العليمى المصرى
New member
النموذج الثانى عشر
المثانى الإعجازية فى فاتحة سورة النحل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)
المثانى الإعجازية :
إتيان الأمر فى قوله تعالى : " أتى أمر الله " :
سبحان الله !!
عجيب هذا القرآن !!
فها هى معجزة مثانى الفواتح تؤكد وجودها ، وتُثبت حضورها من خلال هذا التعبير الذى استفتحت به
فمن يُصدّق أن " الإتيان " ومشتقاته لم يقترن بلفظ " أمر " فى أى سورة أكثر من مرة واحدة ، إلا فى سورة النحل وحدها
فهى السورة الوحيدة التى أوردت ذلك مرتين :
المرة الأولى فى قوله تعالى : " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ " فى الآية الأولى ، بل فى أول كلمتين منها على الإطلاق
أما المرة الثانية فكانت فى قوله تعالى بالآية 33 منها : " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ "
سبحانك ربى !!
سبحان من هذا كلامه !!
إن هذا بحد ذاته يؤكد بما لا يقبل الشك صحة هذه المعجزة المتعلقة بفواتح السور
ألم أقل لكم أننا إزاء معجزة عجيبة !!
اللهم قد بلغت ، اللهم فأشهد
أما إذا بحثنا عن تلك الألفاظ المثانى ، أعنى " إتيان الأمر " خارج سورة النحل ، فسوف نجدها قد وردت مرة واحدة فقط لأربع سور ، كما يلى :
" فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ " - البقرة / 109
" فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ " - المائدة / 52
" فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ " - التوبة 24
" حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ " - يونس / 24
والآن إخوتى وأخواتى ، بعد كل ما شاهدناه من نماذج عديدة ، أعتقد أنكم تشاركونى الرأى فى أن مثانى فواتح السور أمر مقصود ومعجزة لا ريب فيها
وفى أن هذا القرآن : " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ "
وفى أن الحكيم الخبير قد صدق حيث قال : " وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
نعم يا ربى ، إنه كتابك الذى فصلته على علم ، وأنا على ذلك من الشاهدين
" رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ "