عبدالكريم عزيز
New member
تُشكل مفردة (الأمي) عند عدد من الناس إشكالا مصطلحيا ؛ وذلك راجع لكون هذا المصطلح أصبح معروفا وشائعا بدلالته المعاصرة في زمننا الذي يتسم بالقراءة والكتابة على أوسع نطاق .
أما قبل زمن النبوة فالأمر يختلف ، حيث لا توجد الكتابة والقراءة إلا عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى . يقرؤون التوراة والإنجيل ويكتبونه . وما عداهم فهم الأميون .
يقول تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾[البقرة:78] . جاء في تفسير الطبري (ت:310هـ) قول السلف كالآتي :
- عن أبي العالية وأبي الربيع : وَمِنْهُمْ أُمّيُونَ يعني من اليهود .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أناس من يهود .
- عن إبراهيم : { وَمِنْهُمْ أُمّيُونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ } قال : منهم من لا يحسن أن يكتب .
- عن ابن زيد في قوله : { ومِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أميون لا يقرءون الكتاب من اليهود .
- عن ابن عباس : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : الأميون قوم لم يصدّقوا رسولاً أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله ، فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال : هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّهِ . وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ، ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله .
- عن قتادة قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتاب } يقول : لا يعلمون الكتاب ولا يدرون ما فيه .
- عن ابن عباس وأبي العالية : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتابَ } قال : لا يدرون بما فيه .
- عن ابن زيد : { لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ } لا يعلمون شيئا ، لا يقرءون ، التوراة ليست تستظهر إنما تقرأ هكذا ، فإذا لم يكتب أحدهم لم يستطع أن يقرأ .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاّ أمانِيّ } قال : أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا ، وكانوا يتكلمون بالظنّ بغير ما في كتاب الله ، ويقولون هو من الكتاب ، أمانيّ يتمنونها .
من خلال ما تقدم نستنتج أن من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى - ويُمثلهم في هذه الآية اليهود - أميين ، وأن الأمية تتجلى في كونهم ﴿لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ . أي أن الأمية تتعلق بعدم معرفة الكتب السماوية السابقة . فكل من لا يعرف الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل ولا يفهم محتواها فهو أمي ، حتى ولو كان يعرف القراءة والكتابة كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنه .
يتبع ...
أما قبل زمن النبوة فالأمر يختلف ، حيث لا توجد الكتابة والقراءة إلا عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى . يقرؤون التوراة والإنجيل ويكتبونه . وما عداهم فهم الأميون .
يقول تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾[البقرة:78] . جاء في تفسير الطبري (ت:310هـ) قول السلف كالآتي :
- عن أبي العالية وأبي الربيع : وَمِنْهُمْ أُمّيُونَ يعني من اليهود .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أناس من يهود .
- عن إبراهيم : { وَمِنْهُمْ أُمّيُونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ } قال : منهم من لا يحسن أن يكتب .
- عن ابن زيد في قوله : { ومِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أميون لا يقرءون الكتاب من اليهود .
- عن ابن عباس : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : الأميون قوم لم يصدّقوا رسولاً أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله ، فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال : هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّهِ . وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ، ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله .
- عن قتادة قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتاب } يقول : لا يعلمون الكتاب ولا يدرون ما فيه .
- عن ابن عباس وأبي العالية : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتابَ } قال : لا يدرون بما فيه .
- عن ابن زيد : { لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ } لا يعلمون شيئا ، لا يقرءون ، التوراة ليست تستظهر إنما تقرأ هكذا ، فإذا لم يكتب أحدهم لم يستطع أن يقرأ .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاّ أمانِيّ } قال : أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا ، وكانوا يتكلمون بالظنّ بغير ما في كتاب الله ، ويقولون هو من الكتاب ، أمانيّ يتمنونها .
من خلال ما تقدم نستنتج أن من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى - ويُمثلهم في هذه الآية اليهود - أميين ، وأن الأمية تتجلى في كونهم ﴿لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ . أي أن الأمية تتعلق بعدم معرفة الكتب السماوية السابقة . فكل من لا يعرف الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل ولا يفهم محتواها فهو أمي ، حتى ولو كان يعرف القراءة والكتابة كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنه .
يتبع ...