حسن عبد الجليل
New member
بارك الله فيكم أخي العليمي وأشكرك على هذه اللفتات الجميلة
Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
الأخ الكريم العليمي حفظه الله
بلغت تحيتك الشيخ وسر بها، ويسأل الله لكم ولكل الأخوة في الملتقى أن يؤيدكم بروحٍ منه. وهو شغوف بمطالعة ما يكتب في صفحات الملتقى.
مركز نون مغلق بأمر عسكري إسرائيلي لمدة سنتين تنتهي في منتصف نيسان القادم.
أما نشاط الصفحة الإلكترونية لمركز نون فمن المتوقع استئنافه بعد عيد الفطر إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيكم أخي العليمي وأشكرك على هذه اللفتات الجميلة
فى الواقع لقد احترت - أخى الكريم - فى تحديد موقفك بدقة
ذلك أن نصف كلامك يوحى بأنك لا تعترض على تفسير أنصار الاعجاز العلمى للآية محل النقاش
بينما نصفه الآخر يوحى بعكس ذلك !!
عليك اخى الفاضل أن تحسم أمرك وتحدد موقفك بوضوح
فان كنت لا تعترض على تفسيرهم ففيما اذا وجه الخلاف بينك وبينهم ؟
ثم ان كنت لا تعترض عليهم فما معنى قولك :
[/size]
وأخيرا ان كنت لا تعترض عليهم فلماذا جعلت عنوان موضوعك هذا يقول :
" تهافت القول بالاعجاز العلمى . . . " ؟!
كما أخبرتك : حدد موقفك بوضوح أكثر رفعا للالتباس وقطعا للأمر
وعلى كل حال فانى أرى أن نقاط الاتفاق فيما بيننا هى أكثر من نقاط الاختلاف باذن الله تعالى
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
فلا يعاب على أحد جهده في الكشف عن المراد الإلهي على أن لا يخرج عن الحقيقة الظاهر ويخالف ظاهر الآية فيأتي بتأويلات ليس لها أصل أو دلالات علميه ليس له عليها برهان.
وهو معجز للعجم كذلك ولكن بماذا؟ فإن قلت ببلاغته فلا معنى لأن يتحدى القرآن ببلاغت قوماً لا يفهمون لغته فاي فضل في هذا؟ تصور أن يأتي رجل مفتول العضلات ويتحدى فتاة رقيقة ناعمة في رفع صخرة فاي فضل له في ذلك؟ إذن لزم أن يكون التحدي لهم وإعجازهم بوجه آخر...ولو قلت يستدلون بإعجازه -يعني هؤلاء العجم- بعجز العرب عن الاتيان بمثله فهذا لا معنى له كذلك؟
فما الوجه المعجز في القرآن لغير العرب الذين لا يفهمون لغته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي العليمي:
وإنما ننكر ونشدد النكير على من يقول بأن الآيات القرآنية كشفت عن هذه الحقائق العلمية، وبينتها قبل 1400 سنة، ثم يجعل هذا وجهاً من وجوه الإعجاز، فنحن لا ننكر حقائق هذا الكون إذا ما ثبتت، ولا ننكر أن العرب الأولين لم يكونوا يعرفون هذه المكتشفات والمخترعات، وإنما ننكر أن تكون آيات القرآن دلت على هذه الحقائق.
فنحن نعترض على تفسير القرآن بالعلم الحديث، أي ننكر أن يكون التفسير العلمي للآية هو معنى الآية، أو وجهاً من الوجوه المحتملة في معنى الآية، والأنكى من ذلك جعل هذا التفسير إعجازاً..
فأنت تتكلم عن ( حقائق الكون ) اذا ما ثبتت ، أى بعد التحقق والتيقن التام من صحتها وصدقها
ومع ذلك كله تقول أنه حتى تلك الحقائق الثابثة والمتيقنة ليس لها وزن عندك !!!
بل انك - وهذا هو الأشد عجبا - ترفض أن تتفضل عليها ولو بأقل القليل ، فترفض أن تقبل بها حتى ولو على سبيل كونها أحد الوجوه المحتملة فى معنى الآية !!!
أى انك ترفض ما ثبت ( يقينا ) ولا تقبل به ولو على وجه ( الاحتمال ) !!
فان لم يك هذا هو التطرف والغلو بعينه ، فكيف يكون التطرف والغلو اذا ؟!!
والآن دعنى اسألك هذا السؤال البسيط :
ألا تؤمن معنا بأن الذى أنزل القرآن بعلمه هو أيضا الذى خلق الكون بنواميسه ؟
أليس القرآن هو كتاب الله المقرؤ ، والكون هو كتاب الله المنظور ؟
فهل ترى من تعارض بين هذين الكتابين ( القرآن والكون ) ؟
الخير
أخي بكر الجازي
سلام الله عليكم وتحياته وبعد
لم أقصد من قولي أنني أنكر الإعجاز العلمي جملة وتفصيلا ، لكنني لا أقبل أن يلوي أحد أعناق النصوص ليستدل على أمر علمي غير ثابت ل
سلَّمتَ معنا أخي العزيز بأن هذا وجهُ الشبه، مع أن المفسرين القدماء لم يذكروه، وإنما جعلوا وجه الشبه هو "امتناع الحصول" ، فيمتنع حصول الهداية كما يمتنع على الإنسان الصعود إلى السماء.
ومع ذلك فما قاله القدماء لا يخالف ما قاله أهل الإعجاز العلمي ، وكلاهما تتحمله اللغة، وتقبله العادة، وما كان كذلك فلا وجه لإنكاره
إذا كان العرب الأولون يدركون ضيق صدر من يرتفع عن الأرض، فهذا حسبنا، وليس في الآية ما يزيد على هذا. أما أن هذا الضيق يحص بسبب قلة الأكسجين أو غيره، فهذا أمر لم تعرض له الآية من قريب أو بعيد.
