تدبر ثم قل ماقل ودل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد....جزاكم الله تعالى خيرا الأستاذ بهجة الرفاعي على مروركم الكريم.

وذكر الصابوني في تفسيره عن قوله تعالى(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) :(المقابلة اللطيفة [ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ] حيث قابل بين [ منها ] و[ فيها ] وبين الخلق والاعادة ، وهذا من المحسنات البديعية)......قلت: ان الأفعال خلقنا وأعدنا و أخرجنا مترادفة متعاقبة لكن بينها زمان فبين الخلق والاعادة مدة يحددها أجل الانسان فربما يوم واحد وربما تطول تسعين سنة ...وهنا الامر العظيم ان مسألة الإعادة هي المدة الطويلة التي لا يعلمها الا الله تعالى فعلى الرغم ان الفعل جاء بعد فعل الموت الا ان بينهما قرون طويلة....فسبحان من كلامه هذا، ذكر قرون متعاقبة بألفاظ قليلة وعبر عظيمة....والله تعالى اعلم.
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...وبمناسبة شهر رمضان الكريم أرغب في التدبر في مسألة هل يوجد إعجاز في مسألة الصيام أم لا ؟ وأرجو أن نتحاور بعلمية وبهدوء لإن البعض لديهم آراء أن لا وجود لإي إعجاز في القرآن !!!
من المعلوم أن الطب الحديث قد أشار إلى فوائد الصوم:
( ومن أهم الفوائد الصحية للصيام:– راحة الجسم و إصلاح أعطابه.– امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء والتي يؤدي طول مكثها إلى تحولـها لنفايات سامة.– تحسين وظيفة الـهضم، والامتصاص.– تستعيد أجهزة الإطراح والإفراغ نشاطها وقوتها وتتحسن وظيفتها في تنقية الجسم، مما يؤدي إلى ضبط الثوابت الحيوية في الدم وسوائل البدن، ولذا نرى الإجماع الطبي على ضرورة إجراء الفحوص الدموية ، فإذا حصل أن عاملاً من هذه الثوابت في غير مستواه فإنه يدل على خلل ما.– تحليل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة.– إعادة الشباب والحيوية إلى الخلايا والأنسجة المختلفة في البدن.– تقوية الإدراك وتوقد الذهن.– تجَميل وتنظيف الجلد، يقول الكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب في كتابه الإنسان ذلك المجهول “إن كثرة وجبات الطعام ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس الحيوانية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام،..إن سكر الكبد يتحرك ويتحرك معه أيضاً الدهن المخزون تحت الجلد وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة من أجل الإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا “.قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة:183

يقول هالبروك Holbrook “ليس الصوم بلعبة سحرية عابرة، بل هو اليقين والضمان الوحيد من أجل صحة جيدة”.ويقول الدكتور ليك Liek ” يوفر الجسم بفضل الصوم الجهد، والطاقة المخصصة للـهضم، ويدخرها لنشاطات أخرى، ذات أولوية وأهمية قصوى كالتئام الجروح، ومحاربة الأمراض”.ويقول توم برنز “فعلى الرغم من إنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر، وأشعر بانصراف ذاتي عن النزوات والعواطف السلبية كالحسد والغيرة وحب التسلط، كما تنصرف نفسي عن أمور علقت بها مثل الخوف والارتباك والشعور بالملل”.والصيام وقاية للجسم من الحصوات والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في بداية تكونها كما يخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، ويعطي غدة البنكرياس فرصة للراحة، والتي تفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفروزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء، ثم يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر.وقد أقيمـت دور للعلاج في شتى أنحاء العالم لعلاج مرضى السكر باتباع نظام الصيام لفترة تزيد من(عشر- عشرين) ساعة ودون أية عقاقير كيميائية، ثم يتناول المريض وجبات خفيفـة جدا، وذلك لمدة أربعة أسابيع متوالية. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضى السكر.والصيام وقاية من التخمة، وأفضل وسيلة للتخسيس وأرخصهم على الإطلاق، والصيام وقاية من الأمراض الجلدية، حيث يقلل الصيام نسبة الماء في الدم فتقل نسبته في الجلد مما يعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض الجرثومية، والصيام وقاية من داء الملوك “النقرس”، والصيام وقاية من جلطة القلب والمخ، والصيام وقاية من آلام المفاصل، والصيام مشرط جراحي يزيل الخلايا التالفة.إن الصيام هو مفتاح الصحة، ومن الأمراض التي أثبت الصوم فاعلية في علاجها: الشقيقة (الصداع النصفي)، والربو القصبي، والأمراض الالتهابية، وأمراض الغدد الصم وضعف الخصوبة، والبدانة، وداء السكري إذا لم يمض على الإصابة أكثر من 5 سنوات، حيث تصاب غدة البنكرياس بالتلف، وبالتالي لا يفيد الصوم في تنشيط الغدة وزيادة فعاليتها، وعلاج ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول.ويتفق الباحثون على أهمية الصوم الحيوية حيث أن تخزين المواد الضرورية في البدن من فيتامينات وحوامض أمينية يجب ألا يستمر زمناً طويلاً، فهي مواد تفقد حيويتها مع طول مدة التخزين، لذا يجب إخراجها من مخازنها واستخدامها قبل أن تفسد، إن الصيام يمنح الجهاز الـهضمي وسائر الأجهزة والغدد الراحة الفيسيولوجية التي تجعل الجسد يحصل على فرصة للتجدد، فتعود الوظائف نشطة، ويصبح الدم أصفى، وأغنى بكريات الدم الأكثر شبابًا، وهذا التجدد يظهر أولاً على سطح الجلد فتصير البشرة أنقى، وتختفي البقع والتجاعيد، أما العيون فإنها تغدو أكثر صفاءً وبريقًا.ولقد أشارت تجارب اثنين من علماء الفيسيولجيا بجامعة شيكاغو أن الصوم لمدة أسبوعين يكفى لتجديد أنسجة إنسان في عمر الأربعين، بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشرة من عمره. يقول تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة : 184
شهر واحد في العام
أكد البروفيسور نيكولايف بيلوي من موسكو في كتابه (الجوع من أجل الصحة ) ” أن على كل إنسان أن يمارس الصوم بالامتناع عن الطعام لمدة أربعة أسابيع كل سنة كي يتمتع بالصحة الكاملة طيلة حياته” قال تعلى: ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) البقرة:185
من طلوع الفجر إلى غياب الشمس
زمن الصيام الشرعي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع الاعتدال وعدم الإسراف في الطعام في وقت الإفطار، وقد أثبت البحث العلمي أن الفترة المناسبة للصوم يجب أن تكون مابين 12-18 ساعة وبعدها يبدأ مخزون السكر في الجسم بالانخفاض وفي تحليل البروتين.وقد سجل درينيك Dreanik ومساعدوه عامـ 1964م، عدداً من المضاعفات الخطيرة من جراء الوصال في الصيام لأكثر من 31 يوماً.وتتضح هنا المعجزة النبوية بالنهي عن الوصال في الصوم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إياكم والوصال قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إنكم لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني “.
أهمية الإفطار والسحور
فقد أثبت البحث العلمي أهمية وجبتي الإفطار والسحور في إمداد الجسم بالأحماض الدهنية والأمينية، وبدونهما يتحلل الدهن في جسم الإنسان بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تشمع الكبد وإلحاق أضرار خطيرة بجسم الإنسان. قال صلى الله عليه وسلم :(لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور).
أمان من الأخطار الصحية
فقد أثبتت الأبحاث الطبية أن الامتناع عن الطعام فقط يعرض الإنسان على مخاطر عديدة أهمها: اختلال نسبة الأملاح والسوائل في الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة وقد تصل هذه الأخطار على الوفاة، ويؤدي الجماع إلى فقد 76 كيلو سعرة حرارية قد تلحق الأذى بالإنسان وهو صائم ) منقول من موقع اسلام أون لاين https://islamonline.net/21529 هل هذا الذي قال به الأطباء أعجازاً علمياً أم ماذا نسميه؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. أما بعد..أعتقد أن الأمر لا يعتبر من الاعجاز لكونه معروفا عند الأمم السابقة وأن الأطباء كانوا يستخدموه في العلاج ولكن تبقى إعطاء الأهمية الفائقة للصوم واعتباره من فروض الاسلام من الأمور التي تفرد فيها الاسلام والله تعالى اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليم و رحمة الله و بركاته
هل هذا الذي قال به الأطباء أعجازاً علمياً أم ماذا نسميه؟

ارى و الله اعلم انه ليس باعجاز انما فقط فائدة الامتناع عن الطعام و الشراب لساعات محدودة.....

الاعجاز يكون بعدم قدرة الطرف المعارض بإتيان جزء من الشيء الذي شك فيه ...

****
فقوله تعالى في سورة البقرة الاية 23
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾
الطرف المعارض : الذين هم في ريب
جزء من الشيء:سورة من مثله
*****
و قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤)﴾ [الحج: ٧٣-٧٤]
الطرف المعارض:الذين يدعون من دون الله
نوع من خلق الله:الذباب

*****
الاعجاز يبقى اعجاز
فمثلا لن يخلقوا ذبابا في الماضي و لا حاليا فلهذا الاعجاز يبقى اعجاز



و الله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد في سورة النساء الآية 82 ذكر الله تعالى موضوع التدبر فقال سبحانه:
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)
علماً أن سياق الآيات متعلق بذكر أحوال المنافقين فما وجه الدلالة في التدبر الذي تحث عليه الآية ، وما هو الاختلاف الذي أشارت إليه الآية؟
وفقنا الله تعالى واياكم.
 
ماشاء الله نور الله قلبك ويصيرتك وعبورك الصراط الى الجنة وجميع الأعضاء اللهم آمين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد في سورة النساء الآية 82 ذكر الله تعالى موضوع التدبر فقال سبحانه:
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)
علماً أن سياق الآيات متعلق بذكر أحوال المنافقين فما وجه الدلالة في التدبر الذي تحث عليه الآية ، وما هو الاختلاف الذي أشارت إليه الآية؟
وفقنا الله تعالى واياكم.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فمعنى قوله تعالى في هذه الآية (اخْتِلَافًا كَثِيرًا) أي تناقضا كثيرا، ففي تفسير البغوي: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا أي تفاوتا وتناقضا كثيرا قاله ابن عباس، وقيل: لوجدوا فيه أي في الإخبار عن الغيب بما كان وبما يكون اختلافا كثيرا أفلا يتفكرون فيه فيعرفوا بعدم التناقض فيه صدق ما يخبر أنه كلام الله تعالى لأن ما لا يكون من عند الله لا يخلو عن تناقض واختلاف

قوله تعالى في سورة التوبة الاية 64: يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ

فسورة المنافقون من سور القران الكريم
.
...
فوجه التدبر قد يكون هو حالهم ...... فالله يعلم في الصدور.....
قوله تعالى في سورة التغابن :
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)

و الله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكما الله تعالى خيرا الأخت الفاضلة رقية والأخت الكريمة بهجة
لقد أجاد الامام القرطبي ( ) بقوله :( ثم عَابَ الْمُنَافِقِينَ بِالْإِعْرَاضِ عَنِ التَّدَبُّرِ فِي الْقُرْآنِ وَالتَّفَكُّرِ فِيهِ وَفِي مَعَانِيهِ ، تَدَبَّرْتُ الشَّيْءَ فَكَّرْتُ فِي عَاقِبَتِهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ لَا تَدَابَرُواأَيْ لَا يُوَلِّي بَعْضُكُمْ بَعْضًا دُبُرَهُ ، وَأَدْبَرَ الْقَوْمُ مَضَى أَمْرُهُمْ إِلَى آخِرِهِ ، وَالتَّدْبِيرُ أَنْ يُدْبِرَ الْإِنْسَانُ أَمْرَهُ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى مَا تَصِيرُ إِلَيْهِ عَاقِبَتُهُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا عَلَى وُجُوبِ التَّدَبُّرِ فِي الْقُرْآنِ لِيُعْرَفَ مَعْنَاهُ ، فَكَانَ فِي هَذَا رَدٌّ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ مَنْ قَالَ : لَا يُؤْخَذُ مِنْ تَفْسِيرِهِ إِلَّا مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَنَعَ أَنْ يُتَأَوَّلَ عَلَى مَا يُسَوِّغُهُ لِسَانُ الْعَرَبِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى الْأَمْرِ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ وَإِبْطَالِ التَّقْلِيدِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى إِثْبَاتِ الْقِيَاسِ .

قَوْلُهُ تَعَالَى : وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا أَيْ تَفَاوُتًا وَتَنَاقُضًا ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ وَابْنِ زَيْدٍ ، وَلَا يَدْخُلُ فِي هَذَا اخْتِلَافُ أَلْفَاظِ الْقِرَاءَاتِ وَأَلْفَاظِ الْأَمْثَالِ وَالدَّلَالَاتِ وَمَقَادِيرِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ اخْتِلَافَ التَّنَاقُضِ وَالتَّفَاوُتِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَوْ كَانَ مَا تُخْبِرُونَ بِهِ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَاخْتَلَفَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُتَكَلِّمٍ يَتَكَلَّمُ كَلَامًا كَثِيرًا إِلَّا وُجِدَ فِي كَلَامِهِ اخْتِلَافٌ كَثِيرٌ ، إِمَّا فِي الْوَصْفِ وَاللَّفْظِ ؛ وَإِمَّا فِي جَوْدَةِ الْمَعْنَى ، وَإِمَّا فِي التَّنَاقُضِ ، وَإِمَّا فِي الْكَذِبِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ وَأَمَرَهُمْ بِتَدَبُّرِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَجِدُونَ فِيهِ اخْتِلَافًا فِي وَصْفٍ وَلَا رَدًّا لَهُ فِي مَعْنًى ، وَلَا تَنَاقُضًا وَلَا كَذِبًا فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ مِنَ الْغُيُوبِ وَمَا يُسِرُّون ) الجامع لاحكام القرآن- 249/5.

