التاريخ المحسوس لحضارة الإسلام وعصور اوروبا المظلمة من قصة الحضارة لديورانت أ. طارق منينة

اضطهاد قبل وبعد محاولة تفجير قصر وستمنستر بالبارود (بمن فيه أ الملك وعوانه) من قبل الكاثوليك المضطهدون(والإضطهاد كان عاما أيضاً)
لماذا مؤامرة البارود على جيمس الأول ملك إنجلترا(ابن ملكة اسكتلندا ماري التي قتلتها اليزابث ملكة إنجلترا بفصل رأسها تحت المقصلة!)
1605
:"وأصدر المجمع الكنسي الأنجليكاني في 1604 بعض القوانين التي تطلب من كل رجال الدين إتباع القواعد الكنسية الأنجليكانية. وفصل الذين رفضوا الامتثال، وسجن آخرون، واستقال كثيرون، وهاجر فريق آخر إلى هولندا وأمريكا... وجلب جيمس على نفسه الخزي والعار بإحراق اثنين من طائفة الموحدين (الذين يرفضون التثليث ويقولون بالتوحيد) بتهمة الشك في ألوهية المسيح، برغم البراهين التي قدمها الملك إليهم (1612). ...وحرم أي تعليم كاثوليكي. وفرض على كل الكاثوليك الذين يمتنعون عن إقامة الصلوات الأنجليكانية غرامة قدرها عشرون جنيها في الشهر، وسيتتبع أي تخلف عن دفع مثل هذه الغرامات مصادرة الممتلكات الأصلية أو الشخصية، والاستيلاء على الماشية في أرض المقصر في الدفع، وعلى أثاثه وملابسه، لمصلحة التاج(26).
ورأى أشباه المخبولين من الكاثوليك أنه لم يعد أمامهم الآن من علاج لهذه الحالة إلا القتل. وكان روبرت كاتسبي قد أشهد أباه يعني من السجن بتهمة العصيان في عهد إليزابث، وانضم إلى ثورة اسكس ضد الملكة. وهو الذي فكر الآن في مؤامرة البارود لنسف قصر وستمنستر، في الوقت الذي يجتمع فيه الملك والأسرة المالكة، واللوردات والنواب لافتتاح البرلمان. وأشرك معه في المؤامرة توماس ونتر، وتوماس برسي، وجون رايت، وجي فوكس Guy Fawkes، وتعاهد الرجال الخمسة فيما بينهم وأقسموا على سرية الموضوع، ووثقوا عهدهم بتناول القربان المقدس من يد مبعوث جزويتي اسمه جون جيرار، واستأجروا داراً ملاصقة للقصر، وظلوا يعملون ستة عشر ساعة يومياً ليحفروا نفقاً من قبو إلى قبو، وأفلحوا فيما أرادوا، ووضعوا ثلاثين برميلاً من البارود تحت قاعة الاجتماع في مجلس اللوردات مباشرة. وعطل تكرار تأجيل انعقاد المجلس مرة بعد أخرى، تنفيذ مشروع المؤامرة، تعطيلاً مشوباً بالقلق والشك. وطيلة العام ونصف العام كان على المتآمرين أن يزكوا نار الغضب في صدورهم، فكم خامرهم الشك في فضيلة أو صواب مغامرة يروح ضحيتها كثير من الأرواح البريئة. مع من يظن الكاثوليك بلا هوادة ولا رحمة أنهم مذنبون. وسأل كاتسبي، رغبة في إعادة الطمأنينة إلى نفوس المتآمرين-سأل هنري جارنت أسقف الجزويت في إنجلترا: هل يجاز في الحرب الاشتراك في أعمال قد تودي بحياة ناس غير محاربين. فأجاب جارنت بأن كل الشرائع السماوية تجيز هذا الأمر، ولكنه حذر كاتسبي من أية مؤامرة على حياة العاملين في الحكومة، لن تجر إلا مزيداً من الشقاء على الكاثوليك الإنجليز، ونقل الأسقف مخاوفه وشكوكه إلى البابا وإلى زعيم الجزويت، فأمروه بالابتعاد عن كل دسائس سياسية، وأن يحبط أية محاولات ضد الدولة(27). وأفضى كاتسبي إلى رجل آخر مع الجزويت-اسمه أوزوالد جرينواي-"أثناء الاعتراف" بسر المؤامرة التي تضمنت الآن اتخاذ تدابير أخرى لقيام الكاثوليك في إنجلترا بثورة عامة. وأبلغ جرينواي زميله جارنت بالموضوع "وحار الرجلان الجزويتيان بين أمرين: إفشاء سر المتآمرين إلى الحكومة، أو الصمت، وآثراً السكوت، ومع ذلك بذلاً قصارى جهدهما ليثنيا المتآمرين عن تنفيذ خطتهم.
وسعى كاتسبي-ليخفف من وخز الضمير عند زملائه ومن مخاوفهم-إلى اتخاذ الترتيبات بأن يتسلم أعضاء البرلمان الموالين لهم، في صبيحة اليوم المحدد للاجتماع رسائل عاجلة تستدعيهم إلى خارج وستمنستر. وأنذر فرد صغير الشأن بين المتآمرين، صديقة لورد مونتجال قبل موعد الانعقاد بعدة أيام. فأطلع مونتجال روبرت سيسل على جلية الأمر، فنقل الخبر إلى الملك، فدخل عملاؤهم وأعوانهم إلى الأقبية، وهناك وجدوا فوكس، كما وجدوا المتفجرات في أماكنها، وفي 4 نوفمبر 1605 قبض على فوكس واعترف بما كان يقصد إليه من نسف البرلمان في اليوم التالي، ولكنه على رغم التعذيب الشديد رفض الإدلاء بأسماء المشتركين معه. ولكن هؤلاء على أية حال، كشفوا عن أنفسهم بحمل السلاح ومحاولة الهرب. فطوردوا، وجرى قتال أصيب في كاتسبي، وبرسي، ورايت، بجروح قتالة، وجرى البحث عن أتباعهم وأودعوا السجن. وعندما قدم المسجونون للمحاكمة اعترفوا صراحة بالمؤامرة. ولكن أي تهديد أو تعذيب لم يحملهم على توريط القساوسة الجزويت فيها. واقتيد فوكس وثلاثة آخرون، وسط شوارع المدينة من السجن إلى دار البرلمان حيث أعدموا (27 يناير 1606). ولا تزال إنجلترا تحتفل بيوم 5 نوفمبر على أنه يوم جي فوكس، بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية وحمل تماثيل أو صور جي والطواف بها في الشوارع.
وفرجيراد وجرينواي إلى القارة، ولكن قبض على جارنت ومعه جزويتي آخر يدعى أولد كورن. وفي السجن وجد هذا الاثنان من الوسائل ما حسباه سبيلاً لاتصال خفي بينهما. ولكن الجواسيس نقلوا أحاديثهما بنصها. واتهم كل منهما على انفراد بهذه الأحاديث فأنكرها جارنت، وأقرها أولد كورن. فاعترف جارنت بأنه كاذباً. وانهارت قواه فسلم بأنه كان على علم بالمؤامرة، ولكن بما أن أنباءها وصلت إليه عن طريق جرينواي الذي تلقاها على أنها سر من أسرار "الاعتراف"، فإنه لم يشعر بأنه حر في إفشاءها، ولكنه على أية حال بذل كل ما في طاقته لإحباطها. فأدين بالتستر على المؤامرة، لا بالتآمر. وتمهل الملك لمدة ستة أسابيع في التصديق على الحكم بإعدامه، وأبلغوه كذباً أن جرينواي في سجن لندن "البرج" فأرسل إليه خطاباً وضع الرقباء أيديهم عليه. وسئل جارنت عما إذا كان قد اتصل بجرينواي فأنكر، فواجهوه بخطابه، فدافع بقوله إن المراوغة مباحة لشخص في سبيل إنقاذ حياته. وفي 3 مايو أعدم شنقاً، ومزق إرباً(28).
وأحس البرلمان أنه على حق في تشديد القوانين ضد الكاثوليك، فمنعوا من مزاولة الطب أو الاشتغال بالقانون، ومن استخدامهم أوصياء أو حراساً قضائيين، وحظر عليهم أن يبعدوا بأكثر من خمسة أميال عن مساكنهم، كما طلب إليهم أن يؤدوا قسماً جديداً، لا ينكر سلطة البابا في خلع الحكام المدنيين فحسب ولكنه كذلك يدمغ الإصرار على هذه السلطة بأنه عمل موصوم بالعقوق والفسوق والكفر،
قصة الحضارة ج28 ص209-213،، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> مؤامرة البارود
 
سجون ممتلئة بالآلاف من الكاثوليك وفي بلاد أخرى يملأ الكاثوليك السجون بالبروتستانت(الزمن: القرن ال16، 17)
برلمان إنجلترا في بداية القرن ال17 تحت حكم جيمس الأول ابن ماري المقطوع رأسها يزيد في إضطهاد الكاثوليك بعد مؤامرة البارود
:"وأحس البرلمان أنه على حق في تشديد القوانين ضد الكاثوليك، فمنعوا من مزاولة الطب أو الاشتغال بالقانون، ومن استخدامهم أوصياء أو حراساً قضائيين، وحظر عليهم أن يبعدوا بأكثر من خمسة أميال عن مساكنهم، كما طلب إليهم أن يؤدوا قسماً جديداً، لا ينكر سلطة البابا في خلع الحكام المدنيين فحسب ولكنه كذلك يدمغ الإصرار على هذه السلطة بأنه عمل موصوم بالعقوق والفسوق والكفر، ويستوجب اللعنة(29). وحرم البابا بول الخامس تأدية-مثل هذا القسم، وامتثل للبابا أغلبية الكاثوليك الإنجليز وارتضت القسم أقلية كبيرة. وفي 1606 أعدم ستة من القساوسة لرفضهم القسم وإقامتهم القداس. وفيما بين عامي 1607 و1618 أعدم ستة عشر آخرون(30). وامتلأت السجون بعد مئات من القساوسة وعدة آلاف من الكاثوليك العاديين. وبرغم هذا الإرهاب كله، استمر الجزويت على دخول إنجلترا، ففي 1615 كان يوجد منهم 68 على الأقل، وفي 1623، كان منهم 284(31). وشق بعض الجزويت طريقهم إلى إسكتلندة. هناك أعدم واحد منهم-جون أو جيلفي-في 1615، بعد أن سحقت رجلاه في "الدهق" (آلة التعذيب)، وإبقاءه يقظاً لمدة ثمانية عشر أيام بلياليها بغرز الدبابيس في لحمه(32). وهكذا وقعت أوزار الكنيسة القديمة على رأسها هي، على يد الحقائق والقوى والسلطات الجديدة.
قصة الحضارة ج28 ص213،214، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> مؤامرة البارود
 
الفن في إنجلترا أثناء سجن الآلاف وفصل الرؤوس عن الأجساد (القرن ال16، 17)
الزمن(عهد الملك جيمس الأول ملك إنجلترا ابن ماري غريمة اليزابث والمقتولة تحت المقصلة في عهدها)
:"المسرح في أيام جيمس
تابعت نشوة إنجلترا مسيرتها في الأدب، كما تابعتها في الدين. وإني لأنسب إلى عصر جيمس، النصف الأروع في روايات شكسبير، وكثيراً من روائع تشابمان، ومعظم روائع جونسون، ووبستر، ومدلتون، ودكر، ومارستون، وبعضاً من أحسن أعمال ماسنجر، وكل روائع بومونت وفلتشر، وفي الشعر دون وفي النثر بيرتون. وأروع وأكرم من هذا كله الكتاب المقدس ترجمة الملك جيمس، وتلك أمجاد تكفي لأن يتألق بها أي عصر، وكان الملك يتذوق المسرحية. وفي أحد الاحتفالات بعيد الميلاد مثلت أربع عشرة رواية في البلاط الملكي. وفي 1613 احترق مسرح "الجلوب" عن آخره نتيجة إطلاق مدفعين استلزم إطلاقهما تمثيل رواية هنري الثامن، ولكن سرعان ما أعيد بناؤه. وفي 1613 كان في لندن أو بالقرب منها نحو سبعة عشر مسرحاً.
قصة الحضارة ج28 ص214،215،> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> المسرح في أيام جيمس
 
ة، وأنجزوا عملهم في سبع سنين (1604-1611) وأصبحت هذه الترجمة المعتمدة" رسمية في 1611...الآن تزود بدفعة جديدة من القداسة والإقبال عليه في إنجلترا، كما ازدادت معرفة البيوريتانيين ثم الكويكرز بنصوصه والتعيد به، بشكل لا يعدله إلا حب
المسلمين للقرآن الكريم وتمسكهم به...وكان فيها ألف من الأخطاء العلمية، ولكنها حولت العبرية الرفيعة واليونانية العادية في الكتاب المقدس بقسميه إلى أروع تحفة في النثر الإنجليزي
قصة الحضارة ج28 ص228،229 بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> جون دون
حرق من أنكر ألوهية المسيح
بأمر من جيمس الأول ملك إنجلترا أواخر القرن ال16 وبداية القرن ال17
وانظر-ايضا في ذلك الزمن-كيف تجري عملية ابتداع ترجمات للكتاب المقدس وفي ظل أي ظروف وعوالم، وكيفف تجري عملية تنصيب ملك نائبا عن الله، وكيف كانت تعيش أفكار القرون الوسطى المسيحية في دمويتها وإختلافاتها في أصل العقيدة عن أكل جسد الرب وشرب دمه، وليس في مسائل فقهية!
قال ديورانت عن الملك جيمس الأول ابن ماري ملكة اسكتلندا(القرن ال16) اتي أعدمت في إنجلترا أواخر القرن تحت المقصلة
:"وفوق الصراع الاقتصادي والسياسي استعرت نار الحرب الدينية، ضاربة فيه بجذور عميقة. وكانت معظم النشرات التي سممت جو، عبارة عن حملات عنيفة شنها البيوريتانيون على الأساقفة والطقوس الأنجيليكانية، أو الأنجيليكانيون على صرامة البيوريتانيين وعندهم، أو شنها هؤلاء وهؤلاء على مؤامرات الكاثوليك لإعادة إنجلترا إلى حظيرة البابوية. ولم يقدر جيمس فظاعة هذه البغضاء، وكان يحلم "بوفاق شبه ودي" بين البيوريتانيين والأنجليكانيين، ولهذا الغرض دعا زعماء الفريقين إلى مؤتمر في "هامبتون كورت" (14 يناير 1604). ورأس هو الاجتماع، وكأنه "قسطنطين آخر"، وأدهش الطرفين كليهما بعلمه اللاهوتي وبراعته في الجدل والمناقشة، ولكنه أصر على "مذهب واحد، ونظام واحد، وديانة واحدة شكلاً وموضوعاً(22)"، وأعلن أن النظام الأسقفي أمر لا معدي عنه. وذهب أسقف لندن إلى أن الملك ملهم من عند الله، "وأنه لم ير له مثيل منذ عهد المسيح(23)". ولكن البيوريتانيين شكوا من أن الملك تصرف وكأنه طرف في الدعوى، أكثر منه حكماً أو قاضياً فيها، ولم يتمخض المؤتمر عن شيء اللهم إلا القرار التاريخي الذي لم يكن يتوقعه أحد، إلا وهو إعداد ترجمة جديدة للكتاب المقدس. وأصدر المجمع الكنسي الأنجليكاني في 1604 بعض القوانين التي تطلب من كل رجال الدين إتباع القواعد الكنسية الأنجليكانية. وفصل الذين رفضوا الامتثال، وسجن آخرون، واستقال كثيرون، وهاجر فريق آخر إلى هولندا وأمريكا.
وجلب جيمس على نفسه الخزي والعار بإحراق اثنين من طائفة الموحدين (الذين يرفضون التثليث ويقولون بالتوحيد) بتهمة الشك في ألوهية المسيح، برغم البراهين التي قدمها الملك إليهم (1612). ولكنه أحسن صنعاً في أنه لم يجز بعد ذلك الإعدام بسبب الخلاف الديني، فكان هذان الاثنان آخر من لقي حتفه بتهمة الكفر في إنجلترا. وباطراد التحسن في الحكومة الدنيوية، أخذت تسود. في بطء، الفكرة القائلة بأن التسامح الديني ينسجم مع الأخلاق العامة والوحدة الوطنية، وتغزو ما كان راسخاً في الأذهان، بطريقة تكاد تكون شاملة، من أن النظام الاجتماعي يتطلب ديانة وكنيسة لا
ينازعهما أحد. وحاول ليونارد بوشر في كتابه "السلام الديني" (1614) أن يدلل على أن الاضطهاد الديني يوسع هوة الخلاف ويؤدي حتماً إلى النفاق، ويضر بالتجارة، وذكر جيمس بأن "اليهود والمسيحيين والأتراك المسلمين متسامحون في القسطنطينية، ومع ذلك فهم جميعاً مسالمون ويعيشون في سلام(24)" على أن بوشر هذا يرى أن الأفراد الذين تشوب عقيدتهم شائبة الخيانة-ولعله يقصد الكاثوليك الذين يرفعون البابا فوق منزلة الملك-ينبغي أن يحرم عليهم عقد الاجتماعات، أو الإقامة في أبعد من عشرة أميال من مدينة لندن.
قصة الحضارة ،بداية عصر العقل ج28 ص209-210، ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> مؤامرة البارود







 
حرب الثلاثين عاما
جيمس الأول (ملك إنجلترا واسكتلندا، نهاية القرن ال16 وبداية القرن ال17، وحرب الثلاثين... هو ابن الملكة المفصول رأسها على مقصلة إنجليزية بأمر من اليزابث ملكة إنجلترا إبنة هنري الثامن
:"ظل الملك جيمس لمدة ستة عشر عاماً متمسكاً بسياسة السلام. وتوسل إليه مجلس العموم أن يدخل حرب الثلاثين عاماً إلى جانب البروتستانت المهددين بالخطر في بوهيميا وألمانيا.
قصة الحضارة ج28 ص239، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> جيمس يثير العاصفة
معلومة خاصة بي بعملي في كتابي عن فيلدرز
 
أجداد فيلدرز في العنف والقهر والإضطهاد والفكر
وصل اضطهاد البروتستانت للكاثوليك الى المطالبة بصل الأطفال الكاثوليك عن آبائهم، وأن ينشئوا على البروتستانتية
مجلس العموم البريطاني لبداية القرن ال17 يطلب من الملك جيمس الاول ابن ماري(ملكة اسكتلندا ) المقتولة على مقصة إنجلترا بفصل الأطفال الكاثوليك عن آبائهم، وأن ينشئوا على البروتستانتية، كما حذره مجلس العموم من أن التسامح لا بد أن يؤدي إلى نمو كنيسة كاثوليكية مفطورة صراحة على التعصب وعدم التسامح
قال ديورانت
:"ظل الملك جيمس لمدة ستة عشر عاماً متمسكاً بسياسة السلام. وتوسل إليه مجلس العموم أن يدخل حرب الثلاثين عاماً إلى جانب البروتستانت المهددين بالخطر في بوهيميا وألمانيا.وأهاب به أن يزوج ابنه الوحيد الباقي على قيد الحياة، لا من أميرة أسبانية، بل من أميرة بروتستانتية. وندد بتراخيه في تنفيذ القوانين المعادية للكاثوليكية، وحثه على الأمر بفصل الأطفال الكاثوليك عن آبائهم، وأن ينشئوا على البروتستانتية، كما حذره مجلس العموم من أن التسامح لا بد أن يؤدي إلى نمو كنيسة كاثوليكية مفطورة صراحة على التعصب وعدم التسامح(75).
قصة الحضارة ج28 ص239، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> جيمس يثير العاصفة
 
مات جيمس الأول في 27 مارس 1625(ابن ماري ملكة اسكتلندا الهاربة إلى إنجلترا قصد الحماية فقتلتها إنجلترا إعداما تحت المقصلة)
:"وتكاثرت عليه العلل والأدواء في أعوامه الأخيرة، وكان قد سمم جسمه بالإسراف في الطعام والشراب دون تمييز، وكان يعاني الآن من التهاب الجهاز التنفسي، والتهاب المفاصل والحصى في الكلى واليرقان والإسهال والبواسير، وكان لا بد من فصده يوماً، حتى جعلت أقل متاعبه الملكية من هذا الفصد أمراً غير ضروري(89). ورفض تناول الدواء. وتناول الأسرار المقدسة الخاصة بالكنيسة الأنجليكانية، وفاضت روحه في 27 مارس 1625...
وعلى الرغم من غرور جيمس وخشونته كان ملكاً أفضل من بعض ملوك يبزوه في النشاط والشجاعة والمغامرة. وكان "حكمه المطلق" بالدرجة الأولى عبارة عن "نظرية لطف الجبن من حدتها" وغالباً ما استسلمت لبرلمان قوي. ولم تحل مزاعمه اللاهوتية دون إرادة التسامح عنده، وهو تسامح أكرم كثيراً من تسامح من خلفه. وهيأ حبه الجريء للسلام لإنجلترا الازدهار، وكبح جماح الولع بالقتل في برلمانه، وهو ولع يشوبه الفساد والرشوة، وما يقابله من حماسة في شعبه. وكان متملقوه قد أطلقوا عليه "سليمان" البريطاني لحكمته الدنيوية. ولما عجز صلي Sully عن توريطه في النزاع في القارة (أوربا) أطلق عليه "أعقل البلهاء في العالم المسيحي"، ولكنه لم يكن فيلسوفاً ولا أبله، ولكنه كان عالماً يمثل دور الحاكم، ورجل سلام في عصر جن جنونه بالأساطير والحرب
قصة الحضارة ج28 ص241،242، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> جيمس السادس والأول -> جيمس يثير العاصفة
 
تقدم التجارة والصناعة كان يفرض تقدم العلوم
قصة الحضارة ج28 ص245، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
 
وبازدياد الثروة وتوزيعها ينمو العلم ويتقلص ظل الخرافة
قصة الحضارة ج28 ص243، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> الخرافة
تعليق
حدث هذا الأمر في ظل حضارتنا أيام الدولة الأموية والدولة العباسية بعد أن إنشغل المسلمون أولا ببناء الدولة منذ بداية العهد المدني وتوسعة رقعة وجغرافيا الإسلام، بل إن بدء فاعلية حضارتنا بدأت كما قال عماد الدين خليل من بدء ممارسة الدعوة إلى الإسلام في مواجهة الجاهلية المتمكنة:" وإقامة دولة الإسلام في مواجهة القبيلة ، وتوحيد جزيرة العرب في مواجهة التجزؤ، وبدء حركة الفتح الإسلامي في مواجهة السلطات الجائرة والقسر الديني"(مدخل إلى الحضارة الإسلامية، للدكتور العلامة عماد الدين خليل ، الدار العربية للعلوم والمركز الثقافي العربي، طبعةأولى 2005، ص55)
فالعمل الحضاري التأسيسي بالقيم الخاصة التي جاء بها الإسلام، ومنها مفاهيم خاصة للنظر في الكون ورؤيته كما جاءت بها الإشارات القرآنية الملفتة، كان هو الأساس (وليس الثروة فالفكرة تسبق المادة والوحي سبق الواقع) ثم كان توحيد الأمة وقشع الجاهلية ومواجهة قواها المادية ثم طرد قوى الإستعمار العالمية(فارس والروم) وهي القوى التي عرضنا من قبل تفاصيل رؤيتها الإنحطاطية للعالم، ووقائعها المتخلفة فلسفة وواقعا.
فالدعوة القرآنية ألغت الخرافة، وكما يقول عماد الدين خليل:" فالدعوة وفق هذا المنظور ألغت الوثنية والتعددية، والدولة ألغت القبيلة أو أضعفتها إلى حد كبير، والفتح ألأغى التسلط العقدي والسياسي والاجتماعي على مقدرات الإنسان في العالم، ومنح بعداً كونياً للمسعى البشري، وبعداً إنسانياً للعلاقات الدولية"(المرجع السابق ص 56)
وعندما توسعت الدولة وبدأ العمل الحضاري وتشجيع الدولة وتمويلها للبحث العلمي وتنمية الشعوب وكان التوزيع المعقول للثروة ونشر العلوم، بدأ التقدم في إتجاه ما كان القرآن قد نبه إليه، وأشار عليه، من التسخير والنظر في حركة التوازن في الكون والإسفادة منها،
فانتشرت العلوم وكانت الدولة الأموية والعباسية وغيرها من دول الأندلس والعرب الفاعل في تحقيق العلوم الكونية والمادية والقيمية والعقلية والروحية المنبثقة من القرآن، ولانتكلم هنا عن الأخطاء الملازمة للتجربة.
فصار المال في دولة الإسلام جند للعلم وكان العلم جند من جنود الله ينتشر في كل ناحية وضع الإسلام رايته فيها
-
تعليق د. الزهراوي:
لا اري تابيد النقول لنتيجة التعليق من ربط علاقة توزيع الثورة ونشر العلوم خاصة ان اغلب العلوم الشرعية كانت قد استقر اصلها خلال تلك الفترة .. ولا ننس ان اي حضارة كانت لا تنتقل الي الحركة العلمية الطبيعية الا متاخرة .. وحضارة الاسلام خلال المائة والخمسين الاولي هي حضارة بناء قيمي عقدي انشغلت فيه الامة بتلك الحركة وبذور العمل العلمي ينمو في رحمها .. ولم يكن ذلك الجو المهيء هو نتيجة توزيع ثروة عادلا او غير عادل ..
-
تعليقي:
نعم وهذا ما ذكرته تعليقا وتعمدت نقل كلام الدكتور عماد، ومن المعلوم أن ديورانت يتكلم عن الدين كخرافة مع أنه هو نفسه يعترف أن الذي أوصل له العلم وطوره كان هو العالم الإسلامي، فالبناء القيمي عندنا بالفعل كان أولا ثم وملازما له ازاحة العوائق المادية من أمامه ولذلك كانت الفتوحات وتحرير الشعوب وإراءتها كيف هي الحرية والتسامح والتعايش ثم المشاركة في صناعة العلوم وتطوير العمران
تعليقه مرة اخرى:
لذا ارفض نتيجة تلك الروح من ربط العلاقات الاقتصادية بنمو العلم الا في مجالات محددة كالنوافير والهايدروليكس باللفظ المعاصر
 
(1)حرق ثمانية آلاف (وزيادة) من النساء( الساحرات) (بين قوسين!)
ابن ملكة إسكتلندا المقتولة تحت المقصلة الإنجليزية وهو جيمس الأول حرق آلاف النساء بزعم أنهن ساحرات!
:"ففي 1557 نشر الملك جيمس السادس كتاباً يعتبر مرجعاً "الإيمان بالشياطين" وهو من المروعات في الأدب. وفيه ينسب إلى السحرة القدرة على ارتياد البيوت، وغرس الحب والبغض في قلوب الرجال والنساء بعض لبعض، ونقل المرض من شخص إلى آخر، والقتل بإحراق تمثال أو دمية من الشمع، وإثارة العواطف المدمرة. وبرر عقوبة الإعدام للسحرة والمشعوذين-بل حتى لزبائنهم(2). وعندما كادت زوبعة تودي بحياته في طريق عودته من الدنمرك مع عروسه، أمر بتعذيب أربعة اشتبه فيهم حتى اعترفوا كانوا قد تآمروا على القضاء عليه بوسائل سحرية. وأحرق واحد منهم حتى الموت، وهو جون فين، بعد أن عذب تعذيباً وحشياً(3).
واتفقت الكنيسة الوطنية الإسكتلندية مع الملك في هذا الشأن. وهدد القضاة المدنيون الذين يتساهلون مع السحرة بالحرمان من الكنيسة(4). وفيما بين عامي 1560-1600 أحرق نحو ثمانية آلاف من النسوة باعتبارهن ساحرات في إسكتلندة التي لم يكن عدد سكانها يبلغ المليون(5). وكاد الاعتقاد في السحر في إنجلترا أن يكون عاماً شاملاً، وشارك في هذا الاعتقاد أطباء علماء مثل وليم هارفي وسير توماس براون. ونصت إليزابث العنيدة في القوانين التي سنتها 1562 على أن الاشتغال بالسحر جريمة عقوبتها الإعدام. وأعدم من أجلها إحدى وثمانون امرأة في عهدها(6). وخفف جيمس السادس من تزمته بعد أن أصبح جيمس الأول ملك إنجلترا، وأصر على محاكمة المتهمين بالسحر محاكمة عادلة، وفضح الاعترافات والاتهامات الباطلة وأنقذ حياة خمس من النسوة اتهمهن صبي مخبول(7). وكادت المطاردة أن تنقط بعد اعتلاء شارل العرش، ولكنها استؤنفت، وبلغت أقصاها أيام حكم البرلمان الطويل، حيث أعدم في عامين اثنين (1645-1647) مائتان من السحرة(8).
قصة الحضارة ج28 ص244، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> الخرافة
تعليق
من جهل أوروبا أنها إعتبرت أي فعل للمرأة شاذ للتصورات السائدة المسيحية أصلاً سحرا يستحق الحرق!!
ولو كانوا مسلمين لما قتلوا النساء بتلك الأعداد البشعة لكنه الجهل والوسوسة كما في حالة الملك جيمس الأول عندما حرق من ظن أنهم يتآمرون عليه بوسائل سحرية.
 
(2) حرق ثمانية آلاف (وزيادة) من النساء( الساحرات)
ابن ملكة إسكتلندا المقتولة تحت المقصلة الإنجليزية وهو جيمس الأول حرق آلاف النساء بزعم أنهن ساحرات!
:"وفي وسط هذه الموجة العاتية من الضراوة والعنف ارتفع صوت واحد يناشد العقل ويتحكم إليه، هو ريجنالد سكوت، وهو إنجليزي على الرغم من اسمه، وقد نشر في لندن 1584 "الكشف عن السحرة". ولم يسبقه إلا جوهان فير في كتابه "خدعة الشيطان" (بازل 1564) في هذه المحاولة الخطيرة، محاولة التخفيف من الخرافة البالغة القسوة. ووصف سكوت الساحرات بأنهن نسوة عجائز بائسات لا يستطعن الإضرار بأحد، وأنهن، حتى لو تصرف الشيطان عن طريقهن، أولى بالرثاء والإشفاق، أكثر منهن بالإحراق
قصة الحضارة ج28 ص244،245 بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> الخرافة
 
تحت عنوان العلوم قال ديورانت عن حالة العلم التي بدأت تنتشر في أوروبا رغم الحروب والدماء
:" وكان لزاماً على الناس أن تعد وتحصي، وأن تقيس وتصمم أو تخطط، في دقة وسرعة تحكمها المنافسة. واحتاج الناس إلى أجهزة للرصد والتسجيل، ونشأت المطالب التي تحققت باختراع اللوغاريتمات والهندسة التحليلية وحساب المثلثات والآلات، والمجهر (الميكروسكوب)، وطرق الإحصاء، والموجهات الملاحية، والأجهزة الفلكية، وتوافرت الحياة في أوربا الغربية منذ الآن فصاعداً، وعلى مواجهة تلك الحاجيات.
قصة الحضارة ج28 ص245، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
تعليق
ومن الذي حرك العلوم ووجهها تلك الوجهة غير الإسلام؟
وهل المادة والثروة الجامدة تخلق العلم والحياة؟
إن الذي أنتج المادة هو العلم، والذي أنعش الثروة هو العلم، ولم يكن هذا بشموليته التصورية والعقلية والنفسية والمادية والإجتماعية إلا بالإسلام ومن هنا أخذت أوروبا ولما كان العلم يغير البنيات ويوسع الثروات لجأت أوروبا تتطور داخليا بنتائج مكتشفات العلوم وأحدث ذلك صراعا بين جهالاتها وقواها المادية والقوى الجديدة التي غيرت أوروبا بعلوم المسلمين، بل إن الخريطة بين ملاك الأراضي من الإقطاع والكنيسة تغيرت بتغير أدوات الإنتاج التي جلبها العلم(الإسلامي الأصل!) ولم تدخل الثورة الصناعية في الحيز الكوني الا بثورات بدأها العلم وأشعل الحروب بينه أولا وبين قوى الجهل والمال والهيمنة فلم يكن أمامهم غير هذا الصراع العنيف لتبديل المواقع وتغيير السلطات، ولو كانوا في الإسلام لما كلفهم ذلك الأمر كل تلك الأرواح فليس في الإسلام تلك الكنيسة البشعة التي ألبت الملوك على الشعوب ومنعت العلم وحرضت على العنف والجهل إلا بعض من أهلها ممن تأثروا-أيضاً - بالعلم الذي ضخه الإسلام على مدى قرون ما أحدث ذلك الصراع الأوروبي العنيف الذي فضح الكنيسة وحارب الباباوية وفتح الجامعات ونشر سلوكيات النظافة ومنهجيات النظام والعلم والتسامح.
 