الله سبحانه وتعالى يبين أنه إذا أراد إضلال عبد جعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء، فإذا كان يعرفون أن من يصعد في السماء يضيق صدره، فأين الإعجاز العلمي في ذلك؟
ما فعله العلماء التجريبيون هو تفسير ظاهرة ضيق الصدر التي كانت مدركة لهم، وأن هذا كان بسبب قلة الأكسجين، أما مطلق الظاهرة فكان مدركاً، هذا على تسليم هذا الوجه من التفسير.
وكذلك الأمر في التصعد في السماء، إذا كان الأولون يعرفون أن الصعود في السماء يضيق الصدر ويسبب الحرج فهذا كاف في التشبيه، وليس في الآية ما يزيد على هذا، أما السبب الكامن وراء ضيق الصدر كلما صعدت في السماء فليس في الآية إشارة إليه من قريب ولا بعيد حتى نزعم أن الآية دلت عليه، وهو تحميل لكتاب الله ما لا يحتمل، وهذه دقيقة شريفة في الاعتراض على أرباب الإعجاز العلمي.
إذا كان ضيق الصدر عند الصعود في السماء معهوداً لدى العرب الأولين، فليس عند العلماء التجريبيين إلا تفسير هذه الظاهرة، وتفسير الظاهرة بأنه عائد إلى نقصان الأكسجين في طبقات الجو العليا، أمر لم تعرض له الآية، بل اكتفت بوصف الظاهرة على ما هي عليه دون تفاصيل.
وكمثال هذا يراجع النقاش في قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب...) هنا.
فكل من طرح وجهة نظره هم من المتخصصين المنطلقين من أصول التفسير وضوابط الاستنباط، ومع هذا اختلف اجتهاد كلٍ فيما تحتمله الآية.
بالنسبة للآية التي نحن بصددها الآن، ألا يمكن أن نعتبر ما ذكره أرباب الإعجاز العلمي
من باب الإشارة لا من باب التفسير؟
ولا أعرف لماذا يقيم البعض منا انفصاما حادا بين القرآن والعلم الحديث ؟!
أليس القرآن الكريم يخاطب كل العصور والى يوم القيامة ؟
ثم أليس عصرنا هذا هو أحد تلك العصور ؟
هدانا الله جميعا الى الحق باذنه
الشكر لك أخي الفاضل (العليمي المصري) على ما تبذله خدمة لكتاب الله الكريم ..
واسمح لي أن أعاتبك -عتاب أحبة- على قولك:
فالأخ بكر وغيره هم من أهل العلم والفضل أمثالك الذين لا يتكلمون إلا بهدى وميزان، ويضعون الأمور في نصابها، فلا ينبغي أن نحمل كلامهم ما لا يحتمل.
ووجهة النظر التي ذكروها لا تدل على ما ذهبت إليه -حفظك الله- فالكل مجمع على أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، وإنما مقصود كلامهم هو بيان وتمييز ما يصح أن يحمل عليه كلام الله مما لا يصح..
وأنت أخي قد عودتنا على جميل الأخلاق، وكريم الشمائل ..
وفقك الله لكل خير..
وسدد أقوالنا أجمعين.
- ألا تعتقد أن هناك اختلافا بين مرحلتي التنظير والتطبيق في مثل هذه القضايا؟
حيث نجد أن كثيرا ممن يطرح هذا الموضوع من المتخصصين يتفقون على الأصول، لكن يختلف الأمر عندما يأتي دور تطبيق هذه الأصول على آية بعينها، حيث يُعمل كل شخص اجتهاده في الاستنباط من الآية وقد يصيب وقد يخطئ في هذا الاستنباط، ويبقى أن الجميع انطلق من أصول فكل من طرح وجهة نظره هم من المتخصصين المنطلقين من أصول التفسير وضوابط الاستنباط، ومع هذا اختلف اجتهاد كلٍ فيما تحتمله الآية.
- بالنسبة للآية التي نحن بصددها الآن، ألا يمكن أن نعتبر ما ذكره أرباب الإعجاز العلمي من باب الإشارة لا من باب التفسير؟
وجزاكم الله خيرا
ولذلك أقول أخي: إن الإعجاز العلمي باطل من حيث المبدأ تنظيراً وتطبيقاً، والله أعلم.
لقد سبق أن حررتُ محل النزاعِ في هذه المسألة على الوجه التالي:
...
ولكم علي فضل المشاركة في هذا الموضوع بما يثريه فأستفيد منه إما بالإحسان في بيان الحجة، أو تحرير محل النزاع على وجه يبعد عنه الشبهة، أو لعلي أتبين بأخرةٍ خطأ ما أنا عليه، فأرجع عنه، ونسأل الله سبحانه أن يكون هذا خالصاً لوجهه.
واسمح لي أن أمر مروراً سريعاً على أسئلتك، على أن نوفيها حقها من البحث والمدراسة بعد إضافة الجزء الأخير...
[align=center](1)[/align]
قولُه تعالى ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام:125)
وفَنُّ التَّشبيهِ يقتضي أوَّلاً أن يكونَ وجهُ الشَّبهِ معروفاً ومعهوداً، وثانياً أن يكونَ وَجْهُ الشَّبَهِ في المُشَبَّهِ به أعْرَفَ منه في المُشَبَّهِ،
ولو قلتَ في وَصْفِ رَجُلٍ ثقيلِ الظِّلِّ، باردٍ سمجٍ، لو قلتَ في وصفِه: فلانٌ كالغازِ السَّائلِ، فلن يفهمَ هذا إلاّ أهلُ الكيمياءِ، والأجدى والأنفعُ أن تقولَ: فلانٌ كالثَّلجِ ممّا هو معهودٌ بِبُرودَتِه لدى المُخاطَبِ...
وكذلك الأمرُ فيما يُسَمَّى بالتشبيهِ الوهميِّ، وهو التشبيهُ بما لا يُدرَكُ بالحواسِّ الخمسِ الظاهرةِ، كقولِه تعالى ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ. إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ﴾ (الصافات:62-65)، فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قد بيَّنَ لهم شجرةَ الزَّقُّومِ وعرَّفَهم بها، وأخبرَهم بأنها شجرةٌ تخرجُ في أصلِ الجحيمِ، فأصبحت بهذا معهودةً ومعروفةً لهم، ثمَّ بعد ذلك شبَّه اللهُ لهم ثمرَها برؤوسِ الشياطينِ، وذلك أنَّ للشيطانِ صورةً ذهنيَّةً عند العربِ، وهي ما كان في مُنتهى القُبحِ والشناعةِ، فيقولون: كأنَّ هذا وجهُ شيطانٍ، في الدلالةِ على قبحِ منظرِه، وتناهيه إلى الغايةِ في السوءِ والشرِّ. ...
وقيلَ: الشّيطانُ حيَّةٌ عرفاءُ لها صورةٌ قبيحةُ المنظرِ هائلةٌ جدّاً. وقيلَ: إنّ شَجَراً يقالُ له الأَسْتَنُ خَشِناً مُنتِناً مرّاً مُنكَرَ الصورةِ، يُسَمَّى ثمرُه رؤوسَ الشياطينِ...
وقالَ الزَّجَّاجُ، والفَرَّاءُ: الشياطينُ: حيّاتٌ لها رءوسٌ، وأعرافٌ، وهي من أقبحِ الحيَّاتِ، وأخبثِها، وأخَفِّها جِسماً. وقيلَ: إنَّ رؤوسَ الشياطينِ اسمٌ لنبتٍ قبيحٍ معروفٍ باليمنِ يقالُ له: الأَسْتَنُ، ويقالُ له: الشيطانُ. قال النَّحَّاسُ: وليس ذلك معروفاً عند العَرَبِ.
وقيلَ: هو شَجَرٌ خَشِنٌ مُنتِنٌ مُرٌّ مُنكَرُ الصورةِ، يُسَمَّى ثمرُه رؤوسَ الشياطينِ) (4).
فالشيطانُ عند العَرَبِ لمَّا كانَ الغايةَ في القُبحِ، والمَلَكُ والمَلاكُ لمَّا كانَ الغايةَ في الجمالِ والحُسْنِ والأخلاقِ، والغُولُ لمّا كانَ غايةً في إدخالِ الرَّهبةِ والهَلَعِ والخوفِ إلى القلوبِ، كانت لهذه الألفاظِ معانٍ مُتَصَوَّرَةٌ في أذهانهم ومُتَخَيَّلَةٌ، لذلك تجدُ أنَّ من يريدُ أن يرسِمَ الشيطانَ أو يُصَوِّرَه جاءَ به على أقبحِ ما يكونُ، وأشدِّ ما يكونُ شناعةٍ ممّا يَتَخَيَّلُه في ذهنِه، بخلافِ من أرادَ رسمَ المَلاكِ أو تصويرَه، فإنَّه يأتي به على أحسنِ ما يَتَخَيَّلُه ويَتَصَوَّرُه في ذهنِه، وكذلك الأمرُ في الغولِ، يأتي به من يريدُ تصويرَه ورسمَه على أشدِّ ما يكونُ تخويفاً في ذهنِه.
وسُمِِّيَّ هذا التشبيهُ وهميّاً لأنَّ هذه الصُّوَرَ الذِّهنيَّةَ موجودةٌ في أوهامِهم وتخيُّلِهم، بغضِّ النَّظَرِ عن وجودِها في الخارجِ أو عدمِه. وقد ذكرنا فيما سبقَ أنَّ الألفاظَ موضوعةٌ بإزاءِ الصُّورِ الذِّهنيَّةِ، فهي إذن مُتصوَّرةٌ في الوهمِ ومُتخيَّلَةٌ ومُدركةٌ، سواءٌ أكانَ لها وجودٌ في الخارجِ أم لم يكن لها وجودٌ.
وعليه فإنَّ هذه الألفاظَ ومعانِيَها معهودةٌ للعَرَبِ ومعروفةٌ لهم، فلا يقالُ إنَّ القرآنَ خاطبَهم بما لا يعرفون، وجاءهم بتشبيهاتٍ لا عهدَ لهم بها.
وهكذا نرى أنَّه في كلِّ الأحوالِ، وفي كلِّ أضربِ التشبيهِ، لا بدَّ أن تكونَ أركانُه معروفةً معهودةً، وأن تََتَحَقَّقَ شروطُه حتى يؤدِّيَ غرضَه عند المُخاطَبِ، ومن المعروفِ عند النُّقّادِ والأدباءِ أنَّ من عيوبِ التشبيهِ خَفاءَ وجهِ الشَّبَهِ وبُعدَه، وتَكَلُّفَ الأذهانِ والعُقولِ في طَلَبِه، ولا يكونُ ذكرُ التشبيهِ للإلغازِ، أو لِتَعمِيَةِ المعنى على السامعِ، وإدخالِ الوهمِ إلى نفسِه إلاّ في الطَّرائفِ
نعودُ لمُدارسةِ الآيةِ على حسبِ ما يدَّعيه أصحابُ التفسيرِ العِلميِّ، فنقولُ بناءً على تفسيرِهم: يقولُ اللهُ في هذه الآيةِ إنَّه إذا أرادَ إضلالَ من كََتَبَ عليه الضَّلالَ يجعلُ صدرَه ضيِّقاً حَرَجاً، وحتى يُقَرِّرَ معنى الضِّيقِ والحَرَجِ عند المُخاطَبِ، ويُقَرِّبَه إلى الأذهانِ، ويمكِّنَه في نفسِه، يُشبِّهُ ضيقَ الصَّدرِ وحرجَه في الكافرِ – على رأيهم - بضيقِ الصَّدرِ الذي يكونُ من رجلٍ يَصَّعَّدُ في السَّماءِ!
