التاريخ المحسوس لحضارة الإسلام وعصور اوروبا المظلمة من قصة الحضارة لديورانت أ. طارق منينة

موليير الفيلسوف العلماني الذي صنع بنفسه " مجال" العالم المتحلل من القيم من " موقعه الجديد" عانى من زوجته العاشقة للرجال (إنقلب السحر على الساحر!!)
:"ولما عجز موليير عن العيش في سلام مع زوجة شابة بدا لها الاقتصار على زوج واحد، والجمال، أمرين متناقضين، هجرها (أغسطس 1667) وذهب ليعيش مع صديقه شابلان في أونوى بالطرف الغربي لباريس. وقد استخف به شابلان في رفق لأنه يأخذ الحب مأخذ الجد إلى هذا الحد، ولكن موليير كان شاعراً أكثر منه فيلسوفاً. وقد اعترف بهذا (إذا صدقنا شاعراً يروي عن آخر):
"لقد صممت على أن أعيش معها كأنها ليست زوجتي، ولكن لو علمت ما أكابد لأشفقت عليّ. فلقد بلغ بي الغرام بها مبلغاً يجعله يتغلغل بعطف في كل اهتماماتها. وحين أتأمل استحالة تغلبي على ما أحس به نحوها، أقول لنفسي إنها ربما تكابد نفس المشقة في التغلب على ميلها لأن تكون لعوباً، وعندها أجد نفسي أميل للشفقة عليها مني للومها. ستقول لي ولا ريب إن الرجل لابد أن يكون شاعراً لكي يحس بهذا، ولكني شخصياً أحس أنه ليس هناك سوى نوع واحد من الحب، وأن أولئك الذين لم يحسوا بهذه الخلجات لم يحبوا حباً صادقاً قط. فكل الأشياء في الدنيا مرتبطة بها في قلبي...وحين أراها يجردني من كل قدرة على التفكير ضرب من الانفعال، بل نشوات تحس ولا توصف، فلا تعود لي عينان تبصران سوءاتها، ولا أرى غير كل جميل محبب فيها. أليس هذا منتهى الجنون(39)؟".
وقد حاول أن يسلوها بإغراق نفسه بعمله. ففي 1667 شغل نفسه بتنظيم حفلات الترفيه للملك في سان-جرمان. وأحيت ملهاته "أمفيتريون" (13 يناير 1668) من جديد غراميات جوبيتر الذي يغوي الكمين زوجة أمفيتريون. وحين قال لها جوبيتر "إن مقاسمة المرأة جوبيتر فراشها ليس فيها أي غض من شرفها" فسر كثير من السامعين العبارة بأنها تصفح عن غرام الملك بمدام دمونتسبان، فإذا كان هذا التفسير صحيحاً فهو تملق غاية في السخاء، لأن موليير لم يكن مزاجه آنذاك يسمح له
بالتعاطف مع من يغوون الزوجات. لقد كان ككل إنسان آخر يداهن الملك بعبارات الزلفى كما فعل في خاتمة طرطوف. وفي ملهاة أخرى مثلت أمام البلاط في 15 يوليو، واسمها "جورج داندان، أو الزوج المبلبل" تطالعنا مرة أخرى قصة الزوج المبلبل، الذي يتهم زوجته بالزنا ولكنه لا يستطيع إثبات التهمة فيأكل قلبه بالشك والغيرة؛ لقد كان موليير يسكب الملح في جراحه.
قصة الحضارة ج31 ص190،191، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> موليير -> موليير في أوجه
للتذكرة نعرض النص الذي قدمناه من قبل عن من هي زوجة موليير
موليير(رائد العلمانية!)يتزوج ابنته غير الشرعية التي تعاشر الرجال جنسياً وكتب موليير وقتها عن " تحرر النساء"!!(بذرة علمانية وجدت عند الملك(عشيقات الملك لويس 14 وأولاده منهن) والأساقفة والقساوسة فقد كانت لهم محظيات وأولاد غير شرعيين، بل هؤلاء كانت لهم مناصب كنسية حتى صار بعضهم باباوات !!)
فعن مسرحية "مدرسة الأزواج" العلمانية الفلوبيرية وفتنة المجتمع الفرنسي بها
قال ديورانت
:"وبعد دسيسة بعيدة الاحتمال (منقولة عن ملهاة أسبانية) تهرب إيزابيل مع عاشق ذكي، في حين تتزوج ليونور من أريست وتظل وفية له إلى آخر التمثيلية.
وواضح أن موليير كان يحاور نفسه. ففي 20 فبراير 1662، وهو في الأربعين، تزوج بامرأة تصغره بنصف عمره. أضف إلى ذلك أن عروسه هذه-أرماند بيجار-كانت ابنة مادلين بيجار، التي كان موليير يعاشرها قبل عشرين عاماً. وقد اتهمه خصومه بالزواج من ابنته غير الشرعية. وكتب مونفلوري، رئيس فرقة دبورجون المنافسة، إلى لويس ينبئه بهذا في 1663، وكان جواب لويس أن جعل نفسه عراباً لأول طفل ولدته أرماند لموليير. أما مادلين، حين لقيها موليير، فكانت أشد احتفالاً بشخصها من أن تتيح لنا أي معرفة يقينية ينسب أرماند. ويبدو أن موليير لم يعتقد أنه أبو الفتاة، ولنا أن نفترض لأن معلوماته في هذه النقطة كانت أفضل قليلاً مما يمكن أن تكون عليه معلوماتنا نحن.
كانت أرماند قد شبت كأنها حيوان الفرقة المدلل. وكان موليير يراها كل يوم تقريباً، وقد أحبها طفلة قبل أن يعرفها امرأة بزمن طويل. وكانت الآن قد أصبحت ممثلة مكتملة النضج. أما وقد نشأت في هذا الجو فإنها لم تخلق لتكون زوجة لرجل واحد، لا سيما رجل قد أبلى روح الشباب. لقد أحبت لذات الحياة واستغرقت في معابثات فسرها الكثيرون على أنها خيانات للزوج، وعانى موليير من جراء ذلك، وكان أصدقاءه وأعداؤه يلوكون الشائعات عنه. وبعد زواجه بعشرة أشهر حاول أن يهدئ جراحه ينقد غيرة الرجال والدفاع عن تحرر النساء. لقد حاول أن يكون أريست، ولكن أرماند لم تستطع أن تكون ليونور. ولعله أخفق في أن يكون أريست لأنه كان نافذ الصبر شأنه شأن أي مخرج مسرحي. وفي "تمثيلية فرساي المرتجلة" (أكتوبر 1663) وصفه نفسه إذ يقول لزوجته "اسكتي أيتها الزوجة، فما أنت إلا حمارة" فتجيب "شكراً لك أيها الزوج الطيب. أنظر ما صار إليه أمرنا. أن الزواج يغير الناس تغييراً عجيباً، فما كنت لتقول هذا قبل سنة ونصف(15)".
وواصل تأملاته في الغيرة والحرية في مسرحيته "مدرسة الزوجات" التي عرضت أول مرة في 16 ديسمبر 1662. ومنذ بدايتها تقريباً تراها تضرب على هذا الوتر-الزوج الديوث. فترى آرنولف الذي لعب موليير دوره هنا أيضاً طاغية من الطراز العتيق، يؤمن بأن المرأة المتحررة امرأة فاسقة، وأن السبيل الأوحد لضمان وفاء الزوجة هو ترويضها على الخدمة المتواضعة، وعلى فرض الرقابة الصارمة عليها وإغفال تعليمها. وتشب أنييس، القاصر التي كان وصياً عليها وعروسه المستقبلة، في براءة حلوة، حتى أنها تسأل آرنولف في عبارة تردد صداها في طول فرنسا وعرضها، "أيولد الأطفال من الأذن(16)؟". ولما كان آرنولف لم يتحدث إليها بشيء عن الحب، فأنها ترحب في سرور برئ بتودد هوراس الذي يجد طريقه إليها أثناء غيبة قصيرة للوصي...وفي النهاية تهرب منه وتتزوج هوراس. أما آرنولف فيعزيه صديقه كريسالد بفكرة أن امتناع الرجل عن الزواج هو الطريقة الأكيدة الوحيدة التي تقيه من أن يطلع له قرناً في رأسه.
وأبهجت التمثيلية جمهورها، فمثلت إحدى وثلاثين مرة في الأسابيع العشرة الأولى، وكان في الملك من الشباب ما سمح له بالاستمتاع بخلاعها، ولكن عناصر البلاط الأشد محافظة انتقدوا الملهاة لما فيها من مجافاة للفضيلة، وكرهت السيدات فكرة الولادة من الأذن، وندد الأمير كونتي بمنظر الفصل الثاني الذي سقنا حواره من قبل بين آرنولف وأنييس زاعماً أنه أفضح ما عرض على خشبة المسرح. ولعن بوسويه التمثيلية برمتها، ودعا بعض القضاة إلى حظرها باعتبارها خطراً على الأخلاق والدين، وسخرت الفرقة المنافسة من ابتذال الحوار وتناقضات رسم الأشخاص وشطحات الحبكة المتعجلة. وظلت التمثيلية حيناً "حديث كل بيت في باريس(19)".
قصة الحضارة ج31 ص172-176،، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> موليير -> موليير ونساء المجتمع
 
موليير يتملق الملك لويس الرابع عشر، ملك فرنسا الدموي صاحب الحكم المطلق !!(العلمانية في أوج تملقها!!)
:"ففي 1667 شغل نفسه بتنظيم حفلات الترفيه للملك في سان-جرمان. وأحيت ملهاته "أمفيتريون" (13 يناير 1668) من جديد غراميات جوبيتر الذي يغوي الكمين زوجة أمفيتريون. وحين قال لها جوبيتر "إن مقاسمة المرأة جوبيتر فراشها ليس فيها أي غض من شرفها" فسر كثير من السامعين العبارة بأنها تصفح عن غرام الملك بمدام دمونتسبان، فإذا كان هذا التفسير صحيحاً فهو تملق غاية في السخاء، لأن موليير لم يكن مزاجه آنذاك يسمح له بالتعاطف مع من يغوون الزوجات. لقد كان ككل إنسان آخر يداهن الملك بعبارات الزلفى كما فعل في خاتمة طرطوف. وفي ملهاة أخرى مثلت أمام البلاط في 15 يوليو، واسمها "جورج داندان، أو الزوج المبلبل" تطالعنا مرة أخرى قصة الزوج المبلبل، الذي يتهم زوجته بالزنا ولكنه لا يستطيع إثبات التهمة فيأكل قلبه بالشك والغيرة؛ لقد كان موليير يسكب الملح في جراحه.
قصة الحضارة ج31 ص190،191، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> موليير -> موليير في أوجه
 
علماني غربي يفتخر العلمانيون به هو في طوع الحاكم المطلق الدموي مضطهد المسيحيين الآخرين لويس الرابع عشر، يكتب له ويمثل بين ييديه!!
انه موليير!
:"أما مسرحية "البرجوازي مدعي النبل" فكانت أقل جودة وأكثر توفيقاً. وقصتها أنه في ديسمبر 1669 قدم إلى فرنسا سفير تركي. وأتخذ البلاط كل أبهته ليقع في نفس السفير، ولكن السفير استجاب في جمود وصلف. وبعد رحيله دعا لويس وموليير ولولي إلى تأليف كوميديا تجمع بين الباليه والملهاة وتحاكي الأتراك محاكاة ساخرة. ووسع موليير الخطة فجعلها هجائية تذم العدد المتعاظم من فرنسيي الطبقة الوسطى الذين يجاهدون للبس والحديث كما يلبس ويتحدث الأرستقراطيين بالمولد. ومثلت الملهاة أول مرة أمام الملك والبلاط بشامبور في 14 أكتوبر 1670. ولما عرضت بالباليه-وريال في نوفمبر، عوضت الخسارة المالية التي ألحقها بالفرقة عروض "البخيل". ومثل موليير دو مسيو جوردان، ومثل دور المفتي. ورغبة في خلع النبالة على مظهره، يستأجر مسيو جوردان معلماً للموسيقى، وآخر للرقص، وثالثاً للمبارزة، ورابعاً للفلسفة. ويتعارك هؤلاء ويتضاربون على أهمية فنونهم-فأيها أهم، تحقيق الغنائم، أم الخطو الموقع، أم القدرة على القتل المحكم، أم الحديث بالفرنسية الرشيقة؟ ...على أن بعض رجال الحاشية الذين كانوا غير بعيدي العهد بالتخرج من التجارة إلى النبالة أحسوا انهم المقصودون بهذا الهجاء، فسخروا بالتمثيلية زاعمون أنها لغو فارغ، ولكن الملك قال لموليير مؤكداً "أنك لم تكتب في حياتك شيئاً أمتعني كهذا". يقول جيزو "إن البلاط تملكته نوبة من الإعجاب بمجرد سماعه هذا الثناء(42)".
قصة الحضارة ج31 ص192،193، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> موليير -> موليير في أوجه
 