قال العبد الفقير: كأنما يقول لهم سبحانه :( يا من آمنتم بألسنتكم وكفرتم بقلوبكم لو نظرتم نظرة تفكر وتدقيق بالقرآن الكريم ودعوتموني أن أهديكم إلى صراط مستقيم ، لفتحت عليكم خزائن الآيات فشعت أنوارها على قلوبكم وأبصاركم فغسلت الأولى وأخذت بيد الثانية) ، قال سبحانه :(
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ( 69 ) ) العنكبوت.
والله تعالى أعلم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين..أما بعد..ونبقى في قوله تعالى:
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا
(82) النساء
ان في الآية تحدي للعرب والناس أجمعين والى قيام الساعة ومضمونه ان كان في مستطاعكم ان تجدوا اختلافاً في القرآن فدلوني عليه ولما لم يحصل دل على انه من الله تعالى وليس من تأليف البشر كما يدعي المتشككون ، ونحن نرى محاولات المستشرقين على اختلافهم من يهود او نصارى تسويق نظرياتهم السقيمة حول مصدر القرآن وتأليفه ، ولكنهم لو نظروا الى هذه الآية وما تضمنته من معاني لأعجزهم ذلك ولتركوا أقاويلهم الضعيفة المنهزمة أمام الثقة المطلقة من الله تعالى وهو يقول لهم دلوني على ما ترونه تناقضاً واختلافاً في القرآن ، ولكن لا حياة لمن تنادي!!!
قال الرازي (ت 606 ه) في تفسيره: (
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا حَكَى عَنِ الْمُنَافِقِينَ أَنْوَاعَ مَكْرِهِمْ وَكَيْدِهِمْ ، وَكَانَ كُلُّ ذَلِكَ لِأَجْلِ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَ كَوْنَهُ مُحِقًّا فِي ادِّعَاءِ الرِّسَالَةِ صَادِقًا فِيهِ ، بَلْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مُفْتَرٍ مُتَخَرِّصٌ ، فَلَا جَرَمَ أَمَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَنْظُرُوا وَيَتَفَكَّرُوا فِي الدَّلَائِلَ الدَّالَّةِ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ . فَقَالَ : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) فَاحْتَجَّ تَعَالَى بِالْقُرْآنِ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ وَفِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :

الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : التَّدْبِيرُ وَالتَّدَبُّرُ عِبَارَةٌ عَنِ النَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ وَأَدْبَارِهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : إِلَامَ تَدَبَّرُوا أَعْجَازَ أُمُورٍ قَدْ وَلَّتْ صُدُورُهَا ، وَيُقَالُ فِي فَصِيحِ الْكَلَامِ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ ، أَيْ لَوْ عَرَفْتُ فِي صَدْرِ أَمْرِي مَا عَرَفْتُ مِنْ عَاقِبَتِهِ .

الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : اعْلَمْ أَنَّ ظَاهِرَ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى احْتَجَّ بِالْقُرْآنِ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ لَوْ لَمْ تُحْمَلِ الْآيَةُ عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَبْقَ لَهَا تَعَلُّقٌ بِمَا قَبْلَهَا الْبَتَّةَ ، وَالْعُلَمَاءُ قَالُوا : دَلَالَةُ الْقُرْآنِ عَلَى صِدْقِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :

أَوَّلُهَا : فَصَاحَتُهُ .

وَثَانِيهَا : اشْتِمَالُهُ عَلَى الْإِخْبَارِ عَنِ الْغُيُوبِ .

وَالثَّالِثُ : سَلَامَتُهُ عَنِ الِاخْتِلَافِ ، وَهَذَا هُوَ الْمَذْكُورُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ .

ثُمَّ الْقَائِلُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ ذَكَرُوا فِي تَفْسِيرِ سَلَامَتِهِ عَنِ الِاخْتِلَافِ ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ :

الْأَوَّلُ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْأَصَمُّ : مَعْنَاهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَتَوَاطَئُونَ فِي السِّرِّ عَلَى أَنْوَاعٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الْمَكْرِ وَالْكَيْدِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى كَانَ يُطْلِعُ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى تِلْكَ الْأَحْوَالِ حَالًا فَحَالًا ، وَيُخْبِرُهُ عَنْهَا عَلَى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ ، وَمَا كَانُوا يَجِدُونَ فِي كُلِّ ذَلِكَ إِلَّا الصِّدْقَ ، فَقِيلَ لَهُمْ : إِنَّ ذَلِكَ لَوْ لَمْ يَحْصُلْ بِإِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَّا لَمَا اطَّرَدَ الصِّدْقُ فِيهِ ، وَلَظَهَرَ فِي قَوْلِ مُحَمَّدٍ أَنْوَاعُ الِاخْتِلَافِ وَالتَّفَاوُتِ ، فَلَمَّا لَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ عَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا بِإِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى .

وَالثَّانِي : وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ الْمُتَكَلِّمِينَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ أَنَّ الْقُرْآنَ كِتَابٌ كَبِيرٌ ، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى أَنْوَاعٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الْعُلُومِ ، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَقَعَ فِيهِ أَنْوَاعٌ مِنَ الْكَلِمَاتِ الْمُتَنَاقِضَةِ ، لِأَنَّ الْكِتَابَ الْكَبِيرَ الطَّوِيلَ لَا يَنْفَكُّ عَنْ ذَلِكَ ، وَلَمَّا لَمْ يُوجَدْ فِيهِ ذَلِكَ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ...
الْوَجْهُ الثَّالِثُ : فِي تَفْسِيرِ قَوْلِنَا : الْقُرْآنُ سَلِيمٌ عَنِ الِاخْتِلَافِ : مَا ذَكَرَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ ، وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الِاخْتِلَافُ فِي رُتْبَةِ الْفَصَاحَةِ ، حَتَّى لَا يَكُونَ فِي جُمْلَتِهِ مَا يُعَدُّ فِي الْكَلَامِ الرَّكِيكِ ، بَلْ بَقِيَتِ الْفَصَاحَةُ فِيهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ عَلَى نَهْجٍ وَاحِدٍ ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْإِنْسَانَ وَإِنْ كَانَ فِي غَايَةِ الْبَلَاغَةِ وَنِهَايَةِ الْفَصَاحَةِ ، فَإِذَا كَتَبَ كِتَابًا طَوِيلًا مُشْتَمِلًا عَلَى الْمَعَانِي الْكَبِيرَةِ ، فَلَا بُدَّ وَأَنْ يَظْهَرَ التَّفَاوُتُ فِي كَلَامِهِ بِحَيْثُ يَكُونُ بَعْضُهُ قَوِيًّا مَتِينًا وَبَعْضُهُ سَخِيفًا نَازِلًا ، وَلَمَّا لَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ كَذَلِكَ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَمُعْجِزٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَضَرَبَ الْقَاضِي لِهَذَا مَثَلًا فَقَالَ : إِنَّ الْوَاحِدَ مِنَّا لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَكْتُبَ الطَّوَامِيرَ الطَّوِيلَةَ بِحَيْثُ لَا يَقَعُ فِي شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُرُوفِ خَلَلٌ وَنُقْصَانٌ ، حَتَّى لَوْ رَأَيْنَا الطَّوَامِيرَ الطَّوِيلَةَ مَصُونَةً عَنْ مِثْلِ هَذَا الْخَلَلِ وَالنُّقْصَانِ لَكَانَ ذَلِكَ مَعْدُودًا فِي الْإِعْجَازِ فَكَذَا هَهُنَا ) إنتهى.

قال العبد الفقير: هذا كتاب الله تعالى أمامنا فهل وجد أحد من الناس فيه زلة أو نقيصة ، فمن الذي بمقدوره أن يكتب كتاباً بمثل حجمه ولا يقع في الخطأ والتناقض ، ولكن عندما نتذكر ان قائله سبحانه هو نفسه من خلق السموات والأرض لا نملك أنفسنا الا ان نقول سبحان من كلامه هذا !!! والله تعالى اعلم.

[SUB][SUP]
[/SUP][/SUB]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد أين أهل التدبر الاخوات الأخوة الكرام مشاركتي هذه مفتوحة للجميع لمن يريد أن يكتب في التدبر حياكم الله تعالى جميعا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد تعالوا نتدبر قوله تعالى في سورة الانفال (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِتَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 26))
ذكر ابن كثير قول قتادة وهذا نصه:(
قَالَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) قَالَ : كَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْعَرَبِ أَذَلَّ النَّاسِ ذُلًّا وَأَشْقَاهُ عَيْشًا ، وَأَجْوَعَهُ بُطُونًا ، وَأَعْرَاهُ جُلُودًا ، وَأَبْيَنَهُ ضَلَالًا مَكْعُومِينَ عَلَى رَأْسِ حَجَرٍ ، بَيْنَ الْأَسَدَيْنِفَارِسَوَالرُّومِ ،وَلَا وَاللَّهِ مَا فِي بِلَادِهِمْ يَوْمَئِذٍ مِنْ شَيْءٍ يُحْسَدُونَ عَلَيْهِ ، مَنْ عَاشَ مِنْهُمْ عَاشَ شَقِيًّا ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ رُدِّيَ فِي النَّارِ ، يُؤْكَلُونَ وَلَا يَأْكُلُونَ ، وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ قَبِيلًا مِنْ حَاضِرِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ كَانُوا أَشَرَّ مَنْزِلًا مِنْهُمْ ، حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَكَّنَ بِهِ فِي الْبِلَادِ ، وَوَسَّعَ بِهِ فِي الرِّزْقِ ، وَجَعَلَهُمْ بِهِ مُلُوكًا عَلَى رِقَابِ النَّاسِ . وَبِالْإِسْلَامِ أَعْطَى اللَّهُ مَا رَأَيْتُمْ ، فَاشْكُرُوا لِلَّهِ نِعَمَهُ ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشُّكْرَ ، وَأَهْلُ الشُّكْرِ فِي مَزِيدٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى .
أما ابن عاشور فقال:

وَمَضْمُونُ هَذِهِ الْآيَةِ صَادِقٌ أَيْضًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ عَصْرٍ مِنْ عُصُورِ النُّبُوَّةِ وَالْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ ، فَجَمَاعَتُهُمْ لَمْ تَزَلْ فِي ازْدِيَادِ عِزَّةٍ وَمَنَعَةٍ ، وَلَمْ تَزَلْ مَنْصُورَةً عَلَى الْأُمَمِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي كَانُوا يَخَافُونَهَا مِنْ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا ، فَقَدْ نَصَرَهُمُ اللَّهُ عَلَىهَوَازِنَيَوْمَحُنَيْنٍ ،وَنَصَرَهُمْ عَلَىالرُّومِيَوْمَتَبُوكَوَنَصَرَهُمْ عَلَىالْفُرْسِيَوْمَالْقَادِسِيَّةِ، وَعَلَىالرُّومِفِيمِصْرَ، وَفِيبَرْقَةَ، وَفِيإِفْرِيقِيَّةَ، وَفِي بِلَادِالْجَلَالِقَةِ، وَفِي بِلَادِالْفِرِنْجَةِمِنْأُورُوبَّا. فَلَمَّا زَاغَ الْمُسْلِمُونَ وَتَفَرَّقُوا أَخَذَ أَمْرُهُمْ يَقِفُ ثُمَّ يَنْقَبِضُ ابْتِدَاءً مِنْ ظُهُورِ[ص:321 ]الدَّعْوَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ ، وَهِيَ أَعْظَمُ تَفَرُّقٍ وَقَعَ فِي الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ .

وَقَدْ نَبَّهَهُمُ اللَّهُ - تَعَالَى - بِقَوْلِهِ " لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " فَلَمَّا أَعْطَوْا حَقَّ الشُّكْرِ دَامَ أَمْرُهُمْ فِي تَصَاعُدٍ ، وَحِينَ نَسَوْهُ أَخَذَ أَمْرُهُمْ فِي تَرَاجُعٍ ، وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ .

وَلَمْ يَزَلِ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُنَبِّهُ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَوْعِظَةِ أَنْ لَا يَحِيدُوا عَنْ أَسْبَابِ بَقَاءِ عِزِّهِمْ ، وَفِي الْحَدِيثِ ، عَنْحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِقَالَقَلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌالْحَدِيثَ ، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِبُدِئَ هَذَا الدِّينُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بُدِئَ).
قال العبد الفقير: لاتنسوا كيف كنتم ونصرناكم ورفعناكم بالإسلام وجعلناكم سادة الدنيا وأعلموا ان تخليتم عن دينكم فستغلبون وتذلون حتى تراجعوا دينكم. والله تعالى أعلم.






















































1
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله العظيم وبحمده
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد فنبقى مع قوله تعالى:
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 26)) الانفال
قال البقاعي في الدرر: ( وَلَمَّا كَانَ مِنْ أَشَدِّ الْعِقَابِ الْإِذْلَالُ، حَذَّرَهُمُوهُ بِالتَّذْكِيرِ بِمَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الذُّلِّ؛ لِأَنَّهُ أَبْعَثُ عَلَى الشُّكْرِ وَأَزْجَرُ عَنِ الْكُفْرِ فَقَالَ: وَاذْكُرُوا وَذَكَرَ الْمَفْعُولَ بِهِ فَقَالَ: إِذْ أَنْتُمْ أَيْ: فِي أَوَائِلِ الْإِسْلَامِ قَلِيلٌ أَيْ: عَدَدُكُمْ.

وَلَمَّا كَانَ وُجُودُ مُطْلَقِ الِاسْتِضْعَافِ دَالًّا عَلَى غَايَةِ الضَّعْفِ بَنَى لِلْمَفْعُولِ قَوْلَهُ: مُسْتَضْعَفُونَ أَيْ: لَا مَنْفَذَ عِنْدَكُمْ فِي الأَرْضِ أَطْلَقَهَا وَالْمُرَادُ مَكَّةُ، لِأَنَّهَا لِعِظَمِهَا كَأَنَّهَا هِيَ الْأَرْضُ كُلُّهَا، وَلِأَنَّ حَالَهُمْ كَانَ فِي بَقِيَّةِ الْبِلَادِ كَحَالِهِمْ فِيهَا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَلِذَلِكَ عَبَّرَ بِالنَّاسِ فِي قَوْلِهِ: تَخَافُونَ أَيْ: فِي حَالِ اجْتِمَاعِكُمْ فَكَيْفَ عِنْدَ الِانْفِرَادِ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ أَيْ: عَلَى سَبِيلِ التَّدْرِيجِ النَّاسُ أَيْ: كَمَا تَتَخَطَّفُ الْجَوَارِحُ الصُّيُودَ، فَحَذَّرَهُمْ سُبْحَانَهُ - بِالتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى أَنَّ يُعِيدَهُمْ إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ - مِنْ هَذِهِ الْأَحْوَالِ بِالْمُخَالَفَةِ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَتَرْكِ التَّسَبُّبِ إِلَى اجْتِمَاعِهَا بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفِي ذَلِكَ أَيْضًا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ لَمَّا كَانُوا فِي تِلْكَ الْحَالَةِ الَّتِي هِيَ فِي غَايَةِ الضَّعْفِ، وَكَانَتْ كَلِمَتُهُمْ مُجْتَمَعِةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ تَوْحِيدُهُ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ، أَعْقَبَهُمُ الْإِيوَاءَ فِي دَارٍ مَنِيعَةٍ، قَدْ أَيَّدَهُمْ بِالنَّصْرِ وَأَحْسَنَ رِزْقَهُمْ، وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى مُسَبَّبًا عَمَّا قَبْلَهُ: فَآوَاكُمْ أَيْ: فِي دَارِ الْهِجْرَةِ رَحْمَةً لَكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ أَيْ: بِأَهْلِهَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَيِ: الْغَنَائِمِ الْكَامِلَةِ الطَّيِّبَةِ بِالْإِحْلَالِ وَعَدَمِ الْمُنَازِعِ الَّتِي لَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَكُمْ وَغَيْرِهَا لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أَيْ: لِيَكُونَ حَالُكُمْ حَالَ مَنْ يُرْجَى شُكْرُهُ، فَيَكُونُ بَعِيدًا عَنِ الْمُنَازَعَةِ فِي الْأَنْفَالِ، وَذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ مَهْمَا اسْتَمَرُّوا عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ، كَانَ - بِإِقْبَالِهِمْ عَلَى مِثْلِ مَا أَتَاهُمْ بِهِ وَزَادَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ - أَنْ جَعَلَهُمْ سَادَةً فِي الدَّارَيْنِ بِمَا يَهَبُ لَهُمْ مِنَ الْفُرْقَانِ الْآتِي فِي الْآيَةِ بَعْدَهَا وَالتَّوْفِيقِ عِنْدَ إِتْيَانِهِ، فَالْآيَةُ مُنْصَبَّةٌ إِلَى الصَّحَابَةِ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ وَهِيَ صَالِحَةٌ لِلْعَرَبِ كَافَّةً فَتَنْصَرِفُ إِلَيْهِمْ بِالْقَصْدِ الثَّانِي )
يرى العبد الفقير: أن من فوائد هذا التذكير التواضع لله تعالى وترك التكبر والتمسك بعرى الإسلام لان الله تعالى يعلم تلك المصائب التي ستنزل في الصحابة ومنها غزوة أحد وغزوة الخندق .....فعليكم بالصبر والاتباع مهما نزل بكم فمثلما أبدلنا خوفكم وانتم في مكة عزة وقوة وانتم في المدينة فسنكون معكم مادمتم مؤمنين طائعين ....والله تعالى اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد..قرأت كلاماً بليغاً للآمام الآجري في كتابه أخلاق حملة القرآن هذا نصه :
(
وقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً »( النِّسَاءُ- 82) . : أَلا تَرَوْنَ رَحِمَكُمْ اللهُ إِلَى مَوْلاكُمْ الْكَرِيْمِ ؛ كَيْفَ يَحُثُّ خَلْقَهَ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا كَلامَهُ ، وَمَنْ تَدَبَّرَ كَلامَهُ عَرَفَ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَرَفَ عَظِيمَ سُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَعَرَفَ عَظِيمَ تَفَضُّلِهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ ، وَعَرَفَ مَا عَلَيْهِ مِنْ فَرْضِ عِبَادَتِهِ ، فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ الْوَاجِبَ ، فَحَذِرَ مِمَّا حَذَّرَهُ مَوْلاهُ الْكَرِيْمُ ، وَرَغِبَ فِيمَا رَغَّبَهُ فِيهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ عِنْدَ تِلاوَتِهِ لِلْقُرْآنِ ، وَعِنْدَ اسْتِمَاعِهِ مِنْ غَيْرِهِ ، كَانَ الْقُرْآنُ لَهُ شِفَاءً ، فَاسْتَغْنَى بِلا مَالٍ ، وَعَزَّ بِلا عَشِيرَةٍ ، وأَنِسَ بِمَا يَسْتَوحِشُ مِنْهُ غَيْرُهُ ، وَكَانَ هَمُّهُ عِنْدَ تِلاوَةِ السُّورَةِ إِذَا افْتَتَحَهَا : مَتَّى أَتِّعِظُ بِمَا أَتْلُوهُ ؟ ، وَلَمْ يَكُنْ مُرَادُهُ مَتَّى أَخْتِمُ السُّورَةَ ؟ ، وَإِنَّمَا مُرَادُهُ : مَتَّى أَعْقِلُ عَنْ اللهِ الْخِطَابَ ؟ ، مَتَّى أَزْدَجِرُ ؟ ، مَتَّى أَعْتَبِرُ ؟ ، لأَنَّ تِلاوَتَهُ لِلْقُرْآنِ عِبَادَةٌ ، وَالْعِبَادَةُ لا تَكُونُ بِغَفْلَةٍ ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ ) ص 3
رحم الله تعالى الامام الآجري(ت 360 هـ) فقد أجاد وأفاد وتأملت ما كتب فكتبت
ثمرة التدبر:
1- المتدبرُ يعرفُ قدرةَ اللهِ تعالى وسلطانَهُ وفضلَهُ على الخلقِ عامة وعلى المؤمنين خاصة.
2- ألزمَ نفسهُ بالطاعاتِ وتركَ السيئات.

3- عَظَمتْ رَغبتُه بما وعدَهُ ربُهُ من فضلِ الدنيا والآخرة .
4-
آمنَ بأنَّ القرآنَ هدىً وشفاءً وسكينةً وطمأنينةً ورحمةً تَعدلُ الدنيا و ما فيها.
5- نظرَ إلى نفسهِ بإستصغار وقال لها: يا نفسُ هذا المضمارِ فإن رغبتِ بالفوزِ فأَعقلي وأعتبري ولا تكوني مثلَ رَجلٍ أُدْخلَ النارَ فسألَ عن أقرانِهِ فعرفَ أنهم بالجنةِ فقالَ: يا حسرتاه .
والله تعالى اعلم.

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين
تعالوا ياكرام ويا كريمات فلننظر إلى قوله تعالى: (
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) )الانعام
( [FONT=&quot]وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
[/FONT] قال الطبري ( ت 310 هجري) : ([FONT=&quot] وَعِنْدَ اللَّهِ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ،[/FONT][FONT=&quot]وَ " الْمَفَاتِحُ " : جَمْعُ " مِفْتَحٍ " يُقَالُ فِيهِ : " مِفْتَحٌ " وَ " مِفْتَاحٌ " . فَمَنْ قَالَ : " مِفْتَحٌ " جَمَعُهُ " مَفَاتِحُ " وَمَنْ قَالَ : " مِفْتَاحٌ " جَمَعُهُ " مَفَاتِيحُ " ، [/FONT][FONT=&quot]وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : " [/FONT]وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ [FONT=&quot]" خَزَائِنَ الْغَيْبِ ،[/FONT][FONT=&quot] " [/FONT]وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ [FONT=&quot]" قَالَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السُّدِّيِّ:[/FONT][FONT=&quot] خَزَائِنُ الْغَيْبِ .[/FONT]
[FONT=&quot] عَنِ [/FONT][FONT=&quot]ابْنِ مَسْعُودٍ [/FONT][FONT=&quot]قَالَ : أُعْطِيَ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مَفَاتِحَ الْغَيْبِ ،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] عَنِ [/FONT][FONT=&quot]ابْنِ عَبَّاسٍ [/FONT][FONT=&quot]: " [/FONT]وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ [FONT=&quot]" قَالَ : هُنَّ خَمْسٌ : [/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) [/FONT][FONT=&quot][ سُورَةُ لُقْمَانَ : 34 ] . [/FONT]

[FONT=&quot] فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ إذًا : وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ مَنْ خَلْقِهِ ، وَمَا هُمْ مُسْتَحِقُّوهُ وَمَا هُوَ بِهِمْ صَانِعٌ ، فَإِنَّ عِنْدَهُ عِلْمَ مَا غَابَ عِلْمُهُ عَنْ خَلْقِهِ فَلَمْ يَطَّلِعُوا عَلَيْهِ وَلَمْ يُدْرِكُوهُ ، وَلَنْ يَعْلَمُوهُ وَلَنْ يُدْرِكُوهُ " [/FONT]وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [FONT=&quot]" يَقُولُ : وَعِنْدَهُ عِلْمُ مَا لَمْ يَغِبْ أَيْضًا عَنْكُمْ ، لِأَنَّ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ لِلْعَيْنِ ، يَعْلَمُهُ الْعِبَادُ ، فَكَأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ : وَعِنْدَ اللَّهِ عِلْمُ مَا غَابَ عَنْكُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، مِمَّا لَا تَعْلِمُونَهُ وَلَنْ تَعْلَمُوهُ مِمَّا اسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهِ نَفْسَهُ ، وَيَعْلَمُ أَيْضًا مَعَ ذَلِكَ جَمِيعَ مَا يَعْلَمُهُ جَمِيعُكُمْ ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ ، لِأَنَّهُ لَا شَيْءَ إِلَّا مَا يَخْفَى عَنِ النَّاسِ أَوْ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ . فَأَخْبَرَ اللَّهُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - أَنَّ عِنْدَهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ وَيَكُونُ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِمَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ ، وَذَلِكَ هُوَ الْغَيْبُ [/FONT]) بتصرف
يرى العبد الفقير: أن الله تعالى يُذكر عباده أنه يعلم بإمور لا تأتي على البال ، فما هي تلك الورقة التي تسقط ؟ ، وكم ورقة تسقط باليوم والليلة ؟ وكذلك تلك الحبة في ظلمات الارض ، ومن بعدها الرطب واليابس ، هذه التفاصيل لا يذكرها إلا من بيده ملكوت السموات والارض سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ، فهل يتعظ من إستسهل مقارعة المعاصي ونام وصحى عليها !!! والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الجنة أخي الحبيب البهيجي وأريد أن سأل عن الآية (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) ما ذكره الرازي أن السماء زوج والارض زوج والشتاء زوج والصيف زوج والنهار زوج والليل زوج وكل شيء له زوج فكلمة زوج تعني القرين له والمرتبط ؟ فإذا كان نعم فإن البشر شيء فهل يعني لك منا زوجا ؟! وكيف من مات ولم يتزوج نقول له زوج أيضا ؟!
بارك الله فيكم وفتح عليكم
دمتم سالمين
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد ذكرت أن
[فَأَخْبَرَ اللَّهُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - أَنَّ عِنْدَهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ وَيَكُونُ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِمَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ ، وَذَلِكَ هُوَ الْغيب"

و هاذا التعريف ليس لي فيه اشكال في فهمه ....
في الحقيقة لحد الان لا اعرف لماذا تم تقسيم الغيب الى غيب نسبي و غيب مطلق ...فتعريف الغيب هو ما ذكرته و لا يوجد غيب نسبي الا في تعريف البشر ...

هل لك اي معلومة بالدليل لكي يستبين الاشكال؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله تعالى خيرا الاستاذ العزيز باسل والاستاذة الكريمة بهجة وبارك فيكما
الاستاذ باسل المحترم... ربما الامام القرطبي قد وضح هذا الأمر بقوله:
(
[FONT=&quot]قَوْلُهُ تَعَالَى : [/FONT]وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ(47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ(48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(49)
[FONT=&quot]قَوْلُهُ تَعَالَى : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ [/FONT][FONT=&quot]لَمَّا بَيَّنَ هَذِهِ الْآيَاتِ قَالَ : وَفِي السَّمَاءِ آيَاتٌ وَعِبَرٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّانِعَ قَادِرٌ عَلَى الْكَمَالِ ، فَعَطَفَ أَمْرَ السَّمَاءِ عَلَى قِصَّةِ قَوْمِ [/FONT][FONT=&quot]نُوحٍ [/FONT][FONT=&quot]لِأَنَّهُمَا آيَتَانِ . وَمَعْنَى بِأَيْدٍ أَيْ بِقُوَّةٍ وَقُدْرَةٍ . عَنِ [/FONT][FONT=&quot]ابْنِ عَبَّاسٍ [/FONT][FONT=&quot]وَغَيْرِهِ . [/FONT]
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [FONT=&quot]قَالَ [/FONT][FONT=&quot]ابْنُ عَبَّاسٍ [/FONT][FONT=&quot]: لَقَادِرُونَ . وَقِيلَ : أَيْ وَإِنَّا لَذُو سَعَةٍ ، وَبِخَلْقِهَا وَخَلْقِ غَيْرِهَا لَا يَضِيقُ عَلَيْنَا شَيْءٌ نُرِيدُهُ ، وَقِيلَ : أَيْ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْقَ عَلَى خَلْقِنَا ، عَنِ [/FONT][FONT=&quot]ابْنِ عَبَّاسٍ [/FONT][FONT=&quot]أَيْضًا . [/FONT][FONT=&quot]الْحَسَنُ [/FONT][FONT=&quot]: وَإِنَّا لَمُطِيقُونَ . وَعَنْهُ أَيْضًا : وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْقَ بِالْمَطَرِ . وَقَالَ [/FONT][FONT=&quot]الضَّحَّاكُ [/FONT][FONT=&quot]: أَغْنَيْنَاكُمْ ; دَلِيلُهُ : عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ . وَقَالَ [/FONT][FONT=&quot]الْقُتَبِيُّ [/FONT][FONT=&quot]: ذُو سَعَةٍ عَلَى خَلْقِنَا . وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ . وَقِيلَ : جَعَلْنَا بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْأَرْضِ سَعَةً . [/FONT][FONT=&quot]الْجَوْهَرِيُّ [/FONT][FONT=&quot]: وَأَوْسَعَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ ذَا سَعَةٍ وَغِنًى ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : [/FONT]وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [FONT=&quot]أَيْ أَغْنِيَاءُ قَادِرُونَ ، فَشَمَلَ جَمِيعَ الْأَقْوَالِ . [/FONT]
وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا [FONT=&quot]أَيْ بَسَطْنَاهَا كَالْفِرَاشِ وَمَدَدْنَاهَا . [/FONT]
فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ [FONT=&quot]أَيْ فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ نَحْنُ لَهُمْ ، وَالْمَعْنَى فِي الْجَمْعِ التَّعْظِيمُ ; مَهَّدْتُ الْفِرَاشَ مَهْدًا بَسَطْتُهُ وَوَطَّأْتُهُ ، وَتَمْهِيدُ الْأُمُورِ تَسْوِيَتُهَا وَإِصْلَاحُهَا . [/FONT]
[FONT=&quot]قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ [/FONT][FONT=&quot]أَيْ صِنْفَيْنِ وَنَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ . قَالَ [/FONT][FONT=&quot]ابْنُ زَيْدٍ [/FONT][FONT=&quot]: أَيْ ذَكَرًا وَأُنْثَى وَحُلْوًا وَحَامِضًا وَنَحْوَ ذَلِكَ . [/FONT][FONT=&quot]مُجَاهِدٌ [/FONT][FONT=&quot]. يَعْنِي الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ، وَالسَّمَاءَ وَالْأَرْضَ ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَالنُّورَ وَالظَّلَامَ ، وَالسَّهْلَ وَالْجَبَلَ ، وَالْجِنَّ [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَالْإِنْسَ ، وَالْخَيْرَ وَالشَّرَّ ، وَالْبُكْرَةَ وَالْعَشِيَّ ، وَكَالْأَشْيَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ الْأَلْوَانِ مِنَ الطُّعُومِ وَالْأَرَايِيحِ وَالْأَصْوَاتِ . أَيْ جَعَلْنَا هَذَا كَهَذَا دَلَالَةً عَلَى قُدْرَتِنَا ، وَمَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا فَلْيَقْدِرْ عَلَى الْإِعَادَةِ ، وَقِيلَ : [/FONT]وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ [FONT=&quot]لِتَعْلَمُوا أَنَّ خَالِقَ الْأَزْوَاجِ فَرْدٌ ، فَلَا يُقَدَّرُ فِي صِفَتِهِ حَرَكَةٌ وَلَا سُكُونٌ ، وَلَا ضِيَاءٌ وَلَا ظَلَامٌ ، وَلَا قُعُودٌ وَلَا قِيَامٌ ، وَلَا ابْتِدَاءٌ وَلَا انْتِهَاءٌ ; إِذْ هُوَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [/FONT][FONT=&quot]لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
أما قوله :( [FONT=&quot]وَقِيلَ : [/FONT]وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ [FONT=&quot]لِتَعْلَمُوا أَنَّ خَالِقَ الْأَزْوَاجِ فَرْدٌ ، فَلَا يُقَدَّرُ فِي صِفَتِهِ حَرَكَةٌ وَلَا سُكُونٌ ، وَلَا ضِيَاءٌ وَلَا ظَلَامٌ ، وَلَا قُعُودٌ وَلَا قِيَامٌ ، وَلَا ابْتِدَاءٌ وَلَا انْتِهَاءٌ ; إِذْ هُوَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [/FONT][FONT=&quot]لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )
[/FONT]فهو إشارة إلى قول الرازي وهذا نصه:( [FONT=&quot]ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : ( [/FONT]وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ [FONT=&quot]) اسْتِدْلَالًا بِمَا بَيْنَهُمَا وَالزَّوْجَانِ إِمَّا الضِّدَّانِ فَإِنَّ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى كَالضِّدَّيْنِ وَالزَّوْجَانِ مِنْهُمَا كَذَلِكَ ، وَإِمَّا الْمُتَشَاكِلَانِ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ شَبِيهٌ وَنَظِيرٌ وَضِدٌّ وَنِدٌّ ، قَالَ الْمَنْطِقِيُّونَ الْمُرَادُ بِالشَّيْءِ الْجِنْسُ وَأَقَلُّ مَا يَكُونُ تَحْتَ الْجِنْسِ نَوْعَانِ فَمِنْ كُلِّ جِنْسٍ خَلَقَ نَوْعَيْنِ , مِنَ الْجَوْهَرِ مَثَلًا الْمَادِّيَّ وَالْمُجَرَّدَ ، وَمِنَ الْمَادِّيِّ النَّامِيَ وَالْجَامِدَ وَمِنَ النَّامِي الْمُدْرِكَ وَالنَّبَاتَ وَمِنَ الْمُدْرِكِ النَّاطِقَ وَالصَّامِتَ ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فَرْدٌ لَا كَثْرَةَ فِيهِ . [/FONT]
[FONT=&quot]وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( [/FONT]لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [FONT=&quot]) أَيْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أَنَّ [/FONT][FONT=&quot]خَالِقَ الْأَزْوَاجِ لَا يَكُونُ لَهُ زَوْجٌ [/FONT][FONT=&quot]وَإِلَّا لَكَانَ مُمْكِنًا فَيَكُونُ مَخْلُوقًا وَلَا يَكُونُ خَالِقًا ، أَوْ ( [/FONT]لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [FONT=&quot]) أَنَّ خَالِقَ الْأَزْوَاجِ لَا يَعْجِزُ عَنْ حَشْرِ الْأَجْسَامِ وَجَمْعِ الْأَرْوَاحِ)
[/FONT]
أما قولكم :([FONT=&quot]وكيف من مات ولم يتزوج نقول له زوج أيضا ؟! )
[/FONT]
فالمقصود هو التقابل أي الرجل والمرأة ، الليل والنهار،...فهذا هو الغالب، أما من لا يتزوج فهو قليل ، وقد جاء في الحديث: أن الله تعالى يزوجهم في الجنة ، جعلنا الله تعالى وإياكم وجميع أعضاء الملتقى وعضواته من أهل الجنة والله تعالى اعلم.

 
اللهم آمين
أحسنتم أخي الكريم وبارك فيكم
جزاكم الله الفردوس
دمتم سالمين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ونستمر بتدبر قوله تعالى (
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [FONT=&quot]( 59 ) ) الانعام[/FONT]
قال البقاعي : (
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ مُثْبِتَةً لِجُزْئِيَّاتٍ مِنْ عِلْمِهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ ، وَكَانَ خِتَامُهَا الْعِلْمَ بِالظَّالِمِ وَغَيْرِهِ - أَتْبَعَهَا الِاخْتِصَاصَ بِمَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ عِلْمُ مَفَاتِحِ الْغَيْبِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا مَنْ حَازَهَا ، إِذْ لَا يَطَّلِعُ عَلَى الْخَزَائِنِ إِلَّا مَنْ فَتَحَهَا ، وَلَا يَفْتَحُهَا إِلَّا مِنْ حَازَ مَفَاتِيحَهَا وَعَلِمَ كَيْفَ يَفْتَحُ بِهَا ، فَإِثْبَاتُ ذَلِكَ فِي هَذَا الْأُسْلُوبِ مِنْ بَابِ التَّرْقِيَةِ فِي مَرَاقِي الِاعْتِقَادِ مِنْ دَرَجَةٍ كَامِلَةٍ إِلَى أَكْمَلَ مِنْهَا ، فَقَالَ عَاطِفًا عَلَى مَعْنَى مَا سَبَقَ ، وَهُوَ : فَعِنْدَهُ خَاصَّةً جَمِيعُ ذَلِكَ : وَعِنْدَهُ أَيْ : وَحْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ أَيْ : الَّتِي لَا يُدْرِكُ الْغَيْبَ إِلَّا مَنْ عَلِمَهَا .

وَلَمَّا كَانَ مَعْنَى ذَلِكَ الِاخْتِصَاصُ - صَرَّحَ بِهِ فِي قَوْلِهِ : لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَتَخْصِيصُهَا بِالنَّفْيِ دُونَ الْخَزَائِنِ دَالٌّ عَلَى مَا فَهِمْتُهُ مِنْ أَنَّ التَّقْيِيدَ [فِيهَا] بِـ ( لَكُمْ ) يُفْهِمُ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ نَقُولَ ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِينَ .

وَلَمَّا ذَكَرَ عِلْمَ الْغَيْبِ ، أَتْبَعَهُ عِلْمَ الشَّهَادَةِ ؛ لِأَنَّ الْقَضَايَا الْعَقْلِيَّةَ الْمَحْضَةَ يَصْعُبُ تَحْصِيلُ الْعِلْمِ بِهَا عَلَى سَبِيلِ التَّمَامِ إِلَّا لِلْكُمَّلِ مِنَ الْأَنَامِ الَّذِينَ تَجَرَّدُوا فَتَعَوَّدُوا اسْتِحْضَارَ الْمَعْقُولَاتِ الْمُجَرَّدَةِ ، وَالْقُرْآنُ إِنَّمَا أُنْزِلَ لِنَفْعِ جَمِيعِ الْخَلْقِ : الذَّكِيُّ مِنْهُمْ وَالْغَبِيُّ ، فَكَانَ ذِكْرُ الْمَحْسُوسَاتِ الدَّاخِلَةِ تَحْتَ الْقَضِيَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الْكُلِّيَّةِ مُعِينًا عَلَى تَصَوُّرِ ذَلِكَ الْمَعْقُولِ وَرُسُوخِهِ فِي الْقَلْبِ ، فَقَالَ مُؤَكِّدًا لِهَذَا الْمَعْقُولِ الْكُلِّيِّ الْمُجَرَّدِ بِمِثَالٍ دَاخِلٍ تَحْتَهُ يَجْرِي مَجْرَى الْمَحْسُوسِ ، وَعَطَفَهُ بِالْوَاوِ عَطْفَ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ إِشَارَةً إِلَى تَعْظِيمِهِ ، فَقَالَ : وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَقَدَّمَهُ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ أَكْثَرُ مُلَابَسَةً لَهُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْقُرَى وَالْمُدُنِ وَالْمَفَاوِزِ وَالْجِبَالِ وَالتِّلَالِ وَكَثْرَةِ مَا بِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ النَّجْمِ وَذِي السَّاقِ وَالْمَعَادِنِ وَالْبَحْرِ وَأَخَّرَهُ لِأَنَّ إِحَاطَةَ الْعَقْلِ بِأَحْوَالِهِ أَقَلُّ وَإِنْ كَانَ الْحِسُّ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَجَائِبَهَا أَكْثَرُ ، وَطُولَهَا وَعَرْضَهَا أَعْظَمُ ، وَمَا فِيهَا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ وَأَجْنَاسِ الْمَخْلُوقَاتِ أَعْجَبُ ، فَكَانَ هَذَا الْأَمْرُ الْمَحْسُوسُ مُقَوِّيًا لِعَظَمَةِ ذَلِكَ الْأَمْرِ الْمَعْقُولِ .

وَلَمَّا ذَكَرَ مَا يَعُمُّ الثَّابِتَ وَالْمُنْتَقِلَ : خَصَّ الْمُنْتَقِلَ تَنْصِيصًا عَلَى الْجُزْئِيَّاتِ وَتَعْظِيمًا لِلْعِلْمِ بِتَعْظِيمِ الْمَعْلُومَاتِ ، فَقَالَ : وَمَا تَسْقُطُ وَأَغْرَقَ فِي النَّفْيِ بِقَوْلِهِ :مِنْ وَرَقَةٍ وَنَكَّرَهَا إِتْمَامًا لِلتَّعْمِيمِ إِلا يَعْلَمُهَا وَلَمَّا كَانَ هَذَا مَعَ عِظَمِهِ ظَاهِرًا ، ذَكَرَ مَا هُوَ أَدَقُّ مِنْهُ ، فَقَالَ : وَلا أَيْ وَمَا مِنْ حَبَّةٍ وَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ لَيْسَ لَهَا مِنْ نَفْسِهَا نُورٌ تَنْبِيهًا عَلَى مَا أُودِعَ هَذَا الْآدَمِيُّ الْمُكَوَّنُ مِنْهَا مِنَ الْغَرَائِبِ بِقَوْلِهِ : فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ أَيْ : وَلَوْ كَانَ فِي أَقْصَى بَطْنِهَا ، فَكَيْفَ بِمَا هُوَ فِي النُّورِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الْحَبَّةِ .

وَلَمَّا خَصَّ ، رَجَعَ إِلَى التَّعْمِيمِ رَدًّا لِلْآخِرِ عَلَى الْأَوَّلِ فَقَالَ : وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ أَيْ : وُجِدَ أَوْ لَمْ يُوجَدْ أَوْ سَيُوجَدُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ أَيْ : مُوَضِّحٍ لِأَحْوَالِهِ وَأَعْيَانِهِ وَكُلِّ أُمُورِهِ وَأَحْيَانِهِ ، فَثَبَتَ أَنَّهُ فَاعِلٌ لِجَمِيعِ الْعَالَمِ بِجَوَاهِرِهِ وَأَعْرَاضِهِ عَلَى سَبِيلِ الْإِحْكَامِ وَالْإِتْقَانِ ؛ لِأَنَّهُ وَحْدَهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ ، وَمَنْ اخْتَصَّ بِعِلْمِ جَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ كَانَ مُخْتَصًّا بِصُنْعِ جَمِيعِ الْمَصْنُوعَاتِ قَادِرًا عَلَى جَمِيعِ الْمَقْدُورَاتِ )
يرى العبد الفقير : إن هذا الاخبار من عالم الغيب بأن علمه مطلق شامل لا تنقصه ذرة في السموات والارض لكي يعلم ابن آدم ضعفه وعجزه أمام هذا العلم الكامل الشامل فيشمر الذكي عن ساعديه فيعمل الليل والنهار بما يرضي عالم الغيب والشهادة والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد ...قال تعالى :(
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [FONT=&quot]( 53 ) )
[/FONT]
قال الطبري:([FONT=&quot]وَقَوْلُهُ ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدٍ [/FONT][FONT=&quot]صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [/FONT][FONT=&quot]وَقُلْ يَا [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدُ [/FONT][FONT=&quot]لِعِبَادِي يَقُلْ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ وَالْمُخَاطَبَةِ ، [/FONT][FONT=&quot]كَمَا حَدَّثَنَا [/FONT][FONT=&quot]خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ ، [/FONT][FONT=&quot]قَالَ : ثَنَا [/FONT][FONT=&quot]النَّضِرُ [/FONT][FONT=&quot]، قَالَ : أَخْبَرَنَا [/FONT][FONT=&quot]الْمُبَارَكُ ، [/FONT][FONT=&quot]عَنِ [/FONT][FONT=&quot]الْحَسَنِ [/FONT][FONT=&quot]فِي هَذِهِ الْآيَةِ ( [/FONT]وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [FONT=&quot]) قَالَ : الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، لَا يَقُولُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ يَقُولُ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ . [/FONT]
[FONT=&quot]وَقَوْلُهُ ( [/FONT]إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ [FONT=&quot]) يَقُولُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسُوءُ مُحَاوَرَةَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ، يَقُولُ : يُفْسِدُ بَيْنَهُمْ ، يُهَيِّجُ بَيْنَهُمُ الشَّرَّ ( [/FONT]إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [FONT=&quot]) يَقُولُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِآدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ عَدُوًّا ، قَدْ أَبَانَ لَهُمْ عَدَاوَتَهُ بِمَا أَظْهَرَ لِآدَمَ مِنَ الْحَسَدِ ، وَغُرُورِهِ إِيَّاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ )
[/FONT]
ولقد أبدع ابن عاشور رحمه الله تعالى بقوله :(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [FONT=&quot]لَمَّا أَعْقَبَ مَا أَمَرَ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبْلِيغِهِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَقْوَالٍ تَعِظُهُمْ وَتَنْهَاهُمْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى [/FONT]قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا تَقُولُونَ [FONT=&quot]وَقَوْلِهِ [/FONT]قُلْ كُونُوا حِجَارَةً [FONT=&quot]وَقَوْلِهِ [/FONT]قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا [FONT=&quot]ثُنِيَ الْعِنَانُ إِلَى الْأَمْرِ بِإِبْلَاغِ الْمُؤْمِنِينَ تَأْدِيبًا يَنْفَعُهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ عَلَى عَادَةِ الْقُرْآنِ فِي تَلْوِينِ الْأَغْرَاضِ ، وَتَقْلِيبِ بَعْضِهَا بِبَعْضِ أَضْدَادِهَا ; اسْتِقْصَاءً لِأَصْنَافِ الْهُدَى ، وَمُخْتَلِفِ أَسَالِيبِهِ ، وَنَفْعَ مُخْتَلِفِ النَّاسِ ، [/FONT][FONT=&quot]وَلَمَّا كَانَ مَا سَبَقَ مِنْ حِكَايَةِ أَقْوَالِ الْمُشْرِكِينَ تُنْبِئُ عَنْ ضَلَالِ اعْتِقَادِ نَقْلِ الْكَلَامِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ يَقُولُوا أَقْوَالًا تُعْرِبُ عَنْ حُسْنِ النِّيَّةِ ، وَعَنْ نُفُوسٍ زَكِيَّةٍ ، وَأُوتُوا فِي ذَلِكَ كَلِمَةً جَامِعَةً ، وَهِيَ [/FONT][FONT=&quot]يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، [/FONT][FONT=&quot]وَ [/FONT]الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [FONT=&quot]صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ فِعْلُ يَقُولُوا ، تَقْدِيرُهُ : بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ مَقَالَةً وَاحِدَةً ، [/FONT][FONT=&quot]وَاسْمُ التَّفْضِيلِ مُسْتَعْمَلٌ فِي قُوَّةِ الْحُسْنِ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ [/FONT]جَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [FONT=&quot]، أَيْ بِالْمُجَادَلَاتِ الَّتِي هِيَ بَالِغَةُ الْغَايَةِ فِي الْحُسْنِ ، فَإِنَّ الْمُجَادَلَةَ لَا تَكُونُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ، [/FONT][FONT=&quot]فَهَذِهِ الْآيَةُ شَدِيدَةُ الِاتِّصَالِ بِالَّتِي قَبْلَهَا ، وَلَيْسَتْ بِحَاجَةٍ إِلَى تَطَلُّبِ سَبَبٍ لِنُزُولِهَا ، وَهَذَا تَأْدِيبٌ عَظِيمٌ فِي [/FONT][FONT=&quot]مُرَاقَبَةِ اللِّسَانِ ، وَمَا يَصْدُرُ مِنْهُ [/FONT][FONT=&quot]، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ [/FONT]مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ [FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِأَعْمَالٍ تُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَالْمَقْصِدُ الْأَهَمُّ مِنْ هَذَا التَّأْدِيبِ تَأْدِيبُ الْأُمَّةِ فِي مُعَامَلَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِحُسْنِ الْمُعَامَلَةِ ، وَإِلَانَةِ الْقَوْلِ ; لِأَنَّ الْقَوْلَ يَنُمُّ عَنِ الْمَقَاصِدِ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ [/FONT]إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ [FONT=&quot]، ثُمَّ تَأْدِيبُهُمْ فِي مُجَادَلَةِ الْمُشْرِكِينَ اجْتِنَابًا لِمَا تُثِيرُهُ الْمُشَادَّةُ وَالْغِلْظَةُ مِنِ ازْدِيَادِ مُكَابَرَةِ الْمُشْرِكِينَ ، وَتَصَلُّبِهِمْ فَذَلِكَ مِنْ نَزْغِ الشَّيْطَانِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ ، قَالَ تَعَالَى [/FONT]ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [FONT=&quot]، وَالْمُسْلِمُونَ فِي مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ ، وَقَدْ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُمْ ضُرَّ أَعْدَائِهِمْ بِتَصَارِيفَ مِنْ لُطْفِهِ ; لِيَكُونُوا آمِنِينَ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَكُونُوا سَبَبًا فِي إِفْسَادِ تِلْكَ الْحَالَةِ )
[/FONT]
يرى العبد الفقير:أنظر إلى قوله تعالى (عبادي ) أضافهم إليه سبحانه كأنما يقول لهم : اتصفوا بحلمي فكما أُمهل أعدائي ، أمهلوهم أنتم ولا تستعجلوا عليهم ، فإني سميع لإقوالهم عليم بأخبارهم ، فلا تجعلوا عدوكم الأول يظفر منكم بزلة لسان تحرق اليابس والأخضر، فاصبروا عليهم بالقول اللين ، ولا تقابلوا خشونة أقوالهم بمثلها ، ولكن استبدلوا قولهم القبيح بأحسن ما تستطيعون من الأقوال الذكية التي تغير حالهم وتسكن غضبهم ، يا سبحان الله هذا مع المشركين والكفار فكيف مع المسلمين فمن الأولى أن نصبر على من يغلظ القول منهم ونمنحه الفرصة لكي ينتبه لخطئه ويصحح قوله ويعتذر واذا لم يفعل فالله تعالى حسيبه فكم من الناس من يقول القول اليوم ويرجع عنه غدا والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد قال تعالى :(
[FONT=&quot] إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [/FONT][FONT=&quot]( 51 ) [/FONT]يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [FONT=&quot]( 52 ) [/FONT]وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ [FONT=&quot]( 53 ) [/FONT]هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [FONT=&quot]( 54 ) [/FONT]فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [FONT=&quot]( 55 ) ) سورة غافر
[/FONT]

لقد أشار ابن كثير رحمه الله تعالى الى مسألة مهمة أشار لها الطبري رحمه الله تعالى بقوله :(
[FONT=&quot]قَدْ أَوْرَدَ [/FONT][FONT=&quot]أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ [/FONT][FONT=&quot]، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( [/FONT]إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [FONT=&quot]) سُؤَالًا فَقَالَ : قَدْ عُلِمَ أَنَّ [/FONT][FONT=&quot]بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ ، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، قَتَلَهُ قَوْمُهُ [/FONT][FONT=&quot]بِالْكُلِّيَّةِ [/FONT][FONT=&quot]كَيَحْيَى [/FONT][FONT=&quot]وَزَكَرِيَّا [/FONT][FONT=&quot]وَشَعْيَاءَ ، [/FONT][FONT=&quot]وَمِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ إِمَّا مُهَاجِرًا [/FONT][FONT=&quot]كَإِبْرَاهِيمَ [/FONT][FONT=&quot]، وَإِمَّا إِلَى السَّمَاءِ[/FONT][FONT=&quot]كَعِيسَى [/FONT][FONT=&quot]، فَأَيْنَ النُّصْرَةُ فِي الدُّنْيَا ؟ ثُمَّ أَجَابَ عَنْ ذَلِكَ بِجَوَابَيْنِ . [/FONT]

[FONT=&quot]أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ خَرَجَ عَامًّا ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْبَعْضُ ، قَالَ : وَهَذَا سَائِغٌ فِي اللُّغَةِ . [/FONT]

[FONT=&quot]الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالنَّصْرِ الِانْتِصَارُ لَهُمْ مِمَّنْ آذَاهُمْ ، وَسَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ بِحَضْرَتِهِمْ أَوْ فِي غَيْبَتِهِمْ أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ ، كَمَا فُعِلَ بِقَتَلَةِ [/FONT][FONT=&quot]يَحْيَى [/FONT][FONT=&quot]وَزَكَرِيَّا[/FONT][FONT=&quot]وَشَعْيَاءَ ، [/FONT][FONT=&quot]سُلِّطَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ مَنْ أَهَانَهُمْ وَسَفَكَ دِمَاءَهُمْ ، وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ [/FONT][FONT=&quot]النُّمْرُوذَ [/FONT][FONT=&quot]أَخَذَهُ اللَّهُ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ، وَأَمَّا [/FONT][FONT=&quot]الَّذِينَ رَامُوا صَلْبَ الْمَسِيحِ ، [/FONT][FONT=&quot]عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مِنَ [/FONT][FONT=&quot]الْيَهُودِ ، [/FONT][FONT=&quot]فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ [/FONT][FONT=&quot]الرُّومَ [/FONT][FONT=&quot]فَأَهَانُوهُمْ وَأَذَلُّوهُمْ ، وَأَظْهَرَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . ثُمَّ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ سَيَنْزِلُ [/FONT][FONT=&quot]عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [/FONT][FONT=&quot]إِمَامًا عَادِلًا وَحَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَقْتُلُ [/FONT][FONT=&quot]الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ [/FONT][FONT=&quot]وَجُنُودَهُ مِنَ [/FONT][FONT=&quot]الْيَهُودِ ، [/FONT][FONT=&quot]وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ فَلَا يَقْبَلُ إِلَّا الْإِسْلَامَ . وَهَذِهِ نُصْرَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَهَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ وَحَدِيثِهِ : أَنَّهُ يَنْصُرُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا ، وَيُقِرُّ أَعْيُنَهُمْ مِمَّنْ آذَاهُمْ )
[/FONT]
قال العبد الفقير: إن الله سبحانه قد أضاف المؤمنين الى رسله عليهم الصلاة والسلام ليذكرهم أنه سبحانه سينصرهم كما ينصر رسله وقد ذكر ابن كثير قول السدي وهو:[FONT=&quot]قَالَ [/FONT][FONT=&quot] لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ رَسُولًا قَطُّ إِلَى قَوْمٍ فَيَقْتُلُونَهُ ، أَوْ قَوْمًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ فَيُقْتَلُونَ ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الْقَرْنُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ لَهُمْ مَنْ يَنْصُرُهُمْ ، فَيَطْلُبُ بِدِمَائِهِمْ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، قَالَ : فَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُؤْمِنُونَ يُقْتَلُونَ فِي الدُّنْيَا ، وَهُمْ مَنْصُورُونَ فِيهَا )
[/FONT]
وهذا تصديق لقوله تعالى في سورة الروم :[FONT=&quot]( [/FONT]وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [FONT=&quot]( 47 ) )
[/FONT]
اللهم أنصرنا يا قوي يا عزيز والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
 
التدبر - سورة المائدة - الآية 5

التدبر - سورة المائدة - الآية 5

بسم1
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وأصحابة وسلم تسليما كثيرا أما بعد الأخوة والأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله : قال تعالى في الآية 5 من سورة المائدة : ( اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتو االكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غيرمسافحين ولا متخذي أخدان و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ) - صدق الله العظيم ... عبارة ((من قبلكم )) أتت بعد (الذين اوتوا الكتاب) في سياق الحديث عن النكاح , و لم تأت بعد (الذين أوتوا الكتاب) في سياق الحديث عن الأطعمة و الذبائح , و قد فهم معنى النص الشرعي بالتمام و الكمال من عبارة (الذين أوتوا الكتاب) التي جائت في أول الآيه الكريمه بأنهم الذين سبقوا المسلمين أو كانوا قبل المسلمين في استقبال الكتب السماوية ... و قد تدبرت عبارة (( من قبلكم )) التي جائت بعد (و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب) فلم أتوصل الي شيء قطعي ... فالقران كلام الله أبلغ و أجل من أن يأتي بالبديهيات أو المترادفات أو الزيادة أو الحشو - حاشا لله , و الدلاله الوحيدة التي توصلت اليها أنه قد يكون هناك اشارة في النص لمعنى لازم لما يفهم من عبارته غير مقصود من السياق يفيد التخصيص و يقصر الحل لمن كانوا بالفعل كتابيات قبل ظهور دولة الاسلام في المدينة (( من قبلكم )) - أما بعد ظهور الاسلام فلا يجوز نكاح الكتابيات لأن المرأة بعد ظهور الاسلام كان أمامها الاسلام و اليهودية و النصرانية فكانت ارادتها اختيار المسيحية مثلا بدلا من الاسلام و قد كان عندها فرصة للدخول فية و لم تفعل . ...
و الله تعالى اعلم - أخوكم في الله - الفقير الي الله - جلال الحسين
 
أعتذر على طريقة الالصاق ثم ان الآية القرانية بالتشكيل أبلغ و أجمل

الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ .

أخوكم في الله - الفقير الي الله - جلال الحسين
 
بسم1
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وأصحابة وسلم تسليما كثيرا أما بعد الأخوة والأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله : قال تعالى في الآية 5 من سورة المائدة : ( اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتو االكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غيرمسافحين ولا متخذي أخدان و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ) - صدق الله العظيم ... عبارة ((من قبلكم )) أتت بعد (الذين اوتوا الكتاب) في سياق الحديث عن النكاح , و لم تأت بعد (الذين أوتوا الكتاب) في سياق الحديث عن الأطعمة و الذبائح , و قد فهم معنى النص الشرعي بالتمام و الكمال من عبارة (الذين أوتوا الكتاب) التي جائت في أول الآيه الكريمه بأنهم الذين سبقوا المسلمين أو كانوا قبل المسلمين في استقبال الكتب السماوية ... و قد تدبرت عبارة (( من قبلكم )) التي جائت بعد (و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب) فلم أتوصل الي شيء قطعي ... فالقران كلام الله أبلغ و أجل من أن يأتي بالبديهيات أو المترادفات أو الزيادة أو الحشو - حاشا لله , و الدلاله الوحيدة التي توصلت اليها أنه قد يكون هناك اشارة في النص لمعنى لازم لما يفهم من عبارته غير مقصود من السياق يفيد التخصيص و يقصر الحل لمن كانوا بالفعل كتابيات قبل ظهور دولة الاسلام في المدينة (( من قبلكم )) - أما بعد ظهور الاسلام فلا يجوز نكاح الكتابيات لأن المرأة بعد ظهور الاسلام كان أمامها الاسلام و اليهودية و النصرانية فكانت ارادتها اختيار المسيحية مثلا بدلا من الاسلام و قد كان عندها فرصة للدخول فية و لم تفعل . ...
و الله تعالى اعلم - أخوكم في الله - الفقير الي الله - جلال الحسين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الاستاذ الفاضل جلال فرج زادنا الله تعالى واياكم علما وفهما اعتذر عن تأخري في الرد على مشاركتكم وارجو من حضرتكم الاطلاع على الرابط التالي:
https://vb.tafsir.net/tafsir42136/#.XMLDulQza00
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
الأخ الشيخ البهيجي جزاكم الله خيرا و أشكرك على احالتي الي قواعد التفسير و رغم أني أهتم بقراءة التفاسير الا أني أعمل بتدبر القران و لا أعمل بالتفسير , و هو عنوان هذا القسم من المشاركات و الذي اشارك فية ( تدبر ثم قل ما قل و دل ) - و الله سبحانه و تعالى أمرنا بالتدبر و لم يأمرنا بالتفسير " كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته " و لم يقل الله تعالى " ليفسروا آياته " , و قد يكون التدبر من أدوات التفسير و لكنه ليس التفسير , فالتدبر غير التفسير . أما بعد فالقران بالفعل مفسر لنفسه " كتاب احكمت آياته ثم فصلت " ... فمابال أقوام يفهمون التدبر على أنه النظر في كتب التفسير و أن تأتي بما في كتب التفسير و ان كان خطأ ؟ ...... بالنسبة لعبارة " من قبلكم " التي جائت في المائدة الآية 5 فهي قيد و معلوم في قواعد اللغة العربية أن القيد اذا جاء بعد أمرين فانه لا يعود على المتأخر منها و لكن يعود على الأثنين معا ........ و جواب فعل الشرط ( آتيتموهن ) لأداة الشرط ( اذا ) التي جائت بعد فعل الشرط ( حل لكم ) , جواب فعل الشرط هذا يعود على الاثنين معا ( المحصنات من المؤمنات - فئة منهن ) و ( المحصنات من الذين أوتوا الكتاب ) .
جاء في التحرير و التنوير ج 6 : ( و عن الشافعي : من كان من أهل الكتاب قبل البعثة المحمدية فهو من أهل الكتاب , و من دخل في دين أهل الكتاب بعد نزول القران فلا يقبل منه الا الاسلام و لا تقبل منه الجزية , أي كالمشركين ) - و قد نظرت في دلالات النص الشرعي فوجدت في صيغة الاية الخامسة من سورة المائدة - دلالة اشارة - ( من قبلكم ) تدل على اشارة لمعنى لازم لما يفهم من عبارة النص ( الذين استقبلوا الكتب السماوية قبل الاسلام ) غير مقصود بالضرورة من هذا السياق و هذا المعنى يفيد التخصيص و القصر على نكاح من كن بالفعل كتابيات قبل نزول هذا الحكم و هذا القصر ايضا يسري على فئة من المؤمنات , ( قارن ب المحصنات المؤمنات , كما جائت في الاية 25 من سورة النساء ) - فمن هن المحصنات من المؤمنات ؟
و هذا التدبر يوافق كلام الامام الشافعي , فكل فتاة في جزيرة العرب و ما حولها بلغت سن الرشد و هو معلوم عند العرب ( فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم أموالهم ) وأصبحت مختارة و مكلفة و بغض النظرعن دين أبويها - فان هي اختارت اليهودية أو المسيحية بعد يوم عرفة في حجة الوداع أو بعد قيام دولة الاسلام فلا يحل نكاحها الا أن تسلم و يبدو لي ان هذا هو الحكم الذي نزل يوم عرفة من حجة الوداع , فاذا راجعنا رد فعل الصحابة رضي الله عنهم فهمنا أنهم فهموا الحكم بالتخصيص و القصر و أكبر دليل على هذا هو ان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه أبطل حكم نكاح الكتابيات في عهدة كما أبطل حكم نكاح المتعة فقال في الكتابيات " تنزعوهن صغارا قماء - و قال - لان صح زواجهن لصح طلاقهن " .. و قال رضي الله عنه في نكاح المتعة " عن أبي نضرة عن جابر (رضي الله عنه ) قال قلت: إن ابن الزبير ينهى عن المتعة وان ابن عباس يأمر به, قال: على يدي جرى الحديث تمتعنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ومع أبي بكر (رضي الله عنه ) فلما ولي عمر خطب الناس فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) هذا, وان القرآن هذا القرآن, وانهما كانتا متعتان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانا أنهى عنهما واعاتب عليهما: أحدهما متعة النساء ولا أقدر على رجل تزوج امرأة إلى أجل الا غيبته بالحجارة والاخرى: متعة الحج. (سنن البيهقي/ 7 ص206).

الخلاصة أن عبارة (من قبلكم) جائت في سياق الكلام عن نكاح الكتابيات فقيدت النكاح فقط بمن كن بالفعل كتابيات قبل نزول الحكم فهناك غاية زمانية واضحة و كما يفهم من كلام الشافعي و كما يفهم من رد فعل الصحابة رضي الله عنهم في التعامل مع الحكم و منهم على بن أبي طالب رضي الله عنه و عبدالله بن عمر رضي الله عنه , ولم تأت عبارة ( من قبلكم ) بعد ( الذين أوتوا الكتاب ) في سياق الكلام عن الطعام فأصبح طعام الذين أوتوا الكتاب حل للمسلمين الي يوم القيامة و ليس نسائهم ....... و الا فلماذا لم تأت عبارة ( من قبلكم ) بعد ( الذين أوتوا الكتاب ) في أول الآية ؟ و سلام .. أخوكم في الله
 


جاء في النهر الماد للاندلسي

ومن العلماء من منع نكاح الكتابيات واستدل بقوله تعالى: { وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } [البقرة: 221]، قال وأي شرك أعظم ممن يقول المسيح بن الله وعزيز بن الله، تعالى الله عما يقولون . و هو قول بن عمر رضي الله عنهما


جاء في تفسير المعاني للألوسي :

أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن جابر بن عبد الله «أنه سئل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال: تزوجناهن زمن الفتح ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيراً فلما رجعنا طلقناهن.

و روي عن عطاء انه قال : انما رخص الله تعالى في التزوج بالكتابية في ذلك الوقت لأنه كان في المسلمات قله و أما الان ففيهن الكثرة العظيمة فزالت الحاجة , فلا جرم , زالت الرخصة.


و جاء في التحرير و التنوير لأبن عاشور

وقال القرطبي هذا قول الشافعي، وروى الربيع عن الشافعي لا خير في ذبائح نصارى العرب من تغلب. وعن الشافعي من كان من أهل الكتاب قبل البعثة المحمّدية فهو من أهل الكتاب، ومن دخل في دين أهل الكتاب بعد نزول القرآن فلا يقبل منه إلاّ الإسلام، ولا تقبل منه الجزية، أي كالمشركين.

مفاتيح الغيب - التفسير الكبير للامام فخر الدين الرازي

قال تعالى: ( وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ ) وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: ذهب أكثر الفقهاء إلى أنه يحل التزوج بالذمية من الليهود والنصارى وتمسكوا فيه بهذه الآية، وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يرى ذلك ويحتج بقوله ( وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ) – البقرة : 221 و يقول: لا أعلم شركاً أعظم من قولها: إن ربها عيسى، ومن قال بهذا القول أجابوا عن التمسك بقوله تعالى: { وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } بوجوه : الأول: أن المراد الذين آمنوا منهم، فإنه كان يحتمل أن يخطر ببال بعضهم أن اليهودية إذا آمنت فهل يجوز للمسلم أن يتزوج بها أم لا؟ فبيّـن تعالى بهذه الآية جواز ذلك، والثاني: روي عن عطاء أنه قال: إنما رخص الله تعالى في التزوج بالكتابية في ذلك الوقت لأنه كان في المسلمات قلة، وأما الآن ففيهن الكثرة العظيمة، فزالت الحاجة فلا جرم زالت الرخصة، والثالث: الآيات الدالة على وجوب المباعدة عن الكفار، كقوله{ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء } [الممتحنة: 1] و قوله{ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُم } [آل عمران: 118] ولأن عند حصول الزوجية ربما قويت المحبة ويصير ذلك سبباً لميل الزوج إلى دينها، وعند حدوث الولد فربما مال الولد إلى دينها، وكل ذلك إلقاء للنفس في الضرر من غير حاجة. الرابع: قوله تعالى في خاتمة هذه الآية { وَمَن يَكْفُرْ بِٱلإيمَـٰنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى ٱلاْخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } وهذا من أعظم المنفرات عن التزوج بالكافرة .

المسألة الخامسة: قال الكثير من الفقهاء: إنما يحل نكاح الكتابية التي دانت بالتوراة والإنجيل قبل نزول القرآن، قالوا: والدليل عليه قوله(وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ) فقوله ( مِن قَبْلِكُمْ ) يدل على أن من دان الكتاب بعد نزول الفرقان خرج عن حكم الكتاب.

و خلاصة عبارة ( من قبلكم ) أنها قيد على ما قبلها و بها دلالة اشاره الي تخصيص و قصر لغاية زمانية و رخصة مؤقتة لا يدركها كل من خفي عنه دلالات النص الشرعي . و قد أدرك ذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهده و ابطل العمل برخصة نكاح الكتابيات في وقتها كما أبطل نكاح المتعه أيضا . المسلم يتزوج المسلمه و كفى.
و الله أعلم
و جزاكم الله خيرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد ارجو ان تطلع على الرابط التالي :
https://vb.tafsir.net/tafsir14077/#.XMUEAVQza00

كما أرجو من حضرتكم وانت الطبيب ان لا تعجل بالاحكام فإن لكل علم أصول
وقواعد على المتعلم أن يقرأها فليس من الصحيح أن القرآن الكريم كتاب عربي لا يحتاج العربي ان يُتعب نفسه في فهمه فهو مفهوم من طبعه...والا لماذا امتدح الله تعالى اهل العلم ورفعهم منازل عن غيرهم فاللغة لوحدها لا تكفي لفهم كتاب الله تعالى والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد وقد ذكرت مسألة وهي الزواج من الكتابيات وارجو الاطلاع على بحث الدكتور عبد الله الاهدل على الرابط التالي :
https://www.saaid.net/Doat/ahdal/43.htm
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد سبحان الله تعالى للكتابة في هذا الملتقى امر غريب فاني كلما شغلت عن الكتابة فيه شعرت اني قد اضعت شيئا وشعرت في وحشة لا تذهب عني حتى ارجع الى الكتابة !!!
كنت قد بدأت في تدبر قوله تعالى :([FONT=&quot]( [/FONT][FONT=&quot]إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [/FONT][FONT=&quot]( 51 ) [/FONT][FONT=&quot]يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [/FONT][FONT=&quot]( 52 ) [/FONT][FONT=&quot]وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ [/FONT][FONT=&quot]( 53 ) [/FONT][FONT=&quot]هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [/FONT][FONT=&quot]( 54 ) [/FONT][FONT=&quot]فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [/FONT][FONT=&quot]( 55 ) ) سورة غافر
ان مسألة الجمع بين رسل الله تعالى والمؤمنين بحاجة الى تدبر وتمعن لان الله تعالى اصطفى الرسل لمهمة عظيمة وهي تبليغ الناس ما يريده منهم وانهم ليسوا كباقي البشر اي كالمؤمنين فهم يتلقون الوحي ويرون ما لا يرى باقي البشر فكانوا بحاجة الى عناية خاصة ممن ارسلهم واصطفاهم اما المؤمنين فلهم شأن آخر ، ان مسألة النصر توحد بين الرسل واتباعهم فهنا الامر يوحد بين هؤلاء وهؤلاء وهنا فيصل الامر !!! فهل من متدبر ...
[/FONT]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد قال ابن عاشور :
[FONT=&quot]كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ وَهُوَ [/FONT][FONT=&quot]اسْتِخْلَاصٌ لِلْعِبْرَةِ مِنِ الْقِصَصِ الْمَاضِيَةِ [/FONT][FONT=&quot]مَسُوقٌ لِتَسْلِيَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَعْدِهُ بِحُسْنِ الْعَاقِبَةِ ، وَتَسْلِيَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَعْدِهِمْ بِالنَّصْرِ وَحُسْنِ الْعَاقِبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنِ ابْتِدَاءِ السُّورَةِ كَانَ بِذِكْرِ [/FONT][FONT=&quot]مُجَادَلَةِ الْمُشْرِكِينَ فِي الْقُرْآنِ [/FONT][FONT=&quot]بِقَوْلِهِ تَعَالَى [/FONT]مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا [FONT=&quot]وَأَوْمَأَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ شِيَعَهُمْ آيِلَةٌ إِلَى خَسَارٍ بِقَوْلِهِ [/FONT]فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ [FONT=&quot]، وَامْتَدَّ الْكَلَامُ فِي الرَّدِّ عَلَى الْمُجَادِلِينَ وَتَمْثِيلِ حَالِهِمْ بِحَالِ أَمْثَالِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ الَّتِي آلَ أَمْرُهَا إِلَى خَيْبَةٍ وَاضْمِحْلَالٍ فِي الدُّنْيَا وَإِلَى عَذَابٍ دَائِمٍ فِي الْآخِرَةِ وَلَمَّا اسْتَوْفَى الْغَرَضُ مُقْتَضَاهُ مِنْ إِطْنَابِ الْبَيَانِ بَيَّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقِبَهُ أَنَّهُ يَنْصُرُ رُسُلَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الدُّنْيَا كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي آخِرِ الْكَلَامِ [/FONT]فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [FONT=&quot]. [/FONT]

[FONT=&quot]وَقَدْ عُلِمَ مِنْ فِعْلِ النَّصْرِ أَنَّ هُنَالِكَ فَرِيقًا مَنْصُورًا عَلَيْهِمُ الرُّسُلُ وَالْمُؤْمِنُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمِنَ الْمُتَعَيَّنِ أَنَّهُمُ الْفَرِيقُ الْمُعَانِدُ لِلرُّسُلِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ، فَنَصْرُ الرُّسُلِ وَالْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا بِإِظْهَارِهِمْ عَلَيْهِمْ وَإِبَادَتِهِمْ ، وَفِي الْآخِرَةِ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ لَهُمْ وَعَذَابِ النَّارِ لِأَعْدَائِهِمْ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَالتَّعْبِيرُ بِالْمُضَارِعِ فِي قَوْلِهِ لَنَنْصُرُ لِمَا فِيهِ مِنِ اسْتِحْضَارِ حَالَاتِ النَّصْرِ الْعَجِيبَةِ الَّتِي وُصِفَ بَعْضُهَا فِي السُّورَةِ وَوُصِفَ بَعْضٌ آخَرُ فِي سُوَرٍ أُخْرَى تَقَدَّمَ نُزُولُهَا ، وَإِلَّا فَإِنَّ [/FONT][FONT=&quot]نَصْرَ الرُّسُلِ الَّذِينَ سَبَقُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [/FONT][FONT=&quot]قَدْ مَضَى ، وَنَصْرُ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدٍ [/FONT][FONT=&quot]صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَرَقَّبٌ غَيْرُ حَاصِلٍ حِينَ نُزُولِ الْآيَةِ . [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَتَأْكِيدُ الْخَبَرِ بِ ( إِنْ ) وَبِجَعْلِ الْمُسْنَدِ فِعْلِيًا فِي قَوْلِهِ لَنَنْصُرُ مُرَاعًى فِيهِ حَالُ الْمُعَرَّضِ بِهِمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَنْصُرُ رُسُلَهُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ الْمُشْرِكُونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِذَلِكَ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَهَذَا [/FONT][FONT=&quot]وَعْدٌ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ اللَّهَ نَاصِرُهُمْ [/FONT][FONT=&quot]عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِأَنْ يُوقِعَ الظَّالِمَ فِي سُوءِ عَاقِبَةٍ أَوْ بِأَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِ مَنْ يَنْتَقِمُ مِنْهُ بِنَحْوٍ أَوْ أَشَدَّ مِمَّا ظَلَمَ بِهِ مُؤْمِنًا . [/FONT]

[FONT=&quot]وَالْأَشْهَادُ : جَمْعُ شَاهِدٍ . وَالْقِيَامُ : الْوُقُوفُ فِي الْمَوْقِفِ . وَالْأَشْهَادُ : الرُّسُلُ ، وَالْمَلَائِكَةُ الْحَفَظَةُ ، وَالْمُؤْمِنُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ قَوْلُهُ [/FONT]لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [FONT=&quot]، وَذَلِكَ الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ الْحَشْرِ ، وَشَهَادَةُ الرُّسُلِ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بِهِمْ مِنْ جُمْلَةِ نَصْرِهِمْ عَلَيْهِمْ وَكَذَلِكَ شَهَادَةُ الْمُؤْمِنِينَ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَ [/FONT]يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ [FONT=&quot]بَدَلٌ مِنْ [/FONT]يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [FONT=&quot]وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِنَ الظَّرْفِ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَالْمُرَادُ بِالظَّالِمِينَ : الْمُشْرِكُونَ . وَالْمَعْذِرَةُ اسْمُ مَصْدَرِ اعْتَذَرَ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى [/FONT]قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ [FONT=&quot]فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَظَاهِرُ إِضَافَةِ الْمَعْذِرَةِ إِلَى ضَمِيرِهِمْ أَنَّهُمْ تَصْدُرُ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ مَعْذِرَةٌ يَعْتَذِرُونَ بِهَا عَنِ الْأَسْبَابِ الَّتِي أَوْجَبَتْ لَهُمُ الْعَذَابَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ [/FONT]رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا[FONT=&quot]وَهَذَا لَا يُنَافِي قَوْلَهُ تَعَالَى [/FONT]وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ [FONT=&quot]الَّذِي هُوَ فِي انْتِفَاءِ الِاعْتِذَارُ مِنْ أَصْلِهِ لِأَنَّ ذَلِكَ الِاعْتِذَارَ هُوَ الِاعْتِذَارُ الْمَأْذُونُ فِيهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى [/FONT]فَيَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ [FONT=&quot]فِي سُورَةِ الرُّومِ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَقَرَأَ [/FONT][FONT=&quot]نَافِعٌ [/FONT][FONT=&quot]وَعَاصِمٌ [/FONT][FONT=&quot]وَحَمْزَةُ [/FONT]وَالْكِسَائِيُّ [FONT=&quot]وَخَلَفٌ [/FONT][FONT=&quot]لَا يَنْفَعُ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ لِأَنَّ الْفَاعِلَ وَهُوَ ( مَعْذِرَةُ ) غَيْرُ حَقِيقِيُّ التَّأْنِيثِ وَلِلْفَصْلِ بَيْنَ الْفِعْلِ وَفَاعِلِهِ بِالْمَفْعُولِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ عَلَى اعْتِبَارِ التَّأْنِيثِ اللَّفْظِيِّ . [/FONT]

[FONT=&quot]وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ [/FONT]لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ [FONT=&quot]أَيْ وَيَوْمَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ، [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَاللَّعْنَةُ : الْبُعْدُ وَالطَّرْدُ ، أَيْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، [/FONT]وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [FONT=&quot]هِيَ جَهَنَّمُ . وَتَقْدِيمُ لَهُمْ فِي هَاتَيْنِ الْجُمْلَتَيْنِ لِلِاهْتِمَامِ بِالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ . )
[/FONT]
ويرى العبد الفقير: أن الله تعالى أراد أن يؤكد لعباده المؤمنين أن شأنهم كبير فهو سبحانه سينصرهم كما ينصر رسله فلا ييأسوا مما ادلهمت الخطوب ومهما تجبر الجبابرة فانهم بيد الله رضوا ام ابوا .....والله تعالى اعلم .

 
بسم الله الرحمن الرحيم
وهنا مسألة لماذا ذكر الله تعالى موسى عليه السلام لان السورة تحدثت كثيرا عن مؤمن آل فرعون فكأنما يريد سبحانه أن هذا الرجل نصره الله تعالى كما ينصر رسله وأذل أعدائه كما يذل أعداء رسله والذي يقرأ سورة غافر او سورة المؤمن يمتلئ قلبه يقينا ان الله تعالى لينصر رسله والمؤمنين وان على المؤمنين الصبر والدعاء حتى تنفرج همومهم واوجاعهم وان بوتين و خامنئي وبشار لا يعجزون الله تعالى ولكن لكل أجله وساعته والله تعالى أعلم .
 
????تدبر آية

نتأمل ونتدبر كيف وصف القرآن ، فريق اليائسين من نصر الله

(مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)الحج

عَنْ قَتَادَة : مَنْ كَانَ يَظُنّ أَنْ لَنْ يَنْصُر اللَّه نَبِيّه وَلَا دِينه وَلَا كِتَابه ,
: مَنْ كَانَ يَظُنّ أَنْ لَنْ يَنْصُر اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ } يَقُول : بِحَبْلٍ إِلَى سَمَاء الْبَيْت , { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } : ثُمَّ لْيَخْتَنِقْ ثُمَّ لْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْده مَا يَغِيظ .
فَمَعْنَى الكلام :مَنْ كَانَ يَحْسَب أَنْ لَنْ يَرْزُق اللَّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّته فِي الدُّنْيَا فَيُوَسِّع عَلَيْهِمْ مِنْ فَضْله فِيهَا , وَيَرْزُقهُمْ فِي الْآخِرَة مِنْ سَنِيّ عَطَايَاهُ وَكَرَامَته , اسْتِبْطَاء مِنْهُ فِعْل اللَّه ذَلِكَ بِهِ وَبِهِمْ , فَلْيَمْدُدْ بِحَبْلٍ إِلَى سَمَاء فَوْقه : إِمَّا سَقْف بَيْت , أَوْ غَيْره مِمَّا يُعَلَّق بِهِ السَّبَب مِنْ فَوْقه , ثُمَّ يَخْتَنِق إِذَا اغْتَاظَ مِنْ بَعْض مَا قَضَى اللَّه فَاسْتَعْجَلَ انْكِشَاف ذَلِكَ عَنْهُ , فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْده اخْتِنَاقه كَذَلِكَ مَا يَغِيظ ؟ فَإِنْ لَمْ يُذْهِب ذَلِكَ غَيْظه , حَتَّى يَأْتِي اللَّه بِالْفَرَجِ مِنْ عِنْده فَيُذْهِبهُ ,
فَكَذَلِكَ اسْتِعْجَاله نَصْر اللَّه مُحَمَّدًا وَدِينه لَنْ يُؤَخِّر مَا قَضَى اللَّه لَهُ مِنْ ذَلِكَ عَنْ مِيقَاته وَلَا يُعَجِّل قَبْل حِينه .
يقول ابن كثير : عطاء الخراساني :
فلينظر هل يشفي ذلك مايجد في صدره من غيظ
و البغوي يقول :
فليختنق غيظا ً حتى يموت.
وليس هذا على سبيل الحتم أن يفعله لأنه لايمكنه القطع والنظر بعد الإختناق والموت .
ولكنه يُقال للحاسد : إن لم ترضى هذا فاختنق ومت غيظاً .
نتأمل ????????
إنه مشهد متحرك لغيظ النفس عندماينزل بها الضُّر وهي على غير اتصال بالله.
لأن لاسبيل الى تغير القضاء ورفع البلاء الا بالتوجه الى الله بالدعاءوالاستسلام لقضاء الله والتوكل الخالص ثم الرضا بالمقدور .
والرضا هو ثمرة التوكل على الله .
والرضا هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام .
والتسليم والرضا هو وحده نعيم وجزاء في الدنيا .
إنه السكينة التي ينعم بها المؤمن
ولكن من أين ترتوي النفوس الراضية
الجواب من القرآن :????من ينابيع التسبيح
قال الله تعالى في سورة طه
(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (130)
وفي سورة الحجر : أرشد الله نبيه وأمته صلى الله عليه وسلم علاجاً لضيق الصدر .
????التسبيح والصلاة ????
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98)
اللهم اجعلنا من الذاكرين المسبحين

والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد جزاكم الله تعالى خيرا الست الكريمة رقية وبارك بكم
وهنا يجب ان نذكر ان المفسرين قد اختلفوا في معنى الهاء في قوله تعالى (
[FONT=&quot](مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ[/FONT][FONT=&quot] يَنْصُرَهُ[/FONT][FONT=&quot] اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)الحج[/FONT]
فذكر ذلك الطبري ثم قال :
[FONT=&quot]وَأَوْلَى ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : الْهَاءُ مِنْ ذِكْرِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِينِهِ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ ، ذَكَرَ قَوْمًا يَعْبُدُونَهُ عَلَى حَرْفٍ وَأَنَّهُمْ يُطَمْئِنُونَ بِالدِّينِ إِنْ أَصَابُوا خَيْرًا فِي عِبَادَتِهِمْ إِيَّاهُ ، وَأَنَّهُمْ يَرْتَدُّونَ عَنْ دِينِهِمْ لِشِدَّةٍ تُصِيبُهُمْ فِيهَا ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ هَذِهِ الْآيَةَ ، فَمَعْلُومٌ أَنَّهُ إِنَّمَا أَتْبَعَهُ إِيَّاهَا تَوْبِيخًا لَهُمْ عَلَى ارْتِدَادِهِمْ عَنِ الدِّينِ ، أَوْ عَلَى شَكِّهِمْ فِيهِ نِفَاقُهُمُ ، اسْتِبْطَاءً مِنْهُمُ السِّعَةَ فِي الْعَيْشِ ، أَوِ السُّبُوغَ فِي الرِّزْقِ . وَإِذَا كَانَ الْوَاجِبُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَقِيبَ الْخَبَرِ عَنْ نِفَاقِهِمْ ، فَمَعْنَى الْكَلَامِ إِذَنْ ، إِذْ كَانَ كَذَلِكَ : مَنْ كَانَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدًا [/FONT][FONT=&quot]صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ فِي الدُّنْيَا ، فَيُوَسِّعُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَضْلِهِ فِيهَا ، وَيَرْزُقُهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ سَنَى عَطَايَاهُ وَكَرَامَتِهِ ، اسْتِبْطَاءً مِنْهُ فِعْلَ اللَّهِ ذَلِكَ بِهِ وَبِهِمْ ، فَلْيُمْدَدْ بِحَبْلٍ إِلَى سَمَاءٍ فَوْقَهُ : إِمَّا سَقْفُ بَيْتٍ ، أَوْ غَيْرِهِ مِمَّا يُعَلَّقُ بِهِ السَّبَبُ مِنْ فَوْقِهِ ، ثُمَّ يَخْتَنِقُ إِذَا اغْتَاظَ مِنْ بَعْضِ مَا قَضَى اللَّهُ ، فَاسْتَعْجَلَ انْكِشَافَ ذَلِكَ عَنْهُ ، فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدَهُ اخْتِنَاقُهُ كَذَلِكَ مَا يَغِيظُ ، فَإِنْ لَمْ يُذْهِبْ ذَلِكَ غَيْظُهُ ; حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْفَرَجِ مِنْ عِنْدِهِ فَيُذْهِبُهُ ، فَكَذَلِكَ اسْتِعْجَالُهُ نَصْرَ اللَّهِ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدًا [/FONT][FONT=&quot]وَدِينَهُ لَنْ يُؤَخِّرَ مَا قَضَى اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ عَنْ مِيقَاتِهِ ، وَلَا يُعَجِّلَ قَبْلَ حِينِهِ ، وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي [/FONT][FONT=&quot]أَسَدٍ [/FONT][FONT=&quot]وَغَطَفَانَ ، [/FONT][FONT=&quot]تَبَاطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ ، وَقَالُوا : نَخَافُ أَنْ لَا يُنْصَرَ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدٌ [/FONT][FONT=&quot]صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَنْقَطِعُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ حُلَفَائِنَا مِنَ [/FONT][FONT=&quot]الْيَهُودِ [/FONT][FONT=&quot]فَلَا يَمِيُرُونَنَا وَلَا يُرْوُونَنَا ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمْ : مَنِ اسْتَعْجَلَ مِنَ اللَّهِ نَصْرَ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدٍ ، [/FONT][FONT=&quot]فَلْيُمْدَدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ فَلْيَخْتَنِقْ فَلْيَنْظُرِ اسْتِعْجَالَهُ بِذَلِكَ فِي نَفْسِهِ ، هَلْ هُوَ مُذْهِبٌ غَيْظَهُ ؟ فَكَذَلِكَ اسْتِعْجَالُهُ مِنَ اللَّهِ نَصْرَ [/FONT][FONT=&quot]مُحَمَّدٍ [/FONT][FONT=&quot]غَيْرُ مُقَدِّمٍ نَصْرَهُ قَبْلَ حِينِهِ )
[/FONT]
وفي الآية الكريمة رد جازم على من يشكك برحمة الله تعالى ونصره فإنه سبحانه لا يترك عباده بلا نصر وعز بل ينصرهم من حيث لا يحتسبون ويملأ صدورهم سكينة وطمأنينة
والله قوي عزيز .

 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد لو رجعنا إلى آخر آية من الآيات المتدبرة وهي(فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار( 55 )
وهنا نصل إلى مسك الختام...وهنا يذكر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم الى الصبر لان وعده آت لا محالة ...صبر واستغفار وتسبيح و تحميد كقوله تعالى( فسبح بحمد ربك واستغفره) وقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها( كان اكثر تسبيحه قبل موته سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفري )
اللهم نسألك الصبر سبحانك اللهم وبحمدك اللهم أغفر لنا وجميع أعضاء هذا الملتقى وعضواته والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد قال الله تعالى(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ( 101 )) المائدة
ذكر ابن كثير في تفسيره :(
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ غَضْبَانُ مُحْمَارٌّ وَجْهُهُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : أَيْنَ أَبِي ؟ فَقَالَ : " فِي النَّارِ " فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ : مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ : " أَبُوكَ حُذَافَةُ " ، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا ، إِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَشِرْكٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ آبَاؤُنَا . قَالَ : فَسَكَنَ غَضَبُهُ ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ )

يرى العبد الفقير : أنظروا ياكرام إلى هذا الخلق الرفيع الذي يريد ربنا تبارك وتعالى أن يعلمنا إياه : لا تعجلوا فتسألوا فتندموا فرب سائل يُسودُ وجهه من جواب سؤاله ، ولكن فكروا واصبروا حتى تعلموا واعلموا ان من يُكثر بالسؤال يناله العنت والغضب وان من كان قبلكم من اهل الكتاب سألوا عن أمور فكلفوا بها فلم يطيقوها .
ولكي تتضح الفكرة انظروا إلى هذا السائل :
(
في قوله تعالى: (وما كان ربك نسيًّا) نفى كثرة النسيان؛ لأنه نفى صيغة المبالغة، ولم ينف اسم الفاعل. لم يقل: (وما كان ربك ناسيا) هذا يعني وفق منطوق الآية، أن الرب قد ينسى.
في قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة..........قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) آل عمران-81-
ثم يقول الحق: (فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) آل عمران-82-فمن تولى ممن؟ من النبيين؟!
وكذلك في قوله تعالى: (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) آل عمران-161-من يغلل ممن؟ من النبيين؟!!!
انظر في مصادرك ومراجعك، ولا تتعجل، ولا تتسرع.
أرجو الرد.
وشكرا. )
هذا السؤال ذكره موقع اسلام ويب ضمن عنوان ( أنواع الاسئلة المذمومة في الشرع ) وأجابوه بالشكل التالي:
(
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن لك عدة أسئلة تسبح في فلك الاعتراض على أساليب القرآن العظيم، باعتراضات باردة، ساقطة، جمعت الجهل بالشرع واللغة، مع ترفع وعلو، بأسلوب ينضح بسوء الأدب مع كتاب الله جل وعلا، والجرأة والتحدي للمسؤول، والذي يبدو لنا أن مثل هذه الأسئلة بهذه الطريقة في الطرح، لا تكاد تصدر إلا من أحد رجلين: إما مبتغ للخصام والجدل، وإفحام القائمين على الموقع، و إما شخص يريد الطعن في كتاب الله جل، وإظهار النقص فيه.وطريقتنا هي الإعراض عن هذا الضرب من السائلين، وهذا أقل ما ينبغي أن يعاملوا به.قال ابن تيمية -حاكيا طريقة الصحابة ومن اتبعهم بإحسان-: كانوا إذا رأوا من يسأل عن المتشابه، بالغوا في كفه تارة بالقول العنيف؛ وتارة بالضرب، وتارة بالإعراض الدال على شدة الكراهة لمسألته.ولذلك لما بلغ عمر - رضي الله عنه - أن صبيغا يسأل عن المتشابه، أعد له عراجين النخل، فبينما عمر يخطب، قام فسأله عن: {والذاريات ذروا} {فالحاملات وقرا} وما بعدها. فنزل عمر فقال: "لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف" ثم أمر به فضرب ضربا شديدا، وبعث به إلى البصرة، وأمرهم أن لا يجالسوه، فكان بها كالبعير الأجرب، لا يأتي مجلسا إلا قالوا: "عزمة أمير المؤمنين" فتفرقوا عنه حتى تاب، وحلف بالله ما بقي يجد مما كان في نفسه شيئا، فأذن عمر في مجالسته، فلما خرجت الخوارج أتي فقيل له: هذا وقتك، فقال: لا، نفعتني موعظة العبد الصالح.ولما سئل "مالك بن أنس" - رحمه الله تعالى - فقيل له: يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى؟ فأطرق مالك وعلاه الرحضاء -يعني العرق- وانتظر القوم ما يجيء منه فيه. فرفع رأسه إلى السائل وقال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأحسبك رجل سوء". وأمر به فأخرج. اهـ.وقد استقرى الإمام الشاطبي أنواع المسألة المذمومة في الشرع، وإذا نظرت فيها، علمت أنك بأسئلتك هذه قد جمعت ألوانا من المسائل المنهي عنها في الشرع.قال الشاطبي رحمه الله: الإكثار من الأسئلة مذموم، والدليل عليه النقل المستفيض من الكتاب والسنة، وكلام السلف الصالح؛ من ذلك قوله تعالى: {يا أيها يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} الآية: [المائدة: 101]. وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قرأ: {ولله على الناس حج البيت} الآية [آل عمران: 97]. فقال رجل: يا رسول الله! أكل عام؟ فأعرض ثم قال: يا رسول الله! أكل عام "ثلاثا"؟ وفي كل ذلك يعرض، وقال في الرابعة: "والذي نفسي بيده؛ لو قلتها لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ولو لم تقوموا بها لكفرتم؛ فذروني ما تركتكم". وفي مثل هذا نزلت: {لا تسألوا عن أشياء} الآية [المائدة: 101]. وكره عليه الصلاة والسلام المسائل وعابها، ونهى عن كثرة السؤال، وكان عليه الصلاة والسلام يكره السؤال فيما لم ينزل فيه حكم، وقال: "إن الله فرض فرائض؛ فلا تضيعوها، ونهى عن أشياء؛ فلا تنتهكوها، وحد حدودا؛ فلا تعتدوها، وعفا عن أشياء رحمة بكم؛ لا عن نسيان؛ فلا تبحثوا عنها". وقال ابن عباس: "ما رأيت قوما خيرا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض صلى الله عليه وسلم، كلهن في القرآن: {ويسألونك عن المحيض} [البقرة: 222]. {ويسألونك عن اليتامى} [البقرة: 220]. {يسألونك عن الشهر الحرام} [البقرة: 217]. ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم". يعني أن هذا كان الغالب عليهم. وفي الحديث: "إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما، من سأل عن شيء لم يحرم عليه؛ فحرم عليهم من أجل مسألته". وقال: "ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم. اهـ.
ثم قال رحمه الله: لكراهية السؤال مواضع، نذكر منها عشرة مواضع:
أحدها: السؤال عما لا ينفع في الدين؛ كسؤال عبد الله بن حذافة: من أبي"، وروي في التفسير أنه عليه الصلاة والسلام سئل: ما بال الهلال يبدو رقيقا كالخيط، ثم لا يزال ينمو حتى يصير بدرا، ثم ينقص إلى أن يصير كما كان؟ فأنزل الله: {يسألونك عن الأهلة} الآية، إلى قوله: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} [البقرة: 189]؛ فإنما أجيب بما فيه من منافع الدين.والثاني: أن يسأل بعد ما بلغ من العلم حاجته؛ كما سأل الرجل عن الحج: أكل عام؟ مع أن قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت} [آل عمران: 97] قاض بظاهره أنه للأبد لإطلاقه، ومثله سؤال بني إسرائيل بعد قوله: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} [البقرة: 67].والثالث: السؤال من غير احتياج إليه في الوقت، وكأن هذا والله أعلم خاص بما لم ينزل فيه حكم، وعليه يدل قوله: "ذروني ما تركتكم"، وقوله: "وسكت عن أشياء رحمة لكم لا عن نسيان؛ فلا تبحثوا عنها".والرابع: أن يسأل عن صعاب المسائل وشرارها؛ كما جاء في النهي عن الأغلوطات.والخامس: أن يسأل عن علة الحكم، وهو من قبيل التعبدات التي لا يعقل لها معنى، أو السائل ممن لا يليق به ذلك السؤال، كما في حديث قضاء الصوم دون الصلاة.والسادس: أن يبلغ بالسؤال إلى حد التكلف والتعمق، وعلى ذلك يدل قوله تعالى: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} [ص: 86]، ولما سأل الرجل: "يا صاحب الحوض! هل ترد حوضك السباع؟ قال عمر بن الخطاب: يا صاحب الحوض! لا تخبرنا؛ فإنا نرد على السباع وترد علينا". الحديث.والسابع: أن يظهر من السؤال معارضة الكتاب والسنة بالرأي، قيل لمالك بن أنس: "الرجل يكون عالما بالسنة؛ أيجادل عنها؟ قال: "لا، ولكن يخبر بالسنة، فإن قبلت منه، وإلا سكت".والثامن: السؤال عن المتشابهات، وعلى ذلك يدل قوله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه} الآية [آل عمران: 7]. وعن عمر بن عبد العزيز: "من جعل دينه غرضا للخصومات؛ أسرع التنقل".ومن ذلك سؤال من سأل مالكا عن الاستواء، فقال: "الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة".والتاسع: السؤال عما شجر بين السلف الصالح، وقد سئل عمر بن عبد العزيز عن قتال أهل صفين؛ فقال: "تلك دماء كف الله عنها يدي؛ فلا أحب أن يطلخ بها لساني".والعاشر: سؤال التعنت والإفحام، وطلب الغلبة في الخصام، وفي القرآن في ذم نحو هذا: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} [البقرة: 204]. وقال: {بل هم قوم خصمون} [الزخرف: 58]. وفي الحديث: "أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم".هذه جملة من المواضع التي يكره السؤال فيها، يقاس عليها ما سواها، وليس النهي فيها واحدا، بل فيها ما تشتد كراهيته، ومنها ما يخف، ومنها ما يحرم، ومنها ما يكون محل اجتهاد باختصار من كتاب الموافقات للشاطبي .

ورابط الفتوى :
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/344716/

والله تعالى اعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد قال الله تعالى(
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
ذكر ابن كثير في تفسيره :(
قَالَ الْبُخَارِيُّ : ...عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ ; إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ ...
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ :.. عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : بَعْثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا وَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ : أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : اجْمَعُوا لِي حَطَبًا . ثُمَّ دَعَا بِنَارٍ فَأَضْرَمَهَا فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَتَدْخُلُنَّهَا ، [ قَالَ : فَهَمَّ الْقَوْمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا ] قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ مِنْهُمْ : إِنَّمَا فَرَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّارِ ، فَلَا تَعْجَلُوا حَتَّى تَلْقَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا فَادْخُلُوهَا ، قَالَ : فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : " لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا ; إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ " . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ ، بِهِ .
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : ... عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ " .
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا ، وَأَلَّا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ ، قَالَ : " إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا ، عِنْدَكُمْ فِيهِ مِنَ اللَّهِ بُرْهَانٌ " أَخْرَجَاهُ .
يرى العبد الفقير : إن في الآية وضوح كافي ، لمن قصد العلم الصافي ، وهو رد التنازع والتعادي ، إلى رب السموات والارض ثم إلى رسوله الكريم صلى الله تعالى عليه وعلى آله ، وأن نفهم الآية كما فهمها أهل القرون الثلاثة الاولى من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، لا أن نبتدع جبالاً من الأوهام والتخيلات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، فهؤلاء المعتزلة أعملوا عقولهم بالقرآن حتى أخرجوا لنا بدعة ( خلق القرآن ) حيث أنهم أرادوا أن ينزهوا الله سبحانه عن الكلام لإنه بحاجة إلى لسان وهو غير مناسب لرب السموات والارض فتصوروا أن الخالق سبحانه كالمخلوق لا يتمكن من الكلام إلا بلسان ونسوا أنه سبحانه أنطق كل شيء ، وأن في سبب نزول الأية أعلاه ليدلك أن الصحابي أراد أن ينتقم ممن معه لكن الله تعالى هداهم إلى الحق بأن استعملوا عقولهم بالشكل الصحيح لا بالشكل المشاغب المشاكس وتوصلوا إلى أنهم لا ينبغي لهم دخول النار نجانا الله تعالى منها جميعا في الدنيا والآخرة والله تعالى اعلم .
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله الطيبين .
أما بعد فقد اطلعت على قائمة نافعة بإذن الله تعالى من كتب التدبر إليكم رابطها :
دليل الكتب والمؤلفات في تدبر القرآن الكريم
​وفقنا الله تعالى وإياكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين
اما بعد قال تعالى : (
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الاحزاب -
ياكرام ياكريمات تدبروا معي في تفسير الآية الكريمة أعلاه وأدعوكم إلى إستنباط الفوائد النافعة والترجيحات الذكية فإن فيها الكثير وليس الامر فقط ان نقول الذي أمرنا تعالى به والله تعالى اعلم .
 
لعل والله أعلم مِن أفضل الصيغ للصلاة على النبي هو امتثال ما أمر الله به في الآية، وهو أن نقول : اللهم صلِّ على النبي محمدٍ وسلِّم تسليماً.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين
اما بعد قال تعالى : (
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الاحزاب -
ياكرام ياكريمات تدبروا معي في تفسير الآية الكريمة أعلاه وأدعوكم إلى إستنباط الفوائد النافعة والترجيحات الذكية فإن فيها الكثير وليس الامر فقط ان نقول الذي أمرنا تعالى به والله تعالى اعلم .
لاحظ الاستاذ الفاضل البهيجي أن الاية جاءت في سورة الأحزاب ..و سورة الأحزاب جاء فيها الكثير من الايات التي تبدأ بالنداء بمعنى أخر .... ابتدأت ب يا و هذا لا يجب تجاهله بتاتا ... فالسورة تبدأ بقوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"
يا أيها النبي ....هذا نداء
فالمعلوم أن محمد صلى الله عليه و سلم أشرف الخلق و الله سبحانه تعالى يأمره بأن يتق الله .... فمنزلته و شرفه بامتتال اوامر الله تعالى و كذلك فعل رسول الله ...
و هذا يؤول ان نداء الله سبحانه تعالى للذين امنوا هو فرصة لهم لكي يزدادوا منزلة عند الله تعالى بامتثال أمر الله الذي مسبوق بالنداء ...

فالعبد يزداد شرفا بامتثال ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم .. كيف لا و الله سبحانه تعالى و الملائكة قد اثنت عليه.
 
لاحظ الاستاذ الفاضل البهيجي أن الاية جاءت في سورة الأحزاب ..و سورة الأحزاب جاء فيها الكثير من الايات التي تبدأ بالنداء بمعنى أخر .... ابتدأت ب يا و هذا لا يجب تجاهله بتاتا ... فالسورة تبدأ بقوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"
يا أيها النبي ....هذا نداء
فالمعلوم أن محمد صلى الله عليه و سلم أشرف الخلق و الله سبحانه تعالى يأمره بأن يتق الله .... فمنزلته و شرفه بامتتال اوامر الله تعالى و كذلك فعل رسول الله ...
و هذا يؤول ان نداء الله سبحانه تعالى للذين امنوا هو فرصة لهم لكي يزدادوا منزلة عند الله تعالى بامتثال أمر الله الذي مسبوق بالنداء ...

فالعبد يزداد شرفا بامتثال ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم .. كيف لا و الله سبحانه تعالى و الملائكة قد اثنت عليه.


إن القول في يزداد شرفا لا يعني إن عصى الأمر بقي على منزلته و لكن أنزل على ما كان عليه ....
لان الامر .. يجب الامتثال له و إلا سيدخل في العصيان

ف
 
عودة
أعلى