ثمرات التوحيد

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

3- قول عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما:

"من ترك السنة كفر" ( 1 )،

وقوله

محمول على الترك مع البغض والجحود،

أو على ترك منهج النبي صلى الله عليه وسلم

وطريقته التي أوجب على أمته سلوكها
( 2 ).

````````````````````
1 - ذكره ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة ص123.
2 - انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص68-69.

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

الوقفة السادسة:

مع الناقض السادس

من استهزأ بشيء من دين الرسول
صلى الله عليه وسلم،

أو ثوابه، أو عقابه.

المراد بهذا الناقض:

من تجرأ بكلام

فيه غض من دين الله
،

أو تنقص له،

أو استهزاء به،

أو تنقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم،

أو استهزاء به،

كفر بإجـماع علماء المسلمين
( 1 ).


يقول الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله-:

ولهذا أجمع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك؛

فمن استهزأ بالله، أو بكتابه،

أو برسوله، أو بدينه، كفر

- ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء -

إجـماعا
( 2 ).


````````````````````
1 - انظر الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص513.

2 - تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ص617.
وانظر: روضة الطالبين للنووي 10/ 64-65.

والروضة الندية شرح الدرر البهية لصديق حسن خان 2/ 293.
وفتاوى العقيدة لابن عثيمين ص193.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

ويقول الشيخ حمد بن عتيق
- رحمه الله :


اعلم أن العلماء قد أجمعوا

على أن من استهزأ بالله،

أو رسوله، أو كتابه،

فهو كافر،

وكذا إذا أتى بقول أو فعل صريح في الاستهزاء
( 1 ).


ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله:

فإن الاستهزاء بالله ورسوله

كفر مخرج عن الدين؛


لأن أصل الدين مبني

على تعظيم الله ،

وتعظيم دينه ، ورسله.


والاستهزاء بشيء من ذلك

منافٍ لهذا الأصل،

ومناقض له أشد المناقضة"
( 2 ).


````````````````````
1 - الدرر السنية في الأجوبة النجدية -لعدد من العلماء- 10/ 428.

2 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي 3/ 259.
 
w-aqeda0044.jpg
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

من الأدلة على هذا الناقض:

1- قول الله عز وجل:

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ،
لا تَعْتَذِرُوا
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}

[التوبة: 65-66] .


هاتان الآيتان حكمتا
بكفر المستهزئين بالله،
أو بدينه، أو بكتابه، أو برسوله،

ولنزولهما سبب،
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عمر

-رضي الله عنهما، وفيه:

"أن رجلا قال في غزوة تبوك، في مجلس:

ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء،

أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا،

ولا أجبن عند اللقاء؛

فقال رجل في المجلس: كذبت،

ولكنك منافق،

لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن.

قال عبد الله بن عمر:

فأنا رأيته متعلقا بحقب
( 1 ) ناقة رسول الله

صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة
( 2 )،

وهو يقول:

يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب.


ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

{ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ،

لا تَعْتَذِرُوا

قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
} "
( 3 ).

فدلت هاتان الآيتان

على كفر المستهزئ بالله عز وجل،

أو بآياته، أو برسوله صلى الله عليه وسلم.

````````````````````
1 - حقب الناقة: الحزام الذي يلي حقو البعير.
أو هو حبل تشد به الحقيبة "المعجم الوسيط ص187".

2 - أي تدميها "المعجم الوسيط ص950".

3 - جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري 6/ 409.
وإسناده لا بأس به.
وانظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 7/ 272-273.
والحذر بمعرفة أن من هزأ بالدين كفر لجمال الدين باش 221-33.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

فائدة:

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

رحـمه الله:

هل تنطبق الآيتان السابقتان

على الذين يسخرون ويستهزئون بالذين يعفون لحاهم،

ويلتزمون بدين الله
؟

فأجاب رحـمه الله :

"هؤلاء الذين يسخرون بالذين يلتزمون بدين الله،

المنفذين لأوامره،

إذا كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع،

فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة،

والاستهزاء بالشريعة كفر.

أما إذا كانوا يستهزئون بهم،

يعنون أشخاصهم -

بقطع النظر عما هم عليه من اتباع السنة

في الثياب واللحية؛

فإنهم لا يكفرون بذلك؛

لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه،

بغض النظر عن عمله وفعله.


لكن يجب على كل إنسان

أن يحذر

من الاستهزاء بأهل العلم
،

أو الاستهزاء بأهل الدين

الذين يتمسكون بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله

صلى الله عليه وسلم "
( 1 ).


````````````````````
1 - فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص196.
وانظر المرجع نفسه ص197.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

الوقفة السابعة:

مع الناقض السابع: السِحر،

ومنه الصرف والعطف
( 1 ).

السحر من نواقض "لا إله إلا الله":

ومن السحر أدوية وعقاقير وعقد وطلاسم

تؤثر على بدن المسحور

فتجده ينصرف عن زوجته "الصرف

فيبغضها ويبغض بقاءها معه.

أو ينعطف قلبه ويميل نحو زوجته

أو امرأة أخرى "العطف

حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء
( 2 ).


````````````````````
1 - سيأتي الحديث عن هذا الناقض بالتفصيل في الباب الثالث من هذا الكتاب.

2 - انظر: شرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص78-87،
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص79-84.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

والدليل على هذا الناقض،

قول الله عز وجل:

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ

وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ

وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا

يُعَلّمُونَ النَّاسَ السّحْرَ

وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ

وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا

إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ

فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ

وَمَا هُمْ بِضَارّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ


وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ

وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ

مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ

وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ

لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}

[البقرة: 102] .

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

الوقفة الثامنة:
مع الناقض الثامن

مظاهرة المشركين،
ومعاونتهم على المسلمين


المراد بهذا الناقض:

المقصود من مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين:

أن يتخذ البعض الكفار والمشركين أولياء،
فيكونوا لهم أنصارا وأعوانا ضد المسلمين،
وينضمون إليهم،
ويذبون عنهم بالمال والسنان والبيان؛
فهذا كـفر يناقض الإسلام.

والله عز وجل نهانا في آيات كثيرة
أن نتخذ الكفار والمشركين أولياء،
ومن معاني هذه الولاية التي نهينا أن نصرفها لهم:
المحبة،
والمودة الدينية،
والنصرة،
والتأييد على المسلمين ( 1 ).



```````````````````
1- انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 160-161.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

من الأدلة على هذا الناقض:

1- قول الله عز وجل:

{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ

إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً

وَيُحَذّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ

وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}

[آل عمران: 28] ؛

أي لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار

ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم،

وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين

وتدلونهم على عوراتهم؛

فإنه من يفعل ذلك فقد برئ من الله،

وبرئ الله منه

بارتداده عن دينه
،

ودخوله في الكفر؛

إلا أن تكونوا في سلطانهم،

فتخافونهم على أنفسكم،

فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم،

وتضمروا لهم العدواة،

ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر،

ولا تعينوهم على مسلم بفعل
( 1 ).



```````````````````
1- انظر جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري 3/ 227.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

2- قول الله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ

بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ

إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
}

[المائدة: 51] ؛

أي لا تتخذوا أيها المؤمنون اليهود والنصارى أولياء،

ومن يفعل ذلك منكم فإنه منهم؛

لأن "التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم

والتولي القليل يدعو إلى الكثير،

ثم يتدرج شيئا فشيئا،

حتى يكون العد منهم
"
( 1 ).



```````````````````
1- تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 2/ 304.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

3 - قول الله عز وجل:

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ

أَوْ أَبْنَاءَهُمْ

أَوْ إِخْوَانَهُمْ

أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ

وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ

وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

خَالِدِينَ فِيهَا

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ

أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ

أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

[المجادلة: 22] ؛

فأخبر سبحانه وتعالى أن المؤمن

- الذي لا بد أن يكون الله ورسوله

أحب إليه مما سواهما
-

لا تجده موادا لمن حاد الله ورسوله؛

فإن هذا جمع بين ضدين لا يجمتعان،

ومحبوب الله، ومحبوب معاديه

لا يجتمعان
( 1 ).



