فوائد إضافية في آيات كريمة ورد ذكرها في البرامج الإعلامية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع حمد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
((فإذا أفضتم من عرفات))
لعل جمْع عرفة في الآية الكريمة ؛ لإفادة أن عرفة كلها موقف ، وليس الجبل الكبير فحسْب .
 
((قيل يا نوح اهبط بسلام منا))
لعل استعمال الخطاب مع نوح بـ(قيل) دون القول المباشر من الله له ؛ هو من أثر عتاب الله سبحانه له .
 
((فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام))
لعل تأخير العذاب هذه المدة : ليتبيّن من كان كارهاً للعقر ، ومن رضي .
 
لعل بعض القراءات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يخالف رسم المصحف ، كقوله سبحانه : ((إني أنا الرزاق ذو القوة المتين)) ، وقوله تعالى : ((والذكر والأنثى)) .
هي من قبيل القراءة بالمعنى .
ويشترط لمن فعل ذلك باجتهاده : أن لا يخالف النظم ، وأن لا يُقرئ غيره بذلك ؛ لاحتمال خطئه في اجتهاده .
 
((لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه))
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور مسجد قباء كل سبت يصلي فيه .
 
((والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ..))
لعل مناسبة الآية الكريمة لما قبلها : الإشارة إلى أن الله سبحانه سيحيي ذِكْر هؤلاء بعد موتهم ، كما أنه سبحانه يبعث من يموت .

((ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً مما رزقناهم))
بأن ينسب بعض الأرزاق إلى المخلوقين .
كما سمعت أحد الناس أصلحه الله من أبناء الموظفين الكبار ، يقول : الله يخلي ابن سعود -حينما تحدث عن الخير - .
غرائب القرآن ورغائب الفرقان - (4 / 270) :
وقيل : هم المنجمون الذين يوزعون موجودات هذا العالم على الكواكب السبعة . فيقولون : لزحل كذا وكذا من المعادن والنبات والحيوان ، وللمشتري كذا ... إلى آخر الكواكب.
 
((ويسألونك عن ذي القرنين))
لعله سُمّي بذي القرنين ؛ نسبة إلى شهوده آخر مكان يغرب فيه قرن الشمس ، وأولَ مكان يطلع فيه .
((وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً * كذلك ، وقد أحطنا بما لديه خبراً))
يظهر أن ذا القرنين أنشأ لهم ستراً .
 
((ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم))
((من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً))
 
((قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم * وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين))
حين جهزوا المنجنيق وبنوا البنيان ليلقوا أبانا إبراهيم .
 
((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين))
لعل مناسبة الآية الكريمة لما قبلها تظهر في هذا الحديث الشريف :
عن أبي موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب) .
 
((ثم أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين))
الأظهر أن المراد بالقرن : قرن عاد ، وقرن ثمود .
ولعل الآية الكريمة أبهمت اسم ذلك القرن لهذا السبب . وهذا من بلاغة القرآن . فكلٌّ من القرنين كذّب واستنكف بما هو محكي في الآيات .

فإن قيل : قد قال ربنا سبحانه عن عذابهم : ((فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء)) !
فالإجابة :
تفسير الشعراوي - ( / 2695)
وفي موضع آخر قال سبحانه عنهم:{ وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ }[الحاقة: 6] والمعنيان يلتقيان، لأن الريح الصرصر لها صوت مزمجر كأنه الصيحة والصراخ.
 
((تحية من عند الله مباركة طيبة))
قال صاحب نظم الدرر :
(طيبة) : تلذذ السمع .
 
((واغفر لأبي إنه كان من الضالين * ولا تخزني يوم يبعثون))
قال في البحر المديد (5 / 263) :
الضمير للـ..... أو : للضالين ، أي : لا تخزني في أبي يوم البعث ،
 
((قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين))
لعله عليه السلام قبل نبوته : كان متردداً في مظاهرة آل فرعون ؛ لأنه كان مولىً فيهم .
فاتخذ هذا القرار عليه السلام .
 
((إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ...))
سبحان الله ، كل صفة مبنية على الصفة التي قبلها .
والصوم يُطلق أيضاً على حرمان النفس من الطعام المحبوب المتصدَّق به .
 
بين قوله تعالى : ((ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة ....)) وبين قوله سبحانه في قصة قوم عاد : ((وزادكم في الخلق بسطة)) قريبٌ من ستين آية . ولعل هذا فيه إشارة لما في الحديث النبوي : أن أبانا آدم عليه السلام طوله ستون ذراعاً .

وإن اخترنا القول بأن ترتيب سور المصحف هو اجتهاديّ ، وقدّمنا سورة النمل على الشعراء في المصحف : فإننا نجد أن بين قوله سبحانه : ((نزل به الروح الأمين)) ، وبين أول آية في سورة فاطر . قريبٌ من ست مئة آية .
وهذا يوافق ما لدى جبريل من عدد الأجنحة .
 
((وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع))
لعل من معاني الآية الكريمة : أنه سبحانه جعلنا مستقرين في ظهور آبائنا وأرحام أمهاتنا ، ومستودَعين القدرات التي نعيش بها .
 
((هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج))
لعل التكنية في الآية الكريمة ، لإرادة أن يكون الآخَر : البول والبراز .

((وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار))
لعلهم ممن يطلقون عليهم : إرهابيين .
 
((هل أتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام إلا من ضريع))
لو أوّلنا (الغاشية) بالفتنة الكبيرة .
فقد ورد حديث يشير إلى ما في الآيات الكريمة :
قالَ صلى الله عليه وسلم لعمر : (دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ...)
وقال صلى الله عليه : (وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (مِنْهُمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْىُ شَاةٍ أَوْ حَلَمَةُ ثَدْىٍ) .

((خاشعة)) : كما قال صلى الله عليه وسلم : (سيماهم التحليق -أو قال- التسبيد) . فلا يرتفع شعرهم بل يحلقونه ، أو لا يكرمونه أبداً .
 
((وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم))
ظاهر الآية أنّ مرادهم أن يكون هذا الرجل من القريتين .
مثل أن يكون من جهة الأب من : مكة ، ومن جهة الأم : من الطائف .
 
((حتى إذا بلغ بين السدين))
لعل أل التعريف يشير إلى أنه قابلهم في حج البيت العتيق .
حيث أن مكة بين أخشبَين : ((وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً)) .
فشكوا له حالهم ، فأتى ديارهم ، وصنع ما ذكر الله سبحانه في كتابه .

((وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون))
أغشيناهم عن إبصار أنهم تحت خطر إطباق السدّين عليهم .
 
((واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون))
لو فسّرنا القرية : بمكة ، كما يظهر من أل التعريف .
لكان ذلك دليلاً على أن المرسلين حجوا بيت الله .
ولعل القصة تشير في بدايتها إلى قبيلة جرهم .
والثلاثة المرسلون هم : إسماعيل ، وإلياس -بن مضر- ، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم .

والله أعلم
((هذا هدى ، والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم * الله الذي سخر لكم البحر لتجري ...))
لعل المناسبة بين الآيتين الكريمتين : الإشارة إلى أن هدى القرآن بحرٌ .
 
((واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف))
لعل مناسبة الآية لما قبلها ، تتضح أيضاً من هذا الحديث النبوي الشريف :
(أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ) .

((ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها))
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ».
 
((وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون))
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ مَا يَضُرُّهُمْ مَنْ كَذَّبَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) .

((لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً))
قال صلى الله عليه وسلم : (من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة) .
 
((وإذا ناديتم إلى الصلاة ...))
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا سَمِعْتُمْ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ) .

((وهو يُطعِم ولا يُطعَم))
لعل سبب ذكر هذه الصفة لله عز وجل ، هو ما ذكره ابن الجوزي :
زاد المسير - (3 / 11) :
لأن بعض العبيد يرزق مولاه .
 
