وقفات مع الشيخ صالح المغامسي في تفسيره لآيات من سورة الإسراء

تعقيب على بحث الدكتور جمال

تعقيب على بحث الدكتور جمال

الأخ الفاضل الدكتور : جمال أبو حسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت بحثك القيم وكان لي عليه بعض الملاحظات أرجو أن يتسع لها صدرك فإن رأيت صوابا فالحمد لله وإن رأيت خلاف ذلك فلا أحد معصوم من الخطأ إلا من عصم الله ، وحسبي أنها مشاركة في مدارسة كتاب الله ، فأقول وما توفيقي إلا بالله :

أما المراد بالكتاب في قوله تعالى : "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ".
فالقول بأنه الكتاب الذي أوتي موسى عليه السلام فهو قول وجيه وهو ظاهر الآيات وسياق الآيات يكفي دليلاً على ذلك ، وقد قال الله تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ) سورة غافر (53)
وأما القول بأن المراد بالكتاب ما هو في اللوح المحفوظ فهو قول محتمل ، ولا أرى أنه يتعارض مع القول الأول.
وكلا القولين لا يمنع من أن يكون الافساد من بني اسرائيل المشار إليه في السورة يقع بعد ظهور الإسلام.

وأما قولك أن المراد بالكتاب في قوله "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ". هو القرآن ، فأقول : أين أخبر الله بني اسرائيل في القرآن وأعلمهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين؟
إن القرآن إذا أخبر عن شيء قد كتبه أوقضاه في القرآن نجد ذلك واضحاً لا لبس فيه كقوله تعالى :
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) سورة النساء(140) وهذه السورة مدينة ، وما ذكره الله تعالى هو في سورة الأنعام في قوله تعالى :
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)
إذن هذا القول الذي ذهبت إليه بعيد ، ثم أنت لست في حاجة إلى تكلفه لأن الأخذ بالقولين السابقين لا يمنع من الوصول إلى النتيجة التي كتبت بحثك من أجلها.

وأما قولك : "وأما ثانياً فإن لفظة ( الكتاب ) مجردة من القيود كما هي هنا لم ترد في كتاب الله تعالى إلا وصفا للقرآن الكريم. وهي عادته، فلماذا تتحول هذه العادة في هذا المكان بالذات"
فإذا كنت فهمت قصدك بقولك " مجردة من القيود" فهذا غير صحيح فقد ورد الكتاب في أكثر من آية ويراد به غير القرآن ومن ذلك قول الله تعالى :
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة البقرة (44) وهذا قطعاً لم يكن القرآن.
وقوله تعالى :
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) سورة البقرة (78) وهذا أيضاً ليس هو القرآن .
ومثله أيضاً قوله تعالى :
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) سورة البقرة من الآية (85) والأمثلة على ذلك كثيرة.

وأما قولك :
"وأي معنى يوجبه ذكر ( الكتاب ) بالإظهار دون الإضمار إذا كان المراد به التوراة، وقد سبق ذكره في آية ماضية فلماذا لم يقل ( وقضينا إلى بني إسرائيل فيه ) على اعتبار أنه مذكور سابقاً؟
فأقول : الاضمار لا يصلح لوجود الفاصل وهو قول الله تعالى (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ثم إن النظم يصبح ركيكاً وهو ظاهر كما ترى.
وأيضا الاتيان بالإظهار دون الإضمار مشعر بخطورة الأمر وأنه مقصود لذاته وفيه تأكيد إلى أن هذا الأمر قد بلغهم وهم على يقين منه حيث قد جاء في كتابهم هم لا في كتاب غيرهم وهو أبلغ في إقامة الحجة وقطع العذر.

وأما قولك :
"وأما المعنيون بهذا الإعلام فهم بنو إسرائيل، وقد ذهبت جمهرة من المفسرين إلى أن المراد بهم بنو إسرائيل في زمان موسى عليه السلام ومن يأتي بعدهم، بناء على أن المراد بالكتاب في هذه الآية هو اللوح المحفوظ أو التوراة، وسيأتي بعد قليل ما في هذا التفسير من المؤاخذات، والذي يظهر لي أن هذا التفسير ليس صحيحاً، ولا ينبغي له أن يكون، لأن هذه الآيات لا تتحدث عن تاريخ بني إسرائيل القديم،إذ لا يتعلق به غرض للسامعين في ذلك الوقت، وماذا عسى أن يستفيد المسلمون في زمان النبوة من هذه المعلومة إذا كانت محض تاريخ لا علاقة لهم به، وسيأتي بيان هذا، وقد جوز الشوكاني هذا القول على ضعف."

فأقول: إن جزمك قائلاً " أن هذا التفسير ليس صحيحاً، ولا ينبغي له أن يكون" وتعليلك لهذا الجزم فيه نظر ، فكيف لا يتعلق به غرض للسامعين في ذلك الوقت وهي بشارة واضحة الدلالة على ظهور نبينا صلى الله عليه وسلم وظهور الإسلام على غيره من الملل والنحل ، وهذا مثله مثل البشائر الواردة في أول سورة القصص في قوله تعالى :
(نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6))
فهذه الآيات من أعظم البشائر بظهور نبينا صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من المستضعفين في الأرض.
إذا هذه الآيات من سورة الإسراءكانت تحمل في طياتها بشائر عظيمة للمؤمنين وهو ما وقع فعلاً من ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم على بني اسرائيل في المدينة وخيبر وأبعد من ذلك فتح بيت المقدس.

وأما قولك :
"أما هذه اللام فهي لام القسم وتقدير الكلام والله لتفسدن، وهذا القسم مؤكد لمتعلق القضاء وإذا كانت اللام للقسم كما ذهب إلى هذا جميع المفسرين الذين مررنا ببعض أقوالهم سابقا، وكان المحكي عنه تاريخا ماضيا من تاريخ بني إسرائيل وقد تحقق، فإن وعد الله لا يتخلف، فعلام القسم على شيء قد حدث وانتهى، وعلمه الناس، فلأي معنى يخبر الله تعالى عنه في هذا الكتاب الذي هو آخر الكتب، على أنه سيكون، وقد كان بالفعل؟"

فأقول :
إن الخلاف في المسألة هو :هل كان أم أنه سيكون ؟
وإذا كان الله قد أقسم عليه في الأزل وأخبر به بني اسرائيل في كتابهم فلا إشكال ؛ إن كان قد وقع فالعبرة ما ذكرت في جوابي في الفقرة السابقة ، وإن لم يقع بعد أو قع بعضه والبعض الآخر لم يقع فلا إشكال أيضاً.

وأوكد مرة ثانية على أن محل الخلاف هو ما ذكرته في عبارتك" فلأي معنى يخبر الله تعالى عنه في هذا الكتاب الذي هو آخر الكتب، على أنه سيكون". فلا يصلح هذا الإيراد. إلا أن نتفق أن المراد بالكتاب في قوله تعالى " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا " هو القرآن . وهذا بلاشك ليس محل اتفاق بل لا أعلم من قال بأن المراد بالكتاب هو القرآن سواك.

أما ماذكرتَه عن تجويز سعيد حواء للقول الذي جزمت به أنت في الافسادتين ، فهو عين الصواب لأن تجويز الأمر مبنى على القرائن الموجودة في النص ، بينما الجزم مغامرة لأنه يحتاج إلى دليل لا يقبل النقاش.

أما بقيت ما ذكرتَ من المسائل فهي جميلة ومتسقة وليس هناك ما يعكر عليها وهي الأقرب إلى الصواب وقد سبقك في الإشارة إليها الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى.

وما ذكرتَه عن سيد طنطاوي في المقصود بالكتاب فقد سبق وأن قلتُ إن حمل الكتاب على الكتاب الذي أورثه بنو اسرائيل لا يتعارض مع القول بأنه ما كتب في اللوح المحفوظ والقول بكلايهما لا يمنع في نظري والله أعلم أن الافساد المذكور متعلق ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعدها.

هذه بعض ملاحظاتي على بحثك الشيق والجميل والرصين في نفس الوقت ، أرجو الله أن يفعني بها أولاً وأن يفع بها من يقرأها وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .
أخوكم : محب القرآن الكريم
 
سرني والله ما تفضلت به واحسب ان اكثر ما جاد به يراعك انما هو من اختلاف وجهات النظر وانا لا احمل احدا على القول بما قلت غير انه من اهم ما ينبغي قوله ان كون المراد بالكتاب هو القران لا ادعي انني المنفرد بهذا القول بل سبقني اليه بعض اهل العلم واظنني اشرت الى هذا في تضاعيف البحث وما ذكرته ايها الفاضل من الايات التي يُعكّرُ بها على هذا المعنى فهي لا تدل على ما ذكرته انا لان سياقها في الحديث عن بني اسرائيل وهذا ما اردت قوله من عبارتي مجردا عن القيود
وما ذكرته بعد تشكر عليه وما انا وانت الا ممن يرجو الوصول الى الحق دون ان يمنع كلانا صاحبه من التفكير
ومرة اخرى شكرا لك
 
