آية دالة على اعجاز الرسم القرآني ؟؟

لا أحد يجادل أو يناقش مسألة الحفظ القرآن بالكتابة ولا أحد يناقش إجازة الرسول صلى الله عليه وسلم الكتابة. كلنا نسلم بذلك. إنما النقاش حول إعجاز هذه الكتابة وإعجاز الرسم.
أين في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الخط المكتوب ؟ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بأن يعيدوا قراءة ما كتبوا لينظر إن كان هناك سقط من كلمة أو حرف نسوا كتابته لسهو فيقمه النبي صلى الله و ينبههم لذلك. فأين نجد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الرسم ؟ كيف يقر عليه الصلاة والسلام الرسم وهو أمي ؟ يلزم من كلامك يا أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم له علم بالرسم إذ كيف يقرهم على أمر ليس له علم به.
حتى لو أقر عليه الصلاة والسلام الخط المكتوب فإنه من باب إقرار ما هو معلوم عندهم آنذاك وهو الخط المتعارف عليه وقتئذ فأين الإعجاز في ذلك ؟
هذا تكلف واضح و لي لعنق الحديث.
 
قال تعالى : ﴿وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء:113] .
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان أميا قبل الوحي ، فعلمه الله ما لم يكن يعلم . وأصبح يقرأ القرآن ، ويُكتب القرآن بين يديه مدة ثلاث وعشرين سنة . فعلى ماذا يدل ذلك؟

والله أعلم وأحكم
 
شيخنا الفاضل عبدالكريم عزيز
فتح الله عليك وأنار الله بصيرتك ، فلا أدل على توقيف وإلهية الرسم القرآني مما تفضلت به ، ولو جئتهم بكل آية لا يؤمنوا لك (ابتسامة) .
وأقول إن في ذلك دلالة على توقيف الرسم وأنه وحي أيضاً وليس مساعداً مع الحفظ وإلا لما طلب الخلفاء رضي الله تعالى عنهم الصحائف للنقل منها فكان يكفيهم الحفظ الذي يجمع عليه الصحابة كلهم فلو كانت الصحف لا قيمة لها لما طلبت ولما استعملها النساخ في تدوين المصحف بل ولكانت فرصة لتصحيح ما يزعمه البعض من وجود أخطاء إملائية.

أما أميّة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت (قبل) الوحي والبعثة أما بعده فلم تعد موجودة فقد علمه الله ما لم يكن يعلم وأولها الكتابة والقراءة التي كان قبلها (ليس بقارئ) ثم اصبح بعدها قارئاً فقرأ سورة القلم ، وعلمه الله تعالى ما لم يكن يعلم.

[FONT=&quot]لا أحد يجادل أو يناقش مسألة الحفظ القرآن بالكتابة ولا أحد يناقش إجازة الرسول [/FONT]
slah.png
[FONT=&quot] الكتابة. كلنا نسلم بذلك. إنما النقاش حول إعجاز هذه الكتابة وإعجاز الرسم. [/FONT]

كيف ذاك وأنتم تنسبون اختلاف الرسم بين مفردات القرآن لأهواء الصحابة والكتبة وليس لضابط شرعي يضبط التدوين ؟؟؟؟


وكل ما أتينا بدليل قيل هذا تكلف ، فالحديث المذكور في مداخلتي السابقة (لا أقول الف لام ميم حرف ) نسب إلى التكلف في حين أنه في صميم ما نحن بصدد الحديث عنه لا يكون التكلف إلا عند توظيف نص متعلق بمجال وربطه بمجال آخر بعيد ، بينما هذا الحديث يعنى بصلب مسالة الرسم والقراءة.
 
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن الذي كتبه الصحابة بين يديه ؟ هل علمه الله تعالى القراءة من الصحف ؟ هل تريد أن تقول يا أخي الكريم أن مما علمه الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم القراءة القرآن من المرسوم هل هذا ما تريد إثباته ؟ هذا من أعجب ما سمع !!!

فماذا تقول في الآيات الكثيرة التي تدل على عموم أميته ؟
(
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ )
( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك )

يجب أن لا تصل محاولة إثبات إعجاز الرسم إلى هذا الحد، بأن تخالف نصوصا قطعية الدلالة قطعية الثبوت.

إن ما علمه الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم هو علم الكتاب وعلم الشرائع والأحكام و هو نظير قوله تعالى ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) وقوله تعالى ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك )
وليس في الآيات الثلاثة دلالة لا من قريب ولا من بعيد أن الله علمه قراءة الرسم القرآن الذي كتبه الصحابة بين يديه، وخاصة عند وجود نصوص واضحة الدلالة تثبت أميته عليه الصلاة والسلام.
 
بل تحمل دلالة واضحة بأن الأمية (قبل الكتاب) أما بعده فلم يعد أميا وهذا ليس بغريب وأنكاره كإنكار المعراج الحق او الإسراء فهي معجزات ليست على الله بعصية ولا معجزة
 
أخي الكريم المشكلة الواقعة الآن هي مشكلة منهج : المنهج القرآني والمنهج العلمي (في العرف الغربي) وهما لا يلتقيان . ويستحيل التوفيق بينهما .
المنهج القرآني منهج إسلامي إيماني مبني على حقائق قرآنية ثابتة . منها أن الله هو الذي أنزل القرآن على عبده محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا الرسول النبي الأمي . ومعنى كونه أميا أنه لا يقرأ ولا يكتب ، أي لا علاقة له بالكتب السماوية السابقة . فعلمه الله ما لم يعلم ؛ تعلم قراءة القرآن ، وتعلم الكتابة ، وأشرف على الكتابة القرآنية مدة ثلاث وعشرين سنة ، وهي مدة تبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف ما يُكتب بين يديه . ومات صلى الله عليه وسلم وهو مطمئن على القرآن المكتوب في الصحف ، ووفق الله الصحابة رضوان الله عليهم أن ينقلوا كل ما كُتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم في إطار الحفظ الإلهي للقرآن الكريم ، وهو منهج قرآني صرف . يقول تعالى : ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف:82] . ومثل هذا لا يعرفه المنهج العلمي الذي يتشدق به المسلمون المعاصرون في فهم النصوص القرآنية وإفهامهم الناس لها . حتى صار بعضهم يُشكك في وصول القرآن كاملا للناس .
من خلال الحقيقة القرآنية : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[الحجر:9] . وصلنا القرآن الكريم كاملا من سورة الفاتحة إلى سورة الناس لفظا ( مع تعدد القراءات الموافقة للرسم والتي أخذها الصحابة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ورسما ( لأن القرآن كتب بين يديه صلى الله عليه وسلم ) ووصلنا مكتوبا ، كما هو في المصاحف التي كُتبت بإشراف عثمان رضي الله عنه وأرضاه . وهذا الالتحام بين اللفظ والرسم هو الذي يرمز له تسمية كتاب الله قرآنا وكتابا .
وسيبقى الاختلاف بين الفرقاء قائما لاختلاف المنهاج المتبعة .

والله أعلم وأحكم
 
من ظواهر الرسم القرآن
لا شك أن ظواهر الرسم القرآني وما يصاحبها من خصوصية لا تجدها في أي مؤلف بشري فتجدها تشكل شفرة أمنية وفنية استثنائية تحرم أعداء هذا القرآن حتى من محاولة تقليده أو تزويره إذ أنهم لا يدركون الطبقات الأمنية المتتالية التي تشكل شبكة متكاملة معقدة من الأوزان العددية للاحرف مرورا بالرسم المخصص المناسب لطبيعة المفردة بالإضافة للإحصاء الدقيق لكلمات القرآن وحروفه ، مما يجعل أي إخلال بهذه المنظومة العجيبة يصبح مفضوحاً غير قابل للبقاء وغير مقدر له التمرير فتجده سهل التمييز بالإضافة لما لا نعلم ولا ندرك من الوسائل التقنية الدقيقة التي حفظ الله بها كتابه ودرأ عنه عبث العابثين.
وهنا سنستعرض مثالاً على سماوية الرسم القرآني ولعل أكثركم سبق له أن اطلع على هذا المثال ولكني سأطرحه ببعض التعليقات التي قد تبين المراد من خصوصية الرسم بهذه الطريقة :
مفردة (صاحب) :
وقد وردت هذه المفردة على رسمين أحدهما (صَاحِبْ) بفصل حرفي (الصاد والألف) المتصلين عن حرفي (الحاء والباء) المتصلين وهذه لها مواضع معلومة واستعمالات مخصوصة .
والرسم الثاني (صحب) بوصل أحرف الكلمة كلها والإشارة للألف بالمدة المتوسطة فوق حرف الصاد ومن اظهر المواضع لتبيان الفرق بين الرسمين واستعمالهما وتباين الفرق الدقيق الذي يشكلّه الرسم بل وعلاقة التغيير في الرسم بالتغيير في المعنى ذاته نجده في سورة الكهف :
يقول الحق جل جلاله :

وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) الكهف​
وبرغم أن الكلمتين لا يفصل بين الآيتين اللتين تحتويانهما إلا آيتين فقط فنرى أن الرسم اختلف فبعد أن كان متصلاً مميزا بمدة أصبح منفصلاً ، وهذا يحمل دلالة أن (الصحبة كانت تلازم ومودة) ، فلما بان من الرجل الكفر أصبحت (صحبة مكان وزمان) لا مودة ولا تلازم فيها فكأنما كانت وصلتي الكلمة يدين متصلتين حين الصحبة ثم نزعتا من بعضهما حال الكفر.

وحينما نتتبع الصحبة في مواضع أخرى من القرآن نجد ذات المعنى وتعلقه بالرسم يتكرر فنجده تعالى يقول :



قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ [سبأ] (46)
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ } [النجم:2]
{ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير:22]
فكانت صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لقومه إبَّان رسالته صحبة زمان ومكان وليست صحبة مودة وتلازم لذلك كان رسم المفردة بصورته المنفصلة المنقسمة كما نلحظ في الأمثلة السابقة.
{ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } [القمر:29]
وكذلك صحبة صالح عليه السلام لقومه عند دعوته لهم لم تكن صحبة موالاة ومودة بل صحبة زمان ومكان فقط فكانت كلمة الصحبة منفصلة لقسمين .​
{ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } [القلم:48]
فلم تكن صحبة يونس عليه السلام إلا صحبة زمان ومكان لذلك عبر الله عنها برسم مخصوص يوضح نوع الصحبة

وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لقمان (15)​
وهنا يمكن أن تعتبر المصاحبة على وزن المفاعلة وليست صفة وفي كل الأحوال فهي منفصلة لا مودة فيها سوى مصاحبة الزمان والمكان وأداء المعروف الذي للوالد على ولده.

والآن لنأتي لصحبة المودة والتلازم :​

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ الأنعام (101)
فصحبة الزوجة يكون الأصل فيها التلازم والمودة فكانت في هذا الموضع متصلة لتبين الصحبة المقصودة في الآية لنفي الولادة بالتالي.

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
لِصَحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ التوبة (40)
فكانت الصحبة هنا صحبة تلازم ومودة ، وهنا ملحظ عجيب نرد به على الرافضة ومبغضي أبي بكر رضي الله عنه حينما أدعى المدعين أن صحبة أبي بكر لم تكن سوى كصحبة النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش أي صحبة مكان وزمان وما إلى ذلك من طعن فيأتي الرسم القرآني ليرد عليهم ويثبت جهلهم ودجلهم ويثبت المودة والمحبة بين النبي الكريم وصاحبه.

قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا الكهف (76)
فأراد موسى عليه السلام بالصحبة صحبة التلازم والمودة وكان ذلك فافترقا حينما سأل الخضر فكان العذر لافتراق الصحبة.

يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) المعارج
فصحبة المرأة لزوجها صحبة مودة وتلازم وهي كذلك في كل مواضع المفردة الدالة على الزوجة في القرآن الكريم التي يعبر عنها بالصاحبة


وَلو فَرضنا أنَّ هُناكَ مَن يُريْدُ أنْ يُزوِّرَ ويحُرف فَاسْتحسَن المُفردَةَ المُتّصِلة وَأرَاد تَقْليْد الرَّسْم القُرآنيّ فَلَنْ يُدْرِكَ الفَرْق في اسْتعْمَال المُفْرَدة وَسَيُخْرِجُ لنَا مُصْحَفاً مَفضوحاً مكْذُوباً ، وَتزَوْيرهُ مِن أوْجِهٍ عَدِيْدَةٍ أحَدها الرّسم القُرآني.

وهَذِهِ بَعْضُ صُوَر الخُصُوْصيّةِ فيْ الرّسْمِ القُرْآنيِّ الّتي لا يُمْكِنُ أنْ تجَِدَهَا وتَسْتِظْهِرَهَا فيِ سِوَاه - حَتى في الكُتُبِ السَّمَاويَّةِ السَّابِقَةِ - والّتي تُوازِي وتَتَنَاغَمُ مَعَ حُسْنِ وَ كَمَالِ فِعَالهِ جَلّت قُدرَتهُ مِن خَلْقٍ وَتَدْبيرِ وَهَدْي، وَيَتَّسِقُ هَذَا الإعْجَازِ العَظيْم مَعَ خُصوصيّةِ القُرآنِ الكَريْم (لَفظاً وَمَعنى وَرَسماً وإحْصَاءً) فَلا يُمْكِنُ لأيٍّ كاَن نَزْعُ قُدْسيّة الرَّسْم القُرآنيّ عَنِ هَذا التَّنزْيْل العَظيْم فَكلُّ مَا يَتعَلّق بِهِ مِن مُكوِّنَاته نَازِلٌ بِنَسَقٍ عَجِيْب وَنَظْمٍ مُهِيْب بِقُدْرةِ وَ عَظَمَةِ السَّميْعِ المُجِيْب .

وَهُنا يَنْبَغي لَنا أنْ نَتَوَقَّف عَن عِدَاءِ مَا نجَهْلَ وَنَتَّهِمَ أنْفُسَنَا قَبْلَ أنْ نَسْتَهْزئَ بِالرّسْمِ القُرْآنيِّ كَمَا فَعَلَ ابْنَ خلَدْوْنَ وَ مَنْ لَفَّ لَفَّهُ أو نَنْتَقِصَ مِنْهُ كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ أصْحَابِنَا ، فَهَبْ أنَّكَ أخيْ جَاهِلٌ بِهِ غَيْرَ مُدْرِكٍ لحِقيْقَتِهِ ، وَ هَبْ أنَّ ذَلِكَ خَفِيَ عَنْ فِهْمِكَ وَلَمْ تَسْتُوْعِبُهُ مَدَارِكُكَ، فَلا تُسَلِّمَ عَقْلَكَ مُعَلّباً لأحَدٍ أيَّا كاَنَ هَذا الأحَدْ ، فَتَتْبَعَهُ فيْ كُلِّ آرَاءِهِ وَ كَأنَّ كلَاَمَهُ مُنزَّلٌ مُقَدَّسٌ وَمَاهُوَ إلاّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ، قَدْ يَكُونَ خَفَيَ عَنْهُ كَمَا خَفَيَ عَنْكَ وَ عِوَضَاً عَنْ ذَلِكَ أعْمِلْ عَقْلَكَ وَ انشْر الصُّحُفَ أمَامَكَ وتَدبر وفَكر وقَدّر مُسْتَصْحِباً عَظَمةُ التّنزْيل وَجَلالُ المُنزِْلِ وَافْترَِض أنَّهُ يَشتَمِل علَى مَا لا يُطيْقُ فِهْمَكَ استيعَابَه وَفِهْمه وما لا يَتّسعُ عَقْلكَ لإدْرَاكِهِ ، وَاجْعَل رَعاَكَ اللهُ نَصْبَ عَيْنِكَ قُوْلُ النَّبيِّ الكَريِمِ صَلىَّ اللهُ عَليْهِ وَسَلّم : (يَأتىْ القُرْآنُ الكَرِيْم يَوْمَ القِيَامَةِ بِكْراً كَأنْ لَمْ يُمَسّ) ، أوْ كَمَا قَال ، فَتُدْرِك حِيْنَها أنَّ كُلَّ مَا كُتِبَ لَمْ يَكُنْ شَيْئَاً أمَامَ مَا يحَوْيِهِ هَذَا السِّفْرُ العَظِيْم مِنْ أسْرَارٍ وَعَجَائِبَ لاَ تَنْقَضِي.
واللهُ أعلْى وَأعْلَمْ وَصَلِّ اللهم علَىَ مُحَمَّدٍ وَآلهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمْ
 
بل تحمل دلالة واضحة بأن الأمية (قبل الكتاب) أما بعده فلم يعد أميا وهذا ليس بغريب وأنكاره كإنكار المعراج الحق او الإسراء فهي معجزات ليست على الله بعصية ولا معجزة
وماذا عن هذه القصة يوم صلح الحديبية وهي قصة مشهورة لا خلاف حولها لأنها كانت بمحضر من الصحابة:

(.....فهم لم يعترفوا بعدُ بنبوة المصطفى
r_20.jpg
، فكيف إذن يكتب ذلك في الصحيفة ويوقِّع عليها سهيل نيابة عن قريش؟ وهنا قال الرسول
r_20.jpg
مبديًا المرونة: "إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي".ثم أمر عليًّا أن يمحو (رسول الله) ويكتب: "هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".وهنا وقف علي
t_20.jpg
معترضًا على محو (رسول الله)، فما كان منه
r_20.jpg
إلا أن بسَّط هذا الخلاف تمامًا، وأمر عليًّا أن يريه موضع هذه الكلمة، فأشار له، فمحاها
r_20.jpg
بنفسه[3].....)

فلو لم يكن أمياً لعرف مكانها
 
والقصة الأخرى عندما وصف الدجال فقال:
(....قوله صلى الله عليه وسلم : ( مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها فقال ك ف ر يقرأه كل مسلم )

فقد كنت كلما قرأتها شعرت بأنه عليه السلام أمي لا يعرف قواعد الكتابة من المد وغيرها
 
الفاضلة أم طارق حفظها الله ، في هذا الحوار يبدو أن هناك مشكلة مصطلح (أمي) وهو مصطلح قرآني يختلف عن المصطلح المتداول الآن . ففي القرآن الكريم جاءت كلمة (أمي) مقابلة لكلمة (كتابي) وكلمة (أميون) تقابلها كلمة (أهل الكتاب) .
وَوَصْفُ محمد صلى الله عليه وسلم بالنبي الأمي ، لهي دلالة قوية على شرف هذا النبي ، وعلامة كبيرة على ارتباطه بالوحي ، وكَوْنِهِ إنسانا قرآنيا خالصا ؛ تَعَلَّمَ العلمَ من الله الواحد الأحد عن طريق الوحي ، دون أية معرفة سابقة له بما جاء في الكتب السماوية السابقة . يقول ابن تيمية – رحمه الله – (ت:728هـ) : " إذا وُصِفَ صلى الله عليه وسلم بأنه أمي كما وصفه الله بذلك فهي مدحة له وفضيلة ثابتة فيه وقاعدة معجزته ، إذ معجزته العظيمة في القرآن العظيم إنما هي متعلقة بطريق المعارف والعلوم مع ما مُنِح صلى الله عليه وسلم وفُضِّلَ "
والأميون هم الفرقة المقابلة لأهل الكتاب . فإذا كان أهل الكتاب أصحاب كتب سماوية ، يكتبونها ويقرؤونها ، فالأميون هم الذين لا يكتبون ولا يقرؤون أي كتاب سماوي . وهؤلاء هم عرب الجزيرة العربية الذين لا صلة لهم بالديانتين : اليهودية والنصرانية . يقول الطبري – رحمه الله – (ت:310هـ) في تفسير قوله تعالى : ﴿ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴾[الأنعام:156] . " وأما ﴿ وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴾ ، فإنه يعني : أن تقولوا : وقد كنا عن تلاوة الطائفتين الكتابَ الذي أنزلتُ عليهم "غافلين" ، لا ندري ما هي ، ولا نعلم ما يقرؤون وما يقولون ، وما أُنزل إليهم في كتابهم ، لأنهم كانوا أهله دوننا ، ولم نُعْنَ به ولم نُؤمر بما فيه ، ولا هو بلساننا ، فيتخذوا ذلك حجة . فقطع الله بإنزاله القرآنَ على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حجتهم تلك " .
فالرسول صلى الله عليه وسلم أمي علمه الله بواسطة الوحي وأرسله إلى الأميين ليصبحوا أهل القرآن ، خير أمة أخرجت للناس . يقول تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾[الجمعة:2] .

والله أعلم وأحكم
 
أما صلح الحديبية فعدم تولي النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الكتابة ليس لجهله بالكتابة بل لان ممثل المسلمين علي رضي الله عنه في كتابة الصلح كما كان ممثل المشركين سهيل ابن عمرو ، ولو لم يكن صلى الله عليه وسلم يعرف الكتابة لما طلب أن يرى ويطلع على الكلمة المراد مسحها فكيف يطلع على ما يجهل ؟؟؟
وبناء على ذلك فهذه القصة تحمل دلالة تنفي الجهل المنسوب إليه صلى الله عليه وآله وسلم بالكتابة.
وبالرغم من ذلك فقد وردت القصة بأكثر من صيغة تدل على أن النبي صلى الله عليه وىله وسلم هو من محى الكلمات التي رفضها سهيل ابن عمرو فلم تغفل تلك الروايات ويتم التركيز على هذه (برغم تاكيدها لمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة)
ومن تلك الروايات :

لما وصل لقريش أخبار بيعة الرضوان خافت قريش خوفاً شديداً فقالوا نريد الصلح , و أرسلوا سهيل بن عمرو , فلما رءاة النبى قال : ( سهيل ) سهل الله لكم , قد أرادت قريش الصلح , فتقدم سهيل بن عمرو إلى النبى و بدأ الحوار و تم الإتفاق بين سهيل بن عمرو و النبى على الصلح و نادى النبى على سيدنا علي بن ابى طالب لكتابة الصلح فقال له النبى : اكتب يا علي : بسم الله الرحمن الرحيم , فقال له سهيل بن عمرو: والله ما ندرى ما الرحمن : أكتب ما كنت تكتبه من قبل , اكتب بسمك اللهم , فقال له النبى امحوها يا على و أكتب بسمك الله , فرفض سيدنا على ان يمسحها , فمحوها رسول الله , ثم أكمل قائلاً : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو, فقال سهيل بن عمرو : والله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك و لكن أكتب محمد بن عبد الله , فقال النبى امحوها يا علي : فرفض سيدنا علي ان يمحوها , فمحاها النبى و كتب محمد بن عبد الله ,.

وحتى لا يأتي من يحرف الحوار عن مساره فقد علق ابن عثيمين رحمه الله على فعل علي ورفضه انفاذ امر رسول الله فقال " هذه مخالفة علي بن أبي طالب وإقسامه في رد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام هل يعد معصية؟ لا لماذا؟ إكراماً وتعظيماً للرسول عليه الصلاة والسلام ومن ثم أخذ شيخ الإسلام أن مخالفة الإنسان الذي حلف عليك إكراماً له لا يعد حنثاً ولا تجب فيه كفارة لأن الحنث مبناه على الإثم وهذا ليس فيه إثم " انتهى

فهنا يثبت قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بمحو ما أراد وكتابة ما سواه فلم الشراسة في محاولة اثبات جهل النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة بعد كل ذلك ؟؟؟


والقصة الأخرى عندما وصف الدجال فقال:
(....قوله صلى الله عليه وسلم : ( مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها فقال ك ف ر يقرأه كل مسلم )

فقد كنت كلما قرأتها شعرت بأنه عليه السلام أمي لا يعرف قواعد الكتابة من المد وغيرها

اختي الفاضلة ، ما ذكرتيه لا يمكن وصفه إلا بأنه طعن في نبي الله صلى الله عليه وسلم واتهام له بأن جهله بالكتابة كان مؤداه عدم تمييزه بين كلمتي (كفر) وكافر وهذا ما أجزم بأنه ليس ما تعتقديه ، وأما نحن فنقول هو كما قال صلى الله عليه وسلم قطعاً ولم يكن ذلك نقصاً فيه عليه أفضل الصلاة والسلام أفضى لخطأ كما تعتقدين حفظكِ الله ، فالأولى (كافر) اسم فاعل والثانية (ك ف ر) هي الدلالة على اتصافه بالكفر مكتوبة بين عينيه كقولنا "زيد فاضل" ، "رأيت عمرو غافل " وكانت علامة غفلته كذا وكذا ، وليس المراد أن جهل النبي قاد لخطأ في التهجئة وإلا فيجوز عليه الخطا في إملاء القرآن حاشاه ذلك وهو المعصوم.
 
والقصة الأخرى عندما وصف الدجال فقال:
(....قوله صلى الله عليه وسلم : ( مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها فقال ك ف ر يقرأه كل مسلم )

فقد كنت كلما قرأتها شعرت بأنه عليه السلام أمي لا يعرف قواعد الكتابة من المد وغيرها

الفاضلة أم طارق ، هذا الكلام نتيجة لعدم ضبط مصطلح (الأمي) . يقول ابن عثيمين – رحمه الله - : " ومن القواعد المعروفة المقررة عند أهل العلم : الحكم على الشيء فرع عن تصوره ؛ فلا تحكمْ على شيء إلا بعد أن تتصوره تصوُّرًا تامًّا ؛ حتى يكون الحكم مطابقًا للواقع ، وإلا حصل خللٌ كبيرٌجدًّا " .
وبهذه المناسبة أريد أن نتريث قليلا ونستخدم عقولنا بعيدا عن بعض التصورات الخاطئة ، وذلك باتباع الخطوات التالية :
- الرسول الأمي محمد صلى الله عليه وسلم اجتباه الله وأرسله نبيا مرسلا ، وعلمه ما لم يعلم ، يقول تعالى : ﴿وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾[النساء:113] . معنى هذا أنه أصبح يتصرف عن علم .
- بهذا العلم الرباني أصبح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قادرا على ضبط كل ما يتعلق بالوحي من تلق وقراءة ورسم وتلاوة وبيان .
- أرسل الله جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم يدارسه القرآن .
- الرسول الكريم كان يشرف على عملية كتابة القرآن مدة ثلاث وعشرين سنة .

وفي هذه النقطة الأخيرة أريد أن ألفت الانتباه إلى كل من يقول : إن الرسول لا يعرف الكتابة بعد الوحي .
أقول لهم : بالله عليكم كم يستغرق الأطفال في المدارس أو الكتاتيب القرآنية لتعلم الكتابة ؟ كم يستغرق الذين لا يعرفون الكتابة من كبر السن وهم يتعلمون قواعدها ؟ سنة ؟ سنتين ؟ أربع سنوات ؟ ويتعلمون الكتابة .
أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو نبي رسول كان ينزل عليه الوحي فيقول للصحابة الكتبة رضوان الله عليهم وهو يملي عليهم مشيرا إلى مكان الكتابة . أخرج ابن حبان في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : " كان إذا نزَلتْ مِن القرآنِ الآيةُ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ مَن يكتُبُ فيقولُ له : ضَعْه في السُّورةِ الَّتي يُذكَرُ فيها كذا " بمعنى أنه كان يشرف على الكتبة وذلك لمدة ثلاث وعشرين سنه .
خلاصة القول : الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ويشرف على كتابته ويتلوه ويعلم ويبين ، إنه رسول الله المعلم الرباني الكامل ؛ علمه الله فعلم الناس وبهذا يكون قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة كاملة بشهادة الله الواحد الأحد : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[المائدة:3] .

والله أعلم وأحكم
 
الإخوة الكرام ؛

قولكم المرجوح بإعجاز الرسم اضطركم لنفي الأمية عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛

وهذا قول عجيب وغريب بمرة بل هو الباطل بعينه لمخالفته لصريح القرآن ﴿وَما كُنتَ تَتلو مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمينِكَ إِذًا لَارتابَ المُبطِلون }

ألم تر بأن الله سبحانه احتج على صحة هذا القرآن بكونه عليه الصلاة والسلام لا يقرأ ولا يخط ولا يكتب ؛ فعلق كون هذا القرآن حق على أميته

فكيف تزعمون أنه عرفها من بعد والقرآن ينزل ؛ فمعنى قولكم هذا أن هذه الآية لا معنى لها ؛ فأنتم تزعمون أنه بلغ القرآن وهو يعرف القراءة والكتابة ؛ وهذا عكس ما احتج الله به في هذه الآية

وانا والله اخشى عليكم من مغبة هذا القول لما فيه من رد كتاب الله ( بغير قصد ) فنرجوا منكم التراجع عن هذا القول والتوبة منه
 
للاستئناس

للاستئناس

للاستئناس نورد قول مكي – رحمه الله – (ت:437هـ) مفسرا قوله تعالى : ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾[العنكبوت:48] : " { وما كنت تتلوا من قبله من كتاب } أي : ما كنت يا محمد تقرأ قبل هذا الكتاب كتابا آخر . { ولا تخطه بيمينك } أي : تكتبه بل كنت أميا لا علم عندك من ذلك حتى أنزل الله عليك الكتاب وعلمك ما لم تكن تعلم ولو كنت تقرأ قبل ذلك كتابا وتخطه بيمينك . { إذا لارتاب المبطلون } أي : لشك فيك من أجل ذلك القائلون إنه سجع وإنه كهانة وأساطير الأولين ، هذا معنى قول ابن عباس وقتادة وغيرهما " .

تعليق : الله اجتبى محمدا وجعله نبيا رسولا وهو أمي لا علم له بالكتب السماوية السابقة لا قراءة ولا كتابة ، حتى أنزل الله عليه الكتاب وعلمه ما لم يكن يعلم . فهل من علمه الله سيبقى أميا ؟ بل أصبح محمد صلى الله عليه وسلم معلما للإنسانية وورثه العلماء .

والله أعلم وأحكم
 
عفى الله عنك وغفر لك !!!

