تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء)

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
نقاش ممتع جداً ... وأرى أن المدافعين عن الإعجاز العلمي قد جاؤوا بما يقنع المخالفين والمعترضين .... جزاكم الله خيراً جميعاً ....

[align=center]وجزاكم بمثله أخي الكريم ...

كما ندعوكم حفظكم الله للمشاركة برأيكم المبارك على هذا الرابط بوركتم:
[/align]

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17454
 
أخي الحبيب الجدل البيزنطي العقيم الذي لا يوصل إلى الحق لا فائدة ترجى منه ، وما الغاية التي يرتجيها الإخوة في هذا النقاش إلى الوصول إلى الحق ، ونسأل الله تعالى أن لا يجعلنا وإياكم من الذين تصدق عليهم الآية (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:103-104)

، وقد رأيت البعض في النقاش يتجاوز عن الكثير من الأدلة ، ليحول النقاش إلى مسائل أخرى تشتيتا للقارئ ، وتهربا من الإجابة ، وهذا لا يوصل إلى نتيجة . بل كل ما فيه انتصار للمذهب فقط ، فالنتق الله ونستعيذ به أن يتحقق فينا قول الله تعالى :

1-(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:57)
2-(وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (لأعراف:198)
3- (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ) (يونس:43)
وليس الأعمى من كُفّ بصره فحسب ، بل الأشد عمى من ذلك من أطفأ الله نور هدايته من قلبه .

ومن أراد أن يدعو إلى الله فعليه أن يكون على بصيرة ، ليحقق اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)
 
على رسلكم أيها الإخوة جلغوم والعليمي والأستاذ حسن عبد الجليل…

فإذا سألكم الكافر المعاند - وليس أنا- عن الدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، قلتم له: الدليل على ذلك أن القرآن سبق إلى تقرير حقائق علمية لم يكتشفها العلماء إلا في العصور المتأخرة، وهذه آية أن القرآن من عند الله.

فإن طلب إليكم مثالاً على هذا السبق العلمي، قلتم له: قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) يعني أن الصعود إلى السماء ممكن، ويؤدي إلى اكتشاف قانون الجاذبية، واختراع الطائرة!!! ...إلى آخر ما استطرد في بيانه الأخ جلغوم.

فماذا لو جاءكم الكافر المعاند –وليس أنا- ببيت المتنبي، وقال: وهذا البيت يمكن أن أفهم منه ما فهمتم من الآية...

فماذا ستقولون له؟

هل ستقولون له ما قلتموه لي: لقد شطحت بعيداً في خيالك، وقارنت كلام الله بكلام الشعراء؟!

كيف تجيبونه بهذا وهو لا يسلم لكم ابتداء أنه كلام الله...

...

أتظن لو أننا قلنا له أن هذه الآية قمة في البيان والبلاغة سيسلم لنا ؟ ويعترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
سيقول أنا لا أفهم العربية ولا بلاغتها . فهل سينفي قوله هذا عدم وجود الاعجاز البلاغي ، والدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟
فإن كان لا ينفيه ، فكذلك عدم تسليمه في الأولى لا ينفي الاعجاز العلمي ودلالاته على النبوة ..
 
على رسلكم أيها الإخوة جلغوم والعليمي والأستاذ حسن عبد الجليل

وتأملوا الإلزامات الموجهة إليكم والتي تلزم مذهبكم لزوماً لا ينفك عنه…

فماذا لو جاءكم الكافر المعاند –وليس أنا- ببيت المتنبي، وقال: وهذا البيت يمكن أن أفهم منه ما فهمتم من الآية. فماذا ستقولون له؟

هل ستقولون له ما قلتموه لي: لقد شطحت بعيداً في خيالك، وقارنت كلام الله بكلام الشعراء؟!

كيف تجيبونه بهذا وهو لا يسلم لكم ابتداء أنه كلام الله. أفليست هذه مصادرة؟؟!!

فتأملوا قليلاً فيما وقعتم فيه من مصادرة أيها الإخوة، وإليكم عن هذه الردود المرتجلة....


مرة أخرى أقول : ليس فيما ذكرته - يا أخى بكر - أى الزام للقائلين بالاعجاز العلمى على الاطلاق
واليك الأسباب :

أولا : ما قاله المتنبى كان شعرا ، والشعر - كما لا يخفى عليك - يقوم فى جانب كبير منه على الخيال
أما اسلوب القرآن الكريم - وكما لا يخفى عليك أيضا - فما هو بشعر وما هو بنثر ، وانما هو نسيج وحده من القول
ومن هنا فلا وجه للمقارنة بين ضربين مختلفين من القول وأحدهما يعتمد على الخيال بينما ثانيهما يقرر حقائق ويقول الحق

ثانيا : لم يزعم المتنبى أو غيره من الشعراء أنه يتلقى وحيا من الملأ الأعلى ، أما محمد صلى الله عليه وسلم فانه قد ادعى ذلك صادقا
وأنت تعلم أن البينة تلزم المدعى وحده ، وعلى هذا الأساس يقدم أنصار الاعجاز العلمى البينات العلمية على صدق هذه الدعوى
وهم غير ملزمين بالنظر فى أقوال الشعراء لأن الشعراء أنفسهم لم يدعوا لأنفسهم شيئا

ثالثا : الشخص الملحد الذى تخيلته وقد جاء مستشهدا ببيت المتنبى الذى ذكرته ، هذا الشخص الوهمى لن يكون له وجود ذات يوم فى الواقع ، لأنه لن يوجد شخص بمثل تلك السذاجة التى تدفع صاحبها أن يتطوع ومن تلقاء نفسه الى رفع قدر انسان عادى مثله الى مصاف الأنبياء لمجرد أن وجده قد تخيل شيئا فى شعره ، ثم تحقق خياله الشعرى اتفاقا
ولو أجزنا ذلك لكان المتنبىء الشهير ( نوستراداموس ) فى رباعياته الشعرية هو الأولى والأحق بادعاء الوحى والنبوة ، ولكن حتى هذا المذكور لم يدعيهما ، ولم يتطوع أحد ليدعيهما له بالنيابة عنه

رابعا : حتى تسلم لك دعواك فيجب - علاوة على ما سبق - أن يكون هذا الخيال الذى تحقق فى بيت شعر للمتنبى متحققا وشائعا فى الكثير من أشعاره ، وألا يقتصر ذلك على مثال وحيد من شعره ، أى يجب أن تكون تلك قاعدة لا شذوذا ، أو أن تمثل ظاهرة لا حالة وحيدة
أما دعوى القائلين بالاعجاز العلمى فيتحقق فيها هذا الشرط ، فانهم لا يكتفون بمثال وحيد على نحو ما فعلت ، وانما يأتون بالعديد من الشواهد التى لا يمكن اعتبارها شذوذا ، بل ظاهرة ملحوظة ومن الصعب تجاهلها

أرأيت أخانا الفاضل الى عدد الالزامات التى تحاصرك وتلزمك أنت فيما تصورته الزامات لنا ، وفيما ادعيته علينا من مصادرة على المطلوب
ندعو لك صادقين بأن ينجلى لك الحق ولا تستبد بك شهوة الجدل
وفقك الله لكل خير ، وغفر الله لنا ولكم
 
الأستاذ حسن عبد الجليل...

بارك الله فيك وشكر لك...

أخي الحبيب الجدل البيزنطي العقيم الذي لا يوصل إلى الحق لا فائدة ترجى منه ، وما الغاية التي يرتجيها الإخوة في هذا النقاش إلى الوصول إلى الحق

لعلك اطلعت أخي على مداخلتي الأخيرة، والتي بينت فيها المصادرة على المطلوب التي وقع فيها الإخوة:

1. الأخ جلغوم ادعى أن الآية دالة على إمكان الصعود في الفضاء، وأن التدبر في هذه الآية يمكن أن يقودنا إلى صنع الطائرة، وأيده في ذلك الأخ العليمي...

ولست أدري كيف يُفهم كل هذا من قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)).

2. لم نزد على أن جينا بمثال من كلام العرب للمتنبي يمكن لنا أن ندعي فيه دلالته على كل ما استرسل الأخ جلغوم في بيانه مما يزعم أن الآية دالة عليه أو مشيرة إليه.

3. فلا يجوز أن يكون الرد: إن هذا كلام الله وليس كلام بشر، وإنك لم تفرق بين قول الشعراء وقول الله، لأن الكافر المعاند لا يسلم لنا ابتداء أنه كلام الله.

فما جاء به الإخوة في جوابي باطل مردود لتضمنه مصادرة على المطلوب، على ما هو معروف في أصول الجدل ومراسمه.

هذا إذا كنا نبغي الوصول إلى الحق من جدالنا هذا...

فإن لم يعترف الإخوة بوجود المصادرة، ولم ينفصلوا عنها بجواب آخر، فهم أحرص على الجدل البيزنطي، وأجدر أن يكونوا ممن يريدونها عنزة ولو طارت.

للأسف أخي أنكم تريدون أن تقولوا بوجود الإعجاز العلمي في هذه الآية، سواء كان ما تحتجون به في إثبات ذلك صحيحاً أم باطلاً، وأجدر بمن كانت هذه حاله أن يكون هو أولى بالحرص على الجدل البيزنطي، فلا يعترف بالحق بعد وضوحه.

ولي أن أعتب عليكم أخي في هذا مع وضوح الحجة في بطلان ما جاء به الأخ جلغوم مما يزعمه مدلولاً عليه بالآية، أو مشاراً إليه فيها.

فإن أضفت إلى هذا خطأ ما ذهبتَ إليه في آية ((وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال)) من أنها دالة على دوران الأرض حول محورها، تبيَّنَ لك أنكم لم تستطيعوا حتى الآن الانفصال عن الإلزامات الموجهة إليكم.

ودمت موفقاً...
 
الأخ الكريم العليمي:


مرة أخرى أقول : ليس فيما ذكرته - يا أخى بكر - أى الزام للقائلين بالاعجاز العلمى على الاطلاق
واليك الأسباب :

بل لا تزال الإلزامات موجهة إليكم أخي، ولم تستطيعوا حتى اللحظة أن تنفصلوا عنها، وإليك البيان:


أولا : ما قاله المتنبى كان شعرا ، والشعر - كما لا يخفى عليك - يقوم فى جانب كبير منه على الخيال
أما اسلوب القرآن الكريم - وكما لا يخفى عليك أيضا - فما هو بشعر وما هو بنثر ، وانما هو نسيج وحده من القول
ومن هنا فلا وجه للمقارنة بين ضربين مختلفين من القول وأحدهما يعتمد على الخيال بينما ثانيهما يقرر حقائق ويقول الحق


فليكن شعراً أو نثراً، ليس هذا مما يجدي في محل النزاع...

وليس لك أن تقول إن الشعر يقوم على الخيال، والقرآن الكريم ليس بشعر ولا نثر، وأنه نسيج وحده، ذلك أن الغاية من مبحث الإعجاز إثبات أن الكلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة ليس كلام بشر، وإنما هو كلام الله، ويكون هذا بأن تبتديء مع المناظر فتقول إن رجلاً من قريش هو محمد جاء بكلام قبل ما يزيد على 1400 سنة، وهذا الكلام يحتوي على حقائق علمية اكتشفها العلماء حديثاً، وسبق محمد إلى هذه الحقائق دليل على أن ما جاء به ليس من كلامه، ولا من كلام أحد من البشر، فيكون هو كلام الله، ويكون دليلاً على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

فإذا جاءك المناظر بشيء من كلام العرب يزعم أن فيه دلالة على حقائق علمية كشف عنها العلماء حديثاً، لم يكن لك أن تنفصل عنه بأن تقول: القرآن كلام الله، وأما كلام العرب فهو شعر قائم على الخيال؟!!

كيف وأنت بعد لم تثبت للمناظر أنه كلام الله؟!

هذه مصادرة لا تجوز في مراسم الجدل، ولي أن أرد دليلك هذا لوجود المصادرة فيه...


ثانيا : لم يزعم المتنبى أو غيره من الشعراء أنه يتلقى وحيا من الملأ الأعلى ، أما محمد صلى الله عليه وسلم فانه قد ادعى ذلك صادقا

ليس موضوعنا ها هنا أنه ادعى ذلك أو لم يدعه...
الموضوع هو في دلالة ألفاظ الآية ((كأنما يصعد في السماء)) على ما ادعاه الأخ جلغوم من حقائق، وليس شعر المتنبي الذي أوردته بأقل دلالة على ذلك.
ثم إنك تقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم ادعى النبوة صادقاً، وهذه مصادرة أخرى على المطلوب، فإنك لا تستطيع حتى الآن أن تبين لنا صدق هذا الادعاء بواسطة الإعجاز العلمي، لأنك لم تأت حتى الآن، ولا أحد من الإخوة بشيء يصفو لكم في تفسير ((كأنما يصعد في السماء))...
ادعى الأخ جلغوم أنها تقودنا لصنع الطائرات!!!
فمن أين له بهذا؟؟
وإذا سلمنا له ذلك، فكيف الجواب على بيت المتنبي الذي ليس هو بأقل دلالة على ما تزعمون الآية دلت عليه؟!


وأنت تعلم أن البينة تلزم المدعى وحده ، وعلى هذا الأساس يقدم أنصار الاعجاز العلمى البينات العلمية على صدق هذه الدعوى
وهم غير ملزمين بالنظر فى أقوال الشعراء لأن الشعراء أنفسهم لم يدعوا لأنفسهم شيئا

وما نريده من أنصار الإعجاز العلمي أن يبينوا لنا كيف تدل آية ((كأنما يصعد في السماء)) على اختراع الطائرة وقانون الجاذبية، وكيف أن بيت المتنبي لا يدل عليها...

وأنتم بهذا ملزمون حتى تستقيم لكم ما تدعون من الإعجاز العلمي، والبينة تلزم المدعي...


ثالثا : الشخص الملحد الذى تخيلته وقد جاء مستشهدا ببيت المتنبى الذى ذكرته ، هذا الشخص الوهمى لن يكون له وجود ذات يوم فى الواقع ، لأنه لن يوجد شخص بمثل تلك السذاجة التى تدفع صاحبها أن يتطوع ومن تلقاء نفسه الى رفع قدر انسان عادى مثله الى مصاف الأنبياء لمجرد أن وجده قد تخيل شيئا فى شعره ، ثم تحقق خياله الشعرى اتفاقا

أن يكون حقيقياً أم وهمياً مما لا يجديك، فإن أصل السؤال قائم...
ثم لو فرضنا أن الملحد لا يريد أن يرفع قدر المتنبي إلى مصاف الأنبياء، فإنه يكفيه بسؤاله هذا أن يكذبك فيما تدعيه من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يرتفع - عند الملحد- إلى مصاف الأنبياء، وهذا ما لا تستطيع أن تثبته حتى الآن من حيث الإعجاز العلمي...
وبعبارة أخرى: يكفيه أن يقول إن ما تدعيه من إعجاز علمي لا أصل له، وبالتالي لا يثبت عنده أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول.
فكيف السبيل في هذا؟؟؟


رابعا : حتى تسلم لك دعواك فيجب - علاوة على ما سبق - أن يكون هذا الخيال الذى تحقق فى بيت شعر للمتنبى متحققا وشائعا فى الكثير من أشعاره ، وألا يقتصر ذلك على مثال وحيد من شعره ، أى يجب أن تكون تلك قاعدة لا شذوذا ، أو أن تمثل ظاهرة لا حالة وحيدة
أما دعوى القائلين بالاعجاز العلمى فيتحقق فيها هذا الشرط ، فانهم لا يكتفون بمثال وحيد على نحو ما فعلت ، وانما يأتون بالعديد من الشواهد التى لا يمكن اعتبارها شذوذا ، بل ظاهرة ملحوظة ومن الصعب تجاهلها
وهذا مما لا يغنيك، فإننا نبحث في أصل الدلالة بغض النظر عن كثرة الشواهد، إذا كنت تزعم أن في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) دلالة على قانون الجاذبية، وعلى اختراع الطائرة على وجه ما، فإننا على هذا الوجه نستطيع أن ندعي هذا كله في بيت المتنبي، وأن نحمله هذا المعاني من ذات الوجه الذي حملت فيه هذه الآية ما تزعمه من المعاني...

وهاك بيتاً آخر للمتنبي:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

وفي هذا دليل على أن الصعود في الفضاء ممكن، لأنه يصرح بقوله (لا تقنع بما دون النجوم)، بل إنه يقول إن بالإمكان الذهاب إلى ما هو أبعد من النجوم!!
وما يدريك، لعله يأتي زمان نكون فيه قادرين على الصعود إلى ما وراء النجوم، وليس إلى القمر فحسب؟!
فيكون المتنبي ها هنا يكشف لنا عن أشياء لم يصل إليها العلم الحديث بعد!!!



أرأيت أخانا الفاضل الى عدد الالزامات التى تحاصرك وتلزمك أنت فيما تصورته الزامات لنا ، وفيما ادعيته علينا من مصادرة على المطلوب
ندعو لك صادقين بأن ينجلى لك الحق ولا تستبد بك شهوة الجدل
وفقك الله لكل خير ، وغفر الله لنا ولكم

بل أرى يا أخي أنك تأتون بأجوبة مرتجلة، شاعرية، خطابية...

وأعجب أنكم تصادرون على المطلوب، ثم تصرون على ذلك...

نسأل الله أن يهدينا وإياكم سبيل الرشاد، وألا تصرفكم شهوة الجدل عن البصر بالحق...

وبارك الله فيك...
 
أتظن لو أننا قلنا له أن هذه الآية قمة في البيان والبلاغة سيسلم لنا ؟ ويعترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
سيقول أنا لا أفهم العربية ولا بلاغتها . فهل سينفي قوله هذا عدم وجود الاعجاز البلاغي ، والدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟
فإن كان لا ينفيه ، فكذلك عدم تسليمه في الأولى لا ينفي الاعجاز العلمي ودلالاته على النبوة ..

هذا خارج عن محل النزاع...

أريد منك ومن الإخوة أن تنفصلوا بجواب لا مصادرة فيه...

أنت ادعيت - وناصرك الإخوة- أن الآية دالة على قانون الجاذبية، ولو تأملناها حقاً لوصلنا إلى اختراع الطائرة...

ولست أدري من أين لك هذا...

فجيتك ببيت للمتنبي:

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم

وهاك بيتاً آخر:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

والمطلوب منك أن تبين لي كيف أن هذين البيتين لا يدلان على المعاني التي تزعم أن الآية تدل عليها؟!

لا تقل لي: الآية من كلام الله، وأما الشعر فهو كلام بشر؟

فهذا مما لا يغنيك إن كنت تطلب في جدالك الحق...

ذلك أنك حتى هذه اللحظة لم تقم دليلاً على أن القرآن كلام الله من حيث وجود الإعجاز العلمي فيه...
 
هذا خارج عن محل النزاع...

أريد منك ومن الإخوة أن تنفصلوا بجواب لا مصادرة فيه...

أنت ادعيت - وناصرك الإخوة- أن الآية دالة على قانون الجاذبية، ولو تأملناها حقاً لوصلنا إلى اختراع الطائرة...

ولست أدري من أين لك هذا...

...

هذا ما فهمته من الفعل ( يَََصَّعَّد ) فعملية الصعود تلقى مقاومة ( التي هي الجاذبية ) .
كما أفهم أنها ستتم وتتدرج وفق مراحل مرتبطة بتطور العلوم والمعارف .
 
نقاش ممتع جداً ... وأرى أن المدافعين عن الإعجاز العلمي قد جاؤوا بما يقنع المخالفين والمعترضين .... جزاكم الله خيراً جميعاً ....

إلا بكرا الجازي
 
فإذا جاءك المناظر بشيء من كلام العرب يزعم أن فيه دلالة على حقائق علمية كشف عنها العلماء حديثاً، لم يكن لك أن تنفصل عنه بأن تقول: القرآن كلام الله، وأما كلام العرب فهو شعر قائم على الخيال؟!!
كيف وأنت بعد لم تثبت للمناظر أنه كلام الله؟!
هذه مصادرة لا تجوز في مراسم الجدل، ولي أن أرد دليلك هذا لوجود المصادرة فيه...

سبحان ربى العظيم !!
لم أتوقع أن يصل الأمر بك الى هذا الحد ؟!!
الى حد أن تحرف الكلام الذى قلته وتتقول عليى ما لم أقله !!
فهل أنا قلت أن ردى على المناظر المزعوم هو :
" القرآن كلام الله ، وأما كلام العرب فهو شعر قائم على الخيال "
أهذا ما قلته ؟!
أم أن الصحيح اننى قلت ما معناه :
القرآن ليس بشعر وانه يقرر الحقائق كما هى فى الواقع ، بينما الشعر يقوم على الخيال ( وقد قالوا أن أجمل الشعر أكذبه ، فكيف نقارن بين كلام يكمن جماله فى الكذب وكلام يكمن اعجازه فى الصدق المطلق ؟ )
وكذلك قلت لك :
القرآن نزل على بشر أعلن أنه رسول من عند الله وأنه يتلقى وحيا من الملأ الأعلى ، أما الشعراء فلم يدعوا شيئا من ذلك ، وأنه لهذا لا يصح أن نستشهد بأقوالهم على أن فيها اعجاز ، لأنهم هم أنفسهم لم يقولوا بذلك ولم يدعوه ، أما القرآن فقال ذلك صراحة بل وتحدى الانس والجن جميعا على أن يأتوا بمثله
أليس هذا هو فحوى كلامى يا أخ بكر ؟
فأين هى المصادرة المدعاة فى هذا الكلام ؟
كذلك نسبت اليى ما لم أقله مرة أخرى بقولك :


إذا كنت تزعم أن في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) دلالة على قانون الجاذبية، وعلى اختراع الطائرة على وجه ما، فإننا على هذا الوجه نستطيع أن ندعي هذا كله في بيت المتنبي،

فهل أنا قلت شيئا من هذا ؟!
هات لى من كلامى اقتباسا واحدا فحسب قلت فيه صراحة ألفاظا من قبيل : قانون الجاذبية ، أو اختراع الطائرة
ان غاية ما قلته هو أن الآية تفيد أن الصعود الى السماء يعد أمرا ممكنا وليس هو بالمستحيل
فلماذا يا أخى تتقول عليى ما لم أقله ؟!

ثم تقول كلاما عجيبا للغاية ، تقول :

ثم لو فرضنا أن الملحد لا يريد أن يرفع قدر المتنبي إلى مصاف الأنبياء، فإنه يكفيه بسؤاله هذا أن يكذبك فيما تدعيه من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يرتفع - عند الملحد- إلى مصاف الأنبياء، وهذا ما لا تستطيع أن تثبته حتى الآن من حيث الإعجاز العلمي...
وبعبارة أخرى: يكفيه أن يقول إن ما تدعيه من إعجاز علمي لا أصل له، وبالتالي لا يثبت عنده أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول.
فكيف السبيل في هذا؟؟؟

وأقول لك : عجبا ، و أى عجب !!
فكيف يكفيه أن يقول : ان ما تدعيه من اعجاز علمى لا أصل له ؟!
ان ألفاظ الآية واضحة كل الوضوح ولا لبس فيها : " كأنما يصعد فى السماء " فهل ترى فيها لبسا أو غموضا ؟
اننا نفهم منها بوضوح أن التصعد فى السماء هو أمر ممكن ، وقد أصبح أمرا متحققا وحدث بالفعل فى عصر الطيران ثم فى عصر سفن الفضاء ، فكيف تزعم أن المناظر الذى تخيلته سوف ينكر هذا كله ؟!
هل أقول أنا لك : كيف ينكره ؟
لأنه لا يبتغى بجداله وجه الحق ولا يبحث عنه أصلا ، وانما هو المراء واللجاجة والجدال بالباطل لا غير
ومثل هذا الشخص لا ننتظر منه ايمانا ولا نرجو منه خيرا
أليس كذلك يا أخى ؟
 
بارك الله فيما قلتم ورزقنا وإياكم الاخلاص ، وفي ظني القاصر أن مراد من تكلم في الاعجاز العلمي عند هذه الاية هو التنبيه على ما يحصل لمن صعد في السماء من ضيق في النفس كما بينت الاية والواقع يثبت هذا ، وما اظن احدا منكم ينكر ما يصيبه عند صعود جبل فضلا عن صعود ما هو اعظم من ذلك كما يحصل لمن صعد للفضاء
واليكم ما قاله الشعراوي رحمه الله تعالى عند تفسيره لهذه الاية
والسماء هي كل ما علاك فأظلك، فالجو الذي يعلوك هو سماء، وكذلك السحابة، وأوضح لنا ربنا أنه أقام السمٰوات السبع، وهنا أراد بعض العلماء الذين يحبون أن يظهروا آيات القرآن كمعجزات كونية إلى أن تقوم الساعة، أرادوا أن يأخذوا من هذا القول دليلاً جديداً على صدق القرآن، وتساءلوا: من الذي كان يدرك أن الذي يصعد في الجو يتعب ويحتاج إلى مجهودين: الأول للعمل والثاني لمناهضة الجاذبية ولذلك يضيق صدره لأنه لا يجد الهواء الكافي لإمداده بطاقة تولد وقوداً.

ونقول لهؤلاء العلماء: لا يوجد ما يمنع استنباط ما يتفق في القضية الكونية مع القضية القرآنية بصدق، ولكن لنحبس شهوتنا في أن نربط القرآن بكل أحداث الكون حتى لا نتهافت فنجعل من تفسيرنا لآية من آيات القرآن دليلاً على تصديق نظرية قائمة، وقد نجد من بعد ذلك من يثبت خطأ النظرية.

إنه يجب على المخلصين الذي يريدون أن يربطوا بين القرآن لما فيه من معجزات قرأنية مع معجزات الكون أن يمتلكوا اليقظة فلا يربطوا آيات القرآن إلا بالحقائق العلمية، وهناك فرق بين النظرية وبين الحقيقة؛ فالنظرية افتراضية وقد تخيب.

لذلك نقول: أنبعد القرآن عن هذه حتى لا تعرضه للذبذبة. ولا تربطوا القرآن إلا بالحقائق العلمية التي أثبتت التجارب صدقها.

وقائل القرآن هو خالق الكون، لذلك لا تتناقض الحقيقة القرآنية مع الحقيقة الكونية؛ لذلك لا تحدد أنت الحقيقة القرآنية وتحصرها في شيء وهي غير محصورة فيه. وتنبه جيداً إلى أن تكون الحقيقة القرآنية حقيقة قرآنية صافية، وكذلك الحقيقة الكونية. {..كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 125]
 
بارك الله فيما قلتم ورزقنا وإياكم الاخلاص ، وفي ظني القاصر أن مراد من تكلم في الاعجاز العلمي عند هذه الاية هو التنبيه على ما يحصل لمن صعد في السماء من ضيق في النفس كما بينت الاية والواقع يثبت هذا ، وما اظن احدا منكم ينكر ما يصيبه عند صعود جبل فضلا عن صعود ما هو اعظم من ذلك كما يحصل لمن صعد للفضاء
واليكم ما قاله الشعراوي رحمه الله تعالى عند تفسيره لهذه الاية
والسماء هي كل ما علاك فأظلك، فالجو الذي يعلوك هو سماء، وكذلك السحابة، وأوضح لنا ربنا أنه أقام السمٰوات السبع، وهنا أراد بعض العلماء الذين يحبون أن يظهروا آيات القرآن كمعجزات كونية إلى أن تقوم الساعة، أرادوا أن يأخذوا من هذا القول دليلاً جديداً على صدق القرآن، وتساءلوا: من الذي كان يدرك أن الذي يصعد في الجو يتعب ويحتاج إلى مجهودين: الأول للعمل والثاني لمناهضة الجاذبية ولذلك يضيق صدره لأنه لا يجد الهواء الكافي لإمداده بطاقة تولد وقوداً.