موت موليير
:"ففي 17 فبراير 1673 مات موليير بعد أداءه دور تمثيلي في مسسرحية له:"أخذته نوبة سعال مقترنة بتقلصات. فداراها بضحكة كاذبة وأنهى التمثيلية. وهرعت به زوجته والممثل الشاب ميشيل بارون إلى بيته. وطلب كاهناً، ولكن أحداً لم يحضر. واشتد سعاله، وانفجر فيه عرق، فاختنق بالدم في حلقه ومات.
وقضى آرلي نفالون رئيس أساقفة باريس بأنه يستحيل دفن موليير في أرض مسيحية مادام لم يتب توبته النهائية ويتلقى غفران الكنيسة. أما أرماند، التي كانت تحبه على الدوام حتى وهي تخدعه، فذهبت إلى فرساي، وارتمت عند قدمي الملك، وقالت في غير حكمة، ولكن في شجاعة وصدق "إذا كان زوجي مجرماً، فإن جلالتكم باركتم جرائمه بشخصكم(46)". وبعث لويس بكلمة إلى رئيس الأساقفة سراً، ولان آرلي، وأمر بألا يؤخذ جثمانه إلى كنيسة لإجراء الشعائر المسيحية، ولكنه سمح بدفنه في هدوء بعد الغروب في ركن قصي من جبانة سان-جوزيف في شارع مونمارتر.
قصة الحضارة ج31 ص195،196، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> موليير -> ستار
 
قول ديورانت في موليير
"ومازال موليير بإجماع الناس علماً من أعظم أعلام الأدب الفرنسي، لا بكمال تكنيكه المسرحي ولا بأي روعة تميز بها شعره. فأكثر حبكاته مستعارة، ومعظم نهاياتها مفتعلة وغير معقولة، وجل شخوصه صفات مجسدة، والعديد منها كأرباجون مبالغ فيه إلى حد الكاريكاتور، وكثيراً ما تهبط ملاهيه إبلا درك الفارص (الهزلية الصاخبة المهرجة)... إذن فالفلسفة التي تنطوي عليها تمثيلياته، وفكاهتها وهجوها اللاذع-هذه هي التي تجعل كل قارئ تقريباً يقرأ موليير(49). وهي في صميمها فلسفة عقلانية، أبهجت قلوب "فلاسفة" القرن الثامن عشر. "فليس في موليير أثر لمسيحية الخوارق" و"الدين الذي عرضه لسان حاله كليانت (في طرطوف) يمكن أن يصدق عليه فولتير(50)".إنه لم يهاجم قط العقيدة المسيحية...وكانت فلسفته الأخلاقية وثنية بمعنى أنها أباحت اللذة ولم يكن فيها إحساس بالخطيئة. وكان فيها رائحة أبيقور وسنيكا لا القديس بولس أو أوغسطين، وقد انسجمت مع تحلل الملك أكثر من انسجامها مع زهد البور-رويال. وكان يستنكر الغلو حتى في الفضيلة...أكرهته مهنته مسرحياً هازلاً على الهجو، وعلى المبالغة أحياناً كثيرة. وقد عنف على النساء المتعلمات، وغلا في هجومه على الأطباء دون تفريق، ولعله كان يخلق به أن يبدي احتراماً أكثر للحقن الشرجية. ولكن الغلو كائن في دم الهجو، وقل أن تبلغ المسرحيات هدفها بدونه، ولعل موليير يكون أجل وأعظم قدراً لو أنه وجد سبيلاً لهجو الشر الأساسي الذي لوث ذلك العهد-ونعني ذلك الجشع الحربي والاستبداد المدمر الذي ابتلي به لويس الرابع عشر؛ ولكن هذا المستبد المنعم هو الذي حماه من أعدائه ويسر له أن يشن الحرب على التعصب. وما أسعده لأنه مات قبل أن يصبح سيده أشد هؤلاء المتعصبين كلهم تدميراً!...ولكن في موليير، ليس الكاتب فقط هو الذي ينتمي لتاريخ فرنسا، بل الإنسان: مدير الفرقة المرهق الوفي، والزوج المخدوع الصفوح، والمسرحي الذي يخفي أحزانه بالضحك، والممثل العليل الذي يواصل حتى الموت حربه على الفقر، والتعصب، والخرافة، والنفاق.
قصة الحضارة ج311 ص196،197، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> موليير -> ستار
 
لويس الرابع عشر ، ذلك الحاكم المطلق لفرنسا، المستعمر لهولندا يمنح أعظم كتاب وعظماء هولندا الأموال الهائلة(الأديبين الهولنديين هاينسيوس وفوسيوس، والفيزيائي الهولندي كرستيان هويجنس)!
والهولنديون يقبلون!
:"وأدهش الأديبين الهولنديين هاينسيوس وفوسيوس، والفيزيائي الهولندي كرستيان هويجنس، والرياضي الفلورنسي فيفياني، كثيراً غيرهم من الأجانب، أن يتلقوا رسائل من كولبير تنبئهم بقرار الملك الفرنسي أن يمنحهم معاشات إذا وافقت حكوماتهم. وبلغ بعض هذه المعاشات ثلاثة آلاف من الجنيهات في العام.فعاش بوالو عميد الشعر الرسمي، على معاشاته كأنه إقطاعي كبير، وترك لورثته 286.000 فرنك نقداً، وتلقى راسين 145.000 فرنك طوال عشر سنين بوصفه المؤرخ الملكي(2). ولعل المعاشات الدولية كان بعض الدافع إليها الرغبة في كسب أرباب الأقلام خارج فرنسا، أما الهبات في الداخل فهدفها إخضاع الفكر، كما أخضعت الصناعة والفن للتنسيق والإشراف الحكوميين. وتحقق هذا الهدف، فأخضع النشر كله لرقابة الدولة، وأذعن الذهن الفرنسي للإشراف الملكي على تعبيره المطبوع، باستثناء مقاومة متفرقة ضئيلة. يضاف إلى هذا أن الملك اقتنع بأن هذه الأقلام المأجورة ستتغنى بمديحه نثراً وشعراً وتخلف للتاريخ صورة مشرقة له. وقد بذلوا في هذا قصاراهم.
ولم يكتف لويس بصرف المعاشات للأدباء، بل إنه حماهم واحترمهم، ورفع مقامهم الاجتماعي، ورحب بهم في القصور...وقد رأيناه يحمي موليير من غدر النبلاء ورجال الدين
قصة الحضارة ج31 ص199،200، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> جو الكلاسيكية
 
موليير العلماني يخدم الملك الكاثوليكي القمعي
الحاكم الدموي لويس الرابع عشر (يحمي العلماني موليير حتى وفاته، فبراير 1673 ) !!
:".وقد رأيناه يحمي موليير من غدر النبلاء ورجال الدين"
قصة الحضارة ج31 ص200، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> جو الكلاسيكية
 
أعظم شعراء فرنسا وهو (راسين) وصديق موليير يخدم الحاكم المطلق ، صاحب المجازر الدموية، لويس الرابع عشر بعد موت موليير:
:"وأظهر لويس ثقته المستمرة في الكاتب المسرحي. ففي سنة 1664 رتب له معاشاً؛ وفي سنة 1674 خلع عليه وظيفة شرفية تغل له 2.400 جنيه في العام في إدارة المالية؛ وفي سنة 1670 عين راسين وبوالو مؤرخين رسميين للبلاط؛ وفي سنة 1690 أصبح الشاعر موظفاً دائماً في معية الملك، فأتته الوظيفة بمود إضافي قدره ألفان من الجنيهات. وفي سنة 1696 بلغ من الثراء مبلغاً أتاح له شراء وظيفة سكرتير الملك.
وقد أعان أداؤه النشيط لواجباته مؤرخاً ملكياً على سحبه من المسرح. وكان يرافق الملك في حملاته ليسجل الأحداث تسجيلاً أدق.
قصة الحضارةج31 ص215، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> راسين
 
راسين الشاعر يحتفل في بعض أعماله ب لطرد الهيجوتوت وانتصار الكهنوت الكاثوليكي
ضد أعظم شعراء فرنسا(2) وهو (راسين) وصديق موليير في خدم لويس الرابع عشر المتعصب الدموي ضد طوائف من شعبه، وهو صانع الحروب الداخلية في أروبا لما بعد منتصف القرن ال17
قال دورانت:"وفي 5 يناير 1691 أخرجت سان-سير أحدث مسرحيات راسين وهي "أتالي". وأتاليا هي الملكة الشريرة التي ظلت سنوات تقود يهوداً كثيرين إلى عبادة البعل الوثنية، حتى عزلتها ثورة قام بها الكهان(20) وجعل راسين من القصة مسرحية لا يشعر بقوتها غير أولئك الذين يشهدونها وهم على علم بقصة الكتاب المقدس، يدفئ صدورهم الإيمان اليهودي أو المسيحي الأصيل، أما غيرهم فسيجدون أحاديثها الطويلة وروحها القاتمة مثبطة لهم. وقد بدا أن التمثيلية صفقت لطرد الهيجوتوت وانتصار الكهنوت الكاثوليكي، ولكنها من جهة أخرى حوت-في إنذار رئيس الكهنة للملك الشاب جود-تنديداً قوياً بالحكم المطلق:
"وقد نشئت بعيداً عن العرش لم تشعر بفتنته السامة، إنك لا تعرف الانتشاء
بالسلطان المطلق، وسحر المتملقين الجبناء. عما قليل سيقولون لك إن أقدس
القوانين...ينبغي أن تطيع الملك، وأنه لا ضابط للملك غير مشيئته، وأنه يجب أن
يضحي بكل شيء في سبيل مجده الأعلى...وا أسفاه! لقد ظللوا أحكم
الملوك(21)".
قصة الحضارةج31 ص216، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> راسين
 
وتضع فرنسا راسين في صف أعظم شعرائها، لأنه هو وكورنيي يمثلان أرقى ما وصلت إليه الدراما الكلاسيكية الحديثة من تطور.
قصة الحضارةج31 ص218، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> راسين
 
فولتير وراسين!
"ولكن فولتير الذي اضطلع بنشر أعمال كورنبي والتعليق عليها، صدم الأكاديمية الفرنسية بنقده لأخطاء المسرحي الكبير ( يقصد كورنبي)وفجاجاته ولغته الطنانة. كتب يقول "أعترف أنني بنشر كورنبي أصبحت من عباد راسين(32)"
قصة الحضارةج31 ص220، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> راسين
 
أصدقاء موليير
:"في ذلك العصر، عصر الخصومات الأدبية الصارخة، يطيب للمرء أن يسمع بتلك الصداقة المشهورة، نصف الأسطورية، بين بوالو، وموليير، وراسين، ولافونتين-"شلة" الأصدقاء الأربعة.
قصة الحضارة ج31 ص221، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> أوج الكلاسيكية في الأدب الفرنسي -> لافونتين
تعليق
في كتابه إعترافان جان جاك روسو كتب روسو نفسه أنه عصابة من أقرب أصدقاءه كانت تصنع المكائد له، وهناك نصوص له كثيرة يذكر أن فولتير وديدرو وغيرهما كانوا خونة لصداقته لهم.
لماذا أكتب هذا الآن، أكتبه لأن هؤلاء يشكلون مع موليير وغيره عصر النهضة والتنوير وربما الحداثة!!
مع أن سيرتهم كما عرضنا بعض من علاقة بعضهم بلويس الرابع عشر كانت ملوثة بالدماء المسيحية قبل غيرها، فقد دعموا الإضطهاد، وكتبوا في الحرية!، ودعموا الحاكم المطلق وكتبوا في الحكم المدني!!!، وهكذا(أو كتب بعضهم)
 
