تدبر ثم قل ماقل ودل

تأملات قرآنية
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا

( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءاً يصدّقني )
ذكر مزايا الآخرين وطلب الخير لهم لايصدر إلا من نفس كبيرة وأجره عظيم ومضاد للحسد.

أكثر الناس عفواً وصفحاً أشدهم تقوى لله، وأقلهم عفواً أقساهم قلباً وأضعفهم إيماناً (وأن تعفوا أقرب للتقوى)

{قال وما تلك بيمينك يا موسى}
عند الضيق لا تنظر إلى مافي أيدي الناس!
قد يكون الفرج في يمينك وأنت لا تعلم..




الواقعية المحفزة خير من الأحلام المخدرة! لذا خاطب الله نبيه في ثالث سورة نزلت بمشقة القرآن وثقله ليكون على بينة: إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً



أكمل باذن الله اسأل الله ان ينفع بنا
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين.. جزاكم الله تعالى خيرا.. الاخ الكريم محمد..والاخ الفاضل عمر والاخت الكريمة شهد...على مروركم القيم..أخي محمد ان بعض اهل التفسير يسمون بعض انواع التفسير بالتفسير المباشر وهو ان يسأل القرآن ثم يجيب في الآية التي بعدها مثل قوله(والسماء والطارق*وماأدراك ماالطارق*النجم الثاقب)...وفي الآية التي نحن بصددها جاء سبحانه بالاسم الموصول(الذين)ليوضح من هم المقتسمين(الذين جعلوا القرآن عضين)..وأراك سامحك الله تعالى قد غربت عندما ربطت مع آيات أخرى تتكلم عن موضوع آخر وهو جهنم...فالتشابه بالقسمة لا يعني ان الموضوع واحد...والله تعالى أعلم.
 
الأخوة الكرام التدبر لا يكون بإختصار وكلمات قليلة فالقرآن الكريم كل آية وكل موضوع يحوي معلومات كثيرة ولكن المتدبر حسب توفيق الله يستخرج جزء يفتح الله به عليه والآخر كذلك فهو منبع لا ينظب من العطاء على مر الدهر (رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) فكل صفحة تحوي كتب قيمة وليس كتاب واحد
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاخ الكريم خالد..من المعلوم عند أهل العلم انهم يأخذون بالحكمة التي أمتدحها رسول الله اللهم صل عليه وآله وسلم وهي (خير الكلام ما قل ودل)...فكل ما كان من التدبر بكلمات قليلة ومعاني عميقة غزيرة شافية كافية فهو الأفضل خاصة في زماننا حيث لا يجد الناس الوقت الكافي للقراءة...والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...ونبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه بتدبر خواتيم سورة
الانبياء من قوله تعالى(
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ( 95 ) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ( 96 ) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ( 97 )
ذكر ابن كثير في تفسيره-(
يَقُولُ تَعَالَى : ( وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَجَبَ ، يَعْنِي : قَدَرًا مُقَدَّرًا أَنَّ أَهْلَ كُلِّ قَرْيَةٍ أُهْلِكُوا أَنَّهُمْ لَا يُرْجَعُونَ إِلَى الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . هَكَذَا صَرَّحَ بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ ، وَقَتَادَةُ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ .

وَفِي رِوَايَةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) أَيْ : لَا يَتُوبُونَ .

وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَظْهَرُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . )وهو إختيار الطبري والقرطبي وغيرهما. وقد ذكر ابن عاشور(
فَتَعَيَّنَ أَنَّ الْمَعنى : مُنِعَ عَلَى قَرْيَةٍ قَدَّرْنَا هَلَاكَهَا أَنْ يَرْجِعُوا عَنْ ضَلَالِهِمْ لِأَنَّهُ قَدْ سَبَقَ تَقْدِيرُ هَلَاكِهَا . وَهَذَا إِعْلَامٌ بِسُنَّةِ الله تَعَالَى فِي تَصَرُّفِهِ فِي الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ مَقْصُودٌ مِنْهُ التَّعْرِيضُ بِتَأْيِيسِ فَرِيقٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمَصِيرِ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَتَهْدِيدُهُمْ بِالْهَلَاكِ . وَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ قَدَّرَ اللَّهُ هَلَاكَهُمْ يَوْمَبَدْرٍ بِسُيُوفِ الْمُؤْمِنِينَ . ) قلت- كأنما رب العزة يتحداهم أنكم اذا هلكتم لم تعودوا الى الدنيا الا يوم القيامة يوم لاينفع مال ولابنون فكفى عنادا وكفرا....ولقد أسمعت لو ناديت
حيا ولكن لاحياة لمن تنادي!!!
والله تعالى أعلم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد..قال الله تعالى(
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ( 96))
ذكر الطبري بسنده (
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ، وَذَكَرَ أَمْرَهُ ، وَأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَقْتُلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ ، أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا عِيسَى ، إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَحَدُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا ، ثُمَّ يَنْزِلُ آخِرُهُمْ ، ثُمَّ يَقُولُ : لقد كَانَ بِهَذِهِ مَاءً مَرَّةً ، فَيُحَاصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ يَوْمَئِذٍ خَيْرًا لِأَحَدِهِمْ مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِعِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَيَهْبِطُ نَبِيُّ الله عِيسَى وَأَصْحَابُهُ ، فَلَا يَجِدُونَ مَوْضِعًا إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتَنُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنْ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزُّلْفَةِ )
قلت- هذا تذكير لبني آدم ان الله تعالى خالق لكثير من الخلق هم أقوى منهم فاتركوا التكبر والعناد وآمنوا برب العباد...والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...الاخ الكريم خالد...أرجو من حضرتكم النظر بما يلي-
1- ان علم التفسير علم له أصوله وقواعده كتب فيها علماء أجلاء فأحسنوا وأجادوا
ومن جملة ما كتبوا ما سموه(شروط المفسر) وهي الشروط التي أوجبوها على
من يريد أن يفسر كتاب الله العظيم....ومن هذه الشروط ان يدرس طالب العلم
علوم اللغة(النحو-البلاغة-...وغيرها)وعلوم القرآن(المكي والمدني- أول ما نزل
وآخر ما نزل-أسباب النزول-......)وان يدرس الفقه والحديث والسيرة النبوية
وأصول التفسير وقواعد الترجيح ومناهج المفسرين...وغيرها.
2- واني أقرأ مشاركاتك فلا أجدك تستشهد بأقوال المفسرين وأهل العلم..بينما من
صفات طلاب العلم أن يرجعوا لإقوال من سبقهم من أهل العلم..وخاصة أهل
التفسير لكي لا يخطأوا بتفسيراتهم وأقوالهم..فهذا كلام رب العالمين لا كلام البشر
فعلينا أن نوقره ولا نتكلم فيه الا بعلم...لا بتشهي والظنون!!!.
3- أما ما كتبته عن يأجوج ومأجوج فخطأ واضح فهؤلاء القوم جائت حولهم أحاديث
صحيحة منها في الصحيحين فهل تنكرها ولا تؤمن بها؟ وان مجيئهم بعد نزول رسول
الله عيسى بن مريم اللهم صل عليه وان نزوله ثابت في القرآن والحديث الصحيح..
قال الله تعالى(
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ( 46)آل عمران ذكر الطبري ( فِي قَوْلِهِ : " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا " قَالَ : قَدْ كَلَّمَهُمْ عِيسَىفِي الْمَهْدِ ، وَسَيُكَلِّمُهُمْ إِذَا قَتَلَ الدَّجَّالَ ، وَهُوَ يَوْمئِذٍ كَهْلٌ . )....وسأكمل لاحقا ان شاء الله تعالى.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فقد وصلنا الى قوله تعالى(
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ( 97 ) ) الانبياء
ذكر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره(
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ) فَلَا شُبْهَةَ أَنَّ الْوَعْدَ الْمَذْكُورَ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ .

أَمَّا قَوْلُهُ : ( فَإِذَا هِيَ ) فَاعْلَمْ أَنَّ (إِذَا) هَاهُنَا لِلْمُفَاجَأَةِ ، فَسَمَّى الْمَوْعِدَ وَعْدًا تَجَوُّزًا ، وَهِيَ تَقَعُ فِي الْمُجَازَاةِ سَادَّةً مَسَدَّ الْفَاءِ كَقَوْلِهِ : ( إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ) [الرُّومِ : 36 ] فَإِذَا جَاءَتِ الْفَاءُ مَعَهَا تَعَاوَنَتَا عَلَى وَصْلِ الْجَزَاءِ بِالشَّرْطِ ؛ فَيَتَأَكَّدُ ، وَلَوْ قِيلَ : ( فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ ) أَوْ فَهِيَ شَاخِصَةٌ كَانَ سَدِيدًا ، أَمَّا لَفْظَةُ " هِيَ " فَقَدْ ذَكَرَ النَّحْوِيُّونَ فِيهَا ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ :

أَحَدُهَا : أَنْ تَكُونَ كِنَايَةً عَنِ الْأَبْصَارِ ، وَالْمَعْنَى فَإِذَا أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا شَاخِصَةٌ أَبْصَارُهُمْ كَنَى عَنِ الْأَبْصَارِ ثُمَّ أَظْهَرَ .

وَالثَّانِي : أَنْ تَكُونَ عِمَادًا ، وَيَصْلُحُ فِي مَوْضِعِهَا هُوَ فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ ) [ طه : 140 ] وَمِثْلُهُ : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ) [ الْحَجِّ : 46 ] وَجَازَ التَّأْنِيثُ ؛ لِأَنَّ الْأَبْصَارَ مُؤَنَّثَةٌ ، وَجَازَ التَّذْكِيرُ لِلْعِمَادِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ : الضَّمِيرُ لِلْقِصَّةِ بِمَعْنَى فَإِذَا الْقِصَّةُ شَاخِصَةٌ ، يَعْنِي أَنَّ الْقِصَّةَ (أَنَّ أَبْصَارَ الَّذِينَ كَفَرُوا تَشْخَصُ عِنْدَ ذَلِكَ) ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ أَنَّ الْقِيَامَةَ إِذَا قَامَتْ شَخَصَتْ أَبْصَارُ هَؤُلَاءِ مِنْ شِدَّةِ الْأَهْوَالِ ، فَلَا تَكَادُ تَطْرِفُ مِنْ شِدَّةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمِنْ تَوَقُّعِ مَا يَخَافُونَهُ ، وَيَقُولُونَ : ( يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ) يَعْنِي فِي الدُّنْيَا حَيْثُ كَذَّبْنَاهُ وَقُلْنَا : إِنَّهُ غَيْرُ كَائِنٍ ، بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ أَنْفُسَنَا بِتِلْكَ الْغَفْلَةِ وَبِتَكْذِيبِ رسول الله مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا بُدَّ قَبْلَ قَوْلِهِ : يَا وَيْلَنَا مِنْ حَذْفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ يَقُولُونَ: يَا وَيْلَنَا .) قلت- أنظروا يا كرام الى هؤلاء الذين ملئوا الدنيا ضجيجا وإستكبارا وتعاليا على الحق وأهله
قد تجمدت عيونهم فلا ترمش من أهوال عظيمة تنخلع لها القلوب وتشيب لها الرؤوس ويقف لها الرجال والنساء عرايا كما خلقوا....فإذا
هم يتلاومون(يا ويلنا)...ما لنا كنا في غفلة...ما لنا كنا ظالمين.....لا لن ينفعكم هذا الندم...وأنتم لستم بصادقين به...فأنتم اليوم تقتلون في
العراق وسوريا واليمن ولبنان....ثم تجاوزتم أكثر...فسعيتم الى الفتنة في مكة المكرمة...فالى الله القوي العزيز نشكو جرائمكم...فنحن
لا نقدر ولكن الله تعالى على كل شيء قدير...وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 
خواطر رمضانية (6):
"لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا"
واللفتة في استعمال من بدلا عن في هنا ودلالته:
مناصبة السفر العداء للمسافر
ومنه قوله صلى الله عليه واله وسلم السفر قطعة من العذاب
وقول المبرأة رضي الله عنها وعن ابيها العذاب قطعة من السفر
وهذا من لطائف استعمالات الحروف في القران
ومن تذوق اللغة تذوقه.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...وصلنا الى قوله تعالى(( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ( 98 ) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ( 99 ) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100))
ذكر ابن كثير في تفسيره (
يَقُولُ تَعَالَى مُخَاطِبًا لِأَهْلِ مَكَّةَ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ ، وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ مِنْ عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ : ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ وَقُودُهَا ، يَعْنِي كَقَوْلِهِ : ( وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) [ التَّحْرِيمِ : 6 ] .

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : ( حَصَبُ جَهَنَّمَ ) بِمَعْنَى : شَجَرِ جَهَنَّمَ . وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ : ( حَصَبُ جَهَنَّمَ ) يَعْنِي : حَطَبَ جَهَنَّمَ ، بِالزِّنْجِيَّةِ .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ ، وَعِكْرِمَةُ ، وَقَتَادَةُ : حَطَبُهَا . وَهِيَ كَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .

وَقَالَ الضَّحَّاكُ : ( حَصَبُ جَهَنَّمَ ) أَيْ : مَا يُرْمَى بِهِ فِيهَا .

وَكَذَا قَالَ غَيْرُهُ . وَالْجَمِيعُ قَرِيبٌ .

وَقَوْلُهُ : ( أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) أَيْ : دَاخِلُونَ .
قلت- أنظر لهذا التحدي وهذا التهكم مهما تتصورون بأنفسكم إنكم قد علوتم فإن نهايتكم
في جهنم أنتم وآلهتكم....فلا تتكبروا وأنظروا لحقيقة حالكم وحاجتكم لمن يرعاكم.
قال القرطبي رحمه الله تعالى (
الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : آيَةٌ لَا يَسْأَلُنِي النَّاسُ عَنْهَا ! لَا أَدْرِي أَعَرَفُوهَا فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا ، أَوْ جَهِلُوهَا فَلَا يَسْأَلُونَ عَنْهَا ؛ فَقِيلَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ لَمَّا أُنْزِلَتْ شَقَّ عَلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، وَقَالُوا : شَتَمَ آلِهَتَنَا ، وَأَتَوْا ابْنَ الزِّبَعْرَى وَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : لَوْ حَضَرْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ . قَالُوا : وَمَا كُنْتَ تَقُولُ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَقُولُ لَهُ : هَذَا الْمَسِيحُ تَعْبُدُهُ النَّصَارَى وَ الْيَهُودُ تَعْبُدُ عُزَيْرًا أَفَهُمَا مِنْ حَصَبِ جَهَنَّمَ ؟ فَعَجِبَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَقَالَتِهِ ، وَرَأَوْا أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ خُصِمَ ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ وَفِيهِ نَزَلَ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا يَعْنِي ابْنَ الزِّبَعْرَى إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ بِكَسْرِ الصَّادِ ؛ أَيْ يَضِجُّونَ ؛ وَسَيَأْتِي .

الثَّانِيَةُ : هَذِهِ الْآيَةُ أَصْلُ الْقَوْلِ بِالْعُمُومِ وَأَنَّ لَهُ صِيَغًا مَخْصُوصَةً ، خِلَافًا لِمَنْ قَالَ : لَيْسَتْ لَهُ صِيغَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ ، وَهُوَ بَاطِلٌ بِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ وَغَيْرُهَا ؛ فَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى قَدْ فَهِمَ ( مَا ) فِي جَاهِلِيَّتِهِ جَمِيعَ مَنْ عُبِدَ ، وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ قُرَيْشٌ وَهُمُ الْعَرَبُ الْفُصَحَاءُ ، وَاللُّسْنُ الْبُلَغَاءُ ، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ لِلْعُمُومِ لَمَا صَحَّ أَنْ يُسْتَثْنَى مِنْهَا ، وَقَدْ وُجِدَ ذَلِكَ فَهِيَ لِلْعُمُومِ وَهَذَا وَاضِحٌ . )
قلت- كانوا يريدون آيات من رسول الله اللهم صل عليه وآله ليصدقوه ويؤمنوا بدينه...
فإذا به يقول لهم انتم وآلهتكم في النار فانتبهوا....فإن إعراضكم وإستهزائكم لن يثنيني
عن الدعوة لديني...وان المسيح عليه السلام وغيره من عباد الله تعالى لهم المنزلة
والدرجات العليا وهم ليسوا كمثل آلهتكم فشتان شتان بين الثرى والثريا!!!


[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]


[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]

 
ل الله تعالى(وقل إني أنا النذير المبين(89)كما أنزلنا
على المقتسمين(90)الذين جعلوا القرآن عضين(91


 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاخوة الكرام في الاشراف الرجاء حذف المشاركة التي كتبتها سحر على على..ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى.
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاخوة الكرام في الاشراف الرجاء حذف المشاركة التي كتبتها سحر على على..ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى.
الأخ البهيجي ، إن كنت تقصد إشارة أصبع الإبهام المتجه إلى الأعلى فتلك في لغة الإشارة العالمية تعني (أحسنت). فهي إشارة مدح لما كتبته أنت.
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاخ ابوعلي أضغط على العلامة وأنظر الى أين ستأخذك.
 
والله يا أخي البهيجي أنا كتبت تعليقي حسبتها مجرد علامة مثل التي توجد في الفيسبوك، لم أضغط عليها، أشكرك على تنبيهك . لم أكن أعلم. حسنا إن يحذفها الإشراف.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد..وصلنا لقوله تعالى[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #f8f4d9"][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 50%, align: right"][/TD]
[TD="width: 50%, align: left"]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD] ( لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ( 100 ) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ( 101 ) ) ذكر الطبري رحمه الله تعالى قال (وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَتَأَوَّلُ فِي قَوْلِهِ ( وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ) مَا حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ هَذِهِ الْآيَةَ ( لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ) قَالَ : إِذَا أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَنْ يَخْلُدُ فِيهَا جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ أُخْرَى ، ثُمَّ جُعِلَتِ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ أُخْرَى فِيهَا مَسَامِيرُ مِنْ نَارٍ ، فَلَا يَرَى أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ فِي النَّارِ أَحَدًا يُعَذَّبُ غَيْرَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ (لهم فيها زفير وهم فيها لايسمعون)
وذكر أبو حيان في البحر المحيط -(
زَفِيرٌ ) وَهُوَ صَوْتُ نَفَسِ الْمَغْمُومِ يَخْرُجُ مِنَ الْقَلْبِ)
قلت- اذا تخرج منهم حسرة وتأسف وألم لما يجدون من أنواع العذاب... ولكن كيف لا
يسمعون...وقد جائت آيات كثيرة توضح كلامهم فيما بينهم ومع الملائكة...أرجو من
الأعضاء والعضوات الكرام الإجابة....والله تعالى أعلم.


[/TD]
[/TR]
[/TABLE]


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....فهل من مجيب أين طلبة العلم؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الإجابة على التساؤل في المشاركة السابقة هو ربما
والله تعالى أعلم ان حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه سيحدث في نهاية
المطاف عندما ينتهي الكلام بين أهل الجنة وأهل النار وبين الملائكة وأهل النار..
وينتهي أي كلام لإهل النار...والله تعالى أعلم.
 
الحمد لله رب العالمين وصلنا لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسَنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ( 101 ) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ( 102
ذكر ابن كثير في تفسيره ما يلي- وَقَوْلُهُ : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ) : قَالَ عِكْرِمَةُ : الرَّحْمَةُ . وَقَالَ غَيْرُهُ : السَّعَادَةُ ، ( أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَهْلَ النَّارِ وَعَذَابَهُمْ بِسَبَبِ شِرْكِهِمْ بِاللَّهِ ، عَطَفَ بِذِكْرِ السُّعَدَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ، وَهُمُ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ السَّعَادَةُ ، وَأَسْلَفُوا الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِي الدُّنْيَا ، كَمَا قَالَ : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) [ يُونُسَ : 26 ] : وَقَالَ ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) [ الرَّحْمَنِ : 60 ] ، فَكَمَا أَحْسَنُوا الْعَمَلَ فِي الدُّنْيَا ، أَحْسَنَ اللَّهُ مَآلَهُمْ وَثَوَابَهُمْ ، فَنَجَّاهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، وَحَصَلَ لَهُمْ جَزِيلُ الثَّوَابِ ، فَقَالَ : ( أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ . لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ) أَيْ : حَرِيقَهَا فِي الْأَجْسَادِ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ أَبِيهِ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنِ أَبِي عُثْمَانَ : ( لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ) ، قَالَ : حَيَّاتٌ عَلَى الصِّرَاطِ تَلْسَعُهُمْ ، فَإِذَا لَسَعَتْهُمْ قَالَ : حَسَ حَسَ .

وَقَوْلُهُ : ( وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ) فَسَلَّمَهُمْ مِنَ الْمَحْذُورِ وَالْمَرْهُوبِ ، وَحَصَلَ لَهُمُ الْمَطْلُوبُ وَالْمَحْبُوبُ .

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنِ ابْنِ عَمِّ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ - وَسَمَرَ مَعَ عَلِيٍّ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَرَأَ : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) قَالَ : أَنَا مِنْهُمْ ، وَعُمَرُمِنْهُمْ ، وَعُثْمَانُ مِنْهُمْ ، وَالزُّبَيْرُ مِنْهُمْ ، وَطَلْحَةُ مِنْهُمْ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ - أَوْ قَالَ : سَعْدٌ مِنْهُمْ - قَالَ : وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ ، وَأَظُنُّهُ يَجُرُّ ثَوْبَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ) .

وَقَالَ شُعْبَةُ ، عَنِ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ) قَالَ :عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ .

وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا ، وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ - وَلَيْسَ بِابْنِ مَاهَكَ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، فَذَكَرَهُ وَلَفْظُهُ : عُثْمَانُ مِنْهُمْ .

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) : فَأُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ يَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ مَرًّا هُوَ أَسْرَعُ مِنَ الْبَرْقِ ، وَيَبْقَى الْكُفَّارُ فِيهَا جِثِيًّا

قلت أنظروا الامام علي بن ابي طالب يصف عثمان انه من الذين أحسنوا وبعض الناس يلعنون عثمان ويسبونه.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين..أما بعد...ولنا مع الآيتين السابقتين-(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسَنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ( 101 ) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ( 102)) وقفات-
الأولى- لقد ذكرا مؤلفا كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب ما يلي-
وَقَدْ أَخْرَجَ (الْفِرْيَابِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ ، وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ : فَالْمَلَائِكَةُ وَعِيسَى وَعُزَيْرٌ يُعْبَدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَنَزَلَتْ : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ عِيسَى وَعُزَيْرٌ وَالْمَلَائِكَةُ.)
وقالا مؤلفا الاستيعاب صحيح لغيره.
اذن ان سبب نزول الآية الفهم الخاطىء لمشركي قريش من ان كل مايعبد من دون الله تعالى فهو في النار....
الثانية - جاءت الآية لترد كيد الأعداء لنحروهم كأنما رب العزة سبحانه يقول لهم -
لا تفرحوا انكم أفحتم رسول الله وأحرجتموه فإن الأمر ليس كما تظنون وان
أولياءنا لا يدخلون جهنم بل أنتم من ستدخلونها وما تعبدون!!!
الثالثة - ان الآية توضح عقول المشركين المعوجة اذ كيف يستقيم القول من ان رب
العالمين سبحانه يدخل أنبياءه وملائكته جهنم !!!
قلت - من يتدبر ما ذكرناه عليه ان لا يعجب من أقوال أهل الزيغ والضلال في زماننا
من ان هذا الدين لا يصلح لهذا العصر....فهؤلاء عقولهم مثل أولئك..والى الله
تعالى المشتكى.


