تدبر ثم قل ماقل ودل

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا الاخ احمد والاخت بهجة الرفاعي ثم ان الآية الكريمة جاءت بين آيتين انتهت التي قبلها بالتذكير بالتقوى وبدأت التي بعدها بالتنديد بمن يؤذي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله فكأنما يذكر الله تعالى بالتقوى بالتي قبلها وهي تتضمن إجابة الطلب والصلاة على رسول الله وإلا فإن التي بعدها قد يتشابه من لا يصلي مع اهل النفاق الذين يؤذون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد وكذلك فإن في الآية فائدة وهي ان المؤمن الذي يصلي على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيقوم بعمل يعمله خالق السموات والأرض وكذلك الملائكة الكرام فكن مع من خلقك سبحانه ومع خلقه الذين يسبحونه ولا يفترون فأنعم بهذه المعية المباركة اللهم انعم علينا بالصلاة على محمد وآل محمد والمسلمين والمسلمات .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد ومن فوائد الآية الكريمة ان الله سبحانه لم يسميه بأسمه بل ذكره بصفة النبوة ( النبي ) وهو تعالى لم يناديه بإسمه بينما نادى غيره من الانبياء عليهم الصلاة والسلام ومن غير المستحسن ذكره بإسمه المجرد كما فعل الكثير من المفسرين بقولهم يا محمد صلى الله عليه وسلم والافضل هو ان يقولوا يا رسول الله محمد اللهم صل عليه وعلى آله .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين .
بمناسبة التظاهرات في عدد من الدول العربية أرغب بتدبر قوله تعالى :(
وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) الصافات
قال ابن كثير : وَقَوْلُهُ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) أَيْ : قِفُوهُمْ حَتَّى يُسْأَلُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمُ الَّتِي صَدَرَتْ عَنْهُمْ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا كَمَا قَالَ الضَّحَّاكُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : يَعْنِي احْبِسُوهُمْ إِنَّهُمْ مُحَاسَبُونَ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ] قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى شَيْءٍ كَانَ مَوْقُوفًا مَعَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَا يُغَادِرُهُ وَلَا يُفَارِقُهُ ، وَإِنْ دَعَا رَجُلٌ رَجُلًا " ، ثُمَّ قَرَأَ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) . وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا .
وقال الآلوسي:
وَقِفُوهُمْ أَيِ احْبِسُوهُمْ فِي الْمَوْقِفِ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْ عَقَائِدِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ، وَفِي الْحَدِيثِ "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِمَّا كَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ بِهِ"، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ : يُسْأَلُونَ عَنْ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، وَعَنْهُ أَيْضًا: يُسْأَلُونَ عَنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَلَى طَرِيقِ الْهُزْءِ بِهِمْ.

وَظَاهِرُ الْآيَةِ أَنَّ الْحَبْسَ لِلسُّؤَالِ بَعْدَ هِدَايَتِهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ بِمَعْنَى تَعْرِيفِهِمْ إِيَّاهُ وَدَلَّالَتِهِمْ عَلَيْهِ لَا بِمَعْنَى إِدْخَالِهِمْ فِيهِ وَإِيصَالِهِمْ إِلَيْهِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ صِرَاطُ الْجَحِيمِ طَرِيقَهُمْ لَهُ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى مَقَرِّهِمْ وَهُوَ مُمْتَدٌّ فَيَجُوزُ كَوْنُ الْوَقْفِ فِي بَعْضٍ مِنْهُ مُؤَخَّرًا عَنْ بَعْضٍ، وَفِيهِ مِنَ الْبُعْدِ مَا فِيهِ، وَقِيلَ: إِنَّ الْوَقْفَ لِلسُّؤَالِ قَبْلَ الْأَمْرِ الْمَذْكُورِ، وَالْوَاوُ لَا تَقْتَضِي التَّرْتِيبَ، وَقِيلَ الْوَقْفُ بَعْدَ الْأَمْرِ عِنْدَ مَجِيئِهِمُ النَّارَ، وَالسُّؤَالُ عَمَّا يَنْطِقُ بِهِ

يرى العبد الفقير: أوقفوا المتجبرين الطاغين المتمسكين بالسلطات ، العماة عن حقيقة لو دامت لغيرك ما صارت اليك ، أوقفوا القتلة المجرمين ممن باعوا وطنهم لخارج الحدود على حفنة من التومان والدولارات وليعلموا ان الدنيا زائلة مهما طالت بأعينهم ...وكفى .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله
حديث الترمذي : أيما داع ....ضعيف ، ولكن لنقف عند أثر ابن مسعود :
[FONT=&quot]يُسْأَلُونَ عَنْ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"[/FONT]كم هي عظيمة هذه الكلمة وسميت بكلمة الاخلاص ...هذه الكلمة قال عنها ابو لهب : تبا لك ألهذا جمعتنا ، وكان قبل قليل قال له: كلمة ، قل عشرا يا بن اخي ، فلما قال صلى الله عليه وآله وسلم : [h=5](هل لكم في كلمةٍ تَدِينُ لكم بها العرَبُ، وتؤدِّي العجَمُ إليكم بها الجِزْيةَ؟! قالوا: ما هي؟ قال: لا إلهَ إلا اللهُ.) رده بتلك الكلمة والله تعالى اعلم بصحة الرواية[/h] لا أدري لم لا يعقل الطغاة فإن بإستطاعتهم أن يحققوا ما يريدونه من غير أن يقعوا بغضب الله تعالى ولكنهم أبوا إلا إقتحام جهنم !!! الله أعز دينك يا قوي يا عزيز .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله الطيبين .
ونبقى نتأمل قوله تعالى: (
[FONT=&quot] وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)
[/FONT]
انه يوم القيامة اليوم الذي سيقول فيه بعض رسل الله عليهم الصلاة والسلام : نفسي نفسي ، فماذا نقول نحن اذا وجدنا صحفنا قد قلت بها الحسنات ومالت بها الطامات ، ذلك يوم نقول عنه : حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم نعوذ بك ياكريم ان نقع بما وقع به المفرطون ، ونعوذ بك ان تشغلنا الدنيا عن الآخرة ، اللهم ارحمنا في ذلك اليوم الذي يشتد غضبك فيه لكن رحمتك وسعت كل شيء فاكتبها للمسلمين والمسلمات واجعل اعضاء وعضوات هذا الملتقى منهم والله تعالى اعلم .
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
 
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد قال تعالى :(
[FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء[/FONT]

قال ابن كثير : (
[FONT=&quot] لما بين تعالى حكم القتل الخطأ ، شرع في بيان حكم القتل العمد ، فقال : [/FONT][FONT=&quot]( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )[/FONT][FONT=&quot] وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم ، الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله ، حيث يقول ، سبحانه ، في سورة الفرقان : [/FONT][FONT=&quot]( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون )[/FONT][FONT=&quot] الآية [/FONT][FONT=&quot][ الفرقان : 68 ][/FONT][FONT=&quot] وقال تعالى : [/FONT][FONT=&quot]( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا )[/FONT][FONT=&quot] إلى أن قال :[/FONT]
[FONT=&quot]( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][ الأنعام : 151 ][/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جدا من ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [/FONT][FONT=&quot]" أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء "[/FONT][FONT=&quot] وفي الحديث الآخر الذي رواه أبو داود ، من رواية عمرو بن الوليد بن عبدة المصري ، عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [/FONT][FONT=&quot]" لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما ، فإذا أصاب دما حراما بلح "[/FONT][FONT=&quot] وفي حديث آخر : [/FONT][FONT=&quot]" لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم "[/FONT][FONT=&quot] وفي الحديث الآخر : [/FONT][FONT=&quot]" لو أجمع أهل السماوات والأرض على قتل رجل مسلم ، لأكبهم الله في النار "[/FONT][FONT=&quot] وفي الحديث الآخر : [/FONT][FONT=&quot]" من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة ، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله "[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وقد كان ابن عباس ، رضي الله عنهما ، يرى أنه لا توبة للقاتل عمدا لمؤمن )
[/FONT]
ارجو بيان رأيكم في الآية الكريمة أعلاه وفقنا الله تعالى واياكم .
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد نكمل كلام ابن كثير فهو قال : (
وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَخَلَفِهَا : أَنَّ الْقَاتِلَ لَهُ تَوْبَةٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنْ تَابَ وَأَنَابَ وَخَشَعَ وَخَضَعَ ، وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ، بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ ، وَعَوَّضَ الْمَقْتُولَ مِنْ ظُلَامَتِهِ وَأَرْضَاهُ عَنْ طِلَابَتِهِ .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ] . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا [ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ] ) [ الْفَرْقَانِ : 68 ، 69 ] وَهَذَا خَبَرٌ لَا يَجُوزُ نُسْخُهُ . وَحَمْلُهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَحَمْلُ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ خِلَافُ الظَّاهِرِ ، وَيَحْتَاجُ حَمْلُهُ إِلَى دَلِيلٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَقَالَ تَعَالَى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ] ) [ الزُّمَرِ : 53 ] وَهَذَا عَامٌّ فِي جَمِيعِ الذُّنُوبِ ، مِنْ كُفْرٍ وَشِرْكٍ ، وَشَكٍّ وَنِفَاقٍ ، وَقَتْلٍ وَفِسْقٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ : كُلُّ مَنْ تَابَ مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ .

وَقَالَ تَعَالَى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) [ النِّسَاءِ : 48 ] . فَهَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِ الذُّنُوبِ مَا عَدَا الشِّرْكَ ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ وَقَبْلَهَا ، لِتَقْوِيَةِ الرَّجَاءِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . )
والله تعالى اعلم .
 
بسم1
ويؤيد ذلك ما جاء في دفع إيهام الاضراب:قَدْ تَوَافَرَتِ الْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ.
وَصَرَّحَ تَعَالَى بِأَنَّ الْقَاتِلَ أَخُو الْمَقْتُولِ فِي قَوْلِهِ: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ الْآيَةَ [2 \ 178] ، وَلَيْسَ أَخُو الْمُؤْمِنِ إِلَّا الْمُؤْمِنَ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا [49 9] فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ مَعَ أَنَّ بَعْضَهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي قِصَّةِ الْإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، لِأَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ أَوْلَى بِالتَّخْفِيفِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّ اللَّهَ رَفَعَ عَنْهَا الْآصَارَ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ.
 
جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذ علي وبارك بكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد ولننظر في قوله تعالى من سورة الانبياء:
(
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ (٢٥) وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ (٢٦) لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ (٢٧) يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ(٢٨) ۞وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ (٢٩) )
( وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ (٢٥) )
قال القرطبي (ت 671 ): ( قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوحِي إِلَيْهِ ) وَقَرَأَ حَفْصٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ نُوحِي إِلَيْهِ بِالنُّونِ ؛ لِقَوْلِهِ : أَرْسَلْنَاأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ أَيْ قُلْنَا لِلْجَمِيعِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ فَأَدِلَّةُ الْعَقْلِ شَاهِدَةٌ أَنَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَالنَّقْلُ عَنْ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ مَوْجُودٌ ، وَالدَّلِيلُ إِمَّا مَعْقُولٌ وَإِمَّا مَنْقُولٌ . وَقَالَ قَتَادَةُ : لَمْ يُرْسَلْ نَبِيٌّ إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ ، وَالشَّرَائِعُ مُخْتَلِفَةٌ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْإِخْلَاصِ وَالتَّوْحِيدِ )
قال ابن كثير(ت 774) : ( قَالَ : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) ، كَمَا قَالَ : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) [ الزُّخْرُفِ : 45 ] ، وَقَالَ : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [ النَّحْلِ : 36 ] ، فَكُلُّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ يَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَالْفِطْرَةُ شَاهِدَةٌ بِذَلِكَ أَيْضًا ، وَالْمُشْرِكُونَ لَا بُرْهَانَ لَهُمْ ، وَحُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )
يرى العبد الفقير: إن هذه الآية الكريمة دلت بشكل واضح أن مراد الله تعالى من عباده أن يعبدوه وحده لا شريك له ويخلصون بعبادته في جميع شؤونهم وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ ) صحيح البخاري- 1213/3 .ونكمل لاحقا بعون الله تعالى .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد ولنؤجل آيات سورة الانبياء ولنتدبر في قوله تعالى : (
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 187 ) )

ما هي الفوائد التي نستخلصها من الآية الكريمة ؟ وماذا أراد الله تعالى أن يعلم الصحابة من تحريم المباشرة أولا ثم تحليلها ؟
1- أرى - والله تعالى أعلم - أنه سبحانه أراد أن يعلم الصحابة والمسلمين من بعدهم بمنزلة النساء عندهم وهي (
هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) .

2- تذكير لهم رضي الله تعالى عنهم بضعفهم هم ومن بعدهم جميع البشر وأنهم لم يصبروا على ترك المعاشرة .
3- تذكيرهم بأن يبتغوا الذرية الصالحة من الجماع .
4- تحذيرهم من الوقوع بالمباشرة اذا هم اعتكفوا في المساجد .
5- أعلمهم سبحانه أن ما حصل هو من أجل تقواهم وتعليمهم ان الله تعالى لا يشق عليهم بل يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر .

وأرجو أن تشاركوني في تدبر الآية الكريمة والله تعالى اعلم .




 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير .
في الآية دليل قطعي على أن من الأحكام ما يقع في السنة دون القرآن، فقد كان تحريم الجماع في السنة فقط على إطلاقة في فترة الصيام، فقوله تعالى{أُحِلَّ لَكُمْ} فيه إحالة صريحة إلى ما جاء في السنة من تحريم،وفي ذلك دليل قطعي أيضا على العناية الفائقة بالسنة،فعندما يسأل السائل أين حكم التحريم؟ لا يجد ذلك إلا في السنة.
وفي قوله تعالى{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا }، فعندما يسأل السائل أين السبيل المشار إليه عطفا على حكم الإمساك في البيوت؟ لايجد ذلك إلا في السنة.
فمرة كان الحكم المعمول به في السنة و جاء نسخه في القرآن ومرة جاء الحكم في القرآن مبهما ثم جاء بيانه في السنة.
قال تعالى{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }، فقوله تعالى {مَا } يدل على عموم الوحي من كتاب أو سنة
هذا والله أعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وانتم بخير وعافية أحسنت الاستاذ الفاضل علي سبيع على هذه الالتفاتة الذكية ومن أمثلة تشريع السنة هو التوجه في الصلاة الى بيت المقدس حيث لم يرد بالقرآن الكريم ثم تم نسخه بالتوجه الى البيت الحرام وذلك في سورة البقرة والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد ونرجع الى الآيات الكريمة من سورة الانبياء : (
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ (٢٦) لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ (٢٧) يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ(٢٨) ۞وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ (٢٩) ) )
( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ( 26 )

قال الامام الطبري(ت 310) :( يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَقَالَ هَؤُلَاءِ الْكَافِرُونَ بِرَبِّهِمْ : اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا مِنْ مَلَائِكَتِهِ ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ اسْتِعْظَامًا مِمَّا قَالُوا ، وَتَبَرِيًّا مِمَّا وَصَفُوهُ بِهِ سُبْحَانَهُ ، يَقُولُ تَنْزِيهًا لَهُ عَنْ ذَلِكَ ، مَا ذَلِكَ مِنْ صِفَتِهِ ( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ) يَقُولُ : مَا الْمَلَائِكَةُ كَمَا وَصَفَهُمْ بِهِ هَؤُلَاءِ الْكَافِرُونَ مِنْ بَنِي آدَمَ ، وَلَكِنَّهُمْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ، يَقُولُ : أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ ...عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ) قَالَ : قَالَتِ الْيَهُودُ : إِنِ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى صَاهَرَ الْجِنَّ ، فَكَانَتْ مِنْهُمُ الْمَلَائِكَةَ ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَكْذِيبًا لَهُمْ وَرَدًّا عَلَيْهِمْ ، ( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ) وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَيْسَ كَمَا قَالُوا ، إِنَّمَا هُمْ عِبَادٌ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِعِبَادَتِهِ )
وقال الآلوسي(ت 1270) : (
وَالْآيَةُ مُشَنِّعَةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذَلِكَ كَالنَّصَارَى الْقَائِلِينَ عِيسَى ابْنُ اللَّهِ وَالْيَهُودِ الْقَائِلِينَ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ، وَالتَّعَرُّضُ لِعُنْوَانِ الرَّحْمَانِيَّةِ الْمُنْبِئَةِ عَنْ جَمِيعِ مَا سِوَاهُ تَعَالَى مَرْبُوبًا لَهُ تَعَالَى لِإِبْرَازِ كَمَالِ شَنَاعَةِ مَقَالَتِهِمُ الْبَاطِلَةِ سُبْحَانَهُ أَيْ تُنَزِّهُهُ بِالذَّاتِ تَنَزُّهَهَ اللَّائِقِ بِهِ عَلَى أَنَّ السُّبْحَانَ مَصْدَرُ سَبَّحَ أَيْ بَعْدَ أَنْ أُسَبِّحَهُ تَسْبِيحَهُ عَلَى أَنَّهُ عَلَمٌ لِلتَّسْبِيحِ وَهُوَ مَقُولٌ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعِبَادِ أَوْ سَبِّحُوهُ تَسْبِيحَهُ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : بَلْ عِبَادٌ إِضْرَابٌ وَإِبْطَالٌ لِمَا قَالُوا كَأَنَّهُ قِيلَ : لَيْسَتِ الْمَلَائِكَةُ كَمَا قَالُوا بَلْ هُمْ عِبَادٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ لَهُ تَعَالَى فَهُمْ مِلْكُهُ سُبْحَانَهُ وَالْوَلَدُ لَا يَصِحُّ تَمَلُّكُهُ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : مُكْرَمُونَ أَيْ مُقَرَّبُونَ عِنْدَهُ تَعَالَى تَنْبِيهٌ عَلَى مَنْشَأِ غَلَطِهِمْ )
يرى العبد الفقير: ( من أين جائوا بهذا القول البائس إنه عدوهم الذي توعدهم أن يضلهم ، دلهم عليه وأغراهم به ، إنه الشيطان وجنوده يوقعهم بهذه المهالك ، فعلى الاذكياء أن ينتبهوا إليه ، ويعلموا أنه يرصدهم فمهما أرادوا الخير وقف في طريقهم ليصدهم عنه ، ولكن بفضل الله تعالى(
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76))
والله تعالى اعلم .

 
بسم الله الرحمن الرحيم

من تفسير الآلوسي: الولد يقع على المذكر والمؤنث والواحد والجمع.
من تفسير ابن عطيه: قوله تعالى{ بل عباد مكرمون } عبارة تشمل الملائكة وعزيزاً وعيسى .انتهى
قال تعالى{ وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
في هذه الآية قال أهل الكتاب كلمة الكفر بأفواههم وذلك بنسبة البنوة إلى الله عز وجل فأظهر الله جل وعلا إفكهم ووصف ذلك بقوله تعالى{ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} فقوله تعالى{ اتَّخَذُوا} يدل على أن الربوبية عندهم ليس لها أصل أو برهان فهي مجرد ادعاء ويؤيد ذلك ما يلي:
قال تعالى{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} فلم يكن يوسف عليه السلام ابنا فعليا لعزيز مصر.
قال تعالى{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} فلم يكن موسى ابنا فعليا لفرعون مصر.
فقوله تعالى{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} فيه تنزيها لله عز وجل عن مجرد الادعاء عليه بالولد .
هذا والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذ علي سبيع على مشاركتكم المفيدة .
ونستمر في تفسير نفس الآية لكونها مهمة جدا وتتعلق بعقيدة الملايين من الناس في زماننا ألا وهي عقيدة النصارى في رسول الله عيسى عليه الصلاة والسلام :(
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ( 26 ) ) وقد اجاد الامام ابن تيمية في الرد عليهم قال: ( يستشهد النصارى ببعض نصوص الأناجيل التي تتضمن ألفاظًا دالة على تلك العقائد، فقالوا: عمدوا الناس باسم الأب والابن والروح القدس؛ مَتَّى (28: 19).

وقد رد ابن تيمية على ذلك بقوله: هذا النص هو عمدتكم على ما تدَّعونه من الأقانيم الثلاثة، وليس فيه شيء يدل على ذلك لا نصًّا ولا ظاهرًا، فإن لفظ الابن لم يستعمل قط في الكتب الإلهية في معنى صفة من صفات الله، ولم يسم أحد من الأنبياء علم الله ابنه، ولا سموا كلامه ابنه، ولكن عندكم أنهم سموا عبده أو عباده، ابنه أو بنيه، وإذا كان كذلك فدعواكم أن المسيح أراد بالعلم ابن الله، وكلامه دعوى في غاية الكذب على المسيح، وهو حمل للفظ على مالم يستعمله هو ولا غيره فيه لا حقيقة ولا مجازًا، فأي كذب وتحريف لكلام الأنبياء أعظم من هذا، ولو كان لفظ الابن يستعمل في صفة الله، لسُمِّيت حياته ابنًا، وقدرته ابنًا، فتخصيص العلم بلفظ الابن دون الحياة خطأ ثانٍ لو كان لفظ الابن يستعمل في صفة الله، فكيف إذا لم يكن كذلك...، بل ظاهر هذا الكلام أن يعمدوهم باسم الأب الذي يريدون به في لغتهم الرب، والابن الذي يريدون به في لغتهم المربي، وهو هنا المسيح، والروح القدس الذي أيد الله به المسيح من الملك والوحي وغير ذلك، وبهذا فسر هذا الكلام من فسره من أكابر علمائهم؛ الجواب الصحيح (2/131-134) بتلخيص.
كما يستدل النصارى على صحة عقيدتهم في بنوة المسيح لله - عز وجل - بما يدعونه ويتأوَّلونه كعادتهم من آيات الكتاب الحكيم، فيقولون:

1- إنه قد جاء في هذا الكتاب يقصدون القرآن الكريم الذي جاء به هذا الإنسان؛ أي: محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171].



ويقولون: وهذا يوافق قولنا: إن المسيح لاهوت وناسوت؛ إذ قد شهد القرآن أنه إنسان مثلنا بالناسوت الذي أخذ من مريم، وكلمة الله وروحه المتحدة فيه، وحاشا أن تكون كلمة الله وروحه الخالقة مثلنا نحن المخلوقين، فأشار بهذا إلى اللاهوت الذي هو كلمة الله الخالقة؛ نقلاً عن الجواب الصحيح لابن تيمية (2/279). )


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/spotlight/0/70103/#ixzz6OZ9j3qMg
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ونستمر بتدبر الآيات من سورة الانبياء قال تعالى : (
لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ (٢٧)) قال الامام الطبري: ( وقوله : ( لا يسبقونه بالقول ) يقول جل ثناؤه : لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم ، ولا يعملون عملا إلا به )
يرى العبد الفقير : كأنما يقول الله تعالى للعصاة والمعاندين : ليسوا مثلكم تقولون الأقاويل على رب العالمين بلا دليل وبلا علم ...فهم لا يقولون الا بإذن وإذا جائهم أمر سمعوا وأطاعوا وعملوا
ففرق شاسع بين عباد الله وبينكم فهل تتعظون .
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(
وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ (٢٩) ) )
قال ابن كثير : (
{
( ومن يقل منهم إني إله من دونه)
} أي من ادعى منهم أنه إله من دون الله أي مع الله {
فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين
} أي كل من قال ذلك, وهذا شرط, والشرط لا يلزم وقوعه, كقوله {
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين
}, وقوله {
لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين
يرى العبد الفقير: كم عظيم هذا الامر بحيث ان من يقع به يلقى في جهنم كائنا من يكون ...نعم انه لا إله إلا الله من لم يؤمن بها لا خير فيه وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال: وماذا تقول ل ( لا إله إلا الله ) اذا جائت يوم القيامة ؟ اللهم اجعلنا من اهل لا إله إلا الله وجميع اعضاء هذا الملتقى .
}.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد فقد انتهينا من تدبر آيات سورة الانبياء ونبدأ مع آيات من سورة أخرى (
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) ) نعم انها سورة النحل وهنا لنا وقفات مع حشرة صغيرة يوحي اليها رب السموات والارض !!! لماذا هذا التكريم لحشرة ربما يراها بعضنا لا تستحق ذلك الاهتمام والتزكية ...لكن نحن لا نعلم ... والذي خلقها يعلم ثم تسمى سورة بكتاب انزله الله تعالى باسمها اللهم اهدنا فنحن لا نفقه ...حشرة !!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
نستمر في التأمل في وحي الله تعالى الى النحل !!! وقد اختلفوا في طبيعة ذلك الوحي .
(
ووحي الله تعالى إلى النحل، معناه: أنه "يلهمهما" ما فيه مصحلتها، وما به قوام عيشها. فالمعنى : أن الله ألهم النحل أن تتخذ من الجبال بيوتًا ومن الشجر ، ومما يبنى من السقوف ، أو يبنيه أصحابها لها ، وألهمها الله تعالى أن تأكل من الثمرات ، وسهل لها الطرق والمسالك إلى ما فيه رزقها، ومصالح عيشها.

وهذا من نعمة الله ورحمته بالناس ، وإظهار لقدرته سبحانه على هداية المخلوقات ، فإنه سبحانه وبحمده أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى طه/50 .

قال ابن كثير : "المراد بالوحي هاهنا: الإلهام والهداية والإرشاد إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها ، ومن الشجر ، ومما يعرشون .

ثم هي محكمة في غاية الإتقان في تسديسها ورصها ، بحيث لا يكون بينها خلل )
https://islamqa.info/ar/answers/309680/ا
لكني ارغب في التدبر في مسألة التكريم الذي شمل هذه الحشرة بإسطفائها بالوحي ؟
فهل ترغبون في التدبر معي ارجو ذلك .
 
جزاك خيرا الاستاذ البهيجي.
اصطفاء النحل بالوحي هداية إرشاد، و لكن العنكبوتة تتخذ بيتا أظن تفعل ذلك من جراء ما يحلو لها من و الله أعلم....
﴿مَثَلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَیۡتࣰاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُیُوتِ لَبَیۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ﴾ [العنكبوت ٤١]

و الله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذة الكريمة بهجة الرفاعي ...لم أفهم كلامك حول أنثى العنكبوت ...
ونرجع الى الوحي الى النحل ...ان الله سبحانه قال:

(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179))
( قال أبو جعفر: وقال جل ثناؤه: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس )، لنفاذ علمه فيهم بأنهم يصيرون إليها بكفرهم بربِّهم.
* * *
وأما قوله: (لهم قلوبٌ لا يفقهون بها)، فإن معناه: لهؤلاء الذين ذرأهم الله لجهنم من خلقه قلوب لا يتفكرون بها في آيات الله, ولا يتدبرون بها أدلته على وحدانيته, ولا يعتبرون بها حُجَجه لرسله, فيعلموا توحيد ربِّهم, ويعرفوا حقيقة نبوّة أنبيائهم. فوصفهم ربُّنا جل ثناؤه بأنهم: " لا يفقهون بها "، لإعراضهم عن الحق وتركهم تدبُّر صحة [نبوّة] الرسل، وبُطُول الكفر. وكذلك قوله: (ولهم أعين لا يبصرون بها)، معناه: ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, فيتأملوها ويتفكروا فيها, فيعلموا بها صحة ما تدعوهم إليه رسلهم, وفسادِ ما هم عليه مقيمون، من الشرك بالله، وتكذيب رسله; فوصفهم الله بتركهم إعمالها في الحقّ، بأنهم لا يبصرون بها.
وكذلك قوله: (ولهم آذان لا يسمعون بها)، آيات كتاب الله، فيعتبروها ويتفكروا فيها, ولكنهم يعرضون عنها, ويقولون: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ، [سورة فصلت: 26]. وذلك نظير وصف الله إياهم في موضع آخر بقوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ، [سورة البقرة: 171] .والعرب تقول ذلك للتارك استعمالَ بعض جوارحه فيما يصلح له, ومنه قول مسكين الدارمي:
أَعْمَــى إِذَا مَــا جَـارَتِي خَرَجَـتْ
حَــتَّى يُــوَارِيَ جَــارَتِي السِّـتْرُ
وَأَصَــمُّ عَمَّـا كَـــانَ بَيْنَهُمَــا
سَــمْعِي وَمَـا بِالسَّـمْعِ مِـنْ وَقْــرِ
فوصف نفسه لتركه النظر والاستماع بالعمى والصمم. ومنه قول الآخر: وَعَــوْرَاءُ اللِّئَــامِ صَمَمْـتُ عَنْهَـا
وَإِنِّــي لَــوْ أَشَــاءُ بِهَـا سَـمِيعُ
وَبَـادِرَةٍ وَزَعْـــتُ النَّفْـسَ عَنْهَـا
وَقَـدْ تَثِقَـتْ مِـنَ الْغَضَـبِ الضُّلُـوعُ
وذلك كثير في كلام العرب وأشعارها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) الطبري .
ونكمل لاحقا بعون الله تعالى .
* * *
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هؤلاء الذين يجاهرون بالتكبر والطغيان هم أنفسهم قال الله تعالى عنهم: (
أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ) ...وقد ذكرنا إن الله تعالى قد أكرم حشرة وهي النحلة وهداها إلى الخير فاستجابت وقدر لها
سبحانه أن يخرج من بطونها شفاءاً للناس ...حقاً إنه تميزاً لحشرة على الطغاة والمستكبرين الذين
يقتلون الناس بلا وازع من خلق أو ضمير ...لكن ربنا قال: (
وَٱلسَّمَاۤءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ ۝١١ وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ ۝١٢ إِنَّهُۥ لَقَوۡلࣱ فَصۡلࣱ ۝١٣ وَمَا هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ ۝١٤ إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡدࣰا ۝١٥ وَأَكِیدُ كَیۡدࣰا ۝١٦ فَمَهِّلِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَیۡدَۢا ۝١٧﴾ [الطارق ١١-١٧]
فعلى المستضعفين الدعاء والصبر وحسبنا الله ونعم الوكيل .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله : أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " أفلا يتدبرون القرآن "، أفلا يتدبر المبيتون غير الذي تقول لهم، يا محمد كتاب الله، فيعلموا حجّة الله عليهم في طاعتك واتباع أمرك، وأن الذي أتيتهم به من التنـزيل من عند ربهم، لاتِّساق معانيه، وائتلاف أحكامه، وتأييد بعضه بعضًا بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق، فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه، وتناقضت معانيه، وأبان بعضه عن فساد بعض، كما:-
9987 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا " أي: قول الله لا يختلف، وهو حق ليس فيه باطل، وإنّ قول الناس يختلف.
9988 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: إن القرآن لا يكذّب بعضه بعضًا، ولا ينقض بعضه بعضًا، ما جهل الناس من أمرٍ، (13) فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم! وقرأ: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا ". قال: فحقٌّ على المؤمن أن يقول: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، ويؤمن بالمتشابه، ولا يضرب بعضه ببعض= وإذا جهل أمرًا ولم يعرف أن يقول: (14) " الذي قال الله حق "، ويعرف أن الله تعالى لم يقل قولا وينقضه، (15) ينبغي أن يؤمن بحقيقة ما جاء من الله. (16)
9989 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال، حدثنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك قوله: " أفلا يتدبرون القرآن "، قال: " يتدبرون "، النظر فيه.
هذه آية عظيمة تستحق التدبر على مر العصور...أي بمعنى قد يجد فيها الناس من الآيات العظيمة كلاً بزمانه ...فأردت ان أدعوكم الى التأمل فيها !!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام أبي حفص عمر بن محمد النسفي رحمه الله تعالى : (
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) إستفهام
بمعنى الأمر ، كقوله تعالى: (
أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) ) المائدة
والتدبر : النظر في دبر الأمر ، أي: عاقبته ، وهو قريب من التفكر ، غير أن التفكر : تصرف القلب
في النظر في الدلائل ، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب ، والتدبر في القرآن : التأمل في معانيه
بعد تلاوته أو سماعه ، أو طلب ما يؤول إليه ظاهره من المعنى المراد به .
ودل هذا على بطلان التقليد ، ووجوب طلب الدليل ، وأنه حظ أهل العلم ، وهم الخاصة ، وعلى
العامة اتباعهم فيما فهموه منه ، وأخبروهم منه ، وقال القشيري رحمه الله تعالى: إثارة المعاني
بغوص الافكار ، وإستخراج جواهر المعاني ، بدقائق الاعتبار ) التيسير في التفسير- 5/ 125 .
والله تعالى أعلم .
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى(
﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾
لا أريد البحث في (من هؤلاء الذين مكروا ) لكن أرغب بتدبر النتائج ...لننظر الى ما ذكره الطبري رحمه الله تعالى من روايات : عن قتادة ( فخر عليهم السقف من فوقهم ) قال : أتى الله بنيانهم من أصوله ، فخر عليهم السقف .
عن ابن عباس ، قوله ( فخر عليهم السقف من فوقهم ) يقول : عذاب من السماء لما رأوه استسلموا وذلوا
وأولى القولين بتأويل الآية ، قول من قال : معنى ذلك : تساقطت عليهم سقوف بيوتهم ، إذ أتى أصولها وقواعدها أمر الله ، فائتفكت بهم منازلهم لأن ذلك هو الكلام المعروف من قواعد البنيان ، وخر السقف ، وتوجيه معاني كلام الله إلى الأشهر الأعرف منها ، أولى من توجيهها إلى غير ذلك ما وجد إليه سبيل ( وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) يقول تعالى ذكره : وأتى هؤلاء الذين مكروا من قبل مشركي قريش ، عذاب الله من حيث لا يدرون أنه أتاهم منه .
ان أحلام التكبر ونشوة التسلط على رقاب الناس لم تنفعهم ...بل نظروا إلى قصورهم وقد أصبحت بلا سقوف
فهل من متعظ ...اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا !!!
 
(Untitled)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاستاذ الكريم البهيجي ، هل ترى في قوله تعالى فخر عليه السقف هو مجازي أم لا ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى الاستاذة الفاضلة بهجة الرفاعي ...سؤالكم في موضوع
الفروق بين الحقيقة والمجاز في القرآن وباختصار أهل العلم انقسموا الى ثلاثة أصناف في مسألة وقوع المجاز
في القرآن الاول الذين نفوا وقوعه وقالوا كلام الله تعالى كله على الحقيقة والثاني الذين أقروا وقوعه لكونه من
لغة العرب واشعارهم ونثرهم والصنف الثالث وهم الذين مالوا الى التفصيل وقالوا ان المجاز يقع في القرآن لكن
بشروط تليق بكلام خالق السموات والارض ومنها يجب ان يكون اللفظ غير ملائم للاستخدام في لغة العرب
ومثال ذلك قوله تعالى(
﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾(مريم:4)) فمن غير المعتاد استعمال لفظ الاشتعال للدلالة علة
إنتشار الشيب في الرأس ...لكن بالنسبة لسؤالكم الكريم عن قوله تعالى
﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾)
فالاستعمال في محله وهو المعتاد فعندما تنهار قواعد البناء يقع السقف ولهذا لا يوجد هنا مجاز والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) الكهف- 47
قال ابن كثير(ت 774هـ) :(
{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً}: يخبر تعالى عن أهوال يوم القيامة، وما يكون فيه من الأمور العظام، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [سورة الطور: 9-10] أي تذهب من أماكنها وتزول كما قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [سورة طه: 105]، يذكر تعالى أنه تذهب الجبال وتتساوى المهاد، وتبقى الأرض قاعاً صفصفاً: أي سطحاً مستوياً لا عوج فيه ولا أمتاً، أي لا وادي ولا جبل.

{وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً}: أي بادية ظاهرة، ليس فيها معلم لأحد ولا مكان يواري أحداً، بل الخلق كلهم ضاحون لربهم لا تخفى عليه منهم خافية. قال مجاهد وقتادة {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً}: لا حجر فيها ولا غيابة، وقال قتادة: لا بناء ولا شجر، وقوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}: أي وجمعناهم الأولين منهم والآخرين، فلم نترك منهم أحداً لا صغيراً ولا كبيراً، كما قال: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [سورة الواقعة: 49-50]، وقال: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} [هود:103].
يرى العبد الفقير: أين من ظلم وتجبر ...أين من تكبر على العباد ...أين من غاصت بعهده البلاد وهو يتبجح على
الناس لن تجدون مثلي !!! هذه الجبال العالية العصية على العباد تذوب وتنتهي فكيف بالظالمين ...آه من عبد لا يرى
قدرة الله تعالى عليه فيطغى وهو الذي تقهره ذبابة أو بعوضة وقد صدق من أجاب عن قولهم : لِمَ خلق الله سبحانه
الذبابة ؟ قال: ليذل بها الجبابرة !!! والله تعالى أعلم .
 
(Untitled)

جزاك الله خيرا الأستاذ البهيجي ، نعم صحيح ليس بمجاز و لكن هو أقرب إلى تمثيل. فالله تعالى قد يكون مثل حالهم بمن خر عليهم السقف أي ما ظنوا أنه سيحميهم كان هو سبب هلاكهم و لقد وجدت أن هناك من فسر الآية كما هي عليه و هناك ما فسرها كتمثيلا
و منها أقوال بعض المفسرين:
.سَّبَبَ الَّذِي أعَدُّوهُ لِنَصْرِهِمْ كانَ بِعَيْنِهِ سَبَبَ قَهْرِهِمْ؛ وهَذا عَلى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ

لِهَلاكِهِمْ، والمَعْنى: أهْلَكَهم فَكانُوا بِمَنزِلَةِ مَن سَقَطَ بُنْيانُهُ عَلَيْهِ.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وجزاكم الله تعالى خيرا التمثيل بعني عدم حدوث الفعل وكلام الله تعالى على الحقيقة في هذه المسألة
فهو سيحانه يخبرنا عن عقوبة نزلت في أقوام عصاة ويريد أن يحذرنا من الوقوع في معصيتهم والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أرغب بالرجوع إلى قوله تعالى(
﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ )
(
إذا تأمّل القارئ قوله تعالي : " فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ " فقد يبدو له أنّ قوله : " فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ " مغنٍ عن قوله : " مِنْ فَوْقِهِمْ " ؛ لأن " خَرَّ " و" عَلَيْهِمُ " و " السَّقْفُ " كلّها تدلّ علي حصول الخرِّ من فوقهم ؛ فالخرّ لا يكون إلا فيما سقط من العُلّوِ إلي الأسفل , و ( علي ) في أصل استعمالها تدلّ علي وقوع الشيء من أعلي إلي أسفل , والسقف أصله أن يكون في العُلّوِ لكنّ المتدبّر لهذه الآية يدرك أنّ لقوله : " مِنْ فَوْقِهِمْ " فائدةً جليلةً ؛ إذ دلّتْ علي الفوقيّة الحقيقيّة , فالسقف قد وقع عليهم , وكانوا تحته , فهلكوا , وما أفلتوا [ البرهان فى علوم القرآن : 2 / 443 , 3 /67 ] , ولولا ذِكْرُ " مِنْ فَوْقِهِمْ " لَتُوُهِّمَ غيرُ ذلك ؛ لأنّ ( على ) ليستْ قطعيّةً في الدلالة علي العلو , بل قد تكون هنا " بمعني ( عن ) , أي : خرّ عن كفرهم بالله , كما تقول : اشتكى فلانٌ عن دواءٍ شَربَهُ , أي : من أجل كفرهم أو بمعني ( اللام ) , أي فخرّ لهم " [ البرهان فى علوم القرآن : 2 / 442 ] , وذكر ابن جنّي أنّ ( علي ) قد تخرج عن الاستعمال في العلوم إلي الاستعمال في الأفعال الشاقّة المستثقلة " علي ( حد ) قولِ مَنْ يقول : قد سرنا عشرًا , و بقيت علينا ليلتان , وقد حفظتُ القرآن وبقيتْ عليّ منه سورتان , و قد صمنا عشرين , و بقي علينا عشرٌ , وكذلك يقال في الاعتداء علي الإنسان بذنوبه وقبيح أفعاله : قد أخربَ عليَّ ضيعتي , وموّت عليَّ عواملي , وأبطلَ عليَ انتفاعي , فعلي هذا لو قيلَ " فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ " , ولم يقل : " مِنْ فَوْقِهِمْ " لجاز أن يُظنَّ به أنه كقولك : قد خرّبتُ عليهم دارَهُمْ و قد أهلكتُ عليهم مواشيَهُمْ وغلاتِهِمْ , وقد تلفتْ عليهم تجارتُهُمْ , فإذا قال : " مِنْ فَوْقِهِمْ " زال ذلك المعني المحتمل , وصار معناه أنّه سقط وهم من تحته " [ الخصائص : 2 / 270 – 271 ] , ويؤيّد ذلك أنّه يقال : سقط عليه موضع كذا , إذا كان يملكه , وإن لم يكن من فوقه , بل تحته [ البرهان فى علوم القرآن : 2 / 443 ] . كما أنّه ليس كلّ سقفٍ يكون من فوقٍ ؛ " فإن كثيرًا من السقوف يكون أرضًا لقومٍ , وسقفًا لآخرين " [ البرهان فى علوم القرآن : 3 / 67 ] , فرفع احتمال أن يكون السقف تحتهم بقوله : " مِنْ فَوْقِهِمْ " . والله أعلم .
رابط الكلام هو https://tadars.com/tdbr/list/eloquence?page=661
وللعبد الفقير وقفة تأملية حول الآية الكريمة: الآية احتوت أربعة أفعال هي ( مكر ) وهو خاص بالعصاة والثلاثة الباقية خصت قيوم السموات والارض وهي : أتى وخر وأتاهم هذه هي الافعال التي رد بها الله تعالى مكرهم فكيف يصمد فعل واحد أمام ثلاثة أفعال !!! لهذا فإنهم ذاقوا الهلاك وأتاهم فوق رؤوسهم وهنا نرى أن الله سبحانه اختار أن يكون رده بجمل فعلية تتميز بالقوة والتجدد والحركة التي تذهل من وقعت عليه فسبحان من كلامه هذا والله تعالى اعلم .
 
(Untitled)

التمثيل رغم أنه لا يعني حدوث الفعل حرفيا و لكن هو سبيل للتعقل عن طريق التفكر في كيفية حدوث الفعل... لأن الممثل و الممثل به يتطابقان في كيفية الحدوث، و يختلفان في إمكانية مشاهدة حدوث الفعل و إمكانية مشاهدة حدوث النتائج .
اختلاف امكانية المشاهدة يعني قد لا تشاهد نتائج الفعل بالعين المجردة و لكن تؤمن بها لأن حدوثها يكون في الآخرة يوم الحساب أو عندما يحق القول فلهذا التمثيل بما هو مشاهد بالعين المجردة أي بما هو نتائجه تكون في الدنيا فعال للتعقل،




مثال : قوله تعالى: أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰ⁠نٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التوبة ١٠٩]

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذة بهجة الرفاعي على مشاركتكم .
أما قولكم: (
التمثيل رغم أنه لا يعني حدوث الفعل حرفيا)
في الآية الكريمة مدار البحث وهي(
﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾)
الفعل على حقيقته لإنه لم تأت إشارة تصرفه عن الحقيقة ...ولا أدري لماذا تستبعدين وقوعه ألم يخبرنا ربنا تبارك وتعالى بما فعل بقوم نوح وعاد وصالح عليهم الصلاة والسلام ؟
أما ذكركم لقوله تعالى(
" أَفَمَنْ أُسِّس بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أُسِّس بُنْيَانَهُ ")
فالامر مختلف لكون الآية تخص المنافقين الذين اتخذوا مسجداً يتآمرون فيه على الاسلام والمسلمين والتشبيه فيه ينقسم الى دنيوي وآخروي ففي الدنيا نحن نعرف حافة الجبل ( جرف هار ) فأراد ربنا سبحانه أن يعلمنا أن إيمان هؤلاء المجرمين كمن بنى بيته على حافة الجبل فماذا تتوقعون مصيرهم يوم القيامة؟
هنا ينتقل التعبير القرآني إلى الآخرة ليدخلهم في جهنم وقانا الله تعالى واياكم وجميع أعضاء وعضوات ملتقى أهل التفسير منها والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ويبدو ان النفس لا تمل من النظر في قوله تعالى
﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾
قلت : كم من قرية وقع فيها زلزال - كما في زماننا - ونسمع عنها في الاخبار وان القتلى بلغوا كذا وان الجرحى بلغوا كذا ولكن من منا يتذكر هذه الآية ويعتبر بها وان تلك القرية كانت ظالمة عاصية وانها باءت بعقوبة من قيوم السموات والارض ...وكم منا من يحذر أهل مدينته أن يتقوا الله تعالى من نزول العذاب عليهم بسبب ظلمهم لبعض اللهم نعوذ بك ان تنزل عذابك بنا او بالمسلمين يا رحمن يا رحيم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ولننظر الى ما قاله صاحب الظلال : ( (قد مكر الذين من قبلهم)والتعبير يصور هذا المكر في صورة بناء ذي قواعد وأركان وسقف إشارة إلى دقته وإحكامه ومتانته وضخامته ، ولكن هذا كله لم يقف أمام قوة الله وتدبيره: (فأتى الله بنيانهم من القواعد , فخر عليهم السقف من فوقهم)وهو مشهد للتدمير الكامل الشامل , يطبق عليهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم , فالقواعد التي تحمل البناء تحطم وتهدم من أساسها , والسقف يخر عليهم من فوقهم فيطبق عليهم ويدفنهم (وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون)فإذا البناء الذي بنوه وأحكموا واعتمدوا على الاحتماء فيه إذا هو مقبرتهم التي تحتويهم , ومهلكتهم التي تأخذهم من فوقهم ومن أسفل منهم وهو الذي اتخذوه للحماية ولم يفكروا أن يأتيهم الخطر من جهته !
إنه مشهد كامل للدمار والهلاك , وللسخرية من مكر الماكرين وتدبير المدبرين , الذين يقفون لدعوة الله , ويحسبون مكرهم لا يرد , وتدبيرهم لا يخيب , والله من ورائهم محيط !
وهو مشهد مكرر في الزمان قبل قريش وبعدها ودعوة الله ماضية في طريقها مهما يمكر الماكرون , ومهما يدبر المدبرون وبين الحين والحين يتلفت الناس فيذكرون ذلك المشهد المؤثر الذي رسمه القرآن الكريم: (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم , وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون).
هذا في الدنيا , وفي واقع الأرض: (ثم يوم القيامة يخزيهم , ويقول:أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ?).
ويرتسم مشهد من مشاهد القيامة يقف فيه هؤلاء المستكبرون الماكرون موقف الخزي ; وقد انتهى عهد الاستكبار والمكر وجاءوا إلى صاحب الخلق والأمر , يسألهم سؤال التبكيت والتأنيب: (أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ?)أين شركائي الذين كنتم تخاصمون من أجلهم الرسول والمؤمنين , وتجادلون فيهم المقرين الموحدين ? .
ويسكت القوم من خزي , لتنطلق ألسنة الذين أوتوا العلم من الملائكة والرسل والمؤمنين وقد أذن الله لهم أن يكونوا في هذا اليوم متكلمين ظاهرين: (قال الذين أوتوا العلم:إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين).
 
عودة
أعلى