هل الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها مع الدليل?

فيما يخص الاقتراح القائل أنه:
من الإفضل إحالة الأمر الى هيئات علمية شرعية وتجريبية للتداول في الموضوع وحسمه

أكاد أجزم أنه لا توجد هيئة شرعية إسلامية (دولية) تتحلى بالجمع بين القدرة والشجاعة العلمية على حسم الأمر، أقصد أي أمر يتعلق بالمعارف الحديثة. ولو كانت موجودة لحسمت أمر الهلال.

ولأني أعلم - عن تمحيص وتدقيق - الوهن العلمي الراهن، والخذلان القاتل، قمت بتأريخ بداية علاج مشكلة الهلال ليبدأ في عام 1470هـ، في دراستي المبسطة التي نشرتها عام 1431هـ، والتي تفي بالعلاج الشافي لمشكلة الهلال وبدايات الأشهر الهجرية وخاصة المتعلقة بالصيام والإفطار، .. لاحظوا أن الفرق 40 سنة، وهي الفترة التي تكفي ليذهب الجيل الحالي، كما ذهب الجيل الذي حكم الله عز وجل عليه بالتيه في الأرض، ويأتي جيل جديد أوعى وأعلم. ... هذا مع التفاؤل الشديد. ... ورغم أن الدراسة جادة، بل شديدة الجدية، إلا أنه بعد مرور 5 سنوات من نشر الدراسة، لم تهتم أي من الهيئات المعنية بها، مما شككني في جديتهم في البحث عن علاج للمشكلة، بل حتى في إدراكهم أن هناك مشكلة.

ويمكن للمتخصصين والمهتمين - إن كان هناك مهتمين - مراجعة الرابطتين الآتيتين (بالعربية والإنجليزية) ليعلم مدى جدية الدراسة وعمق المأساة العلمية التي تعيشها الأمة الإسلامية.

1- رجحان المقال في مسألة الهلال.
2- Global Higri Month: Identification and Implementation.
 
الفاضل عز الدين كزابر حفظه الله
مسألة الهلال مسألة سياسية ، حُسِمَت بقاعدة : " لِكُلِِّ هِلَالُهُ " ، فلا داعي للخوض فيها ، لأنها لا تؤدي إلى نتيجة ، مع العلم أن الحقيقة العلمية المشارإليها ، الكل يعرفها .
مع فائق التقدير والاحترام
 
الأستاذ/ عبدالكريم عزيز
حول قولك:
مسألة الهلال مسألة سياسية ، حُسِمَت بقاعدة : " لِكُلٍّ هِلَالُهُ " ، فلا داعي للخوض فيها ، لأنها لا تؤدي إلى نتيجة
أقول:
من يهون عليه الهلال – الذي هو حقيقة دينية – ويجعله سياسياً؛ ويعتمد "لكلٍّ هلاله"، يقع حتماً في تقديم السياسة على أمر الله سبحانه وتعالى.
ومن يهون عليه الهلال – الذي هو حقيقة علمية - يهون عليه العلم بجملته؛ مثل "مسألة دوران الأرض"، أو غيرها، إذا لم يستجب الناس إليه. وإذا وصل الأمر إلى ذلك، فسيمتنع هذا المسكين، عن إحقاق الحق، وإبطال الباطل، في شأنه جميعاً، ويصبح من الذين يخافون في الله لوم اللائمين (وخاصة من - ربعه/جماعته/قومه).
ومن يقدم السياسة على أمر الله، ويخاف مع الله من لوم الناس، يصبح قوله "لا إله إلا الله" غير مطابق لقلبه وفعله، ولو زعم، ويقع في الشرك لا محالة. قال تعالى "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ"(يوسف:106).
نعوذ بالله أن نكون مثله.

وحول قولك:
الحقيقة العلمية المشار إليها ، الكل يعرفها
أقول أن أغلب المتخصصين في العلوم الشرعية لا يعلمون أن (القصور الذاتي – على سبيل المثال) حقيقة علمية، لأن منهج العلم الشرعي التقليدي يهمل تماماً تدريس سُنن العلوم الطبيعية، حتى ولو كانت أدلتها مثل الشمس في ظهورها. ودليلي على ذلك المقطع الآتي:

أرايت أن الشيخ الفاضل يحتج بما يظنه دليل، في مسألة الطائرة عينها التي فرغنا منها لتونا أعلى، ولو يعلم ما هو "القصور الذاتي"، وأنه سنة طبيعية خلق الله عز وجل الأشياء عليها، لما نطق بما نطق به، ولو يعلم من أجازوا له الفتوى، قصوره عن معرفة ذلك، لما أهَّلوه لمثل هذا المجلس، ولأوقفوه عن القول على الله – في المسائل الطبيعية - بغير علم. ولكنهم بالفعل لا يعلمون أنها حقائق علمية، لأنهم استبعدوها ابتداءاً من لوازم الإفتاء، فوقع أغرار الشباب المتدين – بمثل هذه الفتاوى - في فتنة علمية ماحقة، يندى لها الجبين. ومثال لذلك يكفيك أن تطالع هذا الرابط الجديد(ثابتة لا تدور) وحجم المشاركة به، لترى وطأة المأساة العلمية التي تُنبتها مثل هذه الفتاوى.

والمشكلة واحدة، في شأن "الهلال"، وفي "القصور الذاتي"، وفي كل علم طبيعي أبعده من أبعده، وفقط لأنه لم يأخذه بأسبابه، رغم وجوب تعلمه للوفاء بحق الفتاوى التي تتعلق به. وقد أثر عن الجُرجاني قوله: "إذا تعاطَى الشيءَ غيرُ أهلِه، وتولَّى الأمرَ غيرُ البصير به، اعْضَلَ الداءُ، واشتدَّ البلاءُ"، كما أُثر عن الحافظ ابن حجر قوله : "من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب". والعلم الطبيعي فن من الفنون العلمية. فكيف يتكلم فيها من لم يتأهل لها؟! ... وكيف يستبعدها علماء الشريعة من المقررات الدراسية الضرورية للفتوى في الآيات الكونية؟! .. والنتيجة .. فتنة علمية وخزي أيما خزي، في الهلال وفي دوران الأرض، وفي كل شأنٍ جدَّ في العلم به مزيد من المعرفة.

وأقول بإيجاز أنه لا فرق بين الهلال ودوران الأرض، لأن المشكلة واحدة عند من أشكلوها، وهي أن (السنن الطبيعة) ليست مصدر معرفي شرعي عندهم.
 
مثل هؤلاء المفتين عالة على رسالة الإسلام . فالقرآن كتاب عالمي أرسل إلى سكان الأرض ، كل سكان الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . والقرآن الكريم هو حق وأُنزل بالحق . هو حق بما تضمنه من حقائق . ولا يعيب المسلمين كلمة " هذا تحدث عنه القرآن " ؛ لأن هذه العبارة تؤكد أن ما جاء به القرآن مطابق للحقيقة الواقعية ويطابقها وسيطابقها ، هذه الحقيقة التي جاءت عن طريق الإنسان ، أي كان ، وأينما كان ، وكيفما كان . ولا يستطيع المسلمون أن يصلوا إلى ما وصل إليه العلم الحديث باعتمادهم على النص فقط ؛ لأنه لو كان ذلك ممكنا ، لكان عصر الصحابة عصرا علميا تكنولوجيا بكل ما في الكلمة من معنى . لكنه التدرج في العلم الإنساني ، ثم الفتح الرباني على الإنسان ، حيث مكنه الله من الاكتشافات في أزمنة معينة ، وذلك بتوفير الأسباب الممكنة لذلك . لذلك نقول للشيخ المفتي وأمثاله : إن ما وصل إليه الإنسان في العلم الحديث هو ملك للإنسانية ، ولا يجوز أن نقول هذا عندنا وهذا عندهم . فالمفتي الذي يركب الطائرة ويسوق السيارة ويتصل بالهاتف النقال ويتواصل عبر الشبكة العنكبوتية مع كافة الأشخاص والأصقاع ، ويمارس العدد الكثير من أدوات العصر المبنية على العلم الحديث ، لا يصح له أن يفتي عن طريق الجهل بواسطة التكنولوجيا الحديثة لتوسيخ عقول شباب الأمة .
ألا يعلم أن الأرض داخل الغلاف الجوي محكومة بقانون الجاذبية ، وأن الطائرة كلما تقدمت خطوة في الجو إلا وهي المسافة نفسها على الأرض ؛ لأن خط الجاذبية هو عمودي بين الطائرة والأرض ، فكل شيء في داخل الغلاف الجوي محكوم بقانون الجاذبية . وذلك مثل عربة القطار التي تسير بسرعة على السكة . فداخل العربة ، إذا كانت حشرة طائرة تريد أن تطير من المقعد الخلفي للعربة إلى المقعد الأمامي ، فما عليها إلا أن تبذل جهدا في الطيران إلى أن تصل إلى المقعد الأمامي . ولا نقول المقعد الأمامي هو الذي يأتي إليها !!! وإذا ماتت الحشرة في الجو سقطت عموديا على النقطة التي وصلت إليها . فهذه بديهيات يعرفها الأطفال في المرحلة الابتدائية الأولى ، ولا يعرفها المفتي الذي من المفروض أنْ يَعْلَم فقه الواقع في كل المجالات التي يتكلم فيها .
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "

والله أعلم وأحكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب علينا جميعا أن نناقش موضع ما بحيادية تامة فلا نجبر الآخر بأن يكون معي في ما آراء بل نجعل لأسلوب التفكير طريقا بيننا مفتوح
ولا نجرح ذات المناقش فهو مجتهد ويشكر على اجتهادة فربما يري الموضوع بزاوية نحن لا نشاهدها .
وعندما اقول يان كروية لأرض أو دورانه غير ماهو مثبت آلان فهذا الرأى لاياتي من فراغ بل لاجتهاد أن أصبت فا أحمد الله على ذلك وإن أخطأت فالجميع يخطي .
لكن احترام رأيك لدي قاعدة أساسية للمناقشة فأتمنى أن تكون القواعد موحدة .
وشكرا
 
الأستاذ فيصل المرشدي
فهمت من عبارك:
عندما اقول بأن كروية لأرض ... غير ماهو مثبت آلان فهذا الرأى لا يأتي من فراغ بل لاجتهاد أن أصبت فا أحمد الله على ذلك وإن أخطأت فالجميع يخطي .


أنه لا بأس من الاجتهاد في مسألة كروية الأرض - على التنصيص!
بمعنى أنه إذا جاء شخص وقال أن الأرض ليست كروية وأدلتي كذا وكذا ... فلا بأس بقبول مبدأ الحوار معه. هذا رغم أننا قطعنا بكرويتها بالرؤية العيانية المُجمع عليها، وعلى نحو رتيب لا يُعلم له انفكاك إلى أجل بقائها في مستقبل الأيام.

فهل تريد أن تقول حقاً بأن الاجتهاد في مسألة كرويتها أمر لا غبار عليه؟!

إن كان هذا مرادك، فلن أستبعد أن تقبل أيضاً أن يجتهد شخص آخر بأنه 1+4 ربما لا تساوي 5!
لأنه لا فرق في وضوح هذا عن هذا.

فإن أدركت معي أن هذان الشخصان من غير العقلاء الأسوياء، فكيف تقبل منهما مقولتهما على أنها اجتهاد؟!

وفي معرض الاستدلال الأصولي، يُسمى ما هو واضح كل الوضوح - مثل هذه الأمور - بأنه (نص). وقال العلماء بما لا أعلم له خلاف:
لا اجتهاد مع النص
.

فكيف تسمح بالاجتهاد مع النص (أقصد مع الواضح بلا خلاف)؟!
 
توضيح لبيان معنى القصور الذاتي، وأنه علة بقاء الطائرة فوق موقع انطلاقها، لو لم تتقدم بدفع الهواء أو نفث الوقود.

1- دعونا نتصور طائرة هليكوبتر صعدت للأعلى فقط وأصبحت على ارتفاع 1000 متر من الأرض مثلاً، دون أن تتقدم أو تتأخر كما بالصورة المرفقة:

attachment.php

طبقاً للقائلين بسكون الأرض، فإن الطائرة ستظل فوق موقعها لأن الأرض ساكنة. وأن سكون الطائرة فوق موقع صعودها دلالة على سكون الأرض.

2- دعونا الآن نفعل نفس الشيء في مركبة فضائية، وهي مُنطلقة من الأرض، ولم تعد تراها، وأصبحت تسير في خط مستقيم وبسرعة ثابتة القيمة (1000 كم/ساعة مثلاً، بالنسبة للأرض كمرجع قياس). فإذا أخرجنا من المركبة حجراً وهي منطلقة بهذه السرعة، وراقبنا الحجر، فأين نتوقع له أن يذهب؟

attachment.php

طبقاً لإخواننا أعلى، ستبتعد المركبة عن الحجر لأن سرعتها لم تنخفض، أما الحجر فسيتباطأ ويسكن ونراه يتأخر ويتأخر مثلما نرى حجراً نرميه من نافذة سيارة ليسكن على الطريق ويتأخر عن السيارة التي تظل منطلقة. وهو نفس الشيء الذي توقعوه للطائرة التي تترك الأرض فتتأخر عنها إذا افترضوا أن الأرض تدور تحتها.

ولكن هذا ليس الحاصل.

الحاصل أن الحجر الملقى من المركبة الفضائية سيظل منطلقاً بجوارها وبنفس سرعتها، أي 1000 كم/ساعة وفي نفس اتجاه حركتها. ولو حادت المركبة وعادت إلى الأرض، سيظل الحجر منطلقاً بنفس السرعة التي كان عليها، ونفس الاتجاه، وإلى أبد الآبدين.

هذا هو قانون القصور الذاتي

وما حدث للحجر، يحدث للطائرة التي صعدت من الأرض. فلو كانت طائرة من نوع الهليكوبتر، وصعدت دون أن تتقدم، فقد تركت الأرض ولها نفس سرعة دوران الأرض. وستظل فوق الموقع الذي صعدت منه بلا أي تأخر عن الأرض مثلما حدث في حالة الحجر مع المركبة الفضائية. أما الفرق الوحيد فهو أن الطائرة ستظل قريبة من الأرض ولن تسير في خط مستقيم كالحجر بسبب جاذبية الأرض. أي أن الجاذبية دورها منحصر في الحفاظ على إرتفاع الطائرة. أما بقاء انطلاق الطائرة بنفس سرعة دوران الأرض فعائد إلى القصور الذاتي.

هذا التوضيح يتعلمه طلاب المدارس المتوسطة في كل بلاد العالم. ويتم إثباته لهم بالتجربة العملية في المعامل، ولم يعد يشك فيه أحد. واستناداً إلى قانون القصور الذاتي هذا، بالدرجة الأولى، يتم تصميم كل المتحركات التكنولوجية التي ننعم بها من سيارات وطائرات، أو نُقتل بها من قنابل ومقذوفات، والتي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعلمها عندما قال: "ألا أن القوة الرمي". وإذا لم يعلم الرامي قانون القصور الذاتي، ويُدرجه في معادلة حركة القنبلة، ورمى بها من مدفعه أو طائرته، فلربما وقعت القنبلة فوق رأسه! أو على رؤوس أهله وإخوانه!!

وإذا سأل سائل: لماذا كان هذا التصور مخالفاً لما تعود عليه الإنسان على الأرض مما يراه من تباطؤ الأشياء ثم سكونها بعد أن تُدفع للحركة وتُترك؟ فالإجابة عليه هي: أن محيط حياتنا لا يخلو من قوى احتكاك هي المسئولة عن إيقاف المتحركات. ولو انعدمت الاحتكاكات لرأينا أن كل شيء متحرك سيظل متحركاً أبد الآبدين وبلا حاجة إلى وقود. حتى الطائرة تعاني من احتكاك الهواء، فتغالبه بدفع الوقود. لهذا يرفعون الطائرات إلى 10 كم فوق الأرض حتى يكون الهواء مخلخلاً جداً، فتكون مقاومته ضعيفة، ولو جعلوا الطائرات تطير على ارتفاع 1 أو 2 أو 3 كيلومتر فقط، لكان الوقود المطلوب لمغالبة احتكاك الهواء الكثيف عندئذ، أضعاف ما تحمله الطائرة الآن، ولكان ذلك على حساب عدد المسافرين على متنها، ولارتفعت التكلفة جدا، ولزاد التلوث.

إذا عُلم كل هذا، عُلم أن حُجّة الطائرة التي ذكرها الشيخ بندر الخيبري في الفيديو السابق، حجة مدحوضة.

هذا والله تعالى أعلم.

 
أدرجت هنا مقطع فيديو لتجربة معملية، تطابق مسألة الطائرة التي تطير في أرض متحركة، وكيف أن حركة الأرض المنتظمة (القصورية) لا تؤثر على سرعة الطائرة بالنسبة للراصد من الأرض. ومن ثم تستغرق الطائرة زمن ذهاب وزمن عودة متطابقين بين موقعين على الأرض.

أما من يرصد الطائرة والأرض من خارج الأرض (مركبة فضائية بعيدة) فسوف يرى سرعة الطائرة تزداد إذا كانت في اتجاه دوران الأرض مع زيادة مسافة الطيران بالطبع، ويراها تنخفض عندما تكون معاكسة لحركة الأرض مع تقلص مسافة الطيران. ولأن زمن الطيران هو (قسمة المسافة على السرعة)، فسوف يظل زمن الذهاب مساويا لزمن العودة، لأنهما يزدادان معاً في الذهاب، ويتقلصان معاً في العودة.(الراصد من خارج الأرض بعيداً عن قبضة جاذبيتها يصبح في إطار قصوري منفصل عن الأرض، ومع ذلك تظل الفترات الزمنية هي هي من أي إطار قصوري تقليدي رُصدت، أما السرعات والمسافات فتختلف من إطار لآخر).

ويُلاحظ - في الفيديو - أن الطاولة تقابل الأرض، والمنزلق على الطاولة يقابل الطائرة، والشخصان يقابلان الموقعين على الأرض، وحركة الطاولة تقابل حركة الأرض.

<span dir="RTL">

ويُلاحظ أن التجربة قد أُجريت ثلاث مرات:
الأولى: الطاولة ساكنة ويتم الرصد من داخلها. (تقابل الأرض الساكنة)
الثانية: الطاولة متحركة بسرعة منتظمة والرصد من داخلها. (تقابل الأرض المتحركة)
الثالثة: الطاولة متحركة ... والرصد من خارجها.

ونتيجة التجربة التي تعنينا هي أنه: لا يوجد أي فرق بين الحالة الأولى والثانية. أي: بين سكون الأرض وحركتها في التأثير على رحلة الطائرة ذهاباً وعودة بين موقعين على الأرض، من حيث السرعة والمسافة والزمن.

إذا عُلم كل هذا، عُلم أن التجربة الحسية تقول الحق إذا استقرأناها وحللناها تحليلاً جيداً. وأن التجريب المعملي والطبيعي مصدر شرعي من مصادر العلم. ومن استبعده وظن أنه ليس من الدين في شيء، وأنه غير مطلوب النظر فيه، كان كالقاضي الذي يستبعد شهادة الشهود، وإن فعل ذلك، كان حاكماً بفهم مغلوط لدلالات النصوص الشرعية، لأنه يعتمد الظنون دون الوقائع.

هذا والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى