نفائسُ ودررٌ ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد

أحسن الله إليك ونفع بك.

قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 4/200 : ـ في شرحه لكلمة الإمام أحمد في الخصال التي ينبغي توفرها في المفتي ـ :
وأما قوله: "أن يكون له حلم ووقار وسكينة" فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار؛ فإنها كسوة علمه وجماله، وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس.
وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام:
فخيارهم: من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم: من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه.
فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل؛ بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصبر عليه، وعند الشر فيصبر عنه، فالعلم يعرفه رشده، والحلم يثبته عليه، وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا = رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له = رأيته، وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولابصيره = رأيته، وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا = لم تكد؛ فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا = فاستمسك بغرزه.
قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ بعد المقطع الأخير ـ وهو يضحك ـ: والله إنه وَجَدَ!
ثم أنشدني قوله من النونية:

[align=center][align=center]جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي * تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ * مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا * أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه * مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
وقوله:
هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ * قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ[/align][/align]
 
في الدرر الكامنة لابن حجر 3/239
في ترجمة عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي ثم المصري الشافعي:
ويقال: إن طالبا بحث معه، فطلب منه النقل، فأخذ نعله وكشف رأس الطالب وصار يضربه ويقول: هذا النقل الذي طلبت ! اهـ

فانتبه لرأسك إن كان شيخك كهذا . (مبتسم)
 
[align=center] بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

مـررت على المروءة و هي تبـكي ...*... فقلتُ لهـا لمـا تبـكي الفـتـاة ُ
فقـالت كيـف لا أبكـي و أهـلــي ...*... جـمـيـعا دون أهـل الـنـاس ماتـوا
[/align]
 
[align=center] بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

و ميعـاد الكريـم عليه دَيْـنٌ ...*...فلا تزد الكريـمَ على السـلام
يُـذكِّـرُهُ سـلامُـكَ مـا علـيْـهِ ...*... و يُغـنـيـك السلام عن الـكلام
[/align]
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

قال عبد الملك بن عمير : رأيت رأس الحسين رضي الله عنه بين يدي إبن زياد في قصر الكوفة ، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار ، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب ، ثم رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك.
قال سفيان : فقلت له كم كان بين أول الرؤوس و آخرها؟
قال : إثنا عشرة سنة.
[align=center] إن للدهر صرعة فاحذرنها ...*... لا تبيتن قد أمنت الشرورا
قد يبيت الفتى معافى فيردى ...*... و لقد كان آمنا مسرورا
[/align]

ـــ
المصدر:{ المستطرف في كل فن مستظرف ـ للأبشيهي [ج2/ ص59]
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

قيـل : كان لمحمد المهلبي قبل اتصاله بالسلطان حال ضعيف ، فبينما هو في بعض أسفاره مع رفيق من أصحاب الحرث و المحراث إلا أنه من أهل الأدب ، إذ أنشد يقول :
[align=center] ألا موت يباع فأشتريه ...*... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا رحم المهيمن نفس حر ...*... تصدق بالوفاة على أخيه .
[/align]
قال: فرثى له رفيقه و أحضر له بدرهم ما سد به رمقه ، و حفظ الأبيات ، و تفرقا.
ثم ترقى المهلبي إلى الوزارة . و أخنى الدهر على الرجل الذي كان رفيقه ، فتوصل إلى إيصال رقعة إليه مكتوب فيها :
[align=center]
ألا قل للوزير فدته نفسي ...*... مقا مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش ...*... ألا موت يباع فأشتريه
[/align]فلما قرأها تذكر فأمر له بسبعمائة درهم ، و وقع تحت رقعته :{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة }.
ثم قلده عملا يرتزق منه.
ـــ
المصدر: { المستطرف للأبشيهي [ ج2/ص60]}
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

قال الرشيد لأعرابي :
" بم بلغ فيكم هشام بن عروة هذه المنزلة؟
قال : بحلمه عن سفيهنا ، و عفوه عن مسيئنا ، و حمله عن ضعيفنا .لا منان إذا وهب ، و لا حقود إذا غضب . رحب الجنان ، سمح البنان ، ماضي اللسان.
قال : فأومأ الرشيد إلى كلب صيد كان بين يديه و قال :
" و الله لو كانت هذه في هذا الكلب لاستحق بها السؤدد"./ اهـ...
ـــ
المصدر :المستطرف للأبشيهي [ج1/ص194].
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قيل لمعن بن زائدة : " المؤاخذة بالذنب من السؤدد" .
قال : "لا ، و لكن أحسن ما يكون الصفح عمن عظم جرمه و قل شفعاؤه و لم يجد ناصرا " .
و قال محمود الوراق :

[align=center] سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ...*... و إن عظمت منه علي الجرائـم
فما الناس إلا واحـد من ثلاثـة : ...*... شريف و مشروف و مثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره ...*... و أتبع فيـه الحق و الحق ألــزم
و أما الذي دوني فإن قال صنت عن ...*... إجابته نفسي و إن لام لائـم
و أما الذي مثلي فإن زل أو هفـا ...*... تفضلت.إن الحر بالفضل حاكم
[/align]
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله[/align]
حكى عن الربيع مولى الخليفة المنصور قال :
ما رأيت رجلا أربط جأشا و أثبت جنانا من رجل سعى به إلى الخليفة المنصور أن عنده ودائع و أموالا لبني أميـة ، فأمرني بإحضاره ، فأحضرته إليه فقال له المنصور :
ـ " قد رفع إلينا خبر الودائع و الأموال التي عندك لبني أمية ، فأخرج لنا منها و أحضرها و لا تكتم منها شيـئـا" .
ـ فقال :" يا أمير المؤمنين : أو أنت وارث بني أمية ؟ "
ـ قال : " لا ".
ـ قال : : فوصـي لهم في أموالهم و رياعهم ؟"
ـ قال : " لا " .
ـ قال : " فما مسئـلتك عما في يدي من ذلك ؟ "
قال : فأطرق المنصور و تفكر ساعة ثم رفع رأسه و قال :
ـ " إن بني أمية ظلموا المسلمين فيها و أنا وكيل المسلمين في حقوقهم ، و أريد أن آخذ ما ظلموا المسلمين فيه فأجعله في بيت أموالهم ".
قال : " يا أمير المؤمنين ، فيحتاج إلى إقامة بينة عادلة أن ما في يدي لبني أمية مما خانوه و ظلموه. فإن بني أمية كانت لهم أموال غير أموال المسلمين ".
قال: فأطرق المنصور ساعة ثم رفع رأسه و قال :
ـ " ما أرى الشيخ إلا قد صدق ، و ما يجب عليه شيء ، و ما يسعنا إلا أن نعفو عما قيل عنه " .
ثم قال : " هل لك من حاجة ؟"
قال : " نعم : حاجتي يا أمير المؤمنين أن تجمع بيني و بين من سعى بي إليك . فو الله الذي لا إله إلا هو ما في يدي لبني أمية مال و لا وديعة ، و لكنني لما مثلت بين يديك ، و سألتني عما سألتني عنه ، قابلت بين هذا القول الذي ذكرته الآن و بين ذلك القول الذي ذكرته أولا ، فرأيت ذلك أقرب إلى الخلاص و النجاة ".
فقال المنصور : " يا ربيع ، اجمع بينه و بين من سعى به ".
[ قال الربيع:]
فجمعت بينهما . فلما رآه قال : "هذا غلامي اختلس لي ثلاثة آلاف دينار من مالي ، و أبق مني ، و خاف من طلبي له ، فسعى بي عند أمير المؤمنين".
قال : فشدد المنصور على الغلام و خوفه ، فأقر بأنه غلامه ، و أنه أخذ المال الذي ذكره و سعى به كذبا عليه و خوفا من أن يقع في يده .
فقال له المنصور : " سألتك أيها الشيخ أن تعفو عنه " . فقال : " عفوت عنه و أعتقته و وهبته الثلاثة آلاف التي أخذها و ثلاثة آلاف أخرى أدفعها إليه " .
فقال له المنصور :" ما على ما فعلت من مزيد " . قال : " بلى يا أمير المؤمنين . إن هذا كله لقليل في مقابلة كلامك لي و عفوك عني " ... ثم انصرف.
قال الربيع : فكان المنصور يتعجب منه ، و كلما ذكره يقول : " ما رأيت مثل هذا الشيخ ياربيــع " .
 
[align=center]بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبنا الله و نعم الوكيل .

قصيدة للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم

ما يَصنَعُ الشّعرُ فينا أيُّها العَرَبُ
ما دامَ قدْ ماتَ في أرواحنا الغَضَبُ
وأينَ مِنَّا يدُ التَّاريخ توقظُنا
فرُبَّما القومُ ناموا بعدما تَعِبوا
وأيُّ سيفٍ نضوناهُ لِنَكبتنا
حتى ولوْ كانَ سيفاً أصلُهُ لُعَبُ
يا أمَّةَ الشَّجبِ والتنديدِ ما صنعتْ
فينا بطولاتُ منْ دانوا ومنْ شجبوا
عجِبْتُ منْ حالنا والدَّهرُ يسألني
أهؤلاء همُ الأخيارُ والنُّجُبُ؟
وأينَ ما كانَ منْ أحلامِ وحدَتنا
وما مَضَغْناهُ حتَّى مَلَّتِ الخُطَبُ
أراهُ حُلماً يناديني وأتبعهُ
لَمْعُ السَّراب ويمضي حين أقتربُ
لَيْلُ البطولاتِ ما هذي مآثرنا
ولا الذي منهُ كانتْ تعجبُ الشُّهُبُ
قدْ سيمَ خَسْفاً حِمانا بعدَ عِزَّتنا
وحَكَّمَ السيَّفَ فينا منْ لهُ أرَبُ
فغزةُ اليومَ فيها أهلنا نُكِبوا
بالصَّعْقِ والحرقِ والنيرانُ تلتهبُ
في كُلِّ يومٍ دماءُ الأبرياءِ ولا
منْ ناصرٍ ودموعُ العَيْن تنسكبُ
أدمَى فؤاديَ ما يجري بساحتنا
ونحنُ لمَّا نزلْ للسِّلمِ نرتقبُ
كأنَّ تلك الدِّماءَ الطَّاهراتِ رأتْ
زيفَ السلامِ وبانَ الوهمُ والكَذِبُ
يا واهباً لليالي الحُزنِ لوعَتَها
خُذْ منْ فؤاديَ بعضاً للذي يجبُ
ومنْ لهيبٍ بصدري فاتَّخذْ قَبَساً
فليلُ أوجاعنا في طولهِ عَجَبُ
هُمْ يقصدون بهِ استسلامَ أمَّتِنا
باسمِ السَّلامِ الذي صاغوهُ أو كتَبوا
وزادَهُمْ طَمَعاً فينا تَفَرُّقنا
وهمْ على الغَدرِ قدْ شبّوا وقد غَلَبوا
فالانقسامُ بلاءٌ زادَ فُرْقَتَنا
كأنما لمْ يَعُدْ ما بيننا نَسَبُ
وقمَّةً ما عرفنا أينَ نعقِدُها
لأمَّةٍ طالَ فيها القتلُ والسَّلبُ
ولوْ صَدَقْنا عَقَدناها بثانيةٍ
في خيْمَةٍ حيثُ لا ألقابُ أوْ رُتَبُ
يا وَجْهَ أمَّتيَ الغالي وسِحْنَتَها
حتَّى متى بدخانِ الذلِّ تحتجبُ
قالوا يغرِّدُ دونَ السِّربِ وانتقدوا
يكفي بأنِّي أنا الغِرِّيدُ يا عَرَبُ
ماذا جنينا منَ الأوهامِ نَسْمَعُها
إلاَّ المواعيدَ تترىَ كلُّها كَذِبُ
خَيلُ القصائدِ تُنبي أنَّ عاصفةً
منَ المشاعرِ فيها الويلُ والحَرَبُ
وأنَّ ثمَّةَ إعصاراً يُفَجِّرُهُ
جيلُ الشبابِ إذا لمْ يُطفأِ اللَّهَبُ
وشعبنا في فلسطينٍ تُمزقُهُ
قنابلُ الحقدِ لا ذنبٌ ولا سببُ
ستُّونَ عاماً منَ الآلامِ كابدها
شَعْبٌ حِماهُ مَدىَ الأيامِ يُنتَهَبُ
إن كانَ ولّى زمانٌ نحنُ سادتهُ
واسوَدَّ ليلٌ بهِ الحيَّاتُ تنتصبُ
فإنَّ فينا من الآمالِ بارقةً
لمثلها العَرَبُ العَرباءُ تُحتَسبُ
ولنْ نسلِّم للعادينَ مطلبهمْ
مهما تمادى بنو صهيونَ واضطربوا
والحلُّ إمَّا سلامٌ كُلُّهُ أمَلٌ
يُرجىَ وإمَّا نضالٌ كُلُّهُ غَضَبُ
[/align]
ـــــــــ
منقولة عن موعق الوراق : http://www.alwaraq.net/
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبنا الله و نعم الوكيـل


توفّى رسولُ اللهِ عنْ تِسْعِ نِسْوَةٍ ...*... إليهِنَّ تُعْزى المَكْرُماتُ و تُنْسَبُ
فعائشـةٌ مَيْمونَةٌ و صَفِيّـةٌ...*... و حَفْصَةُ تتلوهُنّ هِنْد و زَيْنَبُ
جُوَيْريةٌ معْ رمْـلةٍ ثمّ سـودةٍ ...*... ثلاثٌ و سِتٌّ ذِكْرُهُنّ مهَذّبُ

ــ[/align]
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

الـذّر بالفتح و بالإعجـامِ ...*... ما دقّ من نمـلٍ فخذ نظامي
فمائة منها بوزن حبـة ...*... من الشعير قاله ذو خبـرة
أما بفتحها و بالإهمـالِ ...*... فالنفس و اللبَن كالأعمالِ
أما بكسرها و بالإهمال ...*... فالسوط للتأديب و الوبال
[1][/align]
ـــ
[1] : أي الدِّرة التي يصحبها سيدنا عمر إبن الخطاب معه للتأديب و الحدود.
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذ القصيدة المسماة :
ــ(ــ{ هذا حظ جدِّ من المبناه . و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه }ــ)ــ

( إرسالا للمثل السائر . المنجد المتهم الغائر )

لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
للشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله .
(1)

ألا طرقت مَيّ فتى مطلع النجم ...*... غريبا عن الأوطان في أمم العجم
فتى من مصاص العرب قد جاء شاكيا ...*... تعدي أهل الجور و الظلم و الهضم
منافـيّة زارت على شحط دارها ...*...خِدَبّاً مِذَبّاً عن قريش و عن دُعمي
فتاة ضياء الشمس ضوء جبينها ...*... حَصانٌ رزانٌ عَبْلةٌ بَضّةُ الجسم
إذا غاب عنها البعل حيناً تخدرت ...*... و يرضيه نيل اللثم إن آب و الشم
تصافحه عند اللُّـقى بأنامـل ...*... سباط البنان لا غلاظ و لا كُــزْمِ
و تسقيه من ثغر أغر مفـلج ...*... لذيذ المذاق ذي رضاب و ذي ظَلْمِ
لطيفة طي الكشح خمصانة الحشا ...*... روادفها ريَّا من اللحم و الشحم
عقيلة أتراب نواعمَ خـرد ...*... خدال الشوى دُرْم الكعوب بلا حَجمِ
مراكبها يوم الرحيل هـوادج ...*... مخـدّرة بالوشْيِ و العقل و الرقم


ـ(ـ{.. يتبـع ..}ـ)ـ
ــــــــــــــــ[/align]
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

هذ القصيدة المسماة :
ــ{ هذا حظ جدِّ من المبناه . و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه }ــ

( إرسالا للمثل السائر . المنجد المتهم الغائر )

لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
للشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله .

(2)

إلى مثلها يصبو الحليم صبابة ...*... فيصبح صبا مستخفا بلا حـلمِ
فقالت و دمع العين يحدر كحلها ...*... على حرِّ وجـه لا دَميم و لا جهمِ
أأنت الذي اختارتك من أهل طيبة ...*...ملوك السويد في مجادلها الشُّـم
فرامت من السلطان بعثك وافداً ...*... عليهم خصوصا أجل مجمعها العلمي
فكان من السلطان أمرك بعد ما ...*... شرطت أمورا لم تصادف أولى العزم
فساعفتهم تسعى بنفس عزيزة ...*... و تنظر أن تُقضى أمورُك بالتَّـم
فسابقتهم تعدو لتسبق جمعهم ...*... و تحطم طودَ الجهل أيّة ما حطـم
فما ان قضوا أمراً و ما بلغوا مدى ...*... و لا اعتذروا من ضر بؤس و عدم
فأعددت ما استطعت من قوة لهم ...*... معدا رباط خيل علمك للصدم
فأكملت سؤل الملك تتلوه بينهم ...*... و تشدو بنطق معرب رائق فخم


ـ{.. يتبـع ..}ــ[/align]
 
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و المرسلين و على آله و صحبه و التابعين.

هذ القصيدة المسماة :
ــ(ــ{ هذا حظ جدِّ من المبناه . و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه }ــ)ــ

( إرسالا للمثل السائر . المنجد المتهم الغائر )

لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله .
ـــــ
(3)

ـ{ ابتداء الرحلة }ـ

إلى ملك السويد " أسكارهم " الشهم ...*... سأرحل وفداً لا على جمل وهـم
و لا فحل خيل اعوجي مسـوم ...*... جواد معد للطراد و للغـنـم
سليل جياد سابقات إلى المدى ...*... عراب أعدّت للسـروج و للُّجْـم


ـ{ وصف الوابور }ـ

و لكن على نجب شياطين جِـنـة ...*... تولدن لا عن طَرق صهب و لا دهـم
نجائب لم يمكن إلى العيس عزوهـا ...*... و لا هن من غـر الجياد و لا البُهـم
نجائب ما القيصوم و الشيح رعيهـا ...*... و لم ترع مرعى الخيل و الابل و البَهم
نجائب ما الـتـنـوم و الآء أكـلهـا ...*... و تأكـل سود الصخر باللقـم و اللهـم
نجائـب لم ترتع لهـدر فـحـالة ...*... و لا راعها الراعي بضرب و لا نـهـم
نجائب لم ترع العروض و لا الحمـى ...*... و لا الحزن و الصَّـمَّـان في جامل ضخم
و لم تلف في نجد و لا في تهامة ...*... مع الوحش في روض هواملها تهـمي
أ " أسكار " ذا الثاني سآتيك وافِداً ...*... على بابك السامي لمجمعك الضخم


( يتبع )[/align]
 
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و المرسلين و على آله و صحبه و التابعين.

هذ القصيدة المسماة :
ــ{ هذا حظ جدِّ من المبناه . و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه }ــ

( إرسالا للمثل السائر . المنجد المتهم الغائر )

لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله .
ـــــ

(4)

ــ{ ابتداء المـدح }ــ

نحلتك مدحي إذ علت بك همـة ...*... فراسلت تبغيني لتقبـس من علمـي
و نوهت لي باسمي و ما كان خاملا ...*... لتجمع بين الإسم عندك و الجسـم
فحبرت باسمي خطبة عربية ...*... فسارت بها الركبان في النجد و التهـم
و ما في ملوك الروم قبلك من رجا ...*... حضوري لديه لإشتهاري بالعلم
مآدب كل الناس للطعم وحده ...*... و مأدُبتا " أسكار" للعلم و الطُّـعم
دعا دعوة للعلم عمت و خصصـت ...*... فأضحى بها "أسكار" يعلو على النجم
دعا الجفلى كل الأمام معممـا ...*... و بالنقرى كنت المخصص بالإسـم

( يتبع )

ـــ[/align]
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و المرسلين و على آله و صحبه و التابعين.

هذ القصيدة المسماة :
ــ{ هذا حظ جدِّ من المبناه . و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه }ــ

( إرسالا للمثل السائر . المنجد المتهم الغائر )

لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله .
ـــــ

تنبيه و تذكير [ بنلفقيه ]:

تأكد عندي بعد البحث بواسطة محرك البحث " غوغل " ، أن أبيات هذه القصيدة غير مذكورة في الشبكة العنكبوتية إلى يومنا هذا .... و عليه فإن هذه القصيدة هي بحق و بكل معنى للكلمة درة من الدرر ...
و لله الحمد و له الشكر أن يسر ظهورها و نشرها في هذا الملتقى المبارك ...
و الله أسأل أن يرحم صاحبيْ النسخة :
والدي المغفور له العلامة سيدي سعيد بن محمد المنتاگي ...
ووالدتي الشريفة طامو بنت سيدي محمد بن سيدي الحسين سنينات الغزواني ...
رحمهم الله جميعا و أسكنهم فسيح جناته مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين . و حسن أولئك رفيقـا.
... آمين آمين يا رب العالميـن...

{***}
{إبتداء المدح}
( 5 )

عن العرب العرباء آتيك نائبـا ...*... و عن أمة الإسلام في العلم و الفهـم
و في اللغة الفصحى القريشية التي ...*... بها أثبت القرآن في الصحف بالرسم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده...*... و أبرأ ممن خاض في الغيب بالرجـم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده ...*... و أبرأ ممن قال في العلم بالوهـم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده...*... و أبرأ ممن يدعي العلم بالزعـم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده ...*... و أبرأ ممن دنَّـس العرضَ باللؤم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده ...*... و أبرأ من سوآت ذي الشح و الشـؤم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده ...*... و أبرأ ممن قد تلوث بالوصـم
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده ...*... و أبرأ من إتيان ما غِـبُّـه يصمي
و لـم أعـتمـد إلا عـلى الله وحـده ...*... و أسأله إعـلاءَ كعبي على خصمي
و أبرأ من قوم عن العلم أعرضـوا ...*... فأحبارهم كالعمي و البكم و الصم
و إن يُدْعَ في هجاءِ علمٍ مُدَجَّـجٌ ...*... فهم في عديد العُزْلِ و الكُشْفِ و الجُـمِّ

ـــ
( يتـبـع )[/align]
 
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/424:
وقد ذكر أبو بكر الإسماعيلي في "صحيحه المخرج على صحيح البخاري" ... وقد قيل: إن من كان في صلاة ومنتظرا الصلاة في جماعة = فهم على ائتلاف، فإذا شبك لم يؤمن أن يتطير بهم عدوهم، بأنهم سيختلفون ، ألا تراه في حديث عبد الله بن عمرو يقول : "مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا " - وشبك بين أصابعه.
ولم يؤمن أن يكون ذلك سببا، أو أمارة لاختلافهم ، كما أمرهم بأن يستووا في صفوفهم ، وقال : " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" . انتهى ما ذكره .
وهو مناسبة بعيدة جدا ؛ فإن التشبيك كما مثل به الاختلاف والافتراق فقد مثل به الائتلاف والتعاون والتناصر، كما في حديث أبي موسى الذي خرجه البخاري في أول الباب، فليس كراهته لمشابهته لمثل الافتراق بأولى من عدم كراهته لمشابهته لمثل التعاون والتعاضد والتناصر .
ومثل هذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث المتأخرة، وأكثرها مدخول، ولم يكن علماء سلف الأمة يقعون في شيء من ذلك، وكذلك لم أستكثر من ذكر مثله في هذا الكتاب، وإنما ذكرت هذا؛ لأن الإسماعيلي مع تقدمه ذكره في " صحيحه" ، ونبهت على ما فيه. اهـ

قلت: من هذه الجهة، فقد فاق هذا الشرحُ "فتحَ الباري"لابن حجر؛ لأن ابن حجر أكثر جدا من مثل هذه المعاني والمناسبات عن الشراح المتأخرين، كما أكثر من الاعتراض عليها، وذكر أشياء ليست بعيدة عنها = فطال الكتاب بها.
أما ابن رجب فتركها جملة، وذكر مكانها أقوال أئمة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الكبار المشهورين، ونعم ما فعل.
رحم الله الجميع .
 
حياكم الله يا شيخ عبدالرحمن بعد هذه الغيبة التي أحسبها طويلة ، ووالله لقد سررت لما رأيت مشاركتك ، ونشهد الله على حبكم فيه ، وإن لم يتعرف كلانا على الآخر ، وأتمنى مواصلتكم لفوائدكم المباركة وفقكم الله وبارك فيكم وزادكم من فضله وبره وإحسانه .
 
الناس من جهة الأصل أكفاء ~ أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشابهة ~ وأعظم خلقت فيهم وأعضاء
فإن يكن لهم من أصلهم حسب ~ يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ~ على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ~ والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً ~ فالناس موتى وأهل العلم أحياء
 
عفوا.. هل الموضوع شامل للأبيات الشعرية ذات المعنى النفيس؟

وفقتم!
 
قال ابن القيم رحمه الله:
إذا حمَّلت على القلب هموم الدنيا وأثقالها وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته ، كنت كالمسافر الذي يحمِّل دابته فوق طاقتها ولا يوفيّها علفها فما أسرع ما تقف به!
 
ليس كل من تحلّى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من أهلها ، بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى .
(ابن القيم: الفوائد)!
 
قال ابن القيم -رحمه الله-:الإخلاص : هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله!
 
قال الامام أحمد :
الناس الى العلم أحوج منهم الى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته الى العلم "بعدد أنفاسه".
 
يارب!
قليل منك يكفيني ولكن ~ قليلك لا يقال له " قليل"!​
 
والدين رأس المال فاستمسك به ~ فضياعه من أعظم الخذلان!​
 
قال الشافعي رحمه الله:
" لو كلفت شراء بصلة..لما فهمت مسألة"!
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يمش أحدكم في نعل واحدة ، لينعلهما جميعا ، او ليخلعهما جميعا ) متفق عليه .
سُئل الامام ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث فقال:ظاهر النهي التحريم ، فقال السائل : قد تكون النعل في مكان والاخرى قريبة منها ؟ ، فقال لا يلبسهما الا جميعا ، فقال السائل : ولو خطوة ...واحدة ؟ فقال رحمه الله : احرص على ان لا تعص الله تعالى ولو بخطوة واحدة !
لله درّ إمامنا رحمه الله!
 
من تعلم القرآن عظمت قيمته ..ومن نظر في الفقه نبل قدره ..ومن كتب الحديث قويت حجته..ومن نظر في اللغة رق طبعه ..ومن نظر في الحساب جزل رأيه ..ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه (الشافعي)
 
من غرائب الأسئلة في الحج

من غرائب الأسئلة في الحج

من غرائب الأسئلة :


نقلت وكالة الأنباء السعودية عن محمد بن ميرزا رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الحج ، بعض غرائب الأسئلة في الحج :



1- حاج يسأل إن كان يتوجب عليه تغطية وجهه أثناء الحج لأنه يحج عن أمه؟



2- وآخر اتصل باللجنة يسأل هل يجوز له الزواج بعدما أدى فريضة الحج أم أن الحاج لا يتزوج مطلقًا؟



3- ومن بين الأسئلة ما ورد من حاج ظل يطوف من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظهر ،لأنه كان يظن أن الطائفين يبدؤون الطواف معًـا وينتهون معًـا (ولعله لم يلحظ أن الطائفين يتغيرون باستمرار) ، واستغرب أنه تعب من الطواف رغم أنه ما زال شابًا بينما لم يتعب بقية الحجاج الذين يطوفون حوله!!
 
قال أبو نعيم في الحلية 9/120
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أبي رجاء قال سمعت الربيع يقول مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبدالله قوى الله ضعفك ،
فقال: يا أبا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي أهلكني!
قلت: يا أبا عبدالله ما أردت إلا الخير .
فقال: لو دعوت الله علي لعلمت أنك لم ترد إلا الخير.اهـ .

قلت: علم صدق مودته = فتجاوز التدقيق في الألفاظ ، وأرشده للقول الصواب
، وهكذا ينبغي علينا أن نتجاوز مثل هذا ، فلربما تظن في كلام صاحبك ظنا ما خطر ، ولن يخطر على قلبه أبدا .
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
علق الإمام ابن السبكي رحمه الله في الطبقات على هذه القصة بقوله : وفي رواية : قل قوّى الله قوّتك، وضعّف ضعفك.
قلت: أما قد جاء في أدعية النبي صلى الله عليه وسلم " وقوّ في رضاك ضعفي" [الطبقات الكبرى 135/2]اهـ.
والحديث رواه الحاكم والطبراني وابن شيبة وغيرهم وإسناده حسن.
 
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/156:
وهذه قاعدة مطردة وهي : أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام ، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية ، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير ، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث : « مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء » - الحَدِيْث ، ولا أحاديث: « ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة » بقوله: « فيما سقت السماء العشر » .
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ ، وما أشبه هَذَا .
 
في سير أعلام النبلاء 12/17:
وقال أحمد بن عبيد: شاورني يعقوب [ابن السِّكِّيت] في منادمة [الخليفة] المتوكل؛ فنهيته = فحمل قولي على الحسد، ولم ينته..
ويروى أن المتوكل نظر إلى ابنيه المعتز والمؤيد، فقال لابن السِّكِّيت: من أحب إليك: هما، أو الحسن والحسين ؟
فقال: بل قنبر(1)، فأمر الاتراك، فداسوا بطنه = فمات بعد يوم..
وكان في المتوكل نَصْبٌ، نسأل الله العفو. اهـ.


_______
(1) قنبر عبدٌ لعلي بن أبي طالب رضي الله ، وهو المذكور في البيت المشهور:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا ** أججت ناري ودعوت قَنبرا
وقَنْبَر: بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء .
 
الفرح والحزن قد يدخل تحت الأمر والنهي: استحبابا أو إيجابا؛ كقوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}، وقد ذم الله الفرح بغير الحق، وأمر بالفرح بالإيمان، ونهى عن الحزن الذي يضر، وذلك أصل الضحك والبكاء، فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}
وقال: {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} ، وقال: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }،وقال: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا}،وقال: {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}، وقال: {وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ}.
فنهى عن الحزن الذي يضر؛ كالحزن على الكفار المكذبين، والحزن إذا غُلب المسلمون، أو خافوا من عدوهم، والحزن من قولهم، فإنهذا الموطن يؤمر فيه بالثبات والقوة والقيام بالواجب من التبليغ والجهاد، والحزن يضعف عن هذا الواجب، وما أفضى إلى ترك واجب = نهي عنه، وكذلك ما يشل عن المستحب لم يكن حسنا.
أما الحزن على الميت ونحوه = فيرخص منه في الحزن الذي لا معصية فيه، وفي الدمع؛ كما يستحب فيه رحمة الميت؛ إذ ليس في ذلك ترك واجب ولا تعدي حد؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا حزن القلب" وهذا الذي لا يملكه العبد، وبل يكون بغير اختياره على سبب غير محرم؛ فلهذا لم يؤاخذ الله عليه.

من درر شيخ الإسلام في "جواب الاعتراضات المصرية" ص63، وقد قرره في غير موضع أيضا.
 
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله :
فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن ، وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء .
وإذا كانت الدعوة إلى الله ، وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضا على كل أحد ، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره .
فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم .
وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة .
قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ، ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة ، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين .
«القول السديد» ص:29.
 
اعلم أن المراء هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه؛ والباعث عليه الترفع وبيان نقص المُلاحى، وهما شهوتان للنفس باطنتان...
وإنما ينبغي للإنسان أن ينكر المنكر من القول ويبين الصواب؛ فإن قبل منه وإلا ترك المماراة، هذا إذا كان الأمر متعلقا بالدين، فأما إذا كان في أمور الدنيا = فلا وجه للمجادلة فيه.
"منهاج القاصدين" ص655.
 
إذا أراد الله بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه وهداه لعلاجها..
وهناك طرق لمعرفة الإنسان عيوبه:
1- أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا، ينصبه على نفسه ويأمره بملاحظة أحواله؛ فينبهه على المكروه منها.
لكن هذا عسر؛ لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة = فيخبر بالعيب، أو يترك الحسد = فلا يزيد على القدر الواجب.
2- أن يستفيد ذلك من ألسنة أعدائه، فانتفاع المرء بعدو مشاحن يذكر عيوبه؛ أكثر من صديق مداهن يخفي عيوبه.
3- أن يخالط الناس فكل ما يراه مذموما بين المسلمين = يجتنبه.
باختصار وتصرف من منهاج القاصدين 2/612.
 
لطيفة
وردت هاء السكت في تسعة مواضع من كتاب الله، وهي هاء ساكنة تلحق آخر الكلمة يوتى بها لتبين بها حركة ما قبلها.
والمواضع هي:
في البقرة :{فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}
في الأنعام :{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }
في الحاقة:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ}
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ }
{وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ}
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ}
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ}
في القارعة:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ}.
 