فإن سألناهم: ما وجهُ الشَّبَهِ؟
قالوأ: وجهُ الشَّبهِ أنَّ الأكسجينَ يقلُّ في طبقاتِ الجوِّ العليا، فيؤدّي هذا إلى ضيقِ الصَّدرِ وحَرَجِه!!!فإن قلنا لهم: فهل فهمَ العربُ هذا المعنى آنذاك؟
قالوا: لا... لأنَّه لم يكن معهوداً لهم ولا معروفاً عندهم...
فلنا أن نقولَ عندها: فكيف إذن يخبرُهم القرآنُ بحالِ الكافرِ، وما يكونُ منه من ضيقِ صدرِه وحَرَجِه بالإسلامِ، ثم إذا أرادَ أن يُقَرِّرَ هذا المعنى في نفوسِهم، ويُقَرِّبَه إلى أذهانِهم، جاءَهم بتشبيهٍ لا عهدَ لهم به؟؟!!! ومنذ متى كانَ التشبيهُ في القرآنِ للإلغازِ والإبهامِ، أولتعميةِ المعنى على السامعِ، لا لتقريبِ المعنى وتقريرِه في نفسِه؟؟!!
أليس في تفسيرِ الآيةِ على ما يدّعونه من إشارةٍ إلى الحقيقةِ العلميَّةِ خروجٌ على أصولِ البلاغةِ وحسنِ الإفهامِ،...
[align=center](3)[/align]
وبعد أيها الإخوة...
فأحسب أنني بهذا قد استوفيتُ الحديث حول هذه الآية، وبيَّنتُ تهافتَ القول بالإعجازِ العلمي (التجريبي) المدَّعى في هذه الآية، من حيث بيان أن القول بالإعجاز العلمي فيها يبطل الغرض من التشبيه ويتضمن خروجاً على أصول البلاغة وحسن الإفهام، ومن حيث إن العرب الأولين قد فهموها وأدركوا معناها، فلا يجوز أن يُقالَ إن العرب الأولين لم يفهموها حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها، ومن حيث إبطال قول من يريد أن يجعل ما كشف عنه العلم الحديث وجهاً جديداً من وجوه تفسير الآية، ذلك أن هذا يأباه فقه اللغة.
فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأتُ فمن نفسي ومن الشيطان.
وإن كان فيما أوردتُه آنفاً شيء لم أوفه حقَّه من البيان والتفصيل، فلعل هذا خشية الإطالة، على أن يتضح ما كان منه خافياً بمدارسة الإخوة بارك الله فيهم.
هذا والله أعلم، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم.
أخانا الكريم
هذا ما تحسبه أنه بيان هو ما كنت تكرره منذ البداية ولم تأت بجديد إطلاقا ،وهذا التكرار هو الأجدر بين يوصف بأنه خارج عن أصول البلاغة وحسن الإفهام.
ومادام أن الأمر كذلك فدعني أشاركك هذا التكرار الممل وأقول :
إن الله تعالى شبه ضيق وحرج صدر الكافر بضيق وحرج صدر المصعد في السماء.
والتشبيه في معناه المجمل مفهوم ، لكن المفسرين اختلفوا في تفسيرهم لحقيقة المصعد في السماء وجاءوا بأقوال هي أقوالهم ومحاولة منهم لتفسير العبارة ولكن دون طائل بل إن بعض أقوالهم لا يمكن قبولها بحال ، والسبب في ذلك أن هذه الصورة المشبه بها صورة عقلية ذهنية ممكن تصورها لكنها لم تكن تعرف في واقعهم ، لكنها اليوم في زمن الصعود إلى الفضاء أصبحت حقيقة واقعة ملموسة ومن خلالها أدركنا مالم يدركه الأولون من معنى العبارة ، وهذا لا يخرج بالقرآن عن أصول البلاغة وحسن الإفهام ، ولا ينتقص من مقام السابقين وليس للآخرين فيه إلا أنهم أدركوا شاهدا على صدق هذا القرآن لم يدركه من سبقهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسوله محمد.
أخي الكريم لا أراك جئت بجديد تستوفه في هذا المقال
وما من تهافت في الإعجاز العلمي ، لكن هنالك أهداف بعيدة من إنكار الإعجاز العلمي ، وهي أسباب وراء تفريق جماعة المسلمين.
أخي الكريم:
لا بأس...
خلاصة ما أريد قوله أن الإعجاز العلمي المدَّعى في هذه الآية باطل متهافت، أوجز للإخوة الاعتراض عليه بما يتبين به بطلانه في ثلاث نقاط:
1. الغرض البلاغي من التشبيه هو تقريب المعنى إلى السامع، وتثبيت المعنى وتوكيد وتقريره في نفس المخاطب، كأن تقول ليلى كالبدر، أو زيد كالأسد.
فإن قلت: يجعل الله صدر الكافر ضيقاً حرجاً بالإسلام، ثم أردت أن توكد هذا المعنى في نفس المخاطب فالأولى أن تأتيه بتشبيه يعهده كأن تقول: كأنما هو يختنق، أو كأنما على صدره صخرة. أما أن تقول: كأنما يصعد في السماء، ثم ينتظر هذا المخاطب 1400 سنة حتى يتبين دقة التشبيه فلا شك أن هذا خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام.
2. جئنا بأقول المفسرين من أمهات كتب التفسير كتفسير القرطبي والزمخشري والشوكاني، وإن شئت فانظر أيضاً تفسير الطبري الذي قد يكون أقدم التفاسير، والتي تبين أن الأولين فهموها ووعوها بما لا مزيد عليه، أو على الأقل بما يبين فساد دعوى أرباب الإعجاز العلمي بأن الآية لم تكون مفهومة، وأن العرب لم يدركوا المراد بها حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها.
...
3. إذا أردنا أن نفسر مقولة ما، أو أثراً، أو نصاً نُقِل إلينا، فلا بد من النظر في معهود أهل اللسان في ذلك الوقت الذي قيل فيه، وليس في كل عصر من العصور. وإلا فبإمكاننا أن نزعم أن الشعراء الأولين جاؤوا في أشعارهم بكلام يشير إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في ذلك العصر، فيكون هذا دليلاً على نبوة هؤلاء الشعراء!!
وصدقني إن الأمر بسيط، فما عليك إلا أن تقرأ عن حقيقة علمية ثابتة راسخة، ثم تنظر في شعر العرب بما يمكن أن يتناول هذه الظاهرة من قريب أو بعيد وتدعي أن الشاعر قصد الإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية.
مثال ذلك قول الشاعر الذي أوردته:
أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب
عندما نظر الشاعر إلى محبوبته احمرت وجنتاها خجلاً، فاقتصت منه بأن أنفذت سهام عينيها في قلبه. فكنى بالإدماء عن احمرار الوجنتين.
الآن ما عليك إلا أن تبحث في الإنترنت، أو أن تسأل الأطباء عن سبب حمرة الخجل، ولعل السبب فيها ازدياد ضخ الدم إلى الوجنتين عند وصل إشارة من الدماغ مثلاً....إلخ.
وطبعاً هذه الحقائق لم تكن معهودة في الزمان الأول...
فيكون الشاعر قد جاء بإعجاز علمي، ولعله كان نبياً!!!
هذه نقاط ثلاث، لم أجد عنها رداً شافياً عند مثبتتة الإعجاز العلمي...
فانظر بارك الله فيك إلى هذه الإلزامات الموجهة إلى كل من يقول بالإعجاز العلمي...
خلاصة ما أريد قوله أن الإعجاز العلمي المدَّعى في هذه الآية باطل متهافت، أوجز للإخوة الاعتراض عليه بما يتبين به بطلانه في ثلاث نقاط:
1. الغرض البلاغي من التشبيه هو تقريب المعنى إلى السامع،... كأن تقول: كأنما هو يختنق، أو كأنما على صدره صخرة. أما أن تقول: كأنما يصعد في السماء، ثم ينتظر هذا المخاطب 1400 سنة حتى يتبين دقة التشبيه فلا شك أن هذا خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام.
2. جئنا بأقول المفسرين من أمهات كتب ...والتي تبين أن الأولين فهموها ووعوها ... بما يبين فساد دعوى أرباب الإعجاز العلمي بأن الآية لم تكون مفهومة، وأن العرب لم يدركوا المراد بها حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها.
3. إذا أردنا أن نفسر مقولة ما، أو أثراً، أو نصاً نُقِل إلينا، فلا بد من النظر في معهود أهل اللسان في ذلك الوقت الذي قيل فيه، وليس في كل عصر من العصور.... وإلا فبإمكاننا أن نزعم أن الشعراء الأولين جاؤوا في أشعارهم بكلام يشير إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في ذلك العصر، فيكون هذا دليلاً على نبوة هؤلاء الشعراء!!
...مثال ذلك قول الشاعر الذي أوردته:
أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب
عندما نظر الشاعر إلى محبوبته احمرت وجنتاها خجلاً، فاقتصت منه بأن أنفذت سهام عينيها في قلبه. فكنى بالإدماء عن احمرار الوجنتين.
الآن ما عليك إلا أن تبحث في الإنترنت، أو أن تسأل الأطباء عن سبب حمرة الخجل، ولعل السبب فيها ازدياد ضخ الدم إلى الوجنتين عند وصل إشارة من الدماغ مثلاً....إلخ.
وطبعاً هذه الحقائق لم تكن معهودة في الزمان الأول...
فيكون الشاعر قد جاء بإعجاز علمي، ولعله كان نبياً!!!
هذه نقاط ثلاث، لم أجد عنها رداً شافياً عند مثبتتة الإعجاز العلمي...
...
أشكرك جزيل الشكر أخي الفاضل بكر على ما أكدَّ خاطرك وأتعب بنانك، وأسأل الله أن يجعله لك ذخرا في الأولى والأخرى.
كما أشكرك على طول نفسك في مناقشة الموضوع وإيضاحه، ومواصلتك المداخلة والتعليق بوتيرة هادئة متزنة منذ بداية النقاش، لأننا نعاني من مشكلة (بتر الموضوعات) حيث يطرح عدد من القضايا التي تحتاج نقاشا وتبادلا للرأي، ثم يتوقف أحد الطرفين تاركا وراءه عددا من الثغرات المهمة التي لم تُسد.
كلامك جميل كله، وقد أحسنت فيه وأجدت وأفدت، ولا أخالفك في شيء منه، بل كلامي هو عين كلامك حيال ما يطرح من الأقوال والآراء الممجوجة.
وأرجو ألا يفهم من كلامي غير هذا، فأنا أخي أنطلق معك من الأصول ذاتها، ولكني أنتظر منك أن تتفضل بما وعدت من العود على الأسئلة التي ذكرتُها سلفا، وأخص منها ما يتعلق باختلافنا عند تطبيق هذه الأصول،
ورأيك فيما دار حول الآية المشار إليها كمثال لهذا الاختلاف بين التأصيل والتطبيق
وسبب هذا الاختلاف،
وهل يقاس عليه غيره من الآيات المماثلة في الدلالة؟
وما هو سبيل القول الفصل الجامع للكلمة في مثل هذا؟
وفقك الله ورعاك.
نعلم أخي أن كلأً يؤخذ من كلامه ويرد، إلا صاحب القبر صلى الله عليه وسلم...
وإن كان مشايخنا - رحمهم الله- أو بعضهم أخطأ في هذا الباب فالخطأ مردود...سائلين الله سبحانه وتعالى أن يرحم مشايخنا ويتجاوز عنهم، وأن يجزيهم عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
أما بالنسبة للنقاط الثلاث، فأتمنى منك - مشكوراً- أن توجز ردك عليها:
1. التشبيه إنما هو لتعميق المعنى وتثبيته في نفس المخاطب، فكيف يثبت الله تعالى في نفس المخاطب بأن يذكر للعرب الأولين تشبيها لا عهد لهم به.
2. جاء في أمهات كتب التفسير ما فيه مقنع في تفسير الآية، فكان الزعم بأن العرب لم يدركوا المقصود منها زعماً باطلاً لا دليل عليه.
3. لا بد عند إرادتنا تعيين مراد المتكلم من تنزيل الكلام على معهود العرب الأولين أهل اللسان الذي نزل به القرآن. ويلزم من هذا بطلان القول بالتفسير العلمي والإعجاز العلمي لمّا كانا غير معهودين للعرب الأولين. وإلا كان لنا أن ندعي الإعجاز العلمي في أشعار العرب وأمثلتها. وسآتيك بمثال يوضح المقصود:
قال تعالى (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) جعل منها أرباب الإعجاز العلمي دليلاً على بصمات الأصابع. وأن هذه الحقيقة لم تكن مكتشفة منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقرون متطاولة من بعده، حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها.
ونحن عندنا في مقابل هذا مثل للعرب الأولين أورد الجرجاني في كتابه أسرار البلاغة أن العرب تقول في وصف الحاذق الماهر في صنعته:
إن له عليها إصبعا
أي إن له على ما يصنع أثر حذق ومهارة فدلوا عليه بالإصبع.
فما يمنع من حيث دلالة الألفاظ أن يكون قائل هذا المثل قبل أكثر من ألف سنة أراد أن يشير إلى هذه الحقيقة التي كشف عنها العلماء حديثاً؟؟
أنتظر الجواب...
لكن كلمات القرآن الكريم وألفاظه فياضة بالمعاني ، وليس من الحكمة أن نقول بقصر فهم معانيها على زمن من الأزمان دون غيره ، فإذا عرض أمر جديد لم يظهر زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نستدل نجتهد في ردّ هذه الأمور إلى كتاب الله تعالى لنعرف الحكم ، وفي هذا الرد بحث عن فهم من كتاب الله لم يكن زمن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، فهل منهم من أظهر حكم تعاطي المخدّرات ... إذا لا بد من رد المسائل إلى أصولها من الكتاب الكريم والسنّة المشرّفة يقول تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) فهذه الألفاظ القرآنية صالحة لكل زمان ومكان.
وليس من الحكمة مخاطبة الناس على خلاف مستوى ما يعقلون ، فتخيل أخي الحبيب لو أن ألنبي صلى الله عليه وسلم قال لقريش إنه سيأتي زمان يطير الناس فيه في السماء في الحديد ، أو أن الحديد سينقل الصوت والصورة .... وسيسير الحديد بسرع هائلة .... ماذا ستكون ردّة فعل أهل قريش حين ذاك .
ولا نعيب على السابقين فهمهم ، لكن ما ورد في بعض التفاسير على المسائل العلمية التي ظهر بالدليل القطعي بطلانها ، فإننا نردها ، نحو ما نجده في بعض التفاسير أن للأرض حدا نهائيا وطرفا بعده تنزل الشمس لتغيب في عين من صلصال آسن... ويقول البعض أن الخضر عليه السلام وصل إلى حد الأرض ووجد عندها عين الحياة... فهذا كله نردّه ... أو أن الشمس تغيب عن جميع الأرض لتسجد عند العرش ... فما ثبت من ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نفهمه وفق اللسان العربي بالمجاز لأن الأرض والشمس تدوران تعاقب الليل والنهار فيكون المقصود معاني السجود الأخرى...
وبإمعان قليل للمثل الذي ضرته أثناء كلامك أخي الحبيب يبتبين لنا وجه الحق بإذنه تعالى :
يقول الله سبحانه وتعالى مظهرا آيات قدرته على إعادة الخلق :
(أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) (القيامة:3-4)
فما من شك بأن هذه الآية الكريمة تظهر عظيم قدرة الله تعالى على إعادة الخلق بعد فنائه على أكمل وجه وأكبر دقّة ، فلو فهم الصحابة وغيرهم أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يسوي أي جزء من أجزاء الإنسان مهما صَغر ، حتى أصبعه وطرف أصبعه ؟ لا يعيب أحد عليه فهمه ، لكن أخي الكريم
الأتجد أن آيات القدرة والعظمة الإلهية تتجلى لنا بصورة أكبر إذا علمنا بأن هذا الأصبع وطرفه يحوي من الأمور والعلامات التي تفرّقه عن جميع البشر ، فيصبح فهمنا للآية الكريمة ، أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعيد خلق الإنسان بأدق تفاصيله ، فلا يغيب عليه من إعادة الخلق شيء حتى تلك العلامات الموجودة في بنانه والتي لا يتماثل فيها أحد من البشر فالله تعالى يعيد الإنسان بذاته فلا تتداخل في إعادة الخلق أدق الأمور. فيتحقق الإنسان بأن الله تعالى عالم بأدق مما يعلم الإنسان عن نفسه قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18)
فالمثال القرآني أعظم وأبلغ وأرفع وأجل من المثال الذي أوردته في كلامك السابق حيث تقول : (( أن العرب تقول في وصف الحاذق الماهر في صنعته: إن له عليها إصبعا
أي إن له على ما يصنع أثر حذق ومهارة فدلوا عليه بالإصبع. فما يمنع من حيث دلالة الألفاظ أن يكون قائل هذا المثل قبل أكثر من ألف سنة أراد أن يشير إلى هذه الحقيقة التي كشف عنها العلماء حديثاً؟؟))
والمانع كبير جدا ، فهذا الكلام الذي أوردته دليل على جانب من جوانب اللغة وهو المجاز ، ومن هذا الوجه (أنه دليل على المجاز في لغة العرب) أسلم لك به .
لكن ما من وجه لمقارنته بما ورد في الآية الكريمة ، فكلام القائل يشير به إلى أنه استخدم هذا الأصبع بدقة أظهرت جودة صناعته . وليس هناك من دليل قريب أو بعيد ما يشير إلى أن القائل يدلل على قدرته وعلمه بخلق هذا الأصبع وبمحتواه ، وكلامه ليس في محل الاستشهاد على دقة الخلق لنقول بأنه يحتج به في أنه سابق لعصره ، فهذه العبارة تستخدم لهذا اليوم وإن اختلفت أوجهها ؛ (ألا نقول لمن تحسن صناعة الطعام ، إن لها نَفَسا في طبيخها) وبهذا تنتفي الحجة في هذا المثل .
وغاية القول : إن التفسير العلمي لا يؤخذ بمنأى عن اللغة العربية وفهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، ولا يلزم منه القول بأن الله خاطب الصحابة بما لا يفهمون .
يعني خلاصة ما تريد أن تقوله إن كلام ابن عثيمين بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض هو ما تدل عليه آيات القرآن الكريم ، فهو الأبصر بدلائل القرآن وكل من في هذا الوجود لا يعلمون من القرآن شيء ، ولا يعلم حقيقة تفسيره إلا الوهابية فقط ؟؟؟؟
الواضح من كلامك ليس مجرد المثل المطروح في بعض النقاشات بل أشد من ذلك
كأنك تقول : عنزة وسوف تطير خاوة .
أما وصفك الأخير فأنت تراه في محله على حسب مقدرتك العلمية على تفهّم نصوص اللغة والأدب العربي ، وقواعد هذا اللسان . وصدقني العلم ليس عنادا لتقول بل يدل على كذا ، بل أفهم منه كذا ....
تريد أن تستدرك على الله تعالى ، بأننا إذا فهمنا معاني علمية تظهر دقة الآيات الكريمة ، بأنه لم يخاطب العرب على قدر عقولهم ... أنت حرّ في رأيك ، لكن الله تعالى هو الرقيب والحسيب والحكم العدل ، وإن غدا لناظره قريب ، وفيه ستتبين لك جميع الحقائق .
يقول تعالى : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (قّ:22) ، ولا تفهمن أخي الحبيب الحديد على ظاهره في نص الآية الكريمة ، وتقول هو الأقرب لظاهر النص ، معنى الحديد هنا القوة والشدّة.
فقول الله سبحانه تعالى " يصعد في السماء " يعني أن عملية الصعود في السماء ممكنة ، وليست مستحيلة ( دون تحديد زمني )
وتوقفنا في تفكيرنا عند المشبه والمشبه به وما زلنا نصر على وجوب وجودهما معا .أليس المشبه به معلوما عند المتكلم سبحانه وتعالى ؟ ألا يكفي هذا ؟ لو أن القرآن نزل اليوم لكان المشبه به معلوما لدينا ولما وجد المعترضون ما يعترضون عليه ؟ ألا يعني هذا صلاحية القرآن لكل زمان ولكل جيل وإلى أن تقوم الساعة ؟
بماذا تفسر قول الله تعالى :
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53(
ما معنى سنريهم ، وما أثر دخول السين على الفعل ؟؟؟؟ ما معنى حتى ؟؟؟؟ يتبيّن لهم؟؟؟؟ هل الرسالة خاصة بالصحابة أم نحن مشمولون بها فيتبين لنا أيضا ؟؟ الحق هل هو نفس الآيات أم نتيجتها؟؟؟؟
بارك الله فيك أخي الكريم فهذا عين الصواب ، نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما يعلمنا ، وأن لا يجعلنا ممن تسعر به النار . إنه نعم المولى ونعم النصير[align=center]التعالم مرض عضال[/align]
" كأنما يصعد في السماء "
تختزن هذه الآية دعوة قرآنية إلى علم الفضاء والطيران ، فقول الله سبحانه تعالى " يصعد في السماء " يعني أن عملية الصعود في السماء ممكنة ، وليست مستحيلة ( دون تحديد زمني ) 0 وأرى أن الآية كانت تستدعي عددا من التساؤلات – حين نزولها - عند التدبر فيها تتجاوز الناحية البلاغية :
1- هل يمكن الصعود في السماء ، وكيف؟ وهل يمكن الاتصال بين الأرض والفضاء؟ ( التدبر )
2-ما الذي يجعلنا نلتصق بالأرض ؟ هل يمكننا أن نرتفع في الفضاء كالطيور مثلا ؟( التدبر سيقودنا إلى اكتشاف الجاذبية والموجات الكهرومغناطيسية)
3- ماذا علينا أن نفعل لتحقيق هذا الهدف ؟ ( التصنيع – اختراع الآلة )
لو تم التفكير في الآية على هذا النحو لربما قادت المسلمين إلى السبق في اختراع الطائرة ، وتطبيق الإشارة العلمية الواردة في الآية . ولكن أنى لهم ذلك وهناك دائما من يحجر على عقولهم ويحرم عليها التفكير .
هذه الآية بإشارتها العلمية كانت توجهنا إلى المستقبل وتختصر علينا الطريق في تطور العلوم ، لكننا لم نستجب لتلك الدعوة ، وتوقفنا في تفكيرنا عند المشبه والمشبه به وما زلنا نصر على وجوب وجودهما معا .أليس المشبه به معلوما عند المتكلم سبحانه وتعالى ؟ ألا يكفي هذا ؟ لو أن القرآن نزل اليوم لكان المشبه به معلوما لدينا ولما وجد المعترضون ما يعترضون عليه ؟ ألا يعني هذا صلاحية القرآن لكل زمان ولكل جيل وإلى أن تقوم الساعة ؟
يقول المتنبي في وصف جيش العدو:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة ... فلا يفهم الحداث إلا التراجم
يختزن البيت الأول دعوة شعرية إلى علم الفضاء والطيران، فقول الشاعر "وفي أذن الجوزاء منه زمازم" يعني أن عملية سماع الأصوات من الأرض لرجل في الفضاء ممكنة (وهو إشارة إلى الاتصالات اللاسلكية)، وهو يتضمن أيضاً أن الصعود إلى الفضاء ممكن، وليس مستحيلاً (دون تحديد زمني)، وأرى أن بيت المتنبي الأول كان يستدعي عدداً من التساؤلات – عندما قاله المتنبي- عند التدبر فيها تتجاوز الناحية البلاغية:
1. هل يمكن الصعود إلى الفضاء، والذي عبر عنه الشاعر بالجوزاء؟ وكيف؟ (التدبر)
2. ما الذي يجعلنا نلتصق بالأرض؟ هل يمكننا أن نرتفع في الفضاء كالطيور مثلاً؟ (التدبر سيقودنا إلى اكتشاف الجاذبية)
3. ماذا علينا أن نفعل لتحقيق هذا الهدف؟ (التصنيع – اختراع الآلة)
لو تم التفكير في بيت المتنبي على هذا النحو لربما قادت المسلمين إلى السبق في اختراع الاتصالات اللاسلكية وليس الطائرات والصواريخ فحسب،....................
كيف ترى هذا يا أستاذ جلغوم؟
لعل المتنبي إذ ادعى النبوة كان صادقاً، وهذه الإشارات العلمية خير دليل على ذلك....
يقول المتنبي في وصف جيش العدو:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
كما أنكم تبحثون في القرآن لتظفروا بآية تدعون فيها إعجازاً علمياً، وتشرقون في تأويلها وتغربون، فلنا أن نبحث في شعر العرب عن أبيات يسهل أن ندعي فيها إعجازاً علمياً، ثم نثبت بعد ذلك نبوة الشعراء بما سبقوا إليه من إشارات علمية؟!
أوليس فيما قلته لفتة كريمة تستحق التحية أيها العليمي؟
وما يدريكم؟
لعل المتنبي إذ ادعى النبوة كان صادقاً، وهذه الإشارات العلمية خير دليل على ذلك....
يقول المتنبي في وصف جيش العدو:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة ... فلا يفهم الحداث إلا التراجم
يختزن البيت الأول دعوة شعرية إلى علم الفضاء والطيران، فقول الشاعر "وفي أذن الجوزاء منه زمازم" يعني أن عملية سماع الأصوات من الأرض لرجل في الفضاء ممكنة (وهو إشارة إلى الاتصالات اللاسلكية)، وهو يتضمن أيضاً أن الصعود إلى الفضاء ممكن، وليس مستحيلاً (دون تحديد زمني)، وأرى أن بيت المتنبي الأول كان يستدعي عدداً من التساؤلات – عندما قاله المتنبي- عند التدبر فيها تتجاوز الناحية البلاغية:
1. هل يمكن الصعود إلى الفضاء، والذي عبر عنه الشاعر بالجوزاء؟ وكيف؟ (التدبر)
2. ما الذي يجعلنا نلتصق بالأرض؟ هل يمكننا أن نرتفع في الفضاء كالطيور مثلاً؟ (التدبر سيقودنا إلى اكتشاف الجاذبية)
3. ماذا علينا أن نفعل لتحقيق هذا الهدف؟ (التصنيع – اختراع الآلة)
لو تم التفكير في بيت المتنبي على هذا النحو لربما قادت المسلمين إلى السبق في اختراع الاتصالات اللاسلكية وليس الطائرات والصواريخ فحسب، وتطبيق الإشارة العلمية الواردة في بيت الشعر . ولكن أنى لهم ذلك وهناك دائما من يحجر على عقولهم ويحرم عليها التفكير .
هذه البيت بإشارته العلمية كان يوجهنا إلى المستقبل ويختصر علينا الطريق في تطور العلوم ، لكننا لم نستجب لتلك الدعوة ، وتوقفنا في تفكيرنا عند المشبه والمشبه به وما زلنا نصر على وجوب وجودهما معا .ألا يمكن أن يكون المشبه والمشبه به معلوما عند المتنبي الذي ادعى النبوة؟ وهذا البيت بإشاراته العلمية وإعجازه العلمي دليل على نبوة المتنبي!!!!
ألا يكفي هذا ؟ لو أن بيت الشعر نزل اليوم (على اعتبار أن المتنبي يوحى إليه) لكان المشبه به معلوما لدينا ولما وجد المعترضون ما يعترضون عليه ؟ ألا يعني هذا صلاحية شعر المتنبي لكل زمان ولكل جيل وإلى أن تقوم الساعة؟
كيف ترى هذا يا أستاذ جلغوم؟
كما أنكم تبحثون في القرآن لتظفروا بآية تدعون فيها إعجازاً علمياً، وتشرقون في تأويلها وتغربون، فلنا أن نبحث في شعر العرب عن أبيات يسهل أن ندعي فيها إعجازاً علمياً، ثم نثبت بعد ذلك نبوة الشعراء بما سبقوا إليه من إشارات علمية؟!
أوليس فيما قلته لفتة كريمة تستحق التحية أيها العليمي؟
وما يدريكم؟
لعل المتنبي إذ ادعى النبوة كان صادقاً، وهذه الإشارات العلمية خير دليل على ذلك....
يقول المتنبي في وصف جيش العدو:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة ... فلا يفهم الحداث إلا التراجم
وما يدريكم؟
لعل المتنبي إذ ادعى النبوة كان صادقاً، وهذه الإشارات العلمية خير دليل على ذلك....
نقاش ممتع جداً ... وأرى أن المدافعين عن الإعجاز العلمي قد جاؤوا بما يقنع المخالفين والمعترضين .... جزاكم الله خيراً جميعاً ....