فوائد إضافية في آيات كريمة ورد ذكرها في البرامج الإعلامية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع حمد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
((حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون))
الجزية هي على كل كتابي يكون تحت سلطة المسلمين ، كشركاتهم التي في بلاد المسلمين . لا بد أن تُلزَم بدفع الجزية كل عام .

((ولو دُخِلَت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبّثوا بها إلا يسيراً))
الدخَل : ما يدخل على الشيء مما هو ليس من ماهيته .
قال صلى الله عليه وسلم : (تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . وَتُفْتَحُ الشَّأْمُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . وَتُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .

((لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلاً * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً * يسألك الناس عن الساعة))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ ، وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا) .
 
فيها استحباب الأكل من المذكور في الآية الكريمة .
وأيضاً يقول ربنا الله تعالى : ((وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره و...)).

((من المهاجرين)) :قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (..وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ...) .


((احشروا الذين ظلموا وأزواجهم))
كالذين يناصرونهم ويؤيدونهم - والعياذ بالله- .
 
بين قوله سبحانه ((ويسبح الرعد بحمده)) وقوله سبحانه : ((أنزل من السماء ماء فسالت أودية)) = مائة كلمة ، وهذا يوافق الحديث الشريف : (من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) .
ولعل النبي صلى الله عليه وسلم شبّه بزبد البحر دون زبد السيل ؛ لأن كثيراً من الناس قد لا يستطيعون رؤية زبد السيل حين تكثر مياه الأمطار حولهم .

((الجياد))
*جمع جواد: للفرس إذا كان يجود أي يعطي بكثرة من أحسن ما عنده، فهو حاضر في العدو
*شيء جَيِّدٌ والجمع جِيَادٌ
ط¬ظژط§ط¯ظژ - ظٹظژط¬ظڈظˆط¯ظڈ - ط¬ظژظٹظ‘ظگط¯ - ط¬ظژظˆظژط§ط¯ - ط¬ظگظٹظژط§ط¯ - ط¬ظڈظˆظ’ط¯ – ط§ظ„ط¬ظˆط¯ - ط§ظ„ط¬ظڈظˆظ’ط¯ظگظٹظ‘
 
((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ...))
لعل من المناسبات بين قوله سبحانه : ((وضربت عليهم الذلة)) وما قبله في الآية الكريمة .
هو ما يشير إليه هذا الحديث النبوي الشريف :
حين رأى -صلى الله عليه وآله وسلم- آلة الحرث ، فقال : (ما دخلت هذه بيت قوم إلا أدخله الله الذل) .

((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن))
لعل من المناسبات بين الآية الكريمة وبين ما قبلها ، ما يشير إليه الحديث الشريف :
سنن أبى داود-ن - (4 / 425) :
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ وَقَعَ رَجُلٌ بِأَبِى بَكْرٍ فَآذَاهُ فَصَمَتَ عنه أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ آذَاهُ الثَّانِيَةَ فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ آذَاهُ الثَّالِثَةَ فَانْتَصَرَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ انْتَصَرَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَوَجَدْتَ عَلَىَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُكَذِّبُهُ بِمَا قَالَ لَكَ ، فَلَمَّا انْتَصَرْتَ وَقَعَ الشَّيْطَانُ فَلَمْ أَكُنْ لأَجْلِسَ إِذْ وَقَعَ الشَّيْطَانُ ».
 
((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ))
يحتمل قولهم : ((ولا بالذي بين يديه)) أن يراد به : ما وعد به القرآن مما يكون بين يديه من : الآخرة والعذاب , ويحتمل : ما بين يديه من الكتب السابقة .. فاللفظ محتمل لكليهما .

((وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي))
فلا ينفق منه على الفقراء .

((ولمن انتصر بعد ظلمه))
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) . الآية الكريمة تحتمل الوجهين
 
((لله ملك السماوات والأرض ، يخلق ما يشاء ، يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً))
لو نتأمل كيف قابل الله سبحانه بين الإناث والذكور ، وبين التوائم والعقْم . (العكس تماماً) ، وكلٌّ هو به عليم قادر عليه سبحانه .
 
((وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14))
يصح إطلاق الفُلْك على السيارات ؛ لأنها تدور وترجع إلى مكان واحد كالسفن .

((إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار)) سورة محمد
لعل مما يوافق معنى الآية الكريمة من الأحاديث النبوية : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف) .

((والله يعلم متقلبكم ومثواكم * ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة))
تحمس الذين آمنوا لمّا علموا أن الله يعلم متقلبهم فأرادوه أن يكون في الطاعات .
 
((لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً))
الأظهر -والله أعلم- أن المراد بدخول المسجد الحرام : هو دخولهم بعمرة الجعرانة ؛ لأنها هي التي تنطبق عليها الأوصاف في الآية الكريمة .

((كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود * وعاد وفرعون وإخوان لوط))
الوسيط (1 / 3954) :
قالوا : ووصفهم الله - تعالى - بأنهم إخوانه ، لأنه كانت تربطه بهم رابطة المصاهرة حيث إن امرأته - عليه السلام - كانت منهم .

((ومن الليل فسبحه وأدبار السجود * واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب))
في الحديث النبوي : (فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ) .

((وفي أموالهم حق للسائل والمحروم * وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم ، أفلا تبصرون * وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون * هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون))
من كان في ماله حق للسائل والمحروم ، أبصر آيات الله في الأرض .
ولعل مناسبة قوله سبحانه : ((هل أتاك حديث ضيف)) لما قبله ، هي : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) .
ولعل في الآية الأخيرة إشارة إلى ما ورد في الحديث النبوي عن لحم البقر : (ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء) .
 
(( وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7))
المقسَم به في الآيات الكريمة : إما يعذَّب به ، وإما أنه لولاه لعُذّب الناس . ، -وبهذا تظهر مناسبة بداية سورة الطور لنهاية الذاريات- .
فالطور : هُدّد به .
ولولا الكتاب المسطور لعُذِّب الكفار : ((وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى)) ، وبه يعذَّبون .
والبيت المعمور سبب لقيام الناس وحمايتهم .
والسقف المرفوع كذلك . ((وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِه)) .
والبحر المسجور : مسند أحمد - (1 / 395) :
(لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ فِيهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ فَيَكُفُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) .

((وأنه هو أغنى وأقنى))
(ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس)
 
((ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر))
أثبت سبحانه كون العذاب في وقت البكرة ، مع أنهم حين أخذتهم الصيحة كانوا في الأعلى مشرقين .
ولعل في هذا إشارة إلى أن الصائم المفطر بعد الغروب ، ثم أقلعت طائرته إلى مكان يرى الشمس فيه فإنه لا يزال في حكم الليل .
 
((يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ))
اليأس على ظاهره ؛ إذْ إنهم من كُبْر خطاياهم وكثرتها وصلوا إلى اليأس من الآخرة والعياذ بالله .
ولعل وجه التشبيه في الآية الكريمة : أن يأس الذين وقع غضب الله عليهم يشبه يأس الكفار أصحاب القبور ، من حيث أنهم يئسوا من الرجوع إلى الحياة والهداية استعداداً للآخرة .
وأيضاً يقال : كما يئس الكفار الأحياء من أصحاب القبور ، فهؤلاء يتخيلون أنفسهم أنهم مثل أصحاب القبور . ميؤوسٌ تغييرهم !
 
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ))
لعل الآية الكريمة تشير إلى أن طلاق البدعة -طلاق الحائض والموطوءة في نفس الطهر- : يقع ، لكنه لا عدة فيه .
فلو طلقها الثالثة طلاقاً بدعياً وفارقها ، فإنه يُجبَر على إعادة الطلاق على السنّة ، وتبتدئ المرأة حينها في العدة .

ووجه الدلالة من الآية الكريمة على أنه يقع : إثباتُها وصف الطلاق لمن طلق بأي صفة ، ((إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَـ)) .
ووجه الدلالة على أنه لا عدة عليها : الإضافة في : ((لِعِدَّتِهِنَّ)) فهي تشير إلى أن من طلق بغير ذلك . فإنه ليس فيه عدة لهن ؛ لأنه ليس من عدتهن .

والله أعلم
 
((الذين يخشون ربهم بالغيب))
لعل باء الإلصاق تفيد أن حالتهم ليست غيباً كاملاً ، بل هم يعبدون الله كأنهم يرونه .
قال صلى الله عليه وسلم عن الإحسان : (أن تخشى الله كأنك تراه ، فإنك إلا تكن تراه فإنه يراه) .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا وقد عَصَره الشيطان عَصرةً أو عصرتين، إلا ...)
الأظهر أن أصح ألفاظ الجملة الأخيرة في الحديث الشريف هي : (إلا عيسى بن مريم) فقط ، دون ذكر أمه .
رواها هكذا الأعرج عن أبي هريرة .
أما الروايات التي فيها ذكر أمه أيضاً -عليهما السلام- ففيها نظر .
فمثلاً : رواية سعيد بن المسيب -من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عنه- ليس فيها ما يفيد اتصال السند .
حيث وردت كالتالي : .. شعيب عن الزهري قال :حدثني سعيد بن المسيب قال : قال أبو هريرة .....
فلم يُثبِت ابن المسيب -رحمه الله- سماعه من أبي هريرة هنا .

وقد قال البخاري : أصح أسانيد أبي هريرة : أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبى هريرة .
 
((وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بئس الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام) .
فلا يجوز إذاً بيع الإنسان دمه للمستشفيات .

((وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
قال النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- : (مَا مِنْ شَىْءٍ أَثْقَلُ فِى الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ) .

((ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32))
الذي يظهر أن حرارة الجحيم تنتقل من الجسد إلى حديد السلسلة والعياذ بالله .
((وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ))
عندما تُصهَر الجلود وما في بطونهم من طعام -بالحميم- فإنها حينئذ تسمى غسلين ، لأنها غُسلت .
 
وإياك أخي
((يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة فانتشروا))
ولعل في كلمة (الصلاة) الثانية إشارة إلى أن صلاة الجمعة ركعتان جهريتان .

((السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ))
لعل التذكير على معنى : البناء . ((والسماء بناء)) .

((والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا))
يقسم ربنا سبحانه بالنازعات لأرواح الناس غرْقا ، أي : من داخل كل عِرْق تنزع الروح .
والناشطات لأنفس المؤمنين نشطاً حين إخراج الروح ، ورؤيتهم لمقاعدهم في الجنة .
(والسابحات سبحاً) إلى المكان الذي تزوره روح الميت في البرزخ ، سواء كان إلى النار -والعياذ بالله- أو إلى الجنة ؛ لاستقباله وتجهيزه له . فهي (السابقات سبقاً) أي : قبل ذهاب الروح السريع إلى مكانها . تسبقها الملائكة سبقاً إليه .
فهي (المدبرات أمراً) : تدبر أمر الله لهذه الروح ، -تنعيمها أو تعذيبها- .
 
((قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ))
(دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا) .
فلعله أيضاً يصح تأويل الآيات على الأخدود المشار إلى مثله في الآيات الكريمة التالية :
((وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)) .
((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ)) .
 
((لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ .. فَقَالَ : ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ) .

((والفجر * وليالٍ عشر))
لعله لا مانع من حمل الليالي العشر على قولهم يوم الغاشية : ((يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراً)) .
 
(بعوضة فما فوقها) : على أنه فما فوق جسم البعوضة، فلقد وجدت كائنات دقيقة أصغر من البعوضة تعيش فوق جسمها من الخارج ,تفترس البعوضة وتقتلها مثل: الحلم والفطريات. ط¨ط¹ظˆط¶ط© ظپظ…ط§ ظپظˆظ‚ظ‡ط§ | ط§ظ„ظ‡ظٹط¦ط© ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ…ظٹط© ظ„ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط² ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ظٹ ظپظٹ ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ظˆط§ظ„ط³ظ†ط© ((فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)) [البقرة : 38] لعل وجود (هم) في الآية الكريمة : لإفادة أن نفي الحزن هو عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لا عن الذين يخافون عليهم .
 
((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة))
يأتي ربُّنا سبحانه من كان يعبده من بر وفاجر -من المسلمين- . كما تشير الآيات السابقة .
 
((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ..))
تكرار نسبة الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم : يفيد شرف الخروج في سبيل الله .

((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا))
تحتمل الآية الكريمة معنى : ما كرَّسه سبحانه في أم الكتاب .

((عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ))
اللباس يعلوهم ، وليس محزقاً عليهم .. وهذا من تمام الانبساط .-نسأل الله جنته-
 
((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا))
القرآن أنزله الله مثاني ، فهنا قد يسأل شخص : أين الوعد مع الوعيد الذي في الآيات الكريمة ؟
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) .
 
((وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ))
غير منزلي مائكم في خارج الرحم .
فمادة (سفح) : تفيد ظهور الشيء المسفوح .
 
((مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا))
لعل في هذا التعبير الكريم إشارة أن ذلك في يوم القيامة .
 
((إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً))
المخصص ـ لابن سيده (5 / 142) :
وكذلك ( الطريق ) يذكر ويؤنث .
 
((إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ))
روحٌ من الله فوراً ، لا كما هو الحال في بقية الأرواح .. التي تنزل في ليلة القدر ، لتقسّم في أيام السنة .
 
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69))
لعل سبب الرفع بدلا من النصب هو : أن وجود الإيمان والعمل الصالح فيهم قليل بخلاف الذين آمنوا .
ويشهد لهذا التوجيه : ما ذكر الله في الآيات السابقة من أن أكثرهم فاسقون ، و (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا) .
والله أعلم.
وكذلك ما ذكر سبحانه في الآيات اللاحقة .
فعلى هذا يكون (والذين هادوا) في محل رفع .

((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ))
حياة الأعراب ليست بيئة مناسبة لتعلم تأويل الأحاديث .. وهذا معنى للآية الكريمة .
 
((فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203))
المثنى : الدنيا أيام معدودات .
قال صلى الله عليه وآله وسلم : « مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَىْءٌ يُرِيدُ أَنْ يُوصِىَ فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ ».
 
((ذَلِكَ ، وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32))
من شعائر الله : مِنى ، ومن تعظيمها : رمي الجمرات التي فيها بالتكبير .
 
في الآية إشارة إلى استحباب الموعظة والذكر -كقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم- في هذين الوقتين .
وكذلك ورد في سورة الأنعام ما يشير إلى ذلك ، قال سبحانه : ((وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)) .
وهذا من المناسبة بين الآيتين .

((قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ))
فالجمعة لها خطبتان يجلس بينهما الإمام .


قال تعالى : ((الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني)) .
((وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)) سورة البقرة
((كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)) سورة الحج
لمّا كانت الآية الأولى فيها شكرٌ لله على أن أكمل لنا عدة رمضان وإن كان 29 يوماً ، فكذلك الآية الكريمة الأخرى لعلها تشير إلى أن من أسباب الشكر هو أن ذا الحجة شهر لا ينقص .
(شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة)
 
((وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ))
لعل معنى الجملة الكريمة الأخيرة : أنه لم يكن من الساجدين لربه . بل كان سجوده يسيراً .
 
((ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً))
((سلاما)) : الألِف في آخر الكلمة تُشعر بإطلاق السلام ، ولعلها كانت البشرى التي في الآية الكريمة . ونِعْمَ البشرى .

((وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37))
لعل في الآية الكريمة إشارة إلى صفة صلاة الكسوف .
فالركوع تظهر فيه العبادة أكثر : ((إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)) ولذلك كان مكرراً في كل ركعة .
 
((لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين))
لسائلي الآيات .. فيا أيها الكفار هذه آيات لكم .. وسيرفع الله رسوله عليكم كما رفع يوسف على إخوته .
 
((لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26))
يقال لهم : سلاماً سلاماً ، أي : فلا تخافوا أن يكون إثماً ما تفعلوه .
 
((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ))
لعله يصح تفسير (الأمر) هنا أيضاً : بأمر الساعة
 
((قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي))
علم يوسف عليه السلام يشبه علم الخضر .
 
اليمين في اللغة : لا تطلق على الحلف بالله فقط ، بل على كل قول فيه تأكيد شديد وتقوية للأمر الذي سيلتزم الإنسان به .
فمن قال : أعاهد ، أو عليّ الحرام ..

((لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110) يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ..))
يظهر بوضوح ارتباط الآية الأخيرة بما قبلها .
فقوله سبحانه : ((ثم إن ربك للذين)) يراد به : أي في الآخرة : ((يوم تأتي)) .
 
((فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون))
لعل الآية الكريمة تشير إلى وجوب شكر نعمت الله بعبادة حادثة غير ما الإنسان مستديم عليه .
وأقل الشكر حمْد الله .
فجاء القيد : ((إن كنتم إياه تعبدون)) في الآية الكريمة ؛ للتنبيه على أن شكر النعمة يجب على من كان يعبد الله أيضاً . فعليه أن يحدث عبادةً .
 
((وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79))
قراءة القرآن قبل النوم .
وأيضاً فإن قراءة القرآن في قيام الليل : هو تهجيدٌ له صلى الله عليه وسلم بعد يوم تحمل فيه مكابدة الدعوة إلى الله سبحانه .
 
((وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ))
مكروا مكْر من كان قبلهم .
 
((ووضع الكتاب فترى المجرمين ...))
(الكتاب) : لعله يصح تأويله بكتاب القرآن الذي عند الله سبحانه .
 
((أولم تأتهم بينة ما في الصحف االأولى))
هم قد اطّلعوا على صحف موسى ، فرأوا فيها بينة على صدق القرآن .. هذا معنى .
والمعنى الآخر :
البحر المديد ـ موافق للمطبوع - (4 / 475) :
أي : أوَ لَمْ يأتهم القرآن الذي فيه بيان ما في الصحف الأولى ؛ التوراة والإنجيل والزبور ، وسائر الكتب السماوية لاشتماله على ما فيها ، وزيادة علوم وأسرار. وهذا رد من جهته تعالى لمقالتهم ، وتكذيب لهم فيها دسوا تحتها ، من إنكار إتيان الآية ، بإتيان القرآن الكريم ، الذي هو أبهر الآيات ، وأسنى المعجزات ، وأعظمها ، وأبقاها ؛ لأن حقيقة المعجزة : اختصاص مدّعي النبوة بنوع من الأمور الخارقة للعادة ، أيّ أمر كان ، ولا ريب في أن العلم أجلْ الأمور وأعلاها ؛ إذ هو أصل الأعمال ، ولقد ظهر ، مع حيازته لعلوم الأولين والآخرين ، على يد أمي ، لم يمارس شيئًا من العلوم ، ولم يدارس أحدًا من أهلها أصلاً ، فأيّ معجزة تراد بعد وروده ؟ وأيّ آية ترام مع وجوده ؟ ! وفي إيراده بعنوان كونه بينة لما في الصحف الأولى ، أي : شاهدًا بحقية ما فيها من العقائد والأحكام ، التي أجمعت عليها كافة الرسل ، ما لا يخفى من تنويه شأنه وإنارة برهانه ، ومزيد تقرير وتحقيق لإتيانه.
 
((قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50))
ربما استخدم عليه السلام هذه الصفة لرب العالمين ؛ لأن فرعون -مدّعي الربوبية لأهل مصر- لم يقدر عليها .
 
((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93))
كل نبي منهم عمل بعبادة يتميز بها عن غيره من الأنبياء: ((وتقطعوا أمرهم بينهم)) .
لأنه يعلم أن الأنبياء السابقين له قدوة لمن معه ، فعليه أن يجتهد بعبادة حتى تتم الإسوة في عمل الصالحات .

((ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ))
هذه الآية الكريمة تشير إلى أن لحركة الجسد تأثيراً .
 
((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ))
الضامر : متعدٍ ولازم .
أما المتعدي : فهو كالسفن التي تضمر المسافرين في أسفلها ، ويأتين على المضائق التي فيها جبال .
وكالباصات الكبيرة التي تضمر المسافرين .

وأما اللازم : فهو كالسيارات المهترئة القديمة .
 
((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26))
لعل من فوائد الآية الكريمة : أن من رمى الطيب بسيئة خبيثة ، فإن الخبيثة تكون للرامي الخبيث . والعياذ بالله
وكما قيل : ... فيعافيه الله ويبتليك .

ومن فوائد الآية الكريمة : أن عائشة أم المؤمنين هي زوج رسول الله في الجنة أيضاً ، بدلالة السياق مع الآية قبلها ,
 
وجزاك بمثله أخي محمد .
((وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ))
قال صلى الله عليه وسلم : (فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله) .

((ونكتب ما قدموا وآثارهم ، وكل شيء أحصيناه في إمام مبين))
(...وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً) .
الكتابان اللذان عند الملكين : هما إمام مبين يوم القيامة لحساب المرء .
 
((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ، ذلك هو الفضل الكبير * جناتُ عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير))
قال أبو موسى الأشعري : فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة .
 
عودة
أعلى