فلعل الآية الكريمة من سورة الرحمن تشير إلى أن العجوة من الجنة . كما يدل الارتباط بين وضْع الأرض ، وكَوْن فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام .
والله أعلم سبحانه
هذا الكلام المحمر غير صحيح ..
بل الأصوب أن يقال : أن تعريف النخل في الآية الكريمة يشير -باستغراقه- إلى معنى لغوي فيه ، وهو المعنى الوارد في الحديث الشريف : (مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ » .
فالتمرات العجوة تنخل الجسم ، فلا يضره سم ولا سحر .
 
((كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا))
تفسير الطبري - (14 / 342) :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لتتبعُن سَننَ الذين من قبلكم، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، وباعًا بباع، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه!) .
فمن اتبع سننهم ففيه خصلة من النفاق والعياذ بالله .

ويدل على أن الحديث الشريف متعلق بالآية الكريمة : أن الخطاب في الآية ليس للغائب -كما هو الحال في الآيات السابقة له- . بل هو مباشر ، والغالب في الآيات القرآنية أن الخطاب المباشر لا يكون للظالمين والكفرة .
فهم أحقر من أن يخاطبهم الله سبحانه مباشرة .

((فأخذتهم الصيحة مشرقين))
لأنهم كانوا في السماء . فكانت الشمس عليهم مشرقة
 
((فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون * وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً ، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة ، والله خير الرازقين)) .
مما يوافق معنى الآيات الكريمة : ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : « إِنَّ فِى الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ » .
وكون الآية الكريمة في آخر السورة ، فهذا في إشارة إلى أن الأرجى فيها أن تكون آخر ساعة من النهار .
 
((رسولاً يتلواْ عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين ......))
التلاوة تحتمل معنى : عمله صلى الله عليه وسلم بالآيات بالكريمة .

((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن))
فسّرها ابن عباس بأن هناك سبع أرضين فيهن خلقٌ كخلقنا .
ولا يعترض عليه بأن الكواكب أكثر من سبع ..
لأنّ بعض كواكب المجموعة الشمسية تتألف أساساً من الغاز .
 
((يُنبّأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر * بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره * لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه))
تفسير الرازي : مفاتيح الغيب ـ(منقول بتصرف):
ما ذكره القفال وهو أن قوله ((لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ)) ...... هو خطاب مع الإنسان المذكور في قوله ((يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ)) ( القيامة 13 ) فكان ذلك للإنسان حال ما ينبأ بقبائح أفعاله وذلك بأن يعرض عليه كتابه فيقال له اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ( الإسراء 14 ) فإذا أخذ في القراءة تلجلج لسانه من شدة الخوف وسرعة القراءة فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به فإنه يجب علينا بحكم الوعد أو بحكم الحكمة أن نجمع أعمالك عليك وأن نقرأها عليك فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت تلك الأفعال ثم إن علينا بيان أمره وشرح مراتب عقوبته وحاصل الأمر من تفسير هذه الآية أن المراد منه أنه تعالى يقرأ على الكافر جميع أعماله على سبيل التفصيل وفيه أشد الوعيد في الدنيا وأشد التهويل في الآخرة .
 
((فيم أنت من ذكراها))
هو في عبادة ونصب ورغبة إلى ربه . هو من الساعة مشفقٌ -صلى الله عليه وسلم- .
وأولئك يسألون عن مرساها !
 
لعل من المناسبات بين سورة الضحى والشرح :
أن مما شرح الله به صدر النبي صلى الله عليه وسلم ووضع عنه وزره الذي أنقض ظهره = قوله سبحانه : ((وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى)) .

ولعل من المناسبات بين سورة العصر والهمزة :
أن المتواصين بالحق والمتواصين بالصبر معرَّضون للهمز واللمز .
 
((يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ، والله محيط بالكافرين))
لعل التعبير (بالكافرين) بدل المنافقين ؛ لأنه قد أخبر سبحانه بأنهم لا يخدعون إلا أنفسهم ، فهم معلومون بكفرهم .
 
((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ))
لعل تطبيق ذلك في ديننا الحنيف : يكون بالجهاد في سبيل الله حتى يُقتَل .
 
((يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله))
لعله يصح تفسير الصلاة : بصلاة الفجر ؛ لأنها أول نداء من يوم الجمعة . فيكون الرجل قد جاء في الساعة الأولى .
ويشهد لذلك الحديث النبوي المرغِّب في التبكير للجمعة .
 
((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم و...))
لعل من فوائد المغايرة بين أسلوب هذه الآية الكريمة ، وبين أسلوب قوله تعالى -الذي ورد قبلُ- : ((يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً)) .
هو الإشارة إلى أن المؤمنين ينبغي أن لا يطلبوا ويبتغوا الطعام ، بل مما رزقهم الله من الطيبات يأكلوا .
 
((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ...))
لعل من مناسبة الآية الكريمة لما قبلها : التنبيه على من يفتخر بتولية وجهه قبل المشرق والمغرب -مع كونه يكتم ما أنزل الله من الكتاب ويشتري به ثمناً قليلاً- .
 
((ذوي القربى))
قال صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّىَ ».
 
((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة))
الآية الكريمة تشير إلى خطأٍ في رواية حديث أبي هريرة من طريق الزهري عن عطاء بن يزيد ، مما فيه مخالفة للآية الكريمة .
والأصح : لفظ رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة .
يُنظَر الألفاظ المروية في الحديث من كتاب : الإيمان لابن منده .

((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه))
لعل بعث النبيين كان احترازاً . ولأجل أنه وقع اختلاف بين الناس -وإن لم يتفرقوا- .
 
((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم))
تحتمل الآية الكريمة أن يكون المعنى : أنه سيأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم من الاختلاف في الكتاب ، وهداية الله للذين آمنوا .

((وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ، وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ))
يُستدَل بالآية الكريمة على كراهة وطء الأمة المشرِكة .
 
((وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون * للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً))
هؤلاء عكس الذين في الحديث الشريف :
قال صلى الله عليه وسلم : « مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِىَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِى وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ ».

((قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين ، والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار))
الأَولى حمْل الآية على التقاء الفئتين في كل الأزمان ، وليس على موقعة بدر فحسْب .
 
((واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون))
لا مانع من تفسير (عدْل) : بالعدل بين الرعية .
إذْ كان كفرهم محبطاً لذلك .
وكذلك تفسير (شفاعة) : بشفاعتهم في الدنيا لسد الحوائج .

((وإذْ غدوت من أهلك تبوِّئ المؤمنين مقاعد للقتال ، والله سميع عليم))
الآية الكريمة متعلقة بالآيتين قبلها ، فالله بما يعملون محيط حال غدوت من أهلك تبوئ ..
كما فعل عبد الله بن أبي بن سلول ، وأدّى بقوله ذلك إلى أن همّت طائفتان أن تفشلا .

((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ....))
سبحان الله ، تشابه كبير بين معاني الآيات الكريمة ، وبين التشهد : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين(1) ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

ونلاحظ في الآيات الكريمة : أنّ ذكر التحية جاء بعد الأمر بالتسبيح ، الذي موضعه المناسب : السجود .
فكذلك قولنا (التحيات لله والصلوات ..) يكون بعد السجود .
___________________________________________________________
(1) لعل قول الله سبحانه : ((تحيتهم يوم يلقونه سلام)) . هو الذي جعل السلام يطول ويضاف إليه عباد الله الصالحون .
 
((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله))
قوله سبحانه : ((كنتم)) يحتمل أن يراد به الصحابة ، ويحتمل أن يراد به جميع الأمة العاملة بهذه الأوصاف ؛ لأن هذه الأمة مذكورة في الكتب السابقة فانطبق عليها ((كنتم)) .

((ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة))
(من كتم علماً يعلمه أُلِجم يوم القيامة بلجام من نار) .
ولعل مناسبة الآية الكريمة لما قبلها : أن الناس أشد ما يكونون في حاجة إلى من يعلّمهم في حال الأزمات والابتلاءات .

((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام))
الآية تشير إلى أمر ، وهو أن كل بني آدم أرحام .
 
((مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88))
((الله لا إله إلا هو)) : فلا تشفعوا في جمع الكفار بالمسلمين ، أو بابتداء السلام على الكفار .
((ليجمعنكم إلى يوم القيامة)) : فيه إشارة إلى عدم جمعهم ببعضٍ قبل ذلك .
وبناء على ذلك : ((فما لكم في المنافقين فئتين)) !
 
((ولكن بعدت عليهم الشُّقة))
قَالَ صلى الله عليه وسلم : (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ ؛ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ) .
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ...) .
يدل الحديث الشريف على كراهة شد الرحال لبقعةٍ -كما يقال عنه في عصرنا :سياحة- إلا إلى ثلاثة مساجد .

((وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا))
سياق الآيات في الهجرة ، فمن معاني الآية الكريمة : إذا ضربتم في الأرض مهاجرين .
((إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا)) : فهاجرتم .
فلذلك نُقل عن بعض السلف ما ذكره صاحب المغني - (2 / 100) :
وعنه : لا يقصر إلا في سبيل من سبيل الخير .

((وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً))
قال رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِى الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ يَنْظُرُ مَا هُوَ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لاَ يَتَمَالَكُ » .
فالذي يظهر من الحديث الشريف أنّ ذلك هو الذي جعل الشيطان يفرض نصيباً .
 
((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ...))
قَالَ صلى الله عليه وسلم : (كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، .... ) .
((وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين))
لا مانع من أن يراد بالصلاح أيضاً في قوله تعالى : (وصالح المؤمنين) إصلاح المؤمنين ، فهو متعدٍّ لا لازماً فحسْب .
فصالح المؤمنين ، أي : مُصلحهم .
والفرق بين الصالح والمُصلِح -المتعدّيان- : أنّ المصلح يصلح الكثير من الخفي .
والصالح يصلح الناس ظاهرياً .
وهذا ينطبق على عمر وشدته رضي الله عنه .
 
((قالوا سمعنا وعصينا وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم))
((فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك))
روح المعاني - (1 / 292) :
..... أنهم كانوا يعبدون البقر والعجاجيل وحبب ذلك في قلوبهم لقوله تعالى : ((وأشربوا في قلوبهم العجل)) ثم بعد ما تابوا أراد الله تعالى أن ...
 
((وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً))
إن فسّرنا قوله سبحانه : ((قبل موته)) بقبل موته صاحب الكتاب ، فالجملة التي تليها تُفسَّر الشهادة فيها : بشهادته أعمال أمته عليه السلام التي أطلعه الله إياها ، كما يُطلِع نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم .
فبذلك يكون عليهم شهيداً .
والله أعلم
 
((إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاٌّ سْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَءَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً))
تفسير الرازي : مفاتيح الغيب ـ موافق للمطبوع - (11 / 87) :
واعلم أن الأنبياء المذكورين في هذه الآية -سوى موسى عليه السلام- اثنا عشر ولم يذكر موسى معهم وذلك لأن اليهود قالوا إن كنت يا محمد نبياً فأتنا بكتاب من السماء دفعة واحدة كما أتى موسى عليه السلام بالتوراة دفعة واحدة فالله تعالى أجاب عن هذه الشبهة بأن هؤلاء الأنبياء الأثنى عشر كلهم كانوا أنبياءً ورسلاً مع أن واحداً منهم ما أتى بكتاب مثل التوراة دفعة واحدة ثم ختم ذكر الأنبياء بقوله وَءاتَيْنَا دَاوُودُ زَبُوراً يعني أنكم اعترفتم بأن الزبور من عند الله ثم إنه ما نزل على داود دفعة واحدة في ألواح مثل ما نزلت التوراة دفعة واحدة على موسى عليه السلام في الألواح فدل هذا على أن نزول الكتاب لا على الوجه الذي نزلت التوراة لا يقدح في كون الكتاب من عند الله وهذا إلزام حسن قوي
 
عودة
أعلى