التاريخ المحسوس لحضارة الإسلام وعصور اوروبا المظلمة من قصة الحضارة لديورانت أ. طارق منينة

صور دكتاتورية(شببيه السيسي في الدكتاتورية وليس في الازدهار)
دكتاتور أبعد في دكتاتوريته (شارل الأول حاكم إنجلترا منتصف القرن ال17)
تحت عنوان (شارل حاكم مطلق ) قال ديورانت عن الملك الذي سيعدمه برلمانه
:"ومضت إحدى عشرة سنة- وهي أطول فترة من نوعها في تاريخ إنجلترا لم يجتمع فيها البرلمان. وبات شارل آنذاك حراً في أن يكون حاكماً مطلقاً. إنه من الوجهة النظرية لم يطالب بأكثر مما ذهب عليه جيمس وإليزابث وهنري الثامن، ولكنه من الوجهة العملية ذهب إلى اكثر مما ذهبوا إليه، لأنهم لم يبلغوا بسلطات الملك وحقوقه قريباً من حد التوتر والانفجار كما كان يفعل شارل، بفرض الضرائب غير المقررة، وعقد القروض الإجبارية، وإيواء الجنود لدى المواطنين، وإجراء الإعتقالات التعسفية، وإنكار حق المسجونين في طلب التحقيق في أمر حبسهم وفي المحاكمة أمام المحلفين، وتشجيع طغيان محكمة "قاعة النجم"، ومحكمة اللجنة العليا وقساوتها، الأولى في المحاكمات السياسية، والثانية في القضايا الكنسية. ولكن غلطة شارل الأساسية هي عجزه عن أن يدرك أن الثروة التي يمثلها مجلس العموم أعظم كثيراً من الثروة التي يسيطر عليها الملك أو الثروة الموالية له، وأن سلطة البرلمان لا بد أن تزداد تبعاً لذلك.
وفي أثناء هذه الأزمة، وقبل أن تستنزف دماء الأمة، ازدهر الاقتصاد، لأن شارل-مثل والده-كان رجل سلام، وأبقى إنجلترا بعيدة عن الحرب طيلة معظم حكمه، على حين أرهق ريشيليو فرنسا، كما أصبحت ألمانيا خراباً بلقعاً. وبذل الملك المنهوك أقصى الجهد في التخفيف من التركيز الطبيعي للثروة. فأمر بوقف المساحات المسورة وألغى ما أقيم منها في خمس مقاطعات داخلية بين عامي 1625 و1630، وفرض غرامات على 600 من ملاك الأرض المتمردين(61) وأمر برفع أجور عمال النسيج في 1629، 1631، 1637، وأمر قضاة الصلح بفرض رقابة أدق على الأسعار. وعين لجاناً لحماية مستوى الأجور، والإشراف على إعانة الفقراء. وخلق لود لنفسه أعداء جدداً، بتحذيره أرباب العمل من "إذلال الفقراء واضطرارهم إلى إراقة ماء وجوههم(62)" ولكن في نفس الوقت منحت الحكومة الاحتكارات في الملح والصابون والنشا والبيرة والنبيذ والجلود، وأفادت منها. واحتفظت لنفسها باحتكار الفحم. فكانت تشتريه بأحد عشر شلناً للعبوة، وتبيعه عشر في الصيف وتسعة عشر في الشتاء(63). وتلك أيضاً احتكارات أرهقت الفقراء إلى أبعد حد، وهاجر إلى إنجلترا أكثر من 20 ألفاً من البيوريتانيين.
ودفع شارل بأنه كان لا بد له من إيجاد وسيلة لتغطية نفقات الحكومة. وفي
1634 حاول محاولة مشئومة: فرض ضريبة جديدة. ذلك أن السوابق جرت من قديم على مطالبة المدن الساحلية بأن تمد الأسطول بالسفن اللازمة له زمن الحرب، مقابل حمايته لها، أو أن تدفع، بدلاً من ذلك، "مال السفن" للحكومة لتنفق منه على الأسطول. ولكن شارل الآن، ونحن في 1635، فرض "ضريبة السفن" هذه، وبغير سابقة، على كل إنجلترا بأسرها في زمن السلم، متذرعاً (وهذا حق تماماً) بالحاجة إلى إعادة بناء البحرية الخربة، استعداداً للطوارئ
قصة الحضارة ج28 ص306-308، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل حاكم مطلق
 
أكثر البرلمانات شؤماً في تاريخ إنجلترا!(قال ديورانت)واسكتلندا تطرد أساقفة شارل الاول قبل أن تعدمه إنجلترا وهو ملكها وبعد طردها للاساقفة تخوض الحرب ضده
:"وفي الوقت نفسه جاوزت أخطاء الملك الجسام إنجلترا إلى إسكتلنده، فإنه أزعج المشيخيين الاسكتلنديين بزواجه من كاثوليكية، ومده سلطان الأساقفة على كنائسهم. وروع نصف الأشراف "بقانون الإلغاء" (1625) الذي يقضي بإلغاء كل ما منح من أراضي التاج أو الكنيسة منذ ارتقاء ماري ستيوارت إلى العرشوعين خمسة من الأساقفة ورئيساً للأساقفة أعضاء في مجلس الخصوص في إسكتلنده، ثم عين هذا الأخير وهو جون سبوتيزود Spottizwoode قاضياً للقضاة-وهو أول رجل من رجال الكنيسة يعين في هذا المنصب منذ عهد الإصلاح الديني. ثم إنه لما قدم، بعد إبطاء أو تمهل مثير، إلى إسكتلنده ليتوج عليها (1633)، سمح للأساقفة بإجراء الطقوس التي تكاد تكون في معظمها مراسم كاثوليكية في الكنيسة الأنجليكانية-الملابس والشموع والمذبح والصليب. ولما كان الأساقفة الاسكتلنديين قد وطدوا العزم على فرض سلطانهم على المشيخيات، فانهم وضعوا مجموعة من القواعد الطقسية التي صارت تعرف-باسم "قوانين لود"، وقد أولت هذه القوانين الملك سلطة كاملة في الفصل في قضايا الكنيسة، وحرمت اجتماع رجال الدين إلا بدعوة من الملك، وقصرت حق القيام بالتدريس على من يحيزهم الأسقف، ونصت على ألا يرسم قسيساً إلا من يرتضي هذه القوانين(65). وأقر شارل هذه القوانين وأمر بإعلانها في كل كنائس إسكتلنده. واحتج القساوسة المشيخيون على أن نصف الإصلاح الديني بهذه الطريقة قد نسف، وحذروا من أن شارل يمهد لإخضاع بريطانيا لروما. وثارت ثائرة الجمهور في كنيسة سانت جيل في أدنبرة عند محاولة إقامة الشعائر على شكل جديد، وقذف بالعصي والحجارة الكاهن الذي تولى إقامة الشعائر، وطوحت جني جدز Jenny Geddes بكرسيها في رأسه صارخة "أيها اللص القذر، هل أنت الذي ستتلو القداس؟(66)" وانهالت الظلامات والالتماسات على شارل من كل الطبقات تطالب بإلغاء "القوانين الكنسية" السابق ذكرها. فكان جوابه أنه دمغ هذه الملتمسات بالخيانة. وبدأت إسكتلندة الثورة ضد الملك.
وفي 28 فبراير 1638 وقع ممثلو الكنيسة الإسكتلندية وسواد الناس في أدنبرة "الميثاق الوطني" يؤكدون فيه من جديد مذهب المشيخية وطقوسها، ويرفضون القوانين الجديدة، وينذرون أنفسهم للدفاع عن التاج وعن "العقيدة الصحيحة".وبتحريض من القساوسة أيدت إسكتلندة كلها تقريباً هذا الميثاق. وهرب سبوتزوود وكل الأساقفة فيما عدا أربعة، إلى إنجلترا. وطردت الجمعية العامة للكنيسة الإسكتلندية في جلاسجو كل الأساقفة، وأعلنت استقلالها عن الحكومة. وأرسل الملك أوامره بفض الاجتماع، وإلا وجهت إلى المشتركين فيه تهمة الخيانة. ولكنهم واصلوا عقد جلساتهم. وحشد الملك جيشاً قوامه 21 ألف جندي تعوزهم الحماسة، سار به إلى إسكتلندة، على حين جمع "الميثاقيون" قوة من 26 ألف رجل ألهبهم الحماس الديني والغيرة الوطنية. وعندما تلاقى الجمعان وافق شارل على عرض القضية على برلمان إسكتلندي حر وجمعية غير مقيدة من الكنيسة الإسكتلندية، ووقعت الهدنة في بروك Berwick في 18 يونية 1639 وبذلك انتهت "حرب الأساقفة الأولى" دون إراقة دماء.ولكن الجمعية الجديدة انعقدت في إدنبرة في 12 أغسطس 1639، وأكدت القرارات "الخائنة" التي اتخذت في مؤتمر جلاسجو، وصدق البرلمان الإسكتلندي على قرارات الجمعية. واستعد الطرفان "لحرب الأساقفة الثانية".
ودعا الملك للوقوف إلى جانبه، في هذه الأزمة، رجلاً ثابت العزم كامل المزايا (وكانت هذه الكلمة شعاره) بقدر ما كان الملك متردداً عاجزاً. وكان توماس ونتورث Wentworth قد وصل إلى مقاعد البرلمان وهو في سن الحادية والعشرين (1614)، وكان غالباً ما يصوت ضد الملك. وكسبه شارل إلى جانبه بتعيينه رئيساً "لمجلس الشمال"، وكافأه على نشاطه في تنفيذ سياسة الملك بضمه إلى مجلس شورى الملك وبعث به نائباً للملك في إيرلندة (1632) حيث أخمدت الثورة هناك سياسته "البارعة" التي ارتكزت على كفاية مجردة من الرحمة، وأقامت سلاماً مشوباً بالغضب. وفي 1639 عين ارل سترافورد ورئيساً لمستشاري شارل. ونصح الملك بحشد جيش كبير، لقمع "الميثاقيين" ومواجهة البرلمان المتمرد بقوة لا قبل له بمقاومتها. ولكن الجيش الكبير يتطلب اعتمادات من العسير تدبيرها بدون البرلمان. فدعا، على كره منه، برلمانه الرابع، فلما اجتمع هذا "البرلمان القصير" (13 أبريل 1640) عرض عليه الملك رسالة ضبطت، التمس فيها الميثاقيون نجدة لويس الثالث عشر(67). واحتج الملك بأن له الحق؛ إزاء مثل هذه الخيانة؛ في أن يحشد جيشاً، واتصل جون بيم سراً بالميثاقيين، وقرر أن مشكلتهم مماثلة لقضية البرلمان ضد الملك، وحرض البرلمان على منع المعونات المالية عن الملك، وعلى التحالف مع الإسكتلنديين. فحل شارل البرلمان القصير بتهمة الخيانة (5 مايو 1640). واندلعت الفتنة في لندن، وهاجم الرعاع قصر رئيس الأساقفة لود، فلما لم يجده قتلوا كاثوليكياً رفض الصلاة البروتستانتية(68).
وسار شارل إلى الشمال بجيش جمع ارتجالاً، وتقدم الإسكتلنديون نحو الحدود وهزموا الإنجليز (20 أغسطس 1640) واستولوا على شمال إنجلترا. ووافق الملك البائس على دفع 850 جنيه يومياً حتى يتم التوصل إلى معاهدة مرضية، ولكنه عجز عن الدفع، وبقي الجيش الإسكتلندي حول نيو كاسل، بوصفه حليفاً حاسماً للبرلمان الإنجليزي في حربه ضد الملك. فدعا شارل، وقد تولاه اليأس والذهول والحيرة، مجلساً من النبلاء للاجتماع به في يورك. فنصحوه بأن سلطانه بات على شفا الانهيار، وأنه لا بد له من تسوية مع أعدائه. وللمرة الأخيرة دعا الملك البرلمان، وهو أطول البرلمانات وأشدها حسماً وأكثرها شؤماً في تاريخ إنجلترا.
قصة الحضارة ج28 ص308-311، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل حاكم مطلق
 
بداية شروط الإجراءات التي تعرقل خطوات الملك شارل في الحكم المطلق والذي - سيعدمونه فيما بعد-يشبه هنري الثامن في جكمه المطلق
واما مجلس العموم (البرلمان الرابع لشارل) الذي سيعدم شارل فلم يكن علمانيا صرفا بل كان مسيحيا متعصبا يعدم المخالفين ويحارب الشعوب المسيحية المخالفة الأخرى، لكنه مضى في طريق إرغام الملك الزمني ليخضع للمجلس العموم نفسه وعقيدته المتعصبة غير المتسامحة مع الآخر المسيحي، لكن على كل حال فخطوة الصراع مع الحاكم المطلق هي خطوة مضافة للخطوة التي خطاها الحاكم المطلق هنري الثامن الذي طرد الباباوية من حكم إنجلترا لكنه نصب نفسه حاكما مطلقا
قال ديورانت:"اجتمع البرلمان في وستمنستر في 3 نوفمبر 1640. وكان مجلس العموم يضم نحو 500 عضو هم "زهرة الطبقة العليا والعامة المتعلمين.... مجلس أرستقراطي لا شعبي(69)"، يمثلون ثروة إنجلترا أكثر مما يمثلون شعبها، ولكنهم يناضلون من أجل المستقبل ضد الماضي. وأعيدت أغلبية أعضاء البرلمان القصير، متحفزين للانتقام. وتبوأ سلدن وهامدن وبيم أماكنهم من جديد. وكان كرومول رجلاً مرموقاً، ولو أنه لم يرق إلى الزعامة بعد...وفي 11 نوفمبر 1640 اتهم مجلس العموم إرل سترافورد، حيث لم يغفر له المجلس قط تخليه عن الملك-بالخيانة وأمر بإيداعه السجن. وفي 16 ديسمبر، وبعد أن أعلن المجلس أن القوانين الأنجليكيانية الجديدة باطلة قانوناً، اتهم رئيس الأساقفة لود "بالكثلكة" والخيانة، وأمر بإيداعه السجن كذلك، واعترف سلدن فيما بعد بقوله: "إننا نعلم أنهم لم يرتكبوا جريمة من هذا القبيل(76)". أما شارل فقد أصابه الذهول والحيرة إزاء هذه الخطوات العنيدة القاسية، إلى حد أنه لم يتخذ أي إجراء لحماية معاونيه. وبررت الملكة مخاوف البرلمان حين طلبت إلى كاهن الاعتراف الخاص بها أن يلتمس العون من البابا(77). وعادت موجة التأثر والانفعال لدى الفريقين كليهما. وظهر بين المتطرفين في لندن حزب Root and Branch (استئصال الأصل والفرع)-وكان يضم ملتون-وتقدم إلى البرلمان بملتمس يطلب فيه إلغاء الحكومة الأسقفية، واستعادة حكومة الكنيسة إلى الشعب، ويستنكر فيه ما يقول به بعض الأساقفة من "أن البابا ليس عدو المسيح، وأن الخلاص يمكن تحقيقه في العقيدة الكاثوليكية(78)". ورفض المجلس هذا الملتمس. ولكنه أقر تحريم ممارسة العمال التشريعية والقضائية على رجال الكنيسة. ووافق اللوردات شريطة احتفاظ الأساقفة بمقاعدهم في مجلس اللوردات. وهذا، على أية حال، هو ما كان يريده بالضبط أعضاء مجلس العموم، لأنهم توقعوا أن الأساقفة في مجلس اللوردات سوف يصوتون دائماً إلى جانب الملك. وزاد النار اشتعالاً، تلك النشرات التي انهالت، دفاعاً عن حكومة الأساقفة أو هجوماً عليها. وذهب جوزيف هول إلى أن لحكومة الأساقفة حقاً إلهياً، على أن الرسل، أو المسيح، هم الذين أسسوها. فرد عليه خمسة من المعلقين المشيخيين، في نشرة مشهورة ممهورة باسم مستعار Smectymnuus مكون من الأحرف الأولى لأسمائهم، وأعقبها خمسة هجمات عنيفة شنها ملتون. وفي 17 مايو 1641 عاد كرومويل فاقترح إلغاء حكومة الأساقفة إلغاء تاماً. وأقر مجلس العموم المشروع ورفضه مجلس اللوردات. وفي أول سبتمبر قرر أن تزال من كل الكنائس الإنجليزية كل "الصور الخليعة" وأن يمنع في "يوم الرب" (يوم الأحد) الرقص والألعاب الأخرى. واجتاحت إنجلترا موجة أخرى من تحطيم الصور المقدسة والقضاء على المعتقدات التقليدية، فأزيلت أسيجة المذبح وأستاره، وحطمت النوافذ ذات الزجاج الملون، ومزقت الصور إرباً(79). وعاد مجلس العموم فأقر مشروعاً بإقصاء الأساقفة في 23 أكتوبر. فأهاب الملك باللوردات، معلناً أنه قرر الاستشهاد في سبيل المحافظة على مبدأ الكنيسة الأنجليكانية ونظامها، وقد كان.. وضمن تدخله عدم إقرار المشروع. ولكن الجموع المعادية منعت الأساقفة من دخول البرلمان. ووقع إثنا عشر منهم احتجاجاً أعلنوا فيه أن أي تشريع يقر في غيبتهم يعتبر باطلاً عقيماً. فأدانهم البرلمان وأودعهم في السجن. وأخيراً أقر مجلس اللوردات قانون إقصاء الأساقفة (5 فبراير 1642). ولم يعد الأساقفة يتخذون مقاعدهم في البرلمان.
وتابع مجلس العموم تدعيم سلطانه، فاقترض من مدينة لندن المال اللازم لتغطية نفقاته. وأقر مشروعات قوانين تنص على أن تكون مدة البرلمان ثلاث سنوات، وتحرم حل أي برلمان قبل مضي خمسين يوماً من بدء اجتماعه، وحل البرلمان الحالي دون موافقته. وأصلح نظام الضرائب والقضاء، وألغى محكمة قاعة النجم ومحكمة اللجنة العليا. وقضى على الاحتكارات وعلى ضريبة السفن. وألغى الحكم الصادر ضد هامدن. ومنع الملك حق جمع رسوم الصادرات والواردات، إلا لفترات يحددها البرلمان وحده. ووافق شارل على هذه الإجراءات، ولكن البرلمان جاوز الإصلاح إلى الثورة.
قصة الحضارة ج28 ص311-315، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> البرلمان الطويل
 
