مجدي ابو عيشة
New member
- إنضم
- 12/01/2006
- المشاركات
- 452
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الأخ الكريم : مصطفى سعيد .
وفقك الله لكل خير .
النص القرآني واضح في المعنى المذكور ، ومجرد الخشية والتوقع لا تبيح قتل رجل عاقل بالغ وقع في أمور عظام فكيف بقتل طفل بريء لم يبلغ الرشد .
.
الغلام طبع كافرا لعلم الله بما سيؤول اليه حاله , السؤال هنا يجب أن يكون :لماذا قتل الغلام ؟ والجواب قاله الخضر لموسى عليه السلام :"يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
واريدك أن تخبرني هل الطفل الذي ورد فيه الحديث التالي نبي؟
"وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 254)
فهل علم الطفل بالجارية والرجل ذو الشارة من النبوة ؟ اريد أن أعرف كيف فرقت بين العلمين ؟.
فمثل هذا لا يمكن أن يحصل إلا بوحي من الله تعالى ؛ وإلا فكيف تحظر على من يدعي الولاية إذا قتل أنفسا وقال إنه خشي وألهم أنهم سيكونون مجرمين .
إذا فعل ذلك يقتل إجماعاً إلا بموانع القصاص , لأن الشريعة تقتضي ذلك , والولي يوافق الشريعة ولا يخالفها , وهي التي أمرت بحساب الناس بالظواهر ولم تحاسبهم بالسرائر , ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام " قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا " وعلل الخضر ذلك بعلة هي "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا "وهذا معنى قول الخضر لموسى عندما نقر العصفور في السفينة " مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ" صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
والخضر لم يكن مأمورا بإتباع شريعة موسى عليه السلام . ولا كان موسى مأمورا أن يفعل مثل الخضر ولا أن يتبع فعله , بل إفتقر موسى لعلم منع عنه أن يفعل مثل الخضر .
ومعلوم إجماعا أن شريعة محمد واجبة الإتباع دون غيرها من الشرائع , فلو قال إنسان , أنا أُحرم كل ذي ظفر , قيل له إن الله أباح ذلك بعد أن بعث محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن لم يتبع ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام كفر بنبوته فنقض دينه بتكذيب النبوة وإتباع الهوى .
فالقياس هنا فاسد لأنه إعتمد على قياس حال المأمور بإتباع شرع بحال الذي لم يؤمر بإتباع شرع نبي كان زمنه .
ولما إدعى بعضهم أن الوحي ينزل عليه قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : صدقكما قال سعيد بن وهب "قال : كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له : إن المختار يزعم أنه يوحى إليه ، فقال : صدق : ثم تلى { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم }".مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 253).
القصد أن الناس يمكنهم أن يكذبون ويدعون الباطل ولكن الشرع حكم بيننا بعد أن نسخ كل شريعة .
أما موسى عليه السلام فلم يستطيع أن يصبر لعدم علمه بما سيحدث ولو علم ذلك من الخضر لما كان الأمر عجيبا لموسى عليه السلام .لم يتحرك الخضر عليه الصلاة والسلام في تلك الأمور إلا بوحي من الله تعالى ؛ والوحي هو مدار النبوة ، ولنترك الخلاف الهامشي الموسع أو المضيق للنبوة .
وكان موسى عليه الصلاة والسلام مصيبا في إنكاره العام لتلك الأمور - إذا استثنيا الشرط - بحسب شريعته .
وكان الخضر عليه الصلاة والسلام مصيبا في فعل تلك الأمور بحسب شريعته .
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه .
والله تعالى أعلم .
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه ؟
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه .
والله تعالى أعلم .
وهذا من تعلم الفاضل من المفضول .فموسى أفضل من الخضر وأعلم إلا فيما ذكره