مصطلح (الأمي) في القرآن الكريم

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
تُشكل مفردة (الأمي) عند عدد من الناس إشكالا مصطلحيا ؛ وذلك راجع لكون هذا المصطلح أصبح معروفا وشائعا بدلالته المعاصرة في زمننا الذي يتسم بالقراءة والكتابة على أوسع نطاق .
أما قبل زمن النبوة فالأمر يختلف ، حيث لا توجد الكتابة والقراءة إلا عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى . يقرؤون التوراة والإنجيل ويكتبونه . وما عداهم فهم الأميون .
يقول تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾[البقرة:78] . جاء في تفسير الطبري (ت:310هـ) قول السلف كالآتي :
- عن أبي العالية وأبي الربيع : وَمِنْهُمْ أُمّيُونَ يعني من اليهود .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أناس من يهود .
- عن إبراهيم : { وَمِنْهُمْ أُمّيُونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ } قال : منهم من لا يحسن أن يكتب .
- عن ابن زيد في قوله : { ومِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أميون لا يقرءون الكتاب من اليهود .
- عن ابن عباس : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : الأميون قوم لم يصدّقوا رسولاً أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله ، فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال : هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّهِ . وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ، ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله .
- عن قتادة قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتاب } يقول : لا يعلمون الكتاب ولا يدرون ما فيه .
- عن ابن عباس وأبي العالية : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتابَ } قال : لا يدرون بما فيه .
- عن ابن زيد : { لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ } لا يعلمون شيئا ، لا يقرءون ، التوراة ليست تستظهر إنما تقرأ هكذا ، فإذا لم يكتب أحدهم لم يستطع أن يقرأ .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاّ أمانِيّ } قال : أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا ، وكانوا يتكلمون بالظنّ بغير ما في كتاب الله ، ويقولون هو من الكتاب ، أمانيّ يتمنونها .
من خلال ما تقدم نستنتج أن من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى - ويُمثلهم في هذه الآية اليهود - أميين ، وأن الأمية تتجلى في كونهم ﴿لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ . أي أن الأمية تتعلق بعدم معرفة الكتب السماوية السابقة . فكل من لا يعرف الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل ولا يفهم محتواها فهو أمي ، حتى ولو كان يعرف القراءة والكتابة كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنه .

يتبع ...
 
الشائع عن مفهوم الأمية أنها تعني الجهل بالقراءة والكتابة إلا أن هذا المعنى غير دقيق إذ يخضع مفهوم الأمية في الغالب للنسبية فإذا كان الإنسان عالما في مجال وجاهلا في مجال آخر أطلق عليه أمي في هذا المجال فهناك أمية في مجال الحاسوب وأمية سياسية وغيرها وقد استعمل القران معنى الأمية بالنسبة للوحي فالذين لم ينزل إليهم كتاب من السماء أطلق عليهم الأميين في مقابل اهل الكتاب وهم الذين نزل إليهم كتابا من السماء فالناس في عصر البعثة أميون وأهل كتاب " فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران وقوله تعالى " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) (الجمعة) وقد شرحت الآية الأخرى معنى الأمية بقوله تعالى " وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) سبأ وسمى سيدنا محمد
slah.png
بالنبي الأمي لأنه بعث من الأميين لا لكونه لا يعرف القراءة والكتابة وان كان عدم معرفته بالقراءة والكتابة ثابتة في حقه قبل البعثة بدليل آخر هو قوله تعالى "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت, أما بعد البعثة فالذي نؤمن به انه
slah.png
قد عرف القراءة والكتابة بعد تحقق المعجزة يقول أبو الوليد الباجي : إن الله علم نبيه القراءة والكتابة بعد تحقق معجزة الأمية ،
نعود إلي الآية فقوله تعالي" ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون " واللافت للنظر هنا في الآية أن الله أطلق على فريق من أهل الكتاب لفظ أميين " ومنهم أميون " وكان ذلك على سبيل الذم رغم أنهم من أهل الكتاب وهو اللفظ الذي يأتي مقابلا للاميين في القران وحتى يتجلي المعني هنا لابد من التأمل في ما سبقها من آيات فما سبقها من آيات وهو قوله تعالى : أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) البقرة , فهذه الآية تتحدث عن الفريق الأول من أهل الكتاب, وهم النخب المثقفة والعالمة بالكتاب , وبينت فسادهم المتمثل في تحريف الكتاب وتحدث القرآن عن نوعين من التحريف تحريف عن مواضعه أي بالزيادة والنقصان في ألفاظ الكتاب وتحريف من بعد مواضعه وهو الخروج عن حكمه بالتأويل الفاسد، أما الفريق الآخر الذي تتحدث عنه الآية التي معنا فهم الدهماء والعوام فهم بالنسبة للكتاب جهلة به ومن ثم فقد أطلق عليهم لفظ الأميين وتتحدث الآية عن فساد هؤلاء العوام ولا يتصور ان يكون فسادهم هو تحريف الكتاب سواء من بعد مواضعه او عن مواضعه فذلك شأن الحاذق العالم بالكتاب وشان النخب المثقفة بعد أن استشرى فيها الفساد وزاغت بهم الأهواء ولكن فساد العوام تمثل في أن الدين تحول عندهم إلى أماني وظنون فبدلا من أن يتبعوا العلماء ويردوا ما اختلفوا فيه من الكتاب إلى أولى العلم منهم حولوا الدين إلى أماني وظنون , فأصبح ما عندهم من الدين أماني يتمنونها ,وتجول صورها في خيالاتهم ، وهذه الصور هي كل ما عندهم من العلم بدينهم ، وما هم على بينة منها ، وإنما هي ظنون يلهون بها ، وهذا هو محل الذم لا مجرد كونهم أميين ، فإن الأمي قد يتلقى العلم عن العلماء الثقات ويعقله عنهم بدليله فيكون علمه صحيحا ، وهؤلاء لم يكونوا كذلك .
 
أحسن الله إليكما وفتح عليكما من أنوار علمه وسددكما في فهم كتابه إنه هو الفتاح العليم
 
أظن أن من الخطأ حمل دلالة كلمة (أمي) على أصل واحد، فكثير من الألفاظ في القرآن الكريم تشترك في اللفظ وتختلف في المعنى، وهذا ما يسمى: " المشترك اللفظي ".

انظر أمثلة عليها هنا
من المشترك اللفظي في القرآن | اسلاميات

وأدعو إلى تأمل كلمة (مولى) وما اشتق منها في القرآن الكريم، فهي تدل على الله تبارك اسمه، وتدل أيضاً على العبد.. إلخ.

ومن حكمة الله البالغة أن التعبير القرآني واضح جلي لا لبس فيه، " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ".

ومن الغريب أن أكثر خصوم القرآن الكريم من منصرين وملحدين ومستشرقين وعلمانيين لا يألون جهداً في إثبات أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يستطيع قراءة الكتب قبل النبوة، بل خصصوا صفحات إنترنت وأبحاثاً تؤيد ذلك، وهي ((المكرمة)) الوحيدة التي أجمعوا على إثباتها له صلوات ربي وسلامه عليه.

فتأمل ما أكدته صفحة (خرافة أمية محمد): " أجمعت المصادر ان محمدا تعلم التجارة بين اليمن والشام على يد عمه. ولما برع فيها استخدمته خديجة بنت خويلد في تجارتها، " ثم خرج على تجارة خديجة، التي كانت قيمتها تعادل قيمة تجارة قريش مجتمعة. اي انه كان يخرج على نصف تجارة قريش كلها". تجارة كهذه تحتاج الى الحساب الدقيق والحساب الكبير يحتاج الى تدوين. من هذا الوجه، هذا دليل أول على ان محمدا لم يكن اميا. ومن وجه آخر، هذه الرحلات المتواصله الغنية بين اليمن والشام، كانت سبب اتصالات ماليه وثقافية نادرة، سمحت لمحمد الحنيف اللقاء بالمفكرين وعلماء الدين ".
وجاء في مقدمة تلك الصفحة التي كتبها المدعو (الشيخ المقدسي)، " الأمية نقصٌ يتنَزه عنه عوام الناس. فكيف ينسبونها إلى افضل خلق الله بحسب التعبير الإسلامي ؟ ".

ومن الملاحَظ أنه لا يكاد يخلو واحد من العلمانيين إلا وحشد الأدلة على عدم أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذل أقصى جهد لإثبات معرفته بالقراءة والكتابة قبل نزول الوحي، موافقين بذلك سلفهم المستشرقين في تلك الدعوى.
انظر التعريف بأبرز المستشرقين الذين قالوا بذلك في كتاب دفاع عن محمد ضد منتقديه، د. عبدالرحمن بدوي، ص13-16.
وذكر د. أحمد الطعان في كتابه: العلمانيون والقرآن الكريم: أنَّ كل العلمانيين الذين قرأ لهم مجمعون على معرفة النبي صلى الله عليه وسلم للقراءة والكتابة، وعلى أن لفظ (أمي) في القرآن لا يعني عدم معرفة القراءة والكتابة، وإنما يعني غير الكتابي. وأحال إلى: عبد المجيد الشرفي، الإسلام بين الرسالة والتاريخ، ص25. وأحمد شحلان، مفهوم الأمية في القرآن، مجلة كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، 1977م، ص103. والصادق النيهوم، إسلام ضد إسلام، ص98. وطيب تيزيني، النص القرآني أمام إشكالية البنية القراءة، ص295. ونصر حامد أبو زيد، مفهوم النص، ص75. ورشيد الخيون، جدل التنزيل، ص79. وهشام جعيط، الوحي والقرآن، ص42. وسيد القمني، حروب دولة الرسول، ص33.

منها ما زعم محمد عابد الجابري في كتابه مدخل إلى القرآن الكريم أنَّ كلمة (أمي) معناها: " من غير اليهود "، ثم شرع يستعرض الآيات التي ورد فيها لفظ (أميين)، ويُسقطها على العرب.
لكن الحق الذي بيَّنه شيخ المفسرين وإمام اللغة محمد بن جرير الطبري هو أن معهود كلام العرب يأبى تلك الدعوى؛ فبعد أن نقل تأويل بعضهم للأمية بعدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: " وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يُعرف من كلام العرب المستفيض بينهم، وذلك أن (الأمي) عند العرب: هو الذي لا يكتب.. وأرى أنه قيل للأمي: (أمي) ـ نسبةً له بأنه لا يكتب ـ إلى أمِّهِ؛ لأن الكتاب كان في الرجال دون النساء، فنُسِبَ مَن لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمِّهِ في جهله بالكتابة، دون أبيه ".

وانظر قوله تعالى: " وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " [الفرقان: 5].
ووجه الدلالة أن المشركين شاهدوا صحفاً مكتوب عليها آيات من القرآن الكريم، وقالوا: " اكْتَتَبَهَا " ولم يقولوا: " كتبها "، لأنهم يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمي لا يكتب، بل يأمر غيره بالكتابة.
قال الزمخشري: " والمعنى‏:‏ اكتتبها كاتب له؛ لأنه كان أمياً لا يكتب بيده، وذلك من تمام إعجازه ".

مسألة (ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يعرف القراءة والكتابة) تختلف عن مسألة (نفي أمية محمد صلى الله عليه وسلم).
فالأولى تتنازعها الأدلة وتختلف فيها أقوال العلماء والترجيح بينها صعب، أما الثانية فمآلها خطير!
 
فضيلة السيد الدكتور عبدالرحيم الشريف سدده الله
شكر الله لكم لما تفضلتم به وأعتقد بأن صاحب المنشور اولى بأن يبدا بالرد ولكن أحببت الإدلاء بجانب قبل أن يغيب عن ذهني.

أولاً: أعتقد بأن دراستنا وتحليلنا لتلك القضايا يجب أن يكون معزولاً تماماً عن التأثر بشبهات أعداء الإسلام لأن ذلك قد يجعلنا نميل للعمل على إثبات (ما نراه) يخالف قولهم فنمعن في إثبات أمية الرسول بالكلية هرباً من الشبهة كأحد الإخوة الذي أنكر أن قول النبي صلى الله عليه وسلم (الف حرف ولام حرف ..) يقصد به الحرف ذاته استناداً إلى أن النبي لا يعرف الحروف فعمد إلى إنكار الواضح المباشر الدلالة في سبيل إثبات الأمية للنبي صلى الله عليه وسلم من المهد إلى اللحد.
وعليه فينبغي على الدارسين والباحثين استحضار ذلك الحياد قبل البدء في طرح وتحليل القضية والنظر في الأدلة وقوتها والوصول لترجيح تبرأ به الذمة بمعزل تام عما يقول الطاعنين والمشككين.

ثانياً : أن دلائل الإعجاز في النص القرآني وأن بشراً أياً كان علمه لا يستطيع الإتيان بمثله هي دلائل كثيرة لا حصر لها وأخص بذلك العجائب العددية والإحصائية التي تثبت وجود نسق دقيق مترابط عددياً لا يتأتَّى لو فقد من المصحف حرف واحد ، إلا أن كثيراً من المشتغلين بالنظر في كتاب الله وتفسيره ينسبونها للتكلف ولا يعتدون بها إما لتشبثهم بالمنهج التقليدي وعدم ايمانهم بتجدد الصور الإعجازية في القرآن أو لجهلهم بمعطيات هذه الدلائل والناسُ أعداءٌ لِما يجهلون.

فوجب التنبيه على ذلك والله ولي التوفيق
 
الأفاضل : عبد الحميد وعدنان وعبد الرحيم
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ورزقنا وإياكم التوفيق والسداد .
فهذه محاولة لتتبع مصطلح (الأمي) في القرآن الكريم بغض النظر عن كل الأحكام المسبقة في الموضوع . وهي منهجية تجريبية لعلنا نصل بها إلى نتيجة ما . وأظن أن ذلك من حق طالب العلم الذي يبحث عن الحقيقة القرآنية . فالمرجو أن نتتبع البحث خطوة خطوة كأننا نتطرق إليه لأول مرة . والله المستعان .
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
 
نُذَكِّرُ بالاستنتاج السابق : إن الأمية تتعلق بعدم معرفة الكتب السماوية السابقة . فكل من لا يعرف الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل ولا يفهم محتواها فهو أمي ، حتى ولو كان يعرف القراءة والكتابة كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنه .

وإذا تصفحنا التفاسير قبل الإمام الطبري نجد معنى الأمية يتعلق بعدم قراءة أو كتابة الكتب السماوية السابقة . يقول مقاتل (ت:150هـ) : " { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني } ، يقول : من اليهود من لا يقرأ التوراة إلا أن يحدثهم عنها رءوس اليهود ، { وإن هم إلا يظنون } في غير يقين ما يستيقنون به ، فإن كذبوا رءوس اليهود أو صدقوا تابعوهم باعترافهم ، فليس لهم بالتوراة علم إلا ما حُدثوا عنها " .
لكن الإمام الطبري في تفسيره يخرج بتعريف جديد للأمية رادا كلام ابن عباس رضي الله عنه في كون الأمية قد تكون مع معرفة الكتابة . ونعود إلى النص كما جاء في تفسير الطبري :
" قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : الأميون قوم لم يصدّقوا رسولاً أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله ، فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال : هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّهِ . وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ، ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله .
وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم ، وذلك أن الأميّ عند العرب هو الذي لا يكتب . قال أبو جعفر : وأرى أنه قيل للأمي أمي نسبة له بأنه لا يكتب إلى أمه ، لأن الكتاب كان في الرجال دون النساء ، فنسب من لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتابة دون أبيه كما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : «إنّا أمّةٌ أُمّيّةٌ لا نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ » وكما قال : { هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الامّيَينَ رَسُولاً مِنْهُمْ } فإذا كان معنى الأمي في كلام العرب ما وصفنا ، فالذي هو أولى بتأويل الآية ما قاله النخعي من أن معنى قوله : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } : ومنهم من لا يحسن أن يكتب " .
والسؤال الآن هو : على ماذا اعتمد الطبري في رد ما قاله ابن عباس رضي الله عنه .
1 – اعتمد على كلام العرب في بيان أن مفردة أمي تعني الذي لا يكتب .
2 - ذكر بصيغة التضعيف قوله : " قيل للأمي أمي نسبة له بأنه لا يكتب إلى أمه ، لأن الكتاب كان في الرجال دون النساء ، فنسب من لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتابة دون أبيه .
3 – اعتمد على الحديث الصحيح : « إنّا أمّةٌ أُمّيّةٌ لا نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ » .

يتبع ...
 
السلام عليكم
أشكر الإخوة الفضلاء على هذا النقاش في موضوع قديم يتجدد ولي فيه رأي أحسبه ساعدني على فهم الآيات التي ورد فيها لفظ "أمي" وملخصه أن كلمة أمي ليست مفردة بل هي مصطلح، فالأميون هي تعريب لـ"ـالأمميون" وهو المصطلح الذي أطلقه أهل الكتاب (اليهود وتبعهم النصارى) على غيرهم من الناس ومنهم بنو إسماعيل. فقوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم) أي في بني إسماعيل. وقول الدجال في صحيح مسلم : فهل ظهر نبي الأمييين؟ أي النبي من غير بني إسرائيل.
وقوله تعالى مادحا مؤمني أهل الكتاب :"الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل" أي برغم أنهم من أهل الكتاب فإنهم مؤمنون صالحون مستحقون للثناء لاتباعهم نبيا من الأممين من غير قومهم لأنهم لم يتعصبوا للقوم بل لرسالات الله تعالى وهو مقتضى الإيمان.
وأما قول الفراء إن "الأمي" هو نسبة إلى "أم القرى" فبرغم جوازه لغة إلا أنه يبعد من مقارنة اسيقة ورود المصطلح "أمي"
وهذا الفهم لكلمة "أمي" على أنها مصطلح اجتماعي معروف للعرب إبان نزول القرآن وأنه صياغة مبسطة لمفردة "أممي" يسهّل فهم كل مرات ورود كلمة أمّي في القرآن العظيم باستثناء آية واحدة هي قوله تعالى "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني" التي اختلفت كلمات التفسير فيها بسبب أن الآية تفسر كلمة أمي بكونهم لا يعلمون الكتاب إلا أماني لولا غموض كلمة "أماني" نفسها. ولو فسرناها بنفس معنى المصطلح لعنت لنا "ومنهم المتهودون المنحدرون من قبائل عربية" فكان لذلك من صفاتهم أنهم "لا يعلمون الكتاب إلا أماني" وهذا وإن كان مرجوحا لكنه ممكن.
وما أورده الأخ عبدالكريم عن ابن عباس يبدو مستبعدا في ضوء سياق الآية وهو على أية حال رواية عنه.
وغير مستبعد أن تكون كلمة "أمي" قد كانت صعبة التفسير على اوائل المفسرين بسبب كونها متعددة المعاني ولا أذكر أن أقدم كتاب وصل إلينا في الأشباه والنظائر وهو كتاب هارون الأعور رحمه الله قد تعرض لها - إن صدقتني ذاكرتي- وقد صدر قبل ثلاثين سنة.
وجائز أيضا أن تكون الكلمة مصطلحا (بمعنى أممي) وأنها استُعملت بمعناها اللغوي في آية (ومنهم أميون).
وفهم الآية بهذا المعنى لا علاقة لازمة بينه وبين قضية معرفة النبي عليه الصلاة والسلام بالقراءة والكتابة التي قال بها من علماء الإسلام أبو الوليد الباجي وغيره فيما أذكر والتي تخالف القول المشهور بينهم لأنهم عدوا من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لا يقرأ ولا يكتب واحتجوا بقوله تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون). وفي رأيي أن هذه المسألة أخص بعلم السيرة النبوية منها بعلم التفسير.
والله أعلم
 
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ". رواه البخاري ومسلم
دليل صريح في معنى الأمية
 
انظر الحديث الذي جاء في مسند الإمام أحمد:
( خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا كالمودِّعِ فقالَ : أَنا مُحمَّدٌ النَّبيُّ الأمِّيُّ ، أَنا مُحمَّدٌ النَّبيُّ الأمِّيُّثلاثًا ولا نبيَّ بَعدي ، أوتيتُ فواتحَ الكَلِمِ وجوامعَهُ ، وخواتمَهُ ، وعَلِمْتُ كم خزنةُ النَّارِ وحَملةُ العرشِ ، وتُجوِّزَ بي ، وعوفِيتُ ، وعوفيَتْ أمَّتي ، فاسمَعوا وأَطيعوا ما دمتُ فيكُم ، فإذا ذُهِبَ بي ، فعليكُم بِكِتابِ اللَّهِ ، أحلُّوا حلالَهُ ، وحرِّموا حرامَهُ).
وحديث:
(أقبل رجلٌ حتى جلس بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ عندَهُ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! أما السلامُ عليك فقد عرفناهُ ، فكيف نُصلِّي عليك إذا نحنُ صلَّينا عليكَ في صلاتنا صلَّى اللهُ عليكَ ؟ قال : فصمت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى أحببنا أنَّ الرجلَ لم يسألْهُ ، ثم قال : إذا أنتم صلَّيتم عليَّ فقولوا : اللهمَّ صلِّ على محمدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ وعلى آلِ محمدٍ ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ ، وبارِكْ على محمدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ وعلى آلِ محمدٍ ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ).
وحديث:
(ليلةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ودخل الجنةَ فسمع من جانبِها وجسًا قال : يا جبريلُ ما هذا قال : هذا بلالٌ المؤذِّنُ فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين جاء إلى الناسِ : قد أَفْلَحَ بلالٌ رأيتُ له كذا وكذا قال : فلَقِيَهُ موسَى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَرَحَّبَ به وقال : مرحبًا بالنبيِّ الأميِّ قال : فقال وهوَ رجلٌ آدمُ طويلٌ سَبْطٌ شَعْرُهُ مع أذنيه أو فوقَهما فقال : مَن هذا يا جبريلُ قال : هذا موسَى عليه السلامُ قال : فمضَى فلقيهُ عيسَى فرحَّبَ به وقال : من هذا يا جبريلُ قال : هذا عيسَى قال : فمضى فلقيَهُ شيخٌ جليلٌ مُهيبٌ فرحَّبَ به وسلَّمَ عليه وكُلُّهم يُسلِّمُ عليه قال : من هذا يا جبريلُ قال : هذا أبوكَ إبراهيمُ قال : فنظر في النارِ فإذا قومٌ يأكلون الِجيفَ فقال : من هؤلاء يا جبريلُ قال : هؤلاء الذين يأكلونَ لحومَ الناسِ ورأى رجلًا أحمرَ أزرقَ جَعْدًا شَعْثًا إذا رأيته قال : من هذا يا جبريلُ قال : هذا عاقرُ الناقةِ قال : فلمَّا دخل النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المسجدَ الأقصَى قام يُصلِّي فالتفتَ ثم التفتَ فإذا النبيونَ أجمعونَ يُصلونَ معه فلما انصرف جِيءَ بقَدَحَيْنِ أحدِهما عن اليمينِ والآخرُ عن الشمالِ في أحدِهما لبنٌ وفي الآخرِ عسلٌ فأخذ اللبنَ فشرب منه فقال الذي كان معه القَدَحُ : أصبتَ الفِطْرَةَ).
وحديث:
(إذا جمعَ اللَّهُ الأولينَ والآخِرينَ فقَضى بينَهم وفَرغَ مِن القَضاءِ بينَهم قالَ المؤمنونَ قد قُضيَ بينَنا فنريد مَن يشفعُ لنا إلى ربِّنا انطلِقوا بنا إلى آدمَ فإنَّه أبونا وخلقَه اللَّهَ بيدِه وكلَّمَه فيأتونَه فيكلمونه أن يشفع لهم فيقولُ عليكم بنوحٍ فيأتونَ نوحًا فيدلُّهم علَى إبراهيمَ فيَأتونَ إبراهيمَ فيدلُّهم علَى موسَى فيأتونَ موسَى فيدلُّهم علَى عيسَى فيَأتونَ عيسَى فيقولُ أدلُّكم علَى النَّبيِّ الأميِّ فيَأتوني فيأذَنُ اللَّهُ لي أن أقومَ فيَثورُ مَجلِسي مِن أطيَبِ ريحٍ شمَّها أحدٌ حتَّى آتيَ ربِّي تبارَكَ وتعالى فيُشَفِّعَني ويجعلَ لي نورًا مِن شَعرِ رأسي إلى ظُفرِ قدَمي ثُمَّ يقولُ الكفَّارُ هذا قد وجدَ المؤمِنونَ مَن شفعَ لهم فَمَن يشفَعُ لنا فيقولونَ : ما هو غيرُ إبليسَ هو الَّذي أضلَّنا فيأتونه فيقومُ فَيثورُ مجلِسُه أنتَنَ ريحٍ يَشمَّها أحدٌ ثمَّ يُورِدُهم جهنَّمَ ويقولُ عندَ ذلكَ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأخْلَفْتُكُمْ إلى آخرِ الآيةِ).

ولا حاجة لبيان وجه الاستشهاد من كل حديث فذلك بين.
 
يقول تعالى : ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ﴾[آل عمران:20] .
يقول الطبري في تفسير الآية : " يعني بذلك جلّ ثناؤه : وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى ، والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب أأسلمتم ؟ " .
بينما في تفسير قوله تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾[البقرة:78] . وردا على أقوال السلف يقول - رحمه الله - : " وذلك أن الأميّ عند العرب هو الذي لا يكتب " .
إن هذا التناقض الصريح في عدم ضبط المصطلح لدى الإمام الطبري راجع إلى الاعتماد الكلي على الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنا أمة أمية : لا نكتب ولا نحسب ، الشهر : هكذا وهكذا ، يعني مرة تسعة وعشرين ، ومرة ثلاثين » : " قال أبو جعفر : يعني بالأميين : الذين لا يكتبون ولا يقرءون ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إِنّا أُمّةٌ أُمّيّةٌ لا نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ » يقال منه رجل أميّ بيّن الأمية " .
فإذا كان ذلك كذلك فإننا نرجح أن الحديث لم يُفهم على الوجه الصحيح ِ، كما فهمه غيره من العلماء . يقول ابن تيمية (ت:728هـ) : " " فَوَصَفَ هذه الأمة ، بترك الكتاب والحساب ، الذي يفعله غيرها من الأمم في أوقات عباداتهم وأعيادهم ، وأحالها على الرؤية " . وعقب – رحمه الله – على ذلك بقوله : " وهذا: دليل على ما أجمع عليه المسلمون- إلا من شذ من بعض المتأخرين المخالفين المسبوقين بالإجماع- من أن مواقيت الصوم والفطر والنسك إنما تقام بالرؤية عند إمكانها، لا بالكتاب والحساب، الذي تسلكه الأعاجم من الروم والفرس، والقبط، والهند، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى " . فالحديث بهذا المعنى ينفي عن الأميين - والرسول صلى الله عليه وسلم منهم - استعمال الكتاب والحساب كما يفعله غيرهم من الأمم وخاصة اليهود والنصارى منهم . وكما أن أهل الكتاب يكتبون كتبهم ويقرؤونها فإنهم عُرفوا باستعمال حساب الجمَّل . وأستعين هنا بحديث ضعيف ، يمكن أن نستفيد منه كوثيقة تاريخية تؤكد هذا النوع من الحساب . جاء في تفسير ابن كثير حديث ضعيف عن جابر بن عبد الله بن رئاب ، قال : مر أبو ياسر بن أخطب ، في رجال من يهود ، برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة : {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه [هدى للمتقين] } [البقرة: 1، 2] فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود ، فقال : تعلمون -والله- لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل الله عليه : {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} فقال : أنت سمعته ؟ قال : نعم . قال : فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا : يا محمد ، ألم يذكر أنك تتلو فيما أنزل الله عليك : {الم * ذلك الكتاب لا [ريب] } ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بلى" . فقالوا : جاءك بهذا جبريل من عند الله ؟ فقال : "نعم". قالوا : لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك . فقام حيي بن أخطب ، وأقبل على من كان معه ، فقال لهم : الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون سنة ، أفتدخلون في دين نبي ، إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة ؟ ... " .
فرغم ضعف الحديث فإن له دلالة تاريخية تؤكد أن اليهود عُرفوا بهذا النوع من الحساب الذي لا تعرفه العرب . فالعرب لا يكتبون الكتب السماوية كاليهود والنصارى ولا يحسبون النجوم ولا يحسبون الحروف . وهذا داخل في معنى أمية العرب .
والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
لم أفهم أين التناقض في كلام الإمام الطبري.
تخصيص المعنى دون المعنى الأشمل في نفس دائرة ذاك المعنى وارد وموجود.
 
يقول تعالى : ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ﴾[آل عمران:20] .
يقول الطبري في تفسير الآية : " يعني بذلك جلّ ثناؤه : وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى ، والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب أأسلمتم ؟ " .
بينما في تفسير قوله تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾[البقرة:78] . وردا على أقوال السلف يقول - رحمه الله - : " وذلك أن الأميّ عند العرب هو الذي لا يكتب " .
إن هذا التناقض الصريح في عدم ضبط المصطلح لدى الإمام الطبري راجع إلى الاعتماد الكلي على الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنا أمة أمية : لا نكتب ولا نحسب ، الشهر : هكذا وهكذا ، يعني مرة تسعة وعشرين ، ومرة ثلاثين » : " قال أبو جعفر : يعني بالأميين : الذين لا يكتبون ولا يقرءون ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إِنّا أُمّةٌ أُمّيّةٌ لا نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ » يقال منه رجل أميّ بيّن الأمية " .
فإذا كان ذلك كذلك فإننا نرجح أن الحديث لم يُفهم على الوجه الصحيح ِ، كما فهمه غيره من العلماء . يقول ابن تيمية (ت:728هـ) : " " فَوَصَفَ هذه الأمة ، بترك الكتاب والحساب ، الذي يفعله غيرها من الأمم في أوقات عباداتهم وأعيادهم ، وأحالها على الرؤية " . وعقب – رحمه الله – على ذلك بقوله : " وهذا: دليل على ما أجمع عليه المسلمون- إلا من شذ من بعض المتأخرين المخالفين المسبوقين بالإجماع- من أن مواقيت الصوم والفطر والنسك إنما تقام بالرؤية عند إمكانها، لا بالكتاب والحساب، الذي تسلكه الأعاجم من الروم والفرس، والقبط، والهند، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى " . فالحديث بهذا المعنى ينفي عن الأميين - والرسول صلى الله عليه وسلم منهم - استعمال الكتاب والحساب كما يفعله غيرهم من الأمم وخاصة اليهود والنصارى منهم . وكما أن أهل الكتاب يكتبون كتبهم ويقرؤونها فإنهم عُرفوا باستعمال حساب الجمَّل . وأستعين هنا بحديث ضعيف ، يمكن أن نستفيد منه كوثيقة تاريخية تؤكد هذا النوع من الحساب . جاء في تفسير ابن كثير حديث ضعيف عن جابر بن عبد الله بن رئاب ، قال : مر أبو ياسر بن أخطب ، في رجال من يهود ، برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة : {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه [هدى للمتقين] } [البقرة: 1، 2] فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود ، فقال : تعلمون -والله- لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل الله عليه : {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} فقال : أنت سمعته ؟ قال : نعم . قال : فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا : يا محمد ، ألم يذكر أنك تتلو فيما أنزل الله عليك : {الم * ذلك الكتاب لا [ريب] } ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بلى" . فقالوا : جاءك بهذا جبريل من عند الله ؟ فقال : "نعم". قالوا : لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك . فقام حيي بن أخطب ، وأقبل على من كان معه ، فقال لهم : الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون سنة ، أفتدخلون في دين نبي ، إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة ؟ ... " .
فرغم ضعف الحديث فإن له دلالة تاريخية تؤكد أن اليهود عُرفوا بهذا النوع من الحساب الذي لا تعرفه العرب . فالعرب لا يكتبون الكتب السماوية كاليهود والنصارى ولا يحسبون النجوم ولا يحسبون الحروف . وهذا داخل في معنى أمية العرب .
والله أعلم وأحكم

يتبع ...

جزاك الله خيرا، ألا ترى أنّ التناقض في معنى الالفاظ هو ان يكون للكلمة معنيان متضادان او متناقضان وأنّ تفسير الطبري الاميين انهم في موضع البقرة الذين لا يكتبون ولا يقرءون وفي موضع ال عمران الذين لا كتاب لهم فهذا ليس تناقضا بل هو فسر الأمي ببعض معناه في موضع وفسره ببعض معناه في موضع آخر، او فسره بدلالة المطابقة في موضع البقرة وبدلالة الالتزام في موضع آل عمران، هذا وإنّ الموضعين غير متشابهين تشابهَ قوله "ولوطاً آتيناه حكما وعلما" وقوله "وكلاً آتينا حكماً وعلماً" حيث فسر الطبري الامامُ الحكمَ الاول بقوله " وآتينا لوطا حكما ، وهو فصل القضاء بين الخصوم". وفسر الحكم الثاني بقوله "وكلهم من داود وسليمان والرسل الذين ذكرهم في أول هذه السورة آتينا حكما وهو النبوة ، وعلما : يعني وعلما بأحكام الله". فاللفظان هما "حكم" والسياق واحد ثم اكتتب الطبريُّ الإمامُ قولَه "والرسل الذين ذكرهم في اول هذه السورة"، فهذا اختلاف صريح ولو احتمل لفظُ الحكم معنى الفصل ومعنى النبوة.
إنما التناقض في التفسير أن يقال القرء هو الطهر والحيض، فهذا مردود إن كان من قائل واحد.
والتضادّ هو تفسير الكلمة بمعنيين متضادين يحتملهما اللفظ كقولهم "عسعس" أي اذا أقبل أوله و إذا أدبر آخره وهذا مقبول.
تفسير الشيخ السعدي للمنّ في موضع بأنه ما امتن الله به وفي موضع ثانٍ أنه الحلوى هو اختلاف لا تناقض فيه، ولو حسُن تركُه.
 
الباحث طالب علم يصف ويستنتج . ومصطلح (الأمي) هو مصطلح قرآني ثابت في القرآن الكريم ، وهو ما يهدف الباحث إلى أن يصل إليه .
والإمام الطبري – رحمه الله – يوجد لديه تناقض مما أحدث تشويشا في المصطلح وذلك لأنه جاء بدليل الحديث النبوي الصحيح اعتبارا على أنه يشير إلى الكتابة والحساب العادي ، كما جاء موضحا فيما سبق ، بينما يدل الحديث على الكتابة والحساب المستعمل في النجوم . وهذا لا تعرفه العرب . وهو ما يدل عليه الحديث الشريف كما بينه الإمام ابن تيمية – رحمه الله - .
فمن أقوال السلف في تفسير الآية 78 من سورة البقرة :
- عن ابن زيد في قوله : { ومِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : أميون لا يقرءون الكتاب من اليهود .
- عن ابن عباس : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ } قال : الأميون قوم لم يصدّقوا رسولاً أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله ، فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال : هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّهِ . وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ، ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله .
- عن قتادة قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتاب } يقول : لا يعلمون الكتاب ولا يدرون ما فيه .
- عن ابن عباس وأبي العالية : { لاَ يَعْلَمُونَ الكِتابَ } قال : لا يدرون بما فيه .
- عن ابن زيد : { لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ } لا يعلمون شيئا ، لا يقرءون ، التوراة ليست تستظهر إنما تقرأ هكذا ، فإذا لم يكتب أحدهم لم يستطع أن يقرأ .
- عن مجاهد : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاّ أمانِيّ } قال : أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا ، وكانوا يتكلمون بالظنّ بغير ما في كتاب الله ، ويقولون هو من الكتاب ، أمانيّ يتمنونها .
فهم يقولون : إن الأميين هم الذين لا يقرؤون الكتاب أو لا يفهمونه أو لا يدرون ما فيه رغم أنهم يكتبون . والإمام الطبري يرد ذلك بقوله : " وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم ، وذلك أن الأميّ عند العرب هو الذي لا يكتب " . بينما في الآية 20 من سورة آل عمران ، يقول – رحمه الله - : " ... والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب " .
وهذا هو التناقض المعني ؛ لأن المصطلح واحد : فأهل الكتاب الأميون هم الذين لا يقرؤون الكتاب أو لا يفهمونه أو لا يدرون ما فيه رغم أنهم يكتبون . والأميون العرب لا كتاب لهم أصلا . والرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله في الأميين وهو منهم ، لا علم له بالكتاب ، لا قراءة ولا كتابة . يقول تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾[الجمعة:2] . ويقول تعالى : ﴿ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾[الشورى:52] . ويقول تعالى : ﴿ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾[العنكبوت:48] .
إن الأمية لا ترتبط بالكتابة والقراءة العادية ؛ لأن العرب كان فيهم الشعراء والعرافون والكهان والسحرة ، وكانت لهم أسواق خاصة بالشعر وكانوا يؤلفون القصائد الطويلة وكانت المعلقات تعلق على أسوار الكعبة . أما الحساب فكانوا أصحاب تجارة يبيعون ويشترون ويحسبون ، وأشهر هذه التجارة رحلة الشتاء والصيف التي ذكرها الله في القرآن الكريم .
إن ما قاله الإمام الطبري بأن الأمية هي عدم الكتابة ، تبعه فيه جمهرة من المفسرين واللغويين حتى رسخت في فكر الإنسان العربي أن الأمية مرتبطة بعدم القراءة والكتابة العادية ، وجاء العصر الحديث والتحم المصطلح بمفهومه القديم الخاطئ مع مفهوم الأمية بالتعبير المعاصر . فكانت المصيبة أعظم ، وأصبح الجيل الجديد ينظرون إلى أن العرب كانوا أميين بالمعنى الحديث ، مما كانت له تداعيات لا يُحسد عليها العرب بين الأمم .
والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
الدليل على ثبات مصطلح (الأميين) في القرآن الكريم

الدليل على ثبات مصطلح (الأميين) في القرآن الكريم

يقول تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾[البقرة:78] .
فلأنهم من أهل الكتاب ولا يعلمون الكتاب إلا عن طريق الأماني والظنون سماهم الله أميين .
والذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب سماهم الله أميين كذلك . يقول تعالى : ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ﴾[آل عمران:20] .

يقول تعالى : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ﴾ [الأعراف:157] . يقول ابن كثير (ت:774هـ) : " وهذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء بشروا أممهم ببعثه وأمروهم بمتابعته ، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم " . وهذه الصفة هي صفة (الأمي) الذي بعثه الله في الأميين ، يقول تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ ﴾[الجمعة:2] .
ويقول تعالى : ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾[البقرة:89] .
يقول مقاتل (ت:150هـ) في تفسير الآية : " ﴿ ولما جاءهم كتاب من عند الله ﴾ ، يعني قرآن محمد صلى الله عليه وسلم ، ﴿ مصدق لما معهم ﴾ في التوراة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم وقرآنه في التوراة ، نزلت في اليهود ، منهم : أبو رافع ، وابن أبي الحقيق ، وأبو نافع ، وغرار ، ﴿ وكانوا من قبل ﴾ أن يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولا ﴿ يستفتحون على الذين كفروا ﴾ ، نظيرها في الأنفال : ﴿ إن تستفتحوا ﴾[الأنفال:19] يعني : إن تستنصروا بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب : جهينة ، ومزينة ، وبني عذرة ، وأسد ، وغطفان ، ومن يليهم ، كانت اليهود إذا قاتلوهم قالوا : اللهم إنا نسألك باسم النبي الذي نجده في كتابنا تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا ، فيُنصرون عليهم ، فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم من غير بني إسرائيل كفروا به وهم يعرفونه ، فذلك قوله سبحانه : ﴿ فلما جاءهم ﴾ محمد ﴿ ما عرفوا ﴾ أي بما عرفوا من أمره في التوراة ، ﴿ كفروا به فلعنة الله على الكافرين ﴾ يعني اليهود " .
فلو كان مصطلح (الأميين) له أكثر من دلالة لما كان اليهود يعتقدون أن الرسول محمدا سيُبعث منهم ؛ لأن منهم أميين . وبهذا يكون مصطلح (الأميين) دالا على أهل الكتاب الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني و على مشركي العرب الذين لا كتاب لهم ، فهو مصطلح واحد ثابت لا يتغير . فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله في الأميين العرب رسولا منهم ، ولم يبعثه من الأميين من أهل الكتاب .
والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
بسم1​
الأخ عبد الكريم
فهمت من كلامك أن أمية رسول اللهصلى الله عليه وسلم لاترجع الي عدم درايتهصلى الله عليه وسلم بالقراءة والكتابة فقد يكون مارس هذا في وقت ما وأن أمر أميته صلى الله عليه وسلم راجع الي أنه من العرب الذين لم ينزل فيم كتاب سماوي . هل هذا مقصدك ؟.
 
الفاضل علي سبيع جزاك الله خيرا وأحسن إليك ، على رسلك ، نرجو أن نسير سوية حتى نتوصل إلى ما سنتوصل إليه من استنتاجات .
فالأميون حسب الاصطلاح القرآني ينقسمون إلى قسمين :
- أميون من أهل الكتاب لا يعلمون الكتاب إلا أماني .
- والأميون العرب الذين لا كتاب لهم .
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله في الأميين العرب ، وهو منهم ، ولم يبعثه من أميي أهل الكتاب .
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي هو من الأميين العرب ، وهؤلاء لا كتاب لهم . فما معنى ذلك ؟
معناه أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم كانت علاقته بالكتب السماوية منقطعة ؛ معرفة وقراءة وكتابة . يقول تعالى : ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت:48] . ويقول تعالى : ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ [الشورى:52] . فالنبي صلى الله عليه وسلم أمي ؛ لا يعرف الكتب السماوية السابقة ولا يقرؤها ولا يكتبها . وأميته صلى الله عليه وسلم صفة نبوية لازمته إلى أن التحق بالرفيق الأعلى . فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي عاش أميا والتحق بالرفيق الأعلى وهو أمي .
يقول تعالى : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الأعراف:157] .
ويقول تعالى : ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[الأعراف:158] .
ويقول تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[الجمعة:2] .

والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
الفاضل عدنان الغامدي جزاك الله خيرا وأحسن إليك .
ونحن في طريق البحث عن دلالة مصطلح (الأمي) نسأل الله التوفيق والسداد .
مع فائق التقدير والاحترام
 
متابعون استاذنا وما أسلفت بالغ بين وفي الانتظار لما سيلي
 
دلالة اقتران صفة (الأمي) بالنبوة في القرآن الكريم

دلالة اقتران صفة (الأمي) بالنبوة في القرآن الكريم

يقول تعالى : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الأعراف:157] .
ويقول تعالى : ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[الأعراف:158] .
ويقول تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[الجمعة:2] .

وصف الله عز وجل نبيه بالأمي ، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الأمي . فالأمية مقترنة بالنبوة في حقه صلى الله عليه وسلم . فماذا يعني ذلك ؟
جاء في مقاييس اللغة : " وأمّا الهمزة والميم فأصلٌ واحدٌ ، يتفرّع منه أربع أبواب ، وهي الأصل، والمرجِع ، والجماعة ، والدِّين ، وهذه الأربعة متقاربة ، وبعد ذلك أصولٌ ثلاثة ، وهي القامة ، والحين ، والقَصْد ... وأُمُّ القرى : مكّة ؛ وكلُّ مدينةٍ هي أمُّ ما حولها من القُرى ، وكذلك أمُّ رُحْمٍ . وأمُّ القُرآن : فاتحة الكتاب . وأمُّ الكتاب : ما في اللّوح المحفوظ " .
وفي مختار الصحاح : " (أُمُّ) الشَّيْءِ أَصْلُهُ " .
وهذا المعنى اللغوي يلقي بظلاله على مصطلح (الأمي) الذي اقترن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، مما يزيده دلالة جديدة تتجلى في كون الرسالة المحمدية هي وحي أصيل وخالص لا يشوبه شيء من تراث ما بقي من كتب أهل الكتاب .
فكما توصلنا سابقا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من الأميين العرب الذين لا كتاب لهم ، لم يسبق له أن قرأ كتابا سماويا ولا خَطَّهُ بيمينه . فإن صفة (الأمي) المقترنة بالنبوة تدل على كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصيلا في ما جاء به عن ربه . كل ما جاء به من الوحي هو عن جبريل عليه السلام عن رب العزة . هذا الوحي الذي هو مسطر في أم الكتاب الذي هو اللوح المحفوظ . يقول تعالى : ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ . فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾ [البروج :21-22] .
فكل ما جاء به هذا النبي الأمي هو وحي من الله . لم يأت به من أي كتاب من الكتب السماوية السابقة . وبهذا تكون الأمية صفة كريمة تدل على أصالة رسالته ، فهي تشريف لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم . فرسالته هي رسالة ربانية ؛ لأنها وحي خالص من الله سبحانه وتعالى .
يقول الماوردي (ت:450هـ) : " فلو قيل : فما وجه الامتنان بأن بُعث نبياً أمياً ؟
فالجواب عنه من ثلاثة أوجه :
أحدها : لموافقته ما تقدمت بشارة الأنبياء به .
الثاني : لمشاكلة حاله لأحوالهم ، فيكون أقرب إلى موافقتهم .
الثالث : لينتفي عنه سوء الظن في تعلمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها " .
ويقول ابن تيمية : " (ت:728هـ) : " إذا وُصِفَ صلى الله عليه وسلم بأنه أمي كما وصفه الله بذلك فهي مدحة له وفضيلة ثابتة فيه وقاعدة معجزته ، إذ معجزته العظيمة في القرآن العظيم إنما هي متعلقة بطريق المعارف والعلوم مع ما مُنِح صلى الله عليه وسلم وفُضِّلَ " .
والله أعلم وأحكم
يتبع ...
 
وذكر أحد الباحثين في معنى (النبي الأمي)كلاما مفيدا حيث قال:
وردت النصوص القرآنية الكريمة ، تصف نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - بأنه ( النبي الأمي ) ، جاعلةً أميته - عليه الصلاة والسلام - دليلاً على صدق نبوته ، وشاهداً حياً لا جدال فيه ، على قوة المعجزة التي أجراها الله - تبارك وتعالى - على يديه ، ومبعث فخر واعتزاز له ولأمته - صلى الله عليه وسلم - إلى قيام الساعة ، ويكفيه صدقاً وفخراً عليه الصلاة والسلام ، أنه - رغم كونه أمياً لا يكتب ولا يقرأ من كتاب - كان يتلو على الناس كتاب الله الكريم ، وبالنظم الذي أُنزل عليه ، دون تغيير أو تبديل ، دون زيادة أو نقص ، في حين أن أكثر الخطباء فحولة - من العرب - وأبلغهم فصاحة وبياناً ، كان إذا ارتجل خطبةً ، ثم أعادها ، زاد فيها ونقص ، وغيّر وبدّل ، وعجز عن أن يأتي بها - مرة ثانية - على نظمها الأول ، رغم كونها من إبداعه ونتاج فكره وجهده ، وكونه قارئاً مجيداً وكاتباً ، فجاء حفظ الله تعالى لنبيه الأمي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، من أن يقع في شيء من ذلك دليلاً آخر ناصعاً على صدقه في تبليغه ما أوحي إليه من ربه تبارك وتعالى .
قال تعالى :
(الجزء رقم : 45، الصفحة رقم: 124)
( أ )
73AD74CF-C0C7-4005-A8BD-8C5F091CDDBF@mobilenotes.apple.com
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ​
(156)
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ​
BC88D3A0-D29F-496E-B1D4-39C086A77BF0@mobilenotes.apple.com
.
( ب )
73AD74CF-C0C7-4005-A8BD-8C5F091CDDBF@mobilenotes.apple.com
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ​
BC88D3A0-D29F-496E-B1D4-39C086A77BF0@mobilenotes.apple.com
.
( ج )
73AD74CF-C0C7-4005-A8BD-8C5F091CDDBF@mobilenotes.apple.com
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ​
BC88D3A0-D29F-496E-B1D4-39C086A77BF0@mobilenotes.apple.com
.
فهذه الآيات تصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه ( النبي الأمي ) ، وأن صفته هذه مذكورة في الكتب السماوية السالفة ، وأهل الكتاب يعرفونها فيه عن طريق كتبهم ، وقد بشرهم ببعثته أنبياؤهم ، وأمروهم بمتابعته والإيمان به ، وأن صفته هذه لم تزل في كتبهم ، يعرفها علماؤهم وأحبارهم .
قال الإمام الطبري - رحمه الله - : ( لا يُعلَمُ من رسول وصف
(الجزء رقم : 45، الصفحة رقم: 125)
بهذه الصفة - أعني الأمي - غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم )
D203731C-7677-4C4E-90F3-8721AA60A8F5@mobilenotes.apple.com
.
وقد فسر الإمام الشوكاني المراد بـ النبي الأمي في هذه الآيات فقال : ( والأمي : إما نسبة إلى الأمة التي لا تكتب ولا تحسب وهم العرب ، أو نسبة إلى الأم ، والمعنى أنه باق على حالته التي ولد عليها لا يكتب ولا يقرأ المكتوب ، وقيل : نسبة إلى أم القرى وهي مكة )
D203731C-7677-4C4E-90F3-8721AA60A8F5@mobilenotes.apple.com
.
وفي موضع آخر من تفسيره قال : ( أخرج ابن أبي حاتم عن النخعي في قوله : النبي الأمي قال : كان لا يقرأ ولا يكتب ، وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : ( هو نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كان أمياً لا يكتب )
D203731C-7677-4C4E-90F3-8721AA60A8F5@mobilenotes.apple.com
.
وقال أبو السعود في تفسيره : ( هو الذي لم يمارس القراءة والكتابة ، ومع ذلك جمع علوم الأولين والآخرين )
D203731C-7677-4C4E-90F3-8721AA60A8F5@mobilenotes.apple.com
. وقد ورد في القرآن الكريم ما يبين المراد بأميته - صلى الله عليه وسلم - ، وذلك في قوله تعالى :
73AD74CF-C0C7-4005-A8BD-8C5F091CDDBF@mobilenotes.apple.com
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ​
BC88D3A0-D29F-496E-B1D4-39C086A77BF0@mobilenotes.apple.com
.
فهذه الآية تبين أن المراد بـ النبي الأمي : الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب ، ولولا أميته - صلى الله عليه وسلم - لارتاب الجهلة بما أُنزل إليه ، ولقالوا : إنما أوتيه عن الكتب التي هو يقرؤها ، فلما كان أمياً لا
(الجزء رقم : 45، الصفحة رقم: 126)
يقرأ ولا يكتب ، لم يكن هناك موضع ريبة ، ولا محل للشك أبداً بل صار إنكار من أنكر مجرد عناد وجحود ، بلا أدنى شبهة معقولة .
قال الطبري في تفسيرها : ما كنت يا محمد تقرأ من قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك ، ولم تكن تكتب بيمينك ، ولكن كنت أمياً ) .
ثم نقل عن ابن عباس قوله : ( كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمياً ، لا يقرأ شيئاً ولا يكتب ) .
وعن قتادة : ( كان نبي الله لا يقرأ كتاباً قبله ، ولا يخطه بيمينه ، كان أمياً ، والأمي الذي لا يكتب )
D203731C-7677-4C4E-90F3-8721AA60A8F5@mobilenotes.apple.com
.
وقال ابن كثير : ( قد لبثت في قومك يا محمد من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمراً ، لا تقرأ كتاباً ولا تحسن الكتابة ، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب ، وهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائماً إلى يوم الدين ، لا يحسن الكتابة ولا يخط سطراً ولا حرفاً بيده ، بل كان له كُتَّاب يكتبون بين يديه الوحي والرسائل إلى الأقاليم )
D203731C-7677-4C4E-90F3-8721AA60A8F5@mobilenotes.apple.com
.
كما ورد في الحديث الصحيح ، ما يثبت أميته - صلى الله عليه وسلم - ، بمعنى : عدم قدرته على الكتابة ، أو القراءة من كتاب :
فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - :
DE8F44B4-DC03-4720-957D-00FE07BC583B@mobilenotes.apple.com
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يعتمر ، أرسل إلى أهل مكة ، يستأذنهم ليدخل مكة ، فاشترطوا عليه
(الجزء رقم : 45، الصفحة رقم: 127)
أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ، ولا يدخلها إلا بجلبَّان السلاح ، ولا يدعو منهم أحداً .
قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسول الله ، فقالوا : لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولتابعناك ، ولكن اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، فقال : أنا والله محمد بن عبد الله ، وأنا والله رسول الله ، قال : وكان لا يكتب قال : فقال لعلي : امح رسول الله ، فقال علي : والله لا أمحاه أبداً ، قال : فأرنيه ، قال : فأراه إياه ، فمحاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده
99751946-F003-425E-A2BD-1334886EBE47@mobilenotes.apple.com
.
فقول الصحابي الجليل : ( وكان لا يكتب ) دليل على عدم معرفته - صلى الله عليه وسلم - لفن الكتابة ، وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي : أرنيه دليل على عدم تمكنه من قراءة ما كتب ، وإلا لكان بادر إلى محو العبارة التي يريد محوها ، من غير أن يطلب من علي - رضي الله عنه - أن يحدد له موضعها ، ويدله عليها .
وقد أجمعت الأمة سلفاً وخلفاً ، على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أمياً ، لا يحسن الكتابة ، ولا يقرأ من كتاب ، وكان ذلك معروفاً عنه - صلى الله عليه وسلم - بالعلم المستفيض في عصره ، بين قومه ، وبين غيرهم ممن جاورهم أو خالطهم وكان بعيداً عنهم ، بحيث يستحيل معه إنكار ذلك ، كما وكان ذلك معروفاً عنه - صلى الله عليه وسلم - ، لدى أهل الدياناتالأخرى ،
لما ذكرته لهم عنه كتبهم المتقدمة ، وأشاعه بينهم على مر العصور علماؤهم وأحبارهم .


 
خلاصة القول السابق : توصلنا سابقا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من الأميين العرب الذين لا كتاب لهم ، لم يسبق له أن قرأ كتابا سماويا ولا خَطَّهُ بيمينه . وأن صفة (الأمي) المقترنة بالنبوة تدل على كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصيلا في ما جاء به عن ربه . كل ما جاء به من الوحي هو عن جبريل عليه السلام عن رب العزة . كل ما جاء به هذا النبي الأمي هو وحي من الله . لم يأت به من أي كتاب من الكتب السماوية السابقة . وبهذا تكون الأمية صفة كريمة في حقه صلى الله عليه وسلم تدل على أصالة رسالته الربانية .

والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
بسم1​
الاخ عبد الكريم
كون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من العرب الاميين الذين لم ينزل فيهم كتاب امر لايحتاج الي الايمان فشهد بذلك القاصي والداني حتي اهل الكتاب ويشهد بذلك قولهم { ليس علينا في الاميين سبيل} وقال تعالي{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ } فتم عطف الايمان بالرسولصلى الله عليه وسلم كونه نبيا اميا علي الايمان باللهعز وجل فدل ذلك علي خصوصية الامية عند رسول اللهصلى الله عليه وسلم.فالي اي شيء ترجع في نظرك؟
 
يقول تعالى : ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾[آل عمران:75] .
يقول مقاتل (ت:150هـ) : " { ذلك } استحلالا للأمانة ، { بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين } ، يعني في العرب { سبيل } ، وذلك أن المسلمين باعوا اليهود في الجاهلية ، فلما تقاصهم المسلمون في الإسلام ، قالوا : لا حرج علينا في حبس أموالهم ، لأنهم ليسوا على ديننا يزعمون أن ذلك حلال لهم في التوراة ، فذلك قوله عز وجل : { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } أنهم كذبة ، وأن في التوراة تحريم الدماء والأموال إلا بحقها " .
ويقول ابن كثير (ت:774هـ) : " وقوله : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ } أي : إنَّمَا حَمَلهم على جُحود الحق أنهم يقولون : ليس علينا في ديننا حَرَج في أكل أموال الأمييّن ، وهم العرب ؛ فإن الله قد أحلها لنا . قال الله تعالى : { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي : وقد اختلقوا هذه المقالة ، وائتفكوا بهذه الضلالة ، فَإن الله حَرم عليهم أكل الأموال إلا بحقها ، وإنما هم قوم بُهْت " .
ويقول الطبري (ت:310هـ) موضحا علة هذا الإخبار : " إنما أراد جلّ وعزّ بإخباره المؤمنين خبرهم على ما بينه في كتابه بهذه الاَيات تحذيرهم أن يأتمنوهم على أموالهم ، وتخويفهم الاغترار بهم ، لاستحلال كثير منهم أموال المؤمنين " .
من خلال ما تقدم نجد أن اليهود – وهم من أهل الكتاب – يعتبرون العرب المسلمين أميين لأنهم على غير دينهم . فالأمية عندهم لها علاقة بالكتب السماوية السابقة عن القرآن . ولا علاقة لها بالقراءة والكتابة كما يعتقد الكثير من الناس .
والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
بسم1​
وماذا عن قوله تعالي{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ }؟
 
{بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين }
، يعني في العرب
{سبيل}
، وذلك أن المسلمين باعوا اليهود في الجاهلية ، فلما تقاصهم المسلمون في الإسلام ، قالوا : لا حرج علينا في حبس أموالهم ، لأنهم ليسوا على ديننا يزعمون أن ذلك حلال لهم في التوراة ، فذلك قوله
عز وجل
:
{ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}
أنهم كذبة ، وأن في التوراة تحريم الدماء والأموال إلا بحقها " .

تفضلت شيخي بالتوصل آنفاً إلى ان الأميين هم كل الأمم التي لم تعرف شريعة منزلة عليهم ولم تعرف كتاباً سماوياً فهم بذلك أميين :


أي أن الأمية تتعلق بعدم معرفة الكتب السماوية السابقة . فكل من لا يعرف الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل ولا يفهم محتواها فهو أمي ، حتى ولو كان يعرف القراءة والكتابة كما جاء في تفسير ابن عباس
anho.png
.
وهذا يتفق مع عقيدة اليهود بشان (الأغيار) وهم غير اليهود فهم ينظرون إلى أنهم حيوانات ناطقة ليس عليهم فيهم سبيل وليس العرب فحسب ، فكان مقتضى الآية يؤيد ما ذهبتم إليه من قول فالعرب ليست الأمة الأمية الوحيدة بل هناك (أغيار) أميون كثر يشتركون في الحكم عند اليهود من أنهم أميون أغياراً لا يلزم اليهود تجاههم عهد ولا ذمة ولا حق ولا سبيل.

متابعين
والله أعلم
 
بسم1​
الأخ عبد الكريم
اتفق معك في معني{ الاميين} وافهمه بقول ابن عباس ولكن امية الرسول صلى الله عليه وسلم لها معني يقتضي الايمان وهو فارق في هذه المسألة وأنت لم تجبني عن سؤالي . ماذا عن قوله تعالي{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ}؟ .هدانا الله واياكم الي سواء السبيل
 
قال أبوزهرة في تفسيره رحمه الله:

وقوله تعالى: (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ) نقول في الكلام في معناه: الرسول هو المرسل من قبل واحد إلى واحد أو جماعة، والرسول في القرآن الكريم هو المرسل من الله تعالى لخلقه لتبليغ شريعته وبيان التكليف الذي كلف الناس إياه، والنبي الذي أنبأه الله تعالى، وشرفه بتلقي وحيه، وإن وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة والنبوة فيه للملزوم واللازم، فإن الرسالة تلزمها النبوة في المعنى القرآني، لأنه لا يعد رسولا إلا إذا كان نبوة عن الله، وقد تلقى العلم عن الله جل جلاله بوحي، أو يكلمه من وراء حجاب أو يرسل رسولا.
وذكرها - أي وصف الرسالة والنبوة - مع هذا التلازم فيه إشارة إلى التبليغ، وإلى أنه يُنبأ من الله تعالى، والأُميّ نسبة إلى الأم، أي أنه جاء في العلم والكتابة كما ولدته أمه، أو نسبة إلى أمه، ذلك أن العرب لم يكونوا أهل علم وكتاب، فلم تغلب عليهم العلوم والكتابة، وإن كان فيهم من يعرفون الكتابة وبعض العلوم، ولذا كان يطلق عليهم الأميون، وذكر القرآن الكريم ذلك الوصف لهم، فقال تعالى: (هُوَ الَّذِي بعثَ فِي الأُمِّيِّينَ رسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ...).
ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أميا لَا يقرأ ولا يكتب لتكون الحجة عليهم قاطعة بنزول القرآن الذي فيه علم الأولين والآخرين، وهو لَا يمكن أن يكون من أمي قط، ولذا قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48).
النبي الأُميّ، الذي ينطق بالفطرة وبالوحي، وأن حاله تدل على صدق معجزته، وأنه لَا علم عنده إلا ما علمه الله تعالى رب العالمين، وإن ما معه من كتاب لَا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه تنزيل من عزيز حميد.
ولقد حاول الذين لَا يرجون للإسلام وقارا أن يكذبوا فيدعوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرف القراءة والكتابة ليشككوا في القرآن، وقد حاول بعض المتحذلقين من المسلمين أن يقول في هذه المقالة الكاذبة فردهم القرآن الكريم ردا عنيفا؛ لأنهم يسايرون الكفار الكذابين.
انتهى كلامه.
 
يقول تعالى : ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾[الشورى:52] .
يقول ابن جزي (ت:741هـ) : " { وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا } الروح هنا القرآن والمعنى : مثل هذا الوحي وهو بإرسال ملك أوحينا إليك القرآن والأمر هنا يحتمل أن يكون واحد الأمور أو يكون من الأمر بالشيء . { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } المقصود بهذا شيئان :
أحدهما : تعداد النعمة عليه صلى الله عليه وسلم بأن علمه الله ما لم يكن يعلم .
والآخر : احتجاج على نبوته لكونه أتى بما لم يكن يعْلَمُهُ ولا تَعَلَّمَهُ من أحد ، فإن قيل : أما كونه لم يكن يدري الكتاب فلا إشكال فيه وأما الإيمان ففيه إشكال لأن الأنبياء مؤمنون بالله قبل مبعثهم . فالجواب أن الإيمان يحتوي على معارف كثيرة وإنما كمل له معرفتها بعد بعثه وقد كان مؤمنا بالله قبل ذلك فالإيمان هنا يعني : به كمال المعرفة وهي التي حصلت له بالنبوة . { ولكن جعلناه نورا } الضمير للقرآن " .
مما سبق يتبين أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان قبل النبوة لا يعرف الكتاب ولا الإيمان ، وأصبح نبيا بنزول الوحي عليه فعلمه الله ما لم يكن يعلم .
فمحمد صلى الله عليه وسلم ذاك الأمي الذي لم يقرأ كتابا سماويا ولا خطه بيمينه ، أصبح نبيا يُوحى إليه القرآن وما تضمنه من الشرائع والأحكام . وعلمه الله ما لم يكن يعلم ، وأرسله إلى كل الناس . يقول تعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[الأعراف:158] .
والآية إخبار على أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي هي رسالة لجميع الخلق فهو يؤمن بالله وكلماته التي " هي الكتب التي أنزلها الله عليه وعلى غيره من الأنبياء " - كما قال ابن جزي رحمه الله - ، وأمرهم الله أن يتبعوه ؛ لأن هدايتهم في اتباعه .
وبذلك تجتمع في هذه الآية : الرسالة والنبوة والأمية . فالله أنزل عليه الوحي وأرسله إلى الناس كافة بما فيهم اليهود والنصارى . فرغم أنه أمي ما قرأ كتابا سماويا ولا خطه بيمينه . فإن الذي عنده من العلم هو الوحي الخالص . علمه ما لم يكن يعلم وجعله حجة على الناس جميعا ، فعليهم أن يتبعوه ليهتدوا .
والله أعلم وأحكم

يتبع ...
 
أخي عبدالكريم عزيز وفقه الله
كنت سألتك عن قوله تعالى ( وعلمك مالم تكن تعلم)
أتحمل اللفظ على العموم أم على الخصوص؟
ولم تجبني بارك الله فيك
وأعدت هنا الإحتجاج بالآية اعتقادا منك بأنها شاهد على أن الله علم نبيه صلى الله عليه وسلم الكتابة!
وذكرت لك أن حمل اللفظ على العموم لا يتأتى لأن ذلك العلم بكل ما لم يكن يعلم صلى الله عليه وسلم ليس من خصائص النبوة.
وأن التخصيص في تعليمه تعالى الكتابة يحتاج إلى دليل، وليس من دليل!
فيلزم من هذا أن يكون اللفظ محمولا على الخصوص وهو العلم الذي جاءه صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة (الوحيين) ودليله ظاهر في الآية نفسها:
وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).
أرجو أن أكون وفقت لبيان خطأ استشهادك بالآية دليلا على أن الله تعالى علم نبيه الكتابة!
 
لا أدري ماهو الهدف من إثبات أن الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم كان ( يكتب) وضرب جميع الأدلة اللغوية والشرعية ببعضها ؟!
 
محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الأمي ، وهما صفتان متلازمتان في حياته صلى الله عليه وسلم ، تؤكدان على أن ما جاء به هو وحي من الله خالص لا يشوبه أي دخيل مما كان عليه أهل الكتاب . فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ كتابا سماويا ولا خطه بيمينه . ولا كان يعرف الكتاب و لا الإيمان .
فمصطلح (الأمي) صفة مشرقة وإيجابية ودلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءنا بالقرآن الكريم وَحْياً من السماء غضا طريا ، به علمه الله ما لم يعلم فأصبح معلما ربانيا يؤمن بالله وبكلماته ويأمر أهل الكتاب وينهاهم ويحل لهم ويحرم ويضع عنهم الإصر والأغلال التي كانت عليهم . ويتلو على المؤمنين آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .
يقول تعالى : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الأعراف:157] .
ويقول تعالى : ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[الأعراف:158] .
ويقول تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[الجمعة:2] .
فصلى الله وسلم على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه ومن والاه . والحمد لله رب العالمين .
 
الحروف المقطعة التي كان النبي ص يقراها باسمائها الف لام ميم وليس بمسمياتها الم وهو لم يتعلمها هو من المعجزة التي اتاه الله ليكبت اليهودالذين كانوا يعلموا معانيها بجانب البلاغة اللغويه التي اسكتت بلغاء العرب وتحدتهم
 
هل الباحث يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكتب ويقرأ
وإنما أميّته جاءت في عدم معرفته وكتابته للكتب السماوية السابقة فقط ؟

إن كان نعم ، فما هوالإشكال الذي قد حُل بعد هذا الاستنتاج؟
 
بسم1
أخى | عبد الله الأحمد
هل الجميع لم يفهم مراد الباحث وقتها؟

 
بسم1
أخى |عبد الله
لقد شارك الجميع الباحث وقد فعلت أنت وكان لك تعقيب معتبر فى مسألة أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظن أن الباحث أيد أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم المطلقة من جهة القراءة والكتابة.فهذا هو موقف الجميع من هذه المسألة على الأقل من الإخوة المشاركين.
فهل لديك جديد؟​
 
عودة
أعلى