النص طويل لمن عنده وقت ولم استطع صنع اي مختصر له
صراع مسيحي مسيحي أيام شارل وإستلال السيوف
وهي بداية النهاية لشارل
وثورات الجموع الى أن يُعدم شارل -ملك إنجلترا-بضربة تفصل رأسه عن جسده
قال ديورانت
:"وفي مارس 1641 قدم المجلس ارل سترافورد إلى المحاكمة، وأدانه بتهمة الخيانة، وأرسل الحكم إلى الملك لتوقيعه. وخلافاً لما نصح به لود، شخص شارل إلى مجلس اللوردات، وأعلن أنه على الرغم من استعداده لعزل سترافورد من منصبه، فإنه لن يوافق قط على إدانته بالخيانة. فأعلن أعضاء مجلس العموم أن في حضور الملك انتهاكاً لحرمة البرلمان وإهداراً لحريته وفي اليوم التالي تجمعت "حشود ضخمة حول مجلس اللوردات وقصر الملك وهي تهتف "العدالة، العدالة": وتطالب بإعدام سترافورد. وتوسل مجلس الشورى الذي تولاه الجزع، إلى الملك أن يذعن، فأبى. وضم رئيس أساقفة يورك رجاءه إلى رجائهم في أن يوقع الملك على الحكم، وأنذره النبلاء بأن حياته وحياة الملكة وحياة أطفالهما في خطر، ولكنه أصر على الرفض. وأخيراً أرسل إليه نفس الرجل المحكوم عليه بالإعدام رسالة ينصحه فيها بالتوقيع، الذي هو البديل الوحيد "لعنف الرعاع(80)". فوقع شارل، ولكنه لم يغتفر لنفسه هذا العمل قط.. وفي 12 مايو 1641 سيق سترافورد إلى ساحة الإعدام، ومد لود يديه بين قضبان الزنزانة ليباركه أثناء مروره. ومات "الرجل الكامل" دون أنين أو تشنج، أمام أعين جمهور معاد.
ووسع إعدام سترافورد هوة الخلاف في المجلس وانقسامه إلى ما عرف فيما بعد بحزبي الأحرار والمحافظين-أولئك الذين فوكلاند) وإدوارد هايد (ارل كلارندون فيما بعد) وكان كلاهما يساندان البرلمان-نقول إن هؤلاء الرجال تساءلوا: أولاً يكون الملك، بعد تأديبه وتهذيبه بمثل هذه القسوة، حصناً مرغوباً فيه ضد حكم الرعاع في لندن، وضد تحكم البيوريتانيين في الدين، وضد برلمان جامح يمكن أن يقوض أركان الكنيسة، ويهدد الملكية الخاصة، ويعرض للخطر الكيان الطبقي في الحياة الإنجليزية بأسره؟. وربما سلم بيم وهامدن وكرومويل بهذه الأخطار، ولكن كان ثمة خطر آخر كان يعتلج في نفوسهم، ألا وهو خوفهم على حياتهم هم أنفسهم إذا استعاد الملك قوته وسلطانه. إن الملك قد يأتي في أية لحظة بجيش نصف كاثوليكي من إيرلندة، كما اقترح سترافورد من قبل. وقرر البرلمان، من أجل سلامته وحمايته، الاحتفاظ بالجيش الاسكتلندي الموالي له في شمال إنجلترا، وأرسل إلى الاسكتلنديين منحة مبدئية قدرها 300 ألف جنيه، ووعد بدفع إعانة شهرية قدرها 25 ألفاً من الجنيهات(81).
وازدادت مخاوف البرلمان باندلاع ثورة عنيفة فجأة في إيرلندة (أكتوبر 1641). ودعا فليم أونل وروري أومرو الثالث، وغيرهم من الزعماء، إلى حرب التحرير-تحرير ألستر من مستعمريها الإنجليز، وتحرير الكاثوليك من ربقة الظلم، وتحرير إيرلندة من نير إنجلترا. وألهبت الثوار ذكريات الاضطهادات الفظيعة، وانتزاع الملكية وطرد الأهالي بصورة أليمة، فقاتلوا قتالاً عنيفاً وحشياً. أما الإنجليز في إيرلندة-دفاعاً عما بدا لهم آنذاك أنه ممتلكات شرعية لهم، وعن حياتهم-فانهم قابلوا الضراوة بأشد منها، وغدا كل انتصار بمثابة مذبحة. واشتبه البرلمان الإنجليزي خطأ في أن الملك أذكى نار الثورة لاستعادة الكثلكة إلى إيرلندة، ثم بعد ذلك إلى إنجلترا، فرفض طلب الملك مالاً لحشد جيش لإنقاذ الإنجليز في شرق إيرلندة، خشية أن يوجه مثل هذا الجيش ضد البرلمان ذاته. واستمرت ثورة إيرلنده في غمرة ثورة إنجلترا.
واشتدت الثورة حين رفع شارل إلى مرتبة أعلى، اثنين من الأساقفة المبعدين الذين حوكموا، فاقترح النواب الناقمون "الاحتجاج الأعظم" يلخصون فيه قضيتهم ولكن شارل، في غمرة الحيرة والتردد، كما هو شأنه دائماً، عمد إلى توجيه ضربة جريئة إلى البرلمان الذي شجبها على أنها عمل من أعمال الحرب. ذلك أنه في 3 يناير 1642 اتهم النائب العام، باسم الملك، أمام اللوردات، خمسة أعضاء من مجلس العموم-بيم، هامدن، هوللز، هسلريج، سترود-اتهمهم بالخيانة لعملهم على أن يشق الجيش عصا الطاعة على الملك، وتشجيعهم "دولة أجنبية" (إسكتلندة) على غزو إنجلترا وشن الحرب على الملك. وفي اليوم الثاني دخل شارل، تظاهره قوة من ثلاثمائة جندي تركهم عند الباب، إلى مجلس العموم للقبض على الرجال الخمسة، فلم يجدهم هناك. فقال الملك الحائر المرتبك، وقد صار في مأمن، "أرى أن كل الجبناء، قد هربوا"، وشيعته وهو في طريقه إلى الخروج صيحات الاستنكار والتوبيخ "الحصانة". لأن مثل هذا الغزو الملكي المسلح للبرلمان كان غير مشروع بشكل واضح صريح. وخشية الاعتقال بالجملة، انتقل النواب إلى دار البلدية "جلد هول" تحت حماية المواطنين. وعندما غادر شارل لندن إلى هامبتون كورت، عاد النواب، بما فيهم الخمسة المتهمون إلى وستمنستر. وهربت هنريتا سراً إلى فرنسا ومعها مجوهرات التاج لتشتري بها العون للملك. وسافر شارل إلى الشمال ومعه أختامه. وحاول أن يدخل هل لتأمين المؤن العسكرية هناك، ولكن المدينة أبت عليه ذلك. فغادرها إلى يورك. وأصدر البرلمان أوامره إلى جميع القوات المسلحة بألا تمتثل إلا للبرلمان وحده (5 مارس 1642). وانسحب من البرلمان خمسة وثلاثون من اللوردات وخمسة وستون من النواب، وانضموا إلى الملك في يورك، وأصبح إدوارد هايد آنذاك كبير مستشاري الملك.
وفي الثاني من يونية نقل البرلمان إلى شارل تسعة عشر اقتراحاً رأى أن قبولها ضروري للصلح. منها أن عليه أن يخول للبرلمان سلطة الإشراف على الجيش وجميع المواقع المحصنة. وأن يكون له حق تعديل الطقوس الدينية وحكومة الكنيسة، وتعيين وعزل وزراء التاج وحراس أبناء الملك، وأن يكون له سلطة إقصاء الإشراف الذين يعينون فيما بعد ذلك، عن مجلس اللوردات، ورفض شارل هذه المقترحات، على أنها، عملياً، تقويض للملكية. وعين البرلمان-كأنما كان يتدرب على دور الثورة الفرنسية-لجنة "الأمن العام"، وأمر بأن "يحشد جيش على الفور، (12 يوليه)" وسافر كرومويل وآخرين إلى مواطنهم لجمع المتطوعين وتنظيمهم. وفي نداء إلى الأمة (2 أغسطس) أسس البرلمان ثورته، لا على رغبته في السيادة البرلمانية، بل على تفاقم الكاثوليكية في إنجلترا، وحذر البلاد من أن انتصار الملك لا بد أن يعقبه مذبحة عامة للقضاء على البروتستانت(84). أو في 17 أغسطس استولى وكلاء البرلمان على المخازن العسكرية في هل. وفي 27 أغسطس 1642 نشر شارل رايته فوق نوتنجهام، وبدأت الحرب الأهلية الأولى.الحرب الأهلية الأولى 1642-1646 ..انشقت إنجلترا الآن-بصورة لا يكاد يكون لها مثيل من قبل في تاريخها المعروف، وانحاز إلى صف البرلمان لندن والثغور والمدن الصناعية، وبصفة عامة الجنوب والشرق، ومعظم الطبقة الوسطى، وجزء من الطبقة العليا، وعملياً كل البيوريتانيين. وانضم إلى جانب الملك أكسفورد وكمبردج والغرب والشمال، ومعظم الأرستقراطيين والمزارعين، وكل الكاثوليك والأنجليكانيين الأسقفيين تقريباً. وكان مجلس العموم منقسماً على نفسه، حيث ناصر الثوار نحو 300 عضو، على حين بلغ عدد الملكيين نحو 175 عضواً. وبلغ عدد مجلس اللوردات 110، انحاز إلى جانب البرلمان نحو 30 منهم في بداية الأمر، ورجحت كفة الثورة ضد الملك. وكان في لندن نصف ثروة الأمة، وقدمت للثورة القروض بسخاء عظيم، على حين عجز الملك عن الاقتراض من أي مكان. وكان الأسطول يناصبه العداء، فسد المنافذ على كل معونة أجنبية. ولم يكن أمام الملك إلا أن يعتمد على الهبات والمنح وعلى رجال من الضياع الكبيرة التي أحس أصحابها أن مصلحتهم في تلك الأرض تتحقق بانتصاره، وانبعث من جديد في الأسرات القديمة بعض فضائل الفروسية ومشاعرها، وقدموا المال للملك بلا قيد أو شرط، وقاتلوا وسقطوا في الميدان كما يسقط كرام الرجال. واندفع الفرسان المفعمون فتوة وحيوية، بشعورهم المعقوصة وخيلهم المطهمة بأبهى السروج إلى غمار حرب بطولية، ومعهم كل الشعراء إلا ملتون. ولكن الثروة كانت إلى جانب البرلمان.
والتقى الجمعان لأول مرة في ادجهل Edgehill (23 أكتوبر 1642)، وكان كل جيش يتألف من 14 ألف رجل... وكان الملكيون تحت قيادة الأمير روبرت Rupert ابن إليزابث أميرة بوهيميا أخت شارل، وكان في الثانية والعشرين من عمره. أما "ذوو الرءوس المستديرة" أو البرلمانيون فكان يقودهم روبرت دفريه ارل اسكس الثالث. ولم تكن المعركة فاصلة. ولكن اسكس سحب قواته، وتقدم الملك إلى أكسفورد ليتخذها مقراً لقيادته... على أن الأمور تأزمت في صفوف البرلمانيين في الربيع التالي. فان الملكة هنريتا تسللت إلى إنجلترا، حاملة معها بعض الأسلحة والذخيرة ولحقت بالملك في أكسفورد. وضيع إسكس الوقت سدى، على حين كان الهرب والمرض ينخران في جيشه، وأصيب هامدن بجرح مميت في بعض المناوشات عند شالجروف فيلد. وهزمت قوة برلمانية في أدوالتون مور (30 يونية 1643)، ودمرت قوة أخرى في راوندواي داون (13 يولية). وسقطت برستول في يد الملك. ولما ساءت أقدار البرلمان إلى هذا الحضيض، ولى وجهه شطر إسكتلندة طلباً للعون. وفي 22 سبتمبر وقع مندوبو إسكتلندة "تحالفاً وميثاقاً مقدسين"، تعهد الاسكتلنديين بمقتضاه بإرسال جيش لمساعدة البرلمان مقابل 30 ألف جنيه شهرياً، شريطة أن يقيم البرلمان في إنجلترا وإيرلندا مذهب البروتستانتية المشيخية-أي حكومة المشايخ في الكنيسة، ودون سيطرة الأساقفة، وفي نفس الشهر عقد شارل صلحاً مع المتمردين الإيرلنديين، المتقدم بعضهم للقتال في صفوفه في إنجلترا. وابتهج الكاثوليك الإنجليز لهذا. وتزايد عدد البروتستانت الذين انقلبوا على الملك. وفي يناير 1644 هزم الغزاة الإيرلنديين في نانتوتش وتقدم الجيش الاسكتلندي نحو إنجلترا. والآن كانت الحرب الأهلية تضم ثلاث أمم وأربعة مذاهب.
وفي يولية 1643. انعقدت "جمعية وستمنستر"-121 من رجال الدين الإنجليز، 30 من العلمانيين الإنجليز، وثمانية مندوبين اسكتلنديين (انضموا فيما بعد)-لتحدد البروتستانتية المشيخية الجديدة في إنجلترا. ولقد عوقت السيطرة البرلمانية أعمال هذه اللجنة حتى باتت تجرر أذيالها في مؤتمرات تعقدها لمدة ست سنوات. وانسحب نفر قليل من الأعضاء كانوا يظاهرون الحكومة الأسقفية. وطالبت فئة قليلة من البيرويتانيين المستقلين ألا يشهد الاجتماع مشيخيون ولا أساقفة. أما الأغلبية-وفاء بتعهد البرلمان ونزولاً على إرادته، فإنها أيدت أن يتولى الأمور الدينية في إنجلترا أو إيرلندة وإسكتلندة شيوخ الكنيسة ومجلسهم والمجامع الإقليمية والجمعيات العامة. وألغى البرلمان الحكومة الأسقفية الإنجليكانية (1643)، وأقر التنظيم المشيخي والمذهب المشيخي، ووضع لهما القوانين (1646)، ولكنه احتفظ لنفسه بحق الاعتراض على أية قرارات كنسية. وفي 1647 أصدرت الجمعية "اعتراف وستمنستر بالعقيدة والتعاليم الكبرى والتعاليم الصغرى" وكلها تثبت مذهب كلفن في القضاء والقدر، والاصطفاء، والرفض (أي الإخراج من الزمرة الإبرار ) وأهملت الكنيسة الإنجليكيانية وعودة الملكية إلى أسرة ستيورت، جمعية وستمنستر، ولكن "الاعتراف والتعاليم" بقيت معمولاً بها نظرياً في الكنائس المشيخية في البلاد الناطقة بالإنجليزية.
واتفقت الجمعية والبرلمان على رفض ما تقدمت به الفرق الصغيرة من التماس التسامح الديني. والتمست مدينة لندن المتحدة من البرلمان القضاء على كل الهرطقات. وفي 1648 قدم أعضاء مجلس العموم مشروعات تقضي بعقوبة السجن مدى الحياة على خصوم تعميد الأطفال، وبعقوبة الإعدام على من ينكرون الثالوث الأقدس أو المتجسد أو نزول الكتاب المقدس بوحي من عند الله، أو خلود الروح(87). وأعدم عدد من الجزويت فيما بين عامي 1642 و1650. وفي يناير 1645، اقتيد رئيس الأساقفة لود، وهو في الثانية والسبعين، من السجن إلى ساحة الإعدام، ولكن البرلمان أحس أنه مشغول بالحرب إلى أقصى حد، أو أنه ليس ثمة مجال للرفق والمجاملة. ومهما يكن من أمر فإن كرومويل ناضل في سبيل شيء من التسامح. وفي 1643 شكل في كمبردج فرقة أطلق عليها "ذوو الدروع الحديدية Ironsides" وهو اسم أطلقه في الأصل الأمير روبرت على كرومويل نفسه، ورحب بكل الأفراد الذين ينضمون إلى الفرقة من كل الملل والنحل-باستثناء الكاثوليك وأنصار حكومة الأساقفة-"ممن لا تفارق خشية الله نفوسهم"، وممن يتدبرون ما صنعت أيديهم(88). وعندما أراد ضابط مشيخي أن يطرد-من الفرقة ضابطاً برتبة مقدم من أنصار تجديد التعميد (إعادة تعميد البالغين ورفض تعميد الأطفال)، اعترض عليه كرومويل قائلاً. "سيدي، إن الدولة حين تختار موظفيها لا تلقي بالاً إلى آرائهم، طالما أنهم جادون في خدمتها بإخلاص، وهذا يكفي(89)". وفي 1644 طلب إلى البرلمان "أن يلتمس وسيلة ما للتسامح، وفقاً لما جاء في الكتاب المقدس، مع ذوي النفوس الضعيفة الذين لا يستطيعون في كل الأحوال أن يخضعوا لحكم الكنيسة(90)". وتجاهل البرلمان هذا المطلب، ولكن كرومويل ظل يمارس تسامحاً نسبياً في فرقته، وطوال سيطرته على إنجلترا.
وكان ارتقاء كرومويل إلى مرتبة القيادة مفاجأة من مفاجآت الحرب. ما صنعت أيديهم(88). وعندما أراد ضابط مشيخي أن يطرد-من الفرقة ضابطاً برتبة مقدم من أنصار تجديد التعميد (إعادة تعميد البالغين ورفض تعميد الأطفال)، اعترض عليه كرومويل قائلاً. "سيدي، إن الدولة حين تختار موظفيها لا تلقي بالاً إلى آرائهم، طالما أنهم جادون في خدمتها بإخلاص، وهذا يكفي(89)". وفي 1644 طلب إلى البرلمان "أن يلتمس وسيلة ما للتسامح، وفقاً لما جاء في الكتاب المقدس، مع ذوي النفوس الضعيفة الذين لا يستطيعون في كل الأحوال أن يخضعوا لحكم الكنيسة(90)". وتجاهل البرلمان هذا المطلب، ولكن كرومويل ظل يمارس تسامحاً نسبياً في فرقته، وطوال سيطرته على إنجلترا.
وكان ارتقاء كرومويل إلى مرتبة القيادة مفاجأة من مفاجآت الحرب. إنه شارك لورد فردياندو فيرفاكس أمجاد النصر في ونسبي (11 أكتوبر 1643). ولقد هزم فيرفاكس في مارستن مور (2 يولية 1644) ولكن رجال كرومويل "الحديديون" أنقذوا الموقف. إن قواداً برلمانيين آخرين، مثل إرل اسكس وإرل مانشستر، تراجعوا أو عجزوا عن متابعة انتصارهم وأقر مانشستر صراحة بعدم رغبته في الإطاحة بالملك. وبغية التخلص من هؤلاء القادة ذوي الألقاب، واقترح كرومويل "قرار إنكار الذات" (9 ديسمبر 1644)، يعتزل كل أعضاء البرلمان بمقتضاه قياداتهم. وهزم الاقتراح، ولكن عرض من جديد وأقر (3 أبريل 1645). واعتزل اسكس ومانشستر، وعين توماس فيرفاكس-ابن فرديناندو-قائداً أعلى-وسرعان ما عين كرومويل قائداً للفرسان، وأمر البرلمان بتكوين جيش "على طراز جديد"، من 22 ألف جندي، وأخذ كرومويل على عاتقه مهمة تدريبه...وعندما كان الملكيون يطاردون مشاة سير توماس فيرفاكس في ناسبي (14 يونية 1645)، حول كرومويل بفرسانه الجدد الهزيمة إلى نصر مبين، إلى حد أن الملك فقد كل مشاته ومدفعيته ونصف خيالته، ونسخاً من مراسلاته التي نشرت لتكشف عن خطته في استقدام مزيد من القوات الإيرلندية إلى إنجلترا، وإلغاء القوانين المناهضة للكاثوليكية.
ومنذ تلك اللحظة أخذت أحوال الملك تزداد سوءاً وبسرعة. فإن مركيز مونتروز، قائده البطل في إسكتلندة، بعد عدة انتصارات، هزم في فيلبهو وهرب إلى القارة. وفي 30 يوليه 1645 استولى جيش البرلمان على باث، وفي 23 أغسطس تخلى روبرت عن برستول إلى فيرفاكس، والتمس الملك، دون جدوى، العون من كل الجهات. وأحس جنوده بأن قضيتهم خاسرة، فتذرعوا بمختلف المعاذير وتخلفوا عنه وانضموا إلى العدو. وحاول بالمفاوضات الملتوية مع كل فريق على حدة أن يوقع الانقسام في صفوف أعدائه-فيفرق بين المستقلين والبرلمان، وبين البرلمان والاسكتلنديين، ولكنه أخفق في ذلك. وكان لتوه قد أرسل زوجته الحامل، عبر أراضي معادية، لتبحر إلى فرنسا، وأمر الآن الأمير شارل بالفرار من إنجلترا بأية وسيلة ممكنة. وتنكر هو، مع اثنين من المرافقين، وشق طريقه إلى الشمال حيث استسلم للاسكتلنديين (5 مايو 1646). ووضعت الحرب الأهلية الأولى، بالفعل أوزارها.
قصة الحضارة ج28 ص315-319، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> الحرب الأهلية الأولى
 
هذا هو المنشور الأخير عن موضوع شارل الأول ملك إنجلترا وإعدامه بقرارات من البرلمان الإنجليزي
أحداث ما قبل اعدام ملك انجلترا شارل الأول
قال ديورانت
:"المتطرفون
1646-1648
وراود شارل الأمل في أن يعامله الاسكتلنديون، وكأنه لا يزال ملكاً عليهم، ولكنهم آثروا أن يعتبروه سجيناً لديهم. وعرضوا عليه أن يعاونوه على استرداد عرشه، إذا قبل التوقيع على "التحالف والميثاق المقدسين" وبمقتضى ذلك. يكون مذهب المسيحية المشيخية إجبارياً في كل الجزر البريطانية، ولكنه أبى عليهم ذلك. وبعث
البرلمان الإنجليزي بمندوبيه إلى الاسكتلنديين في نيو كاسل يعرض عليهم ارتضاء شارل ملكاً، شريطة أن يقبل الميثاق، ويوافق على إقصاء زعماء الملكيين، ويسمح بسيطرة البرلمان على كل القوات المسلحة، وتعيين كبار موظفي الدولة، ولكن الملك رفض. وعرض البرلمان على الاسكتلنديين مبلغ 400 ألف جنيه لتسديد متأخراتهم ونفقاتهم، إذا عادوا إلى إسكتلندة وسلموا الملك إلى المندوبين الإنجليز. ووافق برلمان إسكتلندة، وقبل المال، لا على أنه ثمن الملك، بل على أنه تعويض عن نفقات الحرب. وأحس شارل، على أية حال، بأنهم قايضوا عليه بالذهب. ونقل إلى هولمبي هاوس في نورثمبتو نشير (يناير 1647) على أنه سجين البرلمان البريطاني.
واستعرض الجيش الإنجليزي المعسكر آنذاك في سافرون والدن، على بعد أربعين ميلاً من لندن، استعرض انتصاراته، وطالب بمكافآت متساوية. إن الاحتفاظ بجيش يبلغ ثلاثة وثلاثين ألف رجل، اضطر البرلمان إلى رفع الضرائب إلى ضعف أعلى معدل لها أيام شارل، ومع هذا تأخر للجند رواتب ما بين أربعة إلى عشرة شهور. وفوق ذلك فإن البيوريتانيين الذين انهزموا في البرلمان، كانت لهم اليد الطولى في الجيش، وحامت الشبهات حول زعيمهم كرومويل في أن له أطماعاً لا تتفق مع سيادة البرلمان. وأسوأ من هذا كله، أنه كان في فرقته "أنصار المساواة Levelers" الذين يرفضون أي تمييز بين المرتب في الدولة وفي الكنيسة، والذين نادوا بحق الاقتراع للبالغين وبالحرية الدينية. وكان نفر قليل منهم شيوعيين وفوضويين. وأعلن وليم والوين أن كل شيء يجب أن يكون مشاعاً مشتركاً، ومن ثم لن تعود هناك حاجة لقيام حكومة، لأنه لن يكون هناك حينذاك لصوص ولا مجرمون(92)" وكان جون للبورن Lilburne أعظم دعاة أنصار المساواة يزداد، بعد كل اعتقال وعقاب، شعبية في لندن (1646)(93). وهوجم كرومويل على أنه من "أنصار المساواة" ولكنه برغم تعاطفه معهم، كان يعارض آرائهم، إحساساً منه بأن إنجلترا آنذاك لا بد أن تؤدي فيها الديموقراطية إلى الفوضى. واستاء البرلمان؛ وهو آنذاك "مشيخي". لما ينطوي عليه من خطر، وجود جيش عرمرم مزعج، في مكان قريب، وهو جيش مستقل ذو قوة. فأقر مشروعاً بتسريح نصفه، وتسجيل الباقي متطوعين للخدمة في إيرلندة. فطالب الجنود بمتأخر رواتبهم، فأقر البرلمان صرف جزء منها والباقي وعوداً. ورفض الجنود أن يتفرقوا إلا إذا دفعت استحقاقاتهم ورواتبهم كاملة. وجدد البرلمان المفاوضات مع الملك، وكاد أن يصل معه إلى اتفاق على إعادته إلى العرش، شريطة قبوله "الميثاق" لمدة ثلاثة أعوام. وحذر الملك من قبول هذا العرض، ولكن جماعة من الفرسان هاجمت هولمبي هاوس وأسرت الملك، واقتادته إلى نيوماركت (3-5 يونية 1647)، وأسرع كرومويل إلى نيوماركت، وجعل من نفسه رئيساً "لمجلس من الجيش"، وفي 10 يناير بدأ الجيش مسيرة غير متعرجة إلى لندن.. وفي الطريق أرسل إلى البرلمان أعلاناً صاغه أساساً صهر كرومويل القدير، هنري أيرتون Ireton، ندد فيه باستبداد البرلمان الذي لم يكن خيراً من استبداد الملك، وطالب بانتخاب برلمان جديد مع توسع في حق الانتخاب. ووقع البرلمان بين نارين، فإن التجار والصناع وأهل لندن كانوا يخشون احتلال الجيش للمدينة، وطالبوا، في صخب شديد بعودة الملك، وفق أية شروط كانت، تقريباً. وفي 26 يولية اقتحمت الجموع البرلمان وأرغموه على دعوة الملك إلى لندن، ووضع المليشيا تحت قيادة المشيخيين. وترك سبعة وستون من "المستقلين" البرلمان إلى جيش.
ودخلت القوات لندن في 6 أغسطس، وأتوا بالملك معهم، وأعيد "المستقلون" السبعة والستون إلى أماكنهم في البرلمان، الذي سيطر عليه الجيش منذ تلك اللحظة إلى أن قبض كرومويل على زمام الأمور. ولم تشب تصرفات الجيش شائبة من الفوضى أو التشويش، ولم تكن مجردة من المبادئ، بل حافظ على النظام في المدينة، وفي القوات المسلحة نفسها؛ بل إن الأجيال التالية أجازت مطالبه التي يحتمل أنها كانت غير عملية في أوانها. وفي نشرة بعنوان "قضية الجيش مدونة بصدق وأمانة" (9 أكتوبر 1647) طالب بحرية التجارة وإلغاء الاحتكارات، وإعادة الأراضي العامة إلى الفقراء، وألح على ألا يرغم إنسان على الشهادة ضد نفسه في المحكمة(94). وفي "اتفاقية الشعب" (30 أكتوبر) أعلن "أن كل السلطة أصلاً وأساساً في مجموع الشعب بأسره"، وأن الحكومة العادلة الوحيدة هي التي تكون عن طريق ممثلين ينتخبون انتخاباً حراً يتوفر فيه حق الاقتراع للبالغين، وأنه بناء على هذا، فإن الملوك واللوردات، إذا سمح لهم بالبقاء فيجب أن يكونوا خاضعين لمجلس العموم، وأنه لا يجوز إعفاء أحد من سلطة القانون، وأنه يجب تمتع الجميع بالحرية الدينية الكاملة(95). قال الكولونيل رينزيورو "إن كل من ولد في إنجلترا، الفقير أو أحط الناس في المملكة، يجب أن يكون له صوت في اختيار أولئك الذين يضعون قوانين البلاد، تلك القوانين التي يعيش ويموت في ظلها(96)...وفي الوقت نفسه تمكن الملك من الهرب من سجانيه العسكريين، واتخذ طريقه إلى الشاطئ وإلى جزيرة وايت حيث وجد مأوى أميناً في قلعة كارسبروك (14 نوفمبر 1648). وشدد من عزيمته ما ترامى إليه من أنباء ثورة الملكيين ضد البرلمان في الريف وفي الأسطول، وعرض عليه المندوبون الاسكتلنديون في لندن سراً، أن يمدوه بجيش يعيده إلى عرشه إذ قبل النصرانية المشيخية وإبطال ما عداها من المذاهب المسيحية. وارتضى الملك هذا "الارتباط" ولكنه حدده بثلاث سنوات. وغادر المندوبون لندن ليحشدوا جيشاً. واعتمد البرلمان الاسكتلندي خطتهم لغزو إنجلترا، وأصدر في 3 مايو 1648 بياناً يطالب كل الإنجليز بالالتزام "بالميثاق"، ويحظر كل الأشكال الدينية فيما عدا المشيخية، ويأمر بحل جيش "المستقلين" ورأى البرلمان الإنجليزي أن تنفيذ هذه الاقتراحات لا يعي شيئاً إلا القضاء عليه وإخضاع إنجلترا لإسكتلندة. وأسرع بمصالحة كرومويل، وأقنعه بأن يقود قواته ضد الاسكتلنديين. ولا ريب أن البرلمان سر لإبعاد كرومويل، والإلقاء به إلى التهلكة، وبعد ثلاثة أيام من الأخذ والرد أقنع الجيش بأن يتبعه إلى ميدان المعركة. وتبعه الجيش على كره منه، وأقسم بعض الزعماء أنهم إذا قدر لهم إنقاذ إنجلترا فلسوف يكون من "واجبهم أن يستعدوا رجل الدم، شارل ستيوارت، ليقدم حساباً على الدماء التي سفكها(97)...وأسدل الستار
1648-1649
استطاع كرومويل بفضل ما أوتى من طاقة أن يقصر من أمد الحرب الأهلية الثانية. فعلى حين أخمد فيرفاكس ثورات الملكيين في كنت، اتجه أوليفر غرباً واستولى على معقل ملكي في ويلز. وعبر الاسكتلنديين نهر تويد في 8 يوليه، وتقدموا في سرعة مذهلة حتى صاروا على بعد نحو 40 ميلاً من ليفربول. وفي برستون، في لنكشير، التقى جيش كرومويل المكون من تسعة آلاف جندي، مرتين، بهذا الجمع من الاسكتلنديين والخيالة الملكيين وأوقع بهم هزيمة منكرة (17 أغسطس).
وبينما كان كرومويل وجنوده يعملون على إنقاذ البرلمان، دبر البرلمان أن يحمي نفسه منهم، بفتح باب المفاوضات من جديد، لإعادة الملك. ولكنه أصر على أن يوقع الملك "الميثاق" وأن يضعه موضع التنفيذ، فرفض الملك. وعرض الجيش العائد أن يؤيد عودته إلى العرش مع الحد من حقوقه الملكية إلى أضيق الحدود، فأبى (17 نوفمبر). وبغية أن يقطع الجيش الطريق على البرلمان ليعيد الملك إلى العرش، قيض عليه ثانية وأودعه قلعة هيرست المواجهة لجزيرة وايت، وشجب البرلمان هذا التصرف، واقترع على قبول شروط الملك أساساً لتسوية النزاع-فأعلن قادة الجيش الذين كانوا يتوقعون الموت، إذا عاد شارل، انه لن يسمح بالدخول إلى مجلس العموم إلا لمن ظلوا على "ولائهم وإخلاصهم للمصلحة العامة". وفي بواكير يوم 6 ديسمبر أحاطت قوة من الجند تحت قيادة كولونيل توماس برايد، بمجلس العموم، واقتحمه، ومنعت أو طردت 140 من الأعضاء الملكيين والمشيخيين، وأودعت السجن أربعين عضواّ أبدوا شيئاً من المقاومة(98). واستحسن كرومويل هذا الإجراء. واشترك في الاقتراع على سرعة محاكمة الملك وإعدامه.
لم يبق الآن من الأعضاء الخمسمائة الذين كان يتألف منهم مجلس العموم 1640 إلا ستة وخمسين. وأقر هذا "البرلمان الإثارة" (الذي لم يبق فيه إلا نفر قليل)، بأغلبية ستة أصوات، قانوناً ينص على أن شن الملك الحرب على البرلمان خيانة عظمى، ورفض اللوردات القانون على أنه ليس من سلطة مجلس العموم، وعندئذ (4 يناير 1649)، قرر النواب أن الشعب" بعد الله مصدر كل سلطة عادلة "وأن النواب، وهم يمثلون الشعب"، "أصحاب السلطة العليا في هذه الأمة، وأنه بناء على ذلك تكون لتشريعاتهم قوة القانون، دون موافقة اللوردات أو الملك". وفي 6 يناير عين النواب 135 عضواً لمحاكمة الملك، وأبلغ أحد الأعضاء-وهو ألجرنون سدني-كرومويل بأنهم ليس لديهم سلطة قانونية، ليحاكموا ملكاً. ففقد كرومويل صوابه وصاح في وجهة قائلاً: "أؤكد لك أننا سنقطع رأسه وفوقه التاج(99)" وبذل قادة الجيش آخر محاولة لتفادي قتل الملك. فعرضوا تبرئة شارل إذا وافق على بيع أراضي الأساقفة، وتنازل عن حقه في الاعتراض برفض قرارات البرلمان. ولكن الملك أجاب بأنه لا يستطيع إلى ذلك سبيلاً، لأنه أقسم اليمين على أن يكون مخلصاً لكنيسة إنجلترا. وليس ثمة م تنازع في شجاعته.
وبدأت المحاكمة في 19 يناير 1649... وفي 30 يناير سار الملك في هدوء إلى الموت، أمام جمهور غفير تملكه الرعب. وبضربة واحدة من بلطة الجلاد قطع رأسه. وكتب شاهد عيان "لقد تعالت أنات آلاف الحاضرين وقتئذ وآهاتهم، بشكل لم أعهده قط من قبل، وأرجو ألا أسمعه من بعد"(102).
قصة الحضارة ج28 ص324-330 بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> المتطرفون
 
قتل شارل انه الحاكم المطلق في عصر كانت اوروبا تنتفض من الداخل ضد الطغيان الداخلي :"لقد ورث عن أبيه فكرته عن الحق المطلق للملك"قصة الحضارة ج28 ص300، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
-
قتل شارل الإفلاس والديون وفرض الضرائب دون اقرا البرلمان ":"وبات شارل مرة أخرى على شفا الإفلاس، فدعا برلمانه الثالث"قصة الحضارة ج28 ص304،، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
":فرض الضرائب دون إقرار البرلمان لها"
قصة الحضارة ج28 ص303، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
-
ونزقه وشعوره بملوكية كانت أوروبا تتململ منها كما تتململ من الباباوية وأعمالها التاريخية الشنيعة وقراراتها التي دمرت أوروبا من الداخل
وقاحته قتلته:"قال في وقاحة وبغير اكتراث: "لا تأخذوا هذا على أنه تهديد، فإني احتقر أن أهدد إلا من هم أندد لي(58) "قصة الحضارة ج28 ص304،، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
حمايته لاصدقاءه وخدمه ، تأنيبه لغيره في كبر وتهور ملوكي
:"فأنبه الملك قائلاً: "أنا لا أسمح بأن يحقق المجلس مع خدمي، فما بالكم برجل قريب مني إلى هذا الحد." فأشار اليوت على المجلس بوقف أية اعتمادات حتى يسلم الملك بحق البرلمان في إسقاط أي وزير، وذكر شارل البرلمان غاضباً، بأن في مقدوره أن يفضه في أية لحظة، فرد المجلس على ذلك بمحاكمة بكنجهام رسمياً-متهمين إياه بالخيانة ومطالبين بعزله عن منصبه (8 مايو 1626 وأبلغ الملك بأنه لن يقر أية اعتمادات، حتى يتم ذلك. فحل الملك البرلمان في 15 يونية، وترك البت في موضوع المسئولية الوزارية للمستقبل.
قصة الحضارة ج28 ص303، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
استنزاف الدماء" دماء الأمة"
:"وأمر شارل أعوانه أن يجمعوا رسوم الصادرات والواردات سالفة الذكر، برغم عدم حصوله على موافقة البرلمان، وأن يستولوا على بضائع التجار الذين يعجزون عن الدفع."
قصة الحضارة ج28 ص303-3-4، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل الأول يواجه البرلمان
:"شارل الآن، ونحن في 1635، فرض "ضريبة السفن" هذه، وبغير سابقة، على كل إنجلترا بأسرها في زمن السلم، متذرعاً (وهذا حق تماماً) بالحاجة إلى إعادة بناء البحرية الخربة، استعداداً للطوارئ
قصة الحضارة ج28 ص308، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل حاكم مطلق
قتله ماقال عنه ديورانت:"وبات شارل آنذاك حراً في أن يكون حاكماً مطلقاً. إنه من الوجهة النظرية لم يطالب بأكثر مما ذهب عليه جيمس وإليزابث وهنري الثامن، ولكنه من الوجهة العملية ذهب إلى اكثر مما ذهبوا إليه، لأنهم لم يبلغوا بسلطات الملك وحقوقه قريباً من حد التوتر والانفجار كما كان يفعل شارل، بفرض الضرائب غير المقررة، وعقد القروض الإجبارية، وإيواء الجنود لدى المواطنين، وإجراء الإعتقالات التعسفية، وإنكار حق المسجونين في طلب التحقيق في أمر حبسهم وفي المحاكمة أمام المحلفين، وتشجيع طغيان محكمة "قاعة النجم"، ومحكمة اللجنة العليا وقساوتها، الأولى في المحاكمات السياسية، والثانية في القضايا الكنسية. ولكن غلطة شارل الأساسية هي عجزه عن أن يدرك أن الثروة التي يمثلها مجلس العموم أعظم كثيراً من الثروة التي يسيطر عليها الملك أو الثروة الموالية له، وأن سلطة البرلمان لا بد أن تزداد تبعاً لذلك.
قصة الحضارة ج28 ص306،307، بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلترا -> الثورة الكبرى -> شارل حاكم مطلق
قتله جنده!

شارك في قتله الإقتصاد وصوره الجديدة والعلاقات التي نشأت عنه بين رأس المال والعمال، أو السيد والعبد، أو صاحب الأرض والعامل عليها، أو صاحب العمل والعمال، كما والصراع على الملك والكنيسة والباباوية والثروات الجديدة (من المستعمرات مثلا) وهكذا شارك فيه الداخل والخارج، الفقر والمرض، النقمة والتمرد،(تمرد الفلاحين أو الجنود في حالة شارل) كما وبتطور الغرب نحو صور جديدة من الإقتصاديات تبعا لتطور وسائل التكنولوجيا وتغيير دوال المال للمجتمعات والتجارة ورؤية العالم التي توسعت بالتجارة والإكتشافات والحروب الصليبية ونمو المال ووقوعه في يد طبقات جديدة أقل استبدادا واستعبادا لغيرها
لقد شارك في قتله روح الإسلام المتسربة من النماذج التي انبهرت بها أوروبا
علميا وشوريا ، تسامح وتعايش الإسلام مع غيره كما أمر القرآن ، كما شارك في
قتله الإصلاح الديني الذي كان لايزال يقتل ويعدم المخالفين (الفرقة الضالة لأختها )
كما
شارك في قتله عناصر من فكر النهضة ومن الأفكار الجديدة التي انقلبت على الكنيسة وأزعم أن كثير منها متأثر بالإسلام.
 
أبناء الله (تعالى الله عمايقولون علوا كبيراً) كما يحب فيلدرز (البرلماني الهولندي حالياً) أن يغيظ بهم المسلمين يبررون قتل الهولنديين (منتصف القرن ال16)
بيوس الخامس الرئيس الأعلى لمحاكم التفتيش أصبح بابا روما؟
أيد الحرب القذرة على هولندا!
"وأعان كنيسة روما على البقاء سلسلة من البابوات الأقوياء الشكيمة برغم فقدها ألمانيا والأراضي المنخفضة واسكندناوة وبريطانيا-وكلها سلختها منها حركة الاصلاح البروتستنتي. وكان مجمع ترنت قد أكد سيادة البابوية على المجامع وزاد منها، كذلك جمعية يسوع (اليسوعيون) الفنية القوية تدين بالولاء للبابوية وتخلص لها الحب. وفي عام 1566 ارتقى أنطونيو جيسلييري- الأخ الدومنيكي والرئيس الأعلى لمحكمة التفتيش- عرش البابوية باسم بيوس الخامس وهو في الثانية والستين... وخيل إليه أن قداسة حياته الشخصية تنسجم تمام الانسجام مع الصرامة التي تعقب بها البدع الدينية. فسحب من كاثوليك بوهيميا الحق الذي منحوه من قبل، حق تناول الأسرار بالخمر كما يتناولها بالخبز. وحرم اليزابث ملكة إنجلترا واحل الكاثوليك الانجليز من الولاء لها. وحث شارل التاسع ملك فرنسا وكاترين مديتشي على مواصلة الحرب على الهيجونوت حتى يبادوا بغير رحمة(23). وامتدح الأساليب الفظة التي اتبعها ألبا في الأراضي المنخفضة(24). وجاهد بقواه المحتضرة لتجهيز الأرمادا الذي هزم الترك في ليبانتو. وما خفف في حياته حكما كنسيا(25)، بل شجع محكمة التفتيش على تنفيذ قواعدها وعقوباتها بالقوة.
على أنه عنف مثل هذا العنف في فرض الاصلاح الكنسي. فالأساقفة الذين يغفلون الاقامة في اسقفياتهم يشلحون، وعلى الرهبان والراهبات أن يعتزلوا الناس اعتزالا تاما، وكل اخلال بالوظائف الكنسية يجب أن يكشف أمره ويعاقب".
قصة الحضارة ج29 ص22،23، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> روما والبابوات
 
ل فيلدرز (البرلماني الهولندي) أقول إن
البابا بيوس الخامس مشجع قتل الهولنديين ومضطهد المعارضين وقاتل المخالفين أصبح قديساً، ألم تقل إنهم -ومنهم هذا البيوس!-أبناء الله؟!!
:"كتب مؤرخ بروتستنتي كبير يقول "قليل من البابوات من تدين لهم الكاثوليكية بفضل اكثر من دينها لبيوس الخامس، حقا لقد قسا في اضطهاد البدع، ولكن ادراكه لضرورة الاصلاح، وعزمه الوطيد على تنفيذه، ردا إلى الكنيسة كثيرا من الاحترام الذي فقدته(27). وقد أدخلت الكنيسة بيوس في عداد القديسين عام 1712.
قصة الحضارة ج29 ص24، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> روما والبابوات
 
البابا جريجوري الثالث عشر (1572-85) قامع المخالفين له من المسيحيين(الهيجونوت)
:"أن مشاريعه الجريئة-كتمويل المدارس اليسوعية، وقمع الهيجونوت، وخلع اليزابث-كانت تحتاج إلى المال. ولكي يجمعه أمر بتطبيق القانون بحذافيره على ملاك الضياع الكائنة في الأملاك البابوية وعلى عقود التمليك. وهكذا صادر البابا كثيرا من الأملاك التي كان مآلها عقود التمليك. وهكذا صادر البابا كثيرا من الأملاك التي كان مآلها إلى البابوية لانقطاع خط الوراثة المباشر، أو لعدم أداء الضرائب المفروضة على الاقطاعات البابوية. على أن ضحايا هذا الأمر البابوي، الحاليين منهم أو المنتظرين، سلحوا أتباعهم، وقاوموا نزع ملكياتهم
قصة الحضارة ج29 ص24، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> روما والبابوات
 
فليتشي بيريتي (سيكستوس الخامس 1585-90) أعظم البابوات يقطع الرؤوس حتى"قال ظرفاء روما إن عدد الرءوس المقطوعة المعلقة على جسر سنتانجيلو يفوق عدد ثمار الشمام المعروضة في أكشاك السوق"
قال ديورانت :"ولم يكن هناك أي اعتبار للمراتب الكهنوتية أو الاجتماعية، فالمذنبون من »الأسر الأولى« يعدمون دون راحة أو تأجيل، وكان بين المشنوقين قسيس خارج على القانون. وما لبث الريف أن انتشرت فوق ارجائه الجثث تتأرجح في الريح، وقال ظرفاء روما إن عدد الرءوس المقطوعة المعلقة على جسر سنتانجيلو يفوق عدد ثمار الشمام المعروضة في أكشاك السوق(33). ولغظ الناس بقسوة البابا الهمجية، ولكن السفراء أخبروه أنهم »أينما ساروا في دويلاته كانوا يجتازون بلدا رفرف عليه السلام والأمن(34)"
قصة الحضارة ج29 ص25،26، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> روما والبابوات
 
البابا كلمنت الثامن (1592-1605) وحرق برونو
:" رفض الرأفة على بياتريشي تشنشي (1599)، واذن لمحكمة التفتيش بحرق جوردانو برونو (1600)"
قصة الحضارة ج29 ص30، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> روما والبابوات
 
بابا -اوربان الثامن-يشعل حرب الثلاثين عاماً بين المسيحيين-المسيحيين في اوروبا
:"اوربان الثامن (1623-44)، الذي قدم المعونة أول الأمر لاسبانيا والنمسا في حرب الثلاثين سنة، ولكنه خشي أن تطوقاه حين حاولنا ابتلاع مانتوا، فاتحه بمناوراته الدبلوماسية إلى التعاون مع رشليو في استخدام جيوش جوستاف أدولف البروتستنتية لإضعاف قوة الهابسبورج. وقد سرت إليه العدوى من روح العصر العسكرية، فأخضع الشئون الدينية لمقتضيات التوسع شأن الملوك، واستولى على أوربينو وفرض عليها الضرائب الثقيلة-كما فرضها على دويلاته الأخرى-ليمول جيشاً بابوياً يعده لمحاربة دوق بارما. ولكن الجيش كان عاجزاً لا خير فيه
قصة الحضارة ج29 ص30، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> روما والبابوات
 
اليسوعيون
"ألمع تلاميذهم فولتير"
قصة الحضارةج29 ص34، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
 
اليسوعيين يحتقرون الجسد!!
"اليسوعيين في مذهبهم - وفي تطبيقهم للمذهب عادة - يحتقرون الجسد
قصة الحضارةج29 ص34، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
 
اليسوعيين يقدحون في كتابهم المقدس!!
ويدعمون الإستعمار-كما سيأتي-
ويعلون من سلطة البابا!!
قال ديورانت:"ويمكن القول عموماً بأن اليسوعيين مالوا في لاهوتهم إلى الرأي السمح والنظرة المتحررة. كان من رأي بعضهم، كالأب ليس والاب هامل في لوفان (1585)، إنه ليس من الضروري الإيمان بأن كل كلمة أو كل تعليم في الكتاب المقدس موصى به من الله(41). وقد أكد كل اليسوعيين تقريباً المعتقد السكولاسي القائل بأن الحكومات الزمنية تستقي سلطتها من الشعب، وقد بشر عدد غير قليل منهم - مثل ماريانا وبزنباوم - بحق الشعب عن طريق ممثليه الشرعيين في أن يعزل، بل أن يقتل، الملك »الفاسد« ولكن »الفاسد«في هذا المجال كان معناه المهرطق، وربما كان مبعث هذا التشديد الديمقراطي رغبة اليسوعيين، بحكم ولائه المطلق لسيادة روما، في الإعلاء من سلطة البابا التي تفردت بالقداسة والسمو. وعلى النقيض من لوثرن آمن اليسوعيون بفعالية الأعمال الصالحة في نيل الخلاص، واستنكروا على الخطية الأصلية، وقابلوا الجبرية القائمة التي قال بها بولس، وأوغسطين، ولوثر، وكلفن، ويانسن، بالتأكيد من جديد لحرية الإرادة.
قصة الحضارةج29 ص35،36، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
 
الصراع بين اليسوعيين والبروتستانت وكل فرقة تطالب بحرق الأخرى!!
:"وأما القساوسة البروتستنت في إنجلترا، الملتزمون بعقيدة الحق الإلهي لملوكهم في الحكم، فقد صدمتهم آراء اليسوعيين في سيادة الشعب وقتل الملوك أحيانا. وندد روبرت فيلمر برأي الكردينال بللارميني القائل بأن »السلطة الزمنية أو المدنية..كائنة في الشعب، إلا إذا خلعها على ملك«(45). أما البروتستنت الألمان فحاربوا اليسوعيين زاعمين أنهم »مخلوقات من الشيطان تقيأتهم جهنم« وطالب بعضهم بحرقهم كما تحرق الساحرات(46). وفي عام 1612 ظهر في بولندة كتاب »التعليمات السرية«، وهو يوهم قارئه بأنه تعليمات سرية لليسوعيين في فن الظفر بالتركات والوصول إلى السلطات السياسية. وأعيد طبع الكتاب اثنتين وعشرين مرة قبل علم 1700. وكان يصدق إلى وقتنا هذا تقريبا، ولكن أغلب الرأي فيه الآن أنه أما هجاء ذكي أو تزوير وقح (47).
قصة الحضارةج29 ص35،36، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
 
اليسوعيون يغازلون الوثنية بالصين!!
:"ولكن مرسلين آخرين شكوا إلى محكمة تفتيش روما (1645) من أن اليسوعيين يغضون من قدر الصليب وعقيدة الخلاص الإلهي لما قد يصدم الصينيين مهما إذ لا عهد لهم بفكرة البشر يقتلون إلها، ومن أن اليسوعيين يتلون القداس بالصينية دون اللاتينية، وأنهم أذنوا لمن نصروهم بأن يحتفظوا بكثير من شعائر دينهم القومي...أما اليسوعيون فقد راعهم إصرار الدومنيكان والفرانسسكان على أن يقولوا للصينيين إن المسيحية هي الملاذ الوحيد من الهلاك الأبدي
قصة الحضارةج29 ص37، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
تعليق
كنت قد اطلعت على مثل هذا التاريخ من كتاب التاريخ الاسود للكنيسة وضمنته كتابي عن جماعة شهود يهوه وهاهو ديورانت يؤكد بمراجعه
 
اليسوعيون يدعمون الإستعمار بالتنصير والإقتصاد والتنظيم!
:"وأما في أمريكا الجنوبية...ولقد هيمنوا على الاقتصاد كما هيمنوا على شئون الحكم...وقد حرم عليهم بمقتضى مرسوم ملكي اقترحه اليسوعيون أن يشاركوا في أرباح الاقتصاد، وطلب إليهم أن يقدموا حساباً دورياً لرئيسهم الإقليمي. أما القانون فيطبقه قضاة وشرطة من الوطنيين، وأما العقوبات فهي الجلد والسجن والنفي وليس فيها الإعدام. ولكل مستوطنة مستشفاها وكنيستها...من أين يا ترى استقى اليسوعيون فكرة هذا النظام العجيب ؟ ربما بعضها من »يوتوبيا« مور (1516)، وبعضها من الأناجيل، وبعضها من دستور جماعتهم التي كانت هي ذاتها أشبه بجزيرة شيوعية وسط بحر يدين بالفردية. أياً كان الأمر، فقد أثبت النظام أنه محل حب الوطنيين لأنه أقيم على الإقناع دون ضغط، وحافظ على كيانه 130 عاماً (تقريباً 1620-1750)، وحين هوجم من الخارج دافع عن نفسه بحماسة أذهلت المهاجمين، وكان مثل الإعجاب حتى من شكاك حركة التنوير الفرنسية. يقول دالمبير »اقام اليسوعيون بالدين سلطة ملكية (؟) في برجواي، لا تستند إلا على ما أوتوا من قوة في الإقناع وترفق في الحكم. وإذا كانوا السادة المتصرفين في
البلد فإنهم اسعدوا الشعب الذي حكموه.« أما فولتير فوصف هذه التجربة بأنها »انتصار للإنسانية«)51).
قصة الحضارةج29 ص39-41، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
 
اليسوعيون -خدم الاستعمار الاسباني-يطلبون التسلح ضد أهالي البلاد في أمريكا الجنوبية
:"وقد انتهى النظام بكارثة لأنه لم يستطع عزل نفسه عن العالم الخارجي فالتجار الأسبان نعوا على اليسوعيين اشتغالهم بالتجارة، والمستعمرون الأسبان كرهوا أن يحال بينهم وبين منطقة تغرى باستغلال الموارد والبشر(53). وراحت عصابات خطف الرقيق تهاجم المستوطنات اليسوعية المرة بعد المرة، وأخلى الآباء ورعاياهم الأقاليم الأكثر تعرضاً لغاراتهم. فلما أوغلت الغارات حصل اليسوعيون على إذن من ملك اسبانيا بتسليح الأهالي بأسلحة أوربية، وبعدها أمكن مقاومة الغارات بنجاح. على أن خطراً أكبر على المستعمرة كان يكمن في مجرى السياسة والفكر الأوربيين. ذلك أن الدسائس السياسية المستمرة التي تورط فيها اليسوعيون في فرنسا واسبانيا والبرتغال تضافرت مع نهضة الفكر الحر والعداء للاكليريكية لتفضي إلى طرد جماعة اليسوعيين
قصة الحضارةج29 ص41، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> اليسوعيون
 
الاقتصاد والتجارة ودوران المال أيضا عامل!!
قال ديورانت
:"حين زار ملتن إيطاليا عام 1638 ذكر ان العلماء الإيطاليين أنفسهم أحسوا ان مجد وطنهم قد زال بمجيء الحكم الأسباني والحركة المعارضة للاصلاح البروتستنتي. ولعل التسلط والرقابة ألحقتا الضرر بفكر إيطاليا وفنها - ولو أن سرفانتس وكالديرون وفيلاسكويز كانوا يزدهرون في ظل محكمة تفتيش أشد عتوا في أسبانيا. ولكن الذي أنهى النهضة الإيطالية لم يكن قائداً أسبانياً، ولا قائمة كتب حرمتها الكنيسة، بل ملاحا برتغاليا، هو فاسكودا جاما الذي عثر على طريق يمخر كله البحر إلى الهند، طويل حقاً ولكنه أرخص من طرق التجارة البندقية والجنوية التي أغنت إيطاليا. وأخذت التجارة البرتغالية والهولندية تحل محل التجارة الإيطالية، والمنسوجات الفلمنكية والانجليزية تنتزع الأسواق من الفلورنسيين. أما حركة الإصلاح البروتستنتي فكانت قد هبطت بالذهب المتدفق على روما من ألمانيا وإنجلترا إلى النصف.
وتألقت إيطاليا في اضمحلالها. حقاً لقد هبط الفن من علياء رفائيل وميكل أنجيلو، وفقد الفكر السياسي عمق مكيافيللي وشجاعته، ولكن لم هناك اضمحلال بل نهوض في السياسة والإدارة من ليو العاشر إلى سيكستوس الخامس، وفي العلم من ليوناردو إلى جاليليو، وفي الفلسفة من بومبوناتزي إلى برونو، وفي الدراما الموسيقية من بوليتيان إلى مونتيفردي، اللهم إلا اضمحلال في الشعر مختلف عليه من أريوستو إلى تاسو. وكانت إيطاليا خلال ذلك، كالأم الرءوم؛ تسكب فنها وموسيقاها، وعلمها وفلسفتها، وشعرها ونثرها، فوق الألب إلى فرنسا وفلاندر، وفوق المانش إلى إنجلترا، وفوق البحر إلى اسبانيا.
قصة الحضارة ج29 ص78، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> إيطاليا الأم الخيرة -> برنيني
 
هولندا (الاراضي المنخفضة)وفيليب الثاني(الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق)
:"فحين ارتقى فيليب الثاني العرش (1556) كانت الملكية الإسبانية، وروسيون، وفرانش كونتيه، وسته، وأوران، والاراضي المنخفضة، ودوقية ميلان، ومملكة نابلي، وصقلية، وسردانيا، والفلبين، وجزر الهند الغربية، ومعظم أمريكا الجنوبية، وجزءاً من أمريكا الشمالية، وكل أمريكا الوسطى، يضاف إلى هذا (1580 - 1640) البرتغال والأملاك البرتغالية، في آسيا، وأفريقيا، والبرازيل، كذلك محمية في سافوي، وبارمان وتوسكانيا، وحلف مع الامبراطورية الرومانية المقدسة التي حكمها فرديناند الأول عم فيليب. وكانت اسبانيا تمتلك جيشاً عدته خمسون ألف مقاتل اشتهروا بالبسالة وحسن النظام، تحت امرة افضل قواد العصر، واسطولا من 140 سفينة، ودخلا سنوياً يبلغ عشرة أمثال دخل إنجلترا. وكان ذهب أمريكا وفضتها يتدفقان على الموانئ الأسبانية.
قصة الحضارةج29 ص79، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> الحياة الأسبانية
 
طرد المغاربة واليهود من أسبانيا(1)
:"وقد ساهم طرد المغاربة عام 1609 مع غلاء المنتجات الأسبانية في اضمحلال الصناعة في أسبانيا.
وكان طرد اليهود عام 1492 قد ترك فراغاً في بناء اسبانيا التجاري والمالي. وأصبح الجنوبيون والهولنديون أهم النقلة لتجارة أسبانيا الخارجية. أما أسبانيا التي كان يحكمها نبلاء تمرسوا بالدبلوماسية والحرب أكثر مما تمرسوا بشئون الاقتصاد، فقد تركت ثروتها تعتمد على استيراد الذهب، وازداد ثراء الحكومة حيناً بينما ظل الشعب في فقره
قصة الحضارةج29 ص80، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> الحياة الأسبانية
 
بعد طرد المسلمين واليهود والعلم والمال إفتقرت اسبانيا تحت حكم العسكر
:"أما أسبانيا التي كان يحكمها نبلاء تمرسوا بالدبلوماسية والحرب أكثر مما تمرسوا بشئون الاقتصاد، فقد تركت ثروتها تعتمد على استيراد الذهب، وازداد ثراء الحكومة حيناً بينما ظل الشعب في فقره، ولكن كثيراً من هذا الذهب كان ينزح لاستخدامه في الحرب، أو يأخذه التجار الأجانب الذين ينقلون تجارة أسبانيا، حتى كادت الحكومة تفتقر كالشعب. ورفضت أسبانيا الوفاء بديونها المرة بعد المرة (1557و 1575 و 1596 و 1607 و 1627 و 1647) أو حولتها بالاكراه إلى قروض جديدة، وهذه الأزمات المالية هي التي ألجأتها إلى انهاء حربها مع هنري الثاني عام 1559، ومع »الأقاليم المتحدة« عام 1609. ففي التاريخ علينا أن نفتش لا عن »المرأة« بل عن »المصرفي«.
وفي أسبانيا علينا كذلك أن نفتش عن الكاهن. ذلك أن الدين لم يفرض مثل هذا السلطان على الشعب، ومن ثم على الحكومة، في أي بلد آخر من بلاد الله، ولم تكتف أسبانيا برفض حركة الاصلاح البروتستنتي فحسب، بل تجاوزتها إلى رفض النهضة أيضاً-اللهم إلا لحظة إرزمية عابرة.
قصة الحضارةج29 ص81، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> الحياة الأسبانية
 
وفي عام 1615 سار نحو أربعين الف اسباني في مظاهرة مطالبين بأن يجعل البابا من »حمل العذراء غير المدنس« (أي خلوها من لوثة الخطيئة الأصلية) عقيدة في صلب الإيمان-أي اعتقاد الزامي على جميع الكاثوليك)2).
قصة الحضارةج29 ص81، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> الحياة الأسبانية
تعليق
من المعلوم أن المسيحية تؤمن بوراثة الخطية ، أي أن الإنسان مذنب وملعون ونجس بخطيئة آدم وحواء، وإخترعوا تبع لذلك أنه لأحد من البشر طاهر ليقتل نفسه ليفدي البشر ويقدم دمه عن البشرية (لإنقاذهم بفدية عنهم بنفسه كمذبوح، هكذا قالواّّ) فقالوا إذن لابد من الله نفسه أن يسفك دمه، وبتعبير بولس" دم الله"(تعالى الله عمايقولون علوا كبيراً) على الأرض، وأن يأتي متخفي في جسد مولود(مع إختلاف عقائدهم في الطبيعة والطبيعتين) وأن يكبر بين البشر ويسلهم نفسه، بالحيلة، في عيد فصح فيقتلونه ليرضى عنهم!!
وهنا في النص تبين أن مريم مبرأة من الخطية، وهذا وحده يهدم فكرتهم أن الكل منجس ولابد من شخص طاهر خارج الكون، وقد نجسوا السموات في عين الرب، فلم يبق إلا هو!!
ويناقض ذلك أن مريم طاهرة فلما لم تقدم نفسها عن البشرية؟
وطبعا المسيحية محتارة وهنا في النص إلحاح على ماهو نقيض للإيمان المتناقض نفسه!!
 
حرق المهرطقين في اسبانيا(عهد فيليب الثاني (1559)(الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق)
وخرافات وزيادات من خرافات أخر،
وإضطهادات من محاكم التفتيش الأسبانية
:"وفي عام 1640 وقعت في براثن محكمة التفتيش طائفة من الألومبرادو -»أي المستنيرين«- زعموا أن اتحادهم الصوفي بالاله يطهرهم من كل اثم حتى وهو في نشوات الجنس. علينا أذن ان نذكر هذا التدين الواسع الانتشار، الشديد التحمس، إن أردنا أن نفهم لم استطاع الشعب الأسباني أن يرقب في استحسان قوى حرق المهرطقين، وأن يجود بماله حتى الإفلاس والإعياء دفاعا عن العقيدة في ألمانيا والأراضي المنخفضة. لقد كان في هذا الجنون شئ من النبل، وكأن الأمة أحست بأنه ما لم يكن إيمانها صادقا فإن الحياة تصبح سخفا لا معنى له.
وهكذا مضت محكمة التفتيش في وحشيتها التي املاها عليها ضميرها، فحدت بالعقوبات »المعتدلة« - كجلد المذنب مائة جلدة - من بدع كتلك التي زعمت أن الزنى ليس خطيئة، أو أن الزواج مقدس كالتبتل الديري. أما المارانو »المرتدون«- وهم اليهود الذين اعتنقوا المسيحية من قبل ثم ارتدوا إلى اليهودية سرا- فكان التكفير المقرر عن جريمتهم هو الموت أو السجن المؤبد. وحين وصل فليب الثاني إلى اسبانيا (1559) استقبل في بلد الوليد بتنفيذ حكم للمحكمة شهد فيه 200.000 شخص يرأسهم الملك عشرة من المهرطقين يشنقون واثنين يحرقان أحياء(4). والتمس أحد المحكوم عليهم الرأفة من فليب فرفض، واكتسب إعجاب الشعب بقوله »لو أن ابني كان شقيا مثلك لحملت بنفسي الحطب لأحرقه«(5) وقد قاوم فليب أحيانا جنوح محكمة التفتيش إلى توسيع سلطانها على حساب السلطة المدنية، ولكنه على العموم شجع هذه المؤسسة باعتبارها أداة تعين الحماسة والوحدة القوميتين. وقد أراحه بعض الشيء أنه استطاع استخدام المحكوم عليهم عبيدا على السفن(6). وأمه في سنة واحدة (1566) تسلم 200.000 دوكاتية من الذهب هي نصيب الثلثين المستحق للحكومة من غرامات محكمة التفتيش ومصادراتها. واعتزت محكمة التفتيش بصونها عقيدة العصر الوسيط نقية لا غش فيها، وبإنقاذها اسبانيا من الفرقة الدينية التي تتلوى فرنسا تحت قبضتها. وترك اهتمامها بالعقيدة دون السلوك حماية الفضيلة لرجال الاكليروس-وكانوا هم أنفسهم مشهورين بالتهاون في سلوكهم-ولموظفين المدنيين الذين حد من سلطانهم على الشعب خضوعهم لما تصدره محكمة التفتيش من أحكام بالسجن أو الغرامة.
قصة الحضارةج29 ص82،83،، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> الحياة الأسبانية
 
فيليب الثاني 1555 - 1598 (ابن شارل الخامس!)(الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق)
:"هنا رجل من أغرب واقوى شخصيات التاريخ، متعصب، ذو ضمير حي، مكروه أشد الكره خارج اسبانيا، محبوب أحر الحب داخلها، يتحدى أي دارس يحاول جاهداً أن يكون موضوعيا. كان نسبه قدره المكتوب، فأبوه شارل الخامس، الذي خلف له ملكا والتزاما بالتعصب، وجدته لأبيه جوانا لا لوكا ابنة فرديناند الكاثوليكي المجنونة؛ فالصوفية والجنون إذن في عروقه، والعقيدة والاستبداد في ميراثه. وكان لأمه ايزابيللا البرتغالية ولدان آخران مات كلاهما بالصرع في طفولته، وماتت هي نفسها في السادسة والثلاثين حين كان فيليب في الثانية عشرة. ولد في بلد الوليد عام 1527 يوم كانت جيوش أبيه تنهب روما وتسجن البابا، وربى على يد قساوسة ونساء أغرقوه في التدين وأقنعوه بأن الكنيسة الكاثوليكية هي السند الذي لا غنى عنه للفضيلة والملكية... ، ففي الثالثة عشرة عين حاكماً على ميلان، وفي السادسة عشرة وصياً على عرش اسبانيا - وهي وصاية لم تكن مجرد اسم بلا مسمى. فقد رتب شارل مشيرين له
قصة الحضارةج29 ص85، بداية عصر العقل،صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
أملاك إستعمارية نهب المسيحية للمسيحية!!
هولندا وبلجيكا (وغيرهما) ملك فيليب الثاني ابن شارل الخامس(الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق)
فيليب الثاني 1555 - 1598 (ابن شارل الخامس!)
قال ديورانت
:"وكان لزاما على كل أمير هابسبورجي أن يعين على تأليف نطاق من الحلفاء حول العدو القديم فرنسا. لذلك وجب على فيليب - لكي يؤمن قوة أسبانيا في الأراضي المنخفضة من تدخل إنجلترا - ان يبتلع حاسته الجمالية ويتزوج ماري تيودور ملكة إنجلترا الكاثوليكية. وينجب منها بنين يحتفظون بإنجلترا في حظيرة الكاثوليكية. وهكذا نراه في عام 1554 يعبر المانش، ويتزوج ماري الدميمة، العليلة، المؤملة في الحلف (وكانت تكبره بأحد عشر عاما)، ويبذل قصاراه لاخصابها، ولكنه يخفق، فيرحل (1555) ليصبح حاكما للأراضي المنخفضة.
وتمضي السنون وأعباؤه تثقل. ففي عام 1554 كان قد نصب حاكما لمملكة نابلي وصقلية المزدوجة. وفي عام 1556 تخلى له شارل عن تاج أسبانيا. وظل فيليب أربع سنوات يحكم أملاكه المبعثرة من بروكسل. وقد ناضل للتوفيق بين رزانته الاسبانية وبين المرح الفلمنكي والمالية الهولندية.
قصة الحضارةج29 ص86، بداية عصر العقلصراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
فيليب يقدس نفسه بعد احتلاله هولندا للهيمنة والمال!!
كان يحكم نصف العالم المسيحي
فيليب الثاني 1555 - 1598 (ابن شارل الخامس!)(الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق)
:"وبعد أن خال الأمور قد استقرت ودع الأراضي المنخفضة وأبحر من غنت (أغسطس 1559) وحبس نفسه بقية حياته في أسبانيا.
ونقل العاصمة من طليطلة إلى مدريد (1560)، وما لبث ان حمله حبه للعزلة، وعدم ارتياحه إلى الوجود وسط الجماهير، على تكليف
خوان باوتستا و خوان دي هيرايرا بأن يشيدا له على سبعة وعشرين ميلاً شمال غرب مدريد مجمعاً من العمائر يحوي قصراً ملكياً، ومركزاً إدارياً، وكلية ومدرسة لاهوتية، وديراً، وكنيسة، وضريحاً - ولا غرو فقد أصبح فيليب الآن متديناً على قدر ما تسمح به مقتضيات السياسة. ففي معركة سانت كوينتين هدمت مدافعه مكرسة للقديس لورنس، وتكفيراً على هذا الانتهاك لمقدسات وعرفاناً بالجميل على انتصاره، كان نذر أن يقيم للقديس ضريحاً في أسبانيا. وهكذا سمى مجمع العمائر الشاسع هذا السيتيوريال دي سان لورينزو »- أي المقر الملكي للقديس لورنس، ولكن الزمن سماه الإسكوريال، نسبة لمدينة قريبة، اشتقت هي نفسها اسمها من لفظ »سكوريا« ومعناه خبث مناجم الحديد المحلية(10). وكان الاعتقاد أن القديس لورنس قد أحرق حتى الموت على مشواة من حديد، لذلك صمم خوان باوتستا خطة الارض على هيئة مشواة تقطعها الصالات من جنب إلى جنب، قاسمة الفراغ إلى ستة عشر فناء...هنا كان يحكم نصف العالم المسيحي، ووحد الدين والحكومة في متاهة واحدة من السياسة والحجر، وهنا كان في استطاعة الملك أن يعيش كما يشتهي، لا بين حاشيته، بل بين القساوسة والرهبان والرفات المقدسة، ويسمع مرات كل يوم الأجراس المعلنة للقداس...لقد جهد غاية الجهد ليكون قديساً، ولكنه لم ينس أنه ملك...
قصة الحضارةج29 ص86-88، بداية عصر العقلصراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
خليع وفاجر وقاس ،وشديد الاباحية!
قيليب الثاني (الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق)حاكم هولندا وبلجيكا ونصف العالم المسيحي
:"أما خلقه الشخصي فيفضل خلق أكثر ملوك القرن السادس عشر. كان في شبابه ببروكسل، إذا صدقنا اعداءه، »شديد الاباحية« و »لهوه المفضل أن يخرج ليلا متخفيا ليمارس شتى الشهوات المبتذلة في المواطن المألوفة للرذيلة(20)«؛ وبعد سنوات اتهم وليم أورنج، وهو يقود ثورة الأراضي المنخفضة، ناسك السكوريال هذا بأنه قتل ابنه ودس السم لزوجته الثالثة(21)،ولكن رجلا ساخطا مثل وليم لا يعتمد عليه في كتابة التاريخ. على أن مؤرخا لا يتطرق الشك إلى عظمته وجرأته، وهو ماريانا اليسوعي الاسباني، يصدر عليه حكما عدائيا كهذا، فبينما هو يشيد بـ »سماحة فيليب وعزيمته ويقظته وزهده في الطعام والشراب« يتهمه بـ »الشهوانية، والقسوة، والكبر والغدر، وعدة رذائل اخرى«(22) ولكننا نجد مؤرخا هولنديا محدثا يخلص إلى أن »فيليب الثاني لا يمكن اتهامه بالفجور و .. والخلاعة والفساد، فهو على قدر علمنا عاش بعد عودته إلى أسبانيا حياة فاضلة
قصة الحضارةج29 ص98،90، بداية عصر العقلصراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
حاكم نصف العالم المسيحي فيليب الثاني(الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق) ابن شارل الخامس يقتل ابنه
:"التعصب بدأ يعمق المأساة. ذلك أن الملك حين اشتبه في هرطقة ابنه أمر بألا يسمح له بأي كتاب الا كتاب صلوات يومية وبعض كتب العبادة. ورفس كارلوس الكتب وأهمل كل الطقوس الدينية. وأنذره قسيس بأن مسلكه قد يحمل محكمة التفتيش على التحقيق في صحة مسيحيته، وحاول كارلوس أن يقتل نفسه، ولكن حيل بينه وبين ذلك، على أنه حقق هدفه بأن رفض كل طعام قدم إليه طوال أيام ثلاثة، ثم أتخم نفسه باللحم والماء المثلج، فأصيب بالدوسنتاريا، ورحب الأمير بالموت، وتناول القربان لآخر مرة، وسامح أباه، ثم مات غير متجاوز الثالثة والعشرين (24 يوليو 1568). واتهم انطونيو بيريز-عدو فليب المنفي-الملك بأنه دس السم لكارلوس، وصدقت معظم أوربا التهمة، ولكن البحث دحضها . على أن صرامة سجن الفتى من النقط السوداء الكثيرة التي تلوث سجل الملك.
قصة الحضارةج29 ص92، بداية عصر العقل، صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
بقية القصة
وكان من المسلم به رسميا أن كارلوس وريث للتاج برغم علته. وفي عام 1561 أرسل إلى جامعة ألكالا »القلعة«. وهناك سقط من درجات سلم خلال مطاردته فتاة يغازلها فكسرت جمجمته، وراح يهذي في غيبوبته. ونشر الجراح الكبير فيزاليوس عظم رأسه فأنقذ حياة الصبي، ولكن تحسن حالته عزاه الناس إلى رفات أخ فرنسسكاني تقي- مات قبل قرن-أخذت من تابوتها ووضعت على الفراش إلى جوار الأمير. وخلال نقاهة الفتى الطويلة مكث فليب في »القلعة« وأنفق الوقت الكثير إلى جانبه. وأعيد كارلوس إلى مدريد وهناك استرد من العافية ما سمح له بالانضمام إلى شباب النبلاء في حوادث العنف يرتكبونها في الشوارع ضد الرجال والنساء. وقوت اعتداءاته القاسية الصاخبة، الشبهة في أن سقطته قد ألحقت بمخه أذى لا شفاء له منه. ولم يكن مما يعنيه على كسب عطف فليب أنه أعرب عن تعطفه مع الثوار في الأراضي المنخفضة. ولما عين ألفا قائدا للجيش هناك احتج كارلوس بأن هذه المهمة كان يجب أن تعهد إليه، فنهى الفا عن الذهاب، وهاجم الدوق بخنجر شهره عليه حين أصر على الذهاب(27). ويبدو أن الأمير خطر له حينا أن يهرب إلى الأراضي المنخفضة ويضع نفسه على رأس الثورة(28). وكلف فليب بعض
وزرائه، الزاهدين في المهمة، بأن يراقبوه. ووضع كارلوس الخطط للهروب، وبعث بعملائه لجمع المال، وجمع 150.000 دوكاتية، وأمر بأن يؤتى له بثمانية جياد لهروبه _يناير (1568). غير أنه اسر بخطته لدون جوان النمساوي، الذي أفضى بها إلى الملك. وخاف فليب أن تستعمل اليزابث ملكة انجلترا، أو وليم أورنج، ابنه-إذا سمح له بمغادرة أسبانيا-منافسا لأبيه تمهيدا لعزله، فأمر بتشديد الرقابة على الأمير، وهدد كارلوس بالانتحار، فجرد فليب من كل سلاح وحبسه في القصر الملكي بمدريد.
إلى هناك كان مسلك فليب يسمح بالدفاع عنه، ولكن التعصب بدأ يعمق المأساة.
 
ابن غير شرعي لشارل الخامس وهو يعتبر اخو فيليب الثاني يحارب المسلمين
ثم يحكم هولندا كمستعمر تبعا لابيه واخيه
:"وقد ألقى مسلك.... دون جوان النمساوي، ظلاً آخر على الصورة. فيبدو أن هذا الابن غير الشرعي لشارل الخامس وبربارا بلومبرج أثار في نفس فليب إعجاباً تشوبه الغيرة. ومع ذلك رفع جوان إلى مرتبة الأمراء، وعهد إليه بتنظيم حملة على قراصنة الجزائر. وابلى جوان فيها بلاء حسنا. وقلده فليب قيادة القوات البرية ضد مغاربة غرناطة، وأنفذ جوان مهمته دون أن يضيع وقتا أو يسرف في رأفة. فعينه فليب-وهو بعد في الرابعة والعشرين-أميرالاً أكبر للأساطيل الموحدة في »الحرب الصليبية الأخيرة«، وهزم جوان الترك في ليبانتو، وغدا بطل العالم المسيحي. هنا شعر بأنه جدير بعرش مملكة، ولكن شق عليه أن يكتفي فيليب بتنصيبه حاكما عاما على الأراضي المنخفضة.
قصة الحضارةج29 ص93، بداية عصر العقل، صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
إكراه أطفال المسلمين على التنصر (هكذا فعل الحاكم المطلق القديس بين قوسين)
حرب فيليب الثاني ابن شارل الخامس الحاكم المطلق كأبيه للمسلمين
:"كان يحترم الكنيسة باعتبارها الشكل التقليدي للفضيلة والحارس القديم للملوك، ولكنه أخضع الدين للدولة في اسبانيا كما فعل هنري الثامن أو اليزابث الأولى في إنجلترا. وعلق أهمية كبرى على الوحدة الدينية باعتبارها أداة للحكم، حتى أنه رأى »أنه حير للملك ألا يملك اطلاقا من أن يملك على مهرطقين«(35) فلما اقتنع بأن المغاربة في أسبانيا ما زالوا يمارسون شعائر الإسلام برغم تظاهرهم بالكثلكة، أصدر (1567) أمرا عاليا يحرم كل العادات الاسلامية ويحظر استخدام اللغة العربية واقتناء الكتب العربية. وتمرد المغاربة (1568)، واستولوا على اقاليم كبير جنوبي غرناطة، وذبحوا المسيحيين، وعذبوا الكهنة، وباعوا النساء والأطفال رقيقاً للبربر نظير البارود والبنادق. ولكن التمرد أخمد بعد سنتين من الفظائع التي تنافس الفريقان في ارتكابها. وطرد جميع المغاربة من اقليم غرناطة وشتتوا بين الجماعات المسيحية في قشتالة، وأودع أبناؤهم البيوت المسيحية، وجعل الحضور إلى المدارس اجبارياً على جميع الأطفال-وهو أول إلزام من نوعه في أوربا(36). واشتبه فليب في أن المغاربة الباقين في بلنسية وقتلونيا يتآمرون مع العدو، وكان في حرب مع الترك، ولكن كثرة أعبائه أكرهته على أن يترك آخر مراحل المشكلة لخلفه.
وكان أبوه قد خلف له مهمة الدفاع عن العالم المسيحي ضد الإسلام باعتبارها جانبا هاما من سياسة الهابسبورج. ففي عام 1570 انضم إلى البندقية والبابوية في حرب صليبية تنهي سيادة الترك على البحر المتوسط.
قصة الحضارةج29 ص95، بداية عصر العقلصراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
فيليب الثاني (الكاثوليكي حاكم اسبانيا المطلق) يحارب الهولنديين البروتستانت
وفي نفس الوقت يحارب المسلمين!!
فيليب الثاني ورث عن ابيه شارل الخامس
استعمار نصف اوروبا (منها هولندا)
وتخديم ذلك لغزو العالم الإسلامي
:"وكان أبوه قد خلف له مهمة الدفاع عن العالم المسيحي ضد الإسلام باعتبارها جانبا هاما من سياسة الهابسبورج. ففي عام 1570 انضم إلى البندقية والبابوية في حرب صليبية تنهي سيادة الترك على البحر المتوسط. وسقطت قبرص في يد الترك بينما كان فليب يضع الخطط والحلفاء الثلاثة يحشدون اسطولهم. وما وافى عام 1571 حتى كانوا قد جمعوا في مسينا 208 سفينة شراعية كبيرة و 50.000 بحار، و 29.000 جندي، ورفع فوق مقدم كل سفينة صليب، ومنحت البركة للرايات، وارتفعت الصلوات جملة إلى عنان السماء، وأصدر الاميرال الشاب الملهم الصيحة الصليبية، »المسيح قائدكم، أنكم تخوضون معركة الصليب«. وفي 16 سبتمبر 1571 أقلع الأسطول وحقق انتصارا قضى على تفوق الترك في البحر المتوسط. وإذ كانت اسبانيا قد أسهمت بأكثر من نصيبها من السفن والرجال، فإن بهاء ليبانتو سطح على دون جوان والملك، وقارب فليب عندها ذروة مجده قبل انحداره. وواتته هذه الذروة حين ورث عرش البرتغال (1580) فضم هذا البلد الاستراتيجي إلى ملكه المتعاظم.
أما همه المقيم فكان ثورة الأراضي المنخفضة.فقد علم ساخطا أن كوليني، الزعيم البروتستنتي، كاد يقنع شارل التاسع بأن فرنسا يجدر بها أن تتحالف مع الثوار. فلما بلغ فليب نبأ مذبحة القديس برتولوميو التي أطلق شارل وحوشها على الهيجونوت طرب له وشدد النكير على الأراضي المنخفضة. فحرض على اغتيال وليم أورنج ودفع أجر الجريمة،
قصة الحضارةج29 ص95،96، بداية عصر العقل، صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
في نفس العهد الذي قتلت فيه إليزابث(ابنة هنري الثامن!) ماري(ملكة اسكتلندا!) كان فيليب الكاثوليكي (حاكم اسبانيا المطلق) يُخضع هولندا البروتستانتية والكاثوليكية، ويحارب المسلمين
:"وحلم -يقصد فيليب الثاني-يجعل ابنته ملكة على فرنسا، وعندها تتحالف قوى اسبانيا وفرنسا فتخضعان الأراضي المنخفضة، وتنصبان ماري ستيوارت ملكة على انجلتره، وتقطعان دابر البروتستنتية من كل مكان. فلما أرسلت اليزابث المعونة لهولندة (1585)؛ وشيعت ماري إلى آخرتها (1587)، وبعد سنين صبر فيها فليب وصابر على الغارات التي شنها قراصنة اليزابث على سفن اسبانيا وشاطئها وكنوزها. جنح آخر الأمر إلى الحرب، فخرب مالية حكومته ليمول الأرمادا. وساندت أسبانيا كلها هذا الجهد وصلت من أجل النصر، شاعرة بأن مصير الأسطول سيفصل في تاريخ أوربا.
قصة الحضارةج29 ص96، بداية عصر العقل،صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
هنري الرابع هنري الرابع ملك فرنسا
"لقد كان هنري الرابع يسير إلى النصر في فرنسا؛ والأراضي المنخفضة في ثورة لا سبيل إلى التصالح فيها؛ وأبى البابا أن يتحمل فلسا من نفقات الأرمادا؛ وقبضت البروتستنتية على ناصية الشمال الغني، واخذت تهيمن على البحار ومن ثم على أمريكا والشرق بعد قليل، أما تلك السليطة اليزابث، فهي متربعة على عرشها المنيع وسط المياه ظافرة بعد أن تفوقت على كل ملوك عصرها فطنة ودهاء.
قصة الحضارةج29 ص97، بداية عصر العقل،صراع العقائد على السلطة -> فخامة
أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
نص زائد
:"هنري الرابع ملك فرنسا، الذي أمل ان يفجر الثورات في أسبانيا في الوقت المناسب(39)"
قصة الحضارة ج29 ص99، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثالث
 
لو تتذكرون اليزابث (ابنة هنري الثامن) انتصرت على فيليب (حاكم اسبانيا المطلق) والبروتستانتية على الكاثوليكية اي انجلترا على اسبانيا في القرن ال16، كل هذا وهم جميعا يحاربون الإسلام من هة، وينتفعون بعلمه وطبه وعلومه من جهة اخرى
-
مرض فيليب الأخير!
قل ديورانت:"
إنه لم يستطع أن يصدق أن الله تخلى عنه بعد ثلاثين عاما من الكفاح في سبيل الإيمان، ولكن لا بد أن هذه الحقيقة الكئيبة طالعته في النهاية، وهي أنه بعد أن أفقر شعبه بالضرائب، أخفق في كل شئ إلا في اكتسابه البرتغال بمحض الصدفة، ورده الترك مؤقتا-وكانوا قد استولوا من جديد على تونس وأخذوا يستردون سطوتهم. لقد كان هنري الرابع يسير إلى النصر في فرنسا؛ والأراضي المنخفضة في ثورة لا سبيل إلى التصالح فيها؛ وأبى البابا أن يتحمل فلسا من نفقات الأرمادا؛ وقبضت البروتستنتية على ناصية الشمال الغني، واخذت تهيمن على البحار ومن ثم على أمريكا والشرق بعد قليل، أما تلك السليطة اليزابث، فهي متربعة على عرشها المنيع وسط المياه ظافرة بعد أن تفوقت على كل ملوك عصرها فطنة ودهاء.
واصطلح على الملك الثكل، والعزلة، والمرض-اصطلحت عليه كلها لتذله بعد عز وتوهن من اعتداده بنفسه. كانت زوجته الرابعة قد ماتت عام 1580، ولم يبق على قيد الحياة من الأطفال الثلاثة الذين أنجبتهم غير غلام قليل الكفاية لا بد أن يورث أول امبراطورية لا تغرب الشمس فوق رقعتها. ان الشعب ما زال يحمل لفليب الاجلال برغم أخطائه وهزائمه، فهو مقتنع بأنه ناضل من أجل قضية مقدسة، وأنه لعب لعبة القوة دون أن يفوق أعداءه تحللا من مبادئ الشرف، وهو صابر في غير لوم على الشقاء الذي أوقعته فيه سياساته الاقتصادية ونظام ضرائبه وهزائمه. وقد اصاب أطرافه بالآلام المبرحة في شيخوخته، وأعجزه بالشلل، ذلك النقرس الذي كان آخر تركة ورثها عن أبيه، وخيمت على احدى عينيه سحابة من السد، وشوهت جلده القرح المنفرة. وفي يونيو 1598 حمل على محفة إلى الاسكوريال، إلى غرفته الأثيرة التي يستطيع خلال نافذتها أن يتطلع إلى مذبح الكنيسة المرتفع. وظل ثلاثة وخمسين يوما يبلى جسده في فراشه، محتملا كل شئ وهو واثق أنه امتحان الإله لإيمانه، محتفظاً بذلك الإيمان إلى النهاية الرهيبة، متشبثا بصليب لا يفتأ يلثمه مرددا الصلوات المرة بعد المرة. وأمر بالافراج عن السجناء ليكون ذلك آخر عمل من اعمال الرأفة. وأرسل في طلب ابنه، وأوصاه بالرأفة والانصاف ما دام حيا، وأمره بأن يعترف بالخاتمة المهينة التي تنتهي إليها القوة الدنيوية. ثم انتهى عذابه في 13 سبتمبر 1598.
لقد بذل قصاراه بعقل غلت التربية في تقييده، عقل أضيق من أن يسع امبراطوريته، وأصلب من أن يطوع نفسه لتبعاته المنوعة. وليس في مقدورنا أن نعرف هل كان إيمانه زائفا؛ وكل ما نشعر به أنه إيمان متعصب قاس ككل إيمان في عصره تقريباً، وأنه أظلم عقله وشعبه بينما واسى فقر هذا الشعب وسند كبرياء الملك. ولكن فليب لم يكن الغول الذي صورته أقلام خصومه المشبوبة. فقد كان- على قدر ما أوتى من بصيرة- لا يقل في عدله وسماحته عن أي حاكم في قرنه إلا هنري الرابع. وكان مهذباً في حياته الزوجية، محباً لأسرته محبوباً منها، صابراً على الاستفزاز، شجاعاً في الشدة، مخلصاً في الجهد. لقد دفع إلى التمام ثمن تركته الغنية المهلكة.
قصة الحضارةج29 ص97،98، بداية عصر العقل،صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثاني
 
هولندا ومازالت الحرب عليها من ابن فيليب الثاني(حاكم اسبانيا الكاثوليكية) اي فيليب الثالث
:"أما الحرب في الأراضي المنخفضة فاستمرت. واستنزفت الذهب من اسبانيا بأسرع من وصوله إليها من أمريكا"
قصة الحضارة ج29 ص99، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثالث
 
طرد المغاربة في عهد فيليب الثالث ابن فيليب الثاني (حاكم اسبانيا)وفيليب الثاني ابن شارل الخامس
قال ديورانت عن فيليب الثالث 1598-1621
:"ولكن مشروعه التالي كان لا يقل تكلفة عن الحرب. كان مسقط رأسه بلنسبة، حيث يعيش ثلاثون الفا من اسر المغاربة، وكان فيه من التقوى ما يكفي لتبغيضه في هؤلاء المزارعين والصناع الذين كان لجدهم واقتصادهم الفضل في احتفاظهم باليسر وسط فقر المسيحيين المستكبر العاجز. وكان يعلم أن هؤلاء المسلمين المتنصرين قد احتفظوا- بدافع من سخطهم لاضطهاد فليب الثاني لهم- باتصالات خائنة مع مسلمي أفريقيا وتركيا، ومع هنري الرابع ملك فرنسا، الذي أمل ان يفجر الثورات في أسبانيا في الوقت المناسب(39). ورأى أنه ليس من الوطنية في شئ أن يرف المغاربة الخمر ويزهدوا في أكل اللحم، فنتيجة هذا أن يقع عبء الضرائب المفروضة على هذه السلع، كله تقريبا. على كواهل المسيحيين من الأسبان. وأعرب سرفانتس عن الخوف من أن هؤلاء المغاربة الذين ارتفعت نسبة المواليد فيهم عنها في »المسيحيين القدامى« لندرة العزوبة عندهم، سيسودون أسبانيا عما قليل(40). وقدم خوان دي ريبيرا رئيس أساقفة بلسنبة المذكرات إلى فيليب الثالث (1602) يحضه فيها على طرد جميع المغاربة الذين تزيد أعمارهم على السابعة، وقال في تفسيره للكوارث التي نزلت بأسبانيا، بما فيها تدمير الارمادا، إنها عقوبات أنزلها الإله لإيوائها الكفار، فهؤلاء المسيحيون المزيفون يجب ترحيلهم، أو ارسالهم لسفن العبيد، أو شحنهم بالمراكب إلى امريكا ليشتغلوا عبيدا في المناجم (41). وبرغم تحذيرات البابا، وبرغم احتجاجات ملاك الأراضي الذين كانوا ينتفعون من مستأجريهم المغاربة، أصدر ليرما (1609) مرسوما أمر به جميع مسلمي اقليم بلنسبة - مع بعض الاستثناءات - بأن يستقلوا خلال ثلاثة أيام مراكب أعدت لهم لينقلوا إلى أفريقيا، غير حاملين معهم من المتاع أكثر مما تطيقه ظهورهم. وتكررت الآن المناظر التي رافقت طرد اليهود قبل 117 عاما. وأكرهت الأسر البائسة على بيع أملاكها بخسائر فادحة، وساروا إلى الموانئ يتعثرون في شقائهم، وسرق الكثيرون منهم، وقتل البعض، في طريقهم إلى السفن أو وهم على ظهورها. فلما وصلوا إلى افريقيا تهللوا لبلوغهم أرضاً مسلمة، ولكن ثلثيهم هلكوا جوعاً أو قتلوا باعتبارهم مسيحيين(42). وفي شتاء 1609 - 10 أجلت حركات طرد أخرى من بقى من المغاربة في غير بلسنبة، وهكذا نزعت أملاك 400.000 من أكثر أهل أسبانيا انتاجا وأقصوا عن البلاد. وكان هذا في أعين الشعب أمجد منجزات الحكم، وتطلع الأسبان السذج إلى عهد أكثر رخاء، بعد أن استرضوا الإله بتخليص اسبانيا من الكفار. واغتبطت الحاشية بالحصيلة التي تجمعت من مصادرة أملاك المغاربة، فكان نصيب ليرما منها 250.000 دوكاتية، ونصيب ابنه 100.000، ونصيب ابنته وصهره 150.000(43). وما حلت سنة 1618 حتى كان جشع ليرما وإهماله، وإسراف الملك وحاشيته، وفساد الموظفين، وتمزق الاقتصاد بخروج المغاربة، قد هبط باسبانيا إلى درك نبه حتى هذا الملك الخامل إلى ضرورة التغيير.
قصة الحضارة ج29 ص99،100، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الثالث
 
الزاني ابن الزاني ابن الزاني ابن الزاني(هؤلاء حاربوا في الحروب الصليبية واستولوا -ايضا-على الأراضي المنخفضة!)
فيليب الرابع ابن فيليب الثالث ابن فيليب الثاني ابن شارل الخامس (ابتسامة)(كثير من أولادهم ولدوا سفاحا)
فيليب الرابع 1621 - 1665
:"خالف الولد أباه في كل شيء إلا الإسراف...كان في صميمه رجلاً لطيفاً، كريماً مع الفنانين والمؤلفين والنساء؛ بل نصف قديس كأبيه؛ بل مستمتعاً بالطعام، والجنس؛ والتمثيليات، والصور؛ وحياة البلاط، والصيد، عازماً على أن ينهل من الحياة ما استطاع حتى في بلد محتضر كأسبانيا...أنجب من الأطفال غير الشرعيين اثنين وثلاثين، أعترف منهم بثمانية(45). وإذا لم يكن في وقته متسع لشئون الحكم، فقد فوض بسلطاته وواجباته رجلاً من أبرز الشخصيات في دبلوماسية القرن السابع عشر. هذا الرجل-الدوق جاسبار دي جوزمان، كونت أوليفاريس- جرت حياته موازية ومعارضة لحياة ريشليو. فقد لعب هذا الكونت العظيم مع الكردينال الداهية، طوال واحد وعشرين عاما (1621-42)، لعبة دامية من الذكاء والحرب للتسيد على أوربا.
قصة الحضارة ج29 ص101،102، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الرابع
 
قال ديورانت واصفا حرب ال 30 عاما
:"بالوعة حرب الثلاثين سنة الشاسعة الدامية"
قصة الحضارة ج29 ص103،، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الرابع
 
صراع القوة لا المبادئ(والتعبير لديورانت)
وزير حرب قيليب الرابع مات مخبولا بعد إشعال الحروب
فقد فوض بسلطاته وواجباته رجلاً من أبرز الشخصيات في دبلوماسية القرن السابع عشر (كما يقول ديورانت)،هذا الرجل هو -الدوق جاسبار دي جوزمان، كونت أوليفاريس
:"وليس حتما أن نتتبع كل تحركات لعبة الشطرنج الدامية هذه، فهي لا تضيف شيئاً إلى معرفتنا او تقديرنا للبشرية. لقد كانت صراعاً بين القوة لا بين المبادئ، صراعا يغفل فيه كل طرف مذهبه في سبيل الانتصار العسكري، فنرى ريشليو يمول الجيش البروتستنتية في ألمانيا ضد النمسا الكاثوليكية: واوليفاريس يبعث 300.000 دوكاتية كل سنة لدوق روهان ليطيل أمد ثورة الهيجونوت في فرنسا(47). وتحطمت اسبانيا في النهاية، فقضى الهولنديون على قوتها في البحر في معركة دوانز(1639). وقضى الفرنسيون على قوتها في البر في روسيون (1642) وروكروا (1643) وانتهزت البرتغال وقتالونيا فرصة ضعف أسبانيا فانتزعتا حريتهما (1640). وخاضت جمهورية قتالونيا الحرب ضد قشتالة مدى تسعة عشر عاما بمعونة فرنسا. وأخيرا طرد الملك اللطيف وزيره على كره بعد أن كان محل ثقته خلال عشرات الكوارث (1643). وفر اوليفارس من مدريد المناوئة إلى منفاه الاختياري في تورو البعيدة، وهناك مات مخبولا بعد سنتين. واضطلع فليب بالمهمة شخصياً إلى حين. فخفض نفقاته وكرس نفسه مخلصا للحكم. غير أن أسباب اضمحلال أسبانيا كانت فوق ادراكه أو سيطرته. واستمرت الحرب، ولم تخفف الضرائب، وتناقص الانتاج، وتقلص السكان. وفي صلح وستفاليا (1648) كانت أسبانيا عاجزة، فاضطرت إلى النزول عن الاستقلال للأقاليم المتحدة، بعد حرب عقيمة امتدت قرابة قرن من الزمان. وختم صلح البرانس (1659) بخاتمة امتدت قرابة قرن من الزمان. وختم صلح البرانس (1659) بخاتمة مصدقا على السيادة الفرنسية في أوربا.
قصة الحضارة ج29 ص103،104، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الرابع
 
موت فيليب الرابع (حاكم اسسبنيا وابن فيليب الثالث ابن فيليب الثاني ابن شارل الخامس)
:"ولم يبق للملك غير طفلة شرعية واحدة هي ماريا تريزا، التي زوجها للويس الرابع عشر. وإذ كان فليب تواقاً لوريث لملكه فقد تزوج (1649) وهو في الرابعة والأربعين أبنة أخ لا تتجاوز الرابعة عشر ربيعاً، هي ماريانا النمساوية التي كانت مخطوبة لبالتازار، فمنحته ولدين: فليب ابروسير الذي مات في الرابعة، وولدا آخر أصبح فيما بعد كارلوس سيجوندو (شارل الثاني). أما الملك المرهق، الذي هد قواه حصى المرارة، وأوهنه نزف البواسير، ولم يكف عن مطاردته الرهبان المتجرون بالسحر، فقد استسلم للموت (1665)تعزيه فكرة وجود وريث له، ولكنه اعفي من العلم بأن ولده نصف الأبله هذا سيوصى بملك أسبانيا كله لفرنسا.
قصة الحضارة ج29 ص104، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الرابع
 
شارل الثاني (ابن فيليب الرابع ملك اسبانيا ) نصف أبله كما يصفه بقول ديورانت فهو (فيليب الرابع ابن فيليب الثالث والثالث ابن الثاني والثاني ابن شارل الخامس)
كارلوس سيجوندو (شارل الثاني). نصف الأبله هذا سيوصى بملك أسبانيا كله لفرنسا.
وإذ كان فليب تواقاً لوريث لملكه فقد تزوج (1649) وهو في الرابعة والأربعين أبنة أخ لا تتجاوز الرابعة عشر ربيعاً، هي ماريانا النمساوية التي كانت مخطوبة لبالتازار، فمنحته ولدين: فليب ابروسير الذي مات في الرابعة، وولدا آخر أصبح فيما بعد كارلوس سيجوندو (شارل الثاني). أما الملك المرهق، الذي هد قواه حصى المرارة، وأوهنه نزف البواسير، ولم يكف عن مطاردته الرهبان المتجرون بالسحر، فقد استسلم للموت (1665) تعزيه فكرة وجود وريث له، ولكنه اعفي من العلم بأن ولده نصف الأبله هذا سيوصى بملك أسبانيا كله لفرنسا.
قصة الحضارة ج29 ص104، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> فيليب الرابع
 
حاكم البرتغال أيام فيليب الثاني ملك أسبانيا يغامر بغزو المغرب!
لكن انظروا ماذا كان حال البرتغال أولا!!!!
البرتغال
1557-1668
قال ديورانت :"تميزت هذه السنوات بثلاثة أحداث في البرتغال. فقدت استقلالها، ثم استردته، وكتب كامؤنش »اللوسياد«. لقد شاركت أسبانيا نشوة وشراسة العقيدة، ثم سبقتها إلى الاضمحلال. وكان من أثر سرعة تطورها الاستعماري أنها استنزفت وراء البحار أكثر ابنائها مغامرة، وأهملت الزراعة أو ترك أمرها للعبيد الخائري الهمة، وفاحت في لشبونة رائحة المرتشين، والتجار الجشعين، والعمال المفلسفين، وكلهم يعيش في النهاية على الاستغلال الامبريالي أو التجارة الخارجية. واقترح الملك الشاب سباستيان، الذي ألهمه اليسوعيون الحماسة الدينية، على ابن عمته فليب الثاني الاشتراك في فتح المغرب وتنصيرها. ولكن فليب تردد لكثرة شواغله، فاقترح سباستيان أن يضطلع بالمغامرة منفردا، وحذره فيلب من قصور موارد البرتغال عن انقاذ هذه الحملة، فلما أصر سباستيان قال فليب لمجلسه، »لو كسب الحرب اصبح لنا صهرا مفلحا، ولو خسرها ىل الينا ملك حسن(48)« وغزا سباستيان المغرب فغلب على أمره وقتل (1578) في معركة القصر الكبير.
قصة الحضارةج29 ص104،105، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> البرتغال
 
لبس في الحيط أو لبسه في الحيط !!
اذا كان ابن العمة البرتغالي اخرق ففيليب الثاني أخرق منه!
:"واقترح الملك الشاب سباستيان، (يقصد ملك البرتغال) الذي ألهمه اليسوعيون الحماسة الدينية، على ابن عمته فليب الثاني الاشتراك في فتح المغرب وتنصيرها. ولكن فليب تردد لكثرة شواغله، فاقترح سباستيان أن يضطلع بالمغامرة منفردا، وحذره فيلب من قصور موارد البرتغال عن انقاذ هذه الحملة، فلما أصر سباستيان قال فليب لمجلسه، »لو كسب الحرب اصبح لنا صهرا مفلحا، ولو خسرها ىل الينا ملك حسن(48)« وغزا سباستيان المغرب فغلب على أمره وقتل (1578) في معركة القصر الكبير. ولم يعقب سباستيان وريثاً لأنه كان أعزب وفياً لعزوبته، فولى العرش عمه الأكبر الكردينال هنري، ولكن هنري نفسه مات دون عقب عام 1280، فانتهت بذلك أسرة أفيزي التي حكمت البرتغال منذ عام 1385.
هنا واتت فليب الفرصة التي ترقبها. وكان هو و فيليبرت ايمانويل أمير سافوا الوريثين المباشرين للعرش الخالي باعتبارهما حفيدي مانويل ملك البرتغال. واعترف مجلس لشبونة بفليب وريثا، وقاوم بعض المطالبين بالعرش من منافسيه بدخوله، ولكن ألفا الجبار انتصر عليهم، وفي عام 1581 دخل فليب الثاني لشبونة باسم فليب الأول ملك البرتغال. وحاول بالمجاملات والرشا ان يكسب صداقة الأمة. فنهي جيشه عن نهب الريف، وشنق الدوق ألفا من جنوده جزاء جرائم كهذه عددا كبيرا خشي معه نقصا في الحبال، ووعد فليب بابقاء الأملاك البرتغالية في يد حكام من البرتغال، وبعدم تعيين أي اسباني في منصب بالبرتغال، وبصون امتيازات الشعب وحرياته. وأوفت أسبانيا بهذه العهود مادام فليب حياً. وهكذا ورث فليب بسهولة مذهلة البحرية البرتغالية ومستعمرات البرتغال في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وزال خط الحدود القديم الذي وسمه
البابا ليفصل الممتلكات الاسبانية عن البرتغالية، واستعد أقوى ملوك أوربا، الذي ازداد الآن قوة على قوة لتدمير نفسه بغزو إنجلترا.
قصة الحضارةج29 ص105، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> البرتغال
تعليق
دخل فيليب الثاني الحرب ضد حبيبته(ابتسامة) اليزابث ملكة انجلترا فخسرها تماما.
 
وبينما كانت إمبراطورية البرتغال تؤول إلى أسبانيا والهولنديين، كان اعظم شعرائها يتغنى بأمجاد فتوحها.
قصة الحضارةج29 ص106، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> البرتغال
 
حرب التنازع على من يملك البرتغال(بعد موت ملكها الي هاجم المغرب ومات، وهو سباستيان اليسوعي ابن عمة فيليب الثاني ملك اسبانيا) من كان وأخواتها (إنجلترا في وجه فرنسا وهولندا) القرن ال17 (بعد موت فيليب الرابع ابن الثالث والثالث الفيليبي ابن الثاني والثاني-فيليب الثاني- ابن الطاغية شارل الخامس وكلهم طغاة زناة لهم اولاد غير شرعيين)
قال ديورانت
:"وكان سخط الشعب يزداد كلما هبط الدخل القومي، حتى انتهى الأمر بأن قاد الأشراف والأكليروس الأمة المحنقة إلى الثورة. وأعلن الوطنيون بتشجيع من إنجلترا وريشليو، يوحنا دوق براجانزا ملكاً على البرتغال (1640). وارسلت فرنسا والهولنديون أساطيل إلى نهر تاجه لتحمي البرتغال. وكانت الحرب الخارجية قد أرهقت أسبانيا إلى حد أعجزها عن تدبير المال أو الرجال لقمع انتفاضة جارتها، ولكن حين خفت الضغوط الأخرى عليها، جردت على الحكومة الجديدة جيشين عدتهم35.000 مقاتل (1661). ولم يكن في طاقة البرتغال أن تحشد أكثر من 13.000 جندي، ولكن تشارلز الثاني ملك إنجلترا أرسل إلى البرتغال قوة يقودها القائد الألمعي فريدريك شومبيرج، وذلك لقاء عروس هي كاترين أميرة براجانزا، ولقاء مهر أجمل من العروس، ومعاهدة رابحة تبيح التجارة الحرة مع الموانئ البرتغالية في جميع القارات. وهزم الغزاة الأسبان في أيفورا (1663) ومونتس كارلوس (1665)، وفي عام 1668 اعترفت أسبانيا المنهوكة القوى باستقلال البرتغال
قصة الحضارةج29 ص106، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> البرتغال
 
مسيحية الدم الأسبانية وغزو الأمم لجلب الأموال-غير القرصنة- تشعل -الثقافة الداخلية فياترى بعلم من وفكر من؟
وتغاضي الشعوب بل انها داعمة لمحاكم تفتيش كاثوليكية ولاستعمار كاثوليكي لدول اوروبية مسيحية اخرى منها هولندا
وقول ديورانت عن:"
القرن الذهبي« (1560-1660) قد بلغ شأوه وتألق بكل سنائه ومجده.
ترى ما الذي أطلق هذا التفجر الثقافي، هذا الحشد الرائع من نجوم الأدب والفن؟ لعله انتصارات أسبانيا في ميادين السياسة والاقتصاد والدين-فتح الأمريكتين واستغلالهما، وقوة أسبانيا ومكاسبها في إيطاليا، والأراضي المنخفضة، والبرتغال، والهند، والنصر على المسلمين في أسبانيا والترك في ليبانتو. ونحن لا نستطيع اليوم، لما بيننا وبين أزمات الروح الأسبانية من بعد الشقة، أن نفهم كيف أججت مخاطر هذه السنوات المثيرة وانتصاراتها حماسة الإيمان الكاثوليكي وجعلت أكثر الأسبان يفخرون بدينهم فخرهم. بأنسابهم؛ أما رقابة المطبوعات ومحكمة التفتيش اللتان قد نحسبهما خائفتين للحريات، فقد تقبلتهما الأمة على أنهما من الاجراءات الحربية الضرورية للوحدة القومية في الحرب الصليبية ضد الإسلام.
قصة الحضارةج29 ص112، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> فخامة أسبانيا وانحطاطها -> البرتغال
 
(نص متين )اسبانيا (في القرن السابع عشر) بعد طرد المسلمين ماكان حالها ؟
:"وبينما كانت أوربا تتجادل حول المسيحية، ظلت إسبانيا متشبئة بتراثها الوسيط، فلم يلفت فنها أنظار العالم ثانية إلا عند مجىء جويا.
وإبان حياة موريللة (يقصد تاريخ1617 - 1682 ) قضت على القرن الذهبي للفن عشرات العوامل الفتاكة. وكان الذهب ذاته، والبحث عنه في الأقطار الأجنبية، بعض هذه العوامل: ذلك أن شباب إسبانيا وعنفوانها تحررا من سجن شبه الجزيرة ليكشفا الأمريكيتين ويستغلاهما، والذهب الذي أرسلاه إليها أفسد الحياة الأسبانية، وشجع التكاسل، ورفع الأسعار، أو وقع غنيمة للسفن الهولندية أو الجنوية التي تحمل التجارة الأسبانية. واختزنت الحكومة المعادن النفيسة، وغشت العملة، وطردت المغاربة المنتجين، واستكثرت من الوظائف وباعتها، وفرضت الضرائب على كل شئ إلى حد اللامبالاة الاقتصادية، وبعثرت الثورة في الحملات الحربية ومظاهر البذخ في البلاط بينما الصناعة تذبل، والبطالة تنتشر، والتجارة تذوي، والسكان يتقلصون، والمدن تخرب. وفقدت الحكومة ذات الطابع الارستقراطي الضيق كل كرامة، فوضعت صناديق التبرعات في الشوارع، والتمست المال من بيت إلى بيت لتمول عجزها في الداخل وهزائمها في الخارج(49). أما الجيوش الأسبانية المرابطة في صقلية ونابلي وميلان، الشافة طريقها في غابات العالم الجديد وبراريه، المضنية نفسها في حرب الثلاثين، الخائضة حرباً خاسرة لقهر عناد ثوار الأراضي المنخفضة وإصرارهم الذي لا يصدق- هذه الجيوش استنزفت الموارد البشرية والمادية لدولة صغيرة جبلية نصف صحراوية، تحبسها حدودها في بحر يسيطر عليه منافسوها التجاريون وأعداؤها البحريون. ولم يبق غير الأديرة والكنائس، متشبثة بأملاكها الشاسعة، اللاصقة بها، المعفاة من الضرائب،
مستكثرة من الرهبان في حياة عاطلة غالية الثمن. وبينما كان الدين يسترضي الفقر بصكوك على الجنة، ويخنق الفكر، ويدعو إسبانيا للعيش على ماضيها، أجزلت فرنسا وإنجلترا مكافأة الصناعة، واستولتا على التجارة، ودخلنا رحاب المستقبل. أن التلاؤم مع البيئة المتغيرة هو لب الحياة، وهو أيضاً ثمنها.
قصة الحضارة ج29 ص168،169، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> العصر الذهبي للفن الأسباني -> موريللو
 
هولندا في حرب الثلاثين عاما(القرن ال17)
يقول ديورانت عن حرب اسباني الكاثوليكية ضد هولندا البروتستانتة يومذاك
:"أما الجيوش الأسبانية المرابطة في صقلية ونابلي وميلان، الشافة طريقها في غابات العالم الجديد وبراريه، المضنية نفسها في حرب الثلاثين، الخائضة حرباً خاسرة لقهر عناد ثوار الأراضي المنخفضة وإصرارهم الذي لا يصدق
قصة الحضارة ج29 ص169، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> العصر الذهبي للفن الأسباني -> موريللو
 
عودة
أعلى