جزاك الله خيرا استاذ طارق
زدنا من هذه الاخبار لعلك تُخفف سيول القصص التي يصورها ويرويها اكثر الذين يذهبون الى امريكا واوربا، حتى صار أناقة يتأنّق بها بعض المسلمين، كلما ذهب الى بلدانهم رجع ومعه اخبار وصور تقول باختصار "وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين"، أطلب إليك التعليق على هذه المقولة والتعليق على ما يفعله كثير من أهلنا واصحابنا بإطرائهم الشديد لأوروبا.
في الغرب لاشك ايجابيات في التجرد للعمل، والتنظيم والإدارة، وهي كلها خبرات،
تصب في تطور العمل وتنميته بصورة دائمة حتى رأينا الغرب متطور مادياً بصورة لاينكرها إلا جاهل.
بيد أن الغرب ليس العقل التنظيمي فقط، لكنه العقل الذي نظم الإنسان في حقوق وواجبات.
لكنه ولسبب أنه يعتمد على العقل وحده، والتجربة الإنسانية وحدها، وعلى الفكرة المادية في النظر للحياة والكون والإنسان، جعل الإنسان في عداد الآلات أو الموتى، وإنما يتحرك ظله مع بقية الأشياء والظلال، وصار تحت عملية التشؤ حيواناً كما وصفته الفرضيات الحديثة.
وإنا لنراه منظم في أغلب حركاته حتى في يوم دفنه أو حرقه التأبيني، كل شئ يخضع للنظم الدقيقة.
حتى الدعارة تخضع لنظام متبادل بين الصحة والإقتصاد والتبادل!
لكن هل التنظيم هو كل شئ في حياة الإنسان؟
فالإنسان ليس آلة أو مادة طبيعية لاروح فيها، وهو لايخضع لعملية تشريحه أو تفكيكه مادياً
ولذلك فشلت جميع تلك الفلسفات المادية، في التعامل معه، وحتى مصحات العلاج النفسية المنتشرة بصورة مدهشة في الغرب، لم تستطع حتى الآن إلا أن تخضع هذا الإنسان لمسكنات ومهدئات ومنومات ، وطرق للعلاج لاتؤدي أكلها أبدأً اللهم إلا لماماً.
وتكتظ العيادات والمصحات النفسية بالمرضى النفسانيين، من الجنسين، وكاأن هناك نظام يقول بأن البقاء للأقوى في المجتمع العلماني، ومن يضعف أو يصاب بالأمراض النفسية يمكن إدخاله المصحات الخلفية لحماية المجتمع منه أو لحمايته من نفسه أو لعزله عن المجتمع القوى، لكن إلى متى يتساقط البشر في الغرب بالملايين، ومن دون حروب دينية؟
يتساقطون في ظل المناج العلماني الذي رضخوا له رغباً ورهباً، أو رضاً وخضوعاً أو إخضاعاً بعنف السلطة أو وطأة إختياراتها على الإنسان الغربي، الذي لايستطيع أن يتحول بوجهة المجتمع لنظام آخر في الحياة.
ومعلوم أن كل فلاسفة الغرب رضوا ببنية النظام وإن تعارضوا في تحليل ظواهره أو طرق معالجتها.
الإنسان في الغرب مُكره على الخضوع لقرارات العلمانية أو بالأحرى لمنطق بنيتها المادية ويدفع ضريبة ذلك من نفسه وأبناءه.