ونقول لهؤلاء العلماء: لا يوجد ما يمنع استنباط ما يتفق في القضية الكونية مع القضية القرآنية بصدق، ولكن لنحبس شهوتنا في أن نربط القرآن بكل أحداث الكون حتى لا نتهافت فنجعل من تفسيرنا لآية من آيات القرآن دليلاً على تصديق نظرية قائمة، وقد نجد من بعد ذلك من يثبت خطأ النظرية.

إنه يجب على المخلصين الذي يريدون أن يربطوا بين القرآن لما فيه من معجزات قرأنية مع معجزات الكون أن يمتلكوا اليقظة فلا يربطوا آيات القرآن إلا بالحقائق العلمية، وهناك فرق بين النظرية وبين الحقيقة؛ فالنظرية افتراضية وقد تخيب.

لذلك نقول: أنبعد القرآن عن هذه حتى لا تعرضه للذبذبة. ولا تربطوا القرآن إلا بالحقائق العلمية التي أثبتت التجارب صدقها.

وقائل القرآن هو خالق الكون، لذلك لا تتناقض الحقيقة القرآنية مع الحقيقة الكونية؛ لذلك لا تحدد أنت الحقيقة القرآنية وتحصرها في شيء وهي غير محصورة فيه. وتنبه جيداً إلى أن تكون الحقيقة القرآنية حقيقة قرآنية صافية، وكذلك الحقيقة الكونية. {..كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 125]

وبارك فيكم أخى الكريم
والحق ما قلته ونوافقك عليه تمام الموافقة
ولكن ينبغى التنبيه على أن كلام شيخنا الامام الشعراوى - رحمة الله عليه - قد قاله على وجه التعميم ، وعلى سبيل التقعيد والتنظير لقضية الاعجاز العلمى بوجه عام ، وأنه لم يقصد بكلامه كله هذه الآية وحدها وعلى وجه خاص ، وهذا واضح من كلامه لمن تأمله جيدا
هذا ما أردت التنبيه عليه حتى لا يفهم من كلامه - يرحمه الله - غير ما أراد
وشكرا على المتابعة ، وعلى هذه الاضافة القيمة
 
كلام الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى كلام صحيح لا غبار عليه ولا أحد يخالفه وهو القول الوسط بين رفض القول بالإعجاز وبين الخوض فيه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

والشيخ الشعراوى رحمه الله تعالى قد تكلم عن بعض الآيات التي يعتقد أن فيها إشارة إلى سنة كونية كانت خافية على البشرية ثم ظهرت للناس بعد الكشوف العلمية ومنها مسألة دوران الأرض وقد تكلم الشيخ عنها في تناوله لآية سورة النمل.

وإلى الإخوة منكري الإشارات العلمية أقول هناك أمور لا أدري كيف ينكرها طالب علم فضلا عن عالم ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى:
(وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8)) سورة النحل

إن الله تعالى أشار في هذه الآية إلى ما أمتن به على خلقه من وسائل النقل المعروفة في زمن نزول القرآن ثم قال " ويخلق ما لاتعلمون".
أليس في هذا إشارة إلى ما هدى الله الإنسانية إليه من وسائل النقل الحديثة التي لم تكن معروفة من قبل؟
بلى.

يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله:
"فالذي يظهر لي أن هذه الآية من معجزات القرآن الغيبية العلمية ، وأنها إيماء إلى أن الله سيلهم البشر اختراع مراكب هي أجدى عليهم من الخيل والبغال والحمير ، وتلك العجلات التي يركبها الواحد ويحركها برجليه وتسمى ( بسكلات ) ، وأرتال السكك الحديدية ، والسيارات المسيرة بمصفى النفط وتسمى أطوموبيل ، ثم الطائرات التي تسير بالنفط المصفى في الهواء ، فكل هذه مخلوقات نشأت في عصور متتابعة لم يكن يعلمها من كانوا قبل عصر وجود كل منها .

وإلهام الله الناس لاختراعها هو ملحق بخلق الله ، فالله هو الذي ألهم المخترعين من البشر بما فطرهم عليه من الذكاء والعلم وبما تدرجوا في سلم الحضارة ، واقتباس بعضهم من بعض إلى اختراعها ، فهي بذلك مخلوقة لله تعالى ; لأن الكل من نعمته ."
 
الأخ الكريم جلغوم:

هذا ما فهمته من الفعل ( يَََصَّعَّد ) فعملية الصعود تلقى مقاومة ( التي هي الجاذبية ) .
كما أفهم أنها ستتم وتتدرج وفق مراحل مرتبطة بتطور العلوم والمعارف .

وقول المتنبي:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

يُستفاد منه ما استفدته أنت من الآية الكريمة، فلا وجه للقول بالإعجاز العلمي.

فإن عدتَ فقلتَ: أراك قد شطحت بعيدا في خيالك ، أتقارن كلام المتنبي بكلام الله سبحانه وتعالى ؟ وهل تصف كلام الله بما تصف به كلام الشعراء ؟

قلتُ لك: هذه مصادرة على المطلوب لا يجوز أن تقع فيها...

ولي أن أقول إن شطحت بعيداً في خيالك، وحملت الآية ما لا تحتمل...

وبانتظار أن تنفصل عن هذه المصادرة بجواب آخر، ولا أظنك تستطيع أخي الكريم.
 
الأخ الكريم العليمي:


سبحان ربى العظيم !!
لم أتوقع أن يصل الأمر بك الى هذا الحد ؟!!
الى حد أن تحرف الكلام الذى قلته وتتقول عليى ما لم أقله !!

هون عليك، فلا أظنني أخطأت في فهم كلامك...

إن لم تكن قلتَه تصريحاً، فتلميحاً، وإن لم تقله أنت فتأييدك لمن قاله بمثابة قولك أنت...

أولستم تأخذون بالتلميح والتلويح في فهم القرآن تستدلون به على الحقائق العلمية، فما يمنع أن ناخذ ما يشير إليه كلامكم ويلوح به؟


فهل أنا قلت أن ردى على المناظر المزعوم هو :
" القرآن كلام الله ، وأما كلام العرب فهو شعر قائم على الخيال "
أهذا ما قلته ؟!
أم أن الصحيح اننى قلت ما معناه :
القرآن ليس بشعر وانه يقرر الحقائق كما هى فى الواقع ، بينما الشعر يقوم على الخيال ( وقد قالوا أن أجمل الشعر أكذبه ، فكيف نقارن بين كلام يكمن جماله فى الكذب وكلام يكمن اعجازه فى الصدق المطلق ؟ )

فهمي ليس بعيداً عما قلتَه...

قولك إن القرآن يقرر الحقائق كما هي في الواقع، بينما الشعر يقوم على الخيال مبني على تثبيتك أن هذا القرآن من عند الله أولاً.
ثم ما يدريك أن المتنبي لم يكن يقصد التخييل والمبالغة، وأنه كان يرمي إلى تقرير الحقيقة.
وما يدريك أن القرآن يقرر حقائق العلم الحديث؟
هذه دعوى منك لا دليل عليها
ونحن نقول في مقابلها: إن القرآن ومبعث الرسول صلى الله عليه وسلم يقرران ما يتعلق به التكليف والتعبد لله، فإن أشار إلى شيء مما حولنا من شمس أو قمر أو دواب أو إبل، فليس على سبيل تقرير حقائق لم يكشف عنها إلا حديثاً، بل لتقرير حقائق هي من جنس ما كانت العرب تعرفه.


وكذلك قلت لك :
القرآن نزل على بشر أعلن أنه رسول من عند الله وأنه يتلقى وحيا من الملأ الأعلى ، أما الشعراء فلم يدعوا شيئا من ذلك ، وأنه لهذا لا يصح أن نستشهد بأقوالهم على أن فيها اعجاز ، لأنهم هم أنفسهم لم يقولوا بذلك ولم يدعوه ، أما القرآن فقال ذلك صراحة بل وتحدى الانس والجن جميعا على أن يأتوا بمثله
أليس هذا هو فحوى كلامى يا أخ بكر ؟
فأين هى المصادرة المدعاة فى هذا الكلام ؟


أصل السؤال قائم سواء ادعى الشعراء النبوة أم لم يدعوها، لأن الحديث هنا عن الدلالات التي يحملها الكلام بغض النظر عن قائله.
وكلام المتنبي أو غير ليس بأقل دلالة على ما تدعون أن القرآن دل عليه.
ثم إن المتنبي قيل إنه سمي بذلك لادعائه النبوة! فما يدريك؟ لعله كان صادقاً!!!



فهل أنا قلت شيئا من هذا ؟!
هات لى من كلامى اقتباسا واحدا فحسب قلت فيه صراحة ألفاظا من قبيل : قانون الجاذبية ، أو اختراع الطائرة
ان غاية ما قلته هو أن الآية تفيد أن الصعود الى السماء يعد أمرا ممكنا وليس هو بالمستحيل
فلماذا يا أخى تتقول عليى ما لم أقله ؟!

ثم تقول كلاما عجيبا للغاية


ونحن قلنا إنه قد يفهم من أبيات المتنبي ما زعمتم أن الآية تفيده...

فهل لكم أن تنفصلوا عن هذا بجواب آخر غير قولكم: القرآن كلام الله، والمتنبي شاعر؟! فهذا جواب مردود عليكم لوجود المصادرة فيه.


وأقول لك : عجبا ، و أى عجب !!
فكيف يكفيه أن يقول : ان ما تدعيه من اعجاز علمى لا أصل له ؟!
ان ألفاظ الآية واضحة كل الوضوح ولا لبس فيها : " كأنما يصعد فى السماء " فهل ترى فيها لبسا أو غموضا ؟
اننا نفهم منها بوضوح أن التصعد فى السماء هو أمر ممكن ، وقد أصبح أمرا متحققا وحدث بالفعل فى عصر الطيران ثم فى عصر سفن الفضاء ، فكيف تزعم أن المناظر الذى تخيلته سوف ينكر هذا كله ؟!
هل أقول أنا لك : كيف ينكره ؟
لأنه لا يبتغى بجداله وجه الحق ولا يبحث عنه أصلا ، وانما هو المراء واللجاجة والجدال بالباطل لا غير
ومثل هذا الشخص لا ننتظر منه ايمانا ولا نرجو منه خيرا
أليس كذلك يا أخى ؟


وللملحد أن يفهم من كلام المتنبي ما فهمته من الآية بلا فرق...

فإما أن تنفصل بجواب لا مصادرة فيه على اعتراض الملحد، وإما أن نحكم للملحد بإفحامك، وإفحام الإخوة الذين حملوا الآية ما لا تحتمل...

ذلك أننا طلاب حق أولاً وآخراً، ولا نراكم في باب الإعجاز العلمي جيتم بشيء يستحق الذكر فيما يخص آية ((كأنما يصعد في السماء))...

ونحن بانتظار أن تأتونا بجواب لا مصادرة فيه، ولا أظنكم تستطيعون أخي الكريم...
 
الأخ الفاضل فاضل الشهري:


بارك الله فيما قلتم ورزقنا وإياكم الاخلاص ، وفي ظني القاصر أن مراد من تكلم في الاعجاز العلمي عند هذه الاية هو التنبيه على ما يحصل لمن صعد في السماء من ضيق في النفس كما بينت الاية والواقع يثبت هذا ، وما اظن احدا منكم ينكر ما يصيبه عند صعود جبل فضلا عن صعود ما هو اعظم من ذلك كما يحصل لمن صعد للفضاء

لو حملنا الآية على صعود الجبل، وقد وجدت هذا التفسير عند الثعالبي، فليس هناك أي إعجاز علمي في الآية، لأن الآية تصف من يضيق صدره بالإسلام بمن يصعد في السماء (أو يصعد جبلا)، وهذا جارٍ على معهود الكلام، ولكن لا يجوز أن يدعى في الآية إعجاز علمي كشف عنه العلماء بعد 1400 سنة من نزول القرآن، لأن صعود الجبال وما فيه من تعب ونصب كان معروفاً للأولين، وكان يكفيهم أن يصعدوا من مكة إلى الطائف.

أما أن يكون المقصود من الآية الدلالة على أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا، فلا...
ذلك أن هذا لم يكن معهوداً للعرب، ولا معروفاً لهم، فلا يكون مراداً...
ولأن في الأخذ به خروجاً على أصول البلاغة وحسن الإفهام...

ونقول لهؤلاء العلماء: لا يوجد ما يمنع استنباط ما يتفق في القضية الكونية مع القضية القرآنية بصدق، ولكن لنحبس شهوتنا في أن نربط القرآن بكل أحداث الكون حتى لا نتهافت فنجعل من تفسيرنا لآية من آيات القرآن دليلاً على تصديق نظرية قائمة، وقد نجد من بعد ذلك من يثبت خطأ النظرية.

الأمر هنا متعلق بحمل معنى الآية الكريمة على ما لا يخالف أدلة العقل، فكيف نجعل من هذا إعجازاً؟!

إنه يجب على المخلصين الذي يريدون أن يربطوا بين القرآن لما فيه من معجزات قرأنية مع معجزات الكون أن يمتلكوا اليقظة فلا يربطوا آيات القرآن إلا بالحقائق العلمية، وهناك فرق بين النظرية وبين الحقيقة؛ فالنظرية افتراضية وقد تخيب.

لذلك نقول: أنبعد القرآن عن هذه حتى لا تعرضه للذبذبة. ولا تربطوا القرآن إلا بالحقائق العلمية التي أثبتت التجارب صدقها.

تأمل أخي الكريم ما في هذا الكلام:

1. إذا كان المقصود ربط آيات القرآن بالحقائق العلمية الثابتة، فلا شك في ذلك، إذ لا يجوز حمل القرآن على ما يخالف أدلة العقل. فلو كان هناك فهم عند الناس أن الشمس تدور حول الأرض، فيتعاقب الليل والنهار، ثم ثبت لدينا أن الأرض تدور حول محورها فيتعاقب الليل والنهار، حملنا معنى آية ((وترى الشمس إذا طلعت...الآية)) على حركة الشمس الظاهرية، وليس المقصود أن الشمس متحركة على الحقيقة. فنحن نصحح فهمنا للقرآن، ولا نصحح القرآن، لما ثبت لدينا أنه من عند الله.
2. فلا يجوز لنا بعد هذا أن نجعل من فهمنا لآيات القرآن على ما لا يعارض أدلة العقل إعجازاً علمياً...

3. ثم إن القول بضرورة ربط القرآن بحقائق العلم الثابتة دون النظريات الموهومة معناه أن ثبوت الحقيقة كان بنفسها، وبما أرشدت إليه أدلة العقل، لا أن القرآن دل عليها وأشار إليها، وهذا يعني إمكان أن يفهم من ظاهر القرآن معانٍ على خلاف أدلة العقل، فنصير إلى التوفيق بما لا يعارض أدلة العقل، أما أن نجعل من هذا الفهم والتوفيق إعجازاً، ففيه دور ومصادرة على المطلوب


والله أعلم...
 
أما أن يكون المقصود من الآية الدلالة على أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا، فلا...
ذلك أن هذا لم يكن معهوداً للعرب، ولا معروفاً لهم، فلا يكون مراداً...
ولأن في الأخذ به خروجاً على أصول البلاغة وحسن الإفهام...

...

لم يقل أحد أن الآية نص على أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا ... ولكن أغلقت عينيك وصميت أذنيك وجمدت عقلك ولهذا بقيت تكرر علينا ما فهمناه وعقلناه ، وقلنا لك مرارا وتكرارا إن الله تعالى قد ضرب لنا مثلاً لصدر الكافر وضيقه وحرجه وهو ضيق وحرج صدر المصعد إلى السماء والعرب والمفسرون من بعدهم لم يعرفوا حقيقة التصعد في السماء والدليل اختلاف عبارة المفسرين في توجيه العبارة.

ولم يكن العرب الذين خوطبوا بهذا القرآن يفهمون كل ما ورد فيه على وجه التفصيل ، وإنما فهموا منه ما قامت عليهم به الحجة أنه كلام الله وأنه كلام لا يستطيعه بشر ، وعدم فهم بعض الناس في وقت من الأوقات لبعض المراد من آيات الله لا يخرج بالقرآن على أصول البلاغة وحسن الإفهام كما تزعم.

والآية كما قلنا في قوله تعالى" كأنما يصعد في السماء" إعجاز أدركه الكثير من العقلاء من المسلمين وغير المسلمين ، وعجزك عن إدراك ما أدركوه لن غير من الحقيقة شيئاً فأرح نفسك وأرحنا معك.

وختاما أرجو أن تتأمل قول الله تعالى :
" طائر يطير بجناحية"
وقوله:
" يصعد في السماء"
فالصورة الأولى العربي في زمن التنزيل كان يفهم منها ما نفهم منها نحن اليوم ويتصورها كما نتصورها نحن اليوم.
أما الصورة الثانية وهي صورة المصعد في السماء فليتك تأتينا بفهم وتصور العربي لها زمن التنزيل.
 
الأخ الكريم حجازي الهوى:

سبق أن ذكرت فهم العرب الأولين بما فيه مقنع...

وسبق أن قلت لك إن ردودك هذه كجناح هرم مرسل.

ولا أظنك إلا تعرف ما أعنيه بقولي هذا...

ثم إني طلبتُ إليكم ملاحظاتكم حول ما كتبت في هذا الباب، وتفضلتم مشكورين ببيان ما عندكم، ولك بعد هذا أن تقبل ما قلت أو تتركه.

فلك أن ترتاح مشكوراً فما أريد أن أثقل عليك، وأرجو ألا أكون أثقلت على الإخوة، وإنما هو جدل للوصول إلى الحق نسأل الله عليه حسن الثواب.
 
للأسف أخي أنكم تريدون أن تقولوا بوجود الإعجاز العلمي في هذه الآية، سواء كان ما تحتجون به في إثبات ذلك صحيحاً أم باطلاً...
ولي أن أعتب عليكم أخي في هذا مع وضوح الحجة في بطلان ما جاء به الأخ جلغوم مما يزعمه مدلولاً عليه بالآية، أو مشاراً إليه فيها.
فإن أضفت إلى هذا خطأ ما ذهبتَ إليه في آية ((وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال)) من أنها دالة على دوران الأرض حول محورها، تبيَّنَ لك أنكم لم تستطيعوا حتى الآن الانفصال عن الإلزامات الموجهة إليكم....
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه المهديين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب بكر الجازي حفظك الله
بداية معاذ الله أن نتقول على الله بغير علم ، لكن الأمر الذي نتحدث عنه إنما أشرنا إليه لرسوخ الدليل الظاهر النقلي والعقلي وهذا كلّه إنما يصبّ في بوتقة حفظ الله تعالى لكتابه الكريم ليكون هذا كلّه شهادة على أن القرآن الكريم هو كتاب الله وأن ما فيه هو كلامه فيجب الاحتكام بحكم الله فيه.
وهذا الأمر لا يخفى على أحد من المتخصصين في العلوم الذين تنكشف لهم أدق المسائل بصورة جليّة ، وبعد أن يصلون فيها إلى جانب من العلوم يظنون بأنفسهم أنهم جاءوا بأمر لم يأت به غيرهم بسبب الجهد والتكنولوجيا التي اعتمدوا عليها للتوصل إلى ما توصلوا إليه . يجدون في القرآن الكريم ما يدل على وجود هذا الأمر ، فإن ذلك إنما يكون دليلا وبرهانا على صدق كلام الله تعالى وصدق كتابه الكريم. والبحوث العلمية المتخصصة في هذا الجانب كثيرة جدا وفي الكلام العلمي والتفسير العلمي لايات القرآن الكريم ما هو في القرون المتقدمة فالأمر ليس جديدا ، لكن هذا العصر تميز عن باقي العصور بانكشاف أمور من العلوم لم تكن معروفة للمتقدمين ، لذلك فإننا في كل مسألة نجد أن القرآن الكريم إنما جاءت آياته بالغة في الدقة متناهية في الدلالة الصادقة على حقائق الأمور .
ويكفي لتقعيد مسألة الإعجاز العلمي وجود آية واحدة دالة على هذا الأمر ، فالمسألة ليست بالكثرة ، وسوف أعطيك مثالا ظاهرا على هذه المسألة بعد أن أجيبك عن سؤالك الذي اعترض عليه حيث استدليت بقول الله تعالى: ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً)) (الكهف:17) على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليست الأرض هي التي تدور حول محورها . وهذا استدلال في غير محلّه .
فتأمّل أخي الحبيب أوّل كلمة في هذه الآية الكريمة وتأمّل بلاغة القرآن الكريم في الوصف ، فهذه الآية بليغة جدا في التعبير حتى أنه يمكن أن تدخل في أعماق فهمها إلى الكثير الكثير من الأدلة البلاغية والعلمية .
فالآية الكريمة تتحدث عن الشخص الذي يرى الشمس ، وليس عن حكم دوران الشمس ، وما من أحد على وجه الأرض إلا ويرى أن الشمس هي التي تدور ؛ ذلك لأنه محكوم بقوانين الأرض والجاذبية وصغر حجمه بالنسبة للأرض وبعد الشمس عن الأرض حتى يراها الإنسان بحجم صغير كل ذلك يهيء للإنسان الظن بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، لذلك نقول جيمعا أشرقت الشمس ولا نقول بأن الأرض أكملت دورة من الغرب إلى الشرق فظهرت الشمس .
فلا يقوم لك بالاستشهاد بهذه الآية دليل أو حجّة على نفي قول من قال بالإعجاز العلمي .

وأنظر أخي الكريم إلى المثل الذي وعدتك به ، وأذكرك بقولي السابق : يكفي لتقعيد مسألة الإعجاز العلمي وجود دليل واحد عليه في القرآن الكريم
تأمّل أخي الحبيب قول الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73) فهل لو سلبت الذبابة شيئا من الإنسان واستخدم الوسائل المتطورة في قتل الذباب يستطيع أن يسترجعه منه ، ولو حصل ذلك لانتفى الدين بكلّيته ، وهذا لن يكون بفضل الله تعالى .
تأمّل أخي الحبيب بلاغة البيان في هذه الآية الكريمة ، في هذا العصر وبعد تطور أساليب الجراحة المكرسكوبية توصّل العلماء إلى البرهان الجلي والحجّة البالغة في دقة وصف الآية الكريمة .
فالذباب لا يملك معدة يهضم بها طعامه ، بل يخرج العصارة الهاضمة إلى خارج جسده فيضعها على الطعام الذي يأكله ، ثم يهضم الطعام خارج جسم الذباب ، وبعد ذلك يمتصّه الذباب مهضوما جاهزا ليتوجه هذا الطعام إلى كافة أنحاء الجسم ، وهذا أمر يستحيل على البشر أو أي مخلوق أن يعيد الشيء المهضوم الذي امتصّه الذباب فتحول جزء منه إلى طاقة لتحريك الجناحين ....
فحينما يتوصل العلماء بالبحث إلى هذه النتيجة في أن الذباب ليست له معدة لهضم الطعام وأنه يهضمه خارج جسده ثم يمتصّه ، ألا نقول له بأن القرآن الكريم أشار صراحة إلى أن الذباب إذا سلب من الإنسان شيئا لا يمكن لمخلوق أن يرجعه . ألا يكون ذلك دليل على أن القرآن الكريم يتكلم بالصدق والحق .
سمّه ما شئت إعجاز علمي ، أو بيان علمي ، أو أوجه العلوم في القرآن الكريم ، أو الأدلة العلمية على صدق كتاب رب العالمين ..... لكن لا تأخذ على أحد سمّاه إعجازا علميا ، لأن الله سبحانه وتعالى تحدى الجن والإنس ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88) ، والمثلية كاملة أي بكل محتواه من بلاغة وتشريع وعلوم وإخبار بالغيب .... وتحداهم الله بأن يأتوا ببعض ما في القرآن الكريم ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23) فقوله تعالى : ( من مثله ) تدل على التبعيض أي لا يستطيعون أن يأتوا بشيء مما يحويه القرآن الكريم ، ومن هذه الأمور الدلالات العلمية ، لذلك لا أرى ما نعا من تسميته بالإعجاز العلمي .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه واهدنا إلى سواء السبيل
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا ونبض قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم
 
لقد أعطي الموضوع أكثر مما ينبغي ، وربما أخطأ بعضنا في حق بعض ، ولا يليق هذا بأهل القرآن ، كما لا يليق بهذا الملتقى المبارك ، والكثير مما قيل هنا تكرار سود ت به الصفحات ولا جديد فيه ، ونسال الله تعالى أن يغفر للجميع الزلل ، وأن يبصرنا بعيوب أنفسنا ، فكم من كاتب يغفل عن مراده من كتابته لمقال أو رد ، وهل أراد بذلك وجه الله تعالى ، أو أراد الانتصار لنفسه وإظهارحجته
 
الأخ الكريم الأستاذ حسن عبد الجليل:


بداية معاذ الله أن نتقول على الله بغير علم ، لكن الأمر الذي نتحدث عنه إنما أشرنا إليه لرسوخ الدليل الظاهر النقلي والعقلي وهذا كلّه إنما يصبّ في بوتقة حفظ الله تعالى لكتابه الكريم ليكون هذا كلّه شهادة على أن القرآن الكريم هو كتاب الله وأن ما فيه هو كلامه فيجب الاحتكام بحكم الله فيه.

لقد قلت في بداية الكلام في هذا الموضوع إننا لا نهدف إلى التعرض لأحد بشخصه، أو الزرياة به والانتقاص من قدره، وإنما نبين بدورنا يا أخي الكريم ما نراه صواباً وحقاً، وندين الله به، ومنطلقنا في هذا هو ما تنطلق منه من الحرص على كتاب الله أن يداخله ما ليس منه.


وهذا الأمر لا يخفى على أحد من المتخصصين في العلوم الذين تنكشف لهم أدق المسائل بصورة جليّة ، وبعد أن يصلون فيها إلى جانب من العلوم يظنون بأنفسهم أنهم جاءوا بأمر لم يأت به غيرهم بسبب الجهد والتكنولوجيا التي اعتمدوا عليها للتوصل إلى ما توصلوا إليه . يجدون في القرآن الكريم ما يدل على وجود هذا الأمر ، فإن ذلك إنما يكون دليلا وبرهانا على صدق كلام الله تعالى وصدق كتابه الكريم. والبحوث العلمية المتخصصة في هذا الجانب كثيرة جدا وفي الكلام العلمي والتفسير العلمي لايات القرآن الكريم ما هو في القرون المتقدمة فالأمر ليس جديدا ، لكن هذا العصر تميز عن باقي العصور بانكشاف أمور من العلوم لم تكن معروفة للمتقدمين ، لذلك فإننا في كل مسألة نجد أن القرآن الكريم إنما جاءت آياته بالغة في الدقة متناهية في الدلالة الصادقة على حقائق الأمور .

هذا ما ننازع فيه أخي الكريم، فنحن نزعم أن القرآن لم ينزل ليبين لنا بعد قرون متطاولة أسرار العلوم التجريبية.
والذي أراه أن هذه البحوث الكثيرة في التفسير العلمي والإعجاز العلمي تغفل أمراً مهماً، هو فقه اللغة، ولو تظرنا إلى ما يزعمونه إعجازاً علمياً وعرضناه على شيء من فقه اللغة كما هي عند علماء أصول الفقه أدركنا مكمن المغالطة التي يقع فيها أرباب الإعجاز العلمي، والتي يكفي فيها أن نقول: إن فهمنا للقرآن يجب أن يكون على معهود العرب الأولين في كلامهم وتصرفهم فيه، وقد أشار إلى هذا الأمر الإمام الشاطبي في موافقاته.

