من درر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله ، وتدبره بقلبه ، وجد فيه من الفهم والحلاوة والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام ، لا منظومه ، ولا منثوره .... ( اقتضاء الصراط المستقيم ، ص 384 ) .
 
قال ابن تيمية رحمه الله : "وَيُرْوَى عَنْ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ : "إذَا قَلَّ الْعِلْمُ ظَهَرَ الْجَفَا وَإِذَا قَلَّتْ الْآثَارُ كَثُرَتْ الْأَهْوَاءُ ". وَلِهَذَا تَجِدُ قَوْمًا كَثِيرِينَ يُحِبُّونَ قَوْمًا وَيُبْغِضُونَ قَوْمًا لِأَجْلِ أَهْوَاءٍ لَا يَعْرِفُونَ مَعْنَاهَا وَلَا دَلِيلَهَا بَلْ يُوَالُونَ عَلَى إطْلَاقِهَا أَوْ يُعَادُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مَنْقُولَةً نَقْلًا صَحِيحًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا هُمْ يَعْقِلُونَ مَعْنَاهَا وَلَا يَعْرِفُونَ لَازِمَهَا وَمُقْتَضَاهَا ." ( مجموع الفتاوى : الجزء العشرون)
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : جاء في الحديث : " إن الشرك في هذه الأمة أخفي من دبيب النمل " ، مع أنه ليس في الأمم أعظم تحقيقًا للتوحيد من هذه الأمة ؛ ولهذا كان شداد بن أوس t يقول : يا نعايا العرب ، يا نعايا العرب ، إن أخوف ما أخاف عليكم : الرياء ، والشهوة الخفية ؛ قال أبو داود : الشهوة الخفية حب الرياسة . ( قاعدة في المحبة ، ص 99 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إن معرفة المرض وسببه يعين على مداواته وعلاجه ، ومن لم يعرف أسباب المقالات - وإن كانت باطلة - لم يتمكن من مداواة أصحابها ، وإزالة شبهاتهم ... ( الرد على البكري : 1 / 182 ) .
 
قال ابن تيمية رحمه الله:
"كل من يخشى فلا بد أن يتذكر. فقد يتذكر فتحصل له بالتذكر خشية، وقد يخشى فتدعوه الخشية إلى التذكر".

مجموع الفتاوى 16/ 173-174
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : فسمَّاه الله سراجًا منيرًا ، وسمى الشمس سراجًا وهاجًا ، والسراج المنير أكمل من السراج الوهاج ؛ فإن الوهاج له حرارة تؤذي ، والمنير يُهتدى بنوره من غير أذى بوهجه . ( الجواب الصحيح : 3 / 372 )
وقال : والخلق يحتاجون إلى السراج المنير أعظم من حاجتهم إلى السراج الوهاج ؛ فإن الوهاج يحتاجون إليه في وقت دون وقت ، وكما قيل : قد ينضرون به بعض الأوقات ؛ وأما السراج المنير فيحتاجون إليه كل وقت ، وفي كل مكان ، ليلا ونهارا ، سرًا وعلانية . ... الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : 6 / 129 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إنَّ الشَّرِيعَةَ جَاءَتْ بِتَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا ، وَأَنَّهَا تُرَجِّحُ خَيْرَ الْخَيْرَيْنِ وَشَرَّ الشَّرَّيْنِ ؛ وَتَحْصِيلِ أَعْظَمِ الْمَصْلَحَتَيْنِ بِتَفْوِيتِ أَدْنَاهُمَا ، وَتَدْفَعُ أَعْظَمَ الْمَفْسَدَتَيْنِ بِاحْتِمَالِ أَدْنَاهُمَا ... ( مجموع الفتاوى : 20 / 48 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به ؛ فإنه سبحانه أمر بالحق ، وأمر بالصبر ؛ فالفتنة إما من ترك الحق ، وإما من ترك الصبر ... ( الاستقامة – تحقيق محمد رشاد سالم : 1 / 39 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : البدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة ؛ فيقال : أهل السنة والجماعة ، كما يقال : أهل البدعة والفرقة ... ( الاستقامة : 1 / 42 ) .
 
قال ابن تيمية رحمه الله : "وَيُرْوَى عَنْ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ : "إذَا قَلَّ الْعِلْمُ ظَهَرَ الْجَفَا وَإِذَا قَلَّتْ الْآثَارُ كَثُرَتْ الْأَهْوَاءُ ". وَلِهَذَا تَجِدُ قَوْمًا كَثِيرِينَ يُحِبُّونَ قَوْمًا وَيُبْغِضُونَ قَوْمًا لِأَجْلِ أَهْوَاءٍ لَا يَعْرِفُونَ مَعْنَاهَا وَلَا دَلِيلَهَا بَلْ يُوَالُونَ عَلَى إطْلَاقِهَا أَوْ يُعَادُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مَنْقُولَةً نَقْلًا صَحِيحًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا هُمْ يَعْقِلُونَ مَعْنَاهَا وَلَا يَعْرِفُونَ لَازِمَهَا وَمُقْتَضَاهَا ." ( مجموع الفتاوى : الجزء العشرون)
سبحان الله كلام السلف دواء .
بارك الله فيكِ ياأختي أم عمار ونفع بكِ.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : المسلم الصادق إذا عبد الله بما شرع فتح الله عليه أنوار الهداية في مدة قريبة ؛ فالمهتدون من مشايخ العباد والزهاد يوصون بإتباع العلم المشروع ، كما أن أهل الاستقامة من العلم يوصون بعلمهم الذي يسلكه أهل الاستقامة من العباد والزهاد ؛ وأما المنحرفون من الطائفتين فيعرضون عن المشروع ، إما من العلم ، وإما من العمل ؛ وهما طريق المغضوب عليهم والضالين .... ( الاستقامة : 1 / 100 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إن الله لا يذم ما خلقه ولم يكن فعلا للعبد ، إنما يذم العبد بأفعاله الاختيارية دون ما لا اختيار له فيه .. ( الاستقامة : 1 / 333 ، 334 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : العمل لا يمدح ولا يذم لمجرد كونه لذة ، بل إنما يمدح ما كان لله أطوع وللعبد أنفع ، سواء كان فيه لذة أو مشقة ؛ فربَّ لذيذ هو طاعة ومنفعة ، وربَّ مشق هو طاعة ومنفعة ؛ ورب لذيذ أو مشق صار منهيًّا عنه . ( الاستقامة : 1 / 340 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كلمة التقوى اسم جنس لكل كلمة يتقى الله فيها ، وهو الصدق والعدل ؛ فكل من تحرى الصدق في خبره ، والعدل في أمره ، فقد لزم كلمة التقوى ؛ وأصدق الكلام وأعدله قول : لا إله إلا الله ، فهو أخص الكلمات بأنها كلمة التقوى . ( منهاج السنة النبوية : 5 / 80 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْإِنْسَانِ أُصُولٌ كُلِّيَّةٌ تُرَدُّ إلَيْهَا الْجُزْئِيَّاتُ ، لِيَتَكَلَّمَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ ؛ ثُمَّ يَعْرِفُ الْجُزْئِيَّاتِ كَيْفَ وَقَعَتْ ، وَإِلَّا فَيَبْقَى فِي كَذِبٍ وَجَهْلٍ فِي الْجُزْئِيَّاتِ ، وَجَهْلٍ وَظُلْمٍ فِي الْكُلِّيَّاتِ ؛ فَيَتَوَلَّدُ فَسَادٌ عَظِيمٌ ... ( منهاج السنة : 5 / 83 - ومجموع الفتاوى : 19 / 203 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إِنَّمَا بُعِثَتْ الرُّسُلُ لِتَكْمِيلِ الْفِطْرَةِ ، لَا لِتَغْيِيرِهَا ، ] فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [ ... ( مجموع الفتاوى : 31 / 105 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : والدجال ينزل الله إليه عيسى بن مريم فيقتله ؛ فيقتل مسيح الهدى الذي قيل أنه الله مسيحَ الضلالة الذي يزعم أنه الله ، ولما كانت دعواه الربوبية ممتنعة في نفسها ، لم يكن ما معه من الخوارق حجة لصدقه ، بل كانت محنة وفتنة ، يضل الله بها من يشاء ويهدي من يشاء ، كالعجل وغيره ، لكنه أعظم فتنة ؛ وفتنته لا تختص بالموجودين في زمانه ، بل حقيقة فتنته الباطل المخالف للشريعة ، المقرون بالخوارق ؛ فمن أقر بما يخالف الشريعة لخارق فقد أصابه نوع من هذه الفتنة ، وهذا كثير في كل زمان ومكان ، لكن هذا الْمُعَيَّن فتنتة أعظم الفتن ، فإذا عصم الله عبده منها - سواء أدركه أو لم يدركه - كان معصومًا مما هو دون هذه الفتنة ، فكثير يدَّعُون أو يُدَّعى لهم الإلهية بنوع من الخوارق دون هذه . ... ( بغية المرتاد : 2 / 321 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لا تجد من يقول أنه محتاج إلى غير آثار الرسول إلا من هو ضعيف المعرفة والاتباع لآثاره ، وإلا فمن قام بما جاء به الكتاب والسنة أشرف على علم الأولين والآخرين ، وأغناه الله بالنور الذي بعث به محمدًا عما سواه ؛ قال الله تعالى : ] فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ [ لأعراف : 157 ] ؛ وقال تعالى : ] قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [ [ المائدة : 15 ، 16 ] ... ( الصفدية : 1 / 260 ، 261 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : هو e يرَغِّب في الشيء بذكر أحسن صفاته من غير مجاوزة حده ، ويذم الفعل القبيح ببيان أقبح صفاته من غير مجاوزة أيضًا ؛ إنما يجوز أن يظن المبالغة الزائدة عن الحد بسائر الناس الذين لا يحفظون منطقهم ، ولا يُعصمون في كلامهم ، لا سيما الشعراء ونحوهم ؛ ولهذا زجر الإمام أحمد عن تأويل أحاديث الوعيد ، حيث تأولها المرجئة على أشياء يخرجها عن مقصود الرسول ؛ كما تأولت الجهمية والقدرية الأحاديث المخالفة لأهوائهم تأويلا يخرجها عن مقصوده .... ( العمدة ص 81 )
 
أخي الدكتور/ محمود
بارك الله فيك على جهدك في نثر الدرر النورانية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله...وقد قيل :اختيار المرء قطعة من عقله ؛فاختيارك للدرر تدل على درر عندك ..نفع الله بك، ووفقك ، وسدد خطاك .
 
أخي الفاضل / د . محمد الصاعدي
شكر الله لك وأثابك على حسن ظنك ، ولك مثل ما دعوت به وزيادة ، ولا أنسى أنك صاحب البذرة ، فلك في ثمارها مثل الأجر إن شاء الله تعالى .. وفقت وهديت .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لقائل أن يقول : كل من المتكلم والمتفلسف لو أعطي تمام الهداية لعلم أن ما دل عليه العقل موافق لما أخبرت به الرسل ، ولما دل عليه الدليل الآخر العقلي ؛ فإن أدلة العقول لا تتناقض في نفسها ، ولا تناقض ما أخبرت به الرسل .... ( الصفدية - تحقيق د. محمد رشاد سالم : 1 / 62 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : العلم إنما يتم بصحة مقدماته ، والجواب عن معارضاته ؛ ليحصل وجود المقتضي ، وزوال المانع ... ( الصفدية : 1 / 286 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الأئمة كانوا يروون ما في الباب من الأحاديث التي لم يعلم أنها كذب ، من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين ؛ لأن ذلك يقوي بعضه بعضًا ، كما تُذكر المسألة من أصول الدين ويُذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف ؛ فثَمَّ أمور تذكر للاعتماد ، وأمور تذكر للاعتضاد ، وأمور تذكر لأنها لم يعلم أنها من نوع الفساد ؛ ثم بعد المعرفة بالنصوص لا بد من فهم معناها . .. ( الصفدية : 1 / 287 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : حب الله تعالى هو الكمال المطلوب من معرفته ، وهو من تمام عبادته ؛ فإن العبادة متضمنة لكمال الحب مع كمال الذل ، وهذا