تعليق على كلام الشيخ مساعد في فهم حديث كشف الساق

بعد مرور كل هذا الوقت و مزيد مطالعة في آثار الصدر الأول ترسخ عندي ان المقصود من ذمهم للكلام ليس فقط ذم الكلام بالمنطق و ليس فقط ذم الكلام فيه على سيرة جهم و غيره من النابتة و انما اصلا التنفير من الخوض في هذه المنطقة البحر المظلم ..و قطع الطمع من الظفر بغنيمة من الابحار فيه...و الاشتغال بما ينفع...هذه كانت وصية الامام الشافعي تواتر عنه هذا النفس الزكي كما يقول الامام الذهبي و تواتر معنويا عن بقية تلك الطبقة من مالك و ابن المبارك و يزيد و سفيان ممن كانوا يرغبون عن المحاججة فيه و يجعلون الأمثل ان تلقي على من حاجك فيه ما ورد فان قبله و الا فاتركه .. و اثر عنهم الزجر عن الخوض فيها و جعل نفس الانكفاف عنها حجة على الملحد و المبتدع و الا جرك الى نافخ الكير و اقل ما ينالك منه البطالة و العجب و الاشتغال بما لاينفع و اكثره ان تفرق و تبدع و تكفر و ترفع السيف فتتوقف امتك و يتقدم غيرها .. و صحح هذا في نفسي اني لا اعرف كبيرا من اكابر من خاض في هذا الكلام من الأشعري الى ابن تيمية الا و وجدته قرر ورجع الى قريب من هذا كلما نضج ..و اقلهم من اباح الدخول فيه للمتخصصين و زجر جمهور الناس عنه و لعمري ما نفع شيء لا يرقى بجمهور الناس و السواد الأعظم الى عوالي الأمور و لا ينفع ان يدفع عنهم أسافلها؟؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النقاش في هذا الموضوع طويل عريض وقد خاض فيه الصحابة والعلماء والفقهاء ولا يزال مستمراً إلى يومنا هذا ، ومع أنني أرجح قول إبن عباس في تفسير آية كشف الساق أي بمعنى "الشدة" فلا زلت أتابع الموضوع عن كثب حتى أكون على إطلاع على كل جوانبه وأفهم مختلف وجهات النظر فيه .
لم أكن أريد أن أثير الموضوع من جديد ولكن خطر لي خاطر وأنا في أحد المساجد فأحببت مشاركته معكم عسى ولعل أن يكون فيه خير .
في أحد المساجد خطب الإمام في المصلين وأنكر عليهم إفساد بعض الصفوف بسبب إستعمال الكراسي للجلوس عليها في الصلاة ، حيث أن من يجلس على الكرسي يزعج المصلين الذين يصلون في الصف الذي خلف الكرسي فإما أن يجعل الصف الخلفي أفلج أو أن يضطر الصف لزيادة المسافة بينهم وبين الصف الأمامي لكي يستطيع المصلين إتمام الصف ، بعد الصلاة تأملت حال الذين يصلون على الكراسي فوجدتهم لا يستطيعون الجلوس على الأرض بسبب الألم في أرجلهم ، وهنا قلت سبحان الله لا يستطيعون السجود بسبب أرجلهم !! .
وبعد زمن عندما مررت بالآية الكريمة في سورة القلم ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ 42 خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ 43 ) فجأة تذكرت ذلك الموقف في المسجد !
وهنا خطر لي خاطر هل يمكن أن يكون المقصود بكلمة "ساق" تعود على ساق المجرمين ؟ أي أن الله عاقب المجرمين يوم القيامة بأن كشف الجلد عن سيقانهم فأصبح الألم الفضيع في أرجلهم يمنعهم من السجود يوم القيامة حينما يدعون للسجود ، وهذا يتوافق مع معنى الشدة يوم القيامة الذي فسر به إبن عباس الآية الكريمة ، وأيضاً يتوافق مع سياق الآية الكريمة حيث ( وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ) ، أي أنهم في الحياة الدنيا حينما كانت أرجلهم سالمة كانو يرفضون السجود لله .
 
عودة
أعلى