الحروب المسيحية-المسيحية، داخل أوروبا(الهجوم على هولندا)، القرن 16،القرن ال17
:"شهد القرن الممتد من 1555 إلى 1648 الدفاع البطولي الذي قامت به الأراضي المنخفضة ضد إمبراطورية أسبانيا العالمية، أما الفترة من 1648 إلى 1715 فقد شهدت دفاع الجمهورية الهولندية الرائع ضد بحرية إنجلترا وجيوش فرنسا التي لم يسبق لها مثيل
قصة الحضارة 31 ص252، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> مقدمة
 
الحروب المسيحية-المسيحية، داخل أوروبا(بلجيكا في مصيدة اسبانيا الكاثوليكية)، القرن 16،القرن ال17
ظلت الأراضي المنخفضة الجنوبية، أو الأسبانية، حتى 1713 خاضعة للحكم الأسباني وكانت شعوبها المختلفة سلالياً يدين معظمها بالكاثوليكية وقد آثرت أن تخضع لأسبانيا النائية التي حل بها الضعف، عن أن تخضع للبروتستانت الذين في شمالها، أو لجارتها فرنسا التي هددت بابتلاعها في أي لحظة.
قصة الحضارة 31 ص252، قصة الحضارة -> عصر لويس الرابع عشر -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الأراضي المنخفضة الأسبانية
 
الحروب المسيحية-المسيحية، داخل أوروبا(فرنسا تقصف بلجيكا )، القرن ال17
قال ديورانت
:"ولما قصف الفرنسيون بروكسل بمدافعهم (1695) تحول قسم كبير من المدينة أطلالاً"
قصة الحضارة 31 ص252، قصة الحضارة -> عصر لويس الرابع عشر -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الأراضي المنخفضة الأسبانية
 
الجمهورية الهولندية في منتصف القرن ال17
:"كانت الأقاليم الهولندية السبعة قد توحدت الآن في جمهورية"
قصة الحضارة ج31 ص235، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
 
هولندا في القن ال17 تبيع أهالي المستعمر ات عبيد
، أي بعد بعثة النبي محمد ب أكثر من عشر قرون!!!
:"ففي 1652 استوطن الهولنديين أول مستعمرة لهم في رأس الرجاء الصالح وأسسوا مدينة الكاب. وكانت شركة الهند الشرقية الهولندية تدفع أرباحاً لمساهميها بلغت نسبتها في الموسط 18% طوال 198 عاماً(7). وكان الوطنيون في المستعمرات الهولندية يباعون أو يشتغلون عبيداً، أما المستثمرون في أرض الوطن فلم يسمعوا بهذا إلا قليلاً، وأخذوا أرباح أسهمهم بهدوء هولندي.
قصة الحضارة ج31 ص23254،، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
 
قال ديورانت عن امستردام ولاهاي
"ولعل امستردام كانت أكثر مدن أوربا في هذا العصر جمالاً وتحضراً. وقد رأينا ثناء ديكارت عليها. وكذلك تحدث عنها سبينوزا(12). ويمثل هذه الحماسة تحدثت بيبيس عن لاهاي "مدينة غاية في النظافة من جميع الوجوه، بيوتها أنظف ما يستطاع في كل أماكنها ومحتوياتها(13)".
ولولا طبيعة البشر لكانت هذه الأقاليم الرخية جنة في الأرض ذلك أن ثراءها أغرى إنجلترا وفرنسا بالهجوم عليها،
قصة الحضارة ج31 ص255، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
تعليق
فماذا لو رأوها في وقتنا هذا، وأنا أكتب لكم من لاهاي عام2015م؟
وكانت أوروبا غير ذلك في نفس الزمن الذي كانته أمسستردام النظيفة، أيام ديكارت واسبينوزا
 
الكالفينيون في هولندا (القرن ال17) يضطهدون غيرهم
كما اضطهدوا هم (في نفس العصر) في بلاد أخرى مثل فرنسا واسبانيا وإنجلترا
:"وقد أفضى الصراع على السلطة في الداخل إلى مأساة جان دي ويت، ومزقت المنافسة بين العقائد الدينية شعباً لطيفاً في غير هذا، وبعثت الخصومات العنيفة. ومنع الكلفنيون الغالبون ممارسة الشعائر الكاثوليكية حيثما استطاعوا منعها. وفي 1682، وضع مجمع دورت (الدوردريشت) اعترافاً بالكلفنية القديمة-ربما انتقاماً من إلغاء مرسوم نانت وألزم كل راع بالتوقيع عليه والاطراد، وعين بيير جورجيو وهو هيجونوتي فرنسي سابق-ليرأس محكمة تفتيش كلفنية، واستدعى المهرطقين، وحاكمهم، وحرمهم، وأهاب بـ"الدراع الدنيوية" (السلطة الزمنية) أن تزج بهم السجون.
قصة الحضارة ج31 ص256، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
 
هولندا البروتستانتية تضطهد من تشكك في ألوهية المسيح!
اضطهاد المخالف لمذهب الجمهورية الهولندية في القرن ال17 حتى قبيل نهايته، وظهور من يرفض ألوهية المسيح!!!
:"ووجدت المذاهب المنشقة-مينونيين، وكليين (ممن آووا سبينوزا) ولو سيائييس، وتقويين، حتى التوحيديين-هؤلاء جميعاً وجدوا أن في إمكانهم العيش في هولندا بين ثغرات القانون وغفواته. وكان السوسينيون قد التمسوا الأقاليم المتحدة ملاذاً من الاضطهاد في هولندا، ولكن عبادة التوحيديين حرمت بقانون هولندا في 1653. ونشر دانيال زفيكر بأمستردام في 1658 رسالة تشككت في ألوهية المسيح، وأخضعت الكتاب المقدس لــ"عقل البشرية العام"، ومع ذلك استطاع أن يموت في هدوء وسلام كما يموت الجنرالات. على أن رجلاً يدعى كيرباد حكم عليه 1668 بالسجن عشر سنوات لأنه أفصح عن أفكار كهذه، ومات في سجنه. وقد سجن أوريان بيفرلاند لإعلامه إلى أن خطيئة آدم وحواء الأصلية كانت الاتصال الجنسي ولم تمت للتفاح بسبب.
قصة الحضارة ج31 ص256، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
 
لكن هولندا (نهاية القرن ال17) بدأت تتسامح والعوامل لادينية، أي تجارية وصناعية في حين أن العوامل في الإسلام للتسامح دينية مجردة من الهوى والمال ، "إن هو إلا وحي يوحي"!!!
قال ديورانت
:"وازداد التسامح الدين قرب ختام القرن السابع عشر. ذلك أن الهولنديين الذين كانوا يتعاملون مع دول كثيرة ذات ثقافات مختلفة، ويفتحون موانيهم وسوقهم المالية لتجار يدينون بديانات كثيرة أولاً يدينون بأي دين، هؤلاء الهولنديين وجدوا من الأنفع لهم أن يمارسوا ضرباً من التسامح كان، رغم ما شابه من نقص، أرحب بكثير منه في أي بلد مسيحي. ومع أن الكلفنيين كانوا الغالبين سياسياً، إلا أن الكاثوليك بلغوا من الكثرة مبلغاً جعل قمعهم أمراً غير ممكن عملياً. أضف إلى ذلك أن السيطرة الاجتماعية والسياسية التي كانت تتمتع بها الطبقات التجارية والصناعية جعلت الإكليروس-كما قال السير وليم تمبل-أقل نفوذاً بكثير من الاكليروس في الدول الأخرى. وطالب المهاجرون من أقطار أخرى، الذين أسهموا بقسط في الاقتصاد أو الثقافة، بقدر محدود من الحرية الدينية وظفروا به. وحين استولى كرومويل على السلطة في إنجلترا التمس أنصار الملكية فيها السلامة في هولندا؛ ولما رد تشارلز الثاني إلى العرش، التجأ الجمهوريون الإنجليز إلى الجمهورية الهولندية. ولما اضطهد لويس الرابع عشر الهيجونت فر بعضهم إلى الأقاليم المتحدة، ولما خشي لوك وكولنز وبيل الاضطهاد في إنجلترا أو فرنسا، وجدوا الملاذ في هولندا؛ ولما حرم مجمع أمستردام البرتغالي (اليهودي) سبينوزا، رحب به العلماء الهولنديون وقدموا له العون، ورتب له جان دي ويت معاشاً. وأصبحت هولندا الصغيرة "مدرسة أوربا(15)"في التجارة والمال والعلم والفلسفة.
ولولا ما أتيح لهذه الحضارة من حرية دينية، ومن علم وأدب وفن، لأصبحت حضارة مادية إلى حد محزن.
قصة الحضارة ج31 ص256،257، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
 
هولندا والمكتبات ودور النشر في نهاية القرن ال17
:"وقد حفلت المدن الهولندية بالكتب والناشرين. وبينما لم يكن في إنجلترا سوى مركزين اثنين للنشر هما لندن وأكسفورد، وفي فرنسا باريس وليون، وكان في الأقاليم المتحدة مركزاً في أمستردام وروتردام وليدن وأوترخت ولاهاي، تطبع الكتب باللاتينية واليونانية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والعبرية كما تطبعها بالهولندية. وكانت أمستردام وحدها تملك أربعمائة دار تطبع الكتب وتنشرها وتبيعها(16).
قصة الحضارة ج31 ص257، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> الجمهورية الهولندية
تعليق
ولذلك ادى بي الإجتهاد أن زعمت-في مقال لي في مجلة حراس الشريعة) أن العلم الإسلامي ككتب ومخطوطات إنتشرت أيضاً من هولندا!!(فلايمكن أن تكون هولندا
سباقة في الكتب ودور النشر ولاينشر فيها بعضاً من العلم الإسلامي في الطب أو نقد الكتاب المقدس ولو من كلام ابن حزم أو ابن رشد أو ابن خلدون أو غيرهما،أو كتب ابن سينا وابن رشد وبعضاً من علم ابن خلدون!)
انظر المنشور التالي ففيه العدد والمقال
https://ia600306.us.archive.org/1/items/Horras11Rabee11435/Horras_11_Rabee1_1435.pdf
https://alhorras.wordpress.com/
 
في مكتبة ليدن ألوف المخطوطات والكتب العربية،(وأنا اذهب اليها دائما ، منذ ربع قرن من عام 1988م،حتى ساعتنا هذه 2015 ،شهر اكتوبر) ولايمكن أن تكون هذه الكتب قد جلبت من القرن العشرين مثلا، فلابد أنها جلبت أو جلب بعضها، من القرن الخامس عشر ، على الأقل،ولاشك أن أهل الوقت استفادوا من بعضها أيما إستفادة، وهذا الأمر، وبحثه، يحتاج لدول تبحث في هذا الأمر، بالمعرفة والمال والبشر(البعوث العلمية)!، أما أنا فعلى أن أتخيل
وأحلل وأزعم، والتفكير فريضة إسلامية كما كتب العقاد يوما
 
الحروب المسيحية-المسيحية، داخل أوروبا(انجلترا تحارب هولندا ، والصراع على المستعمرات!!!)، القرن ال17
قال ديورانت
:"بعد أن ظفرت الأقاليم المتحدة (يقصد لهولندا) باستقلالها عكفت عقب معاهدة وستفاليا على طلب المال واللهو والحرب. كان أهلها أقل أمم الأرض اكتفاءً بأنفسهم، فمحاصيل أرضها لا تقيم أكثر من ثمن سكانها، وحياة البلاد تعتمد على التجارة الخارجية واستغلال المستعمرات، وهذان يعتمدان على بحرية قادرة على حماية السفن والمستوطنات الهولندية. وكان تفوق أسبانيا البحري قد ولى بهزيمة الأرمادا الأسبانية، ونشرت البحرية الإنجليزية التي ازدهاها النصر قلوعها فوق أرجاء مترامية من المحيط. وما لبث التوسع التجاري الإنجليزي أن اصطدم بالسفن الهولندية والمستوطنات الهولندية في الهند وجزر الهند الشرقية، وأفريقيا، وحتى في "امستردام الجديدة" التي ستصبح نيويورك. وأحس بعض الإنجليز، الذين لم تهدأ فيهم بعد حمية هوكنز ودريك، أن هؤلاء الهولنديين الجبابرة ينبغي أن يحل محلهم بريطانيون جبابرة، وأن هذا ميسور بنصر أو نصرين بحريين. وقد ذكر إيرل كلارندون في تقرير له "أن التجار ألفوا الحديث عن الفائدة الكبرى التي يجنونها من حرب سافرة مع الهولنديين، وعن سهولة قهرهم، وعن حجم التجارة التي يمكن أن ينقلها الإنجليز بعد ذلك"(44) وراقت كرومويل الفكرة. ففي 1651 أقر البرلمان الإنجليزي قانوناً للملاحة يحظر على السفن الأجنبية أن تجلب لإنجلترا أي بضاعة إلا ما ينتجه بلدها. وكان الهولنديون يشحنون إلى إنجلترا حاصلات مستعمراتهم، فتوقفت الآن هذه التجارة الرابحة. وأرسلوا بعثة إلى لندن للحصول على بعض التعديل في القانون، فلم يكتفِ الإنجليز برفض الطلب، بل طالبوا بأن تخفض المراكب الهولندية أعلامها إذا التقت بالمراكب الإنجليزية في "المياه الإنجليزية" (أي جميع المياه بين إنجلترا وفرنسا والأراضي المنخفضة) اعترافاً بسيادة الإنجليز على تلك البحار. وعاد المبعوثون الهولنديون بخفي حنين إلى لاهاي. وفي فبراير 1652 استولى الإنجليز على سبعين سفينة تجارية هولندية وجدوها في "المياه الإنجليزية". وفي 19 مايو التقى أسطول إنجليزي بقيادة روبرت بليك بأسطول هولندي بقيادة مارتن ترومب، ورفض ترمب خفض علمه، فهاجمه بليك، وانسحب ترومب. وهكذا بدأت "الحرب الهولندية الأولى".
وأوشكت انفصالية الأقاليم، المفروض أنها متحدة، أن تجر عليها الدمار. ذلك أن الزعامة الحربية الموحدة التي أتاحها لها من قبل أمراء أورنج كانت قد انقطعت، وأصبح المجلس التشريعي للولايات جمعية للمناقشة والجدل بدلاً من أن يصبح دولة. أما الإنجليز فكانوا يملكون حكومة قوية ممركزة يرأسها رجل شديد البأس هو كرومويل، وكان لهم بحرية أفضل، وقد أوتوا جميع الميزات التي حبتهم بها الجغرافيا والرياح الغربية السائدة. فدمروا أساطيل الصيد الهولندية، واستولوا على المراكب التجارية الهولندية، وهزموا أمير البحر الهولندي درويتر تجاه ساحل كنت. وانتصر ترومب على بليك تجاه دنجينيس (30 نوفمبر 1652)، ولكنه مات في المعركة في يوليو التالي. وكانت نتيجة سنة واحدة من الحرب إثبات تفوق إنجلترا بالبرهان الدامغ. وكاد حصار الإنجليز للساحل الهولندي يشل الحياة الاقتصادية في الأقاليم المتحدة. وأشرف الألوف من سكانها على الهلاك جوعاً وهددوا بالتمرد... وفي 21 ديسمبر 1650، انتخب جان دي ويت-وهو لا يزال في الخامسة والعشرين-كبيراً لولاة درودرشت، وممثلاً لها في المجلس التشريعي للأقاليم المتحدة. وفي فبراير 1653 عينه المجلس حاكماً أعلى للجمهورية، وناط به مهمة عسيرة هي مفاوضة إنجلترا المنتصرة على الصلح. وكان كرومويل قاسياً لا يرحم، فطالب بأن يعترف الهولنديون بالسيادة الإنجليزية ويحيوا العلم الإنجليزي في القنال الإنجليزي، وبأن يسلموا بحق القباطنة الإنجليز في تفتيش السفن الهولندية في البحر، وبأن يؤدوا رسوماً نظير امتياز الصيد في المياه الإنجليزية، وبأن يدفعوا تعويضاً عن قتل الهولنديين للإنجليز في أمبوبنا عام 1623، وبأن ينحوا بصفة دائمة عن الوظائف أو السلطة جميع أفراد بيت أورنج-الذي قطع على نفسه عهداً بأن يرد أسرة ستيوارت إلى عرش إنجلترا لما بينه وبينها من مصاهرة... وفي 1658، ثم في 1663، أعيد انتخابه حاكماً أعلى للأقاليم المتحدة. وقد وقع من نفوس المراقبين بإخلاصه لمهام الحكم، وببساطة مسلكه وتواضعه، وبنقاء حياته العائلية. ويسرت له ثروة زوجته العيش في منزل فخم يستطيع أن يستقبل فيه المبعوثين الأجانب في جو مهيب، ولكن ذلك المنزل كان مركزاً للثقافة الهولندية أكثر منه مركزاً للمظهر المترف، فقد امتزج فيه الشعر بالسياسة، ونوقش العلم والفلسفة ربما بحرية لا يطيقها ناخبو دي ويت الكلفنيون. وحتى سبينوزا، ذلك المهرطق المرهوب، وجد صديقاً وفياً وحامياً له في الحاكم الأعلى.
لقد كانت مأساته دائماً أنه أحب السلام أكثر من الحرب، بينما كان جيران الجمهورية الغنية يكتلون قواهم للقضاء عليها...وفي اكتوبر 1664، استولت حملة إنجليزية على مستعمرة نيو امستردام الهولندية، وأطلقت عليها اسماً آخر هو نيويورك تكريماً لدوق يورك (جيمس الثاني مستقبلاً) وكان يومها قائد البحريو الإنجليزية. واحتج المجلس التشريعي للأقاليم المتحدة، ولم تعبأ إنجلترا بالاحتجاج، وفي مارس 1665 بدأت الحرب الهولندية الثانية... فأوقعت البحرية الإنجليزية بقيادة دوق يورك هزيمة حاسمة بالبحرية الهولندية في أول لقاء كبير في الحرب (لوفستوفت، 13 يونيو 1665). على أن المواطنين الهولنديين الصابرين أعادوا بناء أسطولهم وولا عليه رجلاً من أقدر وأجرأ أمراء البحر الذين عرفهم التاريخ. وفي ينويو 1667 قاد هذا الرجل، وهو ميشيل أدريانسزون درويتر، ستاً وستين سفينة إلى نهر التيمز، واستولى على قلعة شيرنيس (على نحو أربعين ميلاً شرقي في لندن)، وحطم الحواجز التي تعترض الدخول في نهر ميدواي (الذي يصب في التيمز عند شيرنس) وأخذ، أو حرق، أو أغرق ست عشرة سفينة حربية كانت راسية هناك دون تأهب لمثل هذا الزائر الوقح (12 يونيو 1667). وإذ لم يكن بتشارلز الثاني ولع بالحرب، فقد أمر دبلوماسييه أن يعرضوا على الهولنديين صالحاً مقبولاً. وفي 21 يوليو 1667 وقعت الدولتان معاهدة بريدا، وبمقتضاها نزل الهولنديون لإنجلترا عن نيويورك التي خالوها غير هامة، ووافقوا على أن يحيوا العلم الإنجليزي في المياه الإنجليزية، ونزلت إنجلترا للهولنديين عن مستعمرة سورينام (جيانا الهولندية في أمريكا الجنوبية) وعدلت قانون الملاحة لصالح التجارة الهولندية. وكانت المعاهدة نصراً معتدلاً لدى وبث وبلغت به قمة نجاحه.
قصة الحضارة ج31 ص263-268، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> جاي دي ويت
 
الحروب المسيحية-المسيحية،انجلترا تغزو هولندا(2) بعد منتصف القرن ال17 (في 23 مارس 1672)
قال ديورانت
:"وفي 23 مارس 1672 بدأت إنجلترا الهجوم على الجمهورية الهولندية، وفي 6 إبريل أعلنت فرنسا عليها الحرب. وسرعان ما زحف نحو 130.000 مقاتل على الدولة الصغيرة يقودهم تورين، وكونديه، ولكسمبور، وفوبان، ولويس نفسه. يقول فولتير "لم يشهد الناس من قبل جيشاً فخماً كهذا الجيش(74)"، واخترقت القوة الفرنسية الرئيسية، باستراتيجية بارعة وغير متوقعه، الأراضي الألمانية-مهدئة ثائرة القرى بــ"الهدايا"-لتهاجم النقط الأضعف تحصيناً. وفي 12 يونيو، وتحت نيران الهولنديين وبصر الملك، عبر الفرنسيون الراين، وهم يسبحون عرض الأقدام الستين التي لم يسمح لهم عمقها أن يخوضوها؛ وأصبح هذا حدثاً محبباً تتناوله الصور والأيقونات الملكية. وزحفت الجيوش الملكية شمالاً إلى قلب الأقاليم المتحدة، فاستولت بسهولة على المدينة تلو المدينة. واستسلمت أوترخت دون مقاومة. وأذعن إقليما أوفريسيل وجلدر لاند، ولم يبق بعد قليل غير أمستردام ولاهاي. ولم تجد كثيراً تلك الهزيمة التي أوقعها درويتر في 6 يونيو بالأسطولين الإنجليزي والفرنسي مجتمعين في خليج ساوثوولد. وطلب دي ويت الصلح، فطالب لويس بتعويض ضخم، وبسيطرة الفرنسيين على جميع الطرق الهولندية البرية والبحرية، وبرد الكاثوليك إلى جميع أرجاء الجمهورية. ورفض الهولنديون هذه الشروط لأنها لا تفضل العبودية، فلجئوا إلى دفاعهم الأخير: وفتحوا الجسور، وأدخلوا البحر عدوهم القديم صديقاً منقذاً، وما لبثت المياه أن تدفقت على اليابس، وتقهقر الفرنسيون عاجزين أما هذا الفيضان الذي أخذهم على غرة.
ومع هذا فقد حربت البلاد، فكانت جيوش أسقف مونستر وناخب كولونيا، المتحالفين مع لويس، تزحف دون عائق على إقليم أوفريسيل، والسفن الفرنسية والإنجليزية تغير على التجارة الهولندية رغم أنف درويتر، وأشرفت الحياة الاقتصادية للدولة المحاصرة على الانهيار.
قصة الحضارة ج31 ص270، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> جاي دي ويت
 
لويس ال14 الكاثوليكي صرح بأنه يريد أن يُلقي هولندا البروتستانتية في البحر!!(القرن ال17)
:"لويس لم يغتفر للهولنديين قط في غزوه الأراضي المنخفضة الأسبانية. فأقسم أنه "إن ضايقته هولندا كما ضايقت الأسبان فسيرسل رجاله بالمجارف والمعاول ليقذفوا بها في البحر(45)"، ربما بفتح الجسور البحرية عليها. كانت تغيظه الجمهورية، وكان يطمع في الراين، فعقد النية على تدمير تلك، والسيطرة على هذا"
قصة الحضارة ج31 ص269، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> جاي دي ويت
 
(20 أغسطس 1672)...ماتت الجمهورية الهولندية
قصة الحضارة ج31 ص272، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> جاي دي ويت
 
لويس ال14، لفرنسا، ألغي مرسوم نانت، فاحتشد الهيجونوت المضطهدون في الأقاليم المتحدة(في هولندا)، وتزعموا دعوة نشيطة لتوحيد الدول البروتستانتية ضد فرنسا
:"أن حدثين وقعا عام 1685 ...ذلك أن لويس ألغى مرسوم نانت، فاحتشد الهيجونوت المضطهدون في الأقاليم المتحدة، وتزعموا دعوة نشيطة لتوحيد الدول البروتستانتية ضد فرنسا. وفي إنجلترا كشف جيمس الثاني، بعد أن تولى عرشها، عن أمله غي رد الأمة إلى الكثلكة، فدبر البروتستانت الإنجليز عزلهم، وبذلك يحل حق ماري زوجة وليم في العرش. وكان وليم قد عشق اليزابيث فيلييه، صديقة ماري(54) الحميمة، ولكن ماري غفرت له، ووافقت على طاعة زوجها بوصفه ملكاً أن هي أصبحت ملكة على إنجلترا وفي 1686 أفلح وليم في تنظيم حلف مع الإمبراطورية، وبراندنبورج، وأسبانيا، والسويد، للدفاع المشترك. وفي 30 يونيو 1688 دعا الزعماء البروتستانت الإنجليز وليم وماري إلى دخول إنجلترا بقوات مسلحة ومساعدتهم على خلع ملكهم الكاثوليكي. وتردد وليم، لأن لويس الرابع عشر كان تحت يده جيش عرمرم ينتظر قرار الملك ليهاجم الأراضي المنخفضة أو الإمبراطورية. وأرسل لويس الأمر للجيش بأن يزحف على ألمانيا، فأطلق بذلك يد وليم. وفي 1 نوفمبر 1688 أبحر بأربعة عشر ألف رجل ليكسب عرش إنجلترا.
قصة الحضارة ج31 ص275، عصر لويس الرابع عشر -> فرنسا في أوج عظمتها -> مأساة في الأراضي المنخفضة -> وليم أورنج الثالث
 
الثورة الإنجليزية على الملك كانت قبل الثورة الفرنسية
:"بعد أن أطاح البيوريتانيون (المتطهرون) برأس الملك شارك الأول، في 30 يناير 1649، واجهوا مشاكل إقامة حكومة جديدة واستعادة أمن الناس على حياتهم وممتلكاتهم، في إنجلترا التي أشاعت فيها الفوضى والاضطرابات الحرب الأهلية التي دامت سبع سنين. ونادى " البرلمان المبتور " Rump. P- وهم الأعضاء الستة والخمسون النشطون الذين بقوا من البرلمان الطويل بعد " حركة تطهير برايد " (1648)- بأن لمجلس العموم السيادة والمقام الأول، وان فيه الكفاية، وألغى مجلس اللوردات (6 فبراير 1649)، كما ألغى الملكية، وعين بمثابة جهاز تنفيذ له " مجلسا للدولة " يتألف من ثلاثة لواءات وثلاثة نبلاء وثلاثة قضاة وثلاثين من أعضاء مجلس العموم، كلهم مستقلون- أي بيوريتانيون جمهوريون. وفي 19 مايو أقام مجلس العموم، بصفة رسمية، الجمهورية الإنجليزية: " ولسوف يتولى الحكم في إنجلترا منذ الآن، بوصفها جمهورية أو دولة حرة، السلطة العليا للأمة، وهم ممثلو الشعب في البرلمان، ومن يعينونهم إلى جانبهم من وزراء، لخير الشعب (1) ". ولم تكن الجمهورية ديموقراطية. لقد طالب البرلمان بإقامة أساس ديموقراطي، ولكن طرد الأعضاء الملكين أثناء الحرب، والمشيخيين (البرسبتريان) في حركة التطهير، كان كما قال كرومول، " قد شتت البرلمان وغربله واختزله إلى مجرد حفنة من الرجال(2).
قصة الحضارة ج32 ص5 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
التحولات الكبرى
في انجلترا قتلوا الملك لكن حكمهم العسكر فثار الشعب وبدأت مرحلة أخرى بقوى أخرى!
:"وفي إحدى النشرات تساءل كاتب أخر: " كان يحكمنا من قبل الملك واللوردات والنواب، أما الآن فيتولى الحكم فينا قائد الجيش والمحكمة العسكرية والنواب، فقل لنا بربك، ما هو الفرق ؟ " (5) وأحست الحكومة الجديدة بأنها مضطرة إلى تشديد الرقابة على الصحف والمنابر. وفي أبريل 1649 قبض على للبيرن وثلاثة آخرين لإصدارهم نشرتين تصفان إنجلترا وهي " مكبلة في أغلال جديدة ". وهاج الجيش مطالبا بالإفراج عنهم. وتوعد نساؤهم كرومول بالويل والثبور إذا مس المعتقلون بأذى. وأرسل للبيرن من سجنه إلى طابع نشراته، متحديا، أنها ما بالخيانة العظمى " موجها ضد كرومول وابرتون ". وفي أكتوبر قدم الكتاب الأربعة إلى المحاكمة في قضية أثارت اهتمام الرأي
العام وشدت الآلاف من الناس إلى المحكمة. وتحدى للبيرن القضاة، وطالب بعرض القضية على هيئة المحلفين. فلما صدر الحكم ببراءة الكتاب الأربعة جميعهم انطلقت من الجمع الحاشد صيحة مدوية جماعية، يعتقد انه لم يسمع مثلها قط في دار البلدية، استمرت نحو نصف ساعة بلا انقطاع، حتى على الشحوب وجوه القضاة من شدة الفزع (6) وظل للبيرن لمدة عامين بطل الجيش. ونفى في 1652 ثم عاد في 1653 فقبض عليه ثانية، ثم برئ (أغسطس 1653)، ولكنه ظل مع ذلك سجينا. وفي 1655 افرج عنه وقضى نحبه 1657، وهو في الثالثة والأربعين من العمر.
قصة الحضارة ج32 ص7 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
يقول ديورانت عن النظام الأسقفي الإستبدادي أيام آخر رأس أعلى مقطوع في إنجلترا
"فماذا يجدي خلع ملك وتحطيم نظام أسقفي استبدادي قاسٍ، إذا استمر البرلمان والكنيسة على التدقيق والتحقيق في كل كلمة يتفوه بها الإنجليز؟"
قصة الحضارة -> عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> ملتون -> حرية الصحافة
 
فريق من البروتستانت يقطعون رأس الملك الإنجليزي
:"أطاح البيوريتانيون (المتطهرون) برأس الملك شارك الأول، في 30 يناير 1649
قصة الحضارة ج32 ص5 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
"ألغى مجلس اللوردات (6 فبراير 1649)، كما ألغى الملكية، وعين بمثابة جهاز تنفيذ له " مجلسا للدولة " يتألف من ثلاثة لواءات وثلاثة نبلاء وثلاثة قضاة وثلاثين من أعضاء مجلس العموم، كلهم مستقلون- أي بيوريتانيون جمهوريون. وفي 19 مايو أقام مجلس العموم، بصفة رسمية، الجمهورية الإنجليزية: " ولسوف يتولى الحكم في إنجلترا منذ الآن، بوصفها جمهورية أو دولة حرة، السلطة العليا للأمة، وهم ممثلو الشعب في البرلمان، ومن يعينونهم إلى جانبهم من وزراء، لخير الشعب (1) ". ولم تكن الجمهورية ديموقراطية. لقد طالب البرلمان بإقامة أساس ديموقراطي، ولكن طرد الأعضاء الملكين أثناء الحرب، والمشيخيين (البرسبتريان) في حركة التطهير، كان كما قال كرومول، " قد شتت البرلمان وغربله واختزله إلى مجرد حفنة من الرجال(2).قصة الحضارة ج32 ص5 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
البرلمان الانجليزي بعد لثورة على الملك وقتله
ايضا لم يحن وقت التخلص من كل ظلم واستبداد
قال ديورانت
:"ولم تستند سلطة هذا البرلمان المبتور إلى الشعب بل إلى الجيش. فان الجيش وحده هو الذي استطاع أن يحميه من الثوار الملكيين في إنجلترا، والثوار الكاثوليك في إيرلندة، والثوار المشيخين في إسكتلندة، والثوار المتطرفين في الجيش نفسه
قصة الحضارة ج32 ص6 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
هكذا الشعوب وهي في حالة جهل وضلال
(إنجلترا كمثال)
:"واعدم بعض زعماء الملكين، وأودع بعضهم السجن. ومع ذلك بقيت حركة الملكيين تقض مضاجع الحكومة، لان روح التعاطف مع الملكية سيطرت على الشعب، فان إعدام الملك حوله من جابي ضرائب إلي شهيد.
قصة الحضارة ج32 ص6 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
المسيحية في انجلترا تدافع عن ملك ظالم مقتول(شارل الأول )!
:"وبعد عشرة أيام من موت شارل ظهر كتاب عنوانه " صورة ملكية " لمؤلفه القسيس المشيخي جون جودن، ولكنه يوهم بأنه أفكار ومشاعر شارل كما دونها هو بيده قبل موته بزمن وجيز. وربما صيغ بعض هذا الكتاب من مذكرات تركها الملك (3). ومهما يكن من أمره، فان الصورة التي عرضها الكتاب هي صورة حاكم طيب القلب كان في واقع الأمر يدافع عن إنجلترا ضد طغيان أقلية حاكمة (أوليجاركية) غليظة القلب لا ترحم. وطبع الكتاب ستا وثلاثين مرة وترجم إلى خمس لغات في سنة واحدة، ولم تفلح الضجة التي أثارها كتاب ملتون " تحطيم الصور المقدسة " (1649) في محو اثر كتاب جون جودن هذا، واسهم الكتاب في إثارة الرأي العام ضد الحكومة الجديدة. وشجع وكلاء الملكيين الذين شرعوا لفورهم في كل مقاطعة في إنجلترا يهيجون الشعور العام لإعادة أسرة ستيوارت.
قصة الحضارة ج32 ص6،7 عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الثورة الاشتراكية
 
مجزرة مسيحية(بروتستانتية )-مسيحية(الضحية هذه المرة كاثوليك) في ايلندة -قتل فيها 2300 شخص ثم 1500-وتشريد السكان بعد قتل الملك شارل الأول، في إنجلترا،
انجلترا تصنع مجزرة في مستعمرتها الإيرلندية بقيادة كرومول الذي كان يحمد ربه المصلوب على الإبادة بغير حق
:"وحين حط كرومول رحاله في إيرلندة في اغسطس، كانت القوات الموالية للجمهورية قد هزمت بالفعل أورموند في رانميز، وتراجع هو مع ما تبقى من قواته (2300 جندي) إلى مدينة دروجيدا المحصنة، الواقعة على نهر بوين. فحاصرها كرومول بعشرة آلاف جندي واقتحمها واستولى عليها عنوة (10 سبتمبر 1649) وأمر بقتل من بقى حاميتها على قيد الحياة (11). ولم يفلت من المذبحة بعض المدنيين، وقتل كل قسيس في المدينة (12)، حتى بلغ عدد ضحايا المذبحة المنتصرة نحو 2300. واشترك كرومول في شرف النصر مع الله: "أرجو أن تنسب القلوب الطاهرة هذا المجد إلى الله الذي يرجع أليه الفضل في هذه الرحمة حقاً(13) "وتمنى" ميتها على قيد الحياة (11). ولم يفلت من المذبحة بعض المدنيين، وقتل كل قسيس في المدينة (12)، حتى بلغ عدد ضحايا المذبحة المنتصرة نحو 2300. واشترك كرومول في شرف النصر مع الله: "أرجو أن تنسب القلوب الطاهرة هذا المجد إلى الله الذي يرجع أليه الفضل في هذه الرحمة حقاً(13) "وتمنى" أن تساعد هذه المحنة كثيرا على حقن الدماء بفضل كرم الله(14)". وأنا لنشاركه رجاءه المخلص في أن تضع مثل هذه الضربة الواحدة من الإرهاب حدا للثورة، وتنقذ حياة الكثيرين من الجانبين.
ولكن الحرب استمرت ثلاثة أعوام آخر، فان كرومول تقدم من دروجيدا لحصار وكسفورد، واستولى عليها، ولقي 1500 من المدافعين عنها ومن سكانها مصرعهم. وقال كرومول " ان الله، بشيء من عناية إلهية غير متوقعة، في عدله القويم، قد انزل بهم حكما عادلا.... حيث كفروا بدمائهم عن أعمال القسوة الوحشية التي اقترفوها ضد حياة الكثيرين من البروتستانت المساكين(15) ". ولكن سياسة المذابح أخفقت فان مدينتي دنكانون وووترفورد تحدتا حصار كرمول. واستسلمت كلكنى لمجرد أنها تلقت شروطا كانت مرفوضة في أي مكان آخر، وتم الاستيلاء على كلونمل ولكن بعد فقد آلفي رجل. وما أن ترامى إلى كرومول نبأ وصول شار الثاني إلى إسكتلندة حتى ترك مواصلة الحرب في إيرلندة لصهره هنري ايرتون، وابحر هو إلى إنجلترا (24 مايو 1650).
وكان ايرتون قائداً قديراً، ولكنه مات بالطاعون في 26 نوفمبر 1651. ونبذت سياسة المذابح، وصدر العفو عن الثوار، وبمقتضى معاهدة كلنكنى (12 مايو 1652) استسلموا جميعاً تقريبا، شريطة السماح لهم بالهجرة دون عائق. وفي 12 أغسطس صدر " قانون التسوية في إيرلندة"، الذي ينص على مصادرة كل ممتلكات الايرلنديين أو بعضها - أيا كان مذهبهم - ممن يعجزون عن أثباب أنهم كانوا موالين للجمهورية، وبهذه الطريقة انتقلت ملكية نحو مليونين وخمسمائة ألف فدان (أيكر) من أراضى أيرلندة إلى جنود أو مدنيين إنجليز أو ايرلنديين كانوا يناصرون كرومول في إيرلندة. وبهذا انتقل ثلثا ارض إيرلندة إلى أيدي الإنجليز (16). وانضمت مقاطعات كلدار ودبلن وكارلو وكلو ووكفورد لتشكل"pale" أو إقليماً إنجليزياً جديداً في إيرلندة، وبذلت محاولات لإقصاء كل ملاك الأرض الايرلنديين أياً كانوا، ثم المواطنين الإيرلنديين عن هذه المقاطعات. وجردت آلاف الأسر الايرلندية من أملاكها، وأعطوا مهلة نهايتها أول مارس 1655 ليجدوا لأنفسهم وطنا آخر. وشحن المئات منهم على ظهور السفن إلى بربادوس، (جزر الهند الغربية) أو أماكن أخرى بتهمة التشرد.
قصة الحضارة ج32 ص10،11، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ثورة أيرلندة
 
الانتقام البروتستانتي من الكاثوليك كما انتقم الكاثوليك من البروتستانت
يقول ديورانت بعد أن عرض مجزرة إيلندة التي قتل فيها مايقارب ال4000 شخص
:"وقد يسير وليم ربتى انه من بين سكان إيرلندة البالغ عددهم 000ر466ر1 في1641، كان فد هلك حتى 1652 نحو000ر616 بسبب الحرب أو الموت جوعا أو الطاعون، وقال أحد الضباط الإنجليز: في بعض المقاطعات "قد يسير المرء عشرين أو ثلاثين ميل دون أن يجد مخلوقا على قيد الحياة، إنسانا أو حيواناً أو طائراً" وقال آخر: " أن الشمس لم تشرق قط على أمة أشد تعاسة من هذه(17) ". وحرم المذهب الكاثوليكي بحكم القانون وصدرت الأوامر إلى رجال الدين الكاثوليك بمغادرة إيرلندة في بحر عشرين يوما، وكان الموت عقوبة من يخفى أياً منهم، وفرضت عقوبات صارمة على التخلف عن حضور الطقوس البروتستانتية يوم الأحد. ومنح القضاة والحكام سلطة جمع أطفال الكاثوليك وإرسالهم إلى إنجلترا لتلقي أصول المذهب البروتستانتي(18). أن كل الوحشية التي لقيها البروتستانت على يد
الكاثوليك في فرنسا بين 1680-1890، صبها البروتستانت على رؤوس الكاثوليك
في إيرلندة بين 1650-1660وأصبحت الكثلكة جزءا لا يتجزأ من الروح الوطنية الايرلندية، لان الكنيسة والشعب قذف بهما في بحران من المعاناة والشقاء. وعلقت هذه السنين المريرة بذا كرة إيرلندة وكأنها تراث من البغضاء لا يفنى.
قصة الحضارة ج32 ص12، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ثورة
أيرلندة
 
"صعق الاسكتلنديون بإعدام شارل الأول الذي كانوا هم أنفسهم قد أسلموه إلى البرلمان الانجليزي...وأوجسوا خيفة من أن يحاول البيوريتانيون المنتصرون فرض مذهبهم البروتستانتي على إسكتلندة كما فرضوه على إنجلترا. وفي 5 فبراير 1649، أي بعد مضي اقل من أسبوع على إعدام شارل الأول، نادى البرلمان الاسكتلندي (مجلس الطبقات) بابنه شارل الثاني، الذي كان آنذاك في الأراضي الوطيئة، ليكون الملك الشرعي على بريطانيا العظمى وفرنسا وأيرلندة.قصة الحضارة ج32 ص13، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ثورة اسكتلندة
 
الديانات المسيحية الكبرى(الكاثوليك، البروتستانت، وفرقها الداخلية) تشعل الحروب على البرلمانات الجديدة أو الدول المتمردة على الإستعمار
وشارل الثاني ابن شارل الأول، أي ابن ذلك الملك الذي قامت عليه ثورة انجليزية كبرى فصلت رأسه عن جسده، يقود جيش اسكتلندي ضد انجلترا الثائرة، مملكة أبيه!(وضد البرلمان الذي يحتله الجيش!)
هنا تظهر قيادة جديدة في انجلترا لكنها دموية الا وهي كرومول القائد الأعلى لجيوش الجمهورية
:"وفي 23 يونية حط شارل (يقصد شارل الثاني بعد مقتل أبيه شارل الأول في إنجلترا) رحاله في اسكتلندة، وهو يتلهف على أن يكون على رأس جيش يغزو به الجمهورية البيوريتانية التي أطاحت برأس ابيه، وقبل أن يهب الاسكتلنديون لنجدته، استحثوه على إصدار بيان يرغب فيه " أن يركع في ذل وخشوع أمام الله تكفيرا عن معارضة أبيه للعصبة المقدسة والميثاق المقدس، ومن اجل خطيئة أمه بسبب عقيدتها الوثنية (أي اعتناقها الكثلكة)(19). "وللتكفير عن خطيئات شارل الأول والثاني فرض رجال الكنيسة الاسكتلندية على الجيش والشعب صوما جاداً رهيباً، وأكدوا للجيش انه لن يقهر(20)، لان الملك الشاب قد أرضى السماء. وتحت إلحاح القساوسة طهر الجيش من الضباط الذين وضعوا ولاءهم للملك فوق ولائهم للميثاق والكنيسة الاسكتلندية، وبهذه الطريقة طرد ثمانون من اقدر القواد.
واقترح كرومول على البرلمان الإنجليزي غزو إسكتلندة في الحال، دون انتظار هجوم من جانبها. إلى إنجلترا، أملا في أن ينضم إلى لواء الشرعية والحق، كل الملكيين والمشيخيين المخلصين. فتعقبهم كرومول، حيث كان يحشد أثناء مروره بالمدن الإنجليزية كل قوات الطوارئ، والمواطنين الصالحين للجندية، وفي ووستر، في 3 سبتمبر 1651، دارت رحى المعركة التي أبقت على الجمهورية، وحكمت على شارل بأن يلوذ بالمنفى مرة أخرى. وفيها، بفضل الاستراتيجية الفائقة البسالة، استطاعت قوات كرومول الأقل عددا، أن تهزم ثلاثين ألفا من الاسكتلنديين. وكان شارل شجاعا ولكنه لم يكن قائدا.
قصة الحضارة ج32 ص13-15، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ثورة اسكتلندة
 
بعد إعدام الملك المستبد شارل الأول في إنجلترا الثورة الكبرى، إنجلترا تُخضع إسكتلندا المعترضة!!
:"وعهد كرومول(يقصد قائد جيوش الجمهورية الجديدة في إنجلترا مابعد شارل الأول) إلى القائد جورج مونك بالضرب على أيدي الثوار الاسكتلنديين بصفة نهائية، وتم هذا في فبراير 1652. وأخضعت إسكتلندة لإنجلترا، وحل برلمانها المستقل، ولكن أجيز لها إرسال ثلاثين نائبا عنها إلى برلمان لندن. وعوقبت الكنيسة الاسكتلندية بحظر انعقاد جمعياتها العامة، وإقرار التسامح الديني مع كل الشيع البروتستانتية المسالمة. ومن الناحية الاقتصادية أفادت إسكتلندة من الحرية الجديدة في الاتجار مع إنجلترا
قصة الحضارة ج32 ص15،16، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ثورة اسكتلندة
 
كان كانت الحريات كاملة بعد قيام الإنجليز بالثورة على الملك وقطع رأسه والسيطرة على الثورات المضادة في إيرلنده واسكتلندا بالمجازر الشنيعة؟
وهل كانت الثورة خالصة للشعب أم أن البرلمان قام بإضطهاد الكاثوليك؟؟
:"عاد كرومول (يقصد القائد الأعلى لجيوش الجمهورية الوليدة في إنجلترا) إلى إنجلترا منتصرا انتصارا يكلله التواضع. وأذ رأى الجموع التي احتشدت لتشهد مقدمه، فقد جال بخاطرة أن جمهورا اكبر من هذا كان يمكن أن يحتشد ليشهد مصرعه على حبل المشنقة (22). ومنحه البرلمان الألمبتور راتباً سنوياً قدره أربعة آلاف جنية، وخصص له قصرا كان يوما ملكيا في هامبتون كورت. واعتقد البرلمان انه سيقنع بالبقاء في منصب القيادة العامة. كما اقترح أجراء انتخابات جديدة، لزيادة عدد أعضائه إلى 400، على أن يحتفظ الأعضاء الحاليون بمقاعدهم دون الدخول في الانتخابات الجديدة، وكان عليهم أن يحددوا شروط حق الانتخاب وصحة الأصوات. وحمى البرلمان نفسه ضد حملات النقد بالحد من حرية الصحافة والخطابة بشكل صارم: "لن يسمح باسم حرية الخطابة أو حرية الوعظ، بأي شئ يعكر صفو الحكومة أو يسئ إلى كرامتها(23) ". وحرم رجال الكنيسة الأنجليكانية الرسمية من أرزاقهم وحكم بمصادرة ثلثي ممتلكات من يعتنقون المذهب الكاثوليكي، بصفة غرامة. وقدمت الجوائز لمن يقبضون على القساوسة الكاثوليك(24).
قصة الحضارة ج32 ص16، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> أوليفر حاكماً مطلقاً
 
في عملية تعسر كاملة حاول العلمانيون العرب القدح في المهاجرين أمام الأنصار ، وذلك من خلال إيرادهم قصة سقيفة بني ساعدة، بإعتبارها صراع على السلطة!!
وهذا من أعظم التلفيق والكذب فلو كان صراعاً على السلطة بعد موت النبي مباشرة، فلما أيد الأنصار جميعا،الا رجل او رجلين ، في السقيفة، أبي بكر وجعلوه خليفة للمسلمين، بعد أن رشح هو نفسه لهم عمر رضي الله عنهما؟
كما ان الذي حضر في السقيفة لم تكن جموع من المهاجرين انما كانوا ثلاثة او يزيدون فاين سيطرة المهاجرين اذن ثم اليس في ذهاب ابي بكر وعمر للانصار في السقيفة اعظم احترام لهم ولاستشارتهم ؟؟
لكن دعونا من هذا الآن فنحن مع قصص ديورانت، ومنها نرى مئات القصص التاريخية التي تظهر الصراع على السلطة حقا، فمايخفيه العلمانيون، هو أنه بعد الثورات الكبرى في الغرب، والتي يجعلونها بداية التاريخ السياسي لإمتلال الشعوب للسيادة، كان الصراع الدموي داخل البرلمانات، أو بين أعضاءها، وقد ينتقل الصراع للقتال في الشوارع بين المؤيدين والمعارضين!
وهذا نموذجنا من حالة البرلمان الإنجليزي، الجمهوري(هذه المرة، وبعد قطع الملك والملكية، تحت المقصلة) وشكل المعارك داخله، وبأي أدوات)
يقول ديورانت
:"واعتقد البرلمان انه سيقنع بالبقاء في منصب القيادة العامة. كما اقترح أجراء انتخابات جديدة، لزيادة عدد أعضائه إلى 400، على أن يحتفظ الأعضاء الحاليون بمقاعدهم دون الدخول في الانتخابات الجديدة، وكان عليهم أن يحددوا شروط حق الانتخاب وصحة الأصوات. وحمى البرلمان نفسه ضد حملات النقد بالحد من حرية الصحافة والخطابة بشكل صارم: "لن يسمح باسم حرية الخطابة أو حرية الوعظ، بأي شئ يعكر صفو الحكومة أو يسئ إلى كرامتها(23) ". وحرم رجال الكنيسة الأنجليكانية الرسمية من أرزاقهم وحكم بمصادرة ثلثي ممتلكات من يعتنقون المذهب الكاثوليكي، بصفة غرامة. وقدمت الجوائز لمن يقبضون على القساوسة الكاثوليك(24).
أن كرومول، على الرغم من بطئه في اتخاذ قرار، كان حازماً متأهباً لسرعة التصرف إذا اعتزم أمرا. وقد احتمل في صبر نافد المناقشات التي أفسدت السياسة في البرلمان وعوقت الإدارة. انه اتفق مع شارل الأول على أن تكون السلطة التنفيذية متميزة ومستقلة عن السلطة التشريعية. ثم بدأ يتساءل: ألم يكن خيرا وبركة أن يكون كرومول ملكا. ولمح بهذه الفكرة ( ديسمبر 1652 ) إلى صديقه هوايتاوك الذي فقد صداقته باعتراضه عليها(25). وفي صبيحة يوم 20 أبريل 1653، عندما علم أن البرلمان المبتور كان على وشك أن ينصب نفسه سيداً غير منتخب على البرلمان الجديد، جمع حفنة من الجنود اتخذوا مواقعهم على باب مجلس العموم، ودخل هو أليه، وإلى جانبه اللواء توماس هاريسون، وأصغى لبعض الوقت إلى المناقشة في صمت رهيب. وعندما بدا اخذ الأصوات على موضوع البحث، نهض كرومول، وتحدث أول الأمر في اعتدال، وما لبث حتى تحدث في عنف، فنعى على البرلمان المبتور أن يكون أوليجاركية (أقلية حاكمة) تخلد نفسها بنفسها، لا تصلح لحكم إنجلترا. ثم صاح: " أيها السكارى" متجهاً إلى عضو بعينه، ثم صرخ في عضو آخر "أيها الداعر الفاجر" "أنتم لستم برلماناً. أقول أنكم لستم برلماناً, ولسوف أضع حداً لاجتماعاتكم". ثم التفت إلى هاريسون وأمره: "استدع الجنود، استدعهم إلى هنا". ودخل الجنود إلى القاعة. وأمرهم كرومول بإخلائها، وغادرها الأعضاء محتجين قائلين:
"ليس هذا من الأمانة في شيء". ووضعت الأقفال على القاعة الخالية، وفي اليوم التالي وجد معلقا عليها لافتة" بيت للإيجار، غير مؤثث الآن(26). ثم ذهب كرومول بصحبة اثنين من القواد إلى حيث يجتمع مجلس الدولة، وقال لأعضائه "إذا كنتم تجتمعون الآن بصفتكم الشخصية فلا بأس، ولا يزعجنكم أحد - أما إذا كنتم مجتمعين كمجلس للدولة، فلا مكان لكم هنا... وأرجو أن تعلموا أن البرلمان قد حل(27)". وهكذا كانت النهاية المخزية المزرية للبرلمان الطويل الذي كان قد اجتمع في وستمنستر، بكامل هيئته أو بشكله المبتور، منذ 1640، والذي كان قد حول دستور إنجلترا وحكومتها. ولم يعد هناك الآن دستور، بل جيش وملك غير ذي لقب أو ملك غير متوج.وكان الشعب بصفة عامة فرحاً بالتخلص من برلمان قد جر إنجلترا إلى حافة الهاوية. وعلى حد قول كرومول، لم يكن هناك "مجرد نباح كلب، ولا تذمر ظاهر لحله(28)". وتقبل البيوريتانيون الغيورون المتحمسون حل البرلمان على انه إفساح الطريق "للملكية الخامسة " أي مجيء المسيح المنتظر وحكمه وتشجع الملكيون وتهامسوا بأن كرومول سوف يستدعى الآن شارل الثاني، ويقنع هو بدوقية أو بمنصب نائب الملك في إيرلندة. ولكن أوليفر لم يكن بالرجل الذي يرتضى أن يكون رهن مشيئته رجل آخر. فأصدر توجيهاته إلى معاونيه العسكريين أن يختاروا - بصفة أساسية من المجامع البيوريتانية في إنجلترا - 140 رجلا، من بينهم خمسة من إسكتلندة وستة من ايرلندة، ليجتمعوا على هيئة "برلمان معين ". ولما انعقد هذا البرلمان في هويتهول في 4 يوليه 1653 اعترف كرومول بأن الجيش هو الذي اختارهم، ولكنه رحب بهم باعتبار انهم يبدأون فترة يحكم فيها القديسون حكماً صحيحاً تحت رياسة يسوع المسيح (29)، واقترح أن يخولهم السلطة العليا، ويكل إليهم مهمة وضع دستور جديد - وظل هذا البرلمان طيلة خمسة اشهر يبذل أقصى الجهد في إنجاز هذه المهمة، ولكنه ضل الطريق في متاهات المناقشة، الطويلة. وانشق الأعضاء على أنفسهم، يأسا وعجزا، في موضوعات الدين والتسامح الديني. وأطلق ظرفاء لندن عليه اسم "برلمان باربيون"، نسبة إلى أحد أعضائه Barebone، وهو احد القديسين في "الملكية الخامسة" سالفة الذكر. وضاق الجيش ذرعا بهؤلاء الأعضاء، كما ضاق من قبل ذرعا بمن طردهم في أبريل. وعرض الضباط - وهم يمثلون دور أنطونيو - على كرومول أن ينصب نفسه ملكاً، وتردد قيصر واعترض في رفق، ولكن ثمانين من أعضاء البرلمان، بإيحاء محدد من الجيش، أعلنوا إلى كرومول في 12 ديسمبر أن الجمعية الجديدة لم تصل إلى اتفاق، وأنها تقترع على حلها. وعرضت " وثيقة حكومية " أعدها زعماء الجيش، على كرومول أن يكون "حامي جمهورية إنجلترا وإسكتلندة وإيرلندة"، وأن ينتخب برلمان جديد على أساس نصاب من الثروة يخول حق الاقتراع، مع استبعاد الملكيين والكاثوليك، وان تكون السلطة التنفيذية في يد مجلس من ثمانية من المدنيين وسبعة من ضباط الجيش، يختارون لمدى الحياة، على ان يعمل هذا المجلس بمثابة هيئة استشارية " لحامي حمى الجمهورية " وللبرلمان كليهما. ووافق كرومول ووقع هذه الوثيقة، وهي "أول وآخر دستور إنجليزي مسطور(30) "، وفي 16 ديسمبر 1653 أقسم اليمين بوصفه "حامي الحمى". وبذلك انتهت الجمهورية، وبدأت الحماية - اسمان لأوليفر كرومول.
هل كان كرومول طاغية مستبداً ؟ من الواضح انه استساغ السيطرة والسلطان. ولكن تلك نزعة عامة، وهي أمر طبيعي إلى ابعد حد في الموهبة الواعية. لقد فكر من قبل في تنصيب نفسه ملكا، وتأسيس أسرة ملكية جديدة(31). ويبدو انه كان مخلصاً حين عرض أن ينزل عن سلطته "للبرلمان المعين". ولكن عجز هذا البرلمان أقنعه بأن سلطته التنفيذية هو نفسه هي آنذاك البديل الوحيد عن الفوضى فإذا تخلى هو، فقد كان يبدو انه ليس ثمة رجل آخر يحظى بتأييد كاف للمحافظة على النظام. واستنكر المتطرفون في الجيش هذه " الحماية " باعتبارها مجرد "ملكية أخرى". واتهموا كرومول بأنه "وغد منافق كذاب" وتوعدوه "بمصير أسوا من المصير الذي لقيه الطاغية السابق(32)". وأرسل كرومول بعض هؤلاء المتمردين إلى السجن "برج لندن" ومن بينهم اللواء هاريسون الذي تولى قيادة الجنود عند طرد أعضاء البرلمان المبتور. أن خوف كرومول على سلامته هو نفسه أدى به شيئا فشيئا إلى المزيد من الاستبداد، لأنه أدرك أن نصف الأمة كان يمكن أن يهلل لقتله. انه أحس، مثل سائر الحكام، بالحاجة إلى إحاطة نفسه بمظاهر الفخامة والوقار التي تثير الرهبة في النفوس، فانتقل إلى قصر هويتهول (1654) وأعاد تأثيثه بأفخر الرياش، واتخذ لشخصه كل الجلال وكل العظمة الملكية(32). ولكن مما لا ريب فيه ان كثيرا من هذه المظاهر كان لابد أن يخلق انطباعاً قوياً في نفس السفراء، ويثير الفزع في نفوس الأهالي.
قصة الحضارة ج32 ص15-19، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> أوليفر حاكماً مطلقاًقلت: فأين هذا مما حدث في يوم السفيفة الذي اتفق الجميع فيه -على أن يكون أبو بكر الصديق خليفة على رأس الأمة وهم من ناصروه جميعا في حروب الردة وبداية الفتوحات الكبرى!
 
فائدة دراسة التاريخ بنفسك تجعلك تتخلص من الاكليشيهات العلمانية الفخمة عن الثورات الغربية السياسية
في نفس الوقت تراهم يشوهون تاريخك وليس فيه عشر معشار ماحدث في الغرب كما ترى!
 
لماذا تأسف أو أسف بعض المؤرخين الغربيين لهزيمة المسلمين في معركة بواتيه؟
لقد أخبرونا(روجيه جارودي وزيغريد هونكه وغيرهما) أن حضارة الإسلام كانت تضخ القيم العلمية والعقلية ومنتجاتها يومذاك إلى أوروبا بكل الطرق والسبل،وكان شباب أوروبا يذهبون إلى حواضر الإسلام للتعلم هناك
لقد كلفتهم حروبهم الداخلية ملايين الملايين حتى الحرب العالمية الثانية، وكلفتهم أنهم الآن لادين لهم، ولا ضوابط أخلاقية قيمية من التي جاء الإسلام بها، وحفظت أهل الإسلام من الضلال في عصورهم الزاهية وقد استفادوا-أهل أوروبا- لاشك من بعضها.
نحن نتكلم ياسادة عن الإسلام، وعن حضارته الواقعية التي كانت، ونتكلم عن أوروبا يومذاك، ويومذاك كانت الصراع الداخلي بينها أليماً جدا، وعانت شعوبها قرونا طوالا حتى مابعد عصر النهضة وعصر التنوير المزعوم، بل وحتى اليوم من هدر القيم والإنسان
 