خلال الردود لفتت انتباهي هذه الجملة (ومما ينبغي أن يعلم أنه لا يؤخذ بقول أحد إذا خالف اتفاق المفسرين وما عليه أئمتنا) في رد ابو صالح المدني هذا مستغرب كيف لا ياخذ بقوله حتى و لو كان تاويله للقرءان صحيح انا لا اوافق الاخ ابو صالح فيمكن لاي شخص تفسير القرءان اذا كانت لديه القدرة على ذلك.
كما يقول ايضا نحن -أعني: أهل السنة والجماعة - نفهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وقد ورد عن ابن عباس ترجمان القرآن، وعلي وابن مسعود وغيرهم من السلف ممن نقلت أقوالهم ما يكفينا ويغنينا.) و هذا غير صحيح لان تفسير السلف لا يغنينا على الاطلاق فتفسير القرءان في وقتهم كان صالحا لزمانهم و نحن بحاجة الى تفسير جديد يطابق واقعنا و القرءان صالح لكل مكان و زمان و بالتالي يفسر في كل وقت و في كل زمان و تفسيره لا ينبغي ان يكون من طرف علماء الدين فقط بل من طرف علماء الطبيعة و الرياضيات و الفزياء هذا ما فهمته من الاية سنيريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم الاية فابن عباس عندما فسر ارم ذات العماد لم يكن يعلم ان ارم ذات العماد هي عماد الفراعنة بمصر فانظر تفسيره لهذه الاية و كل المفسرين فسروا القرءان حسب المعطيات التي كانت لديهم فمن فسر سورة التكوير وبعض الايات مثل يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لم يكن يعلم ان الارض كروية و بالتالي تفسيرنا الحالي هو اصدق من تفسيرهم و الامكانيات الموجودة لدينا تمكننا من تفسير القرءان احسن من السلف بكثير و لو قرئت التفاسير المعاصرة لقلت باعلى صوتك الله اكبر و شكرا و جزاك الله عنا كل خير.
 
كلام رائع

كلام رائع

لا يمكن أن يكون فهم السلف للقرآن ناقصًا ، بل فهموه كله على وجه صحيح من وجوه التأويل ، ولم يغب عنهم أحد وجوه تأويله الصحيحة ، وإن لم يأت عنهم كل ما يحتمله القرآن من وجوه التأويل لعدم ظهور ما يدعو إليها آنذاك .
والمتأخرون قد يزيدون وجوهًا صحيحة لا تنقض ما كان عليه السلف ، وهذه الزيادات قد سار عليها علماء الأمة جيلاً بعد جيل .
أما أن يكون فهم السلف ناقصًا ، ولم يقع لهم فهم لجملة من القرآن على وجه صحيح معتبر ، وفهمناه نحن المتأخرين فهذا هو محطُّ الإشكال ، وهو الذي لا أراه كائنًا .
وبهذا التنبيه يمكن القول بأن القرآن مفتوح لفهم العلماء ، لكن بشرط أن لا يأتي فهم متأخرٍ على قول السلف بالإبطال ؛ لأنه يلزم من ذلك أن الأمة لم تكن تعلم خطاب ربها على وجه صحيح معتبر طيلة هذا الوقت ، حتى جاء هذا القول المتأخر ,
أرجو أن تتأمل هذا التوضيح ، ولك ولكل المداخلين أجمل تحية وتقدير
.

كلام يكتب بماء الذهب !!!
 
[align=center]
[align=center]لاشك أن القول الصواب هو ما تفضل به الشيخ أبوصالح المدني,
لكنني أعتب على الشيخ عصام العويد, فإنني انتظرت في تعقيبه
أن يضيف برهاناً, وإذا به يفاجئنا بقوله عن اجتهاد الشيخ صالح:
إنه (لابركة فيه)، والحقيقة أن هذا كلام رخيصٌ يحسنه كل أحد،
وهو أشبه ما يكون بنزوات الظافر في حومة القتال.

وحسبنا أن الشيخ صالحاً المغامسي مجتهدٌ يملك الآلة, وهو بين
الأجرين -إن شاء الله، لكن الدَّاء الدويّ أن ينفِر لتفسير القرآن
طائفةٌ من (الوعاظ) و (القصاص)، ويأتي أحدهم بتفسيرِ لا سلف
له فيه ولاخلف، وربما وقف حكماَ بين العلماء أطت لهم المنابر،
وصرَّت بأناملهم الأقلام.

نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، وأن يجنبنا هذر القول.[/align]


غفر الله لك أبا عمار فأنا أعرف الشيخين وأعرف ما بينهما من الأخوة والألفة والمحبة ما بإذن الله يكونا به على منابر من نور يوم القيامة بكرم الكريم المنان سبحانه .

وليس في كلام الشيخ عصام ما يوجب هذا الظن منك بل هو توهم سببه الحساسية البالغة التي لا داعي لها .

تقول : "فإنني انتظرت في تعقيبه أن يضيف برهان وإذا به يفاجئنا بقوله عن اجتهاد الشيخ صالح: إنه (لابركة فيه) "

والبرهان مذكور لو أردت أن تقرأه " وقد بحثت طويلا هل لهذا القول من سلف فلم اجد " ، ولا حاجة لإضافة غيره ، وإنما هو تأكيد لنتيجة الباحث أنه هو أيضا لم يجد .

ولقد تعجبت من قولك "وإذا به يفاجئنا بقوله عن اجتهاد الشيخ صالح: إنه (لابركة فيه)" وهذا تلبيس منك غير مقصود سببه استنباط غريب ، فالشيخ عصام قال " قول لا سلف له لا بركة فيه " وهي قاعدة عامة قررها غير واحد من أهل العلم ومر علينا هنا من أقوالهم ما يكفي ، فقمت بتركيبها أنت على أن الشيخ عصام قال "عن اجتهاد الشيخ صالح: إنه (لابركة فيه) " ، والفرق بين القواعد العامة وتنزيلها على الأعيان معلوم لكل طالب .

ثم وصفت الكلام بأنه "كلام رخيصٌ" و"أشبه ما يكون بنزوات الظافر في حومة القتال" وأي قتال يا رجل !! ، قد كنت مع الشيخ عصام مرةً في جدة وسمع بوجود الشيخ صالح فيها فأصر على لقائه والسلام عليه والاطمئنان على صحته مع أن وقت رحلة المغادرة من المطار لم يبق عليه إلا القليل ومكان تواجد الشيخ صالح كان بعيدا .

فمتى اخوتي نترك ـ جميعا ـ عنا وظيفة الشيطان "ولكن في التحريش بينهم" [/align]


.
 
حياكم الله يا أبا عبدالله (المكي)، والحقيقة أنه اختيار موفق، وذكرتني بأنستاس الكرملي؛ فإنه كان يكتب بأسماء مستعارة لمآرب!
ولي مع ما ذكرته وقفات عجلى:
الأولى: أشكر لك دفاعك عن شيخك، فهذه من واجبات التلميذ البار، وأقترح عليك أن تدرس (الإملاء والترقيم) ومن أفضل الكتب في ذلك كتاب: قواعد الإملاء لعبدالسلام هارون، وآخر لعبداللطيف البغدادي وهو أوسع.
الثانية: قولك: (ومكان تواجد الشيخ صالح كان بعيدا)، التواجد بهذا المعنى عاميٌ، والصواب (مكثه أو إقامته) ونحوهما.
الرابعة: أبشرك أنه لا يوجد عندي (حساسية)، ولست موظفا في شركة الشيطان، ولله الحمد، ولن أقابل إساءتك بمثلها، مراعاة لأدب القول.
الثالثة: إن إطلاق المثل في أمر لا يقتضي المشابهة بين الأمرين من كل وجه، بل المراد الاتفاق في وجه الشبه، فقولي: (نزوات الظافر...) لا أقصد أن ثمة قتالا، بل أقصد وجه الشبه، وأعانك الله على استخراجه، ولو علمت أنك ستردّ لكتبت كلاما تقريريا.
الرابعة: إن قول الشيخ عصام: (بحثت طويلا هل لهذا القول من سلف فلم أجد) ليس دليلا، فما زاد أن أخبر بعدم علمه، وعدم العلم ليس علما بالعدم.
الخامسة: لم أقل إن بين أحدهما حسيكة ولا ، حتى تثبت أن قلب فلان أطهر من ماء السماء على أخيه، وأنا اعترضت على طريقة الرد لا غير.
السادسة: قوله: (لا بركة فيه) يرجع إلى نفس القول، وهو نتيجته.
هذا وكنت أتمنى أن يكون الحديث عن أمرٍ أكثر فائدة من هذا. والله يحفظنا وإياك.
 
حياكم الله يا أبا عبدالله (المكي)، والحقيقة أنه اختيار موفق، وذكرتني بأنستاس الكرملي؛ فإنه كان يكتب بأسماء مستعارة لمآرب!
ولي مع ما ذكرته وقفات عجلى:
الأولى: أشكر لك دفاعك عن شيخك، فهذه من واجبات التلميذ البار، وأقترح عليك أن تدرس (الإملاء والترقيم) ومن أفضل الكتب في ذلك كتاب: قواعد الإملاء لعبدالسلام هارون، وآخر لعبداللطيف البغدادي وهو أوسع.
الثانية: قولك: (ومكان تواجد الشيخ صالح كان بعيدا)، التواجد بهذا المعنى عاميٌ، والصواب (مكثه أو إقامته) ونحوهما.
الرابعة: أبشرك أنه لا يوجد عندي (حساسية)، ولست موظفا في شركة الشيطان، ولله الحمد، ولن أقابل إساءتك بمثلها، مراعاة لأدب القول.
الثالثة: إن إطلاق المثل في أمر لا يقتضي المشابهة بين الأمرين من كل وجه، بل المراد الاتفاق في وجه الشبه، فقولي: (نزوات الظافر...) لا أقصد أن ثمة قتالا، بل أقصد وجه الشبه، وأعانك الله على استخراجه، ولو علمت أنك ستردّ لكتبت كلاما تقريريا.
الرابعة: إن قول الشيخ عصام: (بحثت طويلا هل لهذا القول من سلف فلم أجد) ليس دليلا، فما زاد أن أخبر بعدم علمه، وعدم العلم ليس علما بالعدم.
الخامسة: لم أقل إن بين أحدهما حسيكة ولا ، حتى تثبت أن قلب فلان أطهر من ماء السماء على أخيه، وأنا اعترضت على طريقة الرد لا غير.
السادسة: قوله: (لا بركة فيه) يرجع إلى نفس القول، وهو نتيجته.
هذا وكنت أتمنى أن يكون الحديث عن أمرٍ أكثر فائدة من هذا. والله يحفظنا وإياك.


على رسلك أخي !!!
 
أيا أبا عمّار قد سقط منك الكثير غير المرغوب ..
..
وبدأ الموضوع ينحى عن المنحى العلميّ
الذي يريده الطلاب أمثالنا ..

..

وأقول لك في هذه المسألة على الترتيب الذي ذكرته لك ليتبين موطن الخلاف .
1 ـ السلف فهموا أن المرتين قد وقعتا وانتهتا .
2 ـ القول بأن الثانية لم تقع ينقض قول السلف .
الأسلوب الصحيح : أن نقول :
إن المرتين قد وقعتا كما فهم السلف ، ونحن نعيش مرةً غيرها ، وهي تدخل في قوله تعالى : (وإن عدتم عدنا ) .
وبهذا يكون ما قاله السلف وفهموه صحيح معتبر ، وما قاله المعاصرون صحيح معتبر .

شيخ مساعد فتح الرب عليك فتحا مبيناً ..
أقل مايقال في تعقيبك :
كلام معقول يقبله العقل والقلب معاً بلا إشكال ..
شكر الله لك .
 
حياكم الله يا أبا عبدالله (المكي)، والحقيقة أنه اختيار موفق، وذكرتني بأنستاس الكرملي؛ فإنه كان يكتب بأسماء مستعارة لمآرب!
ولي مع ما ذكرته وقفات عجلى:
الأولى: أشكر لك دفاعك عن شيخك، فهذه من واجبات التلميذ البار، وأقترح عليك أن تدرس (الإملاء والترقيم) ومن أفضل الكتب في ذلك كتاب: قواعد الإملاء لعبدالسلام هارون، وآخر لعبداللطيف البغدادي وهو أوسع.
الثانية: قولك: (ومكان تواجد الشيخ صالح كان بعيدا)، التواجد بهذا المعنى عاميٌ، والصواب (مكثه أو إقامته) ونحوهما.
الرابعة: أبشرك أنه لا يوجد عندي (حساسية)، ولست موظفا في شركة الشيطان، ولله الحمد، ولن أقابل إساءتك بمثلها، مراعاة لأدب القول.
الثالثة: إن إطلاق المثل في أمر لا يقتضي المشابهة بين الأمرين من كل وجه، بل المراد الاتفاق في وجه الشبه، فقولي: (نزوات الظافر...) لا أقصد أن ثمة قتالا، بل أقصد وجه الشبه، وأعانك الله على استخراجه، ولو علمت أنك ستردّ لكتبت كلاما تقريريا.
الرابعة: إن قول الشيخ عصام: (بحثت طويلا هل لهذا القول من سلف فلم أجد) ليس دليلا، فما زاد أن أخبر بعدم علمه، وعدم العلم ليس علما بالعدم.
الخامسة: لم أقل إن بين أحدهما حسيكة ولا ، حتى تثبت أن قلب فلان أطهر من ماء السماء على أخيه، وأنا اعترضت على طريقة الرد لا غير.
السادسة: قوله: (لا بركة فيه) يرجع إلى نفس القول، وهو نتيجته.
هذا وكنت أتمنى أن يكون الحديث عن أمرٍ أكثر فائدة من هذا. والله يحفظنا وإياك.

أروِدْ قليلاً أبا عمّـار , فكما تعيب على أبي عبد الله المكي اسمَـهُ المستعارَ فلا تنس أنك تكتبُ بمثله متخفياً وراء كنيةٍ أيضاً.

يقول فضيلة المشرف عبد الرحمن الشهري:

[ ولا تبخل علينا بالتسجيل باسمكم الصريح ، حتى نلقي السمع ، ونحد البصر ، ونشهد القلب ، فإن الثقة فيما يُكتب وراء الأسماء المستعارة ، والكنى المشتركة ضعيفٌ ، وقلَّ من يحفل به غالباً ، مع تقديري لجميع من يخالفني في ذلك]
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=195

وما كان لكَ أن توجهَ أخاكَ بدراسة الإملاء وعلامات الترقيم بهذه الطريقة التي تحملُ من الهُـزءِ تلميحاً هو أبينُ من التصـريح.

وإن كنتَ تزعمُ أن ردكَ لا مقابلةَ فيه بالإساءة فليت شعري ما عساك تكتبُ لو عزمتَ على رد ما تتوهمها سيئةً بسيةٍ مثلها.؟

وأنا أؤكدُ كلام أبي عبد الله تبياناً للحالة المَـرضِـيَّـة من الألـفة بين الشيخين الكريمين حفظهما الله فقد رأيتُ التأثرَ الواضحَ والإشفاقَ والحبَّ على وجه الشيخ عصام يومَ زار الشيخ صالح بعد العملية وأنا حاضرٌ , ومثل هذه المبالغات والظنون أيها الفاضلُ قد لا تشكلُ عندك مدعاةً لضرورة التبصرة والتبيين بأنها ليست إلا ضرباً من التخيل والأوهـام , ولكن قد يتلقفها أبناء الشبكة العنكبوتية المُـقَـنعونَ ويبنون عليها أحكاماً تشيعُ في الناس وتبلغُ الآفاق وتصبحُ مع مرِّ الزمن مسلماتٍ وثوابتَ لا محيد عنها , وأنا أجـزمُ جـزماً يقينياً أن الشيخَ صالح يُسيئُهُ قولك هذا جداً ولا يرتضيه في أي أحد فضلاً عن الشيخ عصام.

وفق الله الجميع لمراضيه
 
لقد كتبت مبتغياً الفائدة، فإن أصبت فمن لطف الله، وإن أخطأت فأستغفر الله.
وألتمس العذر من أبي عبدالله فإنني إنما ضربت بعصاه.
 
جيد جدا أن عاد النقاش إلى هدوئه وهدفه فالخلاف لايفسد للود قضية لكني أخالف الأخ محمودالشنقيطي الرأي في القائه اللوم كله على المطيري ولا شك أن أبا عبد الله المكي(حفظهما الله ) أيضا له نصيب من اللوم إذا كان لابد من ذلك , عفا الله عن الجميع وحفظ لنا علماءنا.
 
أحسنتَ قولاً أخي مامودو , وقد عميتُ عن قول أبي عبد الله المكي " وظيفة الشيطـان" وهي كلمةٌ نابيةٌ لا تنبغي في حق أخينا الموقر أبي عمار سلمه الله.
 
قبل قليل كان للشيخ صالح المغامسي حفظه الله تعليق على هذا الموضوع في قناة المجد العامة فاليشاهد في إعادته غداً
 
عودة
أعلى