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...قلت ان في الآيتين -(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسَنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ( 101 ) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ( 102)) لنا وقفات ذكرنا منها ثلاثة في المشاركة السابقة ونستمر بذكر الوقفات الباقية-
الرابعة- تظافرت الروايات عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ان من الذين أحسنوا
عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما فلماذا نرى بعض الناس يخوضون في
هذا الامر بما لا يعلمون ويتهمون عثمان بما ليس فيه ؟.
الخامسة- روى الامام أحمد وغيره حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا ، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد المسند 12/314 وقال المحققون اسناده قوي وصححه الشيخ الالباني
في تحذير الساجد ص 24، ولكن الحديث فيه اختلاف، والمهم فيه حرص النبي اللهم صل عليه
وآله ان لا يتخذ الناس قبره معبودا من دون الله تعالى .
السابعة- ان هذه الآية من تقييد المطلق فإن الآية التي جاءت قبلها جعلت كل ما يعبد من دون
الله تعالى في جهنم فأعقبها سبحانه بهذه الآية لتقييد مفهوم الآية السابقة..

والله تعالى اعلم.
[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....فقد وصلنا لقوله تعالى(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( 103 )
قال ابن كثير في تفسيره - (وَقَوْلُهُ : ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) قِيلَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْمَوْتُ . رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَطَاءٍ .

وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْفَزَعِ الْأَكْبَرِ : النَّفْخَةُ فِي الصُّورِ . قَالَهُ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ .

وَقِيلَ : حِينَ يُؤْمَرُ بِالْعَبْدِ إِلَى النَّارِ . قَالَهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ .

وَقِيلَ : حِينَ تُطْبِقُ النَّارُ عَلَى أَهْلِهَا . قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ .

وَقِيلَ : حِينَ يُذْبَحُ الْمَوْتُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ . قَالَهُ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ .

وَقَوْلُهُ : ( وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) ، يَعْنِي : تَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، تُبَشِّرُهُمْ يَوْمَ مَعَادِهِمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ : ( هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) أَيْ : قَابِلُوا مَا يَسُرُّكُمْ .
)
وقال الآلوسي في تفسيره-( وَقَوْلُهُ تَعَالَى : لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ بَيَانٌ لِنَجَاتِهِمْ مِنَ الْإِفْزَاعِ بِالْكُلِّيَّةِ بَعْدَ نَجَاتِهِمْ مِنَ النَّارِ لِأَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُحْزِنْهُمْ أَكْبَرُ الْإِفْزَاعِ لَمْ يُحْزِنْهُمْ مَا عَدَاهُ بِالضَّرُورَةِ كَذَا قِيلَ ، وَلْيُلَاحَظْ ذَلِكَ مَعَ مَا جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ أَنَّ النَّارَ تَزْفِرُ فِي الْمَوْقِفِ زَفْرَةً لَا يَبْقَى نَبِيٌّ وَلَا مَلَكٌ إِلَّا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَإِنْ قُلْنَا : إِنَّ ذَلِكَ لَا يُنَافِي عَدَمَ الْحُزْنِ فَلَا إِشْكَالَ وَإِذَا قُلْنَا : إِنَّهُ يُنَافِي فَهُوَ مُشْكِلٌ إِلَّا أَنْ يُقَالَ : إِنَّ ذَلِكَ لِقِلَّةِ زَمَانِهِ وَسُرْعَةِ الْأَمْنِ مِمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ نَزَلَ مَنْزِلَةَ الْعَدَمِ فَتَأَمَّلْ ، وَالْفَزَعُ كَمَا قَالَ الرَّاغِبُ انْقِبَاضٌ وَنِفَارٌ يَعْتَرِي الْإِنْسَانَ مِنَ الشَّيْءِ الْمُخِيفِ وَهُوَ مِنْ جِنْسِ الْجَزَعِ وَيُطْلَقُ عَلَى الذَّهَابِ بِسُرْعَةٍ لِمَا يَهُولُ . )
أما قول الآلوسي وقوله ان هناك إشكال فإن الآية تذكر الفزع الأكبر...فأما ما قبله فإن الناس جميع مشتركون في الفزع والخوف...
وحسبنا الله تعالى في ذلك اليوم.
قلت - يانفس أستعدي لذلك اليوم فهؤلاء رسل الله عليهم الصلاة والسلام يصيحون- نفسي نفسي.....وروي ان جبريل عليه السلام قال
لخاتم الأنبياء اللهم صل عليه وآله - إنك ان نظرت لإهوال ذلك اليوم تنسى ان الله تعالى قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و تأخر!!!

اللهم أغفر لنا وتولنا يومئذ ولجميع أعضاء وعضوات هذا الملتقى.


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فقد وصلنا لقوله تعالى([TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #f8f4d9"][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD] ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( 104 ) الأنبياء
قال البغوي في تفسيره-(
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالْأَكْثَرُونَ : السِّجِلُّ الصَّحِيفَةُ لِلْكُتُبِ أَيْ لِأَجْلِ مَا كُتِبَ مَعْنَاهُ كَطَيِّ الصَّحِيفَةِ عَلَى مَكْتُوبِهَا ، وَالسِّجِلُّ اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الْمُسَاجَلَةِ وَهِيَ الْمُكَاتَبَةُ وَالطَّيُّ هُوَ الدَّرْجُ الَّذِي هُوَ ضِدُّ النَّشْرِ ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) أَيْ كَمَا بَدَأْنَاهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا كَذَلِكَ نُعِيدُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ( الْأَنْعَامِ 94 ) ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا " ثُمَّ قَرَأَ : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) يَعْنِي الْإِعَادَةَ وَالْبَعْثَ .)
قلت - أنظروا ان الله سبحانه أراد ان يشبه ما سيجري يوم القيامة فذكر تعالى انه سيطوي
السموات كما تطوى السجلات على الكتب او الصحف ولله المثل الأعلى...فإذا
المفسرون غفر الله تعالى لنا ولهم إنشغلوا بمن هو السجل فقال بعضهم انه ملك وقال
آخرون هو أحد كتاب الوحي....!!! ألم ينظروا الى كاف التشبيه في (كطي)...فالمسألة
انه سبحانه يقرب الأمر الى أذهاننا في تشبيه طي السموات بطي السجل للصحف...
والله تعالى أعلم.
قلت- ياسبحان الله تعالى هذه السموات التي ليس لها نهاية كلما نظرنا وجدنا عوالم
لا تنتهي....ستطوى...اللهم انت حسبنا يومئذ....

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من متدبر...اين أهل التدبر؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....فقد وصلنا لقوله تعالى(ولقد كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ( 105 ) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ( 106 ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( 107 ) )
وقد ذكر الطبري الكثير من الاقوال وقد اخترت ما رواه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما
(
عَنْ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) قَالَ : أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ فِي التَّوْرَاةِ وَالزَّبُورِ وَسَابِقِ عِلْمِهِ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، أَنْ يُورِثَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَرْضَ ، وَيُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ ، وَهُمُ الصَّالِحُونَ .
قلت- فأصبروا يا من تستضعفون مشارق الأرض ومغاربها فإن الفرج قادم....فلم تنفع
الطغاة براميلهم المتفجرة وستحرقهم بعون الله تعالى في جهنم ولكن ...لكل أجل ولكل
ساعة فإنما النصر بيد الله تعالى...لا تدري متى يأتي اللهم فرج عن أهل العراق وعن
أهل سوريا وعن أهل اليمن وعن أهل ليبيا وعن أهل أفغانستان...وحسبنا الله تعالى
ونعم الوكيل.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد...وصلنا الى قوله تعالى(إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )(106) قال الآ لوسي رحمه الله تعالى في تفسيره ​
( إن في هذا أي فيما ذكر في هذه السورة الكريمة من الأخبار والمواعظ البالغة والوعد والوعيد والبراهين القاطعة الدالة على التوحيد وصحة النبوة ، وقيل : الإشارة إلى القرآن كله، لبلاغا أي كفاية أو سبب بلوغ إلى البغية أو نفس البلوغ إليها على سبيل المبالغة لقوم عابدين أي لقوم همهم العبادة دون العادة ، وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنهم الذين يصلون الصلوات الخمس بالجماعة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ذلك فقال : هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة ، وضمير (هي ) للعبادة المفهومة من (عابدين ) وقال أبو هريرة ومحمد بن كعب ومجاهد : هي الصلوات الخمس ولم يقيدوا بشيء ، وعن كعب الأحبار تفسيرها بصيام شهر رمضان وصلاة الخمس والظاهر العموم ....)
وقال ابن الجوزي في زاد المسير-
( قوله تعالى : " إن في هذا " يعني : القرآن ، " لبلاغا " ; أي : لكفاية ، والمعنى : أن من اتبع القرآن وعمل به ، كان القرآن بلاغه إلى الجنة .

وقوله تعالى : " لقوم عابدين " قال كعب : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يصلون الصلوات الخمس ، ويصومون شهر رمضان .)
قلت - تأمل قوله سبحانه ( لبلاغا) أي يا من سمعتم ما في هذه السورة من أدلة واضحة بينة وما مر عليكم من آيات
معجزة مخرسة....لا تفوتكم الفرصة فإن ما مر عليكم كالجسر فوق النهر وكالمركب في يوم عاصف على ساحل اليم فأعبروا او اركبوا
واعلموا ان عبادتكم ستنجيكم فلا تضيعوها وان استقامتكم ستبحر بكم الى بر الأمان....وكفى بذلك....
والله تعالى أعلم.