كرومول
القائد الأعلى للجمهورية الإنجليزية بعد إعدام الملك شارل الأول(1)
ماذا فعل بعد شارل الاول؟
:"أن كرومول الناحية الفنية، لم يكن حاكما مطلقا. فانه تنفيذا لوثيقة الحكومة " التي أسلفنا ذكرها شكل " مجلس الدولة " وأنتخب برلماناً. "وعلى الرغم من كل مساعي حامي الحمى والجيش لضمان عودة النواب الذين تميزوا بالكياسة ولين العريكة، ضم مجلس العموم الذي اجتمع في 3 سبتمبر 1654 بعض الجمهوريين المزعجين، بل كذلك بعض الملكيين وثار النزاع حول من يسيطر على الجيش: حامي الحمى أو البرلمان. واقترح البرلمان إنقاص عدد الجنود وعطياتهم، فتمردوا وحرضوا كرومول على حله (22 يناير 1655). والواقع إن حكومة إنجلترا أصبحت دكتاتورية عسكرية منذ طهر برايد البرلمان في 1648.
وسيق كرومول آنذاك إلى الحكم طبق للأحكام العرفية وحدها دون سواها، وفي صيف 1655 قسم إنجلترا إلى خمسة أقسام عسكرية. ووضع على رأس كل منها هيئة من الجند يرأسها ضابط برتبة لواء وللوفاء بنفقات هذه التجهيزات فرض ضريبة قدرها 10% على ضياع الملكيين. واحتج الناس، وانتشر النقد والتمرد، وسمعت أصوات تنادي بعودة شارل الثاني. وأجاب كرومول على هذا كله بتشديد الرقابة والتوسع في أعمال التجسس والاعتقالات التعسفية وإجراءات قاعة النجم التي أغفلت المحلفين وقانونية الاعتقال. وكان "سير هاري فين Vane" من الثوريين السابقين الذين اقتيدوا إلى السجن. إن الثورات تأكل آباءها.
ولما كان كرومول في حاجة إلى مزيد من المال اكثر مما استطاع تحصيله عن طريق ما فرض من ضرائب أخرى مباشرة، فانه دعا برلماناً آخر. ولما التأم عقده في 17 سبتمبر 1656، وضع مجلس الدولة على باب مجلس العموم بعضاً من ضباط الجيش، ومنع دخول 103 من الأعضاء الذين انتخبوا انتخاباً صحيحاً، ولكن يشتبه في إن لهم ميولا جمهورية أو ملكية أو مشيخية أو كاثوليكية. فقدم الأعضاء المبعدون احتجاجا استنكروا فيه إبعادهم بأنه انتهاك صارخ لإرادة ناخبيهم التي عبروا عنها، ودمغوا بأشد النفاق "تصرف الطاغية واستخدامه اسم الله والدين والصوم والصلوات الشكلية ليستر قتام الحقيقة الواقعة ومرارتها(40)". ومن بين الأعضاء البالغ عددهم 352 الذين اجتازوا تمحيص المجلس ودقته كان هناك 175 عضو أمن رجال الجيش أو من المعينين أو من أقرباء كرومول. وفي 31 مارس 1657 قدم البرلمان المختزل المنقوص الخاضع المذعن إلى "حامى الحمى" توسلا ونصيحة متواضعين يطلب إليه فيها أن يتخذ لنفسه لقب "ملك". ولكنه كان يشم رائحة المعارضة من جانب الجيش لهذا العمل، فأبى. ولكن ثمة حل وسط أعطاه الحق في تعيين خلفه "حامي الحمى" وفي يناير 1658 وافق إعادة الأعضاء المبعدين إلى مقاعدهم في مجلس العموم. وفي نفس الوقت اختار تسعة من النبلاء و61 من العامة ليشكلوا المجلس الثاني (مجلس اللوردات). ورفض كثير من ضباط الجيش تأييد هذه الحركة. وعندما عقدوا اتفاقا مع الجمهوريين في مجلس العموم للحد من سلطات المجلس الثاني، غضب كرومول غضباً شديداً واقتحم قصر وستمنستر وطرد البرلمان (في فبراير 1657). وآنذاك من الوجهة القانونية، ومن حيث الأمر الواقع، انتهت الجمهورية الإنجليزية وأعيدت الملكية. وكأن التاريخ بهذا قد ضرب مثلا جديدا للتعاقب التهكمي الساخر الذي ذكره افلاطون، وهو تعاقب الملكية، فالأرستقراطية، فالديموقراطية، فالدكتاتورية، فالملكية(41).
قصة الحضارة ج31 ص21-23، عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> أوليفر حاكماً مطلقاً
 
كرومول
القائد الاعلي للقوات الجمهورية الانجليزية -بعد إعدام شارل الأول-يضطهد الكاثوليك
:"وكانت الكاثوليكية لا تزال خروجا على القانون. وأعدم قسيسان شنقاً (1650 - 1654) بتهمة "تضليل الشعب"، وفي 1657 أصدر برلمان البيوريتانيين، بموافقة كرومول، قانونا يقضي بمصادرة ثلثي ممتلكات أي فرد جاوز السادسة عشرة، لم يتنصل من الكاثوليكية ويبرأ منها(43). وفي 1650 كانت العقيدة الدينية قد أصبحت أساساً لوضع اجتماعي طبقي: فكان الفقراء يتحيزون للمذاهب المعارضة - أنصار العماد، الكويكرز، أصحاب فكرة الملكية الخامسة، وغيرها، أو الكاثوليك. أما الطبقات الوسطى فكانت البيوريتانية غالبة فيها. على حين أن الأرستقراطية ومعظم ذوي الحسب والنسب (ملاك الأرض الذين لا ألقاب لهم) كانوا يشايعون الكنيسة الأنجليكانية التي لم تعد الدولة تعترف بها.
وانعكس التعصب الديني رأساً على عقب، اكثر مما تناقص أو خفت حدته. ذلك انه بدلا من اضطهاد الأنجليكانيين للكاثوليك المنشقين والبيورينانيين الذين تعالت صيحاتهم من قبل طلبا للتسامح، باتوا الآن يضطهدون الكاثوليك والمنشقين والأنجليكانيين. وحرموا استعمال "كتاب الصلوات العامة" ولو سراً في المنازل. وقصر برلمان البيوريتانيين التسامح على أولئك البريطانيين الذين ارتضوا التثليث وإصلاح الديني والكتاب المقدس باعتباره كلمة الله، كما ارتضوا نبذ الأساقفة. أما اتباع سوسينوس أو التوحيديون فلم يشملهم التسامح بناء على ذلك. وفرضت عقوبات صارمة على أي نقد يوجه إلى العقيدة أو الطقوس الكلفنية (44). وكان كرومول اكثر تسامحا من برلماناته، فتغاضى عن بعض الصلوات الانجليكانية، ورخص لجماعة صغيرة من اليهود بالإقامة في لندن، بل وبناء معبد لهم، واتهمه اثنان من الوعاظ من أنصار عدم تجديد العماد بأنه "وحش سفر الرؤيا" (النبي الكذاب)، ولكنه احتمل هجومهما صابراً(45).
قصة الحضارة ج32 ص24،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ذروة البيوريتانية
 
كرومول
القائد الأعلى للجمهورية الإنجليزية بعد إعدام الملك شارل الأول(2)
"واستخدم نفوذه في وقف اضطهاد الهيجونوت في فرنسا وأتباع والدونى بيد مونت. ولكنه عندما طالبه مازاران، في مقابل ذلك، بمزيد في التسامح مع الكاثوليك في إنجلترا، تذرع بعجزة عن الحد من حماسة البيوريتانيين(46).
قصة الحضارة ج32 ص25،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ذروة البيوريتانية
 
كانوا على راس الثورة الإنجليزية، وليس العلمانيين فماهي خرافاتهم؟
:"والحق أن البيوريتانية اتفقت مع اليهود في كل شيء تقريبا، فيما عدا ألوهية المسيح. وشجعت معرفة القراءة والكتابة حتى يقبل الجميع على قراءة الكتاب المقدس. وكان ثمة ولع شديد بالتوراة (العهد القديم) لأنه يقدم نموذجا لمجتمع تسيطر عليه الديانة. وكان الشغل الشاغل في الحياة هو الخلاص من نار جهنم. والشيطان موجود حقا وفي كل مكان. وبنعمة الله وحدها يمكن لفئة قليلة مختارة أن تفوز بالخلاص وتضمن كلام البيوريتانيين وأقوالهم عبارات من الكتاب المقدس ومجازاته. واشرق في عقولهم التفكير في الله وفي المسيح أو تجلياتهما لهم، وملأتهم خشية ورهبة ولكن لم يفكروا قط في السيدة مريم. واتسمت ملابسهم بالبساطة والكآبة، وخلت من أية زينة أو زخرف، كما اتسم كلامهم بالوقار والرزانة مع البطئ. وكان منتظر منهم أن ينأوا بأنفسهم عن اللهو والدنس واللذة الحسية. وكانت المسارح قد أغلقت في 1642 بسبب الحرب، فظلت مغلقة حتى 1656 بسبب شجب البيوريتانز واستنكارهم لها. وحرم سباق الخيل ومصارعة الديكة ومباريات المصارعة، ومطاردة الدببة أو الثيران، إلى حد ان الضباط ( الكولونيل ) البيوريتاني نيوسن قتل كل الدببة في لندن ليتأكد أنها لن تطارد بعد الآن(47). واقتلعت كل أعمدة مايو (كانت تزدان بالأشرطة والزهور وتقام في أول مايو). وكان الجمال شبهة، واحترموا النساء بوصفهن زوجات مخلصات وأمهات صالحات، وفيما عدا ذلك لم يتمتعن يحسن السمعة لدى البيويتانيين لأنهن مصدر غواية واغراء، وانهن سبب طرد الإنسان من الجنة. ونقروا من الموسيقى، ماعدا في التراتيل الدينية. وقضوا على الفن في الكنائس ولم يسمحوا بإخراج جديد منه، اللهم إلا بعض اللوحات الممتازة من عمل صمويل كوبر، وبيتر للى، وكان هولنديا.
وربما كانت محاولة البيوريتانز تقنين الأخلاق أجل عمل منذ شريعة موسى. واعترفوا بصلاحية الزواج المدني، وأبيح الطلاق، لكن الزنى كان جريمة عقوبتها الإعدام. على إنه بعد تنفيذ حكم الإعدام مرتين عقاباً على هذه الجريمة، لم يكن المحلفون يحكمون بالإدانة. وكانت عقوبة الأيمان تتدرج وفقا للسلم الاجتماعي، فكان اليمين يكلف الدوق ضعف ما يكلف البارون، وثلاثة امثال ما يكلف الذي لا يحمل لقبا، وعشرة امثال ما يدفع الرجل العادي، بصفة غرامة، ودفع رجل واحد الغرامة لأنه قال: "الله شهيد علي(48)". وكان الأربعاء يوم صوم إجباري عن اللحم حتى ولو وقع فيه عيد الميلاد المجيد. وكان من حق الجنود اقتحام البيوت للتأكد من صوم الأهالي. ولم يكن مسموحا بفتح الحوانيت يوم الاحد، كذلك كانت الألعاب والرياضة والأعمال الدنيوية محظورة فيه. ولم يسمح فيه بأية رحلة أو سفر يمكن اجتنابه، كما كان محظورا "التسكع أو المشي الدنس لا هدف(49)". وعلى الرغم من عودة الملكية وما صحبها من انتكاس في الأخلاق، ظل يوم الأحد قاسيا متزمتا حتى أيامنا هذه.
ان كثيرا من هذه المحرمات القانونية أو الاجتماعية أثبت أنه أقسى مما تحتمل الطبيعة البشرية، وقيل أن نسبة كبيرة من السكان لجأت إلى النفاق، فكانوا يفترقون الآثام كما هي العادة، ويجرون وراء المال والنساء والسلطة ، ولكن دائما تعروهم الكآبة ويخرجون أصواتا من أنوفهم وتنساب من أفواههم العبارات الدينية. ومع ذلك يبدو أن عددا كبيرا من البيوريتانيين التزموا بإنجليهم في إخلاص وشجاعة. ولسوف نرى ألفين من الوعاظ البيوريتانيين بعد عودة الملكية يؤثرون العوز والفاقة على التخلي على مبادئهم. إن نظام البيوريتانية ضيق العقل ولكنه قوى الإرادة
قصة الحضارة ج32 ص25-27،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> ذروة البيوريتانية
 
كرومول
وهولندا والصراع على المستعمرات!!!(بعد الثورة الكبرى في إنجلترا!)

القائد الأعلى للجمهورية الإنجليزية بعد إعدام الملك شارل الأول(3)
:"وضم البرلمان آنذاك أفراد يمثلون المصالح الاقتصادية أو يمتلكونها. ومن أجلهم قضى قانون الملاحة الصادر في 1651 بنقل الواردات من المستعمرات إلى بريطانيا على مراكب إنجليزية - ومن الواضح أن هذا إجراء إلى الهولنديينوراودت كرومول في بعض الأحيان فكرة التحالف مع المقاطعات المتحدة ابتغاء حماية البروتستانتية وتعزيزها، ولكن تجار لندن آثروا الربح على التقوى والورع. وسرعان ما وجد كرومول نفسه (1652) متورطا في الحرب الهولندية الأولى. وكانت النتائج مشجعة واستعرت حمى الإمبريالية بنمو البحرية. وأوحت ذكرى هو كنز ودريك إلى التجار وإلى كرومول نفسه بإمكان كسر شوكة الأسبان وسيطرتهم في الأمريكتين، واستيلاء إنجلترا على تجارة الرقيق الرابحة وتوجيه المعادن النفيسة من الدنيا الجديدة إلى لندن، وفوق ذلك كله، كما أوضح كرومول، فان غزو جزر الهند الغربية يمكن المبشرين والوعاظ الإنجليز م
ن
تحويل هذه الجزر من الكاثوليكية إلى البروتستانتية (65).
قصة الحضارة ج32 ص 33 ،عصر لويس الرابع عشر -> إنجلترا -> كرومول -> الموت والضرائب
 
عودة
أعلى