نفائسُ ودررٌ ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد

هذا نصه - منقولا - أخي الفاضل :
- عقَب أخوكم :
(( بل الحديث - " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " - صحيح ، صححه الإمام أحمد بن حنبل :

--------------------------------------------------------------------------------

الحديث ياأخي الكريم - صححه الإمام أحمد بن حنبل ، و لعلك وقفت على ذلك فيما أخرجه البغدادي في كتابه " شرف أصحاب الحديث " ، و إليك ما قاله :

[حدثت عن عبد العزيز بن جعفرالفقيه، قال :حدثنا أبو بكر الخلال ، قال : قرأت على زهير بن صالح بن أحمد ، قال : حدثنا مهني - وهو أبن يحيى - قال :

سألت أحمد - يعني أبن حنبل - عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري ،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ،ينفون عنه تحريف الجاهلين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الغالين " ؟

فقلت لأحمد : كأنه كلام موضوع . قال : لا هو صحيح .

فقلت: ممن سمعته أنت ؟ قال : من غير واحد. قلت :من هم ؟قال :حدثني به مسكين [ يعني : ابن بكير ] إلا أنه يقول : معان عن القاسم بن عبد الرحمن.
قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به .] .
( شرف أصحاب الحديث ، ج1 / ص29 ) .
__________________
د.أبو بكر خليل )) .

* و رابطه :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%C7+%C7%E1%DA%E1%E3+%CE%E1%DD+%DA%CF%E6%E1%E5

* * * *

*** و الذي دفعني لكتابه هذا : شيوع تضعيف بعض المعاصرين أحاديث كثيرة ، حكم بصحتها ثلاثة أئمة أو أكثر من نقاد الحديث و نظاره المتقدمين ؟
- و ما أوردته هنا - منقولا - مثال لذلك .
 
جزاكم الله خيرا

----------------

قال أبو نعيم في الحلية 3/6:
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا زكريا بن يحيى المنقري قال ثنا الأصمعي قال ثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد ، فلما ولي الخلافة ، قال: اللهم أنه أنسه ذكري .اهـ
قلت: الآن لا تسل عن فرحة من تولى بعض معارفه شيئا من الولايات !
 
مرحباً بالشيخ عبد الرحمن السديس....
لا حرمنا الله من دررك وفوائدك
أنت ابن عم العلامة السديس الذى تكتب فى ملتقى الحديث أليس كذلك؟
 
حياك الله أبا محمد ، ونفعنا الله بما يقال


قال أبو نعيم في الحلية 7/41:
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم ، وقد حان وقت الصلاة ، فذهبت أحركه ، فصاح سفيان: مه !
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي ، فقال: دعه لا صلى الله عليه ، فما استراح الناس حتى نام هذا .
نحوه :
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/16:
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي ؛ فأنكرتُ عليه ، وقلت له: إنما حرم الله الخمر ؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس ، وسبي الذرية ، وأخذ الأموال ، فدعهم .

 

قال أبو نعيم في الحلية 6/367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة ، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه .وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم .
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد .وانظر: الاستذكار 8/275.
 

164- في توالي التأسيس للحافظ ابن حجر ص136:
قال الإمام الشافعي : " الوقارُ في النزهة سُخفٌ ".
قلت: ما أجمل ما قال ، وقد خرجنا مرة في رحلة ، وكان بصحبتنا رجل لبس الوقار طول الرحلة ! حتى شق علينا ، وظننا أن به بأسا !

 

في ثمرات الأوراق لابن حجة ص33 :
ومن لطائف المنقول ما حكي عن الشيخ مجد الدين ابن دقيق والعيد والد قاضي القضاة
تقي الدين تغمدهما الله برحمته ورضوانه وهو: أن الشيخ مجد الدين المشار إليه كان كثير
الإحسان إلى أصحابه يسعى لهم على قدر استحقاقهم فيمن يصلح للحكم ، وفيمن يصلح
للعدالة ، فجاءه بعض طلبته وشكا إليه رقة الحال ، وكثرة الضرورة ، فقال له: أكتب قصتك وأنا أتحدث مع الولد ، فكتب ذلك الطالب: المملوك فلان يقبل الأرض وينهي أنه فقير ومظرور (بالظاء القائمة) وقليل الحض (بالضاد) وناولها للشيخ ، فلما قرأها تبسم وقال: يا فقير سبحان الله ضرك قائم ، وحظك ساقط .


 

في ثمرات الأوراق لابن حجة ص38 :
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي قال: مررت بكناس يكنس كنيفا ، وهو يغني ويقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا * ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فقلت له: أما سداد الثغر فلا علم لنا كيف أنت فيه ، وأما سداد الكُنُف فمعلوم.
قال الأصمعي: وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عني مليا ، ثم أقبل عليّ وأنشد:
وأكرمُ نفسي إنني إن أهنتها * وحقك لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي
فقلت: وأي كرامة حصلت لها منك ، وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها به ؟!
فقال: لا والله بل من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه ، فقلت له: وما هو ؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك . قال: فانصرفت وأنا أخزى الناس .

 

في ثمرات الأوراق لابن حجة ص56:
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة ، فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم ، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي ، وهو جالس ساكت .
فقال له: أنشد شعرك .
فقال: لست بشاعر !
قيل: فمن أنت ؟
قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم "والشعراء يتبعهم الغاوون" فضحك
السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.

 

في الأغاني لأبي الفرج 8/37:
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبو عبيدة قال :
التقى جرير والفرزدق بمنى ـ وهما حاجان ـ فقال: الفرزدق لجرير :
[align=center]فإنك لاقٍ بالمنازل من مِنىً * فَخَارا فخبِّرْنِي بمن أنت فاخرُ[/align]
فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك .

قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه .

 

في ثمرات الأوراق لابن حجة ص75:
ومن لطائف المنقول:
أن بثينة وعزة دخلتا على عبد الملك بن مروان ، فانحرف إلى عزة وقال:
أنت عزة كُثيّر؟
قالت: لست لكثير بعزة ، لكنني أم بكر .
قال: أتروين قول كُثير:
[align=center]وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيرُ ؟[/align]
قالت: لست أروي هذا ، ولكنني أروي قوله:
[align=center]كأني أنادي أو أكلم صخرةً * من الصم لو تمشي بها العصم زلت[/align]
ثم انحرف إلى بثينة ، فقال: أنت بثية جميل ؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين .
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين ؟!
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم !
قال: فضحك حتى بدا له ضرس أسود ، ولم ير قبل ذلك ! وفضل بثينة على عزة في الجائزة ، ثم أمرهما أن يدخلا على عاتكة بنت يزيد ، فدخلتا عليها فقالت لعزة : أخبريني عن قول كثير:
[align=center]قضي كل ذي دينٍ فوفىّ غريمه * وعزة ممطولٌ معنى غريمها[/align]
ما كان دينه ؟ وما كنت وعدته ؟
قالت: كنت وعدته قبلة ، ثم تأثمت منها .
قالت: عاتكة وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت أثمها عنك !!
ثم ندمت عاتكة ، واستغفرت الله تعالى ، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة .


 

في سير أعلام النبلاء 10/248:
محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى [القطان] يوما حدث بحديث ، فقال له عفان [بن مسلم] : ليس هو هكذا ، فلما كان من الغد أتيت يحيى ، فقال: هو كما قال عفان ، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان .
قلت[الذهبي]: هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل ! اهـ
وفي 11/487:
ويروى عنه [حاتم الأصم] قال: أفرح إذا أصاب من ناظرني ، وأحزن إذا أخطأ .
وفي الحلية لأبي نعيم 9/118: حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن العباس الساجي قال سمعت أحمد بن خالد الخلال يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة .
وسمعت أبا الوليد موسى بن أبي الجارود يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ، ويسدد ، ويعان ، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه .

 

قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم أخلاق العلماء ص54:
ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة
اعلموا رحمكم الله ، ووفقنا وإياكم للرشاد ، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين ، ونفعه بالعلم ، أن لا يجادل ، ولا يماري ، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي ، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق ، وخرج عن جماعة المسلمين ، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين ، على الاضطرار إلى المناظرة ، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء ، ولا يجادلهم ، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا .
فإن قال قائل : فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها ، لاختلاف العلماء فيها ، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته ، وإن لم يناظر لم تقو معرفته ؟
قيل له : بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى ، فيقول : إن لم تناظر وتجادل لم تفقه ، فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه ، الذي يخاف منه سوء عاقبته ، الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من ترك المراء وهو صادق ، بنى الله له بيتا في وسط الجنة " وعن مسلم بن يسار ، أنه كان يقول : " إياكم والمراء ، فإنها ساعة جهل العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته " وعن الحسن قال : " ما رأينا فقيها يماري " وعن الحسن ، أيضا قال : " المؤمن يداري ، ولا يماري ، ينشر حكمة الله ، فإن قبلت حمد الله ، وإن ردت حمد الله " وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : " إذا أحببت أخا فلا تماره ، ولا تشاره ، ولا تمازحه ".
وعند الحكماء : أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان ، ويورث التفرقة بعد الألفة ، والوحشة بعد الأنس ، وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل » .
فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمرا ء .
فإن قال قائل : فما يصنع في علم قد أشكل عليه ؟
قيل له : إذا كان كذلك ، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه ، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله ، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله ، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق ، وليست مناظرة مغالب ، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته ، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره ، ويكره خطأه ، كما يحب ذلك لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه .
ويعلمه أيضا : إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق ، وتكون أنت المصيب ، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله ؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا ، وواجب علينا أن نتوب من هذا .
فإن قال : فكيف نتناظر ؟
قيل له : مناصحة .
فإن قال : كيف المناصحة ؟
أقول له : لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا : إنها حلال ، وتقول أنت : إنها حرام ، فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة ، مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق = فأصير إلى قولك ، أو ينكشف لك على لساني الحق = فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع ، فإن كان هذا مرادنا = رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة ، ونوفق للصواب ، ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب .
ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل ، والمراء والمغالبة ، لم يسعه مناظرته ؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله ، وينصر مذهبه ، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها ، لم يقبل ذلك ، ونصر قوله .
ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته ، ولم تحمد عواقبه .
ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل : أخبرني ، إذا كنت أنا حجازيا ، وأنت عراقيا ، وبيننا مسألة على مذهبي ، أقول : إنها حلال ، وعلى مذهبك إنها حرام ، فسألتني المناظرة لك عليها ، وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك ، والحق عندك أن أقول فيها قولك ، وكان عندي أنا أن أقول ، وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي ، وإنما مرادي أن أرد قولك ، ومرادك أن ترد قولي ، فلا وجه لمناظرتنا ، فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك ، وعلى ما أعرف من قولي ، وهو أسلم لنا ، وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال : وكيف ذلك ؟
قيل : لأنك تريد أن أخطئ الحق ، وأنت على الباطل ، ولا أوفق للصواب ، ثم تسر بذلك ، وتبتهج به ، ويكون مرادي فيك كذلك ، فإذا كنا كذلك ، فنحن قوم سوء ، لم نوفق للرشاد ، وكان العلم علينا حجة ، وكان الجاهل أعذر منا .
وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه ، فيردها عليه بغير تمييز ، كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته ، حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة ، فيقول : هذا باطل ، وهذا لا أقول به ، فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز .
ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي ، فيرد عليه خصمه ذلك ، ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه ، كل ذلك نصرة منه لقوله ، لا يبالي أن يرد السنن والآثار .
من صفة الجاهل: الجدل ، والمراء ، والمغالبة ، نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته ، وطلب الفائدة لنفسه ولغيره ، كثر الله في العلماء مثل هذا ، ونفعه بالعلم ، وزينه بالحلم .اهـ

وانظر نحو في الإبانة لابن بطة ـ الإيمان ـ 2/ 545 وما قبلها .

 

في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص1051:
الإضافة في لغة الأعاجم مقلوبة ، كما قالوا : سيبويه .
و(السيب) : التفاح ، و(ويه) رائحة .
أي رائحة التفاح .
 

في جمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري ص10:
قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ ما تقول في رجل مات ، وترك أبيه وأخيه ؟
فقال : أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا ، وإن علمناهم لم يعلموا ، قل: ترك أباه وأخاه ، فقال له : فما لأباه وأخاه ؟
فقال الحسن : قل لأبيه وأخيه ، قال : أرى كلما تابعتك خالفتني !

 

في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص284
من أخذ كلاما حسنا من غيره فتكلم به في موضعه على وجهه = فلا يرين عليه في ذلك ضؤولة ؛ فإنه من أعين على حفظ قول المصيبين ، وهدي للاقتداء بالصالحين ، ووفق للأخذ عن الحكماء = فلا عليه ألا يزداد ، فقد بلغ الغاية ، وليس بناقصه في رأيه ، ولا بغائضه من حقه ألا يكون هو استحدث ذلك ، وسَبق إليه.
 
حياك الله أخي عدنان ، ومرحبا بك .
-----------------------

في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص287:
على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الرأي وفي الأخلاق وفي الآداب فيجمع ذلك كله في صدره أو في كتاب ثم يكثر من عرضه على نفسه ويكلفها إصلاحه ويوظف ذلك عليها توظيفا من إصلاح الخلة أو الخلتين في اليوم أو الجمعة أو الشهر ، فكلما أصلح شيئا محاه ، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب .
وعلى العاقل أن يتفقد محاسن الناس ويحفظها ويحصيها ، ويصنع في توظيفها لنفسه ، وتعهدها بذلك مثل الذي وصفنا في إصلاح المساوي.


 

في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص289:
على العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا ، وإن ظن أنه على اليقين .
وعلى العاقل أن يعرف أن الرأي والهوى متعاديان ، وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف الهوى فيخالف ذلك ، ويلتمس ألا يزال هواه مسوفا ، ورأيه مسعفا .
وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده = فيحذره .

 

في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص301:
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه ، فإنه إن خفي عليه عيبه = خفيت عليه محاسن غيره ، ومن خفي عليه عيب نفسه ، ومحاسن غيره = لم يقلع عن عيبه الذي لا يعرف ، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها أبدا .
 

في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث ، وهم الغاشتان والصادقة ، وهي التي لا تكاد توجد .
عين مودة تريه القبيح حسنا .
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا .
وعين العدل تريه حسنها حسنا ، وقبيحها قبيحا .

 

في معجم الأدباء لياقوت 5/634:
أبو محمد الأرزني إمام في العربية مليح الخط سريع الكتابة ، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد ، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب "الفصيح" لثعلب ، ويبيعه بنصف دينار ، ويشتري نبيذا ولحما ، وفاكهة ، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه .

 
عبدالرحمن السديس قال:

في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث ، وهم الغاشتان والصادقة ، وهي التي لا تكاد توجد .
عين مودة تريه القبيح حسنا .
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا .
وعين العدل تريه حسنها حسنا ، وقبيحها قبيحا .



رائعة هذه أخي

صدق والله
 
جزاك الله خيرا
تصويب :
عبدالرحمن السديس قال:

وهما الغاشتان والصادقة ، وهي التي لا تكاد توجد .

في سير أعلام النبلاء 11/177:
قال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة ، فأجاب بقول زيد .
فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود رضي الله عنهما ؟
فأومأ إلى الحجبة فلما هموا بي عدوت ، وأعجزتهم !
فقالوا : ما نصنع بكتبه ومحبرته ؟
فقال: اطلبوه برفق ، فجاؤوا إلي فجئت معهم ، فقال مالك: من أين أنت ؟
قلت: من الكوفة .
قال: فأين خلفت الأدب ؟
فقلت: إنما ذاكرتك لأستفيد .
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما ، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت ، وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون = فيبدأك منهم ما تكره .

