نفائسُ ودررٌ ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد

قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15:
أخبرنا ابن الاعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كريزان ‏قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: ‏كنا مع عبد الله بن الزبير ، والحجاج محاصره ، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه ، ‏وسمع مؤذن الحجاج انطلق ، فصلى معه .‏
فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير ، ومع الحجاج ؟
فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم ، وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم.اهـ ‏

قلت: ما أجمل رده رضي الله عنه ، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع جماعة المسلمين ؛ لأن الداعي لها ..! ‏
 
قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتابه العزلة ص55: ‏
حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند ‏سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي ‏الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه ‏البهائم : فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد ، ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ‏ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس ، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته ، فإذا قام ‏الرجل عن رجيعه ولغت فيه ؛
فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها !
وإن ‏أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه !

قال أبو سليمان[الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية ، واستنبط منها هذه ‏الحكمة ، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره ، وجب المصير إلى باطنه ، وقد أخبر الله تعالى عن ‏وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر ، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة ، والصورة ، وعدما من جهة النطق ، ‏والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع ، والأخلاق ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فاعلم يا أخي ‏أنك إنما تعاشر البهائم والسباع ! فليكن حذرك منهم ، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك ، ومصداق قول ‏سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ ‏كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}[ (176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ ‏الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة ] ، وقال عز وجل { أُوْلَئِكَ ‏كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}[(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها ، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] ‏‏(1) قامت عليهم الحجة ، فلم يذعنوا لها ، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية ‏أمكن ، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس !.. ‏اهـ
قلت : كلام الخطابي رحمه الله في المعاشرة ليس على إطلاقه ‏فالخير كثير ، والحمد لله .
-----------‏
(1) في المطبوع : حتى . ‏
 
قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة ؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح ، ‏وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين .
الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/613. ‏
[align=center]ونظم معناه : ‏[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
يا حسن الوجه توق الخنا = لا تبدلن الزين بالشين‏
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعن بين قبيحين.‏[/poem]اللطف واللطائف للثعالبي ص11‏
[align=center]وقال آخر : ‏[/align]

[poem=font="Arabic Transparent,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
يا جميل الوجه كن محسناً = لا تخلطنّ الزّين بالشّين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعنّ الشّين بالشّين[/poem]التمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.‏

[align=center]وقال آخر[/align]
[poem=font="Arabic Transparent,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا = جُ إلى حُسْنِ فِعَال‏
حاجةَ الصَّادِي من الما = ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ. [/poem] ‏
بهجة المجالس3/29.‏
 
[align=center]قال العلامة العز بن عبد السلام : [/align]
ثمرة معرفة خساسة الدنيا وفنائها : احتقارها ، وعدم الالتفات إليها .
وثمرة معرفة نفاسة الآخرة وبقائها : الإقبال عليها ، والابتدار إليها .
والجهل بخساسة هذه الدار مثمر للإخلاد إليها ، والجهل بنفاسة دار القرار مثمر لإيثار هذه الدنيا عليها
.


شجرة المعارف والأحوال ص58و59.
 


قال العلامة الخطابي في العزلة ص17:
قال بعض الحكماء: إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته ، وعدم الفضلية من نفسه فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس ، ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ، ويتفرغ لاستخراج الحكمة .
وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس
.

 
[align=center]قال الإمام الشافعي رحمه الله :

من تعلم علما فليدقق فيه ؛ لئلا يضيع دقيق العلم .


رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى 1/377 ، وابن طاهر في الأنساب المتفقة ص3
.[/align]
 
[align=center]
جاء في رسالةٍ بعثها العلامة المعلمي إلى العلامة أحمد شاكر يبين فيها سبب تاليفه "طليعة التنكيل" ، ومنبها على الأخطاء الواقعة فيها ، ومسائلا له .. جاء فيها بعد السلام ..قبل ثلاث سنوات تقريبا جاء صديق لي من أهل الفضل بكتاب ، وناولني إياه ، فقرأت عنوانه فإذا هو كتاب "تأنيب الخطيب" للأستاذ محمد زاهد الكوثري ، وكنت قد وقفت على تعاليق للكوثري على ذيول الحفاظ ، وكتب أخرى ، فعرفت طريقته = فلم تطب نفسي بمطالعة تأنيبه ، فرردت الكتاب على صاحبي فألح أن أنظر فيه فرأيت أن أطيب نفسه بقراءة ورقة أو ورقتين ، فلما شرعت في ذلك رأيت الأمر أشد جدا مما كنت أتوقع فبدا لي أن أكمل مطالعته ، وأقيد ..... ملاحظات على مطاعنه في أئمة السنة ، وثقات رواتها ، فاجتمع عندي كثير .. وطبع نموذج بمصر في رسالة بعنوان "طليعة التنكيل" لا أراكم إلا قد تفضلتم بالإطلاع عليها ، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن بباعث النكاية في صاحب التأنيب ، وذلك عندي خارج عن المقصود ، بل ربما يكون منافيا له ، وفي النكاية العلمية كفاية لو كانت النكاية مقصودة لذاتها ، ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة ، ولا سيما في إهمال العلامات ، على ذلك فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق .
من ترجمة المعلمي للشيخ ماجد الزيادي في مقدمة كتاب "عمارة القبور"ص 53.

قلت: رحمه الله فقد كان مدرسة للأخلاق ، ومثالا للسمو في الرد على المخالف ، وصدق والله في قوله: إن في النكاية العلمية كفاية .. فإذا أظهر الراد مقدار المردود عليه ، ومحله في العلم = نطق القارئ بالحكم ، وكفي الراد مؤنته .
وإذا صب جام غضبه عليه باستعمال الشديد من اللألفاظ = خرج عن حد الأدب ، وهدي أهل العلم ، واستمال القارئ للمردود عليه ، وشككه في قدرته على الرد.
اللهم إنا نسألك من فضلك.


.[/align]
 
[align=center]
قال الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي : .. كنت أتخيل في الناصح [ابن الحنبلي]: أن يكون إماماً بارعاً ، وأفرح به للمذهب ؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته ، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان ، وحدة الخاطر ، وسرعة الجواب ، وكثر الصواب ، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره ، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً ، وأكثر صواباً ، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس ، واتباعه عيوبهم ، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه ـ إلى أن قال: ـ والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم ، وكشف ما استتر من خطاياهم ، ومحبة بيان سقطاتهم ، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه ، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته ، وعَيبِ تصانيفه ، وإظهار أخطائه ، وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره ، سيما للأئمة المتقدمين ، والعلماء المبرزين ، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه.. ذيل طبقات الحنابلة 3/430.


.[/align]
 
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله
أعتذر عن الكتابة في هذا الموضوع ...
اقترح عليكم أن تخرجوا هذه الدرر النفيسة في كتاب و تزيدوا عليها ما شاء الله


زادكم الله علما و عملا و توفيقا
 
الموفق أبو سليمان البدراني أحل الله عليه رضاه
جزاك الله خيرا على الاقتراح ، و الدعوات المباركات ، وأسأل الله أن ييسر لي ولك وللمسلمين الخير .
 
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:
يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل ، ويزعم أنه مخطئ فيها ، حتى إنه قدح في قصده ونيته ، وقال مع ذلك : إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له :
اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية ، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور ؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي ؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد ، لكن لم يصحبه علم يصححه ، ولا معرفة تبين مرتبته ، ولا ورع ، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه ؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر ؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ ؛ فهب أن الصواب معك يقينا ، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده ؟!
فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة ، فهل سلم أحد من الخطأ ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية ، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال : الله قد فعلت .
ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به ، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا }
واعلم يا أخي أن هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت فإني قد ذكرت لك أني قد عفوت لك عن حقي إذا كان لي حق ، ولكن الغرض النصيحة ، وأن أعرِّفك موقع هذا الاتهام ومرتبته من الدين والعقل والمروءة الإنسانية .
ثم إنه بعد هذا أخذ يتكلم عن الجواب الذي انتقده بما لا محل لذكره هنا ،وإنما الفائدة في هذه المقدمة .
 
قال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:
وقع رجل في رجل من أهل الدين ، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به ، فقال بعض الحاضرين له :
هل أنت متيقن ما عبته فيه ؟
ومن أي طريق أخبرت به ؟
ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا ؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا ؟
أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل ،وربما أنك لم تجتمع به ، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه ، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس ، وقد علم منهم الصادق والكاذب ، والمخبر عمّا رأى ، والمخبر عمّا سمع ، والكاذب الذي يخلق ما يقول ؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه .
ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني ، وهو : أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته ، وقد وصل إليك بطريق يقيني ؛ فهل تكلمت معه ، ونصحته ، ونظرت هل له عذر أم لا ؟
فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية .
فقال له : هذا لا يحل لك ، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء ، ثم إذا نصحته ، وأصر على العناد ؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة ، وردع أم في ذلك خلاف ذلك ؟
وعلى الأحوال كلها ، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر ، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر .
وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة ، وقلة الورع . الله أعلم .


.
 
في كتاب الورع لأبي بكر الـمَرُّوذِي ص184:
ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا .
فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس .
وذُكِر له رجل .
فقال: ما أعلم إلا خيرا .
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك !
فتبسم ، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم ، وما يقول ، تريد أن أقول ما لا أعلم ؟!
وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل ، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء !
قال: ما أبعدت.
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان ، فقال: إن فلانا يقع فيك .
فقال: لأغيظن من أَمَرَه : يغفر الله لي وله .
قيل له: من أَمَرَه ؟ قال: الشيطان.
 
من عجائب الإمام سعيد بن المسيب رحمه الله

من عجائب الإمام سعيد بن المسيب رحمه الله

في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:
وكان مسلم بن عقبة ، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية ، وأنهبها
ثلاثاً ، أتي بقوم من أهل المدينة ؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم ؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك ، وإن شاء ، استرقك!
قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر ، فقال: اضربوا عنقه ؛ فقتل ، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة ؛ فقال له مثل ذلك ؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه ، فقتله ؛
ثم قدم إليه سعيد بن المسيب ؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!
قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً
فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى ثقل [في المخطوط: تفل] في أيديهما ؛ فظنا أنه قد مات ؛ فأرسلاه ، فسقط ، ثم أفاق ، فقال: لا والله لا والله ، فتقدم إليه مروان بن الحكم ، وعمرو بن عثمان ، فشهدا أنه مجنون.
فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة ؛ فلحقه مروان وعمرو بن
عثمان ، فقالا : الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد ، فقال: اذهبا إليكما عني ، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة ؟! والله لا أكلمكما أبداً!.


----------------
(1) النسخة الألكترونية ، وصححت بعض العبارات المضطربة من مخطوط "ملخص مسند يعقوب بن شيبة " [39 /أ/ب] فقد ذكرها عنه .
 
في كتاب أخبار القضاة لوكيع 3/241:
قال أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال حدثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي الصديق قال حدثني سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه ، فكنت أنا الذي جهزته ، ووكلني بالقيام على أهله ، والنفقة عليهم ، فلما خرجنا من داره ـ وهو يريد العراق ـ كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك ؛ فقال: كأنك تطيرتَ ؟
فقلتُ : نعم .
فقال : فلا تفعل ، فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري ، فكان كما قال ، فأصاب خيرا ، وبعث إلى بقضاء دينه ، وقال لي ، وأنا معه : ما من شيء إلا وقد علمتُه .
قال سليمان بن بلال: ثم جاءني كتابه بعد ما استقضي قد كتب:
قلت لك : ما من شيء إلا وقد علمتُه ، فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء !!
فإذا جاءك كتابي هذا فاسأل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا ، ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله ، فجئت ربيعة فسألته ، فقال : صاحبك كتب إليك تسألني عن هذا ؟
قال : فكأني أمسكتُ .
قال : فإني أسألك ؟ وقال: لا أجيبك حتى تخبرني .
فأخبرته ؛ فأجابني ، وكتبت إلى يحيى بن سعيد بذلك . اهـ

- يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس رضي الله ، وكان من كبار علماء المدينة .
- و لعله هذا من تأديب الله تعالى له على تلك الكلمة ، وتشبه هذا القصة ما وقع لنبي الله موسى عليه السلام ، وما جرى بعدها من حكايته مع الخضر.
- في بيان الإمام يحيى بن سعيد لسليمان بلال هذه الحادثة يدل على صدقه ، وندمه على كلامه ، وحرصه على بيان ذلك لصاحبه ليكون درسا له أيضا ، وإلا فقد كان يمكنه أن يرسل بالسؤال من غير بيان لما حدث له .
والله أعلم .
 
خبر عجيب ، نسأل الله من فضله

خبر عجيب ، نسأل الله من فضله

قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/252:

وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي ، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ ، وبقي جسمُه يابساً ؛ لكن لم تأكل منه شيئاً ، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء ، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك ، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه ، فاحفِروا عن يمين أو يسار.
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:
سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول:
سمعت أيوب يقول: من أراد أن يعرف خطا معلمه فليجلس إلى غيره.
ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/138، وحلية الأولياء 3/9.

وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم]
.. وسكنى حاضرة فيها العلم ، ولقاء المتنازعين ، وحضور المتناظرين = فبهذا تلوح الحقائق ، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده ، كمن تكلم عن غيره ، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة ، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد = أوشك أن لا يحصل على طائل ، وكان كمن يشرب من بئر واحدة ، ولعله اختار الملح المكدر ، وقد ترك العذب ، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق ، ولا بد ، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه ، وأن لا ينفق سعيه ، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة ، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه ، وقلت منفعته .
 
- قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول: سمعت أبي وعمي يقولان : كنا عند ابن المبارك فاتاه رجل فسأله عن الشعر ؟
فقال : لا تقله .
قال: هو ذا أنت تقولُ !
فقال ابن المبارك : أمرت أن تقتدي بمساوئي ؟!
وسمعت محمد بن سرور بن عبد الواحد القرشي يقول سمعت أبي يقول: سمعت رجلا سال ابن المبارك عن الشعر فقال له : أقول الشعر ؟
فقال له ابن المبارك : لا .
قال : فكيف تقوله أنت ؟!
فقال له : أمرت أن تقتدي بمساوئي أو بمحاسني ؟! اهـ

وهذه تصلح مثالا للمشاركة رقم (97)
 
شكرا أخي الكريم على مرورك ودعائك

قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
وسمعت محمد بن مقاتل يذكر عن مؤمل قال: قال ابن المبارك :
إني لأسمع الحديث ما أريد أن أحدث به ، ولا أعمل به ، ولكن أعده لأخ من أخواني يقع في الشيء فأجد له مخرجا .
 
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114- 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك " .
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه " .
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال : " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناس ناس لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به " .
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص69:
قلت لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] يقول رجل لمثل سوار القاضي : أصلحك الله ؟!
قال: فأي شيء عليه أن يصلحه الله ؟!

قلت:هذه العبارة (أصلحك الله) ما زالت تزعج بعض من تقال له ! مع أنها دعوة فاضلة !
 
قال أبو بكرالمروذي : لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له : يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة ، وأعوانهم صحيح ؟
قال : نعم .
قال السجان : فأنا من أعون الظلمة ؟
قال أحمد : فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك ، ويغسل ثوبك ، ويصلح طعامك ، ويبيع ويشتري منك ، فأما أنت فمن أنفسهم .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص242:
قال بشر بن السري: ـ وهو من العلماء الثقات المتقدمين أدرك العصر الذي اشتهر فيه الرأي ، وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد وطبقته ـ قال نظرت في العلم ، فإذا هو: الحديث ، والرأي .
فوجدت في الحديث: ذكر النبيين ، والمرسلين ، وذكر الموت ، وذكر ربوبية الرب ، وجلاله ، وعظمته ، وذكر الجنة ، والنار ، والحلال ، والحرام ، والحث على صلة الأرحام ، وجماع الخير .
ونظرت في الرأي فإذا فيه: المكر ، والخديعة ، والتشاح ، واستقصاء الحق ، والمماكسة في الدين ، واستعمال الحيل ، والبعث على قطع الأرحام ، والتجرؤ على الحرام .
وروي مثل هذا الكلام عن يونس بن أسلم .
وقال أبو داود: سمعت أحمد ، وذكر الحيل(1) من أصحاب الرأي فقال: يحتالون لنقض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا كثير في كلام أهل ذلك العصر.اهـ
-----------
(1) وقال أحمد : من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتي به ، فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . طبقات الحنابلة 2/106.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص138 :
ولما وضع بعض الناس كتابا في الحيل اشتد نكير السلف لذلك ، قال أحمد بن زهير بن مروان: كانت امرأة ها هنا تمر ، وأرادت أن تختلع من زوجها ، فأبى زوجها عليها ، فقيل لها لو ارتددت عن الإسلام لبِنتِ من زوجك ! ففعلت ذلك ! فذكر ذلك لعبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ وقيل له: إن هذا في كتاب الحيل ، فقال عبدالله: من وضع هذا الكتاب = فهو كافر ، ومن سمع به فرضي به = فهو كافر ، ومن حمله من كورة (1) إلى كورة = فهو كافر ، ومن كان عنده ، فرضي به = فهو كافر .
وقال إسحاق بن راهويه: عن شقيق بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال: في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالارتداد ، وذلك في أيام أبي غسان ، فذكر شيئا ، ثم قال ابن المبارك: وهو مغضب أحدثوا في الإسلام ، ومن كان أمر بهذا = فهو كافر ، ومن كان هذا الكتاب عنده ، أو في بيته ليأمر به ، أو هويه ، ولم يأمر به ، = فهو كافر ، ثم قال ابن المبارك : ما أرى الشيطان كان يحسن مثل هذا حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم ! فأشاعها حينئذ ، أو كان يحسنها ، ولم يجد من يمضيها حتى جاء هؤلاء.
--------
(1) الكورة: المدينة ، والصقع. لسان العرب5/156.
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص87:
سمعت هارون بن عبد الله يقول حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر قال دخل ـ يعني ـ ميمون مع عبد الله بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عامر في مرضه الذي مات فيه فشكى إلى القوم ما كان فيه ، فقالوا : لقد وصلت الرحم ، وبنيت المنارات ، واتخذت المصانع ، وحفرت الآبار ، وحملت ابن السبيل ، وذيت وذيت ، وعين عبد الله بن عامر إلى ابن عمر أي شيء يقول ؟
فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، وسترد فترى .
قال جعفر : وحدثني ميمون قال : لما صرنا بالباب ، أو خرجنا قال ابن عمر : لئن كان ليس عليكم تبعة فيما أخذتم ، وأجرتم فيما أنفقتم = لقد سبقتم الناس سبقا بعيدا . اهـ
وروى مسلم في صحيحه (224) " .. دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر ؟
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ، وكنت على البصرة ".
قال الذهبي فيه: ولي البصرة لعثمان رضي الله عنه .. كان من كبار ملوك العرب وشجعانهم ، وأجوادهم ، وكان فيه رفق وحلم .
قلت: إذا كان هذا الكلام قيل في ابن عامر ! فماذا عسى أن يقال اليوم ؟! اللهم لطفك بنا .
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص116:
قرئ على أبي عبد الله : هاشم قال حدثنا مبارك قال حدثني عبد الله بن العيزار ، قال : كان مطرف يقول:
وأعوذ بك أن أقول من الحق شيئا أريد به غير وجهك .

قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس ؛ ليتقوا ضلاله ، ويعلموا حاله ، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع على الرئاسة ؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ، واستيفاؤه منه ! = فهذا من عمل الشيطان ، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم ، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه . مجموع الفتاوى 28/221.
.. ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ، ورياء ، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل . مجموع الفتاوي 28/235.
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص134:
قال لي أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] قد جاء يحيى بن خاقان [والي الخليفة على ديوان الخراج] ومعه شوي فجعل يقلله أبو عبد الله ويقلله ، قلت له : قالوا : إنها ألف دينار ، قال : هكذا قال ، وقال : فرددتها عليه ، فبلغ الباب ثم رجع فقال : إن جاءك أحد من أصحابك بشيء تقبله ؟
قلت: لا .
قال : إنما أريد أن أخبر الخليفة بهذا .
قلت لأبي عبد الله : أي شيء كان عليك لو أخذتها فقسمتها ؟
فكلح وجهه ، وقال: إذا أنا قسمتها ، أي شيء أريد ؟
أن أكون له قُهْرمَانا ؟! اهـ

القهرمان : أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دخله وخرجه .
وانظر حكاية مشابهة للإمام طاووس قبل هذه .
 

قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال : قسم عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه ، فقال: ما أحمقكم ، لو كان هذا لي ما عطيتكم منه درهما واحدا .

 
حدث سقط ، والصواب :
عبدالرحمن السديس قال:

قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال : قسم عمر عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه ، فقال: ما أحمقكم ، لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا .

 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص172:
سمعت بندار بن بشار يقول حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن يحيى بن حصين قال : سمعت طارق بن شهاب قال : كان بين خالد بن الوليد وسعد [بن أبي وقاص] كلام ، فقال رجل : مَن خالد عند سعد ؟
فقال [سعد]: إن الذي بيننا لم يبلغ ديننا .
 
155- قال الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد ص120 :
( باب من سمع بفاحشة فأفشاها )
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبى حبيب عن مرثد بن عبد الله عن حسان بن كريب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " القائل الفاحشة ، والذي يشيع بها في الإثم سواء ".
حدثنا بشر بن محمد قال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف قال كان يقال : " من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أبداها ".
حدثنا قبيصة أخبرنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء : " أنه كان يرى النكال على من أشاع الزنى " . ـ يقول : أشاع الفاحشة ـ .
* شبيل بن عوف : مخضرم أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية ، وسمع عمر بن الخطاب وغيره رضي الله عنهم.
قلت: هذا توجيه جميل ، فليت الإخوة في الهيئات ، وفي التحقيق يكفوا عن الإخبار بما يمر عليهم من فظائع.
 
قال الرافعي في تاريخ آداب العرب ص16:
ولم تسقط دولة العقول في هذه الأمة إلا منذ ابتدأ العلماء يعتبرون العلم فهم العلم كما هو ؛ فتهافتوا على ذلك باختصار الكتب ،وشرحها وتفتيقها بالحواشي والتعاليق " الهوامش" ، وتلخيص المتون ؛ ونحو ذلك مما يورث الاضمحلال ، ويفقد العقل معنى الاستقلال ، ويجعل القرائح كالظل المتنقل : كل آونة يقرب إلى الزوال.

وفي هامش تلك الصفحة : مما نورده تفكها أن بعض العلماء كان لا يقرأ دروسه إلا في كتب مخطوطة ـ تحققا بالعلم ـ ومن عادتهم في المخطوطات أن يكتبوا أوائل الكلمات في الشروح والحواشي بالحمرة ؛ فكان صاحبنا يدفع نسخته لأنبغ طلبته ، يقرأ فيها ثم يشرح هو بعده ، وكان إذا فرغ القارئ من جملة في المتن ، أعادها الشيخ ومطل بها صوته وفخم كلماتها حتى يفرغ منها على هذا الوجه ، ثم يبتدئ الشرح بقوله للقارئ : قال أيه ، قال :" شوف عندك الحمرا ياسيدي شوف "..
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص142:
سمعت أبا عبد الله يقول حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال لي : يا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من ثنتين ، ليس عندهم تقوى أهل الإسلام ، ولا أحلام أهل الجاهلية !
 
في ترجمة الإمام أبي مظفر السمعاني في طبقات الشافعية الكبرى 5/336. :
خرج إلى الحجاز على غير الطريق المعتاد ـ فإن الطريق كان قد انقطع بسبب استيلاء العرب ـ فقطع عليه وعلى رفقته الطريق ، وأسروا واستمر أبو المظفر مأسورا في أيدي عرب البادية صابرا إلى أن خلصه الله تعالى فحكي أنه لما دخل البادية وأخذته العرب كان يخرج مع جمالها إلى الرعي ، قال: ولم أقل لهم إني أعرف شيئا من العلم ، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يتزوج ، فقالوا: نخرج إلى بعض البلاد ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء ، فقال أحد الأسراء : هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان!
فاستدعوني وسألوني عن أشياء فأجبتهم ، وكلمتهم بالعربية ، فخجلوا واعتذروا ، وعقدت لهم العقد ففرحوا وسألوني أن أقبل منهم شيئا ، فامتنعت وسألتهم فحملوني إلى مكة في وسط السنة ، وبقيت بها مجاورا ، وصحبت في تلك المدة سعدا الزنجاني .

قلت: في هذه القصة بيان عملي لمكانة العلماء عند العامة بل حتى عند اللصوص و الفساق.
 
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص197:

سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن الحب في الله ؟ فقال : هو أن لا تحبه لطمع دنيا .

قلت: لا بد أن تستحضر أن من طمع الدنيا أن تحبه وتصحبه لتفخر بصحبته .
 
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 5/53 :
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا مساور ثنا الوليد بن الفضل العتري ثنا مندل بن علي قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر ، فمر بمسجد بني أسد ، وقد أقام المؤذن الصلاة ، فدخل يصلي ، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى ، ثم قرأ في الثانية آل عمران ، فلما انصرف ، قال له الأعمش: أما تتقي الله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة " ؟
فقال : الإمام قال الله تعالى { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} !
فقال الأعمش: فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل!
 
في كتاب الأغاني لأبي الفرج 3/135:
وكان بشار [ بن برد ] يقول : هجوت جريرا ، فأعرض عني واستصغرني * ، ولو أجابني = لكنت أشعر الناس.

قلت: قد أحسن جرير في الإعراض عنه ، و هكذا ينبغي للكبار الإعراض عن الصغار ، والسفلة ، وعدم الالتفات لتهويشهم = فهو أنفع دواء لهم .

------------------
* توفي جرير عام 110هـ و ولد بشار عام 95هـ .
 
تصحيح

تصحيح

والصواب في تسمة الكتاب المطبوع (المنتخب من الإرشاد) وهو انتخاب السِّلفي من كتاب الإرشاد للخليلي كما بين ذلك الشريف حاتم العوني في كتابه (الاسم الصحيح) .
 
[align=center]بارك الله فيك أخي الكريم عبدالرحمن السديس

حقيقة قرأت بعض هذه الطرائف والتي لاتخلو من الفوائد كما ذكرت

ولدي طرفة لا أعلم أن كنت قد أوردتها أم لا

وأسوقها من حفظي .وبتصرف مني :

وهي :

أن رجلا فقيرا قد أعياه الجوع والتعب دخل قرية من القرى فتوجه إلى أقرب بيت لعله يجد من يضيفه ..

فطرق الباب ,وقال رجل فقير وابن سبيل جائع..

فسمعه صاحب البيت -كان بخيلا- فسكت عل هذا الفقير ينصرف إلى بيت غيره .

فطرق أخرى وأخرى

فلما أيس من أن يرد عليه أحد ..

خاطب نفسه بصوت مسموع (أين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)؟؟؟(1)

فسمعه البخيل ورد قائلا : (ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا)(2)

(1) : يشير إلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) الحشر (9).

(2) : يشير إلى قوله تعالى (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)البقرة(273).

ومعنى قوله تعالى (لا يسألون الناس إلحافاً)

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : ( لا يلِّحون في المسألة، ويكلفون الناس مال لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن المسألة فقد ألحف في المسألة).
[/align]
 
جزاكم الله خيرا

-------------------

قال العلامة أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة 1/30:
كنت أمتحنت بالأسار سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير ، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربًا عامتهم من هوازن ، وأختلط بهم أصرام من تميم ، وأسد بالهبير نشئوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع ، ويرجعون إلى أعداد المياه ، ويرعون النعم ، ويعيشون بألبانها ، ويتكلمون بطبائعهم البدوية ، وقرائحهم التي اعتادوها ، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسارهم دهرا طويلا وكنا نتشتى الدهناء ، ونتربع الصمان ، ونتقيظ الستارين ، واستفدت من مخاطبتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ، ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب اهـ.
قلت: رب ضارة نافعة ، فقد كان علماء اللغة يطلبونها عند الأعراب ، وربما مكثوا سنين طويلة .
وهذا من توفيق له الله أن جعل في محنته منحة .
وقد وقع نحو هذا لكثير الفضلاء الذي ابتلوا بالسجن ؛ فوفقوا للحفظ ، وقراءة كثير من الكتب المطولة التي ما كان يخطر لهم التمكن من قراءتها .
 
قال أبو نعيم في الحلية 9/138:

حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وقف أعرابي على ربيعة ، وهو يسجع في كلامه ، فأعجب ربيعة كلام نفسه ، فقال يا أعرابي: ما تعدون البلاغة فيكم ؟
فقال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم .
 
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص53 : سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يذكر عن جامع ختن إبراهيم بن أبي نعيم عن الوليد قال : وسمعت الأوزاعي يقول: من حضر سلطانا ، فأمر بأمر ليس بحق ، ولا يتخوف فيه الفوت ، فلا يكلمه فيه عند تلك الحال ، ليخل به ، وإذا رأيته يأمر بأمر يخاف فيه الفوت فلا بد لك من كلامه أصابك منه ما أصابك .
قلت : ما أعظم هذا الفقه .
 
