دين، عقل بلا دين، سياسة بلا دين، وهلم جرا
 
ماهي العلمانية؟
هي إمرأة متحررة أشد استعباداً لواقع مرير محاط بالورود!
 
ماهي العلمانية؟
إنها الغياب عن الإنسان مع إدعاء وجوده دائماً
فإذا ذهبت تبحث عنه لم يجده إلا ظلالاً لإنسان فقد أصله!
 
ماهي العلمانية؟
إنها التاريخ الأسود للرجل الأبيض!
 
ماهي العلمانية؟
انها الحرية الطائرة التي تستعبد الإنسان الذي مات!!
 
ماهي العلمانية المعاصرة؟
إنها أكبر معاناة للمرأة في تاريخها الغربي، رغم حصولها على ماتريد من الرفاهية
 
ماهي العلمانية؟
إنها الغابة الجميلة في الظاهر ، المتوحشة في الباطن
 
ماهي العلمانية؟
إنها إستجلاء الإنسان عن ماهيته حتى لايعرف: ماهو !؟
 
عودة
أعلى