[خالد رمضان أحمد;174725]يا رجل احسب ما شئت لكن لا تنسف جهود الأمة
يا حبذا أن توضح كيف ستنسف جهود الأمة ؟
هل ما نكتشفه من إحكام الترتيب في العد الكوفي هو الذي سينسف تلك الجهود ؟
لو بقيت منشغلا طيلة حياتك في العد لم ألتفت إليك لكن تدخلك فيما لا تعلم هو الذي أزعجني.
أنا لم آت بشيء من عندي ، وكل ما أذكره موجود في المصحف ولا تستطيع إنكاره ، أنا لا أعتمد على الروايات لترد علي برواية ، انا اعتمدت على القرآن .
- انت تريد اثبات الثابت من خالفك في أن سور القرآن 114.
كثير ممن ردوا علي احتجوا بأن من العلماء من يعتبر سورتي الأنفال وبراءة سورة واحدة ، وأنه كان للصحابة مصاحفهم الخاصة .
ورأيي أنه من المستحيل أن تكون سورتا الأنفال وبراءة سورة واحدة ، وقصة المصاحف الخاصة لا تدل على أن الترتيب اجتهادي ، وهذا رأي الكثيرين . على أي حال من الجيد ان نتفق على ان عدد سور القرآن 114 لا غير ذلك ، هذه خطوة في الاتجاه الصحيح .
- من خالفك من المسلمين في أنه لا يجوز كتابة المصحف على الترتيب العثماني الموجود الذي أجمع عليه الصحابة وتركوا مصاحفهم لأجله.
لعلك تقصد : إلا على الترتيب العثماني ، إن كان ذلك فهذه أيضا خطوة اخرى صحيحة .
إن العدد الكوفي عدد صحيح مجمع عليه كما العد الشامي والبصري والمكي والمدني هي مواضع للفاصلة اختلفوا فيها بناء على وقوفه صلى الله عليه وسلم وبناء على المشاكلة والمشابههة وهي في جزء منها دخلها الاجتهاد.
وهل قلت أنا غير ذلك ؟
أنا قمت بدراسة العدد الكوفي ووجدت في ترتيب سور القرآن وآياته وفق ذلك العدد من العلاقات الرياضية ما يدل دلالة قاطعة على أنه ترتيب محكم ، ولا يمكن ان يكون إلا بتدبير إلهي .
هل هذا خطأ ؟
ولم أتعرض إطلاقا إلى الأعداد الأخرى ، أنتم الذين تردون علي تثيرون مسألة الأعداد الأخرى ، ويبدو لي أنكم تعتبرون الإحكام الذي يكشف عنه في العد الكوفي يعني إثارة الشبهة حول الأعداد الأخرى ، هذا هو فهمكم أنتم ، فلماذا تحاسبوني ؟ حاسبوا أنفسكم ، ألستم على قناعة بأن تلك الأعداد متواترة ؟ إذن لماذا الخوف ؟ ولماذا ترون ان جهود الأمة ستنسف ؟
غير أن النص القرآني كما هو بترتيبه من أول السورة إلى منتهاها لا خلاف فيه، غير زيادات في بعض القراءات.
سبق أن كتبت مقالة : بين الترتيب والترقيم ، وقلت أن الترتيب هو واحد في جميع المصاحف . والاختلاف في الترقيم ..
وها انت تقول :
موضع للفاصلة اختلفوا فيها ، وهي في جزء منها دخلها الاجتهاد .
هذا اعتراف نشكرك عليه ، فمسألة الفواصل هي اجتهادية ، والدليل الاختلاف فيها ، أي أنها ليست قرآنا .. وما دامت كذلك " آراء واجتهادات " ألا تجوز مخالفتها ؟ ثم ألا يجوز لنا الاجتهاد كما اجتهدوا .نحن لم نخرج عنها ، أخذنا واحدا منها واكتشفنا فيه ما اكتشفنا . دورنا محصور في الملاحظة ، لم نأت بشيء من عندنا . ولم نصوب أحدا ولم نخطيء احدا .. انتم من تفعلون .
قلت لك مرارا عدك منخرم بعلم الفواصل ،
وثابت في القرآن . أتريدني أن أكذب القرآن الذي بين يديّ لأن فلانا قال كذا أو كذا .
أنا حينما أفتح المصحف الذي احمله أجد فيه سورة الماعون 7 آيات ، لو قيل لي أن فلانا يقول أن عددها 5 ، فهل تراني ىخذ بكلامه ؟ انا أعرف شيئا واحدا ، لقد تعهد الله سبحانه بحفظ القرآن ، وأودع في القرآن من الأدلة ما يثبت هذه الحقيقة .
لا تزعم أنه دليل لصحة عد المصحف لأن العدد غير متفق عليه، وليس لعد فضل على البقية ومن العدد ما هو متفق عليه وهو الأكثر ومنه ما هو مختلف فيه.
قلت مرارا لكل عدد أسراره ، وما ينطبق على عدد لا ينطبق على الآخر ولا يجب أن ينطبق . أنتم من يريد ذلك وتطالبون بالمستحيل وغير المعقول . فالعلاقات العددية في العدد 6236 يستحيل أن تكون هي نفسها في العدد 6225 مثلا .
ثم انك تأتي بأشياء تستقيم تارة ولا تستقيم تارة أخرى خذ مثلا المثل الذي ذكرته عن سورة الماعون هي سبع آيات عند الكوفيين ولكنها ست آيات في المدنيان والمكي والشامي،
أنت تتحدث عن تصورك عن إعجاز الترتيب في سور القرآن ، وما هو كذلك . وتظن أن محور العلاقات العددية في سورة الماعون يجب أن تنطبق على سورة قريش .. وهذا خطأ فاحش .
لكل سورة في القرآن نظام مختلف عن غيرها ، ثم هي تشترك مع مجموعة في علاقات اخرى ، ثم تشترك المجموعة مع باقي سور القرآن . يا رجل ، أنت تتحدث عن ترتيب إلهي وليس عن ترتيب بشري ، قد يضع البشر علاقة ما هنا أو هناك ، ولكن الربط بين سور القرآن على النحو الذي في القرآن مستحيل .
من بين ردود البعض علي ، قالوا بأن بالإمكان توخي علاقات محورها العدد 7 أو 19 في سورة ما .. هذا تصور ساذج فالترتيب في القرآن ليس كذلك ..
وعلى مسألة الماعون : تخيل أن لسورة الماعون ولسورة المائدة ارتباط مذهل بالعدد 5701 . وعلاقات تمتد الى جميع سور القرآن . فالمسألة لا تتوقف عند ما ذكرته في مقالتي ، لقد اخترت الأسهل والقريب الى الأفهام ..
ثم أجل بصرك في السورة قبلها ورقمها 106 واياتها 4 وأعمل فيها نفس معادلتك الحسابية ليستبين خطأوك.
هكذا بكل بساطة اكتشفت خطأ لدي ! لماذا ؟ لأن ما قلته عن سورة الماعون لا ينطبق على سورة قريش ..
ما قلته عن سورة الماعون هو خاص بالماعون ، ولقريش حالتها الخاصة بها .. وللسورتين معا وضع آخر ..
يا أخي هذا يضرك ويصرفك عما لأجله أنزل القرآن أنزل القرآن لنعمل به ونفهمه ونتدبره .
وأنا أشكرك على هذه النصيحة ، كما شكرتني من قبل . إنني امارس تدبر القرآن بفهم وبوعي وبعقل ، وإلا لما اكتشفت ما اكتشفته .
أتراني كنت سأكتشف كل هذا لو لم أكن متدبرا ؟ إلا إذا كنت ترى ان التدبر الذي طالب به القرآن يقتصر على البلاغة والفصاحة ، ويستثني الترتيب .
كلمة أخيرة :
أخي الكريم : قلتُ لن أذكر مزيدا من الأدلة ، فما ذكرته كاف للباحثين عن الحق ، أمامك أن تأخذ منها ما تشاء وتكشف للناس عن الخطأ فيها ، وقد يكون من الأسهل أن تأخذ مثال سورة الماعون ، وتعتبر ان عدد آياتها 6 وليس 7 ، وتكشف لنا ما يترتب على ذلك العدد .
أو - إن كان فيما اكتبه ما تخافون منه - لك أن تحذفه وتريح نفسك من التفكير فيه .
والسلام عليكم