قال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص112: سمعت نوح بن حبيب القُومسي يقول: سمعت وكيعا يقول: لما مات أبو يوسف القاضي بعث إلينا هارون ، قال: فجئت أنا وابن إدريس وحفص ، فقعدنا في سفينة إلى بغداد ، فلما دخلنا على هارون كان بابن إدريس ارْتِعاش ، قال : فازداد ابن إدريس على بابه ، فجعل ينفض يديه ، قال: وإذا هارون قعد على سرير ومعه تركي عريض الوجه ، عظيم البطن ، أو قال : كبير البطن .
قال : قلت: لم يجد أحد يقعد معه إلا هذا التركي ؟!
قال: فتكلم هارون ، فلما رأى ما بابن إدريس ، قال: ليس في ابن إدريس حيلة ، أو ليس ينتفع به .
قال : ثم أقبل على حفص فأراد أن يصيره قاضي القضاة ، فأبى عليه حفص ،وجعل يراده ويكلمه ، وحفص يأبى ، قال: فأرادونا فأبينا عليه ، وجهدوا فأبينا ، فتكلم التركي وإذا هو من أفصح قريش لسانا ، ثم قال: لو ولّى أمير المؤمنين عليكم مثل أبي السرايا ،وأبي الرعد وحمادا البربري ، وذكر غير واحد = لقلتم إن أمير المؤمنين ظالم ، ولى علينا من لا ينبغي ، وإذا دعاكم إلى أن يصيركم أبيتم عليه ، قال: فلم يزل بحفص حتى قال له : إن كان ولا بد فكن على الكوفة ، واقعد في بيتك .
قال وكيع: سألت عن التركي ، فقالوا : ذاك عيسى بن جعفر [بن أبي حعفر المنصور].

قلت: كلام عيسى صحيح ، فقد كان امتناع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب سببا لدخول من لا يحمد في دين ، ولا عقل ، ولا مروءة = فنتج عنه ضررٌ عامٌ بسببِ ظنِ مصلحةٍ خاصةٍ .
 
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/229:

حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت ينوي به الخير = فيُلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه إلا الخير .
وإن الرجل ليتكم الكلام الحسن لا يريد به الخير = فيُلقي الله في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه الخير .
 
158- قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 5/19:
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا احمد بن العباس ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حسين بن علي عن موسى الجهني قال: كان طلحة [بن مصرف] إذا ذكر عنده الاختلاف ، قال: لا تقولوا: الاختلاف ، ولكن قولوا: السعة .

وفي ترجمة إسحاق بن بهلول الأنباري في طبقات الحنابلة 1/297:
وكان إسحاق بن بهلول قد سمى كتابه "كتاب الاختلاف" فقال له أحمد: سمه كتاب "السعة" .
 
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا ، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا .
قال عبدالله: جميع ما حدث به الشافعي في كتابه فقال: حدثني الثقة ، أو أخبرني الثقة = فهو أبي ـ رحمه الله ـ .
قال عبدالله: وكتابه الذي صنفه ببغداد هو أعدل من كتابه الذي صنفه بمصر ، وذلك أنه حيث كان هاهنا يسأل .
ورأي الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتب الشافعي مخالف لرأي أبيه !
قال ابن أبي حاتم في كتاب "آداب الشافعي مناقبه " ص59-60:
ثنا محمد بن مسلم بن واره الرازي .. قلت لأحمد : فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أو التي بمصر ؟
قال : عليك بالكتب التي وضعها بمصر ، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك .
 
عبدالرحمن السديس قال:
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا ، .......... .

---------------------------------------------------------------------------------------

أخي العزيز

- بمناسبة ما ذكرت و نقلت عن إمامة الإمام أحمد بن حنبل في الحكم على الأحاديث بالتصحيح :

عرض حديث : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " - في ملتقى أهل الحديث - و قال كاتب المشاركة إنه حديث ضعيف ، وفق تخريجاته هو ،

فذكرت تصحيح الإمام أحمد له ،
و لكنه أصر على قوله ، معتلا بمنهج المتأخرين .

*** فهل ترى صواب ذلك أو جوازه ؟
 
إمامة الإمام احمد في علم الحديث محل إجماع في القديم والحديث .
ولا أدري عن ملاباسات موضوعكم مع الأخ فعله لم يثبت عنده النقل عنه أو قول الإمام أحمد معارض بقول غيره من أئمة النقد أو غير ذلك .. الخ
ولا شك أن احكام الأئمة الكبار لا بد أن يعتنى بها ولا تخالف إلا في أضيق الحدود عند المخالفة ، وظهور الخطأ فليس أحد منهم معصوما رحم الله الجميع .

-------------------
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/261:
حدثنا أحمد وعبدالله قالا: ثنا إبراهيم ثنا أحمد قال: سمعت أبا سليمان [الداراني] يقول: إذا قال الرجل لأخيه: بيني وبينك الصراط ؛ فإنه ليس يعرف الصراط لو عرف الصراط لأحب أن لا يتعلق بأحد ، ولا يتعلق به أحد .
 
عودة
أعلى