أوروبا تتلمذت ثم انطلقت بمنهجية الأساتذة
قال ديورانت:"وظل الرياضيون والفلكيون متكاتفين تكاتفاً وثقاً من أجل حساب حركات الأجرام السماوية، وحساب التقويم، وتطلب توجيه الملاحة معالجة بارعة معقدة للقياسات الفلكية. ووضع توماس هاريوت، بوصفه عالماً رياضياً، الشكل القياسي للجبر الحديث، وأدخل علامات الجذر "أكبر من" و "أقل من" وأحل الحروف الصغيرة محل الكبيرة القبيحة المنظر، لتدل على الأرقام، وعثر مصادفة على الطريقة الناجحة، وهي في وضع كل المقادير في المعادلة في طرف واحد، ووضع الصفر في الطرف الثاني (المعادلة الصفرية) وبوصفه فلكياً اكتشف البقع الشمسية، وقام بأرصاده لتوابع المشتري، مستقلاً عن جاليلو. إن جورج تشابمان نفسه، وهو من فحول العلماء، قدر أن علم هاريوت "لا يباريه فيه أحد، وأنه لا حدود له(11)".
قصة الحضارة ج28 ص246، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
وسؤالي هو من الذي حرك الرياضيات والجبر وصنع المختبرات والمراصد وأدهش العالم بعلوم الفلك قبل أن تأخذ أوروبا ويتكاتف العلماء؟
الم يقل ديورانت وغيره أن تلك العلوم ترعرعت في العالم الإسلامي الواسع وأفادت أوروبا منها أيما إفادة؟
إذن لولا الإسلام ما إهتدت أوروبا إلى تغيير حياتها ودخول مرحلة ضرورية من الصراع مع القوى العنكبوتية التي كبلتها ووضعتها في ظلمات عصورها الوسيطة والوسطى.
 
علم الفلك (والتنجيم) في القرن ال16 وبداية القرن ال17 (عصر ملك إنجلترا وإسكتلندا جيمسس الأول ابن ماري الملكة السابقة لإسكتلندا التي أعدمتها ملكة إنجلترا اليزابث ابنة هنري الخامس على مقصلة الإعدام بفصل الرقبة عن الرأس وبعدها بشهر صار ابن ماري جيمس الأول ملكا لإنجلترا)
قال ديورانت عن تلك المرحلة
:"وكان علم الفلك لا يزال ينضح بالتنجيم. وكان تنجيم "الساعة" يقرر هل تلائم النجوم مشروع الساعة أو لا تلائمه. وتنبأ التنجيم "الشرعي أو القضائي" بالأحداث عامة، في تعميم غامض متسم بالحكمة عادة. أما التنجيم "الطبيعي" فكان يكشف عن قدر الفرد وحظه من برجه-أي اختبار موقع النجوم ساعة مولده-وكل هذا موجود في روايات شكسبير (ولو أن لا يدل على إيمانه به)، وفي أيامنا هذه. وتقول نظرية التنجيم بأن القمر يحدث المد والجزر، والبكاء، والجنون، واللصوصية (رواية شكسبير هنري الرابع 1-2-15). وكانت كل علامة في البروج تتحكم في طبيعة وفي مصير أعضاء بعينها في جسم الإنسان (الليلة الثانية عشرة الفصل الأول، 3-146-151). واستخدم جون دي Dee الرموز في الزمن بإدماج التنجيم والسحر والرياضيات والجغرافيا، واشتغل بالعرافة
البلورية وكتب Treatise Of The Rosia Crucean Secrets، واتهم بممارسة السحر ضد الملكة ماري تيودور (1555) ورسم خرائط جغرافية ومائية للملكة اليزابث. واقترح طريقاً عبر الشمال الغربي إلى الصين. وابتدع عبارة "الإمبراطورية البريطانية" وألقى محاضرات عن أقليدس أمام جماهير غفيرة في باريس، ودافع عن نظرية كويرنيكس، وأيد استخدام التقويم الجريجوري (قبل أن تروض إنجلترا نفسها على هذه البدعة البابوية بمائة وسبعين عاماً). ومات عن إحدى وثمانين سنة، وكانت حياة حافلة. وعزز تلميذه توماس دجز Digges تقبل فرضية كوبرنيكس في إنجلترا، واستبق فكرة برونو عن الكون اللانهائي(12). واستخدم توماس وأبوه ليونارد دجز "العدسات البلورية" ومن المحتمل أنها كانت بشيراً بظهور التلسكوب.
قصة الحضارة ج28 ص247، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
تعليق
باللغة العامية
محدش يعني من العلمانيين بيقول ان زمن كوبرنيكوس وكثير من العلماء الغربيين-بعده- كانوا يخلطون الفلك بالتنجيم وانهم سبب بلاء العلم وانهم خرافيون دينيون كما قالوا عن اهل الاسلام عموما وخصوصا!
 
اكتشافات في القرن ال16 مهدت الطريق أمام نيوتن، قال ديورانت ، فماذا عن تمهيد الإسلام الطريق بل إختراعه الطريق ورسمه للعلامات ووضعه للإشارات والإرشادات؟
قال ديورانت "وفي نفس الوقت كانت دراسة المغناطيسية الأرضية تمهد الطريق أمام نيوتن. فان جورج هارتمان، وهو من رجال الدين الألمان (1544) وروبرت نورمان، وهو إنجليزي يشتغل بصنع البوصلة (1576)، اكتشفا، كل منهما بمفرده بعيداً عن الآخر، انحراف الإبرة المغناطيسية، حين تكون معلقة تعليقاً حراً من مركز ثقلها، وميلها إلى الانحراف عن الوضع الأفقي إلى وضع يصنع زاوية مع سطح الأرض. وذهب نورمان في كتابه "الجديد الجذاب" إلى القول (1581). بأن "عامل الجذب" الذي تنحرف إليه الإبرة يقع في الأرض نفسها(13).
وجاء بعد هذه الطليعة الباهرة، وليم جلبرت، طبيب إليزابث. وبعد سبعة عشر عاماً من البحث والتجربة-التي اعتمد في تمويلها على ثروته الموروثة، كما عاونته الملكة أحياناً-نشر النتائج التي توصل إليها في أول مؤلف إنجليزي كبير للعلوم: "في المغناطيس... والمغناطيس الأعظم وهو الأرض" (1600
قصة الحضارة ج28 ص248، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
 
معلومة عن الكهرباء(وطبيب ملكة إنجلترا اليزابث!) القرن ال16
:"وانتقل جلبرت من هذا إلى دراسة الكهرباء-ولم يكن قد تم فيها شيء يذكر منذ القدم-وأثبت أن ثمة مواد أخرى كثيرة-غير الكهرمان، يمكن بحكها أن تولد كهرباء بالاحتكاك. ومن اللفظة اليونانية لكلمة Amber (كهرمان). كون لفظة Electric (كهرباء) لتدل على قوة تحرف الإبرة المغناطيسية. واتقد بأن كل الأجسام السماوية مزودة بالمغناطيسية، واستخدم كبلر هذه الفكرة لتفسير حركة الأجسام السماوية. والحق أن معظم عمل جلبرت كان مثالاً يدعو إلى الإعجاب للنهج التجريبي، وأن آثاره على العلوم والصناعة لا حدود لها.
قصة الحضارة ج28 ص248، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
 
ماذا فعل تقدم العلوم اقتصاديا -من البداية!--للغرب في القرن ال16 كمثال
:"وظهر تقدم العلوم أكثر في جهود النفوس المغامرة أو المولعة بالتحصيل والكسب، لاكتشاف "المغناطيس الأعظم" لأغراض جغرافية واقتصادية
قصة الحضارة ج28 ص249، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
شكرا رسول الله
هل قالوها؟
شكرا محمد المحمود أحمد
 
علم النبات
:"أما في إنجلترا، على أية حال، فان سير كنلم دجبي Kenelm Digby اكتشف ضرورة الأوكسجين لحياة النبات
قصة الحضارة ج28 ص250، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
 
ذروة المجد العلمي!
سير وليم هارفي(1) -في القرن 16 ميلادي- وضفه ديورانت بأنه مثلل ذروة المجد العلمي في وقته فهل هو مكتشف الدورة الدموية أم ابن النفيس المولود في 607 واضع علم التشريح المقارن وهو الذي وصف الدورة الدموية الصغرى (الرئوية) والمتوفي قبل هارفي بقرون توفي ابن النفيس عام 696هجرية(انظر كتاب الدكتور زغلول النجار بعنوان من أسهامات الحضارة الإسلامية ، ص 126، طبعة نهضة مصر 2010م الطبعة الأولى أغسطس، وهو عندي نسخة ورقية)
قال ديورانت الذي مدح ابن النفيس كثيرا وعرض اكتشافاته قال عن سير وليم هارفي
:" إن هارفي هو الذي هيأ لهذا العصر ذروة المجد العلمي بشرحه للدورة الدموية، وهو "أجل حدث في تاريخ الطب منذ عهد جالينوس(16)". ولد في فولكستون (1578)، ودرس في كمبردج ثم في بادوا على فابريزيو دكو ابندانت، فلما عاد أقام في لندن ومارس الكب فيها، وأصبح الطبيب الخاص لجيمس الأول ثم شارل الأول، وعكف صابراً مثابراً، سنين طوالاً، على إجراء التجارب والتشريح، على الحيوانات والجثث، ودرس، تدفق الدم ومجراه في الجروح. ووصل إلى نظريته الأساسية في 1615(17). ولكنه نشرها، متأخراً، في فرانكفورت 1628، على أنها "تجارب متواضعة في تشريح الجثث ودماء الحيوان". وهي أول وأعظم أثر في الطب في إنجلترا.
وإن الخطوات التي تدرج فيها الكشف الذي توصل إليه هارفي لتوضيح عالمية العلم. فإن وظائف القلب والدم، ظلت لأكثر من ألف عام، تفسر كما فسرها جالينوس في القرن الثاني الميلادي. وكان جالينوس قد افترض أن الدم يتدفق إلى الأنسجة من الكبد والقلب سواء بسواء، وأن الهواء يمر من الرئتين إلى القلب، وأن الشرايين والأوردة بها مجريان للدم، يدفعهما ويستقبلهما القلب، وفي حركة مد وجزر، وأن الدم يجري من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من القلب عبر مسام في الحجاب الحاجز بين التجاويف. وعارض ليوناردو دافنشي (حوالي 1506) فكرة مرور الهواء من الرئتين إلى القلب، وأنكر فيساليوس (1543) وجود مسام في الحجاب الحاجز. وكشفت رسومه البارعة للشرايين والأوردة عن أن نهاياتها أو أطرافها دقيقة ومتلاصقة حتى لا تكاد توحي بالمرور والدورة. وأوضح فابريزيو أن الصمامات في الأوردة تجعل من المستحيل تدفق الدم الوريدي من القلب. وتلاشت نظرية جالينوس. واكتشف ميشيل سرفيتس (1553)، وريالدوكولومبو (1558)، الدورة الدموية الرئوية-أي مروره من الجانب الأيمن من القلب عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين ومن خلالهما، وتنقية الدم هناك بوساطة التهوية، وعودته عن طريق الوريد الرئوي إلى الجانب الأيسر من القلب. واستبق أندريا سيسالبينو (حوالي 1571)-كما سنرى النظرية الكاملة للدورة، وتحولت النظرية إلى حقيقة واضحة جلية بفضل ما قام به هارفي.
وبينما كان فرانسيس بيكون، المريض الذي يتولاه هارفي، يمجد الاستقراء، توصل هرافي إلى النتيجة الرائعة عن طريق الجمع اللافت للنظر بين الاستنتاج والاستقراء. إنه بتقديره كمية الدم المندفع من القلب في كل انقباض أو تقلص بأنها نصف أوقية سائل، حسب أنه في ساعة، لا بد أن يصب القلب في الشرايين، ما يزيد على 500 أوقية سائل، وهي كمية تزيد على ما يحتويه الجسم كله، فمن أين يأتي كل هذا الدم. وبدا من المستحيل أن هذا القدر الكبير يمكن أن ينتج من ساعة إلى ساعة، من هضم الغذاء. فاستنتج هارفي أن الدم الذي يخرج من القلب يعاد إليه، وأنه ليس ثمة طريق آخر لهذا سوى الوردة. وبفضل التجارب والملاحظات البسيطة-وعلى سبيل المثال، الضغط بالإصبع على أي وريد سطحي-تبين في الحال وبسهولة، أن الدم الوريدي تدفق من الأنسجة نحو القلب.
عندما استعرضت مجموعة الشواهد التي لدى، سواء ما استقيتها من تشريحات الأحياء وتأملاتي فيها، أو من تجاويف القلب والأوعية التي تدخل إليها أو تخرج منها.... والتي كثيراً ما أمعنت التفكير فيها بشكل جدي.... ما عساها تكون كمية الدم التي تنقل... ووجدت من المستحيل أن تكون مستمدة من عصارات الغذاء الذي يدخل إلى الجسم، دون أن تجف الأوردة تدريجياً، من جهة، وأن تنفجر الشرايين لفرط امتلائها بالدم، من جهة أخرى، إلا إذا وجد الدم له، بطريقة ما، مخرجاً من الشرايين إلى الأوردة، ومن ثم يعود إلى الجانب الأيمن من القلب... أقول إني عندما استعرضت كل هذه البيانات والشواهد، بدأت أفكر في انه يمكن أن يكون هناك، "حركة، كما لو كانت في دائرة."... والآن يمكن أن أستبيح لنفسي أن أدلي بفكرتي عن الدورة الدموية(18).
قصة الحضارةج28 ص251252، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
وجاء ديورانت في عند هذا الموضوع من قبل فقال التالي:"فلاحظ جيامباتستا كانو صمامات الأوردة (1547)، وشرح سرفيتوس دورة الدم في الرئتين (1553)، ووصل ريالدو كولومبو إلى هذا الكشف ذاته (1558)، وأثبته بإجراء تجربة على القلب الحي. ولكن سبعين سنة أخرى انقضت قبل أن يأتي هارفي بوصفه الخطير لسير الدم من القلب إلى الرئتين، فإلى القلب، فإلى الشرايين، فإلى الأوردة، ثم إلى القلب. وكان الطبيب العربي ابن النفيس قد سبق سرفيتوس عام 1285(63)، وربما انحدرت الرواية المتواترة بنظريته إلى أسبانيا في شباب سرفيتوس.
قصة الحضارة ج27 ص155، الإصلاح الديني -> ماوراء الستار -> العلم في عصر كوبرنيق -> فيساليوس
تعليق آخر
ارجوك لاتنس كلمة ديورانت السابقة:وكاد الاعتقاد في السحر في إنجلترا أن يكون عاماً شاملاً، وشارك في هذا الاعتقاد أطباء علماء مثل وليم هارفي وسير توماس براون
قصة الحضارة ج28 ص244، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> الخرافة
 
سير وليم هارفي(2) دكتور الدورة الدموي يمدح الأتراك في القرن ال16
قال ديورانت :"ربما كان هارفي قد جلب على نفسه عداوة كثير من الناس نظراً لحدة طبعه وآرائه. ولم يعتبر هارفي الإنسان "إلا قرد ضخماً شريراً كريهاً" كما قال أوبري، وذهب إلى "أننا نحن الأوربيين لم نعرف كيف نسوس نسائنا ونحكمهن، وان الأتراك هم الشعب الوحيد الذي استطاع أن يستخدمهن بحكمة(23).
قصة الحضارة ج28 ص254، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
تعليق
هذا لايعني فقط إطلاع هارفي على العلم الطبي الإسلامي وعلم ابن النفيس على وجه الخصوص لكنه كما يشير هذا النص كان على علم، أيضاً، بالحياة الإجتماعية في العالم الإسلامي!
http://www.al-maktabeh.com/play.php?catsmktba=2738
 
علم الأجنة.. ماتنزل على محمد رسول الله يعلو هارفي ويسمو وتسمو لغته العلمية على كل الكلمات والأفكار
سير وليم هارفي(3) وعلم الأجنة..رغم اكتشافاته يخترع خرافات علمية!!
:"ولما كان محتفظاً بنشاطه وحيويته وهو في سن الثالثة والسبعين، فانه نشر رسالة في "علم الأجنة" (1651)، نبذ فيها الاعتقاد السائد في التوالد التلقائي لكائنات دقيقة من أجسام متحللة. واعتقد هارفي "بأن كل الحيوانات حتى هذه التي تنتج صغارها أحياء، بما في ذلك الإنسان نفسه-تتطور وتخرج من بيضة، وصاغ عبارة "كل حيوان يخرج من بيضة". ومات بعد ذلك بست سنين بسبب شلل أصابه، واهباً معظم ثروته التي تبلغ عشرين ألف جنيه لكلية الأطباء الملكية، وعشرة جنيهات لتوماس هوبز "رمزاً للمحبة".
قصة الحضارة ج28 ص254، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
وصدق الله فالهيمنة للوحي الرباني
:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدير"
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
تعليق
هذا غير ماتقدم من إيمانه بالسحر
:"وكاد الاعتقاد في السحر في إنجلترا أن يكون عاماً شاملاً، وشارك في هذا الاعتقاد أطباء علماء مثل وليم هارفي وسير توماس براون"
قصة الحضارة ج28 ص244، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> الخرافة
 
فرانسيس بيكون وسير وليم هارفي(4) والعلم الإسلامي(القن ال16)
لاحظنا -في نص سابق سنعرض مقطعه بعد هنيهة-أن هناك علاقة بين فرانسيس بيكون وسير وليم هارفي مكتشف الدورة الدموية بحسب ديورانت ، وإذا كان رهاننا المدعوم ببعض الأدلة حتى الآن على إطلاع هارفي على العلم الإسلامي وعلى اكتشافات ابن النفيس وغيره من علماء حضارة الإسلام ، فإن رهاننا الآخر، الذي يمكن كشف أدلته من بعض لغتة فرانسيس بيكون ومنهجيته في الإستقراء والتجريب يعني أن بيكون مثله مثل هارفي مثل اطلعوا على العلم الإسلامي وافاد به شعوب وملوك أووبا وحتى القساوسة والرهبان والباباوات طبعا ودواء،واحيانا الحماسة للعلم والإنفتاح عليه، وغير ذلك مما انتفعوا به.
قال ديورانت
:"وبينما كان فرانسيس بيكون، المريض الذي يتولاه هارفي، يمجد الاستقراء، توصل هرافي إلى النتيجة الرائعة عن طريق الجمع اللافت للنظر بين الاستنتاج والاستقراء.
قصة الحضارةج28 ص252، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> العلوم
 
فرانسيس بيكون(1)
قال ديورانت
:"صعود فرانسيس بيكون وسقوطه
1561-1621
نحن الآن أمام أكبر عقل وأنشطه مدعاة للفخر"
قصة الحضارة ج28 ص254، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> صعود فرانسيس بيكون وسقوطه
 
فرانسيس بيكون(2) في السياسة والقانون
:"وعندما اعتلى جيمس الو عرش إنجلترا بعث إليه بيكون بكتاب مسرف في الزلفى والملق، يعرض نفسه على الملك على أنه صالح لتقلد المناصب وأهل لها وأما كان ابن حامل أختام الملك، وابن أخ لآل سيسل أو من أبناء عمومتهم أ وخؤولتهم، فإنه أحس بأن طول انتظاره للوظيفة الحكومية يعكس شيئاً من روح العداء من جانب الوزراء المتربعين على كراسي الحكم، وربما كانت انتهازيته المتبرمة، نتيجة، وفي نفس الوقت سبباً في تأخر تعيينه في أحد المناصب. كان قد خدم بالفعل في البرلمان لمدة تسعة عشر عاماً، ودافع فيها عادة عن الحكومة، واشتهر بسعة الإطلاع، والفكر البناء، والعبارة الواضحة الأخاذة. وكان يرسل بين الحين والحين. إلى الملك "مذكرات" تفيض بالآراء السديدة في كيفية النهوض بالتفاهم المتبادل والتعاون بين مجلس العموم واللوردات، وتوحيد برلماني إنجلترا وإسكتلندة، وإنهاء الاضطهاد الديني للمخالفين، وتهدئة أيرلندة باستمالة الكاثوليك فيها، وإعطاء الكاثوليك في إنجلترا مزيداً من الحرية دون فتح الباب للمزاعم البابوية، وإيجاد وسيلة للتوفيق بين الأنجليكانيين والبيوريتانيين. وقرر مؤرخ درس الشئون السياسية في تلك الحقبة دراسة مستفيضة-قرر "أن تنفيذ هذا البرنامج لم يكن يعني ألا تغيير كل مساوئ النصف الثاني من هذا القرن(25)"...إن بيكون لم يطل به الأمد حتى يبلغ الهدف، فان الملك جيمس الذي قدره حق قدره آخر الأمر عينه في 1607 مساعداً للنائب العام وفي 1613 نائباً عاماً، وفي 1616 عضواً في مجلس شورى الملك، وفي 1617 حاملاً للأختام، وفي 1618 قاضياً للقضاة. وخلعت عليه ألقاب كريمة جديدة لتزين مواهبه وقدراته: ففي 1618 عين بارون فيرولام الأول، وفي يناير 1621 فيكونت سانت ألبانز. ولما غادر جيمس إنجلترا إلى إسكتلندة، ترك قاضي قضاته ليحكم البلاد. "واستقبل بيكون سفراء يحف به الجلال والعظمة" وعاش في جورهامبري تحوطه الفخامة والأبهة "حتى بدا أن البلاط الملكي هنا (في قصر جورهامبري)، وليس قصر هويتهول أو في قصر سان جيمس(27)".
لقد حظي بيكون بكل شيء إلا الشرف. ففي سعيه وراء المناصب كثيراً ما ضحى بالمبادئ، فاستغل نفوذه، كمساعد للنائب العام، لإصدار الأحكام القضائية على الصورة التي يرغب فيها الملك(28)ودافع، وهو حامل للأختام الملكية، عن أشد الاحتكارات تعسفاً وظلماً، وحماها وواضح أنه فعل هذا إبقاء على رضاء بكنجهام. وقبل، وهو قاض، هدايا ثمينة من المتقاضين أمام المحكمة. ولم يكن كل هذا إلا شيئاً من فساد هذا العصر ورخاوته، أن الموظفين العامين كانوا يتقاضون رواتب هزيلة، فعوضوا عنها "بالهدايا والعطايا" ممن يساعدونهم. واعترف جيمس قائلاً: إذا كان لا بد لي من معاقبة الرشوة، لما تركت واحداً من الرعايا". إن جيمس نفسه كان يقبل الرشوة(29).
وثارت ثائرة البرلمان الذي اجتمع في يناير 1621 ضد الملك-وكره بيكون، لأنه أكبر مدافع عنه، وأنه هو الذي قضى بشرعية الاحتكارات، وإذا لم يكن في مقدور البرلمان بعد أن يخلع الملك، فان في مقدوره تجريح وزيره ومساءلته. وفي فبراير عين لجنة لتقصي الحقائق في دور القضاء خاصة. وفي مدارس اللجنة تقريراً أثبت فيه أنها وجدت مخالفات كثيرة، لا سيما في تصرفات قاضي القضاة وسلوكه، واتهمته بثلاث وعشرين حالة محددة من حالات الفساد. وأهاب بيكون بالملك أن ينقذه، متنبأ بأن "هؤلاء الذين يطعنون قاضي القضاة الآن، وسرعان ما يطعنون التاج بعده(30)". وأشار عليه جيمس بإقرار الاتهام، ومن ثم يضرب مثلاً يحول دون الفساد في الوظائف العامة مستقلاً، وفي 22 أبريل أرسل بيكون اعترافاً إلى مجلس اللوردات. وسلم بأنه أخذ هدايا من المتقاضين، كما فعل سائر القضاة، وأنكر أن أحكامه تأثرت بها-فانه كان قد أصدر في قضايا كثيرة أحكاماً ضد مقدمي الهدايا. وحكم عليه مجلس اللوردات "بدفع غرامة قدرها أربعون ألفاً من الجنيهات. وبالسجن في برج لندن لمدة يرضاها الملك، ولا يكون له إلى الأبد الحق في تولي المناصب العامة، وإلا يدخل البرلمان في الدولة بأسرها. "وسيق في 30 مايو إلى برج لندن، ولكن أفرج عنه بعد أربعة أيام بأمر من الملك الذي ألغى كذلك الغرامة التي تبهض كاهله. وآوى قاضي القضاة المعاقب إلى جورهامبري، وحاول أن يحيا حياة أكثر بساطة. ووجد راولي Rawley وهو أول من كتب سيرة حياة بيكون-على ورقة كتبها عند وفاته، بالرمز "كنت أعدل قاض في إنجلترا في هذه السنوات الخمسين، ولكنه كان كذلك أعدل تفريع من البرلمان في هاتين المائتين من السنين"(31).
وكانت لهذا الاتهام والمحاكمة آثار طيبة؛ ذلك أنها خففت من الفساد في الوظائف العامة؛ ولا سيما في دور القضاء، كما وضعت سابقة مسئولية وزراء الملك أمام البرلمان. كما أنها صرفت بيكون عن ميدان السياسة، الذي كان فيه متحرراً في التفكير؛ رجعياً في التنفيذ؛ وردته ثانية إلى مجال بديل؛ هو مجال العلم والفلسفة حيث أمكنه "أن يدق الناقوس لتجتمع العبقريات معاً" وأن ينادي في نثر رائع بثورة العقل ومنهجه.
قصة الحضارة ج28 ص254،257، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> صعود فرانسيس بيكون وسقوطه
 
فرانسيس بيكون(3) وروجر بيكون قبله
وفي أثناء السنوات التي أزعجته فيها المناصب، كان بيكون قد أبصر-في افتراض طائش في أيام السعة والثراء-بخطة وقورة لتجديد العلم والفلسفة. وقبل سبعة شهور من سقوطه، أعلن الخطة في كتاب باللاتينية موجه إلى كل أوربا، أسماه في جرأة "التجديد الكبير". وكانت صحيفة العنوان نفسها تحدياً، ذلك أنه قد رسم عليها قارب يعبر بأقصى سرعته أعمدة هرقل إلى الأطلسي، ووضع بين العمدة أحد شعارات العصور الوسطى "لا تذهب إلى أبعد من ذلك" وكتب بيكون "إن كثيرين سوف يمرون عبره، ولسوف تزداد المعرفة والعلم"...وجعل إهداء المشروع برمته إلى جيمس الأول مع رجاء المعذرة "لأني سرقت من الوقت المخصص لإنجاز المهام التي وكلتها إلى، وقتاً اقتضاه هذا العمل"، ولكن مع أكبر الأمل في "أن يكون في نتيجته تخليد لذكرى اسمك وتشريف لعهدك"-وهذا ما حدث، فان جيمس كان رجلاً معروفاً بسعة الإطلاع والنوايا الطيبة، فلو أمكن إقناعه بتمويل الخطة، فأي تقدم كان يمكن تحقيقه؟ وكما كان روجر بيكون قد أرسل قبل ذلك بزمن طويل (1268) إلى البابا كليمنت الرابع "العمل العظيم" يتلمس منه العون على تنفيذ اقتراح بالنهوض بالعلم والمعرفة، فان سمية أهاب الآن بالملك أن يأخذ على عاتقه "مهمة ملكية" هي تنظيم البحث العلمي، والتوحيد الفلسفي لنتائجه، من أجل الخير المادي والأدبي للجنس البشري. وذكر جيمس "بالملوك الفلاسفة"-نرفا، تراجان، هادريان، أنطونينوس، بيوس، ماركوس أوريليوس، الذين هيئوا للإمبراطورية الرومانية حكومة فاضلة لمدة قرن من الزمان (96-180) بعد الميلاد. فهل كان من أجل حاجته إلى الاعتمادات الحكومية وأمله في الحصول عليها، أنه أيد الملك بمثل هذا العناد والإصرار، وبشكل جر عليه الخراب؟.
قصة الحضارة ج28 ص258،259، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> التجديد الكبير
 
هناك تأثير ما على ذهنية بيكون الثاني أي فرانسيسي وليس روجر بيكون(فهذا الأخير ظهر العلم الإسلامي عليه بإعتراف الجميع)
فرانسيس بيكون(4)يدعو -في عصر جيمس الأول ابن ماري المقتولة على المقلة في القرن ال16، -إلى مضاعفة عدد الكليات والمكتبات والمعامل وحدائق الأحياء والمتاحف العلمية والصناعية
:"وانا لندرك اتساع مجال العقل وحدة الذهن عند بيكون إذا نحن تتبعناه في كتاب "النهوض بالمعرفة"، إنه يعرض أفكاره في تواضع غير مألوف، على أنها "ليست أفضل كثيراً من الصوت... الذي يحدثه الموسيقيون حين يضبطون آلاتهم(39)". ولكنه يعزف هنا كل نغماته المميزة، إنه يدعو إلى مضاعفة عدد الكليات والمكتبات والمعامل وحدائق الأحياء والمتاحف العلمية والصناعية، وتدعيمها جميعاً، كما يدعو إلى تحسين رواتب المعمين والباحثين، وتخصيص اعتمادات أكبر لتمويل التجارب العلمية، وإلى اتصال متبادل وتعاون أوثق وخطة أفضل لتوزيع العمل بين جامعات أوربا(40). أنه، في تقديسه أو عبادته للعلم، لم يفقد رؤيته الصحيحة للأشياء أو وجهة النظر السليمة،
فهو يدعو إلى تعليم عام متحرر، يشمل الدب والفلسفة، لأنه يهيئ للوصول إلى حكم سليم على الغايات التي تقترن بتحسين الوسائل على أساس علمي
قصة الحضارة ج28 ص261، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> التجديد الكبير
 
فرانسيس بيكون(5 ) اليس هو منهج المسلمين التجريبي؟
قال ديورانت:"
أما القسم الثاني والأكثر جراءة من "التجديد الكبير" فكان محاولة لصياغة منهج للعلم. لقد عرف أرسطو الاستقراء، ودعا إليه أحياناً، ولكن الأسلوب الغالب في منطقته هو الاستنباط، والمثل الأعلى فيه هو القياس. وأحس بيكون بأن المنهج القديم Organon قد أبقى العلم راكداً، بتوكيده على الفكر النظري أكثر منه على الملاحظة الواقعية. أما "المنهج الجديد" فقد عرض فيه بيكون نظاماً وأسلوباً جديدين للفكر-الدراسة الاستقرائية للطبيعة ذاتها، عن طريق الخبرة والتجربة. وهذا الكتاب أيضاً، ولو أن بيكون تركه دون أن يكمله، وعلى الرغم من كل عيوبه، هو أروع إنتاج في الفلسفة الإنجليزية، وأول دعوة صريحة واضحة إلى عصر العقل. ولقد كتب باللاتينية، ولكن في عبارات مشرقة بليغة، جرى نصفها مجرى الحكم وجوامع الكلم. إن السطور الأولى جمعت أطراف فلسفة... تعلن الثورة الاستقرائية، وتؤذن أو تنذر بالثورة الصناعية، وتضع مفتاح التجريبية في يد هوبز ولوك ومل وسبنسر.
إن الإنسان بوصفه خادم الطبيعة ومفسرها، يمكن أن يعمل ويفهم الكثير، والكثير حقاً من مجرى الطبيعة، ما دام قد لاحظ الطبيعة واقعياً، أو بفكره... أما ما وراء هذا فهو لا يستطيع أن يدرك شيئاً أو يعمل شيئاً. إن المعرفة الإنسانية والقدرة البشرية تلتقيان في الإنسان الواحد، وحيثما لا يعرف مجرى الطبيعة، لا يمكن إنتاج الأثر المطلوب. ولكي تسيطر على الطبيعة. ينبغي أن تمتثل لها .
وكما أقترح ديكارت بعد ذلك بسبعة عشر عاماً، في "بحث عن النهج"؛ أن يبدأ الفلسفة بالشك في كل شيء، فأن بيكون هنا يتطلب تنقية الفكر "كخطوة أولى في التجديد". ذلك أن "المعرفة الإنسانية كما نعهدها في أنفسنا، أن هي إلا خليط وأكداس...
وليس في العلم قبعة سحرية، وكل ما يؤخذ من القبعة لخدمتنا يجب أن يوضع أولاً عن طريق الملاحظة أو التجربة. ولكن لا يقصد هنا مجرد الملاحظة العابرة، أو "السرد البسيط" للمعطيات، ولكن "الخبرة.... المطلوبة للتجربة". وعلى هذا نجد أن بيكون الذي غالباً ما انتقص من قدره على أنه يتجاهل المنهج الحقيقي للعلم، يتقدم ليصف المنهج الفعلي للعلم الحديث:
إن المنهج الصحيح للاختبار، يشعل النور أولاً (بالافتراض)، ثم بواسطة هذا الضوء ينير الطريق، بادئاً بالاختبار ترتيباً سليماً. ومنه يستنتج بديهيات "الثمار الأولى"، (النتائج المؤقتة) ومن البديهيات الراسخة تبدأ ثانية تجارب جديدة... إن التجربة نفسها هي التي ستقرر وتحكم(45).
ومهما يكن من أمر فإن بيكون كان على حذر من الفرضيات. حيث كانت في الكثير الغالب توحي بها التقاليد أو التحيز أو الرغبة، أي توحي بها (مرة أخرى) "الأصنام". فكان يرتاب في أي نهج تقليدي تصطفي الفرضية فيه، قصداً أو عن غير قصد من التجريب معطيات مثبتة أو مؤكدة لها، وتفسر تفسيراً خاطئاً أو تتعامى عن الشواهد العكسية أو المضادة. وتجنباً للوقوع في هذا الشرك، اقترح بيكون استقراء شاقاً، بتجميع كل الحقائق الوثيق الصلة بالمسألة، وتحليل هذه الحقائق ومقارنتها وتصنيفها، وربطها بعضها ببعض، ثم "بعملية صحيحة من "الاستبعاد والنبذ" أي التخلص من فرضية بعد أخرى، على التعاقب، حتى يمكن الكشف عن "الصيغة" أو القانون الضمني وجوهر الظاهرة(46). إن معرفة "الصيغة" سوف يهيئ تحكماً متزايداً في الحدث، فيعيد العلم بالتدريج صنع البيئة، بل من المحتمل صنع الإنسان نفسه.
قصة الحضارة ج28 ص262، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> التجديد الكبير
 
فرانسيس بيكون(6 ) لاتنظر اليه على انه ابن الهيثم او ابن القيم! لكنه لاشك تأثر بالمنهج التجريبي العلمي الإسلامي، كما تأثر بالفكر اليوناني وأدت الإختلافات المسيحية-المسيحية وملوكها وباباواتها ومجامعها وشعوبها وقتلها وقتالها وصراعها إلى تشككه(أين الإسلام نفسه في عالمه، وقد ألهاه عالمه الخاص عنه!) فقد كان قومه في واد مسيحي مظلم وهو في واد بين العلم الإسلامي والشك، كما قال ديورانت:"ولم يكن الناس لينصتوا إلى بيكون في بداية الأمر، فإنهم في إنجلترا وفرنسا وألمانيا آثروا تحكيم السلاح في صراع العقائد"(قصة الحضارة ج28 ص273، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> صيحة العقل)
وقال ديورانت
:"إن حكمة بيكون دنيوية إن ينصرف عن الميتافيزيقا(ما وراء الطبيعة) إلى الخفي أو الطائش من الأمور، وقليلاً ما قفز طموحه الوثاب من الجزء إلى الكل. ومهما يكن من أمر فإنه أحياناً أنه يخوض في مادية حتمية: "لا يوجد في الطبيعة حقاً، شيء عدا الأجسام الفردية التي تؤدي أعمالاً فردية صرفة طبقاً لقانون محدد(51)". وإن البحث في الطبيعة ليأتي بأحسن النتائج حين يبدأ بالفيزياء وينتهي بالرياضيات(52) ولكن "الطبيعة" هنا قد تعني العالم الخارجي. لقد آثر بيكون الفلاسفة المتشككين قبل سقراط، على أفلاطون وأرسطو. وامتدح ديموقريطس الفيلسوف المادي(53). ولكنه حينئذ يرتضي تمييزاً دقيقاً بين الجسم والنفس(54)، ويستبق بيرجسون للفكر على أنه "مادي أساسي". "إن إدراك الإنسان يتأثر برؤية مل يجري في الفنون الميكانيكية.... ومن ثم يتخيل أن شيئاً شبيهاً بهذا يجري في الطبيعة للأشياء(55)". ويرفض مقدماً البيولوجيا الميكانيكية عند ديكارت.
ومع ما يعتمل في نفسه من عواطف متصارعة نحو الدين، نراه "يتبل" في حرص، فلسفته "بالدين، وكأنما يتبل بالملح(56)" "الأفضل عندي أن أصدق الخرافات التي في حياة القديسين وفي التلمود وفي الكتب المقدسة، على أن يكون هذا العالم بلا عقل(57)". ويضع الإلحاد في مكانه في قطعة تكررت مرتين(58). وإن تحليله لأسباب الإلحاد لتوضح فكرة هذا الكتاب:-
إن أسباب الإلحاد هي الانقسامات في العقيدة، إذا كانت كثيرة، لأن أي انقسام أساسي يلهب حماسة الفريقين كليهما وغيرتهم، ولكن الانقسامات الكثيرة تقود إلى الإلحاد، وثمة سبب آخر، وهو أعمال القسس المخزية. وأخيراً، عصور المعرفة، وخاصة إذا سادهم السلم والرخاء، فان المتاعب والعداوات تزيد في اتجاه عقول الناس إلى الدين(59).
إن بيكون يؤكد قاعدة أن "الدين يحد من كل ألوان المعرفة(60)". وطبقاً لما رواه قسيسه راولي "كان يذهب كثيراً إلى الصلاة في الكنيسة، إذا سمحت ظروفه الصحية"... ولقي ربه على العقيدة الصحيحة للكنيسة الإنجليزية"(61). وعلى الرغم من ذلك، فإنه أفاد، مثل خلفه العظيم وليم أوكهام، من التمييز بين الحقيقة اللاهوتية والحقيقة الفلسفية، فقد يتمسك الدين بمعتقدات لا يجد العلم والفلسفة عليها دليلاً، ولكن الفلسفة يجب أن تعتمد على العقل فقط، كما أن العلم ينبغي أن يلتمس تفسيرات دنيوية صرفة، على أساس سبب ونتيجة ماديتين(62).
وعلى الرغم من تحمس بيكون للمعرفة، فإنه يخضعها أو يضعها في المحل الثاني من الأخلاق. فليس ثمة نفع للإنسانية إذا لم يؤد التوسع في المعرفة إلى الخير. "إن طيبة النفس هي أهم مزايا العقل ومنازله الرفيعة(63)" ومهما يكن من أمر فان حماسته المألوفة حين يتحدث عن الفضائل المسيحية. ومن الواجب ممارسة الفضيلة باعتدال، لأن الأشرار قد يخدعون غير الحكماء(64). وقليل من الخدع أو الرياء ضروري للنجاح، إن لم يكن المدنية. والحب ضرب من الجنون، والزواج نوع من الشرك أو الفخ: "إن الذي له زوجة وأولاد، يضع عقبات في سبيل النجاح، لأنهم عوائق في سبيل المغامرات والمشروعات الكبيرة...إن أفضل العمال وأعظمها أثراً على الناس نبعت من أناس ليس لهم زوجة ولا أولاد. "وأقر بيكون-مثل اليزابث وهلدبراند-عزوبة رجال الدين".
قصة الحضارة ج28 ص265-267، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> فلسفة رجل الدولة
 
فرانسيس بيكون(7 ) إنه ميكافيلي في السياسة وداعم للحكم المطلق للملك جيمس الأول ابن ماري المقتولة بالمقصلة على يد إليزابث ابنة هنري الثامن
:"أما فلسفته السياسية فقد واجهت حالات وظروفاً أكثر مما واجهت نظريات. وأوتي من الشجاعة ما امتدح معها ماكيافللي. وارتضى صراحة المبدأ القائل بأن الدول ليست مقيدة بالقانون الأخلاقي الذي تلقنه لرعاياها. وأحس-مثل نيتشه، بأن الحرب الجيدة ترحب بأي سبب، "ويجب ألا نستمع إلى رأي أساتذة وفلاسفة العصور الوسطى الذي يقول بأنه ليس من العدل أن تشن الحرب إلا إذا سبقها وقوع الضرر أو الاستفزاز... إن الخوف الحقيقي من خطر محدق، ولو لم تحدث أية ضربات، سبب مشروع للحرب." وفي أية حادثة "فان الحرب العادلة الشريفة هي الطريقة المثلى" للمحافظة على الأوضاع السليمة للأمة(66)...وارتاب بيكون في البرلمان، بوصفه مشكلاً من ملاك الأراضي والتجار غير المتعلمين المتعصبين أو وكلائهم، وفكر في أن جيمس الأول، بالمقارنة بهؤلاء، متعلم يتحلى بروح إنسانية، بل أن نظرية الملك في "الحكم الاستبدادي المطلق" بدت في نظره خيرة كبديل عن الزمر الجشعة والمذاهب العنيفة. واعتبر-مثل معاصره ريشيليو-أن تركيز السلطة في يد الملك، وإخضاع كبار ملاك الأراضي له، خطوة ضرورية لإقامة حكومة منظمة. وذهب، مثل فولتير. إلى أن تعليم رجل واحد أيسر من تعليم الجماهير. إن الثروة الهائلة الخاصة لم تزعج الملك. وكان جيمس مشدوداً في عناد بالغ إلى التبذير والضرائب والسلام.
قصة الحضارة ج28 ص267،268، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> فلسفة رجل الدولة
تعليق
مع أن الحكم المطلق هذا هو من قتل أم جيمس الأول.
 
فرانسيس بيكون(8 ) ومدينته الفاضلة
قال ديورانت
:"والآن في 1624 كتب بيكون "القارة الجديدة" (The New Atlantis) "أبحرنا من بيرو التي كنا قد قضينا فيها سنة كاملة إلى الصين واليابان عبر البحر الجنوبي": هدوء تام، أرزاق محدودة، جزيرة تحوطها العناية الإلهية، شعب يحيا حياة سعيدة في ظل قوانين سنها لهم المغفور له الملك سليمان. وبدلاً من البرلمان. مجلس سليمان-مجموعة من المراصد والمعامل والمكتبات وحدائق الحيوان والنبات، مزودة برجال العلم ورجال الاقتصاد والفنيين والأطباء وعلماء النفس والفلاسفة، مختارين (كما هو الحال في جمهورية أفلاطون) بعد اختبارات متكافئة بعد فرص تعليمية متكافئة، ثم (دون إجراء انتخابات) يحكمون الدولة، أو بالأحرى، يحكمون الطبيعة، لمصلحة الإنسان...وفي هذه "الفتنة" التي في جنوب المحيط الهادي اخترع سحرة سليمان بالفعل الميكروسكوب والتلسكوب والساعات الذاتية الملء، والغواصات والسيارات والطائرات، واكتشفوا المسكنات والتنويم المغناطيسي، ووسائل المحافظة على الصحة وإطالة العمر، ووجدوا طرق تطعيم النبات وتوليد أنواع جديدة، وتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة، ونقل الموسيقى إلى أماكن بعيدة. وفي مجلس سليمان ترتبط الحكومة والعلم معاً. وكل الأدوات وتنظيم البحث، وهو ما كان بيكون قد توسل إلى جيمس أن يزود به البلاد، موجودة هنا، في القارة الجديدة، كجزء من عدة الحكومة وأدواتها. والجزيرة تتمتع باستقلال اقتصادي، وهي تتحاشى التجارة الخارجية لأنها شرك ينصب للحرب. إنها تستورد المعرفة لا السلع. وهكذا يحتل الفيلسوف المتواضع مكان رجل الدولة المزهو بنفسه، كما أن نفس الرجل الذي كان قد نصح بالحرب أحياناً عند الاقتضاء، بوصفها دواء مقوياً أو منشطاً اجتماعياً، نراه الآن، وقد آذنت شمس حياته بمغيب، يحلم بجنة من السلام.
قصة الحضارة ج28 ص268،269، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> فلسفة رجل الدولة
 
فرانسيس بيكون(9 ) سبقه روجر بيكون وسبق روجر المسلمون
:"
ولم يزعم بيكون أنه اكتشف الاستقراء، وعرف أن أناساً كثيرون مارسوه من قبل. ولم يكن أول من "أطاح" بأرسطو. فان رجالاً مثل روجر بيكون، وبترس راموس، فعلاً هذا لعدة قرون خلت. ولكن أرسطو الذي أطاحوا به (كما تحقق بيكون أحياناً) لم يكن أرسطو الإغريق الذي كان كثيراً ما استخدم وامتدح الاستقراء والتجريب، ولكن أرسطو الفيلسوف الذي صنعه العرب وأتباع الفلسفة السكولاستية (الفلسفة النصرانية في العصور الوسطى). إن الذي أراد بيكون أن يقضي عليه هو المحاولة الخاطئة لاستنباط عقائد العصور الوسطى من الميتافيزقيا القديمة، لقد ساعد بيكون على أية حال، على تخليص أوربا النهضة من الإذعان البالغ التزمت للقديم. ولم يكن أول من أكد أن المعرفة طريق القوة. فقد فعل روجر بيكون هذا من قبل، وقال كامبانللا، في بلاغة بيكون: "إن قوتنا تتناسب مع معرفتنا(75)". وربما أفرط رجل الدولة في الإلحاح على الغايات النفعية (طبقاً لمذهب المنفعة) للعلوم. ومع ذلك فانه أقر بقيمة "العلوم البحتة" بمقارنتها "بالعلوم التطبيقية"-تمييزاً "لنور العلم" عن "ثماره". وحث على دراسة الغايات والوسائل بقدر سواء...ترى ماذا تبقى بعد ما أسلفنا من استنتاجات متأخرة؟ يبقى أن بيكون كان أقوى أهل الفكر والذكاء وأعظمهم أثراً في زمانه. لقد بزه شكسبير بطبيعة الحال في الخيال والفن الأدبي. ولكن عقل بيكون حلق في الكون كله، مثل نور كشاف يحدق ويحقق مستطلعاً، في كل الزوايا والخفايا، فتمثلت فيه كل حماسة النهضة المتقدة اليقظة، وكل الإنارة والزهو اللذين تملكا كولمبوس وهو يبحر مسعوراً إلى عالم جديد
قصة الحضارة ج28 ص271، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> صيحة العقل
 
فرانسيس بيكون(10 )
:"إن بيكون عبر عن أنبل مشاعر عصره-لتحقيق حياة أفضل عن طريق التوسع في المعرفة-ومن ثم فان الأعقاب خلدوا ذكراه بتذكار حي، هو تأثرهم به، لقد حركت روحه-لا طريقته-العلماء وبعثت فيهم القوة والنشاط. فكم أنعشهم وشحذ عزائمهم، بعد قرون كانت العقول فيها حبيسة قواعدها، أو واقعة في شراك عناكب من نسج الرغبات لا الحقائق، أن يصادفوا رجلاً أحب صوت الحقيقة مهما كان عنيفاً، وأحب جو البحث والكشف، وهو جو يبعث على الحياة، رجلاً وجد متعة في إلقاء ظلال الشك على دياجر الجهل والخرافة والخوف. وظن بعض رجال ذاك العصر، مثل دون، أن العالم في طريقه إلى الاضمحلال والانحلال، وأنه يسير بسرعة إلى نهاية الفناء والتحطيم، فأعلن بيكون إلى عصره أنه مرحلة شباب عالم، زاخرة بفورات الحياة.
ولم يكن الناس لينصتوا إلى بيكون في بداية الأمر، فإنهم في إنجلترا وفرنسا وألمانيا آثروا تحكيم السلاح في صراع العقائد، فلما خفت حدة هذا الصراع، فان هؤلاء الذين لم يكونوا مغلولين بقيود الحقائق، احتشدوا، تحدوهم روح بيكون، ليزيدوا من سيطرة الناس، لا على الناس، بل على ظروف حياة الإنسان وما يعتورها من عقبات. وعندما أسس رجال من الإنجليز "الجمعية الملكية في لندن للنهوض بالمعرفة الطبيعية" (1660)، كان تكريماً لفرانسيس بيكون وتخليداً لذكراه، أن يكون مصدر وحي الجمعية وملهمها، ومن الجائز أن: "مجلس سليمان" في "القارة الجديدة" هو الذي حدد هدفها(77). وحيا لبنتز بيكون باعتباره خالقاً للفلسفة من جديد(78). وعندما تكاتف فلاسفة عصر التنوير لتأليف دائرة معارفهم التي هزت العالم (1751) فانهم أهدوها إلى فرانسيس بيكون. وكتب ديدرو في نشرتها التمهيدية: "إذا كنا أدينا مهمتنا بنجاح، فإننا نكون مدينين بأكبر الفضل لقاضي القضاة بيكون الذي اقترح خطة قاموس عالمي للعلوم والفنون، في عصر لم يوجد فيه-إذا صح التعبير-علوم ولا فنون، وأن هذا العبقري الفذ، كتب في عصر كان من المستحيل فيه كتابة تاريخ لما هو معروف-كتب تاريخاً أو دراسة لما هو ضروري أن نتعلمه أو نعرفه". وفي غمرة الحماس قال دالمبرت عن بيكون "إنه أعظم الفلاسفة وأفصحهم وأكثرهم شمولاً". ولما تمخضت جماعة التنوير عن الثورة الفرنسية قررت نشر مؤلفات بيكون على حساب الدولة(79). ونهج الفكر البريطاني في مغزاه ومبناه، من هويز إلى سبنسر-باستثناء بركلي وهيوم والهيجليين الإنجليز-منهج بيكون، فان نزعته إلى إدراك العالم الخارجي على أساس من المذهب الذري عند ديموقريطس، هي التي حركت هوبز إلى المادية، وتوكيده على الاستقراء هو الذي وجه هويز إلى علم النفس التجريبي الذي تتحرر فيه دراسة العقل من ميتافيزيقا النفس، كما أن تركيزه على "المنافع" و"التطبيقات" أسهم مع فلسفة هلفشيوس في توجيه بنتام إلى تعيين "النافع والصالح أو الحسن". وأخيراً فان روح بيكون هي التي هيأت إنجلترا للانقلاب الصناعي.
ومن هنا جاز لنا أن نضع بيكون في قمة عصر العقل. إنه لم يكن مثل بعض من جاءوا بعده، يحب العقل حباً أعمى، فانه ارتاب في أية أفكار أو خطط لم يتحقق منها التجريب الفعلي، وفي كل النتائج التي شابتها الرغبة.
قصة الحضارة ج28 ص273-274، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الدعوة إلى العقل -> صيحة العقل
 
شغل مخك
ابن النفيس من حسنات صلاح الدين الايوبي وسيف الدين اخو صلاح الدين
هل يمكن ان نقول بفضل صلاح الدين على اوروبا ايضا في الجراحة
لرعايته للطب في عصره ورعايته لابن النفيس الذي أثر بدوره على العلم في أوروبا!؟
فاستاذ ابن النفيس هو الدخوار (مهذب الدين عبد الرحيم علي)الذي توفى عام 628 انتهت اليه صناعة الطب في عصره وولاه سيف الدين اخو صلاح الدين رياسة اطباء مصر والشام
وتعلم ابن النفيس عليه وعلى غيره ثم عمل في القاهرة في البارستان الناصري الذي انشأه صلاح الدين
هذه خاطرتي المتواضعة
ففضل صلاح الدين على أوروبا نفسها كان كبيرا، فالحروب الصليبية أطلعت أوروبا على علوم المسلمين وطبهم كما أطلعت على تلك العلوم من الجوار الأندلسي ومن صقلية وغيرها
وانظر في المعلومات المجردة عن صلاح الدين وابن النفيس كتاب الإنجاز العلمي العربي وتأثيره على النهضة الأوربية: اكتشافات ابن النفيس
المؤلف: محمد سعيد تكروري - ميزر محمد الخلف
،ص8-19)
وهو مرفق في المنشور السابق
 
مئات الشيع والطوائف المسيحية المتناحرة (في عقائدها) في إنجلترا -وحدها!-القرن ال17
تحت عنوان(مرجل الديانة ) 1624-1649
قال ديورانت
:"اختلاف الشيع والطوائف، حتى لقد أحصى منها أحد المؤلفين 29 طائفة في 1641، وأحصى آخر منها في 1649. وفضلاً عن الانقسام بين الكاثوليك والبروتستانت، كان هناك الانقسام الحاد بين البروتستانت إلى أنجليكانيين ومسيحيين وبيوريتانيين، وانقسام البيوريتانيين إلى المستقلين الذين كانوا يحلمون بالجمهورية، والكويكرز الذين يعارضون الحرب والعنف وحلف الأيمان، والمؤمنين بالعصر الألفي السعيد-أو طائفة الملكية الخامسة-الذين كانوا يعتقدون أن السيد المسيح سوف يعود سريعاً ليقيم حكمه على الأرض، والأنتيوميين (طائفة تقول بأن الإيمان وحده-لا الامتثال للقانون الأخلاقي-ضروري للخلاص...والمعمدانيون الذين انشقوا عن الانفصاليين (1606) وانقسموا (1633) إلى معمدانيين عامين رفضوا النظرية الكلفنية في القضاء والقدر، ومعمدانيين خاصين قبلوها. إن تعدد الطوائف والشيع، ومساجلاتها الحادة الجريئة، أدت بنفر من الناس إلى الشك في جميع صيغ المسيحية وأشكالها. )
قصة الحضارة ج28 ص 279، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
المسيحية المنحرفة تنهار في القرن ال17
ظهور طوائف تشكك في ألوهية المسيح، في إنجلترا القرن السابع عشر، وقد قدمنا أن بعض الأفراد تم حرقهم بسبب إنكارهم أن يكون المسيح إلها
:"وجهرت هرطقة أخرى "بأن العقل السليم هو الحكم في العقيدة، أو قاعدة الإيمان... ويجدر ألا نصدق بالكتب المقدسة ونظريات التثليث والتجسد والبعث إلا بقدر موافقتها للعقل، وليس إلا(8)". وأنكر عدد كبير من المتشككين وجود الجحيم وألوهية المسيح. وسعى نفر متزايد من المفكرين الذين أطلق عليهم اسم "البوبيين" إلى التوفيق بين مذهب التشكك والدين باقتراح مسيحية تقتصر على الإيمان بالله والخلود. وهيأ إدوارد، لورد هربرت شربري لهذا "الطريق... قال هربرت إن الحقيقة مستقلة عن الكتب المقدسة، ولا يمكن أن تقررها كنيسة أو أية سلطة أخرى، وإن أفضل اختبار للحقيقة هو موافقة الناس جميعاً عليها، وتبعاً لذلك تكون أحكم ديانة هي ديانة "طبيعية"
قصة الحضارة ج28 ص 280، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
شارل القرن ال17 الإنجليزي يضطهد إخوانه من الكاثوليك والبرلمان يشرع الإضطهاد
:"وكان البرلمان أشد قلقاً وانشغالاً بالكاثوليكية منه بالهرطقة. ففي 1634 قارب الكاثوليك في إنجلترا أن يشكلوا ربع السكان(10)، على الرغم من كل القوانين والأهوال التي كان يقاسيها نحو 335 من ...وفي 1633 أرسلت الملكة الكاثوليكية هنريتا ماريا إلى روما مبعوثاً يستجدي منصب الكاردينال لأحد الرعايا البريطانيين. وعرض الملك الإنجليكاني أن يسمح بإقامة أسقف كاثوليكي في إنجلترا إذا أيد إربان الثامن خطة شارل في عقد بعض زيجات دبلوماسية (1634) ولكن البابا رفض. وطالب الكاثوليك بالتسامح الديني. ولكن البرلمان-الذي يعي في ذاكرته تعصب الكاثوليك، ومذبحة سانت برتلميو، ومؤامرة البارود، والاشمئزاز من إجراء تحقيق في مستندات ممتلكات بروتستانتية كانت يوماً كاثوليكية-طالب، بدلاً من ذلك، بالتطبيق الكامل للقوانين التي صدرت ضد الكاثوليكية. وساد شعور قوي شعاره "لا كثلكة"، وخاصة بين طبقة صغار الملاك والطبقة الوسطى، يعارض بالمثل، تدفق القساوسة الكاثوليك إلى إنجلترا، كما يقاوم ازدياد التقريب بين الفكر والطقوس الأنجليكانية والكاثوليكية.
قصة الحضارة ج28 ص 281،، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
رئيس أساقفة إنجلترا في القرن 17 يخترع تاريخ الخلق
:"وكان جيمس أشر Usher رئيس أساقفة أرماج Armagh عالماً حقاً، برغم حسابه المشهور (في كتابه Annales Veteris Testamenti، 1650) أن الله خلق العالم في 22 أكتوبر سنة 4004 ق.م.-وهذه غلطة في الحساب الزمني جعلت شبه رسمية في طبعات الكتاب المقدس(12).
قصة الحضارة ج28 ص 281، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
التعذيب على خاذوق وشق الأنوف وقطع الأذن لمخالفة عقيدة كنيسة انجلترا في عهد شارل الاول القرن ال17
إنجلترا المسيحية لشارل الأول تقتل على خاذوق وتقطع الأنف والأذن
بشاعة رئيس اساقفة إنجلترا في عهد شارل الأول(القرن ال17)
:"وظهر أثر الكاثوليكية المتزايد في الرجل الأنجليكاني البارز ذي النفوذ في عصره، وهو وليم لود...وما كان أشد حزن المسيحيين والبيوريتانيين وأسفهم عندما اقترح لود إعادة الفنون إلى خدمة الكنيسة، لتجميل المذبح والمنبر وجرن التعميد، وإعادة الصليب المقدس، والمدرعة (الرداء الكهنوتي الأبيض) إلى الكهنة. وعلى هيئة جبل خاص للخطايا، أمر بوضع مائدة العشاء الرباني التي كانت توضع حتى الآن وسط الهيكل (وكانت تستخدم في بعض الأحيان لوضع القبعات عليها)، نقول أمر لود بوضع هذه المائدة خلف حاجز في الطرف الشرقي من كنيسة، وكانت هذه التغييرات في معظمها إحياء لأعراف إليزابث وقوانينها، ولكنها في نظر البيوريتانيين الذين أحبوا البساطة، كانت تمثل ارتداداً إلى الكاثوليكية، وتجديداً للفصل الطبقي بين القسيس وجمهور المصلين. ويبدو أن لود أحس بأن الكنيسة الكاثوليكية كانت على حق في إحاطة الديانة بالمراسم والشعائر، وإضفاء هالة من القداسة على القسيس(17). وقدرت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أراءه إلى حد أنها قدمت إليه منصب الكاردينال(18). ولكنه رفض رفضاً مهذباً. ولكن يبدو أن هذه العروض أيد لوم البيوريتانيين وتأنيبهم، وأطلقوا عليه النذير بقدوم المسيح. وعينه شارل 1633 رئيساً لأساقفة كنتربري وعضواً في وزارة الخزانة. وعين رئيس أساقفة آخر قاضياً للقضاة في إسكتلندة فشكا الناس من أن رجال الكنيسة يعودون إلى السلطة، كما كانت الكنيسة في أوج عظمتها في العصور الوسطى.
وشرع كبير أساقفة إنجلترا، من قصره في لامبث Lambeth في إعادة تشكيل الطقوس والأخلاقيات الإنجليزية، وخلق مائة عدو جديد حين فرض عن طريق "محكمة اللجنة العليا" (وهي هيئة قضائية أقامتها إليزابث، وهي الآن كنيسة بشكل واضح)...وحرم الكهنة الذين رفضوا الطقوس الجديدة من رواتبهم، أما الكتاب والخطباء الذين نقدوها مراراً وتكراراً، أو ارتابوا في العقيدة المسيحية، أو الذين عارضوا نظام الأساقفة فكانوا يحرمون من الكنيسة ويوضعون في آلة تعذيب خشبية ذات ثقوب تقيد فيها رجلا المذنب ويداه، أو تقطع أذناه.
ويجب أن نتخيل بشاعة ووحشية العقوبات التي فرضت في عهد لود، حتى ندرك مصيره. فان الكاهن البيوريتاني اسكندر ليتون Leighton، حوكم أمام
محكمة قاعة النجم لأنه المؤلف المعترف به لكتاب يقول بأن نظام الأساقفة، نظام شيطاني معاد للمسيحية. فقيد في الأغلال وسجن في مكان موحش لمدة خمسة أسابيع في زنزانة شديدة البرد "مليئة بالجرذان والفيران، معرضة للثلوج والأمطار"، فتساقط شعر رأسه، وتقشر جلده، وربط إلى خازوق، وتلقى ستاً وثلاثين جلدة بحبل سميك على ظهره العاري، ووضع في المشهرة (آلة تعذيب) لمدة ساعتين في صقيع نوفمبر وجليده، ودمغ بسمة العار في وجهه، وشق أنفه وقطعت أذناه، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة(20). وفي 1633 فرضت على لودويك بوير Ludowyc Bowyer، الذي كان قد اتهم لود بأنه كاثوليكي في دخيلة نفسه، غرامة، ودمغ بسمة العار، وبترت أطرافه، وشوه جسمه، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة(21). واتهم وليم برين، وهو من غلاة الدعاة البيوريتانيين في "أنباء من أبسوبك" (1636)، اتهم أساقفة لود بأنهم خدم للبابا وللشيطان(22)، وأوصى بشنق الأساقفة. فدمغ بسمة العار على خديه كليهما وقطعت أذناه، وأودع السجن حتى أفرج عنه البرلمان الطويل (1640)(23). وسجنت لمدة أحد عشر عاماً امرأة أصرت على اعتبار السبت يوم راحة وعبادة(24).
قصة الحضارة ج28 ص 283-285،، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
مخالفة عقيدة الثالوث الخرقاء إعدام
المشيخيون وعنفهم الاسود في انجلترا منتصف القرن ال17
:"وناشد المشيخيون البرلمان-(1648) أن يشرع عقوبة السجن مدى الحياة لمن يستمرون على نشر تعاليم الكاثوليك والمعمدانيين والأرمينيين والكويكرز، وعقوبة الإعدام للذين ينكرون نظريات الثالوث الأقدس، أو التجسد. ولكن المستقلين أتباع كرومويل، على أية حال، عرضوا التسامح مع كل من يقبل أساسيات المسيحية، ولكنهم استبعدوا الكاثوليك والموحدين والمدافعين عن حكومة الأساقفة(25).
قصة الحضارة ج28 ص 285،بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
فرقة البيوريتانية المسيحية وطبيعة تفكيرها في القرن ال17 أيام شارل الأول في إنجلترا
:"وكان في البيوريتانيين شيع كثيرة إلى حد يصعب معه جمعهم في تعميم واحد ينطبق عليهم جميعاً. وتمسك معظمهم بكلفنية صارمة، وبحرية سياسية فردية، ويحق جمهور كل كنيسة في إدارة شئونها دون إشراف الأساقفة، وبعبادة غير موسومة بالمراسم والشعائر، متسمة بالمساواة، وتخلوا عن الفن الديني الذي يلهي المصلين ويشتت أفكارهم، واتفقوا مع المشيخيين في اللاهوت ولكنهم رفضوا مجامعهم الكنسية، لأنها تنزع إلى ممارسة سلطة الأساقفة، وأصروا على تفسير حرفي للكتب المقدسة، واستنكروا القول بحكم العقل على الحق الموحى به، وكانوا يجلون العهد الجديد والعهد القديم بقدر سواء، وطبقوا على أنفسهم الفكرة اليهودية "شعب الله المختار"، وعمدوا أطفالهم بأسماء بطارقة "العهد القديم" وأبطاله، وفكروا في الرب على أساس "يهوه" الصارم القاسي، وأضافوا إلى ذلك إيمان الكلفنية بأن معظم الناس هم "أبناء العقاب الإلهي" قضت عليهم الإرادة المتحكمة من لدن إله لا يرحم بالخلود في الجحيم، وعزوا خلاص القلة "المختارة"، لا إلى صالح الأعمال، بل إلى نعمة إلهية ينعم الله بها على من يشاء متى شاء. وذهب بعضهم إلى أنه كلم الله، وظن بعضهم أنهم ملعونون فهاموا في الشوارع يئنون ويتأوهون، استباقاً لخلودهم في العذاب...وفي وسط هذا "الإرهاب" الذي فرضته البلاد على نفسها كادت "إنجلترا المرحة" أن يتقلص ظلها واستسلمت "إنسانية عصر النهضة" و "طبيعية" عصر إليزابث المفعمة بالحيوية إلى شعور بالذنب وخوف من الانتقام الإلهي. وبهذا الخوف وذلك الشعور نظر الناس إلى مسرات الحياة وكأنها أرجاس من عمل الشيطان أو تحديات للإله. وعاودت قسماً أكبر من الناس لم يعهد له مثيل من قبل في التاريخ المعروف، نقو عاودتهم المخاوف من الطبيعة البشرية والجسد، التي كانت سائدة بين الرهبان في الديار...وحرموا كل الألعاب أياً كانت في يوم الراحة، وقالوا أنه يوم الرب، ويجب ألا يسمى بعد الآن بالاسم الوثني "الأحد". ورددوا صيحات الغضب-ومن بينهم ملتون-حين أصدر شارل الأول ولود-تجديداً لمرسوم جيمس الأول-"إعلان الألعاب" 1633، أجاز فيه الألعاب في يوم الأحد بعد تأدية الصلوات. ومد البيوريتانيون تشددهم في تحريم الألعاب والملاهي وفي الانقطاع إلى العبادة والراحة في أيام الآحاد (قوانين الأحد الزرقاء)، إلى يوم عيد الميلاد، ورثوا لأسلوب الاحتفال بمولد المسيح بالمرح والرقص والألعاب، وكانوا على حق في أنهم نسبوا معظم تقاليد عيد الميلاد إلى أصول وثنية، وطالبوا بأن يكون عيد الميلاد يوماً مهيباً للصوم والكفارة، وفي 1644 أقنعوا البرلمان بعد لأي، بإقرار هذه الفكرة بمقتضى القانون.
وكما أكدت البروتستانتية على العظة أكثر مما فعلت الكثلكة، فان البيوريتانيين كذلك توسعوا فيها حتى إلى أبعد مما جرى عليه البروتستانت. ومزق التعطش إلى المواعظ بعض القلوب، وانتقل عمدة نوروك إلى لندن ليستمع إلى مزيد من الوعظ، واستقال بزاز من الأبرشية لأنها لا تقدم إلا عظة واحدة كل يوم أحد،..
وشعر رجال الأعمال منهم أن هذه الكنيسة الرسمية العليا الباهظة النفقات تحلبهم وتستنزف أموالهم. وقال أحد المؤلفين "إن هذه الهاوية الأسقفية تلتهم تجارة الأمة"(30). ودافع البيوريتانيون عن الثراء، ولكنهم احتقروا الترف الخامل الذي كان يرفل فيه النبلاء، وتمسكوا بالأخلاقيات إلى حد التطرف، كما فعلت الأجيال التالية بالحرية. ولكن ربما كانت مبادئهم القاسية تصحيحاً ضرورياً للانحلال الخلقي في عصر إليزابث. وأنجبوا بعضاً من أقوى الشخصيات في التاريخ-كرومل وملتون، والرجال الذين فتحوا الفيافي والقفار الأمريكية. ودافعوا عن الحكومة البريطانية ونظام المحلفين ونقلوهما إلينا، وإن إنجلترا لمدينة لهم، بشكل جزئي، بالرصانة الحقة في الخلق الإنجليزي، واستقرار الأسرة البريطانية، ونزاهة الحياة الرسمية في بريطانيا. ولم تفقد شيئاً.
قصة الحضارة ج28 ص285-289،بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
وليم برين..استؤصلت بقايا أذنيه،
يوريتاني (إنجلترا اربعينات القرن ال17 عصر شارل الأول) يعترض على المسرح الإنجليزي يسجن مدى الحياة وتقطع أذناه
وسدد البيوريتانيون أعنف ضرباتهم للمسرح، حين أرسل أشد أنصارهم جرأة وشجاعة، وليم برين، إلى الصحافة (1632) مقاله "سوط الممثلين Players Seourge وكان برين محامياً...منع من الاشتغال بالمحاماة وفرضت عليه غرامة يستحيل دفعها، 5000 جنيه (250.000 دولار؟)، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ووضع في المشهرة وقطعت أذناه كلتاهما(32)، ومن سجنه أصدر (1636) "أنباء من أبزوك" اتهم فيه الأساقفة الأنجليكانيين بأنهم خونة شيطانيون، وذئاب ضارية، وأوصى بشنقهم. فعذب في المشهرة من جديد، واستؤصلت بقايا أذنيه، وبقى في السجن حتى أفرج عنه البرلمان الطويل 1640.
قصة الحضارة ج28 ص289،290،بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> مرجل الديانة
 
بين المسيحية والعلمانية.. الإنسلاخ البسيط!(لموضوعي عن عزمي بشارة)
لكن بالتأكيد الإسلام فاعل في التفكيك من نواحه الإيجابية لا السلبية!(يجب دراسة المؤثرات كلها)
توماس براون (النثر الإنجليزي)
مثال على شطط العقل الغربي أثناء تحلله من الكنيسة
مصلح إنجليزي مخبول يتلقى وسام شارل الأول (القرن 17)!
:"وكان توماس براون "ثعلباً". إنه ولد في لندن 1605 وتلقى علومه في مدرسة ونشستر، ومونبيلييه وبادوا وليدن، واستزاد من العلوم والفنون والتاريخ كلما وجد إلى ذلك سبيلا، ثم انصرف إلى الاشتغال بالطب في نوروكوهذب من "تحليلاته للبول" بتدوين ملاحظاته وأفكاره "عن كل هذه الأشياء، وعن قليل غيرها "...وكان بطبيعة دراسته وتعليمه نزاعاً إلى الشك. وفي أطول مؤلفاته وعنوانه "الأقوال الزائفة الشائعة" شرح وهذب مئات من "الآراء الفاسدة الشائعة" في أوربا- منها أن العقيق الأحمر يضئ في الظلام، وأن الفيل لا مفاصل له، وأن العنقاء تتوالد بذاتها من رفاتها، وأن السمندر (نوع خرافي من الضفادع) يمكن أن يعيش في النار، وأن وحيد القرن (حيوان خرافي له جسم فرس وذيل أسد) له قرن واحد في وسط الجبهة، وأن البجع يغني قبل موته، وأن الفاكهة المحرمة كانت التفاح، "وأن ضفدع الطين يبول وبهذه الطريقة ينفث سمه(35)" ولكنه كأي مهاجم للتقاليد والمعتقدات القديمة، كان له معتقداته، فانه آمن بالملائكة والشياطين وقراءة الكف والسحرة(36)، وشارك في 1664 في اتهام امرأتين بأنهما ساحرتان، وشنقا بعد ذلك على الفور، وهما تؤكدان براءتهما(37).
ولم يكن به ميل إلى النساء، وذهب إلى أن "الجنس" أمر مرذول فقال لم أتزوج غير مرة واحدة فقط، وإني لأمتدح أولئك الذين
يعقدون العزم على ألا يتزوجوا مرتين، وإني لأتمنى أن نتكاثر،
مثل الشجر، دون اتصال جنسي، أو أن تكون هناك وسيلة
أخرى للإبقاء على الجنس البشري، انه أقبح عمل يأتيه الرجل
العاقل في حياته، وليس ثمة شيء يوهن من عزيمته ويؤذي
خياله أكثر من تفكيره في أية حماقة تافهة شاذة قد ارتكبها(38).
أما بالنسبة لموضوعه الرئيسي فانه مسيحي بحكم الدفاع عن المسيحية:
أما من حيث ديانتي، فانه على الرغم من الظروف الكثيرة التي
قد تغري العالم، فليس لدي منها شيء قط (مثل الخزي العام في
مهنتي، المجرى الطبيعي لدراساتي وأبحاثي، عدم التحيز في
سلوكي وفي أحاديثي في الموضوعات الدينية، فلا أتحمس في
الدفاع عن دين، ولا أعارض ديناً آخر بمثل هذا العنف الذي
اعتاد الناس أن يعارضوا به الديانات الأخرى)...ويحس براون بأن عجائب الدنيا، ونظامها تنم على عقل إلهي- "إن الطبيعة هي فن الإله(40)" ويعترف بأنه ارتكب بعض الهرطقة، وينزلق إلى شيء من الارتياب فيما جاء بالكتاب المقدس عن الخلق والتكوين(41)، ولكنه الآن يحس بالحاجة إلى ديانة مقررة ترشد الحائرين والمترددين من الناس، ويرثى لتفاهة الهراطقة الذين يعكرون صفو النظام الاجتماعي بتوفيقهم في عملهم(42). ولم يكن يحب البيوريتانيين، وبقي على ولائه وإخلاصه لشارل الأول، أثناء الحرب الأهلية، وكافأه شارل الثاني على جهوده برفعه إلى مرتبة الفارس...وفي سنواته الأخيرة أغراه بالتأمل والبحث في الموت، والكشف عن بعض المقابر في نورفولك، وسجل ملاحظاته وأفكاره في تحفة من روائع النثر الإنجليزي ...وينصح بإحراق الموتى، كأخف الوسائل عقماً لتخليص الأرض منا. "إن الحياة بريق صاف، وإننا لنعيش "بشمس" خفية فينا"، ولكنا نومض ثم نخبو بسرعة مخزية، وإن الأجيال لتمضي، على حين يبقى الشجر، وان الأسرات العريقة لا تعمر قدر ما تعمر ثلاث بلوطات(41) "ويحتمل أن العالم نفسه" يقترب من نهايته "في هذه الساعة الفاصلة من الزمن". ونحن بحاجة إلى الأمل في الخلود ليثبتنا ضد قصر الحياة هذا، وإنه لسند قوي لنا أن نحس بالخلود،-ولكن يحزننا أشد الحزن أن تدفعنا أطياف الجحيم في التياع إلى الاحتشام واللياقة(44). وليس الملأ الأعلى "فراغاً سماوياً" ولكنه "في نطاق هذا العالم المحسوس" في حالة من الرضا والهدوء
قصة الحضارة ج28 ص293-295، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> النثر في عهد شارل الأول
 
الثورة الكبرى
أعدام شارل ملك إنجلترا (حاكم مطلق) بضربة طارت منها رأسه بتاريخ 30 يناير 1649م
:"وعرض الجيش العائد أن يؤيد عودته إلى العرش مع الحد من حقوقه الملكية إلى أضيق الحدود، فأبى (17 نوفمبر). وبغية أن يقطع الجيش الطريق على البرلمان ليعيد الملك إلى العرش، قيض عليه ثانية وأودعه قلعة هيرست المواجهة لجزيرة وايت، وشجب البرلمان هذا التصرف، واقترع على قبول شروط الملك أساساً لتسوية النزاع-فأعلن قادة الجيش الذين كانوا يتوقعون الموت، إذا عاد شارل، انه لن يسمح بالدخول إلى مجلس العموم إلا لمن ظلوا على "ولائهم وإخلاصهم للمصلحة العامة". وفي بواكير يوم 6 ديسمبر أحاطت قوة من الجند تحت قيادة كولونيل توماس برايد، بمجلس العموم، واقتحمه، ومنعت أو طردت 140 من الأعضاء الملكيين والمشيخيين، وأودعت السجن أربعين عضواّ أبدوا شيئاً من المقاومة(98). واستحسن كرومويل هذا الإجراء. واشترك في الاقتراع على سرعة محاكمة الملك وإعدامه.
لم يبق الآن من الأعضاء الخمسمائة الذين كان يتألف منهم مجلس العموم 1640 إلا ستة وخمسين. وأقر هذا "البرلمان الإثارة" (الذي لم يبق فيه إلا نفر قليل)، بأغلبية ستة أصوات، قانوناً ينص على أن شن الملك الحرب على البرلمان خيانة عظمى، ورفض اللوردات القانون على أنه ليس من سلطة مجلس العموم، وعندئذ (4 يناير 1649)، قرر النواب أن الشعب" بعد الله مصدر كل سلطة عادلة "وأن النواب، وهم يمثلون الشعب"، "أصحاب السلطة العليا في هذه الأمة، وأنه بناء على ذلك تكون لتشريعاتهم قوة القانون، دون موافقة اللوردات أو الملك". وفي 6 يناير عين النواب 135 عضواً لمحاكمة الملك، وأبلغ أحد الأعضاء-وهو ألجرنون سدني-كرومويل بأنهم ليس لديهم سلطة قانونية، ليحاكموا ملكاً. ففقد كرومويل صوابه وصاح في وجهة قائلاً: "أؤكد لك أننا سنقطع رأسه وفوقه التاج(99)" وبذل قادة الجيش آخر محاولة لتفادي قتل الملك. فعرضوا تبرئة شارل إذا وافق على بيع أراضي الأساقفة، وتنازل عن حقه في الاعتراض برفض قرارات البرلمان. ولكن الملك أجاب بأنه لا يستطيع إلى ذلك سبيلاً، لأنه أقسم اليمين على أن يكون مخلصاً لكنيسة إنجلترا. وليس ثمة م تنازع في شجاعته.
وبدأت المحاكمة في 19 يناير 1649. وجلس القضاة المرتجلون الستون أو السبعون على منصة مرتفعة في طرف من قاعة وستمنستر، واصطف الجند في الطرف الأخر، واكتظت الدهاليز والشرفات بجمهور المتفرجين، وأجلس شارل وحده وسط القاعة. وتلا جون برادشو رئيس الجلسة قرار الاتهام. وطلب إلى الملك أن يجيب، فأنكر شارل سلطة المحكمة في محاكمته أو صحة تمثيلها لشعب إنجلترا، وقال بأن حكومة يديرها برلمان يسيطر عليه الجيش، هي أسوأ طغياناً من أي طغيان أظهره هو قط، فضجت الشرفات بالهتاف "حفظ الله الملك" ودوت المنابر باستنكار المحاكمة وشجبها. وخشي برادشو على حياته في الشوارع، وأرسل الأمير شارل من هولندا صحيفة لا تحمل إلا توقيعه، ووعد القضاة بالموافقة على أية شروط يدونونها فوق اسمه، إذا هم أبقوا على حياة والده(100). وعرض أربعة من النبلاء أن يقدموا حياتهم فداء للملك(101)، فرفض عرضهم. ووقع تسعة وخمسون من القضاة، من بينهم كرومويل، حكم الإعدام. وفي 30 يناير سار الملك في هدوء إلى الموت، أمام جمهور غفير تملكه الرعب. وبضربة واحدة من بلطة الجلاد قطع رأسه. وكتب شاهد عيان "لقد تعالت أنات آلاف الحاضرين وقتئذ وآهاتهم، بشكل لم أعهده قط من قبل، وأرجو ألا أسمعه من بعد"(102).
وهل كان الإعدام عملاً مشروعاً؟ إنه بطبيعة الحال لم يكن كذلك. فإنه طبقاً للقانون المعمول به، يكون البرلمان شيئاً فشيئاً، وبشكل قاس، قد انتحل لنفسه الحقوق الملكية التي أقرتها السوابق لمائة عام. فالثورة على التحديد أمر غير مشروع، وليس أمامها من طريق لتدفع بالجديد إلى الأمام إلا هدم القديم. وكان شارل مخلصاً في الدفاع عن السلطات التي ورثها عن إليزابث وجيمس، لقد أثموا ضده قدر ما أثم هو، وكانت غلطته القاتلة أنه لم يدرك أن التوزيع الجديد للثروة، اقتضى، من أجل الاستقرار الاجتماعي، توزيعاً جديداً للسلطة السياسية.
وهل كان الإعدام عدلاً؟ إذا نحى القانون جانباً، بالاحتكام إلى السلاح، فقد يلتمس المغلوب الرحمة، ولكن يمكن للغالب أن يفرض أقصى العقوبة إذا رأى أن هذا ضروري لمنع تجدد المقاومة، أو لتعويق الآخرين، أو للحفاظ على حياته وحياة أتباعه. والمفروض أن أي ملك منتصر كان يمكن أن يطيح برأس كرومويل وأيرتون وفيرفاكس وكثيرين غيرهم، وربما مع مختلف ألوان التنكيل والعذاب التي يتعرض لها عادة كل من يتهمون بالخيانة.
وهل كان الإعدام عملاً حكيماً؟ من المحتمل ألا يكون كذلك، ومن الواضح أن كرومويل اعتقد بأن بقاء الملك على قيد الحياة، مهما يكن من اطمئنان إلى ضمان سجنه، يمكن أن يحفز الملكيين إلى معاودة الثورة المرة بعد المرة، ولكن كذلك سوف يكون حافزاً على تجدد المقاومة من جانب ابن الملك الذي لا يمكن الوصول إليه في فرنسا أو هولندا، والذي لم تلوثه أخطاء والده، والذي لا بد أن تكلل هامته وشيكاً بأمجاد البطولة. إن إعدام شارل الأول أدى إلى تحول كان يمكن التنبؤ به في الشعور الوطني الذي أسترد مساره على مدى أحد عشر عاماً، ويوحي التاريخ اللاحق بأن الرحمة كانت عين العقل والحكمة فإنه عندما وقع جيمس الثاني، ابن شارل، بالمثل، في الخطأ الجسيم، تدبرت ثورة 1688 الجليلة الأمر، في دهاء أرستقراطي، وسمحت له عمداً بالهرب إلى فرنسا، وكان لخلعه نتائج ثابتة دائمة. ومهما يكن من أمر، فإن الثورة السابقة هي التي مكنت للثورة اللاحقة فعاليتها السريعة.
إن الثورة الكبرى تماثل ثورات الهيجونوت في فرنسا القرن السادس عشر، كما تماثل، برغم الفوارق الكثيرة، الثورة الفرنسية 1789-فهناك في الحالة الأولى العصيان المسلح للكلفنية البسيطة العابسة التي شدت من أزرها الثورة التجارية، ضد الكنيسة الشديدة التمسك بالشعائر والطقوس وضد الحكومة الاستبدادية المطلقة. وهناك في الحالة الثانية ثورة الجمعية الوطنية التي تمثل سلطان المال وقوة الطبقة الوسطى، ضد أرستقراطية تمتلك الأرض يتزعماه ملك حسن النية ولكنه متخبط مرتبك. وما وافى عام 1786 حتى كان الإنجليز قد استوعبوا ثوريتهم، وكان في مقدورهم أن ينظروا بعين الفزع القلق، عن اقتناع، إلى ثورة خضبت بالدم، مثل ثورتهم، أرض دولة وقتلت ملكاً، لأن الماضي حاول أن يقف جامداً لا يريم.
قصة الحضارة ج28 ص328-231، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> وأسدل الستار
 
من هو الملك الذي أعدمته إنجلترا وهو ملكها بضربة طارت منها رأسه؟(القرن السابع عشر)(عرضنا في المنشور السابق يوم إعدامه)
بعض كلمات ديورانت عن شارل الأول الذي أعدمته إنجلترا
:"شارل الأول يواجه البرلمان
1625 - 1629 أي طراز من الرجال كان هذا الملك الذي كان على إنجلترا بأسرها أن تقاتل من أجله؟ وقبل أن تنتزع العاصفة كل آثار الرحمة والشفقة من قلبه، كان رجلاً فاضلاً إلى حد معقول...وأسهمت أبوة شارل وزواجه في القضاء عليه. لقد ورث عن أبيه فكرته عن الحق المطلق للملك، وسلطته في سن القوانينوتنفيذها، والحكم بلا برلمان. وبدا أن هذه الفكرة تبررها السوابق، وكانت قضية مسلماً بها في فرنسا وأسبانيا، وكان يشجع شارل على اعتناقها، بكنجهام والحاشية والملكة جميعاً. نشأت هنريتا ماريا في البلاط الفرنسي في نفس الفترة التي كان فيها ريشيليو قد جعل من أخيها لويس الثالث عشر حاكماً مطلقاً مستبداً على فرنسا بأسرها، فيما عدا ريشيايو نفسه. وقدمت الملكة إلى إنجلترا، وهي تجهر بمذهبها الكاثوليكي، مصطحبة معها في ركب عرسها الكهنة الكاثوليك، وزاد من تشددها في التمسك بمذهبها ما رأت من العنت الذي يلاقيه الكاثوليك في إنجلترا. ...نشأت هنريتا ماريا في البلاط الفرنسي في نفس الفترة التي كان فيها ريشيليو قد جعل من أخيها لويس الثالث عشر حاكماً مطلقاً مستبداً على فرنسا بأسرها، فيما عدا ريشيايو نفسه. وقدمت الملكة إلى إنجلترا، وهي تجهر بمذهبها الكاثوليكي، مصطحبة معها في ركب عرسها الكهنة الكاثوليك، وزاد من تشددها في التمسك بمذهبها ما رأت من العنت الذي يلاقيه الكاثوليك في إنجلترا... ولا بد أنه لقي عناء شديداً في مقاومة رغبتها في تنشئة الأطفال على العقيدة الكاثوليكية. ولكنه كان قد انتهج نهجاً مخلصاً في التمسك بالعقيدة الأنجليكانية. وتحقق أن بلاده، إنجلترا، بروتستانتية إلى حد كبير، معادية للباباوية التي تنذر بالأخطار.
قصة الحضارة ج28 ص300-302، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
 
معركة الحاكم المطلق مع البرلمان، الذي سيعدمه فيما بعد!!
أول برلمان في عهد شارل الأول 18 يونية 1625 ،ملك إنجلترا وهو العهد بعد حكم جيمس ابن ماري(ملك إنجلترا وإسكتلندا)، ماري التي فصلت إنجلترا رأسها عن جسدها تحت حكم إليزابث(وهاهو شارل سيعدم أيضا بعد ذلك)
:"في 18 يونية 1625 اجتمع أول برلمان في عهد شارل: مائة من اللوردات- نبلاء وأساقفة- تمتعوا بعضوية مجلس اللوردات، وخمسمائة رجل ثلاثة أرباعهم من البيوريتانيين(55)، انتخبوا لمجلس العموم، بمختلف طرق الاحتيال المالي والسياسي(56)، ولم يزعم أحد بأنه كان ثمة ديمقراطية...وتكشف نزعة مجلس العموم في مطالبته بتطبيق القوانين المعادية للكثلكة. وطلب الملك تخصيص أموال للنفقات الحكومية وللحرب مع أسبانيا، فاعتمد المجلس مبلغ ألف جنيه (7 ملايين دولار؟)، وتعمد أن يكون هذا المبلغ غير كاف، فإن الأسطول وحده كان يتطلب ضعف هذا المبلغ. وجرى العمل لمدة قرنين من الزمان، على منح الملوك الإنجليز طيلة مدة حكمهم، حق فرض رسوم على الصادرات والواردات
ولكن القانون الذي سنه البرلمان آنذاك "Tonnage and Poundage" سمح للملك بممارسة هذا الحق لمدة عام واحد فقط. واحتج بأن الاعتمادات السابقة كانت حاشية الملك جيمس يبددها في إسراف وتبذير. . كما شكا من أن الضرائب كانت تفرض دون موافقته، وتقرر منذ الآن أنه لا بد من دعوة البرلمان سنوياً ليفحص كل عام مصروفات الحكومة. واستاء شارل من هذه التدابير والنيات. ولما باتت لندن مهددة بالطاعون، اتخذ من ذلك ذريعة لحل البرلمان في 12 أغسطس 1625.
قصة الحضارة ج28 ص302، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
 
حكومة شارل الأول ملك إنجلترا الذي سيُعدم فيما بعد
ومن هو بكنجهام؟ وعلاقته بشارل الأول ملك إنجلترا (القرن ال17)
وحالة الجيش!
:"كان بكنجهام يقبض آنذاك على زمام الأمور في الحكومة، فإن شارل لم يرث عن أبيه الدوق اللطيف المستهتر فقط، بل أنه كان كذلك قد تربى في أحضانه، ورافقه في أسفاره، في صحبة كان من الصعب معها على الملك (شارل) أن يرى في صديقه مستشاراً غير حكيم يجر عليه الكوارث. وكان بكنجهام، بتأييد من البرلمان، قد دفع جيمس إلى الحرب مع أسبانيا، أما الآن فقد رفض البرلمان اعتماد الموال اللازمة للحرب. وجهز الدوق أسطولاً ضخماً ليقلع ويهاجم البضائع والثغور الأسبانية ويسلبها، ولكنه أخفق إخفاقاً تاماً، أما الجنود العائدون، الذين لم يتسلموا رواتبهم، والذين ساءت روحهم المعنوية، فقد أعملوا السلب والنهب ونشروا الروح الانهزامية في المدن الساحلية الإنجليزية.
قصة الحضارة ج28 ص303، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
 
أول معركة بين البرلمان والملك الإنجليزي شارل الأول الذي سيعدمه البرلمان فيما بعد
القرن ال17(شارل سيحل البرلمان حتى الآن للمرة الثانية)
:"ولما أشتد حاجة شارل إلى المال، راض نفسه على دعوة برلمانه الثاني، وقويت المعارضة باشتداد حاجة الملك. وحذره مجلس العموم من فرض الضرائب دون إقرار البرلمان لها. ووصم اليوت الدوق (وكانا يوماً صديقين) بأنه رجل فاسد عاجز ازداد ثراء كلما أخفقت استراتيجية البلد أو سياستها. وعين البرلمان لجنة لمساءلة بكنجهام. فأنبه الملك قائلاً: "أنا لا أسمح بأن يحقق المجلس مع خدمي، فما بالكم برجل قريب مني إلى هذا الحد." فأشار اليوت على المجلس بوقف أية اعتمادات حتى يسلم الملك بحق البرلمان في إسقاط أي وزير، وذكر شارل البرلمان غاضباً، بأن في مقدوره أن يفضه في أية لحظة، فرد المجلس على ذلك بمحاكمة بكنجهام رسمياً-متهمين إياه بالخيانة ومطالبين بعزله عن منصبه (8 مايو 1626 وأبلغ الملك بأنه لن يقر أية اعتمادات، حتى يتم ذلك. فحل الملك البرلمان في 15 يونية، وترك البت في موضوع المسئولية الوزارية للمستقبل.
قصة الحضارة ج28 ص303، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
 
دكتاتورية هاتدفعوا يعني هاتدفعوا... لكنهم أعدموه.. بضربة فصلت رأسه عن جسده بعد صدور الحكم في ميدان عام!
خزينة الدولة فارغة،فماذا سيفعل شارل الأول قبل زمن من إعدامه على يد برلمانه(الثورة الإنجليزية)القرن ال17
:"وبات شارل مرة أخرى معوزاً في مسيس الحاجة إلى المال، وبيع مقدار كبير من الصحاف الملكية الفضية والذهبية. وطلب إلى البلاد بأسرها أن تبعث بالهبات والهدايا للملك، ولكن ما جمع منها كان يسيراً، فإن الثروات البريطانية كانت تناصر البرلمان، وأمر شارل أعوانه أن يجمعوا رسوم الصادرات والواردات سالفة الذكر، برغم عدم حصوله على موافقة البرلمان، وأن يستولوا على بضائع التجار الذين يعجزون عن الدفع. وأمر الثغور بالإنفاق على الأسطول، وأمر وكلاءه بسوق الرجال إلى الخدمة العسكرية عنوة. وهزم رجال الإمبراطور القوات الإنجليزية الدنمركية التي كانت تقاتل من أجل البروتستانتية في ألمانيا شر هزيمة...وأمر شارل بعقد قرض إجباري-فكان على كل دافع ضرائب أن يقرض الحكومة 1% من قيمة أرضه و5% من ثمن ممتلكاته الشخصية. وأودع الخصوم الأثرياء السجون، وسيق المعارضون الفقراء إلى الجيش أو البحرية. وفي نفس الوقت حمل التجار البريطانيون المؤن والذخيرة إلى بوردو ولاروشيل للهيجونوت المشتبكين في حرب مع ريشيليو. فأعلنت فرنسا الحرب على إنجلترا (1627)، وقاد بكنجهام أسطولاً لمهاجمة الفرنسيين في لاروشيل، ولكن الحملة أخفقت. وسرعان ما نفد المبلغ الذي جمع من القرض وقدره 200 ألف جنيه. وبات شارل مرة أخرى على شفا الإفلاس، فدعا برلمانه الثالث.
قصة الحضارة ج28 ص303-3-4، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
 
الدكتاتورية لاتنفع أبدا، دكتاتورية الملك أو برلمانه الكالفيني البروتستانتي للملك شارل الأول(القرن ال17، 1529)
وكان شارل يحاول أن يكون الحاكم المطلق مع برلمان عنيد يعاقب بعصبية مسيحية كعادة القرن ال16، لكنه أسقط الباباوية ويريد أن يسقط شارل لدكتاتوريته لكنه برلمان متعصب يقتل على الإختلاف في العقيدة.
وفي ذلك يقول ديورانت عن البرلمان نفسه "وفرض العقوبات على الكاثوليك والأرمينيين على حد سواء"و"قدم جون اليوت ثلاثة قرارات تنص على أن تكون جريمة كبرى عقوبتها الإعدام: إدخال المذاهب البابوية أو الأرمينية أو أية أفكار أخرى تخالف تعاليم الكنيسة القويمة"
معركة شارل الأول (الثانية) مع برلمانه الثالث، الكالفيني هذه المرة (هذا ثالث برلمان بعد حل شارل لما قبله!)
النص
:"وبات شارل مرة أخرى على شفا الإفلاس، فدعا برلمانه الثالث.
اجتمع البرلمان في 17 مارس 1628، وأعيد كوك واليوت وونتورث وجون هامدن. وأرسلت مدينة هنتنجدون لأول مرة أحد ملاك الأرض الأقوياء الشكيمة ممثلاً عنها، هو أوليفر كرومويل. وفي خطاب العرش طالب شارل بالاعتمادات متجهماً، ثم قال في وقاحة وبغير اكتراث: "لا تأخذوا هذا على أنه تهديد، فإني احتقر أن أهدد إلا من هم أندد لي(58) واقترح البرلمان اعتماد مبلغ 350 ألف جنيه، ولكن قبل التصويت على ذلك، طلب موافقة الملك على "ملتمس الحقوق" (18 مايو 1628) الذي أصبح أحد المعالم التاريخية في الطريق إلى "سيادة البرلمان"...ومضى "الملتمس" يحتج على القروض الإجبارية، وإهدار الملك لحق الفرد في التحقيق في قانونية الاعتقال، وحق المحاكمة أمام المحلفين كما وردا في "العهد الأعظم 1215". وقال كوك: "إننا سنعرف عن طريق هذا الملتمس ما إذا كتب للبرلمان أن يحيا أو يندثر". ووافق شارل على الملتمس موافقة غامضة ملتوية، وطالب البرلمان برد أكثر صراحة ووضوحاً. وظل على موقفه من وقف الاعتمادات. فوافق الملك موافقة رسمية أو شكلية. وأحست لندن بأهمية هذا الاستسلام ومغزاه، وقرعت النواقيس بشكل لم يسمع له مثيل لعدة سنوات من قبل.
وخطا البرلمان خطوة أخرى، فطالب الملك بعزل بكنجهام ولكنه رفض، وفجأة روع الطرفان حين وجد أن هذه المشكلة خرجت من أيديهما. وذلك أن جون فلتون-وهو محارب قديم جريح أثقله الديون، غاضباً من أجل متأخرات معاشه، متأثراً أشد التأثر بالنشرات-اشترى سكين جزار، ومشى ستين ميلاً من لندن إلى بورتسموث، وغمس السكين في صدر بكجنهام، وسلم نفسه للسلطات (23 أغسطس 1628). وانهارت أمام الجثة زوجة بكنجهام التي كانت على وشك الوضع...وحذر البرلمان الملك بأن استمراره في تحصيل رسوم الصادرات والواردات إهدار لمتلمس الحقوق، فأجاب شارل بأن مثل هذه الرسوم لم يرد ذكرها في الوثيقة، فشجع البرلمان التجار على الامتناع عن دفعها(59) وتوكيداً لحق البرلمان في سن التشريع الديني، برغم سيادة الملك الدينية، نادى بكلفنية صارمة، وبتفسير مضاد لآراء أرمينيوس للمواد التسع والثلاثين باعتبارها قانون إنجلترا، وأقترح، استناد إلى السلطة المخولة له، فرض الخضوع للكنيسة الإنجليزية على هذا الأساس، وفرض العقوبات على الكاثوليك والأرمينيين على حد سواء(60). فأمر الملك بفض البرلمان، وغادر رئيسه مقعد الرياسة امتثالاً لهذا الأمر، ولكن المجلس أبى أن يفض الاجتماع، وأرغم رئيسه على العودة إلى كرسيه. ونحن الآن في 2 مارس 1629 حيث قدم جون اليوت ثلاثة قرارات تنص على أن تكون جريمة كبرى عقوبتها الإعدام: إدخال المذاهب البابوية أو الأرمينية أو أية أفكار أخرى تخالف تعاليم الكنيسة القويمة الصحيحة، والإشارة أو الاشتراك بأي شكل من الأشكال في جمع رسوم الصادر والوارد التي لم يقرها البرلمان، ودفع مثل هذه الضرائب غير المعتمدة. ورفض رئيس المجلس أخذ الرأي على هذه الاقتراحات. فقام أحد الأعضاء بهذه العملية، وقابلها المجلس بالهتاف والتصفيق وأقرها. ومذ علم أعضاء المجلس بأن جنود الملك على وشك الدخول إلى قاعة المجلس وطردهم، فإنهم قرروا فض اجتماعهم، وانصرفوا.
وفي مارس أمر شارل بسجن اليوت وسلدن وسبعة من أعضاء آخرين بتهمة إثارة الفتنة. وسرعان ما أطلق سراح ستة منهم، وحكم على الثلاثة الباقين بغرامات فادحة وبالسجن لمدد طويلة، ومات اليوت في السجن وهو في سن الثامنة والثلاثين (1622).
قصة الحضارة ج28 ص304-306،، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
 
عودة
أعلى