الله عز وجل يحتج لجميع القرآن بأنه الحق لانه نزل جميعا على نبيه وهو امي ؛ ولو أنه لم يكن أميا وقتا من الاوقات اذا لارتاب المبطلون ؛ فأميته حجه متعلقه بجميع القرآن ؛ فكيف تزعم خلاف ذلك ؛
ولو زعم رجل أن النبي لم يكن أميا زمنا واحدا من ازمنة نزول القرآن عليه لرد هذه الآية وخالفها خلافا لا شك فيه نسأل الله السلامة

واما نقلك احسن الله اليك فهو عليك ليس لك ؛

وأما نفورك من وصف النبي بالأميه وكأنك تراها منقصة فهذا وهم منك فهي في حقه كمال ورفعة وفي حق غيره منقصة ؛

الأمية في حق النبي كمال ورفعة لأنها دالة على أن علمه كله من لدن الله لا يحتاج معه الى قراءة ولا كتابة

ولذا وصفه الله سبحانه بالامي وامتدحه بذلك وجعل ذلك مسطورا في التوراة والانجيل والفرقان

والامية له عليه الصلاة والسلام شرف وكمال ؛ إذ كيف يحتاج الى القراءة والكتابة من يأتيه الوحي من فوق سبع سموات

الامية له رفعة وتكريم لانه استغنى بما علمه الله عما يسطره البشر ؛ وإنما يتعلم القراءة من يحتاج الى بحث واطلاع في علوم الغير

الامية له شرف ورفعة وكمال ؛ لانها دالة على سراج نبوته الساطع وغيث رسالته الهامع صلى الله عليه وسلم وانه لم يأخذ علمه من فلان وعلان بل من الله العزيز الرحمن

فليت شعري كيف يحتاج الى القراءة والكتابة من حشي قلبه بالايمان والحكمه فهو منبع العلوم والحكم وأفرغت لغاديده بالاعجاز وجوامع الكلم

فمالكم كيف تحكمون
 
حبذا لو عدتما حفظكما الله لعشرات الردود والحجج والأمثلة والتوجيهات التي طلبتموها فلما أتي بها مررتم عليها مر السحاب ومن بينها ما تطلبون الآن فكلها تنفي شبهة الجهل عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وما يترتب على ذلك القول من مطاعن أخرى بعضها رأيناه هنا رأي العين
 
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعرفه اليهود والنصارى بوصفه أميا في التوراة والإنجيل ، يقول تعالى : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ﴾ [الأعراف:157] . فالرسول المبعوث سيكون أميا . لا يعرف أي شيء عن الكتب السماوية السابقة ؛ فلا هو يقرؤها ولا هو يكتبها . يقول تعالى : ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾[الشورى:52] . فلو كانت له صلى الله عليه وسلم علاقة بالكتب السماوية السابقة قراءة أو كتابة قبل أن يوحى إليه القرآن لادعى المكذبون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ألف هذا الدين من خلال ما فهمه من قراءته وكتابته للكتب السماوية . يقول تعالى : ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾[العنكبوت:48] . يقول ابن عاشور – رحمة الله – (ت:1393هـ) : " ووجه التلازم بين التلاوة والكتابة المتقدمين على نزول القرآن ، وبين حصول الشك في نفوس المشركين أنه لو كان ذلك واقعاً لاحتمل عندهم أن يكون القرآن من جنس ما كان يتلوه من قبلُ من كتب سالفة وأن يكون مما خطَّه من قبل من كلام تلّقاه فقام اليوم بنشره ويدعو به " .
خلاصة القول : إن القرآن وحي من الله أنزله الله على عبده محمد وهو أمي والرسول صلى الله عليه وسلم بلغه إلى العرب وهم أميون . وبالقرآن والقرآن فقط أصبح محمد سراجا منيرا في الكون كله ؛ يعلم الناس الكتاب والحكمة ويزكيهم لأن الله علمه فأصبح قرآنيا بعدما كان أميا ، وأصبح العرب قرآنيين بعدما كانوا أميين . اصطفاهم الله فأصبحوا ورثة هذا الكتاب العظيم : ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾[فاطر:32] .

والله أعلم وأحكم
 
بارك الله فيكم جميعاً على هذا النقاش العلمي الهادف الذي فيه فوائد جمة

وسوف أقوم بعد شعوري بانتهاء النقاش واستنفاذ كل فريق حجته أن أجمعه في ملف واحد وألخص فيه رأي الفريقين وإن كنت لا أستطيع الترجيح فحجج الفريقين قوية للحق ونفس الآية والحديث والقصة يستشهد بها الجميع لقولهم

أما عني فأنا لا زلت في حيرة من أمري كما كنت في بداية النقاش

فالقولان لهما ما يعضدهما من الأدلة

وسبحان من جعل هذا الأمر غيباً

في النهاية نحن مؤمنون بروعة الكتاب وإعجازه وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولو لم نثبت إعجاز الرسم فيكفينا إعجاز تشريعاته وأحكامه وآياته ودلائله وبيانه

لذلك في النهاية كلنا مؤمنون به معظمون له والحمد لله رب العالمين
 
وأخيرا نقول مستعينين بالله : يكفي الرسم القرآني إعجازا أنه استوعب كل القراءات الصحيحة المسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا لا يحققه الرسم العادي ولا يقدر عليه.
فالمصحف الذي بين أيدينا من خلال الحفظ الرباني للقرآن الكريم هو رسم ولفظ ، هو كتاب وقرآن ، وهو الآن يُقرأ بالقراءات الصحيحة في كل أرجاء العالم ، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام ، والحمد لله رب العالمين .
 
- الأخوان عدنان وعبدالكريم ردا كلام الدكتور زيد وكلام الدكتور بشير، فأولى من يجيبهما هما الدكتور زيد والدكتور بشير!
- قال الأخ عدنان ( إن القرآن الكريم كان مكتوبا في اللوح المحفوظ قبل أن يوحى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فبأي رسم كان مكتوبا في اللوح المحفوظ؟)
أقول : إن أخبرتني بأي رسم كتب مافي اللوح المحفوظ غير القرآن أخبرتك بأي رسم كتب القرآن في اللوح المحفوظ !!
هذا تكلف مابعده تكلف واقتحام لما غيبه الله عن خلقه!
سبحان الله عمايصفون.
 
يزعم الأخ عدنان بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم (.. ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) فيه دلالة على أن رسم القرآن توقيفي، لأن الثواب يترتب على الحرف المرسوم لا المنطوق !
ومالذي يمنع عندك أن يكون الثواب مترتب على الحرف المنطوق ؟؟
 
فهم الأخ عدنان من قول النبي صلى الله عليه وسلم:( ما أنا بقاريء) أي أنا لا أقرأ الحرف المرسوم !!
فتصور أن جبريل عليه السلام أبرز ورفع لوحا مكتوبا عليه الآيات وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها !
هات دليلك على أن هذا هو ما حصل ؟
أم تقولون على الله مالا تعلمون؟!
 
أما الأخ عبدالكريم فقال: إن معنى قوله تعالى (وعلمك مالم تكن تعلم) أي علمه الكتابة !
وهذا تخصيص لعموم يحتاج إلى دليل !
فأين الدليل على أن الله تعالى علم نبيه صلى الله عليه وسلم الكتابة والقراءة ؟؟
 
يسأل الأخ عبدالكريم قائلا: القرآن يقرأ ويكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مدة ثلاث وعشرين سنة، فعلى ماذا يدل ذلك ؟
وأنا أسأله أيضا: على ماذا يدل ذلك عندك؟
 
التبس على الأخ عبدالكريم معنى لفظة أمي في القرآن ولم يفرق في المعنى حسب موضعها في السياق .
فوصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأمي في قوله تعالى:( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ) معناه هنا الذي لا يكتب، أما وصف أهل الكتاب بالأميين في قوله تعالى:(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) فمعناه هنا الذين أنزل عليهم كتاب لم يفقهوه.
 
يسأل الأخ عبدالكريم فيقول:بالله عليكم كم يستغرق الأطفال في المدارس لتعلم الكتابة ؟ وكم يلزم كبير السن كي يتعلم الكتابة وقواعدها ؟
أتراك فهمت من كلام أهل العلم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد تعلم الكتابة فلم يتعلمها، ولذا ظل صلى الله عليه وسلم أميا ؟؟
وحاشاك افتراض مثل هذا، ولذا ادعوك لحذف هذه المقارنة غير الوجيهة .
 
مشاركتي المرقمة ب 126 تحتاج إلى بيان فعبارتها مربكة، ولذا أتبعها بقولي :
إن كنت أخي عبدالكريم تقول بأن الأية خاصة بتعليم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم الكتابة فأنا أطالبك بالدليل ؟
وإن كان استشهادك بالآية لعموم اللفظ أي أن المعنى ( وعلمتك كل شيء كنت تجهله ) فهذا علم لا حصر له وذلك ليس من خصائص النبوة .
 
يسأل الأخ عبدالكريم فيقول:بالله عليكم كم يستغرق الأطفال في المدارس لتعلم الكتابة ؟ وكم يلزم كبير السن كي يتعلم الكتابة وقواعدها ؟
أتراك فهمت من كلام أهل العلم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد تعلم الكتابة فلم يتعلمها، ولذا ظل صلى الله عليه وسلم أميا ؟؟
وحاشاك افتراض مثل هذا، ولذا ادعوك لحذف هذه المقارنة غير الوجيهة .

لا أظنه قصد هذا والله أعلم وله أن يصوبني إن أخطأت

ولكنه قصد بأنه لو كان عليه السلام بداية البعثة فلا يشترط أن يبقى أمياً حتى وفاته

وبإمكانه تعلم القراءة لاحقاً

وهنا سأل: فكم سيستغرق لتعلم القراءة والكتابة؟

أي أنه مع الوقت أتقنها وبالتالي كان يدل الكتاب ويوجههم كيف يكتبون فالرسم كان بتوجيهه بعد أن تعلم

والله تعالى أعلم
 
بسم1

أعتقد أن من الأولى التركيز على نقطة والانتهاء منها لأن الحجج التي سيقت وجرى القفز عليها وانتقاء بلا أساس وأرجو أنه ليس هادفاً للانتصار بقدر الوصول للحق وبرغم ذلك أقول :

يزعم الأخ عدنان بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم
(.. ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) فيه دلالة على أن رسم القرآن توقيفي، لأن الثواب يترتب على الحرف المرسوم لا المنطوق !
ومالذي يمنع عندك أن يكون الثواب مترتب على الحرف المنطوق ؟؟

تسألني مالذي يمنع أن يكون الثواب مترتب على الحرف المنطوق ؟؟ يجيبك النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك في الحديث الذي اوردته وانا مضطر لإعادته لأنه حجة خالية من (التكلف) الذي صار شماعة لكل من يعجز عن الرد على نقطة فأقول :

عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } . رواه الترمذي .

فيكون المراد من حديثه صلى الله عليه وسلم :

أ = حسنة × 10 = عشر حسنات
ل = حسنة × 10 = عشر حسنات
م = حسنة × 10 = عشر حسنات


ولكن هذه الأحرف عندما تنطق في قولنا ألم ننطقها : ألفلامميمفلو كان الثواب على المنطوق لأصبح عدد الأحرف المنطوقة (9) أحرف وليست ثلاثة أحرف كما هو مرسوم وهذا مخالف للحديث الشريف.
وبذلك يتضح جلياً أن الثواب على الحرف المرسوم وليس على الحرف المنطوق طبقاً للحديث الشريف مما يدل أن الرسم والكتابة أسبق وأقدم من النطق بل إن النطق لم يكن إلا لحرف مرسوم أصلاً .

ولو أن كل من عبث برسم المصحف خلاف ما اقره رسول الله لتسبب ذلك في زيادة الأجر المترتب على القرآءة أو نقصانه وهذا ليس لأحد البتة فيكون حديث النبي صلى الله عليه وسلم يوقف الرسم على التدوين الأول.

وقياساً على ذلك (كهيعص) مكونة من خمسة أحرف (ك ، هـ ، ي ، ع ، ص)
ولكن نطقها (كاف ، هاء ، ياء ، عين ، صاد) فتأمل الفرق بين الرسم والنطق وكيف أن الأساس هو الحرف المرسوم وليس المنطوق .

فلنركز على هذه النقطة ونتخلص من اسطوانة التكلف والحيدات التي قد تشتت الموضوع عن مرماه الرئيسي وإذا كانت نقطة وجيهة فلنقل ذلك بلا تردد :)
وفقكم الله جميعا
 
أخي عدنان
فماذا تصنع بحديث (من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه؛ فله بكل حرف حسنة) ؟؟
 
لا يتعارض اخي الحبيب مع الحديث السابق فهو يمايز بين القرائتين ولكن يبقى الجزاء متعلق ((( بالحرف)))
فهناك فرق بين اللحن وبين التحريف بالزيادة والنقص
ولكن لم تقل لي
ما تصنع بالحديث الذي اوردته ؟؟؟[emoji4]
 
حاشا أن يتعارض حديثان!
لكن الحديث الثاني يبين أن فهمك للحديث الأول غير صحيح..لأن الحرف يطلق على الكلمة في العربية إلا أن يكون حرفا ليس له دلالة الاسم أو الفعل!
فال ابن تيمية رحمه الله:
كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون : هذا حرف غريب ، أي : لفظ الاسم غريب ، وقسَّم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل ، وكل من هذه الأقسام يسمَّى حرفاً لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل ، وسمَّى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء ، ولفظ " الحرف " يتناول هذه الأسماء وغيرها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات : أما أني لا أقول : { الم } حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ".
 
بالتالي انتظر فهمك انت للحديث الأول فهل تعني أن قوله صلى الله عليه وسلم (ألف حرف ولام حرف) يقصد بها لفظ الاسم ؟؟ أم ماذا؟؟
انتظر منك أن تجتهد وتفهمنا الحديث بإسهاب ثم تبطل القول كما تشاء.
فمهما حاولت أن تبطل المفهوم السليم لكلمة حرف لن تفلح فالحديث كالشمس في رابعة النهار

كلا .. لا وزر ياشيخي :)
 
إذا لأحدثنا فضل التلاوة بالقراءة التي حروفها أكثرمثل: ( فأزلهما ) ( فأزالهما ) و ( ووصى ) و (وأوصى ) !!
 
هل سبقك أنت وأخانا عبدالكريم أحد في قول أن كتابة القرآن سابقة لنطقه ؟
أم هو اجتهاد منك ومنه غير مسبوق ؟
هذا سؤال صيغته الاستفهام لا الاستنكار.
 
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن:
وأما الكلمة فهي الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات أي الحروف وأطول الكلم في كتاب الله عز وجل ما بلغ عشرة أحرف نحو قوله تعالى : {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} و { أَنُلْزِمُكُمُوهَا} وشبههما ؛ فأما قوله : {فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} فهو عشرة أحرف في الرسم وأحد عشر في اللفظ وأقصرهن ما كان على حرفين نحو ما ولا ولك وله وما أشبه ذلك ومن حروف المعاني ما هو على كلمة واحدة مثل همزة الاستفهام وواو العطف إلا أنه لا ينطق به مفردا وقد تكون الكلمة وحدها آية تامة نحو قوله تعالى : {وَالْفَجْرِ} {وَالضُّحَى} {وَالْعَصْرِ} وكذلك {الم} و {المص} و {طه} و {يس} و {حم} في قول الكوفيين وذلك في فواتح السور فأما في حشوهن فلا. قال أبو عمرو الداني : ولا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله : في الرحمن {مُدْهَامَّتَانِ} لا غير. وقد أتت كلمتان متصلتان وهما آيتان وذلك في قوله : {حم عسق} على قول الكوفيين لا غير. وقد تكون الكلمة في غير هذا الآية التامة والكلام القائم بنفسه وإن كان أكثر أو أقل قال عز وجل : {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا} قيل : إنما يعني بالكلمة ها هنا قوله تبارك وتعالى : {نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ} . إلى آخر الآيتين وقال عز وجل : {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال مجاهد : لا إله إلا الله وقال النبي : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" . وقد تسمي العرب القصيدة بأسرها والقصة كلها كلمة فيقولون قال قس في كلمته كذا أي في خطبته وقال زهير : في كلمته كذا أي في قصيدته وقال فلان في كلمته يعني في رسالته فتسمي جملة الكلام كلمة إذ كانت الكلمة منها على عادتهم في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه وما قاربه وجاوره وكان بسبب منه مجازا واتساعا.
وأما الحرف فهو الشبهة القائمة وحدها من الكلمة وقد يسمى الحرف كلمة والكلمة حرفا على ما بيناه من الاتساع والمجاز قال أبو عمرو الداني : فإن قيل فكيف يسمى ما جاء من حروف الهجاء في الفواتح على حرف واحد نحو ص و ق و ن حرفا أو كلمة ؟ قلت : كلمة لا حرفا وذلك من جهة أن الحرف لا يسكت عليه ولا ينفرد وحده في الصورة ولا ينفصل مما يختلط به وهذه الحروف مسكوت عليها منفردة منفصلة كانفراد الكلم وانفصالها فلذلك سميت كلمات لا حروفا قال أبو عمرو : وقد يكون الحرف في غير هذا المذهب والوجه. قال الله عز وجل : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} أي على وجه ومذهب ومن ذلك قول النبي : " أنزل القرآن على سبعة أحرف" أي سبعة أوجه من اللغات والله أعلم.
 
