فوائد إضافية في آيات كريمة ورد ذكرها في البرامج الإعلامية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع حمد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
((أو ينفوا من الأرض))
في الآية الكريمة إشارة إلى أن الزاني يُنفى .. ووجه الدلالة على ذلك من كتاب الله : أن الله وصف الزاني باسم الفاعل لا باسم الموصول .
وهذا يفيد لزوم الفعل لصاحبه -أي : تكراره- فأصبح فيه محاربة لله ورسوله وسعي في الأرض فساداً .
 
((فاجتنبوه))
قال صلى الله عليه وسلم :(ما أسكر كثيره فقليله حرام) .
وقال عليه الصلاة والسلام : (من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه) .
 
يظهر أنه يصح تأويل الآية على غير الأنبياء عليهم السلام :
حيث ينزل الله الملائكة بالروح إلهاماً (وحياً) على من يشاء من عباده ، أن أنذروا أيها الملائكة هؤلاء العباد أنه لا إله إلا أنا فاتقون .
فيكون الروح هو القرآن .

((يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ، وإن تسألوا عنها حين يُنَزَّل القرآن تبد لكم))
حين ينزل القرآن -فهمه- على المُلهَم وقت احتياج الناس .
 
((وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون))
لعله يصح حمل الضمير في ((دونه)) : إلى القرآن الكريم .
فالقرآن أولى الأولياء والشفعاء لأصحابه .

((وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون))
لعل مناسبة قوله تعالى : ((وهو الذي إليه تحشرون)) لما قبله ؛ لبيان فضل المشي إلى المصلَّى الأكثر جماعة ، لأنه ذو حشر أكثر .
 
((إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت))
لعل مناسبة الآية الكريمة لما قبلها تظهر في هذا الحديث الشريف :
قَالَ صلى الله عليه وسلم : (..... ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ) .
 
((وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتونَ والرمان))
لعل كثرة خلق العنب ؛ للإشارة إلى فائدة الإكثار من أكله وشرب نبيذه .
 
((يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ، إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون))
الآية الكريمة تشير إلى أن الحياء من الإيمان ، كما أراد الشيطان أن يزيل الحياء من صدور آدم وزوجه .

((ونزعنا ما في صدورهم من غلّ))
هذا نعيم الجنة في مقابل عذاب الكفار -المذكور قبل عدة آيات- ويحمل غلّ الأمم على بعضها .
 
الذي يظهر أن أصحاب الأعراف رجالٌ عملوا بالسيئات ولم يشركوا .
((يا بني إنها إن تك مثقالَ حبة من خردل))
الذي يظهر أن قوله -رحمه الله- يرجع إلى فعلة الشرك التي نهى عنها ابنه .
والله أعلم

((وادعوه خوفاً وطمعاً ، إن رحمت الله قريب من االمحسنين * وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلّت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات))
استجابة الله للدعاء تكون كما ذكر الله سبحانه في الآية الثانية ، فلا يعجلَنّ أحد .
 
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ))
لم يجدوا جواباً على قوله عليه السلام ، إلا أن يصرّفوا الموضوع .
 
((كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذّبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون))
وهذا ما فعله عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم حين ألقاهم في القليب .
 
((براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين))
من فوائد الآيات الكريمة إن جعلنا الخطاب ((فسيحوا ....)) للمؤمنين :
1-عدم جواز المكث مع المشركين عند السياحة في الأرض ، وكما يدل قوله سبحانه : ((واعلموا أنكم غير معجزي الله)) .
2- جواز السياحة(1) للاستفادة ، مدة أربعة أشهر لا تزيد -إن حصل التبرؤ من المشركين كما يشير ارتباط الآية الأولى بالثانية- .
وإنما اشتُرط التبرؤ منهم ؛ لئلا يكون هناك تحالف أو موادّة حين يمر بهم .

----------------------
(1) هي الضرب في الأرض دون توقّف طويل عند الشيء .

((إلا تنصروه فقد نصره الله...))
تنطبق الآية الكريمة على الإمام القائم بأمر الجهاد في سبيل الله ، كما كان يقيمه رسول الله .
 
((إنما الصدقات للفقراء والمساكين))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّمَا الْمِسْكِينُ : الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا) .
وفي لفظ : (الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يُفطَن له فيُتصدّق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس) .
 
((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرْحمهم الله إن الله عزيز حكيم))
لعل مناسبة ورود اسمَي العزيز والحكيم ؛ لبيان أن المنافقين لا يريدون حدوث الصفات المذكورة للمؤمنين .
فأخبر سبحانه أنه عزيز حكيم ، فهي حادثة حادثة .
 
((..وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106))
يصح تأويل ((وصلوات الرسول)) : بالصلاة المعروفة ، فإن الصلاة خلفه صلى الله عليه وسلم أو الصلاة في مكان صلواته (المسجد النبوي) = قربةٌ عند الله .
((والسابقون الأولون)) :قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ...) .
 
((اختلاف الليل والنهار))
أي : يخلف أحدهما الآخر .

أما اختلاف الناس ، فيعني : يخلُف بعضهم البعض في الرد ، وإظهار قولٍ غيره .
 
((كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين))
الذي يظهر أن المقربين مقصودون في الآية أيضاً .
فال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (... فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ ...) .
 
((ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً))
تسليم الملائكة بشرى .
 
((منها قائم وحصيد))
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِ الْحِجْرِ : « لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ».
 
((لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلاً * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً * يسألك الناس عن الساعة))
لعل مناسبة ذكر سؤال الناس عن الساعة هنا ، يبيّنه هذا الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ ، وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا) .
 
((وقلن حاش لله ما هذا بشراً)) ، ((ما هن أمهاتِهم))
يظهر لي أن النصب هنا لإرادة نفي المسمَّى ، لا الاسم فحسْب .. أي : أنهن يقلن : ما يصح تسميته بالبشر -فضلاً عن أنه ليس بشراً- .
وفي قوله سبحانه : ((ما هن أمهاتِهم)) كذلك .. أي : ما تصح تسميتهن بالأمهات مجازاً ، فضلاً عن أنهن لسن بأمهاتهم .
 
((ذلك كيل يسير))
أي : نستطيع تدبير حاله بيسر لأن بضاعتهم هم قد رُدَّت إليهم .
 
((لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلاً * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً * يسألك الناس عن الساعة))
لعل مناسبة ذكر سؤال الناس عن الساعة هنا ، يبيّنه هذا الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ ، وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا) .
لعل وجه كونهما اثنين لا أكثر ، أن الناس في آخر الزمان أشرار . فلا ينبغي أن يكون بجوار رسول الله في المسجد أكثر عدداً من صاحبَيه . -وقد ورد في بعض الطرق أن الراعيين يدخلان المسجد- .
 
((إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثَمّ أمين))
تحتمل الآية أن يكون موسى عليه السلام مراداً بها ؛ إذْ إنه وُصف بهذا الوصف في سورة الدخان .. وقريش يعلمون أنه رسول اليهود .
وهو عند ذي العرش في السماء السادسة ؛ ولعل وصف (ذي العرش) سبحانه يشير إلى أنه أقرب للعرش مما هو أعلى منه .
قال صلى الله عليه وسلم : (.. فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ..) .
 
((وخلق الجانّ من مارج من نار))
المارج هو طرف النار الملتهبة ، وسمّي مارجاً ؛ لأنه يختلط بالشيء الذي فوقه ولا يحرقه مباشرة ، بخلاف نفس النار التي تحرق ما يخالطها .
 
لعل من حِكَم الحروف المقطعة : بيان أن للحروف فوائد في أثناء الآيات ، كما للكلمات .

((ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم))
لعل من معاني الآية الكريمة : تشديد الإنكار عليهم ؛ لأنه قد يوجد إضلال بعلم . كمن يفتي شخصاً -وهو لا يعلم أنه يريد قتل آخر- بأن للقاتل توبة .
 
((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)) [النحل : 71]
قال النبي صلى الله عليه و سلم : (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) .
 
((ولتُسألُن عما كنتم تعملون)) سورة النحل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (... وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ فَلَيَقُولَنَّ لَهُ : أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، فَيَقُولُ : أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ ...) .
 
((إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26))
لو أرجعنا الضمير في قوله تعالى : (لا يسمعون فيها) إلى الآخرة ، لظهر بوضوح معنى الاستثناء بعده ، من هذا الحديث الشريف :
قال صلى الله عليه وسلم : (... وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ) .
والذي يجعل الضمير يصح إرجاعه إلى الآخرة ، هو إمكانية جعْل متعلق الآية الكريمة : ((في جنات النعيم)) هو : ((أولئك المقربون)) .
أي : أنهم مقربون في جنات النعيم -التي هي درجاتٌ- ، فلا يكون حينئذ وصف النعيم -في الآيات- بعد دخولهم فيها .. بل وصف ما سيدخلونه .
 
((يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده))
غصباً عنكم تحمدون الله وقتها ، من هول الصدمة .
 
((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
كما يطمئن قلْب من عطس بالذكر .
وعندما يبشّر المشمّـتُ العاطسَ بالرحمة ، فهذا تطبيق للآية الكريمة المبشّرة بعدها :
((الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب))
ثم يحيّي العاطسُ من حيّاه بقوله : يهديكم الله ويصلح بالكم .. كما هو مشارٌ إليه في قوله تعالى : ((سيهديهم ويصلح بالهم * ويدخلهم الجنو عرّفها لهم)) .

((وإذْ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم))
قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) .
 
((ويبشرَ المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجراً حسناً * ماكثين فيه أبداً))
لعل استعمال (ماكثين) هنا : للإشارة إلى أنكم أيها المهاجرون وأيضاً أصحاب الكهف ، أبشروا فإنّ لكم أجراً حسناً تمكثون فيه .

((ربهم أعلم بهم))
يحتمل أن يكون من قول الله سبحانه ، ويحتمل أن يكون حكاية قولهم .
 
قوله تعالى :((وما كنت متخذ المضلين عضداً)) يشبهه قوله سبحانه : ((وما له منهم من ظهير)) .
 
لو نتأمل في قصص سورة الكهف لوجدنا أنها تحوم حول المكث ، والسفر في سبيل الله .
فمثلاً في قصة صاحب الجنتين : نجد أنه اغتر وحسب أنه ماكث في الجنتين ليستا بزائلتين .. فلم يكن ذلك .
بل المكث الأبدي في قوله تعالى : ((ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً * ماكثين فيه أبداً)) .

((الذين لا يرجون لقاءنا))
قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ) .

((فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً))
ورد في الحديث النبوي ما يشبه هذا المعنى :
(بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا) .
 
((وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً))
كون الخشية على أبويه ، فلعل في ذلك دلالة على أنه مات كافراً ؛ لأنه من المعلوم أن موت العبد قبل انحرافه أولى بالإرادة الشرعية ، من خشية إرهاق الأبوين .
 
لعل المناسبة بين آخر سورة العلق وبداية سورة القدر : هي الإشارة إلى أن ليلة الإسراء كانت ليلة القدر .
((كلا لا تطعه واسجد واقترب)) ((إنا أنزلناه في ليلة القدر))

((إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان))
(الفرقان) معرّفة بأل الاستغراقية ، فأفاد أن ليلتها كانت ليلة القدر : ((فيها يُفرق كل أمر حكيم))

((وما نتنزّل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك))
من معانيها : وما تحتنا وما فوقنا .
 
((مكاناً سُِوى))
فيها قراءتان مشهورتان : فحركة الضم تفيد ضم جمع الناس ، والكسر تفيد سهولة المكان واستواءه لهم .
 
((أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي))
لعل معنى الجملة الكريمة : أخلفتم حال موعدي مع ربي .

((فتعالى الله الملك الحق ، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه))
لعل المناسبة بين الجملتين الكريمتين تظهر من خلال هذا الحديث النبوي الشريف:
(إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) .
 
((وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء))
قوله سبحانه : (ما يشاء) يحتمل ضميره أن يرجع إلى الله سبحانه ، ويحتمل رجوعه إلى الرسول المرسَل .
إذْ إنه لا يوحي إلا بخير فلذلك قد يأذن الله له أن يوحي ما يشاء .
ومن الشواهد على ذلك : إقراء جبريل السلامَ على عائشة أم المؤمنين ، حين أخبرها نبي الله بذلك .
فهذا وحيٌ مما شاء جبريل -بإذن من الله- .
 
((وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون * حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون))
لعله يصح تأويل (ياجوج وماجوج) أيضاً بتماوج الناس وكثرة الفتن والهرج .
قال عبد الله بن عمرو بن العاص : ما كانت رأس مائة للخلق منذ خلقت الدنيا إلا كان عند رأس المائة أمر .
يُنظر تفسير ابن أبي حاتم
 
((فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45))
لما نُسب الإهلاك إلى القرية ، أفاد عدم جواز شرب الإنسان من ماء آبارها ؛ لأنها مُهلَكة .

((أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً))
لعل هذا التعبير يفيد حسن اتخاذ القيلولة . كما أمر عمر رضي الله عنه : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل .
 
((وأعوذ بك رب أن يحضرون * حتى إذا جاء أحدهم الموت ...))
لعل المناسبة بين الآيتين الكريمتين تظهر من خلال هذا الدعاء النبوي :
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ .
 
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30))
قال صلى الله عليه وسلم : (.. إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ) .
 
((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً))
الآية الكريمة تحتمل معنيين :
1- أنهم هجروا القرآن كفراً ، باتخاذهم ذلك الهجران .
2- أنهم هجروا القرآن وهم متخذوه . (أي : المسلمين) وهذا أشار إليه ابن القيم .
 
((ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون))
قال صلى الله عليه وسلم : (اختصمت الجنة والنار ، فقالت الجنة: ما لي إنما يدخلني فقراء الناس وسقطهم ؟ ، وقالت النار: ما لي إنما يدخلني الجبارون والمتكبرون ؟ ، فقال: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، وأنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها) .

فلعل (الملأ) في الآية الكريمة يراد بها : المكان الممتلئ . (الجنة والنار)
 
((وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{227} وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثلاثة قروء))
فهِم بعض أهل العلم أنّ طلاق المرأة بسبب الإيلاء هو طلاق بائن ، ولعل وجه الدلالة على ذلك : ورود (ال) الاستغراقية في قوله سبحانه : ((الطلاق)) .

((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴿45﴾)
لعل مناسبة الآية الكريمة لما قبلها مِن ذكر قصة سليمان ، يشير إليه ما رواه البخاري ومسلم :
عن حُذَيْفَةَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ ؟ قُلْتُ : أَنَا كَمَا قَالَهُ . قَالَ : إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ ! قُلْتُ : فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ . قَالَ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ، وَلَكِنْ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ ؟ قَالَ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا . قَالَ : أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ ؟ قَالَ : يُكْسَرُ . قَالَ : إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا . قُلْنَا : أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ . قال : فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : الْبَابُ عُمَرُ .
رواه البخاري ومسلم .

ولعل ذِكر قصة عبدة الشمس في السورة ، فيه تنبيه على أن الفتنة هي من قِبَل المشرق ، فورد ذلك تمهيداً قبل ذكر الفتنة المشار إليها في قصة ثمود .

اقتباس:
((قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون * ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون))
لعل المقصود بالمكر هنا : مكرهم لقتل صالح ، وقتل الناقة أيضاً ؛ بدلالة العطف بالواو (مغايرة) . وباستعمال المفعول المطلق .
علماً بأن بعض الروايات تشير إلى أن عزمهم على قتل صالح حصل قبل قتل الناقة .
يُنظَر : تاريخ الأمم والرسل والملوك ، للطبري

فائدة :
في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخوارج قال : (لئن أدركتُهم لأقتلنهم قتل ثمود) .
شبّه صلى الله عليه وسلم قَتَلة عثمان -الرجل الصالح- ، بهؤلاء التسعة الرهط .
وقد كان كثيرٌ من قَـتَلة عثمان ممن تنطبق عليهم صفات الخوارج المذكورة في الحديث الشريف .

((وَلُوطًا إذْ قال لقومه أَتَأْتُونَ ٱلْفَـٰحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿54﴾)
إتباع الآية الكريمة بما قبلها : فيه إشعار بأن ذهاب عثمان رضي الله عنه ، كان سبباً لتقليل الحياء في الأمة .
كما أن ذهاب عمر رضي الله عنه كان سبباً لقلة الشدة في أمر الدين ، وافتراق الناس .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ ، وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
 
((ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتمّ نعمته عليكم))
البرهان في علوم القرآن - (2 / 137) :
قوله صلى الله عليه وسلم: (أنتم الغر المحجلون يوم القيامة) في قوله تعالى: ((يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم))
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء) ، وهذا كله داخل فى قوله تعالى: ((وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)) .. إلخ
 
((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله))
الجملة الكريمة : (المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) تحوي قريباً من 40 حرفاً ، وهذا يُذكّرنا بحديث أبي ذر حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مقدار ما بين وضع المسجد الحرام في الأرض وبين المسجد الأقصى ؟ فأجاب عليه الصلاة والسلام : (أربعون عاماً) .

((وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون))
تحتمل الآية الكريمة موضعين للاستفهام :
1- استفهام إنكاري لاتخاذ المصانع
2- استفهام إنكاري عن سبب اتخاذهم ذلك ، وهو : أنهم لعلهم يخلدون .
 
((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم))
في الآية الكريمة تنبيه للراسخين في العلم أن لا يعلِّموا كل ما يعلَمونه من متشابهات الكتاب .

((وما كنت بجانب الطور إذْ نادينا)) القصص ،
((علّمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلّى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى)) النجم
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِى فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ شِمَالِى فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِى الْهَوَاءِ ، فَأَخَذَتْنِى رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ : دَثِّرُونِى. فَدَثَّرُونِى فَصَبُّوا عَلَىَّ مَاءً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)) ) .
 
((نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون * نزلاً من غفور رحيم))
لو أرجعنا ضمير (فيها) إلى الولاية ؛ لأفاد ذلك أنهم يؤمّنون على دعائنا ، كما يشير قوله سبحانه : ((ما تدَّعون)) .
قال صلى الله عليه وسلم : (... فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) . وهذا تشير إليه الآية الكريمة : ((نزلاً من غفور رحيم)) .
فليحرص الإنسان على أن لا يتأخر بشكل ملحوظ عن قول آمين بعد قراءة الإمام للفاتحة .
 
فائدة 1 : لعل من المناسبات بين آخر سورة العنكبوت وأول سورة الروم : الإشارة إلى أن المجاهدين في الله سيفتحون الروم .

فائدة 2 : الذي يظهر من عدة آيات كريمة أن الله سبحانه يعيد خلقنا في البرزخ بعد موتنا ، لتذوق الروح النعيم أو العذاب .
كما يشير قوله سبحانه : ((إنا كنا فاعلين)) .
وقوله تعالى : ((الله يبدؤ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون)) بدلالة (ثم) .
وقوله سبحانه : ((نحن قدّرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون)) .
 
عودة
أعلى