جـ : هي ما لم تكن كذلك مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء بما أرسل الله به رسله ،
كبدعة المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ولم يقروهم عليها ، ولم يكفروهم بشيء منها ولم ينزعوا يدا من بيعتهم لأجلها
كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها ، وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد ، والجلوس في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها ، وسبهم بعض كبار الصحابة على المنابر ، ونحو ذلك
مما لم يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع تأويل وشهوات نفسانية وأغراض دنيوية .
الثاني : التعبد بما أصله مشروع ، ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام عبادة مشروعة ، فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة ،
وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي ،
الأولى :
أن تبطلها جميعا
كمن زاد في صلاة الفجر ركعة ثالثة ، أو في المغرب رابعة ،
أو في الرباعية خامسة متعمدا ، وكذلك إن نقص مثل ذلك .
الحالة الثانية :
أن تبطل البدعة وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه كمن زاد في الوضوء على ثلاث غسلات
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ببطلانه بل قال : « فمن زاد على هذا ،
فقد أساء وتعدى وظلم » (1) .
ونحو ذلك .
================== (1) ( حسن ) رواه النسائي ( 1 / 88 ) ، وابن ماجه ( 422 ) ، والبيهقي ( 1 / 79 ) قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية : قال الشيخ تقي الدين في « الإمام » : وهذا الحديث عند من يصحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لصحة الإسناد إلى عمرو ، ا هـ . ( 1 / 29 ) وذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص ( 1 / 83 ) صحة طرق الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند النسائي وابن خزيمة وابن ماجه وأبي داود . وذكر الألباني أن إسناده عند النسائي وابن ماجه وأبي داود حسن إلا في زيادة لفظ ( أو نقص ) فهي زيادة منكرة .
جـ : هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ، كاشتراط الولاء لغير المعتق كما في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء
قام النبي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
« أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا
ليست في كتاب الله ،
فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل
وإن كان مائة شرط ،
فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق
ما بال رجال منكم يقول أحدهم :
اعتق يا فلان ولي الولاء
إنما الولاء لمن أعتق » (1) .
ونعلم ونعتقد أن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال : " « اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم » (1) ، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ،
وبأنه « لا يدخل النار ممن بايع تحت الشجرة » (2) بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل : خمسمائة ،
قال الله تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } . الآية ،
ونشهد بأنهم أفضل القرون من هذه الأمة التي هي أفضل الأمم ،
وأن من أنفق مثل أحد ذهبا ممن بعدهم
لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه ،
مع الاعتقاد أنهم لم يكونوا معصومين ،
بل يجوز عليهم الخطأ ، ولكنهم مجتهدون للمصيب منهم أجران ولمن أخطأ أجر واحد على اجتهاده ،
وخطؤه مغفور ،
ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع ، وهل يغير يسير النجاسة البحر إذا وقعت فيه ، رضي الله عنهم وأرضاهم ، وكذلك القول
في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،
ونبرأ من كل من وقع في صدره أو لسانه سوء
على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ،
أو على أحد منهم ،
ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم
والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته
إذ يقول : « لا تسبوا أصحابي » (3) . وقال : « الله الله في أصحابي » (4) ،
وقال : « إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله
فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به» (5) ،
ثم قال : « وأهل بيتي ،
أذكركم الله في أهل بيتي » .
(4) ( إسناده ضعيف ) رواه أحمد ( 5 / 54 ، 57 ) ،
والترمذي ( 3862 ) ، وابن حبان ( 16 / 7256 ) ، وابن أبي عاصم ( 992 ) ، وأبو نعيم ( 8 / 287 )
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وفي بعض النسخ له : حديث حسن غريب .
وفي سنده : عبد الرحمن بن زياد ويقال : عبد الله بن عبد الرحمن ويقال : عبد الرحمن بن عبد الله . لم يوثقه غير ابن حبان
ولم يرو عنه غير عبيد الله بن رائطة ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ، وقال الذهبي : لا يعرف . وقال يحيى بن معين : لا أعرفه . وقال عنه الحافظ في التقريب : مقبول ، ا هـ .
قلت : يعني عند المتابعة ، ولا توجد هنا .
س : من أفضل الصحابة تفصيلا ؟ جـ : قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : « كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ،
ثم عمر ،
ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
لا نفاضل بينهم » (1) ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في الغار : « ما ظنك باثنين الله ثالثهما » (2) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « لو كنت متخذا من أمتي خليلا
لاتخذت أبا بكر خليلا ،
ولكن أخي وصاحبي » (3) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت
وقال أبو بكر : صدقت ،
وواساني بنفسه وماله
فهل أنتم تاركو لي صاحبي » (4) مرتين
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إيها يا ابن الخطاب
والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط
إلا سلك فجا غير فجك » (5) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : " « لقد كان فيما قبلكم محدَّثون
فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر » (6)
وقال صلى الله عليه وسلم في تكلم الذئب والبقرة : « فإني أومن به وأبو بكر وعمر » (7)
وما هما ثَمَّ ،
ولما ذهب عثمان إلى مكة في بيعة الرضوان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى :
« هذه يد عثمان "
فضرب بها على يده
فقال : " هذه لعثمان » (8) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « من يحفر بئر رومة فله الجنة » (9) . فحفرها عثمان ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « من جهز جيش العسرة فله الجنة » (10) . فجهزه عثمان ،
وقال صلى الله عليه وسلم فيه : « ألا أستحي ممن استحيت منه الملائكة » (11) .
وقال صلى الله عليه وسلم
لعلي رضي الله عنه : « أنت مني وأنا منك » (12) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم عنه « أنه يحب الله ورسوله ،
ويحبه الله ورسوله » (13) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « من كنت مولاه فعلي مولاه » (14) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،
إلا أنه لا نبي بعدي » (15) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « عشرة في الجنة :
النبي في الجنة ،
وأبو بكر في الجنة ،
وعمر في الجنة ،
وعثمان في الجنة ،
وعلي في الجنة ،
وطلحة في الجنة ،
والزبير بن العوام في الجنة ،
وسعد بن مالك في الجنة ،
وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ،
قال سعيد بن زيد : ولو شئت لسميت العاشر يعني نفسه » (16) ، رضي الله عنهم أجمعين ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ،
وأشدها في دين الله عمر ،
وأصدقها حياء عثمان ،
وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ،
وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أُبيّ ،
وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت
ولكل أمة أمين
وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح » (17) .
وقال صلى الله عليه وسلم
في الحسن والحسين : " « إنهما سيدا شباب أهل الجنة » (18) ،
« وأنهما ريحانتاه » (19) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « اللهم إني أحبهما فأحبهما » (20)
وقال في الحسن : " « إن ابني هذا سيد
وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » (21) فكان الأمر كما قال ،
وقال في أمهما :
« إنها سيدة نساء أهل الجنة » (22) ،
وقد ثبت لكثير من الصحابة فضائل
على العموم والانفراد كثيرة لا تحصى ،
ولا يلزم من إثبات فضيلة لأحدهم في شيء
أن يكون أفضل من الآخرين من كل وجه
إلا الخلفاء الأربعة ،
أما الثلاثة فلحديث ابن عمر السابق ، وأما علي فبإجماع أهل السنة
أنه كان بعدهم أفضل من على وجه الأرض .
(14) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 368 ، 370 ، 372 ) ،
والترمذي ( 3731 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح . والحاكم ( 3 / 109 ، 110 ) ، وابن أبي عاصم في السنة ( 1365 ، 1367 ) ،
وابن حبان ( 2205 / موارد ) ، والطبراني ( 3968 ) قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 104 ) :
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة ، وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، وسكت عنه الذهبي . وقد ذكر الألباني أن الحديث ورد من طرق كثيرة عن عشرة من الصحابة ، كلها بين صحيح وحسن ثم قال في آخر بحثه : أن حديث الترجمة حديث صحيح بشرطيه بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم
( صحيحه / 1750 ) .
(15) رواه البخاري ( 3706 ، 4416 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 30 ، 31 ) . (16) ( صحيح ) رواه أبو داود ( 4649 ) ، والترمذي ( 3757 ) ، وابن ماجه ( 134 ) ، وابن أبي عاصم ( 1428 ) من حديث سعيد بن زيد ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني ورواه أحمد ( 1 / 193 ) ، والترمذي ( 3747 ) من حديث عبد الرحمن بن عوف ، قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .
(17) ( صحيح ) رواه أحمد ( 3 / 184 ، 281 ) ، والترمذي ( 3790 ، 3791 ) ، وابن ماجه ( 154 ) ، والحاكم ( 3 / 422 ) ، ومشكل الآثار ( 1 / 351 ) ، وأبو نعيم ( 3 / 122 )
قال الحاكم : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب . في الأول وقال في الرواية الثانية : حسن صحيح .
(18) ( صحيح ) رواه الترمذي ( 3768 ) ، وأحمد ( 3 / 3 ، 62 ، 64 ، 80 ) ، والحاكم ( 3 / 167 ) عن أبي سعيد الخدري .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وقال الحاكم : هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة ، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه . وتعقبه الذهبي بقوله قلت : الحكم فيه لين . قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ . قلت : قد ورد الحديث عن عشرة من الصحابة منهم أبو سعيد ،
قد ذكرها بطرقها الألباني في الصحيحة ( 796 ) ، ثم قال : فالحديث صحيح بلا ريب ، بل هو متواتر كما نقله المناوي ، ا هـ .
س : كم مدة الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ جـ : روى أبو داود وغيره
عن سعيد بن جُمهان عن سفينة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك من يشاء » (1) . الحديث ،
فكان ذلك مدة خلافة
أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
رضي الله عنهم ،
فأبو بكر سنتان وثلاثة أشهر ،
وعمر عشر سنين وستة أشهر ،
وعثمان اثنتا عشرة سنة ،
وعلي أربع سنين وتسعة أشهر
ويكملها ثلاثين بيعة الحسن بن علي ستة أشهر ،
وأول ملوك الإسلام معاوية رضي الله عنه ،
وهو خيرهم وأفضلهم
ثم كان بعده ملكا عضوضا
إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ،
فعده أهل السنة خليفة خامسا
لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين .
================== (1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 5 / 220 ، 221 ) ،
وأبو داود ( 4646 ، 4647 ) ، والترمذي ( 2226 ) ، والحاكم ( 3 / 71 ، 145 ) ، والطحاوي ( 4 / 363 ) ،
وابن حبان ( 6904 ) ، وابن أبي عاصم ( 1181 ) قال الترمذي : وهذا حديث حسن . وقد قال الألباني بعد سرد الحديث وطرقه وشواهده : وجملة القول أن الحديث حسن من طريق سعيد بن جمهان صحيح بهذين الشاهدين لا سيما وقد قواه من سبق ذكرهم وهاك أسماءهم : الإمام أحمد والترمذي وابن جرير الطبري وابن أبي عاصم وابن حبان
والحاكم وابن تيمية والذهبي والعسقلاني . ا هـ ( صحيحه / 460 ) .
س : ما الدليل على خلافة هؤلاء الأربعة جملة ؟ جـ : الأدلة عليها كثيرة لا تحصى ، فمنها حصر مدتها في ثلاثين سنة فكانت مدة ولايتهم ،
ومنها
ما تقدم من تفضيلهم على غيرهم
وتفاضلهم على ترتيب خلافتهم ،
ومنها ما روى أبو داود وغيره
عن سمرة بن جندب أن رجلا قال :
« يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا أُدلي من السماء
فجاء أبو بكر
فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ،
ثم جاء عمر
فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ،
ثم جاء عثمان
فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع
ثم جاء علي
فأخذ بعراقيها
فانتشطت وانتضح عليه منها شيء » (1) ،
ومنها
وهو أقواها إجماعًا من يعتد بإجماعهم
على خلافة هؤلاء الأربعة ،
ولا يطعن في خلافة أحد منهم
إلا ضال مبتدع .
================== (1) ( إسناده فيه ضعف ) رواه أحمد ( 5 / 21 ) ، وأبو داود ( 4637 ) ، والطبراني ( 6965 ) ، وابن أبي عاصم ( 1141 ) وفي سنده عبد الرحمن الجرمي ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحافظ في التقريب : مقبول ، وقال الذهبي : ما حدث عنه سوى ولده أشعث . وقال الألباني : فيه جهالة ، وضعف إسناده .
جـ : الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ، ومنها حديث أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم : « من رأى منكم رؤيا " ؟
فقال رجل : أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء ، فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان » (1) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : « أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر » (2) .
وكلا الحديثين في السنن .
================== (1) ( صحيح ) رواه أبو داود ( 4634 ) ، والترمذي ( 2278 ) ، والحاكم ( 3 / 70 ، 71 ) قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه الإمام أبو داود ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وتعقبه الذهبي بقوله : أشعث هذا ثقة لكن ما احتجا به ، وصححه الألباني .
(2) ( إسناده ضعيف ) رواه أحمد ( 3 / 355 ) ، وأبو داود ( 4636 ) ، وابن أبي عاصم ( 1134 ) ، والحاكم ( 3 / 71 ، 72 ) وصححه ووافقه الذهبي ، وفي سنده عمرو بن أبان قال عنه الحافظ : مقبول ولم يوثقه غير ابن حبان ، وقال الحافظ في التهذيب : قال ابن حبان : روى عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا وقال المنذري : فعلى هذا فالإسناد منقطع ، لأن الزهري لم يسمع من جابر ، وضعفه الألباني .
س : ما الدليل على خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إجمالا ؟
جـ : على ذلك أدلة كثيرة ،
منها ما في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم :
« بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو ،
فنزعت منها ما شاء الله ، ثم أخذه ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين
وفي نزعه ضعف ،
والله يغفر له ضعفه ،
ثم استحالت غربا ،
فأخذها ابن الخطاب
فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن » " (1) .
جـ : الأدلة على ذلك لا تحصى ، منها ما تقدم ، ومنها ما في صحيح البخاري ومسلم
« أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فأمرها أن ترجع قالت : أرأيت إن جئت ولم أجدك - كأنها تقول الموت -
قال صلى الله عليه وسلم : " إن لم تجديني فأتي أبا بكر » (1) .
ومنها ما في صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها قالت : « قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا
فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل :
أنا أولى
ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر » (2) .
وهكذا قال صلى الله عليه وسلم
في تقديمه في الصلاة
في مرض موته صلى الله عليه وسلم ،
وأجمع على بيعته
جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المهاجرين والأنصار فمن بعدهم .
جـ : الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ، ومنها حديث كعب بن عجرة قال :
« ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقرَّبها
فمرَّ رجل مقنع رأسه ،
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " هذا يومئذ على الهدى "
فوثبت فأخذت بضبعي عثمان
ثم استقبلت رسول الله ، فقلت : هذا . قال : " هذا »
. رواه ابن ماجه ،
ورواه الترمذي عن مرة بن كعب وقال :
هذا حديث حسن صحيح(1) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوما
فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك
الذي قمصك الله فلا تخلعه " يقول ذلك ثلاث مرات » (2) .
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ،
والترمذي وحسنه ،
وابن حبان في صحيحه ،
وأجمع على بيعته أهل الشورى
ثم سائر الصحابة ،
وأول من بايعه علي رضي الله عنه
بعد عبد الرحمن بن عوف
ثم الناس بعده .
==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 4 / 235 ، 236 ، 242 ) ، والترمذي ( 3705 ) ، وابن أبي عاصم ( 1294 ) ، وابن ماجه ( 111 ) وصححه الألباني .
(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 6 / 75 ، 86 ، 87 ) ، والترمذي ( 3705 ) ،
وابن ماجه ( 112 ) وقال الحاكم : صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه ،
وتعقبه الذهبي بقوله : أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة . وصححه الألباني وتعقب قول الذهبي بقوله : قد توبع ، وبين متابعاته التي صححه بها ، انظر ظلال الجنة في تخريج السنة ( 1172 )
جـ : الأدلة على ذلك كثيرة ،
منها قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } . الآية ،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « اسمعوا وأطيعوا وإن تأمَّر عليكم عبد » (1) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « من رأى من أميره شيئا يكرهه
فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات
إلا مات ميتة جاهلية » (2) .
وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : « دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه ، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله
إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم من الله فيه برهان » (3) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا » (4) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة » (5) .
وقال : « إنما الطاعة في المعروف » (6) . وقال صلى الله عليه وسلم : « وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع » (7) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « من خلع يدا من طاعة
لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة ،
مات ميتة جاهلية » (8) .
وقال صلى الله عليه وسلم : « من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهو جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان » (9) . وقال صلى الله عليه وسلم : « ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ،
ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع "
[ 219 ] س : على من يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما مراتبه ؟ جـ : قال الله عز وجل : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،
فإن لم يستطع فبلسانه ،
فإن لم يستطع فبقلبه ،
وذلك أضعف الإيمان » (1) .
رواه مسلم .
وفي هذا الباب من الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ما لا يحصى ،
وكلها تدل
على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
على كل من رآه
لا يسقط عنه إلا أن يقوم به غيره
كلٌّ بحسبه ،
وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه أعلم
كان عليه أوجب وله ألزم ،
ولم ينج عند نزول العذاب بأهل المعاصي
إلا الناهون عنها ،
وقد أفردنا هذه المسألة برسالة بها وافية ولطالبي الحق كافية ، ولله الحمد والمنة .
س : ما حكم كرامات الأولياء ؟ جـ : كرامات الأولياء حق ، وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه ، ولم يكن بطريق التحدي ، بل يجريه الله على أيديهم ، وإن لم يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ، وأصحاب الصخرة (1) ،
وجريج الراهب (2) ،
وكلها معجزات لأنبيائهم ، ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم
لعظم معجزات نبيها ،
وكرامته على الله عز وجل ، كما وقع لأبي بكر في أيام الردة (3) ، وكنداء عمر لسارية
وهو على المنبر فأبلغه وهو بالشام (4) ، وككتابته إلى نيل مصر فجرى (5) ،
وكخيل العلاء بن الحضرمي
إذ خاض بها البحر في غزو الروم ،
وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار
التي أوقدها له الأسود العنسي ،
وغير ذلك مما وقع لكثير منهم
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده في عصر الصحابة
والتابعين لهم بإحسان ومن بعدهم إلى الآن ،
وإلى يوم القيامة ،
وكلها في الحقيقة
معجزات لنبينا صلى الله عليه وسلم لأنهم إنما نالوا ذلك بمتابعته ،
فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي فهي فتنة وشعوذةلا كرامة ، وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن بل من أولياء الشيطان ، والعياذ بالله .
================== (1) رواه مسلم ( الذكر / 100 ) ، والبخاري في الأدب ( 5974 ) . (2) رواه البخاري ( 3436 ، 2482 ) ، ومسلم ( البر / 7 ، 8 ) . (3) راجع تاريخ الإسلام للذهبي ( 3 / 20 ، 25 ) . (4) ( حسن ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ( 2 / 740 ) ،
وابن كثير في البداية ( 7 / 131 ) ، وابن حجر في الإصابة ( 3 / 52 ، 53 )
وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر ، نقله عنه السخاوي في المقاصد ( 1333 ) .
(5) ( إسناده فيه ضعف ) ابن كثير في التفسير ( 3 / 464 ) وفي سنده ابن لهيعة ، وهو مختلف فيه ، قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق من السابعة ، خلط بعد احتراق كتبه ، ا هـ .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن آل أبي فلان
ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون » (1) .
وقال الحسن رحمه الله تعالى : ادعى قوم محبة الله ،
فامتحنهم الله بهذه الآية : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } . الآية ،
وقال الشافعي رحمه الله تعالى : " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء
فلا تصدقوه ولا تغتروا به
حتى تعلموا متابعته للرسول صلى الله عليه وسلم " .
================== (1) رواه مسلم ( الإيمان / 366 ) كلهم بهذا المعنى .
س : من هي الطائفة التي عناها النبي
صلى الله عليه وسلم بقوله :
« لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى » " (1) ؟
جـ : هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة ،
كما استثناها النبي
صلى الله عليه وسلم من تلك الفرق بقوله : « كلها في النار إلا واحدة
وهي الجماعة » . وفي رواية قال : « هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » ،
نسأل الله تعالى
أن يجعلنا منهم
وأن لا يزيغ قلوبنا
بعد إذ هدانا
وأن يهب لنا من لدنه رحمة
إنه هو الوهاب