الفاضل آل الأشرف حفظه الله
على رسلك ، هناك مشكلة في التواصل . وقد سبق أن تواصلنا سابقا فما عهدت فيك هذا التسرع في القول والاندفاع في الأجوبة على كل إشكالية ، مما جعلك تُقوِّلُني ما لا أقول .
نحن طلاب علم نبحث عن الحقيقة القرآنية بالوسائل المتاحة لنا ، ونحن لسنا وحدنا في الميدان . فهذا الصرح العلمي الكبير يعرفه العلماء والشيوخ وطلاب العلم ، مما جعلنا نشارك ونناقش بكل اطمئنان .
لهذا السبب أردت أن أطرح المآخذ التي أخذتها علي واحدة واحدة للنظر في أين يكمن الخلل .
المأخذ الأول : أما الأخ عبدالكريم فقال : إن معنى قوله تعالى : (وعلمك مالم تكن تعلم) أي علمه الكتابة !
وهذا تخصيص لعموم يحتاج إلى دليل !
فأين الدليل على أن الله تعالى علم نبيه صلى الله عليه وسلم الكتابة والقراءة ؟؟

الرد عليه : لم أقل بأن تعليم الكتابة هي قوله تعالى : ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ﴾[النساء:113] . بل هو تعليم يدخل فيه كل ما علمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم . يقول الطبري (ت:310هـ) : " وَلَوْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُوحَى إِلَيْكَ تَقْرَأُ الْكِتَابَ ، أَوْ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ، إِذَنْ لَارْتَابَ : يَقُولُ : إِذَنْ لَشَكَّ بِسَبَبِ ذَلِكَ فِي أَمْرِكَ ، وَمَا جِئْتَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّكَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي تَتْلُوهُ عَلَيْهِمُ الْمُبْطِلُونَ ، الْقَائِلُونَ : إِنَّهُ سَجْعٌ وَكَهَانَةٌ ، وَإِنَّهُ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " .
فالجملة القرآنية : ﴿من قبل أن يوحى إليك﴾ مرتبطة بجملة ﴿تقرأ الكتاب ، أو تخطه بيمينك﴾ .
فماذا وقع بعد الوحي ؟ : وأريد أن آتي بثلاثة احتمالات حتى نتحقق من الصحيح منها .
الاحتمال الأول : الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح يقرأ ويكتب
الاحتمال الثاني : أصبح يقرأ ولا يكتب
الاحتمال الثالث : أصبح يكتب ولا يقرأ
فمن من هذه الاحتمالات يكون صحيحا . نرجع للقرآن الكريم :
قوله تعالى : ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾[العلق:3-5] . القراءة مرتبطة بالقلم جعلها الله وسيلة ليعلم الإنسان ما لم يعلم . يقول ابن عاشور (ت:1393هـ) : " لا عجب في أن تقرأ وإن لم تكن من قبل عالماً بالقراءة إذ العلم بالقراءة يحصل بوسائل أخرى مثل الإِملاء والتلقين والإِلهام وقد علم الله آدم الأسماء ولم يكن آدم قارئاً " .
وقوله تعالى : ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ﴾[النساء:113] .
وقوله تعالى مُقْسِما : ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾[القلم:1] . ارتباط حرف النون بالقلم والكتابة .
علم الله الإنسان بالقلم ما لم يعلم ، وعلم الله الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يكن يعلم ، وأقسم الله بالقلم وما يسطرون .
يقول ابن عاشور (ت:1393هـ) في رسم حرف (ن) : " وكان القياس أن تكتب الحُروف الثلاثةُ لأن الكتابة تبَع للنطق والمنطوق به هو اسم الحرف لا ذاته " . وأطرح السؤال التالي : من أمر الصحابة الكتبة رضوان الله عليهم أن يكتبوا (ن) عوض (نون) ؟ وأجيب عنه : الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم بذلك لأنه الوحي من الله يُكتب كما أراده الله أن يُكتب . الوحي هو كتاب وقرآن ، نطق ورسم . الله علم رسوله القراءة والكتابة بعد أن كان لا يقرأ ولا يكتب قبل الوحي ، فأصبح يقرأ ويكتب بعد الوحي .

والله أعلم وأحكم
 
بسم1​
تفضل اخي الفاضل محمد آل الأشرف وفقه الله بالقول :


حاشا أن يتعارض حديثان!

لكن الحديث الثاني يبين أن فهمك للحديث الأول غير صحيح..لأن الحرف يطلق على الكلمة في العربية إلا أن يكون حرفا ليس له دلالة الاسم أو الفعل!
فال ابن تيمية
رحمه الله
:كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون : هذا حرف غريب ، أي : لفظ الاسم غريب ، وقسَّم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل ، وكل من هذه الأقسام يسمَّى حرفاً لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل ، وسمَّى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء ، ولفظ " الحرف " يتناول هذه الأسماء وغيرها ، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم
" مَن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات : أما أني لا أقول :
{
الم
}
حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ".

والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول حرفياً : لا اقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ، فيقول الاخ الحبيب ولكن قال فلان ، نقول : رسول الله يقول هذا فيكون الرد ولكن ابن تيمية يقول خلاف ذلك ، فبالله عليك ناخذ قول من ؟؟؟
فإن قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (ألِفٌ حرف) نقول لا يشترط ذلك ؟؟ فأي لغة واي فهم تريدوننا ان نفهم ؟؟.
والحقيقة أن هذا ينطوي على إشارة خطيرة بأن النبي صلى الله عليه وسلم (لأميّته) فإنه لا يعرف الفرق بين الحرف والكلمة فلا يجب أن نأخذ قوله بحرفيته لأنه أميّ أصلاً فلا يجب أن نأخذ قوله كما هو بل يجب أن نجد مخرجاً للفرار من هذا المأزق حتى لو قادنا إلى تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسبة تسمية الحرف باسمه إلى سيبويه وليس للنبي الذي سبق سيبويه وغير سيبويه في تسمية الحرف حرفاً كما عرفته العرب.

ومثل قوله من استشهد بحديث - في موضوع آخر- بفهم سقيم يريد أن يسقطه على هواه ليثبت (بزعمه) أميّة الرسول صلى الله عليه وسلم بصور باطلة فيقول :

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ". رواه البخاري ومسلم
دليل صريح في معنى الأمية

أولاً :فعرض الحديث يحتوي صورة من صور التحريف فعرض الأخ الحديث بصور توحي بمعنى غير المعنى المراد من الحديث فيكتبه هكذا (إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذ.. الحديث) فيميز العبارة باللون الأحمر وتحتها خط حتى يصل (نحسب) ويتوقف ويترك كلمة (الشهر) فيتصور القارئ أن الجملة (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فيظن القارئ ان المراد نفي العلم بالكتابة والحساب بالكلية ، وهذا ينافي أبسط قواعد الأمانة العلمية مع احترامي الشديد لصاحب العرض.

ثانياً: ولكننا عند قراءة الحديث بدون (تضليل) ولا (تظليل) يتبين لنا أن المراد هو حساب الشهر وكتابته حصراً وليس كما يصور من احتج بالحديث وهذه كارثة اخرى فهل نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم والعرب كانوا يخلطون في عدة الأشهر فيُتِّمّون ويُنْقِصون لأنهم جهلة بالكتاب والحساب ؟؟ هذا الفهم صادم ومسيء للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه يصوره (حاشاه) أنه يحسب الشهر جزافاً وقد يحسبه اقل مما ينبغي أو يحسبه أكثر مما هو على حقيقته في حين ترتبط الأشهر بعبادات مستمرة كالصوم والحج والكثير من العبادات اليومية والشهرية والسنوية بينما الحقيقة المراد تقريرها هي أن العرب تعتمد رؤية الهلال الذي هو ادق وأصح من الحساب المكتوب الذي يصح فيه الخطأ والزلل .
وهذا الاعتماد على الرؤية دون الحساب والكتاب لا زلنا نستعمله حتى يومنا الحاضر ونقدمه على ما سواه من الأعمال والحسابات الفلكية التي يستأنس بها ولا تقدم على الرؤية ، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم متحقق حتى يومنا هذا.
فيكون الحديث على هذه الصورة (إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين). رواه البخاري ومسلم
وبالتالي لا يصح استخدام هذا الحديث على أنه دليل على أمية النبي صلى الله عليه وسلم وجهله بالكتابة والقراءة ويبطل توظيفه في هذا الباب وبهذه الصورة من التضليل والتحريف بقصد أو بغير قصد.

لقد كانت رسالة الأمير الصنعاني المرفقة من قبل أخي محمد ابن الأشرف وفقه الله تشتمل على الحديث بلفظ آخر يؤكد دلالة الحرف على الحرف وليس على ما سواه بل تؤكد الرواية أن الحرف المشار إليه في الحديث على الرسم وليس على النطق كما هو في الرواية الأصلية :

ففي رواية ابن أبي شيبة والطبراني : ( من قرأ حرفا من القرآن كتب له به حسنة ، لا أقول الم ذلك الكتاب ، ولكن الألف واللام والميم والذال واللام والكاف ، وفي رواية للبيهقي : لا أقول بسم الله ولكن باء وسين وميم ولا أقول الم ، ولكن الألف واللام والميم .

بل يرد على القائلين بأن الحرف لا يقصد به الحرف ذاته ولكن قد يدل على جملة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا أقول ذلك الكتاب ) حرف وهم يقولون الجملة حرف فحصل التعارض والتناقض بصورة واضحة بينة وبهذا فأنا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم وضد قول سواه ، وهذا يقود للقول أن الألفاظ مهما اختلفة فإن المرجعية للرسم لثبوته وتغير سواه.

فلو كان الثواب على الحرف المنطوق لكانت (ذلك) من أربعة حروف وليست من ثلاث كما في الرسم فهي تنطق (ذالك) ولكن الحديث النبوي الشريف أتى ليؤكد مرة أخرى صورة من صور إثبات الرسم كمرجعية في إحصاء حروف القرآن وإرجاع الثواب لذلك الإحصاء وليس لسواه ، ومهما قال قائل وفَذْلَكَ مُتَفَذْلِك لينفي عن رسول الله العلم بالأحرف وينسب إليه الجهل فيقول هو قصد الكلمة فلن تحجب بيان رسول الله وتحرفه البتة فكلما تعمقنا في قراءة وتتبع أقول النبي صلى الله عليه وسلم وجدناه يؤكد على مرجعية الرسم ويقدمها على مرجعية اللفظ والحفظ.
ومن يريد نقض هذا القول الابلج فإن عليه نسبة الجهل للنبي صلى الله عليه وسلم فينطلق من أميته المزعومة ليصور أنه أمي لا يفقه الحرف والكلمة والجملة وتفصيلها فيتولى الشراح نيابة عنه شرح مقصده ومراده وهذا مردود مرفوض لتصادمه مع صريح النص النبوي الكريم.

ولي بقدرة الله عودة.
 
للشيخ العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله في الموضوع رسالة غاية في الأهمية ينبغي قراءتها، وكان مما قال فيها:
فكان في رأي المستشرقين أن الرسم سبق القراءة خيالا منهم وتوهما، وكان عند المسلمين أن القراءة سبقت الرسم حقا يقينا ثابتا بأوثق ما تثبت به الحقائق التاريخية.
وإليك كلامه تاما من صفحة 61 إلى صفحة 77 في رسالته المرفقة.
ولا غنية لطالب العلم عن قراءة الرسالة كاملة.

http://vb.tafsir.net/tafsir49328/#post261648
 
مشاهدة المرفق 10562

الأبناء و الابنؤا
مبحث منقول من أحد الإخوة الباحثين يقول :

وردت لفظة ( أبناء ) في القرآن الكريم 22 مرة .
في عدة صيغ مثل ( أبناء ، أبناؤكم ، أبناءهن ، أبناءهم ) .
جميعها رسمت بإثبات حرف الألف بعد النون ، ما عدا مرة واحدة فقط حذف فيها حرف الألف .


والعجيب في الأمر أن جميع المرات التي رسم فيها حرف الألف بعد النون ( أبناء )
تعبر عن بنوّة حقيقية لأبوّة حقيقية .
أما المرة الوحيدة التي حذف منها حرف الألف فتعبر عن بنوة مفتراة وليست حقيقية


وذلك في قوله تعالى


( وقالت اليهود والنصرى نحن أبنؤا الله وأحبؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق ..) المائدة 18 .


من هنا يتبين لنا القرآن الكريم ليس مثل كلام البشر ، فهو يراعي أدق الاختلافات المعنوية فيعبر عنها باختلاف رسم الكلمة ، كما أن هذا الأمر يؤكد لنا أن رسم القرآن الكريم هو رسم توقيفي من عند الله ولا دخل للبشر فيه.
أقول : يعبر (بالألف) كإشارة إلى امتداد النسب عندما كانت البنوة حقيقية ، بينما يعبر الحذف في الرسم عن انقطاعه لاستحالته أصلاً فهل كان خطأ من النساخ أو هوى من عند أنفسهم ؟؟ وكيف وافق ما ترون ؟؟
وغيره كثير ...


 
الأستاذ محمد شملول استعرض في كتابه مايراه إتقانا ودقة في الرسم العثماني للمصحف ، وهو باب في البحوث لا حرج فيه بشرط نسبة مايراه إتقانا في الصناعة إلى توفيق الله لصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم في رسمهم للمصحف في عهد سبدنا عثمان رضي الله عنهم أجمعين .
أما أن ينسب الرسم إلى أنه منزل من عند الله تعالى فلم يورد دليلا واحدا تقوم به الحجة.
وكأن لسان حال هؤلاء الإخوة الفضلاء يقول : نحن نقول بأن رسم المصحف منزل من عند الله فهو معجز .. وعلى من خالفنا أن يأتينا بالدليل على أنه ليس منزلا من عند الله!
 
القرآن الكريم كُتب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وزيد بن ثابت الذي كان يكتب القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حاضرا عند كتابة المصاحف العثمانية . والصحف التي كُتب فيها القرآن كانت بيد اللجنة ؛ لأن عثمان رضي الله عنه طلبها من حفصة رضي الله عنها لينسخها فأرسلتها إليه .
وبهذا تكون الحيثيات كلها متوفرة حتى يُنسخ القرآن الذي كُتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم بدقة وأمانة .

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى