سلسلة : إبطال دعاوى نسخ الكتاب الحكيم

إنضم
10/05/2012
المشاركات
1,360
مستوى التفاعل
37
النقاط
48
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
tafaser.com
بسم1​
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
آثرت النقاش في مسائل النسخ وما أحاط بها من لغط وجدل أن أبدأ هذه السلسلة على تؤدة وتمهل أن أعرض ما في وسعي من دعاوى النسخ في كتاب الله وأجمع الحجج والأجوبة للاستدلال على بطلان القول بالنسخ في آيات محددة وكيف أن كتاب الله لا ينقض بعضه بعضاً وكيف أن هناك من يتبنى رأياً منقولاً منسوباً لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا تجد في ذات الوقت دليلاً تتناقض فيها آيتين حتى نسلم بدعوى كهذه.
ولكل أخ كريم في هذا الملتقى وسواه يعشق النسخ ويبحث عما يثبته بأي طريقة أقول لهم ابحثوا عن الحق بتجرد ولا تميل إلى جانب دون الخروج من القناعات السابقة والنظر للمسألة من خارج المعترك ذاته لكي تستطيع أن تصل للحق ، وإن كنت تظن أنك على حق فاحمد الله وادع لسواك بالهداية لطريق الصواب سواء كنت ممن ينكر النسخ أو ممن يثبته ، فطالما سَلِمتِ عقيدة المرء فالاختلاف في سواها جائز لا ينبغي التعصب تجاهه أو الغضب في شأنه ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
سلسلة موفقة ان شاء الله. وان كان عدم حصول الاتفاق يكفي فلا تجد اتفاقا حول ناسخ ومنسوخ .. هكذا نقرأ في فتح الباري:


قوله : ( فلم تكتبها أو تدعها ) كذا في الأصول بصيغة الاستفهام الإنكاري كأنه قال : لم تكتبها وقد عرفت أنها منسوخة ، أو قال لم تدعها أي تتركها مكتوبة ، وهو شك من الراوي أي اللفظين قال . ووقع في الرواية الآتية بعد بابين " فلم تكتبها ؟ قال تدعها يا ابن أخي " وفي رواية الإسماعيلي " لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى " وهو يؤيد التقدير الذي ذكرته . وله من رواية أخرى " قلت لعثمان : هذه الآية والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج قال : نسختها الآية الأخرى . قلت : تكتبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخي لا أغير منها شيئا عن مكانه " . وهذا السياق أولى من الذي قبله . وأو للتخيير لا للشك . وفي جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآي توقيفي . وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذي ينسخ حكمه لا يكتب ، فأجابه عثمان بأن ذلك ليس بلازم والمتبع فيه التوقف ، وله فوائد : منها ثواب التلاوة ، والامتثال على أن من السلف من ذهب إلى أنها ليست منسوخة وإنما خص من الحول بعضه وبقي البعض وصية لها إن شاءت أقامت كما في الباب عن مجاهد ، لكن الجمهور على خلافه . وهذا الموضع مما وقع فيه الناسخ مقدما في ترتيب التلاوة على المنسوخ . وقد قيل إنه لم يقع نظير ذلك إلا هـنا وفي الأحزاب على قول من قال : إن إحلال جميع النساء هو الناسخ ، وسيأتي البحث فيه هناك إن شاء الله تعالى . وقد ظفرت بمواضع أخرى منها في البقرة أيضا قوله : فأينما تولوا فثم وجه الله فإنها محكمة في التطوع مخصصة لعموم قوله وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره كونها مقدمة في التلاوة ، ومنها في البقرة أيضا قوله تعالى ما ننسخ من آية على قول من قال إن سبب نزولها أن اليهود طعنوا في تحويل القبلة ، فإنه يقتضي أن تكون مقدمة في التلاوة متأخرة في النزول ، وقد تتبعت من ذلك شيئا كثيرا ذكرته في غير هذا الموضع ، ويكفي هنا الإشارة إلى هذا القدر . قوله وقول عثمان لعبد الله " يا ابن أخي " يريد في الإيمان أو بالنسبة إلى السن ، وزاد الكرماني : أو على عادة مخاطبة العرب . ويمكن أن يتحد مع الذي قبله . قال أو لأنهما يجتمعان في قصي . قال : إلا أن عثمان وعبد الله في العدد إلى قصي سواء ، بين كل منهما وبينه أربعة آباء فلو أراد ذلك لقال يا أخي .

http://library.islamweb.net/newlibr...321&idfrom=8151&idto=8156&bookid=52&startno=0
 
بسم الله الرحمن الرحيم

توطئة
الحمد لله منزل الكتاب العظيم المحكم الذي جعله ناسخاً لما سبقه من الشرائع ، والمعجزة التي أنست ما سبقها من المعجزات وأصلي وأسلم على أشرف من وطئ الثرى وأرسل بشيراً ونذيراً للورى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نبدأ بعون الله وتوفيقه في استجلاء مواضع النسخ المزعومة في القرآن الكريم ونوضح بإذنه تعالى أوجه الالتباس التي أدت لهذا المفهوم ، إلا أننا في هذه المقدمة سوف نطرح عدداً من النقاط الهامة التي تؤسس لتصحيح مفهوم النسخ ونفي هذا القول عن كتاب الله تعالى وذلك على النحو التالي:

أولاً : منشأ القول بالنسخ:
إن منشأ سوء الفهم لمسألة النسخ وما أحاط بها من خلاف يعود لخلل في فهم قوله تعالى : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:106] والتي لم يرد حديث نبوي واحد يفسر هذه الآية بنسخ الأحكام والنصوص والقرآنية ، وكل ما نجده في كتب المفسرين هي أقوال غير معصومة لا ترد رأيها إلى قول معصوم ، والنسخ بصورته التي يعتقدها مثبتي النسخ أمر عظيم يحذف ويثبت ، يزيد وينقص في كتاب الله فإن لم يكن ذلك بقول المعصوم الذي نزل عليه الوحي فلن يقبل البتة.ثم إن القول بالنسخ ليس من الأمور الجانبية التي لا تهم المسلم ، بل هو أمر في غاية الأهمية وهو أمر عظيم للغاية فكيف تمر 23 سنة من حياة أفضل الخلق وهو يتقلب بين آيات القرآن الكريم وسوره لم يذكر فيها نسخ الآيات ونسخ الأحكام وتغيير كلام الله بغيره وهو الذي أوصى بالجار حتى ظن الصحابة أنه سيورثه فأي الأمرين أهم ؟؟ وايهما أجدر بالتبيان والاستفاضة والتوضيح ، وكيف يترك أمر يشتمل على ابطال أحكام وابطال نصوص وآيات كاملة بل وقيل سور بطولها من القرآن لا يلفت النبي صلى الله عليه وسلم لها نظر ولا يبين فيها بيان يشفي ، وهو المعني بالوحي وهو المبلغ المعصوم الذي لا يقبل قول قائل سواه ؟.

ثانياً : النسخ والإبطال:
إن النسخ بصورته التي قررها أصحاب دعوى النسخ هو إبطال ، وهذا يجب أن يتقرر لدى كل باحث عن الحق ، فالنسخ –حسب دعواهم- إبطال حكم مع بقاء النص ، أو إبطال نص مع بقاء الحكم ، أو إبطال نص وحكم في آن واحد ، وبرغم أن أشكال النسخ هذه لا يوجد إجماع عليها فإنها بلا شك إبطال لكلام الله فما نُسِخَ صار باطلاً ، وما أثبت بقي فكان النسخ تبديلاً وإبطالا لكلمات الله وهذا يناقض قوله تعالى : { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت:42] وهذا كافٍ لرد دعاوى النسخ.

ثالثاً: منهج القبول والرد :
ليس كل ما نسب للصحابة الكرام من أقوال هي صحيحة في نسبتها ، وليس كل ما يرد مسلم بصوابه وسلامته لمجرد أنه ورد عن صحابي أو تابعي حتى لو حمل في ثناياه ما يخلّ بسلامة الوحي في حين أنه لا يستند لقول صاحب العصمة ومتلقي الوحي ، فمنهج القبول والرد محكوم بعوامل عدة تؤيد القول أو ترده ، أولها وجود النص القرآني البين الذي يؤيد القول ، ثانيها تأييد القول بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وثالثها انتفاء ما يعارض القول من مناقضة قول آخر او نص شرعي ينقضه ، أو منافاة القول للعقل والفطرة السليمة ، فإن كان العقل هو أول وسيلة لمعرفة الله فكيف نحيّده ونعطله عندما يأتي الحديث لكلام الله تعالى ذاته ؟؟.

رابعاً : النسخ دعوى وليست أصل:
إن النسخ ليس بأصل مرجعي حتى نرجع إليه بل هو دعوى يلزم مدعيها الدليل والاثبات وبالتالي فالأصل في كتاب الله أنه كما وصلنا من نبيه صلى الله عليه وسلم متواتراً والقول بالنسخ دعوى طارئة تتطلب الإثبات ، ثم أن هذه الدعوى لها لوازم ومن أهم لوازمها وجود تناقض بين آي القرآن الكريم حتى نستطيع التسليم بدعوى أن هذه ناسخة لتلك ، وليس هذا فقط بل يجب الا يكون لها تأويل ولكن إن حدث ذلك فينبغي أن تكون إحدى الآيتين مبطلة والثانية باطلة وحاشا لكتاب الله ذلك.

خامساً : النسخ حقيقة ولكن !
:

نعم النسخ حقيقة والنسخ موجود ومثبت ولكن ليس في القرآن الكريم، فقد نسخ الله شريعة موسى عليه السلام بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونسخ شرائع سابقة بالتوراة ونسخ التوراة بالقرآن ، ومعجزات الأنبياء السابقين كانت ناسخة لبعضها البعض ، وقد نسيّ الناس معجزات وآيات عظام فصارت عصى موسى طي النسيان فلم تعد حاضرة في أذهان الناس وهناك من المعجزات والآيات ما نسي ولم يذكر حتى في كتاب الله ، يقول تعالى:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } [غافر:78]فممن لم يقصص الله على نبينا من الرسل من أتى بآيات بإذن الله فنسخت ونسيت وأحل الله محلها آيات أخرى ، والقرآن المعجزة والآية الناسخة لما سبقها والمُنْسِيَة لما سواها.

سادساً : إضطراب الآراء:
إن مما يستدل به على فساد القول بالنسخ أن كل ما قيل فيه مجرد آراء لم تجمع عليها الأمة فجمع من القائلين بالنسخ يدعون النسخ في عدد يجاوز المائتي آية ، وآخرون يقولون إنها 6 آيات فقط وهنا أقتبس من بحث للدكتور عبدالرحمن الشهري ما يوضح كيفية اضطراب الآراء في مسألة عظيمة كنسخ القرآن :وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على النحو التالي مبتدأً بأكثرها :
  1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
  2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
  3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
  4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
  5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
  6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
  7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
  8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
  9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
  10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
  11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
  12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
  13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
فهذه هي جملة الدعاوى ، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى ، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر من تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست آيات ، علماً بأنه عند البحث أتى بـ(293) آية قيل بنسخها.وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله عند مناقشة القضية جاء بـ(247) آية ، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية فقط ، ورد النسخ في (205) آيات ، وقال : إن الصحيح أنها محكمة ، وتوقف في الباقي وهو (20) آية ، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة مواضع فقط.أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ(22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه الله حيث قبله في خمس آيات فقط ، وهي آية الوصية في النساء ، وآية المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال ، وآية الأحزاب : (لا يحل لك النساء من بعد) ، وآية المجادلة : (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل : (قم الليل إلا قليلاً) الآية. انتهى كلامه.فهل يمكن أن يقبل العقل هذا التخبط في توزيع دعاوى النسخ بالجملة على آيات القرآن الكريم ؟؟ وهل لمدعي النسخ أن يرشدونا مشكورين لأي من هؤلاء نتبع ؟؟ مع التقرير بأن من يدعون أنه هو الحق فإن سواه على باطل وإثم عظيم لأن قوله طعن وإبطال لقول الله الذي لم يبطل فمن يستطيع أن يتحمل وزراً كهذا؟؟وفيما يلي إن شاء الله سنتستعرض الآيات التي يدعي فيها القائلون بالنسخ ويتضح بطلان تلك الدعوى واحدة تلو الأخرى والله الموفق.

يتبع بإذن الله …
 
سؤال قبل الاستئناف
القائلين بالنسخ على مشارب واتجاهات وآراء عدة (لأنها نتاج بشري عار عن التأييد الرباني والعصمة الالهية) اقول هؤلاء حسب ما ورد أعلاه في دراسة شيخنا د.عبدالرحمن الشهري :
1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.

سؤالي للقائلين بالنسخ ولأخي الحبيب البهيجي والنساخ من وراء الأكمة هو :

إن سلمت بصحة دعوى النسخ وسلامة هذا القول من الخطأ.... فأي من الثلاثة عشر رأياً علي أن اتبع ؟؟؟

 
دعوى نسخ القبلة

يَعتبرُ فئةٌ من المعتقدين بوقوع النسخ أن مسألةً كمسألة تحديد القبلة نسخاً، و يدرجون هذا الأمر من الحجج على ثبوت النسخ في كتاب الله ، وهذا خلط مبنيٌّ إما على سوء فهم أو محاولة لإثبات النسخ كيفما اتفق.ومسألة القبلة تحمل دلالة واضحة على عكس ما يريد مؤيدي القول بالنسخ ، ذلك أن مفهومنا للنسخ يقتصر على نسخ الشرائع السابقة وليس نسخ القرآن الكريم واحكام الشريعة الاسلامية ، وتتمثل الدلالة في كون الصلاة تجاه بيت المقدس هو شرع من قبلنا ، فبني اسرائيل كانوا متبعين لشريعة موسى عليه السلام التي كانت هي الشريعة المهيمنة على المسلمين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول تعالى { قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ } [الأحقاف:30] فلم يأت ذكر عيسى لأن المراد بالكتاب (الشريعة) فكانت شريعة موسى وكتابه هي الشريعة المهيمنة على المسلمين فلما جاء القرآن نسخ تلك الشريعة وابطل كثيراً من أحكامها.

وبني إسرائيل كانوا يتوجهون لبيت المقدس قبلةً لهم ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بقي على القبلة التي يستقبلها اليهود وهي بيت المقدس حتى أنزل الله نسخ الحكم التوراتي بالحكم القرآني (فبدل الله آية مكان آية) وجعل الكعبة قبلة للنبي صلى الله عليه وسلم من تبعه من المسلمين فقال جل شأنه:

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْوَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّوِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِوَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) البقرة.

ولا يستطيع أحد ان يثبت أن تحويل القبلة هو نسخ لحكم سابق نزل في كتاب الله فالتوجه لبيت المقدس لم يكن بنص قرآني وبالتالي فالقول بأن هذه الآية تحمل دلالة على نسخ القرآن بأي صورة قول باطل ولا يصح أبداً فالقبلة حكم جديد لم يسري قبله حرف واحد ينقضه آخر.
وهنا نؤكد على أن الأحكام المنسوخة لا يمكن أن تكون مما أنزله الله في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بل أحكاماً مهيمنة من شرائع سابقة نسخها القرآن وابدل مكانها احكاماً أخرى.


صورة من صور سوء الفهم:

نلحظ أحاديث منسوبة لابن عباس رحمه الله تدعي أن تحويل القبلة هي أول ما نسخ من القرآن (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : كان أول ما نسخ من القرآن القبلة ) ولكل من يعتقد بصحة هذا القول نطالبه بالبرهان ، فأين الآية التي تأمر بالصلاة لبيت المقدس والتي نسخت بآيات تحويل القبلة ؟؟ ، لن تجد شيئاً منسوخاً في كتاب الله ، ولن تجد امراً باستقبال بيت المقدس نسخه تحويل القبلة إلى الكعبة وبالتالي فالاثر قطعاً غير صحيح ولا يحتاج تخريج ولا بحث بل لا يؤيده نص واحد في القرآن فكيف نسلم بالنسخ في القرآن بناسخ دون منسوخ ؟؟.

حقيقة دامغة
ومن أظهر الأدلة واقواها على انتفاء النسخ وأن الحكم القرآني حكم مبتدأه في تلك الآية وليس ناسخاً لقرآن قبله هو قوله تعالى (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) فلو كان استقبال بيت المقدس وحي وأمر مخصوص للنبي صلى الله عليه وسلم ينقض امر سبقه وينسخه لما وسعه إلا الرضى والتسليم ولم يقلب وجهه في السماء بحثاً عن قبلة يرضى بها لأن القرآن قرر قبلته فليس له إلا الرضا والتسليم ، ولكن الحقيقة أن تحديد القبلة ارضاء لنبي الله جل وعلا الذي لم يكن عنده أمر بقبلة محددة قبل الكعبة وقال قتادة: كان الناس يتوجهون إلى أي جهة شاءوا، بقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ثم أمرهم النبي صلّى الله عليه وسلّم باستقبال بيت المقدس.وقال ابن زيد: كانوا ينحون أن يصلوا إلى قبلة شاءوا، لأن المشارق والمغارب لله، وأنزل الله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «هؤلاء يهود قد استقبلوا بيتا من بيوت الله- يعني بيت المقدس- فصلوا إليه» فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه بضعة عشر شهرا، فقالت اليهود: ما اهتدى لقبلته حتى هديناه، فكره النبي صلّى الله عليه وسلّم قولهم ورفع طرفه إلى السماء فأنزل الله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ (1) [البقرة: 144].

يتبع بإذن الله …
 
(فكيف تمر 23 سنة من حياة أفضل الخلق وهو يتقلب بين آيات القرآن الكريم وسوره لم يذكر فيها نسخ الآيات ونسخ الأحكام وتغيير كلام الله بغيره وهو الذي أوصى بالجار حتى ظن الصحابة أنه سيورثه فأي الأمرين أهم ؟؟ وايهما أجدر بالتبيان والاستفاضة والتوضيح ، وكيف يترك أمر يشتمل على ابطال أحكام وابطال نصوص وآيات كاملة بل وقيل سور بطولها من القرآن لا يلفت النبي صلى الله عليه وسلم لها نظر ولا يبين فيها بيان يشفي ، وهو المعني بالوحي وهو المبلغ المعصوم الذي لا يقبل قول قائل سواه ؟)

نعم، هذا تساؤل معقول جميل.
 
قال الحق جل شأنه :
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة:240]
يُدَّعَى نسخها بقوله تعالى:
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [البقرة:2344]

متاع الأرملة حق لها
:

وهذه الدعوى مردودة جملة وتفصيلاً فآية متاع الحول تلت آية العدة ، وفي الأصل فلا علاقة بين الآيتين فواحدة حكم والثانية حق فكيف والنسخ لا يكون إلا حكماً بحكم ؟؟.
يقول تعالى (وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ) فجعل للرجل أن يوصي بأن تبقى أرملته في بيته بعد وفاته حولاً كاملاً فكانت تلك الوصية حق من حقوق الارملة في حين أن العدة فريضة عليها ، وهذا من مقاصد الشرع الحنيف فالنساء اللائي لديهن ذرية صغاراً أو كن بلا أهل ولا منزل سوى منزل الزوج فقد أعطاهن الله فسحة من الأمر حولاً كاملاً يحق لهن البقاء في منزل الزوج المتوفى حتى يجدن سبيلاً إما بزواج أو بشراء منزل ونحوه ، وهذا في سبيل الحفاظ على نساء المسلمين وصيانة حقوقهن وكرامتهن.
ولكن إن أرادت الأرملة غير ذلك وخرجت قبل تمام الحول فلا جناح عليها ولا على أولياء الزوج المتوفى فيما تفعل في نفسها من فعل معروف سواء بزواج أو باستقلال في منزل تملكه.

عدة الأرملة فريضة عليها:
بينما نجد في آية العدة أمراً آخر تماما لا علاقة له بالمتاع فهو فرض على كل من توفى عنها زوجها ، لا خيار لها في تركه وهو العدة ، يقول تعالى (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) فهنا يجب عليهن فريضة من الله فإن انقضى الأجل فلها حق استمرار المتاع في منزل المتوفى ولها أن تنزل منزلا غيره.
فلو انقضت عدتها وكان المنزل الذي تسكنه معروضاً للبيع ولها فيه ميراث ولها منزل لأهلها أو ملكاً لها فآثرت بعد العدة أن تنتقل لمنزلها او منزل أهلها حتى يتحقق تقسيم الميراث فلها ذلك ولكن بعد انقضاء عدتها.
ولو انقضت عدتها (أربعة أشهر وعشراً) وأرادت أن تمكث في منزل الزوج ما يكمل الحول فلا يجوز إخراجها منه لقوله تعالى (مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ) غير إخراج ولم يقل غير خروج أي لا يجوز (إخراجها) من منزل الزوج.
ولو توفي رجل عن امرأة حامل فيقول تعالى { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [الطلاق:44]، فتنتهي عدة الحامل بوضعها ولكن يبقى لها إن كان توفي عنها زوجها بقية الحول ، وهذا من المقاصد العظيمة للشرع الحنيف فلولا أن لها التمتع في بيت المتوفى عنها حولاً كاملاً لا يجوز إخراجها لحق لأهل المتوفى اخراجها بعد الوضع مباشرة وهذا فيه ارهاق وجور على الوالدة وولدها ، فكان حول السكنى حق يمكن الأرملة والوالدة من المكوث في راحة وأمن حتى يحصل لهن سبيل يخرجن به من منزل المتوفى.
وهنا فقبل القول بالنسخ ينبغي أن نفقه المواضع الثلاثة ونميز بين (الحق) و(الفريضة) فلا ينبغي أن نخلط الشرائع والأوامر بلا تمييز وننسخ واحدة بما لا ينبغي أن ينسخها.
وهنا فالقول بالتناسخ بين هاتين الآيتين باطل غير متحقق لعدم التجانس بين الآيتين ولأن لكل آية مقصد مختلف عن الآية الأخرى والله أعلم.

يتبع بإذن الله …

 
ثبتك الله ، ولكني أرجو من الأخ الفاضل أن لا ينسانا من مجمل بعد هذا التفصيل ... فللتفصيل أهله وكذلك للمجمل
وجزاك الله خيرا كثيرا
 
قال الحق جل وعلا :

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4){المزمل}

يُدَّعَى نسخها بقوله تعالى:

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) {المزمل}

وهي دعوى مجانبةُ للصواب فالله تعالى لم يفترض على المؤمنينَ قيام الليل وبالتالي فلم ينسخ هذه الفريضة ، وسأسوق من الدلائل والحجج في ثنايا هذا التفصيل ما يثبت ذلك ويدرأ القول بالنسخ تماماً في هذا الموضع بصورةٍ بيِّنة واضحة لا لبسَ فيها.

أمر خاص للنبي صلى الله عليه وسلم :

إنَّ الأمرَ بقيامِ الليلِ مختصُّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ولا يشمل المؤمنين وإثبات ذلك فيما يلي :

أولاً: طبيعة الخطاب ، فالنداء موجهٌ حصراً للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله (يا أيها المزمل) ولم يتبعهُ توجيهٌ بفرضهِ على بقية المؤمنين كفرائض الله الأخرى التي وجه فيها النبي وأمره أن يأمر المؤمنين بمؤداها ، وهو مشابه لأمره في قوله يا أيها المدثر إذ كان الأمر كذلك مخصوص للنبي صلى الله عليه وسلم دون سواه.

ثانياً: اشتمل الأمر على علة قيام الليل ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا(6) ، فكان نزول الوحي علة اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل وهو القول الثقيل الذي سينزل على النبي في هذه الفريضة مما يؤكد اختصاص النبيّ بالأمر.

ثالثاً : أن الأمرَ بالقيام لو كان شاملاً عَاماً على المسلمين لقام كل المسلمين اللّيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتخلف عنه أحد ولكن تأسَّى به طائفة من المؤمنين فقط وليس كل المؤمنين (وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) فكيف يكون فرضاً ويتقاعس عنه المسلمين ؟؟ ولا يأتيه إلا طائفة من الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ ، والسورة عرفت بأنها مكية حيث كان أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أشد أحوالهم اتباعاً له تنفيذاً لأوامره والوحي الذي أتى به.

رابعاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توقف الناس عن قيام الليل معه لم يتركها لأنها فريضة عليه بقوله تعالى (قم الليل إلا قليلاً) وبقي عليها حتى قبض عليه صلوات الله وسلامه ، جاء في سنن أبي داود حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن منصور بن عبد الرحمن عن أبي إسحق الهمداني عن الأسود بن يزيد أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت (كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين ثم قبض صلى الله عليه وسلم حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعات وكان آخر صلاته من الليل الوتر)خامساً: هذه الفريضة التي اختص الله بها نبيه لم تكن كبقية الفرائض بل كانت ركعاتها و مدتها على سبيل التخيير (ثلثي الليل ، ونصفه ، وثلثه).

حقيقة الآية السادسة:

إن حقيقة الآية السادسة المدعى بأنها ناسخة لأمر القيام هي أن طائفة من الذين آمنوا بدأوا يتأسّون بالنبي صلى الله عليه وسلم فيقومون الليل معه فأراد الله بالأسلوب القرآني المهذب أن يبين لهم بأن هذا الأمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس عاماً لبقية المسلمين (وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) ، ثم يقرر تعالى أنه لم يفترضها عليهم لعلمه بحالهم (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)أي علم بأحوالكم فاستثناكم ، ثم فصل في أحوال المسلمين التي لا يستطيعون فيها مجاراة النبي صلى الله عليه وسلم لما اختصه الله من طاقة تفوق بقية المؤمنين (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).وعِلْمُ اللهِ بِذلك لَم يكن بعد أن افترض القيام ثمَّ بدا له مشقة ذلك على المؤمنين بل كان علمه سابق لذلك وإنما أتى بها هنا ليبين سبب اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بالقيام وسقوطه كفريضة من البدء وليس عند نزول الآية السادسة.

القول بالنسخ في هذا الموضع مجازفة:

إن القول بأن الله افترض على الناس قيام الليل في أول السورة في حد ذاته مجازفة إذ أن الله تعالى يقول { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب:36] والقائمين مع النبي صلى الله عليه وسلم طائفة محدودة من المسلمين وبقية المسلمين – حسب هذا الفهم – تخلفت عن إتيان هذه الفريضة وهذا يشي بالبطلان والخلل ، ثم أن القول بتراجع ونسخ الحكم مجازفة أعظم ومقولة أخطرفالآية المدعى أنها ناسخة تضمنت أحوالاً عديدة للمسلمين في قوله تعالى (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) فالقول بالنسخ يوحي بأن الله رجع عن افتراض ذلك بعد ما علم بأحوال المسلمين فرأف بحالهم ورفع الحكم عنهم ونسخه لدواعي عديدة كالمرض وكسب الرزق والقتال وحاشا لله أن يكون ذلك ، ولكن الله علم بذلك من الأزل إنما أراد أن يبين للصحابة أنه اختص النبي بذلك الأمر واستثناكم أيها المؤمنين لما يكتنف حياتكم من أحوال وحاجات ونوازل ، وهذا أسلوب قرآني راقٍ ومهذب في تعريف الناس بمقاصد الشرع وأن الله يريد أن يخفف عنهم ويفترض عليهم ما يناسب طاقتهم ووسعهم.
ولكن هذا القيام بقي للناس نافلة (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على تبيان ذلك في أكثر من موضع.وهنا يثبت بأن إتيان جمع من الصحابة لهذه الطاعة كان نافلة وقد سارع طائفة منهم لإتيانها ، وتركها آخرون لعلمهم بأنها دون الفريضة.جاء في صحيح الإمام مسلم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها قال فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته قال ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس فذكر نحوه وزاد فيه ولو كتب عليكم ما قمتم بهفنرى كيف كانت مسارعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الخيرات وتتبعهم لمواقيت الصلوات ولكن النبي صلى الله عليه وسلم في مقام تشريع فكان موقفه من ذلك واضحاً حتى لا يفترض على أمته ما لم يفترضه الله عليهم ، وحتى لا يسيرون في ذلك حتى تصير فريضة عليهم ، فهذا ابن حبان في صحيحه في (حديث مرفوع) أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا يعقوب القمي ، قال : حدثنا عيسى بن جارية ، عن جابر بن عبد الله ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر ، فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ، ورجونا أن يخرج إلينا ، فلم نزل فيه حتى أصبحنا ، ثم دخلنا فقلنا : يا رسول الله ، اجتمعنا في المسجد ، ورجونا أن تصلي بنا ، فقال : إني خشيت أو كرهت أن يكتب عليكم الوتر

اختصاص النبي الكريم بما يفوق طاقة أصحابه :

إن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختصه الله في مقام النبوة بأقصى مما كلف به أتباعه ، فقد أعطي صلى الله عليه وآله وسلم ما يفوق قوة الرجال وإذا أوعك كانت وعكته شديدة بضعف ما يصيب الرجال.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء.
قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه.
وعن المغيرة بن شعبة , قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه دما ، قالوا : يا رسول الله ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر , قال : “ أفلا أكون عبدا شكورا ” ، حدثنا الحسين , قال : أخبرنا سفيان بإسناده ، إلا أنه قال : حتى تورمت قدماه .
فكان صلى الله عليه وآله وسلم يتميز عن الناس بمزيدٍ من القوة ومزيد من العبادة ، والوحي (القول الثقيل) الذي يتطلب تحمله قوة فائقة وتحملاً يفوق ما يحمله الرجال يقول تعالى : { لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر:21].
فاختص الله نبيه بقيام الليل بصورته التي أمره به في سورة المزمل بما يتفق رسالته ووظيفته الجليلة وهي الرسالة الربانية وما يتبعها من أحمال لا يقواها أي أحد ، لذلك لم تكن هذه العبادة تناسب أصحابه وطبيعة وظيفتهم الدنيوية وحاجاتهم اليومية.

تحول الخطاب في الآية:

إن الإدعاء بأن الأمر بالقيام موجه للمؤمنين في قوله تعالى (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) بخطاب فردي كان ينتظر أن يكون النسخ أيضاً بخطاب فردي ولكن الآية السادسة قررت علم الله بأن النبي أتى ما أُمِرَ به (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) ولكنه حين رفع الحرج عن الطائفة الذين مع النبيحول الخطاب لهم فقال جل من قائل (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِفَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍتَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فكان هذا التحول من التوجه للنبي إلى المؤمنين تبياناً جلياً بأنكم أيها المؤمنون غير معنيين بهذا الأمر لما علم الله من أحوالكم وما يلحقكم من مشقة ، ولو كان الخطاب الموجه للنبي في رأس السورة يعني بقية المؤمنين لكان النسخ على نفس الصيغة ليرفع ما فُرِض ، ولذلك لم يتوقف النبي صلى الله عليه وسلم عن القيام حتى قبض لأنه أمرٌ وفرضٌ مخصوص عليه غير متعلق ببقية المسلمين.

ملخصُ ردِّ شبهة النسخ في هذا الموضع:

أن الله تعالى اختص نبيه صلى الله عليه وسلم بالأمر بقيام الليل بصيغ وصفات محددة في سورة المزمل معللاً ذلك بتلقي الوحي الذي سيلقى إليه ، ثم أن طائفةٌ من أصحابهِ رضوان الله عليهم بدأوا يصلون معه قيام الليل فأراد الله أن ينبههم لخصوصية هذه الصلاة وأنها ليست مفروضة عليهم ولم تنزل في مبدأها عامة عليهم ، ذلك أنه جل جلاله علم أحوال الناس وما يحيط بهم من أحوال ومرض وطلبٍ للرزق وقتالٍ وغيره فنبّههم بأنهم غير مشمولين في أمر القيام مع النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدهم لما يرفع الحرج عنهم.

أمَّا الصَّلوات المفروضة فخمسُ صلواتٍ لم يزدنَ ولم ينقصنْ ، ولم يحصل نسخ في هذا الموضع وقد علمَ اللهُ بأحوالِ الناسِ علماً سَابقاً لنزولِ السُّورة ولم يَظهر بَعد افتراض القيام – كما يزعم من يقول بذلك – وحَاشَا أنْ يتراجعِ اللهُ عنِ افتراضِ أمرٍ على عبادهِ فينسخَ أمْرَهُ البتَّة ، وإنما كانت الآية تبياناً موجهاً للطائفة الذين اعتادوا صلاة الليل خلف النبي خشية أن تفرض على المسلمين عامة.
 
وفقك الله وحاذر أخي الكريم من الوقوع في الاخطاء النحوية وفي الموطن الاول نبهت على قضية ضيعها معظم المسلمين فيما يخص حق المتوفى عنها زوجها في المكث في بيته
بارك الله فيك وسدد على طريق الحق خطاك
 
شكر الله لكم يا دكتور
لي مراجعة فلا تمر ساعة إلا وعدت للتصويب لاستعجالي وتنتهي فسحة التصويب قبل الانتهاء ، وبالنسبة لحق المتوفى عنها زوجها فلا أعلم سبب اهماله عند اهل الفقه والتفسير مع أنه واضح بين ، ولكن ربما كانت المبالغة في ذم العقل أدت لتعطيله .
 
أخي عدنان ، أجد في الغالب أن مثل هذه البحوث قد بدأت والنتيجة مسبقا متصورة في عقلية الباحث. إذ هو جعل من أمر النسخ أمراً مستقبحاً في حق القرآن فحاول رد هذا الأمر المثبت في آيات القرآن نفسه والسنة النبوية .
الآيات واضحة وضوح الشمس في سورتي البقرة والنحل ، ولا أدري كيف يقال أن سياقهما لا يتماشى مع القول بالنسخ والسياق كله يصرخ بذلك.

إن تنزلنا وقلنا أن الآيات من المتشابهات ومتنازع في دلالتها - والأمر ليس كذلك - فماذا نفعل بالسنة المطهرة ؟
إن قلتم أنها كلها مجرد ( اجتهادات ) للصحابة رضي الله عنهم ليس إلاّ.
قلنا : إذن الأمر تحول إلى مسألة اجتهادية .
فالسؤال الآن أيهما أولى بالقبول ؟
اجتهاد السلف الأول الذي أجمعت أقوالهم على وقوع النسخ وبالأخص أن فيهم عمر وأبيّ وعائشة وأنس وجابر وابن عمر رضي الله عنهم؟ أو اجتهاد آخر قال به معتزلي أو رافضي أو قادياني؟

وإن قلتم نرفض هذه الأقوال المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، تحول النقاش إلى إثبات السنة وحجيتها وهو موضوع منفصل بحد ذاته.

أكرر، هذا إن قلنا أن الآيات متنازع في دلالتها والأمر ليس كذلك .
 
أخي الكريم الفاضل / عبدالله الأحمد
حياكم الله وشكراً لوجودكم الكريم وتفاعلكم ، ولدي فقط سؤال واحد يمكن ان يؤسس لأي نقاش في هذا الموضوع
[FONT=&quot]إن سلمت بصحة دعوى النسخ وسلامة هذا القول من الخطأ.... فأي من الثلاثة عشر رأياً علي أن اتبع ؟؟؟
[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot]1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.

[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]بانتظار جوابكم حفظكم الله وسدد رأيكم[/FONT]​
 
أخي المكرم الأستاذ عبدالله الأحمد
توقفت عن متابعة السلسلة بانتظار إجابتكم وفقكم الله على سؤالي :
أي من الثلاثة عشر رأياً علي أن أتبع ؟؟؟

بانتظاركم جزاكم الله خيراً
 
أخي عدنان ، سؤالكم يحتوي على تضمين ، وهو :
أن الاختلاف في تحديد عدد الآيات بين هؤلاء الثلاثة عشر ينقض القول بالنسخ جملة وتفصيلاً . وهذا أمر ليس له مبرر.
إن كنت شخصاً عامياً فاتبع من تثق بعلمه مع اجتناب الهوى، وإن كنت شخصاً عالماً وقد وصلت لدرجة الاجتهاد ، فأنت واجتهادك ، والله عزوجل لا يكلف نفساً إلا وسعها. هذا هو سبيل المؤمنين الذي درجوا عليه.
هذا إن قلنا أن جميع آراء هؤلاء الثلاثة عشر هي أقوال راجحة يصعب ردها ولا أظن الأمر كذلك. أو أنه لا يوجد اتفاق على آيات بعينها تشترك بين الجميع مثلاً.


ولا أدري لو وصل بك الاجتهاد أنه لا يوجد مثال يصح أن يُطبق عليه مبدأ النسخ من الآيات التي بين دفتي المصحف الآن ، فهل هذا يعفيك من إثبات مبدأ النسخ؟ لا أظن ذلك.
فأنت تتكلم عن نسخ الأحكام، وهناك أحكام لم تنسخ ولكن نسخت تلاوتها قرآناً. فماذا تفعل بهذه؟

لكن يبقى السؤال هو
كيف ترد قول الأمة - إن صح التعبير- من الصحابة إلى يومنا هذا بإثباتهم مبدأ النسخ؟ وفيهم اللغوي والمفسر والمحدث والفقيه؟ فيهم عمر وابنه وأنس وأبيّ وعائشة وجابر رضي الله عنهم أجمعين؟ هل يعقل أن تكون مجرد "دعوى" مُررت على الأمة بقرونها ، والمتأخرون الآن يريدون إبطالها؟
 
السلام عليكم ورحمة الله
أخي عبدالله
أولاً أعتقد بأن الأقوال منسوبة للصحابة وليست من أقوالهم فكيف يموت الرسول صلى الله عليه وسلم وتبقى آيات تتلى في القرآن ثم تنسخ بعد موته ؟ من نسخها إذا كان صاحب الوحي قد افضى إلى ربه وانقطع الوحي عن النزول ؟؟
ومن صور نسبة مالا يصح إلى الصحابة الكرام القول بأنه بعد ظهور مسيلمة ذهب قرآن كثير فكيف يكون ذلك وهذا يتعارض مع مبدأ الحفظ الرباني للكتاب العظيم؟؟ ، فالقول يكفيه من الخلل الجسيم والطعن الأليم أنه منسوب لمن لم يقله اصلاً.

ولكن الأخطر من ذلك كله ومالم تجبني عليه حتى الآن هو أي أقول ينبغي علي أن أتبع ؟؟
فلو سلمنا بصحة مبدأ النسخ فلابد أن أحد الأقوال صواب والبقية خطأ فلا يمكن ان تكون آية منسوخة وتُبطل حكمها ثم يأتي شخص آخر فينفي النسخ عنها ويثبته على أخرى ، مع النظر بأن كل القائلين غير معصومين ولم ينقلوا عن معصوم بل أبطلوا أحكاماً وآيات بالرأي وليس بالوحي.
ولم أقل أن الاضطراب بين الثلاثة عشر رأياً والخلاف بينهم يبطل النسخ بل اقول سلمنا جدلاً بأن النسخ واقع.
فأنا رجل عامي بسيط لا تقل لي لمن يطمئن له قلبك فالأمر خطير وليس بهذه السهولة فعليك أن تحدد من منهم على حق ومن منهم على باطل؟؟

خاطرة : كل مالم يكن من عند الله فستجد فيه اختلافاً كثيراً
 
أخي عدنان أظن أني أجبتك بما يغني عن الإعادة.

تقول أنها منسوبة على الصحابة كذباً. هكذا ؟!
بجرة قلم؟
وبالتأكيد أن أول رواية لن تعتمدها هي التي في المشاركة رقم ٢ ، عندما سأل ابن الزبير- وهو صحابي - عثمان رضي الله عنه - وهو صحابي أيضاً ، وقال له وقد (عرفت أنها منسوخة)، فلم يفزع عثمان ولم يوبخ ابن الزبير. بل أقره بمبدأ النسخ .
ماهو التصور لديك في وضع مثل هذه الروايات والتي لم ييسر الله لهذه الأمة من يبين وضعها على الصحابة رضي الله عنهم في أمر خطير كهذا، حتى أتى متأخرو هذه الأمة بعد قرون عدة ليكتشفوا ذلك؟!
إن كانت البحوث بهذه البساطة، فلن يعدم أحد هذا من أي فرقة كانت في أي باب من الأبواب .ببساطة سيقول لي هذه الأحاديث مكذوبة. وأمر النسخ تواتر عن الصحابة ، فغيره من الروايات من باب أولى .

لا أدري ماهي علاقة مسيلمة ؟ هل تقصد قول عمر رضي الله عنه في مسألة جمع القرآن ؟. أرجو أن تراجعها فالخشية من وقوع شي أمر ، ووقوع الشيء أمر آخر.هذا إن كنت تقصد قول عمر رضي الله عنه.
 
قول أنها منسوبة على الصحابة كذباً. هكذا ؟!
بجرة قلم؟

أما أنت فيجوز لك الطعن في كتاب الله ونسخ آيات بعد وفاة المعصوم كما تشاء بجرة قلم وتختار من 13 قولا (متناقضة يبطل بعضها بعضاً) ما ترتاح اليه نفسك ، فكلام الله ليس بقداسة أقوال (منسوبة) السلف بالنسبة لك ، فتمحو ما تشاء وتثبت ما تشاء وأما أقوال السلف فخط أحمر حتى لو نسب إليهم مالم يقولوا.

قالها د.جمال ابو حسان ، والله لو تاتيكم الحقيقة تحبو على أربع تستجديكم لأعرضتم عن الحق فالحوار بهذه الصورة لا طائل من وراءه ولا يميزه إلا اللمز والطعن في النوايا والتعريض بالضلال وبقي أن نسمى معتزلة أو نكفر فنكون قاديانية ومن رحم هذا الفكر خرجت الطوام واستحلت دماء المسلمين بغير حق ، فأرجو التكرم بإفساح المجال لنستكمل السلسلة وأتطلع أن أرى منك رداً على الحجج التي تساق بدلا من العويل على أقوال مشكوك في صحتها لمعارضتها الثابت الصحيح وهو كتاب الله.
واسلم لأخيك هداني الله وإياك لما اختلف فيه بإذنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
يقول جل شأنه :

{وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل:67]

يَقُولُ تَعَالَتْ ذَاتُه :

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة:219]
ويقولُ جََلّ وعَلا :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء:43]

مدَّعى نَسخَها بِقَوله تَعَالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة:90-91]​

النسخ يلزم التعارض
:

لاشك أن النسخ هو إبطالُ حكمٍ منصوص بنصٍّ جديد ، ولكي نتوصل لحقيقة النسخ في الآيات الكريمة الخاصة بتحريم الخمر لابد أن نجد نصاً يفيد بحليَّة الخمر حتى نقول أن حكم الحليّة نُسِخَ بحكم التحريم ، وسنستعرض الآيات المدعى إنها منسوخة لنتحقق من أن الخمر قد أحلَّهُ الله في هذه الآيات ثم نَسَخَ الحُكمَ وحرَّمهُ في آية المائدة ، وسنتتبع كل الآيات الكريمة التي تناولت مسألة الخمر ، وسنتتبع مسألة التحليل والتحريم في كتاب الله لنصل لحقيقة النسخ في هذه الآيات المباركات من عدمه.

الخمر محرمة قبل صراحة التحريم :
ينبغي قبل أن نثبت أن الله سبحانه وتعالى لم يحكم بحليّة الخمر في كتابه -حاشاه ذلك- ثم نسخ حكمه وحلّّله ،و ينبغي أن نثبت أن الخمر سبق تحريمها من عدة وجوه قبل آية التحريم الصريحة :

أولاً: أن الخمر حرمها الله في كل شرائعه السابقة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ورأينا فيما سبق كيف أن نبينا صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة متبعاً لشريعة أخيه موسى عليه السلام حتى أنزل الله قرآنا ينسخ قبلة أهل الكتاب بالكعبة المشرفة وعليه فإن الخمر لم يحلها الله أبداً قبل الإسلام فكيف يدعى أنها أحلت في الإسلام ؟؟ ، والقاعدة تقول أن شرع من قبلنا شرع لنا مالم يرد نص ينسخه.
فحرمة المحرمات في الديانات السماوية المتعاقبة سارية مالم يرد نص ينسخ الحرمة السارية ، ولذلك فقد صرح عيسى عليه السلام بأنه سيضع عن بني اسرائيل بعض ما حملوا ويحل لهم بعض الذي حرم عليهم يقول تعالى: { وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [آل عمران:50] فلا ينبغي لهم أن يحلوا أو يحرموا من عند أنفسهم إلا بنص شرعي ، والخمر شرعاً محرمة قبل الإسلام فلزم أن تبقى الحرمة سارية لحين نزول نص يحلها. وبالتالي فإن القائلين بالنسخ يلزمهم اثبات وجود نص يحل الخمر لأنها حرامٌ أصلاً وهذا ما لا يتأتَّى أبداً. ثانياً : أن الخمر (من الخبائث) ، فإن أتينا لحكم الخمر العام فهومحرم ابتداءً لقول الله جل وعلا :{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف:157] وهذه الآية وردت في سورة الأعراف التي تحتل المرتبة (39) في تاريخ النزول أي قبل كل السور التي اشتملت على ذكر الخمر (النحل ، النساء ، البقرة ، المائدة) وتضمنت هذه الآية نقطتين ما يحسن لفت الانتباه له:
  • دخول الخمر في المنكر والخبائث أمر مقطوع به وهذا يعني تحريم مسبق للخمر ضمن الخبائث التي أتى صلى الله عليه وسلم لتحريمها.
  • أن الأحكام الشرعية السابقة سارية ما لم يرد نص بتحريمها لذلك كانت شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم امتداداً لما قبلها فتثبت بعضاً من الأحكام وتنسخ أخرى ، فكون الخمر محرمة في مسبقاً في شريعة الله التي افترضها على اليهود والنصارى يعني استمرار حرمتها في شرع نبينا صلى الله عليه وسلم وإلا فينبغي إثبات تحليل الخمر بعد البعثة ثم نقول أنها حرمت بنسخ حكم سابق.

صيغة التحليل في النص القرآني
:

إن ما سبق تحريمه في الديانات والشرائع السابقة لا نجد له سبيلاً لتحليله في كتاب الله إلا بأن يسبقه ما يفيد التحليل فنجده تعالى يسبق الحلال بقوله (أحل لكم ، أحل الله ، أحلل) كقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [المائدة:87] فضلا عن ما تضمنته الآية بأن التحليل يكون للطيبات فقط ويمتنع على الخبائث.

التحريم مثبت في آيات ذكر الخمر
:
لقد علم الله تعالى ثقل الفجأة في الأحكام فلم يصرح في التنزيل الحكيم بالتحريم ولكنه عرَّض به على مستويات عدة بدأت بالتلميح حتى وصلت إلى مرحلة التحريم التام والصريح وفي كل مستوى من مستويات التحريم كان هناك من الصحابة من يمتنع ويترك الخمر بما فقهه من آيات، فآية الأعراف السالفة الذكر كانت أول المستويات للتحريم (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) فهذا أول مستويات التحريم لكل الخبائث ولذلك فإنه يتضمن يتضمن حرمة مستترة للخمر. وفي سورة النحل (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) ولم تشتمل هذه الآية على أي صورة من صور تحليل الخمر بل كان يصف حال الناس في اتخاذهم للرزق الطيب فسماه (رزقاً حسناً) ووصف اتخاذهم للسكر من ثمرات النخيل والأعناب ، وهذا حق إلى اليوم لم ينتفي ولم يتوقف ، وكان يصف الرزق (بالحَسَنْ) مما يبين أن السكر ليس بحسن ، وهذه الآية لا تعد من آيات الأحكام حتى يستنبط منها حكم أصلاً. وفي سورة البقرة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) فهل نقول أن هذه الآية منسوخة ؟؟ لا طبعاً ، فالخمر فيها منافع للناس في تحصيل اثمانها والاستفادة من المحاصيل التالفة وبيعها وشراءها عموماً ، ولكن الله تعالى قدم الإثم ، وعظَّمهُ قبل أن يأتي على ذكر المنفعة فقال تعالى (فيهما إثم كبير) وهذه حرمة ظاهرة بعد الحرمة المستترة ثم ما جاء في سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) وهذا حكم سارٍ حتى الآن ، فالخمر محرمة صلاة السكران باطلة ، ولكن هل تقبل صلاة شارب الخمر إن صلى غير سكران ؟؟ ، لا شك أن شرب الخمر لا ينفي امتناع قبول الصلاة سائر اليوم بل وقت السكر فقط ، وهذا حكم سارٍ لم ينتهي بالتصريح بالحرمة التامة. ثم إن هذه الآية درجة أعلى وأظهر من درجات التحريم ، ولو لم ينزل إلا هي لكفت للتحريم التام للخمر لما تتسبب فيه من حجب للمؤمن عن الاتصال بربه حال شربه لها فهذا دليل خبثها لمن في قلبه ذرة شك أو حب لها.

دليل انتفاء التحريم بعد تحليل
:
قال القرطبي رحمه الله: (وإنما نزل تحريم الخمر في سنة ثلاث بعد وقعة أُحُدٍ… وقال ما نصه: وتحريم الخمر كان بتدريج ونوازل كثيرة، فإنهم كانوا مُولَعين بشربِها، وأول ما نزل في شأنها: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة: 219]؛ أي: في تجارتِهم، فلما نزلت هذه الآية تركها بعض الناس وقالوا: لا حاجة لنا فيما فيه إثم كبير، ولم يتركها بعض الناس، وقالوا: نأخذ منفعتَها ونترك إثمها، فنزلت هذه الآية: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، فتركها بعض الناس وقالوا: لا حاجة لنا فيما يشغلنا عن الصلاة، وشرِبَها بعض الناس في غير أوقات الصلاة حتى نزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]، فصارت حرامًا عليهم حتى صار يقول بعضهم: ما حرَّم الله شيئًا أشد من الخمرِ). ومما سبق ينتفي تماما أي قول بتحليل الخمر في الإسلام ، فقد كان التشريع تحريماً من أوله لآخره ، وينتفي معه أي قول بالنسخ لأن القول بالنسخ يلزم وجود حليّة نسختها حرمة ، والحليَّة لم تكن لا في شرع الأمم السابقة ، ولا بعدها في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون الأمر نسخاً ؟ . فينتفي القول بالنسخ تماماً في مسألة تحريم الخمر، وعلى من يريد إثبات النسخ أن يثبت أن الخمر أخذ حكم الحليّة وهذا ممتنع تماماً عدا أن القول بالتدرج في التحريم يتعارض مع القول بالنسخ أصلاً ، وكل علماء السلف يقولون بالتدرج في التحريم فكيف نجمع بين القول بالتدرج في التحريم وبين النسخ؟. وكل من قال أن الخمر كانت مباحة أول الإسلام فقد افترى على الله الكذب ولزمه الدليل على تحلة الخمر قبل تحريمه هذا والله أعلى وأعلم.


يتبع بإذن الله …
 
السلام عليكم ورحمة اللهجزاكم الله يا أخي الفاضل عدنان الغامدي لمحاولاتكم للدفاع عن كلام الله الحكيموعندي سؤال... ماذا نقول في الآيات التي لم توجد الآن في المصاحف وكانت في القرآن في اول الامر مثل اية زنا الشيخين
 
ارجو الافساح للاخ عدنان ليتابع كتابته فيما ادعي نسخه من القران وان لا نشغب عليه باسئلة لا دخل لها في هذا الموضوع فما يسمى بمنسوخ التلاوة لا علاقة له بالموضوع اصلا
 
"فيجوز لك الطعن بكتاب الله"
سبحان الله ! كل الأمة طعنت بكتاب ربها إذن؟
لم نغمزك ولا داعي أن تظهروا اللطميات في كل مرة نبين مفاد قولكم .
لأن مفاد بحثك أن الله لم ييسر لهذه الأمة من يبين خطأها الرهيب التي وقعت به ولا محيص. أما القول أنها منسوبة على الصحابة فهذا ليس من البحث في شيء . بل هو التشهي والهوى.

تذكر ! : نحن نحتج عليكم بكتاب الله رأساً ليس بغيره. لكن عندما نازعتم في دلالة الآيات -وليس فيها ماينازع- ، قلنا لكم ماذا تفعلون بفهم السلف والمنقول بالروايات الصحيحة والمتواترة عنهم .قرابة عشرة من الصحابة بمن فيهم الخلفاء الراشدون. ثم أضف التابعين والأئمة من بعدهم. عندما تنازعون في سياق الآيات مثلاً ، فهل غاب ذلك عن الأئمة المجودين للغة وفهمها المتأخرون؟! أنا أتساءل فقط.


أما التعريض بالفكر التي خرجت منه الطوام فهذه مللنا من الرد عليها. وهل يجب أن أمدح القاديانية وأتمسح بأحذية اليهود والنصارى حتى أكون في نظرك عصري ومسالم ؟!

عندما نازعتم في دلالة الآيات ، قلنا أن سلفنا في فهمها هم الصحابة وتابعيهم والأئمة من بعدهم. وسلفكم معتزلي واحد فقط و الروافض الذين لا يجيزون النسخ ولكن يقولون بالتحريف والبداء! ومؤخراً القاديانية . لا أريد أن اتهمك بشيء. بل ذكرت الحقيقة كما هي.
 
السلام عليكم ورحمة اللهجزاكم الله يا أخي الفاضل عدنان الغامدي لمحاولاتكم للدفاع عن كلام الله الحكيموعندي سؤال... ماذا نقول في الآيات التي لم توجد الآن في المصاحف وكانت في القرآن في اول الامر مثل اية زنا الشيخين

أخي اشرف الوافي ، سآتي بإذن الله على ما تفضلت به ولكن بعد الانتهاء مما بداناه ، وبالنسبة لآية الرجم فلا تسمى (زنا الشيخين) فالشيخين ذات دلالة على سيدنا ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وهي من أظهر ما يبطل القول بالنسخ ويستأصله إن شاء الله.
 
دعوى نسخ الآية (284) من سورة البقرة
قال تعالى :

{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:2844]

مدَّعى بأنها نسخت بقوله تعالى:

{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:2866]


الاضطراب دليل الخلل فهل هي منسوخة أم محكمة ؟ :

وهذا مما نصرخ به دوما بأن نسبة القول بالنسخ للصحابي لا تعني أنه صدر منه هذا القول فعلاً ، وأننا ينبغي أن نجعل استقامة القول واتساقه مرجعا فإن التسليم بصحة الروايات بلا تفكير ولا تدبر جعل المنقول المقدم على المعقول مصدراً لإشكالات لم يصمد النسخ أمامها فكان باطلاً بيِّن البطلان :
قرر القرطبي رحمه الله وجود خمسة اختلافات بقوله (اختلف الناس في معنى قوله تعالى : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله على أقوال خمسة)واورد في القول الأول أنها نسخت بقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وهو قول جماعة من الصحابة منهم (ابن عباس) رضي الله عنه ، فقال رحمه الله:

( الأول ) أنها منسوخة ، قاله ابن عباس وابن مسعود وعائشة وأبو هريرة والشعبي وعطاء ومحمد بن سيرين ومحمد بن كعب وموسى بن عبيدة وجماعة من الصحابة والتابعين ، وأنه بقي هذا التكليف حولا حتى أنزل الله الفرج بقوله : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وهو قول ابن مسعود وعائشة وعطاء ومحمد بن سيرين ومحمد بن كعب وغيرهم .
وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال : لما نزلت وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال : دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا قال : فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال : ( قد فعلت ) ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال : ( قد فعلت ) ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال : ( قد فعلت ) : في رواية فلما فعلوا ذلك نسخها الله ثم أنزل تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وسيأتي” .انتهى كلامه

ثم قرر في القول الثاني أن ابن عباس قال أنها محكمة مخصوصة بالشهادة :

( الثاني ) قال ابن عباس وعكرمة والشعبي ومجاهد : إنها محكمة مخصوصة ، وهي في معنى الشهادة التي نهى عن كتمها ، ثم أعلم في هذه الآية أن الكاتم لها المخفي ما في نفسه محاسب .” انتهى كلامه
وفي القول الرابع يقول الطبري رحمه الله بأن ابن عباس قال (لم تنسخ) وأنها محكمة عامة :

“( الرابع ) أنها محكمة عامة غير منسوخة ، والله محاسب خلقه على ما عملوا من عمل وعلى ما لم يعملوه مما ثبت في نفوسهم وأضمروه ونووه وأرادوه ، فيغفر للمؤمنين ويأخذ به أهل الكفر والنفاق ، ذكره الطبري عن قوم ، وأدخل عن ابن عباس ما يشبه هذا .
روي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال : لم تنسخ ، ولكن إذا جمع الله الخلائق يقول : ( إني أخبركم بما أكننتم في أنفسكم ) فأما المؤمنون فيخبرهم ثم يغفر لهم ، وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوه من التكذيب”انتهى كلامه
وبذلك لزم أن يتبع هذا الاضطراب البيّن كذبٌ في أكثر من موضع والأظهر أن الكذب كان في موضع تقرير النسخ كما اعتدنا.

النسخ يقتضي الإبطال:

تكرر معنا أن النسخ يقتضي الإبطال ، والآن نحن أمام صورة فريدة من صور النسخ المزعوم ، فالنسخ لم يطال الآية بكاملها بل طال جزءاً منها وهو قوله تعالى (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) وأما الباقي فلم يقع فيه نسخ -على حد زعمهم- فقوله تعالى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) من الثوابت التي يقتضي القول بنسخها الكفر البواح ، وكذلك قوله تعالى (وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فمن يقول بأن هذا القول منسوخ كافر بلا شك.
ولذلك نجد أن القول بنسخ جزء من آية بدون قول صحيح ثابت أو تقرير من معصوم مجازفة أخرى تجزِّئ السياق وتجعل قوله تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) نسخاً لذلك الجزء برغم أنه متعلق بالتكاليف والعبادات المقررة بالجوارح فما دخل النوايا والاعتقاد حتى تلغيه وتنسخه ؟؟.

حقائق متصلة تقررها الآيات الكريمة :

بعد أن اثبتنا انتفاء النسخ وتناقض الأقوال المنسوبة لابن عباس وأنه لا ينبغي أن يقع على هذا الموضع كما أنه لا ينبغي أن يقع على سواه في كتاب الله سنتتبع موضع هذه الآية في السياق الذي تضمنته الآيات الثلاث في سورة البقرة لنعلم مقدماً بأن النسخ لا يجوز عليها أصلا.

إن الآيات الثلاث في ختام سورة البقرة اتت على ثلاث حقائق أصولية مترابطة في عقيدة الإسلام كل آية قررت حقيقة من الحقائق الثلاث وكل منها ملازمة لما جاورها :

الحقيقة الأولى :

أن العبرة عند الله بما استقر في نفس العبد من اعتقاد ونية ، وأن مبدأ الإيمان من دواخل النفس التي يعلمها الله وحده ، فمن ادعى أنه من أهل الإيمان وكانت نفسه ترفض الإيمان وتبطن النفاق والبغض وأصبح يظهر مالا يبطن فإن الله سيحاسبه على عقيدته وهذا لازم من لوازم الإعتقاد لا يجوز نسخه بل لا سبيل إلى إلغاءه أو تعطيله لأنه هو أسُّ العمل ومزرعته ، وقد قرره صلى الله عليه وسلم في حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في الحديث المتفق على صحته قال قال صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) وهذا ما يواطئ الآية الكريمة ويتساوى معها في المعنى ، ونسخ هذه الآية يجب ان ينسخ معه الحديث أيضاً.

إن الله جل جلاله يخبرنا أولاً بإحاطته بكل شئ (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وانه يملك الكون كله ، ثم يقرر علمه بملكه ومافيه من غيب وشهادة (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) ولما كان الإيمان محله القلب وهذا متسق مع كل المواضع المشابهة ومستقيم معها تماما كان معنى ذلك استتار مافي القلب عن معرفة الناس ، ومثل أولئك الذين يظهرون مالا يخفون من قال تعالى فيه (يُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) فهل مثل هذا مقطوع له بالغفران لقاء ما أضمره في قلبه من خصام ونفاقه وسوء طويته ؟؟ ، بل هو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، ولكن الاعتبار بما تضمره الأنفس وليس على ظواهر الأفعال.


إن هذا الموضع في قوله تعالى (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) يشابه ما في قوله تعالى { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود:108] ، فمشيئة الله مطلقة لا يقيدها شئ أبداً لذلك فهو تعالى إن شاء أخرج أهل الجنة منها وجعل بقائهم في الجنة مرهوناً بمشيئة الله تعالى ، حتى مع تقرير خلود أهل الجنة فيها تبقى مشيئة الله فوق كل حال.

الحقيقة الثانية :

قررتها الآية التي تليها (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فبعد تهيئة الأنفس بأن ما يستقر فيها هو رأس الأمر في الحساب والثواب والعقاب قرر تعالى ما يجب الإيمان به وتجري المحاسبة عليه في سياق متصل ببعضه البعض ، فلو أن عبداً قال (سمعنا وأطعنا) بجارحة اللسان ولم يستقر في قلبه ما آمن به الرسول ومن تبعه من أصحابه وما اعتقدوه من عقائد في هذه الآية فإنه محاسب بما أخفى وليس بما أظهر ، لأن ما اخفاه محبط للعمل لا تقبل معه طاعة يقول تعالى (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .

الله وحده يعلم حقائق الأمور فيأتي المؤمنين يوم القيامة يدافعون عن إخوان لهم فيكتشفون أن أعمالهم حبطت لأن أعمالهم شكلية ولم يستقر معها إيمان :
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ } [المائدة:53]فعمل الجوارح الذي لا يتبعه إيمان راسخ في النفس سيحبط كما وقع للمنافقين الذين انطبقت عليهم (الحقيقة الأولى) فيجري حسابهم بما يخفون من الاعتقاد فإن أخفوا الكفر فإن أعمال الظاهر محبطة لا قيمة لها:{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ(25) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)} محمد .

كرهوا رضوانه ، والكره عمل قلبي ،وإسرارهم عمل قلبي ، ومرض القلب لا يعلمه إلا الله ولكنهم ظنوا أن الله لا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأِمنوا بما يخفون من الكفر والله بما يعملون محيط.

الحقيقة الثالثة :

قررتها الآية الأخيرة في سورة البقرة وهي متعلقة بعمل الجوارح والعبادات ، فما كانت الحقيقة الأولى أن المحاسبة مبنية على مافي النفوس ، والحقيقة الثانية أن الإيمان بأركانه المقررة هو ما يجب ان يستقر قبل العمل فإن الحقيقة الثالثة تقرر أن الله افترض من العبادات (العمل) ما يطيقه ابن آدم ولم يضع عليهم من الشرائع والعبادات والتكاليف الشرعية ما يخرج عن الوسع والطاقة (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) ويقرر ان ميزان الاعمال يستوعب المكتسبات من الأجور على العمل الصالح ، والمكتسبات من الآثام على العمل الفاسد وعلى ترك أداء تلك التكاليف ، ثم يرشد المؤمنين للتضرع لله بالقول (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) فقرر تعالى الابتداء بالعفو عن العقوبات المقررة ، ثم المغفرة للذنوب المدونة ، ثم الرحمة بدخول الجنة ضمن مبدا التخلية قبل التحلية فلا جنة بلا رحمة الله ، ولا رحمة بلا غفران للذنوب.وهكذا فإن الآيات الثلاث ضمن سياق متصل تقرر مسألة عقدية هامة للغاية بشأن موقف الشارع الحكيم من الاعتقاد والعمل والعلاقة بينها.هذا والله تعالى أعلم.

يتبع بإذن الله …
 
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) الانفال

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)

يمكن القول انه موضوع رائع بارك الله بكم

لكن لو كان متجها نحو ابطال دعوى الزاعمين بوجود نسخ التلاوة دون الحكم.... فالنسخ حق في كتاب الله وهو جزء من تبديل الايات لكن من قبل الله وحده فلا يبدل القران الا قران مثله ولا مبد لكلمات الله الا الله يمحو ما يشاء ويثبت فينقل الحكم من حكم لله الى حكم لله بالمثل او بخير من المثل كما الايات اعلاه ولا يعقل ان هذه الايات المختلفة في حكمها (ان بقي الحكمين) تنطبق على ذات الاشخاص بذات الوقت الا بوجود الاختلاف والتضاد في ايات الكتاب وهو من القصور المردود عن كتاب الله فحتى لو تشابه المعنى فيما ظاهره الاختلاف وربما كان باطنه النسخ ان ثبت تعارض احكامه ومعانيه كلا او جزء(نسخ جزئي او تخصيص) فان كان من الاحكام كان بين النسخ او الجهل بما يفترض علمه وهنا لا بد من وجود من يعلم على وجه القطع او ما نجده نحن مختلفا لانه متشابه ان كان من غير الاحكام ومن غير ما نعقله كتاويل صفات الله والخوض في معانيها بل هنا نقف ونؤمن به انه منزل من عند الله ولا نقول اختلاف وتضاد

لكن كتاب الله في الايات اعلاه بين ان تعارض الاحكام كان على وجه التخفيف واظهار رحمته تعالى بعباده المؤمنين فقد تبدل الحكم فنسخ عن تشديد ونقل الى تخفيف والحكم حكم الله في الناسخ و المنسوخ

وجزء اخر من تبديل الايات ان الله ينسها عباده فتتبدل ويندثر ما قبلها بالنسيان مثل تبديل القبله فقد صلى نبينا عليه الصلاة والسلام الى القبلة الاولى ثم بدل الله ذلك الحكم باستقبال المسجد الحرام ولا يظن بنبينا الا انه اتبع من اول الامر واول القبلة ما انزل اليه من ربه من كتاب بما اوتي من حكمة ومن اللطيف هنا ان لفظ المسجد بال التعريف ما كان الا بالقبلتين بكتاب الله كله
ومن الجدير بالذكر ان ايات النسخ تلتها ايات تبديل القبلة بذات السياق وكل ذلك بسياق تحريف التوراة وهو تبديل احكامها و من اللطيف ايضا هو وجود قصة العجل وتبدل حال بني اسرائيل وفتنتهم في قصة العجل وهو كحال القاء الشياطين ونسخه... فتنة

(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) البقرة

انظر سياق اية النسخ فلا اظنها نزلت الا بسبب واقعة تبديل القبلة فقد انتخذها اهل الكتاب مطعنا فمن المناسب للسياق ومناسبته ان تكون


كما ان قول الله تعالى

مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ....

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)

وهذا جزء اخر من التبديل و هو شطر النسخ المذكور اعلاه

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) يونس

الاية اعلاه تبين ان الله امر نبيه بالبيان للمن يطالب بالتبديل انه لا يبدله من عند نفسه وقد اقتصر الاستثناء على ذلك فهذه قرينه على جواز تبديله من عند الله تعالى والا كان اولى الانكار على التبديل كله ولم يقتصر الانكار على تبديل النبي عليه الصلاة والسلام ما انزل عليه من تلقاء نفسه اعتباطا او لغوا حشى وكلا وما اظن قول اهل الكتاب راعنا الا من هذا الباب يقصدون افتراء النبي حاشاه يقصدون بذلك ما علم عنهم من القول ان من نسخ من البداء اي يبدوا الشيء بعدما غاب ولا يغيب شيء عن علم الله ولكنه فعال لما يريد ان شاء خفف او حمل اصرا وغل الاغلال كل يوم هو في شان وما يفترى مثل القران ولا يقدر احد الاتيان بمثله وقد لبث نبينا صلى الله عليه وسلماعوام مديده في هذه الدنيا قبل الوحي ولم يات بمثله ومن الطيف ايضا ذكران لفظ بدل ومشتقاته وقع في سورة البقرة ست مرات في خمس ايات من مجموع 34 ايه في الكتاب كله ولم يتكرر اللفظ في اي سورة في اكثر من ثلاث فمناسب لوجود اية النسخ وما انسي من الكتاب

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ
فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)

أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (

أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)

فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)

سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211)


اما نسخ التلاوة فتحريف وتبديل من عند غير الله فلا يسمى نسخا فلا اصل بقي ونسخ عنه وانتقل الى غيره ولا ناسخ تبدل مكانه ولا يمكن باي حال تبديل اية الا باية ولا يماثل القران الا القران والا كان للقران مثل من عند البشر ومن الفاظهم

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) الانعام

وتكفي هذه الايات لاثبات ان الله بدل من القران كيف يشاء لا مبدل لكلماته

وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)

ومن المزيد في النسخ ايضا هذه الايات من سورة البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
فعفا الله تعالى عن زلات المؤمنين تيسيرا لما عسر عليهم فاحل الرفث ليلة الصيام بعدما كان الصوم كصوم اهل الكتاب لا جماع بليلة الصيام كما كتب علينا اول الامر
 
بسم الله الرحمن الرحيم​
جناب الأخ الكريم الاستاذ خلدون الحسيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم تفاعلكم ومساهمتكم القيمة في ما نشر بشأن فرية النسخ ، وبرغم تكرار بعض ما ساورده ، وضرورة المرور عليه في الأعلى ومتابعة الآتي ولكني أود ان اعقب على ما تفضلتم به بما يلي :
أولاً : نتفق على أن القول بنسخ التلاوة علاوة على ما فيها من شبهة وإساءة للتنزيل الحكيم فهي فرية ممجوجة ضعيفة يسهل نقضها ونفيها وسوف أدلي بما لدي بشأنها هنا في هذه السلسلة وسأستعير بعض ما سبق لي أن دونته فيها فأقول مثلاً أن الآية المفتراة المسماة بآية الرجم (الشيخة والشيخة) يكفيها بطلانا أنها وردت بثلاثة عشر صيغة ، وكأنها ما افتريت إلا لتصدق قوله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء:82]) فأي دلالة اعظم من اختلاف هذه الآية المفتراة على ثلاثة عشر وجهاً أدلّ من انها من عند غير الله ؟؟ ، وفي الجعبة الكثير من الدلائل الآتية التي يأبى العقل السليم والفطرة المسلمة أن تقبله ، والله يأمرنا جل وعلا بإعمال العقل والتدبر والتفكر وإلا فما يفرقنا عن شر الدواب التي تجفلها عصا الراعي ؟؟.

ثانياً: إن مجرد القول بالنسخ سواء نسخ التلاوة أو نسخ الاحكام فرية في ذاتها فقد قادت لطوام حتى ظهر من نسخ ثلث القرآن فصيَّر القرآن ينسخ بعضه بعضها فنسخت آية السيف وحدها نحو ثلاثمائة آية فكان من ثمار هذا القول الباطل ما ترى من انتشار فرق الضلال من دواعش وخوارج بشتى مشاربهم يبطلون قول الله بقول فلان وعلان وبلا تقرير أو إخبار من معصوم ثم ظهرت دعاوى نسخ التلاوة عندما سكت الساكتون عن نسخ الأحكام فأزهقت الأنفس وسالت الدماء المعصومة واستحلت الحرمات وفشا القتل في الناس كما ترون في العراق والشام وقبلها وستستمر نابتتهم تعيث في الأرض فساداً وقتلاً وكلما قُطِعَ منهم قرن ظهر قرن آخر فأي ثمار اشنع وابشع من هذه الثمار للقول بإبطال كلام الله وأحكامه باسم النسخ ؟؟ .

ثالثاً: إن القول بأن آية النسخ { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:106] ، قول يعود في أصله لسوء فهم لمعنى (آية) ، ومن أين للقائلين بنسخ الأحكام طالما وجدت الشبهة ، وإن وجدت الشبهة والاختلاط بين معنى الآية الكونية والآية النبوية والآية القرآنية فأيها نستصحب ونستوعب ؟؟ وكيف لنا إن اتسق القول بنسخ آيات الرسل السابقين وحججهم ومعجزاتهم أن نُجري هذا النسخ على المعجزة الباقية والكلمة الربانية الراقية ؟.

رابعاً : سبق أن أبدينا تعجبنا وذهولنا من أمر جلل يدعى النسخ تبطل به الأحكام ويختلف فيه القائلون على ثلاثة عشر فريقاً ، فهل صار كلام الله نهباً للمجتهدين ينسخونه ويبطلون أحكامه من عند أنفسهم ثم يجوّزون اتباع الظن ونختار ما يطمئن له القلب في قول الله ، فإن رددنا قول فلان قامت الدنيا ولم تقعد ؟؟ فكيف تقدس قول المخلوق المنسوب المضطرب الذي لم يثبت في حق قول الله العلي القدير الثابت المقدس ؟ ، وكيف لا يجد كلام الله من يغضب لأجله ولكن إبطال كلام فلان وعلان الغير ثابت يصيب البعض بالجنون لدرجة أنه يتعرض للتشكيك في العقيدة ويرمي معارضيه بأبشع الاتهامات الفاحشة تلميحا وتصريحاً متولياً كبره وهو لا يعلم ولا يعقل ولا يفهم ولا يفقه أنه يطعن بأقدس ما نملك ، ولا يعنينا أقدس ما يملك لأننا لن نجاريه ونقدسه فوق كلام الله.

خامساً
: برغم أن مسالة آية المصابرة آتية فيما سيلي من تفصيل ولكن أين الحكم المنسوخ ؟؟ ، لا تشتمل الآية على أي حكم أصلا ، فما قاد لهذا القول إلا ضياع الفهم والتفريق بين آيات الحكام وسواها فالمصابرة متعلقة بإيمان المجاهدين من المؤمنين ففي حال تسامت حالتهم الإيمانية فإن قوتهم تتضاعف وإن تقاصرت هممهم وإيمانهم فسيدب الضعف فيهم ، واليوم لو وجدت عصابة من المؤمنين كأصحاب محمد (الذين نزلت فيهم الآية المنسوخة بزعمهم) إيمانا وتقوى واتباعاً لانطبقت عليهم ، وهي في الأصل ليست بحكم ولكنها موعظة وعبرة.

وختاماً أخي الكريم فأحييك لحضورك وأحترم وأجلّ اختلافك إن اختلفنا طالما لم ننكر المعلوم من الدين بالضرورة ولم نخرج من الملة فالحمدلله هناك مساحة من الأخذ والرد وكلٌّ يؤخذ منه ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم ومحمد لم يقل بإبطال آية من كتاب الله أبداً ، ونتطلع لتجاذب الحوار ومراجعة ما سبقت الإشارة إليه لعلكم تجدون فيها ما يردنا للحق إن كنا على سواه والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
 
أود التعقيب بما يحسم المسألة ويفض النزاع والخلاف ويحل الإشكال تماماً ، فنتفق أن اصل النزاع هو في فهم مفردة آية في قوله تعالى :
{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:106]
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [النحل:101]
فأقول (وكل منكري النسخ كذلك) أن مفهوم آية هنا لا يراد به آيات القرآن الكريم ولا يوجد أصلا قرينة تقود لهذا الفهم بل يراد منه علامات ودلائل وشرائع الأمم السابقة التي نسخها القرآن كمعجزة نهائية باقية ، لأن القول خلاف ذلك يحتاج لدليل يفرق بين الدلالتين من قول نبوي صريح متواتر وليس رأي متغاير متنافر يتشظى إلى ثلاثة عشر قولاً وننتظر أن يأتي من يتوسع ليبطل جل أحكام الله باسم النسخ وهكذا ، فكل قول باطل تجد الخلاف يدب فيه ويأكله كما تأكل النار الحطب ، فاتحدى أن تجد مبطلاً من مبطلي أحكام الله باسم النسخ يقرر بأن فلاناً من ناسخي احكام الله هو الصواب والبقية على خطأ ، فالمهم -عندهم- أن تؤمن بالنسخ وبعدها قل ما تشاء حتى لو تنسخ ثلاثة ارباع القرآن لا يهمهم ولست مبتدع ولا مجرم في حق كتاب الله ولكن إن نزهت كتاب الله عن الباطل أن يأتيه من بين يديه ومن خلفه فأنت قد اتيت جرماً عظيماً فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولقد وردت مفردة (آية) في 382 موضعاً في القرآن الكريم كانت دلالات معظمها تقود لمفهوم غير مفهوم آيات القرآن الكريم ، فهي تشير لمعجزات الأنبياء وتشير للآيات الكونية كالليل والنهار ، وتشير للعلامات والدلالات فعندما تصرفها عن معانيها الجامدة لمعنى يترتب عليه إبطال لأحكام شرعية يجب أن يكون هذا بدليل وقول الغير معصوم ليس بدليل ولا يعتد به عندما يكون الأمر فيه ابطال لقول الله تعالى ، سيما وأن سياق الآيات كلها في تشير لمفهوم لا يتعلق بالقرآن فهاهي سورة البقرة ودلالات كلمة آية فيها لا تشير إلا لمعنى العلامة والمعجزة:

اية رقم (106): (مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ)

وهنا أتت في سياق تفضيل المسلمين بمعجزة ناسخة لما عند بني إسرائيل واهل الكتاب ، وأتت هذه الآية تالية لقوله تعالى ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) فأهل الكتاب لا يقبلون القرآن الذي نسخ قبلة بني اسرائيل وشرائعهم فاعترضوا فبين لهم جلت قدرته أنه المتصرف فيما ينزل على الناس من آيات ربانية مؤيدة لأنبياءه فينسخ ما يشاء منها بما يشاء منها وكذلك نسخ توراتكم يابني اسرائيل بالقرآن وليس المقصود نسخ القرآن فلم يكن هنا موضع الحديث عما في القرآن بل المقارنة بين آيات الأمم وليس آيات الكتاب الحكيم ، فمن ضل وتأول تأويلا فاسداً فلست ملزما باتباعه وعليه اثمه وعلي إثمي واراه منكرٌ واجب التغيير وإلا فسيسالكم الله عنه ولن يأخذ احدا بجريرة أحد.

اية رقم (118): (وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
فالحديث هنا عن الآيات الإعجازية والعلامات الكبرى التي اتى بها الأنبياء فأتت في نفس السياق المتعلق باليهود والنصارى ونسخ قبلة اليهود (بيت المقدس) واستبدالها بقبلة المسلمين (البيت الحرام).


اية رقم (145): (وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٍ مَّا تَبِعُوا۟ قِبْلَتَكَ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ)
أي بكل علامة دالة على صدق دعوتك وأتت تالية لآية تحويل القبلة وهي تنطبق على عتاة القائلين بالنسخ فلو اتيناهم بكل آية تدل على فساد رأيهم وجرم قولهم ما تبعوا الحق ولن نتبع اهوائهم سنثبت كلام الله الذي اثبته ولن ننقض أحكامه بقول قائل ابداً.



اية رقم (211): (سَلْ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَٰهُم مِّنْ ءَايَةٍۭ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ)
كم آية بينة ، كم من علامة ومعجزة نزلت عليهم كالعصا وانفلاق البحر ونجاتهم من فرعون ، والمن والسلوى وغيرها من المعجزات ، فلم تدل هذه الآية أو تشير للقرآن وآياته.


اية رقم (248): (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِۦٓ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحْمِلُهُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
آية ملكه : العلامة الدالة على اصطفاء الله له ملكاً عليكم فمن اين لهم مع كل هذه السياقات الواضحة الجلية أن يصرفون المعنى للقرآن الكريم ؟؟.



اية رقم (259): (أَوْ كَٱلَّذِى مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْىِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُۥ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِا۟ئَةَ عَامٍ فَٱنظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَٱنظُرْ إِلَى ٱلْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ)
لنجعلك آية للناس : علامة دالة على قدرة الله تعالى ومطلق تصرفه في خلقه.

فأثبت يا من يبطل أحكام كتاب بالله باسم النسخ اثبت أن دلالة الآيتين تشير لمعنى آيات القرآن وليس إلى سواها ، من قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بحديث صحيح ثابت متواتر وليس بقول ابن عبدالبر ولا قول منسوب لابن عباس رحمهم الله جميعاً بل قول صاحب الأمر صلى الله عليه وسلم.

 
الإثبات هو السياق ، فهذه الآية جاءت في سياق آيات تتحدث عن تحويل القبلة وهي شئنا أم أبينا تنسخ حكما هو التوجه إلى بيت المقدس.
فهذا التوجه إلى بيت المقدس خمس عشرة سنة هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وفعله جزء من السنة ، وهذه الآية صرحت بهذا [ قبلتك التي كنت عليها ] ، وأنتم - حفظكم الله - لا تثبتون قبح النسخ بين لشريعتين ، فمقتضى النظر العقلي أن لا يقبح داخل الشريعة الواحدة .
***وتبقى مسألة البحث عن الدليل الواضح الصريح هي المعيار.
*** وعدم القول بالنسخ إذا احتمل الدليل.
*** أما إذا كان واضحا كآية القبلة ، وكالأحاديث التي يرد فيها كنت نهيتكم عن كذا ثم يأمرهم بعكسه ، فما علة طعنكم فيه ، هب أنكم - حفظكم الله - اجتهدتم فأصبتم أو أخطأتم فأنى لكم أن تسموا هذا الفعل طعنا في الدين ، أليس هذا اتهاما لأكثر الأمة بالطعن في الدين.
ثم قولكم عن أنفسكم [ أنا عامي بسيط ] يقابله سؤال بسيط هو : أنَّى للعامي أن يكتب بحثا كهذا ، لا تنكر فضل الله عليك ، فأنت تستطيع البحث في المسائل ، فاجتهد وشاور أهل العلم والفضل ، واعلم أن النوايا الحسنة لا تكفي وحدها لتحسين المسائل وتقبيحها ، فلكم حرم من حلال وحلل من حرام بمثل هذه النوايا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
جزاك الله خيراً وشكر لك لتفاعلك الكريم ، نعم القول بنسخ القرآن طعن في الدين، ووالله لقد بينت كل ما تفضلت به لو رجعت لما سبق ولكني سأعود لاوضح مالم اوفق في توضيحه :
قلت وفقك الله:
الإثبات هو السياق ، فهذه الآية جاءت في سياق آيات تتحدث عن تحويل القبلة وهي شئنا أم أبينا تنسخ حكما هو التوجه إلى بيت المقدس.

ارجوك أن تبين لي أين حكم التوجه لبيت المقدس في القرآن الكريم الذي نسخته آية القبلة ؟؟ لكي يكون هناك ناسخ ومنسوخ
 
قال الأستاذ حسن علي حسن خليل وفقه الله: (وأنتم - حفظكم الله - لا تثبتون قبح النسخ بين شريعتين ، فمقتضى النظر العقلي أن لا يقبح داخل الشريعة الواحدة).

فقلت: هذا نظر قوي ورأي صائب، لا ريب؛ ولكن نحن أيها الفاضل نتكلم عن حكاية الناسخ والمنسوخ في القرءان لا الناسخ والمنسوخ في الشرائع والشريعة الواحدة.

فالتوجه - يا رعاك الله - إلى بيت المقدس ليس بقرءان ولم يكن قرءانا بدليل أن الله قد جعل عدم إختلاف القرءان حجة من الحجاج، أو الحجج، على من يقول ببشريته. هذا وأهل الناسخ والمنسوخ يشترطون التناقض أي أن يكون الحكم في الناسخ والمنسوخ متناقضا شرط من شروط النسخ وهي خمسة - على الأقل.

فماذا كان إستقبال بيت المقدس إذن؟ لا يهم، لا من قريب ولا من بعيد، فالمهم لم يكن قرءانا.. فقل شرع من قبلنا أو إلهام رباني أو مما ينتمي إلى {بما أراك الله} الآية أو إجتهاد .. أو أي شيء، شرط متقولش قرءان.

وأعتذر على التطفل.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي عدنان الغامدي
وشكرا لترحيبك
يا سيدي هدانا الله للحق في هذا الامر جميعا
المهم ان النسخ في حد ذاته ليس مثلبة على الله ولا مطعنا في الدين فلا يلزم النسخ البداء فقد يكون بداء و قد يكون تغيرا بتغير الارادة و الله يفعل ما يشاء والقول بالبداء ممتنع عن الله تعالى فهو علام الغيوب لكن من سننه تعالى التغير بيده الامر قاهر فوق عباده فليس النسخ مثلبة في هذا الحال بل سلطان وهيمنة وقدرة


فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)

نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)

اما بالنسبة لتغير القبلة فانت تقر انها تغيرت ولكنك تنكر انها كانت في اول الامر من امر الله لنبيه وهذه كبيرة في حق نبينا من حيث لا تدري فالصلاة عماد ديننا فهل امر بها النبي عن امره ام عن امر الله اشهد ان محمد لم يات بهذا الدين من عنده و لا درسه عن اهل الكتاب بل رسول الله اتبع ما اوحي اليه ولم يكن مشرعا ابدا

فلهذا امر التوجه واستقبال بيت المقدس لابد ان كان وحيا من عند الله وانساها الله العباد

وهذا القول ليس بغير دليل وليس بهذه القرينة فقط
انما قال تعالى

مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا ..... (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
فقد بين الله تعالى ان القبلة الاولى ثقلت على نبينا عليه الصلاة والسلام فولاه قبلة يرضاها كما بين انه هو من جعل القبلة التي كان عليها النبي اول الامر فالوجه هنا لا يمكن ان يكون بانه جعلها لاهل الكتاب وقلد النبي لانه متبع لم اوحي اليه ولم يبتدع هذا الدين من عنده ولا قلد اهل الكتاب فلا يبقى لنا الا الاقرار بوجود وحي بهذا وحينها يلزمنا القول بانه اما انسي واما اننا لا نستطيع استنباطه

اما قولك ان من معاني كلمة ايه هو كتب اهل الكتاب فليس له وجه ابدا ولا يصح واما المعنى فيفهم من السياق ان تعددت معاني الكلمة الواحدة فيجب على كل من يلزم معنى للكلمة بيان سبب اختياره لها لا ان يفسر النص والكلمة على حسب ما يحب ويريد ان تكون

مثلا انت لا تريد ان تكون اية تعني اية من سور القران ففسرتها بمعنى اخر لا يستوي ان يكون احد معانيها فلم تدل كلمة اية على كتب اهل الكتاب بتاتا (فيما اعلم فاعرض ما علمت ان وجد ولا يثبت ذلك دعواك اخي انما يثبت الاحتمال والوجوه ) اما من التزم السياق وفسرها بما يناسبه فانه اتى بسبب وجيه بل دليل وقرينة ولكي نتثبت ان كلمة اية هنا تعني المعنى المشهور للكلمة فهناك عدة قرائن بالسياق فتتبع جيدا ما علمته

وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) البقرة

فان كان السياق كله في الكتاب والتنزيل فيضعف ان تكون اية بمعنى العلامه والمعجزه من غير ما ينزل و يتلى و يسمع سماعا من فضل الله كما ان القول ان النسخ وقع على الكتب(الاية) السابقة فالنسيان على ماذا وقع فهل انسي الناس كتب من كتب الله باكملها....!!! اذا لن يستقيم المعنى بسياقه الا ان الاية هي ايه من ايات القران

(45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)................................ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء


من اللطيف جدا ان كلمة راعنا لم تات الا في موضعين في القران كله فهي اية طعنهم بالدين و زعمهم افتراء النبي عليه الصلاة والسلام بسبب تبديل الايات بنسخها او النسيان بل الالطف ان عبارة هدى وبشرى لم تات في القران الا بثلاث مواضع

البقرة قبل اية النسخ ببضعة ايات وفي النحل بعد اية التبديل وفي اول النمل

قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)

وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)

طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)



فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) النحل

أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الحج

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)


وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10),,,,,,,,,,,..........................إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)


مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) ......,,,,,,,,,,,,,,,,سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) ..................................لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)


الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)

ايات الكتاب لا تنضب و حيلتي قليلة لكن تمعن جيدا يا اخي قبل ان تبدي رايك الان .......... ولولا ان النسخ بالكتاب ما امنت به قط
 
ما بالكم اخوتي ؟؟
نكتب وكأننا تصبغ البحر ؟؟
انا اقول إءتونا بآية تأمر بالتوجه لبيت المقدس ؟؟. لا يوجد
فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء لأن القول بخلاف ذلك خطير مؤداه أنه لم يرض صلى الله عليه وسلم بأمر الله فطلب تغييره ونسخه لكي يستقبل قبلة برضاها غير ما رضي الله له وهذا مستحيل.
النسخ في القرآن ممتنع وإلا فأتونا بآية استقبال بيت المقدس التي نقضت وابطلت (بالنسخ) ، سؤالي وطلبي يسير فأرجو عدم تشتيت الموضوع ولكم جميعا اطيب تحية.
 
ما بالكم اخوتي ؟؟
نكتب وكأننا تصبغ البحر ؟؟
انا اقول إءتونا بآية تأمر بالتوجه لبيت المقدس ؟؟. لا يوجد
فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء لأن القول بخلاف ذلك خطير مؤداه أنه لم يرض صلى الله عليه وسلم بأمر الله فطلب تغييره ونسخه لكي يستقبل قبلة برضاها غير ما رضي الله له وهذا مستحيل.
النسخ في القرآن ممتنع وإلا فأتونا بآية استقبال بيت المقدس التي نقضت وابطلت (بالنسخ) ، سؤالي وطلبي يسير فأرجو عدم تشتيت الموضوع ولكم جميعا اطيب تحية.

اخي عدنان الغامدي
اسعد الله اوقاتك
انت يا اخي مصر على اغفال النسيان وهذا لا يفسر الا من باب العناد والتعنت والتمسك بالراي
هذه الاية التي تطالب بها لا نعلم عنها شيء لكن كل من عقل قول الله و اعطى كلمة ايه معناها الصحيح يعلم ان هناك ايات تنسخ وايات ينساها العباد وتندثر
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا

كما قلت لك سابقا
القبلة كان عليها النبي وكان عليها كل من اتبعه عليه الصلاة والسلام وهذا بالنص لا يحتمل وجها غيره

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا

اذا القبلة كانت لهم ايضا اي المسلمون

اما قولك

لأن القول بخلاف ذلك خطير مؤداه أنه لم يرض صلى الله عليه وسلم بأمر الله فطلب تغييره ونسخه لكي يستقبل قبلة برضاها غير ما رضي الله له وهذا مستحيل.

فانه من باب الزام ما لا يلزم وتقول ما لم يقل

فان النبي ثقل عليه استقبال غير الكعبة وهذا واضح من قوله تعالى قبلة ترضاها -عن المسجد الحرام- ولكنه رضي و سمع واطاع لامر الله وليس لذات القبلة فاستقبل المسجد الاقصى ولم يطلب تغيرها بل غيرها الله تعالى وبدلها بارادته

اما ان يثقل شيء على قلوب العباد فمن الطبيعي ومن جبلة البشر

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ


قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)


إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا


 
أخي العزيز الأستاذ خلدون الحسيني:
أنت تتكلم في موضوع آخر لا علاقة له بموضوع الناسخ والمنسوخ في القرءان. وهنا في المناقشة لا أشكك في الناسخ والمنسوخ لأن النسخ (البداء) يجوز أو لا يجوز على الله، بل للسبب الذي كررته أكثر من مرة: القرءان لا يختلف. والأسباب الأخرى ثانوية تتعلق بإختيارات فقهية من خلال تطبيق النسخ ومنها ما يتعلق بالتوجهين " التكفيري الخوارجي أو الخارجي " و " الحداثوي " وغيرها ...

أقصد بالبداء البداء في الأمر وليس في الإرادة أو العلم.. ولكي نميز بين النسخ التشريعي والنسخ التكويني قلنا للأول نسخ وللثاني بداء. راجع الملل والنحل للإمام الشهرستاني. والكلام في البداء بالمعنى الآخر سيؤدي بنا إلى نقاش كلامي نحن في غنى عنه وبدايته من سؤال (الله يعلم أنه سيشفي غدا تلك المرأة المريضة من تركيا، فهل يجب عليه ذلك غدا؟).
 
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرض التوجه لبيت المقدس قبلة له أليس كذلك ؟؟
وأرجو تبيان موضع تقرير بيت المقدس قبلة في القرآن الكريم لكي نقول ان الناسخ والمنسوخ مكتمل الاركان وما نقوله هو امتناع نسخ آي القرآن الكريم ويلزم القول بذلك الإتيان بآية تقرر حكما وأخرى تنسخه وهذا غير متحقق في تحويل القبلة ، ولا في سواها.
أما القول بأنها أنسيت فهذا القول مرسل لا دليل عليه .
 
أخي العزيز الأستاذ شايب زاوشثتي

تقول
أنت تتكلم في موضوع آخر لا علاقة له بموضوع الناسخ والمنسوخ

اذا اخي دلني فيما كنت اتكلم؟؟؟؟

عجيب امرك ربما انني لا اتكلم بمصطلحات عهدتها انت او جماعة من الناس !!!

واما الناسخ والمنسوخ فخلاف كبير وقع عليه بسبب فكرة البداء و ما اتيت على ذكر البداء لانك تكلمت ؟؟؟!!!

به بل لانه مرتبط ارتباط وثيق بالناسخ والمنسوخ والخلافه فيه وهو قول اليهود وطائفة من اهل القبلة فالبداء يلزم النسخ عندهم
 
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرض التوجه لبيت المقدس قبلة له أليس كذلك ؟؟
وأرجو تبيان موضع تقرير بيت المقدس قبلة في القرآن الكريم لكي نقول ان الناسخ والمنسوخ مكتمل الاركان وما نقوله هو امتناع نسخ آي القرآن الكريم ويلزم القول بذلك الإتيان بآية تقرر حكما وأخرى تنسخه وهذا غير متحقق في تحويل القبلة ، ولا في سواها.
أما القول بأنها أنسيت فهذا القول مرسل لا دليل عليه .

لا بل قال تعالى وما ننسخ من اية .........او ننسها . صدق الله العظيم

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)

اريد ان اسالك هل هناك تعارض وتضاد بين مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا وبين مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ

بغض النظر اكان حكم ام عظه وتذكر الاية في النسخ لم تقل ينسخ الله الحكم لا بل قال تعالى ما ننسخ من اية

وان لم تجد تعارضا فوفق بين الايات؟؟؟؟
 
اما بالنسبة للقبلة الاولى فان استقبلها نبي الله فانه رضي بامر الله و سمع واطاع

كما جاهد ورضي الصحابة وسمعوا واطاعوا امر الله و القتال كره لهم لكنهم سمعوا واطاعوا



أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)

الايه اعلاه تخبر صراحة بوجود النسخ في شريعة الله فقد كان الحكم اولا كف الايدي ثم اذن بالقتال وكتب على الذين امنوا وظلموا واخرجوا من ديارهم واعتدي عليهم
 
قال ثناء الله المظهري رحمه الله في تفسير الآية 82 من سورة النساء:

{أفلا يتدبرون} أي المنافقون ويتأملون في {القرآن} نظمه ومعانيه وينظرون ما فيه من الغرائب حتى يظهر لهم أنه ليس من جنس كلام البشر فيحصل لهم الإيمان ويذرون النفاق، وأصل التدبير النظر في إدبار الشيء فيه دليل على صحة القياس {ولو كان} هذا القرآن مختلفا كائنا {من عند غير الله} كما زعم الكفار {لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} من تناقض المعنى وتفاوت النظم بحيث يكون بعضه فصيحا وبعضه ركيكا وبعضه صعب المعارضة وبعضه دون ذلك ومطابقة بعض أخباره المستقبلة دون بعض لنقصان القوة البشرية، وأما الناسخ والمنسوخ فليس من باب الاختلاف بل النسخ بيان لمدة الحكم الذي اختلف بناء على اختلاف الأحوال في الحكم والمصالح بحسب اختلاف الزمان والله أعلم.

ليس من باب الإختلاف، عند من؟

قال الواحدي في أسباب النزول: قال المفسرون إن المشركين قالوا: أترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا، ما هذا في القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه، وهو كلام يناقض بعضه بعضا، فأنزل الله {وإذا بدلنا آية مكان آية} وأنزل أيضا {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها}.

بالعربي: يقال لهم إن كان الأمر كما تدعون لوجدتم فيه إختلافا كثيرا، فإن وجدوا هذا الإختلاف يقال لهم هذا من باب النسخ. وسيكون هذا من باب نسخ الأخبار وقد ميزوا بين لفظ الخبر ومدلوله، وبين الماضي والمستقبل وو..

إن كنا لا نتفاهم بالحجة العقلية المنطقية فلنتفاهم بالحجة العلمائية. قال العلماء: (لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع). هل أجمع العلماء على أن الآية كذا منسوخة بالآية كذا؟

لا يوجد، والنتيجة: بالمنطق وبالعلماء لا ناسخ ولا منسوخ في القرءان.

1. لا آية صريحة في الناسخ والمنسوخ.
2. لا حديث شريف عن هذه الآية ناسخة وتلك منسوخة.
3. المنطق يمنع وقوع الناسخ والمنسوخ في القرءان الكريم.
4. أجمع علماء الإسلام على إمكانية الجمع بين كل الآيات التي قيل عنها ناسخة ومنسوخة.

فحول ماذا ندندن هنا ؟
 
إخوتي الأكارم
استميحكم عذراً لكون معظم النقاشات والتساؤلات سبقت الإجابة عنها في ثنايا الردود في هذا الموضوع لذا فأعتقد بوجوب استئناف الحلقات وبعد اكتمالها سنراجع سوية ما مر معنا ، وأتطلع أن يقوم إخواني الأعزاء من يعارض ومن يوافق أن يراجع ما كتب ويورد التوضيح والبيان لخطأ ما يعتقد انه خطأ بعد اقتباسه مباشرة من الموضوع حتى لا أُقوَّل مالم أقل وحتى لا يكرر الجواب وأضيع على الإخوة أوقاتهم .
بارك الله فيكم جميعاً وهداني وإياكم إلى سبيل الرشاد.
 
دعوى نسخ الآية (284) من سورة البقرة
قال تعالى :
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:284]

مدَّعى بأنها نسخت بقوله تعالى:
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:286]​

الاضطراب دليل الخلل فهل هي منسوخة أم محكمة ؟ :
وهذا مما نصرخ به دوما بأن نسبة القول بالنسخ للصحابي لا تعني أنه صدر منه هذا القول فعلاً ، وأننا ينبغي أن نجعل استقامة القول واتساقه مرجعا فإن التسليم بصحة الروايات بلا تفكير ولا تدبر جعل المنقول المقدم على المعقول مصدراً لإشكالات لم يصمد النسخ امامها فكان باطلاً بيِّن البطلان :
قرر القرطبي رحمه الله وجود خمسة اختلافات بقوله :
(اختلف الناس في معنى قوله تعالى : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله على أقوال خمسة) واورد في القول الأول أنها نسخت بقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وهو قول جماعة من الصحابة منهم (ابن عباس) رضي الله عنه ، فقال رحمه الله:
"( الأول ) أنها منسوخة ، قاله ابن عباس وابن مسعود وعائشة وأبو هريرة والشعبي وعطاء ومحمد بن سيرين ومحمد بن كعب وموسى بن عبيدة وجماعة من الصحابة والتابعين ، وأنه بقي هذا التكليف حولا حتى أنزل الله الفرج بقوله : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
وهو قول ابن مسعود وعائشة وعطاء ومحمد بن سيرين ومحمد بن كعب وغيرهم .

وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال : لما نزلت وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال : دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا قال : فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال : ( قد فعلت ) ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال : ( قد فعلت ) ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال : ( قد فعلت ) : في رواية فلما فعلوا ذلك نسخها الله ثم أنزل تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وسيأتي" .انتهى كلامه

ثم قرر في القول الثاني أن ابن عباس قال أنها محكمة مخصوصة بالشهادة :

"( الثاني ) قال ابن عباس وعكرمة والشعبي ومجاهد : إنها محكمة مخصوصة ، وهي في معنى الشهادة التي نهى عن كتمها ، ثم أعلم في هذه الآية أن الكاتم لها المخفي ما في نفسه محاسب ." انتهى كلامه

وفي القول الرابع يقول الطبري رحمه الله بأن ابن عباس قال (لم تنسخ) وأنها محكمة عامة :

"( الرابع ) أنها محكمة عامة غير منسوخة ، والله محاسب خلقه على ما عملوا من عمل وعلى ما لم يعملوه مما ثبت في نفوسهم وأضمروه ونووه وأرادوه ، فيغفر للمؤمنين ويأخذ به أهل الكفر والنفاق ، ذكره الطبري عن قوم ، وأدخل عن ابن عباس ما يشبه هذا .

روي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال : لم تنسخ ، ولكن إذا جمع الله الخلائق يقول :
( إني أخبركم بما أكننتم في أنفسكم ) فأما المؤمنون فيخبرهم ثم يغفر لهم ، وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوه من التكذيب"انتهى كلامه

وبذلك لزم أن يتبع هذا الاضطراب البيّن كذبٌ في أكثر من موضع والأظهر أن الكذب كان في موضع تقرير النسخ كما اعتدنا.

النسخ يقتضي الإبطال:
تكرر معنا أن النسخ يقتضي الإبطال ، والآن نحن أمام صورة فريدة من صور النسخ المزعوم ، فالنسخ لم يطال الآية بكاملها بل طال جزءاً منها وهو قوله تعالى (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) وأما الباقي فلم يقع فيه نسخ -على حد زعمهم- فقوله تعالى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) من الثوابت التي يقتضي القول بنسخها الكفر البواح ، وكذلك قوله تعالى (وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فمن يقول بأن هذا القول منسوخ كافر بلا شك.
ولذلك نجد أن القول بنسخ جزء من آية بدون قول صحيح ثابت أو تقرير من معصوم مجازفة أخرى تجزِّئ السياق وتجعل قوله تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) نسخاً لذلك الجزء برغم أنه متعلق بالتكاليف والعبادات المقررة بالجوارح فما دخل النوايا والاعتقاد حتى تلغيه وتنسخه ؟؟.
ومن المهم القول بأن النسخ بهذه الصورة يتعارض مع مفهوم القائلين بالنسخ بقوله تعالى (ما ننسخ من آية) لأن النسخ وقع على جزء من آية ولم ينسخ الآية كاملة وهذا من دلائل بطلان النسخ ايضاً.

حقائق متصلة تقررها الآيات الكريمة
:
بعد أن اثبتنا انتفاء النسخ وتناقض الأقوال المنسوبة لابن عباس وأنه لا ينبغي أن يقع في هذا الموضع كما أنه لا ينبغي أن يقع على سواه في كتاب الله سنتتبع موضع هذه الآية في السياق الذي تضمنته الآيات الثلاث في سورة البقرة لنعلم مقدماً بأن النسخ لا يجوز عليها أصلا.

إن الآيات الثلاث في ختام سورة البقرة اتت على ثلاث حقائق أصولية مترابطة في عقيدة الإسلام كل آية قررت حقيقة من الحقائق الثلاث وكل منها ملازمة لما جاورها :
الحقيقة الأولى :
أن العبرة عند الله بما استقر في نفس العبد من اعتقاد ونية ، وأن مبدأ الإيمان من دواخل النفس التي يعلمها الله وحده ، فمن ادعى أنه من أهل الإيمان وكانت نفسه ترفض الإيمان وتبطن النفاق والبغض وأصبح يظهر مالا يبطن فإن الله سيحاسبه على عقيدته وهذا لازم من لوازم الإعتقاد لا يجوز نسخه بل لا سبيل إلى إلغاءه أو تعطيله لأنه هو أسُّ العمل ومزرعته ، وقد قرره صلى الله عليه وسلم في حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في الحديث المتفق على صحته قال قال صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) وهذا ما يواطئ الآية الكريمة ويتساوى معها في المعنى ، ونسخ هذه الآية يجب ان ينسخ معه الحديث أيضاً.فهو جل جلاله يخبرنا أولاً بإحاطته بكل شئ (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وانه يملك الكون كله ، ثم يقرر علمه بملكه ومافيه من غيب وشهادة (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) ولما كان الإيمان محله القلب وهذا متسق مع كل المواضع المشابهة ومستقيم معها تماما ، ومثل أولئك الذين يظهرون مالا يخفون من قال تعالى فيه (يُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) فهل مثل هذا مقطوع له بالغفران لقاء ما أضمره في قلبه من خصام ونفاقه وسوء طويته ؟؟ ، بل هو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، ولكن الاعتبار بما تضمره الأنفس وليس على ظواهر الأفعال.وهذا الموضع في قوله تعالى (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) يشابه ما في قوله تعالى { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود:108] ، فمشيئة الله مطلقة لا يقيدها شئ أبداً لذلك فهو تعالى إن شاء أخرج أهل الجنة منها وجعل بقائهم في الجنة مرهوناً بمشيئة الله تعالى ، حتى مع تقرير خلود أهل الجنة فيها تبقى مشيئة الله فوق كل حال.

الحقيقة الثانية :
قررتها الآية التي تليها (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فبعد تهيئة الأنفس بأن ما يستقر فيها هو رأس الأمر في الحساب والثواب والعقاب قرر تعالى ما يجب الإيمان به وتجري المحاسبة عليه في سياق متصل ببعضه البعض ، فلو أن عبداً قال (سمعنا وأطعنا) بجارحة اللسان ولم يستقر في قلبه ما آمن به الرسول ومن تبعه من اصحابه وما اعتقدوه من عقائد في هذه الآية فإنه محاسب بما أخفى وليس بما أظهر ، لأن ما اخفاه محبط للعمل لا تقبل معه طاعة يقول تعالى (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .والله وحده يعلم حقائق الأمور فيأتي المؤمنين يوم القيامة يدافعون عن إخوان لهم فيكتشفون أن أعمالهم حبطت لأن أعمالهم شكلية ولم يستقر معها إيمان :
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ } [المائدة:53]، فعمل الجوارح الذي لا يتبعه إيمان راسخ في النفس سيحبط كما وقع للمنافقين الذين انطبقت عليهم (الحقيقة الأولى) فيجري حسابهم بما يخفون من الاعتقاد فإن أخفوا الكفر فإن أعمال الظاهر محبطة لا قيمة لها: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ (25) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)} محمد
كرهوا رضوانه ، والكره عمل قلبي ،وإسرارهم عمل قلبي ، ومرض القلب لا يعلمه إلا الله ولكنهم ظنوا أن الله لا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأِمنوا بما يخفون من الكفر والله بما يعملون محيط.

الحقيقة الثالثة
:
قررتها الآية الأخيرة في سورة البقرة وهي متعلقة بعمل الجوارح والعبادات ، فما كانت الحقيقة الأولى أن المحاسبة مبنية على مافي النفوس ، والحقيقة الثانية أن الإيمان بأركانه المقررة هو ما يجب ان يستقر قبل العمل فإن الحقيقة الثالثة تقرر أن الله افترض من العبادات ما يطيقه ابن آدم ولم يضع عليهم من الشرائع والعبادات والتكاليف الشرعية ما يخرج عن الوسع والطاقة (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) ويقرر ان ميزان الاعمال يستوعب المكتسبات من الأجور على العمل الصالح ، والمكتسبات من الآثام على العمل الفاسد وعلى ترك أداء تلك التكاليف ، ثم يرشد المؤمنين للتضرع لله بالقول (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) فقرر تعالى الابتداء بالعفو عن العقوبات المقررة ، ثم المغفرة للذنوب المدونة ، ثم الرحمة بدخول الجنة ضمن مبدا التخلية قبل التحلية فلا جنة بلا رحمة الله ، ولا رحمة بلا غفران للذنوب.وهكذا فإن الآيات الثلاث ضمن سياق متصل تقرر مسألة عقدية هامة للغاية بشأن موقف الشارع الحكيم من الاعتقاد والعمل والعلاقة بينها فلا نسخ فيها لامتناع نسخ العقائد أصلا.

هذا والله تعالى أعلم.


يتبع بإذن الله ...
 
اخي عدنان الغامدي عندما تنشر شيء على منتدى عام فمن حق الاعضاء الرد عليه ومناقشته فهذا منتدى للاخذ والرد وليس دار نشر ولا يجب عليهم انتظارك بل وجب عليك انتظار نفسك حتى تفرغ ثم تنشر ما تنشر او تتحمل الردود اما ان تظهرنا بمظهر الغوغاء لانك تحق لنفسك ما لا يحق لك فلا يجوز لك انت

طبعا الا ان وضعت الاداره ضوابط وانظمه تنص على ذلك فيكون من حقها و ثم من حقك

تقول
الاضطراب دليل الخلل فهل هي منسوخة أم محكمة .... وتقصد به الاختلاف في الاقوال وتبني عليه جزء من دعواك ببطلان النسخ(ككل) في القران

قولك اعلاه غير جائز وليس بحجة ولا به شيء من المنطق حتى وذلك

ان الاضطراب والاختلاف في التفاسير موجود في كل ايه وفي كل علم من علوم القران فهل اتفقت الامة الا على الاصول فكل كلمه او عبارة تجد لها اكثر من قول على الغالب فاختلاف الناس لا يعني عدم وجود ما اختلفوا عليه وعدم صحته بل يعني ان احدهم اصاب واحدهم اخطأ بكل بساطه

والقول بان الاضطراب يعني الخلل ينم عن التغافل او الغفلان عن طبيعة علوم التفسير بمجملها بل عن كل علم على وجه الارض فحتى الله تعالى اختلف فيه الناس فهل اضطراب العقائد عند البشر يعني عدم وجود الدين والعقيدة او الخلل في كل دين

يا رجل حتى و رسول الله و ايات الله امام الناس وبين ايدهم اختلفوا واضطربوا فيما بينهم فهل الخلل بايات الله و رسله او بمن خالفهم؟؟؟؟
 
يبدو ان الجهة منفكة بين الاخ عدنان ومن يخالفه

بالعكس اخي جمال الجهة ليست منفكه وهناك تعارض بيننا على ذات الموضوع وهو انكار النسخ جملة وتفصيلا

كما انني متمسك بعدم وجود فرق في كنه وجوهر وحقيقة ..التبديل سواء في الاقدار او الاحكام فكل بكتاب (النسخ التشريعي والتكويني كما يقال) وكل يعود الى الارادة يعني سواء اشاء الله ان يخفف على عبد وغير ما كتبه عليه من قدر او شاء الله ان يخفف على امة فغير ما كتبه عليها من حكم وشرع ... الفرق الوحيد ان احدهما في عالم الغيب والاخر في عالم الشهاده

القصد من هذا ان التغير من سنن الله وليس عيبا من العيوب (بالطبع ان انبثق عن الاراده وحدها فلا يكون بداء ابدا) فلم نستنكر وجود التبديل من عند الله في ايات القران ونعتبر انه لا يجوز وانه ان كان فانه اختلاف و تضاد يقدح فيه فان كان الله تعالى يبدل في كتب الاقدار بل وبدل شرائع فلم لم ننكر هذا التبديل ولم نقدح به وانه سبحانه و تعالى يبدو له ان صح التبديل في القدر او انه مضطرب الاراده مختلفها و ان هذا لا يجوز على الله فننكر النسخ التكويني بالنتيجة ايضا

القران الكريم واضح لو كان من عند غير الله لوجدنا بعقولنا المحدودة و علمنا القليل كثيرا من الاختلاف به لكن التعارض ان وجد حقيقة في ايات الاحكام نسخ وليس اختلاف وفي غيرها تشابه وليس اختلاف ولكن من اراد جعله اختلاف جعله بقلة علمه

لهذا من رسخ بالعلم ان تشابه عليه شيء من القران قال امنا به كل من عند ربنا


بالنهاية على من يقول بعدم وجود النسخ التوفيق بين الايتين التالتين سواء اكان المضمون عظه ام حكم

مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا
وبين
مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ


مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)

والصراح محاولة تاويل معنى كلمة (اية) داخل سياق اية النسخ لجعلها علامة او معجزه او كتاب للامم السابقه محاولة بائسة بل ومضحكة فعلى الاقل لكانت جمعا (ايات) ان كانت تعني الكتب السابقة واما المعجزات مثل عصى موسى عليه السلام و احياء الموتى لعيسى عليه السلام فلا تنسخ لانها وقعت بالفعل وغير قابلة للتغير و التبديل
 
ليت الأخ الكريم خلدون بحث في الملتقى ونظر في التفاسير قبل طرح سؤاله المكرر حول آيتي المصابرة، ولا أقول ليته قرأ من مقدمة مُدخلية إلى المنطق للإدراك أبجديات شروط التناقض قبل السؤال عن مساق الإدماج ( التوفيق بين الايتين التالتين ) إذ الوحدات العقلية السليمة هناك إتحاد في الموضوع والمحمول والزمان، فلو إفترضنا إتحادية الموضوع بالتجريد عن طريق تسوية مفترضة لجنس القتال بنوعه فلن تجده في المحمول ولا حتى رائحته بثبوت عدد وعدة متباينة؛ هذا والإنشقاق الزمني منصوص عليه بظرف الزمان الآن في منطوقه ومفهومه، فانتفت الاتحادية هنا، فلا حاجة للوحدات الباقية.

أما عن تأويل معنى كلمة (اية) داخل سياق اية النسخ فلنفترض جدلا أنه تأويل بعيد إلا أنه يبقى محتملا بينما {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} لا تحتمل هيت وكيت، ولا النيابة؛ فرحم الله الإمام ثناء الله المظهري الذي إستشعر وُعورَة الموقف فلم يجد له دفعا إلا أن يضع من عندياته إنشاء بقوله اليتيم (وأما الناسخ والمنسوخ فليس من باب الاختلاف) أو بنحوه كان مكتفيا.

يبدو ان الجهة منفكة بين الاخ عدنان ومن يخالفه
هو الجدال الآن صار ديربي هاللي يقول مفيهش إختلاف في القرءان، مع اللي يعمل بالعكس أنو والله فيه هو موجود واتحداك تجمع بين هذه الاية وتلك. يلزم هنا القول انا مش مجتهد لكن النسخ من الفه الى يائه اجتهاد. ايه نعم، وصدق الاستاذ الخطيب عندما قال (يعتبر موضوع النسخ من أخطر الموضوعات المطروحة في فكرنا الإسلامي ، بل إننا نكاد نجزم بأنه أخطرها على الإطلاق حيث رفضته بعض الطوائف ولم تستوعبه بعضها ، وهو اتجاه يتجدد الان أو قل يتمدد).
https://vb.tafsir.net/tafsir1630/#.WKepqPLBYqI
والواحد يتعجّب من أهل التخصص اللي ماعندهم منصب ولا وظيفة ولا مكانة يخافو فيها تتسلط عليهم ألسنة التفسيق والتبديع مايتكلمو في الموضوع الخطير مع توفر إمكانيات المساعدة منا احنا غير المتخصصين نشاركهم هموم فكرية ليتفاعلوا معها وكأنهم ينادون من مكان بعيد. هنا الاشكال الحقيقي، لا الجهة التي تنفك وتفتك.
 
ليت الأخ الكريم خلدون بحث في الملتقى ونظر في التفاسير قبل طرح سؤاله المكرر حول آيتي المصابرة، ولا أقول ليته قرأ من مقدمة مُدخلية إلى المنطق للإدراك أبجديات شروط التناقض قبل السؤال عن مساق الإدماج ( التوفيق بين الايتين التالتين ) إذ الوحدات العقلية السليمة هناك إتحاد في الموضوع والمحمول والزمان، فلو إفترضنا إتحادية الموضوع بالتجريد عن طريق تسوية مفترضة لجنس القتال بنوعه فلن تجده في المحمول ولا حتى رائحته بثبوت عدد وعدة متباينة؛ هذا والإنشقاق الزمني منصوص عليه بظرف الزمان الآن في منطوقه ومفهومه، فانتفت الاتحادية هنا، فلا حاجة للوحدات الباقية.

أما عن تأويل معنى كلمة (اية) داخل سياق اية النسخ فلنفترض جدلا أنه تأويل بعيد إلا أنه يبقى محتملا بينما {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} لا تحتمل هيت وكيت، ولا النيابة؛ فرحم الله الإمام ثناء الله المظهري الذي إستشعر وُعورَة الموقف فلم يجد له دفعا إلا أن يضع من عندياته إنشاء بقوله اليتيم (وأما الناسخ والمنسوخ فليس من باب الاختلاف) أو بنحوه كان مكتفيا.


هو الجدال الآن صار ديربي هاللي يقول مفيهش إختلاف في القرءان، مع اللي يعمل بالعكس أنو والله فيه هو موجود واتحداك تجمع بين هذه الاية وتلك. يلزم هنا القول انا مش مجتهد لكن النسخ من الفه الى يائه اجتهاد. ايه نعم، وصدق الاستاذ الخطيب عندما قال (يعتبر موضوع النسخ من أخطر الموضوعات المطروحة في فكرنا الإسلامي ، بل إننا نكاد نجزم بأنه أخطرها على الإطلاق حيث رفضته بعض الطوائف ولم تستوعبه بعضها ، وهو اتجاه يتجدد الان أو قل يتمدد).
https://vb.tafsir.net/tafsir1630/#.WKepqPLBYqI
والواحد يتعجّب من أهل التخصص اللي ماعندهم منصب ولا وظيفة ولا مكانة يخافو فيها تتسلط عليهم ألسنة التفسيق والتبديع مايتكلمو في الموضوع الخطير مع توفر إمكانيات المساعدة منا احنا غير المتخصصين نشاركهم هموم فكرية ليتفاعلوا معها وكأنهم ينادون من مكان بعيد. هنا الاشكال الحقيقي، لا الجهة التي تنفك وتفتك.

وددت لو ان اخ فاضل اتبع قوله تعالى ومن قبله كتاب موسى امام ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا
عندما يبحث المسلم يا صديقي ويا اخي شياب عن شيء ياخذ منه دينه يكون امامه كتاب الله وقدوته رسول الله فلا حجة الا بكتاب الله او ما خرج عن دائرة الظن من سنن رسوله عليه الصلاة والسلام

واما شروطك التي تتحدث عنها فما الزمت كثيرا من العلماء الذين اقروا بوجود النسخ في الكتاب اي انها ليست ملزمة فلا تتحدث عنها بصبغة الابجديات والمبادئ والبديهيات فهي ابجديات منطق قوم دون اخرين وما عندكم فيها من الله سلطان ولست تبعا لكم وليس منطقي من منطقكم لكي تلزمني بها

المهم انت تقول ان التناقض يتحقق ان كان اتحاد بالموضوع والمحمول و الزمان

واقول لك النسخ يتحقق ان كان اتحاد بالموضوع والمحمول و (اختلف وانفك ولم يتحد ) الزمان لهذا الاحق ينسخ السابق

فلنرجع للاية وبعض مما اجد القاء الضوء عليه من سياقها مهما

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)..........وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) .......................وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) ...............يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)


الخطاب هو تحريض المؤنين على القتال بنص الايه يفهمه كل من عقل العربية وبسياق السورة

المخاطب هو النبي بشكل مباشر وذلك لان الامر بيده فهو ولي الامر وانتقل الخطاب للمؤمنين بعدها (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ) ويفهم من ذلك ان النبي امر بتحريض المؤمنين و الزم المؤمنون بتحريض النبي فكانت نسبة المؤمنين (الى جيش العدو) الذين يجب عليهم القتال وعدم الفرار من الزحف اول الامر 10 % ثم خففت الى 50% بالضبط كما استهلت السورة خطاب النبي في جواب للمؤمنين

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)

موضوع الخطاب ( التحريض) هو عدد المؤمنين عند التقاء الزحفين ولم يتطرق الله الى العدة في اي من الايتين فهم رجال وبعدة الرجل المعتاد منهم في القتال والحرب وعلمنا انه على حسب الاستطاعه كما سياق الايات وذلك معلوم من سكوت الله عن ذكر العدة و سبق ان امرهم في ذات السياق بالاعتداد بما استطاعوا

فالتناقض حاصل فقد كان التحريض ب10% من نسبة جيش العدو ثم خفف الى 50%
اي النسبتين ناخذ بها ؟؟؟؟
واما الصبر فان كان صابرا جيش يواجه ضعف عدده من باب اولى جيش يواجه اضعاف عدده جيش صابر

هاتوا برهانكم على ان كلمة اية قد تعني الكتب السابقة حتى يصح قولك بالاحتمال
واما اية الاختلاف فتحتمل وجود الاختلاف القليل بالعقول البشرية وهو ليس اختلاف بحقيقته بل نسخ


وبالنهاية نعم هو جدال بيني وبينكم فالنسخ موجود بنص القران وليس اجتهاد

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
 
اخي عدنان الغامدي عندما تنشر شيء على منتدى عام فمن حق الاعضاء الرد عليه ومناقشته فهذا منتدى للاخذ والرد وليس دار نشر ولا يجب عليهم انتظارك بل وجب عليك انتظار نفسك حتى تفرغ ثم تنشر ما تنشر او تتحمل الردود اما ان تظهرنا بمظهر الغوغاء لانك تحق لنفسك ما لا يحق لك فلا يجوز لك انت

معاذ الله أن أن أظهرك أو أظهر أحد من اساتذتنا الأجلاء بمظهر الغوغاء ، ولكن صرفت الوقت في الإجابة عن اسئلة وحجج سبق أن سقتها في المشاركات السابقة وسأضطر للاعادة والتكرار أولها أن سياق آية النسخ كانت تتحدث عن المقارنة بينما نزل على الأمم السابقة وبين القرآن فلا يناسب الحديث عن نسخ شيء من القرآن بل يبين الله أن نسخ شرائعكم التي تتمسكون بها حق لله تعالى وبالتالي فالنسخ واقع ليس في القرآن بل أن القرآن هو الناسخ لما قبله.
وكل ما تمنيته أن تفعل مثل فعلي هذا فتقتبس من قولي بدلاً من أن تنسب إلي مالم اقل وتطالبني على ضوء ذلك بمطالب وتوجه دفة النقاش سعيا في اثبات وجهة نظرك وفقك الله.

تقول
الاضطراب دليل الخلل فهل هي منسوخة أم محكمة .... وتقصد به الاختلاف في الاقوال وتبني عليه جزء من دعواك ببطلان النسخ(ككل) في القران

قولك اعلاه غير جائز وليس بحجة ولا به شيء من المنطق حتى وذلك ان الاضطراب والاختلاف في التفاسير موجود في كل ايه وفي كل علم من علوم القران فهل اتفقت الامة الا على الاصول فكل كلمه او عبارة تجد لها اكثر من قول على الغالب فاختلاف الناس لا يعني عدم وجود ما اختلفوا عليه وعدم صحته بل يعني ان احدهم اصاب واحدهم اخطأ بكل بساطه

كيف وابن عباس يقول ثلاثة اقوال متناقضة ؟؟ احدهما أنها منسوخة والثانية أنها محكمة مخصوصة، والثانية أنها محكمة عامة ، فلو كانت أقوال ثلاثة من الصحابة لكان كافياً لدرء القول بالنسخ فكيف وهو قول رجل واحد مضطرب متناقض فهذا دليل على أن القول منسوب وليس ثابت صحيح أو أن القول آراء متغيرة وفي كل الأحوال فابن عباس لم يرفع القول للنبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي فالقول غير معصوم فهو في كل الاحوال مردود شئت أم أبيت فلا أقبل مبطلاً لحكم الله ملغياً لكلامه وحكمه من أي أحد ، فإن قبلت فهذا شأنك.

والقول بان الاضطراب يعني الخلل ينم عن التغافل او الغفلان عن طبيعة علوم التفسير بمجملها بل عن كل علم على وجه الارض فحتى الله تعالى اختلف فيه الناس فهل اضطراب العقائد عند البشر يعني عدم وجود الدين والعقيدة او الخلل في كل دين
يا رجل حتى و رسول الله و ايات الله امام الناس وبين ايدهم اختلفوا واضطربوا فيما بينهم فهل الخلل في آيات الله و رسله او بمن خالفهم؟؟؟؟

هذا كتاب الله يارجل لا يقال فيه برأي أحد فكيف يقال فيه بالابطال من غير ثبوت ؟؟ ثم اني بينت في هذا الموضع بالذات أن الاضطراب في قول ابن عباس الذي وجدناه على ثلاثة أوجه متناقضة متعاكسة

أقول الله وكتابه هيّنٌ عند البعض حتى يبطل مئات الآيات بالاتباع بدون تفكير ، ويأتي من يعطل العقل ويتهم من يفكر بالزندقة والضلال لأنه ببساطة يفتقد القدرة على التفكير ووضع الأمور في نصابها .
إن القول شنيع ترتب عليه كما اسلفنا كوارث تعاني منها الأمة المحمدية حتى ساعتنا هذه ودماء الناس تسيل ظلماً وعدواناً بمائتي آية نسخها رجال لم ينزل عليهم وحي ولم يأخذوا من معصوم فهذا هو النسخ وهذه نتائجه فما أن نخالف قول الله ونسعى في ابطاله حتى نجد ذلك في واقعنا متجسداً بمصائب لا تنتهي.

سأستمر بإذن الله وأرحب بكل ناقد وبكل معارض وما زلت مستعداً للعودة عن رأيي إذا استقر عندي خلاف ما اعتقد ، ولا غنى عن وجود إخوتي المعارضين الذين يرمون من خلف الاسوار فليتهم يتخلون الإعتزال ويتمثلون بأفضل الخلق صلى الله عليه وسلم فإن كنا عندهم من الضالين فليأتوا بما يردنا للحق الذي نعتقد اننا عليه وأن القول بالنسخ هو البدعة المنكرة التي تطاول عليها الامد فصارت مقدسة ، وندعو الله جل وعلا أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه هو الهادي إلى سواء السبيل.
 
وفقك الله لكل ماهو طيب اخي الغامدي

عباراتك التاليه تبين سمو سعيك وغايتك
((أقول الله وكتابه هيّنٌ عند البعض حتى يبطل مئات الآيات بالاتباع بدون تفكير ، ويأتي من يعطل العقل ويتهم من يفكر بالزندقة والضلال لأنه ببساطة يفتقد القدرة على التفكير ووضع الأمور في نصابها .
إن القول شنيع ترتب عليه كما اسلفنا كوارث تعاني منها الأمة المحمدية حتى ساعتنا هذه ودماء الناس تسيل ظلماً وعدواناً بمائتي آية نسخها رجال لم ينزل عليهم وحي ولم يأخذوا من معصوم فهذا هو النسخ وهذه نتائجه فما أن نخالف قول الله ونسعى في ابطاله حتى نجد ذلك في واقعنا متجسداً بمصائب لا تنتهي.))

لكن النسخ بحد ذاته حق وكما قلت سابقا تبديل الايات هو عموم يشمل النسخ و النسيان ووفقا للاثار و الروايات النسيان هو الغالب

بالنسبة لي لا تتعدى الايات المنسوخة خمس ايات وما تبقى مثل اية السيف يمكن الجمع بينها وبين الايات السابقة وهنا الباب للرد على من ذكرتهم وليس انكار النسخ ككل

واقصد بالنسخ عندما اقول انه حق بقاء الايتين الناسخة والمنسوخة في كتاب الله وتبديل الحكم السابق بحكم لاحق وعلى هذا يقتصر النسخ فمعنى النسخ وجود الاصل المنسوخ و بقاء الناسخ ولا دليل لمن يقول بنسخ التلاوة ونسخ التلاوة في حقيقته نسخان وذلك في اصول الفقه فهو نسخ الحكم ببقاء التلاوة اي وجود الناسخ والمنسوخ ثم نسخ التلاوة وبقاء الحكم اي ان الاية نسخت مرتين (الرجم مثلا) فيزعم القائلين به ان اية الجلد نسخت باية الرجم و يزعمون ان اية الرجم نسخت(انسيت)

واما النسيان فاندثار السابق وما الله به عليم ومن ما وقع في الكتاب وعليه برهان من تبديل النسيان ايات القبلة وتبديلها هذا فهمي المتواضع استنبطه من ايات الكتاب فاتوقف عند انكار نسخ التلاوة فقط فاما النسخ عامة ففير قابل للانكار لمن اراد ان يكون محقا ومنصفا

واما القول بالراي فعلى عدة وجوه منها القول بالهوى والقول بالهدى بالقرينة او العلم
مدرسة الراي وهي مدرسة واتجاه وجد قديما وكان مخالفا لاهل الرواية والاثر حيث يقتصر عندهم العلم على الرواية ..... الفقه كله تفسير للكتاب والسنة والراي له مكانته عند فئة عظيمة من المسلمين واما اهل الحديث فهم من منعه فقط يريدون الرجوع الى اقوال من سبقهم فقط مثلا اليوم فضيلة الدكتور زغلول النجار وكل من يقول بالاعجاز العلمي يفسر القران بالراي وليس بالرواية والاثر وكذا الشعراوي رحمه الله ابتعد عن الرواية واخذ بالغة فهو تفسير بالراي لا بالاثر وحتى الرواية هي نقل لراي السلف فكم من قول للسلف اختلفوا به فهو اختلاف راي وافهام كما تجد كل هذا التناقض في النقل عنهم فمن الناس من كان يضع الروايات على لسان السلف لانه يرى صواب رايه ولا يجد الا الوضع وسيلة للانتصار لنفسه او مذهبه لان فلانا من السلف مزكى عند الناس ويتبعون ما روي عنه ويخافون مخالفته لكن هذا لا يطعن بالروايات ككل بالضرورة ما يطعن بالروايات هو مخالفتها لكتاب الله فهو برهان لا يخالف واما حال تساوي الادلة فليس بالضرورة تهاترها جميعا ومن الامثله على تناقض الروايات مع كتاب الله الرجم وقتل المرتد المحارب وقتل الاسرى و دوران الشمس حول الارض ووضع الله تعالى قدمه بالنار وسحر النبي وارضاع الكبير وغيره وغيره

واختم ان لا زلت عند موقفي وموضوعك محترم مثلك لكن اخالفك بانكار النسخ كله

وفقك الله وسددك استمر اعانك الله واسال الله ان يهديك الرشاد واياي
 
واما شروطك التي تتحدث عنها فما الزمت كثيرا من العلماء الذين اقروا بوجود النسخ في الكتاب
بل هي ملزمة، لأن القاعدة (لا يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع) قاعدة منهجية علمية علمائية؛ والعلماء عند التحقيق والإستقراء لا يقولون بالنسخ من الناحية التطبيقية بدليل عدم وقوع الإتفاق، أما المسائل النظرية المجردة عن الإشغال فيما يقبل التّنفيذ فهي من الأفكار المفترضة المتعتعة في الذهن ليس إلا، وهذا هو الذي يسمى في علم المعرفة بالوهم، فاقتف المعقول الأبلج وعد إلى المشاركة 40.

والذي يقول بعكس ذلك عندما يقول أن الجمع لا يمكن تحقيقه فهو يقول بالإختلاف لأن التناقض هو الشرط الأساسي في تحقق الناسخ والمنسوخ فيلزمه عندها شروط تحقق التناقض، فإن لم يلتزم بهذه الشروط فسيُلزم بإثبات تناقضات متتابعة وذلك خارج دائرة الناسخ والمنسوخ في الأحكام، والنتيجة معروفة لأولي النهى. وأضف إلى ذلك أن القول ذاك يستلزم الإبطال، بينما القرءان لا يختلف ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لهذا السبب ولغيره يمتنع عقلا أن يرد في القرءان وفي السنة الصحيحة التنصيص على الناسخ والمنسوخ، وهذه آخر مشاركة هنا في هذا الموضوع وفي مبحث الناسخ والمنسوخ حفاظا على حق الأخوة وهيبة الإسم الذي يحمله الملتقى.
 
عودة
أعلى