التاريخ المحسوس لحضارة الإسلام وعصور اوروبا المظلمة من قصة الحضارة لديورانت أ. طارق منينة

"وكانت الزوجة التي تقتل زوجها تحرق حية"
عصر عودة الملكية الإنجليزية وعودة شارل الثاني ابن شارل الأول وهذا الأخير فصلت رأسه عن جسده بضربة سيف في ساحة عامة شاهدها العامة
قال ديورانت:"وكانت الزوجة التي تقتل زوجها تحرق حية"
قصة الحضارة ج32 ص149،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الأخلاق
 
بعد الانقلاب على الثورة الانجليزية
الاستمتاع بالتعذيب في انجلترا شارل الثاني زمن عودة الملكية وحماية البروتستانت الإنجليكانيين لها
:"أما السرقات الخفيفة فكانت عقوبتها الجلد، أو قطع إحدى الأذنين، وضرب أي فرد من حاشية الملك يعاقب بقطع اليد اليمنى. أما التزوير والخداع وغش الموازيين والمقاييس فكانت عقوبتها التعذيب في المشهرة، أحياناً مع دق الأذنين كلتيهما بالمسامير في آلة التعذيب، أو ثقب اللسان بقضيب من الحديد المحمي(120). وكان الناس عادة يستمتعون بمشاهدة مثل هذه العقوبات(121)، ويحتشدون، وكأنهم في يوم عطلة، ليشهدوا سجيناً على حبل المشنقة. وضمت السجون في عهد الملك السعيد عشرة آلاف سجين من أجل الديون، وكانت السجون قذرة، ولكن كان من الممكن أن يقدم الحراس بعض التيسيرات مقابل رشوة. كانت العقوبة أشد صرامة وقسوة منها في فرنسا المعاصرة، ولكن القانون كان أكثر تحرراً. ولم تكن في إنجلترا "أوامر مختومة" (لا لقاء أي شخص في السجن دون محاكمته)، بل كان فيها نظام التحقيق في قانونية الاعتقال. إلى جانب نظام المحلفين.
قصة الحضارة ج32 ص149،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الأخلاق
 
الانحلال الاخلاقي العام
بعد الانقلاب على الثورة الانجليزية وعودة الملكية من جديد وعودة شارل الثاني بعد زمن من اعدام والده شارل الاول في الثورة الإنجليزية الكبرى
قال ديورانت
:"شاركت الأخلاقيات الاجتماعية في الانحلال العام. وتزايدت أعمال البر. ولكن ربما كان الواحد والأربعون ملجأ في إنجلترا مجرد وجه آخر لجشع الأقوياء، وكان كل فرد تقريباً يعمد إلى الغش أثناء لعب الورق (122) ودب الفساد في كل الطبقات بمعدل أكبر من المستوى العادي. ومن مذكرات بيز تفوح رائحة الفساد في مختلف الأعمال، في السياسة وفي البحرية وفي بيبز نفسه. من ذلك أن المؤسسات والمصانع زادت في أسهمها دون زيادة مقابلة في رأس المال، وزورت في حساباتها، وتقاضت من
الحكومة أثماناً فادحة(123). وكانت الاعتمادات التي يقرها البرلمان للجيوش أو الأسطول يتحول جزء منها إلى جيوب الموظفين ورجال البلاط. وباع موظفي الدولة -حتى ولو كانت رواتبهم كافية تدفع بانتظام- الألقاب والعقود والبراءات والتعيينات وأوامر العفو، إلى حد بات معه الراتب الأصلي يشكل الجزء الأصغر مما يدخل إلى جيوبهم(124)". وأثري كبار رجال الحكومة مثل كلارندون ودانبي وسندرلند -أثروا في سنوات قليلة واشتروا أو بنوا ضياعاً لا تتناسب قط مع رواتبهم. وباع أعضاء البرلمان أصواتهم للوزراء، بل حتى للحكومات الأجنبية(125) وفي القرارات انتزع مائتا عضو من صفوف المعارضة، نتيجة لأن الوزراء اشتروا أصواتهم(126). وفي 1675 قدر أن ثلثي أعضاء مجلس العموم كانوا مأجورين من قبل شارل الثاني، والثلث الباقي من قبل لويس الرابع عشر(127) حيث وجد العاهل الفرنسي أنه من الميسور أن يرشوا الأعضاء ليصوتوا ضد شارل إذا حاد بشكل مزعج عن سياسة البوربون. أما شارل نفسه فكم من مرة تسلم أموال طائلة من لويس، حتى يلتزم الدوران في فلك فرنسا في السياسة أو الدين أو الحرب، وهكذا كان المجتمع الإنجليزي أكثر المجتمعات استهتاراً وفساداً في التاريخ.
قصة الحضارة ج32 ص 149،150،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الأخلاق
 
شارل الثاني ملك إنجلترا ابن الملك مقصوف الرقبة(القرن ال17) يراوغ ليحصل من فرنسا (الكاثوليكية) على قروض خاصة مقابل شن الحرب على هولندا(البروتستانتية) ، وسيأتي أنه سييسن قانونا للتسامح سرعات ماسيتراجع عنه ليشن حربا على هولندا البروتستانتية ، وهكذا هي سياسة ودين الملك!
قال ديورانت
:"والحق استمر النزاع بين المذاهب الدينية، وتجدد النزاع القديم بين الملك والبرلمان، وسط تفتح الناس وتوافر أسباب الحياة لديهم وتكاثرهم. وأحزن الملك المبتهج أن يرى مجلس العموم، بعدما ظهر في إذعان وامتثال في شهر العسل، يغار من سلطة الملك وقوته، ويقبض عنه الاعتمادات. لقد كان الملك رقيق القلب ولكنه حازم صلب العود. فولى وجهه شطر ملك فرنسا ليحصل منه على قروض خاصة، ووعد، وواضح أنه رغب -في التخفيف من ويلات الكاثوليك الإنجليز، كما وعد بتأييد لويس الرابع عشر ضد الأراضي الوطيئة، وبيع ثغر دنغر دنكرك على القنال الإنجليزي لفرنسا، وكان جنود كرومول قد استولى عليه
قصة الحضارة ج32 ص 156، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
 
شارل الثاني ملك إنجلترا ابن الملك مقصوف الرقبة(القرن ال17) يشن حربا ثالثة على هولندا(البروتستانت)
قال ديورانت
:"وفي الوقت الذي حمى فيه وطيس الحرب، ترك الطاعون والحريق لندن موحشة مقفرة، كما ترك إنجلترا مفلسة"
قصة الحضارة ج32 ص 157، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
 
قبل أن يخوض شارل الثاني الحرب الثالثة على هولندا عاجله الهولنديون بتدمير سفن إنجليزية
الهولنديون البروتستانت يهجمون باسطولهم على السفن الإنجليزية فيحطمونها تحطيما رغبة في الصلح!
الحرب الهولندية الثانية
:"وفي أخريات عام 1666 فتح الهولنديون باب المنازعات لعقد الصلح وسر الملك بقرب التوصل إلى تفاهم، فأرسل مندوبين إلى بريدا. ووثوقاً منه بأن الاتفاق كان وشيكاً، ومذ رأى أن أمواله على وشك النفاذ، فإنه نحى جانباً من أسطوله في "مدواي"، وسمح للبحارة بالاشتغال في السفن التجارية. فما كان من "دي روتر" إلا أن قاد أسطولاً هولندياً إلى التيمز ومداوي ودمر معظم السفن الإنجليزية التي خلت من الرجال. ويقول بيبز أنه في تلك الليلة "كان الملك يتناول العشاء مع الليدي كاسلمين عند دوقة مونموث، وقد شغل الجميع إلى حد الجنون باصطياد فراشة مسكينة(163)" وعندما وصلت أنباء الهجوم على لندن، دعا كل رجل مفتول العضلات إلى حمل السلاح. ولكن الهولنديين كذلك رغبوا في الصلح، لأن الفرنسيين كانوا قد أغاروا على إقليم فلاندرز. وأنهت معاهدة بريدا في 21 يوليو 1667، الحرب الهولندية الثانية بشروط لم يرتح لها الجميع.
وأضعف هذا الإخفاق التام الكوارث التي توالت على لندن، مركز الملك إلى حد أن بعض الإنجليز فكروا في خلعه.وطالب البرلمان بفرض رقابة برلمانية على المصروفات الحكومة. وأذعن الملك، لأنه كان خالي الوفاض، ولأن خطوة أخرى فد اتخذت نحو سيادة البرلمان الذي طالب كذلك بعزل كلارندون، لسوء معالجته للشؤون الخارجية. ولم يكن شار يكره عزله
قصة الحضارة ج32 ص 157، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
 
أثناء حربه ضد هولندا البروتستانتية يتحول شارل الثاني الى الكاثوليكية مع عمل على تجديد الملكية المطلقة وإقامة الكاثوليكية ورفع شأنها في إنجلترا بعد أن كانت مضطهدة من الإنجليكانيين من أيام والده الطاغية شارل الأول ذلك الملك الذي قطع البرلمان الجديد في الثورة الإنجليزية الكبرى رأسه!
وتذمر في الشعب البروتستانتي إعتراضا على فتح الحريات للكاثوليك!!
قال ديورانت
:"وعين الملك شارل (1668) خمسة رجال ليحلوا محل كلارندون: توماس كليفورد، إرل آرلنجتون، ودوق بكنجهام، ولورد آشلي (الذي أصبح على الفور إرل شافتسبري الأول) وإرل لودرديل. وكونت الحروف الأولى من أسمائهم لفظة " كابال Cabal" التي سميت بها الوزراة الجديدة. وكان كليفورد يعلن عن كثلكة، وكان آرلنجتون ميالاً إلى هذا المذهب، وكان بكنجهام خليعاً فاسقاً، وكان شافتسبري متسامحاً شكاكاً، أما لودرديل فكان من "رجال المواثيق" السابقين، وهو الذي فرض النظام الأسقفي بالنار والسيف، على مواطنيه الاسكتلنديين. واستمع شارل إلى آرائهم أو مشوراتهم المتعارضة. ولكن تزايد، على مر الأيام اعتماده على نفسه والتزامه برأيه الخاص.
وكان للملك هدفان أساسيان: تجديد الملكية المطلقة وإقامة الكاثوليكية ورفع شأنها في إنجلترا. ونظر بعين الأمل إلى أن الذي سيخلفه هو أخوه الكاثوليكي جيمس، وتبادل الرسائل مع زعيم اليسوعيين في روما، وأستقبل سراً مندوباً بابوياً قدم إلى لندن من بروكسل(137). وفي يناير 1669 أبلغ أخاه وكليفورد وآرلنجتون ولورد آرندل أنه يرغب في المصالحة مع كنيسة رومه،وفي إعادة كل الإنجليز إلى المذهب القديم(138). أن أخته هنريتا لم تكف يوماً على أن تحضه على أن يعلن في جرأة وشجاعة ارتداده إلى الكثلكة.
وفي مايو 1670 أرسل لويس الرابع عشر هنريتا إلى إنجلترا وفي معييتها عدد من الدبلوماسيين الدُهاة، ليعاونوها على ربط شارل بسياسة فرنسية كاثوليكية. وفي أول يونيو 1670 وقع كليفورد وآروندل وآرانجتون باسم إنجلترا معاهدة دوفر السرية. ووافق ملك فرنسا على أن يدفعوا لشارل 150 ألف فرنك عند الإعلان ارتداده إلى الكثلكة. وتزويده، عند الاقتضاء، بستة آلاف جندي تتولى فرنسا الأنفاق عليهم، وكان على شارل أن يدخل الحرب إلى جانب فرنسا ضد المقاطعات المتحدة عندما يطلب إليه ذلك. على أن يتسلم من فرنس 225 ألف جنيه طيلة قيام الحرب، وكان لشارل أن يستولي على بعض الجزر الهولندية وأن يحتفظ بها، كما كان عليه أن يؤيد مطالب لويس الرابع عشر في أن يرث أسبانيا(139). وإمعاناً في خداع البرلمان والشعب في إنجلترا، بعث شارل بدوق بكنجهام إلى باريس ليصوغ معاهدة صورية زائفة وقعت في 21 ديسمبر 1670 ونشرت على الملأ، تعهدت فيها إنجلترا بالاشتراك في الحرب ضد الهولنديين، ولكن لم يرد ذكر العقيدة الدينية.
وتلكأ شارل نحو خمسة عشر عاماً في إعلان تحوله إلى الكثلكة. ولو أن أخاه أعلن تحوله إليها صراحة في 1670، ولكن آرل أنجلوت نفسه، وهو الذي يؤيد الكاثوليكية ويميل إليها، حذر الملك من إعلانه التحول إلى هذا المذهب -كما فعل أخوه- قد يعجل بقيام بثورة. ومهما يكن من أمر، فان شارل قد تحرك نحو هدفه بأن أصدره في 15 مارس 1652، إعلان التسامح الثاني، "لذوي الضمائر الرقيقة "يوقف فيه العمل" بكل القوانين العقوبات، أيا كانت في الأمور الكنسية، ضد المنشقين أو المتمردين أو المخالفين وفي الوقت نفسه أخلي سبيل كل من كانوا أودعوا السجن بسبب مخالفتهم لتشريعات البرلمان في المسائل الدينية. وبذلك أطلق سراح مئات من المنشقين، من الكويكرز. وأرسل زعماؤهم وفداً عنهم لتقديم الشكر للملك. وصعق المشيخيون والبيويتانيون حين رأوا أن الحرية الجديدة التي منحت لهم أمتد نطاقها لتشمل الكاثوليك وأنصار تجديد العماد، كما فزع الأنجليكانيون من "أن البابويين والفرق الدينية ذوات المذاهب المختلفة" يجتمعون علناً في لندن. ولمدة عام كامل نعمت إنجلترا بالتسامح الديني أو شقيت به.
قصة الحضارة ج32 ص158،159،، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
 
شارل الثاني ملك إنجلترا يصدر قانوناً للتسامح15 مارس 1652 لفتح المجال للكاثوليك بسبب صفقة مع فرنسا الكاثوليكية للحرب على هولندا البروتستانتية سرعان ماسيتراجع عنه لكسب رضا شعبه البروتستانتي، ذلك الشعب الذي أبدى استنكاره لخطوة الملك الأولى أي إصدار قانون التسامح!!!
:"... فان شارل قد تحرك نحو هدفه بأن أصدر في 15 مارس 1652، إعلان التسامح الثاني، "لذوي الضمائر الرقيقة "يوقف فيه العمل" بكل القوانين العقوبات، أيا كانت في الأمور الكنسية، ضد المنشقين أو المتمردين أو المخالفين وفي الوقت نفسه أخلي سبيل كل من كانوا أودعوا السجن بسبب مخالفتهم لتشريعات البرلمان في المسائل الدينية. وبذلك أطلق سراح مئات من المنشقين، من الكويكرز. وأرسل زعماؤهم وفداً عنهم لتقديم الشكر للملك. وصعق المشيخيون والبيويتانيون حين رأوا أن الحرية الجديدة التي منحت لهم أمتد نطاقها لتشمل الكاثوليك وأنصار تجديد العماد، كما فزع الأنجليكانيون من "أن البابويين والفرق الدينية ذوات المذاهب المختلفة" يجتمعون علناً في لندن. ولمدة عام كامل نعمت إنجلترا بالتسامح الديني أو شقيت به.
قصة الحضارة ج32 ،ص159،، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
 
شارل الثاني يلغي قانون التسامح الذي كان قد أصدره فتح الحريات للكاثوليك وغيرهم، في 8 مارس 1673، الذي كان قد أصدره منذ عام، ترضية لشعبه ، حتى لايعترض على خوض حربه ضد هولندا البروتستانتية، في 17 مارس 1672 ،لكن الكالفينية بينما إنجلترا إنجليكانية بروتستانتية حتى الآن!!
قرار التراجع عن القانون وشن الحرب الثالثة على هولندا، وهو مفلس!
:"وفي 17 مارس 1672 شنت إنجلترا الحرب الهولندية الثالثة. وتلك مسألة كان الملك والبرلمان كلاهما على اتفاق فيها. وأعتمد البرلمان 1250000 جنيه للحرب. وأعلن مجلس العموم "أن قوانين العقوبات في المسائل الديني لا يمكن إبطال العمل بها إلا بقانون يسنه البرلمان. وطلب إلى الملك طلباً بسحب إعلان التسامح ومذ كان لويس الرابع عشر يتوق إلى أن يرى إنجلترا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، تأييداً للحرب ضد الهولنديين، فإنه نصح الملك شارل بإلغاء إعلان التسامح حتى تنتهي الحرب على الفور، وأذعن شارل، والغي الإعلان في 8 مارس 1673.
قصة الحضارة ج32 ،ص159،160،، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
 
في كلامه عن حروب شارل الثاني وفرنسا على هولندا
:"فلو أن ملك إنجلترا كان كاثوليكياً لأنحاز إن آجلاً أو عاجلاً إلى جانب فرنسا في تدمير الجمهورية الهولندية تدميراً، تلك الجمهورية التي لم تبد الآن منافساً تجارياً، بل بدت معقل البروتستانتية في القارة، فإذا سقط هذا الحصن الحصين فكيف يتسنى للبروتستنتية الإنجليزية أن تثبت وأن تقاوم؟
قصة الحضارة ج32 ،ص159،160،، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> الدين والسياسة
كان ملك انجلترا مايزال بروتستانتيا ولذلك قال ديورانت هذا الكلام
 
شارل الثاني كان في زمن لويس الرابع عشر الفرنسي ويحاربان معا!
وكانا يشنان الحرب معاً على هولندا، كما أوردنا في النصوص السابقة، ويتقاضى ملك إنجلترا الفقير أموالاً طائلة إنقاذا لبلده من حالة الإفلاس وقد دمرها الطاعون المشهور!
لكنه في أثناء ذلك كله يعود إلى عشيقاته
يقول ديورانت
:"وأعقبت هذه الأحداث فترة كادت أن تتسم بالصفاء والتعقل. وحيث تسلم شارل من لويس الرابع عشر مبلغا إضافياً قدره 500 ألف كراون، فإنه عطل البرلمان المتعب من أجل، وعاد إلى عشيقاته"
قصة الحضارة ج32 ،ص161،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> المؤامرة البابوية
شارل الأول هو ابن شارل الأول الذي أعدمته الثورة الإنجليزية ،
 
أيام شارل الثاني قبيل بداية القرن ال18 بعقدين تقريباً
ملئ السجون بالكاثوليك، وإعدامات! والجماهير لإنجليزية البروتستانتية تفرح وتهلل!!
(سماها ديورانت بالملهاة!!)!
البرلمان الإنجليزي أيام شارل الثاني أصدر قانوناً لطرد الكاثوليك من مجلس اللوردات...وسرعان ما ازدحمت السجون باليسوعيين!!
:"وأقر البرلمان قانوناً لطرد الكاثوليك من مجلس اللوردات...وسرعان ما ازدحمت السجون باليسوعيين والكهنة غير المنتسبين إلى رهبنات، والكاثوليك العلمانيين الذين أورد ذكرهم أوتس أو وليم بدلو الذي ظهر، مدعياً العلم لأشياء تؤكد صحة اتهامات أوتس.
قصة الحضارة ج32 ص 164،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> المؤامرة البابوية
وقال ديورانت
:"وفي 27 نوفمبر حوكم كولمان وكاثوليكي علماني آخر،وثبتت إدانتهما وأعداما. وفي 17 ديسمبر أعدم ستة من اليسوعيين وثلاثة من الكهنة المنتسبين إلى رهينات. وفي 5 فبراير 1679 شنق ثلاثة رجال بتهمة قتل جودفري. وثبت فيما بعد براءة هؤلاء الاثني عشر.
قصة الحضارة ج32 ص 165،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> المؤامرة البابوية
:"وكان إعدام أوليفر بلنكت رئيس أساقفة آرماج الكاثوليكي،آخر إجراءاتكم في حركة الإرهاب التي قامت ضد الكاثوليك (1 يوليو 1681)"
قصة الحضارة ج32 ص 167،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> المؤامرة البابوية
وللموضوع قصة طويلة سنعرضها في المنشور التالي لمن أراد
 
القصة كاملة للمؤامرة الباباوية واضطهاد الكاثوليك في إنجلترا (عهد شارل الثاني قبل أن يدخل القرن الثامن عشر)
"وخفت حدة التوتر الديني بعض الشيء في 1667، حين تزوج وليم أورنج من ماري البروتستانتية كبرى بنات دوق يورك. فإذا ظل جيمس دون عقب ذكر، فان ماري سوف تخلفه، في وراثة العرش، ومن ثم ترتبط إنجلترا بهولندا البروتستانتية بحكم المصاهرة، ولكن في 28 أغسطس 1686 مثل تيتس أوتس أمام الملك وأعلن أنه أكتشف "مؤامرة بابوية: ذلك أن البابا وملك فرنسا ورئيس أساقفة أرماج واليوسوعيون في إنجلترا وأيرلندا وأسبانيا كانوا يدبرون قتل شارل وخلع أخيه، وفرض الكاثوليكية في إنجلترا بحد السيف، وأن ثلاثة آلاف سفاح سيتولون ذبح زعماء البروتستانت في لندن، وأن لندن نفسها -قلعة البروتستانتية- كانوا يدبرون إحراقها عن آخرها.
كان أوتس، وهو آنذاك في التاسعة والعشرين من العمر، ابن أحد أنصار تجديد العماد. وكان قد أصبح قسيساً أنجليكانياً، ولكنه فصل من وظيفته الكنيسة \لسوء سلوكه(144). ثم قبل -أو تظاهر بقبول- التحول إلى الكثلكة. وكان قد درس في الكليات اليوسوعية في بلد الوليد (أسبانيا) وسانت أومر حيث فصل أيضاً. آخر الأمر(145)، وفي نفس الوقت، زعم الآن أنه كان قد اطلع على خطط الجوزيت السرية لغزوا إنجلترا. واعترف أنه شهد في 24 أبريل 1678 مؤتمراً يسوعياً في لندن، نوقشت فيه
وسائل قتل الملك. وعدة أسماء خمسة من النبلاء الكاثوليك، على أنهم مشتركون في المؤامرة هم: أروندل، بويس، بتر، ستافورد، بللاسيس. وعندما أضاف أوتس بللاسيس هذا كان سيمين قائداً عاماً لجيش البابا، ضحك شارل ساخراً، حيث كان بلاسيس طريح الفراش بداء النقرس. وخلص الملك إلى أن أوتس لفق القصة كلها أملاً في الحصول على مكافأة، وصرفه من حضرته.
ولكن المجلس المخصوص ارتأى أنه من الحكمة أن يفترض بعض الصدق في الاتهامات، واستدعى أوتس ليمثل أمامه في 28 سبتمبر. وخشي أوتس أن يزج به السجن، فقصد إلى قاضي الصلح سيراد موند بري جودفري وأدعه اعترافاً خطياً مقروناً بقسم، فصل فيه المؤامرة تفصيلاً. وأصدر المجلس، متأنراً بهذه الأدلة، أوامر بالقبض على عدد من أنصار البابوية الذين تضمنهم اعتراف أوتس. وكان من بينهم أدوارد كزلمان الذي كان لعدة سنوات (حتى عزل بأمر من الملك) سكرتير دوقة يورك. وأحرق كولمان بعض أوراقه قبل القبض عليه، ولكن الأوراق التي لم يكن لديه متسع من الوقت لإحراقها أوضحت أن كولمان والأب لاشيز لويس الرابع عشر، تبادلا من الرسائل ما يعبر عن أمل الطرفين (شارل ولويس) في أن تصبح إنجلترا كاثوليكية في أسرع وقت وفي هذه الرسائل أقترح كولمان أن يرسل إليه "لويس الرابع عشر أموالاً ليكسب بها أعضاء البرلمان إلى جانب قضية الكثلكة، ثم أضاف "أن نجاحنا سوف يكون ضربة شديدة للعقيدة البروتستانتية، لم تتلق مثلها منذ نشأتها .... تلك هي تحول ثلاثة ممالك. ومن ثم، فربما كان في هذا القضاء التام على هذه الهرطقة الوبيلة(146) إن إعدام كولمان لمعظم أوراقه حدا بالمجلس إلى الاعتقاد بأن كولمان على علم بالمؤامرة التي وصفها أوتس، وربما كان شريكاً فيها. واستنتج شارل نفسه من تلك الرسائل، وجود مؤامرة حقيقية بشكل ما. وفي 12 أكتوبر اختفى القاضي جودفري، وبعد خمسة أيام وجدت جثته في أحد الحقول في الضواحي. وبات من الواضح أنه قتل. بيد عملاء مجهولين، ولأسباب غير معروفة حتى الآن، ولكن البروتستانت نسبوا القتل إلى الكاثوليك الذين كانوا يأملون في الحيلولة دون نشر اعترافات أوتس. ويبدو أن هذا الحادث أكد الاتهامات. وفي هذا الجو الذي سادته الريبة وعدم الثقة، الذي خلقته معاهدة دوفر السرية، والخوف من اعتلاء جيمس عرش إنجلترا، كان طبيعياً أن تصدق إنجلترا البروتستانتية آنذاك كل ما جاء على لسان أوتس من اتهامات، وأن يعتريها نوبة من الجنون بدمعها أن حماية البروتستانت تتطلب اعتقال كل فرد من أورد أوتس ذكرهم في المؤامرة، إن لم يكن إعدامهم.
وبدأت فترة من حكم من حكم الإرهاب امتدت لنحو أربع سنوات. وفر جيمس إلى الأراضي الوطيئة وتسلح أهالي لندن استعداد لمقاومة أي غزو متوقع. ونصبت المدافع في هويتهول. واتخذ الحراس أماكنهم في الأقبية والسراديب تحت مبنى البرلمان بمجلسية ليحولوا دون "مشروع بارود" آخر لنسف المبني. وأقر البرلمان قانوناً لطرد الكاثوليك من مجلس اللوردات، وكرم أوتس بوصفه "مخلص الأمة" وكافأه بتخصيص معاش سنوي له قدره 1200 جنيه لمدى الحياة ومنحه مسكناً في قصر هويتهول. وسرعان ما ازدحمت السجون باليسوعيين والكهنة غير المنتسبين إلى رهبنات، والكاثوليك العلمانيين الذين أورد ذكرهم أوتس أو وليم بدلو الذي ظهر، مدعياً العلم لأشياء تؤكد صحة اتهامات أوتس.
وفي 24 نوفمبر وضع أوتس أمام اتهاماً جديداً مروعاً، ذلك أنه كان قد سمع الملكة تبدي موافقتها على قتل زوجها بالسم، بيد طبيبها الخاص. وهنا أخذه شارل بهذه الكذبة الصارخة. وفقد ثقته في أقواله كلها، وأمر بالقبض عليه. ولكن مجلس العموم أمر بالإفراج عنه، وبالقبض على ثلاثة من خدم الملكة. واقترع على إصدار بيان يطالب بعزلها. وقصد الملك إلى مجلس اللوردات ودافع عن إخلاص زوجته وولائها، وأقنع اللوردات بالامتناع عن الموافقة على بيان النواب. وفي 27 نوفمبر حوكم كولمان وكاثوليكي علماني آخر،وثبتت إدانتهما وأعداما. وفي 17 ديسمبر أعدم ستة من اليسوعيين وثلاثة من الكهنة المنتسبين إلى رهينات. وفي 5 فبراير 1679 شنق ثلاثة رجال بتهمة قتل جودفري. وثبت فيما بعد براءة هؤلاء الاثني عشر.
وتزايدت الحملات اقتراباً من الملك، ففي 19 ديسمبر 1678 تلقى البرلمان من باريس أنباء تفيد أن دانبي كان قد تسلم من لويس الرابع عشر مبالغ طائلة من المال. ورفض لوزير إيضاح أنها كانت إعانات فرنسية للملك. ووجه مجلس العموم الاتهام إلى الوزير. وخشي الملك الحكم على مستشاره قد التأم بالإعدام، فحل، وفي 24 يناير 1679 "برلمان الفرسان" الذي كان قد التأم على فترات متقطعة، ولمدة ثمانية عشر عاماً، أي أنه كان أطول من "البرلمان الطويل".
ولكن برلمان "الهويج" الذي اجتمع في 6 مارس، كان في عدائه للكاثوليكية وللملك، أشد اندفاعاً وتحمساً من البرلمان السابق. واتهم مجلس العموم دانبي بالخيانة العظمى، ولكن اللوردات أنقذوه بزجه في سجن لندن، حيث قضى فيه، في هدوء وقلق، السنوات الخمس المضطربة التالية. وبناء على نصيحة سير وليم ثمبل، عين شارل مجلساً جديداً من ثلاثين عضواً، بينهم-رغبة في تخفيف حدة المعارضة-زعيماً حزب الهويج: شافتسبري رئيساً للمجلس. وسعياً وراء المزيد من تهدئة لعاصفة، عرض الملك على البرلمان تسوية بديلة لاستبعاد أخيه عن العرش: ألا يسمح لأي كاثوليكي بمقعد في البرلمان أو بتولي منصب قيادي يتطلب الثقة، وألا يكون للملك حق التعيين في المناصب الدينية، وأن يخضع تعيين القضاء لموافقة البرلمان. وأن يكون للبرلمان حق الرقابة والإشراف على القوات البرية والبحرية(147). ولكن البرلمان أحس بشيء من الارتياب وعدم الثقة في موافقة جيمس على مثل هذه الاتفاقية. وفي 11 مايو قدم شافتسبري نفسه أول مشروع قانون لاستبعاده (جيمس) في عبارة واضحة جلية لا لبس فيها "إسقاط حق دوق يورك في وراثة التاج الإمبراطوري لهذه المملكة".وكان موضع فخر وشرف للبرلمان أنه في 26 مايو توسع في حق التحقيق في قانونية الاعتقال: بمعنى أنه يمكن الإفراج بكفالة عن أي سجين، فيما عدا المتهمين بالخيانة أو بجناية، وفي مثل هذه الحالة ينبغي أن يحاكم المتهم في الدورة التالية للمحكمة، وألا أطلق للمحكمة، وألا أطلق سراحه.وكان ينبغي أن يحاكم أن تنتظر 110 سنوات حتى تنعم بضمانات مماثلة ضد الاعتقالات التعسفية.وفي 27 مايو خشي الملك إقرار "مشروع قانون الاستبعاد" فحل البرلمان.
ولم يكن حق التحقيق في قانونية الاعتقال مجدياً بالنسبة لأنصار البابوية الذين اتهمهم أوتس، لأنهم حوكموا مع شيء من التباطؤ، حتى إذا أدينوا بالخيانة أعدموا في سرعة غاضبة، وحشد الكثير منهم إلى المقصلة أو ساحة الإعدام طيلة عام 1679، وكانت محاكمتهم سريعة جداً لأن القضاة الذين روعتهم صيحات الجموع المتعطشة للدماء خارج المحكمة، أدانوا كثيراً من المدعي عليهم دون تمحيص الأدلة أو مواجهة الشهود بعضهم بعض. وهب الشهود المزيفون الذين أغراهم ما أغدق على اوتس من مكافأة،وكأنما هبوا من مرقدهم، وأقسموا بأغلظ الإيمان على ما يقولون: فروي أحدهم أن جيشاً من ثلاثين ألفاً كان قادماً من أسبانيا، وقال آخر أنهم وعدوه بخمسمائة جنيه وبضمه إلى قائمة القديسين إذا هو أطاح برأس الملك، وذكر شاهد مزيف ثالث بأنه كان قد سمع أحد رجال المصارف الكاثوليك الأثرياء يأخذ على نفسه عهد بأن يقوم بمثل هذا العمل(148). ولم يسمح للمتهم بأي محام أو مستشار قانوني. ولم يبلغ بما نسب إليه إلا في يوم المحاكمة.وكان يفترض أنه مذهب حتى يستطيع أن يثبت براءته(149). وحتى تسهل الإدانة أحيوا قانوناً قديماً كان معمولاً به في عهد اليزابيث: وهو أن وجود أي كاهن في إنجلترا جريمة عقوبتها الإعدام. وكانت الجموع المحتشدة حول مبنى المحكمة تصرخ وتولول في وجوه شهود الدفاع استهجاناً، وتقذفهم بالحجارة، ويهتفون ويهللون فرحاً عند إعلان الحكم بالإدانة(150). فتوكل هذا في عضد شارل،وكان امتحاناً قاسياً للملك الذي غمرته يوماً البهجة والفرح، والذي رأى الآن كل آماله تنهار، وسلطاته تنتقص،وزوجته تعاني الإذلال، وأخاه يبوء بالاحتقار والازدراء وينحى. وفي ذروة العاصفة خر شارل مريضاً مرضاً خطيراً حتى توقعوا موته بين ساعة وأخرى, واستدعى هاليفاكس جيمس من بروكسل، ولكن زعماء الهويج أمروا الجيش بالحيلولة دون عودته. واتفق شافتسبري ومونمورث ولورد رسل ولورد جراي على أنهم-في حالة وفاة شارل-، سيتزعمون عصياناً مسلحاً لمنع أخيه من ارتقاء العرش(151). وتظاهر شارل بأنه أبل من مرضه، وابتسم للمخاوف التي ساورت جني أعداءه الذين توقعوا موته.والحق أنه لم يبرأ من علته قط.
وبقي العداء للكاثوليك على أشده حتى تخبط أوتس أثناء محاكمة سير جورج ويكمان طبيب الملكة. ففي شهادته أمام المجلس كان قد برأ الطبيب، ولكنه في المحاكمة اتهمه بتدبير دس السم للملك. واكتشف هذا التناقض في الأقوال قاضي سكرجوز الذي سبق له أن تولى محاكمة الكاثوليك بمنتهى الشدة.وصدر الحكم ببراءة ويكمان، ومن ثم سارت شهادة أوتس تسمع في مزيد من التدقيق، وامتنع الشهود المزيفون الذين كانوا يعززون أقواله، عن مساندته. وكان إعدام أوليفر بلنكت رئيس أساقفة آرماج الكاثوليكي،آخر إجراءاتكم في حركة الإرهاب التي قامت ضد الكاثوليك (1 يوليو 1681).
ولما خفت وطأة الرعب والانفعال تأكد لدى بعض عقلاء الرجال أن أوتس، عن طريق الريب التي لا تستند إلى أساس من ناحية ومن ناحية أخرى عن الأكاذيب، عجل بإرسال كثير من الأبرياء إلى الموت قبل الأوان. وانتهوا إلى أنه لم يسكن ثمة تدبير لقتل الملك أو ذبح البروتستانت أو إحراق لندن. ولكنهم أحسوا بأنه كانت هناك مؤامرة حقيقية، كاثوليكية، وأن لم تكن "بابوية": تلك هي أن أركان الحكومة دبروا، أو راودهم الأمل، بمساعدة أموال (أو جنود إذا لزم الأمر) من فرنسا، أن يقضوا على عجز الكاثوليك وعدم أهليتهم الشرعية في إنجلترا، ويحولوا الملك إلى الكاثوليكية، ويثبتوا حق أخيه الذي تحول فعلاً في ارتقاء العرش، ويستخدموا أن كل هذا تضمنته معاهدة دوفر السرية التي وقعت من قبل في 1670 وكان شارل قد تراجع عن هذه الاتفاقية. ولكن رغباته لم تتبدل ولم يتخل عنها قط،وظل مصمماً على أن يعتلي أخوه عرش إنجلترا ويكون ملكاً عليها.
قصة الحضارة ج32 ص161-168،،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> المؤامرة البابوية
 
قبل موته بسنوات قليلة ن شارل الثاني يتعرض لمؤامرات ويقوم بإضطهادات عنيفة
:"والآن وقد تحول الملك النشوان إلى شخص آخر، وكان متطرفاً في تحوله هذا، فإنه عقد العزم على تحطيم استقلال المدن التي ترعرعت فيها فكرة الهويج (الأحرار) بل الفكرة الثورية، فأمر بمراجعة المواثيق والعهود القوانين التي هيأت للأجهزة البلدية الخروج على الإرادة الملكية، ووجد بالفعل في هذه بعض النقص والخلل من الوجهة التشريعية، فأعلن إلغاؤها جميعاً، وصدرت عهود وقوانين جديدة تنص على أن يكون للملك حق الاعتراض وحق عزل كل الموظفين الذي ينتخبون لهذه الهيئات البلدية (1683). وخضعت الآن حرية الكلام وحرية الصحافة لقيود جديدة، وبدأت موجة اضطهاد المنشقين - لا الكاثوليك: لأن معظم المنشقين كانوا من الأحرار (الهوبج). وفي إسكتلندة قاد جيمس حملة التعذيب بنفسه، وبدا أن انتصار حقوق الملك على إصلاحيات البرلمان بات انتصاراً ساحقاً كاملاً، وأن إنجازات الثورة الكبرى كان واضحاً أنه ينبغي التضحية بها في نكسة أو رد فعل تؤيده أمة تخشى تجدد الحرب الأهلية. وعكس هاليفاكس شعور البلاد حين تخلى عن شافتسبري، وإنجاز بحكمته المعتدلة البعيدة عن التطرف إلى جانب الملك ليكون في خدمته (1682-1685) فكان حامل الأختام الملكية.
وقام أتباع شافتسبري بمحاولة أخيرة. ففي يناير 1687، اجتمع دوق مونموث وإرل اسكس وإرل كارليل، ووليم لورد رسل وألجرنون سدني في دار جون همدن (حفيد بطل الحرب الأهلية) ورسموا الخطط لتطويق جيمس والتغلب عليه، وقتل شارل إذا لزم الأمر وراود سدني أمل التقديم إلى خطوة أبعد، وهي إعادة إقامة الجمهورية الإنجليزية. وكان حفيد أحد أخوة سير فيليب سدني (رئيس الفروسية)، وحارب في صف البرلمان أثناء الحرب الأهلية
قصة الحضارة ج32 ص170،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> عودة الملكية -> خاتمة الملهاة
 
جيمس ملكاً لإنجلترا
أخو شارل الثاني وابن شارل الأول-الملك المقتول في الثورة الإنجليوية- يرتقي العرش بعد موت أخيه
إنه جيمس الثاني، والكاثوليكي هذه المرة
قال ديورانت
:"من ذا الذي كان يستطيع أن يتخيل حين يقع بصره على الصورة(1)التي رسمها فانديك في اللونين الأزرق والذهبي لدوق يورك وهو في الثانية من عمره أن هذا الطفل البريء الحي سيقضي قضاء مبرماً على أسرة ستيوارت ويكمل آخر الأمر، وفي "الثورة الجليلة" انتقال السلطة من الملك إلى البرلمان، وهو ما كان أبوه قد بدأه بشكل مخز من قبل؟ ولكن في الصورة التي رسمها ريلي(2)للشخص عينه تحت اسم جيمس الثاني، نجد أن الحياء قد انقلب إلى ذهول وارتباك. وأن الحساسية تغيرت إلى عناد وتصلب، وأن البراءة تحولت بين أعضاء العشيقات المذعنات الطيعات إلى لاهوت جامد لا ينثني.
قصة الحضارة ج32ص167،> عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
جيمس الكاثوليكي ملكاً لإنجلترا-عشيقاته
:"وبعد ارتقائه العرش ظل لبعض الوقت على علاقته مع آخر عشيقاته كاترين سدلي. ولكنه بناء على اعتراضات الأب بنز أجزل لها العطاء على خدماتها وأقنعها بمغادرة إنجلترا، لأنه اعترف بأنه إذا وقع بصره عليها ثانية فإنه لا يملك فكاكاً من سلطانه عليه(3).
قصة الحضارة ج32ص167،178،> عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
جيمس الكاثوليكي ملكاً لإنجلترا مطلق السلطة مثل أبيه
وقد قام في البداية بالإفراج عن آلاف الكاثوليك الذين سجنهم البرلمان الإنجليزي بل أخلى معهم سبيل ألف ومائتين من الكويكرز وكثير من المنشقين غيرهم
قال ديورانت
:"إن ماكولي بعد أن دون ثمانمائة صحيفة عن حكم جيمس الذي لم يدم لأكثر من ثلاثة أعوام، انتهى إلى "أنه تنحى بمناقب كثيرة، إلى حد أنه لو كان بروتستانتياً، لا بل كاثوليكاً معتدلاً، لكان عصره عصراً زاهراً مجيداً(6)".
وتفاقمت أخطاؤه بنمو سلطانه. وكان مغروراً متعجرفاً حتى قبل اعتلائه العرش، ينظر إلى معظم الناس باحتقار، لا يفتح قلبه إلا لقلة منهم، وتمسك تمسكاً حرفياً بنظرية أبيه، وهي أنه ينبغي أن يكون للملك مطلق السلطة، ولم يكن له المزاج الواقعي الذي كان لأخيه والذي أدرك به الحدود العملية لهذه السلطة المطلقة. ويجدر بنا أن نقدر حق التقدير غيرته الدينية، ورغبته في منح إخوانه الكاثوليك في إنجلترا حرية العبادة والمساواة في الحقوق السياسية. وكان مخلصاً لأمه وأخته الكاثوليكتين، وكان طوال الخمسة عشر عاماً السابقة محاطاً بالكاثوليك في بيته، وكان موضع استغراب عنده أن الديانة التي أنجبت مثل هذا العدد الكبير من أفاضل الرجال وفضليات النساء، يضع الإنجليز أمامها العراقيل ويبغضونها ويحدون من انتشارها. ولم يشاطر البروتستانت ما تناقلوه من ذكريات حية في أذهانهم عن مؤامرة البارود، أو خوفهم من أن يولي عليهم ملك كاثوليكي، يميل عاجلاً أو آجلاً ويقتنع، بانتهاج سياسة ترضي البابا الإيطالي. أن إنجلترا البروتستانتية كانت تشعر بأن أي ملك كاثوليكي لا بد أن يعرض للخطر استقلالها الديني والفكري والسياسي. إن تصرفات جيمس الأول بعد ارتقائه العرش خفضت من هذه المخاوف شيئاً قليلاً: أنه عين هاليفاكس رئيساً لمجلس الملك، وسندرلند وزيراً، وهنري هايد (أرل كلاروندن الثاني) حاملاً لأختام الملك، وكل هؤلاء من البروتستانت. وفي أول خطاب له في هذا المجلس وعد بالإبقاء على نظم الكنيسة والدولة، وعبر عن تقديره لتأييد كنيسة إنجلترا لاعتلائه العرش، ووعد بأن يوليها عناية خاصة. وعند تتويجه أدى اليمين المألوفة لدى ملوك إنجلترا الحديثين، بالمحافظة على الكنيسة الرسمية وحمايتها. وحظي الملك جيمس الثاني لعدة شهور بشعبية لم تكن متوقعة.
وأول إجراء مؤيد للكاثوليكية اتخذه جيمس، لم يكن يحمل عدواناً مباشراً على البروتستانت. أنه أمر بالإفراج عن كل المسجونين بسبب رفضهم تأدية قسم الولاء والسيادة. وبهذا أفرج عن آلاف من الكاثوليك، بل أخلى معهم سبيل ألف ومائتين من الكويكرز وكثير من المنشقين غيرهم. ومنع إقامة الدعوى بعد ذلك في المسائل
الدينية. وأطلق سراح دانبي واللوردات الكاثوليك الذين أودعوا السجن بناء على اتهامات تيتسي أوتس. وحوكم أوتس من جديد وأدين بتهمة الإيمان الكاذبة التي أدت إلى إعدام عدد من الأبرياء، وأعربت المحكمة هن أسفها لأنها لم تستطع الحكم عليه بالإعدام، وحكمت عليه بغرامة قدرها ألفان من الماركات، وأن يربط خلف عربة ويجلد بالسياط مرتين علانية، والأولى من أولدجيت إلى نيوجيت، والمرة الثانية بعد الأولى بيومين، من نيوجيت إلى تايبيرن، وأن يوضع على آلة التعذيب، المشهرة، خمس مرات سنوياً طيلة بقائه على قيد الحياة. وعاش أوتس بعد هذا التعذيب، وأعيد إلى السجن (مايو 1685) وطلبوا إلى الملك إعفاءه من الجلد للمرة الثانية، ولكنه رفض.
قصة الحضارة ج32ص167،168 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
جيمس الكاثوليكي ملكاً لإنجلترا ومحكمة دموية وشنق نحو أربعمائة(إنه ابن شارل الأول الذي قتله الشعب وأخو شارل الثاني )
المحكمة الدموية" (سبتمبر 1685)
:"وتحطمت الهدنة المزعزعة بين الشيع الدينية بثورة مزدوجة. ذلك أنه في مايو نزل أرشيبالد كامبل، إرل أرجيل التاسع، في اسكتلنده، وفي يونيه رسا جيمس ودوق مونموث على الشاطئ الجنوبي الغربي لإنجلترا، وفي مسعى مشترك لخلع الملك الكاثوليكي. وأصدر مونموث بلاغاً وصم فيه الملك جيمس بأنه غاصب طاغية سفاح، كما اتهمه بإحراق لندن والمؤامرة البابوية،ودس السم لشارل الثاني، وتعهد الغزاة ألا يضعوا السلاح أو يكفوا عن القتال حتى يخلصوا البروتستانتية وحريات الشعب والبرلمان. ومني أرجيل بالهزيمة في 17 يونية، وأعدم في 30 يونية، وبذلك أخفق الجناح الشمالي للثورة. ولكن أهالي دورستشير-وهم بيوريتانيون شديدو التمسك بمذهبهم-رحبوا بمونموث وحيوه مخلصاً ومنقذاً لهم. وانضم تحت لوائه عدد كبير جداً من الناس، إلى حد أنه في ثقة وجلال ومهابة، اتخذ لقب جيمس الثاني ملك إنجلترا. ولم يقدم له الأشراف والطبقات الغنية أي عون أو تأييد. وهزم جيشه المختل النظام على يد القوات الملكية في سدجمور (6 يولية 1685) وهذا آخر حرب جرى فيها القتال على تراب إنجلترا قبل الحرب العالمية. ولاذ مونمورث بالهرب، وتوسل إلى الملك أن
يعفو عنه فأبى، وضرب عنقه. وشكل جيمس لجنة يرأسها قاضي القضاة جفريز،
لتذهب إلى المنطقة الغربية لتحاكم الأشخاص المتهمين بالإنضمام إلى الثورة أو
التحريض عليها. ...هذه "المحكمة الدموية" (سبتمبر 1685) . وشنق نحو أربعمائة،
وحكم على ثمانمائة بالعمل الإجباري في مزارع جزر الهند الغربية(7)...وبذل جيمس جهوداً متواضعة ليضع حداً للوحشية، ولكن ما أن تمت الإبادة الكاملة وخمدت النار المحرقة حتى رفع جفريز إلى مرتبة النبلاء، وعينه رئيساً لمجلس اللوردات (6 سبتمبر 1686). وأسهم هذا الإجراء الانتقامي في إبعاد النبلاء عن الملك
قصة الحضارة ج32ص177،178 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
جيمس الكاثوليكي ملكاً لإنجلتر-بعد المحكمة الدموية
شعور حينس بانه الحاكم المطلق في الملكية الوراثيةَ!
:". وحين امتدح جيمس إلغاء لويس الرابع لرسوم نانت(9) استنتجت إنجلترا أنه لو تمتع جيمس بمثل هذه السلطة المطلقة التي يتمتع بها البوربون، لما تردد في اتخاذ خطوات مماثلة ضد البروتستانت في إنجلترا. ولم يخف جيمس اعتقاده بأن سلطته الآن باتت مطلقة بالفعل، وأن لويس الرابع عشر في نظره هو لمثل الأعلى للملك"
. قصة الحضارة ج32ص179، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
جيمس الكاثوليكي ملكاً لإنجلترا ولويس الرابع عشر ذلك الطاغية الفرنسي ينصحه بالتمهل في الطغيان(بعد المذبحة "المحكمة الدموية" (سبتمبر 1685) )
قال ديورانت
:"وكان لويس أكثر تعقلاً فيما يتعلق بإنجلترا منه بالنسبة لبلاده. وعلى حين أنه أضعف فرنسا باضطهاده الهيجونوت، نراه يحذر جيمس من مغبة التسرع في تحويل إنجلترا إلى الكاثوليكية. كما أن البابا إنوسنت الحادي عشر زود جيمس بمثل هذه النصيحة.
قصة الحضارة ج32ص179،180، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
لماذا دعوة التمهل من بابا روما لجيمس الأول بعدم الإستعجال على تحويل إنجلترا لبلد كاثوليكي ونزعه من التحالف البروتستانتي، مع أن الفرح سيكون دينيا!!وسهلا!!
جيمس يستعجل! والحرب الأهلية بين البروتستانت والكاثوليك تقترب!
:"وكان لويس أكثر تعقلاً فيما يتعلق بإنجلترا منه بالنسبة لبلاده. وعلى حين أنه أضعف فرنسا باضطهاده الهيجونوت، نراه يحذر جيمس من مغبة التسرع في تحويل إنجلترا إلى الكاثوليكية. كما أن البابا إنوسنت الحادي عشر زود جيمس بمثل هذه النصيحة. وعندما أرسل إليه الملك الإنجليزي يعده بقرب انضواء إنجلترا تحت راية الكنيسة الكاثوليكية في رومة(10)، نصحه الباب بأن يقنع بالحصول على التسامح الديني للكاثوليك الإنجليز، كما حذر هؤلاء أن يكفوا عن الأطماع السياسية، ووجه رئيس الجزويت لتعنيف الأب بنزولومه على القيام بمثل هذا الدور الخطير في الحكومة(11). إن البابا أنوسنت لم يخفف من غيرته الكاثوليكية، ولكنه كان يخشى قوة لويس الرابع عشر التي تبتغي التطويق والسيطرة، كما كان يأمل في إمكان تحويل إنجلترا من مجرد تابع أو خادم ذليل للسياسة الفرنسية ومشروعاتها إلى قوة متوازنة ضدها. وأوفد البابا مبعوثاً بابوياً-للمرة الأولى منذ عهد ماري تيودور-ليوضح لجيمس أن أي تصدع في العلاقة بين البرلمان والملك لا بد أن يضر بالكنيسة الكاثوليكية(12).
ولم يستفد جيمس من هذا النصح. إنه أحس، وكان في الثانية والخمسين حين اعتلى العرش، أنه قد لا يتيسر له فسحة من الأجل لتنفيذ التغييرات الدينية التي ينشدها والتي يجيش بها صدره، ولم يؤمل كثيراً في أن ينجب ابناً، وهنا قد تخلفه ابنته البروتستانتية، وتقلب عمله رأساً على عقب، إلا إذا أقيم هذا العمل على أساس وطيد راسخ قبل موته. وطغت آراء الأب بنز والملكة وسلطانهما على كل نصح بالتروي والتريث. ولم يكتف الملك بالذهاب إلى القداس، تحفه الجلالة والمهابة لملكية، بل طلب كذلك إلى مستشاريه أن يلحقوا به لحضور القداس. وتكاثر الأساقفة حول الحاشية، وعين الكاثوليك في المناصب العسكرية، وحرض القضاة (الذين كان له حق تعيينهم وعزلهم) على توكيد حقه في إعفاء هؤلاء المعينين من العقوبات التي فرضها عليهم "قانون الاختبار". وجند، تحت إمرة ضباط أغلبهم من الكاثوليك، جيشاً قوامه ثلاثة عشر ألف رجل لا يخضعون إلا لأوامره هو، وواضح أن مثل هذا الجيش كان يهدد استقلال البرلمان. وعطل العمل بالقانون الذي يفرض العقوبات على حضور العبادة الكاثوليكية علانية.وأصدر في يونية 1686 مرسوماً يحرم على رجال الدين إلقاء عظات في الخلافات المذهبية. ولما خطب الدكتور جون شارب في "دوافع
المرتدين" أمر جيمس بوصفه الرئيس الشرعي للكنيسة الإنجليزية، هنري كمبتون أسقف لندن، بفصل شارب مؤقتاً من سلك رجال الكنيسة الأنجليكانية، فرفض كمبتون. فعين جيمس، متجاهلاً قانوناً صدر في 1673، "محكمة كنسية" جديدة، سيطر عليها سندرلند وجفريز، وحاكمت كمبتون بتهمة شق عصا الطاعة على التاج، وعزلته من وظيفته.وبدأت الآن الكنيسة الأنجليكانية،التي كانت قد التزمت من قبل بالطاعة المطلقة، نقول بدأت للملك ظهر المجن.
أن الملك جيمس كان يأمل في كسب الكنيسة الأنجليكانية إلى جانب المصالحة والتراضي مع روما، ولكن تصرفه المتهور قضى الآن على هذه السياسة. وبدلاً من ذلك انتهج سياسة التوحيد بين الكاثوليك والمنشقين ضد الكنيسة الرسمية. أن وليم بن الذي وجد طريقه إلى قلب الملك وأحرز ثقته، نصحه بأنه يستطيع أن يظفر بالتأييد الحار من جانب كل البروتستانت الإنجليز، فيما عدا الأنجليكانيين إذا هو بجرة قلم ألغى القوانين التي تحرم العبادة العلنية على فرق المنشقين وفي 4 أغسطس 1687 أصدر جيمس أول "إعلان للتسامح" في عهده. ومهما تكن دوافع الملك، فإن هذه الوثيقة تحتل مكاناً في تاريخ التسامح الديني. إنه ألغى كل قوانين العقوبات فيما يتعلق بالديانة، وأبطل كل الاختبارات الدينية، ومنح الحرية الدينية للجميع،وحظر التدخل في شئون الاجتماعات الدينية المسالمة. وأخلى سبيل كل المسجونين بسبب الخلافات الدينية. أن هذا الإعلان ذهب إلى أبعد مما ذهبت إليه إعلانات التسامح في عهد شارل الثاني، التي كانت قد أبقت على الاختبار الديني لمن يتولون الوظائف، وسمحت بالعبادة الكاثوليكية داخل الدور الخاصة فقط. وأكد للكنيسة الرسمية أن الملك سيواصل حمايته لها في كل حقوقها القانونية.ومما يدعو إلى الأسى والأسف أن هذا الإجراء قدر له أن يكون إعلاناً ضمنياً للحرب على البرلمان، الذي كان قد سن من قبل كل القيود وعدم الأهلية التي ألغيت الآن. ولو سلم البرلمان بسلطة الملك في إلغاء التشريعات البرلمانية لكان لزاماً أن تنشب الحرب الأهلية من جديد.
ودخل هاليفاكس الذي كان في هاتيك الأيام ألمع عقلية في إنجلترا، المعركة بكتيب لا يحمل اسم المؤلف بعنوان "رسالة إلى منشق" (أغسطس 1687)-"أكثر النشرات توفيقاً في هذا العصر(13)" حث فيه البروتستانت أن يكونوا على يقين من أن هذا التسامح الذي قدم إليهم الآن، صدر عن ملك موال لكنيسة تدعي العصمة من الخطأ، وتنكر التسامح صراحة. وهل يمكن أن يكون ثمة انسجام دائم بين حرية الفكر والضمير وبين كنيسة لا تخطئ؟ وكيف يطمئن المخالفون إلى أصدقائهم الجدد الذين دمغوهم بالأمس القريب بأنهم هراطقة؟ "كنتم بالأمس أبناء الشيطان، وأنتم اليوم ملائكة النور(14)". ومن سوء الحظ أن الكنيسة الأنجليكانية كانت قد اتفقت مع روما فيما يتعلق بأبناء الشيطان، وأنها في السنوات السبع والعشرين الأخيرة أخضعت مخالفيها لألوان من الاضطهاد والتعذيب تعفيهم من قبول الحرية حتى على أيد كاثوليكية. وأسرع رجال الدين الأنجليكانيون إلى التماس التصالح مع المشيخيين والبيورتانيين والكويكرز، وتوسلوا إلى هؤلاء جميعاً أن يرفضوا التسامح الراهن، ووعدوهم على الفور بتسامح يحظى بموافقة كل عن البرلمان والكنيسة الرسمية. وبعث بعض المخالفين بخطابات شكر إلى الملك، ولكن الأغلبية كانت بجانبها في تحفظ. وعندما حانت ساعة الفصل نبذ الجميع الملك.
وتابع جيمس خطواته. . لقد تطلبت جامعات إنجلترا لعدة سنوات مضت من أساتذتها وطلبتها الالتزام بمذهب الكنيسة الأنجليكانية، ولم يستثن من ذلك إلا منح درجة لطالب لوثري، ومنح درجة فخرية لدبلوماسي مسلم، على أن القساوسة الأنجليكانيين رأوا في أكسفورد وكمبردج هيئات وظيفتها الرئيسية إعداد الرجال لقبول المذهب الأنجليكاني، وتقرر ألا يلتحق بهما أي كاثوليكي. ورغبة في كسر هذا القيد أرسل جيمس، إلى نائب رئيس جامعة كامبردج رسالة يلزمه فيها بأن يستثني من الأنجليكاني راهباً بندكتياً يعي للحصول على درجة الأستاذية. ورفض نائب رئيس الجامعة ففصل بأمر من لجنة المحكمة الكنسية. فأرسلت الجامعة وفداً من بين أعضائه ايزاك نيوتن، ليشرح للملك موقف لجامعة. ولكن الراهب حل المشكلة بالانسحاب (1687). وفي نفس العام رشح الملك لرياسة كلية مجدلن في أكسفورد، رجلاً لا يتمتع بغزارة العلم، ولكنه ذو ميول كاثوليكية،فرفض الزملاء انتخابه، وبعد نزاع طويل اقترح الملك مرشحاً ليس عليه إلا اعتراض أيسر من سابقه، وهو باركر أسقف أكسفورد الأنجليكاني، ولكن الزملاء الذين يشكلون الهيئة الانتخابية رفضوه كذلك، ففصلوا بأمر من الملك، وعين الأسقف باركر قسراً.
واشتدت وطأة الاستياء عندما ارتمى الملك أكثر فأكثر في أحضان مستشاريه الكاثوليك. وكان إعجابه بالأب بتر شديداً إلى حد الإلحاف على البابا برسمه أسقفاً، بل كاردينالاً، ولكن أنوسنت أبى. وفي يوليه 1687 عين جيمس الجزويتي القدير، ولكن المستهتر، عضواً في المجلس المخصوص (الملكي)، فاحتج كثير من الكاثوليك الإنجليز بأن هذا تصرف طائش، ولكن جيمس كان في عجلة من أمره ليصل بالنضال إلى غايته. وكان في هذا المجلس الآن ستة من الكاثوليك، مكنت لهم حظوتهم لدى الملك من السيطرة والغلبة(15). وفي 1688 عين أربعة من الأساقفة الكاثوليك لإدارة شئون الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، وخصص جيمس لكل منهم راتباً سنوياً قدره ألف جنيه
قصة الحضارة ج32ص179-181، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
هزيمة جيمس الأول في محكمة وذلك بعد عمليات صراع طويلة-عبر اكثر من قرن، في إنجلترا وغيرها، ارهق فيها الجميع ، وأعدم ملك، وقتل قساوسة، ودمرت بلاد، وقامت حروب وتحافات، وغزيت دول، وإنهارت إقتصاديات، وصدرت قوانين، وحدثت مغالبات...ووضع الناس على الخوابير والخوازيق، وأحرق قساوسة وعلماء، قام بذلك كل الأطراف كاثوليك وبروتستانت، وكان العلم الإسلامي قد دخل أوروبا منذ زمن وغير في المعتقدات والقناعات والعقليات العلمية والإنسانيات وعلوم الطب والفلك والجراحة والكيمياء وغير دلك ودخلت قيمه في التعايش من باب الفلسفة بينما تقررها الحروب الداخلية مع ضغط شعوري ولا شعوري على الجميع
حكم محكمة إنجليزية في عهد جيمس الأول أخو شارل الثاني وابن شارل الأول الذي قامت ضده الثورة الإنجليزية من قبل، يغير معادلة الملكية والبرلمان والشعب ولو بدرجة قليلة، أو إزاحة ضعيفة!
انه النزاع الطويل حتى تتحرر اوروبا من سطوة الملكية وحكمها المطلق
:"ووفي 25 أبريل 1688 جدد جيمس نشر "إعلان التسامح" الذي مضى على صدوره عام واحد، وأكد فيه من جديد عزمه على توفير حرية الفكر والضمير" لكل الإنجليز إلى الأبد. فمن الآن فصاعداً لا بد أن
يعتمد التعيين في الوظائف والترقي فيها على الجدارة الشخصية لا المذهب الديني. وتنبأ بأن الإقلال من الخلافات الدينية لا بد أن يفتح أسواقاً جديدة للتجارة الإنجليزية، ويزيد من ازدهار الأمة ورخائها.وتوسل إلى رعاياه أن يطرحوا جانباً كل الأحقاد، وينتخبوا البرلمان الجديد دون تمييز بين المذاهب الدينية، والتحقق من انتشار هذا الإعلان الموسع على أوسع نطاق ممكن، أصدر مجلس الملك توجيهاتها إلى كل الأساقفة ليرتبوا مع كل رجال الدين أمر تلاوته في كل كنيسة في الأقاليم في إنجلترا، يوم 20 أو 27 مايو. واستخدم رجال الدين على هذا النحو، وسيلة للاتصال بالجماهير، أمر له سوابقه الكثيرة في إنجلترا. ولكن لم تكن الرسالة قط يوماً بغيضة إلى الكنيسة الرسمية إلى مثل هذا الحد. وفي 18 مايو رفع سبعة أساقفة أنجليكانيين إلى الملك ظلامة أو ضحوا فيها أنهم لم ترتض ضمائرهم أن يوصوا قساوستهم بتلاوة الإعلان، لأنه يخرق قرار البرلمان بأنه لا يجوز إلغاء تشريع برلماني إلا بموافقة البرلمان نفسه، فأجاب جيمس بأن رجال اللاهوت هم الذين كانوا يلحون على عظاتهم وخطبهم دوماً على ضرورة الامتثال للملك وطاعته بوصفه رئيساً للكنيسة، وأنه ليس في الإعلان ما يخدش أو يسيء إلى كرامة أحد.ووعد بأنه سوف ينظر في ظلامتهم، ولكنهم إن يتلقوا منه رداً في الغد فعليهم أن يذعنوا لأمره.
وفي صبيحة اليوم التالي بيعت آلاف النسخ من هذه الظلامة في شوارع لندن، في الوقت التي ما زالت فيه قيد البحث عند الملك. وأحس جيمس بأن هذا يجافي قواعد اللياقة، وعرض الظلامة على القضاة الاثني عشر في المحكمة الملكية، فأشاروا بأنه تصرف في حدود حقوقه المشروعية. ومن ثم أغفل الرد على الظلامة. وفي 20 مايو تليت الظلامة في أربع كنائس في لندن، وتجاهلوها في الكنائس الست والتسعين الباقية. وشعر الملك بأن سلطته قد امتهنت، وأمر الأساقفة السبعة بالمثول أمام المجلس. فلما جاءوا أبلغهم بأن عليهم أن يخضعوا للمحاكمة بتهمة نشر طعن أو قذف فيه تحريض على الفتنة، وعلى أية حال فإنهم لكي يتفادوا السجن في الحال، يمكن أن يقبل الملك منهم وعداً كتابياً بالحضور عند استدعائهم. فأجابوه بأنهم بوصفهم من أشراف المملكة، ليسوا في حاجة إلى تقديم أي ضمان سوى كلمتهم. وأحالهم المجلس إلى برج لندن (السجن) وحياهم الأهالي وهتفوا لهم على الجانبيين عند نقلهم عبر نهر التيمز.
وفي يومي 29 و30 يونيه حاكم الأساقفة السبعة-أمام محكمة الملك-أربعة قضاة مع هيئة المحلفين. وبعد يومين من مناقشات حادة في قاعه يحيط بها عشرة آلاف من أهالي لندن المهتاجين، أصدر المحلفون حكماً بعدم الإدانة. وابتهجت كل إنجلترا البروتستانتية، وقال أحد النبلاء الكاثوليك "لن تع ذاكرة الإنسان قط مثل هذه الصيحات والهتافات ودموع الفرح التي حدثت اليوم(16)"وتوجهت الشوارع بالمشاعل والنيران التي أضرمت في الهواء الطلق. وسار الناس في موكب خلف شخوص من الشمع تمثل البابا والكاردينالات والجزويت، أحرقت وسط احتفالات صاخبة. إن هذا الحكم كان يعني عند البسطاء من الناس أنه لا ينبغي التسامح مع الكاثوليكية، وعند ذوي الإدراك الأوسع أو العقل الأنضج كان يعني تثبيت حق البرلمان في سن قوانين ليس للملك أن يبطلها،وأن إنجلترا، في الواقع، وحتى ولو لم تكن من الناحية النظرية، ملكية دستورية، لا ملكية مطلقة.
على أن جيمس الذي عراه الاكتئاب والحزن بسبب الهزيمة، أخذ يتعزى بالطفل الذي وضعته له الملكة في 10 يونيه، بل الموعد المتوقع للولادة بشهر، وفي مقدوره أن ينشئ هذا الولد النفيس تنشئة قوامها الولاء والإخلاص للكاثوليكية،وكان يمكن لوالد والولد، في وجه أية معارضة أو معوقات، أن يقتربا يوماً بعد يوم خطوة من الهدف المقدس-ألا وهو الملكية القديمة، تعيش في وئام ووفاق مع الكنيسة، وفي إنجلترا يسودها الهدوء والسلام والتراضي، في أوربا نادمة على ارتدادها عن عقيدتها، موحدة في ظل هذه العقيدة الحقه وحيدة العالمية.
قصة الحضارة ج32ص183-186، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
المفاجآت في أوروبا ، في عهد جيمس(ملك إنجلترا "الأخرق" كما سماه ديورانت،ج32،ص193" " المتهور" ص186) أخو شارل الثاني، وابن شارل الأول الذي قامت عليه الثورة الإنجليزية فقطعت رأسه، تدهش القارئ لتاريخ تلك الفترة!( وهذا من عجائب الأمور فقد دعمت الدول الكاثوليكية وليم البروتستانتي قائد الحملة العسكرية من هولندا للإطاحة بجيمس الكاثوليكي الإنجليزي)!، وقام زعماء البروتستانتية الإنجليزية بالدعوة إلى غزو إنجلترا، والإستيلاء على العرش عنوة!
فجيمس الذي استولى على إنجلترا بجيوش خارجية داعمة له، تم الإنقلاب عليه أيضاً بجيوش خارجية وخيانات داخلية، حتى من أقرب الناس إليه، قائد جيشه وبنات جيمس نفسه!(والغريب أنه إنضم للجيوس "عدد كبير من الهيجونوت اللاجئين من الاضطهاد في فرنسا"!!
إجتمعت عليه الباباوية و("البابا نفسه منح الحملة بركته"، ج32،ص188) ودعمت أمير المقاطعات المتحد لهولنداا، والمدهش أن زوجته التي ستصير حاكمة إنجلترا معه(فهي زوجة وليم) هي إبنة جيمس نفسه، حتى استوليا على إنجلترا وعرشها! بالتحالف مع إسبانيا ، والنمسا، وفي ظل الصمت الألماني " المقاطعات الألمانية" (وهو صمت بالموافقة) فجيمس كان حليفا لفرنسا،زمن لويس الرابع عشر الذي كان يحاول هو الآخر غزو ألمانيا)
، ولما تم خلع حيمس ملك إنجلترا ، وهروبه، والإنتصار عليه أسكنه لويس الرابع عشر قصراً في فرنسا(أي منفاه الثاني)، لتنسى أن لجيمس ابن سيكون له مستقبل مهم(ولديورانت عنوان ملفت وهو"الإحاطة بالعرش والملك في المهد"!
اللافت للنظر في تلك الفترة أن جيمس كان يحاول فتح مجال الحريات للكاثوليك المضطهدون في إنجلترا، وكان الإعتراض البروتستانتي جاهزا، وفي أحوال كثيرة، وفي بلاد متفرقة، كانت تصدر أمثال تلك القوانين للتسامح ويستثنى منها، المخالفين للمملكة الحاكمة ، والشئ المثير هو أن الفلاسفة العلمانيين كانوا يؤيدون تلك القوانين، مع أنها كانت تستثني الآخرين وتضطهدهم بل وتقوم بقتلهم وتهجيرهم!!
أما نص ديورانت في التعليق على تلك الأحداث المفاجئة والمدهشة فهاكم إياه
 
نهاية عهد جيمس بحرب خارجية مسلحة عليه!(انجلترا قبل القرن ال18 بعقدين تقريبا)
تعليقاً على أحداث غزو إنجلترا، من الخارج، من مجموعة دول: هولندا، النمسا، إسبانيا، ودول أخرى، والقضاء على سلطة جيمس أخو شارل الثاني وابن شارل الأول المقتول في الثورة الإنجليزية الكبرى قديما، يقول ديورانت
:"وثمة عناصر مخزية غير كريمة كانت في "الثورة الجليلة(27)". فيما يبدو أنه مدعاة للأسف أن تضطر إنجلترا إلى استدعاء جيش من هولنده ليصلح من أخطاء الإنجليز أنفسهم، وأن تساعد الابنة على خلع أبيها عن عرشه، وأن ينحاز قائد جيشه إلى الغزاة،وأن تشارك الكنيسة الوطنية في الإطاحة بملك سبق لهذه الكنيسة أن بررت وقدست سلطته الإلهية المطلقة في وجه أية ثورة أو أي عصيان. كما كان مدعاة للأسف أن يكون تثبيت سيادة البرلمان على حساب مناهضة حرية العبادة. ولكن السيئات التي اقترفها هؤلاء الرجال والنساء طويت في الأحداث مع رفاتهم، أما حسنتاهم التي أدوها فقد بقيت بعدهم وآتت أكلها. أنهم حتى في إقامة الأوليجاركية وضعوا أسس ديموقراطية كان لا بد أن تنشأ مع توسيع القاعدة الانتخابية. وجعلوا من دار الرجل الإنجليزي قلعته، آمناً نسبياً من "عجرفة الحكم" و "أخطاء الظلم" وأسهموا إلى حد ما في هذا التوفيق الذي يدعوا إلى الإعجاب بين لنظام والحرية، وهذا هو قوام الحكومة الإنجليزية اليوم.إنهم فعلوا هذا كله دون إراقة قطرة من الدم، اللهم إلا ما نزف من أنف الملك المنزعج المنهوك الأخرق الذي تخلى عنه الجميع في ساعة العسرة.
قصة الحضارة ج32 ص192،193، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
جيوش دول كاثوليكية ، ومعها عقائد أُخر!، تطيح بجيمس ملك إنجلترا اخو شارل الثاني وابن شارل الأول الذي أعدمته الثورة الإنجليزية الكبرى
قال ديورانت عن سبب من أسباب الإطاحة
:"الإطاحة بالعرش والملك في المهد
ربما كانت هذه الولادة لتي جاءت قبل الأوان هي التي جلبت الكارثة على رأس الملك المتهور. واتفقت إنجلترا البروتستانتية مع جيمس في أن هذا الولد قد يواصل السعي لإعادة الكثلكة، ومن ثم يمكن القول بأنها خشيته لنفس السبب الذي أحبه الملك من أجله وأنكرت إنجلترا البروتستانتية في أول الأمر، بنوة الطفل الملك. واتهمت الجزويت بأنهم دسوا إلى مخدع الملكة وليداً اشتروه، كجزء من مؤامرة أرادوا منها إبعاد الابنة البروتستانتية ماري عن وراثة العرش. وانعطفت إنجلترا أكثر فأكثر نحو ماري، على أنها أمل البروتستانتية الإنجليزية، ووطنت النفس على القيام بثورة أخرى لإجلاس ماري على العرش لتكون ملكة إنجلترا.
ولكن ماري كان آنذاك زوجة وليم أورانج الثالث، رئيس الدولة في المقاطعات المتحدة
قصة الحضارة ج32 ص 186،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
كان يخون زوجته بأكثر من عشيقة، ودعمته الباباوية للإطاحة بجيمس، ملك إنجلترا، وقد فعل وجلس هو وزوجته الخائنة لوالدها، المحاربة له بالسلاح!، على عرض إنجلترا!
قال ديورانت
:"وانعطفت إنجلترا أكثر فأكثر نحو ماري، على أنها أمل البروتستانتية الإنجليزية، ووطنت النفس على القيام بثورة أخرى لإجلاس ماري على العرش لتكون ملكة إنجلترا.
ولكن ماري كان آنذاك زوجة وليم أورانج الثالث، رئيس الدولة في المقاطعات المتحدة. ماذا يقول وليم المزهو بنفسه في أنه مجرد زوج الملكة؟ لماذا لا يعرض عليه الاشتراك في الحكم مع ماري؟وفوق كل شيء، انه هو أيضاً يجري في عروقه الدم الملكي الإنجليزي. أن أمه كانت ماري أخرى، وكانت ابنة شارل الأول. ليس في نية وليم على أية حال أن يلعب دور الزوج للزوجة الملكة. ومن الجائز أن الأسقف بيرت-الذي كان قد اتخذ سبياه إلى القارة هرباً، عند ارتقاء جيمس العرش-أقنع ماري، بإيعاز(17)من وليم، أن تتعهد بالطاعة التامة لوليم "في كل الأمور" أياً كانت السلطة التي تخولها التصرف فيها،فوافقت على "أن يكون الحكم والسلطة في يديه هو، لأنها لا ترغب إلا في أن يعمل هو بالوصية التي تقول: أيها الأزواج أحبو زوجاتكم، كما تعمل بالوصية التي تقول:أيها الزوجات أطعن أزواجكن في كل شيء(18)" وتقبل وليم الطاعة،ولكنه تجاهل التلميح الرقيق إلى علاقته بعشيقته السيدة فليير(19)، فإن الحكام البروتستانت أيضاً، يحوز لهم فوق كل شيء، أن يخدعوا أو يخونوا زوجاتهم.
قصة الحضارة ج32 ص 186،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
البروتستانت الإنجليز ينقلبون على جيمس ملك إنجلترا !(30 يونية 1688)
لسبب منشور أو قانون التسامح الذي وضعه جيمس لإنجلترا، لإدخال الكاثوليك في مجال الحرية والتسامح!، قرر البروتستانت الإطاحة به بدعوتهم الدول الكاثوليكية لغزو إنجلترا!، فالخشية كانت ليست من توسع هذا المجال كما من أن يحكمهم المولود للتو وهو ابن جيمس، وجيمس كاثوليكي!
:"ولما قضى مولد ابن لجيمس على فرض وليم في أن يخلفه (جيمس) قرر زعماء البروتستانت دعوة وليم للقدوم والاستيلاء على العرش عنوة. ووقع الدعوة (30 يونية 1688) إرل سروزبري الثاني عشر، ودوق ديفونشير الأول، إرل دانبي، إرل سكاربره، وأمير البحر أدوارد رسل (ابن عم وليم رسل الذي أعدم في 1683)، هنري سدني (أخو الجرنون)، والأسقف كمبتون. أما هاليفاكس فإنه لم يوقع متذرعاً بأنه يؤثر المعارضة الدستورية. ولكن كثيرين غير هؤلاء، من بينهم سندرلند وجون تشرشل، وكلاهما آنذاك في خدمة جيمس) بعثوا إلى وليم يؤكدون مساندتهم له(22). وكان الموقعون يعلمون علم اليقين أن دعوتهم للمغامرة، من ذلك أق شروزبري الكاثوليكي السابق الذي تحول إلى البروتستانتية، رهن ضياعه نظير أربعين ألف جنيه، وعبر البحر إلى هولنده ليساعد فيتوجه الغزو(23).
قصة الحضارة ج32 ص 187،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
العرش من حق الزوجة(ابتسامة)،
ومتى ولد الملك ابن فمن الواضح أن يسقط حق ماري في العرش
قال ديورانت
:"إن وليم الذي يحارب لويس الرابع عشر حفاظاً على استقلال هولنده والبروتستانتية، راوده الأمل لبعض الوقت في كسب والد زوجته (جيمس) في تحالف ضد ملك فرنسا الذي كان يحطم توازن القوى والحريات في أوربا، ولما خاب فأله، عمد إلى التفاوض مع الإنجليز الذين تزعموا حركة المقاومة ضد جيمس. إنه تغاضى من قبل عن الحملة التي نظمها مونمورث على الأرض الهولندية ضد الملك جيمس، وسمح لها بالإقلاع من أحد الثغور الهولندية دون عائق(20)، وخشي بحق أن يكون جيمس قد دبر خطة لإعلان عدم أهليته لوراثة عرش إنجلترا.ومتى ولد الملك ابن فمن الواضح أن يسقط حق ماري في العرش. وفي أوائل 1687 أوفد وليم افرهارد فان ديكفلت إلى إنجلترا ليقيم علاقات ودية مع زعماء البروتستانت. وعادت البعثة برسائل مبشرة من مركيز هاليافكس، وأرسل شروزبري وأرل كلارندن (ابن رئيس اللوردات السابق) ومن دانبي، والأسقف كمبتون وغيرهم. وكانت الرسائل غامضة مبهمة إلى حد لايئم عن خيانة صريحة، ولكنه انطوت على تأييد حار لوليم في نضاله من أجل العرش.
قصة الحضارة ج32 ص 187،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
قصة الحرب على عرش إنجلترا وخلع جيمس بالقوة العسكرية الخارجية لدول كبرى وشباب مسيحي يهب لنصرة البروتستانتية في إنجلترا وجماعات ارهابية خارجية تساعد في الغزو (في نظر الفرق الأخرى مثل الجماعة المسيحية الإرهابية" الهيوجونوت" وفي الحقيقة هي ليست جماعة ولكنه ديناة وحدها ككل فرق المسيحية!!)
:"وفي يونية 1687 أصدر كاسبار فاجل، الحاكم العام، رسالة أوضح فيها بصورة آراء وليم في التسامح. إن وليم يريد حرية العبادة للجميع ولكنه يعارض إلغاء "قانون الاختبار" الذي يقصر حق تولي الوظائف العامة على أتباع المذهب الأنجليكياني(21). أن هذا البيان الرسمي للتحفظ أكسب وليم تأييد الأنجليكانيين البارزين. ولما قضى مولد ابن لجيمس على فرض وليم في أن يخلفه (جيمس) قرر زعماء البروتستانت دعوة وليم للقدوم والاستيلاء على العرش عنوة. ووقع الدعوة (30 يونية 1688) إرل سروزبري الثاني عشر، ودوق ديفونشير الأول، إرل دانبي، إرل سكاربره، وأمير البحر أدوارد رسل (ابن عم وليم رسل الذي أعدم في 1683)، هنري سدني (أخو الجرنون)، والأسقف كمبتون. أما هاليفاكس فإنه لم يوقع متذرعاً بأنه يؤثر المعارضة الدستورية. ولكن كثيرين غير هؤلاء، من بينهم سندرلند وجون تشرشل، وكلاهما آنذاك في خدمة جيمس) بعثوا إلى وليم يؤكدون مساندتهم له(22). وكان الموقعون يعلمون علم اليقين أن دعوتهم للمغامرة، من ذلك أق شروزبري الكاثوليكي السابق الذي تحول إلى البروتستانتية، رهن ضياعه نظير أربعين ألف جنيه، وعبر البحر إلى هولنده ليساعد فيتوجه الغزو(23).
ولم يكن في مقدور وليم أن يتخذ أي إجراء فوري. لأنه لم يكن على ثقة من شعبه. كما كان يخشى أن يجدد لويس الرابع عشر هجومه على هولنده في أية لحظة. وخشيت الولايات الألمانية كذلك مهاجمة فرنسا لها، ومع ذلك لم تبد هذه الولايات اعتراضاً على غزو وليم لإنجلترا، ولعلمها بأن الهدف الأسمى لوليم هو كبح جماح ملك البوربون. أما حكومتا آل هبسبرج في النمسا وأسبانيا فقد نسيتا كثلكيتهما في بغضهما للملك لويس الرابع عشر، وأقرتا خلع ملك كاثوليكي يصادق فرنسا بل أن البابا نفسه منح الحملة بركته ورضاءه السامي. ومن ثم أصبح بإذن من الدول لكاثوليكية أن يأخذ وليم البروتستانتي على عاتقه الإطاحة بجيمس الكاثوليكي. وتعجل لويس وجيمس كلاهما الغزو، وأعلن لويس أن روابط "لصداقة والتحالف" القائمة بين إنجلترا وفرنسا تحتم عليه أن يعلن الحرب على كل من يغزو وإنجلترا. ولكن جيمس الذي خشي أن يؤدي هذا البيان إلى توحيد صفوف رعاياه البروتستانت ضده بشكل أقوى، نفي وجود مثل هذا التحالف،ورفض مساعد فرنسا له. وانتصر غضب لويس الرابع عشر على استراتيجيته، فأمر جيوشه بمهاجمة ألمانيا، لا هولندة (25 سبتمبر 1688)، ووافقت الجمعية العمومية للمقاطعات المتحدة، التي حررت لبعض الوقت من الخوف من فرنسا، على أن يقود وليم حملة قد تؤدي بإنجلترا إلى الدخول في
تحالف ضد فرنسا.
وفي 19 أكتوبر تحرك الأسطول-خمسين سفينة حربية،وخمسمائة سفينة نقل، وخمسمائة فارس، واحد عشر ألفاً من المشاة، بما فيهم عدد كبير من الهيجونوت اللاجئين من الاضطهاد في فرنسا. وصدت الرياح الأسطول، فانتظر حتى يهب "نسيم بروتستانتي" (مؤات)، وأقلع ثانية في أول نوفمبر.وخرج أسطول إنجليزي ليعترض سبيله، ولكن مزقته العاصفة.وفي 5 نوفمبر، وهو عطلة وطنية احتفالاً بذكرى "مؤامرة البارود" ألقى الغزاة مراسيهم في "ثورباي"، وهو منفذ على المانش على شاطئ دورستشير. ولم يلق الغزاة أية مقاومة، ولكنهم كذلك لم يلقوا أي ترحيب. فأن الناس لم يكونوا قد نسوا جفريز وكيرك. وأصدر جيمس أوامره إلى جيشه بالتجمع في سالسبوري تحت إمرة لورد جون تشرشل، ولحق الملك به هناك، ولكنه وجد القوات يعزوها الولاء والإخلاص، يخيم عليها الفتور إلى حد الارتياب في اشتراكهم في معركة، فأمر بالتقهقر، وفي تلك الليلة (23 نوفمبر) انحاز لتشرشل واثنان من كبار الضباط فيجيش الملك إلى وليم مع أربعمائة رجل(24).وبعد ذلك بأيام قلائل انضم جورج الدنمركي، زوج الأميرة آن ابنة جيمس، إلى جماعة الخارجين على الملك،والذين يتزايد عددهم،ووجد الملك التعس، لدى عودته إلى لندن، أن ابنته آنوسارا جنجز زوجة تشرشل قد هربتا إلى نوتنجهام. وتحطمت روح الملك الذي كان يوماً مزهواً مختالاً، حين وجد أن ابنتيه كلتيهما قد انقلبتا ضده. فأوفد هاليفاكس للتفاوض مع وليم وفي 11 ديسمبر غادر الملك نفسه عاصمة ملكه، ولما عاد هاليفاكس من الجبهة، وجد الأمة بلا رئيس ولا زعيم، فعمد جماعة من النبلاء إلى تنصيبه رئيساً لحكومة مؤقتة. وفي يوم 13 تسلموا من جيمس رسالة تقول بأنه وقع في أيدي الأعداء، في فافرشام في كنت. فأنفذوا بعض القوات لإنقاذه، وفي يوم 16 عاد الملك الذليل إلى قصر هويتهول وأرسل
وليم أثناء تقدمه نحو لندن، وبعض حراس هولنديين زودهم بتعليمات بأن يحملوا جيمس إلى روشستر، وهناك يسهلون له طريق الفرار. وقد كان، ووقع جيمس في الفخ الذي نصب له، وغادر إنجلترا إلى فرنسا (23 ديسمبر).وعمر ثلاثة عشر عاماً بعد سقوطه، ولكنه لم ير إنجلترا ثانية قط.
ووصل وليم إلى لندن في التاسع عشر من ديسمبر. واستغل انتصاره في حزم وحذر واعتدال ممتاز، ووضع حداً للشغب الذي آثاره البروتستانت في لندن وسلبوا فيه منازل الكاثوليك وأحرقوها. وبناء على طلب الحكومة المؤقتة، ودعا اللوردات والأساقفة وأعضاء البرلمان السابقين للاجتماع في كفونتري. وأعلن "المؤتمر" الذي أنعقد هناك في أول فبراير 1689 أن جيمس اعتزل العرش بفراره. وعرض المجتمعون أن يتوجوا ماري ملكة، ويرتضوا وليم نائباً لها. فقبلا (13 فبراير). ولكن المؤتمر قرن هذا العرض " بإعلان الحقوق" الذي سنه وأصدره البرلمان من جديد في 16 ديسمبر على أنه "وثيقة الحقوق"، وأصبح (بالرغم من عدم موافقة وليم عليه صراحة) جزءاً حيوياً أساسياً في قوانين المملكة
قصة الحضارة ج32 ص187-190،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
تعليق
إنه الكيل بمكاييل وليس بمكيالين!
 
الباباوية تعلن الحرب على جيمس ملك إنجلترا، قبيل نهاية القرن ال17، دعمة لجيوس أوروبية كاملة في غزو إنجلترا
:طأن البابا نفسه منح الحملة بركته ورضاءه السامي. ومن ثم أصبح بإذن من الدول لكاثوليكية أن يأخذ وليم البروتستانتي على عاتقه الإطاحة بجيمس الكاثوليكي. وتعجل لويس وجيمس كلاهما الغزو، وأعلن لويس أن روابط "لصداقة والتحالف" القائمة بين إنجلترا وفرنسا تحتم عليه أن يعلن الحرب على كل من يغزو وإنجلترا.
قصة الحضارة ج32 ص 188،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
نجاح التحريض البروتستانتي الإنجليزي الداخلي على ملكهم الكاثوليكي، وتخريب ممتلكات كاثوليكية بوصول قائد الحرب على عرش إنجلترا وليم !قال ديورانت
:"ووصل وليم إلى لندن في التاسع عشر من ديسمبر. واستغل انتصاره في حزم وحذر واعتدال ممتاز، ووضع حداً للشغب الذي آثاره البروتستانت في لندن وسلبوا فيه منازل الكاثوليك وأحرقوها. وبناء على طلب الحكومة المؤقتة، ودعا اللوردات والأساقفة وأعضاء البرلمان السابقين للاجتماع في كفونتري. وأعلن "المؤتمر" الذي أنعقد هناك في أول فبراير 1689 أن جيمس اعتزل العرش بفراره. وعرض المجتمعون أن يتوجوا ماري ملكة، ويرتضوا وليم نائباً لها. فقبلا (13 فبراير).
قصة الحضارة ج32 ص190،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
قلت: من أخطاء جيمس ملك إنجلترا أنه كان مايزال مصمما على العمل بعيدا عن البرلمان، بإصدار قرارات، ومنها قانون التسامح.
وبدلا من محاولة أخذ دعم البرلمان لإصدار هكذا قانون، أصدره رغما عنهم، وهذا في وقت كانت البرلمان قد أخذ شوطاً طويلاً في تدعيم سلطته، ولاتنسى أنهم قد قتلوا والد جيمس في الثورة الإنجليزية الكبرى.
وكانت البروتستانتية الإنجليزية ترفض قانون التسامح هذا لأنه يعني تزايد النفوذ الكاثوليكي داخلياً وخارجياً، وهو ملايريدونه، فهم يريدون إنجلترا قاعدة بروتستانتية، لكن الزمن مضى وخضعت البروتستانتية والكاثوليكية لعلمانية اعطتهم الفتات بل أقل من الفتات!!
يقول ديورانت تحت عنوان(الملك الكاثوليكي) ويقصد جيمس
:"أن الملك جيمس كان يأمل في كسب الكنيسة الأنجليكانية إلى جانب المصالحة والتراضي مع روما، ولكن تصرفه المتهور قضى الآن على هذه السياسة. وبدلاً من ذلك انتهج سياسة التوحيد بين الكاثوليك والمنشقين ضد الكنيسة الرسمية. أن وليم بن الذي وجد طريقه إلى قلب الملك وأحرز ثقته، نصحه بأنه يستطيع أن يظفر بالتأييد الحار من جانب كل البروتستانت الإنجليز، فيما عدا الأنجليكانيين إذا هو بجرة قلم ألغى القوانين التي تحرم العبادة العلنية على فرق المنشقين وفي 4 أغسطس 1687 أصدر جيمس أول "إعلان للتسامح" في عهده. ومهما تكن دوافع الملك، فإن هذه الوثيقة تحتل مكاناً في تاريخ التسامح الديني. إنه ألغى كل قوانين العقوبات فيما يتعلق بالديانة، وأبطل كل الاختبارات الدينية، ومنح الحرية الدينية للجميع،وحظر التدخل في شئون الاجتماعات الدينية المسالمة. وأخلى سبيل كل المسجونين بسبب الخلافات الدينية. أن هذا الإعلان ذهب إلى أبعد مما ذهبت إليه إعلانات التسامح في عهد شارل الثاني، التي كانت قد أبقت على الاختبار الديني لمن يتولون الوظائف، وسمحت بالعبادة الكاثوليكية داخل الدور الخاصة فقط. وأكد للكنيسة الرسمية أن الملك سيواصل حمايته لها في كل حقوقها القانونية.ومما يدعو إلى الأسى والأسف أن هذا الإجراء قدر له أن يكون إعلاناً ضمنياً للحرب على البرلمان، الذي كان قد سن من قبل كل القيود وعدم الأهلية التي ألغيت الآن. ولو سلم البرلمان بسلطة الملك في إلغاء التشريعات البرلمانية لكان لزاماً أن تنشب الحرب الأهلية من جديد.
ودخل هاليفاكس الذي كان في هاتيك الأيام ألمع عقلية في إنجلترا، المعركة بكتيب لا يحمل اسم المؤلف بعنوان "رسالة إلى منشق" (أغسطس 1687)-"أكثر النشرات توفيقاً في هذا العصر(13)" حث فيه البروتستانت أن يكونوا على يقين من أن هذا التسامح الذي قدم إليهم الآن، صدر عن ملك موال لكنيسة تدعي العصمة من الخطأ، وتنكر التسامح صراحة. وهل يمكن أن يكون ثمة انسجام دائم بين حرية الفكر والضمير وبين كنيسة لا تخطئ؟ وكيف يطمئن المخالفون إلى أصدقائهم الجدد الذين دمغوهم بالأمس القريب بأنهم هراطقة؟ "كنتم بالأمس أبناء الشيطان، وأنتم اليوم ملائكة النور(14)". ومن سوء الحظ أن الكنيسة الأنجليكانية كانت قد اتفقت مع روما فيما يتعلق بأبناء الشيطان، وأنها في السنوات السبع والعشرين الأخيرة أخضعت مخالفيها لألوان من الاضطهاد والتعذيب تعفيهم من قبول الحرية حتى على أيد كاثوليكية. وأسرع رجال الدين الأنجليكانيون إلى التماس التصالح مع المشيخيين والبيورتانيين والكويكرز، وتوسلوا إلى هؤلاء جميعاً أن يرفضوا التسامح الراهن، ووعدوهم على الفور بتسامح يحظى بموافقة كل عن البرلمان والكنيسة الرسمية. وبعث بعض المخالفين بخطابات شكر إلى الملك، ولكن الأغلبية كانت بجانبها في تحفظ. وعندما حانت ساعة الفصل نبذ الجميع الملك.
وتابع جيمس خطواته. لقد تطلبت جامعات إنجلترا لعدة سنوات مضت من أساتذتها وطلبتها الالتزام بمذهب الكنيسة الأنجليكانية، ولم يستثن من ذلك إلا منح درجة لطالب لوثري، ومنح درجة فخرية لدبلوماسي مسلم، على أن القساوسة الأنجليكانيين رأوا في أكسفورد وكمبردج هيئات وظيفتها الرئيسية إعداد الرجال لقبول المذهب الأنجليكاني، وتقرر ألا يلتحق بهما أي كاثوليكي. ورغبة في كسر هذا القيد أرسل جيمس، إلى نائب رئيس جامعة كامبردج رسالة يلزمه فيها بأن يستثني من الأنجليكاني راهباً بندكتياً يعي للحصول على درجة الأستاذية. ورفض نائب رئيس الجامعة ففصل بأمر من لجنة المحكمة الكنسية. فأرسلت الجامعة وفداً من بين أعضائه ايزاك نيوتن، ليشرح للملك موقف لجامعة. ولكن الراهب حل المشكلة بالانسحاب (1687). وفي نفس العام رشح الملك لرياسة كلية مجدلن في أكسفورد، رجلاً لا يتمتع بغزارة العلم، ولكنه ذو ميول كاثوليكية،فرفض الزملاء انتخابه، وبعد نزاع طويل اقترح الملك مرشحاً ليس عليه إلا اعتراض أيسر من سابقه، وهو باركر أسقف أكسفورد الأنجليكاني، ولكن الزملاء الذين يشكلون الهيئة الانتخابية رفضوه كذلك، ففصلوا بأمر من الملك، وعين الأسقف باركر قسراً.
واشتدت وطأة الاستياء عندما ارتمى الملك أكثر فأكثر في أحضان مستشاريه الكاثوليك. وكان إعجابه بالأب بتر شديداً إلى حد الإلحاف على البابا برسمه أسقفاً، بل كاردينالاً، ولكن أنوسنت أبى. وفي يوليه 1687 عين جيمس الجزويتي القدير، ولكن المستهتر، عضواً في المجلس المخصوص (الملكي)، فاحتج كثير من الكاثوليك الإنجليز بأن هذا تصرف طائش، ولكن جيمس كان في عجلة من أمره ليصل بالنضال إلى غايته. وكان في هذا المجلس الآن ستة من الكاثوليك، مكنت لهم حظوتهم لدى الملك من السيطرة والغلبة(15). وفي 1688 عين أربعة من الأساقفة الكاثوليك لإدارة شئون الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، وخصص جيمس لكل منهم راتباً سنوياً قدره ألف جنيه، والواقع أن الكاثوليك شاركوا الآن الأنجليكانيين في أنه أصبح لكل من الفريقين كنيسة تساندها وتعاونها الدولة.
ووفي 25 أبريل 1688 جدد جيمس نشر "إعلان التسامح" الذي مضى على صدوره عام واحد، وأكد فيه من جديد عزمه على توفير حرية الفكر والضمير" لكل الإنجليز إلى الأبد. فمن الآن فصاعداً لا بد أن
يعتمد التعيين في الوظائف والترقي فيها على الجدارة الشخصية لا المذهب الديني. وتنبأ بأن الإقلال من الخلافات الدينية لا بد أن يفتح أسواقاً جديدة للتجارة الإنجليزية، ويزيد من ازدهار الأمة ورخائها.وتوسل إلى رعاياه أن يطرحوا جانباً كل الأحقاد، وينتخبوا البرلمان الجديد دون تمييز بين المذاهب الدينية، والتحقق من انتشار هذا الإعلان الموسع على أوسع نطاق ممكن، أصدر مجلس الملك توجيهاتها إلى كل الأساقفة ليرتبوا مع كل رجال الدين أمر تلاوته في كل كنيسة في الأقاليم في إنجلترا، يوم 20 أو 27 مايو. واستخدم رجال الدين على هذا النحو، وسيلة للاتصال بالجماهير، أمر له سوابقه الكثيرة في إنجلترا. ولكن لم تكن الرسالة قط يوماً بغيضة إلى الكنيسة الرسمية إلى مثل هذا الحد. وفي 18 مايو رفع سبعة أساقفة أنجليكانيين إلى الملك ظلامة أو ضحوا فيها أنهم لم ترتض ضمائرهم أن يوصوا قساوستهم بتلاوة الإعلان، لأنه يخرق قرار البرلمان بأنه لا يجوز إلغاء تشريع برلماني إلا بموافقة البرلمان نفسه، فأجاب جيمس بأن رجال اللاهوت هم الذين كانوا يلحون على عظاتهم وخطبهم دوماً على ضرورة الامتثال للملك وطاعته بوصفه رئيساً للكنيسة، وأنه ليس في الإعلان ما يخدش أو يسيء إلى كرامة أحد.ووعد بأنه سوف ينظر في ظلامتهم، ولكنهم إن يتلقوا منه رداً في الغد فعليهم أن يذعنوا لأمره.
وفي صبيحة اليوم التالي بيعت آلاف النسخ من هذه الظلامة في شوارع لندن، في الوقت التي ما زالت فيه قيد البحث عند الملك. وأحس جيمس بأن هذا يجافي قواعد اللياقة، وعرض الظلامة على القضاة الاثني عشر في المحكمة الملكية، فأشاروا بأنه تصرف في حدود حقوقه المشروعية. ومن ثم أغفل الرد على الظلامة. وفي 20 مايو تليت الظلامة في أربع كنائس في لندن، وتجاهلوها في الكنائس الست والتسعين الباقية. وشعر الملك بأن سلطته قد امتهنت
قصة الحضارة ج32 ص181-184،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الملك الكاثوليكي
 
غير أنه بعد الإستيلاء على إنجلترا وفرار جيمس وصعود وليم قائد المقاطعات الهولندية المتحدة وزوجته(ماري ابنة جيمس!!، على عرش إنجلترا، بدعم عسكري أوروبي من غير فرنسا) صدر قانون حقوقي!!
:"ووصل وليم إلى لندن في التاسع عشر من ديسمبر. واستغل انتصاره في حزم وحذر واعتدال ممتاز، ووضع حداً للشغب الذي آثاره البروتستانت في لندن وسلبوا فيه منازل الكاثوليك وأحرقوها. وبناء على طلب الحكومة المؤقتة، ودعا اللوردات والأساقفة وأعضاء البرلمان السابقين للاجتماع في كفونتري. وأعلن "المؤتمر" الذي أنعقد هناك في أول فبراير 1689 أن جيمس اعتزل العرش بفراره. وعرض المجتمعون أن يتوجوا ماري ملكة، ويرتضوا وليم نائباً لها. فقبلا (13 فبراير). ولكن المؤتمر قرن هذا العرض " بإعلان الحقوق" الذي سنه وأصدره البرلمان من جديد في 16 ديسمبر على أنه "وثيقة الحقوق"، وأصبح (بالرغم من عدم موافقة وليم عليه صراحة) جزءاً حيوياً أساسياً في قوانين المملكة:
حيث أن الملك السابق جيمس الثاني.. سعى جهده أن يدمر ويستأصل العقيدة البروتستانتية وقوانين وحريات هذه المملكة من جذورها:
1- بانتحاله لنفسه وممارسته سلطة التحلل من القوانين وإلغائها، أو تنفيذها دون موافقة البرلمان..
3- بإنشاء "محكمة خاصة بالقضايا الدينية".
4- بجباية أموال من أجل الملك وليستخدمها هو، بحجة الامتيازات والحقوق الملكية، في غير الوقت ولغير الغرض اللذين أقرهما البرلمان.
5- بتجنيد جيش ثابت والاحتفاظ به دون موافقة البرلمان.
7-بإقامة الدعوى أمام "محكمة الملك" في مسائل وقضايا هي من اختصاص البرلمان وحده.
وكل هذا يتعارض تماماً، وبطريق مباشر، مع قوانين هذه المملكة
وشرائعها المعروفة. ولما كانوا (أعضاء البرلمان-المجتمعون) على ثقة تامة من أن.. أمير أورانج.. سوف يحميهم من إهدار حقوقهم التي أثبتوها هنا، ومن أية محاولات أخرى للاعتداء على حقوقهم المدنية وحرياتهم، فإن اللوردات والآباء الروحيين والنواب المجتمعين في وستمنستر، يقررون أن يعينوا وليم وماري، أمير وأميرة أورانج، ملكاً وملكة على إنجلترا وفرنسا وإيرلندة، وأن يقسم اليمين المذكورة بعد، كل الأشخاص الذين يتطلب القانون منهم أن يقسموا يمين الولاء.. "أقسم أنا (س من الناس) أن أمقت وأبغض وأنبذ من كل قلبي على أنها كفر وهرطقة، تلك النظرية الدنسة اللعينة.. التي تقول بأنه يجب أن يخلع أو يقتل، بيد رعاياه أو عيرهم أياً كانوا، كل أمير يصدر ضده البابا أو أية هيئة في المقر البابوي في روما، قراراً بالحرمان من الكنيسة أو من العرش.. كما أعلن أنه ليس، ولا ينبغي أن يكون. لأي حاكم أو فرد أو مطران أو دولة أو عاهل أجنبي، أية ولاية أو سلطة أو سيادة أو سلطان.. في هذه المملكة. أسألك العون على هذا يا رب".
وحيث ثبت بالتجربة أنه لا يتفق مع سلامة هذه المملكة ولا مع مصلحتها أن يحكمها أمير مناصر للبابا، أو ملك أو ملكة متزوجة من أحد أشياع البابا، فإن اللوردات والآباء الروحيين والنواب المذكورين يرجون فوق ذلك أن يسن تشريع يقضي بأن كل شخص أو أشخاص يذعنون أو سيذعنون للبابا أو الكنيسة في روما، أو تكون أو ستكون لهم علاقة بهما، أو سيدينون بالمذهب البابوي، أو يتزوجون من نصيرات البابا والمشيعات له، يجب استبعادهم وحرمانهم إلى الأبد من وراثة أو أملاك أو التمتع بتاج وحكومة هذه المملكة(25).
أن هذا الإعلان التاريخي عبر من النتائج الجوهرية لما أسمته إنجلترا البروتستانتية "الثورة الجلية": وهي الاعتراف الصريح بالسيادة التشريعية للبرلمان، التي طالما نازع فيها أربعة ملوك من آل ستيوارت، وحماية المواطن ضد السلطة للتعسفية للحكومة، واستبعاد الكاثوليك من تولي عرش إنجلترا أو المشاركة فيه. ويلي هذه النتائج في الأهمية، وهو إدماج سلطة الحكومة في الأرستقراطية مالكة الأرض، لأن الثورة بدأها كبار النبلاء،وسار بها إلى غايتها صغار الملاك الممثلون في مجلس العموم. وواقع الأمر أن الملكية "المطلقة" المتمسكة "بحق الملك الإلهي" تحولت إلى أولجاركية إقليمية أو ذات علاقة بالملكية الخاصة للأرض. وهي أولجاركية تميزت بالاعتدال والجد والبراعة في إدارة دفة الحكم، متعاونة مع ملوك الصناعة والتجارة والمال، كما أهملت بصفة عامة أمر الحرفيين والفلاحين. إن الطبقات المتوسطة العليا أفادت من الثورة بصورة فعلية. واستردت مدن إنجلترا حريتها، لتحكمها أوليجاركيات التجار المستغلين. أن تجار لندن الذين أحجموا من قبل عن مساعدة جيمس، أقرضوا وليم مائتي ألف جنيه فيما بين وصوله إلى العاصمة، وتسلمه اعتمادات البرلمان لأول مرة(26). إن هذا القرض عزز اتفاقية غير مسطورة: فالتجار يتركون لملاك الأرض حكم إنجلترا، على توجه الأرستقراطية الحاكمة سياسة البلاد الخارجية نحو المصالح التجارية، وتحرر التجار أكثر فأكثر من النظم الرسمية.
وثمة عناصر مخزية غير كريمة كانت في "الثورة الجلية(27)". فيما يبدو أنه مدعاة للأسف أن تضطر إنجلترا إلى استدعاء جيش من هولنده ليصلح من أخطاء الإنجليز أنفسهم، وأن تساعد الابنة على خلع أبيها عن عرشه، وأن ينحاز قائد جيشه إلى الغزاة،وأن تشارك الكنيسة الوطنية في الإطاحة بملك سبق لهذه الكنيسة أن بررت وقدست سلطته الإلهية المطلقة في وجه أية ثورة أو أي عصيان. كما كان مدعاة للأسف أن يكون تثبيت سيادة البرلمان على حساب مناهضة حرية العبادة. ولكن السيئات التي اقترفها هؤلاء الرجال والنساء طويت في الأحداث مع رفاتهم، أما حسنتاهم التي أدوها فقد بقيت بعدهم وآتت أكلها. أنهم حتى في إقامة الأوليجاركية وضعوا أسس ديموقراطية كان لا بد أن تنشأ مع توسيع القاعدة الانتخابية.
قصة الحضارة ج32 ص190-193،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> الإحاطة بالعرش والملك في المهد
 
بإستيلاء جيوش الأمم (اسبانيا، هولندا، النمسا)، على عرش إنجلترا)، وتعيين ماري ابنة جيمس(ملك انجلترا بعد أخيه(شارل الثاني) ، التي هزمت والدها ومعها زوجها (وليم) بجيوش جرارة من الخارج، تعيينها ملكة لإنجلترا، بدأ وليم (مقرر الحرب وقائد الجيوش المهاجمة وزوج ماري) بوضع قانون للتسامح استثنى منه الكاثوليك!!
:"(قانون التسامح)... (24 مايو 1689). وسمح هذا القانون بحرية العبادة العلنية لكل الفرق التي سلمت بمبدأ التثليث وبأن الكتاب المقدس نزل به الوحي، والتي نبذت صراحة تحول خبز القربان والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وسيادة البابا الدينية. وسمح لأنصار تجديد العماد بتأجيله إلى سن البلوغ. وبمقتضى "قانون تثبيت التسامح" الذي صدر في 1696 سمح للكويكرز باستبدال وعد قاطع بالقسم سالف الذكر. واستثنى التوحيديون والكاثوليك من التسامح. وقام وليم ومجلسه في مشروع "قانون التسامح الشامل" الذي قدم في أواخر 1689، بمحاولة للسماح بدخول كل طوائف المنشقين إلى الكنيسة الأنجليكانية، ولكن لم تتم الموافقة على هذه الخطوة. ولكن لم تتم الموافقة على هذه الخطوة. وظل المنشقون محرومين من الجامعات ومن مقاعد البرلمان ومن الوظائف العامة إلا إذا تلقوا الأسرار المقدسة وفقاً للطقوس الأنجليكانية، وجدد في 1697 العمل بقانون يقضي بعقوبة السجن على من يهاجم أية نظرية مسيحية أساسية. ولم يصدر بعد ذلك أي تشريع بالتوسع في الحرية الدينية في إنجلترا حتى 1778 وعلى الرغم من ذلك كان التسامح هنا أكبر منه في أية دولة أوربية أخرى بعد 1685، باستثناء المقاطعات المتحدة. والواقع أن التسامح اتسعت دائرته في إنجلترا بازدياد قوة إنجلترا إلى الحد الذي تحررت معه من مخاوفها من أن تغزوها أية دولة كاثوليكية أو تعمل على تخريبها في الداخل.
إن الكاثوليك أنفسهم نعموا في عهد وليم بأمن متزايد. وأوضح الملك أنه ليس في مقدوره أن يحتفظ بالأحلاف مع الدول الكاثوليكية إذا هو صب العذاب والظلم على رؤوس الكاثوليك في إنجلترا(38). وظل القساوسة الكاثوليك لعشر سنوات يقيمون القداس في دور خاصة. وما كان أحد ليتحرش بهم لو تستروا في شيء من الحزم والحكمة، أمام الجمهور. وفي أخريات عهد وليم (1699)، حين كان للمحافظين (أنصار السلطة الملكية المطلقة) والمتشددين، الغلبة في البرلمان، شددت القوانين ضد الكاثوليك، فتعرض لعقوبة السجن مدى الحياة أي كاهن يدان بإقامة القداس أو أداء أية مهمة كهنوتية أخرى إلا في دار أحد السفراء. وتنفيذاً للقانون كانت ثمة مكافأة قدرها
مائة جنية لمن يدبر الإدانة. ونص القانون على نفس العقوبة لأي كاثوليكي يقوم
بالتعليم العام للصغار. وما كان يجوز للوالدين أن يرسلوا أولادهم إلى الخارج لتلقي العلم وفق المذهب الكاثوليكي. وما كان يجوز لأي فرد أن يشتري أو يرث أرضاً إلا بعد أداء القسم على أن الملك رئيس الكنيسة، وعلى أنه لا يؤمن بتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. وصودر من أجل الحكومة إرث أي فرد امتنع عن أداء القسم(39). وفي 1689 عفا وليم عن تيتس أوتس وأجرى عليه معاشاً.
وجلب الكاثوليك في إيرلندة على أنفسهم اضطهاداً مجدداً بتنظيمهم ثورة تهدف إلى إعادة جيمس الثاني إلى العرش.
قصة الحضارة ج32 ص 196،197،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا تحت حكم وليم الثالث
 
اضطهاد الكاثوليك في ايرلنجا وهجرة من نصف الكاثوليك الذي كان عددهم يقرب من المليون في 1688 بعد انتصار جيوس وليم وماري على الملك جيمس الإنجليزي(ابن شارل الأول الذي أعدمته من قبل الثورة الإنجليزية الكبرى)
:"وبمقتضى معاهدة ليمر (3 أكتوبر 1691) وافق الثوار الإيرلنديون على التسوية التي عرضها وليم. وفي مارس 1692 صدر بيان ملكي يعلن انتهاء الحرب مع أيرلندة. واستنكر البروتستانت في إيرلندة هذه المعاهدة على أنها استسلام ذليل للبابويين، ولجأوا إلى البرلمان الإنجليزي. ووضع هذا البرلمان على الفور (22 أكتوبر 1691) قانوناً يحرم من عضوية برلمان إيرلندة، كل من يمتنع عن أداء يمين السيادة وإعلان رفضه لفكرة تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. ورفض البرلمان الإيرلندي الجديد، وكان بروتستانتياً تماماً، الاعتراف بمعاهدة ليمرك. وعلى حين كان وليم منهمكاً في تكتيل أوربا ضد لويس الرابع عشر، سن برلمان دبلن سلسلة جديدة من قوانين العقوبات ضد الكاثوليك في إيرلندة، تنقض صراحة الصلح الذي وقعه وليم وماري من قبل، ونصت هذه القوانين على عدم شرعية الدارس والكليات الكاثوليكية، وعلى أن القساوسة الكاثوليك معرضون للترحيل خارج البلاد، وعلى أنه ليس للكاثوليكي أن يحمل سلاحاً، أو يمتلك حصاناً تزيد قيمته على خمسة جنيهات، وعلى مصادر أملاك أية وريثة بروتستانتية تتزوج كاثوليكي(42). واستمرت مصادرة أراضي إيرلندة حتى "لم يعد هناك في الواقع أرض تصادر(43). وكاد يكون من المستحيل أن يكسب كاثوليكي إيرلندي قضية في محكمة إيرلندية، وقل أن صدرت عقوبة على من يقترف جريمة ضد الكاثوليك. واستكمالاً لخراب إيرلندة قضت قوانين برلمان إنجلترا قضاء تاماً على صناعة الصوف التي كانت قد نمت إلى حد منافسة صناعة الصوف في إنجلترا ذاتها، حيث حظرت هذه القوانين تصدير الصوف في إيرلندة إلى أي بلد آخر سوى إنجلترا، وخنقت
حتى هذه التجارة نفسها بما
وضع من تعريفات جمركية معوقة عمداً (1696). ومن ثم انتشر الفقر والتسول
والمجاعة والتمرد على القانون في الجزيرة، خارج نطاق "البال" الإنجليزي (قسم في شرق إيرلندة حول مدينة دبلن). وفي الستين عاماً التي أعقبت الثورة الجليلة هاجر من إيرلندة نصف الكاثوليك الذي كان عددهم يقرب من المليون في 1688، أي أن أزكى الدماء وأطيب العناصر نزحت إلى البلاد الأجنبية.
قصة الحضارة ج32 ص 198،199، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا تحت حكم وليم الثالث
 
"الدب الهولندي الوضيع "كما وصفه ديورانت أو أحد مراجعه، اراد حرب لويس الرابع عشر..إنه وليم (الثالث) الهولندي الذي استولى بالسلاح الدولي على عرش إنجلترا بمساعدة ماري ابنة الملك المخلوع بالحرب، جيمس ابن شارل الأول الذي كانت إنجلترا قد قطعت رأسه في الثورة الكبرى!
:"ولم يكن وليم مهتماً بالشئون الداخلية في إنجلترا، أنه غزاها أساساً، ليجمع بينها وبين هولندا (موطنه الأصلي) ودول أخرى، لتقف جميعاً في وجه لويس الرابع عشر، أو كما قال هاليفاكس من قبل: "أنه استولى على إنجلترا وهو الطريق إلى فرنسا(48)" ولما اكتشف الإنجليز أن هذا هو شغله الشاغل أو الشعور المستولي عليه فقد كل شعبيته ولم يعد ملكاً محبوباً. وقد يقسو دون مبالاة، كما حدث حين أمر باستئصال عشيرة مكدونالد في جلنكو لتأخرها في إعلان ولائها له (1692)، وكان "صموتاً فظاً غليظاً في المعاشرة" لأنه كان يتكلم الإنجليزية بصعوبة. ولم يعن كثيراً بالسيدات. وكان سلوكه على المائدة يدعو إلى الاشمئزاز، حتى أطلق عليه سيدات المجتمع في لندن "الدب الهولندي الوضيع(49)" وأحاط نفسه بحراس ورفاق هولنديين، ولم يخف رأيه في تفوق الهولنديين تفوقاً عظيماً على الإنجليز في المقدرة الاقتصادية والتفكير السياسي والأخلاقي وعلم أن كثيراً من النبلاء يفاوضون جيمس الثاني سراً.
ووجد الفساد يستشري حوله إلى درجة تلوثه هو نفسه، واتجر في شراء أصوات أعضاء البرلمان. وكان الخير كل الخير فيما يمكن عمله لكبح جماح فرنسا الهائجة المتحفزة.
قصة الحضارة ج32 ص203،204، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا تحت حكم وليم الثالث
 
مات الدب الهولندي وليم الثالث المحتل لإنجلترا بملكة العرش ماري بعد تحريك جيوش لإحتلال إنجلترا، وقد كان.
:"مات حين رقد رقدته الأخيرة (8 مارس 1702) وقد أنهك الربو والسل جسمه"
قصة الحضارة ج32 ص 203،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا تحت حكم وليم الثالث
لكن ماري كانت قد ماتت قبله!
:"بعد وفاة الملكة ماري 1695 أصبحت أختها آن وريثة العرض"
قصة الحضارةج32 ص 203، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا في عهد الملكة آن
 
إنجلترا في عهد الملكة آن وعمرها38 عاماً، (ابنة الملك الإنجليزي جيمس وأخت ماري زوجة وليم الهولندي الذي قام بحرب منتصرة على جيمس ملك إنجلترا فإستولى على البلاد الإنجليزية، بمساعدة مجموعة دول منها اسبانيا والنمسا، مات وليم وماري واستلمت آن الحكم.
قال ديورانت عن آن
:"بعد وفاة الملكة ماري 1695 أصبحت أختها آن وريثة العرش..وفي 1683 تزوجت آن من الأمير جورج الدنماركي...لم تأخذ آن قط نفسها بحب وليم، ولشد ما أحست بالامتهان والأذى والألم، حين منح أحد أصدقائه ضيعة أبيها التي كان لها نصيب فيها.
وكانت في 1691 تتطلع إلى عودة أبيها إلى عرشه..."
قصة الحضارة ج32 ص 203،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا
في عهد الملكة آن
 
فولتير وتأثير "سانت جون " وزير الحرب في برلمان إنجلترا أيام الملكة آن ، "وكان -يقصد سانت جون- يفاخر بأنه يتناول أكبر قدر من الخمر دون أن يثمل. وبأنه يخادن أبهظ العاهرات نفقة في المملكة"!
وزير للملكة آن أخت ماري إبنتا الملك المخلوع جيمش ابن شارل الأول مقطوع الرقبة في الثورة الإنجليزية فرحت عاهرت لندن به اي بوزير الحرب!!
آن هي ملكة إنجلترا بعد موت وليم وماري ، وهي وماري إبنتا جيمش الملك الهارب إلى فرنسا لويس الرابع عشر بعد إنهزامه أمام مجموعة دول استولت على إنجلترا بالحرب!
:"...أن تجرد آن (يقصد الملكة آن) من الذكاء والفطنة سمح لوزرائها بالاستحواذ على قدر كبير من السلطة وحقوق المبادرة التي كان البرلمان قد تركها للتاج، ومن ثم نشبت المعارك السياسية (فيما عدا فترة حكم جورج الثالث) بين البرلمان والوزراء، لا بين البرلمان والملك. وفي 1704 دخل الوزارة شخصيات جديدة: روبرت هارلي وزيراً للدولة، وهنري سانت جون وزير للحرب. ومس كلا الرجلين تاريخ الأدب مساً خفيفاً: فأن هارلي كان يستخدم ديفو وسويفت، كما كان سانت - بوصفه فيكونت بولنجبروك فيما بعد - ذا تأثير على بوب وفولتير، كما أنه هو نفسه مؤلف أبحاث كانت يوماً مشهورة. "أبحاث في دراسة التاريخ" و "فكرة عن ملك محب لوطنه". ولد سانت جون (1678) في عهد شارل الثاني، وتوفى (1751) في أول سني "دائرة المعارف"، ومن هنا مثل تمثيلاً دقيقاً عبور أوربا من عودة الملكية إلى عصر الاستنارة في فرنسا، وتلقى أيام صباه تعليماً دينياً كثيراً، وأهدر قدراً كبيراً منه أيام كان رجلاً. وأنه ليروى لنا: "كنت أرغم حين كنت صبياً على قراءة تعليقات دكتور مانتون الذي كان يفخر بأنه ألقى 119 عظة عن المزمور رقم 119(52) "وفي إيتون وأكسفورد سعى جون وأحرز قصب السبق في الذكاء والتكامل الخالي من الهموم، والانغماس في الملذات والإدمان على الشراب في لباقة. وكان يفاخر بأنه يتناول أكبر قدر من الخمر دون أن يثمل. وبأنه
يخادن أبهظ العاهرات نفقة في المملكة(53). وفي لحظة أراد أن يكتفي فيها بواحدة تزوج من وريثة ثرية. ولكنها سرعان ما هجرته لخيانته. ولكنه استمر ينعم بضياعها، مع بعض فترات انقطاع يسيرة. ووجد في 1701 أن الانتخاب للبرلمان لا يكلف كثيراً، نسبياً. وهناك حظي في مجلس العموم بنفوذ عظيم نتيجة لوسامته وسرعة بديهته وبيانه المتدفق. ودخل الوزارة ولم يجاوز السادسة والعشرين من العمر.
قصة الحضارة ج32 ص 205-207،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا في عهد الملكة آن
قصة الحضارة ج32 ص عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا في عهد الملكة آن
"وحظي سانت جون بلقب فيكونت بولنجبروك (1712). وابتهجت مومسات لندن حين سمعن بنبأ ترقية بولنجبرو، قائلات: "أنه يحصل على ثمانية آلاف جنيه في العام، وكلها لنا "
قصة الحضارة ج32 ص 208،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا في عهد الملكة آن
 
ماذا قال ديورانت عن التحولات التي حدثت في إنجلترا بعد حكم جيمس ومن قبله شارل الثاني أخو جيمس والذي كان أبوهما هو الحاكم لإنجلترا وهو شارل الأول الذي أًعدم في الثورة الإنجليزية
قال
:"أن سني حكم وليم وماري وآن (1689-1714) كانت سنين حيوية بارزة في تاريخ إنجلترا. وعلى الرغم من الانحلال الخلقي والفساد السياسي والنزاع الداخلي، شهدت هذه السنوات انقلاباً أسرياً (تغييراً جذرياً في الأسرة المالكة)، وإقرار البروتستانتية نهائياً في إنجلترا، وانتقال سلطة الحكم من الملك إلى البرلمان بشكل لا رجعة فيه. كما شهدت نشوء الوزراء الأقوياء، وهذا بدوره أدى إلى الانتقاص من سلطان الملك. وشهدت لآخر مرة في 1707 اعتراض الملك على تشريع البرلمان، وخطت خطوة أوسع في إقرار التسامح الديني وحرية الصحافة. ووجدت بطريقة سلمية بين إنجلترا وإسكتلندة، في دولة أقوى، هي بريطانيا. وأحبطت محاولة أقوى ملوك العصر الحديث ليجعل من فرنسا الدكتاتور الآمر الناهي في أوربا، وبدلاً من ذلك جعلت إنجلترا سيدة البحار، ووسعت ممتلكات إنجلترا في أمريكا، مما كان له نتائج تاريخية بعيدة المدى وشهدت هذه السنوات أيضاً انتصارات العلم والفلسفة في إنجلترا في "مبادئ اسحق نيوتن"، وفي كتاب لوك "بحث في التفاهم الإنساني". أما
سني حكم آن الوديعة، وهو حكم قصير لم يتجاوز اثني عشر عاماً، فقد كان عهد انبثاق في الآداب - ديفو، أديسون، ستيل، والفترة الأولى من حياة الاسكندر بوب - لم يكن له نظير في أي مكان في العالم في ذاك العصر.
قصة الحضارة ج32 ص 211،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> الثورة الجليلة -> إنجلترا في عهد الملكة آن
 
فرنسا تؤثر على انجلترا في الفكر والسلوك(من أيام شارل الثاني دخولاً في القرن الثامن عشر)
قال ديورانت
:"ترى ماذا حد برجل فرنسي أن يكتب في 1712 بزت "إنجلترا فرنسا في الإنتاج الأدبي كما وكيفما وأن مركز الحياة العقلية والفكرية.. انتقل أكثر فأكثر إلى الشمال حتى قام الإنجليز حوالي عام 1700 "بأكبر دور خلاق(1)" إن رجلاً إنجليزياً نعم بمآثر فرنسا يرد التحية فيقول: إن جزءاً من هذا الحافز جاء عن طريق آداب السلوك والعادات التي جلبها شار الثاني والمهاجرون العائدون، وأن جزءاً آخر نبع من ديكارت وباسكال وكورنيل وراسين وموليير وبوالو ومدموازي دي سكودري ومدام دي لافايت، ومن الفرنسيين المقيمين في إنجلترا مثل سانت أفرموند وجرامونت. وأنا لنرى التأثير الفرنسي في الملهيات الشهوانية الجنسية والمآسي البطولية التي ظهرت على المسرح في عودة الملكية، وفي الانتقال من غزارة النثر في عهد إليزابيث وتلافيف فترات ملتون إلى النثر المهذب المصقول المنطقي الذي دبجه دريدن وهو يكتب المقدسات وإلى الشعر الذي نظمه بوب: ومضى الآن قرن من الزمان (1670-1770) كان الأدب الإنجليزي فيه نثراً، حتى ولو كان موزوناً مقفى، ولكنه نثراً فخماً واضحاً ممتازاً من الطراز الأول.
ومهما يكن من أمر فأن الأثر الفرنسي كان مجرد استحثاث، ولكن جذور المسألة كانت في وسع إنجلترا نفسها: في عودة الملكية المقرونة بالبهجة والفرح والتحرر، وفي التوسع الاستعماري، وفي إثراء الفكر بفضل التجارة، وفي الانتصارات البحرية على الهولنديين، وفي قهرها (1713) لفرنسا التي كانت قد انتصرت على إسبانيا. ومن ثم انفتح الطريق إلى الإمبراطورية شمالاً، وكما أجرى لويس الرابع عشر الرواتب على المؤلفين بوصفها رضيخة أو رشوة تمنح للأنصار، فان الحكومة الإنجليزية، بطريقة شبيهة بهذه، كافأت الشعراء أو الثائرين المحبين لوطنهم أو المشايعين للحكومة - دريدن كونجريف، جاي، بربر، أديسون، سويفت - بالرواتب تخصص لهم، ويتناول الطعام على موائد الأرستقراطية، وبحصة على المبيعات من المطبوعات، أو بالوظائف ذوات الدخل الكبير والجهد اليسير في الإدارة، من ذلك أن أحدهم صار وزيراً، ونظرا فولتير في شيء من السد إلى هذه الوظائف السياسية(2). ورعى شارل الثاني العلم والجمال لا الأدب والفن. ولم يكترث وليم الثالث والملكة آن بالأدب. ولكن وزراءهم - حين وجدوا أن الكتاب نافعون في عصر الصحافة والنشرات والمقاهي والدعاية - أغدقوا المال على الأقلام التي يمكن أن تخدم التاج أو الحزب أو الحرب. وأصبح الكتاب سياسيين ثانويين، وبعضهم مثل برير Prior، صار من رجال السلك الدبلوماسي، وبعضهم مثل سويف وأديسون برع في التعيين في الوظائف وفي المحسوبية وفي التدخل في شئون السلطة. وأهدى المؤلفون أعمالهم إلى اللوردات وسيدات المجتمع، تقديراً كريماً لما ينتظر أن يحظوا به من خيرات وفضل وعطف ووصال، في عبارات إهداء ملؤها المديح والإطراء والتحيات والتمنيات، ممل جعل هؤلاء السيدات وأولئك اللوردات أسمى من أبوللو أو فينوس في جمال الجسم والقوام، ومن شكسبير وسافو في كمال العقل والذهن.
وساعدت الحرية الذهب على إطلاق العنا لفيضان المداد وجريان القلم وكانت قصيدة ملتون "أريوباجيتيكا" قد أخفقت في القضاء على "قانون الرقابة" التي تحكمت به الرقابة في الصحافة في عهد ملوك أسرتي التيودور وستيوارت، واستمر القانون نافذ المفعول في عهد كرومول غير المستقر،
وبعده في عودة الملكية لآل ستيوارت، ولكن حين بدأت حكومة جيمس الثاني في إزعاج الأمة، شرع عدد أكبر فأكبر من كتاب الكراسات والنشرات يتحدون القانون ويدخلون السرور على قلوب الشعب. وعندما اعتلى وليم الثالث العرش، كان هو وأنصاره "الأحرار" مدينين بأكبر الفضل للصحافة إلى حد أنهم عارضوا تجديد قانون الرقابة، فانتهى العمل به 1694، ولم يجدد، وتدعمت حرية الصحافة تلقائياً. وربما ظل الوزراء الملكيون يعتقلون الكتاب بسبب هجماتهم العنيفة المتطرفة على الحكومة وظل "قانون التجديف" (1697) يفرض عقوبات صارمة على التشكك في أساسيات الدين المسيحي، ولكن إنجلترا نعمت منذ ذلك الوقت فصاعداً بحرية الأدب التي أسهمت، على الرغم من سوء استخدامها غالباً، إسهاماً كبيراً في نمو الفكر الإنجليزي.
وتضاعفت عدد الدوريات، وانتظم صدور الصحف الأسبوعية منذ 1622، وعطلها كرومول جميعاً ما عدا اثنتين، ورخص شار الثاني في صدور ثلاث منها تحت إشراف رسمي، أصبحت واحدة منها هي "أكسفورد" وفيما بعد لندن جازيث "الناطقة باسم الحكومة" وكانت تصدر نصف شهرية أو نصف أسبوعية منذ 1665. وفور إلغاء قانون الرقابة صدرت عدة صحف أسبوعية. وفي 1695 أسس المحافظون أول جريدة يومية إنجليزية "ساعي البريد Poat Boy" والتي لم تصدر إلا أربعة أيام فقط، حيث عاكسها "الأحرار" في الحال بصحيفة "البريد الطائر Flying Poat". وأخيراً في 1702 أصبحت The English Gourant هي الصحيفة اليومية المنتظمة في إنجلترا - فرخ صغير من الورق مطبوع على وجه واحد فقط، تقص الأنباء ولا تدون آراء، ومن هذه الهبات المتقطعة نشأت عمالقة الإعلان التي نراها اليوم بين أيدينا.
وأتى ديفو بمستوى جديد في صحيفة "ريفيو" (1704-1713) وكانت أسبوعية تقدم التعليقات كما تقدم الأنباء.
قصة الحضارة ج32 ص212،213، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> من دريدن إلى سويفت -> صحافة حرة
 
أساس العلمانية هو دنيوة الحياة
تأثير موليير من القرن السابع عشر وتأثيرات مختلفة مشتركة وزمن فولتير من بدايات القرن الثامن عشر
لكن للمسرح والروايات دور كبير
:"إن طبيعة جمهور المشاهدين، ورد الفعل ضد البيوريتارية، وأخلاق البلاط، وذكريات روايات عصري اليزابيث وجيمس الأول (وبخاصة روايات بن جونسون) وأحياء هذه الروايات واستعادة تلك الذكريات من جديد، وتأثير المسرح الفرنسي والملكيين المهاجرين، كانت كلها عوامل تجمعت لتشكل المسرحية أيام عودة الملكية.
وكان الأسم اللامع في "مسرحية المأساة" في عودة الملكية هو دريدن لنتركه مؤقتاً، لنتحدث عن مسرحية توماس أوتواي "الحفاظ على فينيسيا" التي عمرت بعد كل روايات دريدن وظلت تمثل حتى 1904. إنها قصة حب مطعمة بمؤامرة أصدقاء كونت دي أوزونا لقلب سناتو فينيسا في 1616. ويرجع ما صادفته من نجاح في البداية من ناحية، إلى الصورة الساخرة التي رسمتها لإرل شافتسبري الأول (عدو شارل الثاني وصديق لوك) في شخصية أنطونيو الذي يحب أن تضربه عشيقته البغي، ومن ناحية أخرى إلى التشابه بين هذه المؤامرة وبين المؤامرة البابوية "الحديثة" ومن ناحية ثالثة إلى تمثيل توماس بترتون ومسز اليزابيث باري، ولكن الرواية تقف اليوم على قدميها إن مناظرها الهزلية سخيفة مؤذية، خاتمتها تنشر الموت في إجماع أقرب شبهاً بالمسرحية الموسيقية (الأوبرا)، ولكن حبكة الرواية متقنة دقيقة، وشخوصها مصورة تصويراً مميزاً، والحركة مسرحية إلى أبعد حد، والشعر المرسل فيها ينافس مثيله في المسرحية في عصر اليزابيث، باستثناء مارلو وشكسبير. ووقع أوتواي في غرام مسز باري، ولكنها آثرت عليه معاشرة إرل روشستير، وبعد كتابه عدة مسرحيات أخرى ناجحة أخرج الشعر سلسلة من الروايات لم يكتب لها النجاح، وانحدر إلى مهاوي الفقر والعوز وفي رواية أنه مات جوعاً(9). إن ذكرى المسرحية في فترة عودة الملكية حية من أجل ملهياتها فإن ما كان في هذه الملهيات من مرح وسخرية، ومحاورات داعرة، ومغامرات في المخدع، بالإضافة إلى قيمتها في أنها مرآة تعكس حياة طبقة واحدة في جيل واحد. كل أولئك أكسبها شعبية جزئية، إن لم تكن مختلسة لا تكاد تستحقها. فإن مجالها ضيق إذا قيست بملهيات عصر اليزابيث أو موليير، وأنها لا تصور الحياة بل تصف عادات المتعطلين المتسكعين في المدن والحاشية الخليعة المتهتكة، وتتجاهل الريف إلا إذا أخذوه هدفاً للاستهزاء والسخرية، أو "سيبيريا" ينفى إليها الأزواج زوجاتهم المتطفلات.
إن بعض المسرحيين الإنجليز شاهدوا موليير يمثل أو تمثل رواياته، واستعار بعضهم شخوصه أو حبكات مسرحياته، ولكن أحداً منهم لم يبلغ نزعته في مناقشة الأفكار الأساسية، فالفكرة الأساسية الوحيدة في هذه الملهيات هي أن الزنى هو الهدف الرئيسي لأعظم عمل بطولي في الحياة. وكان المثل الأعلى للرجل فيها هو ما وصفه دريدن في "المنجم الهزاة" على أنه "سيد ماجد، رجل ثري عاطل يغشى النوادي والمقاهي والمسارح والمواخير، يرتدي أفخر الثياب، يأكل ويشرب ويفسق ويعاشر البغايا إلى أقصى حد ممكن". وفي رواية فاركو "خداع العاشقين" جاء على لسان أحد الشخصيات، وكأنما يقول سيد مهذب لآخر: "إني أحب جواداً جميلاً ولكني أتركه لرجل آخر ليتولى العناية بأمره، وإني كذلك بالمثل أحب سيدة جميلة"(10) وهذا لا يعني أنه لا يشتهي زوجة جارة ولا يمد عينيه إليها، بل أنه يريد أن يستمتع بكل مفاتنها وأطايبها، على حين ترك لزوجها أن يرعى شئونها وينفق عليها. وفي رواية كونجريف "طريق الحياة الدنيا" يقول ميرابل المعشوق موضع الإعجاب لزوجة صديقه "يجب أن تشعري بالاشمئزاز والنفور والكراهية لزوجك مما يجعلك تستمتعين بحبيبك أو عشيقك(11)". ويندر أن ترى الحب في هذه الروايات يرتفع فوق الشهوة الجسدية التي تلتهف بين جوانح الطرفين، يريدان إطفاءها. وإنا لنتلهف عند قراءتها أن تقع العين على ظل لمعاني النبل والشرف، ولكنا لا نرى فيها ألا أخلاقيات المواخير وبيوت الدعارة.
إن وليم وتشرلي هو الذي استهل هذا التقليد
قصة الحضارة ج32 ص215-218 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> من دريدن إلى سويفت -> المسرحية في فترة عودة الملكية
 
أعظم الشعراء الإنجليز في جيله، جون دريدن ، رأس النفاق العلماني القديم قبل عصر فولتيرالفرنسي
:"ومن الصعب أن تحب هذا الشاعر، فكل الظواهر تقول بأنه كان انتهازياً نفعياً متقلباً، امتدح كرومول في فترة الحماية، وكان المديح لشارل الثاني وخليلاته، وأثنى على البروتستانتية في عهد ملك بروتستانتي، وأطرى الكاثوليكية في ظل ملك كاثوليكي، وألتمس موارد كسب المال بكل الطرق، وجلب على نفسه عداوة كثير من الناس، مما لا بد معه أن يكون ثمة شيء يكرهه الناس فيه. وجارى كل منافسيه في إباحية رواياته وتحررها من كل القيود، وفي تورعه في شعره. وبلغت قوته في الهجاء مبلغاً يستدر العطف على ضحاياه، مثل العطف على الشهداء وهم يحترقون على الخازوق. ولكن لا جدال في أنه كان أعظم الشعراء الإنجليز في جيله. وكتب معظم شعره لا جدال في أنه كان أعظم الشعراء الإنجليز في جيله. وكتب معظم شعره في المناسبات، وقلما حفظ الزمن شعراً نظم للمناسبات. ولكن هجاءه لا يزال حياً، لأن أحداً غيره لم يستطع أن يأتي بمثل هذا الهجاء الذي صور الشخصيات في ازدراء قارص وسخرية لاذعة. وطور المقطع الشعري ذا البيتين إلى درجة من الإيجاز المحكم والمرونة، سيطرت على الشعر الإنجليزي طيلة قرن من الزمان وكان أثره على النثر أقوى، حيث نقاه من التراكيب المزعجة والمصطلحات الغريبة، وضبطه على درجة ممتازة من الصفاء والسهولة. وكان معاصروه على حق حين كانوا يرهبونه أكثر مما يحبونه. ولكنهم أدركوا في فنه في صناعة الأدب والكتابة، وملكاً على عرش القوافي، فكان بن جونسون الروائي، ودكتور صمويل جونسون الكاتب، في وقت معاً، في عصره.
قصة الحضارة ج32 ص238،239، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> من دريدن إلى سويفت -> جون دريدن
 
وفي 1688 فر جيمس الثاني إلى فرنسا
قصة الحضارة ج32 ص238 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> من دريدن إلى سويفت -> جون دريدن
يقصد ملك انجلترا
 
محاكم التفتيش(البرتغال) حرق اليهود
الكاثوليك يحرقون ويعدمون اليهود في القرن السابع عشر!!
:"وبعد أن اندمجت البرتغال في أسبانيا (1580)، زاد نشاط ديوان التفتيش البرتغالي، ففي السنين العشرين التالية أقيم خمسون احتفالاً لإقامة المهرطقين، وحكم على 162 بالإعدام، وعلى 2.979 تائباً بالعقوبات التفكيرية، وأحرق في لشبونة (1603) راهب فرنسسكاني يدعى ديوجودا أسومساو، يبلغ الخامسة والعشرين، بعد أن اعترف باعتناقه اليهودية(5). وهاجر إلى أسبانيا الكثير من المارانو بعد أن وجدوا ديوان التفتيش البرتغالي أشد وحشية من نظيره الأسباني. وفي 1604، بفضل رشوة قدرها 1.860.000 دوكاتية دفعوها لفيليب الثالث، ورشا أقل لوزرائه، أقنعوا الملك بأن يحصل من البابا كلمنت الثامن على مرسوم يأمر فيه قضاة التفتيش البرتغاليين بأن يفرجوا عن جميع المارانو المسجونين ويفرضوا عليهم عقوبات روحية فقط. فأطلق في يوم واحد (16 يناير 1605) سراح 410 من هؤلاء الضحايا. ولكن مفعول هذا الرشا وأمثالها كان يضعف بمضي الوقت، ولم يلبث الإرهاب البرتغالي أن عاد سيرته الأولى عقب موت فيليب الثالث (1621). ففي 1623 قبض على مائة من "المسيحيين المحدثين" في بلدة مونتمور أو نوفو. وفي كوامبرا، مركز المملكة الثقافي، قبض على 247 في 1626، وعلى 218 في 1629، وعلى 247 في 1631. وخلال عشرين عاماً (1620-40) أحرق 230 يهودياً برتغالياً شخصياً، و161 دمية تمثلهم بعد أن هربوا، و"صولح" 4.995 بعقوبات أخف(6). وفر الآن المارانو من البرتغال كما فروا من قبل من أسبانيا، مخاطرين بحياتهم وتاركين ثروتهم خلفهم إلى أركان المسكونة كلها.
قصة الحضارة ج33 ص 129،عصر لويس الرابع عشر -> محيط القارة -> الجيوب اليهودية داخل البلاد الأجنبية -> الصفارديم
 
محاكم التفتيش -اسبانيا(حرق اليهود)
:"وكان استئصال شأفة اليهود في أسبانيا الآن كاملاً تقريباً...ففي 1654 أحرق عشرة رجال في كوينكا واثنا عشر في غرناطة، وفي 1660 قبض على واحد وثمانين في إشبيلية، وأحرق سبعة، بتهمة التمسك سراً بالشعائر اليهودية(3).
قصة الحضارة ج33 ص 128،عصر لويس الرابع عشر -> محيط القارة -> الجيوب اليهودية داخل البلاد الأجنبية -> الصفارديم
 
محاكم التفتيش -ايطاليا(عزل اليهود) القرن السابع عشر!!
:"أما في إيطاليا فإن حظوظ اليهود كانت بين صعود وأفول تبعاً لحاجات الأدواق والبابوات وأمزجتهم. ففي ميلان ونابلي، وكلاهما كانت تحكمه أسبانيا، كادت الحيل تستحيل عليهم، وفي عام 1669 طردهم مرسوم صريح من جميع الممتلكات الأسبانية. أما في بيزا وليفورنو (لجهورن) فقد منحهم كبار الأدواق التوسكانيون الحرية الكاملة تقريباً، لحرصهم على تنمية تجارة هذين الثغرين الحرين...أما مجلس شيوخ البندقية فكان يطرد اليهود المرة بعد المرة خوفاً عن علاقاتهم بتركيا، ويسمح لهم المرة بعد المرة بالعودة باعتبارهم عنصراً ذا قيمة لا في التجارة والمالية فحسب بل في الصناعة أيضاً، فقد استخدمت المشاريع اليهودية في البندقية أربعة آلاف عامل مسيحي(9)...واستقرت في فرارا حوالي 1560 مستوطنة من المارانو القادمين أصلاً من البرتغال، ولكنها شتتت في 1851 بأمر البابا، الذي فعل هذا تحت ضغط ديوان التفتيش البرتغالي. وفي مانتوا كان أدواق جونزاجو يحمون اليهود، ولكنهم يسلبونهم دورياً بالتبرعات و "القروض"، وفي 1610 أجبر جميع يهود مانتوا على مسكن حي مسور لليهود تقفل بواباته عند الغروب وتفتح في الفجر(10). فلما ستفشي الطاعون في مانتاوا أتم اليهود بأنهم هم الذين جلبوه إليها، وحين استولى جنود الإمبراطور على المدينة إبان حرب الوراثة المانتوية، نهبوا حتى اليهود تماماً، واغتصبوا 800.000 سكودي جواهر ونقوداً، وأمروا اليهود أن يرحلوا عن مانتوا خلال ثلاثة أيام غير آخذين من مقتنياتهم إلا ما يستطيعون حمله(11).
أما في روما، حيث درج البابوات من قبل على حماية اليهود، فإنهم بعد عام 1565 (باستثناء سيكستوس الخامس) أصدروا سلسلة طويلة من المراسيم المعادية لهم. فأمر بيوس الخامس (1566) جميع السلطات الكاثوليكية بأن تطبق تطبيقاً كاملاً كل ما فرض على اليهود من قيود وحدود دينية. فلا بد منذ الآن أن يقصروا على أحياء معزولة عزلاً مادياً عن السكان المسيحيين، وعليهم أن يلبسوا شعاراً أو ثوباً مميزاً، ولا حق لهم في تملك الأرض، ولا في أن يكون لهم أكثر من مجمع واحد في أية مدينة. وفي 1569، بمقتضى مرسوم بابوي اتهم اليهود بالربا، والقوادة، والشعوذة، وفنون السحر، أمر بيوس الخامس بطرد جميع اليهود من الولايات البابوية فيما عدا مدينتي أنكونا وروما(12). وحرم جريجوري الثالث عشر (1581) على المسيحيين استخدام الأطباء اليهود، وأمر بمصادرة الكتب العبرية، وجدد (1584) إلزام اليهود بالاستماع إلى مواعظ هدفها هدايتهم إلى المسيحية. وأنهى سيكستوس الخامس هذا الاضطهاد بعض الوقت ففتح حي اليهود (1586)، وسمح لليهود أن يسكنوا أني شاءوا في الولايات البابوية، وأعفاهم من ارتداء أي شارة أو لباس مميز، وأذن لهم بطبع التلمود وغيره من المؤلفات العبرية، ومنحهم حرية العبادة كاملة، وأمر المسيحيين بأن يعاملوا اليهود ومجامعهم بالاحترام والرأفة(13). ولكن هذه البابوية المسيحية كانت قصيرة الأجل، فقد جدد كلمنت الثامن مرسوم الطرد (1593). وما حل عام 1640 حتى كان جميع يهود إيطاليا تقريباً يسكنون الغيت، فإذا بارحوه كان عليهم أن يلبسوا شارة تدل على سبطهم، وحرموا من الاشتغال بالزراعة أو الانتماء إلى الطوائف الحرفية. وقد وصف مونتيني أثناء جولته في روما عام 1581 كيف كان اليهود في السبت يلزمون بإرسال ستين من شبابهم إلى كنيسة سنتانجيلو في بسكيريا ليستمعوا إلى عظات تحضهم على اعتناق المسيحية(14). وقد شهد جون ايفلين احتفالاً كهذا في روما (7 يناير 1645)، ولا حظ أن "الاهتداء أمر نادر جداً" وكان كثير من خصائص اليهود المنفرة، سواء البدنية والخلقية، نتيجة لطول الحبس والذل والفقر.
قصة الحضارة ج33 ص130-132،،عصر لويس الرابع عشر -> محيط القارة -> الجيوب اليهودية داخل البلاد الأجنبية -> الصفارديم
 
اليهود في فرنسا القرن ال17 قيود:"أما في فرنسا فقد كان اليهود من الناحية النظرية خاضعين لجميع القيود التي طلب بيوس الخامس فرضها عليهم، أما من الناحية الفعلية فقد أكسبتهم أهميتهم في الصناعة والتجارة المالية تسامحاً صامتاً. وقد أكد كولبير في أحد أوامره المزايا التي تحصل عليها مرسيليا من مشروعات اليهود التجارية(15). واستقر لاجئوا المارانو في بوردو وبايون، وبلغ إسهامهم في الحياة الاقتصادية لجنوب غربي فرنسا مبلغاً حمل السلطات على السماح لهم بممارسة شعائرهم اليهودية في تخف يقل شيئاً فشيئاً. ولما غزا جيش من المرتزقة بوردو في 1675، خشي مجلس المدينة أن يعطل نزوح اليهود المرتاعين في أعدا كبيرة عن المدينة ثراءها، فبدونهم-كما قال ناظر ملكي في تقريره-ستخرب لا محالة تجارة بوردو والإقليم بأسره(16)". وبسط لويس الرابع عشر حمايته على اجالية اليهودية في متز، فلما عذب القضاة المحليون يهودياً حتى الموت (1670) لاتهامه بقتل طفل قتلاً طقسياً أدان الملك إعدام الرجل قائلاً إنه جريمة قتل ارتكبها القضاء
قصة الحضارة ج33 ص132،،عصر لويس الرابع عشر -> محيط القارة -> الجيوب اليهودية داخل البلاد الأجنبية -> الصفارديم
 
الهجرات الأولى أو المنافي لليهود إلى هولندا هروباً من الإضطهاد الإسباني الكاثوليكي
الهجرة من اسبانيا والبرتغال هروباً من الإضطهاد، وشارل الخامس يقضي بإضطهادهم في هولندا
:"لعبت هجرة اليهود من أسبانيا والبرتغال دوراً (مبالغاً فيه أحياناً)(19) في انتقال الزعامة التجارية من هاتين الدولتين إلى الأراضي المنخفضة. هناك قصد اليهود المنفيون أنتورب أولاً، ولكن في 1549 أمر شارل الخامس بأن يطرد من الأراضي المنخفضة كل المارانو الذين دخلوها من البرتغال في السنوات الخمس الأخيرة. والتمس عمد أنتورب الاستثناء من هذا المرسوم، ولكنه نفذ، واستأنف المهاجرون الجدد بحثهم عن وطن يلجئون إليه. وفقدت أنتورب تفوقها التجاري لا نتيجة لهذه الهجرة الجزئية، بل للخطوب التي ألمت بالمدينة في حرب التحرير ومعاهدة وستفاليا، التي أقفلت الشلت في وجه الملاحة.
واجتذبت حرية العبادة في الأقاليم المتحدة، تلك الحرية المتزايدة رغم ما شابها من نقص، اليهود إلى المدن الهولندية-إلى لاهاي، وروتردام، وهارلم، وأهم من ذلك كله أمستردام. هناك ظهر يهود المارانو في 1593، وبعد أربع سنين افتتحوا مجمعاً لهم. وكانت العبرية لغة عبادتهم، والأسبانية أو البرتغالية لغتهم في حياتهم اليومية. وفي 1615، وبعد تقرير وضعه هوجو جروتيوس، أقرت سلطات المدينة رسمياً وجود الجالية اليهودية، ومنحتها حرية العبادة، ولكنها منعت اليهود من التزاوج مع المسيحيين ومن التهجم على الدين المسيحي(20)
قصة الحضارة ج33 ص133،134،عصر لويس الرابع عشر -> محيط القارة -> الجيوب اليهودية داخل البلاد الأجنبية -> أورشليم الهولندية
 
يهود أوروبا يفرون إلى بلاد المسلمين (شمال أفريقية وسالونيك، والقاهرة، والآستانة، وأدرنة، وأزمير، وحلب، وإيران) من الإضطهاد الأوروبي لهم
قال ديورانت
:"والتمست الكثرة العظمى من منفيي الصفارديم ملاذاً في بلاد المسلمين، وكونوا أو انضموا إلى مستوطنات يهودية في شمال أفريقية وسالونيك، والقاهرة، والآستانة، وأدرنة، وأزمير، وحلب، وإيران. في هذه المراكز تعرض اليهود لقيود سياسية واقتصادية، ولكن ندر أن تعرضوا لاضطهاد بدني. وبلغ اليهود مكانة مرموقة لا بوصفهم أطباء فحسب، بل مشاركين في شئون الدولة. من ذلك أن يوسف ناصي، أحد المارانو كان مقرباً لسليم الثاني، وكان بصفته دوق ناكسوس (1566) يتسلم إيراد عشر جزر في الأرخبيل(7). وكان يهودي ألماني يدعى سليمان بن ناثان أشكنازي سفيراً لتركيا في فيينا في 1571، ودخل في مفاوضات هناك لإبرام صلح أنهى الحرب حيناً مع الباب العالي.
قصة الحضارة ج33 ص130، عصر لويس الرابع عشر -> محيط القارة -> الجيوب اليهودية داخل البلاد الأجنبية -> الصفارديم
 
عودة
أعلى