تعريف منقول
تعريف منقول
المكرم المفضال د.عبد الرحمن الشهري هذه سيرتي كما هي بمنتدى المعهد العالمي للقراءات العشر والتجويد
http://www.zeiara.com/
السيرة الذاتية للشيخ المقرئ
علي بن حسن سليمان
الاسم : علي حسن سليمان
المولد : القاهرة ـ حلوان بتاريخ 1/6/1967 م الموطن الأصلي صعيد مصر من محافظة قنا مركز فرشوط.
الحالة الاجتماعية : متزوج ولي أربعة من الأولاد ابنان وبنتان أما الزوجة فمجازة بقراءة حفص من فضيلة شيخي وشيخ مشايخي محمد بن شحادة الغول وهي خريجة كلية الآداب جامعة القاهرة تخصص لغة إنجليزية.
الشهادات العلمية:
1. ليسانس لغة عربية وعلوم إسلامية بتقدير ( جيد جدا ) ـ كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة 1989م.
2. تمهيدي الماجستير في العلوم الإسلامية 1990م.
3. شهادة إعداد المعلمين من الجمعية الخيرية بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية بتقدير ( ممتاز ).
4. دبلوم مدرب معتمد من منظمة إكسفورد للتدريب القيادي ببريطانيا ( لتدريب المدربين ).
5. إجازة القراءة والإقراء برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية من فضيلة الشيخ جمال بن إبراهيم القرش حفظه الله ، وبتوقيع شاهد إتقان من فضيلة الشيخ محمد بن شحادة الغول والذي قرأ على الشيخ محمد بن سليمان الشندويلي بالقاهرة ـ عن الدكتور عبد العزيز عبد الحفيظ عن الشيخ الزيات يرحمهما الله.وللشيخ جمال ثلاثة طرق: الأولى من د.عبد العزيز عبد الحفيظ يرحمه الله ـ والثانية:من الشيخ محمد بن شحادة الغول ـ يحفظه الله والثالثة: إجازة بالبعض عن الكل من الشيخ بكري الطرابيشي ـ يحفظه الله.
6. إجازة القراءة والإقراء برواية حفص عن عاصم من طريقي الشاطبية والطيبة من فضيلة الشيخ عبد الفتاح مدكورـ حفظه الله ـ وهي بالبعض عن الكل.
7. إجازة القراءة والإقراء بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة عن فضيلة الشيخ حزام بن عبد الرحيم الحمادي غيبا عن ظهر قلب من أول القرآن إلى آخره .والذي قرأ على : ـ فضيلة الدكتور عبد العزيز عبد الحفيظ ـ يرحمه الله .ـ وقرأ على الدكتور عبد الله الدوسري الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالأحساء عن الدكتور عبد العزيز عبد الحفيظ عن الشيخ الزيات يرحمهما الله.ـ كما قرأ على فضيلة الشيخ سامي محمد محمود شحاتة الفيومي عن فضيلة الشيخ مصطفى عمران الفيومي بلدا عن الشيخ حسن علي عبد المطلب الشهير بالحسيني.كما قرأ الشيخ حزام بما تيسر على كل من المشائخ : عبد الرزاق موسى . عبد الباسط هاشم . حسنين جبريل . أم السعد . أسامة عبد الوهاب .السمنودي رحم الله الجميع حيا وميتا .. في رحلة مباركة إلى مصر والبحرين والكويت.
8. إجازة القراءة والإقراء بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة عن فضيلة الشيخ توفيق بن إبراهيم ضمرة ـ حفظه الله وهي بالبعض عن الكل.
9. إجازة حفظ وشرح منظومة سُلَّم الوصول إلى توحيد الله واتباع الرسول ? للشيخ الحكَمي وشرح كتاب معارج القَبول من فضيلة الشيخ محمد بن أحمد الشنقيطي ـ حفظه الله ، عن ابن الناظم مباشرة.
10. إجازة في متن موطأ مالك من الشيخين محمد بن إسرائيل الندوي السلفي والشيخ أبي خالد عبد الوكيل الهاشمي مباشرة.
11. إجازة في متون كتب السُنَّة التسعة ( البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والموطأ ومسند أحمد والدارمي )عن طريق كتاب منحة المجيز وبغية الطالب المستجيز من الشيخين محمد بن إسرائيل الندوي السلفي والشيخ أبي خالد عبد الوكيل الهاشمي مباشرة.
12. إجازة في متن ( الأربعون النووية ) عن الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله
13. إجازة في متن حرز الأماني ووجه التهاني من فضيلة الشيخ محمد سيد عبد الله فتح الله ـ حفظه الله .
14. إجازة في متن إتحاف البرية بتحريرات الشاطبية للشيخ حسن خلف الحسيني من فضيلة الشيخ محمد سيد عبد الله فتح الله ـ حفظه الله.
15. إجازة في متن السلسبيل الشافي من الشيخ عبد الفتاح مدكور ـ حفظه الله عن الناظم مباشرة.
16. إجازة في متن تحفة الأطفال والغلمان من الشيخ حزام الحمادي عن الشيخ إلياس البرماوي.
17. إجازة في متن تحفة الأطفال والغلمان من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
18. إجازة في متن المقدمة الجزرية من الشيخ جمال بن إبراهيم القرش.
19. إجازة في متن المقدمة الجزرية من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
20. إجازة في مؤلفات فضيلة الشيخ جمال بن إبراهيم القرش ( وقف وابتداء ونحو ولحون الأد اء وحديث وعقيدة .. ) من الشيخ مباشرة ـ حفظه الله.
21. إجازة في متن القصيدة الخاقانية في التجويد من الشيخ توفيق ضمرة حفظه الله.
22. إجازة في مؤلفات فضيلة الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله ـ من الشيخ مباشرة.
23. إجازة في رواية الحديث المسلسل بالأولية ( حديث الرحمة ) ( الراحمون يرحمهم الرحمن ..) الحديث عن فضيلة الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله ـ .
24. إجازة في كتاب التمهيد في علم التجويد من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
25. إجازة بإسناد سورة الكوثر من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
26. إجازة في الأربعين النووية من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
27. إجازة في رواية حديث ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
28. إجازة في كتاب الأذكار من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
29. إجازة في كتاب رياض الصالحين من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
30. إجازة في كتاب الإتقان من المؤلف الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
31. إجازة في متن عمدة المفيد وعدة المُجيد للإمام السخاوي من الشيخ توفيق ضمرة ـ حفظه الله.
32. إجازة في متن رسالة قصر المنفصل وتوسط المتصل للسمنودي من فضيلة الشيخ عبد الفتاح مدكور ـ حفظه الله عن الناظم مباشرة.
33. ـ إجازة في نظم القراءة بقصر المنفصل وتوسط المتصل لعامر السيد عثمان رحمه الله من فضيلة الشيخ عبد الفتاح مدكور ـ حفظه الله عن الناظم مباشرة.
34. إجازة شفهية بالقراءات العشر لـ ( سورة مريم فقط ) كاملة بطريقة العطف على فضيلة الشيخ محمد نبهان مصري ـ حفظه الله ( اللقاء مسجل كاملا ).
35. إجازة شفهية لروايتي ورش والسوسي بـ ( سورة مريم فقط ) كاملة على فضيلة الشيخ عبد الباسط هاشم ـ حفظه الله ( اللقاء مسجل كاملا ) .[ كان اللقاءان مع الشيخين بناء على طرح مشروع إنتاج شريط تعليمي للقراءات ]
دورات تربوية
شهادة تدريب وإتقان وتطبيق في غرفة الصف للمساقات التالية:
التعلم التعاوني ـ نتاجات التعلم ـ الإدارة الصفية ـ السمات الست للكتابة ـ التعزيز الإيجابي ـ التخطيط العكسي ـ المشاريع القصيرة والطويلة ـ تقدير الذات ـ الدمج المحوري ـ الذكاءات المتعددة ـ تخطيط الدروس .. إلخ.
النشاط العلمي:
ـ مدرب معتمد بمعهد ابن كثير للدورات القرآنية.
ـ معلم دورات إعداد المعلمين بالمنطقة الشرقية ( الدمام والجبيل ) تخرج على يديه المئات من الطلاب.
ـ عضو لجنة منح إجازات القراءة والإقراء بالجمعية الخيرية بالمنطقة الشرقية.
ـ عضو اللجنة العلمية لتطوير المناهج بالجمعية الخيرية بالمنطقة الشرقية.
ـ عضو تحكيم التصفيات النهائية لمسابقة الأمير سلمان في حفظ وإتقان تلاوة القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية.
ـ شرح متن السلسبيل الشافي وكتاب الإضاءة في أصول القراءة للشيخ الضباع بمعهد ابن كثير
ـ المشرف العام على تدريب القراء بتسجيلات القادسية بالدمام.
ـ مستشار تربوي للعديد من المؤسسات التعليمية.
ـ عضو مشارك في مؤتمر TARA السنوي للقراءة العربية بالبحرين.
الإنتاج المقروء:
ـ كتاب التمييز بين الشيخين ( شعبة وحفص ) وصف الخلاف مع التوجيه النحوي والصرفي والتفسيري وبيان مفردات الرواية أو القراءة والأوجه المقدمة في الأداء.
ـ كتاب مختصر شرح المقدمة الجزرية مع مقارنة بالهامش مع متن تحفة الأطفال والغلمان.
ـ كتاب غاية الوصول إلى المقطوع والموصول والتاءات على ترتيب سور المصحف وهو عمل مشترك بيني وبين شيخي فضيلة الشيخ جمال القرش ـ حفظه الله.
الإنتاج المسموع:
المتون : متن السلسبيل الشافي ( تزكية صوتية أول الشريط من تلميذ الناظم ش.عبد الفتاح مدكور )2ـ متن سلم الوصول إلى توحيد الله واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ( تزكية صوتية أول الشريط من الشيخ محمد بن أحمد الشنقيطي عن ابن الناظم ).3ـ متن بهجة اللحاظ فيما لحفص من روضة الحفاظ لابن المعدل.4ـ نظم القراءة بقصر المنفصل وتوسط المتصل لعامر السيد عثمان رحمه الله.5ـ رسالة قصر المنفصل وتوسط المتصل للسمنودي .6ـ متن المقدمة الجزرية بالتكرار .7ـ متن تحفة الأطفال والغلمان مع الترديد معي لطفل صغير. 8ـ كتاب الحياة السعيدة من إنتاج شركة سوفت ميديا بلبنان. 9ـ التعليق على فيلم تسجيلي عن الحرب العالمية الثانية إنتاج كويتي.
التلاوات: سورة الإسراء ( برواية ورش عن نافع ) سورة الكهف ( بقراءة ابن كثير المكي ) سورة مريم ( برواية حفص عن عاصم ) سورة مريم ( برواية شعبة عن عاصم ) سورة طه ( برواية خلف عن حمزة ) سورة المؤمنون ( برواية قالون عن نافع بوجه التوسط مع الصلة ) سورة النور ( برواية السوسي عن أبي عمرو ) سورة الفرقان ( برواية هشام عن ابن عامر ) سورة الفرقان ( برواية ابن ذكوان عن ابن عامر).
ـ مسرحيات أطفال : إعداد وإخراج مسرحيتين للأطفال ( الصبر الجميل . رهوان القنوع ) وتم تسجيلهما من قبل التلفزيون السعودي.
المجازون والمجازات
بانتهاء المجموعة التي تقرأ علىَّ الآن يصل مجموع من أجيز ( ثلاثين ) من كان منهم أو منهنّ بالإفراد أو بالجمع ، بالإضافة إلى جمعٍ آخرين لم أحصهم تلقوا المتون فقط أو مذكرة مختصر شرح المقدمة الجزرية.
من المشاهير الذين قرؤوا عليّ:
فضيلة الشيخ المقرئ: محمد المحيسني / فضيلة الشيخ المقرئ: فارس عبّاد. فضيلة الشيخ هتلان الهتلان القاضي بالمحكمة الجزئية / د.إبراهيم جميل أستاذ النحو والصرف بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
والشيخان المقرئان: عادل عامر وسامح فاروق من قراء الشبكة الإسلامية Islam Web.
قصة قصيرة( وفيها إيجاز لفترة الصبا )
بَعْدَمَا شَقَّ الرَّجُلُ الأُمِّيّ طَرِيقَهُ مِنْ قَرْيَتِهِ بِالصَّعِيدِ إلَى القَاهِرَةِ يَطْلُبُ فِيَها الرِّزْقَ كَأَمْثَالِهِ مِنَ الأُمِّيِّينَ الذين أنهَوْا الخِدْمَةَ العَسْكَرِيَّةَ ـ طَلَبَتْهُ أُمُّهُ لِتُخْبِرَهُ أَنَّهَا قَدْ خَطَبَتْ لَهُ مِنْ قَرْيَةٍ مُجَاوِرَةٍ اسْمُهَا ( الكَرْنَكُ ) فَتَاةً جَمِيلَةً وَهِيَ ابْنَةُ ( أَبِي الحَسَنِ) يَتِيمَةٌ وَتُرَبِّيهَا وَإِخْوَتَهَا أُمُّهُمْ ، وَقَدْ أَعَدَّتْ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ لِيَأْتِي لِيَدْخُلَ بِهَا ثُمَّ يَعُودُ مَعَهَا إِلَى القَاهِرَةِ ، وَلِتَبْدَأَ مَتَاعِبَهُ مَعَ الإنْجَابِ وَمَوْتِ الأوْلَادِ أَوَّلا بِأَوَّلٍ وَكَانَ رَجُلا صَبُورًا عِصَامِيًّا لا يَفْتُرُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ لَيْلا وَنَهَارًا قَوَّامًا بِالليْلِ .. يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ حَتَّى مَوْتِهِ ...
وَيَصِلُ العُمُرُ بِالرَّجُلِ الأمِّيِّ الْخَاِمسَةَ وَالأرْبَعِينَ فَتَرَى امْرَأَتُهُ ـ أَثْنَاءَ حَمْلِهَا ـ بِالْمَنَامِ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ المَقَامَاتِ التِي يُعَظِّمُونَهَا بِبَلَدِهِمْ ؛ فَظَنَّتْ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّهَا تَحْمِلُ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَلَدًا وَأَنَّهُ سَيَعِيشُ وَأَنَّهَا سَتُسَمِّيهِ ( عَلِيًّا ) عَلَى اسْمِ شَيْخِهَا الَّذِي رَأَتْهُ.
وَبِالطَّبْعِ لَمْ يَمُتْ بِدِلالَةِ كِتَابَتِهِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ! أَمَّا الشَّيْخُ فَقَدْ فَرِحَ بِالْمَوْلُودِ أَيَّمَا فَرَحٍ ، وَاعْتَنَى بِأَمْرِهِ أَيَّمَا اعْتِنَاءٍ ، وَأَرْضَعَتِ الأُمُّ الوَلِيدَ سَجَايَا حَسَنَةً بِالْمُعَاَيَشَةِ وَالْمُرَافَقَةِ .. مِنْهَا: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ وَشِدَّةُ الْكَرَمِ ، وَالاهْتِمَامُ بِأَمْرِ النَّاسِ ـ أَصْحَابَ الابْتِلاءَاتِ ـ وَالْعَفْوُ وَعِزَّةُ النَّفْسِ وَالإبَاءُ ـ حَفِظَهَا اللهُ.
وَلَمَّا بَلَغَ الرَّابِعَةَ مِنَ عُمُرِهِ ذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ لِكُتَّابِ الْحَيِّ ؛ فَكَانَتْ أُمْنِيَتُهُ أَنْ يَحْفَظَ هَذَا الطِّفْلُ الْقُرْآنَ ، وَكَانَ شَّيْخُ الْكُتَّابِ يُلَقَّبُ بِالأزْهَرِيِّ ،يَعْمَلُ أَشَقَّ الأعْمَالِ وَأشْقَاهَا بِالنَّهَارُ ،وَيَجْتَمِعُ لَدَيْهِ الصِّبْيَةُ مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ آخِرَ النَّهَارِـ وَكَانَ لَهُ حَظٌّ وَافِرٌ مِنَ حُسْنِ الْخَطِّ وَالصَّوْتِ وّقُوَّةِ الْخَطَابَةِ وَبَيَانِ الْحُجَّةِ ، لَمْ يَتْرُكِ الطِّفْلُ مِنْهَا شَيْئًا إلا وَتَعَلَّمَهُ مِنْهُ لِمَحَبَّتِهِ إيَّاهُ حُبًّا جَمًّا ـ وَكَانَ يَتَقَاضَى خَمْسَةَ عَشَرَ قِرْشًا بِالشَّهْرِ ، يُحْضِرُ لَنَا مِنْهَا الْحَلْوَى خَاصَّةً مَنْ يُجِيدُ الْكِتَابَةَ وَالْقِرَاءَةَ وَحِفْظَ القِصَارِ وَاقِفًا أَمَامَ الطُّلابِ، وَكُنَّا نَرْهَبُ جَانِبَ الشَّيْخِ إِذْ لا يَعْرِفُ أَحَدًا إِذَا غَضِبَ !خَاصَّةً غَضَبُهُ حِينَ جَاءَتْهُ أُمِّي لِتَعْتَرِضَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ رَفَعَ التَّسْعِيرَةَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ إِلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ قِرْشًا بِالشَّهْرِ .. وَبَعْدَ حِوَارٍ بَيْنَهُمَا ارْتَفَعَ فِيهِ صَوْتُ أُمِّي عَلَى الشَّيْخِ وَهِيَ تَقُولُ حَرَامْ عَلِيكْ خَفْ رَبَّكْ .. خَمْسَةْ وَعِشْرينْ قِرْشْ ؟!! ) رَضِيَ مُبْتَسِمًا وَاسْتَثْنَانِي مِنَ الزِّيَادَةِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمَثَابَةِ انْتِصَارٍ لأمِّي أَخَذَتْ تَحْكِيهِ لَنَا ولأبِي أَيَّامًا وَلَيَالِيَ.
وَلَمْ يَدْخُلْ طِفْلُهُمُ الْمَدْرَسَةَ إلا وَهُوَ يَعْرِفُ الْقِرَاءَةَ وَالْكِتَابَةَ وَالْحِسَابَ وَالإمْلاءَ عِلاوَةً عَلَى حِفْظِ جُزْأَيْ (عَمَّ وَتَبَارَكَ) كُلُّ ذَلِكَ مُقَابِلُ خَمْسَةَ عَشَرَ قِرْشًا.
وَكَانَ الشَّيْخُ الأزْهَرِيُّ ( مُحَمَّدٌ عَبْدُ الْعَظِيمِ الأزْهَرِيُّ ) يَتَفَرَّسُ فِي الطَّالِبِ النَّجَابَةَ فَكَانَ كَثِيرًا مَّا يَقُولُ لَهُ مُتَفَاخِرًا أَمَامَ الْمُصَلِّينَ ( إِنت لسانَك لسانْ عربِي مبين! ) وَكَانَ يُقَدِّمُهُ للصَّفِّ الأوَّلِ ، وَيُوعِزُ لِلْمُصَلِّينَ أَنَّ الْفَتَى هَذَا هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى التَّصْحِيحَ إِنْ نَّسِيَ هُوَ شَيْئًا بِالتِّلاوَةِ أَثْنَاءَ الصَّلاةِ.
ثُمَّ انْتَقَلَ الْفَتَى نَقْلَةً كَبِيرَةً حِينَ قَدَّمَهُ الأزْهَرِيُّ لِيَقْرَأَ عَلَى الْمَلَأ أَمَامَ النَّاسِ قُرْآنَ الْجُمُعَةِ ـ كَعَادَتِهِمْ ـ وَهُوَ وَقْتَهَا فِي الصَّفِّ الرَّابِعِ الابْتِدَائِيِّ ، وَكَانَ الأمْرُ مَدْعَاةً لِّلطُّرْفَةِ وَالْفَخْرِ مَعًا ؛ حِينَ كَانَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ مُزَخْرَفٍ وَيُحَاوِلُ الْجَمِيعُ جَاهِدِينَ أَنْ يُنزِلُوا حَامِلَ الْمَيْكُروفُونَ إلَى مُسْتَوَى الصَّغِيرِ فَيَفْشَلُونَ ! ثُمَّ يَلْجَؤونَ إلَى إبْعَادِهِ عَنْهُ مَسَافَةً ثُمَّ يُمِيلُونَهُ إلَيْهِ مُسْتَخْدِمِينَ فِي ذَلِكَ أَحْذِيَةَ الْمُصَلِّينَ قَدِيمَهَا وَجَدِيدَهَا أسْفَلَ الْحَامِلِ ، وَيَحْلُمُ الصَّغِيرُ بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مُقْرِئًا شَهِيرًا وَأَنْ ( يلعب ) بِالْكَلِمَاتِ كَمَا يَلْعَبُ بِهَا مَنْ يَقُولُونَ إنَّهُمْ مِّنْ أَصْحَابِ الْقِرَاءَاتِ ؛ فَيُعِيدُونَ الآيَةَ الْوَاحِدَةَ بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ ـ وَلَكِنَّهُ لابُدَّ أَنْ يُفَكِّرَ جِدِّيَّا مِنَ الآنِ مَاذَا سَيَكُونُ اسْمُهُ الْجَدِيدُ ؛ فَاسْمُهُ هَذَا لَيْسَ اسْمَ شُهْرَةٍ أبَدًا .. وَلابُدَّ مِنَ التَّغْييرِ !!
لَقَدْ كَانَ لِلأمِّيّ وَالِدِ الْفَتَى ذَكَاءٌ فِطْرِيٌّ فَكَانَ لا يَتْرُكُ شَارِدَةً وَلا وَارِدَةً فِي ابْنِهِ إلا عَلَّمَهُ إيَّاهَا بَدْءًا مِّنْ كَيْفَ يَتَحَدَّثُ أَمَامَ النَّاسِ وَكَيْفَ يَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَوُصُولا إلَى كَيْفَ يُقَيِّدُ رَابِطَةَ نَعْلَيْهِ. فَاسْتَطَاعَ عَلَى أمِّيَّتِهِ وبجَلَدِهِ عَلَى التَّعَلُّمِ أنْ يَقْرَأ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كُلَّهُ بِتَكْرَارِ السَّمَاعِ لِلْمُقْرِئِينَ الَّذِينَ كَانَ يَعْشَقُ أصْوَاتَهُمْ وَيَطْرَبُ لَهَا .
لَقَدْ كَانَ لَهُ مِنْ حَظٍّ الدُّنْيَا ( نَايٌ ) مِّنْ نُّحَاسٍ تَرَكَهُ مُنْذُ صِبَاهُ، لَكِنَّهُ يَحْتَفِظُ بِهِ فِي حَقِيبَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا مُدَّخَرَاتِهِ ، وَكَانَ أبْنَاؤُه وَبَنَاتُهُ قَلَّمَا يُلِحُّونَ عَلَيْهِ أنْ يَضْرِبَ لَهُمْ شَيْئًا يَسْمَعُونَهُ فَيَرْضَى مُبْتَسِمًا وَالأطْفَالُ مِنْ حَوْلِهِ يَتَمَايَلُونَ طَرِبِينَ.
وَانْتَقَلَتْ الثِّقَةُ بِفَتَانَا إلَى الْمَدْرَسَةِ الابْتِدَائِيَّةِ حَيْثُ بَدَأ في الصَّفِّ الثَّانِي الابْتِدَائِي يَفْتَتِحُ الطَّابُورَ الصَّبَاحِيَّ وَجَمِيعَ الْحَفَلاتِ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ، وَيَرْجِعُ إلَيْهِ الْمُعَلِّمُونَ وَالْمُعَلِّمَاتُ إذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ مِّنْ كِتَابِ اللهِ،أوْ تَنْفَرِدَ بِهِ مُعَلِّمَةٌ لِتَسْتَشِيرُهُ فِي أمْرٍ دِينِي بَسِيطٍ.
كَانَ يَوْمًا مُشْرِقًا كَثِيرَ الرِّزْقِ وَالْخَيْرِ حِينَ زَارَ الْمَدْرَسَةَ مُوَجِّهُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَكَانَ رَجُلا وَجِيهًا مُهَابًا.. فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ (أ.فاطمة عبد الحميد ): سَأُسْمِعُكَ شَيْئًا تَتَفَاجَأُ بِهِ .. وَطَلَبَتْ مِنَ الْفَتَى أنْ يَقْرَأَ بَعْضَ الآيَاتِ ، وَمَا أنِ انْتَهَى حَتَّى قَالَ لَهُ الْمُوَجِّهُ : لا أَعْرِفُ يَا بُنَيَّ بِمَ أُكَافِئُكَ ؟ وَفَتَحَ حَافِظَةَ نُقُودِهِ وَأَعْطَى الْفَتَى جُنَيْهًا [ مِائَةَ قِرْشٍ ] فَكَانَ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمِسْكِينِ ثَرَاءً فَاحِشًا ، لَجَأَ فِيهِ إلَى الْحِيلَةِ عَلَى زُمَلَائِهِ يُمَنِّيهِمْ بِالْوُعُودِ الْكَاذِبَةِ حَتَّى يَتْرُكُوهُ وَجُنَيْهَهُ !!
لَمْ تَكْتَفِ أ. فَاطِمَةُ أنْ تَكُونَ مُعَلِّمَةً فَقَطْ ؛ فَقَدْ كَانَتْ أُمًّا ثَانِيَةً لِّكُلِّ الصَّفِّ بَنِينَ وَبَنَاتٍ ؛ كَيْفَ لا وَقَدْ رَافَقَتْهُمْ سِتَّ سَنَوَاتٍ دِرَاسِيَّةٍ خَصَّتْ فِيهَا الْفَتَى بِمَزِيَّةِ قُرْبَةٍ ؛ فَيَأَتِيَهَا بِبَيْتِهَا مَرَّتَيْنِ فِي الْيَوْمِ ـ عَرْضًا مِّنْهَا عَلَيْهِ ـ دُونَ مُقَابِلٍ،فَلا تَعْجَبْ أنْ تَرَاهَا تَخُصُّ الْفَتَى بِالنِّدَاءِ مِنْ بَيْنِ الْجَمِيعِ لِيَأْتِيَهَا بِمَكَانِ طَبْخِهَا ؛ فَتَخُصُّهُ بِقِطْعَةٍ مِّنَ الْحَلْوَى الَّتِي أَعَدَّتْهَا لأوْلادِهَا أوْ تُسِرُّ لَهُ بِأَمْرٍ وَلِمَ لا ؟! فَقَدْ كَانَ يُشْعِرُهَا بِالفَخْرِ حِينَ يَتَقَدَّمُ بِالْمَرْكَزِ الأوَّلِ بِجَمِيعِ الْمُسَابَقَاتِ الدِّينِيَّةِ ، أوْ حِينَ تُخْبِرُهَا إحْدَى النِّسَاءِ أنَّهَا تَسْتَمِعُ كُلَّ يَوْمٍ مِّن نَّافِذَةِ بَيْتِهَا لِهَذَا الْفَتَى وَهُوَ يَتْلُو بِقُرْآنِ الإذَاعَةِ الصَّبَاحِيَّةِ ، كانت أ.فَاطِمَةُ فِي الأمُومَةِ مَلْجَأ.. كَانَتْ فَارِعَةَ الطُّولِ وَالأخْلاقِ ؛ هِيَ كَمَا قِيلَ مَدْحًا:طَوِيلَةُ النَّجَادِ رَفِيعَةُ الْعِمَادِ ،أمَّا فِي الْمَلاحَةِ فَهْيَ فِي عَيْنِ الْفَتَى كَمَنْ تَرَدَّيْنَ بِالْجَمَالِ بُرْدَا !
وَكَانَ صَاحِبُنَا كَثِيرًا مَّا يُدْعَى لأنْ يُؤَذِّنَ الْعَصْرَ بِالْمَدْرَسَةِ وَتَتَوَقَّفُ الْشُّرُوحُ لِسَمَاعِ أَذَانِهِ ، كُلُّ ذَلِكَ وَهُوَ سَعِيدٌ لِّتَمَيُّزِهِ بِتَرْكِ الْحِصَّةِ ، فَتَرَاهُ يَخْرُج ُمِنَ الصَّفِّ وَفِي عَيْنَيْهِ آثَارُ الشَّمَاتَةِ بِالطُّلابِ الْمَسَاكِينِ الْمُلْزَمِينَ بِمُتَابَعَةِ الدَّرْسِ!
لَقَدْ كَانَ يَسْعَدُ بِالأذَانِ أيَّمَا سَعَادَةٍ خَاصَّةً حِينَ وَثِق بِهِ مُؤَذِّنُ الْحَيِّ ـ إذَا اضْطُرَّ للسَّفَرِ ـ فَيَتْرُكُ لَهُ مِفْتَاحَ الْمَسْجِدِ وَخِزَانَةَ المَيْكُرُوفُونِ لِيَتَغَنَّى بِالأذَانِ فِي أوْقَاتِهِ الْخَمْسَةَ أيَّمَا تَغَنٍّ!
لَمْ تَنْتَهِ السَّنَوَاتُ السِّتُّ الأولَى مِنَ الْمَدْرَسَةِ إلا وَالْفَتَى عُضْوٌ فَاعِلٌ مَّعَ جَمَاعَةِ التَّبْلِيغِ وَالدَّعْوَةِ ، يَرْحَلُ مَعَهُمْ أيْنَمَا رَحَلُوا وَيَبِيتُ اللَّيْلَةَ واللَّيْلَتَيْنِ بِمَسْجِدٍ مِّنَ الْمَسَاجِدِ ، أوْ يُكَلَّفُ بِمَهَمَّةٍ كَإِدَارَةِ حَلْقَةٍ لِّلْكِبَارِ ، يَقْرَأُ فِيهَا مِن كِتَابِ ( رِيَاضِ الصَّالِحِينَ ) أوْ يَقِفُ أمَامَ الْمُصَلِّينَ لِيُعْلِنَ عَنْ جِلْسَةِ خَيْرٍ بَعْدَ صَلاةِ السُّنَّةِ ، وَهُوَ يَدِينُ لَهُمْ بِكَثِيرٍ مِّنْ خِصَالِ الْخَيْرِ وَالأثَرَةِ وَالآدَابِ وَالرَّقَائِقِ.
وَاسْتَمَرَّ الأمْرُ حَتَّى أصْبَحَ يُدْعَى لِلِاحْتِفَالَاتِ خَارِجَ حَيِّهِ مِمَّا يَحْضُرُ فِيهِ كِبَارُ الزُّوَّارِ. وَيُقَدِّمُهُ الْمُقْرِئُونَ بِسِرَادِقَاتِ الْعَزَاءِ إذَا رَأَوْهُ لِيَقْرَأَ أمَامَ النَّاسَ ، وَتَكُونُ فُرْصَةً لَّهُمْ لِيَسْتَرِيحُوا بَعْضَ الْوَقْتِ أوْ يَأْكُلُوا شَيْئًا مِّنَ الطَّعَامِ..
لَقَدْ وَجَدَ الْفَتَى نَفْسَهُ مُلْزَمًا بِالْمَكَانَةِ الَّتِي يَرَاهُ النَّاسُ عَلَيْهَا ؛ فَلِمْ يَكُنْ يَلْعَبُ مَعَ أقْرَانِهِ إلا وَيَتْرُكُ لَهُمُ اللَّعِبُ إذَا حَانَ وَقْتُ الصَّلاةِ ، فَإِلَّمْ يَذْهَبْ نَادَاهُ أحَدُهُمْ ( أنْ قَدْ حَانَ وَقْتُ الصَّلاةِ ) لِيَنْصَرِفَ الْفَتَى وَيَأْخُذُ الْمُنَادِي مَكَانَهُ فَرِحًا مَسْرُورًا. وَكَيْفَ لا يَتْرُكُ اللَّعِبَ وَقَدْ كَانَ يَشْتَرِطُ عَلَى رِفَاقِهِ وَقْتَ التَّنَزُّهِ بِالأعْيَادِ أنْ سَنَتْرُكُ أيَّ شَيْءٍ مَّعَنَا إذَا حَانَ وَقْتُ الصَّلاةِ.
لَمْ يَكُنْ مُسْتَغْرَبًا عَلَى أهْلِ الْحَيِّ أنْ يَلْجَؤُوا لِلْفَتَى حِينَ أُصِيبَ الأَزْهَرِيُّ فِي عَيْنِهِ الْوَحِيدَةِ الَّتِي كَانَ يَرَى بِهَا ، ثُمَّ سَافَرَ إلَى مَسْقَطِ رَأْسِهِ بِالصَّعِيدِ ـ أَنْ يَلْجَؤُوا لِلْفَتَى كَيْ يَسْتَمِرَّ فِي إدَارَةِ الْكُتَّابِ لِيَسِيرَ عَلَى نَهْجِ الأْزْهَرِيِّ التَّرْبَوِيِّ الْفَصِيحِ الْمُفَوَّهِ .. تَمَّ ذَلِكَ طِيلَةَ فَتْرَةِ دِرَاسَةِ الشَّابِّ الْجَامِعِيَّةِ.
كُلُّ هَذَا وَالشَّيْخُ الأمّيُّ يَزْدَادُ خَوْفًا عَلَى وَلَدِهِ مِنَ الْعَيْنِ حَتَّى بَلَغَ بِهِ مَبْلَغَهُ ؛ إِذْ كَانَ لا يَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يَمْشِي بِجَانِبِهِ فِي الطَّرِيقِ أوْ أنْ يَقِفَ جِوَارَهُ فِي الصَّلاةِ بِالْمَسْجِدِ حَتَّى لا يَحْسِدَهُ أحَدٌ عَلَى ابْنِهِ هَذَا..
وَبِنِهَايَةِ الدِّرَاسَةِ الْجَامِعِيَّةِ يَتِمُّ تَرْشِيحُهُ للتَّعْيِينِ بِقِسْمِ الأدَبِ وَالنُّصُوصِ مُعِيدًا بِفَرْعِ كُلِّيَّةِ دَارِ الْعُلُومِ بِالْفَيُّومِ جَامِعَةَ الْقَاهِرَةِ ، وَقَدْ حَمَلَ لَهُ خَبَرَ التَّعْيِينِ د. أحْمَدُ عَلامٌ عَمِيدُ الْكُلِّيَّةِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ لَكِنَّ الأمْرَ لَمْ يَتِمَّ إِذِ اسْتُبْدِلَ الشَّابُّ بِآخَرَ مِنْ دُفْعَةٍ سَابِقَةٍ لِّعُلُوِّ تَقْدِيرَاتِهِ الْقَدِيمَةِ عَلَى صَاحِبِنَا ، فَبَلَغَ مِنْهُ الْحُزْنُ أقْصَى مَا يَبْلُغُ الْمَكْلُومُ مِنَ النَّاسِ !! لَكِنَّهُ أتَمَّ الدِّرَاسَةَ فِي قِسْمٍ آخَرَ كَانَ أكْثَرَ مَيْلًا إلَيْهِ وَهُوَ الْفَلْسَفَةُ الإسْلامِيَّةُ ـ وَتُسَمَّى فِي بَعْضِ الْبُلْدَانِ قِسْمَ الْعَقِيدَةِ أوْ مُقَارَنَةَ الأدْيَاِن ـ وَتُسَمَّى شَهَادَتُهَا السَّنَةَ التَّمْهِيدِيَّةَ لِلْمَاجِسْتِيرِ حَتَّى أنْهَاهَا بِنَجَاحٍ .. ثُمَّ بَدَأَتِ الرِّحْلَةُ الْمُبَارَكَةُ إلَى بِلَادِ الْخَيْرِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ لِلْعَمَلِ.
وَكَانَ الفَتَى فِي كُلِّ مَرَّةٍ يُسَافِرُ فِيهَا يَتَوَجَّسُ خِيفَةَ أنْ يَمُوتَ الشَّيْخُ الأمِّيُّ فِي غَيْبَةٍ عَنْهُ ؛ حَيْثُ شَارَفَ الثَّمَانِينَ مِنَ الْعُمُرِ! وَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ أنَّهُ ـ أيِ الْفَتَى ـ مَبْعَثَ سُرُورِ هَذَا الرَّجُلِ،عِلْمًا بِأَنَّهُ رُزِقَ بِغَيْرِهِ وَلَدَيْنِ وَثَلاثًا مِنَ الْبَنَاتِ ، وَقَدْ أنْجَزَ اللهُ لَهُ مَا تَمَنَّى ... حِينَ اقْتَرَبَ أجُلُهُ فَأوْصَى بَنِيهِ وَزَوْجَهُ ألا يَدْفِنُوهُ ـ إنْ هُوَ مَاتَ ـ حَتَّى يَأْتِي الْفَتَى وَلَوْ كَلَّفَ ذَلِكَ تَأْخِيرَ دَفْنِهِ أيَّامًا !!
فَانْكَبَّ الْفَتَى إلَى أوَّلِ طَائِرَةٍ لِيُدْرِكَ الأمِّيَّ بَعْدَمَا فَصَلَتِ ( الْجَلْطَةُ ) نِصْفَ جَسَدِهِ عَنِ الآخَرِ ، لِيَقْتَرِبَ مِنْهُ وَيُقَبِّلَهُ بَاكِيًا ، وَيَفْتَحَ لَهُ عَيْنَهُ الَّتِي مَا زَالَتْ تَّعْمَلُ ، وَيُخْبِرَهُ أنَّهُ قَدْ أتَاهُ مِنْ سَفَرِهِ ، وَيَحْتَضِنَهُ وَيُذَكِّرَهُ بِتِلاوَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُحِبُّ أنْ يَسْمَعَهَا مِنْهُ ، فَيَقْرَأُ أمَامَ عَيْنَهْ الَّتِي تَرَى وَفِي أُذُنِهِ الَّتِي تَسْمَعُ وَيَبْكِي .. وَالنَّاسُ يَبْكُونَ لِبُكَائِهِ .. وَيَجْتَمِعُ أمَامَ الْفَتَى شَرِيطُ هَذِهِ التَّجْرِبَةِ الْحَيَاتِيَّةِ بَالِغَةِ النَّجَاحِ وَالْكِفَاحِ .. وَيُرَدِّدُ فِي نَفْسِهِ ( ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ .. وَبَقِيتُ مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا ) وَيَمُوتُ الأُمِّيُّ الْبَطَلُ تَارِكًا خَلْفَهُ الدُّعَاءَ الثَّخِينَ لِلْفَتَى الَّذِي طَالَمَا عَايَنَ بَرَكَتَهُ فِي كُلِّ أمْرِهِ.
يَزْعُمُ الفَتَى لِنَفْسِهِ أنَّهُ مِنَ السُّعَدَاءِ، وَيَقُولُ لِطُلَّابِهِ إِنَّهُمْ إِنْ أَرَادُوا أَنْ يَتَأَمَّلُوا أَحَدًا مِنَ أَهْلِ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا فَلْيَنْظُرُوهُ.
وَلا زَالَ الْرجُلُ يَطْلُبُ الْمَعَالِي عِنْدَ رَبِّهِ ؛ فَتَرَاهُ لا يَنْقَطِعُ عَنِ اللّحَاِق بِرَكْبِ الْخَيْرِ خَلْفَ الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَائِخِ وَمَجَالِسِ الْعِلْمِ حِكْمَتُهُ فِي ذَلِكَ
ما حَكَّ جلدَك مثلُ ظفرِك ... فتولَّ أنت جميعَ أمرِك
وإذا قَصدْتَ لحاجةٍ . . . فاقصِد لمعترفٍ بفضلِك
وفي الابتلاء يقول :
سأعيشُ رغمَ الداءِ والأعداءِ كالنَّسرِ فوقَ القمَّةِ الشمَّاءْ
أَرنو إلى الشمسِ المضيئةِ هازئًا بالسُّحْبِ والأمطارِ والأنواءْ
لا ألمحُ الظّلَّ الكئيبَ ولا أرى ما في قَرارِ الهُوَّة السوداءْ
وأسيرُ في دنيا المشاعرِ حالما غَرِدًا وتلك طبيعةُ الشعراء
النورُ في قلبي وبينَ جوانحي فعلامَ أخشى السيرَ في الظَّلماءْ؟!!
ومع زوجه يقول:
هَجَرْتُكِ حتى قيل لا يعرفُ الهـَـوى
وزُرْتُـكِ حـتى قـيـل لـيـس لـه صـبـرُ
تكــادُ يـدِي تَنـْدَى إذا مـا لمسْـتِها
وينبـتُ فـي أطرافِهـا الوَرَقُ الخُضْرُ
نهاية القصة
المشاريع المستقبلية :
1- إتمام المصحف المجود مع الشيخ محمد المحيسني ـ حفظه الله (بمكة).
2- إتمام المصحف المجود مع الشيخ فارس عباد ـ حفظه الله (بالدمام).
3- تسجيل الكلمات الفرشية وأصول القراء العشرة بمصاحف الفلاش وهو عمل ضخم مشترك مع الشيخ توفيق بن إبراهيم ضمرة ـ حفظه الله.
4- تتمة تسجيل القرآن بالقراءات العشر ( إفرادا وجمعا ) أداء تعليميا ـ
5- تسجيل متن الشاطبية بشكل جديد.
6- إعادة تسجيل كامل القرآن لأحد القراء الكبار سيعلن عن اسمه بعد الانتهاء من كل المجموعة ـ إن شاء الله تعالى.
نسألكم الدعاء