بعد مرور كل هذا الوقت و مزيد مطالعة في آثار الصدر الأول ترسخ عندي ان المقصود من ذمهم للكلام ليس فقط ذم الكلام بالمنطق و ليس فقط ذم الكلام فيه على سيرة جهم و غيره من النابتة و انما اصلا التنفير من الخوض في هذه المنطقة البحر المظلم ..و قطع الطمع من الظفر بغنيمة من الابحار فيه...و الاشتغال بما ينفع...هذه كانت وصية الامام الشافعي تواتر عنه هذا النفس الزكي كما يقول الامام الذهبي و تواتر معنويا عن بقية تلك الطبقة من مالك و ابن المبارك و يزيد و سفيان ممن كانوا يرغبون عن المحاججة فيه و يجعلون الأمثل ان تلقي على من حاجك فيه ما ورد فان قبله و الا فاتركه .. و اثر عنهم الزجر عن الخوض فيها و جعل نفس الانكفاف عنها حجة على الملحد و المبتدع و الا جرك الى نافخ الكير و اقل ما ينالك منه البطالة و العجب و الاشتغال بما لاينفع و اكثره ان تفرق و تبدع و تكفر و ترفع السيف فتتوقف امتك و يتقدم غيرها .. و صحح هذا في نفسي اني لا اعرف كبيرا من اكابر من خاض في هذا الكلام من الأشعري الى ابن تيمية الا و وجدته قرر ورجع الى قريب من هذا كلما نضج ..و اقلهم من اباح الدخول فيه للمتخصصين و زجر جمهور الناس عنه و لعمري ما نفع شيء لا يرقى بجمهور الناس و السواد الأعظم الى عوالي الأمور و لا ينفع ان يدفع عنهم أسافلها؟؟