حقيقة دين إبراهيم الخليل u ... ( الصفدية : 2 / 234 )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : السعادة التي هي كمال البهجة والسرور واللذة ليس هي نفس العلم ، ولا تحصل بمجرد العلم ، بل العلم شرط فيها ، بل لا بد من العلم بالله وبأمره ؛ كما قال النبي e في الحديث المتفق على صحته : " من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين " ، فكل من أراد الله به خيرًا فلا بد أن يفقهه في الدين ، فمن لم يفقهه في الدين لم يرد به خيرًا ؛ وليس كل من فقهه في الدين قد أراد به خيرًا ، بل لا بد مع الفقه في الدين من العمل به ؛ فالفقه في الدين شرط في حصول الفلاح .... ( الصفدية : 2 / 266 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قد يحصل من العلم بالكشف والمشاهدة مالا يحصل بمجرد العقل ، سواء كان للأنبياء فقط ، أو للأنبياء والأولياء ، أو لهم ولغيرهم ؛ لكن يجب الفرق بين ما يقصر العقل عن دركه ، وما يعلم العقل استحالته ؛ بين ما لا يعلم العقل ثبوته ، وبين ما يعلم العقل انتفاءه ؛ بين محارات العقول ، ومحالات العقول ؛ فإن الرسل - صلوات الله عليهم وسلامه - قد يخبرون بمحارات العقول ، وهو ما تعجز العقول عن معرفته ، ولا يخبرون بمحالات العقول ، وهو ما يعلم العقل استحالته ... ( بيان تلبيس الجهمية : 1 / 333 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : من لم تسعه السنة حتى تعداها إلى البدعة مرق من الدين ، ومن أطلق للناس ما لم يطلقه لهم رسول الله e مع وجود المقتضي للإطلاق فقد جاء بشريعة ثانية ، ولم يكن متبعًا للرسول ؛ فلينظر امرؤ أين يضع قدمه ؟ ( الفتاوى الكبرى : 6 / 77 – شاملة ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الهدى يتضمن العلم النافع ، ودين الحق يتضمن العمل الصالح ؛ ومبناه على العدل ، كما قال تعالى : ] لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [ ، وأصل العدل : العدل في حق الله تعالى ، وهو عبادته وحده لا شريك له ؛ فإن الشرك ظلم عظيم ، كما قال لقمان لابنه : ] يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [ ... ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – دار الفضيلة - الرياض : 2 / 39 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : المأمور به بمنزلة القوت ، الذي هو قوام العبد ، والمنهي عنه بمنزلة السموم ، التي هي هلاك البدن وسقمه ، ومن يتيقن هذا لم يطلب أن يحتال على سقوط واجب في فعله صلاح له ، ولا على فعل محرم في تركه صلاح له - أيضًا ؛ وإنما تنشأ الحيل من ضعف الإيمان ، فلهذا كانت من النفاق ، وصارت نفاقًا في الشرائع ... ( الفتاوى الكبرى : 6 / 104 – شاملة )
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : إنْ كان المدعي للنبوة كاذبًا فهو من أكفر خلق الله وشرهم ، كما قال تعالى : ] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ [ ، وقال تعالى : ] فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ . وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ . لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ [ ، وقال تعالى : ] وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ [ ؛ فالكذب أصل للشر ، وأعظمه الكذب على الله U ، والصدق أصل للخير ، وأعظمه الصدق على الله تبارك وتعالى ... ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : 2 / 51 ) .
 
قال شيخ الإسلام:...التقي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق،وإنما يحمى من فضول الدنيا رحمة به وإحسانا إليه؛فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه ،وتقديره يكون رحمة لصاحبه.مجموع الفتاوى16/ 53
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أما قوله تعالى : ] قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ ، وقوله : ] وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ [ ، وقوله : ] إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [ ، فهذا يتضمن إنعام الله على عباده ؛ لأن اللسان العربي أكمل الألسنة ، وأحسنها بيانا للمعاني ؛ فنزول الكتاب به أعظم نعمة على الخلق من نزوله بغيره ، وهو إنما خوطب به أولا العرب ليفهموه ، ثم من يعلم لغتهم يفهمه كما فهموه ، ثم من لم يعلم لغتهم ترجمه له من عرف لغتهم ، وكان إقامة الحجة به على العرب أولا ، والإنعام به عليهم أولا ، لمعرفتهم بمعانيه قبل أن يعرفه غيرهم ... ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : 2 / 316 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : المسلمون لا يشك أحدٌ من الأمم أنهم أعظم الأمم عقولا وأفهامًا ، وأتمهم معرفة وبيانًا ، وأحسن قصدًا وديانة وتحريًّا للصدق والعدل ، وأنهم لم يحصل في النوع الإنساني أمة أكمل منهم ، ولا ناموس أكمل من الناموس الذي جاء به نبيهم محمد e ؛ وحذَّاق الفلاسفة معترفون لهم بذلك ، وأنه لم يقرع العالم ناموس أكمل من هذا الناموس ... ( الجواب الصحيح : 3 / 7 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : حاجة الأمم إلى معرفة الأمر والنهي أكثر من حاجتهم إلى معرفة التفاصيل بالخبريات التي يُكتفى بالإيمان المجمل بها ؛ وأما الأمر والنهي فلا بد من معرفته على وجه التفصيل ، إذ العمل بالمأمور لا يكون إلا مفصلا ، والمحظور الذي يجب اجتنابه لا بد أن يميز بينه وبين غيره ؛ كما قال تعالى : ] وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ [ .... ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : 4 / 21 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا e بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ؛ وَأَكْمَلَ لِأُمَّتِهِ الدِّينَ ، وَأَتَمَّ عَلَيْهِمْ النِّعْمَةَ ، وَجَعَلَهُ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّبِعَهَا وَلَا يَتَّبِعْ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، وَجَعَلَ كِتَابَهُ مُهَيْمِنًا عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكُتُبِ وَمُصَدِّقًا لَهَا ، وَجَعَلَ لَهُ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ، وَشَرَعَ لِأُمَّتِهِ سُنَنَ الْهُدَى ؛ وَلَنْ يَقُومَ الدِّينُ إلَّا بِالْكِتَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْحَدِيدِ : كِتَابٌ يَهْدِي بِهِ ، وَحَدِيدٌ يَنْصُرُهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ] لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ [ فَالْكِتَابُ بِهِ يَقُومُ الْعِلْمُ وَالدِّينُ ، وَالْمِيزَانُ بِهِ تَقُومُ الْحُقُوقُ فِي الْعُقُودِ الْمَالِيَّةِ والقبوض ، وَالْحَدِيدُ بِهِ تَقُومُ الْحُدُودُ عَلَى الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ؛ وَلِهَذَا كَانَ فِي الْأَزْمَانِ الْمُتَأَخِّرَةِ الْكِتَابُ لِلْعُلَمَاءِ وَالْعِبَادِ ، وَالْمِيزَانُ لِلْوُزَرَاءِ وَالْكُتَّابِ وَأَهْلِ الدِّيوَانِ ، وَالْحَدِيدُ لِلْأُمَرَاءِ وَالْأَجْنَادِ ؛ وَالْكِتَابُ لَهُ الصَّلَاةُ ؛ وَالْحَدِيدُ لَهُ الْجِهَادُ .... ( مجموع الفتاوى : 35/ 36 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أَمَّا الْحَدِيثُ النَّبَوِيُّ : " السُّلْطَانُ ظِلُّ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، يَأْوِي إلَيْهِ كُلُّ ضَعِيفٍ وَمَلْهُوفٍ " ، وَهَذَا صَحِيحٌ ؛ فَإِنَّ الظِّلَّ مُفْتَقِرٌ إلَى آوٍ ، وَهُوَ رَفِيقٌ لَهُ ، مُطَابِقٌ لَهُ نَوْعًا مِنْ الْمُطَابَقَةِ ؛ وَالْآوِي إلَى الظِّلِّ الْمُكْتَنِفِ بِالْمُظِلِّ صَاحِبُ الظِّلِّ ؛ فَالسُّلْطَانُ عَبْدُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ ، لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ ؛ وَفِيهِ مِنْ الْقُدْرَةِ وَالسُّلْطَانِ وَالْحِفْظِ وَالنُّصْرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي السُّؤْدُدِ وَالصَّمَدِيَّةِ الَّتِي بِهَا قِوَامُ الْخَلْقِ مَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ظِلَّ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، وَهُوَ أَقْوَى الْأَسْبَابِ الَّتِي بِهَا يُصْلِحُ أُمُورَ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ ، فَإِذَا صَلَحَ ذُو السُّلْطَانِ صَلَحَتْ أُمُورُ النَّاسِ ، وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَتْ بِحَسَبِ فَسَادِهِ ؛ وَلَا تَفْسُدُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ؛ بَلْ لَا بُدَّ مِنْ مَصَالِحَ ؛ إذْ هُوَ ظِلُّ اللَّهِ ، لَكِنَّ الظِّلَّ تَارَةً يَكُونُ كَامِلًا مَانِعًا مِنْ جَمِيعِ الْأَذَى ، وَتَارَةً لَا يَمْنَعُ إلَّا بَعْضَ الْأَذَى ؛ وَأَمَّا إذَا عُدِمَ الظِّلُّ فَسَدَ الْأَمْرُ ... وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .... ( مجموع الفتاوى : 35 / 46 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُنْكِرَ عَلَى أَحَدٍ أَكَلَ مِنْ ذَبِيحَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي هَذَا الزَّمَانِ ، وَلَا يُحَرِّمَ ذَبْحَهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ فَهُوَ جَاهِلٌ مُخْطِئٌ ؛ مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَإِنَّ أَصْلَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِيهَا نِزَاعٌ مَشْهُورٌ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، وَمَسَائِلُ الِاجْتِهَادِ لَا يَسُوغُ فِيهَا الْإِنْكَارُ إلَّا بِبَيَانِ الْحُجَّةِ وَإِيضَاحِ الْمَحَجَّةِ ، لَا الْإِنْكَارُ الْمُجَرَّدُ الْمُسْتَنِدُ إلَى مَحْضِ التَّقْلِيدِ ؛ فَإِنَّ هَذَا فِعْلُ أَهْلِ الْجَهْلِ وَالْأَهْوَاءِ ؛ كَيْفَ وَالْقَوْلُ بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ فِي هَذَا الزَّمَانِ وَقَبْلَهُ قَوْلٌ ضَعِيفٌ جِدًّا ، مُخَالِفٌ لِمَا عُلِمَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ e ، وَلِمَا عُلِمَ مِنْ حَالِ أَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ ؟! ... ( مجموع الفتاوى : 35/ 212 ، 213 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يُرْجِحَ قَوْلًا عَلَى قَوْلٍ بِغَيْرِ دَلِيلٍ ، وَلَا يَتَعَصَّبُ لِقَوْلِ عَلَى قَوْلٍ وَلَا قَائِلٍ عَلَى قَائِلٍ بِغَيْرِ حُجَّةٍ ؛ بَلْ مَنْ كَانَ مُقَلِّدًا لَزِمَ حُكْمَ التَّقْلِيدِ ، فَلَمْ يُرَجِّحْ ، وَلَمْ يُزَيِّفْ ، وَلَمْ يُصَوِّبْ ، وَلَمْ يُخَطِّئْ ؛ وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ وَالْبَيَانِ مَا يَقُولُهُ سُمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ ، فَقُبِلَ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ حَقٌّ ، وَرُدَّ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ، وَوَقَفَ مَا لَمْ يَتَبَيَّنْ فِيهِ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ .
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَاوَتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي قُوَى الْأَذْهَانِ كَمَا فَاوَتَ بَيْنَهُمْ فِي قُوَى الْأَبْدَانِ ؛ وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَنَحْوُهَا فِيهَا مِنْ أَغْوَارِ الْفِقْهِ وَحَقَائِقِهِ مَا لَا يَعْرِفُهُ إلَّا مَنْ عَرَفَ أَقَاوِيلَ الْعُلَمَاءِ وَمَآخِذَهُمْ ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا قَوْلَ عَالِمٍ وَاحِدٍ وَحُجَّتَهُ دُونَ قَوْلِ الْعَالِمِ الْآخَرِ وَحُجَّتِهِ ، فَإِنَّهُ مِنْ الْعَوَامِّ الْمُقَلِّدِينَ ، لَا مِنْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُرَجِّحُونَ وَيُزَيِّفُونَ ؛ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَهْدِينَا وَإِخْوَانَنَا لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ ، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .... ( مجموع الفتاوى : 35 / 233 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يُرْجِحَ قَوْلًا عَلَى قَوْلٍ بِغَيْرِ دَلِيلٍ ، وَلَا يَتَعَصَّبُ لِقَوْلِ عَلَى قَوْلٍ وَلَا قَائِلٍ عَلَى قَائِلٍ بِغَيْرِ حُجَّةٍ ؛ بَلْ مَنْ كَانَ مُقَلِّدًا لَزِمَ حُكْمَ التَّقْلِيدِ ، فَلَمْ يُرَجِّحْ ، وَلَمْ يُزَيِّفْ ، وَلَمْ يُصَوِّبْ ، وَلَمْ يُخَطِّئْ ؛ وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ وَالْبَيَانِ مَا يَقُولُهُ سُمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ ، فَقُبِلَ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ حَقٌّ ، وَرُدَّ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ، وَوَقَفَ مَا لَمْ يَتَبَيَّنْ فِيهِ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ .
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَاوَتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي قُوَى الْأَذْهَانِ كَمَا فَاوَتَ بَيْنَهُمْ فِي قُوَى الْأَبْدَانِ ؛ وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَنَحْوُهَا فِيهَا مِنْ أَغْوَارِ الْفِقْهِ وَحَقَائِقِهِ مَا لَا يَعْرِفُهُ إلَّا مَنْ عَرَفَ أَقَاوِيلَ الْعُلَمَاءِ وَمَآخِذَهُمْ ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا قَوْلَ عَالِمٍ وَاحِدٍ وَحُجَّتَهُ دُونَ قَوْلِ الْعَالِمِ الْآخَرِ وَحُجَّتِهِ ، فَإِنَّهُ مِنْ الْعَوَامِّ الْمُقَلِّدِينَ ، لَا مِنْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُرَجِّحُونَ وَيُزَيِّفُونَ ؛ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَهْدِينَا وَإِخْوَانَنَا لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ ، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .... ( مجموع الفتاوى : 35 / 233 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وهو يتكلم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : فَلَا بُدَّ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ : الْعِلْمُ ، وَالرِّفْقُ ، وَالصَّبْرُ ؛ الْعِلْمُ قَبْلَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيُ ، وَالرِّفْقُ مَعَهُ ، وَالصَّبْرُ بَعْدَهُ ؛ وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْ الثَّلَاثَةِ مُسْتَصْحِبًا فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ ؛ وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ وَرَوَوْهُ مَرْفُوعًا ؛ ذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِي ( الْمُعْتَمَدِ ) : " لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ إلَّا مَنْ كَانَ فَقِيهًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ ، فَقِيهًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ ؛ رَفِيقًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ ، رَفِيقًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ ؛ حَلِيمًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ ، حَلِيمًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ " .... ( مجموع الفتاوى : 28 / 137) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وإذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان ؛ فقد يذنب الرجل أو الطائفة ، ويسكت آخرون عن الأمر والنهي ، فيكون ذلك من ذنوبهم ؛ وينكر عليهم آخرون إنكارًا منهيًّا عنه ، فيكون ذلك من ذنوبهم ، فيحصل التفرق والاختلاف والشر ؛ وهذا من أعظم الفتن والشرور قديمًا وحديثًا ، إذ الإنسان ظلوم جهول ، والظلم والجهل أنواع ، فيكون ظلم الأول وجهله من نوع ، وظلم كل من الثاني والثالث وجهلهما من نوع آخر وآخر . ومن تدبر الفتن الواقعة رأى سببها ذلك ... ( الاستقامة : 2 / 241 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أُمُورُ النَّاسِ تَسْتَقِيمُ فِي الدُّنْيَا مَعَ الْعَدْلِ الَّذِي فِيهِ الِاشْتِرَاكُ فِي أَنْوَاعِ الْإِثْمِ ، أَكْثَرُ مِمَّا تَسْتَقِيمُ مَعَ الظُّلْمِ فِي الْحُقُوقِ وَإِنْ لَمْ تَشْتَرِكْ فِي إثْمٍ ؛ وَلِهَذَا قِيلَ : إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً ، وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً ؛ وَيُقَالُ : الدُّنْيَا تَدُومُ مَعَ الْعَدْلِ وَالْكُفْرِ ، وَلَا تَدُومُ مَعَ الظُّلْمِ وَالْإِسْلَامِ .... ( مجموع الفتاوى : 28 / 146 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : الزِّنَا مِنْ الْكَبَائِرِ ، وَأَمَّا النَّظَرُ وَالْمُبَاشَرَةُ فَاللَّمَمُ مِنْهَا مَغْفُورٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ ؛ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى النَّظَرِ أَوْ عَلَى الْمُبَاشَرَةِ صَارَ كَبِيرَةً ، وَقَدْ يَكُونُ الْإِصْرَارُ عَلَى ذَلِكَ أَعْظَمَ مِنْ قَلِيلِ الْفَوَاحِشِ ؛ فَإِنَّ دَوَامَ النَّظَرِ بِالشَّهْوَةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ الْعِشْقِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالْمُبَاشَرَةِ قَدْ يَكُونُ أَعْظَمَ بِكَثِيرِ مِنْ فَسَادِ زِنَا لَا إصْرَارَ عَلَيْهِ .. ( مجموع الفتاوى : 15/ 293 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : قَالَ النَّبِيُّ e : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : " لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ " فَإِنَّ مُرَادَهُ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ هَذَا الْإِنْكَارِ مَا يَدْخُلُ فِي الْإِيمَانِ حَتَّى يَفْعَلَهُ الْمُؤْمِنُ ، بَلْ الْإِنْكَارُ بِالْقَلْبِ آخِرُ حُدُودِ الْإِيمَانِ ؛ لَيْسَ مُرَادُهُ أَنَّ مَنْ لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ؛ وَلِهَذَا قَالَ : : لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ " .
فَجَعَلَ الْمُؤْمِنِينَ ثَلَاثَ طَبَقَاتٍ ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ فَعَلَ الْإِيمَانَ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ ؛ لَكِنَّ الْأَوَّلَ لَمَّا كَانَ أَقْدَرَهُمْ كَانَ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ أَكْمَلَ مِمَّا يَجِبُ عَلَى الثَّانِي ، وَكَانَ مَا يَجِبُ عَلَى الثَّانِي أَكْمَلَ مِمَّا يَجِبُ عَلَى الْآخَرِ ، وَعُلِمَ بِذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ يَتَفَاضَلُونَ فِي الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ عَلَيْهِمْ بِحَسَبِ اسْتِطَاعَتِهِمْ ، مَعَ بُلُوغِ الْخِطَابِ إلَيْهِمْ كُلِّهِمْ .... ( مجموع الفتاوى : 7 / 428 ) .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أمتنا خير الأمم وأكرمها على الله ، وخيرها القرون الثلاثة ، وأفضلهم الصحابة ؛ وفي أمتنا شر كثير ، لكنه أقل من شر بني إسرائيل ، وشر بني إسرائيل أقل من شر الكفار الذين لم يتبعوا نبيا كفرعون وقومه ، وكل خير في بني إسرائيل ففي أمتنا خير منه ؛ وكذلك أول هذه الأمة وآخرها : فكل خير من المتأخرين ففي المتقدمين ما هو خير منه ، وكل شر في المتقدمين ففي المتأخرين ما هو شر منه ؛ وقد قال تعالى : ] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [ ( التغابن : 16) .... ( منهاج السنة النبوية : 6 / 150 ) .
 
عودة
أعلى