 

معجم الأدباء لياقوت 3/302:
وروي أنه [الخليل بن أحمد] كان يقطع بيتا من الشعر ، فدخل عليه ولده في تلك الحالة ، فخرج إلى الناس ، وقال: إن أبي قد جن ، فدخل الناس عليه ، وهو يقطع البيت ، فأخبروه بما قال ابنه ، فقال له :
[align=center]لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ** أو كنتَ تعلم ما تقولُ عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ** وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا[/align]

 

في بدائع الفوائد لابن القيم 4/1406
ومن مسائل الفضل بن زياد :
قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان ؟
فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج ، ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين يُفْلِت ، ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة = فيحبط عمله !
قلت له: كيف يصنع ؟ من أين يطعمهم ؟
فقال: أرزاقهم عليك ؟! أرزاقهم على الله عز وجل اهـ.
قلت: كيف لو رأى فتن هذا الزمان ؟!

 

في بدائع الفوائد لابن القيم 4/1429[في معرض سرد بعض أسئلة الفضل بن زياد للإمام أحمد]
قلت: رجل يقرئ رجلا مائتي آية ، ويقرئ آخر مائة آية ؟
قال: ينبغي له أن ينصف بين الناس .
قلت: إنه يأخذ على هذا مائتي آية ؛ لأنه يرجو أن يكون عاملا به ، ويأخذ على هذا أقل ؛ لأنه لم يبلغ مبلغ هذا في العمل .
قال: ما أحسن الإنصاف في كل شيء .

 
قال ابن القيم: زاد المعاد ج: 1 /51 [معنى تضعيف السيئات في الحرم]
ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلده ، وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات ، والله أعلم .
 
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/182:

وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر ، وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح ، وهو: أن يرى ما يسره أو يباشره .
والثالث: ضحك الغضب ، وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه ، وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب ، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه ، وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب ، وإعراضه عمن أغضبه ، وعدم اكتراثه به .
 
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/183:
وأما بكاؤه، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ، ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ، ويسمع لصدره أزيز ، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت ، وتارة خوفا على أمته وشفقه عليها ، وتارة من خشية الله ، وتارة عند سماع القرآن ، وهو: بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية ، ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون " ، وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض ، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء ، وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) ، وبكى لما مات عثمان بن مظعون ، وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف ، وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: "رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك " ، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته ، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
والبكاء أنواع: أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية،.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن .
والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب ، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك .
والفرق بين بكاء السرور والفرح ، وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يفرح به: هو قرة عين ، وأقر الله به عينه ، ولما يحزن: سخينة العين ، وأسخن الله عينه به .
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق ، وهو: أن تدمع العين ، والقلب قاس ، فيظهر صاحبه الخشوع ، وهو من أقسى الناس قلبا.
والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .
والعاشر: بكاء الموافقة ، وهو: أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم ، ولا يدري لأي شيء يبكون ، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور ، وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات ، وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها * * وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي ، وهو نوعان:
محمود ومذموم ، فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب ، ولخشية الله لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق ، وقد قال عمر بن الخطاب: للنبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر ـ أخبرني ما يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدتُ بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما . ولم ينكر عليه ، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.
 
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/257:
وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه أصلا ، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن ، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه ، ولا أرشد إليه أمته ، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما والله أعلم.
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها ، وأمر بها فيها ، وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة ، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة ، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه ، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه ؟!
ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي إلا أن ها هنا نكتة لطيفة وهو: أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة = استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء ، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية لا لكونه دبر الصلاة.
 
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/294:
فهذه الأحاديث ، وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة ، وقد اختلف الفقهاء في كراهته ، فكرهه الإمام أحمد وغيره ، وقالوا: هو فعل اليهود . وأباحه جماعة ولم يكرهوه ، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرها ومقصودها .
والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع = فهو أفضل ، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه ، فهنالك لا يكره التغميض قطعا ، والقول باستحبابه في هذا الحال = أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ، والله أعلم.
 
"الأقربون أولى بالمعروف" يظنُ بعضُ الناس أنّ هذا حديثا ، وليس بحديث خلافا لمن ظنه ، لكن معناه صحيح ، والدليل قوله تعالى{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ } الآية [215 البقرة] ، وقصة صدقة أبي طلحة ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له " أرى أن تجعلها في الأقربين ". رواه البخاري (1392) ، ومسلم (998).
 
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 2/47:
وما عرفت حديثا صحيحا إلا ويمكن تخريجه على الأصول الثابتة ، وقد تدبرت ما أمكنني من أدلة الشرع فما رأيت قياسا صحيحا يخالف حديثا صحيحا ، كما أن المعقول الصحيح لا يخالف المنقول الصحيح ، بل متى رأيت قياسا يخالف أثرا فلا بد من ضعف أحدهما ، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفي كثير منه على أفاضل العلماء ، فضلا عمن هو دونهم فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها ، ومعرفة المعاني التي علقت بها الأحكام من أشرف العلوم ، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس ، ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم ، فلهذا صارت أقيسة كثير من العلماء تجيء مخالفة للنصوص لخفاء القياس الصحيح كما يخفى على كثير من الناس ما في النصوص من الدلائل الدقيقة التي تدل على الأحكام.
 
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/246:
وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض = تعين ذلك.
 
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 8/238:
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبدالله بن خبيق قال: قال يوسف بن أسباط: والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم !
وقال لي يوسف : إياك أن تكون من قراء السوء .
 
في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/103:
قرأت في كتاب عمر العُكبري ـ بخطه ـ حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا عبدالصمد بن سليمان بن أبي مطر قال: بت عند أحمد بن حنبل فوضع لي صاخِرَة ماء ، قال: فلما أصبحت وجدني لم أستعمله ، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل ؟ قال: قلت مسافر ، قال: وإن كنت مسافرا ، حج مسروق فما نام إلا ساجدا .
 
في الآداب الشرعية 2/47:
ونقل المروذي عن أحمد : أنه قيل له من نسأل بعدك ؟
فقال: عبد الوهاب ـ يعني الوراق ـ فقيل: إنه ضيق العلم ، فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.
ونحوه في تاريخ بغداد 11/27.
 
قال الإمام الدارمي في سننه 1/152:

أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم الأحول عن عامر الشعبي قال: زين العلم حلم أهله .
 
في الآداب الشرعية 2/47:
قال ابن عقيل في الفنون: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام ؛ فإن الرسول الله ترك الكعبة ، وقال: لولا حدثان قومك بالجاهلية" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن حبان .
وقال عمر : لولا أن يقال: عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم .
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لهما .
وذكر في الفصول عن الركعتين قبل المغرب وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه واعتذر بتركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه .

وفي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/74:
ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام مما جاءت به الشريعة ، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان ، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة فترك بناءها على قواعد إبراهيم ، وهذه القاعدة معروفة في الشرع .
 
- في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/54:
وهذه المسألة التي ذكرها العلماء - رحمهم الله - تدلنا على أن الإنسان ينبغي أن يكون واسع الأفق ، فالعلماء أسقطوا الجمعة من أجل الخلاف، وأوجبوها من أجل الخلاف، فالمسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد لا ينبغي للإنسان أن يكون فيها عنيفاً بحيث يضلل غيره، فمن رحمة الله عزّ وجلّ أنه لا يؤاخذ بالخلاف إذا كان صادراً عن اجتهاد، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، وأهل السنة والجماعة من هديهم وطريقتهم ألا يضللوا غيرهم ما دامت المسألة يسوغ فيها الاجتهاد ..
 
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/213:
وما يفعله بعض المسلمين من عيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما يفعله بعض المسلمين من عيد للمعراج ليلة سبع وعشرين من رجب = كل هذا لا أصل له ، بل بعضه ليس له أصل حتى من الناحية التاريخية ، فإن المعراج ليس في ليلة سبع وعشرين من رجب ، بل إنه في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو سنة أو سنتين أو ثلاث حسب الاختلاف بين العلماء ، والميلاد أيضا ليس في يوم الثاني عشر من ربيع الأول ، بل حقّق الفلكيون المتأخرون بأنه يوم التاسع من ربيع الأول.
 

201- في تحفة المودود للإمام ابن القيم ص239:
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قالك: سمعت علي بن سلمة يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر ، وعنده إبراهيم بن صالح ، فسأل عبدُ الله بن طاهر إسحاقَ عن مسألة ، فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا ، وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا . فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا . فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد . فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي . فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع فليحضره ، فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحاق: عدّ من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة ثم عدّ تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق ! فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة . فقال إسحاق: ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا . وقال له عبد الله بن طاهر : قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ فقال له : مائة ألف لا أدري ما هو ، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته .

 

قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 32/444:
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت أحمد بن علي يحكي عن ابن المبارك قال:
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته .

 

في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص675:
نظم بعض الأدباء في تعيين الفرسخ والميل والبريد :
إن البريد من الفراسخ أربعٌ * ولفرسخ فثلاث أميال ضَعوا
والميلُ ألفٌ أي من الباعات قلْ * والباع أربع أذرع فتتبعوا
ثم الذراع من الأصابع أربع * من بعدها العشرون ثم الإصبع
ستُّ شعيراتٍ فبطن شعيرة * منها إلى ظهرٍ لأخرى يوضع
ثم الشعيرةُ ستُ شعراتٍ غدت * من شعرِ بَغْلٍ ليس هذا يدفع .

 

في إعلام الموقعين 3/296.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَنَاظَرُونِي فِي النَّبِيذِ الْمُخْتَلِفِ فِيهِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : تَعَالَوْا فَلْيَحْتَجَّ الْمُحْتَجُّ مِنْكُمْ عَمَّنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّخْصَةِ ، فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ الرَّدَّ عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِسَنَدٍ صَحَّتْ عَنْهُ ، فَاحْتَجُّوا فَمَا جَاءُوا عَنْ أَحَدٍ بِرُخْصَةٍ إلَّا جِئْنَاهُمْ بِسَنَدٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ فِي يَدِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُمْ عَنْهُ فِي شِدَّةِ النَّبِيذِ بِشَيْءٍ يَصِحُّ عَنْهُ ، إنَّمَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَنْتَبِذْ لَهُ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ .
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : فَقُلْتُ لِلْمُحْتَجِّ عَنْهُ فِي الرُّخْصَةِ : يَا أَحْمَقُ ، عُدْ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَوْ كَانَ هَاهُنَا جَالِسًا فَقَالَ : هُوَ لَكَ حَلَالٌ ، وَمَا وَصَفْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي الشِّدَّةِ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَحْذَرَ وَتَخْشَى .
فَقَالَ قَائِلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَالنَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ - وَسَمَّى عِدَّةً مَعَهُمَا - كَانُوا يَشْرَبُونَ الْحَرَامَ ؟
فَقُلْتُ لَهُمْ : دَعُوا عِنْدَ الْمُنَاظَرَةِ تَسْمِيَةَ الرِّجَالِ ، فَرُبَّ رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ مَنَاقِبُهُ كَذَا وَكَذَا ، وَعَسَى أَنْ تَكُونَ مِنْهُ زَلَّةٌ ، أَفَيَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا ؟ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ ؟ قَالُوا : كَانُوا خِيَارًا ، قُلْتُ : فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ ؟ قَالُوا : حَرَامٌ ، فَقُلْتُ : إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا ، أَفَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ ؟ فَبُهِتُوا وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ .
 
- قال البيهقي في السنن الكبرى 8/298:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال زكريا بن عدي: لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة ، فأتاه وكيع وأصحابنا ، والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة .
قالوا: لا ولكن من حديثنا .
فقال : ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا .
فنكسوا رؤوسهم !
فقال ابن المبارك للذي يليه: رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أصحابه والتابعين ؛ فلم يعبأوا به ، وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم !
 
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/11:
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق حدثنا محمد بن سويد الزيات حدثني أبو يحيى الناقد حدثني محمد بن خلف التيمي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين ، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ... وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله ، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه قال: فأخرج إلينا فأكلنا ، وأخرج فأكلنا ، فدخل فأخرج فتيتا فشربنا ، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا ! فقال: فعل الله بكم وفعل ! أكلتم قوتي وقوت امرأتي ، وشربتم فتيتها ، كلوا هذا علف الشاة !
قال فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا .
 
عودة
أعلى