لحظت أن أهم الأحاديث في فضل خديجة رضي الله عنها روتها عائشة رضي الله عنها !
فمن ذلك: ما في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها.." الحديث، وفيه تثبيت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم ومساندته على الدعوة.
وفي البخاري عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن»
وفي رواية:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول «إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد»
وفي مسلم عن عائشة، قالت: «لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت»
فعائشة رضي الله عنها روت أحاديث فضل خديجة مع أنها لم تغر على امرأة كغيرتها منها!
إنه الإنصاف العظيم، ونشر العلم وفضيلة أهل الفضل ولو كان ذلك حسب مكانة المتكلم.
ومن إنصافها رضي الله عنها
ما رواه مسلم عن عبد الرحمن بن شماسة، قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء، فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا، إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة، فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هذا: «اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به».
وقولها في الحديث الآخر: "أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت.."
فهذا الأمير هو معاوية بن حديج وكان قد قتل أخاها محمدا رضي الله عنهم، وتجاوز.
وقد اختلف أهل العلم في عائشة وخديجة أيهم أفضل،
ففضل قوم خديجة ،
وقوم عائشة،
وتوسط آخرون فقالوا: خديجة أفضل من وجه وعائشة أفضل من وجه، فلخديجة فضل السبق وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر، وهي أم أكثر أولاده.
وعائشة بحملها كثيرا من علم النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغه الأمة.
وهذا اختيار شيخ الإسلام وتلميذه.
 
من أنشب مخالبه في الدنيا وطمع أن يتخلص من الشيطان = كان كمن انغمس في العسل وطمع أن الذباب لا يقع عليه.
"منهاج القاصدين" ص590.
 
قال الإمام ربيعة: «لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه»
ذكره الإمام البخاري في باب «رفع العلم وظهور الجهل».
ومن تضييع طالب العلم لنفسه ألا يجتهد في تحصيل العلم ونشره بين الناس، ويتشاغل عنه بما لا يوزايه في النفع وحاجة الناس.
 
مثال الشيطان مثال كلب جائع يقرب منك، فإن لم يكن في يديك لحم ..= فإنه ينزجر بأنه تقول له: أخسأ. فمجرد الصوت يدفعه.
وإن كان بين يديك شيء من ذلك ـ وهو جائع ـ لم يندفع بمجرد الكلام.
فكذلك القلب الخالي عن قوت الشيطان = ينزجر بمجرد الذكر.
«منهاج القاصدين» 2/589.
 
سمعت جمعا من الفضلاء يستخدمون لفظ : «الذات الإلهية» حين يذكرون ـ مثلا ـ من يسب الله أو يتنقصه ـ تعالى عما يقول الظالمون، فيقول القائل: هذا يسب الذات الإلهية أو يتنقص الذات الإلهية.. ونحو ذلك، وهذا التعبير فيه نظر، ولا أدري ما الداعي له، فالأصوب أو الصواب أن يقول: هذا يسب الله أو يتنقض الله.
 
الإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه = كان هو الظالم لنفسه،
فإذا تاب واستغفر = جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
والذنوب مثل أكل السم؛ فهو إذا أكل السم = مرض أو مات .. فإن شرب الترياق النافع = عافاه الله، فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة،
والعبد فقير إلى الله تعالى في كل حال، فهو بفضله ورحمته = يلهمه التوبة، فإذا تاب = تاب عليه، فإذا سأله العبد ودعاه = استجاب دعاءه، كما قال : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.
مجموع الفتاوى 8/240.
 
قال ابن حزم في كتابه «مداواة النفوس»: «استبقاك من عاتبك، وزهد فيك من استهان بسيئاتك، العتاب للصديق كالسبك للسبيكة؛ فإما تصفو، وإما تطير».اهـ
هذه الكلمات النيرة من أعظم قواعد الصداقة والصحبة، لكن الإشكال يحدث من:
عتاب زائد، وعلى ظنون وشكوك، وسوء فهم.
ومن: سكوت على العيوب بسبب الحياء أو عدم الاكتراث بتصحيحها، أو من وساوس الشيطان بأنك لو كلمته لحقد عليك ولفهمك غلطا و.. إلخ.
 
تنبيه لطيف من ابن تيمية، في الشبهات التي يوردها أهل الباطل
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«واعلم أنه ما من: حق ودليل إلا ويمكن أن يرد عليه شُبه سوفسطائية؛ فإن السفسطة:
إما خيال فاسد
وإما مُعاندة للحق
وكلاهما = لا ضابط له؛ بل هو بحسب ما يخطر للنفوس من:
الخيالات الفاسدة، والمعاندات الجاحدة».
«شرح الأصبهانية» ص60.
هذا الكلام الجميل، يجب أن يستحضر دائما، ويعلم أن كثرة الإيرادات والشبه لا تعني ضعف القول ولا بطلانه.
والكفار وأهل البدع والفساق يوردون الإيرادات الكثيرة على النصوص والحكام والفتاوى، ويحشدون لذلك لكل ما يقدرون عليه من شبه سوفسطائية، فيتخلخل يقين كثير الناس ممن لم يتحصنوا بالعلم النافع، ويتشوش اعتقادهم، ويظنون أنهم على شيء!
 
قال الإمام أبو بكر المروُّذي عن الإمام أحمد بن حنبل: «كان إذا بلغه عن رجل صلاح أو زهد أو اتباع الأثر = سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة».
«الآداب الشرعية» لابن مفلح 2/7.
هذا الأثر فيه أن الإمام على عظيم منزلته كان يحب أن يتعرف على أهل الخير، لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى.
 
عودة
أعلى