(Untitled)
*﴿انظُر كَيفَ فَضَّلنا بَعضَهُم عَلى بَعضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكبَرُ تَفضيلًا﴾ [الإسراء: ٢١]:*
١- فيها: الرضا بالمقسوم، وعدم الحزن لما فات من الدنيا؛ لقوله: {فضلنا بعضهم على بعض}؛ وله الحكمة في ذلك.
وقول الله: ﴿ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم﴾ [الأنعام: ١٦٥].
٢- تشير إلى: عوض الله لمن فاتته الدنيا؛ لقوله: {وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا}.
٣- فيها: أن المتصرف في تفاضل الناس وأمر معاشهم، هو الله وحده.
٤- فيها: إنفاق الله على خلقه جميعا؛ قال الله: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}. وفي الحديث: "يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض، فإنه لم يغض ما في يده". متفق عليه، واللفظ لمسلم.
٥- فيها: حلم الله؛ لقوله: {فضلنا بعضهم على بعض}: يعني الكافر والمؤمن. وقول النبي: "ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله؛ يدّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم". متفق عليه.
٦- فيها: تشريف للنبي - صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: {أنظر}؛ فخصه بالخطاب.
٧- تشير إلى: علو الهمة والاجتهاد في أمر الآخرة؛ لقوله: {والآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا}. وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: "إني أكره الرجل يمشي سبهللا؛ لا في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة".
٨- فيها: أن دين الإسلام، ينافي الاشتراكية ولا يقرها بحال؛ لقوله: {فضلنا بعضهم على بعض}؛ فهذا قضاء رباني. وقد عجزوا أن يجعلوا الناس سواء كما زعموا.
٩- تشير إلى: ما في الجنة؛ لقوله: {أكبر درجات}.
وقول الله: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}". متفق عليه.
١٢- تفيد: أن الجنة "درجات". وعليه حمل: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}: يريد: منازلهم واختلاف درجاتهم؛ وإلا فلن يدخلوها إلا برحمة الله.
كما أن النار "دركات" (١)؛ وعليه حمل:﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار﴾ [النساء: ١٤٥]؛ فهم دركات في الكفر؛ كما قال: ﴿ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا﴾ [مريم: ٦٩]. ﴿وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها﴾ [الأنعام: ١٢٣].
١٢- تفيد: الاستدلال باختلاف أحوال الناس في الدنيا، على اختلافهم في الآخرة؛ لقوله: {أنظر}.
وفائدته:
أنه يغري النفس ويشحذ العقل ويعلي الهمة لبلوغ أعلى درجات الآخرة.
ووجه هذا: أنهم، إذا كانوا لا يملكون أصل قسمة المعاش والجاه في الدنيا، إلا أنهم يملكون السعي للآخرة. وفي الأثر: "المرء حيث يضع نفسه".
قال البقاعي في النظم: ثم أمر بالنظر في عطائه هذا؛ على وجه مرغب في الآخرة؛ مزهد في الدنيا؛ فقال تعالى - آمرا بالاعتبار: ﴿انظر﴾.
..................
(١): قال ابن كثير في تفسيره: أي: ولتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من الدنيا؛ فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلى ونعيمها وسرورها، ثم أهل الدركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون، فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض.
*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة.*
- قناة: معاني وغريب القرآن:
https://t.me/abd1442
- قناة: هدايات الكتاب العزيز:
t.me
أو انضم إلى مجموعتي في واتساب:
WhatsApp Group Invite
bit.ly