 
أراد إخوة يوسف أن يخلو لهم وجه أبيهم، فكان جزاؤهم أن ذهب بصره فلم يُغنِ عنهم وجهُهُ حتى أُلقي عليه قميص يوسف.
لا ادري ما مبلغ هذا من التدبر؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا الأستاذ الأمين الهلالي على
تساؤلكم الذكي....فإن الله تعالى أشار الى تدبر قصة يوسف عليه السلام واستنباط العبر
والعظات منها....ولنتأمل-
قَوْلُهُ تَعَالَى : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) ذكر الامام الفخر الرازي في تفسيره - ( وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا قَوِيَ الْحَسَدُ وَبَلَغَ النِّهَايَةَ قَالُوا لَا بُدَّ مِنْ تَبْعِيدِ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ، وَذَلِكَ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِأَحَدِ طَرِيقَيْنِ : الْقَتْلِ أَوِ التَّغْرِيبِ إِلَى أَرْضٍ يَحْصُلُ الْيَأْسُ مِنِ اجْتِمَاعِهِ مَعَ أَبِيهِ ، وَلَا وَجْهَ فِي الشَّرِّ يَبْلُغُهُ الْحَاسِدُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ . ثُمَّ ذَكَرُوا الْعِلَّةَ فِيهِ وَهِيَ قَوْلُهُمْ : (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ)وَالْمَعْنَى أَنَّ يُوسُفَ شَغَلَهُ عَنَّا وَصَرَفَ وَجْهَهُ إِلَيْهِ فَإِذَا أُفْقِدَهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِالْمَيْلِ وَالْمَحَبَّةِ) إنتهى.
هذا في بداية الامر واما ما حدث بعد فترة من الزمن فهو
قَوْلُهُ تَعَالَى :وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
ذكر القرطبي في تفسيره -

قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ أَيْ أَعْرَضَ عَنْهُمْ ; وَذَلِكَ أَنَّ يَعْقُوبَ لَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُ بِنْيَامِينَ تَتَامَّ حُزْنُهُ ، وَبَلَغَ جُهْدُهُ ، وَجَدَّدَ اللَّهُ مُصِيبَتَهُ لَهُ فِي يُوسُفَ فَقَالَ : يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَنَسِيَ ابْنَهُ بِنْيَامِينَ فَلَمْ يَذْكُرْهُ ; عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : لَمْ يَكُنْ عِنْدَ يَعْقُوبَ مَا فِي كِتَابِنَا مِنَ الِاسْتِرْجَاعِ ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ لَمَا قَالَ : يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ قَالَ قَتَادَةُ وَالْحَسَنُ : وَالْمَعْنَى يَا حُزْنَاهُ ! وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ : يَا جَزَعَاهُ ! ) إنتهى
قلت - اما قول سعيد بن جبير معناه - ان نبي الله يعقوب لم ينزل عليه قوله تعالى( إنا لله وإنا إليه راجعون) التي في كتابنا.
اما تدبر القصة فهو- لننظر الى الذنوب كيف تستولد بعضها بعضا فإن من كانت نيته سيئة وعمله مستخرجا من حسد
أخيه فإنه لا يفلح بل ينتقل من مصيبة الى أخرى حتى اذا ضاقت عليه الأرض بما وسعت شعر بذنبه وعلم ان لا مفر له
من التوبة والرجوع.....وهذا الذي حصل بعد طول عناد واسطناع البراءة وعدم الاعتراف بالذنب....
فالعبر كثيرة من قصة تندهش العقول بتأملها...فسبحان من كلامه هذا...والله تعالى أعلم.

[SUB][/SUB]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...وصلنا لقوله تعالى(
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( 107 ) )الانبياء
ذكر ابن كثير في تفسيره-(
وَقَوْلُهُ [ تَعَالَى ] : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) : يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، أَيْ : أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لَهُمْ كُلِّهِمْ ، فَمَنْ قَبِلَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ وَشَكَرَ هَذِهِ النِّعْمَةَ ، سَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ رَدَّهَا وَجَحَدَهَا خَسِرَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 28 ، 29 ] ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْقُرْآنِ : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) [ فُصِّلَتْ : 44 ] .

وَقَالَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً " . انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ . ) إنتهى.
وقال القرطبي في تفسيره-(
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَحْمَةً لِجَمِيعِ النَّاسِ فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَ بِهِ سَعِدَ ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ سَلِمَ مِمَّا لَحِقَ الْأُمَمَ مِنَ الْخَسْفِ وَالْغَرَقِ .)
قلت- ان هذه الاية الكريمة تختصر رسالة خاتم الانبياء اللهم صل عليه وآله بأنها رحمة مهداة لقد جاء بخير الدنيا والآخرة
لمن آمن به ورضي بقوله أما من أبى وعصى فذنبه على جنبه.....فقد أدى الامانة ونصح الامة وتركها على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها .....فهذه أمتنا لو نظرنا الى تاريخنا نرى اننا كلما تمسكنا بديننا نصرنا الله تعالى ومكن لنا وكلما تركنا ديننا
حل بنا الذل والخسران....ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ان رسولين جاءا لحاكم الموصل أحدهما من هولاكو يطلب شراء
السيوف والسلاح من الموصل والرسول الثاني من الخليفة العباسي في بغداد ويطلب منه ان يبعث له بأحد المغنيين..فتعجب
حاكم الموصل من طلب الخليفة وقال- لا أرى الا ان بغداد ستسقط بيد هولاكو!!! والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فقد وصلنا لقوله تعالى-
[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #f8f4d9"][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 50%, align: right"][/TD]
[TD="width: 50%, align: left"]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]: ( قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 108 )
قال ابن عاشور في التحرير-
(
عَقَّبَ الْوَصْفَ الْجَامِعَ لِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ حَيْثُ مَا لَهَا مِنَ الْأَثَرِ فِي أَحْوَالِ الْبَشَرِ بِوَصْفٍ جَامِعٍ لِأَصْلِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فِي ذَاتِهَا الْوَاجِبِ عَلَى كُلِّ مُتَّبِعٍ لَهَا وَهُوَ الْإِيمَانُ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِبْطَالِ إِلَهِيَّةِ مَا سِوَاهُ ، لِنَبْذِ الشِّرْكِ الْمَبْثُوثِ بَيْنَ الْأُمَمِ يَوْمَئِذٍ . وَلِلِاهْتِمَامِ بِذَلِكَ صُدِّرَتْ جُمْلَتُهُ بِالْأَمْرِ بِأَنْ يَقُولَ لَهُمْ لِاسْتِصْغَاءِ أَسْمَاعِهِمْ . وَصِيغَتِ الْجُمْلَةُ فِي صِيغَةِ حَصْرِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ فِي مَضْمُونِهَا لِأَنَّ مَضْمُونَهَا هُوَ أَصْلُ الشَّرِيعَةِ الْأَعْظَمُ ، وَكُلُّ مَا تَشْتَمِلُ عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ مُتَفَرِّعٌ عَلَيْهِ ، فَالدَّعْوَةُ إِلَيْهِ هِيَ مَقَادَةُ الِاجْتِلَابِ إِلَى الشَّرِيعَةِ كُلِّهَا ، إِذْ كَانَ أَصْلُ الْخِلَافِ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ الرَّسُولِ وَمُعَانِدِيهِ هُوَ قَضِيَّةَ الْوَحْدَانِيَّةِ وَلِذَلِكَ قَالُوا أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ . وَمَا كَانَ إِنْكَارُهُمُ الْبَعْثَ إِلَّا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوهُ فِي دِينِ شِرْكِهِمْ إِذْ كَانَ الَّذِينَ وَضَعُوا لَهُمُ الشِّرْكَ لَا يُحَدِّثُونَهُمْ إِلَّا عَنْ حَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا فَمَا كَانَ تَصَلُّبُهُمْ فِي إِنْكَارِ الْبَعْثِ إِلَّا شُعْبَةً مِنْ شُعَبِ الشِّرْكِ )
وقال أبو السعود في تفسيره -
( قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ أَيْ : مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّهُ لَا إِلَهَ لَكُمُ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ لِأَنَّهُ الْمَقْصُودُ الْأَصْلِيُّ مِنَ الْبَعْثَةِ ، وَأَمَّا مَا عَدَاهُ فَمِنَ الْأَحْكَامِ الْمُتَفَرِّعَةِ عَلَيْهِ فَإِنَّمَا الْأُولَى لِقِصَرِ الْحُكْمِ عَلَى الشَّيْءِ كَقَوْلِكَ : إِنَّمَا يَقُومُ زَيْدٌ ، أَيْ : مَا يَقُومُ إِلَّا زَيْدٌ ، وَالثَّانِيَةُ لِقِصَرِ الشَّيْءِ عَلَى الْحُكْمِ كَقَوْلِكَ : إِنَّمَا زِيدٌ قَائِمٌ ، أَيْ لَيْسَ لَهُ إِلَّا صِفَةُ الْقِيَامِ .

فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَيْ : مُخْلِصُونَ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى مُخَصِّصُونَ لَهَا بِهِ تَعَالَى ، وَالْفَاءُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ مَا قَبْلَهَا مُوجِبٌ لِمَا بَعْدَهَا ، قَالُوا : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ صِفَةَ الْوَحْدَانِيَّةِ تَصِحُّ أَنْ يَكُونَ طَرِيقُهَا السَّمْعَ .)
قلت - وهذا الامر من أعظم عقائد الإسلام وأجلها وهو توحيد الخالق سبحانه ونقيضه أي
الشرك هو من أعظم الذنوب وأكبرها، فليسمع من يعظم قبور الصالحين والاولياء
حتى يقول بها انها تضر وتنفع بل يناديهم مباشرة ان أفعلوا لي كذا وكذا....
أتقوا الله تعالى فإن هذا القول أخزى من قول مشركي قريش لإنهم قالوا إنما نعبدهم
ليقربونا الى الله زلفى....فمن يتعظ ويسمع وهذه قبور الصالحين في مصر مثلا يذبح
عندها المئات والآلاف من الانعام كل عام ....وينادى أصحابها (مدد يا سيدي مدد)
واهل العلم من الازهر وغيره ساكتون لا يمنعون هذا المنكر المصادم لعقيدة اهل
الإسلام ومن ينادي بمنعه يتهمونه انه وهابي متشدد....فإلى الله تعالى المشتكى.
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فقد وصلنا لقوله تعالى-(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ( 109 ) )
قال ابن كثير- (
فَإِنْ تَوَلَّوْا ) أَيْ : تَرَكُوا مَا دَعَوْتَهُمْ إِلَيْهِ ، ( فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ) أَيْ : أَعْلَمْتُكُمْ أَنِّي حَرْبٌ لَكُمْ ، كَمَا أَنَّكُمْ حَرْبٌ لِي ، بَرِيءٌ مِنْكُمْ كَمَا أَنَّكُمْ بُرَآءُ مِنِّي ، كَقَوْلِهِ : ( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) [ يُونُسَ : 41 ] . وَقَالَ ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ) [ الْأَنْفَالِ : 58 ] : لِيَكُنْ عِلْمُكَ وَعِلْمُهُمْ بِنَبْذِ الْعُهُودِ عَلَى السَّوَاءِ ، وَهَكَذَا هَاهُنَا ، ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ) أَيْ : أَعْلَمْتُكُمْ بِبَرَاءَتِي مِنْكُمْ ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنِّي; لِعِلْمِي بِذَلِكَ .

وَقَوْلُهُ : ( وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ) أَيْ : هُوَ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ ، وَلَكِنْ لَا عِلْمَ لِي بِقُرْبِهِ وَلَا بِبُعْدِهِ )
وقال الفخر الرازي- (
أَمَّا قَوْلُهُ : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ) فَقَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : آذَنَ مَنْقُولٌ مِنْ أَذِنَ إِذَا عَلِمَ ، وَلَكِنَّهُ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْجَرْيِ مَجْرَى الْإِنْذَارِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : ( فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) [ الْبَقَرَةِ : 279 ] .

إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : الْمُفَسِّرُونَ ذَكَرُوا فِيهِ وُجُوهًا :

أَحَدُهَا : قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ : الْإِيذَانُ عَلَى السَّوَاءِ الدُّعَاءُ إِلَى الْحَرْبِ مُجَاهَرَةً ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ) [ الْأَنْفَالِ : 58 ] وَفَائِدَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَجُوزُ أَنْ يُقَدِّرَ عَلَى مَنْ أَشْرَكَ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ حَالَهُمْ مُخَالِفٌ لِسَائِرِ الْكُفَّارِ فِي الْمُجَاهَدَةِ ، فَعَرَّفَهُمْ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ كَالْكُفَّارِ فِي ذَلِكَ .

وَثَانِيهَا : أَنَّ الْمُرَادَ فَقَدْ أَعْلَمْتُكُمْ مَا هُوَ الْوَاجِبُ عَلَيْكُمْ مِنَ التَّوْحِيدِ وَغَيْرِهِ عَلَى السَّوَاءِ ، فَلَمْ أُفَرِّقْ فِي الْإِبْلَاغِ وَالْبَيَانِ بَيْنَكُمْ ؛ لِأَنِّي بُعِثْتُ مُعَلِّمًا . وَالْغَرَضُ مِنْهُ إِزَاحَةُ الْعُذْرِ لِئَلَّا يَقُولُوا : ( رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا ) [ طه : 134 ] .

وَثَالِثُهَا : عَلَى سَوَاءٍ عَلَى إِظْهَارٍ وَإِعْلَانٍ .

وَرَابِعُهَا : عَلَى مَهَلٍ ، وَالْمُرَادُ أَنِّي لَا أُعَاجِلُ بِالْحَرْبِ الَّذِي آذَنْتُكُمْ بِهِ ، بَلْ أُمْهِلُ وَأُؤَخِّرُ رَجَاءَ الْإِسْلَامِ مِنْكُمْ .

أَمَّا قَوْلُهُ : ( وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ) فَفِيهِ وَجْهَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : ( أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ) مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ قِيلَ : نَسَخَهُ قَوْلُهُ : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 97 ] يَعْنِي مِنْهُمَا ، فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا الْخَبَرِ لَا يَجُوزُ نَسْخُهُ .

وَثَانِيهِمَا : الْمُرَادُ أَنَّ الَّذِي آذَنَهُمْ فِيهِ مِنَ الْحَرْبِ لَا يَدْرِي هُوَ قَرِيبٌ [ ص: 202 ] أَمْ بَعِيدٌ ، لِئَلَّا يُقَدَّرَ أَنَّهُ يَتَأَخَّرُ كَأَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُ بِأَنْ يُنْذِرَهُمْ بِالْجِهَادِ الَّذِي يُوحَى إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْ بَعْدُ وَلَمْ يُعَرِّفْهُ الْوَقْتَ ؛ فَلِذَلِكَ أَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ : إِنَّهُ لَا يَعْلَمُ قُرْبَهُ أَمْ بُعْدَهُ ؛ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَكَانَ الْأَمْرُ بِالْجِهَادِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ .

وَثَالِثُهَا : " أَنَّ مَا يُوعَدُونَ بِهِ " مِنْ غَلَبَةِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَلْحَقَهُمْ بِذَلِكَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ ، وَإِنْ كُنْتُ لَا أَدْرِي مَتَى يَكُونُ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُطْلِعْنِي عَلَيْهِ . )

قلت - هذا تعليم من عالم الغيب والشهادة سبحانه إنما أنت غير مسؤول عن إيمانهم
فلست بخالقهم ومدبر شؤونهم بل أنت مبلغ...فلا تأسى عليهم وتحزن فقد أقتضت
مشيئة من ركب رؤوسهم فوق أجسادهم ان يخيرهم بين الايمان والكفر ويبتليهم
فينظر كيف يعملون؟ كما انك لا تعلم متى يأتي عذابي فدع هذا الامر لي...
والله تعالى أعلم.


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....فقد وصلنا لقوله تعالى( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ( 110))
قال ابن كثير - (
أَيْ : إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الْغَيْبَ جَمِيعَهُ ، وَيَعْلَمُ مَا يُظْهِرُهُ الْعِبَادُ وَمَا يُسِرُّونَ ، يَعْلَمُ الظَّوَاهِرَ وَالضَّمَائِرَ ، وَيَعْلَمُ السرائر وَأَخْفَى ، وَيَعْلَمُ مَا الْعِبَادُ عَامِلُونَ فِي أَجْهَارِهِمْ وَأَسْرَارِهِمْ ، وَسَيَجْزِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ ، عَلَى الْقَلِيلِ وَالْجَلِيلِ . )
وقال البقاعي في تفسيره - ( ولما كان من المقطوع به من كون الشك إنما هو في القرب أو البعد أن يكون التقدير: لكنه محقق الوجود، لأن الله واحد لا شريك له، وقريب عند الله، لأن كل ما حقق إيجاده قريب، علله بقوله: إنه أي الله تعالى يعلم الجهر ولما كان الجهر قد يكون في الأفعال، بينه بقوله: من القول مما تجاهرونه [به -] من العظائم وغير ذلك، [ونبه الله تعالى على ذلك لأن من أحوال الجهر أن ترتفع الأصوات جدا بحيث تختلط ولا يميز بينها ولا يعرف كثير من حاضريها ما قاله أكثر القائلين، فأعلم سبحانه أنه لا يشغله صوت عن آخر ولا يفوته شيء عن ذلك ولو كثر -] ويعلم ما تكتمون مما تضمرونه من المخازي كما قال تعالى أولها قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ومن لازم ذلك المجازاة عليه بما يحق لكم من تعجيل وتأجيل، فستعلمون كيف يخيب ظنونكم ويحقق ما أقول، فتقطعون بأني صادق عليه ولست بساحر، ولا حالم ولا كاذب [ولا شاعر-]، فهو من أبلغ التهديد فإنه لا أعظم من التهديد بالعلم. )
قلت - ان الله سبحانه ليس كمثلكم قد تغيب عنه معرفة بعض الاقوال بسبب إختلاطها
وعدم وضوحها....او لاي سبب كان فهو سبحانه عليم خبير سواء أجهرتم ام
أسررتم فلا تظنوا ان قولا او سرا يغيب عن من خلق السموات والأرض...
فستجدون ما تفعلونه أمامكم يوم القيامة .....فاتعظوا او تمردوا...فكلكم راجعون
إلينا .......والله تعالى أعلم.



[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فقد وصلنا الى قوله تعالى (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( 111 ) )
ذكر السيوطي في الدر المنثور - (
وأخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، والطبراني ، والبيهقي في " الدلائل " عن الشعبي قال : لما سلم الحسن بن علي الأمر إلى معاوية قال له معاوية : قم فتكلم . فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : إن هذا الأمر تركته لمعاوية ، إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل .

وأخرج البيهقي عن الزهري قال : قام الحسن فقال : أما بعد : أيها الناس، إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر مدة، والدنيا دول وإن الله قال لنبيه : قل وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون إلى قوله : ومتاع إلى حين .)
وقال البقاعي في تفسيره ( وَلَمَّا كَانَ الْإِمْهَالُ قَدْ يَكُونُ نِعْمَةً، وَقَدْ يَكُونُ نِقْمَةً، قَالَ: وَإِنْ أَيْ وَمَا أَدْرِي أَيْ أَيَكُونُ تَأْخِيرُ عَذَابِكُمْ نِعْمَةً لَكُمْ كَمَا تَظُنُّونَ أَوْ لَا.

وَلَمَّا كَانَ إِلَى كَوْنِهِ نِقْمَةً أَقْرَبَ، قَالَ مُعَبِّرًا عَمَّا قَدَّرْتُهُ: لَعَلَّهُ أَيْ تَأْخِيرَ الْعَذَابِ وَإِيهَامَ الْوَقْتِ فِتْنَةٌ لَكُمْ أَيِ اخْتِبَارٌ مِنَ اللَّهِ لِيَظْهَرَ مَا يَعْلَمُهُ مِنْكُمْ مِنَ الشَّرِّ لِغَيْرِهِ، لِأَنَّ حَالَكُمْ حَالُ مَنْ يُتَوَقَّعُ مِنْهُ ذَلِكَ وَمَتَاعٌ لَكُمْ تَتَمَتَّعُونَ بِهِ إِلَى حِينٍ أَيْ بُلُوغِ مُدَّةِ آجَالِكُمُ الَّتِي ضَرَبَهَا لَكُمْ فِي الْأَزَلِ، ثُمَّ يَأْخُذُكُمْ بَغْتَةً أَخْذَةً يَسْتَأْصِلُكُمْ بِهَا. ) إنتهى.
قلت - كأنه سبحانه يقول لهم يا من تظنون ان تأخر عذابكم...دليل على ان الله تعالى يمتعنا
وينعم علينا ...أربعوا على أنفسكم فربما أراد سبحانه ان يمتحنكم لكي تؤمنوا او جعل
سبحانه لكم ساعة لا تتجاوزونها...فاحذروا فإن الدنيا دار بلاء لا دار بقاء...
والله تعالى أعلم.

[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فالرواية التي ذكرها السيوطي- 911هج-رحمه
الله تعالى جديرة بالتأمل وهي ان الامام الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما إستشهد
بالآية الكريمة قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)
فكأنه يقول لمعاوية رضي الله عنه هذا حكم الله تعالى بيني وبينك فأفرح ان شئت او
إحزن فأنما هي أيام وليالي وتغادر الدنيا وأغادرها لكن سيبقى المسلمون حتى قيام
الساعة يترضون علي بهذا العمل الذي حقنت به دماء المسلمين....والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...ونبدأ بعون الله تعالى بتدبر بعض الآيات الكريمة
من سورة الحج....
قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ( 1 ) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ( 2 ) )

قال سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسيره:

( مَطْلَعٌ عَنِيفٌ رَعِيبٌ، وَمُشْهِدٌ تَرْتَجِفُ لِهَوْلِهِ الْقُلُوبُ. يَبْدَأُ بِالنِّدَاءِ الشَّامِلِ لِلنَّاسِ جَمِيعًا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ: اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَيُخَوِّفُهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ الْعَصِيبَ: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ .

وَهَكَذَا يَبْدَأُ بِالتَّهْوِيلِ الْمُجْمَلِ، وَبِالتَّجْهِيلِ الَّذِي يُلْقِي ظَلَّ الْهَوْلِ يُقَصِّرُ عَنْ تَعْرِيفِهِ التَّعْبِيرُ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ زَلْزَلَةٌ. وَإِنَّ الزَّلْزَلَةَ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ وَلَا تَعْرِيفٍ.

ثُمَّ يَأْخُذُ فِي التَّفْصِيلِ. فَإِذَا هُوَ أَشَدُّ رَهْبَةً مِنَ التَّهْوِيلِ.. إِذَا هُوَ مَشْهَدٌ حَافِلٌ بِكُلِّ مِرْضَعَةٍ ذَاهِلَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ تَنْظُرُ وَلَا تَرَى، وَتَتَحَرَّكُ وَلَا تَعِي. وَبِكُلِّ حَامِلٍ تُسْقِطُ حَمْلَهَا لِلْهَوْلِ الْمُرَوِّعِ يَنْتَابُهَا.. وَبِالنَّاسِ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، يَتَبَدَّى السُّكْرُ فِي نَظَرَاتِهِمُ الذَّاهِلَةِ، وَفِي خُطُوَاتِهِمُ الْمُتَرَنِّحَةِ.. مَشْهَدٌ مُزْدَحِمٌ بِذَلِكَ الْحَشْدِ الْمُتَمَاوِجِ، تَكَادُ الْعَيْنُ تُبْصِرُهُ لَحْظَةَ التِّلَاوَةِ، بَيْنَمَا الْخَيَالُ يَتَمَلَّاهُ. وَالْهَوْلُ الشَّاخِصُ يُذْهِلُهُ، فَلَا يَكَادُ يَبْلُغُ أَقْصَاهُ.. وَهُوَ هَوْلٌ حَيٌّ لَا يُقَاسُ بِالْحَجْمِ وَالضَّخَامَةِ، وَلَكِنْ يُقَاسُ بِوَقْعِهِ فِي النُّفُوسِ الْآدَمِيَّةِ: فِي الْمُرْضِعَاتِ الذَّاهِلَاتِ عَمَّا أَرْضَعْنَ - وَمَا تَذْهَلُ الْمُرْضِعَةُ عَنْ طِفْلِهَا وَفِي فَمِهِ ثَدْيُهَا إِلَّا لِلْهَوْلِ الَّذِي لَا يَدَعُ بَقِيَّةً مِنْ وَعْيٍ - وَالْحَوَامِلِ الْمُلْقِيَاتِ حَمْلَهُنَّ، وَبِالنَّاسِ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى: وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ..

إِنَّهُ مَطْلَعٌ عَنِيفٌ مَرْهُوبٌ تَتَزَلْزَلُ لَهُ الْقُلُوبُ.. )

قلت ما هي الاهوال التي تحدث في تلك الساعة حتى يحدثنا رب السموات والأرض بهذه
الطريقة التي تخلع القلب من مكانه وتهز النفس هزا وتجعل الخوف متجمهر فوق الرؤوس
اللهم انت حسبنا يومئذ...ونسأل الرحمة يا رحمن يا رحيم...والله تعالى أعلم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...ان إفتتاح سورة الحج يستحق المزيد من التدبر وإعادة
النظر....انها آيات تحتار كيف تعبر عنها؟ كيف تفسرها ؟ ماذا سيجري في ذلك اليوم؟
لهذا ليس من الصواب ان نتركها قبل ان نرى المزيد من التفاسير والاقوال عنها...
فقد أجاد الامام البقاعي في تفسيره بالتعليق عليها...فقد قال:
(لَمَّا خُتِمَتِ الَّتِي قَبْلَهَا بِالتَّرْهِيبِ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَطَيِّ السَّمَاءِ وَإِتْيَانِ مَا يُوعَدُونَ، وَالدَّيْنُونَةِ بِمَا يَسْتَحِقُّونَ، وَكَانَ أَعْظَمَ ذَلِكَ يَوْمُ الدِّينِ، افْتُتِحَتْ هَذِهِ بِالْأَمْرِ بِالتَّقْوَى الْمُنْجِيَةِ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيِ الَّذِينَ تَقَدَّمَ أَوَّلَ تِلْكَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ لَهُمْ حِسَابُهُمْ اتَّقُوا رَبَّكُمْ أَيِ احْذَرُوا عِقَابَ الْمُحْسِنِ إِلَيْكُمْ بِأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ بِأَنْ تَجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ وِقَايَةَ الطَّاعَاتِ)
ثم نقل الامام البقاعي عن الامام أبو جعفر بن الزبير...لكن من هو الامام أبو جعفر بن الزبير؟
ترجمت المكتبة الشاملة له بهذه الترجمة المختصرة:
(أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر(708هجرية) محدث مؤرخ، من أبناء العرب الداخلين إلى الأندلس. انتهت إليه الرياسة بها في العربية ورواية الحديث والتفسير والأصول.
ولد في جيان وأقام بمالقة فحدثت له فيها شؤون ومنغصات، فغادرها إلى غرناطة فطاب بها عيشه وأكمل ما شرع فيه من مصنفاته. وتوفي فيها. من كتبه (صلة الصلة - ط) قطعة منه، وهو مخطوط كاملا اقتنيت تصويره، وصل به صلة ابن بشكوال. وله (ملاك التأويل في المتشابه اللفظ في التنزيل - ) و (البرهان في ترتيب سور القرآن - ) و (الأعلام بمن ختم به القطر الأندلسي من الأعلام) و (معجم) جمع فيه أسماء شيوخه وتراجمهم. قال ابن حجر: كانت له مع ملوك عصره وقائع، وكانت بينه وبين أميري مالقة وغرناطة صداقة، وكان معظما عند الخاصة والعامة )


ومن كتبه المشهورة:البرهان في تناسب سور القرآن و ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد
والتعطيل.
قال الامام أبو جعفر بن الزبير:(مَّا افْتُتِحَتْ سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَكَانَ وَارِدًا فِي مَعْرِضِ التَّهْدِيدِ، وَتَكَرَّرَ فِي مَوَاضِعَ مِنْهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ)(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ) (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ) (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) إِلَى مَا تَخَلَّلَ هَذِهِ الْآيَ مِنَ التَّهْدِيدِ، وَشَدِيدِ الْوَعِيدِ، حَتَّى لَا تَكَادَ تَجِدُ أَمْثَالَ هَذِهِ الْآيِ فِي الْوَعِيدِ وَالْإِنْذَارِ بِمَا فِي السَّاعَةِ وَمَا بَعْدَهَا وَمَا بَيْنَ يَدَيْهَا فِي نَظَائِرِ هَذِهِ السُّورَةِ، وَقَدْ خُتِمَتْ مِنْ ذَلِكَ بِمِثْلِ مَا بِهِ ابْتُدِئَتْ، اتَّصَلَ بِذَلِكَ مَا يُنَاسِبُهُ مِنَ الْإِعْلَامِ بِهَوْلِ السَّاعَةِ وَعَظِيمِ أَمْرِهَا، فَقَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ - إِلَى قَوْلِهِ: وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ثُمَّ أَتْبَعَ هَذَا بِبَسْطِ الدَّلَالَاتِ عَلَى الْبَعْثِ الْأَخِيرِ وَإِقَامَةِ الْبُرْهَانِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ الْآيَاتُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ أَيِ اطَّرَدَ هَذَا الْحُكْمُ الْعَجِيبُ وَوَضَحَ مَنْ تَقَلُّبِكُمْ مِنْ حَالَةٍ إِلَى حَالَةٍ فِي الْأَرْحَامِ وَبَعْدَ خُرُوجِكُمْ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَتُشَاهِدُونَ الْأَرْضَ عَلَى صِفَةٍ مِنَ الْهُمُودِ وَالْمَوْتِ إِلَى حِينِ نُزُولِ الْمَاءِ فَنُحْيِي وَنُخْرِجُ أَنْوَاعَ النَّبَاتِ وَضُرُوبَ الثَّمَرَاتِ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى كَمَا أَحْيَاكُمْ أَوَّلًا وَأَخْرَجَكُمْ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ وَأَحْيَا الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَهُمُودِهَا، كَذَلِكَ تَأْتِي السَّاعَةُ مِنْ غَيْرِ رَيْبٍ وَلَا شَكٍّ، وَيَبْعَثُكُمْ لِمَا وَعَدَكُمْ مِنْ حِسَابِكُمْ وَجَزَائِكُمْ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ انْتَهى
ما شاء الله لا قوة الا بالله ....ماذا أخرجت لنا أرض الاندلس من علماء أجلاء وكم نحن اهل المشرق مقصرون تجاههم ؟؟؟
ولنا مع فاتحة سورة الحج وفقات أخرى ان شاء الله تعالى.


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...ولننظر ما هي المناسبة بين إفتتاح سورة الحج وخاتمتها؟
ولكن ما هي الآيات الخاتمة للسورة؟
انها:(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 77 ) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ( 78 )
فلقد كانت الآيات في إفتتاح السورة شديدة قوية محذرة من زلازل وأهوال وطامات...
فجاءت في ختام السورة لتقول للمؤمنين فقط...خفتم من الزلازل ومما يشيب الرأس تعالوا
لأدلكم على ما تنقذون به أنفسكم....أركعوا واسجدوا واعبدوا وافعلوا فبهذه الأفعال تطمئن
نفوسكم ولا تضركم تلك الزلازل والأهوال....ولكن اذا بقيت لكم همة وقوة فجاهدوا أولا
جاهدوا أنفسكم ثم جاهدوا عدوكم....والله تعالى أعلم.
 
بارك الله فيك، وعظم أجرك،

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ)).

فمجاهدة النفس في المداومة على الصلاة والمحافظة على أركانها، وغير ذلك من الطاعات، فيها النجاة بفضل الله من أهوال ذلك اليوم، أعاذنا الله إياكم من عذابه في الدنيا والآخرة،،،
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...جزاكم الله تعالى أخي الكريم المعتز بالله على مروركم...ان المتأمل في إفتتاح سورة الحج يعجب من قوة الإفتتاح وقوة التنبيه
وقوة الزلازل ...وأعتقد والله تعالى أعلم ان إفتتاح سورة الحج هو أقوى إفتتاح
لسورة قرآنية...لإن المعتاد ان السور تبدأ بداية هادئة ثم تنتقل الى صيغ أخرى
لكن هذه السورة بدأت بالتهديد والوعيد...فلننظر ما هي المناسبة بين هذا الإفتتاح
المهول وبين موضوعات السورة؟
ذكر سيد قطب رحمه الله تعالى في مقدمة سورة الحج ما يلي:
( والذي يغلب على السورة هو موضوعات السور المكية، وجو السور المكية. فموضوعات التوحيد والتخويف من الساعة، وإثبات البعث، وإنكار الشرك. ومشاهد القيامة، وآيات الله المبثوثة في صفحات الكون.. بارزة في السورة وإلى جوارها الموضوعات المدنية من الإذن بالقتال، وحماية الشعائر، والوعد بنصر الله لمن يقع عليه البغي وهو يرد العدوان، والأمر بالجهاد في سبيل الله.

والظلال الواضحة في جو السورة كلها هي ظلال القوة والشدة والعنف والرهبة. والتحذير والترهيب واستجاشة مشاعر التقوى والوجل والاستسلام.

تبدو هذه الظلال في المشاهد والأمثال..

فمشهد البعث مزلزل عنيف رهيب: يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ..

وكذلك مشهد العذاب: فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار، يصب من فوق رءوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود، ولهم مقامع من حديد،كلما أرادوا أن يخرجوا منها - من غم - أعيدوا فيها، وذوقوا عذاب الحريق ..

ومثل الذي يشرك بالله: ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ..

وحركة من ييأس من نصر الله: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء، ثم ليقطع، فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ..

ومشهد القرى المدمرة بظلمها: فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة، فهي خاوية على عروشها، وبئر معطلة وقصر مشيد ..

تجتمع هذه المشاهد العنيفة المرهوبة إلى قوة الأوامر والتكاليف، وتبرير الدفع بالقوة، وتأكيد الوعد بالنصر والتمكين. إلى عرض الحديث عن قوة الله وضعف الشركاء المزعومين..

ففي الأولى: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. ولينصرن الله من ينصره. إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الأمور ..

وفي الثانية: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز ..

ووراء هذا وذلك، الدعوة إلى التقوى والوجل واستجاشة مشاعر الرهبة والاستسلام)
و نلاحظ ان هناك مسألة الإذن بالقتال هي من المسائل العظيمة التي بحاجة الى تذكير
القوم ان أحذروا يامن تعادون الإسلام فقد جاءكم أمر عظيم انكم تحاربون رب السموات
والأرض فهل تتحملون ذلك وهل تصبرون لمن يقول(وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى)
.....ولنا تكملة ان شاء الله تعالى ...والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...اذا من الممكن ان نلخص المناسبات بين مطلع سورة
الحج وموضوعات السورة بما يلي:
1- ان أول من قصد بالتهديد هو من يجادل في الله تعالى بغير علم وهو كما روي
النضر بن الحارث او أحد اليهود...ثم من بعده من يشك بقدرة الله تعالى على إحياء
الموتى.
2- ثم يرجع سبحانه الى من يجادل في الله بغير علم في الآية الثامنة مما يدلنا ان هذه
المسألة من المسائل العظيمة ولهذا فعلى طالب العلم ان يتجنب الجدال العقيم الذي قد يوقع المسلم في أمورهو في غنى عنها او لا يجيدها،ثم تنتقل الآية الى مثل آخر وهو من
معسكر المسلمين وهو المسلم الذي يعبد الله تعالى على حرف وهو ذلك الذي ان وجد في
الإسلام الرزق والسعة بقى في الإسلام وان وجد غير ذلك ترك الإسلام!!!.
3- ثم تنتقل السورة الى عرض لمخالفة أخرى وهي الظن بأن الله تعالى لا ينصر نبيه
اللهم صل عليه وآله....ثم تنتقل السورة الى بيان إختلاف الناس الى عدد من الملل
وانه سبحانه سيفصل بينهم يوم القيامة...ثم يأتي مشهد تحذيري يتناغم مع مطلع السورة
يصف صب العذاب وتفاصيله...وفي المقابل يصف اهل الجنة ونعيمهم كأنما يقول
لعباده مثل ما أخيفكم أمنيكم وأصف أحوال من يطيع ويؤمن...
ولنا تكملة ان شاء الله تعالى.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...تعالوا يا كرام لننظر في ثلاث آيات من سورة الحج
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِيرَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْفَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْوَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْيَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22))
تعالوا لنحلل المشهد الفظيع إنهم لبسوا ثيابا من نار كيف يعني؟ هل لبسوا ثوبا من نار
وكيف يطيقون هذا الثوب...نحن...في الحر الشديد في الصيف..يتمنى أحدنا ان يخرج
من ثيابه...فكيف بهؤلاء وقد لبسوا النار فوق أكتافهم...وبين ضلوعهم...وليس هذا فقط
أنظر الى التكملة يصب العذاب على رؤوسهم...وهل هم بحاجة الى مثل هذا؟ نعم لانهم
يراد لهم ان يصهروا...ماذا يصهروا!!! هل أصبحت أبدانهم حديد او فولاذ...؟ لا انها
جلود ولحوم....وليس هذا فقط...انهم يلبسون على رؤوسهم الحديد ....معنى هذا انهم
من أين يلتفتوا يجدون النار والحرارة.... ومهما أرادوا الخروج والهرب ...رجعوا الى
النار والمقامع الحديدية ....فهل ان الكفر والشرك والشهوات في الدنيا تستحق هذه النهاية
المحزنة والمقام الذليل والنار التي أحاطت بهم كما يحيط السوار بالمعصم....اللهم أهدنا
وأرفق بنا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...لقد تأملنا في المشاركة السابقة عن أحوال أهل النار
من سورة الحج....فتعالوا ياكرام وياكريمات الى ان نتدبر أحوال أهل الجنة من سورة
الحج.....قال الله سبحانه:(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُيُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَاحَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِالْحَمِيدِ (24))
قال ابن كثير رحمه الله تعالى كلاما نفيسا في البداية قلت أنقل قسما منه لكن لحلاوته
لم أستطع الا ان انقله جميعه:( لَمَّا أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ ، عِيَاذًا بِاللَّهِ مِنْ حَالِهِمْ ، وَمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ [ ص: 408 ] وَالْحَرِيقِ وَالْأَغْلَالِ ، وَمَا أُعِدَّ لَهُمْ مِنَ الثِّيَابِ مِنَ النَّارِ ، ذَكَرَ حَالَ أَهْلِ الْجَنَّةِ - نَسْأَلُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ - فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) أَيْ : تَتَخَرَّقُ فِي أَكْنَافِهَا وَأَرْجَائِهَا وَجَوَانِبِهَا ، وَتَحْتَ أَشْجَارِهَا وَقُصُورِهَا ، يَصْرِفُونَهَا حَيْثُ شَاءُوا وَأَيْنَ شَاءُوا ، ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا ) مِنَ الْحِلْيَةِ ، ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ) أَيْ : فِي أَيْدِيهِمْ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفِقِ عَلَيْهِ : " تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ " .

وَقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مَلَكًا لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ ، يَصُوغُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ الْحُلِيَّ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَوْ أُبْرِزَ قُلْبٌ مِنْهَا - أَيْ : سِوَارٌ مِنْهَا - لَرَدَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ ، كَمَا تَرُدُّ الشَّمْسُ نُورَ الْقَمَرِ .

وَقَوْلُهُ : ( وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) : فِي مُقَابَلَةِ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ الَّتِي فُصِّلَتْ لَهُمْ ، لِبَاسُ هَؤُلَاءِ مِنَ الْحَرِيرِ ، إِسْتَبْرَقِهِ وَسُنْدُسِهِ ، كَمَا قَالَ : ( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ) [ الْإِنْسَانِ : 21 ، 222 ] ، وَفِي الصَّحِيحِ : " لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّهُ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ " .

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَمَنْ لَمْ يَلْبَسِ الْحَرِيرَ فِي الْآخِرَةِ ، لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )

وَقَوْلُهُ : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) كَقَوْلِهِ ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 23 ] ، وَقَوْلُهُ : ( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) [ الرَّعْدِ : 23 ، 244 ] ، وَقَوْلُهُ : ( لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ) [ الْوَاقِعَةِ : 25 ، 26 ] ، فَهُدُوْا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَسْمَعُونَ فِيهِ الْكَلَامَ الطَّيِّبَ ، ( وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ) [ الْفُرْقَانِ : 75 ] ، لَا كَمَا يُهَانُ أَهْلُ النَّارِ بِالْكَلَامِ الَّذِي يُرَوَّعُونَ بِهِ وَيُقَرَّعُونَ بِهِ ، يُقَالُ لَهُمْ : ( وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )

وَقَوْلُهُ : ( وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) أَيْ : إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَحْمَدُونَ فِيهِ رَبَّهُمْ ، عَلَى مَا أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ وَأَنْعَمَ بِهِ وَأَسْدَاهُ إِلَيْهِمْ ، كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ : " إِنَّهُمْ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ ، كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ " .

وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) أَيِ : الْقُرْآنِ . وَقِيلَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . وَقِيلَ : الْأَذْكَارُ الْمَشْرُوعَةُ ، ( وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) أَيِ : الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ فِي الدُّنْيَا . وَكُلُّ هَذَا لَا يُنَافِي مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . )

ما هذا الفرق البائن بين أحوال أولئك الذين لبسوا ثياب النار وبين هؤلاء الذين عافاهم الله
تعالى في جميع أحوالهم فمساكنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ولباسهم حرير وأساور
من ذهب .....وفوق ذلك جنبهم الكلام الرديء ومنعهم من الالفاظ الكريهة وهداهم الى
القول المهذب والالفاظ التي تهنىء بها الاسماع....ثم ختم لهم بأفضل الأحوال بأن جعلهم
على سكة مستقيمة وطريق قويم لا يشقى من يسير عليه ....اللهم يا أرحم الراحمين
نسألك الجنة لنا ولمن أنشأ هذا الملتقى ولمن يعمل فيه ولجميع أعضائه وعضواته ...
والله تعالى أعلم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...قال الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ( 23 ) ) ( الجاثية)
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
(( قال ابن عباس والحسن وقتادة: ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه، فلا يهوى شيئا إلا ركبه )) . (1)
وقال عكرمة : أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه أو يستحسنه ، فإذا استحسن شيئا وهويه اتخذه إلهاً .
قال سعيد بن جبيـر : كان أحدهم يعبد الحجر، فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر . (2)
وقال مقاتل : نزلت في الحارث بن قيس السهميّ أحد المستهزئين ، لأنه كان يعبد ما تـهواه نفسه . (3)
وقال سفيان بن عيينة : إنما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة.
وقيل المعنى : أفرأيت من ينقاد لهواه انقياده لإلهه ومعبوده ، تعجيبًا لذوي العقول من هذا الجهل . (4)
وقال الحسين بن الفضل : في هذه الآية تقديم وتأخيـر ، مجازه: أفرأيت من اتخذ هواه إلهه .
وقال الشعبي: إنما سمي الهوى ؛ لأنه يهوي بصاحبه في النار .
وقال ابن عباس : ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه (5) ، قال الله تعالى { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ } (176) سورة الأعراف ، وقال تعالى { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف ، وقال تعالى{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} (29) سورة الروم ، وقال تعالى { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (50) سورة القصص ، وقال تعالى{ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } (26) سورة ص .
وقال عبد الله ابن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمُ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ )) (6) .
وقال أبو أمامة : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَا عُبِدَ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَهٌ أَبْغَضُ إِلَى اللهِ مِنَ الْهَوَى )) (7) .
وقال شداد بن أوس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : (( الْكَـيِّـسُ مَن دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، والْـعَاجِـزُ مَن أَتْـبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى الله ...)) (8) .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوىً مُـتَّـبَـعًا وَدُنْـيَا مُؤْثَـرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍِ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنكَ أَمْرَ الْعَامَّـةٍ )) (9) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ وَثَلاَثٌ مُنْجِيَاتٌ ، فَالْمُهْلِكَاتُ شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوىً مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ ، وَالْمُنجِيَاتُ خَشْـيَـةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ وَالْعَدْلُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ )) (10).
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : (( إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله وعلمه ، فإن كان عمله تبعا لهواه فيومه يوم سوء ، وإن كان عمله تبعا لعلمه فيومه يوم صالح )) (11).
وقال الأصمعيّ سمعت رجلاً يقول :
12-29.jpg

وسئل ابن المقفع عن الهوى فقال: هوان سرقت نونه، فأخذه شاعر فنظمه فقال:
13-29.jpg

وقال آخر:
14-29.jpg

ولعبد الله بن المبارك :
15-29.jpg

ولابن دريد :
16-29.jpg

ولأبي عبيد الطوسيّ :
17-29.jpg

وقال أحمد بن أبي الحواري : (( مررت براهب فوجدته نحيفا فقلت له : أنت عليل. قال نعم. قلت مُذ كم؟ قال: مذ عرفت نفسي! قلت فتداوي؟ قال: قد أعياني الدواء، وقد عزمت على الكي. قلت وما الكي؟ قال: مخالفة الهوى)) (17) .
وقال سهل بن عبد الله التستريّ : (( هواك داؤك ، فإن خالفته فدواؤك )) .
وقال وهب : (( إذا شككت في أمرين ولم تدر خيرهما فانظر أبعدهما من هواك فأته)) (18).
وللعلماء في هذا الباب في ذم الهوى ومخالفته كتب وأبواب أشرنا إلى ما فيه كفاية منه ، وحسبك بقوله تعالى : " وأما من خاف مقام ربه ونـهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )) .
تنبيه : أثبت جل تعليقات المعلِّقَين .
(( الجامع لأحكام القرآن )) ط : الرسالة (19/158-162) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير البغوي (4/159) وينظر النكت والعيون (5/264) وأخرج قول ابن عباس وقتادة الطبريُّ (21/92-93) .
(2) النكت والعيون (5/265) .
(3) ذكره ابن الجوزيّ في زاد المسيـر (7/362) .
(4) النكت والعيون (5/265) .
(5) المحرر الوجيز (5/86) وقول الشعبيّ السالف منه .
(6) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (15) والخطيب البغداديّ في تاريخ بغداد (4/369) والبغويّ في شرح السنة (1/213) .
قال الإمام النوويّ : (( حديث حسن صحيح )) وينظر كلام الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/393-395) .
(7) أخرجه بـهذا اللفظ الواحديّ في الوسيط (4/99) وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في السنة (3) والطبرانيّ في الكبيـر (7502) .
وقال الهيثميّ في مجمع الزوائد (1/188) : وفيه الحسن بن دينار ، وهو متروك الحديث . اهـ .
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (326/2) : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه جماعة ضعاف ، والحسن بن دينار والخصيب كذابان عند علماء النقل .
(8) أخرجه أحمد (17123) وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف . وسلف بعضه (1/221) .
(9) أخرجه أبو داود برقم (4341) والترمذيّ برقم (3058) وابن ماجه برقم (4014) عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه في سياق طويل ، وحسنه الترمذيّ ، وصححه ابن حبان ، وله شواهد يرتقي بها إلى الصحيح لغيره ، ويظهر على جمل الحديث بـهاء النبوة .
(10) أخرجه البزار في (( كشف الأستار )) برقم (80) والطبرانيّ في الاوسط برقم (5448) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال المنذريّ في ((الترغيب والترهيب)) (1/362) : وهو مرويّ عن جماعة من الصحابة ، وأسانيده ، وإن كان لا يسلم شيء منها من مقال ، فهو بمجموعها حسن إن شاء الله تعالى .
(11) ذكره ابن الجوزيّ في ذم الـهـوى ص (22) ، وصفة الصفوة (1/636) بنحوه .
(12) ذم الهوى لابن الجوزي ص (33) وهذا البيت نسبه الثعالبيّ في التمثيل والمحاضرة ص (113) لعبيد الله بن عبدالله بن طاهر .
(13) ذكر الثعالبي في التمثيل والمحاضر ص (454) البيت الثاني ، وقبله البيت السالف الذي أوله : نون الهوان ..
(14) البيتان في بـهـجـة المجالس (2/306) ، وذم الهوى ص (34) .
(15) البيتان ذكرهما الثعالبي في التمثيل والمحاضر ص (453) دون نسبة ، وفيه (( فخالف هواها ما استطعت )) بدل (( فدعها وخالف ما هويت )) .
(16) البيت لأبي العتاهية كما في أشعاره وأخباره ص (459) وفيه : اتبعتها ، بدل : أعطيتها .
(17) ذم الهوى ص (28) .
(18) المحرر الوجيز (5/86) ونسب القول الأخيـر أيضًا لسهل بدل : وهب .
إنتهى.
قال العبد الفقير لله تعالى: تعالوا ياكرام ويا كريمات ننظر.. فكم من الناس من تعجبه
نفسه وما يكتبه ويتعالى على من هو أعلم منه....فماذا يفعل هوى النفس في النفوس
لهذا ذمه الله تعالى في كثير من الآيات منها (
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواالكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (145))
فهذا تذكير لخاتم الأنبياء اللهم صل عليه وآله ان لا تتبع الاهواء مهما كانت ...فعلينا ان نتبع
العلم الصحيح وهو ما كان عليه خير هذه الامة الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان..
ورحم الله تعالى امام اهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل اذ أنشد:
دين النبيِّ محمدٍ أخبارُ ** نعمَ المطيةُ للفتى الآثارُ!
لا ترغبنَّ عن الحديث وأهله ** فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربَّما جهِلَ الفتى أثرَ الهُدى ** والشمسُ بازغة لها أنوارُ


ولنا وقفات أخرى بإذن الله تعالى.



 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...قال الله تعالى(( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى )
قال العلامة ابن كثير(ت 774) رحمه الله تعالى:
أَيْ : مِنَ الْأَرْضِ مَبْدَؤُكُمْ ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ آدَمَ مَخْلُوقٌ مِنْ تُرَابٍ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ ، ( وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) أَيْ : وَإِلَيْهَا تَصِيرُونَ إِذَا مُتُّمْ وَبَلِيتُمْ ، وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 52 ] .

وَهَذِهِ الْآيَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ( قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ) [ الْأَعْرَافِ : 25 ] .

وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرَ جِنَازَةً ، فَلَمَّا دُفِنَ الْمَيِّتُ أَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ فَأَلْقَاهَا فِي الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ) ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى وَقَالَ : ( وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى وَقَالَ : ( وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) .
قال العبد الفقير لله تعالى: إعلموا يا بني آدم ان هذه قصتكم موجزة مختصرة الأولى خلقنا سبحانه وكلفنا فمن أطاع ربحت تجارته وباع
باع دنياه بآخرته فنعم ما باع وأما من عصى وتولى فلا يغره ماله وجاهه فعما قريب يأتيه موت لا مرد له فما ينفعه شيء فكيف به وهو في سكرات الموت....وبعدها تأتيه الثالثة ( يوم يقوم الناس لرب العالمين) اللهم انت حسبنا يومئذ....يوم يشفق منه الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام ......والله تعالى أعلم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين. .أما بعد. ..قلت: ان (منها خلقناكم) قد تغيب عن بعض الناس فلا يتفكروا فيها. .ﻹنهم ينظرون لولادتهم انهم نزلوا من امهاتهم!!! هكذا. .
ولكن (وفيها نعيدكم) هذه الثقيلة التي تخرس المتكبر والمغرور...وتحمل الجبابرة للقبور!!!
فقد روي ان ملك الموت أراد الدخول على أحد اﻻنبياء فقال له حارسه:دعني أستأذن لك فقال له: انا لا يستأذن لي على أحد!!!
فمن أسماء الموت:قاهر الجبابرة ..ولهذا جاءت اﻵيات الكريمة تذكر بسكرات الموت !!!
اللهم كن رفيقا بأعضاء وعضوات هذا الملتقى وشفع كتابك الكريم بهم.. .وفقنا الله تعالى وإياكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...قال أبو السعود في تفسيره([h=3]إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)[/h][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #f8f4d9"][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 50%, align: right"][/TD]
[TD="width: 50%, align: left"][/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD](مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه- 55
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ أَيْ : فِي ضِمْنِ أَبِيكُمْ آَدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْهَا ، فَإِنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْبَشَرِ لَهُ حَظٌّ مِنْ خَلْقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، إِذْ لَمْ تَكُنْ قَطْرَتُهُ الْبَدِيعَةُ مَقْصُورَةً عَلَى نَفْسِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، بَلْ كَانَتْ أُنْمُوذَجًا مُنْطَوِيًا عَلَى قطْرَةِ سَائِرِ أَفْرَادِ الْجِنْسِ انْطِوَاءً إِجْمَالِيًّا مُسْتَتْبِعًا لِجَرَيَانِ آَثَارِهَا عَلَى الْكُلِّ ، فَكَانَ خَلْقُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْهَا خَلْقًا لِلْكُلِّ مِنْهَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : خَلَقْنَا أَبْدَانَكُمْ مِنَ النُّطْفَةِ الْمُتَوَلِّدَةِ مِنَ الْأَغْذِيَةِ الْمُتَوَلِّدَةِ مِنَ الْأَرْضِ بِوَسَائِطَ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالرَّحِمِ يَأْخُذُ مِنْ تُرْبَةِ الْمَكَانِ الَّذِي يُدْفَنُ الْمَوْلُودُ فَيُبَدِّدُهَا عَلَى النُّطْفَةِ فَيَخْلَقُ مِنَ التُّرَابِ وَالنُّطْفَةِ .

وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ بِالْأَمَانَةِ وَتَفْرِيقِ الْأَجْزَاءِ وَإِيثَارِ كَلِمَةِ "فِي" عَلَى كَلِمَةِ "إِلَى" للدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِقْرَارِ الْمَدِيدِ فِيهَا .

وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى بِتَأْلِيفِ أَجْزَائِكُمُ الْمُتَفَتِّتَةِ الْمُخْتَلِطَةِ بِالتُّرَابِ عَلَى الْهَيْئَةِ السَّابِقَةِ ، وَرَدِّ الْأَرْوَاحِ إِلَيْهَا ، وَكَوْنُ هَذَا الْإِخْرَاجِ تَارَةً أُخْرَى بِاعْتِبَارَ أَنَّ خَلْقَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ إِخْرَاجٌ لَهُمْ مِنْهَا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى نَهْجِ التَّارَةِ الثَّانِيَ.....

قلت: هذه الآية ترد على كل متكبر متعالي تقول له: أنظر الى خلقك نخلقك من نطفة مستقذرة تخرج من مكان يخرج من النجس(البول) وتدخل في مكان يخرج منه الدم الفاسد ثم تخرج منه بعد حين ضعيفاً تبكي....ثم تكبر ويؤتيك الله تعالى ما تحتاجه من القوى والرزق حتى اذا استويت وتقويت.....تكبرت على الله تعالى ولم تتبع الحق....ويحلم الله تعالى عليك ويضرب لك الامثال ويرسل لك من يذكرك.....ثم تحين ساعة الموت فترجع الى الأرض التي خلقت منها..
ونكمل لاحقاً بإذن الله تعالى .




























[/TD]
[/TR]
[/TABLE]


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....فقد ذكر الأستاذ أحمد الكلحي في موقعه إعراب سورة طه وقد أعرب الآية التي نحن بصددها وهي:(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه- 55
فقال جزاه الله تعالى خيرا: (منها) الأول متعلّق ب (خلقناكم)، (فيها) متعلّق ب (نعيدكم)، (منها) الثاني متعلّق ب (نخرجكم) (تارة) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إخراجا آخر، (أخرى) نعت لتارة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
جملة: (خلقناكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نعيدكم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (نخرجكم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(تارة) اسم بمعنى الحين والمرّة، فعله تأر، وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، جمعه تارات وتير بكسر ففتح وتئر بالهمز.
البلاغة:
- المقابلة:
في قوله تعالى: (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ).
فقد حصلت المقابلة بين (منها) و(فيها)، وبين (الخلق) و(الإعادة). وهذا من المحسنات البديعية.

واني أدعو الاخوة والاخوات المهتمين في البلاغة المشاركة معي في ذكر الوجوه البلاغية
في الآية الكريمة....والله تعالى اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...لو أردنا ان ننظر الى الآية الكريمة (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه- 55 ) من خلال التقسيم البلاغي الى خبر وانشاء فإن الآية الكريمة تتحدث عن ثلاثة أخبار الأول هو خلقناكم والثاني نعيدكم والثالث نخرجكم ...الأول والثالث لا يستطيع البشر المحاججة فيهما بان يستطيعوا فعلهما ولكن الثاني يستطيع البعض ان يقول اني استطيع ان اقتل وتكون النتيجة اني أعيد الشخص المقتول الى باطن الأرض....والجواب ان يقال له ان التحدي جاء متسلسلا بتلك المراحل الثلاث ...وانت لم تخلق فعليك بالخلق أولا لكي تكون المجادلة منصفة...ولكونك عاجز عن الخلق فإنك ستكون أعجز عن الإعادة والإخراج ...وان الإعادة لا تعني الموت فقط..فهي تعني أمور أخرى لان الله تعالى أعلمنا ان الموت ليس نهاية انه بداية لمرحلة جديدة لا نعلم عنها الكثير ولكن أعلمنا سبحانه ان ابن آدم سيرى فيها أمور كانت خافية عنه وان بصره سيكون من حديد أي قوي جدا وسيرى الملائكة وهو يسألونه او يسمعهم ولا يراهم ...
ان المراحل الثلاث الخلق ثم الموت ثم الإخراج بحاجة الى تأمل بلاغي بحيث تنظر الى هذا الكم الهائل من الجهد والفعل المعجز يتكلم عنه كأنه شربة ماء ...بينما هو للبشر من الأمور المستحيلة المعجزة ...واننا لو تأملنا في الأفعال الثلاثة العمر كله لا نؤدي حقها...
والله تعال اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ابراهيم عليه السلام خير قدوة التدبر .... فرق بين الباطل و الحق بالتدبر



و هاداه الله للحق فأصبح مسلما حنيفا
و الله اعلم
 
عودة
أعلى