آية دالة على اعجاز الرسم القرآني ؟؟

إذا نتفق على تأثير اختلال المبنى بالزيادة والنقص في المعنى وهذه بلاشك تبقى ذلك طامة في حق القرآن لا تنبغي البتة إذ لا يسوغ لأحد إدخال رأيه وتوضيحه أو إجماله من خلال الإخلال بالرسم زيادة أو نقصاً.
 
لا ياأستاذي الكريم
لم نتفق على أن الزيادة في المبنى تقتضى حتما الزيادة في المعنى كما تذكر!
وماالذي يدعوك لنسبة زيادة حرف أو نقصانه في المبنى إلى الخلل ؟
ثم إن المعنى لآية في كتاب الله قد يختلف لأمور عديدة - تعلمها - منها تغير تصريف الكلمة في القراءات، وعليه لا وجود لإشكال !
وجزاكم الله خيرا.
 
فهل تتفق بالتالي مع هذا القول :



وقال عبد الرحمن بن محمد بن خلدون: كان الخط العربي أول الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام والإتقان والإجادة ولا إلى التوسط لمكان العرب من البداوة وبعدهم عن الصنائع وانظر ما وقع.
من أجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم، وكانت غير مستحكمة في الإجادة، فخالف الكثير من رسمهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها، ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركًا مما رسمه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخير الخلف من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله تعالى.
ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط، وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيها للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط، وحسبوا أن الخط كمال، فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته، وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه وليس ذلك بصحيح". انتهى كلامه .


أي أن الرسم القرآني الذي بين أيدينا إنما هو رسم مليء بالأخطاء الراجع إلى بداوة الصحابة و افتقار عملهم إلى الإجادة والإتقان.
أقول هذه ثمرة من ثمار هذا القول وأعتقد أن مزيدا من البحث وإخراج ورقة علمية تبين الفرق المعنوي للكلمات المرسومة بالخط الإملائي عن المرسومة بالخط العثماني كفيل ببيان كثير من الحق ودحض كثير من الباطل.
 
الحكم على الشيء فرع عن تصوره
ابن خلدون رحمه الله تعالى كان ينسب إلى العرب كثيرا من النقائص (وبخاصة سكان الجزيرة منهم)
لذا فما يقوله هنا نوع من (الرأي والاستنتاج) غير العلمي بسبب مقدمات مغلوطة وتحيز لا مجال لتعليل سببه، ومن المؤكد أن ما ذكره ليس من نوع (الخبر والاكتشاف التاريخي)

انظر مثلا هذا الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69869
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

وفقنا الله وإياكم لكل خير.
يقول الله تعالى: وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ.
فالواضح أن الآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتل قبل القرآن كتابا.. ولا عرف عنه أنه نقل خطا أي كتاب.
فلم يعرف عنه التلاوة كما لم يعرف عنه الخط..
وإنما كان ذلك قبل نزول الوحي عليه.
فلما نزل عليه الوحي.. عرف عنه تلاوة القرآن.. لا ينكر ذلك أحد.. ولم يعرف عنه تلاوة غير القرآن، قراءة واتباعا.. فكان مجمل قوله حتى في غير القرآن وحيا وجب اتباعه فيه.
واختلف القوم هل أمر النبي بخط القرآن على نحو مخصوص بوحي، أم ترك الكتبة يكتبون ما يريدون بحسب ما تعلموا من الخط.
أما الآية فتدل على أنه أمر الكتبة أيضا برسمه وفق الوحي. لأن الريب زال بنزول الوحي عليه. فكما صح له تلاوة القرآن دون غيره صح له إدراك خطه دون غيره.
وفي الحديث: فإن كان فيه سقط أقامه.
والله تعالى أعلم وأحكم.

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
 
تعقيبا على ما تفضل به أ.د عبدالرحيم الشريف وفقه الله:

- يثبت أمامنا أن القول بشرية الرسم القرآني أنتج نابتة التشكيك بكل صوره ومنها مقولات ابن خلدون مثالا.
- أن هناك من يثني على قول ابن خلدون ويلتمس له الأعذار ويوجه قوله ولا سبيل إلى إقناع مثل هؤلاء بفساد قوله وخطأه.
- إن ذلك إحدى النواتج المنحرفة وأهونها ، بل إن هناك من يذهب لما هو أبعد من ذلك وأسوأ.
 
إجماع الأمة على هذا الرسم هو مفيد للتوقيف والاجماع من أقوى الادلة بعد الكتاب والسنة

من أين هذا الكلام؟
درسنا كتب المصطلحات الفقهية والأصولية ولم نجد فيها إن الإجماع = التوقيف

يجب توخي الدقة في المصطلحات الشرعية. نحن نتكلم بكلام علمي وأحكام فلا يجوز إطلاق المصطلحات هكذا جزافاً ودون تحقق.

فالإجماع شيء والتوقيف شيء آخر

التوقيف هو ما جاء بنص شرعي من الكتاب أو السنة أي أنه وحي

وأنت نفيت من البداية أن يكون الرسول على علم بما كتب وبالطريقة التي رسم بها القرآن فكيف تقول بأنه توقيفي

ثم من قال أنه مجمع عليه؟
من رسموا القرآن أربعة أو خمسة من الصحابة فكيف صار إجماعاً؟

وأنت قلت في مشاركة سابقة أن ابن مسعود قرأ قراءة شاذة في بعض المواضع لا توافق الرسم القرآني. أين الإجماع إذن؟

الموضوع يحتاج إلى بحث دقيق بالرجوع إلى الكتب السابقة وأقوال العلماء
 
[FONT=ge_m]

أي أن الرسم القرآني الذي بين أيدينا إنما هو رسم مليء بالأخطاء الراجع إلى بداوة الصحابة و افتقار عملهم إلى الإجادة والإتقان.
أقول هذه ثمرة من ثمار هذا القول وأعتقد أن مزيدا من البحث وإخراج ورقة علمية تبين الفرق المعنوي للكلمات المرسومة بالخط الإملائي عن المرسومة بالخط العثماني كفيل ببيان كثير من الحق ودحض كثير من الباطل.​
[/FONT]
[FONT=ge_m]
[/FONT]

أتفق معكم
 
لعل الأخ يقصد بأن الإجماع منعقد على عدم جواز مخالفة الرسم العثماني.
الرسم ليس توقيفيا ولا وحيا و معجزا ولكن الإجماع منعقد عليه ولايجوز كتابة مصحف كامل بغير الرسم العثماني. ويجوز كتابة آيات - من باب الاستشهاد مثلا - بغير الرسم العثماني. والله أعلم.
 
قلتم : (لا يجوز كتابة المصحف بغير الرسم العثماني.)
ما الدليل على ذلك؟

وما دام الرسم لم يكن توقيفياً ولا عرف الرسول الطريقة التي كتب بها ولا أمر بها، وبالتأكيد لم يوح للصحابة كيف يكتبوه. وكتبوا الكلمات نفسها في عدة مواضع بأكثر من صورة . من أين حكمنا بعدم الجواز في التغيير والكتابة بالرسم الإملائي؟

لا تظنوا أن أقوم بالتشغيب

وإنما هي استفسارات يحسن أن نبحث عن إجاباتها للوصول إلى الرأي الأقرب للصحة في هذه المسألة؟
 
يمكن إطلاق ما أجمع عليه الصحابة بأنه توقيفي وإن لم يكن وحيا. و أن أمته عليه الصلاة والسلام لا تجتمع على صلالة كما في الحديث الصحيح. فيمكن أن يقال على إجماع الصحابة بأني توقيفي وكثير من أهل العلم يفعل ذلك فلا مشاحة في الاصطلاح. والقصد منه عدم جواز مخالفته.

سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل: الواو والألف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك؟ قال: لا، قال أبو عمرو: يعني الواو والألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو: أولو. وقال الإمام أحمد: يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك.


قال أشهب: سئل مالك: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء؟ فقال: لا، إلا على الكتبة الأولى، رواه الداني في المقنع ثم قال: ولا مخالف له من علماء الأمة.

وقال أحمد: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو، أو ألف، أو ياء، أو غير ذلك.

هذا كله دليل على عدم جواز مخالفته و أنه السلف الصالح أجمعوا على هذا الرسم. و الصحابة رضوان الله عليهم قد أجمعوا على مسألة كثيرة أجتهدوا فيها ويحرم مخالفة إجماع الصحابة. وهذا من ذاك.
 
أما قول ابن خلدون فلا يمكننا نفيه بالكلية خاصة إذا وضعنا أمامنا تصوراً للطريقة التي جمع بها القرآن أول جمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنها وذلك عندما أمر بإحضار كل ما كتب من القرآن في الرقاع والعظم ونحوه وبذلك كان الكتبة متعددون وربما كل كتب الكلمات بطريقته التي تعلم بها بعيدا عن القواعد الإملائية التي لم تكن معروفة للجميع فنسخوها بالطريقة نفسها فحدث الاختلاف في الرسم بين الكلمات المتشابهة

هل يمكن الاعتماد على هذا التفسير إن نفينا القول بتوقيف الرسم والذي لا أزال أميل إليه خاصة عندما أنظر في الإعجاز العددي في القرآن والإعجاز البلاغي للكلمات والأحرف
 
لا يمكن نفي القول بتوقيف الرسم العثماني لأن إجماع السلف منعقد عليه. ولو فرضنا جدلا أن كل فرد من كتبة الوحي كتبوا الكلمات بطريقته فإنه من معلوم أن زيد بن ثابت جمع كل ما كتبه الصحابة و كتبها في مصحف واحد و في عهد عثمان رضي الله عنه فإن الربط القرشيين رضي الله عنهم كانوا يملون عليه وهو يكتب فإذا اختلفوا في كلمة معينة فإنهم كان يكتبون على حرف قريش وبعدها أمر عثمان الصحابة أن بحرق ما بأيديهم من العسب والرقاع و اللخاف والأكتاف. و أكبر دليل على أن الرسم مراد هو أن عثمان أرشد أن يأتوا ما أختلفوا فيه على حرف قريش ولم يقل لهم أكتبوه كما شئتم.
 
تصحيح: وأكبر دليل على أن الرسم مراد هو أن عثمان رضي الله عنه أرشدهم أن يكتبوا ما أختلفوا فيه على حرف قريش ولم يقل لهم 'اكتبوا ما اختلفتم فيه كما بأي طريقة شئتم'.
 
الأخت أم طارق وفقها الله
أظن الشيخ عبدالإله يقصد أن الرسم يلزم التوقف فيه لاصطلاح الصحابة عليه في عهد عثمان رضي الله عنهم أجمعين، فلا يصح إحداث شيء فيه، لكنه ليس تنزيلا من عند الله تعالى، والله أعلم.
 
بودي أن أطرح سؤالاً هاماً على استاذنا د.عبدالرحيم الشريف إذا سمح لي بذلك:

من خلال اطروحتكم ودراستكم وفقكم الله التي نلتم بها درجة الدكتوراة ، والتي اشتملت على دراسة القرآن الكريم عبر الانترنت والمطاعن والشبه التي يثيرها أعداء الدين حول القرآن الكريم ، ماهي الشبهات التي ألقيت والتي تعلقت بالرسم القرآني ضمن ما ألقي من شبه وتضليل ؟

ولكم جزيل الشكر
 
حباً وكرامة أخي المكرم عدنان الغامدي.

لم أتوسع في نقد الشبهات المثارة حول الرسم العثماني لأن المواقع والمنتديات التنصيرية التي شملها البحث (وعددها 58 موقعاً ومنتدى) لم تتناوله بالتخصيص، والفترة الزمنية التي تمت فيها كتابة الأطروحة ودخل فيها الباحث في نقاش مع المنصرين حولها لم تتطلب ذلك (منذ عام 2001 ولغاية 2006).

ووردت ثلاث إشارات يسيرة حول الرسم العثماني، وهي:
1) تحت عنوان: (الأخطاء النحوية والصرفية المزعومة حول القرآن الكريم) شبهة رقم (16) وهي الزعم بأن كاتب الوحي راسب في الإملاء!
ومنه: في سورة العلق: قوله تعالى: " كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ". كتبَ نون التوكيد تنويناً.
الجواب:
من قواعد العربية أن نون التوكيد المخففة، تُبدَل ألفاً لينة عند الوقف؛ تفريقاً لها عن نون التوكيد المثقلة.([1]) فكتبت في الرسم العثماني للمصحف، بحسب لفظها.
ومعلوم في اللغة أنه لا يُبدأُ بساكنٍ ولا يوقف على متحرك.
وهذا أصل مطرد الرعاية في اللغة العربية، لذلك رأينا الإشارة إلى بعض أحكام الوقف إذ هي تغيير للفظ بعض الأحرف ومن هنا مر بعض أحكامها في الإبدال، ومن الإبدال الداخل تحت هذا: تقلب نون التوكيد الخفيفة ألفاً حين الوقف فـ(يا خالد اذهبنْ) تقرؤها (يا خالد اذهبا)؛ ولذلك يكتبها كثير من أفاضل العلماء تنويناً؛ ولذلك رسمت في المصحف: " لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ ".
وفي ذلك تفصيل:
انظر
مبحث حول توكيد الفعل بالنون/


2) تحت عنوان: مقارنات مغلوطة، عقد المنصرون مقارنات تبيِّن – بزعمهم – تفوق الكتاب المقدس بعهديه القديم والحديث على القرآن الكريم من حيث المحتوى والأسلوب، ومن المقارنات التي عقدتها صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) مقارنة بين نصوص الإنجيل واضحة القراءة ـ شكلاً ـ والخط العثماني المتخذ شكلاً للنص القرآني.. فتأمل المقارنة التي عقدتها تلك الصفحة: " اذا امعنا النظر وقارنا بين كيفية كتابة القران وبين طريقة كتابتنا نجد انه لا يسوغ لنا اتباع رسمه لحصول الالتباس وصعوبة القراءة.
لنضرب مثالا لذلك بهذه الجمل الآتية وهى: (ايها الطلاب النجباء من حفظ العلوم والادب، وسبق اقرانه في الطلب، تعطى له جائزة من الديوان العالى، ويوظف حسب درجة معلوماته، وقوة ملكته، فاجتهدوا رعاكم الله تعالى في طلب العلم وصابروا عليه، تنالوا سعادة الدارين، فالعلماء نور البلاد، والجهلاء شرار العباد، وأقرنوا العلم بالعمل تكونوا من الفائزين) فاذا كتبنا هذه الجمل بحسب رسم المصحف تكون صورتها هكذا: (أيه الطلب النجبؤا من حفظ العلوم والادب، وسبق أقرنه في الطلب، تعطى له جئزة من الديون العلى، ويوظف حسب درجت معلومته، وقوت ملكته، فاجتهدوا رعكم الله تعلى في طلب العلم وصبروا عليه تنلوا سعادت الدرين، فالعلمؤا نورالبلد والجهلاء شرار العبد وأقرنوا العلم بالعمل تكونوا من الفئزين).
فالفرق في كتابة الجمل المذكورة في القران وبقواعد كتابتنا عظيم جدا كما هو ظاهر، فرسم القران لا يستسيغه الإنسان في غيره. تقودنا هذه الأخطاء الإملائية إلى سؤال وهو: هل حفظ الله القران من أخطاء كتبة القران أثناء كتابتهم القران ؟ بمعنى: هل حفظ الله القران من أخطاء الكتبة الإملائية ؟([2]) ".
الجواب:
إن المرء ليعجب من تلك الجرأة في الهجوم على الرسم العثماني، الذي ارتضاه المسلمون منذ أكثر من أربعة عشر قرناً!
وانظر كيف حكم أن الناس لا يستسيغون الرسم العثماني للمصحف، وغاب عنه ـ لجهله ـ أن الرسم العثماني للمصحف من مظاهر إعجازه.. وهو جامع لوجوه القراءات القرآنية. كما أنه يسير التعليم جداً للصغير والكبير، للعرب والعجم.. ودليل ذلك الواقع والمشاهَدة.
فأبرز الخصائص المميزة للقرآن الكريم عن سائر الكتب: كثرة أسمائه وصفاته، وتواتر كل آياته، ونزوله منجَّماً وبالأحرف السبعة، وحفظه من التحريف، والتعبد بتلاوته، وكثرة وجوه إعجازه، وشفاعته لأهله، واشتماله على حروف فواتح السور، وهيمنته على الكتب السابقة، وتيسير حفظه، وعدم ملل قارئه وسامعه، ورَسمِهِ المُتَفرِّد.([3])
والرسم الفريد للمصحف، مما اتفقت الأمة على الإجماع عليه منذ شتى العصور، فيُخشَى إن كتب المصحف بالرسم الإملائي الحديث أن يختلف حوله الناس، ويظهر من يقول: رسمي للمصحف خير من رسمك.. الخ.([4])

3) حين تحدثت مواقع الإنترنت التنصيرية في نقد الإعجاز الغيبي في بداية سورة الروم، فجعلوا من أسباب الرسم العثماني الخالي من النقاط والتشكيل (الخالي من التحسينات المضافة لاحقاً) خروجاً من المآزق ولتدخل فيه احتمالات وحيل على الناس، ومنه ما جاء في موقع (تعليقات على القرآن) عند تعليقهم على سورة الروم: " غُلبت الرومُ في أدنى الأرض وهم من بعد غَلَبهم سيَغْلِبون في بضع سنين (آيات 1- 4). قال المسلمون إن هذه الآية نبوّة تنبأ بها محمد وتحققت بالفعل. ولكن من يتأملها يجد أنها قراءة مستقبلية، كما يفعل العسكريون اليوم، فإن محمداً كان يعلم قوة الرومان، وكان ينظر للأمر كرجل عسكري،([5]) فرأى أن من الممكن أن يفوز الرومان بعد فترة. هذا بالإضافة إلى أن بعض المسلمين قرأها غَلبت ويُغلبون والبعض غُلبت ويَغلبون([6]). ومن يقارن بين هذه النبوّة ونبوّة حزقيال النبي عن مدينة صور، يجد أن احتمال أن يفوز الروم على الفرس هو 50 % لأن الروم أقوياء، وكان من الممكن أن يفوزوا في حربهم ضد الفرس، كما حدث قبلا... فكلام القرآن متوقَّع الحدوث، بينما كلام حزقيال غير متوقَّع الحدوث".

الجواب:
لقد سرقوا هذه الدعوى عن المستشرق جولدتسيهر
فحين تحدث المستشرق جولدتسيهر عن القراءات القرآنية ذكر مثلاً على قراءات يُستبعَد أن تتوافق فيما بينها؛ لأن المفهوم من القراءة الثانية سيكون مغايراً للمعنى المراد من القراءة الأولى، فقال: " يقدم مطلع سورة الروم ذكراً لإحدى العلاقات التاريخية المعاصرة التي يُندر ورودها في القرآن " غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ " فعلى التفسير المشهور تتضمن الآية انعكاس الأثر الذي تركه في نفس محمد [e] انتصار الفرس على الروم سنة (616م=6 ق.هـ)، وقد وصل خبره إلى مكة. وقد رحب المشركون بهزيمة النصارى؛ إذ كانوا يميلون إلى الفرس، أما محمد [e] فقد ساء تأثره من هزيمة النصارى إذ كانوا ـ على كل حال ـ أقرب إلى عاطفته، ولكنه في الوقت نفسه عبر عن ثقته بأن الدائرة ستدور قريباً على الفرس، وسيستدير حظ الحرب وجْهَة أخرى. وفي هذا يرى المسلمون دليلاً على نبوة محمد [e] لأنه تنبأ بانتصار هرقل على الفرس سنة (625م=3 هـ) وأخبر به على وجه التأكيد، ولكن الجملة التالية لن تذكر لنا حقاً مثل هذا التحديد لحدث تاريخي خاص سيتحقق وقوعه يوماً ما، وإنما يريد محمد [e] أن يعبر بوجه عام عن أمله في تقلب الحظ، فالروم الآن مغلوبون، ولن يمضي وقت طويل حتى يصيروا غالبين، هذه هي سنة التاريخ المتقلبة الأطوار.
بيد أن الجميع لم يتفقوا على قراءة النص كما سبق، بل قرئ أيضاً " غَلَبَتِ الرُّوْمُ " بالبناء للفاعل [المعلوم]، وهذا راجع إلى نصر أحرزه الروم تواً على قبائل عربية تقع على الحدود السورية، " وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ (من إضافة المصدر إلى الفاعل) سَيُغْلِبُونَ (بالبناء للمفعول [المجهول]) فِي بِضْعِ سِنِينَ "، والمسلمون الذين أجازوا هذه القراءة يرون فيها إخباراً بالنصر الذي أحرزته الجماعة الإسلامية الفتية على البيزنطيين بعد هذا الوحي بتسع سنين.
ونرى في القراءة المشهورة والقراءة المخالفة لها تأويلين متغايرين تغايراً بعيداً، فالمنتصرون في القراءة المشهورة هم المنهزمون في القراءة المخالفة، والفعل المبني للفاعل في الأولى، مبني للمفعول في الثانية، وإذاً فهما قراءتان وتأويلان لجملة واحدة من كلام الله متعارضان إلى أبعد مدى ".([7])

وتبعه المستشرق (رودويل) فقال: يقول في الصفحة (473) من ترجمته للقرآن الكريم: " تتكلم هذه الآيات عن هزيمة الفرس على يد هرقل عام (625م = 3هـ)، ويلجأ المسلمون إلى هذه الآيات لإثبات تلقي نبيهم الوحي، ولكن من الجدير ذكره الإشارة إلى أن هذه الآيات لم تكن مشكولة وقتذاك، وكان يمكن للقارئ أن يجعل الفعل في الآية مبنياً للمعلوم أو للمجهول، فيكون التنبؤ صحيحاً، أو أن الفقرة ألفت بطريقة تكون صحيحة في أية حال من الأحوال "

وكرر الدعوى ذاتها المنصر يوسف الحداد([8]) فقال: تحت عنوان: الفصل الثاني، المعجزة الغيبية، ثامناً: قصة الروم: " قصة الروم هذه لا تمت إلى السورة التي تستفتحها بصلة . فلا يُعرف زمانها . ثم إن لها قراءتين على المعلوم (غَلَبت) وعلى المجهول (غُلِبت). و بحسب اختلاف القراءة قد تعني الروم والفرس، أو الروم والعرب. و آية مجهولة المعنى لا تكون نبأً غيبياً ".(([9]
القراءة المتواترة هي: " غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) ". ولا يوجد في الآيات الكريمة أي قراءات متواترة تخالفها في الحركات الإعرابية.
أما قراءتي: " غَلَبَتِ " و" سَيُغلَبُوْنَ "، فكلٌّ منها من القراءات الشاذة، قال الطبري: " والصواب من القراءة في ذلك عندنا الذي لا يجوز غيره (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) بضم الغين؛ لإجماع الحجة من القراء عليه ".([10])
وأكد ذلك القرطبي واعتبر أن القراءة بفتح غين (غلبت) ضعيف، قال: " وفي هذه القراءة قلب للمعنى الذي تظاهرت الروايات به ".([11])
يرفض المسلمون الاعتراف بصحة هذه القراءة لأن شرط القرآن التواتر، ومعلوم بأن " مذهب الأصوليين، وفقهاء المذاهب الأربعة والمحدثين القراء أن التواتر شرط في صحة القراءة ولا تثبت بالسند الصحيح غير المتواتر ولو وافقت رسم المصاحف العثمانية والعربية.. فالشاذ ما ليس بمتواتر، وكل ما زاد الآن على القراءات العشرة فهو غير متواتر ".([12])
إن القراءة الشاذة لا تصح مجرد القراءة ـ بقصد التعبد ـ بها فكيف نبني عليها تفسيراً ونستنبط منها خبراً غيبياً ؟ قال النووي: " لا تجوز القراءة في الصلاة ـ ولا غيرها ـ بالقراءة الشاذة؛ لأنها ليست قرآنًا، فإن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وكل واحدة من السبع متواترة. هذا هو الصواب الذي لا يُعدَل عنه، ومن قال غيره فغالِطٌ أو جاهل، وأما الشاذة فليست متواترة، فلو خالف وقرأ بالشاذة أنكر عليه قراءتها في الصلاة أو غيرها، وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ ".([13])
ولا علاقة لعدم تشكيل الكلمات بالحركات زمن كتابة المصحف باحتمال إحدى القراءتين ـ كما زعم المستشرق رودويل ـ؛ لأن المعوَّل عليه في نقل القرآن روايته سماعاً، لا كتابةً ورقْماً على الصُّحُف. مصداقاً للحديث القدسي: " وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ".([14])
فكان الصحابة الكرام يحرصون على تلقي القرآن مشافهة مِن في رسول الله r، عن عبد الله بن مسعود t قال: " وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ r بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً.. "،([15]) لهذا كان القراء يقرؤون القرآن الكريم على مشايخهم حفظاً عشرات المرات، قبل أن يُقَرُّوا على حفظهم.([16])
فقراءة القرآن سُنَّة، يأخذها الأول عن الآخر.([17]) والاعتماد على حفظ القلوب والصدور لحفظ القرآن الكريم، لا على خط المصاحف والكتب، أشرف خصيصة من الله تعالى لِهَذِهِ الأمة.([18])
ولن تدع الأمة الخصيصة التي شرفها الله Y بها، فكان " الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب لا على المصاحف.. بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب، ولا يقرؤونه كله إلا نظرًا، لا عن ظهر قلب".([19])
مراعين شعار علماء الإسلام: " لا تأخذوا الحديثَ عن الصُّحُفيِّين، ولا تقرؤوا القرآنَ على الْمُصْحَفِيِّين ".([20])
ويمكن الرد عقلاً على تلك الشبهة بما يلي:
لقد راهن أبو بكر الصديق t المشركين على أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، وفاز أبو بكر t بالرهان.([21]) فهل صدرت قراءتي: ( " غَلَبَتِ " و" سَيُغلَبُوْنَ " ) عن رسول الله r قبل ذلك الانتصار أم بعده ؟
- إن كانت قبل انتصار الروم على الفرس: لا يُعقَل أن يُسلِّم المشركون بكلتا القراءتين اللتين تحملان الاحتمالَين ـ انتصار الروم أو الفرس ـ ، وهم الأحرص على الفوز بالرهان، وقبل ذلك: الأحرص على إثبات دعوى عدم صدق نبوة النبي r، من مثيري الشبهات المعاصرين !
- إن كانت بعد ذلك الانتصار: يكون صدور تلك القراءة من العبث، فمَن العاقل الذي سيؤلف عبارة تفيد أن الفرس ستنتصر على الروم، وكل الناس علِمُوا أن الروم انتصرت في بضع سنين، وقُضيَ الأمر؟!





[1]) ورد في كتاب: قواعد الكتابة والترقيم، لسلامة الروسان، ص28 تحت عنوان: من أنواع الألف اللينة: " الألف اللينة المبدلة من نون التوكيد الخفيفة مثل قوله تعالى: )لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ(.

[2]) سبحان الله، تجاوزت الأخطاء الإملائية لمثير الشبهة عشرة لذا فقد كتبتها كما هي ووضعت تحتها خطاً، مثل: (ا)

[3]) انظر: معجم علوم القرآن، إبراهيم الجرمي، ص144-147.

[4]) للتفصيل حول مزايا الرسم العثماني انظر: رسم المصحف / دراسة لغوية تاريخية، د. غانم قدوري الحمد، مؤسسة المطبوعات العربية، بيروت، ط1، 1981م. وإيقاظ الأعلام بوجوب اتباع رسم المصحف الإمام، محمد حبيب الله الشنقيطي، مكتبة المعرفة، حمص، ط2، 1972م. ورسم المصحف معجز كلفظه ولا يمكن تغييره، محمد سامر النص، دار التوفيق، دمشق، 2002م. ورسم المصحف وضبطه، بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة د. شعبان محمد إسماعيل، دار السلام، القاهرة، ط1، 1999م.

[5]) سورة الروم مكية، وسيدنا محمد r لم يخض حين نزولها أي حرب، بل كان القتال محرَّماً على المسلمين، فلم يكن عسكرياً.

[6]) أول من زعم تلك الفرية لنقض الإعجاز الغيبي في سورة الروم، هو المستشرق اليهودي جولدتسيهر، الذي قال إن القراءات نشأت لعدم نقط المصاحف في عهد عثمان. ولما نقطت في عهد التابعين لم يعلموا ما المقصود فاخترعوا القراءات. والحق أن القراءات المتواترة أنزلها جبريل على سيدنا محمد r، ولما كُتِب المصحف العثماني روعي فيه رسم الحروف لتتناسب مع وجوه القراءات؛ وهذا من أهم اسباب اختلاف رسم المصحف العثماني عن الرسم الإملائي المعتاد..
تناسى (جولدتسيهر) وجود قراءات تخالف الرسم بزيادة كلمة، وأن ما فعله عثمان لم يكن من تلقاء نفسه، بل وافقه عليه عشرات الآلاف من الصحابة، وبهذا فالرسم العثماني ليس سبب وجود القراءات، بل على العكس كان ذاك الرسم وسيلة لحفظ اختلافات القراءات المتواترة، فهو لا ينشئ القراءة بل يُظهرها.، وللتوسع في مناقشة شبهة جولدتسيهر انظر كتاب: رسم المصحف وأوهام المستشرقين، د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي، دار الشروق، جدة، ط2، 1983م.

[7]) مذاهب التفسير، جولدتسيهر، (ص29-31).

[8]) يوسف إلياس درة الحداد (1913-1979م=1331-1399هـ)، ولد في مدينة يبرود السورية درس واستقر بكنائس الموارنة بلبنان، كرس حياته للهجوم على القرآن والإسلام، وألف في ذلك كتباً منها: الإنجيل والقرآن، والقرآن والكتاب، ونظم القرآن والكتاب.. وغيرها. ومِن عجيب تعجيل الله Y بفضح من يثيرون الشبهات حول كتابه الكريم، قامت الكنيسة التي خدم بها بتجميد أنشطته في سنواته الأخيرة وحرمته؛ لأنه أكثر في مؤلفاته من الاستشهاد بالقرآن الكريم مما كان سبباً في إعجاب كثير من طلبة الكنيسة بالقرآن الكريم، والإقبال على قراءته بموضوعية! انظر: القرآن ليس دعوة نصرانية، د. سامي عصاصة، ص (6).

[9]) معجزة القرآن، يوسف الحداد، ص(180).

[10]) جامع البيان، الطبري (21 /16).

[11]) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي (14 / 5).

[12]) غيث النفع في القراءات السبع، النوري، (ص14).

[13]) المجموع، النووي (3/ 392).

[14]) رواه مسلم في الجنة.. باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة.. (2865) مطولاً عن عياض المجاشعي t. قال النووي في شرحه للحديث 17 /198: " (لايَغْسِلُهُ المَاءُ): محفوظ في الصدور، لايتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على مر الأزمان ".

[15]) رواه البخاري في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي r (5000).

[16]) انظر كتاب: السبعة في القراءات، أبو بكر بن مجاهد، ص(88).

[17]) انظر: المرجع السابق، ص(51). وذكر أبو بكر بن مجاهد بأسانيده النقول الآتية:
ـ عن حذيفة t: " اتقوا الله يا معشر القراء، وخذوا طريق من كان قبلكم. فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن تركتموهم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدًا ".
ـ عن علي بن أبي طالب t: " إن رسول الله يأمركم أن تقرؤوا القرآن كما عُلِّمتم ".
ـ عن زيد بن ثابت t قال: " قراءة القرآن سُنة ".
ـ عن عروة بن الزبير t قال: " إنما قراءة القرآن سُنة من السنن، فاقرؤوه كما عُلِّمتموه ".
وفي رواية أخرى عن عروة بن الزبير t قال: " إنما قراءة القرآن سُنة من السنن، فاقرؤوه كما أُقْرئتموه ".
ـ عن محمد بن المنكدر قال: " قراءة القرآن سُنة، يأخذها الآخر عن الأول ".
قال: وسمعت أيضاً بعض أشياخنا يقول عن عمر بن الخطاب t، وعمر بن عبد العزيز مثل ذلك.
ـ عن عامر الشعبي قال: " القراءة سُنة، فاقرؤوا كما قرأ أولوكم ".
ـ عن صفوان بن عمرو وغيره قالوا: سمعنا أشياخنا يقولون: " إن قراءة القرآن سُنة، يأخذها الآخر عن الأول ".

[18]) انظر: مقدمة كتاب: النشر في القراءات العشر، ابن الجوزي (1 /6).

[19]) مجموع الفتاوى، ابن تيمية (13/ 400).

[20]) انظر: الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم (2 /31) عن سليمان بن موسى وسعيد بن عبد العزيز.

[21]) كان ذلك قبل تحريم الرهان. عن نيار بن مكرم الأَسلمي t قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ: " الم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ". فَكَانَتْ فَارِسُ يَوْمَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَاهِرِينَ لِلرُّومِ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ ظُهُورَ الرُّومِ عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ. وَفِي ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: " وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ " وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُحِبُّ ظُهُورَ فَارِسَ؛ لِأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ لَيْسُوا بِأَهْلِ كِتَابٍ وَلَا إِيمَانٍ بِبَعْثٍ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ t يَصِيحُ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ: " الم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ " قَالَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِأَبِي بَكْرٍ: فَذَلِكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، زَعَمَ صَاحِبُكَ أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ فِي بِضْعِ سِنِينَ، أَفَلَا نُرَاهِنُكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ: بَلَى ـ وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الرِّهَانِ ـ.. ". رواه الترمذي في تفسير القرآن عن رسول الله r باب ومن سورة الروم. وقال: حديث حسن صحيح غريب. وانظر: جامع البيان للطبري (21 /19)، وأحكام القرآن للجصاص (2/ 11)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (14/3)، والمنتظم لابن الجوزي (2 /387)، والبداية والنهاية لابن كثير (3 /103).
 
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الدكتور عبدالرحيم الشريف، وأمد الله في عمركم ذخرا للمسلمين، ونفع بعلمكم.
 
أحسن الله إليكم السيد الدكتور عبدالرحيم ، ونرى تواطؤ بين طعن المستشرقين في الإملاء وبين كلام ابن خلدون وكذلك فئة القائلين ببشرية الرسم وأنه اجتهادي بدلا من تتبع الظواهر الاعجازية في الرسم القرآني ودراستها بمعزل عن الموروث والتسليم به على علاته بلا تفكير أو استدراك.

وأعتقد أنه مجال خصب للإبداع والبحث وتتبع الفرق المعنوي والبنيوي بين الرسم القرآني والإملائي كرسالة علمية ولو أني لست متفائل تجاه مقدم البحث ومستقبله العلمي فقد اعتدنا شراسة عند الأصوليين من الأكاديميين في تقبل ما يخالف مسلماتهم حتى بالاستدلال الوجيه لدرجة قد تقضي على مستقبل الطالب للأسف إلا إذا اتبع المنهج العقيم بطرح أقوال السلف والترجيح بينها وحذار أن يعمل عقله وتدبره.

ولكن الحق أحق أن يتبع.
 
لا عليك أخي الحبيب. نحن معشر القائلين ببشرية الرسم نسلم بلا تفكير أو استدراك . مقبولة منك يا الحبيب. ولكنكم معشر السادة القائلين بإعجاز الرسم لم تأتوا بدليل شرعي واحد إلى الآن يدل على إعجاز الرسم. أليس من الحق أن نطالب بالدليل في مثل هذه المسائل ؟ وهي ليست بالمسألة الهينة، إثبات إعجاز أمر ما شيء كبير لا بد فيه من دليل أو نص شرعي. أو حتى كلام من الأئمة الأعلام.
وكثير من المشايخ و كبار الباحثين في علوم القرآن و رسم المصحف يرون ألرسم اجتهاد الصحابة وليس بمعجز كأمثال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله.
 
آية دالة على اعجاز الرسم القرآني ؟؟

أخي عدنان الغامدي
آخر فقرتين تفضلت بهما حضرتك (في مشاركة ٧٢) ذكرتني بقضية يعاني منها كثير من المشتغلين بالانتصار للقرآن الكريم، وهي مسألة: التخصصية.
فقد عانيت من مثله - مثلاً - في الرد على شبهة (المعرَّب في القرآن الكريم) ودعوى أنه دليل على المصدر الأعجمي للقرآن الكريم.. الخ
حيث ورد نص عن عالم من كبار علماء السلف بأن كلمة (كذا) أصلها فارسي، ولكن وبالتحقيق وبدراسة علم الأصوات اللغوية يتبين أن أهل فارس لم يتحدثوا بالكلمة أبداً، بل إن حروفها غير مستخدمة عندهم أصلاً!
ووجدت الكلمة في نقوش ثمودية اكتشفت حديثاً تؤكد أن الكلمة عربية فصيحة..
ولكن كثيراً من المعترضين يقولون: بل نأخذ برأي العالم (فلان) بأن الكلمة فارسية لأنه متقدم، ولو كان غير متخصص في اللغات.. ولا نأخذ برأي كل المتخصصين المعاصرين المتأخرين الذين قالوا بعربية أصلها!!
 
أخي العزيز عبدالرزاق
رزقني الله وإياكم علم كتابه ، وأقدر من جهة المنهج الاستدلالي الأصيل وأهميته ونتفق بلا شك في الحفاظ على أصول علوم القرآن وعدم الافتئات عليها بدون ضابط معتبر.
إلا أن هذا القول بالذات (بشرية الرسم) فإنه يحمل مجازفة مؤداها الطعن في القرآن فلا أدل من ذلك على فساده فضلا عن وجاهة ما سواه ، واهم المخالفات المنهجية هو الاستدلال بظني الثبوت على قطعي الثبوت لمجرد تقدم صاحب القول مع إغفال أقوال معاصريه وعدم الاستدلال بدليل معتبر متواتر يؤيد الرأي ويقويه.
والله تعالى يهدينا وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه هو الهادي إلى سواء السبيل.
 
ما ذكر هنا دعوى عريضة دون ما أي حجة قائمة، ودون ذلك ليس لهذا الحوار ثمرة.
ذلك كمن يجيء بدعوى أن إغلاق كل صفحة من المصحف بآية كاملة أمر توقيفي ، ثم لا تكون حجته ودليله على هذه الدعوى إلا أن التغيير في ذلك بانقسام آخر الآية في كل صفحة ليكون باقيها في الصفحة التي تليها يدعو إلى تشتت حفظ القراء مما يسبب انحسارا في أعداد الحفظة، وفي ذلك من المفسدة مالا يخفى على كل ذي لب وبصيرة !
أهكذا أيها الإخوة نثبت التوقيف وننسب للتنزيل ؟!
سبحان الله
هذه مجازفة عظيمة.
 
وقال الشيخ صبحي الصالح رحمه الله رادا على زعم من زعم توقيف الرسم العثماني :
ولا ريب أن هذا غلو في تقديس الرسم العثماني، وتكلف في الفهم ما بعده تكلف، فليس من المنطق في شيء أن يكون أمر الرسم توقيفيا، ولا أن يكون له من الأسرار ما لفواتح السور، فما صح في هذا التوقيف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مجال لمقارنة هذا بالحروف المقطعة التي تواترت قرآنيتها في أوائل السور، وإنما اصطلح الكتبة على هذا اصطلاحا في زمن عثمان، ووافقهم الخليفة على هذا الاصطلاح، بل وضع لهم دستورا يرجعون إليه في الرسم عند الاختلاف في قوله للثلاثة القرشيين: "وإذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش, فإنما نزل بلسانهم".

واحترام الرسم العثماني واستحسان التزامه أمر يختلف اختلافا جوهريا عن القول بالتوقيف فيه, فقد تضافرت آراء العلماء على ضرورة التزام هذا الرسم حتى قال الإمام أحمد بن حنبل: "تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ألف أو ياء أو غير ذلك" وسئل الإمام مالك: أرأيت من استكتب مصحفا أترى أن يكتب على ما استحدثه الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: "لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى"وروي في فقه الشافعية والحنفية أقوال من هذا القبيل، ولكن أحدا من هؤلاء الأئمة لم يقل: إن هذا الرسم توقيفي، ولا سر أزلي، وإنما رأوا في التزامه ضربا من اتحاد الكلمة واعتصام الأمة بشعار واحد، واصطلاح واحد، فواضع الدستور عثمان، ومنفذه بخطه زيد بن ثابت، "وكان أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتب وحيه".
على أن من العلماء من لم يكتف بإباحة مخالفة الرسم العثماني، بل صرح فوق ذلك بأنه اصطلاحي، ولا يعقل أن يكون توقيفيا. وفي طليعة هؤلاء القاضي أبو بكر الباقلاني3 في كتابه "الانتصار" فهو يقول: "وأما الكتابة فلم يفرض الله على الأمة فيها شيئا، إذ لم يأخذ على كتاب القرآن وخطاط المصاحف رسما بعينه دون غيره أوجبه عليهم وترك ما عداه، إذ وجوب ذلك لا يدرك إلا بالسمع والتوقيف. وليس في نصوص الكتاب ولا مهفومه، أن رسم القرآن وضبطه لا يجوز إلا على وجه مخصوص وحد محدود لا يجوز تجاوزه، ولا في نص السنة ما يوجب ذلك ويدل عليه، ولا في إجماع الأمة ما يوجب ذلك، ولا دلت عليه القياسات الشرعية، بل السنة دلت على جواز رسمه بأي وجه سهل, لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر برسمه ولم يبين لهم وجها معينا ولا نهى أحدا عن كتابته، ولذلك اختلفت خطوط المصاحف فمنهم من كان يكتب الكلمة على مخرج اللفظ ومنهم من كان يزيد وينقص لعلمه بأن ذلك اصطلاح وأن الناس لا يخفى عليهم الحال. ولأجل هذا بعينه جاز أن يكتب بالحروف الكوفية والخط الأول, وأن يجعل اللام على صورة الكاف، وأن تعوج الألفات، وأن يكتب على غير هذه الوجوه، وجاز أن يكتب المصحف بالخط والهجاء القديمين، وجاز أن يكتب بالخطوط والهجاء المحدثة، وجاز أن يكتب بين ذلك.
وإذا كانت خطوط المصحف وكثير من حروفها مختلفة متغايرة الصورة, وكان الناس قد أجازوا أن يكتب كل واحد منهم بما هو عادته، وما هو أسهل وأشهر وأولى، من غير تأثيم ولا تناكر علم أنه لم يؤخد في ذلك على الناس حد محدود مخصوص، كما أخذ عليهم في القراءة والأذن، والسبب في ذلك أن الخطوط إنا هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات والعقود والرموز، فكل رسم دال على الكلمة مفيد لوجه قراءتها تجب صحته وتصويب الكاتب به على أية صورة كانت.
وبالجملة فكل من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه وأنى له ذلك!".
وإن رأي القاضي أبي بكر هذا لجدير أن يؤخذ به, وحجته ظاهرة، ونظره بعيد، فهو لم يخلط بين عاطفة الإجلال للسلف وبين التماس البرهان على قضية دينية تتعلق برسم كتاب الله. أما الذين ذهبوا إلى أن الرسم القرآني توقيفي أزلي فقد احتكموا في ذلك إلى عواطفهم, واستسلموا استسلاما شعريا صوفيا إلى مذاويقهم ومواجيدهم، والأذواق نسبية؛ لا دخل لها في الدين، ولا يستنبط منها حقيقة شرعية.

وإنا لنذهب في رسم القرآن مذهبا أبعد من هذا، فلا نرى جواز مخالفته لمجرد الحجج التي أوردها الباقلاني، بل نأخذ برأي العز بن عبد السلام الذي يقول: "لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة، لئلا يؤدي إلى دروس العلم. وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بالحجة".
وملخص هذا الرأي الأخير أن العامة لا يستطيعون أن يقرءوا القرآن في رسمه القديم, فيحسن بل يجب أن يكتب لهم بالاصطلاحات الشائعة في عصرهم، ولكن هذا لا يعني إلغاء الرسم العثماني القديم لأن في إلغائه تشويها لرمز ديني عظيم اجتمعت عليه الكلمة, واعتصمت به الأمة من الشقاق, ففي الأمة دائما علماء يلاحظون هذه الفروق الضئيلة في طريقة الرسم العثماني, ومن الممكن -مع ذلك- كما اقترحت مجلة الأزهر أن ينبه في ذيل كل صفحة من صفحات المصحف على ما عسى أن يكون فيها من الألفاظ المخالفة للاصطلاح الحديث في الخط والإملاء.
انتهى.

 
فالقول بجواز كتابته برسم يسهل على الناس قراءته أسوغ من القول بتوقيف رسمه، وإن كان كلا المذهبين غير صحيح.
فمذهب جماهير العلماء على تحريم كتابته بغير ما اصطلح عليه الصحابة رضوان الله عليهم، والأمة على هذا جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا.
والله أعلم.
 
جزاكم الله خيراً

نقول جيدة ومقنعة

فعلاً القول بجواز الكتابة بغير الرسم العثماني أسوغ من القول بإعجازه.

ولكن يحيرني رسم الكلمات نفسها بأكثر من صورة دون سبب ظاهر من تعدد القراءات

فهل من تفسير لذلك؟
 
قال أهل العلم هذا النوع من التغير الذي لا يظهر في اختلاف في القراءات الله أعلم به. لا نعلم لماذا كتب الصحابة مثلا ( ذلك الكتب لا ريب فيه ) بدون ألف في كلمة كتاب مع أنه لا خلاف بين القراء العشرة في كلمة كتاب في بداية سورة البقرة. كلهم يقرؤونها هكذا "كتاب" ولكن الصحابة كتبوها بدون ألف. فهذا النوع من اختلاف رسم الكلمات دون سبب ظاهر من القراءات فالله أعلم به.
 
كلمة ( الكتاب) في كل المصحف كتبت هكذا أليس كذلك؟
لذلك لا غرابة فيها

الغرابة في الكلمات التي كتبت بشكلين مثل (إبراهيم) (إبراهم)، فكتبت بالياء في جميع المصحف ما عدا مواضع سورة البقرة. ألا تستحق التأمل؟
 
لا. بل كتبت هكذا ( كتب) بدون ألف في بداية سورة البقرة.
وهل كتبت (كتاب) أو (الكتاب) بالألف الممدودة في أي موضع في القرآن؟

ما أردت الوصول إليه أنه لو كان الرسم من الصحابة- كما يرجح الأكثرون- فإنني أفهم أنهم كتبوا (كتب) وقصدوا (كتاب) في كل القرآن، فهذه طريقة اتبعوها في كل الكلمات ولها أسباب منها أن الرسم ما كان متطوراً ولم تكن له قواعد في ذلك الزمان. إلخ....
ولكن ما لا أفهمه لماذا كتبوا الكلمة نفسها بطريقتين في موضعين، مثلا:
إذ يقول لصحبه، قال له صاحبه
إبرهيم، إبراهيم
كلمت، كلمة
بينت، بينة
إلخ مما لا يخفى عالجميع

وهذه القصة تزيد من الاستفهام:
ورُوِيَ عن الزهري أن كتبة المصاحف ” اختلفوا يومئذ في ( التابوت ) و ( التابوه ) ، فقال النفر القرشيون: ( التابوت ) ، وقال زيد: ( التابوه ) : فَرُفِعَ اختلافهم إلى عثمان ، فقال: اكتبوه ( التابوت ) فإنه بلسان قريش ”

وما داموا كانوا مجموعة يكتبون ويختلفون بينهم ويرجعون إلى عثمان بن عفان فيما اختلفوا فيه، فكيف اتفقوا على هذه رسم الكلمات كل مرة بصورة وهي تقرأ بنفس الطريقة ولم يعترض أحد

سأشاهد الحلقة المذكورة لعلي أجد إجابة شافية

والله الموفق
 
بسم1

اطلعت على حلقة "
رسم المصحف بين التحرر والتحرز​
" للدكتور زيد العيص وفقه الله وسدد أمره ، وأرى أخي عبدالرزاق يقول :

حلقتان مهمتان يزيلان كثيرا من الإشكال إن شاء الله.
الحقيقة أن من يحكم بأنها تزيل الإشكال هو المخالف لهذا القول وليس الموافق ، وأقول بأنها تضمنت افتراضات ومغالطات عديدة مع احترامي وتقديري لجهد الدكتور وفقه الله ، فأنتقدُ المبدأ الذي يقارن فيه بين اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية و(القرآن الكريم) من باب أنها مقارنة فاسدة تماما فهي تقارن مالا ينبغي أن يوضع بجانب كتاب الله على سبيل المقارنة ، فلو كانت المقارنة بين اللغة العربية واللغة الانجليزية لقلنا حباً وكرامة أما التكلف في الدفاع عن رسم بالبحث عما يشابهه في اللغات الأخرى والمقارنة بين كلام الله وبين كلام البشر فهذا منهج غير سليم وغير عادل في حق كتاب الله ، وودت لو أنه أثبت من خلال تشابه رسم مخطوطات الأحاديث الشريفة أو رسم الرسائل والمكاتبات المعاصرة لرسم القرآن لو كان جاداً في اثبات وجهة نظره، ولكني لن أفيض في ذلك بل سأختار نقاطاً أرجو أن لا تغفل كما أغفلت ردودي السابقة (والآنف مما تحته خط) ويُمَرُّ عليها مرور الكرام :

وهنا سؤال لأخي المخالف الذي اطلع على الحلقة :

قال الدكتور زيد العيص وفقه الله فيما معناه : بأن القرآن الأصل فيه القراءة وليست الكتابة إلا عامل مساعد يرافق القراءة التي هي الأصل وأن القرآن نزل مقروئا بينما الكتب الأخرى نزلت مكتوبة ثم قرئت .

فهل ما قلته او ما نقلته - بشكل أدق - صحيح أم لا ؟؟؟
بالانتظار حفظكم الله.
 
كلامنا كان حول إعجاز الرسم.
والشيخ زيد العيص يرجح عدم إعجازه.
والشيخ بشير الحميري في الحلقة التي تليها يرجح عدم إعجازه.
والشيخ غادي قدوري الحمد يرجح في مقاله الذي نقلته عدم إعجازه.
والشيخ مساعد الطيار يرجح عدم إعجازه في الحلقة 18 من برنامج أضواء القرآن.

وأنا وضعت الحلقات لأنهم يعرجون على مسألة إعجاز الرسم. لا غير.
 
أعلم ذلك وفقك الله
ولم اكتب لتحيلني للقائلين بعدم الاعجاز فهناك مخالفين لاقوالهم انا فقط أسأل طالما لديكم قناعة بذلك فلنتحاور حتى نصل لنتيجة فالأمر متاح للأخذ والرد والعصمة ليست لأحد
موفقين.
اضافة : خلت الحلقتين من اي استدلال بقول نبوي أو آية قرآنية.
 
حفظك الله ورعاك أخي الكريم الشيخ عدنان.
كلام الشيخ زيد لا غبار عليه والله أعلم. لأنه يقارن بين الرسم العربي بشكل عام ونطقه وبين الرسم الفرنسي أو الإنجليزي و نطقهما ويقول بأن الحروف التي لا تقرأ عندنا أقل بكثير مما هو عندهم. فهو ينطلق من منطلق اللغة العربية بشكل عام. وكلامه واضح في ذلك.

نعم. الأصل في القرآن الكريم هو القراءة و الرسم عامل مساعد ولا يؤخذ القرآن إلا مشافهة.
ونحن نحب أيضا أن لا تغفل نقاطنا يالغالي. ولازلت أطالب فضيلتكم إلى الآن دليلا شرعيا واضحا في إعجاز الرسم بعيدا عن التلكلف في حمل آيات إعجاز نظمه على أنها أيضا تفيد إعجاز رسمه.
 
سبحان الله
تذكرت هذا الموضوع الذي استشكل عليّ قبل سنتين
http://vb.tafsir.net/tafsir41279/

سؤال عن علة رسم " أو لأذبحنه "
قال تعالى في قصة سيدنا سليمان مع الهدهد :
" لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ "
 
حفظك الله يا شيخ عدنان الغامدي. إن كان يرى فضيلتكم أن الحلقتين خلتا من استدلال بآية أو حديث فإني أطالبك أنت بآية أو حديث على دعواك ولعل الدليل أعجزك يا شيخنا الكريم.
لعلك لو كتبت لنا شيئا من ظواهر إعجاز الرسم أو أرشدتنا إلى آيات تدل على إعجاز رسمه لكي نتأملها، لعل الله يوفقنا للصواب
 
سبحان الله
تذكرت هذا الموضوع الذي استشكل عليّ قبل سنتين
http://vb.tafsir.net/tafsir41279/

سؤال عن علة رسم " أو لأذبحنه "
قال تعالى في قصة سيدنا سليمان مع الهدهد :
" لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ "
جميل ما شاء الله. جزاك الله خيرا أستاذنا الشيخ عبدالرحيم على هذه إضافة و الفائدة القيمة.
 
بسم1
قبل أن أعرض بعض الظواهر اللافتة في الرسم القرآني سوف أرد على ما جاء في اللقاء مع فضيلة الدكتور / زيد العيص وفقه الله الذي يفيد بما معناه: أن القرآن الأصل فيه القراءة وليست الكتابة إلا عامل مساعد يرافق القراءة التي هي الأصل وأن القرآن نزل مقروئا بينما الكتب الأخرى نزلت مكتوبة ثم قرئت .
وأقول بأن هذا القول غير صحيح ، فالقرآن الكريم قبل أن يقرأ كان مكتوباً في اللوح المحفوظ يقول تعالى:
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) البروج
فبأي رسم هو بربك ؟؟ في اللوح المحفوظ ؟؟ إن لم يكن بهيئته هذه التي نقرأوها ونعرفها ؟؟ ، ثم إن الأصل في القرآن والمرجع هو الحرف المرسوم وليس الحرف المقروء مما يرد على قول الدكتور زيد في أن الأصل في القرآن القراءة ، أما الكتابة فإنما هي عامل مساعد ، بل الأصل في القرآن الكتابة والقراءة هي وسيلة استظهار تلك الكتابة وفهمها ونشرها والتعبد بها يقول صلى الله عليه وسلم :
من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألف حرف , ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وغيره وصححه الشيخ الألباني.​
أولاً : صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقد أوتي جوامع الكلم ، فهذا الحديث يحمل دلالات هامة في اعتبار الحرف المرسوم وليس المقروء ، فكان أساساً علمياً هاماً في تبيان أصل المفردة القرآنية والمرجعية التي نبني عليها موقفنا من الحرف المنطوق والحرف المكتوب ، فالحديث يثبت خطأ قول الدكتور زيد وفقه الله فالحرف هو الأساس ، يقول صلى الله عليه وسلم : (ولكن ألِفٌ حرف) و (لامٌ حرف) و (مِيمٌ حرف) فلو كانت القراءة هي المرجعية والأصل لكان (ألِفٌ : ثلاثة حروف بحسب نطقها) وكذلك اللام والميم.

ثانياً : في هذا الحديث دلالة على توقيفية الرسم القرآني فطالما ارتبط الثواب بالحرف المرسوم (كما أثبتنا) وجب أن يكون للقرآن الكريم أحرف مرسومة محددة بإحصاء معلوم يقابله جزاء وأجر وثواب من الله مرتبط بعدد تلك الأحرف وإلا لأضاف كل أحد أحرفاً معتقداً بزيادة الثواب طبقاً لهذا الحديث وهذا قول باطل قطعاً ، فعندما تنطق قوله تعالى :
طبقاً للحديث النبوي الشريف فإن إحصاء الحسنات في قوله تعالى : (لأاْذبحنه) يقتضي الإيفاء بحسنات 8 احرف بينما هي بالرسم الإملائي 7 فقط وهنا فإن الفرق بيِّنٌ وواضح في المفردتين وعدد حروفهما وقول الله وقول رسوله صلى الله عليه صدق وحق لاحاجة لنا معه بالاحتجاج بالفرنسي ولا الانجليزي ، فالقرآن الكريم هو : (أحسن الحديث كتاباً) فلو لم يكن هذا الكتاب (الرسم) مخصوص بقواعد محددة لطاله التحريف بالزيادة والنقص إما لزيادة الحسنات أو للوضع في كلام الله وحاشا له تعالى أن يتمكن من ذلك أحد.

فكانت الكتابة بذلك أسبق من القراءة وأقدم ، وعقلاً فإن القراءة لا تكون إلا من نص مكتوب أما التلاوة فهي اتباع القارئ في قراءته ، لذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم (ما أنا بقارئ) عندما أمره جبريل عليه السلام بالقراءة ، أي لا أجيد قراءة الأحرف المرسومة لأني أميّ.

وفيما يلي فسأورد بإذن الله بعض ظواهر الرسم القرآني التي لم تستظهر وتعرف إلا مؤخراً ولم يرد عن الصحابة الكرام التفريق بين رسم المفردات لغرض معنوي ولكنه ظهر بعد ذلك من خلال الاستقراء والمتابعة والبحث والله تعالى اعلى وأعلم وصل اللهم على محمد.

ملاحظة : اخي الحبيب عبدالرزاق ، أخيك الفقير لعفو ربه ليس بشيخ ولا عالم ولا استحق لقب فضيلة ولا أدنى من ذلك فما أنا إلا من عوام المسلمين وبسطائهم ، حفظك الله وزادك وقاراً وتوفيقاً
 
جزاك الله يا أخي الحبيب الشيخ عدنان.

أستفسر إن كان لك سلف في هذا الشرح للحديث ؟ بأن الثواب مرتبط بالمرسوم ؟ أطال الله عمركم و أحسن عملكم.

وإذا كان الاعتبار هو للحرف المرسوم كما تفضلتم و أن الأجر مبني على قراءة الحرف المرسوم لا المقروء فما قولك في الذي يقرأ عن ظهر قلب ولم ير الرسم في حياته أو كان أعمى، أليس له من الأجر كالذي يقرأ من الرسم ؟ لأن الحديث يتحدث عن فضل قراءة القرآن و أنتم تفضلتم بأن الثواب مرتبط بالحرف المرسوم ، فيلزم من كلامكم أن من لم يقرأ من الرسم ليس له الأجر المذكور.. بل صرحتم بأن الثواب مرتبط بالمرسوم فما يكون حال الذي يقرأ عن ظهر قلب ؟
هذا تكلف ما بعده تكلف في إثبات إعجاز الرسم.
ننتظر منكم تلكم الظواهر للرسم العثماني يا أخي الكريم.

بل فيك الخير واليمن البركة و هذا من تواضعكم يا شيخ عدنان الغامدي، ونعم النسب، حيا الله أهلنا من غامد. أسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين.
 
جلسة استراحة للاستئناس

جلسة استراحة للاستئناس

الحديث الذي رواه السيوطي في كتابه (تدريب الراوي) عن زيد بن ثابت أنه قال : «كُنْتُ أَكْتُبُ الْوَحْيَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا فَرَغْتُ قَالَ اقْرَأْ ، فَأَقْرَؤُهُ ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ سَقْطٌ أَقَامَهُ » . في هذا الحديث يتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يُجيز الكتبة ؛ وذلك حتى لا يكون أي سقط فيما يكتبون . وفي نفس الوقت فهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم على الخط المكتوب به الوحي . فإن كان الأمر كذلك فهذا يدخل في باب السنة التقريرية .
والاعتماد على هذا المكتوب هو الذي استمر في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما جُمع القرآن في الصحف . وهذا المكتوب هو الذي كان حاضرا عند كتابة المصحف العثماني . ففي صحيح البخاري : « ... فأرسَل عُثمانُ إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسَلَتْ بها حفصةُ إلى عُثمانَ ، فأمَر زيدَ بنَ ثابتٍ ، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ ، وسعيدَ بنَ العاصِ ، وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ ، فنسَخوها في المصاحفِ » .
لذلك فالمصحف العثماني وصلنا في إطار الحفظ الرباني للقرآن الكريم في قوله تعالى : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[الحجر:9] . وصلنا لفظا ومعنى ورسما .

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى