بسم1
تفضل اخي الفاضل محمد آل الأشرف وفقه الله بالقول :
حاشا أن يتعارض حديثان!
لكن الحديث الثاني يبين أن فهمك للحديث الأول غير صحيح..لأن الحرف يطلق على الكلمة في العربية إلا أن يكون حرفا ليس له دلالة الاسم أو الفعل!
فال ابن تيمية
رحمه الله
:كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون : هذا حرف غريب ، أي : لفظ الاسم غريب ، وقسَّم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل ، وكل من هذه الأقسام يسمَّى حرفاً لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل ، وسمَّى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء ، ولفظ " الحرف " يتناول هذه الأسماء وغيرها ، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم
" مَن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات : أما أني لا أقول :
{
الم
}
حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ".
والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول حرفياً :
لا اقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ، فيقول الاخ الحبيب
ولكن قال فلان ، نقول :
رسول الله يقول هذا فيكون الرد
ولكن ابن تيمية يقول خلاف ذلك ، فبالله عليك ناخذ قول من ؟؟؟
فإن قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (ألِفٌ حرف) نقول لا يشترط ذلك ؟؟ فأي لغة واي فهم تريدوننا ان نفهم ؟؟.
والحقيقة أن هذا ينطوي على إشارة خطيرة بأن النبي صلى الله عليه وسلم (
لأميّته) فإنه
لا يعرف الفرق بين الحرف والكلمة فلا يجب أن نأخذ قوله بحرفيته لأنه
أميّ أصلاً فلا يجب أن نأخذ قوله كما هو بل يجب أن نجد مخرجاً للفرار من هذا المأزق حتى لو قادنا إلى تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسبة تسمية الحرف باسمه إلى سيبويه وليس للنبي الذي سبق سيبويه وغير سيبويه في تسمية الحرف حرفاً كما عرفته العرب.
ومثل قوله من استشهد بحديث - في موضوع آخر- بفهم سقيم يريد أن يسقطه على هواه ليثبت (بزعمه) أميّة الرسول صلى الله عليه وسلم بصور باطلة فيقول :
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ". رواه البخاري ومسلم
دليل صريح في معنى الأمية
أولاً :فعرض الحديث يحتوي صورة من صور التحريف فعرض الأخ الحديث بصور توحي بمعنى غير المعنى المراد من الحديث فيكتبه هكذا (
إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذ.. الحديث) فيميز العبارة باللون الأحمر وتحتها خط حتى يصل (نحسب) ويتوقف ويترك كلمة (الشهر) فيتصور القارئ أن الجملة (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فيظن القارئ ان المراد نفي العلم بالكتابة والحساب بالكلية ، وهذا ينافي أبسط قواعد الأمانة العلمية مع احترامي الشديد لصاحب العرض.
ثانياً: ولكننا عند قراءة الحديث بدون (تضليل) ولا (تظليل) يتبين لنا أن المراد هو
حساب الشهر وكتابته حصراً وليس كما يصور من احتج بالحديث وهذه كارثة اخرى فهل نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم والعرب كانوا يخلطون في عدة الأشهر فيُتِّمّون ويُنْقِصون لأنهم جهلة بالكتاب والحساب ؟؟ هذا الفهم صادم ومسيء للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه يصوره (حاشاه) أنه يحسب الشهر جزافاً وقد يحسبه اقل مما ينبغي أو يحسبه أكثر مما هو على حقيقته في حين ترتبط الأشهر بعبادات مستمرة كالصوم والحج والكثير من العبادات اليومية والشهرية والسنوية بينما الحقيقة المراد تقريرها هي أن العرب تعتمد رؤية الهلال الذي هو ادق وأصح من الحساب المكتوب الذي يصح فيه الخطأ والزلل .
وهذا الاعتماد على الرؤية دون الحساب والكتاب لا زلنا نستعمله حتى يومنا الحاضر ونقدمه على ما سواه من الأعمال والحسابات الفلكية التي يستأنس بها ولا تقدم على الرؤية ، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم متحقق حتى يومنا هذا.
فيكون الحديث على هذه الصورة (
إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين). رواه البخاري ومسلم
وبالتالي لا يصح استخدام هذا الحديث على أنه دليل على أمية النبي صلى الله عليه وسلم وجهله بالكتابة والقراءة ويبطل توظيفه في هذا الباب وبهذه الصورة من التضليل والتحريف بقصد أو بغير قصد.
لقد كانت رسالة الأمير الصنعاني المرفقة من قبل أخي محمد ابن الأشرف وفقه الله تشتمل على الحديث بلفظ آخر يؤكد دلالة الحرف على الحرف وليس على ما سواه بل تؤكد الرواية أن الحرف المشار إليه في الحديث على الرسم وليس على النطق كما هو في الرواية الأصلية :
ففي رواية ابن أبي شيبة والطبراني : (
من قرأ حرفا من القرآن كتب له به حسنة ، لا أقول الم ذلك الكتاب ، ولكن الألف واللام والميم والذال واللام والكاف ، وفي رواية للبيهقي :
لا أقول بسم الله ولكن باء وسين وميم ولا أقول الم ، ولكن الألف واللام والميم .
بل يرد على القائلين بأن الحرف لا يقصد به الحرف ذاته ولكن قد يدل على جملة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا أقول ذلك الكتاب ) حرف وهم يقولون الجملة حرف فحصل التعارض والتناقض بصورة واضحة بينة وبهذا فأنا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم وضد قول سواه ، وهذا يقود للقول أن الألفاظ مهما اختلفة فإن المرجعية للرسم لثبوته وتغير سواه.
فلو كان الثواب على الحرف المنطوق لكانت (
ذلك) من أربعة حروف وليست من ثلاث كما في الرسم فهي تنطق (
ذالك) ولكن الحديث النبوي الشريف أتى ليؤكد مرة أخرى صورة من صور إثبات الرسم كمرجعية في إحصاء حروف القرآن وإرجاع الثواب لذلك الإحصاء وليس لسواه ، ومهما قال قائل وفَذْلَكَ مُتَفَذْلِك لينفي عن رسول الله العلم بالأحرف وينسب إليه الجهل فيقول هو قصد الكلمة فلن تحجب بيان رسول الله وتحرفه البتة فكلما تعمقنا في قراءة وتتبع أقول النبي صلى الله عليه وسلم وجدناه يؤكد على مرجعية الرسم ويقدمها على مرجعية اللفظ والحفظ.
ومن يريد نقض هذا القول الابلج فإن عليه نسبة
الجهل للنبي صلى الله عليه وسلم فينطلق من أميته المزعومة ليصور أنه
أمي لا يفقه الحرف والكلمة والجملة وتفصيلها فيتولى الشراح نيابة عنه شرح مقصده ومراده وهذا مردود مرفوض لتصادمه مع صريح النص النبوي الكريم.
ولي بقدرة الله عودة.