```````````````````
1- انظر قاعدة في المحبة لابن تيمية ص89-90.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

4- قول الله عز وجل:

{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ

وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ

أَنْ تَوَلَّوْهُمْ

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

[الممتحنة: 9] ؛

فأخبر عز وجل أن من يفعل ذلك

-أي من يتولى الكفار- فإنه ظالم؛

"وذلك الظلم يكون بحسب التولي،

فإذا كان توليا تاما،

كان ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام"
( 1 ).



```````````````````
1- تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 7/ 357.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

الوقفة التاسعة:
مع الناقض التاسع


من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج

عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،

كما وسع الخضر عليه السلام

الخروج عن شريعة موسى عليه السلام

المراد بهذا الناقض:

يعتقد البعض أن بالإمكان الخروج عن شريعة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم
ومخالفته،
والاستغناء عن متابعته

في عموم أحواله أو بعضها،

زاعمين أن في قصة الخضر عليه السلام حجة لهم
( 1 ).

ولا ريب أن هذا الاعتقاد

كفر مخرج عن الملة.


```````````````````
1- انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 422.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

يقول الشيخ موسى بن أحمد المقدسي:

من اعتقد أن لأحد طريق إلى الله

من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم،

أو
لا يجب عليه اتباعه،

أو
أن له أو لغيره خروجا عن اتباعه

وأخذ ما بعث به،

أو قال:

أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر

دون علم الباطن،

أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة،

أو قال:

إن من الأولياء من يسعه الخروج عن شريعته

كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى،

أو أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم

أكمل من هديه،

فهو كافر"
( 1 ).


```````````````````
1- الإقناع لطالب الانتفاع لموسى المقدسي 4/ 287-288.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:

" من اعتقد أن أحدا من أولياء الله

يكون مع محمد صلى الله عليه وسلم

كما كان الخضر مع موسى عليه السلام؛

فإنه يستتاب،

فإن تاب،

وإلا ضُربت عنقه "
( 1 ).

```````````````````
1- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 3/ 422.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

وقصة الخضر مع موسى قصها الله علينا( 1 )،

وفيها:

خرق الخضر للسفينة، وقتله للغلام،

وإقامته للجدار.

وقد زعم المحتجون بها

أن الخضر خالف موسى عليه السلام

وخرج عن شريعته،

وعن الأمر والنهي الشرعيين.

قالوا:

وكذلك يسوغ لبعض الناس

الخروج عن الشريعة النبوية

كما ساغ للخضر الخروج

عن متابعة موسى عليه السلام
( 2 ).

```````````````````
1- في سورة الكهف، الآيات 60-82.
2 - انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 420.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

ومزاعمهم هذه مردودة عليهم من وجوه :( 1 )


1- إن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثا إلى الخضر،

ولا كان على الخضر اتباعه؛

بل كان مبعوثا إلى قومه خاصة؛

إلى بني إسرائيل،

والخضر عليه السلام ليس من بني إسرائيل.

وموسى عليه السلام قصد الخضر للعلم منه،

والأخذ عنه،

وحين لقيه قال له:

"أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا"
( 2 ).

فلا يقاس عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم

الذي أرسله الله لجميــع الثقلين؛

الجن والإنس،


كما قال صلى الله عليه وسلم:

"وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة،

وبعثت إلى الناس عامة
"
( 3 ).

ولا يعتبر صنيع الخضر عليه السلام

خروجا على شريعة موسى عليه السلام،

أما من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ولم يُطعه في كل ما أمر،

أو ينته عما نهى عنه وزجر،

فهو من أمته،

ولا يجوز له مخالفته،

فإن فعل،

فهو خارج عن شريعته

عليه الصلاة والسلام لا محالة.



```````````````````
1- ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 263.

2 - صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء،
باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام.

3 - صحيح البخاري، كتاب التميم، باب1، حديث رقم336.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

2- إن قصة الخضر عليه السلام

ليس فيها مخالفة للشريعة؛

بل ما فعله عليه السلام يباح في الشريعة

إذا علم العبد أسبابها

كما علمها الخضر عليه السلام.

ولهذا لما بيَّن الخضر لموسى أسبابها،

وافقه موسى عليه السلام على ذلك،

ولو كان ما فعله الخضر مخالفا لشريعة موسى،

لما وافقه بحال ( 1 ).


أما هذا الذي يريد الخروج

على شريعة محمد

صلى الله عليه وسلم
،

فهو مخالف لشريعته.

ويتضح ذلك في الوجه الثالث.



```````````````````
1- انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 263.
وشرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص100-101.
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص100.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

3- إن ما فعله الخضر عليه السلام

كان عن وحي من الله عز وجل،

وليس مجرد خيال أو إلهام.

وهذا لا يمكن أن يكون لأحد

بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم؛

خاتم الأنبياء والمرسلين،

الذي بموته انقطع الوحي.

ومن ادعى حصوله كفر ( 1 ).

إذًا:

لا يجوز الخروج

على شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين

صلى الله عليه وسلم بحال،

ومن فعل ذلك،

فهو كافر مرتد،

وهو من أعظم الناس كفرا
( 2 ).

```````````````````
1- انظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
لعبد الرحمن عبد الخالق ص132.

2- انظر إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان
لابن قيم الجوزية 1/ 123.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

الوقفة العاشرة:
مع الناقض العاشر


الإعراض عن دين الله،

فلا يتعلمه، ولا يعمل به
.

المراد بهذا الناقض:

الإعراض التام عن دين الله عز وجل،

والتولي عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

والامتناع عن الاتباع،

والصدود عن قبول حكم الشريعة؛

فلا إرادة له في تعلم الدين

ولا يحدّث نفسه بغير ما هو عليه
( 1 )،

ويعرض إعراضا كليا عن جنس العمل الظاهر

"الطاعة أو الاتباع".

والإعراض التام الكلي

لا يقع إلا ممن تمكن من العلم ومعرفة الحق،

وتمكن من العمل، فأعرض، وفرّط،

وترك ما أوجبه الله عليه،

من غير عذر؛

فهذا وأمثاله مفرّط

بإعراضه عن اتباع داعي الهدى.

فإذا ضل،

فإنما أُتي من تفريطه وإعراضه
( 2 ).

```````````````````
1- انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص412-413.
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص102.

2 - انظر: مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية 1/ 43.
والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 3/ 17.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

ويجب أن يُعلم أن الإعراض ليس كله

مما يخرج من الملة؛

بل الذي يكفر بتركه

هو الإعراض عن تعلم الإيمان العام المجمل،

والإعراض عن جنس العمل

الذي يُعد شرطا في صحة الإيمان
( 1 )،

فهذا هو الذي يكفر فاعله

لأنه لم يتعلم دين الله،

ولم يعمل به.
.


```````````````````
1- انظر: شرح نواقض الإسلام لحسن عواجي ص105.
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام
لسعد القحطاني ص102-103.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

والمسلك الحسن

ليس في إخلاص العمل لله عز وجل فحسب،

ولا في متابعة الرسول

صلى الله عليه وسلم فقط،

بل في مجموعهما معًا،

فإن الله عز وجل ذكر العمل الصالح،

فقال:

{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبّهِ

فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا

وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

[الكهف: من الآية 110] ،

والعمل الصالح هو

الخالص الصواب
،

فإذا جمع العمل هذين الشرطين،

كان عبادة.



والعبادة تتعدد وتتنوع

لتشمل حياة الإنسان المسلم كلها،

وفي هذه الأمثلة بيان لذلك:

1- الله عز وجل لم يقصر وصف الصلاح

على العبادات المخصوصة،

بل جعله شاملا لأعمال أخرى

يقول عز وجل:

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ

وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئًا يُغِيظُ الْكُفَّارَ

وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَيْلًا

إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ

إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ،

وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً

وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ

لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

[التوبة: 120-121] .

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

2- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناسا قالوا:

يا رسول اللهّ!

ذهب أهل الدثور بالأجور،

يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم،

ويتصدقون بفضول أموالهم.

قال صلى الله عليه وسلم:

"أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به:

إن بكل تسبيحة صدقة،

وكل تكبيرة صدقة،

وكل تحميدة صدقة،

وكل تهليلة صدقة،

وأمر بالمعروف صدقة،

ونهي عن المنكر صدقة،

وفي بضع أحدكم صدقة".

قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته،

ويكون له فيها أجر؟


قال صلى الله عليه وسلم:

"أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليها فيها وزر؛

فكذلك إذا وضعها في الحلال،

كان له أجر"
( 1 )


فأخبر صلى الله عليه وسلم

أن باب العبادة واسع،

يدخل فيه التسبيح، والتحميد،

والتكبير والتهليل،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

حتى إتيان الرجل امرأته

جعل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة؛

لأن في الكف عن المعصية

ابتغاء مرضاة الله عز وجل أجر وعبادة،

إذ بإتيان الرجل امرأته يعف نفسه عن الحرام،

ويعف أهله أيضا.

فإن انضم إلى ذلك نية إنجاب الذرية الطيبة،

وتربيتها التربية الحسنة،

وحسن رعايتهم،

ازدادت دائرة العبادة

بازدياد دائرة النية الصالحة.


``````````````````
1 - صحيح مسلم، كتاب الزكاة،
باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````

3- عن ابن عباس -رضي الله عنهما،

عن النبي صلى الله عليه وسلم

فيما يروي عن ربه عز وجل، قال:

قال:

"إن الله كتب الحسنات والسيئات،

ثم بين ذلك فمن همَّ بحسنة فلم يعملها

كتبها الله له عنده حسنة كاملة،

فإن هو همَّ بها فعملها،

كتبها الله له عنده عشر حسنات

إلى سبعمائة ضعف

إلى أضعاف كثيرة.

ومن همَّ بسيئة فلم يعملها

كتبها الله له عنده حسنة كاملة،

فإن هو همَّ بها فعملها

كتبها الله له سيئة واحدة" ( 1 ).

فبين صلى الله عليه وسلم

أن النية الطيبة وحدها،

ولو لم يصاحبها عمل،

يؤجر الإنسان عليها.

فالنية دائما لها أجرها.

وهكذا تتسع دائرة العبادة

بقدر امتداد النية المقرونة بالعمل،

حتى تشمل حياة المسلم كلها،

في يقظته ومنامة،
وفي صمته وكلامه،

وفي سعيه لمعاشه ومعاده،

ما دام العمل موافقا لشرع رسول الله

صلى الله عليه وسلم

وما دامت نيته

ابتغاء وجه الله عز وجل.



````````````````````
1- صحيح البخاري، كتاب الرقاق باب من هم بحسنة أو بسيئة.

وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتب.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


المطلب الثالث:

أنواع العبادة

ذكرنا في المطلب السابق
أن دائرة العبادة تتسع بقدر امتداد النية
لتشمل حياة الإنسان كلها،

ما دام العمل موافقا لشرع الله سبحانه وتعالى،
وما دامت نية العامل: ابتغاء وجه الله عز وجل.

فأعمال الإنسان كلها عبادة
إذا جمعت شرطي قبول العمل.
وهذه الأعمال التي حملت اسم "العبادة"
يمكن تصنيفها ضمن أنواع متعددة:

أولا: عبادات اعتقادية:

وهي اعتقاد ما أخبر الله عز وجل به عن نفسه،
وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن ربه؛
من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وملائكته،
وكتبه، ورسله، ولقائه، وما أشبه ذلك ( 1 ).

ودليل هذا النوع،
قول الله عز وجل:

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
}

[البقرة: 177] .



ثانيا: عبادات قلبية:

وهي أعمال القلوب؛
كمحبة الله،
والتوكل عليه، والإنابة إليه،
والخوف منه، ورجائه،
وإخلاص الوجه له،
والصبر على أوامره ونواهيه وأقداره،
والرضا به وله وعنه،
والموالاة فيه، والمعاداة فيه،
والإخبات إليه، والطمأنينة به،

ونحو ذلك من أعمال القلوب
التي لا يجوز أن يُقصد بها
إلا الله عز وجل ( 2 ).

ومن أدلة هذا النوع:

قول الله عز وجل:
{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

[المائدة: 23] ،

وقوله سبحانه وتعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبّكُمْ
وَأَسْلِمُوا لَه
}

[الزمر: 54] ،

وقوله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
}

[آل عمران: 200] .



``````````````````
1 - انظر تجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص117.
2 - انظر المصدر السابق.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


ثالثا: عبادات قولية:

ومن أجلها:
النطق بكلمة الإخلاص
"لا إله إلا الله
والدعاء إلى الله والذب عنه،
والقيام بذكره عز وجل،
وتبليغ دينه،
وقراءة القرآن، ونحو ذلك ( 1 ).

ومن أدلة هذا النوع:

قول الله عز وجل:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
}

[النحل: 125] ،

وقوله سبحانه وتعالى:

{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ

مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
}

[النحل: 98] ،

وقوله عز وجل:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُم }

[غافر: 60] .

``````````````````
1 - انظر المصدر السابق.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


رابعًا: عبادات بدنية:

وتشمل أعمال الجوارح ؛
من صلاة، وجهاد، وحج،
ونقل الأقدام إلى الجمعة والجماعات،
ومساعدة العاجز،
والإحسان إلى الخلق،
ونحو ذلك ( 1 ).

ومن أدلة هذا النوع:

قول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا
وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

[الحج: 77] ،

وقوله جل جلاله:

{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ
وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ
وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}

[ بالحج: 29] ،

وقوله سبحانه وتعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
وَذَرُوا الْبَيْعَ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[الجمعة: 9] .

``````````````````
1 - انظر المصدر السابق ص 118.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


خامسا: عبادات مالية:

وتشمل إخراج الزكاة من المال،
امتثالا لأمر الله،
والوفاء بالنذر،
والجهاد بالمال في سبيل الله عز وجل.

ومن أدلة هذا النوع:

قول الله عز وجل:

{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَمَا تُقَدّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ
تَجِدُوهُ
عِنْدَ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

[البقرة: 110] ،

وقوله سبحانه وتعالى:

{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا
وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[التوبة: 41] ،

وقول الله عز وجل:
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}

[الإنسان: 7] .

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


إذًا العبادة تشمل جميع مجالات الحياة،
بل تشمل الحياة بأسرها؛

فالحياة، والمحيا، والممات
لله رب العالمين
لا شريك له
،

كما قال سبحانه:

{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ،
لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

[ الأنعام: 162-163 ] .

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


2- المراد بالرجاء:

أن يرجو العبد ما عند

مولاه عز وجل

من الأجر، والثواب، والرحمة، والمغفرة؛

فالعابد والمطيع يرجو الأجر والثواب والقبول،

والتائب يرجو الرحمة ومغفرة الذنوب.

وهذا الرجاء ينبغي أن يكون

بلا يأس من روح الله،

ولا قنوط من رحمته عز وجل؛

لأن الله تعالى ذم الأمرين،

فقال:

{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ

إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
}

[يوسف: 87] ،

وقال:

{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إِلَّا الضَّالُّون}

[الحجر: 56] .

3- المطلوب فيه:

المطلوب في الرجاء كماله وغايته؛

فيرتقي العبد في الرجاء صعدا؛

من رجاء يبعث على الاجتهاد في أداء العبادة

طمعا فيما يؤمله من ثواب،

إلى رجاء يقدم فيه لزوم الأحكام الدينية

على ما تستلذه النفس وتميل إليه،

إلى رجاء لقاء الخالق سبحانه وتعالى ( 1 )،

كما قال عز وجل:

{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبّهِ

فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا

وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

[الكهف: 110] ،

{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ

فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

[العنكبوت: 5] .

``````````````````````
1 - انظر المصدر السابق 2/ 54-56.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


4- من أسباب حصول الرجاء:

يحصل الرجاء بأمور، منها ( 1 ).

أ- شهود كرم الله تعالى وإنعامه،

وإحسانه إلى عبادة.

ب- صدق الرغبة

فيما عند الله عز وجل

من الثواب والنعيم.

ج- التسلح بصالح العمل،

والمسابقة في الخيرات.


5- من الأدلة على الرجاء:

تقدم آنفا دليلان، هما:

قوله عز وجل:

{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبّهِ

فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا

وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

[الكهف: 110] ،

{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ

فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

[العنكبوت: 5] .

``````````````````````
1 - انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
للدكتور إبراهيم البريكان ص140.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


وثمة أدلة أخرى، منها:

أ- قول الله عز وجل:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا

وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ

وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

[البقرة: 218] .

ب- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" يقول الله عز وجل:

أنا عند ظن عبدي بي "
( 1 ).

````````````````````
1 - صحيح البخاري، كتاب التوحيد،
باب قول الله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} .
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


ج- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لا يموت أحدكم إلا

وهو يحسن الظن بربه " ( 1 ).

فالله عز وجل عند ظن عبده.

وعلى العبد أن يحسن الظن بربه

كي لا يصيبه القنوط من رحمة الله،

ولا اليأس من روحه عز وجل؛

فيبقى متطلعًا لما عند الله من الثواب العظيم،

راغـبًا في نيل ما ادخره لعباده المؤمنين

من النعيم المقيم.

````````````````````
1 - صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها،
باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


الوقفة الثالثة:

مع الركن الثالث:

الخوف من الله عز وجل

1- ارتباط الخوف بالرجاء:

الخوف مستلزم للرجاء،

والرجاء مستلزم للخوف؛

فكل راجٍ خائف ،

وكل خائف راجٍ ؛

فكل راج خائف من فوات مرجوه،

وكل خائف يرجو عفو ربه ومغفرته،

والخوف بلا رجاء

يعتبر يأسا من روح الله

وقنوطا من رحمته ( 1 ).



2- المراد بالخوف:

أن يخاف العبد مولاه عز وجل

أن يصيبه بعقاب عاجل، أو آجل،

فيصيبه في الدنيا بما يشاء -سبحانه- من مصيبة،

أو مرض، أو قتل،

أو نحو ذلك بقدرته ومشيئته.

````````````````````
1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 2/ 53.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


وهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلا؛

لأن هذا من لوازم الإلهية؛

فمن اتخذ مع الله ندا يخافه هذا الخوف،

فهو مشرك ( 1 )؛

لأن الخوف عبودية القلب،

فلا يصلح إلا الله.

ويتبــع هذا الخوف:

الخوف مما توعد الله به العصاة في الآخرة،

من النكال والعذاب

يقول تعالى:

{ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي

وَخَافَ وَعِيد}

[إبراهيم: من الآية14] .

وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان؛

وإنما يكون محمودا

إذا لم يوقع في القنوط من رحمة الله،

أو اليأس من روحه سبحانه وتعالى
( 2 ).

``````````````````
1- انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص484.

2- انظر المرجع نفسه ص486.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


والمطلوب في هذا الخوف:

ما يحجز العبد عن المعاصي،

ويبعده عن مخالفة أوامر الله.

يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله:

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية

-قدس الله روحه- يقول:

الخوف المحمود:

ما حَجَزك عن محارم الله
( 1 ).

``````````````````
1- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 55.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


3- سبب نقص الخوف من الله في نفس العبد:

إذا نقص الخوف من الله عز وجل في نفس العبد؛

فذلك لنقص معرفته بربه عز وجل؛

فإن أعرف الناس بالله

أخشاهم له سبحانه
.

وكلما ازدادت معرفة العبد بربه،

كلما ازداد له خشية.

يقول الله عز وجل:

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}

[فاطر: من الآية28] ،

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


ويقول صلى الله عليه وسلم:

"والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله،

وأعلمكم بما أتقي" ( 1 )،

ويقول:

"إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا"
( 2 )،

ويقول:

" فوالله إني أعلمهم بالله،

وأشدهم له خشية "
( 3 )؛

فهو صلى الله عليه وسلم أعلمنا بالله عز وجل،

وأشدنا خشية له؛

فكلما ازدادت المعرفة بالله،

ازدادت الخشية له عز وجل،

وكذلك العكس؛

كلما نقصت المعرفة بالله،

قلَّ الخوف منه
( 4 ).

`````````````````````
1 - صحيح مسلم، كتاب الصيام،
باب صحة من طلع عليه الفجر وهو جنب.

2 - صحيح البخاري، كتاب الإيمان،
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أعلمكم بالله".


3 - صحيح البخاري، كتاب الاعتصام،
باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع.

4 - لاحظ: أن الخشية أخص من الخوف؛
فإن خشية العلماء لله، هي خوف مقرون بمعرفة.
وانظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 549.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


4- حكم الخوف من الله عز وجل:

الخوف من الله عز وجل

من أجلّ منازل الطريق،

وأنفعها للقلب،

وهو فرض على كل أحد
( 1 ).

5- من الأدلة على هذا الركن:

أ- آيات يأمر الله بها عباده

بالخوف منه وخشيته عز وجل.

يقول الله سبحانه وتعالى:

{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ

فَلا تَخَافُوهُمْ

وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
}

[آل عمران: 175] .

ويقول سبحانه وتعالى:


{ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ

وَاخْشَوْنِ
}

[المائدة: من الآية44] ؛

فأمر [ سبحانه ] بالخوف منه،

وجعل ذلك شرطا في تحقيق الإيمان.



`````````````````````
1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 548.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


ب- آيات يمدح الله بها عباده ويثني عليهم

بسبب عملهم بهذا الركن.

يقول الله عز وجل مثنيا على عباده المؤمنين:

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبّهِمْ مُشْفِقُون}

[المؤمنون: 57] ،

إلى أن قال:

{أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَهُمْ لَهَا سَابِقُون}

[المؤمنون: 61] .

ومدح أنبياء عليهم السلام بهذه العبادة؛

فقال:


{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا

وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }

[الأنبياء: من الآية90] .

ومدح ملائكته بقوله:

{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ

وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

[النحل: 50] .

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


ج- آيات يخبر فيها عز وجل

عن جزاء من عبده بهذا الركن،

يقول الله عز وجل:

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَان}

[الرحمن: 46] ،

ويقول سبحانه:

{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ

ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي

وَخَافَ وَعِيدِ
}

[ابراهيم: 14] .

عبادة الله عز وجل

بهذه الأركان مجتمعة:

تقدم أن أهل السنة والجماعة

يعبدون الله عز وجل

بأركان العبادة الثلاثة مجتمعة،

ولا يلغون أي ركن منها ( 1 ).

وتقدم أنهم يوازنون بينها،

بحيث لا يطغى جانب منها على الآخر
( 2 )؛

فكما أن المسلم يعبد ربه عز وجل حبًا له،

وطمعًا في جنته،

ورجاء لثوابه؛

فإنه كذلك

يعبده عز وجل

خشيةً له،

وحذرًا من ناره،

وخوفًا من عقابه.

`````````````````````
1 - انظر ص97 من هذا الكتاب.

2 - انظر ص41 من هذا الكتاب
وانظر إيثار الحق على الخلق لابن المرتضى ص391-392.


 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


وما أجمل كلمات العلامة ابن القيم رحمه الله،

التي يخبر فيها عن اجتماع هذه الأركان القلبية،

ويتحدث عن منزلة كل واحد منها،

فيقول:

"القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر.

فالمحبة رأسه،

والخوف والرجاء جناحاه.

فمتى سلم الرأس والجناحان،

فالطائر جيد الطيران.

ومتى قطع الرأس مات الطائر.

ومتى فقد الجناحان،

فهو عرضة لكل صائد وكاسر"

إلى أن قال:

"أكمل الأحوال:

اعتدال الرجاء والخوف،

وغلبة الحب؛

فالمحبة هي المركب،

والرجاء حادٍ،

والخوف سائق،

والله الموصل بمنّه وكرمه"
( 1 ).


`````````````````````
1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 554.

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


الباب الثاني:

ما يضاد هذا التوحيد

أو ينافي كماله

تمهيد:

بعد أن تحدثنا في الباب الأول عن التوحيد،

ناسب أن نتكلم في هذا الباب عن ضده؛

إذ بضدها تتميز الأشياء.

والشرك، والكفر، والنفاق شر كلها،

ومعرفتنا سبب لتوقيها،

كما قال الشاعر:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ...

ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه

وقبله قال الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان

رضي الله عنه:

"كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن الخير،

وكنت أسأله عن الشر؛

مخافة أن يدركني"
( 1 ).


`````````````````````
1 - صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.
وصحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين.
 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


من أجل ذا كان الحديث في هذا الباب

عن أضداد الخير؛

عن الشرك الذي هو ضد التوحيد،

وعن الكفر الذي هو ضد الإسلام،

وعن النفاق الذي هو ضد الإيمان،

كي تحذر وتتقي.

 
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://youtu.be/xB7NMem57Oc
عبد القادر عطا صوفي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
``````````````````````````````````````````````


فأقول -ومن الله التوفيق:

الإنسان خُلق على

فطرة التوحيد والإسلام ( 1 )،

ولو تركت هذه الفطرة بعيدة عن المؤثرات،

لاستمر صاحبها على لزومها.

وإذا تدخلت المؤثرات في هذه الفطرة،

فإنها قد تنحرف عن الخط المستقيم،

وعن الهدي الرباني،

إذا تضافر لذلك جملة من عوامل الانحراف.

وإذا وجد الانحراف؛

فإنه سيأخذ صورا ثلاثة، هي:

1- الشرك.

2- الكفر.

3- النفاق.

ولنا وقفات مع كل واحد من هذه الانحرافات

في الفصول القادمة إن شاء الله.


``````````````````````
1 - انظر ص49-51 من هذا الكتاب.
 
عودة
أعلى