"ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ " مع نقاش في نبوة الخضر

الأخ الكريم : مصطفى سعيد .
وفقك الله لكل خير .
النص القرآني واضح في المعنى المذكور ، ومجرد الخشية والتوقع لا تبيح قتل رجل عاقل بالغ وقع في أمور عظام فكيف بقتل طفل بريء لم يبلغ الرشد .
.

الغلام طبع كافرا لعلم الله بما سيؤول اليه حاله , السؤال هنا يجب أن يكون :لماذا قتل الغلام ؟ والجواب قاله الخضر لموسى عليه السلام :"يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)

واريدك أن تخبرني هل الطفل الذي ورد فيه الحديث التالي نبي؟

"وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 254)
فهل علم الطفل بالجارية والرجل ذو الشارة من النبوة ؟ اريد أن أعرف كيف فرقت بين العلمين ؟.









فمثل هذا لا يمكن أن يحصل إلا بوحي من الله تعالى ؛ وإلا فكيف تحظر على من يدعي الولاية إذا قتل أنفسا وقال إنه خشي وألهم أنهم سيكونون مجرمين .

إذا فعل ذلك يقتل إجماعاً إلا بموانع القصاص , لأن الشريعة تقتضي ذلك , والولي يوافق الشريعة ولا يخالفها , وهي التي أمرت بحساب الناس بالظواهر ولم تحاسبهم بالسرائر , ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام " قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا " وعلل الخضر ذلك بعلة هي "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا "وهذا معنى قول الخضر لموسى عندما نقر العصفور في السفينة " مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ" صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)

والخضر لم يكن مأمورا بإتباع شريعة موسى عليه السلام . ولا كان موسى مأمورا أن يفعل مثل الخضر ولا أن يتبع فعله , بل إفتقر موسى لعلم منع عنه أن يفعل مثل الخضر .

ومعلوم إجماعا أن شريعة محمد واجبة الإتباع دون غيرها من الشرائع , فلو قال إنسان , أنا أُحرم كل ذي ظفر , قيل له إن الله أباح ذلك بعد أن بعث محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن لم يتبع ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام كفر بنبوته فنقض دينه بتكذيب النبوة وإتباع الهوى .

فالقياس هنا فاسد لأنه إعتمد على قياس حال المأمور بإتباع شرع بحال الذي لم يؤمر بإتباع شرع نبي كان زمنه .

ولما إدعى بعضهم أن الوحي ينزل عليه قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : صدقكما قال سعيد بن وهب "قال : كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له : إن المختار يزعم أنه يوحى إليه ، فقال : صدق : ثم تلى { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم }".مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 253).
القصد أن الناس يمكنهم أن يكذبون ويدعون الباطل ولكن الشرع حكم بيننا بعد أن نسخ كل شريعة .



لم يتحرك الخضر عليه الصلاة والسلام في تلك الأمور إلا بوحي من الله تعالى ؛ والوحي هو مدار النبوة ، ولنترك الخلاف الهامشي الموسع أو المضيق للنبوة .
وكان موسى عليه الصلاة والسلام مصيبا في إنكاره العام لتلك الأمور - إذا استثنيا الشرط - بحسب شريعته .
وكان الخضر عليه الصلاة والسلام مصيبا في فعل تلك الأمور بحسب شريعته .
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه .
والله تعالى أعلم .
أما موسى عليه السلام فلم يستطيع أن يصبر لعدم علمه بما سيحدث ولو علم ذلك من الخضر لما كان الأمر عجيبا لموسى عليه السلام .
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه ؟



وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه .
والله تعالى أعلم .

وهذا من تعلم الفاضل من المفضول .فموسى أفضل من الخضر وأعلم إلا فيما ذكره
 
الأخ الكريم : مجدي .
كان بيني معك أسلوب في النقاش وعدتني فيه بالرد على أدلة الشنقيطي وغيره من أهل العلم على نبوة الخضر ..
ولم تجب عن دليله الأول ..
فيحسن النقاش العلمي لا غير . هذا أولا .
ثانيا : كلامي كان إجابة للأخ مصطفى سعيد .
والمهم حتى يتضح لك محل الإشكال ويكون الكلام حوله هو أننا متفقون على أن الخضر عنده علم جعله يفعل ما فعل من خرق السفينة وقتل الغلام ..
ولكن الخلاف في كيفية تلقي هذا العلم ..
جماعة من أهل العلم تقول إنه لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي ..
وأنت تقول إن هناك طريقا أخرى فما هي ؟
أما استشهادك بالأحاديث في هذا الموضوع كثيرا فهو خارج عن الموضوع ..
فهذا الطفل الذي ترك ثدي أمه هل نص الحديث على أنه علم علما وهل قال : "وما تركت الثدي عن أمري" .
يجب أن يكون الدليل في محل الخلاف لا غير ..
وفي النهاية فإني لا زلت أنتظر ردك على الدليل الأول من أدلة نبوة الخضر.
 
السلام عليكم
فكيف للخضر أن يخبر عن إرادة الله تعالى في الغلامين وفي مستقبل حياتهم دون وحي من الله تعالى؟

أخي الفاضل مصطفى :
ليس إلا الوحي .
أخى الكريم ...كلامك صحيح إن فصلنا هذه عن سابقتيها " فأردت أن أعيبها .." فأردنا أن يبدلهما ربهما .."

بل تلاحظ أن ارادته بخرق السفينة وارادة المريدين ابدال الغلام كانتا قبل خرق السفينة وقتل الغلام .. فهل يملك أن لايأخذ الملك السفينة .. وهل يملكون أن يبدل الله الأبوين خير من غلامهما ... لايملك ولا يملكون ... بل هذا على الغالب ؛ وغلبوا ذلك من علمه ومن فهمهم للسنن وعلمهم بها ...
والثالثة .. كذلك اجتمعت الأسباب لحفظ الكنز حتى يبلغ صاحباه أشدهما ؛ ولاحظ -ويستخرجا -لما لم يقل فيستخرجا .. لأن استخراجه ليس مترتب على بلوغهما بل على مافعله هو بالجدار
فهل يمكن القول عند اجتماع أسباب حدوث أمر ما أن تقول .. هذه ارادة الله ؟!
فإن قال فى شأن السفينة .. فأراد ربك ألا يأخذها الملك الغاصب ... هل نقول كيف علم أن الله أراد ؟
إن الانسان عندما يفعل وفق سنن الله وبما علمه منها يكون بذلك محققا ارادة الله أو هو من اسباب الله لفعل مايريد
كأن يجرى جراح جراحة تنقذ مريضا لو ترك لمات ..أراد الله ألا يموت ... يفعل الله مايريد بأن يهيأ الأسباب .....يستطيع الجراح بعد الدخول إلى غرفة العمايات وتقديره مآل العملية أن يقول .. أراد الله لهذا المريض أن يعيش ويعود لبيته سالما
كذلك قال الخضر بعد تقديره أن الجدار الذى بناه سيدوم ويحفظ الكنز حتى يستخرجه صاحباه
 
السلام عليكم
فكيف للخضر أن يخبر عن إرادة الله تعالى في الغلامين وفي مستقبل حياتهم دون وحي من الله تعالى؟

أخي الفاضل مصطفى :
ليس إلا الوحي .
أخى الكريم ...كلامك صحيح إن فصلنا هذه عن سابقتيها " فأردت أن أعيبها .." فأردنا أن يبدلهما ربهما .."

بل تلاحظ أن ارادته بخرق السفينة وارادة المريدين ابدال الغلام كانتا قبل خرق السفينة وقتل الغلام .. فهل يملك أن لايأخذ الملك السفينة .. وهل يملكون أن يبدل الله الأبوين خير من غلامهما ... لايملك ولا يملكون ... بل هذا على الغالب ؛ وغلبوا ذلك من علمه ومن فهمهم للسنن وعلمهم بها ...
والثالثة .. كذلك اجتمعت الأسباب لحفظ الكنز حتى يبلغ صاحباه أشدهما ؛ ولاحظ -ويستخرجا -لما لم يقل فيستخرجا .. لأن استخراجه ليس مترتب على بلوغهما بل على مافعله هو بالجدار
فهل يمكن القول عند اجتماع أسباب حدوث أمر ما أن تقول .. هذه ارادة الله ؟!...........نعم
فإن قال فى شأن السفينة .. فأراد ربك ألا يأخذها الملك الغاصب ... هل نقول كيف علم أن الله أراد ؟
إن الانسان عندما يفعل وفق سنن الله وبما علمه منها يكون بذلك محققا ارادة الله أو هو من اسباب الله لفعل مايريد
كأن يجرى جراح جراحة تنقذ مريضا لو ترك لمات ..أراد الله ألا يموت ... يفعل الله مايريد بأن يهيأ الأسباب .....يستطيع الجراح بعد الدخول إلى غرفة العمليات وتقديره مآل العملية أن يقول .. أراد الله لهذا المريض أن يعيش ويعود لبيته سالما
كذلك قال الخضر بعد تقديره أن الجدار الذى بناه سيدوم ويحفظ الكنز حتى يستخرجه صاحباه
والله أعلم
 
واريدك أن تخبرني هل الطفل الذي ورد فيه الحديث التالي نبي؟

"وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 254)
فهل علم الطفل بالجارية والرجل ذو الشارة من النبوة ؟ اريد أن أعرف كيف فرقت بين العلمين ؟.
...
...
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه ؟

هذا الرضيع الذي أخبرنا عنه نبيئنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم= أجرى الله تعالى له أمرين خارقين من أمره تعالى:
الأول = أنه تكلم في المهد ، وهذا أمر خارق للعادة ، حتى إن الحديث أورد أربعة تكلموا في المهد، وفي روايات: ثلاثة، وقد اسقصى منها ابن حجر ما حاصله : سبعة . وهو خارق له نظير شهير في كتاب الله ، وهو قصة عيسى ابن مريم عليه السلام وكلامه في المهد: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيئاً...).
الثاني = أنه أخبر عن سر مخبوء لت تعلمه أمه أو لم يعلمه أهل القرية من بني إسرائيل الذين اغتروا بالرجل ذي الشارة الجبار، واتهموا الأمة المسكينة بالفاحشة.
وهذا السر المخبوء لا نستطيع أن نسميه باسم إلا أنه غيب ، لا يطلع عليه إلا الله وإلا من ارتضى.
والكلام عن الغيب لا يكون إلا عن طريق الوحي الإلهي.
والكلام بالوحي إخباراً عن غيب لا يعلمه إلا الله = هو النبوءة.
إذن ! ! ..
ذلك الرضيع تكلم عن نبوءة، ولو كان معلقاً بثدي أمه التي ترضعه..
ألم يكن عيسى كذلك.. ألا يشبه هذا بوجه كبير المسيح عيسى ابن مريم (الكلام في المهد عن الغيب).
أولا يشبه أمره أمر الخضر عليه السلام؟.
وأمارات الحكمة الإلهية بادية الظهور في هذه القصة النبوية، وهي إعلام الله أهل تلك القرية ببراءة الجارية الضعيفة الصالحة والمتهمة = على لسان هذا الرضيع وعن طريق أمه ومن حضرها أو مرّ بها... إلخ.
في شعور اجتماعي إيماني غامر بعناية الله بالضعفاء والفقراء والمساكين !!.
والله أعلم.
والحمد لله أولاً وآخراً.
 
الأخ الكريم : مجدي .
كان بيني معك أسلوب في النقاش وعدتني فيه بالرد على أدلة الشنقيطي وغيره من أهل العلم على نبوة الخضر ..
ولم تجب عن دليله الأول ..
فيحسن النقاش العلمي لا غير . هذا أولا .
ثانيا : كلامي كان إجابة للأخ مصطفى سعيد .
والمهم حتى يتضح لك محل الإشكال ويكون الكلام حوله هو أننا متفقون على أن الخضر عنده علم جعله يفعل ما فعل من خرق السفينة وقتل الغلام ..
ولكن الخلاف في كيفية تلقي هذا العلم ..
جماعة من أهل العلم تقول إنه لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي ..
وأنت تقول إن هناك طريقا أخرى فما هي ؟
أما استشهادك بالأحاديث في هذا الموضوع كثيرا فهو خارج عن الموضوع ..
فهذا الطفل الذي ترك ثدي أمه هل نص الحديث على أنه علم علما وهل قال : "وما تركت الثدي عن أمري" .
يجب أن يكون الدليل في محل الخلاف لا غير ..
وفي النهاية فإني لا زلت أنتظر ردك على الدليل الأول من أدلة نبوة الخضر.
أخي ابراهيم : لقد بينت لك في الردود السابقة أن الرحمة والعلم في القران لم تأتي خاصة بالأنبياء , واريد منك أن تعطيني ما يدلل أنها ذكرت فيهم دون غيرهم .


الم تجد الآية في نفس السورة الكلام عن ذي القرنين .ثم يا أخي السنة موضحة للكتاب ومبينة لها ولا يفسر القران بمعزل عن مصدر الوحي الينا ولا تفهم السنة إلا بما يوافق القران , واذا راجعت مداخلاتي السابقة ستجد أدلة أخرى من القران , وفي الختام أكرر ليس عندي غير ما ذكرت ,فلو قام عندي دليل لاتبعته.

أخي عصام , ليس ذلك من النبوة , فوحي التشريع والتكليف هو المختص بالنبوة , ولكن اللله عز وجل أجرى على أيدي الناس من الكرامات , وأعطاهم من النعم أشياء ,وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أنقطع الوحي إلا ما تعلق به من الرؤيا الصالحة .
وفي المداخلة اللاحقة -إن شاء الله - سأتعرض لموضوع ما ذكر في هؤلاء وفي الرد على موضوع نبوة مريم وأم موسى عليهم السلام جميعا , إذ أنه من أثبت نبوة الخضر بتلك الطريقة لا بد أن تكون أم موسى نبية عنده وكذا أم عيسى عليه السلام,لذا وجب أن نناقش ما يميز بين ذلك كله.
 
أخي عصام , ليس ذلك من النبوة , فوحي التشريع والتكليف هو المختص بالنبوة , ولكن اللله عز وجل أجرى على أيدي الناس من الكرامات , وأعطاهم من النعم أشياء ,وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أنقطع الوحي إلا ما تعلق به من الرؤيا الصالحة .
وفي المداخلة اللاحقة -إن شاء الله - سأتعرض لموضوع ما ذكر في هؤلاء وفي الرد على موضوع نبوة مريم وأم موسى عليهم السلام جميعا , إذ أنه من أثبت نبوة الخضر بتلك الطريقة لا بد أن تكون أم موسى نبية عنده وكذا أم عيسى عليه السلام,لذا وجب أن نناقش ما يميز بين ذلك كله.

أخي مجدي حياك الله..

أنت تقول : هذا من النبوءة .. وهذا ليس من النبوءة .. بلا دليل ..
أو أن دليلك غير واضح لي وللأخ إبراهيم وقد ذكرنا لك ذلك أكثر من مرة .
أرجو أن لا تنفي إلا بدليل واضح .
ولا يكفي ما ألمحت إليه من أننا نؤمن بالنبوءة على قسمين: مجمل ومفصل، فهذه قاعدة مسلمة .. ولكنها خارج محل النزاع .
وأرجو أن يكون مفهومنا للنبوءة شاملاً ومحدداً .. غير مجتزأ..
ولنعرف الداخل فيه والخارج منه .
أنا عندي دليل واضح أن كلام الرضيع من النبوءة .. إضافة إلى ما سبق ..
وسأورده في مشاركة مستقلة تحت هذا الموضوع .. إن شاء الله .
 
تحرير المصطلحات ضروري جدا لفهم المسألة ومعرفة نقاط الاختلاف والاتفاق:
النبوة ، النبي ، المحدث ، الملهم ، الكرامة ، المعجزة ، الولاية ، الولي

الخلط بين هذه الأمور هو سبب الخلاف

وفق الله الجميع للصواب
 
حياك الله أبا سعد :
هذا الدليل الذي ذكرته في مشاركتي السابقة ينقسم إلى نقاط:
1= أن النبوءة ليست شيئاً واحداً غير قابل للتجزئة.
2= أن النبوءة أجزاء أو درجات .
3= أن النبوءة متفاضلة بين النبيئين أنفسهم، لا في ذات النبوءة، ولكن في خصائصها .
4= أدنى أجزاء النبوءة أو درجاتها " الرؤيا الصالحة " ، يراها المؤمن أن ترى له، ويكفي قوله الكريم: "... جزءاً من النبوءة".
5= نسبة الرؤيا من النبوءة ذكرها النبيء صلى الله عليه وسلم، وهي: "جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوءة". كما هو الوارد في أكثر الروايات عند أكثر الصحابة الكرام رضي الله عنهم، بل جزم بذلك أبو هريرة، في رده على ابن عباس الذي ذكر في حضرته أنها : "ستين".
6= ذكر النبيء صلى الله عليه وسلم، أن " الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزءٌ من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة".
7= نسبة العمل من النبوءة أكبر من نسبة الرؤيا (25 من 46)، لأن العمل هو نصف ما تطلبه النبوءة، وهو الجزء الذي يقتضيه الإيمان.
8= نقل ابن حجر أن الحليمي ذهب إلى أن أجزاء النبوءة هي أنواعها، قال: وذكرها .. ؛ بمعنى أن الرؤيا مثلاً هي نوع من أنواع النبوءة.. والنفث في الروع نوع، والصلصلة نوع، والتمثل في شكل بشري نوع، والظهور على الهيئة الملكية نوع... وهكذا.. وهي كلها مجتمعة في الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولعل التحديث نوع "قد كان فيمن قبلكم محدثون".. وهو مقصور في هذه الأمة على عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه، وفي النبيء من باب الأولى.
9= بين (الرؤيا الصالحة: جزء من ستة وأربعين من النبوءة) والنبوءة الكاملة التي تجلت في أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم = أجزاء كثيرة ودرجات بعيدة، لنقل : (أربعة وأربعون جزءاً).
10= لا شك أن كلام الرضيع في يقظته أكثر من جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوءة.
11= ولا شك أن أمر الخضر عليه السلام أوضح وأصرح من كلام الرضيع.. وأقرب إلى النبوءة الكاملة ذات الأجزاء الكثيرة، إن لم تكن إياها..
12= لم نسمع بعد النبيء محمد صلى الله عليه وسلم عن نبوءات صحيحة كاملة، ذات دلائل، كأن يكون طفل تكلم في المهد، كما كان يقع قبل ختم النبوءات به صلى الله عليه وسلم .
13= قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل بن رافع عن رجل عن عبد الله بن عمرو قال : من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه . لأن الوحي الكامل انقطع بعده صلى الله عليه وسلم وما بقي إلا المبشرات، وما بقي إلا التشبه والتأسّي.
ولا زلت أكرر أن البحث مفتوح للجميع.. ليتفضلوا بما عندهم.. من علم.. فادخار العلم مصيبة المصائب!.
والله أعلم.
 


بعيداً عن جدال الأخ مصطفى ــ حيث أصبح ما يقوله لا يمت للنص والسياق بصلة ــ أقول:
هناك خلط بين الوحي والنبوّة، وكذلك هناك خلط بين التنبيء بالغيب والنبوّة. فالإلهام نوع من الوحي، وكذلك الرؤيا الصادقة، وكذلك حديث الملك للإنسان، كما في الحديث الشريف، وصور أخرى من الوحي لا نعلمها، كما في قصة أم موسى. والوحي قد لا يكون فيه تنبيء بغيب وقد يكون.
أما النبوة بالمعنى الاصطلاحي فهي اصطفاء رباني وتكليف للقيام بوظيفة. ويكون النبي مؤيداً بالوحي ومنبأً بالغيوب.
من هنا وجدنا الخلاف المحتدم هنا؛ فمن قال بالنبوة لاحظ التكليف في قصة الخضر والتنبيء بالغيوب. أما الآخرون فلم يجدوا في التنبيء بالغيب دليلاً لأنهم لم يجدوا النص الذي يصرّح بالاصطفاء.
 
أخي ابراهيم : لقد بينت لك في الردود السابقة أن الرحمة والعلم في القران لم تأتي خاصة بالأنبياء , واريد منك أن تعطيني ما يدلل أنها ذكرت فيهم دون غيرهم .


الم تجد الآية في نفس السورة الكلام عن ذي القرنين .ثم يا أخي السنة موضحة للكتاب ومبينة لها ولا يفسر القران بمعزل عن مصدر الوحي الينا ولا تفهم السنة إلا بما يوافق القران , واذا راجعت مداخلاتي السابقة ستجد أدلة أخرى من القران , وفي الختام أكرر ليس عندي غير ما ذكرت ,فلو قام عندي دليل لاتبعته.

.

أخي الكريم : مجدي .
وبينت لك في المداخلة التي بعد مداخلتك المذكورة أن كلامك خارج عن محل استدلال الشيخ رحمه الله تعالى ؛ فالشيخ إنما قصد الرحمة والعلم المؤتى لا مطلق الرحمة والعلم ..
وبينت في مداخلة أخرى أن الاستدلال بالأعم على الأخص استدلال ضعيف عند الأصوليين ناقلا ذلك من كلام الشيخ رحمه الله تعالى في نفس القصة ..
وأوضحت لك أنه ينبغي في ردك على دليل الشيخ الأول أن تركز على محورين :
الأول : تبين أنه من خلال استقراء لفظ الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم تبين أنهما لا يطلقان على النبوة في الأغلب على الأقل .
الثاني : أن تقصر ذلك الاستقراء على الرحمة والعلم المؤتى لا غيرهما ؛ لأن لفظ الآية المستدل بها يستلزم ذلك "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" وهو مقصود الشيخ رحمه الله تعالى .
والشيخ نقل استقراءه من ذاكرته ؛ وأنت عندك المصحف الرقمي ، والمكتبات الألكترونية التي تحصر لك كلمة الرحمة في القرآن الكريم ، وتجمع لك العلم المؤتى في القرآن الكريم بضغطة زر ؛ فاستقرئ المراد في كتاب الله تعالى واخرج لنا برد على استقراء الشيخ رحمه الله تعالى حتى ننتقل إلى الدليل الثاني للشيخ وترد عليه بنفس الطريقة ، حتى نصل إلى الحق في المسألة ؛ فنسلم لأدلة الشيخ ، أو نردها ، ونقول بعدم نبوة الخضر .
بارك الله في الجميع .
 
أخي الكريم : مجدي .
وبينت لك في المداخلة التي بعد مداخلتك المذكورة أن كلامك خارج عن محل استدلال الشيخ رحمه الله تعالى ؛ فالشيخ إنما قصد الرحمة والعلم المؤتى لا مطلق الرحمة والعلم ..
وبينت في مداخلة أخرى أن الاستدلال بالأعم على الأخص استدلال ضعيف عند الأصوليين ناقلا ذلك من كلام الشيخ رحمه الله تعالى في نفس القصة ..
وأوضحت لك أنه ينبغي في ردك على دليل الشيخ الأول أن تركز على محورين :
الأول : تبين أنه من خلال استقراء لفظ الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم تبين أنهما لا يطلقان على النبوة في الأغلب على الأقل .
الثاني : أن تقصر ذلك الاستقراء على الرحمة والعلم المؤتى لا غيرهما ؛ لأن لفظ الآية المستدل بها يستلزم ذلك "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" وهو مقصود الشيخ رحمه الله تعالى .
والشيخ نقل استقراءه من ذاكرته ؛ وأنت عندك المصحف الرقمي ، والمكتبات الألكترونية التي تحصر لك كلمة الرحمة في القرآن الكريم ، وتجمع لك العلم المؤتى في القرآن الكريم بضغطة زر ؛ فاستقرئ المراد في كتاب الله تعالى واخرج لنا برد على استقراء الشيخ رحمه الله تعالى حتى ننتقل إلى الدليل الثاني للشيخ وترد عليه بنفس الطريقة ، حتى نصل إلى الحق في المسألة ؛ فنسلم لأدلة الشيخ ، أو نردها ، ونقول بعدم نبوة الخضر .
بارك الله في الجميع .

أخي ابراهيم طلبت منك أن تضع لي الآيات التي قرر الشيخ أن الرحمة والعلم هي مختصة بالنبوة ,وأبشرك أني قد ضغطت الزر عدة مرات ولم أفهم هذا الإستقراء , فهل لك أن تبينه لي , ضع الآيات وستجد ما يقابلها لغير الأنبياء ,إلا آية واحدة قابلها الخضر .
 
هذا باب في كتاب الإمام ابن حجر المسمى: (الزهر النضر في أخبار الخضر)، فيه زوائد وفوائد على ما أورده ابن في فتح الباري:

قال ابن حجر:
باب ما ورد في كونه نبياً:
15 قال الله تعالى في خبره عن موسى حكاية عنه: (وما فعلته عن أمري).
وهذا ظاهر أنه بأمر من الله ، والأصل عدم الواسطة ، ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكره وهو بعيد .
ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام ؛ لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به ما عمل من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق .
فإن قلنا: إنه نبي ، فلا إنكار في ذلك .
وأيضا كيف يكون غير النبي أعلم من النبي ، وقد أخبر النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال لموسى : بلى عبدنا خضر .
وأيضا كيف يكون النبي تابعاً لغير النبي .
16 وقال الثعلبي : هو نبي في جميع الأقوال.
ص:67
17 وكان بعض أكابر العلماء يقول : أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي ؛ كما قال قائلهم (ابن عربي):
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
18 قال أبو جعفر بن جرير في تاريخه : كان الخضرممن كان في أيام "افريدون" الملك بن أثفيان في قول عامة أهل الكتاب الأوّل . وقيل موسى بن عمران -
وقيل : إنه كان على مقدَّمة ذي القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم خليل الرحمن - وهو الذي قضى له بئر السبع -وهي بئر كان إبراهيم احتفرها لماشيته في صحراء الأردن- وإن قوماً من أهل الأردن ادعوا الأرض التي احتفر بها إبراهيم بئره فحاكمهم إبراهيم إلى ذي القرنين الذي ذكر أن الخضر كان على مقدمته أيام سيره في البلاد وأنه بلغ مع ذي القرنين - الذي ذكر أن الخضر كان ملتزمه - نهر الحياة فشرب من مائه - وهو لا يعلم ولا يعلم به ذو القرنين ومن معه - فخلد فهو حي عندهم إلى الآن .
19- قال ابن جرير وذكر ابن إسحاق أن الله تعالى استخلف على بني اسرائيل رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص وبعث الخضر معه نبيا.
ص:68
20 وقال ابن جرير بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام .
وقال وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه بالحق إلا أن يحمل على أنه لم يبعث نبيا إلا في زمن ذلك الملك .
21 قلت بل يحتمل أن يكون قوله وبعث الخضر معه نبيا أي أيده لا أن ذلك الوقت كان وقت إنشاء نبوته فلا يمتنع أن يكون نبيا قبل ذلك .
وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة على تصحيح قول من قال إنه كان نبيا .
22 ثم اختلف من قال إنه كان نبيا هل كان مرسلا فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل .
وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه ارسل إلى قومه فاستجابوا له .
ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم ابن الجوزي .
وقال الثعلبي : هو نبي على جميع الأقوال ، معمر محجوب عن الأبصار .
وقال أبو حيان في تفسيره : والجمهور على أنه نبي . وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه ، وعلم موسى الحكم بالظاهر.
ص:69
23 وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفية ، وقال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة وأبو بكر بن الأنباري في كتابه الزاهر ؛ بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا ؟.
وقال أبو القاسم القشيري في رسالته لم يكن الخضر نبيا وإنما كان وليا .
24 وحكى الماوردي قولا ثالثا أنه ملك من الملائكة يتصور في صور الآدميين مغيرا ذاتا .
25 وقال أبو الخطاب بن دحية لا ندري هو ملك أو نبي أو عبد صالح .
26 وجاء من طريق أبي صالح - كاتب الليث- عن يحيى بن [ص:70] أيوب عن خالد بن يزيد أن كعب الأحبار قال :
إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الترك وهو بحر الصين فقال لأصحابه دلوني فدلوه في البحر أياما وليالي ثم صعد .
فقالوا له يا خضر ما رأيت فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر ؟.
قال استقبلني ملك من الملائكة فقال لي كيف وقد أهوى رجل من زمان داود النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة وذلك منذ ثلاث مائة سنة .
أخرجه أبو نعيم في ترجمة كعب من الحلية".
وفي "الزهر النضر.." فوائد علمية وتاريخية وحديثية أخرى.
 
أخي ابراهيم طلبت منك أن تضع لي الآيات التي قرر الشيخ أن الرحمة والعلم هي مختصة بالنبوة ,وأبشرك أني قد ضغطت الزر عدة مرات ولم أفهم هذا الإستقراء , فهل لك أن تبينه لي , ضع الآيات وستجد ما يقابلها لغير الأنبياء ,إلا آية واحدة قابلها الخضر .

نص كلام الشيخ رحمه الله تعالى في الأضواء :
اعلم أولا: أن الرحمة تكرر إطلاقها على النبوة في القرآن،وكذلك العلم المؤتى من الله تكرر إطلاقه فيه على علم الوحي. فمن إطلاق الرحمة على النبوة قوله: تعالى في الزخرف: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمت ربك ...} الآية[43/31]، أي نبوته حتى يتحكموا في إنزال القرآن على رجل عظيم من القريتين. وقوله تعالى في سورة الدخان: {فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك...} الآية [44/4-5]، وقوله تعالى في آخر القصص: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} الآية [28/86]، ومن إطلاق إيتاء العلم على النبوة قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [4/113]، وقوله: {وإنه لذو علم لما علمناه...} الآية[12/68]، إلى غير ذلك من الآيات. ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف. أضواء البيان - (3 / 322 - 323)دار الفكر الطبعة : 1415 هـ-
وأزيدك من الايات غير ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى قوله تعالى : "وآتاني رحمة من عنده" وقوله تعالى : "وآتاني منه رحمة" وغيرها .
فالمقصود أخي الكريم في هذا الاستقراء واضح بين ؛ وهو أن لفظ الرحمة والعلم المؤتى يتكرر إطلاقهما في القرآن الكريم على النبوة ؛ إما بصفة كلية ؛ فيكون استقراء كليا ، أو بصفة جزئية فيكون جزئيا .
فإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة فهو ينقل استقراء الشيخ إلى جزئي وهو مختلف في حجيته ، وإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة ، وكانت آياتك أكثر ؛ فهو يجعل استقراءك أقوى من استقراء الشيخ .
وعندها سننتقل إلى الدليل الثاني من أدلة الشيخ .
بارك الله في الجميع .
 
هذا باب في كتاب الإمام ابن حجر المسمى: (الزهر النضر في أخبار الخضر)، فيه زوائد وفوائد على ما أورده ابن في فتح الباري:

قال ابن حجر:
باب ما ورد في كونه نبياً:
15 قال الله تعالى في خبره عن موسى حكاية عنه: (وما فعلته عن أمري).
وهذا ظاهر أنه بأمر من الله ، والأصل عدم الواسطة ، ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكره وهو بعيد .
ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام ؛ لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به ما عمل من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق .
فإن قلنا: إنه نبي ، فلا إنكار في ذلك .
وأيضا كيف يكون غير النبي أعلم من النبي ، وقد أخبر النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال لموسى : بلى عبدنا خضر .
وأيضا كيف يكون النبي تابعاً لغير النبي .


أخي عصام ,بداية سأحاول أن أضيف الى ما ذكرته سابقا. إتباع نبي لغير نبي ذكرت ذلك أنه ليس ممنتنعا كما في قصة طالوت الذي كان في جيشه نبي ورسول , وصلاة النبي خلف أبي بكر بدايةوقوله له بعد الصلاة ما منعك إشارة أن ذلك غير مستحيل .
أما كيف يحيط غير النبي أعلم من النبي . فالهدهد علم وأحاطبما لم يحط به سليمان عليه السلام .ولوكان ألأمر كذلك لكان الخضر أفضل من موسى عليهم السلام وإجماع أهل الحق على خلاف ذلك .


16 وقال الثعلبي : هو نبي في جميع الأقوال.
ص:67
17 وكان بعض أكابر العلماء يقول : أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي ؛ كما قال قائلهم (ابن عربي):
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي


أما قول الثعالبي فهذا ما علمه . وقد نقل العديد من العلماء في كونه ليس نبيا .
أما القول الثاني فهو لأن الصوفية زعموا استغنائهم عن الوحي وأسقطوا الفرائض بشبهةأن الخضر ولي وموسى نبي فكان موسى يعلم بالظاهر ولا يستطيع أن يعلم علم الباطن الذي يفعله الولي وكان يعترض عليه , حتى بين له الخضر الخبر .

وهذا كله لا يفيد في دفع دليل ولا تقديمه, بل هو يبين أن الزنادقة يستخدمونمفهما مغلوطا .



16 18 قال أبو جعفر بن جرير في تاريخه : كان الخضرممن كان في أيام "افريدون" الملك بن أثفيان في قول عامة أهل الكتاب الأوّل . وقيل موسى بن عمران -
وقيل : إنه كان على مقدَّمة ذي القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم خليل الرحمن - وهو الذي قضى له بئر السبع -وهي بئر كان إبراهيم احتفرها لماشيته في صحراء الأردن- وإن قوماً من أهل الأردن ادعوا الأرض التي احتفر بها إبراهيم بئره فحاكمهم إبراهيم إلى ذي القرنين الذي ذكر أن الخضر كان على مقدمته أيام سيره في البلاد وأنه بلغ مع ذي القرنين - الذي ذكر أن الخضر كان ملتزمه - نهر الحياة فشرب من مائه - وهو لا يعلم ولا يعلم به ذو القرنين ومن معه - فخلد فهو حي عندهم إلى الآن .
19- قال ابن جرير وذكر ابن إسحاق أن الله تعالى استخلف على بني اسرائيل رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص وبعث الخضر معه نبيا.
ص:68
20 وقال ابن جرير بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام .
وقال وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه بالحق إلا أن يحمل على أنه لم يبعث نبيا إلا في زمن ذلك الملك .
21 قلت بل يحتمل أن يكون قوله وبعث الخضر معه نبيا أي أيده لا أن ذلك الوقت كان وقت إنشاء نبوته فلا يمتنع أن يكون نبيا قبل ذلك .
وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة على تصحيح قول من قال إنه كان نبيا .

بداية قلت في 21هي كلام ابن حجر رحمه الله .

لا تغني قال ولا قيل بدون سند يتحقق معه قبول الخبر أو رده فكيف وجل ذلك كما هو واضح من كلام ابن جرير أنه مننقل كتب أهل الكتاب وأخبار القصاص . ثم إنك ستجد ابن جرير رجح ما صح عن النبي عليه الصلاةوالسلام في الخضر .

وابن جرير فلم يرجح أنه نبي فقد قال :"وإنما قلنا: قول من قال: كان الخضر قبل موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم أشبهُ بالحق من القول الذي قاله ابن إسحاق وحكاه عن وهب بن منبّه، للخبر الذي رَوَىَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب، أنّ صاحب موسى بن عمران - وهو العالم الذي أمره الله تبارك بطلبه إذ ظن أنه لا أحدَ في الأرض أعلم منه - هو الخضر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلمَ خلق الله بالكائن من الأمور الماضية، والكائن منها الذي لم يكن بعد."تاريخ الرسل والملوك - (ج 1 / ص 141)
وقال في مقدمة كتابه حاكيا ‘ن الأخبار التي يوردها :


"وليعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ اعتمادي في كلّ ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويتُ من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه، دون ما أدرك بحجج العقول، واستنبط بفكر النفوس، إلا اليسير القليل منه، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وما هو كائن من أبناء الحادثين، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم، إلا بإخبار المخبرين، ونقل الناقلين، دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكر النفوس. فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا."تاريخ الرسل والملوك - (ج 1 / ص 3)









22 ثم اختلف من قال إنه كان نبيا هل كان مرسلا فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل .
وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه ارسل إلى قومه فاستجابوا له .
ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم ابن الجوزي .
وقال الثعلبي : هو نبي على جميع الأقوال ، معمر محجوب عن الأبصار .
وقال أبو حيان في تفسيره : والجمهور على أنه نبي . وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه ، وعلم موسى الحكم بالظاهر.

وقال غيرهم أنه ليس نبيا ولا رسولا ...
 
نص كلام الشيخ رحمه الله تعالى في الأضواء :
اعلم أولا: أن الرحمة تكرر إطلاقها على النبوة في القرآن،وكذلك العلم المؤتى من الله تكرر إطلاقه فيه على علم الوحي. فمن إطلاق الرحمة على النبوة قوله: تعالى في الزخرف: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمت ربك ...} الآية[43/31]، أي نبوته حتى يتحكموا في إنزال القرآن على رجل عظيم من القريتين. وقوله تعالى في سورة الدخان: {فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك...} الآية [44/4-5]، وقوله تعالى في آخر القصص: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} الآية [28/86]، ومن إطلاق إيتاء العلم على النبوة قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [4/113]، وقوله: {وإنه لذو علم لما علمناه...} الآية[12/68]، إلى غير ذلك من الآيات. ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف. أضواء البيان - (3 / 322 - 323)دار الفكر الطبعة : 1415 هـ-
وأزيدك من الايات غير ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى قوله تعالى : "وآتاني رحمة من عنده" وقوله تعالى : "وآتاني منه رحمة" وغيرها .
فالمقصود أخي الكريم في هذا الاستقراء واضح بين ؛ وهو أن لفظ الرحمة والعلم المؤتى يتكرر إطلاقهما في القرآن الكريم على النبوة ؛ إما بصفة كلية ؛ فيكون استقراء كليا ، أو بصفة جزئية فيكون جزئيا .
فإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة فهو ينقل استقراء الشيخ إلى جزئي وهو مختلف في حجيته ، وإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة ، وكانت آياتك أكثر ؛ فهو يجعل استقراءك أقوى من استقراء الشيخ .
وعندها سننتقل إلى الدليل الثاني من أدلة الشيخ .
بارك الله في الجميع .
نعم النبوةوالرسالة رحمة . ولكن الذي أميل اليه هو كما قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله أنها رحمة خاصة غير النبوة :
قال المفسرون: كان ذلك المسلك للحوت سربا، ولموسى وفتاه عجبا، فلما قال له الفتى هذا القول، وكان عند موسى وعد من الله أنه إذا فقد الحوت، وجد الخضر، فقال موسى: { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } أي: نطلب { فَارْتَدَّا } أي: رجعا { عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } أي رجعا يقصان أثرهما إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت فلما وصلا إليه، وجدا عبدا من عبادنا، وهو الخضر، وكان عبدا صالحا، لا نبيا على الصحيح.
آتيناه [رحمة من عندنا أي: أعطاه الله رحمة خاصة بها زاد علمه وحسن عمله { وَعَلَّمْنَاهُ } ] { مِنْ لَدُنَّا } [أي: من عندنا] عِلْمًا، وكان قد أعطي من العلم ما لم يعط موسى، وإن كان موسى عليه السلام أعلم منه بأكثر الأشياء، وخصوصا في العلوم الإيمانية، والأصولية، لأنه من أولي العزم من المرسلين، الذين فضلهم الله على سائر الخلق، بالعلم، والعمل، وغير ذلك، فلما اجتمع به موسى قال له على وجه الأدب والمشاورة، والإخبار عن مطلبه."تفسير السعدي - (ج 1 / ص 481)

لم يذكر الشيخ آية عن الرحمة في النبوة إلا جاء أكثر منها على غير النبوة .ونفس الآية الأولى بعدها "ورحمة ربك خير مما يجمعون"بعد أن ذكرهم بالنعم التي قسمها الله لهم .



أشيد بمداخلة أخي الغامدي وأريد أن نتعرف على معنى النبوة إصطلاحا , بتعريف جامع مانع .
 
أخ مجدي
قلت أولاً إن العديد رجحوا أن الخضر ليس نبيئاً..
وقلت آخراً : وغيرهم لا يرى أنه نبيء ولا رسول..
ونحن يا أخي في منتدى ، تعرض فيه الأقوال والأدلة والنقل عن الكتب ، في محل النزاع.. ولا يحسن فيه الإضمار ولا الإحالات ولا التدليس ولا البلاغات ...
وأرى أن ردودك تنتقي أشياء تلزمني بها ، وليست بلازمة..
وتعرض عن الأشياء التي تلزمك.. فإما أن ترد على كل ما يورد من أدلة ، أو تُعرض عنها وتبين سبب إعراضك..
وقلت ، وأنت تردّ على ابن حجر: إن ابن جرير رجح أنه ليس بنبيء.. ونقلتَ ما نقلتَ .. أين ؟ لم أر نقلك يدل على ترجيح ولا غيره..
بل كلام ابن جرير هذا الذي نقلتَه كان في مسألة أخرى غير مسألتنا هذه (نبوءة الخضر)، فهو في نقلك هذا عنه يتكلم عن زمن الخضر.. متى كان؟.. لا عن النبوءة.. فهلا نقلت كلامه في النبوءة..
وأنبه إلى خطورة تكذيبك أخبار بني إسرائيل مطلقاً في أمور تخص تاريخهم وتاريخ أنبئائهم، فقد جاء الأمر عن النبيء صلى الله عليه وسلم بأن لا نكذبهم مطلقاً ولا نصدقهم مطلقاً.. وهو منهج ابن جرير وغيره من مؤرخي الإسلام.
أما النبوءة فهي إخبار عن الله فيما لا يكون إلا من الله.
فكيف تراها أنت ؟.
وفقك الله.
 
أخ مجدي
قلت أولاً إن العديد رجحوا أن الخضر ليس نبيئاً..
وقلت آخراً : وغيرهم لا يرى أنه نبيء ولا رسول..
ونحن يا أخي في منتدى ، تعرض فيه الأقوال والأدلة والنقل عن الكتب ، في محل النزاع.. ولا يحسن فيه الإضمار ولا الإحالات ولا التدليس ولا البلاغات ...
وأرى أن ردودك تنتقي أشياء تلزمني بها ، وليست بلازمة..
وتعرض عن الأشياء التي تلزمك.. فإما أن ترد على كل ما يورد من أدلة ، أو تُعرض عنها وتبين سبب إعراضك..
.
أخي عصام لا أحب أن أكرر ما تم طرحه في مداخلات سابقة . ولا أذكر أني قلت شيء دون توثيق له .
ما هي الأمور التي تلزمني ولم ألتزم بها؟

ألا ترى أنكم تكررون نفس الأدلة ؟ وبعضها تم الإجابةعليه أكثر من مرة!!

فأطلب منك أن تخبرني بإلزام قلته وتجاهلته . قد أكون لم أنتبه له ..


وقلت ، وأنت تردّ على ابن حجر: إن ابن جرير رجح أنه ليس بنبيء.. ونقلتَ ما نقلتَ .. أين ؟ لم أر نقلك يدل على ترجيح ولا غيره..
بل كلام ابن جرير هذا الذي نقلتَه كان في مسألة أخرى غير مسألتنا هذه (نبوءة الخضر)، فهو في نقلك هذا عنه يتكلم عن زمن الخضر.. متى كان؟.. لا عن النبوءة.. فهلا نقلت كلامه في النبوءة..
.
لم أقل ما زعمت عن ابن جريروإنما قلت نافيا أن يكون ابن جرير رجح كونه نبيا فقلت:
"وابن جرير فلم يرجح أنه نبي"لم يرجح لم يثبت,وقد سبق أن نقلت تفسيره بما يدعم كلامي مع الربط .

بالنسبة للإسرائيليات سبق وأن ذكرتها وقلت ما يجب فيها . فمن أين أتيت بأني أكذبها على الإطلاق ؟

على أي حال لقد نقلت من تاريخ الطبري رحمه الله عبارة توضح سبب تكذيب الخبر بأنه ليس موسى بني اسرائيل .


و نقلي من السطور التي نقل منها ابن حجر رحمه الله تعالى .وإن زعمت العكس فأرجو أن تضع النقل .


أما النبوة :
أفضل ما قيل فيه قول شيخ الاسلام "فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي "

والذي أجده جامعا مانعا :"من أوحى الله اليه في أمر الشريعة وأمره بتبليغه للناس"
 
نعم النبوةوالرسالة رحمة . ولكن الذي أميل اليه هو كما قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله أنها رحمة خاصة غير النبوة :
قال المفسرون: كان ذلك المسلك للحوت سربا، ولموسى وفتاه عجبا، فلما قال له الفتى هذا القول، وكان عند موسى وعد من الله أنه إذا فقد الحوت، وجد الخضر، فقال موسى: { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } أي: نطلب { فَارْتَدَّا } أي: رجعا { عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } أي رجعا يقصان أثرهما إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت فلما وصلا إليه، وجدا عبدا من عبادنا، وهو الخضر، وكان عبدا صالحا، لا نبيا على الصحيح.
آتيناه [رحمة من عندنا أي: أعطاه الله رحمة خاصة بها زاد علمه وحسن عمله { وَعَلَّمْنَاهُ } ] { مِنْ لَدُنَّا } [أي: من عندنا] عِلْمًا، وكان قد أعطي من العلم ما لم يعط موسى، وإن كان موسى عليه السلام أعلم منه بأكثر الأشياء، وخصوصا في العلوم الإيمانية، والأصولية، لأنه من أولي العزم من المرسلين، الذين فضلهم الله على سائر الخلق، بالعلم، والعمل، وغير ذلك، فلما اجتمع به موسى قال له على وجه الأدب والمشاورة، والإخبار عن مطلبه."تفسير السعدي - (ج 1 / ص 481)

لم يذكر الشيخ آية عن الرحمة في النبوة إلا جاء أكثر منها على غير النبوة .ونفس الآية الأولى بعدها "ورحمة ربك خير مما يجمعون"بعد أن ذكرهم بالنعم التي قسمها الله لهم .



أشيد بمداخلة أخي الغامدي وأريد أن نتعرف على معنى النبوة إصطلاحا , بتعريف جامع مانع .

مع محاولتي فإني لم أستطع - فيما يبدو - أن أوضح لك دليل الاستقراء هذا ، مع أني بينت لك :
أ - أنه يجب قصره على الرحمة والعلم المؤتى ، وأنت مصمم على تعميمهما ،
ب - أن الشيخ بين ما في الاستدلال بالأعم على الأخص .
ج - أن المنصوص في علم الأصول أن صورة النزاع تترك من الاستقراء .
مع كل ذلك فإنك تستدل بالأعم على الأخص ، وتعمم العلم المؤتى والرحمة
، وتدخل صورة محل النزاع في الاستدلال الاستقرائي..
ولكن لا بأس .
فلننتقل إلى الدليل الثاني - لعلنا نستفيد منه ما لم نفهم من الدليل الأول - :
قوله "وما فعلته عن أمري" على ماذا تدل عندك إذا لم تدل على أنه فعل ما فعل بأمر الله ؟.
وإذا كنت ترى أنه فعله عن أمر الله ؛ فبأي طريق يعرف أمر الله غير طريق الوحي ؟
وإذا كان لا يعرف إلا من طريق الوحي أليس الوحي نبوة في أسمى معانيها ؟
 
مع محاولتي فإني لم أستطع - فيما يبدو - أن أوضح لك دليل الاستقراء هذا ، مع أني بينت لك :
أ - أنه يجب قصره على الرحمة والعلم المؤتى ، وأنت مصمم على تعميمهما ،
ب - أن الشيخ بين ما في الاستدلال بالأعم على الأخص .
ج - أن المنصوص في علم الأصول أن صورة النزاع تترك من الاستقراء .
مع كل ذلك فإنك تستدل بالأعم على الأخص ، وتعمم العلم المؤتى والرحمة
، وتدخل صورة محل النزاع في الاستدلال الاستقرائي..
ولكن لا بأس .
فلننتقل إلى الدليل الثاني - لعلنا نستفيد منه ما لم نفهم من الدليل الأول - :
قوله "وما فعلته عن أمري" على ماذا تدل عندك إذا لم تدل على أنه فعل ما فعل بأمر الله ؟.
وإذا كنت ترى أنه فعله عن أمر الله ؛ فبأي طريق يعرف أمر الله غير طريق الوحي ؟
وإذا كان لا يعرف إلا من طريق الوحي أليس الوحي نبوة في أسمى معانيها ؟
أخي ابراهيم أنت طلبت مني سابقا أن أبحث عن الرحمة المؤتى من الله, فهل فعلت ذلك ؟
أجدني مضطرا أن أعيد وأكرر لم يكن ذلك خاصا بالنبوة واليك هذه الآية هل تجيبني عليها:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [الحديد/28]

على أي حال الثاني تقول هل يمكن معرفة ذلك من غير وحي ؟
نعم يمكن أن يعرفه بوحي نبي آخر .ويمكن أن يكون كما قال ذوالقرنين "قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" [الكهف/98],وذكرت لكمن الأخبار نظير ذلك .كقصة الراهب وقصة الرضيع .
وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به . وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر . فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه .

وكذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن فعل الخضر أنه لم يكن منافيا للشرع .كما ذكر عن ابن عباس في قصة الغلام .

أعطيك أمرا آخر يساعدنا في فهم القصة. وهي أن موسى أصبح والخضر في معرفةذلك سواء بعدما أخبره الخضر لذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:

"قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
ومعنى هذا ودننا لو لم يستعجل موسى عليه السلام فنعلم من خبرهم أمرا بالإضافة لما ذكر.

وقوله وما فعلته عن أمري تعني بدون علم علمني إياه ربي ,وكلفني به .


"عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ تُجَرَّرُ وَيُلْعَبُ بِهَا فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا تَزْنِي وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَيَقُولُونَ تَسْرِقُ وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 285)
فهذا الرضيع أجرى الله على لسانه حال الراكب وحال التي اتهمت . فلا سبيل له بمعرف أصل هذه الأمور وهوطفل فهو ليس نبي ولكن الله أجرى بلسانه الحق.
وكذا حديث المحدثون :"أنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 288)


والله تعالى أعلم .
 
الأخ الكريم : مجدي.
من أبسط أسس الحوار في علم المنطق : الاعتراض على الدليل كما هو مع مراعاة محل الاستدلال منه ؛ ثم ترتيب الاعتراضات حتى ينتقل من الدليل الأقوى إلا الدليل القوي ...
أعني يجب أن تعرض ما تعتقد أنه إطلاق للرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على غير النبوة .
ثم تقوم بإحصائية لما استدل به الشيخ من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فإن كان إطلاق الرحمة والعلم المؤتى على النبوة هو الأغلب كان ذلك استقراء جزئيا أو ناقصا ، وكان له محله في الاستدلال ، وإن لم تجد آية خرمت استقراء الشيخ كان استقراؤه تاما وله محله في الاستدلال ، ويراعى كل بحسبه .
أما استدلالك بالآية التي ذكرت ؛ فمع أنه خارج عن المطلوب بالقيد المذكور ؛ لأن "يؤتكم" ليست مثل "آتاكم" لعدم دلالة المضارع على الماضي ، والشرط المذكور في صدرها يخرجها عن محل النزاع .
ومع كل ذلك - وكفى به - فإن معنى الرحمة هنا والنور إنما هو العلم الذي يفرق به بين الحق والباطل ، وهو ما كان عن طريق الوحي والنبوة .
أما قولك : نعم يمكن أن يكون من طريق نبي آخر ، فهو مخالف للإجمال المذكور ، لأن "وما فعلته عن أمري" ظاهرة في أنه إنما فعله بأمر الله المباشر لا من طريق نبي آخر ، ولا تصرف عن هذا الظاهر إلا بدليل ؛ لأن هذا التفسير يؤدي إلى التسلسل في المناظرات وهو ممنوع ؛ بدليل أنه قد يأتي آخر فيقول بل فعله بأمر عالم آخر أمره به نبي آخر ...أما قولك : وذكرت لكم من الأخبار نظير ذلك .كقصة الراهب وقصة الرضيع .
فهل قال واحد من الإثنين : "وما فعلته عن أمري" لا بد - أخي الكريم - من الارتباط بالدليل محل النقاش .
أما قولك : وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به .
فهذا لا خلاف فيه بل هو نص الآية ؛ ولكن هل يعلم العلم من الله تعالى الذي تقتل به الأنفس إلا من طريق الوحي .
وأما قولك : وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر . فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه .
لم أفهم هذا ؛ فكل منهما يوحى إليه ، وكذلك موسى وعيسى يوحى إليهما وشرع كل منهما مختلف عن الآخر وهكذا في سائر الأنبياء ..
أما قصة الغلام الأخيرة فهي كذلك لا تصلح دليلا في محل نزاعنا ؛ لأن الغلام لم يقل : "وما قلت كذا عن أمري" ولأن ما قام به الخضر بعيد كل البعد عن كلمات قالها هذا الغلام .
فالمقارنة بينهما كمن يقارن جبلا بحصاة.
وأما مسألة التحديث والإلهام المذكورة ؛ فهل يمكن في رأيك القيام بأعمال مثل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام بمجرد الإلهام والتحديث ، إذن لا عتب على الصوفية حين يبيحون المحرمات بدعوى الإلهام من الأولياء .
والله تعالى أعلم.
 

أخ مجدي
إذا قال أهل الكتاب : إن الخضر نبيء ، وإن العزير نبيء ، وإن يوشع نبيء...؛ فهل تصدق بذلك الخبر؟ أو تنكره؟.
 
الأخ الكريم : مجدي.
من أبسط أسس الحوار في علم المنطق : الاعتراض على الدليل كما هو مع مراعاة محل الاستدلال منه ؛ ثم ترتيب الاعتراضات حتى ينتقل من الدليل الأقوى إلا الدليل القوي ...
أعني يجب أن تعرض ما تعتقد أنه إطلاق للرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على غير النبوة .
ثم تقوم بإحصائية لما استدل به الشيخ من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فإن كان إطلاق الرحمة والعلم المؤتى على النبوة هو الأغلب كان ذلك استقراء جزئيا أو ناقصا ، وكان له محله في الاستدلال ، وإن لم تجد آية خرمت استقراء الشيخ كان استقراؤه تاما وله محله في الاستدلال ، ويراعى كل بحسبه .
أما استدلالك بالآية التي ذكرت ؛ فمع أنه خارج عن المطلوب بالقيد المذكور ؛ لأن "يؤتكم" ليست مثل "آتاكم" لعدم دلالة المضارع على الماضي ، والشرط المذكور في صدرها يخرجها عن محل النزاع .
ومع كل ذلك - وكفى به - فإن معنى الرحمة هنا والنور إنما هو العلم الذي يفرق به بين الحق والباطل ، وهو ما كان عن طريق الوحي والنبوة .
أما قولك : نعم يمكن أن يكون من طريق نبي آخر ، فهو مخالف للإجمال المذكور ، لأن "وما فعلته عن أمري" ظاهرة في أنه إنما فعله بأمر الله المباشر لا من طريق نبي آخر ، ولا تصرف عن هذا الظاهر إلا بدليل ؛ لأن هذا التفسير يؤدي إلى التسلسل في المناظرات وهو ممنوع ؛ بدليل أنه قد يأتي آخر فيقول بل فعله بأمر عالم آخر أمره به نبي آخر ...أما قولك : وذكرت لكم من الأخبار نظير ذلك .كقصة الراهب وقصة الرضيع .
فهل قال واحد من الإثنين : "وما فعلته عن أمري" لا بد - أخي الكريم - من الارتباط بالدليل محل النقاش .
أما قولك : وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به .
فهذا لا خلاف فيه بل هو نص الآية ؛ ولكن هل يعلم العلم من الله تعالى الذي تقتل به الأنفس إلا من طريق الوحي .
وأما قولك : وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر . فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه .
لم أفهم هذا ؛ فكل منهما يوحى إليه ، وكذلك موسى وعيسى يوحى إليهما وشرع كل منهما مختلف عن الآخر وهكذا في سائر الأنبياء ..
أما قصة الغلام الأخيرة فهي كذلك لا تصلح دليلا في محل نزاعنا ؛ لأن الغلام لم يقل : "وما قلت كذا عن أمري" ولأن ما قام به الخضر بعيد كل البعد عن كلمات قالها هذا الغلام .
فالمقارنة بينهما كمن يقارن جبلا بحصاة.
وأما مسألة التحديث والإلهام المذكورة ؛ فهل يمكن في رأيك القيام بأعمال مثل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام بمجرد الإلهام والتحديث ، إذن لا عتب على الصوفية حين يبيحون المحرمات بدعوى الإلهام من الأولياء .
والله تعالى أعلم.
ما يخص المداخلة , لا أملك الا ما قلته لك . حتى ما يتعلق بالصوفية فقد سبقت الإجابة عليه .
 

أخ مجدي
إذا قال أهل الكتاب : إن الخضر نبيء ، وإن العزير نبيء ، وإن يوشع نبيء...؛ فهل تصدق بذلك الخبر؟ أو تنكره؟.

هم قالوا أيضا أن داوود ملك وليس نبي فما رأيك؟
وقالوا بولس نبي !!!!

أخي الأمر معروف : ما وافق كتاب الله وسنة محمد عليه الصلاة والسلام نوافقه . وما خالفه ننكره وما لم يوافق أو يخالف نتوقف فيه . فلا نكذبه ويكون صدقا ولا نصدقه فيكون كذبا .


"ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا : آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم "السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 6 / ص 303)
 
لماذا يكرر سؤال سبق الجواب عليه بوضوح؟!
عند سؤالكم عن من قتل بزعم ما فعله الخضر قلت .
إذا فعل ذلك يقتل إجماعاً إلا بموانع القصاص , لأن الشريعة تقتضي ذلك , والولي يوافق الشريعة ولا يخالفها , وهي التي أمرت بحساب الناس بالظواهر ولم تحاسبهم بالسرائر , ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام " قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا " وعلل الخضر ذلك بعلة هي "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا "وهذا معنى قول الخضر لموسى عندما نقر العصفور في السفينة " مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ" صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)

والخضر لم يكن مأمورا بإتباع شريعة موسى عليه السلام . ولا كان موسى مأمورا أن يفعل مثل الخضر ولا أن يتبع فعله , بل إفتقر موسى لعلم منع عنه أن يفعل مثل الخضر .

ومعلوم إجماعا أن شريعة محمد واجبة الإتباع دون غيرها من الشرائع , فلو قال إنسان , أنا أُحرم كل ذي ظفر , قيل له إن الله أباح ذلك بعد أن بعث محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن لم يتبع ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام كفر بنبوته فنقض دينه بتكذيب النبوة وإتباع الهوى .

فالقياس هنا فاسد لأنه إعتمد على قياس حال المأمور بإتباع شرع بحال الذي لم يؤمر بإتباع شرع نبي كان زمنه .

ولما إدعى بعضهم أن الوحي ينزل عليه قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : صدقكما قال سعيد بن وهب "قال : كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له : إن المختار يزعم أنه يوحى إليه ، فقال : صدق : ثم تلى { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم }".مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 253).
القصد أن الناس يمكنهم أن يكذبون ويدعون الباطل ولكن الشرع حكم بيننا بعد أن نسخ كل شريعة .




أما موسى عليه السلام فلم يستطيع أن يصبر لعدم علمه بما سيحدث ولو علم ذلك من الخضر لما كان الأمر عجيبا لموسى عليه السلام .
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه ؟


وكذا عن كتب أهل الكتاب :
أخي عصام . .................

أما الإستدلال بقول أهل الكتاب فلا يلزمنا ولو لزمنا لجعلنا داود ليس نبيا وأثبتنا النبوة لغيره .ولكن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما لا علم لنا به .
قصة الراهب فيها أنه قال للصبي من أبوك فأجابه . وكذا الطفل الذي يرضع من أمه فإنه قد أخبر بحال الرجل والجارية .


أما عزير فلا أعلم من قال من أهل شرعتنا بنبوته . وكتب أهل الكتاب لا يعول عليها إثباتا ولا نفيا .
 
هم قالوا أيضا أن داوود ملك وليس نبي فما رأيك؟
وقالوا بولس نبي !!!!

أخي الأمر معروف : ما وافق كتاب الله وسنة محمد عليه الصلاة والسلام نوافقه . وما خالفه ننكره وما لم يوافق أو يخالف نتوقف فيه . فلا نكذبه ويكون صدقا ولا نصدقه فيكون كذبا .


"ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا : آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم "السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 6 / ص 303)

أخي مجدي
لقد أجملت في محل يحسن فيه التفصيل في شأن روايات أهل الكتاب الأول..
لأنك بإجمالك هذا خلطت بين ما يجب وما يباح، وما يقبل منها وما لا يقبل..
ولم أفهم منك إلا أنك تلغي قبول روايات أهل الكتاب أيةً كانت..
وإذا لم يكن عندك تفصيل التعامل مع روايات بني إسرائيل ذكرته لك ؛ لأهميته في هذا الموضوع.
ولا جواب لي عن إنكارهم نبوة داوود أو إثباتهم نبوءة بولس ؛ الذي ذكرته ، إلا بعد معرفة هذا التفصيل.
بارك الله فيك.
 
ما يخص المداخلة , لا أملك الا ما قلته لك . .

إذن بقيت أدلة الشيخ هي ما يمكن الاعتماد عليه حتى نجد معارضا لها ، ولم يذكر العلامة السعدي في نقلك عنه ما يصلح للا ستمساك به في محل النزاع.
 
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال :

هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي ؟

إذا كان علما كسبيا ، فهل له أسباب توصل إليه ؟

وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي ؟

فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟

وإن كان الوحي ، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
 
أخي مجدي
لقد أجملت في محل يحسن فيه التفصيل في شأن روايات أهل الكتاب الأول..
لأنك بإجمالك هذا خلطت بين ما يجب وما يباح، وما يقبل منها وما لا يقبل..
ولم أفهم منك إلا أنك تلغي قبول روايات أهل الكتاب أيةً كانت..
وإذا لم يكن عندك تفصيل التعامل مع روايات بني إسرائيل ذكرته لك ؛ لأهميته في هذا الموضوع.
ولا جواب لي عن إنكارهم نبوة داوود أو إثباتهم نبوءة بولس ؛ الذي ذكرته ، إلا بعد معرفة هذا التفصيل.
بارك الله فيك.

جزاك الله خيرا أظن أخي عصام الأمر يستحق أن يفرد بموضوع جديد إذا قمت بفتحه سأكون من المشاركين فيه بإذنه تعالى .
 
إذن بقيت أدلة الشيخ هي ما يمكن الاعتماد عليه حتى نجد معارضا لها ، ولم يذكر العلامة السعدي في نقلك عنه ما يصلح للا ستمساك به في محل النزاع.
أخي من يثبت النبوة هو من يحتاج لدليل ليقنع من لا يقول بنبوته لأن الأصل هو عدم النبوة, وكنت أنتظر منك تعريف النبوة ,كي نناقش بعد ذلك هل الخضر نبي أم لا .
 
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال :

هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي ؟

إذا كان علما كسبيا ، فهل له أسباب توصل إليه ؟

وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي ؟

فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟

وإن كان الوحي ، فهل كل من أوحي إليه نبي؟

أخي ابا سعد , لقد قمت بطرح سؤال وتركتنا ....... :)

وأظن أنه يجب علينا أن نعود لتعريف النبي , ونناقش التعريف الجامع المانع .
إذا اتفقنا ستزول الكثير من الإشكاليات .

وضعت تعريف النبي ووضع الأخ عصام تعريفا , وأنتظر باقي الأخوة ليضعوا ما يرونه صوابا في ذلك , ثم نناقش التعاريف .

أفضل ما قيل فيه قول شيخ الاسلام "فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي ".

والذي أجده جامعا مانعا :"من أوحى الله اليه في أمر الشريعة وأمره بتبليغه للناس" .

وجوابي وفقا للتعريف ليس كل من أوحي اليه نبي , وإنما النبوة وحي مخصوص .وكل الوحي قد انقطع ببعث محمد صلى الله عليه وسلم إلا له عليه السلام وعليه ختم الوحي والنبوة .
 
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال :

هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي ؟

إذا كان علما كسبيا ، فهل له أسباب توصل إليه ؟

وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي ؟

فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟

وإن كان الوحي ، فهل كل من أوحي إليه نبي؟

أسئلة موفقة ؛ وتصب في صلب الموضوع .
أما مسألة النبوة والوحي ؛ فسوف يظل الخلاف فيه كما هو ؛ لأنه لا أدلة غير ما استدل به أهل العلم المختلفون في ذلك .
وهي مسألة لغوية واصطلاحية ، ولن نستفيد من نقاشها لأن اللغة محسومة سلفا ، والاصطلاح لا مشاحة فيه .
 
أخي من يثبت النبوة هو من يحتاج لدليل ليقنع من لا يقول بنبوته لأن الأصل هو عدم النبوة, وكنت أنتظر منك تعريف النبوة ,كي نناقش بعد ذلك هل الخضر نبي أم لا .

لقد نقلت لك أدلة أهل العلم على نبوة الخضر ؛ ولم أستطع إيضاح الدليل الأول لك مع محاولتي ذلك .
أما الدليل الثاني فاعترضت عليه باعتراضات وأجبتك عنها ، ولم تجب عن جواب الاعتراضات ولم تعترض اعتراضات جديدة عليه .
أسلوب البحث معروف لدى الجميع ولكن أذكرك به :
تعرض الأدلة .
يعترض عليها .
يجاب عن الاعتراضات .
يجاب عن جواب الاعتراضات .
وهكذا حتى يصل الجميع لما يعتقدون أنه هو الحق فيما يخص ذلك الدليل .
ثم ينتقلون إلى الدليل الآخر وهكذا .
ولا بد من سعة البال في الحوار الذي ترجى منه الفائدة .
أما تعريف النبوة ؛ فهو يرجع أولا إلى التفريق بين النبي والرسول .
وقد بينت أن مسألة تعريف النبوة لا تحتاج إلى بحث ؛ لأنها لغوية واصطلاحية .
أما اللغة فمحسومة سلفا ولا رأي فيها ولا اجتهاد وإنما هو النقل المحض .
وأما الاصطلاح فلا مشاحة فيه ؛ فقد يقول ابن حزم إن النبوة هي كذا ، ويدخل فيها كذا تبعا لاصطلاحه .
ثم يأتي آخر فيقول بل هي كذا ولا يدخل فيها ما أدخل ابن حزم ومن معه .
والله تعالى أعلم .
 
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال :

هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي ؟

إذا كان علما كسبيا ، فهل له أسباب توصل إليه ؟

وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي ؟

فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟

وإن كان الوحي ، فهل كل من أوحي إليه نبي؟

أخي أبا سعد
العود أحمد !
أحاول الإجابة عن أسئلتك.. وأظن أن الجميع سيوافق عليها .
1) علم الخضر وهبي .
2) طريقه الوحي .
3) ليس كل من يوحى إليه نبيئاً .
أظن أن هذا القدر متفق عليه في هذه المحاورة..
فإذا رأى الإخوة ذلك فليصرحوا الموافقة..
وذلك لتبقى نقطة الخلاف محصورة في الوصف الشرعي للخضر.. وإن لا .. فلا..
وفقك الله الجميع .
 
الرد على من يقول أنه إستغنى عن الرسول كإستغناء الخضر عن موسى..

الرد على من يقول أنه إستغنى عن الرسول كإستغناء الخضر عن موسى..

قال شيخ الإسلام رادا على من قال إنه يستغني عن الرسول :
" قسم منافقون وإن أظهروا الإسلام وكان في بعضهم زهادة وعبادة يظنون أن إلى الله طريقاً غير الإيمان بالرسول ومتابعته وأن من أولياء الله من يستغني عن متابعة الرسول كاستغناء الخضر عن إتباع موسى وفي هؤلاء من يفضل شيخه أو عالمه أو ملكه على النبي صلى الله عليه وسلم إما تفضيلاً مطلقاً أو في بعض صفات الكمال وهؤلاء منافقون كفار يجب قتلهم بعد قيام الحجة عليهم فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع النقلين إنسهم وجنهم، زهادهم وملوكهم وموسى عليه السلام إنما بعث إلى قومه لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر إتباعه بل قال له: إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من الله تعالى علمكه الله لا أعلمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " .
وقال الله تعالى: " يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض " وقال تعالى: " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً " ." انتهى



وقال رحمه الله :" ولكن من هؤلاء من لا يرى ذلك ولكن يرى أن له طريقاً إلى الله غير اتباع الرسول، ويسوغ لنفسه اتباع تلك الطريق وإن خالف شرع الرسول، ويحتجون بقصة موسى والخضر.
ولا حجة فيها لوجهين (أحدهما) أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى فإن موسى كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل ولهذا جاء في الحديث الصحيح " أن موسى لما سلم على الخضر قال وأنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه " ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم " فضلنا على الناس بخمس: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأي رجل أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة " وقد قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) وقال تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الآية."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 262)


وقال رحمه الله تعالى :

"فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الثقلين: انسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، ملوكهم وزهادهم، الأولياء منهم وغير الأولياء. فليس لأحد الخروج عن مبايعته باطناً وظاهراً، ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة في دقيق ولا جليل، لا في العلوم ولا الأعمال، وليس لأحد أن يقول له كما قال الخضر لموسى، وأما موسى فلم يكن مبعوثاً إلى الخضر.
الثاني أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الأمور التي فعلها تباح في الشريعة، إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر، ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك، ولو كان مخالفاً لشريعته لم يوافقه بحال.
وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإنسان أن يحفظه لصاحبه بإتلاف بعضه فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذبح الشاة التي خاف عليها الموت. وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبي الصائل، ولهذا قال ابن عباس: وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم. وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا كان لذرية قوم صالحين.
الوجه الثامن أنه قال: ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط إلى آخر كلامه وهو متضمن أن العلم نوعان (أحدهما) علم الشريعة وهو يأخذه عن الله كما يأخذ النبي فإنه قال والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه لأنه يرى الأمر على عليه فلا بد أن يراه هكذا.
وهذا الذي زعمه من أن الولي يأخذ عن الله في السر ما يتبع فيه الرسل كأئمة العلماء مع اتباعهم، فيه من الاتحاد ما لا يخفى على من يؤمن بالله ورسله، فإن هذا يدعي أنه أوتي مثل ما أوتي رسل الله، ويقول أنه أوحي إلي ولم يوح إليه شيء، ويجعل الرسل بمنزلة معلمي الطب والحساب والنحو وغير ذلك إذا عرف المتعلم الدليل الذي قال به معلمه فينبغي موافقته لمشاركته له في العلم لا لأنه رسول وواسطة من الله إليه في تبليغ الأمر والنهي. وهذا الكفر يشبه كفر مسيلمة الكذاب ونحو ممن يدعي أنه مشارك للرسول في الرسالة، وكان يقول مؤذنه أشهد أن محمد ومسيلمة رسولا الله."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 263)

وقال ابن ابي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية :
وَأَمَّا مَنْ يَتَعَلَّقُ بِقِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فِي تَجْوِيزِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْوَحْيِ بِالْعِلْمِ اللَّدُنِّيِّ ، الَّذِي يَدَّعِيهِ بَعْضُ مَنْ عَدِمَ التَّوْفِيقَ - : فَهُوَ مُلْحِدٌ زِنْدِيقٌ . فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَى الْخَضِرِ ، وَلَمْ يَكُنِ الْخَضِرُ مَأْمُورًا بِمُتَابَعَتِهِ . وَلِهَذَا قَالَ لَهُ : أَنْتَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ ، وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ ، وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ ، إِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ ، فَمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْخَضِرِ مَعَ مُوسَى ، أَوْ جَوَّزَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ - : فَلْيُجَدِّدْ إِسْلَامَهُ ، وَلْيَشْهَدْ شَهَادَةَ الْحَقِّ ، فَإِنَّهُ مُفَارِقٌ لِدِينِ الْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ . وَهَذَا الْمَوْضِعُ مُفَرِّقٌ بَيْنَ زَنَادِقَةِ الْقَوْمِ وَأَهْلِ الِاسْتِقَامَةِ ، [وَحَرِّكْ تَرَ] .
وَكَذَا مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تَطُوفُ بِرِجَالٍ مِنْهُمْ حَيْثُ كَانُوا !! فَهَلَّا خَرَجَتِ الْكَعْبَةُ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ فَطَافَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُحْصِرَ عَنْهَا ، وَهُوَ يَوَدُّ مِنْهَا نَظْرَةً ؟! وَهَؤُلَاءِ لَهُمْ شَبَهٌ بِالَّذِينِ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ يَقُولُ : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً } ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ . "


شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - (ج 3 / ص 261-260)
 
قال شيخ الإسلام رادا على من قال إنه يستغني عن الرسول :
" قسم منافقون وإن أظهروا الإسلام وكان في بعضهم زهادة وعبادة يظنون أن إلى الله طريقاً غير الإيمان بالرسول ومتابعته وأن من أولياء الله من يستغني عن متابعة الرسول كاستغناء الخضر عن إتباع موسى وفي هؤلاء من يفضل شيخه أو عالمه أو ملكه على النبي صلى الله عليه وسلم إما تفضيلاً مطلقاً أو في بعض صفات الكمال وهؤلاء منافقون كفار يجب قتلهم بعد قيام الحجة عليهم فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع النقلين إنسهم وجنهم، زهادهم وملوكهم وموسى عليه السلام إنما بعث إلى قومه لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر إتباعه بل قال له: إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من الله تعالى علمكه الله لا أعلمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " .
وقال الله تعالى: " يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض " وقال تعالى: " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً " ." انتهى



وقال رحمه الله :" ولكن من هؤلاء من لا يرى ذلك ولكن يرى أن له طريقاً إلى الله غير اتباع الرسول، ويسوغ لنفسه اتباع تلك الطريق وإن خالف شرع الرسول، ويحتجون بقصة موسى والخضر.
ولا حجة فيها لوجهين (أحدهما) أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى فإن موسى كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل ولهذا جاء في الحديث الصحيح " أن موسى لما سلم على الخضر قال وأنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه " ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم " فضلنا على الناس بخمس: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأي رجل أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة " وقد قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) وقال تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الآية."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 262)


وقال رحمه الله تعالى :

"فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الثقلين: انسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، ملوكهم وزهادهم، الأولياء منهم وغير الأولياء. فليس لأحد الخروج عن مبايعته باطناً وظاهراً، ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة في دقيق ولا جليل، لا في العلوم ولا الأعمال، وليس لأحد أن يقول له كما قال الخضر لموسى، وأما موسى فلم يكن مبعوثاً إلى الخضر.
الثاني أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الأمور التي فعلها تباح في الشريعة، إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر، ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك، ولو كان مخالفاً لشريعته لم يوافقه بحال.
وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإنسان أن يحفظه لصاحبه بإتلاف بعضه فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذبح الشاة التي خاف عليها الموت. وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبي الصائل، ولهذا قال ابن عباس: وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم. وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا كان لذرية قوم صالحين.
الوجه الثامن أنه قال: ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط إلى آخر كلامه وهو متضمن أن العلم نوعان (أحدهما) علم الشريعة وهو يأخذه عن الله كما يأخذ النبي فإنه قال والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه لأنه يرى الأمر على عليه فلا بد أن يراه هكذا.
وهذا الذي زعمه من أن الولي يأخذ عن الله في السر ما يتبع فيه الرسل كأئمة العلماء مع اتباعهم، فيه من الاتحاد ما لا يخفى على من يؤمن بالله ورسله، فإن هذا يدعي أنه أوتي مثل ما أوتي رسل الله، ويقول أنه أوحي إلي ولم يوح إليه شيء، ويجعل الرسل بمنزلة معلمي الطب والحساب والنحو وغير ذلك إذا عرف المتعلم الدليل الذي قال به معلمه فينبغي موافقته لمشاركته له في العلم لا لأنه رسول وواسطة من الله إليه في تبليغ الأمر والنهي. وهذا الكفر يشبه كفر مسيلمة الكذاب ونحو ممن يدعي أنه مشارك للرسول في الرسالة، وكان يقول مؤذنه أشهد أن محمد ومسيلمة رسولا الله."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 263)

وقال ابن ابي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية :
وَأَمَّا مَنْ يَتَعَلَّقُ بِقِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فِي تَجْوِيزِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْوَحْيِ بِالْعِلْمِ اللَّدُنِّيِّ ، الَّذِي يَدَّعِيهِ بَعْضُ مَنْ عَدِمَ التَّوْفِيقَ - : فَهُوَ مُلْحِدٌ زِنْدِيقٌ . فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَى الْخَضِرِ ، وَلَمْ يَكُنِ الْخَضِرُ مَأْمُورًا بِمُتَابَعَتِهِ . وَلِهَذَا قَالَ لَهُ : أَنْتَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ ، وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ ، وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ ، إِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ ، فَمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْخَضِرِ مَعَ مُوسَى ، أَوْ جَوَّزَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ - : فَلْيُجَدِّدْ إِسْلَامَهُ ، وَلْيَشْهَدْ شَهَادَةَ الْحَقِّ ، فَإِنَّهُ مُفَارِقٌ لِدِينِ الْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ . وَهَذَا الْمَوْضِعُ مُفَرِّقٌ بَيْنَ زَنَادِقَةِ الْقَوْمِ وَأَهْلِ الِاسْتِقَامَةِ ، [وَحَرِّكْ تَرَ] .
وَكَذَا مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تَطُوفُ بِرِجَالٍ مِنْهُمْ حَيْثُ كَانُوا !! فَهَلَّا خَرَجَتِ الْكَعْبَةُ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ فَطَافَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُحْصِرَ عَنْهَا ، وَهُوَ يَوَدُّ مِنْهَا نَظْرَةً ؟! وَهَؤُلَاءِ لَهُمْ شَبَهٌ بِالَّذِينِ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ يَقُولُ : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً } ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ . "


شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - (ج 3 / ص 261-260)

أين موضوعنا من هذا النقل ؟.
 
جزاك الله خيرا أظن أخي عصام الأمر يستحق أن يفرد بموضوع جديد إذا قمت بفتحه سأكون من المشاركين فيه بإذنه تعالى .

ما عنوان هذا الموضوع الجديد ؟.
لم تجب عن السؤال المحدد الذي عرضته عليك!.. وهو:
هل تصدق علماء بني إسرائيل إذا قالوا : إن الخضر نبيء ؟.
نعم أو لا .
 
ما عنوان هذا الموضوع الجديد ؟.
لم تجب عن السؤال المحدد الذي عرضته عليك!.. وهو:
هل تصدق علماء بني إسرائيل إذا قالوا : إن الخضر نبيء ؟.
نعم أو لا .

الإجابة بعدم تكذيبهم ولا تصديقهم . وإنما نروي ذلك عنهم بلا حرج .

الموضوع الذي أردت أن نتكلم فيه هو :
النقل من كتب أهل الكتاب أو التعامل مع مرويات اهل الكتاب.
 
أحسن الله إليكم جميعا وبما أن حديثكم عن الخضر فعندي سؤال خارج عن محل نقاشكم لكن رأيت من المناسب طرحه لعلي أستفيد من علمكم وأنتفع بما تقولونه .

من المعلوم أن هناك من العلماء من قال إن الخضر لايزال حيا ، فما مستندهم في هذا ؟
 
أحسن الله إليكم جميعا وبما أن حديثكم عن الخضر فعندي سؤال خارج عن محل نقاشكم لكن رأيت من المناسب طرحه لعلي أستفيد من علمكم وأنتفع بما تقولونه .

من المعلوم أن هناك من العلماء من قال إن الخضر لايزال حيا ، فما مستندهم في هذا ؟

إستندوا الى استنتاجات وأحاديث ضعيفة,وقد ذكر الله تعالى أنه لم يبقى أحد على هذه الأرض خالدا :" وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ "[الأنبياء/34]عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أنه قَالَ
"صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ":صحيح مسلم - (ج 12 / ص 363)
فقد رويت أحاديث عن كونه الذي يخرج للدجال عند باب المدينة, وزعم بعض الصالحين بملاقاته.

" وَهَذَا قَدْ وَقَعَ كَثِيرًا لِطَوَائِفَ مِنْ جُهَّالِ الْعِبَادِ يَظُنُّ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَرَى اللَّهَ تَعَالَى بِعَيْنِهِ فِي الدُّنْيَا لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ رَأَى مَا ظَنَّ أَنَّهُ اللَّهُ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ . وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ رَأَى مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ الْخَضِرُ وَكَانَ شَيْطَانًا ". مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 42)
"وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ " الْخَضِرِ " وَ " إلْيَاسَ " : هَلْ هُمَا مُعَمَّرَانِ ؟ بَيِّنُوا لَنَا رَحِمَكُمْ اللَّهُ تَعَالَى .
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : - إنَّهُمَا لَيْسَا فِي الْأَحْيَاءِ ؛ وَلَا مُعَمَّرَانِ ؛ وَقَدْ سَأَلَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ تَعْمِيرِ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ وَأَنَّهُمَا بَاقِيَانِ يَرَيَانِ وَيُرْوَى عَنْهُمَا فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : مَنْ أَحَالَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْ مِنْهُ ؛ وَمَا أَلْقَى هَذَا إلَّا شَيْطَانٌ . وَسُئِلَ " الْبُخَارِيُّ " عَنْ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ : هَلْ هُمَا فِي الْأَحْيَاءِ ؟ فَقَالَ : كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا يَبْقَى عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِمَّنْ هُوَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ } " ؟ وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : قَوْله تَعَالَى { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ } وَلَيْسَ هُمَا فِي الْأَحْيَاءِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ."مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 368)
 
[align=center]
ما المانع أن يكون الخضر حياً ؟ إذا لم يكن نبيئاً ؟.

وجه آخر للنقاش واستحضار الأدلة ؟.
[/align]
 
[align=center]
ما المانع أن يكون الخضر حياً ؟ إذا لم يكن نبيئاً ؟.

وجه آخر للنقاش واستحضار الأدلة ؟.
[/align]

ذكرت الأدلة أخي عصام أضف اليها ما ذكره العلماء مندلائل على ذلك فمنها :

-أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ملزمة الإتباع للبشر والجن, فلا يسع الخضر أن يخالفه لوكان حيا , فلو كان كذلك للزمه الإيمان به وإتباعه , ولم نعلم ذلك بخبر صحيح عن الخضر , قال عزوجل :

"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81]

وكذا قول النبي عليه الصلاةوالسلام حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال" أفي شك أنت يا بن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي "
 
ذكرت الأدلة أخي عصام أضف اليها ما ذكره العلماء من دلائل على ذلك فمنها :
-أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ملزمة الإتباع للبشر والجن, فلا يسع الخضر أن يخالفه لوكان حيا , فلو كان كذلك للزمه الإيمان به وإتباعه , ولم نعلم ذلك بخبر صحيح عن الخضر , قال عزوجل :
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81]
وكذا قول النبي عليه الصلاةوالسلام حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال" أفي شك أنت يا بن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي "

نحن نتكلم عن حياة الخضر يا أخي لا عن حياة موسى عليهما السلام!..
وما ذكرته هنا إنما هو في حياة موسى .. ولا أحد يشك في أن موسى عليه السلام قد مات..
وإنما ذكر النبيء صلى الله عليه وسلم موسى هنا دون غيره من الرسل ؛ لأنه هو الذي أنزلت عليه التوراة ، والتوراة هي التي قرأ فيها عمر رضي الله عنه، وكانت قراءة عمر فيها محل لوم النبيء عمر على قراءتها وزجره وإنكاره عليه بأنه متهوك؟ إلخ؛ كما قد سقت في هذا الحديث وغيره..
فلو قال مثلاً: لو كان الخضر حياً لما وسعه إلا أن يتبعني.. إلخ لكان نصاً في المسألة ، ولكنه لم يقله ، لأنه بعيد عن السياق والمناسبة..
وكيف تجري القياس هنا بين موسى والخضر.. فتورد أخباراً عن موسى وتريد أن نفهم منها أن الخضر داخل في جنسها .. وذلك ما لم تسمح به في معارض أخرى من الاستدلال؟.
وأرجو أن لا تحولني إلى أدلة مبثوثة في مائة مشاركة خلت أفتش فيها، فذلك عسير..
فلو تفضلت باختصار تلك الأدلة هنا بارك الله فيك.
 
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال :

هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي ؟

إذا كان علما كسبيا ، فهل له أسباب توصل إليه ؟

وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي ؟

فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟

وإن كان الوحي ، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
العلم الوهبى
لاأعلم أول من استخدم هذا المصطلح
ولا أعلم دليلا على أن العلم يوهب
إنما أعلم أن العلم يُعلم
فليس هناك مايسمى العلم الوهبى
وكل العلم كسبى " وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " النحل 78
القاعدة أن يكتسب العلم عن طريق السمع والبصر والفؤاد
ولم يُولد أحد متعلما أو عالما
وفى هذا الاجابة على السؤال الثانى
الرجل له سمع وبصر وفؤاد يكتسب بهم العلم


فى قوله تعالى "وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ "
لايقال أن النحل علم
" أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ " طه 39
إن أم موسى أمرت ولكنها لم تعلم لماذا وكيف هذا ولما لاتكون حمايته بطريقة أخرى
"فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ ...."
هذا أمر ... وليس علم ... لم يعلم كيف ينفلق ولا لماذا
"عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ "
"عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ "
" ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ "
فهو وحى يُعلم ويُدارس
 
العلم الوهبى
لاأعلم أول من استخدم هذا المصطلح
ولا أعلم دليلا على أن العلم يوهب
إنما أعلم أن العلم يُعلم
فليس هناك مايسمى العلم الوهبى
وكل العلم كسبى " وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " النحل 78
القاعدة أن يكتسب العلم عن طريق السمع والبصر والفؤاد
ولم يُولد أحد متعلما أو عالما
وفى هذا الاجابة على السؤال الثانى
الرجل له سمع وبصر وفؤاد يكتسب بهم العلم


فى قوله تعالى "وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ "
لايقال أن النحل علم
" أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ " طه 39
إن أم موسى أمرت ولكنها لم تعلم لماذا وكيف هذا ولما لاتكون حمايته بطريقة أخرى
"فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ ...."
هذا أمر ... وليس علم ... لم يعلم كيف ينفلق ولا لماذا
"عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ "
"عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ "
" ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ "
فهو وحى يُعلم ويُدارس
لا مشاحة في الاصطلاح ..
وقد ورد في القرآن أن النبوءات من هبات الله لعباده المرسلين..
(ووهبنا لهم من رحمتنا).
(رب هب لي حُكماً وألحقني بالصالحين).
(وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
وتاريخ هذا الاصطلاح مهم في الفهم.
لأن كثيرين قالوا : إن النبوءات قد تكتسب بالاجتهاد أي أنها علم كسبيّ، وهو قول ينسب إلى ابن سينا ، عفا الله عنه.
ولا أدري تحقيق هذه النسبة إليه .. لأنه قول لا يصدر عن عوام المسلمين؛ فضلاً عن عالم مثله. وكثيراً ما تنسب أقوال إلى الأعلام ، من باب اللوازم وسوء المحمل ، لا من باب الصريح من أقوالهم . والله أعلم بحقيقة الأمر.
وأية كانت النسبة .. فقد جاء في مقابله قول أهل الحق : إن النبوءة هبة من الله ومظهر من مظاهر علمه المحيط.. كما أنها اصطفاء إلهي واختيار رباني.
هذا معنى أن الوحي وهبي أو الوحي علم وهبي.
وأما ما سوى الوحي من العلم فكسبي .. كما تفضلت أخانا الكريم .
 
أخي عصام هل الخضر يختلف عن موسى في وجوب اتباعه للنبي عليه الصلاةوالسلام ؟ وهل نستثنيه من حديث النبي الذي ذكر فيه أنه لن يبقى على الارض نفس منفوسة من الذين كانوا أحياء؟
 
الدليل دخله الاحتمال ، وهناك مستثنيات وهي :
1) المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام .
2) المسيح الدجال .
3) الدابة .
ما المانع أن يكون معهم الخضر .
 
عودة
أعلى