فأين نجد هذا عند أرباب الإعجاز العلمي؟

كل أبحاثهم في هذا الباب، أو ما أعرفه منها يتضمن خروجاً على اللغة، فكيف يستقيم هذا؟

وفي آية ((كأنما يصعد في السماء)) والتي يزعمونها قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية خير شاهد على ذلك.


حيث استدليت بقول الله تعالى: ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً)) (الكهف:17) على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليست الأرض هي التي تدور حول محورها . وهذا استدلال في غير محلّه .

لم أستدل بها على أن الشمس تدور حول الأرض، ولكن قلت إنها ظاهرة في هذا المعنى، ولذلك نلتمس العذر للعلماء إذا ما فهموا هذا من لفظ الآية، لأنها ظاهرة فيه.
أما وقد ثبت لدينا بأدلة العقل أن الأرض هي التي تدور حول محورنا، فإننا نحمل كلام الله الوارد في الآية على حركة الشمس الظاهرية، وليس يلزم من هذا أن تكون متحركة على الحقيقة.

ولذلك عجبتُ من قولك أخي الكريم إنك لم تفهم منها إلا معنى واحداً هو دوران الأرض حول محورها فيتعاقب الليل والنهار! وكان سؤالي لك:

أين تجد هذا في الآية؟


فتأمّل أخي الحبيب أوّل كلمة في هذه الآية الكريمة وتأمّل بلاغة القرآن الكريم في الوصف ، فهذه الآية بليغة جدا في التعبير حتى أنه يمكن أن تدخل في أعماق فهمها إلى الكثير الكثير من الأدلة البلاغية والعلمية .
فالآية الكريمة تتحدث عن الشخص الذي يرى الشمس ، وليس عن حكم دوران الشمس ، وما من أحد على وجه الأرض إلا ويرى أن الشمس هي التي تدور ؛ ذلك لأنه محكوم بقوانين الأرض والجاذبية وصغر حجمه بالنسبة للأرض وبعد الشمس عن الأرض حتى يراها الإنسان بحجم صغير كل ذلك يهيء للإنسان الظن بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، لذلك نقول جيمعا أشرقت الشمس ولا نقول بأن الأرض أكملت دورة من الغرب إلى الشرق فظهرت الشمس .
فلا يقوم لك بالاستشهاد بهذه الآية دليل أو حجّة على نفي قول من قال بالإعجاز العلمي .

1. إسناد الطلوع والغروب إلى الشمس في الآية يفيده ظاهره أن الشمس هي التي تتحرك.
2. تعاقب الليل والنهار يمكن أن يحصل إما بدوران الأرض حول محورها، وإما بدوران الشمس حول الأرض. (هذا نظرياً).
3. الترجيح بأن تعاقب الليل والنهار سببه دوران الأرض حول محورها، وليس دوران الشمس حول الأرض لا يمكن أن يفهم من الآية، ومن ادعى أنه مفهوم من الآية فقد حمل الآية ما لا تحتمل.
4. نحن عرفنا أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول محورها، لا بسبب دوران الشمس حول الأرض بأدلة العقل، وليس من الآية.
والحديث يا أستاذ حسن لم يكن على الإعجاز العلمي أو غيره، وإنما هو من باب التماس العذر للشيخ ابن عثيمين أو القرطبي رحمهما الله، فإن ما يفهم من ظاهر الآية أن الشمس هي التي تتحرك، ونحن إنما صرفنا الآية عن ظاهرها لمعارضة ما ظهر لأدلة العقل.

وأنظر أخي الكريم إلى المثل الذي وعدتك به ، وأذكرك بقولي السابق : يكفي لتقعيد مسألة الإعجاز العلمي وجود دليل واحد عليه في القرآن الكريم
تأمّل أخي الحبيب قول الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73) فهل لو سلبت الذبابة شيئا من الإنسان واستخدم الوسائل المتطورة في قتل الذباب يستطيع أن يسترجعه منه ، ولو حصل ذلك لانتفى الدين بكلّيته ، وهذا لن يكون بفضل الله تعالى .
تأمّل أخي الحبيب بلاغة البيان في هذه الآية الكريمة ، في هذا العصر وبعد تطور أساليب الجراحة المكرسكوبية توصّل العلماء إلى البرهان الجلي والحجّة البالغة في دقة وصف الآية الكريمة .
فالذباب لا يملك معدة يهضم بها طعامه ، بل يخرج العصارة الهاضمة إلى خارج جسده فيضعها على الطعام الذي يأكله ، ثم يهضم الطعام خارج جسم الذباب ، وبعد ذلك يمتصّه الذباب مهضوما جاهزا ليتوجه هذا الطعام إلى كافة أنحاء الجسم ، وهذا أمر يستحيل على البشر أو أي مخلوق أن يعيد الشيء المهضوم الذي امتصّه الذباب فتحول جزء منه إلى طاقة لتحريك الجناحين ....
فحينما يتوصل العلماء بالبحث إلى هذه النتيجة في أن الذباب ليست له معدة لهضم الطعام وأنه يهضمه خارج جسده ثم يمتصّه ، ألا نقول له بأن القرآن الكريم أشار صراحة إلى أن الذباب إذا سلب من الإنسان شيئا لا يمكن لمخلوق أن يرجعه . ألا يكون ذلك دليل على أن القرآن الكريم يتكلم بالصدق والحق .
سمّه ما شئت إعجاز علمي ، أو بيان علمي ، أو أوجه العلوم في القرآن الكريم ، أو الأدلة العلمية على صدق كتاب رب العالمين ..... لكن لا تأخذ على أحد سمّاه إعجازا علميا ، لأن الله سبحانه وتعالى تحدى الجن والإنس ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88) ، والمثلية كاملة أي بكل محتواه من بلاغة وتشريع وعلوم وإخبار بالغيب .... وتحداهم الله بأن يأتوا ببعض ما في القرآن الكريم ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23) فقوله تعالى : ( من مثله ) تدل على التبعيض أي لا يستطيعون أن يأتوا بشيء مما يحويه القرآن الكريم ، ومن هذه الأمور الدلالات العلمية ، لذلك لا أرى ما نعا من تسميته بالإعجاز العلمي .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه واهدنا إلى سواء السبيل
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا ونبض قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم

بل نفهم منها ما فهم العرب الأولون من أن الذباب لو سلبهم شيئاً مما يعلق به لم يستطيعوا أن يستنقذوه منه، وهذا من باب ضرب المثل حتى يكون أقرب لأفهام العرب الأولين، ولا يعنينا بعد ذلك إن كان للذباب معدة أم لا...

للعلماء المحدثين أن يكتشفوا ما استطاعوا من أسرار الذباب والعنكبوت والبعوض والنحل وغيرها...

أما أن يقولوا إن الآيات دالة على هذه الحقائق فهذا ما لا نزال نطالبهم به...

هذا يا أخي تكلف في تحميل الآية ما لا تحتمل.

ولي أن أقول - على سبيل المعارضة- إن في قول الشاعر:

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير

أشارة إلى دور الأصوات في إرهاب الخصم، وأن الصوت العالي مما يدخل الرعب في قلب الخصوم، ثم ندخل في دراسة لعلوم الصوتيات، ونزعم أن كل ما توصل إليه العلم الحديث في باب الصوتيات مختصر في هذا البيت من الشعر، ثم نبين مقدار مستوى صوت الطنين في أجنحة الذباب (DECIBEL)، ونبين أنه خافت جداً بحيث لا يكاد يسمع فكيف يخيف؟
هذه الحقائق – طبعاً – لم تكن معروفة للناس عندما سمعوا البيت...

فيكون هذا إعجازاً علمياً !!!

ولعل في قول عنترة العبسي:

وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم

إشارة إلى ارتباط حك الذباب ذراعه بذراعه بحالة من الهزح عند الذباب، ولا مانع من إجراء دراسة لإثبات صدق هذا، وأصدقك إذ أقول إن هذا ليس بالأمر العسير...

وهكذا نتوسع في فهم الكلام كما يحلو لنا ونحمله ما لا يحتمل...

فانظر ماذا جنينا على اللغة وعلى البلاغة إذا ما قبلنا بتوهمات كهذه في كتاب الله....

أفليس من الأولى إذن تنزيه القرآن عن مثل هذه التوهمات والتحكمات؟؟؟!!!

وبارك الله فيك...
 
الأخ الكريم العليمي:
قولك إن القرآن يقرر الحقائق كما هي في الواقع، بينما الشعر يقوم على الخيال مبني على تثبيتك أن هذا القرآن من عند الله أولاً...

[align=center]( 1 )[/align]
سبحان الله !!
فهل تشك أنت أن القرآن من عند الله ؟!!
أم انك لا زلت تتقمص دور الملحد الممارى الذى نسجه خيالك ؟!
فلتعلم اذن أن ملحدك هذا لا يعنينا فى شىء
وأننا لا نتوجه بالاعجاز العلمى للقرآن الى أمثاله من الملحدين
بل نتجه به الى المؤمنين ليزدادوا ايمانا على ايمانهم
وأظنك لن تستطيع أن تمارينا فى أن الايمان يزداد ، أو أنه قابل للزيادة ، أليس كذلك ؟
ثم هل الاعجاز العلمى يصير باطلا اذا لم نتوجه به الى الملحدين الذين يحلو لك أن تتخيلهم ؟؟
ليتك تجيبنى عن هذا السؤال يا أخ بكر ، وأعيده على مسامعك بصيغة أخرى :
هل الاعجاز العلمى للقرآن لا يخاطب الا الملحدين ؟

[align=center]( يتبع )[/align]
 
والذي أراه أن هذه البحوث الكثيرة في التفسير العلمي والإعجاز العلمي تغفل أمراً مهماً، هو فقه اللغة، ولو تظرنا إلى ما يزعمونه إعجازاً علمياً وعرضناه على شيء من فقه اللغة كما هي عند علماء أصول الفقه أدركنا مكمن المغالطة التي يقع فيها أرباب الإعجاز العلمي، والتي يكفي فيها أن نقول: إن فهمنا للقرآن يجب أن يكون على معهود العرب الأولين في كلامهم وتصرفهم فيه، وقد أشار إلى هذا الأمر الإمام الشاطبي في موافقاته.

فأين نجد هذا عند أرباب الإعجاز العلمي؟

كل أبحاثهم في هذا الباب، أو ما أعرفه منها يتضمن خروجاً على اللغة، فكيف يستقيم هذا؟
وفي آية ((كأنما يصعد في السماء)) والتي يزعمونها قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية خير شاهد على ذلك.

يا رجل لماذا هذا التجني ؟
وكيف نصبت نفسك حكما على أبحاث القوم وجعلت من نفسك إماما في اللغة؟
ألم يكن الشعراوي وقبله الإمام الطاهر بن عاشور إمامين جليلين في اللغة والأصول؟
وليتك أتيت بمثال يمكنك أن تجد فيها مدخلا على المتكلمين في باب الإعجاز ، ولكنك لم تجد إلا قول الله تعالى " كأنما يصعد في السماء" الذي لم يأت فيه المفسرون بطائل ولكنك تصر على أنها عنز ولو طارت.


1. إسناد الطلوع والغروب إلى الشمس في الآية يفيده ظاهره أن الشمس هي التي تتحرك.
2. تعاقب الليل والنهار يمكن أن يحصل إما بدوران الأرض حول محورها، وإما بدوران الشمس حول الأرض. (هذا نظرياً).
3. الترجيح بأن تعاقب الليل والنهار سببه دوران الأرض حول محورها، وليس دوران الشمس حول الأرض لا يمكن أن يفهم من الآية، ومن ادعى أنه مفهوم من الآية فقد حمل الآية ما لا تحتمل.
4. نحن عرفنا أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول محورها، لا بسبب دوران الشمس حول الأرض بأدلة العقل، وليس من الآية.
والحديث يا أستاذ حسن لم يكن على الإعجاز العلمي أو غيره، وإنما هو من باب التماس العذر للشيخ ابن عثيمين أو القرطبي رحمهما الله، فإن ما يفهم من ظاهر الآية أن الشمس هي التي تتحرك، ونحن إنما صرفنا الآية عن ظاهرها لمعارضة ما ظهر لأدلة العقل.

ما أعجب أمرك أيها الجازي

تنكر الإعجاز العلمي وتتهم القائلين بالجهل وعدم الفهم ، ثم تأت إلى مسألة مازالت محل خلاف حتى عند الغربيين الذين هم أساطين الكشوف العلمية الحديثة وهي مسألة حركة الشمس ، ثم تستدرك على عالمين جليلين وتتهمهما بعدم إدراك الأدلة العقلية التي أدركتها أنت!!!!!!!


بل نفهم منها ما فهم العرب الأولون من أن الذباب لو سلبهم شيئاً مما يعلق به لم يستطيعوا أن يستنقذوه منه، وهذا من باب ضرب المثل حتى يكون أقرب لأفهام العرب الأولين، ولا يعنينا بعد ذلك إن كان للذباب معدة أم لا...

للعلماء المحدثين أن يكتشفوا ما استطاعوا من أسرار الذباب والعنكبوت والبعوض والنحل وغيرها...

أما أن يقولوا إن الآيات دالة على هذه الحقائق فهذا ما لا نزال نطالبهم به...

هذا يا أخي تكلف في تحميل الآية ما لا تحتمل.

ولي أن أقول - على سبيل المعارضة- إن في قول الشاعر:

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير

أشارة إلى دور الأصوات في إرهاب الخصم، وأن الصوت العالي مما يدخل الرعب في قلب الخصوم، ثم ندخل في دراسة لعلوم الصوتيات، ونزعم أن كل ما توصل إليه العلم الحديث في باب الصوتيات مختصر في هذا البيت من الشعر، ثم نبين مقدار مستوى صوت الطنين في أجنحة الذباب (DECIBEL)، ونبين أنه خافت جداً بحيث لا يكاد يسمع فكيف يخيف؟
هذه الحقائق – طبعاً – لم تكن معروفة للناس عندما سمعوا البيت...

فيكون هذا إعجازاً علمياً !!!

ولعل في قول عنترة العبسي:

وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم

إشارة إلى ارتباط حك الذباب ذراعه بذراعه بحالة من الهزح عند الذباب، ولا مانع من إجراء دراسة لإثبات صدق هذا، وأصدقك إذ أقول إن هذا ليس بالأمر العسير...

وهكذا نتوسع في فهم الكلام كما يحلو لنا ونحمله ما لا يحتمل...

فانظر ماذا جنينا على اللغة وعلى البلاغة إذا ما قبلنا بتوهمات كهذه في كتاب الله....

أفليس من الأولى إذن تنزيه القرآن عن مثل هذه التوهمات والتحكمات؟؟؟!!!

وبارك الله فيك...


باختصار هذا الهراء الذي تقول ليس فيه تنزيه لكتاب الله ، بل هو تعطيل للعقول والأفهام عن فهم كتاب الله الذي خاطب فيه البشرية جمعاء ودعاهم إلى تدبره وفهم أسراره.
 
الأخ الكريم العليمي:
ثم ما يدريك أن المتنبي لم يكن يقصد التخييل والمبالغة، وأنه كان يرمي إلى تقرير الحقيقة...



[align=center]( 2 )[/align]

بالله عليك : هل هذا سؤال ؟!
ألا تعلم أن المتنبى الذى صدعتنا به كان شاعرا ؟ وأن ما تشبثت به من قوله لم يك الا شعرا ؟
ثم أى حقيقة تلك التى كان المتنبى يرمى الى تقريرها ؟!
فهل وجدته قد اطلع الغيب فعلم أن الانسان سوف يرتقى فى السماء ؟!
عجبا لك يا أخى !!
ان كلامك هذا لا يصح ، حتى ولو كان على سبيل المعارضة والجدل

[align=center]( يتبع ) [/align]
 
الأخ الكريم العليمي:
ونحن نقول في مقابلها: إن القرآن ومبعث الرسول صلى الله عليه وسلم يقرران ما يتعلق به التكليف والتعبد لله، فإن أشار إلى شيء مما حولنا من شمس أو قمر أو دواب أو إبل، فليس على سبيل تقرير حقائق لم يكشف عنها إلا حديثاً، بل لتقرير حقائق هي من جنس ما كانت العرب تعرفه...

[align=center]( 3 )[/align]

اذن فالقرآن لا يقرر الا ما كان العرب الأولون يعرفونه فحسب !!
و اذن فالقرآن لم ينزل الا اليهم ( الى العرب الأولين ) فحسب
للأسف هذا ما يؤدى اليه كلامك اذا ما طبقنا عليه المقولات المنطقية التى تظن أنك وحدك البارع فيها من دون الناس

[align=center]( يتبع )[/align]
 
الأخ الكريم العليمي:
وكلام المتنبي أو غير ليس بأقل دلالة على ما تدعون أن القرآن دل عليه.
ثم إن المتنبي قيل إنه سمي بذلك لادعائه النبوة! فما يدريك؟ لعله كان صادقاً!!!
.

[align=center]( 4 )[/align]

لا أدرى كيف طاوعك قلمك على أن تكتب العبارة السابقة ؟!
وحقا ، ما أدرانى ؟!!!!!
فلعله كان نبيا هو الآخر ؟!!
وبذلك لا يكون محمد - صلى الله عليه وسلم - هو ( خاتم النبيين ) !!
ويكون القرآن قد أخطأ فى هذا !!!
ما هذا الكلام يا خى ؟!!!
كيف تجاسرت على قوله ؟!!!

[align=center]( يتبع )[/align]
 
الأخ الكريم العليمي:
فهل لكم أن تنفصلوا عن هذا بجواب آخر غير قولكم: القرآن كلام الله، والمتنبي شاعر؟! فهذا جواب مردود عليكم لوجود المصادرة فيه...

[align=center]( 5 )[/align]
سبحان الله !!
لا زلت تكرر زعمك القديم وتدعى اننى قلت مثل هذا الكلام !!
مع اننى قد أبنت لك ( فى فاتحة المشاركة رقم 110 ) عن خطأك فى هذا
ولكن يبدو أنك لا تجد جديدا لترد به علينا

[align=center]( يتبع )[/align]
 
الأخ الكريم العليمي:

وللملحد أن يفهم من كلام المتنبي ما فهمته من الآية بلا فرق...

[align=center]( 6 )[/align]

فليذهب ملحدك هذا الى الجحيم
فكما أخبرتك من قبل : هو لا يعنينا فى شىء
ونحن - كما أخبرتك أيضا - لا نتوجه بالاعجاز العلمى للقرآن الى أمثاله من الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة
وهنا دعنى أذكرك - كيلا تنسى - بأن تجيبنى عن سؤالى القائل :
هل الاعجاز العلمى لا يخاطب الا الملحدين فحسب ؟
وهل تمارينا فى أن الايمان قابل للأزدياد أم لا ؟

[align=center]( يتبع )[/align]
 
الأخ الكريم العليمي :
فإما أن تنفصل بجواب لا مصادرة فيه على اعتراض الملحد، وإما أن نحكم للملحد بإفحامك، وإفحام الإخوة الذين حملوا الآية ما لا تحتمل...

[align=center]( 7 )[/align]

تقول أن ملحدك أفحمنا جميعا !!
و ردى تجده فى المداخلة السابقة ، فعد اليها وطالعها من جديد
ورحم الله الامام الشافعى حين قال :
ما ناظرت عالما الا غلبته
وما ناظرت جاهلا الا غلبنى !!
وأظنك قد علمت الآن الى أى فريق ينتمى ملحدك المزعوم !!
ثم تقول :

ونحن بانتظار أن تأتونا بجواب لا مصادرة فيه ، ولا أظنكم تستطيعون أخى الكريم

فما تلك الثقة المفرطة يا أخى ؟!
أواثق أنت هكذا فى أننا لن نستطيع أن نأتيك بجواب واحد ؟!
على كل : لقد صدقت ، فاننا قد أتيناك بسبعة أجوبة جملة واحدة ، وليس بجواب واحد فحسب
هداك الله وأنار بصيرتك
وغفرلنا ولكم
 
بكر الجازي

هذا ما ننازع فيه أخي الكريم، فنحن نزعم أن القرآن لم ينزل ليبين لنا بعد قرون

متطاولة أسرار العلوم التجريبية
 
بكر الجازي

ولذلك نلتمس العذر للعلماء إذا ما فهموا هذا من لفظ الآية، لأنها ظاهرة فيه...فإن ما يفهم من ظاهر الآية أن الشمس هي التي تتحرك، ونحن إنما صرفنا الآية عن ظاهرها لمعارضة ما ظهر لأدلة العقل
 
هذا ما ننازع فيه أخي الكريم، فنحن نزعم أن القرآن لم ينزل ليبين لنا بعد قرون متطاولة أسرار العلوم التجريبية
قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) وقال سبحانه وتعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:89)
وقال جل جلاله: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)

والذي أراه أن هذه البحوث الكثيرة في التفسير العلمي والإعجاز العلمي تغفل أمراً مهماً، هو فقه اللغة، ولو تظرنا إلى ما يزعمونه إعجازاً علمياً وعرضناه على شيء من فقه اللغة كما هي عند علماء أصول الفقه أدركنا مكمن المغالطة التي يقع فيها أرباب الإعجاز العلمي، والتي يكفي فيها أن نقول: إن فهمنا للقرآن يجب أن يكون على معهود العرب الأولين في كلامهم وتصرفهم فيه،
صحيح أن الله سبحانه وتعالى أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا فقال سبحانه وتعالى : (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) لكن الله سبحانه وتعالى وهبنا السمع والأبصار والأفئدة لنرتقي بها ونعلم مراده ، وندرك آياته في خلقه ، وأوجب علينا أن نعمل العقل ونتفكر لا أن نبقى على حالنا حين خروجنا من بطون أمهاتنا ، قال سبحانه وتعالى :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190)
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191)
وأمرنا سبحانه وتعالى بأن لا نمر على آياته ونحن معرضون ، قال سبحانه :
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف:105)

ولذلك نلتمس العذر للعلماء إذا ما فهموا هذا من لفظ الآية، لأنها ظاهرة فيه... والحديث يا أستاذ حسن لم يكن على الإعجاز العلمي أو غيره، وإنما هو من باب التماس العذر للشيخ ابن عثيمين أو القرطبي رحمهما الله، فإن ما يفهم من ظاهر الآية أن الشمس هي التي تتحرك، ونحن إنما صرفنا الآية عن ظاهرها لمعارضة ما ظهر لأدلة العقل
أخي الحبيب أنا لا أتهم أحدا من العلماء ، لكنني أستغرب كل الاستغراب ممن ينتسب إلى العلم الشرعي ويمثل الدين الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث رحمة للعالمين قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107) ، ثم يأتي باجتهاده الخاطئ ليستبيح دم من يقول بأن الأرض تدور حول الشمس ، وهو يعلم بأن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .
هذا إن كان اجتهاده لمجرد الاجتهاد ، أما إن كان اجتهاده ليبرر أمرا عقديا يريد أن يبنيه ويصوّره للناس ، ويأخذ عليهم بالسيف أن يتبعوا مقالته فالأمر مختلف.

أما وقد ثبت لدينا بأدلة العقل أن الأرض هي التي تدور حول محورنا، فإننا نحمل كلام الله الوارد في الآية على حركة الشمس الظاهرية، وليس يلزم من هذا أن تكون متحركة على الحقيقة..
هذا أمر خطير لأن كلام الله سبحانه وتعالى هو الحق والفيصل وهو الحجّة الدامغة، أما ما يراه البعض اختلافا فهو من سؤ فهم النص القرآني ، ولا ينبغي أن نقول إنه لثبوت أدلّة العقل نحمل كلام الله ...
بل نقول إن كلام الله حق ، وفي آيات الوجود دلالة وشهود على مصداقية القرآن الكريم .


ولذلك عجبتُ من قولك أخي الكريم إنك لم تفهم منها إلا معنى واحداً هو دوران الأرض حول محورها فيتعاقب الليل والنهار! وكان سؤالي لك:
أين تجد هذا في الآية؟.
أخي الحبيب لا يخفى عليك أن تفسير القرآن الكريم لا يؤخذ منفصلا ، بل لا بد من تتبع الأمر الذي نبغ أن نفسّره في آيات الكتاب الكريم ، لذلك حين فهمت من الآية الكريمة هذا الفهم ، لم يكن فهمي لها بمعزل عن فهمي لباقي آيات الكتاب الكريم التي تتحدث في هذا الجانب .

1. إسناد الطلوع والغروب إلى الشمس في الآية يفيده ظاهره أن الشمس هي التي تتحرك.
2. تعاقب الليل والنهار يمكن أن يحصل إما بدوران الأرض حول محورها، وإما بدوران الشمس حول الأرض. (هذا نظرياً).
3. الترجيح بأن تعاقب الليل والنهار سببه دوران الأرض حول محورها، وليس دوران الشمس حول الأرض لا يمكن أن يفهم من الآية، ومن ادعى أنه مفهوم من الآية فقد حمل الآية ما لا تحتمل.
4. نحن عرفنا أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول محورها، لا بسبب دوران الشمس حول الأرض بأدلة العقل، وليس من الآية.
.

أولا: هذا الآية تدل صراحة على ما يراه المخاطب فقال سبحانه : (وَتَرَى الشَّمْسَ)
ثانيا: النقطة الثانية لا تقوم على أساس علمي صحيح إذ لو دارت الشمس حول الأرض لاستغرقها هذا الدوران سنة كاملة أي لكان اليوم والليلة يعادلان 365يوما . فهذا إحتمال لا يُسَلّم لك .
ثالثا: الترجيح لا يؤخذ من آية دون فهم باقي آيات الكتاب الكريم .
رابعا: لا يمكن أن يحدث خلاف بين القرآن الكريم والعقل السليم ، فإن ظهر لأحد خلاف فهو لسقم استدلاله العقلي وليس مرجعه للقرآن الكريم الذي : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)

بل نفهم منها ما فهم العرب الأولون من أن الذباب لو سلبهم شيئاً مما يعلق به لم يستطيعوا أن يستنقذوه منه، وهذا من باب ضرب المثل حتى يكون أقرب لأفهام العرب الأولين، ولا يعنينا بعد ذلك إن كان للذباب معدة أم لا...
للعلماء المحدثين أن يكتشفوا ما استطاعوا من أسرار الذباب والعنكبوت والبعوض والنحل وغيرها...
أما أن يقولوا إن الآيات دالة على هذه الحقائق فهذا ما لا نزال نطالبهم به...
هذا يا أخي تكلف في تحميل الآية ما لا تحتمل
..
وهل فهمنا مخالف للفهم الأول ، أم نبقى كما خرجنا من بطون أمهاتنا ؟

ولي أن أقول - على سبيل المعارضة- إن في قول الشاعر:
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير
أشارة إلى دور الأصوات في إرهاب الخصم، وأن الصوت العالي مما يدخل الرعب في قلب الخصوم، ثم ندخل في دراسة لعلوم الصوتيات، ونزعم أن كل ما توصل إليه العلم الحديث في باب الصوتيات مختصر في هذا البيت من الشعر، ثم نبين مقدار مستوى صوت الطنين في أجنحة الذباب (DECIBEL)، ونبين أنه خافت جداً بحيث لا يكاد يسمع فكيف يخيف؟
هذه الحقائق – طبعاً – لم تكن معروفة للناس عندما سمعوا البيت... فيكون هذا إعجازاً علمياً !!! .
.
أنت فهمت قول الشاعر على غير مراده ، فهو يشير إلى أن صوت أجنحة الذباب لا يضير ، لكن ما تتحدث به بأن الصوت له أثر في فزع الناس وإلقاء الرعب في قلوبهم فهو موجود في القرآن الكريم أيضا :
قال تعالى : ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل:87) ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) (البقرة:19) وهذا أمر لا يخفى على الطفل الصغير ، وليس فيه من السبق العلمي أيّ شيء ، لذلك نجد الجيوش يصنّعون القنابل الصوتية ، ويستخدمونها لتفريق الحشود... لما لها من أثر كبير في إيقاع الرعب في الأنفس ....
ولا أعرف كيف تحمّل هذا النص الشعري ليحوي أوجه إعجاز علمي ؟؟ فما هو مفهوم الإعجاز ؟؟ وما هي أركانه وشروطه ؟؟؟

. ولعل في قول عنترة العبسي:
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم
إشارة إلى ارتباط حك الذباب ذراعه بذراعه بحالة من الهزح عند الذباب، ولا مانع من إجراء دراسة لإثبات صدق هذا، وأصدقك إذ أقول إن هذا ليس بالأمر العسير...
وهكذا نتوسع في فهم الكلام كما يحلو لنا ونحمله ما لا يحتمل...
فانظر ماذا جنينا على اللغة وعلى البلاغة إذا ما قبلنا بتوهمات كهذه في كتاب الله.
.
هذا ما أراك تجنيه أنت بأسلوبك الذي يخرج البلاغة القرآنية عن أصولها ، وتحمّل المسائل فوق طاقاتها الكثير الكثير ، فما الذي ترمي إليه بحك الذباب في جسد هذه الفتاة ؟؟؟ وإلى أين سيوصلنا هذا الفهم ؟؟؟ وماهو هذا الأمر العظيم في هذه المسألة؟؟

هل من وجه للمقارنة بين فهمك وفهم النص القرآني ؟؟ قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26)
أفليس من الأولى إذن تنزيه القرآن عن مثل هذه التوهمات والتحكمات؟؟؟!!!
.
أولا القرآن الكريم منزّه ولا يحتاج منا إلى تنزيه ، والذي نقوله : أليس من الأولى أن ننزه عقولنا عن التحجّر والانطواء على أمور أكل الدهر عليها وشرب ، ونتفكر في خلق السموات والأرض ، ونتبع ديننا حق اتباعه؟؟؟؟

وأنا على يقين أنه من أعجز الإعجاز تفسير المُفَسَّر ؛ فكيف لأحد أن يفسّر الماء لمن ينكره ، سيفسر الماء بعد جهد بالماء ؟؟؟؟ ليس لعجزه عن التفسير ، بل لأن من أنكر معرفة الماء الظاهر لن يتّبع أيّة حجّة في بيانه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
الإخوة الكرام العليمي وحجازي الهوى وحسن عبد الجليل:

أرجو أن تتركوا عنكم هذه التهويلات، وتنظروا في الإلزامات الموجهة إليكم، والتي تتبين للناظر بأدنى نظر. واعلموا أن الأمر ليس بكثرة القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، وإنما بالحجة والبرهان الذي تقدمونه على صدق دعواكم، والذي لم نَرَ منكم فيه حتى هذه اللحظة، إلا تهويلات ومصادرات لا ينبغي أن تكون ممن يطلب في جداله الحق:


1. نحن - منكري الإعجاز العلمي- نومن بأن القرآن من عند الله، وبأنه أعجز ببلاغته وفصاحته وبيانه العرب، فكان دليلاً على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة، فلا تذهبوا إلى التشكيك والتهويل...

2. غاية ما في الأمر أنكم يا أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره والقائلين به تدعون أن بإمكانكم إقامة الدليل على أن القرآن من عند الله من وجه آخر، هو أنكم تدعون سبق القرآن في الدلالة على أسرار وخفايا في علوم الكون كشف عنها العلم الحديث، وتجعلون من هذا وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم، ويدعي أرباب الإعجاز العلمي والداعون له أن هذا الوجه المدعى من إعجاز القرآن بات أقرب إلى أفهام الناس، وأجدر أن يُنبهوا إليه في ظل هذه الانفجار العلمي والمعرفي الذي ظهر في العصور الأخيرة.

3. ونحن نقول لكم إن هذا الوجه المدعى لا أصل له، وليس بإمكانكم أن تقيموا الدليل على أن القرآن كلام الله بواسطة هذا الذي تدعونه من إعجاز علمي. نحن نومن بأن القرآن من عند الله، ونقول لكم إنكم لن تستطيعوا إثبات أن القرآن من عند الله في مدعاكم هذا.

الاعتراض هنا على ما تزعمونه دليلاً، لا على أن القرآن من عند الله. فدعوا عنكم هذه التهويلات التي لا تغني من الحق شيئاً.

4. وأثبتوا لنا هذا الذي تزعمونه وتدعونه وجهاً من وجوه إعجاز القرآن.

5. وقد جيتكم بمثال على بطلان القول بالإعجاز العلمي وتهافته في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء))، وبينا أن القول بالإعجاز العلمي يبطل الغرض البلاغي من التشبيه، وذكرنا من أقوال المفسرين ما يدل على أن العرب فهموها، ثم بينا أنه لا يجوز من حيث فقه اللغة أن يفهم كلام ما في أي عصر من العصور إلا بحسب معهود أهل ذلك العصر في الألفاظ ومعانيها، ولم نجد منكم رداً على هذه النقاط الثلاث.

6. ادعى الأخ عبد الله جلغوم أن آية ((كأنما يصعد في السماء)) لو فهمناها حق الفهم لقادتنا إلى معرفة قانون الجاذبية، وربما قادتنا إلى اختراع الطائرة!!!
وأيد هذا الأخ العليمي...
ولم أسمع من حجازي الهوى ولا من الأستاذ عبد الجليل ما يعارض به فهم الأخ عبد الله جلغوم.
فجئيناكم ببيتين للمتنبي يمكن أن نفهم منهما ما فهمتم أنتم من الآية.

وحدث نفس الشيء في آية الذباب التي ساقها الأستاذ حسن عبد الجليل زاعماً أنها تدل على الحقيقة العلمية!

جئناه ببيتين للعرب في الذباب يمكن أن نحملها على نظريات علمية، أو يمكن أن نجري دراسة علمية ليتحقق قول الشاعر...

فلم تنفصلوا عن هذا بجواب ترتضونه أنتم إلا مصادرة على المطلوب.

تقولون هذا كلام الله وليس شعراً!!!

فكيف يستقيم هذا وأنتم لم تثبتوا بعد أنه كلام الله؟!

أفلستم تريدون أن تثبتوا للناس وللملحدين وللغربيين أن القرآن كلام الله بواسطة الإعجاز العلمي؟!

فهذه العرب لم تعجز...

إذ يمكن لنا أن نحمل أقوال شعرائها وأدبائها على أحدث النظريات العلمية القطعية.

فأين تذهبون...

نريد أجوبة محققة أيها الإخوة، وإقراراً منكم بوجود المصادرة في كلامكم جميعاً، والتي هي من الضروريات التي لا يسوغ جحدها عند العقلاء...

فمن منكم يرجع إلى الحق ويعترف بوجود المصادرة؟!
 
الإخوة الكرام العليمي وحجازي الهوى وحسن عبد الجليل:

أرجو أن تتركوا عنكم هذه التهويلات، وتنظروا في الإلزامات الموجهة إليكم . . . . أفلستم تريدون أن تثبتوا للناس وللملحدين وللغربيين أن القرآن كلام الله بواسطة الإعجاز العلمي؟!
فهذه العرب لم تعجز.. إذ يمكن لنا أن نحمل أقوال شعرائها وأدبائها على أحدث النظريات العلمية القطعية .فأين تذهبون...نريد أجوبة محققة أيها الأخوة

سبحانك ربى !!
هل تعى ما تقول يا أخى ؟!
هل أنت مدرك تماما لمعنى كلامك هذا ؟!
أشك فى ذلك ، وأرى أنك قد كتبت ما كتبت تحت تأثير ما يسمى ( ميكانزمات الدفاع )
أى لمجرد أن ترد علينا وحتى لا يقال أنك قد عجزت عن أن ترد ، مع أننا جميعا - وبحسب قولك أنت - طلاب حق ، أو هكذا يفترض أن نكون
فهل تدرى لماذا أقول هذا ؟
لأن مؤدى كلامك لا يمكن أن يقبله عقل
بل انه يتعارض تماما مع العقل والمنطق والواقع والتاريخ
وهذا لأن مؤدى كلامك ونتيجته المنطقية الوحيدة أن شعراء العرب وادباءهم كانوا يتلقون وحيا من السماء ، وحيا ينبئهم بما سوف تكون عليه أحوال الناس والدنيا بعد قرون كثيرة وحقبا طويلة !!!
كانوا يتلقون وحيا من السماء ينبئهم - وبحسب قولك أنت - بأحدث النظريات العلمية القاطعة !!
فاذا قال المثل العربى القديم - مثلا - عن الحاذق الماهر فى صنعته : " ان له عليها اصبعا " فهمت كلامه على أنه سبق علمى عن البصمات التى يتفرد كل انسان بها ولا يشاركه فيها غيره !!!
وكذلك اذا قال المتنبى - مثلا - عن الطموح الجامح : " لا تقنع بما دون النجوم " فانك تفهم كلامه على أنه سبق علمى عن غزوالانسان للفضاء الخارجى !!
بالله عليك هل هذا كلام يقال يا أخى الفاضل ؟!
ولا تقل لى أنك تقول هذا الكلام على سبيل المعارضة والجدل ، لا تقل لى هذا لأنه حتى الجدل له حدود لا يجوز أن يتخطاها ، فانك لن تجد انسانا واحدا أيا كان - مؤمنا كان أم ملحدا كما تفضله - يمكن أن يقرك على مثل هذا الكلام ؟
ثم بعد هذا كله تتوجه الينا نحن سائلا مستنكرا بقولك لنا : فأين تذهبون ؟!
بل الصواب أن نسألك نحن :
انظر أخانا الفاضل الى أين يذهب بك هذا الكلام العجيب ؟
فلتراجع نفسك يا أخى ، فان الحق أبلج ، والباطل لجلج ، ولن يشاد الحق أحدا الا غلبه
والسلام عليكم ورحمة الله
 
لا أظن إلا أن هذا الجازي ينقل ما يردده النصارى في نفي الإعجاز عن كتاب الله وذلك أنهم يرددون نفس كلامه ويضربون نفس الأمثلة................ ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب بكر الجازي ما رأيك بأن توضّح لنا أوجه الإعجاز البياني والبلاغة العربية في السورة القرآنية الآتيه : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) بما لايدع مجالا للشك في أن هذا القرآن هو كتاب الله تعالى .
وأقصد أن تعطينا تفسيرك لهذه السورة ليكون كل من يستمع إليك لا يسعه إلا أن يتّبع هذا الدين الحنيف .
لنجد لك الحجّة والبرهان على ما تدعيه في الإعجاز العلمي
 
نحن - منكري الإعجاز العلمي- نومن بأن القرآن من عند الله، وبأنه أعجز ببلاغته وفصاحته وبيانه العرب، فكان دليلاً على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة، فلا تذهبوا إلى التشكيك والتهويل...
فمن منكم يرجع إلى الحق ويعترف بوجود المصادرة؟!
كأنك لم تقرأ شيئا مما كتبه جميع الإخوة ، ومع ذلك أرجو من حضرتك أن تضرب لنا مثلا على إعجاز القرآن الكريم ببلاغته وفصاحته وبيانه ، بحيث يكون حجّة نواجه بها العالم ؟؟؟
ولا أقول ذلك لأن أحدا ينكر الإعجاز البياني والبلاغي للقرآن الكريم ، بل لنعلم حقيقة الأمر الذي تدّعيه ، هل تقوله وأنت متحقق بحقيقته ؟؟؟ أم مجرد نقل لكلام العلماء دون تحقيق؟
 
وجهة نظر طبية

وجهة نظر طبية

السلام عليكم
كطبيب أعرض عليكم باختصار تأثير الصعود فى طبقات الجو العليا على جسم الانسان وذلك لكى نعود لمناقشة الموضوع الأصلى
المشاهد أنه إذا صعد شخص ما من أرض سهل إلى قمة جبل-2000 -3000 متر فوق سطح البحر - فإنه يشعر بأن نفسه لايكفيه
وبالبحث عن سبب هذه الظاهرة وجد الباحثون أنها ليست المشقة هى ما يشعره بهذا لأنه قد يكون على ظهر حصان أو على متن طائرة ولم يبذل مجهودا يذكر فى الارتفاع ؛ ثم أنه إن بذل مجهودا فى الصعود وشعر بعدم كفاءة التنفس فتوقف ليستريح فلا يُذهب هذا شعوره بقصور الوظائف التنفسية مما يدل على وجود عامل آخر
وكذلك ليست بسبب مرض تنفسى سابق ؛لأنها تحدث للصحيح الصاعد
لقد اكتشف الأطباء أن السبب هو نقص الضغط الجوى ونقص ضغط الأكسجين فى هواء المرتفعات
فإذا ما تسلق أحدهم جبلا فعند مستوى ارتفاع معين نتيجة لقلة الأكسجين تحدث ردود فعل فسيولوجية فى آليات حركة التنفس
تؤدى إلى زيادة فى عمق التنفس ومعدله
وزيادة نبض القلب وسرعة دوران الدم
وزيادة كفاءة انتشار الأكسجين عبر جدار الحويصلات الهوائية
ورغم هذا يبقى الحرج لأن هذه الآليات لاتفى باحتياجات الجسم

*فى الصعود الفجائى السريع قد يحدث مضاعفات مرضية خطيرة مثل الارتشاح الرئوى أو الخلل الدماغى نتيجة النقص الشديد والسريع الأكسجين وهذا هو مرض المرتفعات الحاد
أما على المدى البعيد والبطيء يحدث التكيف حيث يحدث زيادة فى الهيموجلوبين وتنمو أوعية دموية جديدة فى الرئة ويترقق جدار الحويصلات ؛ وقد تزيد آليات التكيف هذه عن المطلوب فتؤدى إلى مرض يعرف بمرض المرتفعات أو الجبال المزمن

هل توجد صورة مرض الجبال فى أى وضع آخر كمريض الربو أو مرض الغطاسين
لا ليس تماما إلا فى النتيجة النهائية وهى قصور التنفس فالخنق والغرق والالتهاب الرئوى و..و.. كلها تؤدى إلى قصور أو فشل التنفس ولكن لكل منها سبب وآلية خاصة ومختلفة عن الأسباب الأخرى
فمثلا فى مريض الربو يمكن أن يوصف الصدر أنه ضيقا حرجا مثل حالة مرض الجبال ولكن فى الأول تنقبض عضلات الصدر بشدة ولايدخل إلا هواء قليل لانسداد الشعيبات بينما فى مرض الجبال تنقبض العضلات وتنفتح الشعيبات والهواء الداخل أيضا قليل ولكن لأنه قليل فى الجو المحيط

هذا من الناحية الطبية ونلخصه كما يلى
ليس الجهد المبذول هو المحدد ولكن الارتفاع وسرعة الصعود
قصور وظائف التنفس ليس لمرض سابق فى أي من أجهزة الجسم ولكنه بسبب نقص كمية الهواء عامة والأكسجين خاصة والذى يزداد بزيادة الارتفاع
ويتم علاجه بمجرد النزول
ويمكن الوقاية من باستخدام أنبوب الأكسجين

من ناحية التفسير
العربى رأى الصورة فظنها من المشقة ؛ وربما كان محقا حينها ؛أما الآن فنحن نفهم كيف تحدث لمن لم يبذل جهدا ؛
هل إذا أخبر القرآن أنك إذا صعدت فى طبقات الجو العليا لن تجد هواء كاف تتنفسه لايكون ذلك اعجازا
لابد من حكمة فى اختيار هذا التشبيه من دون الحالات الأخرى التى يكون فيها الصدر ضيقا حرجا
ما الفرق بين الضيق والحرج
كيف ينطبق المثل على الكافر فى الواقع ؛أنراه كالمريض بمرض الجبال أم أنه شعور داخلى لديه
 
الأخ الكريم مصطفى سعيد:

بارك الله فيك...

الاعتراض ليس على الحقائق والكشوفات التي أوردتها، فهذا ليس موضوعنا، وكما قلنا سابقاً: نحن لا ننكر الحقائق العلمية، وليس لنا أن ننكرها إذا ما ثبتت، وإنما ننكر أن يكون القرآن دل على شيء منها، أو دل على ما لم يكن معهوداً للعرب الأولين.

من ناحية التفسير
العربى رأى الصورة فظنها من المشقة ؛ وربما كان محقا حينها ؛أما الآن فنحن نفهم كيف تحدث لمن لم يبذل جهدا ؛

أن نعرف كيف تكون المشقة، وما هو السبب فيها لم يُذكر في القرآن...

لو سلمنا أن المقصود بالصعود في السماء هو الصعود على الجبال، فإن العرب الأولين كانوا يدركون، والبشرية كلها تدرك أن الصعود في الجبال يسبب حرجاً في الصدر، بسبب بذل جهد مضاعف، والقرآن ذكر هذه الظاهرة وضرب بها المثل، ولم يتحدث عن السبب الكامن وراء الظاهرة، فكيف نزعم أن القرآن كشف عنها؟

ثم إذا كان العربي قد فهم أنها من باب المشقة، ففي فهم العربي كفاية، والقرآن إنما نزل بلسان العرب الأولين، وهو الصواب.


هل إذا أخبر القرآن أنك إذا صعدت فى طبقات الجو العليا لن تجد هواء كاف تتنفسه لايكون ذلك اعجازا
لابد من حكمة فى اختيار هذا التشبيه من دون الحالات الأخرى التى يكون فيها الصدر ضيقا حرجا
ما الفرق بين الضيق والحرج
كيف ينطبق المثل على الكافر فى الواقع ؛أنراه كالمريض بمرض الجبال أم أنه شعور داخلى لديه

نحن لا نسلم أن القرآن أخبر بأنك إذا صعدت إلى السماء فلن تجد هواء تتنفسه، بل نقول إن هذا هو فهم المحدثين في ظل الكشوفات الحديثة، وهذا الفهم ليس بصحيح.

تأمل أخي: نحن لا ننكر الحقيقة العلمية، ولكن ننكر دعوى القائل بأن القرآن دل عليها.

وبارك الله فيك...
 
نحن لا نسلم أن القرآن أخبر بأنك إذا صعدت إلى السماء فلن تجد هواء تتنفسه، بل نقول إن هذا هو فهم المحدثين في ظل الكشوفات الحديثة، وهذا الفهم ليس بصحيح.

تأمل أخي: نحن لا ننكر الحقيقة العلمية، ولكن ننكر دعوى القائل بأن القرآن دل عليها.

وبارك الله فيك...

ومن أنتموا حتى يكون لكم فهمُ !!!

إن كان لك فهم فقل لنا كما سألك بعض الأخوة : كيف استنبط بن عباس رضي الله عنهما قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم من سورة النصر؟
 
الأخوة العليمي وحجازي الهوى والأستاذ حسن:

لا زلتم تقعون في نفس المصادرة، وقد سبق لي أكثر من مرة أن حررت محل النزاع وبينت لكم مغالطاتكم، ومصادرتكم، التي لا تجوز ممن يطلب في جداله الحق.

ولا أظنني بالغت عندما قلت لكم بأن ردودكم كأنما هي أجنحة هرم مرسلة.

بل لعل هذا أبلغ ما يقال في ردودكم، ولو وجدت أبلغ منه أتيتكم به...

وأنتم تعرفون ما أعني...

والله أعلم...
 
السلام عليكم
الأخ بكر
قولك :
نحن لا ننكر الحقيقة العلمية، ولكن ننكر دعوى القائل بأن القرآن دل عليها.
إما أن نقول القرآن ليس تبيانا لهذا الأمر أو هذه الحقيقة العلمية ؛بالرغم من أنها حاضرة بقوة !!!
وإما أن نقول كما لم يقل هذه فلم يقل بالمشقة
وإن قيل أن المشقة تستنبط من صيغة يتفعل فهذه الصيغة تدل على الاستمرار سواء بمشقة أو بغير مشقة
وإن قيل أن المشقة مستنبطة لكون الصعود ضد الجاذبية ؛فسنقول دلت الآية على الجاذبية ضمنا وهو ما ترفضه
وبناءا على هذا إما أن نقول أنه ليست فىالآية دلالة على المشقة ولا الجاذبية ولا نقص الأكسجين فنبحث عن تفسير آخر للمثل ؛ وإما أن نقول أنها تدل عليها جميعا حيث إذا تصعد فإنه يكابد مشقة لكون الصعود ضد الجاذبية ولكونه تصعد مستمر لايستقر به المقام عند مستوى ثابت فإنه لامحالة سيصل إلى مستوى فيه انخفاض الضغط الجوى مما يزيد من ضيق صدره وحرجه ورغم ذلك لايتوقف بل يظل يصعد فى السماء.
 
الأخوة العليمي وحجازي الهوى والأستاذ حسن:

لا زلتم تقعون في نفس المصادرة، وقد سبق لي أكثر من مرة أن حررت محل النزاع وبينت لكم مغالطاتكم، ومصادرتكم، التي لا تجوز ممن يطلب في جداله الحق.

ولا أظنني بالغت عندما قلت لكم بأن ردودكم كأنما هي أجنحة هرم مرسلة.

بل لعل هذا أبلغ ما يقال في ردودكم، ولو وجدت أبلغ منه أتيتكم به...

وأنتم تعرفون ما أعني...

والله أعلم...

هل رأيت !
هذا ما كنت أتوقعه ، إنك تردد عبارات وقد تكون لا تفهم معناها.

وأنت من البداية لم تفقه ما تنقل فضلا عن أن تحرر.

ونصيحتي لك مرة أخرى إن كنت طالب علم فكف عن التعالم هدانا الله وإياك إلى الحق.

وإن كنت من الذين يتسترون من أجل التشكيك وبث الشبه فأقول لك إن ما تحاوله إنما هي شنشنة أعرفها من أخزم.
 
السلام عليكم
من ناحية التفسير
العربى رأى الصورة فظنها من المشقة ؛ وربما كان محقا حينها ؛أما الآن فنحن نفهم كيف تحدث لمن لم يبذل جهدا ؛
هل إذا أخبر القرآن أنك إذا صعدت فى طبقات الجو العليا لن تجد هواء كاف تتنفسه لايكون ذلك اعجازا
لابد من حكمة فى اختيار هذا التشبيه من دون الحالات الأخرى التى يكون فيها الصدر ضيقا حرجا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا دكتور مصطفى
اضافة قيمة بلا شك ، وتأتى من رجل متخصص وله خلفية علمية ينطلق منها فى كلامه
وقد أعجبنى قولكم : " أما الآن فنحن نفهم كيف تحدث لمن لم يبذل جهدا "
فالأمر لا يقتصر بالفعل على المشقة التى يكابدها من يتسلق جبلا كما يظن البعض
وقد ألهمنى كلامك فكرة أخرى :
ان التصعد فى السماء بالمعنى الوحيد الذى أراه سائغا لفهمى لو كنت أعيش فى العصور القديمة هو ارتقاء الهضاب أو الجبال ، ولكن حتى هذا الارتقاء يمكن أن أفعله وأنا ممتطيا صهوة جواد ، ولا شك أنهم قديما كانوا يصعدون الأعالى على ظهور الخيل ومع ذلك كانوا يشعرون بضيق التنفس وحرج الصدر ، وهذا بحد ذاته يؤكد أن القرآن يشير بطرف خفى الى أن المسألة لا تقتصر على المشقة أو المجهود ( لأن الراكب لا يبذل مجهودا فى التصعد ) ، فبقى أن يكون لهذا الضيق والحرج أسبابا أخرى ، هى تلك التى كشف عنها العلم الحديث وألمح القرآن الى وجودها ، وأرى أن هذا الوجه مما تحتمله الآية
هذا ، والله أعلم
ملحوظة : القول الذى يفسر التصعد فى السماء بأنه لا يشير الى حالة واقعية وانما هو مثل يضرب للتكليف بما لا يطاق على غرار قول البعض ( روح بلط بحر ) ، هذا القول هو فيما أرى بعيد كل البعد عن الصواب ، لأنه فى هذه الحالة لا يكون لوجه التشبيه أى فائدة تذكر ، كما أن حمل اللفظ على الظاهر - كلما كان ذلك ممكنا - هو الأولى من اللجؤ الى التأويل
ثم كيف يكون التصعد فى السماء مثلا يضرب للمستحيل بعد أن تحقق بالفعل ، فهل نجعل حقائق العصر مكذبة لكلام الله فنقول أن ما ضربه القرآن مثلا للمستحيل لم يعد مستحيلا !!
لكل تلك الأسباب أرفض هذا التفسير ، وليت الذين لا يزالون يتمسكون به يتأملون تلك الأسباب
 
تأمل أخي: نحن لا ننكر الحقيقة العلمية، ولكن ننكر دعوى القائل بأن القرآن دل عليها.

تأملنا كم أردت ، وخرجنا بالآتى :

أنت تريد أن تضع القرآن فى متحف التراث حتى يعلوه غبار التاريخ !!
تريد أن تقطع صلته تماما بغير العصر الذى نزل فيه !
تريد أن تغلق باب الاجتهاد تماما فى فهم القرآن !!!!
تريد أن تسد منافذ الفهم عن تدبره !
تريد أن تجعل هذا القرآن مهجورا
هذا بعض ما خرجنا به من تأملاتنا فى كلامك
 
نحن لا ننكر الحقيقة العلمية، ولكن ننكر دعوى القائل بأن القرآن دل عليه..

وماذا يضيرك اذا كان القرآن دل عليها ؟!!
لماذا تقيم انفصاما حادا بين القرآن وحقائق العلم الراسخة الثابتة ؟!
ماذا يضيرك من العلم الحديث ؟
لماذا تكرهه الى هذا الحد ؟!
 
الأخوة العليمي وحجازي الهوى والأستاذ حسن:

لا زلتم تقعون في نفس المصادرة، وقد سبق لي أكثر من مرة أن حررت محل النزاع وبينت لكم مغالطاتكم، ومصادرتكم، التي لا تجوز ممن يطلب في جداله الحق....

نفس الجملة المكررة فى كلامك هى هى !!

تتهرب من الجواب عن اسئلتنا وتكتفى بتكرار تلك الجملة الأثيرة لديك !

هل تعرف كم مرة ذكرتها ؟

بعدد الأسئلة التى طرحناها عليك وتنصلت من الجواب عنها
 
ثم إذا كان العربي قد فهم أنها من باب المشقة، ففي فهم العربي كفاية، والقرآن إنما نزل بلسان العرب الأولين، وهو الصواب...

تقول انه ما علينا الا أن نكتفى فى فهم القرآن بفهم العرب الأولين فحسب !
وتحجر علينا حق التدبر والفهم !
حسنا ، أخبرنى بالله عليك :
ما معنى الحروف المقطعة فى فواتح السور ؟
وماذا كان فهم العرب الأولين لها ؟
أليس فهمهم هو الفهم الأمثل ؟
اذن نبئنا بعلم يا أخ بكر
أجبنى ولو لمرة واحدة عن سؤال واحد وجهته اليك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب بكر الجازي ما رأيك بأن توضّح لنا أوجه الإعجاز البياني والبلاغة العربية في السورة القرآنية الآتيه : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) بما لايدع مجالا للشك في أن هذا القرآن هو كتاب الله تعالى .
وأقصد أن تعطينا تفسيرك لهذه السورة ليكون كل من يستمع إليك لا يسعه إلا أن يتّبع هذا الدين الحنيف .
لنجد لك الحجّة والبرهان على ما تدعيه في الإعجاز العلمي

أنا في انتظار إجابتك لسؤالي دون أن تتهرب بأي كلام آخر ، وإذا أقنعتني بقولك سأكون لك من المتّبعين
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى