تعليق على كلام الشيخ مساعد في فهم حديث كشف الساق

من سلفهم ؟ أهم الصحابة والتابعون والأئمة المتبوعون أم من علم الكلام المحدث المأخؤذ عن الفلاسفة أفراخ اليونان ومبتدعة المتكلمين .


أخي في الله وعزيزي عبد الرحمن. أسأل الله تعالى أن يجمعنا على الحق.

سأذكر لك مسألة يجدر بنا جميعا التأمل فيها، لكي لا نطلق الأحكام إطلاقا بلا تأمل، مثلا كأن نقول إن كل ما لم يرد لفظه في القرآن أو السنة إنما هو لفظ أفراخ اليونان والجهمية والمعطة الخ الألقاب الجاهزة التي يطلقا البعض على أعلام الأمة.
فمثلا للإمام الحافظ أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (ت656هـ) كلام شديد في ذم علماء الكلام في كتابه النافع العظيم المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ولو شئت نقلته لك لتقف عليه، مع أني لا أظنك تخالف في أنه من حفاظ الحديث أو أهل الحديث بالمفهوم الصحيح للكلمة، لكن طالع معي أخي الحبيب ماذا يقول في تحقيق معاني حديث الجارية الصحيح:

و" أين " : ظرف يُسال به عن المكان ، كما أن " متى" ظرف يُسال به عن الزمان ، وهو مبني لما تضمّنه من حرف الاستفهام ، وحُرِّك لالتقاء الساكنين ، وخُصَّ بالفتح تخفيفًا ، وهو خبر المبتدأ الواقع بعده ، وهو لا يصح إطلاقه على الله بالحقيقة ؛ إذ الله تعالى منزّه عن المكان ، كما هو منزّه عن الزمان ، بل هو خالق الزمان والمكان ، ولم يزل موجودًا ، ولا زمانَ ولا مكانَ ، وهو الآن على ما عليه كان ، ولو كان قابلاً للمكان لكان مختصًّا به ، ويحتاج إلى مخصِّص ، ولكان فيه إما متحركًا واما ساكنًا ، وهما أمران حادثان ، وما يتّصف بالحوادث حادث ، على ما يبسط القول فيه في علم الكلام ، ولما صَدَق قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } ؛ إذ كانت تماثله الكانيات في أحكامها ، والممكنات في إمكانها ، وإذا ثبت هذا ، ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما أطلقه على الله بالتوسع والمجاز لضرورة إفهام المخاطبة القاصرة الفهم ، الناشئة مع قوم معبوداتهم في بيوتهم ، فأراد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتعرّف منها : هل هي ممن يعتقد أن معبوده في بيت الأصنام ، أم لا ؟ فقال لها : (( أين الله ؟ )) قالت : في السماء ، فقنع منها بذلك ، وحكم بإيمانها ؛ إذ لم تتمكن من فهم غير ذلك . وإذ نزَّهت الله تعالى عن أن يكون من قبيل معبوداتهم وأصنامهم ، ورفعته عن أن يكون في مثل أمكنتهم ، وحملها على ذلك : أنها رأت المسلمين يرفعون أبصارهم(8) وأيديهم إلى السماء عند الدعاء ، فتُركت على ذلك في تلك الحال(9) لقصور فهمها ، إلى أن يتمكن ففهمها وينشرح صدرها ؛ إذ لو قيل لها في تلك الحالة : الله تعالى يستحيل عليه المكان والزمان ، لخيف عليها أن تعتقد النفي الْمَحْض والتعطيل ؛ إذ ليس كل عقل يقبل هذا ، ويعقله على وجهه ، بل إنما يعقله العالمون الذين شرح الله صدورهم لهدايته ، ونوّر قلوبهم بنور معرفته ، وأمدّهم بتوفيقه ومعونته ، وأكثر الخلق تغلب عليهم الأوهام ، وتَكِلّ منهم الأفهام . (ج2/ص134)

أترى يا أخي الحبيب أن الحافظ القرطبي عندما ذم علماء الكلام وعلم الكلام كان يذم نفسه وعقيدته؟؟ أترى أن عاقلا أوتي ذرة من عقل وفهم يفعل ذلك؟؟ كلا وألف كلا.. بل مقصوده ومقصود الأئمة من قبله والسلف الصالح من ذم علم الكلام وعلماء الكلام هو قطعا ذم كلام الفلاسفة والمعتزلة الذين تبنوا أصولهم، لا الكلام الذي جاء بعدهم المبني على النصوص المحكمات من الكتاب والسنة وما وافقها من قواعد الفهم الصحيحة المستندة إلى لغة العرب الذين نزل القرآن بلسانهم. تأمل أخي الحبيب رجاء، فإن المسألة أدق بكثير مما تعتقد .
 
أخي نزار،
عيد مبارك وكل عام وأنت وأهلك بخير.
سعدت بلقاءك والتعرف عليك في هذا الصيف. وأشكرك على إهدائي بعض الكتب التي قمت بتحقيقها.

الموضوع المطروح هنا يتطرق إلى مسألة جزئية من مبحث (الأسماء والصفات)، لا شك في اشتراكها مع بعض الجزئيات الأخرى. والحوار في المسائل الجزئية من أصعب الأمور التي يمكن الوصول فيها إلى التوافق حولها.
وأسلم طريقة للتعرض لمثل هذه المواضيع الدينية في المنتديات المفتوحة، في نظري، هو الانتقال من من مستوى التحليل الجزئي (المستوى التطبيقي أو العملي، أو مستوى النتائج، Micro Level) إلى مستوى التحليل الكلي (المستوى المنهجي أو النظري، أو مستوى المقدمات، Macro Level). فطالما أن المقدمات مختلف فيها، يصبح النقاش حول النتائج التفاصيل والجزئيات عملا غير مثمر وقليل الفائدة، ويصبح البحث عن إقناع الآخر صعب المنال، بل قد يصبح مضيعة للوقت أو مؤديا إلى نتائج عكس المأمول.

ولذلك أقترح، إن أردت الاستمرار في طرح مثل هذه المواضيع (وهي ضرورية ومفيدة، بشروطها) أن تقوم بعملية (Zoom out) كما يقال في عملية التصوير بالكاميرا، وفي منهجية تحليل نظم المعلومات. أو بعبارة أخرى: أقترح الانتقال من النتائج إلى المقدمات.

وأنا مستمع للجميع، ومستفيد، طالما بقي الكلام هادئا غير متشنج.

جزاكم الله خيرا.
 
كأن نقول إن كل ما لم يرد لفظه في القرآن أو السنة إنما هو لفظ أفراخ اليونان والجهمية والمعطة الخ الألقاب الجاهزة التي يطلقا البعض على أعلام الأمة.
.
أولا: هذا لم يقله أحد فيما أعلم فلا وجه لذكره هنا.
ثانيا: لم تطلق هذه الألفاظ على الأعلام، وإنما أطلقت على المناهج المتلقاة . وبينهما فرق واضح.
ثالثا: أراك تكرر الكلام على الأعلام... فطريقة التشنيع هذه غير جيدة ولو شئت لنقلت من كلام الأشاعرة الذي يضللون به سلف الأمة لفعلت لكن ليس هذا موضوعنا.
يا أخي لم أسم أحدا قبل فدع في المناظرة ذكر الرجال.
فلو فرض أن فلانا من الكبار الذين لهم في الأمة قدم صدق .... وقع في غلط أو زلة أو تأويل أو .....إلخ،
فهل قلت: إنه هالك أو في النار أو حكمت عليه بشيء ؟!
يا أخي الحكم على الرجال موضوع آخر تماما، نحن نتكلم على المقالات، وفرق كبير بين الحكم على القول والحكم على القائل .
ثم لم تجب على كلامي فالأشاعرة قعدوا قواعد نفوا فيها أكثر الصفات التي قررتها النصوص وأثبتها السلف وذموا منكرها وسموه جهميا وضالا وو....إلخ
وهذه كتب الأشاعرة الكلامية مقررة خلاف ما قرره السلف
وانظر في مسألة العلو مثلا ما حشده الذهبي من مئات النقول عن الأئمة عبر القرون مما ينكره الأشاعرة أعظم إنكار.

والسؤال من أين جاءوا بها ولماذا خالفوا سلف الأمة ؟

فإما ان يكون قالها السلف أو تلقوها مما قلت لك سابقا ،
ولا يكون كلامي كما تذكر تهما جاهزة !

أما القرطبي رحمه الله
فلا لم يذم نفسه وعقيدة .
لكنه ذم جزءا من الكلام وهو ما عليه الجهمية والمعتزلة والفلاسفة .
لكن بقي جزء آخر ذمه غيره وهو ما عليه الأشاعرة ولم يقل أحد أن الجهمية والمعتزلة والفلاسفة والأشاعرة والكلابية وغيرهم من طوائف المتكلمين كانوا على مذهب واحد .
تأمل أخي الحبيب رجاء، فإن المسألة أدق بكثير مما تعتقد .

ونصيحة الأخ محمد بن جماعة لك جيدة فالزمها، لكن بشرط أن تكتب أنت ولا تأخذ من غيرك مما لم تتأكد من صحته ، وحينها قد يكون الكلام أكثر نفعا.
 
أقترح الانتقال من النتائج إلى المقدمات.

مرحبا بك اخي العزيز محمد، واحسن أحسن الله تعالى إليك في مقترحك.
وكلامك لو عمل به لتقلص النزاع ولاتفقت الأنظار.
فالاختلاف بالأصل إنما هو في منهج الاستدلال. وفي المقدمات الأساسية التي ينطلق منها كل فريق.
ولو وجدنا من إخواننا من يناقشنا في تلك المبادئ الأساسية بعلم وموضوعية لاستفدنا فائدة عظيمة. لكن تصور أخي الحبيب أن الاختلاف المشروع عند العلماء في مسألة ما هو أول واجب على المكلف مثلا ينقلب إلى موضوع سخرية واستهزاء عند المخالف، مع أنهم لو تأملوا لعلموا أن تلك المسألة فقهية بحتة وهي المسألة الفقهية الوحيدة في كتب أصول الدين، أي بعبارة أخرى أخي الكريم لكل عالم فيها منطلقه الشرعي الذي استند عليه في معرفة ما هو أول واجب، والاختلاف الفقهي مشروع ولا ينكره إلا متعصب، ومع ذلك إخواننا من "أهل الحديث" من المعاصرين يعتقدون أن ذلك الاختلاف هو تناقض وخبط. وهو ليس كذلك.

معرفة ما هو أول واجب مهم جدا. والذين قالوا إن أول واجب هو النظر العقلي ـ كالإمام الطبري في التبصير ـ له مستندات كثيرة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. وإذا تقرر ذلك فالنظر العقلي له شروط ومناهج وقواعد ينبغي لطالب الحق تحقيقها. فهذا أخي الحبيب محمد إشارة إلى دقة كلامك وأنه مفيد جدا. ولعلنا نسير في خطه.

أخي الحبيب عبد الرحمن. دع عنك تصنيف الأئمة والقول بأن هذا ضل قليلا وهذا ضل كثيرا. أما الأشاعرة الذين ذكرتهم فليسوا بمعصومين، فكم رُدّ على الجويني وكم رُد على الرازي، فالأشاعرة على حد علمي لا يعتقدون العصمة في غير الرسول صلى الله عليه وسلم. فتأمل بإنصاف.
 
ولو وجدنا من إخواننا من يناقشنا في تلك المبادئ الأساسية بعلم وموضوعية لاستفدنا فائدة عظيمة.
ستجد كثيرا لو التزمت أنت بذلك .
وإلا فالكل يرمي الآخر بأنه ليس كذلك.
ولعل موضوعك هذا شاهد بأنك لم تسر فيه بموضوعية؛ فأحاديث ضعيفة تستدل بها وأنت لا تعلم صحتها بينت لك
ثم جئت تقول لها شاهد من كلام العرب !
ونقول لطشتها من مقال قديش تبين أنها إما باطلة أو خارج السياق.
ودعاوى وأشياء أخر كالتهويل على المخالف، وأسئلة تورد عليك ولا تجيب...

لكن تصور أخي الحبيب أن الاختلاف المشروع عند العلماء في مسألة ما هو أول واجب على المكلف
هذا حكم منك وقفز على النتيجة، ومن قال لك: إنه مشروع ـ أي سائغ عند العلماء ـ إلا إن كانت أل عندك للعهد.

مع أنهم لو تأملوا لعلموا أن تلك المسألة فقهية بحتة وهي المسألة الفقهية الوحيدة في كتب أصول الدين،
وهذا حكم آخر قد لا يوافقك المخالف عليه .
ثم للفائدة ليس هي المسألة الوحيدة فهناك مسائل أخرى كالمسح على الخفين حتى إن بعضهم أفرد تلك المسائل برسالة جمع فيها المسائل الفقهية في كتب العقيدة .


ومع ذلك إخواننا من "أهل الحديث" من المعاصرين يعتقدون أن ذلك الاختلاف هو تناقض وخبط. وهو ليس كذلك.
أهل الحديث ! لو قلت بعضهم لكان أدق.
ثم مسألة التناقض موجودة كثيرا وفي كتب الفقه يرد الأئمة بعضهم على بعض ويقولون هذا تناقض وهذا يناقض أصلهم... فما الغريب في ذلك؟
وقولك: "ليس كذلك" حكم عندك لا يلزمهم أن لا يكون تناقضا في نظر غيرك فلا تستبد وتفرض رأيك عليهم.

والذين قالوا إن أول واجب هو النظر العقلي ـ كالإمام الطبري في التبصير ـ له مستندات كثيرة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
ولعل كل قول قيل في الإسلام لأصحابه فيه مستند ... حتى أقوال الرافضة لهم فيها أدلة وحجج وكذلك المعتزلة فهل وجود مستند يدل على أن مستنده صحيح ؟!

وأخير دع عنك لمز "أهل الحديث المعاصرين" فقد أثبت الواقع أنهم كانوا خيرا من مخالفيهم أمانة وعلما وخلقا، ومواقع الفريقين شاهدة بذلك.
 
الحمد لله تعالى
لعلك أخي العزيز عبد الرحمن تكون من يقبل الحوار فيما أشار إليه الأخ الفاضل محمد.
فما رأيك مثلا أخي عبد الرحمن في النظر العقلي؟ فمثلا:

ـ ما تعريفك للعقل؟
ـ وما تعريفك للدليل العقلي؟
ـ هل ترى أنه يفيد العلم في مباحث العقائد؟
ـ هل ترى مثلا أخي الكريم أن العالَم دليل على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وسائر صفاته الكمالية؟؟
ـ ومن أي وجه يدل ذلك الدليل على تلك المدلولات؟؟
ـ هل ترى أن النظر العقلي ينقسم إلى صحيح وفاسد؟؟
ـ هل عندك تصور على شروط وأركان النظر العقلي الصحيح ومجالاته وحدوده في العقائد الإسلامية؟؟
ـ هل ترى أن بعض النصوص الشرعية يفتقر إلى فهمها بالأدلة النظرية العقلية أم جميعها واضح المعالم يفهم بأدنى تأمل وملاحظة في ظاهر العبارة، خصوصا فيما يتعلق بالعقائد؟؟
ـ هل ترى أن العقائد الإسلامية منقسمة إلى ما يدرك بلا تأمل وإلى ما يدرك بالتأمل؟؟ ما وجه التأمل الذي تدرك به العقائد النظرية إن ساغ التعبير؟؟
ـ هل تعتقد أن القرآن العظيم والسنة النبوية فيها إشارات لتلك الأدلة العقلية أم أنهما خاليان من ذلك تماما؟؟
ـ هل ترى أنه يمكن الاستغناء كليا على إعمال الأدلة العقلية في فهم وإدراك العقائد الإسلامية؟؟
هذه أخي الكريم بعض المنطلقات والمبادئ التي لو تحاورنا فيها بموضوعية وإخلاص في طلب الحق لقلصنا كثيرا من الخلافات لأنها الأصول التي سيرجع إليها. ألا أترى أخي الكريم أن الإمام القرطبي وهو من هو في الحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع إلى تلك الأصول في فهم حديث الجارية؟؟ وصدقني الفقرة التي نقلتها إليك من كلامه لو حللناها لوجدنا فيها كما هائلا من الأصول التي انطلق منها ذلك الحافظ المتقن لفهم حديث الجارية، حيث لم يحمله على ظاهره الذي يفهمه "أهل الحديث" اليوم. وبالله تعالى التوفيق.
 
وصدقني الفقرة التي نقلتها إليك من كلامه لو حللناها لوجدنا فيها كما هائلا من الأصول التي انطلق منها ذلك الحافظ المتقن لفهم حديث الجارية، حيث لم يحمله على ظاهره الذي يفهمه "أهل الحديث" اليوم.
الفقرة التي نقلتها هي التي قررها من قبله الأشاعرة في نفي ألوف النصوص من صفات العلو.
وليس كما تدعي إنه فهم المعاصرين اليوم
فالأمر دائر بين شيئين:
إما أن تكون تجهل أن أمما من السلف أثبتوا العلو كما دلت عليه مئات النصوص وقد أشرت عليك بمرجع واحد كله في تقرير ذلك.
وإما أن تكون تعلم أنه لا اختصاص لهم بذلك وتمارس التضليل بشكل سافر .

وبعدها لا يحسن تضييع الوقت أكثر مما تقدم مع كل ما أورد من قبل، ولعل فيه كفاية ومقنع.
 
أخي العزيز عبد الرحمن
أسأل الله تعالى أن يهدي قلبي وقلبك، وان يشرح للحق صدري وصدرك.
إذا كنت ترفض أخي العزيز أن نتحاور بشكل أخوي وموضوعي في أسس علم العقائد فلا بأس. ولك الاختيار.
لكن صدقني أخي الحبيب، إن ما تسميها نصوصا في العلو لم ينكرها حفاظ الحديث القاضي عياض والقرطبي والبيهقي وابن حجر والنووي وغيرهم مئات، ولكنهم اختلفوا معك ومع من تثق بهم (وهم ليسوا ذوي عصمة في الرأي) في فهمها، والاختلاف أصله أن دلالة صفات العلو وأحاديث العلو على معتقَدك ليست قطعية لا تحتمل غير ذلك، فالعلو أصلا في اللغة واستنادا إلى لسان العرب الذي نزل به القرآن له معنيان حسي ومعنوي، وكل يحمله على حسب أصوله، ولذا طلبت منك أن نتكلم في الأصول. والأمر لك كما تشاء أخي الحبيب.
ثم ألا تعتقد أخي الحبيب أن صفة العلو على معتقدَك واجبة لله تعالى، ونقيضها مستحيل على الله تعالى، وبعضها ـ كالأفعال الاختيارية عندكم ـ جائز على الله تعالى. فهل لك أن تعرف لنا الواجب والجائز والمستحيل؟؟ فهي من أصول فهم العقائد أيضا. وشكرا على رحابة صدرك.
 
يظهر الآن أنه تبين لك قطعا فساد ما خطر لك أن الإمام مالكا كان كذلك، وأنه ليس له كلام إلا تلك المقولة
....
خانك جسك وليس بأول مرة يخونك ، بل خانك في ما هو أكبر من ذلك وأشد .
ياهذا :
لا زلت على ماقلته لك سابقاً وطلبت منك إثباته أو نفيه بالدليل واكرر لك ماقلته لعلك تكون نسيت أو تناسيت - ولم لا ؟ فلم تجب على أي سؤال طلب منك ،بل ذهبت ترعد وتزبد - المهم :
ماهوقول الإمام مالك في حديث الصورة ؟ وطلبته تحديداً لأبرهن لك أني لاأتكلم من فراغ ولاآتي بشبه على الإمام مالك ، ولكن لتعرف قبل غيرك أنك ليس عندك من مسائل مالك - وهي أصلاً قليلة جداً - غيرمسألة " الاستواء" .
إذا عرفت ذلك وأجبت عنه ستعرف أي الفريقين " فسد خاطره "وأيهما " يفرع " و " يهرب " .
والله هذا من تتمة الطرافة في كل مشاركاتك، والله لا أردي كيف يمكن التحاور مع من تفكيره هكذا مع ما في عبارته من أول مرة من الفجاجة .
رمتني بدائها فانسلت.
ولا أخفيك والله إني كرهت التعليق على كلامك لما أعرف من طريقتك في الحوار، وعدم جدواه،
كلانا غني عن أخيه حياته **** ونحن إذا متنا أشد تغانيا
لكني تكلمت حمية وحسبة لهذا الإمام الكبير أن ينسب إليه ما هو منه بريء، وحتى يعلم كل من يريد أن يخلط على أهل العلم الكبار أن الله أبقى له من يبين فساد كلامه
.
من يريد أن يخلط على أهل العلم هو الذي ينكر أو يجهل أن للإمام مالك رحمه الله قولاً في غير صفة الإستواء .
وأما بقية الكلام الموجه لشخص كاتب هذه الحروف فغير مستبعد من بعضهم ، فمن يكيل التهم والتضليل والتخطيئ لكبار العلماء لايستغرب منه فعل ذلك لصغار طويلبي العلم .
وأخيراً - ومهما كان الرد - فإني أقول :
رب اغفر لي ولأخي عبدالرحمن السديس ، وتجاوز عني وعنه ، ولاتحرمني ولاتحرمه شفاعة نبيبينا وحبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه
للأسف بعض الأعضاء - مثل العبد الفقير - لا يتيسر لنا الاشتراك كثيرا في المواضيع المطروحة لقلة اتصالنا بالنت ، فتظهر بعض تعليقاتنا القليلة وكأنها شاذة عن الاتجاه الأساسي للمنتدى ،
وعلى كل حال فهذا الموضوع - بكثرة النقاش فيه - قد أغراني بالمشاركة التي ستكون مختصرة إن شاء الله ، في نقاط قليلة موجزة :
1- ندرك جميعا أننا نختلف كثيرا في العقائد ،بل وفي بعض أساسياتها ، والذي يجمعنا هنا في هذا المنتدى هو كوننا مسلمين مختصين في دراسة القرآن الكريم وما يتعلق به ، وغالب من يتردد على الموقع قد بلغ في الدرس مبلغا يجعله مستقرا على مذهب في الصفات والعقائد يكاد يستحيل إقناعه بتركه ، وعليه فإن طرح الموضوع أصلا لم يكن هذا مكانه ، ولم يكن على الأخ الكريم نزار أن يتفاجأ حين سمع رأي الشيخ مساعد
2 - كما أسلفت لا يتوقع هنا أن يقنع أحد الطرفين الآخر برأيه ، وما يذكر من أدلة وأدلة مضادة لن يحيط بالموضوع ، فلا بد أن تبقى لدى المحاور - حتى ولو كان مستعدا للاقتناع - إشكالات كثيرة لن يتسع لها هذا المنتدى
3 - مهما اختلفنا فلا نختلف في أن التقليد في العقائد لا يجوز خصوصا مثل هذا الباب ، وعليه فيجب على كل منا أن ينقذ نفسه بالبحث في الموضوع دون تقليد حتى يطمئن إلى الصواب ، لا يعتمد فيه على الآخرين مهما كانوا معظمين في النفوس
4 - من شرط أي حوار أن يتفق الطرفان على أسس مشتركة تكفي للاقتناع ، ونحن وإن اتفقنا على بعض الأسس فهي غير كافية ، وأكبر ما نختلف فيه هنا هو مسألة ورود المجاز في نصوص القرآن والسنة وما أكبرها من مسألة ! ولذلك فلا فائدة أبدا في النقاش ،
5 - بالنسبة لي فإني مقتنع - عن بحث - بما وصل إليه الإمام ابن دقيق العيد كما نقله الإمام ابن حجر في الفتح : (نَقُول فِي الصِّفَات الْمُشْكِلَة إِنَّهَا حَقّ وَصِدْق عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي أَرَادَهُ اللَّه ، وَمَنْ تَأَوَّلَهَا نَظَرْنَا فَإِنْ كَانَ تَأْوِيله قَرِيبًا عَلَى مُقْتَضَى لِسَان الْعَرَب لَمْ نُنْكِر عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا تَوَقَّفْنَا عَنْهُ وَرَجَعْنَا إِلَى التَّصْدِيق مَعَ التَّنْزِيه . وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعْنَاهُ ظَاهِرًا مَفْهُومًا مِنْ تَخَاطُب الْعَرَب حَمَلْنَاهُ عَلَيْهِ كقَوْلِهِ " عَلَى مَا فَرَّطْت فِي جَنْب اللَّه " فَإِنَّ الْمُرَاد بِهِ فِي اِسْتِعْمَالهمْ الشَّائِع حَقّ اللَّه فَلَا يَتَوَقَّف فِي حَمْله عَلَيْهِ ، وَكَذَا قَوْله " إِنَّ قَلْب اِبْن آدَم بَيْن إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِع الرَّحْمَن " فَإِنَّ الْمُرَاد بِهِ إِرَادَة قَلْب اِبْن آدَم مُصَرَّفَة بِقُدْرَةِ اللَّه وَمَا يُوقِعهُ فِيهِ ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى ( فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنْ الْقَوَاعِد ) مَعْنَاهُ خَرَّبَ اللَّهُ بُنْيَانهمْ ، وَقَوْله ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّه ) مَعْنَاهُ لِأَجْلِ اللَّه ، وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ
والله يوفقنا جميعا لما فيه رضاه
 
حياك الله تعالى أخي الكريم محمد الأمين

وبارك الله تعالى فيك على هذا النقل الممتاز للإمام القدوة ابن دقيق العيد. ولا أحسب أحدا من إخواننا "أهل الحديث" ينكرون فضله وعلمه وصلاحه واتباعه لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فهو كلام محقق صادر عن محقق عالم بأقوال السلف وفاهم لمقاصدهم.

وأحب أن أضيف إلى معلوماتك أخي الكريم شيئا حول الإمام ابن دقيق العيد، وهو أن والدته رحمها الله تعالى هي بنت الإمام مظفر بن عبد الله الشافعي المعروف بتقي الدين المقترَح (لكونه كان حافظا لكتاب المقترَح في المصطلح للبروي) المصري المتوفى سنة 612هـ.

وهذا الشيخ المقترَح هو تلميذ الشيخ الحافظ أبي طاهر إسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عيسي بن عوف الزهري (ت 581هـ) الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه. وعنه أخذ علوم الحديث الشريف.

وقد صنف الشيخ المقترَح كتابا سماه "الأسرار العقلية في الكلمات النبوية" استنبط فيه العقيدة الإسلامية من الحديث الشريف الذي روته عَائِشَةَ بِنْت سَعْدٍ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ بِيَدِهَا نَوَى أَوْ حَصى تُسَبِّحُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا وَأَفْضَلُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالحَمْدُ للهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ مِثْلَ ذَلِكَ.»

وقد ذكر في هذا الكتاب النافع قاعدة جليلة أسأل الله تعالى أن يشرح صدور إخواننا لفهمها وتأملها، فقال:

قَاعِدَةٌ:

كُلُّ لَفْظٍ يَرِدُ مِنَ الشَّارِعِ فِي الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ فَلاَ يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ مُتَوَاتِرًا أَوْ آحَادًا:

• فَإِنْ كَانَ مُتَوَاتِرًا فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ نَصٌّ ـ لاَ يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلَ ـ عَلَى أَمْرٍ مُحَالٍ عَقْلاً. وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا أَوَّلْنَاهُ كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُ ذَلِكَ.

• وَإِنْ كَانَ آحَادًا، فَمَا وَرَدَ مِنْهُ نَصًّا عَلَى المُحَالِ قَطَعْنَا بِكَذِبِ رَاوِيهِ، وَمَا كَانَ ظَاهِرًا فِي المُحَالِ عَلِمْنَا أَنَّهُ غَيْرُ مُرَادٍ.

فَإِنْ بَقِيَ احْتِمَالٌ وَاحِدٌ تَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ مُرَادًا، وَإِنْ بَقِيَ أَكْثَر مِنْهُ لَزِمَ الوَقْفُ وَتَحَقُّق إِبْهَام المُرَادِ مِنَ اللَّفْظِ.

وَلاَ يَجُوزُ تَرْجِيحُ أَحَدُ الاِحْتِمَالَيْنِ بِأَمْرٍ مُحَرِّكٍ لِلظَّنِّ؛ إِذْ الظُّنُونُ مُعْمَلَةٌ فِي الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ فَحَسْب.

وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ حُذَّاقِ السَّلَفِ لَمَّا سُئِلَ عَن الاسْتِوَاءِ:

«الاِسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ، وَالكَيْفُ مَجْهُولٌ، وَالإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ».

مَعْنَاهُ أَنَّ مَحَامِلَ لَفْظِ الاِسْتِوَاءِ فِي اللُّغَةِ مَعْلُومَةٌ، وَهُوَ الاِسْتِقْرَارُ وَهُوَ مُحَالٌ، وَالاِسْتِيلاَءُ وَالاِسْتِعْلاَءُ وَهُوَ جَائِزٌ، وَالقَصْدُ إِلَى خَلْقِ شَيْءٍ فِيهِ وَهُوَ مَحْمَلٌ صَحِيحٌ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء﴾[البقرة:29] أَيْ: قَصَدَ إِلَيْهَا.

فَإِذَا بَطَل قِسْمُ لِاسْتِحَالَتِهِ بَقِيَ لِلَّفْظِ احْتِمَالاَنِ، فَالسُّؤَالُ عَنْ تَعْيِينِ أَحَدِهِمَا مِنَ البِدَعِ؛ إِذْ لَمْ يَقُمْ قَاطِعٌ عَلَى تَعْيِينِهِ. نَعَمْ يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ وَجْهٌ. اهــ

أسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الصراط المستقيم قولا وفعلا وحالا. اللهم آمين.
والتقريب ممكن، وليس الخلاف أمرا حتميا بحيث يستسلم له وننسى أوامر ربنا بجمع صفوفنا ومحاولة التوفيق فيما بيننا، سيما في العقائد فإن الحق فيها ثابت يمكن الوصول إليه بالإنصاف وترك الاعتساف وترك احتقار أجيال عديدة من العلماء الذين اتقنوا جميع العلوم الشرعية واتبعوا السلف الصالح عن فهم وعلم.
 
ماهوقول الإمام مالك في حديث الصورة ؟ وطلبته تحديداً لأبرهن لك أني لاأتكلم من فراغ ولاآتي بشبه على الإمام مالك ، ولكن لتعرف قبل غيرك أنك ليس عندك من مسائل مالك - وهي أصلاً قليلة جداً - غيرمسألة " الاستواء" .
إذا عرفت ذلك وأجبت عنه ستعرف أي الفريقين " فسد خاطره "وأيهما " يفرع " و " يهرب " ..
حسنا ما الذي يلزمني أن أجيب عن هذا ؟!
أنت ادعيت أول مرة بهذا :
رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟
فهل يصح أن نبني مذهب الإمام مالك - وأقصده كشخص وليس كإمام للمذهب -ورأيه في هذا الباب بناء على مسألة واحدة ؟؟؟ أم أننا يجب علينا تتبع آرائه وأقواله في المسائل كلها ثم نعطي حكماً ..
وكنت قد وضعت لك رابطا فيه شيء من كلامه في العقيدة، وإن لم يكن من جمعه قد استوعب .
وبينت أن زعمك أنه ليس عند المستدل على رأيه في هذا الباب غير موقفه في الاستوى... باطل ودليله :
أن القوم الذي عاش معهم وصحبهم من شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذ تلاميذه (فهذه أربع طبقات فيها أمم من الفحول والأئمة لا يحصون كثرة)
= كانوا من أشد الناس ذما للتأويل وكلاما في المؤولة، ومذهبهم في الصفات معروف، وهذه أقوالهم منتشرة في كتب السنة والعقيدة والتراجم والتاريخ والطبقات، ولم يقع أحد في ذاك الزمان ولا قبله في تأويل يخالف منهجهم = فيسلم من ألسنتهم .
ولذا تكلموا في جمع من العلماء الكبار على الغلطة والغلطتين .
ومع ذلك نراهم كافة مطبقين على تعظيم مالك وتقديمه ولم يحفظ عنهم حرف واحد في الكلام عليه في هذا الباب مع ما عرف عنهم من عدم محابة أحد =
فهل كان على مذهبهم ؟ أو كان مخالفا لهم فتركوه جهلا بحاله ؟!

وهذا من الظهور والبيان ما يكفي لكل من أنصف .

هذا هدفي من دخول الموضوع لا غير.

أما قولك: أكيل التهم لكبار العلماء ...
فلا أدري هل أنت ترى كل علماء الأمة على اختلاف مذاهبهم على هدى في كل ما قالوا ؟!
إن كان الجواب: نعم
فأنا أقرر أني لا أقول ذلك ولا أستحي منه.
وأرى هذا الجواب "نعم" من أمحل المحال.
وإن كان جوابك: لا
فنحن شركاء.
والسلام عليكم .
وغفر الله لي ولك ، وأعتذر على ما في كلامي السابق من الشدة، فالذي حملني على ذلك بعد الشيطان طريقة ردك الأول علي.

==============

الأخ نزار أراك تفرح وتستبشر بكل نقل وتدندن حول أن قائله إمام له مكانة إلخ.

اعلم أني لا أحب طريقة القص واللزق، ونقل كلام العلماء وإلا لملأت الموضوع نقولا عمن هم أجل من القرطبي وابن دقيق العيد وأعلى في الأمة مكانة.
وكون فلان إماما كبيرا له شروح نفيسة وجهود طيبة ....إلخ
= لا يلزم أن كلامه في هذا الباب صواب .

فلسنا نجهل فضل جملة من علماء الأشاعرة أو ممن وافق الأشاعرة في بعض أقوالهم كما لا نجهل فضل وعلم بعض علماء المعتزلة والكلابية والسالمية وغيرهم .
وأراك مع تكريري مرارا لهذا المعنى تعود وتدعي أن هذا "احتقار لأجيال العلماء" إلخ الأسطوانة.. وقد قلت لك مرارا ان طريقة التهويل هذه غير نافعة فدع عنك هذه المسالك.
ولو عاملناك بالمثل لقلنا:
قولكم وفعلكم أشد شناعة وأكثر قبحا فأنتم احتقرتم خير القرون المشهود لهم بالنص بالخيرية فإنهم لم يكونوا أشاعرة، ولا عرفوا طريقة الأشعرية ولا مذاهبهم ولا أنكروا الصفات والعلو، ولا قالوا يرى لا في جهة، ولا أثبتوا وجود الله بالطرق الكلامية كما تصنعون ولا ولا ولا ... إلخ المسائل التي أحدثتموها بعدهم.
 
لاحظت من مجمل الردود الهدوء والتزام أدب الحوار من الأقلام التي تكتب من خارج بلاد الجزيرة العربية
وفي المقابل التشنج والإقصاء والرمي بأبشع العبارات من الأقلام التي تكتب من هنا في بلاد الجزيرة
دعوة لتأمل هذه الظاهرة ودراستها
دعوة لهؤلاء بأن يعيدوا النظر في مسلكهم هذا فليس الحق حكرا عليهم دون من سواهم
وليس من الحق والعدل والإنصاف إقصاء الاخرين
أصلح الله حالنا وجمعنا على الحق
 
إن لله وإنا إليه راجعون
بدأت الحركات المتكررة في المواقع الأخرى هنا حين تولد المعرفات الجديدة أثناء النقاشات وتبدأ حركة الفزعات.
وهذه دعوة مني للمشرفين لمراقبة بعض المعرفات التي قد تعود لشخص واحد.
فهي لا تثري النقاش، ولا تعود له بالفائدة، وإنما يلبس أصحابها مسوح الضان بمعرف، وجلود السباع بمعرف آخر.

كما أدعو المشايخ المشرفين لتأمل :

هذه الصيغة في الحمد، والبداية بها، والتي لا توجد بهذه الصيغة عند كاتب آخر غير هذين المعرفين
من بين 56,888 مشاركة لـ 5,371 عضو في هذا الموقع !

وجربوا بأنفسكم منخلال محرك البحث بوضع الجملة: "الحمد لله تعالى" مع العلامات.
والمعرفان هما : أبو عبيدة الهاني ونزار حمادي.

الحمد لله تعالى
.
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=62746&postcount=56
وهنا أيضا:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=59094&postcount=1

مع هذه لهذا المعرف :
الحمد لله تعالى
.
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=57251&postcount=7
وما بعدها في مشاركاته في الموضوع وغيره.

مع ملاحظة التوافق بين الأسلوبين، وجملة من المفردات والتراكيب المستخدمة، وتوافق الأفكار، وطريقة الحوار .
وملاحظة إثارة هذين المعرفين للفتن والنزاعات، والخروج بالموقع عن هدفه وسياسيته مع سبق التحذير لها، وتعهد الأول بالكف عن الحديث في العقائد.


وهنا يقف القلم وقفة مع هذه المعرفات لا رجعة بعدها مع رجاء أن تتخذ الإدارة موقفا حازما يقطع دابر الفتنة ومثيريها.

والحمد لله رب العالمين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
لقد تشرفت اليوم لأول مرة بمشاهدة برنامج بينات بتقديم الشيخ عبد الرحمن الشهري (الذي أراه لأول مرة) وضيفه الشيخ مساعد الطيار، وهو برنامج فعلا نافع ومتميز وغير مسبوق..
أشكر أخي الكريم الأستاذ نزار حمادي على حسن ظنه وتشجيعه وأسأل الله أن يوفقنا دوماً لخدمة كتابه على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى ، ويسعدني تلقي أي مقترحات للنهوض بهذا البرنامج .

لكن وقع الكلام في هذه الحلقة على بعض المسائل العقدية في تفسير ما ورد في حديث صحيح البخاري تحديدا في كتاب التوحيد باب قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة، والذي جاء فيه: (فيكشف عن ساقه)، وقد حمله الشيخ مساعد على مقتضى مذهبه في الصفات فعد الساق صفة لله تعالى، بل وجزم بذلك جزما، وهذا ما لفت انتباهي وأحببت التعليق عليه.

فكون الشيخ مساعد يعتقد أنها صفة لله تعالى على مقتضى مذهبه، شيء خاص به لأنه مسؤول على معتقداته أمام الله سبحانه وتعالى، أما أن يجزم جزما بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل إطلاقا مطلقا، بحيث هو ناص نصا على أن "الساق" صفة لله تعالى، خلافا لما ورد في آية سورة القلم وتسليمه أنها تحتمل التأويل باعتبار أنها ليست من آيات الصفات، مع أن التفريق بين الآية والحديث محض تحكم، أقول: فجزمه بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل مطلقا كما صرح بذلك فيه نظر، والحقيقة أن أدنى اطلاع على كتب شراح البخاري مثلا تبين أن حكم الشيخ مساعد بأن الحديث لا يحتمل التأويل حكم مخالف للواقع...

نعم صدقت هذه المسألة قد أثيرت في الحلقة الأخيرة تعليقاً على سؤال أحد المشاهدين عن قوله تعالى في سورة الذاريات (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون) ورأيتُ أنا أن قوله تعالى :(يوم يكشف عن ساقً) في سورة القلم نظيرة لها في كونهما ليستا من آيات الصفات . فطرحت السؤال للنقاش مع الدكتور مساعد الطيار من هذا الجانب .
وبالنسبة لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ففي رأيي ورأي الدكتور مساعد الطيار أنه لا يحتمل التأويل مطلقاً ، وأن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث :(فيكشف ربنا عن ساقه ...) واضحة لكل من يعرف العربية على وجهها . ولستُ أرى إشكالاً في فهمها على هذا الوجه لا في حق الله سبحانه وتعالى ، ولا في حق العبد المؤمن ولا في أسلوب العربية الفصحى .

وأنا على قناعة يا أخي الكريم نزار أنك تكتب ما تكتب عن قناعة ، وكذلك من يخالفك ، ولسنا في شك من هذه الأمور العقديَّة ولله الحمد ، ولسنا على جهلٍ بلغتنا وكتابِ ربِّنا وكلام علماءنا من الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان إلى اليوم لهذه الدرجة التي تتوقعها وتظهر من طريقة كلامك بالرغم من قوة الأدلة التي ذكرتها لكم الأخت التي تكتب باسم العقيدة وكلام الزميل عبدالرحمن السديس .
وسامحني فلن أجاملك في هذه المسائل مع تقديري الشديد لشخصك الكريم حفظكم الله ورعاكم . ولكن ما دمت قد طرحت المسألة فتقبل رأينا حفظك الله بصدر من يبحث عن الحق .
وتالله إن مقصودنا هو الحق فقط ، ولو ثبت لنا بطريق صحيح أن الله لا يليق به أن نثبت له ساقاً أو يداً أو غيرها من الصفات التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له رسوله لنفيناها عنه ، وماذا يضرنا في ذلك ؟
ولكن هي مسألة علمية بحتة ثبتت بطريق علمي صحيح فقلنا بها لا أقل ولا أكثر .
وكثرة ترداد أن الإمام النووي أو ابن حجر أو الخطابي من قبلهما رحمهم الله جميعاً يستحيل عليهم الخطأ في هذه المسائل فهذا كلام لا أرى حاجة لترداده ما داموا قد خولفوا بمن هو أكثر وأقدم وأعلم وأرسخ في العلم وكلهم لهم مكانتهم الكبيرة عندنا لكن بقدر واعتدال وعدم غلو فيهم .
وقد كنتُ أكره الدخول في هذه الحوارات لأسباب :
1- عدم تعلقها بموقعنا بشكل دقيق وإن كانت العلاقة قائمة لتعلقها بآيات القرآن الكريم غير أن هناك مواقع مختصة تعرفها جيداً أخي الكريم نزار .
2- أنَّ الوصول لقناعة من خلال مثل هذه الحوارات فيه صعوبة لكثرة جذورها كما ذكر الزميل العزيز محمد الأمين وفقه الله .

ختاماً أؤكد على التلطف في حوار بعضنا مع بعض ، في هذا الموضوع وفي غيره. نسأل الله أن يوفقنا للرفق في أمورنا كلها .
 
الإعتراض على مناقشة مسائل العقيدة التي نختلف فيها بحجة أنها لن تنتهي وهي مستمرة منذ مئات السنين وستبقى هكذا، حجة باطلة
فإن نفس الكلام ينطبق على الفرق الأخرى، فهل نترك النقاش مع الرافضة وغيرهم لأجل ذلك؟

وإن لم ينتفع صاحب الموضوع ويقتنع، فإن هناك أشخاص آخرين يستفيدون من النقاش ولكن لا يردون.

وما فعلناه ونفعله هو فقط القيام بواجب الرد على الشبهات والتي قد تؤثر في العوام وبعض المبتدئين من طلبة العلم، ولو لم يبدأ الأخ نزار هذا الموضوع فلا أظن بأن أي منا كان سيبدأه. والله أعلم


3 - مهما اختلفنا فلا نختلف في أن التقليد في العقائد لا يجوز خصوصا مثل هذا الباب ، وعليه فيجب على كل منا أن ينقذ نفسه بالبحث في الموضوع دون تقليد حتى يطمئن إلى الصواب ، لا يعتمد فيه على الآخرين مهما كانوا معظمين في النفوس

هذا منهج خاطئ وقد رد عليه الإمام أبو العباس القرطبي صاحب المفهم ونقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري.
المنهج الصحيح هو واجب تقليد عامة السلف الصالح في العقيدة، فهم أعلم بنصوص الكتاب والسنة وعقيدة الإسلام.
والعقل آلة الفهم وليس أصلا نستدل به على العقيدة أو نرد به الأحاديث والآثار الصحيحة الثابتة سواءا كانت متواترة أم أحادا، والنصوص الصحيحة لا تناقض العقل الصحيح السليم الذي لم يتأثر بالفلسفة وعلم الكلام، فإن أغلب من قالوا برد أحاديث الآحاد أو تأويل النصوص عموما بحجة استحالة ظاهرها عقلا، هم ممن درسوا علم الكلام وخاضوا فيه، وقد نهى السلف الصالح عن الخوض في علم الكلام وحرموه.
أما غيرهم من العلماء المتقدمين والمتأخرين لم يستحيلوا اثباتها على ظاهرها عقلا مع نفي التمثيل.

وأعجب من الذين لا يرون التقليد في العقيدة يقلدون علماء أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين، وكذلك ينقلون كلاما منسوب للأئمة الأربعة رحمهم الله يستدلون به على صحة عقيدتهم وهم يقولون "لا تقليد في العقيدة".

هدانا الله وإياهم للحق.


حياك الله تعالى أخي الكريم محمد الأمين

وبارك الله تعالى فيك على هذا النقل الممتاز للإمام القدوة ابن دقيق العيد. ولا أحسب أحدا من إخواننا "أهل الحديث" ينكرون فضله وعلمه وصلاحه واتباعه لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فهو كلام محقق صادر عن محقق عالم بأقوال السلف وفاهم لمقاصدهم.

ألم يكن الأئمة: ابن خزيمة والإمام ابن بطة العكبري والإمام الدارمي والإمام الآجري وابن زمنين ابن عبد البر وغيرهم كثيرا ممن جاءوا قبل ابن دقيق العيد -رحمهم الله جميعا- ، عالمين بأقوال السلف وفاهمين لمقاصدهم؟
وقد سألتك عن ذلك من قبل ولم تهتم له وتستمر في ذكر علماء أغلبهم جاءوا بعد 600 هـ ، وهذا يثبت حقيقة أنكم تعتقدون (مذهب الخلف أعلم وأحكم)


ولا أرى جدوى من الإستمرا في نقاش هذا الموضوع الذي أرى أنه أصبح جدالا مذموما خاصة مع التكرار لنفس الكلام خاصة من قبل صاحب الموضوع هدانا الله وإياه، وتجاهله لبعض الأسئلة التي طرحت عليه، فأصبح النقاش مضيعة للوقت.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى

الشيخ الفاضل عبد الرحمن، شرفتنا بمرورك الكريم. وثق أني أكن لك من الود والاحترام والتقدير ما لا تتصوره. لكن كما قلت هذه المسائل لا مجاملة فيها.. من الطرفين.

أختي الكريمة، هلا نظرتي في كلام الإمام الطبري كما نصحتك؟ فعلك تقتنعين بأن المسألة أدق مما تعتبرين، أو تسقطين الطبري من قاموس السلف عندك.

وقولك بأن العقل آلة للفهم لا للاستدلال عجيب غريب. أي متناقض. وفي الحقيقة لو سألتك ما المقصود بالعقل؟ وما المقصود بالدليل العقلي؟ ولمِ أمر الله تعالى بإعمال العقول لدرك الحقائق العقدية بقدر الطاقة البشرية؟ ولِم ذم من لم يتعقل ولم يتفكر في مصنوعاته وآياته؟ ولو تواضعتي للإجابة لاستفدنا كثيرا.

وملاحظة أخرى أختي العزيزة: ما ذكرتي من الأسماء ـ سوى ابن عبد البر الذي كان يؤول الضحك ـ هم رجال ليسوا بمعصومين، ولهم فهمهم الخاص للأدلة الشرعية يخالف فهم غيرهم من العلماء الذين لا يقلون عنهم عددا وعلما واتباعا للسلف الصالح حالا ومقالا، فجَعلُك مجرد كلامهم حجة خطأ منهجي فادح.

إخواني وأخواتي الكرام، أحبكم في الله وإن خالفتموني ـ لأن نواياكم فعلا صادقة ـ ، لكن أقول لكم: نعلم بالضرورة أن السواد الأعظم من علماء الإسلام ـ باستثناء الشيعة فلا عبرة بهم ـ يخالفون منهجكم في الاستدلال على العقائد وفي فهم آيات الصفات الخبرية. وهذا واقع لا مفر منه. فمثلا السواد الأعظم من علماء الغرب الإسلامي منذ قرون طويلة وبلا استثناء، وعلماء الأندلس والمصريين، وعلماء الحجاز، وسائر علماء ما وراء النهر، وسائر أتباع أئمة الفقه أبي حنيفة ومالك والشافعي وجماعة من أعيان أصاحب أحمد رضي الله عنهم أجمعين يخالفونكم في فهم آيات وأحاديث الصفات المتشابهة، التي يعتبرونها تحتمل معاني عديدة منها الصحيح عقلا وشرعا ولغة ومنها الباطل كذلك، ولا يقولون بأنها محمولة على ظاهرها وأنها نصوص قاطعة في ذلك المفهوم الظاهر. وكلامي مثبت بالأدلة الحسية التي لا تنكر أصلا. كيف ومصنفاتهم من اللغة والحديث والتفسير والفقه وغير ذلك قد وصلت إلينا وشهدت بصحة ما أقول؟.

فهل يعقل يا أحبابي أن يتواطئ ذلك الجمع الغفير والسواد الأعظم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي فات حد التواتر بمراحل وفي العديد من القرون على إنكار دلالة واضحة صريحة لدليل شرعي من آية أو حديث على صفة معينة ويتعسفون في تأويلها أو تحريف معناها كما تدعون، سواء عن قصد أو غير قصد؟؟؟؟؟؟ فإذا كان ذلك واقعا فتلك الطامة الكبرى والقاصمة العظمى التي لو سلمنا بها وتمسك بها أعداء الدين من الملاحدة والعلمانيين وفهموا أبعادها لوظفوها لأهدافهم الخبيثة التي من أسسها تقويض الثقة في علماء المسلمين. تأملوا تأملوا هدانا الله أجمعين للحق المبين.

إخواني الأعزاء والفضلاء. انسوا مسألة أن الأشعرية أو الماتريدية أو القرطبي وابن حجر أو النووي أو غيرهم من الفضلاء قد خالفوا الدلالات الواضحة الصريحة التي لا تحتمل إلا معنى واحد، وأن الشارع ما قصد إلا ذلك المعنى الظاهر الواحد الذي لا يجوز الحمل على غيره. انسوا هذه الدعوى فإنها تهدم الثقة في علماء الأمة هدما ليس بعده بناء. والله من وراء القصد، وبعد ذلك جمع الشمل فهو أنبل قصد.
 
مقدمة " طبقات أهل السنة السنية ، المجانبين للكلابية الأشعرية " .


إنّ الحمد لله ؛ نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فهو المهتد ، و من يضلل ؛ فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمّدًا عبده و رسوله .

أما بعد ؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله ، و أحسن الهدْي هديُ محمد صلى الله عليه و سلم ، و شرّ الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار .

لقد امتنّ الله تعالى على هذه الأمة المرحومة ؛ فأكمل لها دينها ، و أتمَّ عليها نعمته ، و رضي لها الإسلام دينا ، و بعث فيها خير رسله محمّداً صلى الله عليه و سلم ؛ فبلغ الرسالة ، و أدّى الأمانة ، و تركها على المحجة البيضاء ، ليلُها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك .

و قد مضى على سُنَّتِه الغرّاء ، و محجّته البيضاء ، صحابتُه الكرام – رضي الله عنهم - ، و تابعوهم بإحسان ؛ من أهل الحديث و السُّنَّة و الأثر ، يُوصي بذلك أولُهم آخرهم ، و يقْتفي لاحقهم أثر سابقِهم ، إلى أن نَجَم قَرْنُ البدعة ، و نبغ رؤوس أهل الأهواء و الفتن ؛ فقام أهل السُّنَّة يصيحون بهم من أقطار الأرض ؛ يُحَذّرون ، و يُنْذِرون ، و يَعْذُرون إلى ربِّهم ؛ نصيحة للأُمّة ، و براءةً للذِّمًّة .

و بذلك ردُّوا البدع إلى جُحُورها ؛ فلا تُطِلُّ برأسها إلاّ استُؤْصِلَتْ بسيْف السُّنَّة ، و صارم الحُجَّة ؛ فعاشَتْ الأُمّة قرونا مباركةً : السُّنَّةُ فيها ظاهرة ، و الأهواءُ فيها داحرة ، و البدعُ فيها بائرة داثرة ، إلى أنْ تَسَلَّلَ المبتدعة إلى مناصبَ عاليةٍ ؛ من وزارةٍ ، و قضاءٍ ، و إفتاءٍ ، و تظاهر بعضهم بموافقة السُّنَّة ، و مُنَاصَرَةِ أهلها ، و انبرى بعضُهم للرد على الزنادقة ، و الروافض ، و الباطنية ، و المعتزلة و نحوهم=فاغترَّ بعض أهل السُّنَّة ببعضهم ؛ فزكَّوْهُم ، و أثْنَوا عليهم ، فاندسُّوا بين أهل السُّنَّة ، ينشرون بدعهم بشبهات مُزخْرَفةٍ مُلفَّقةٍ ، و تمويهات منمَّقة مُزوَّقة !
‍‍‌
و حسبُك مثالاً على ذلك : أنْ تتذكَّر أنَّ أهل المغرب عاشوا رَدحا من الزَّمن على السُّنَّة و الأثر ، لا يخوضون في الكلام و الفلسفة(١) ، إلى أن وقع ما سيأتيك نبؤُه المروِّع المُفْزِع !

ذكر أبو الوليد الباجي في اختصار فرق الفقهاء عن أبي ذر الهروي(٢) ؛ قال : كان سبب أخذي عن القاضي أبي بكر(٣) ، و معرفتي بقدره : أنّي كنتُ مرَّةً ماشياً ببغداد ، مع أبي الحسن الدارقطني(٤) ، إذ لَقِيتُ شاباً ، فأقبل الشيخ عليه ، و عظَّمه ، و دعا له ، فقلت للشيخ من هذا الذي تصنع به هذا ؟! فقال لي : هذا أبو بكر بن الطيب ؛ نصر السنة ؛ و قمع المعتزلة – و أثنى عليه ...
قال أبو ذرّ : فاختلفتُ إليه ، و أخذْتُ عنه مِن يَوْمِئِذٍ .










-----------------------

(١) أنظر سير أعلام النبلاء ١٧/٥٥٧.
(٢) راجع : ترتيب المدارك ٧/ ٤٦ ، و تبيين كذب المفتري ص ٢٥٥- ٢٥٦ ، و سير أعلام النبلاء
١٧/٥٥٧ .
(٣) هو : محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري .
(٤) قال – كما في سؤالات السلمي (٤٨٠) : " ما في الدنيا شيء أبغض إليَّ من الكلام ".
فالظاهر أنه أثنى عليه ؛ لأنه لم يخبُر أمره ، و لم يَسْبِر غَوْرَهُ .
 
و أخذ عنه جماعةٌ لا تُعَدُّ ، و درسوا عليه أصول الفقه ، و الكلام ، و تخرج به جمع لا يُحصَوْن ...

و ممّا ضاعف في انتشار مذهب الأشعريِّ : انتصابُ أبي ذر الهرويِّ للتحديث و التدريس بالمسجد الحرام ؛ فأخذ عنه خلقٌ من الحُجَّاج و الطلبة ؛ من المغاربة و غيرهم

= و لذلك وقف الأئمّة موقفا شديداً من المبتدعة ، لا رجعة فيه و لا تردّد ؛ صيانة لرأس مال الأمّة ( عقيدتِها و منهجِها ) ، و حمايةً لعقولها ، و حراسةً لإيمانها ، أن يَجْتاله و يَغْتاله أهل الأهواء و الشبهات=و صمَّموا – لذلك – من التحذير من الباقلاني و أمثاله .

و ممّن أبلى في هذا الشأن بلاءً حسنا ، و جاهد في ذلك و ما وَنَا ، الإمام الأثري ، أبو حامدٍ أحمدُ بن أبي طاهر الإسفرايينيُّ ( ٣٤٤- ٤٠٦) .

قال الإمامُ السُّنِّيُّ الأثريُّ ، أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكَرَجي في كتابه النافع الماتع النَّفيس " الفصول في الأصول ، عن الأئمّة الفحول ؛ إلزاماً لذوي البدع و الفضول " : " سمعتُ الإمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول : سمعت الإمام أبا بكر عبد الله ابنَ أحمد يقول : سمعتُ الشيخ أبا حامد الإسفرايينيَّ يقول : مذهبي ، و مذهب الشافعي ، و فقهاء الأمصار : أن [ القرآن ] كلام الله ، غير مخلوق ، و من قال : مخلوق ؛ فهو كافر ... عليه لعائن الله ، و الملائكةِ ، و الناس أجمعين " .

قال أبو الحسن الكرجي : " و كان الشيخ أبو حامد شديدَ الإنكار على الباقلاني ، و أصحاب الكلام .

[ قال ] : و لم يزل الأئمّة الشافعية يأنفون و يستنكفون أن يُنْسَبُوا إلى الأشعري ، و يتبرَّؤون مِمَّا بنى الأشعريُّ مذهبه عليه ، و يَنْهَوْن أصحابهم و أحبابهم عن الحَوْم حَوَالَيْه – على ما سمعتُ عِدَّةً من المشايخ و الأئمّة ؛ منهم : الحافظ المؤْتمن ابن أحمد بن علي الساجي ، يقولون : سمعنا جماعةً من المشايخ الثقات ؛ قالوا : كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايينيُّ إمامُ الأئمَّة ، الذي طبق الأرض علماً و أصحاباً ، إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة الكَرْخ، إلى جامع المنصور ، يدخل الرباط المعروف بالروزي ، المحاذي للجامع ، و يُقْبِل على مَن حضر ، و يقول : اشهدوا عليَّ بأنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، كما قاله أحمد بن حنبل ، لا كما يقوله الباقلاني – و تكرَّر ذلك منه في جُمُعات ، فقيل له في ذلك ، فقال : حتى ينتشر في الناس ، و في أهل الصلاح ، و يشيع الخبر في البلاد : أنّي بريءٌ ممّا هُمْ عليه – يعني الأشعرية – و بريءٌ من مذهب أبي بكر الباقلاني ، فإن جماعة من المتفقّهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خُفْيةً ، فيقرؤون عليه ؛ فيُفْتَنُون بمذهبه = فإذا رجعوا إلى بلادهم : أظهروا بدعتهم ، لا محالة ؛ فيظنّ ظانُّ أنّهم منّي تعلَّموه ، و أنا قُلْتُه ، و أنا بريءٌ من مذهب الباقلاني و عقيدتِه " .

قال أبو الحسن : " و سمعتُ شيخي الإمام أبا منصور الفقيه الأصبهاني يقول : سمعتُ شيخنا الإمام أبا بكر الراذقاني يقول : كنت في درس الشيخ أبي حامد الإسفراييني ، و كان ينهى أصحابه عن الكلام ، و عن الدخول على الباقلاني ، فبلغه أن نَفَراً مِن أصحابه يدخلون عليه خُفْيةً ؛ لقراءة الكلام ؛ فظنَّ أنّي معهم و منهم – و ذكر قصة في آخرها - : إن الشيخ أبا حامد قال لي : يا بنيّ ! بلغني أنك تدخل على هذا الرجل – يعني : الباقلاني - ؛ فإيّاك و إيّاه=فإنّه مبتدع ، يدعو الناس إلى الضلالة ، و إلاّ ؛ فلا تحضر مجلسي . فقلتُ : أنا عائذٌ بالله ممّا قيل ، و تائب إليه ، و اشهدوا عليّ أنّي لا أدخل عليه "' .

قال الكرجي : و سمعت الفقيه [ الإمام ] أبا منصور سعد بن علي العجلي يقول : سمعت عِدّةً من المشايخ و الأئمّة ببغداد – أظنُّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازيَّ أحدَهم - ؛ قالوا : كان أبو بكر الباقلاني يخرج إلى الحمَّام متبرقعا ، خوفا من الشيخ أبي حامد الإسفراييني .

قال الكرجي : و أخبرني جماعة من الثقات كتابة – منهم القاضي أبو منصور اليعقوبي – عن الإمام عبد الله()بن محمد بن علي قال : سمعت [ عبد الرحمن بن محمد بن الحسين ](١)يقول : وجدت أبا حامد الإسفرائيني ، و أبا الطيب(٢) الصعلوكي ، و أبا بكر القفال المروزي(٣) ، و أبا منصور الحاكم(٤) ، على الإنكار على الكلام و أهلها ...

قال الكرجي : " و معروف شدّة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام ؛ حتّى ميَّز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ... و به اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابَيْه » اللُّمَع « و » التبصرة « ، حتّى لو وافق قولُ الأشعريِّ وجهاً لأصحابنا ، ميَّزه ، و قال : هو قول بعض أصحابنا ، و به قالت الأشعرية – و لم يَعُدَّهم من أصحاب الشافعي – استنكفوا منهم ، و من مذهبهم في أصول الفقه ، فضلا عن أصول الدين " .




-------------------------- ---


) ) هو أبو إسماعيل الهروي صاحب » ذم الكلام و أهله « .

(١) كذا في جميع نسخ» التسعينية « ، و » ذم الكلام « ٤/ ٤٠٦ ، و » جمع الجيوش و الدساكر « =
=ق ٤٨/ أ ، و » كشف الغطا « ق ١٢/ پ ، و وقع في » درء التعارض « ٢/ ٩٠ : » سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين « فظنّ شيخ الإسلام ابن تيمية أنّه السلمي ، و اغتر بذلك الأستاذ محمد العجلان ؛ فخالف جميع النسخ التي اعتمدها ، و أثبت ما في » الدرء « و زعم أنّه الصواب ! = فوقع في تحريف الصواب ، و تصويب التحريف ... أنظر : » التسعينية « ٣/ ٨٨٢ بتعليقه . و اعلم أن أبا عبد الرحمن السلمي النيسابوري توفي سنة ٤١٢ و لعبد الله بن محمد الهروي ١٦سنة ، و قد جرت عادة الهروي على رواية أخبار السلمي بواسطة أصحاب السلمي ؛ كطيب بن أحمد ، و غيره ؛ فتنبه و تأن .
(٢) ستأتي ترجمته برقم : (١٦) .
(٣) ترجمته في البداية و النهاية ١٢/ ٢٣- ٢٤ .
(٤) ستأتي ترجمته برقم : ( ١٩و ٨١ ) .
 
و ممّن استفرغ جهده في الانتصار للسنة و أهلها : الحافظ الإمام أبو نصر السجزي ( ت ٤٤٤ ) ، و قد صنف في النقض على تمويهات المبدعة كتابه الجليل » الإبانة « في الرد على الزائغين في مسألة القرآن . قال الذهبي(٥): و هو كتاب طويل ، دال على إمامة الرجل ، و بصره بالرجال . و قال – أيضا(٦)- : و هو مجلد كبير ، دال على علم الرجل بفنّ الأثر . و قال ابن عبد الهادي(٧): و هو كتاب جليل ، يدل على إمامته و تبحُّره . ثم نقل(٨) قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ذكر فيه من الفوائد و الآثار و الانتصار للسنة و أهلها ، أموراً عظيمة المنفعة ...

و الكتاب في عداد المفقود(٩)، لكن الله قد منَّ علينا بكتاب له آخر ، قد يُعَدُّ زبدةً له ، و خلاصة تدل على ما وراءها من دُرر غالية ، و فوائد نفيسة ... و ذلك هو كتابه النافع الماتع إلى أهل زَبيد ، في الرد على من أنكر الحرف و الصوت ، و قد ضمَّنه علوماً جمَّة ، و فوائد تُشَدُّ إليها الرِّحال ، و يحسن - ههنا – تشنيف الأسماع ببعضها .


------------------------------------------


(٥) في تذكرة الحفاظ .
(٦) سير أعلام النبلاء .
(٧) مختصر طبقات علماء الحديث ٣/ ٣١٣
(٨) مختصر الطبقات ٣/ ٣١٤ .
(٩) و في ديباجة الأستاذ محمد باكريم على رسالة السجزي إلى أهل زبيد ص ٣٩- ٤٠ إحالة على مواضع فيها نقول عن هذا الكتاب النفيس ؛ فارجع إليها ؛ تَستفدْ ، و من المواضع التي لم يُحِل عليها : مجموع الفتاوى ٥/١٩٠ ...
 
قال ص ١٩٥ : و قد صنّف غير واحد من المتكلمين – من المعتزلة و الكرَّامية – في فضائح الأشعرية و الكلاَّبيَّة ، كما صنَّف هؤلاء في فضائح الآخرين - أيضا - ، و لكلِّ مخالف للسنة و طريقةِ أهل الأثر ما يُفْتَضَح به عند التأمل ، و أهل ُ الأثر لا فضيحة عليهم عند مُحَصِّل ؛ لأنهم يُحدثوا شيئا ، و إنما تبعوا الأثر ، و من ادَّعى في الأثر فضيحة – بعد الحكم بصحته – لم يكن مسلما.

ثم سرد ص ١٩٥- ٢٠٢ بعض فضائح الأشعرية ، و ممّا ذكره ص ٢٠٠- ٢٠١ من فضائحهم : أن المخالف من أصحاب الحديث و أهل الأثر ، لا يبلغ عقل كثير منهم معرفة العقليات ، و لا يفهمونها ؛ فإن كل واحد منهم ينبغي أن يُخاطَب على قدر عقله !! = و في ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم ، و إظهاره لآخرين(١٠)، و هذا شبيه بالزندقة ، و بهذا الفعل منهم : دخل كثير من العوامِّ و المبتدئين في مذهبهم ؛ لأنهم يُظهِرون لهم الموافقة في الأول ، و يكذِّبون بما يُنسَب إليهم ؛ حتى يصطادوه = فإذا وقع جرُّوه قليلا ، قليلا ؛ حتى ينسلخ من السنة ! و كان أبو بكر ابن الباقلاني من أكرهم استعمالا لهذه الطريقة ، و قد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث ،و استدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر ، و أكثر الثناء على أحمد بن حنبل – رحمة الله عليه – و أشار في رسائله إلى أنه كان يعرف الكلام ، و أنه لا خلاف بين أحمد و الأشعري ، و هذا من رِقَّة الدين ، و قلة الحياء .

ثم عقد فصلا نفيسا ص ٢٠٥- ٢٢٨ ، قال فيه ص ٢٠٦- ٢٠٧ : » أئمة الحق ، هم : المتبعون لكتاب ربّهم سبحانه ، المقتفون سنَّة نبيهم  ، المتمسكون بآثار سلفهم ، الذين أُمِرُوا بالاقتداء بهم ، و علومُهم التي صاروا بمعرفتها و جمعها و التقدّم فيها ، أئمَّةً لغيرهم : القرآن ، ومعرفة قراءاته ... و أحكامه ثم الحديث ، و تبيين صحيحه من سقيمه ... و ما تلقَّتْه الأمّة منه بالقبول ... و ما يجب اعتقاد ما فيه ، و معرفةُ عِلَلِه ، و أحوالِ رُوَاته .

ثم الفقه ... و هو مُستنْبَط من الكتاب و الحديث ، و طلبه فرض ، و إحكام أصوله التي شرحها متقدِّمو العلماء ، دون ما أحدثه المتكلّمون فيها ، و مزجوه ببِدَعهم ، و رضي به بعض المتأخرين !! ... = فإذا تقدَّم واحد في هذه العلوم ، و كان أخذُه إياها مِمَّن عُلِم تقدُّمُه فيها ، و كونُه مُتَّبِعا ( للسَّلف ) ، مُجانباً للبدع = حُكِم بإمامته ، و استحقَّ أن يُؤخَذ عنه ، و يُرجَع إليه ، و يُعتَمد عليه « . ثم ذكر ص ٢٠٨ - ٢١٥ كوكَبةً من أئمَّة السُّنَّة على عهد التابعين ؛ كالفقهاء السبعة بالمدينة ، و طاووس ، و عطاء ، و عبيد بن عمير ، و مجاهد بمكّة ، و الحسن ، و ابن سيرين ، و الشعبي ... بالعراق ، و رجاء بن حيوة ، و حسّان بن عطيَّة بالشام ... ثم ذكر أتباعهم – على الأمصار – إلى طبقة أتباع التابعين ، ... إلى أن ختم بذكر الإمام أحمد ، ثم قال ص ٢١٦ » و اليوم ؛ فمن عرف عنه لُزوم المنهاج ، و ظهر تقدُّمه في العلوم التي ذكرناها = فهو إمام مقتدًى به ، و من زاغ عن الطريقة ، و فاوض أهل البدع و الكلام ، و جانَبَ الحديث و أهله ؛ استحقَّ الهجران و الترك ، و إن كان متقدِّماً في تلك العلوم «.

ثم ذكر ص٢٢٠-٢٢٢ جملةً من شيوخ المعتزلة ، ثم قال ص ٢٢٢-٢٢٣ :
» ثم بُلِي أهل السنة بعد هؤلاء بِقوم يدَّعون أنَّهم من أهل الاتّباع ، و ضررُهم أكثر من ضرر ( المعتزلة ) و غيرهم ، و هم : أبو محمد بن كُلاَّب ، و أبوالعباس القلانسي ، و أبو الحسن الأشعري ... و في وقتنا أبو بكر الباقلاني ببغداد ، و أبو إسحاق الإسفرائيني ، و أبو بكر بن فورك بخراسان = فهؤلاء يَرُدُّون على ( المعتزلة ) بعض أقاويلهم ، و يردّون على أهل الأثر ، أكثر ممّا رَدُّوه على المعتزلة« . ثم قال ص ٢٢٤ : » و كلهم أئمَّة ضلالة ، يَدْعون الناس إلى مخالفة السنة ، و تركِ الحديث ، و إذا خاطبهم من له هيبة و حِشْمة من أهل الاتباع ؛ قالوا : الاعتقاد ما تقولونه ، و إنَّما نتعلّم الكلام لمناظرة الخصوم ، و الذي يقولونه ( كذب ) ، و إنما يستَتِرُون بهذا ؛ لِئَلاَّ يُشنَّع عليهم أهلُ الحديث ثم قد دخل في مذاهبهم خلق كثير ( مِمَّن ) يتظاهر بالفقه و الحديث ، فمنهم مَن أظهر ذلك ، و عُرِف به ، و منهم المنكر أنه منهم في الظاهر ، و قد يعضُدُهم في الباطن ، و يرضى لنفسه بالكذب و النفاق « !!



------------------------------------------


(١٠ ) و تذكَّر قول البيجوري في شرح الجوهرة (!) : يمتنع أن يقال إن القرآن مُحْدَث ، إلاَّ في مقام التعليم !!
 
و هذا فصل نفيس استللته من كتاب " جمع الجيوش و الدساكر ، على ابن عساكر " ليوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي .
[ ٨١/ب ]
( فصل ) : و نحن نذكر جماعة ممّن ورد عنهم مجانبة الأشـاعرة ، و مجانبة الأشعري و أصحـابه ، من زمنه ، و إلى اليوم ، على طريق الاختصار ، لا على بـاب التطويل فـي التراجم ـ كما فعل(١)ـ و الاتّساع ، و لو فعلتُ ذلك ؛ لوضعتُ مجلداتٍ عديدةً في هذا الباب .

منهم :
١ـ أبو محمد الحسن بن علي البربهاري(٢)، الفقيه القدوة ، شيخ العراق قالا و حالا ، و كـان له صيت عظيم ، و حرمة تـامّة ، أخذ عن المرّوذي(٣)، و صحب سهل بن عبد الله التستري(٤)، و صنّف التصانيف(٥).

جاء إليه الأشعري ، فجعل يقول لـه : رددت على الجُبَّائيّ(٦)، و المعتزلة ، و فعلتُ ، و قلتُ ، فقال له : لا أعرف ممّا تقول قليلا و لا كثيرا ، و إنما نعرف ما قاله أحمد بن حنبل(٧).


--------------------------------------------- -
١ ـ يعني : ابن عساكر ، في الفصل الذي ترجم فيه لجماعة ، ذكر أنهم أشاعرة ، في كتابه » تبيين كذب المفتري « .
٢ ـ أخباره في طبقات الحنابلة ٢/١٨ ـ ٤٥ ، و السير ١٥/٩٠ ـ٩٣ ، و المقصد الأرشد ١/٣٢٨ ـ ٣٣٠ .
٣ ـ ترجمته في السير ١٣/١٧٣ ـ ١٧٥ .
٤ ـ أخباره في السير ١٣/٣٣٠ ـ ٣٣٣ .
٥ ـ أشهرها : " شرح السنة " ، و هو مطبوع متداول ، و قد لخّصه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ١/١٨ ـ ٤٣ .
٦ ـ هو : الضال المبتدع ، محمد بن عبد الوهاب المعتزلي
 
و كـان المخالفون يغلظون(٨) قلب الدولة عليه ، فـقُبِض على جماعة من
أصحابـه ، و استتر هو في سنة إحدى و عشرين(١)، ثم تغيّرت الدولة ، و زادت حرمة البربهاري ، ثم سَعَت المبتدعة به ، فـنُودي بأمر الراضي(٢) فـي بغداد : لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري ، فاختفى إلى أن مات في رجب سنة إحدى(٣) و عشرين و ثلاثمئة ، رحمة الله عليه .

و كان إماما مُقدَّما في سائر العلوم ، مُعظّما ، مجانبا للأشعري ، لا يرى شيئا من كلامه ، و لا يقبل له قولا .

-------------------------

٢ ـ و منهم : أبـو زيـد(٤)، قد ذكره هو(٥) من أصحابه / و ذكـر
ترجمته ، و يَـرُدّ قــولـه فـيـه ، مـا : أخـبـرنــا جــمـاعـة مــن شيـوخـنا ، أنـا ابـن الـزعـبـوب(٦) ، أنـا الـحـجـّار(٧)،
أنا ابن اللتي(١)، أنا السجزي(٢)، أنا الأنصاري(٣) : سمعتُ غير واحد من مشايخنا ـ منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٤) ـ ، قـال سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم(٥) يقول : سمعت أبا زيد = قـال شيخ الإسلام : و كتب به إليَّ أحمد بن الفضل البخاري : سمعت أبـا زيد الـفقيه المروزي يقـول : أتيتُ الأشعري بالبصرة ، فأخذت عنه شيئا من الكلام ، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عَمِيتُ ، فـقصصتُها على المعبّر ، فـقال : إنك تأخذ علما تضلّ بـه ؛ فـأمسكتُ عن الأشعري ، فـرآني بعدُ يوما في الطريق فقال لي : يا أبا زيد ، أما تأنَف ترجع إلى خراسان ، عاما بـالفروع ، جاهلا بالأصول ؟! فـقصصتُ عليه الرؤيا ، فقال : اكتُمْها عليَّ ههنا .


------------------------------------------------


٧ ـ روى القصة الأهوازيُّ ـ و مـن طريقه ـ ابن أبي يعلى في الطبقات ٢/١٨ ، و في سندها ضعف و جهالة ، و قد طعن فيها ابن عساكر في تبيينه . و انظر التسعينية ٣/١٠٢٧ ، ١٠٣٠ .
٨ ـ كذا في الأصل ، و العبر ، و السير ١٥/٩١ ، و في طبقات الحنابلة ٢/٤٤ : » يغيظون « .




--------------------------------------------

١ ـ يعني : و ثلاثمئة .
٢ ـ أخباره في السير ١٥/١٠٣ .
٣ ـ كذا في الأصل ، و الصواب أنه ( ت ٣٢٩ ) ، كما في مصادر ترجمته ، و كأن المصنف وقع في الغلط بسبب انتقال بصره ، و زوغان نظره ، في ترجمته ن فقد تقدّم أنه استتر سنة ٣٢١ ... و لم ينبّه الأخ فوزي ص ١٩٦ ـ ١٩٧ على هذا الخطأ .
٤ ـ ترجمته في تاريخ مدينةالسلام ١/٣١٤ ، و السير ١٦/٣١٣ ـ ٣١٥ .
٥ ـ يعني : ابن عساكر ، راجع التبيين .
٦ ـ مترجم فـي الـدرر الكامنة ١/١٩٣ رقم : ( ١٦٦٩ ) ، و لـه ذكر فـي الجوهر المنضد ص ١٢٦ ، ١٨٣ .
٧ ـ قال الذهبي في معجم شيوخه ( ١١٥ ) : و كان أمّـيّا ، لا يكتب ، و لا يقرأ إلا اليسير من القرآن ...
و قد روى عنه ابن كثير في تفسيره ، الحديثَ المسلسل بقراءة سورة الصف ، ثم قال ٤/٤٢١ ـ ٤٢٢ : » تسلسل لنا قراءتها إلى ... الحجّار ، و لم يقرأها ؛ لأنه كان أمّـيّا ، و ضاق الوقت عن تلقينها إياه « !
و تأمّل ، و تذكّر وصف ( نعيم العرقسوسي ) إياه بـ ( الحافظ ) ! فـي مقدمته على توضيح المشتبه ١/٦٩ ! =
= و تحسَّر معي على ابتذال هذا اللقب الرفيع ، و إطلاقه على من لا يستحقّه ، و الله المستعان.
١ ـ سيأتي برقم : ( ) .
٢ ـ سيأتي ( ) .
٣ ـ ستأتي ترجمته برقم : ( ) .
و روايـته فـي كتابه » ذم الكلام و أهـله « ٤/٣٩٢ ـ ٣٩٣ ـ و مـن طريقه رواها ـ أيضا ـ المصنف في » كشف الغطا « ( ق ٧/ب ـ ٨/أ ) ، و في » جمع الجيوش « ( ق ٤٧/أ ـ ب ).
٤ ـ سيأتي برقم : ( ٢٧ ) .
٥ ـ ستأتي ترجمته برقم ( ١٩ و ٨١ ) .
 
ـ و منهم : زاهر(٦) بن أحمد ، كان إماما مُقدَّما ، قـال شيخ الإسلام الأنصاري(٧) : " كان للمسلمين إماما " ، رُوِي(٨) عنه ثلب الأشعري .

٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بـن أحمد البغدادي الجريري ، كان من المقدَّمين المبرّزين في العلم ، روي(١) عنه مجانبة أصحاب الكلام .

٥ ـ و منهم : أبو علي الرفاء(٢)، كـان من أئمة الحديث ، روي(٣) عنه مجانبتهم و لعنهم ! /





[ ٨٢/ب ] ٦ ـ و منهم : أبو حامد الـشاركي(٤)، كان إماما محدّثا ، متّبعا للسنة ،
و كان شديداً عليهم(٥).

٧ ـ و منهم : أبو يعقوب(٦) بن زُوران ، الـفقيه الفارسي المجاور ، مفتي الحرم بمكة ، كان إماما عالما ، مجانبا لهم(٧).

٨ ـ و منهم : الإمام أبـو مـحمد عـبد الله(٨) بـن عدي الصابوني ، كان إمـامـا جـلـيـلا ، لـمّـا حُـمِـل إلـى بُـخـارا ، أحْـضِـر
أبو بكر القفّال(١)، ليكلّمه ، فقال لا أكلمه ؛ إنه متكلم(٢).

٩ ـ و منهم : يحيى(٣) بن عمار ، كان إماما مُقدَّما ، مجانبا لهم ، قال شيخ الإسلام الأنصاري(٤): رأيـتُه مـا لا أُحصي مـن مرّة ، على منبره ، يكفّرهم ، و يلعنهم ، و يشهد على الأشعري بالزندقة !!



-----------------------------------------------------------------
٦ ـ أخباره في السير ١٦/٤٧٦ ـ ٤٧٨ ، و سيتكررّ ذكره برقم : ( ٧٢ ) !
٧ ـ
٨ ـ يراجع كشف الغطا ( ق ٨/ب ـ ق ٩/أ ـ ب ) .




١ ـ روى الهروي في ذم الكلام ٤/٣٩٥ عنه أنه قال : » الجلوس للمناظرة ، غلقُ باب الفائدة « ،
و قد نقل الذهبي نحوه عن البربهاري في السير ١٥/٩١ .
٢ ـ ترجمته في تاريخ مدينة السلام ٨/١٧٢ ، و السير ١٦/١٦ .
٣ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٣٩٥ ـ ٣٩٦ ، ٤٠١ ـ ٤٠٢ ، و كشف الغطا ( ق ٩/ب ) .
٤ ـ أخباره في السير ١٦/٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، و سيتكرّر ذكره برقم : ( ٤٨ ) !
٥ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٣٩٦ ، و كشف الغطا ( ق ٩/ب و ق ١٠/ب ) .
٦ ـ و اسـمه : ( إسـحاق ) ، و تـرجمته في الإكمال ٤/١٩٣ لابن ماكولا ، و العقد الثمين ٣/٢٩٣، و توضيح المشتبه ٤/٣١٥ ـ ٣١٦ .
و لم يقف الأخ فوزي ص ٦٧ ، ١٩٨ على ترجمته .
٧ ـ راجع : ذم الـكلام ٤/٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، و جمع الجيوش ( ق ٤٧/ب ) ، و كـشف الغطا ( ق ١٠/ب ) .
٨ ـ ترجمته في تاريخ الإسلام ( وفيات ٣٦٣ ) ص ٣٠٧ ، و الوافي بالوفيات ١٧/٣١٨ ، =
= و قد ذكره سبطُ أخيه أبو عثمان الصابوني في » عقيدة السلف ، و أصحاب الحديث « ص ٣١٥ من أئمة السّـنّة ، المتمسّكين بها ، و الناصرين لها ، و كناه ( أبا عبد الرحمن ) .
و لم يقف الأستاذ ناصر الجديع ، و لا الأخ فوزي ، على من ترجم له .
( تنبيه ) : وقع في ترجمته من تاريخ الإسلام أنه أخذ عن يحيى بن عمار ! و أنه روى عنه ( ! ) ابن خزيمة و طبقتهم ( كذا ) !
و أراه تصحيفا من القائم على نشر الكتاب ! و إلا فالذهبي أرفع و أجل من أن يقع في هذا ( القلب ) المكشوف ، و عكس ما هنالك هو الصواب .
( فائدة ) : صنّف هذا الإمام الأثري كتابا في الرد على معاصره ابن حبّان الـبُسْتي ، فيما تأول من صفات الباري ـ عز و جل ـ .
١ ـ هو : الشاشي ، لا المروزي ، و أخباره في السير ١٦/٢٨٣ ، أمّا أبو بكر القفال المروزي ؛ فمنابذ للكلام ، كما تقدم ص ٥ و سيأتي برقم : ( ١٨ ) .
٢ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٠١ ، و جمع الجيوش ( ق ٤٧/ب ) ، و كشف الغطا ( ق ١٢/أ ) .
٣ ـ أخباره في السير ١٧/٤٨١ ـ ٤٨٣ .
٤ ـ في ذم الكلام ٤/٤١١ ، و راجع : ٤/٤١٤ ( رقم : ١٣٢١ و ١٣٢٣ ) و ٤/٤٢٢ منه.
 
ـ و منهم : أبو إسحاق القراب(٥)، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٦)، ينهى الناس عنهم .



١١ ـ و مـنـهم : أبـو الـعـبـاس أحـمـد بـن مـحـمـد
النهاوندي(١)، كان إماما جليلا .


ذكر أبو بكر الحداد(٢)عِظم شأنه ، و أنـه كـان منكرا على أهل الكلام ، و تكفير الأشعرية(٣) !
و هجر أبا الفوارس على حرف واحد(٤).
قال الدينوري(٥): لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي . /

[ ٨٣/أ ] ١٢ ـ و منهم : أبو علي الحدّاد ، كان إماما مُعظّما ، تابعا للسنة ، مجانبا
لهم(٦).

١٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله الـدينوري(٧)،كـان إمـامـا مُعظّما ، مجانبا لهم(٨).

١٤ ـ و منهم: الإمام أحمد بن حمزة(٩)، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(١٠).



١٥ ـ و منهم : أبو ( سعيد )(١) الزاهد الهروي ، كان إماما محدّثا نبيلا ، معظما للسنة ، يلعنهم !
قال أبو الحسن(٢) المـاليني : قيل له : إن أبا الحسن الديناري ناضل عنك ، فقال : و إيَّـاه فلعن الله ؛ لأنه كلَّابيّ(٣) !

١٦ ـ و منهم : أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي(٤)، خلافا لمَا ذكره عنه(٥)، و قد قدَّمنا عنه طرفا من ذلك(٦).
( و )(٧) ذكر عنه عدّة من أهل العلم أنه كان مجانبا لهم(٨). /

١٧ ـ و منهم أبو حامد الإسفراييني(٩)، ذكر عنه جماعة أنه كان مجانبا [ ٨٣/ب ]

لهم ، خلافاً لمَا ذكره(١).

١٨ ـ و منهم : أبو بكر القفال(٢)، ذكر بعضهم(٣) ذمَّه للكلام و أهله .

١٩ ـ و منهم : أبو منصور الحاكم(٤)، ذكر الأنصاري(٥) و غيرُه مجانبته لهم ، و ذمَّه .



--------------------------------------------------------------------

٦ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٠٢ .


١ ـ ترجمته في تاريخ الإسلام ( وفيات ٣٩٤ ) ص ٢٩٩ .
٢ ـ هو الآتي برقم : ( ١٢ ) .
٣ ـ يعني : كان على تكفيرهم !
٤ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٠٤ ، و جمع الجيوش ( ق ٤٧/ب ) ، و كشف الغطا ( ق ١٢/أ ) .
و أبو الفوارس ، هو : القرماسيني .
٥ ـ سيأتي برقم : ( ١٣ ) .
٦ ـ روى ذمَّهم ، راجـع : ذم الكلام ٤/٤٠٤ ، و جمع الجيوش ( ق ٤٧/ب ) ، و كشف الغطا ( ق ١٢/أ ) .
٧ ـ ترجمته في طبقات الصوفية ( ص ٣٨١ ـ ط . مصطفى بن عبد القادر ) .
٨ ـ راجع ما تقدَّم برقم : ( ١١ ) .
٩ ـ ترجمته في تاريخ الإسلام ( وفيات ٤٤١ ) ص ٣٨ .
١٠ ـ راجع ذم الكلام ٤/٤١٧ .


١ ـ كذا في الأصل ، و الصواب أنه ( أبو سعد ) ، و ورد كذلك في ذم الكلام ٤/٤٠٥ ، و جمع الجيوش ( ق ٤٨/أ ) ، و كشف الغطا ( ق ١٢/أ ) .
٢ ـ كـذا في الأصل ، و كذلك في ثلاث نسخ من ذم الكلام ، لكن في مطبوعته ٤/٤٠٥ و جمع الجيوش ( ق ٤٨/أ ) و كشف الغطا ( ق ١٢/أ ) : ( أبو الحسين ) .
٣ ـ و قـد روى الهروي ـ أيضا ـ في ذم الكلام ٤/٤١٤ ـ و مـن طـريقه المصنف في جمع الجيوش ( ق ٤٨/ب ) و كشف الغطا ( ق ١٥/أ ) ـ عن طاهر بن محمد الماليني ـ أو غيره ـ أنه شهد أبا سعد الزاهد استتاب الديناري ، قال : فما رأيت كذلك اليوم في الذل .
٤ ـ أخباره في السير ١٧/٢٠٧ ـ ٢٠٩ ، و هـو غير أبي الطيب الصعلوكي الأكبر ، المترجم في السير ١٥/٣٩١ ، فتنبّه .
٥ ـ يعني : ابن عساكر .
٦ ـ في جمع الجيوش ( ق ٤٨/أ ) .
٧ ـ غير واضح في الأصل .
٨ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٠٦ ، ٤٠٧ ، و كشف الغطا ( ق ١٢/ب ـ ١٣/أ ) .
٩ ـ أخباره في السير ١٧/١٩٣ ـ ١٩٦ ، و تقدم ص ٣ ـ ٥ ذكر طرف من شدّته على المتكلمين .


١ ـ يعني : ابن عساكر ! و لم يذكره في التبيين ، خلافا لِمَا توهّمه و أوهمه المصنّف ، و كأنه التبس عليه ، و اشتبه أبو حامد الأثري السلفي ، بأبي إسحاق الإسفراييني الأشعري .
٢ ـ أخباره في السير ١٧/٤٠٥ .
٣ ـ ذم الكلام ٤/٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، و كأن المصنّف أشار بقوله : ( ذكر بعضهم ) إلى عدم تيقّنه ذلك ، و كأنه لِمَا تقدّم ( ٨ ) أن ابن عدي الصابوني أبى أن يكلم أبا بكر القفال ؛ لأنه متكلم ، لكن المتكلم هو الشاشي ، أما السّـنّي المنكر على المتكلمين ؛ فإنه مروزي . و قد اتفق أبوا بكر القفّالان في الكنية و الصنعة و التمذهب للشافعي ، و افترقا في الاعتقاد .
٤ ـ تـرجمته في السير ١٧/٢٧٤ ، و سيتكرَّر برقم : ( ٨١ ) ! و قد ذكر الأخ فوزي ص ٧٠ ، ٧١ ، ٢٠٠ أن لم يقف على ترجمته ؛ لأنه اغترَّ بالمصنف الذي فرّقه = فلما ذكره بكنيته ، لم يعرفه الأخ فوزي ، لكن لمّا سمّاه ( ٨١ ) ترجمه ص ٢١٢ ، مع أنه ليس بين الموضعين إلا ( ١٢ ) صفحة .
 
قال ابن دبّاس(٦): ذُكر بين يديه شيء من الكلام ، فأدخل أصبعيه في أذنيه .

٢٠ ـ و منهم : أبو عمر البسطامي(٧)، كان ذامّا لهم ، مشنّعا عليهم(٨).

٢١ ـ و منهم : أبو المظفر الترمذي حبال بن أحمد ، إمـام أهل ترمذ ، كان مجانبا لهم ، يشهد عليهم بالزندقة(١).

٢٢ ـ و منهم : أبو القاسم العالمي ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(٢).

٢٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله(٣)، محمد بن الحسين السلمي ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم(٤).

٢٤ ـ و منهم : هيصم بن محمد بن إبراهيم بن هيصم ، كـان إمـامـا محدّثا ، مجانبا لهم . /

٢٥ ـ و منهم : أبو نصر ابن الصابوني ، كان إماما جليلا ، كبير القدر ، [ ٨٤/أ ]
و ذكر عنه جماعة مجانبته لهم .
قال عبد الله بن أبي نصر : ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه ؛ للمذهب(٥).

٢٦ ـ و منهم : الحـسـن بـن أبـي أسـامة المكي(٦)، و كـان(٧)
يلعن أبا ذر(١)، يقول : هو أول من حمل الكلام إلى الحرم ، و بثّه في المغاربة .

٢٧ ـ و منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٢)، كان مجانبا لهم .

٢٨ ـ و منهم : زيـد بن محمد الأصبهاني ، كـان إماما مُعظَّما ، مجانبا لهم(٣).

٢٩ ـ و منهم : أحمد بن نصر الماليني ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٤).

٣٠ ـ و منهم : الجنيد بن محمد الخطيب ، كان إمـاما ، و كان يشهد على الأشعري بالزندقة(١) !

٣١ ـ و منهم : أبو سعيد الطالقاني ، كان إماما ، مجانبا لهم ، يلعنهم(٢)!

٣٢ ـ و منهم أبو نصر الزراد ، كان يذمّهم و يجانبهم(٣). /

٣٣ ـ و منهم : أحمد بن الحسن الخاموشي(٤)، الفقيه الرازي ، كان إماماً [ ٨٤/ب ]
محدّثاً ، مجانبا لهم ، يلعنهم ، و يُطري الحنابلة(٥).


-----------------------------------------


٥ ـ في ذم الكلام و أهله ٤/٤٠٧ ، ٤٠٩ ، و راجع : كشف الغطا ( ق ١٢/ب ، ١٤/أ ) .
٦ ـ هـو : محمد بن عبد الرحمن ، كما في ذم الكلام ٤/٤٠٩ ، و جمع الجيوش ( ق ٤٨/ب ) ، و كشف الغطا ( ق ١٤/أ ) .
٧ ـ أخباره في السير ١٧/٣٢٠ .
٨ ـ راجـع : ذم الكلام ٤/٤٠٧ ، ٤٠٨ ، و جـمع الـجيوش ( ق ٤٨/أ ) ، و كشف الغطا ( ق ١٠/ب ) .


١ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٠٨ ، و كشف الغطا ( ق ١٣/أ ) .
٢ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٠٩ ، و كشف الغطا ( ق ١٣/أ ) .
٣ ـ كـذا في الأصل ، و الصواب أن كنيته ( أبو عبد الرحمن ) ، و قـد ذكر المصنف كنيته على الصواب عندما أعاد ذكره برقم : ( ٨٨ ) ! و سيأتي هنالك الكلام على ما يتعلق به .
٤ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤١٠ ، و كشف الغطا ( ق ١٤/أ ـ ب ) .
٥ ـ ذم الكلام ٤/٤٢١ ، كشف الغطا ( ق ١٦/ب ) ، و راجع : ( ق ١٤/أ ـ ب ) منه .
٦ ـ تصحف في درء التعارض ٢/١٠١ إلـى » الحسين بن أبي أمامة المالكي « ، و اغترَّ به المدعو ( إبراهيم التهامي ) في كتابه جهود علماء المغرب ... ص ٣٢٧ .
٧ ـ كـذا قال ، و إنما نقل الحسن ذلك عن أبيه ؛ فـقد قال الهروي في ذم الكلام ٤/٤١٢ :
سمعت الحسن بن أبي أسامة المكي يقول : سمعت أبي يقول : لعن الله ...
= و قد انبنى على هذا : أن عكس المصنف الأمر ، فذكر الحسن ، و أغفل ذكر والده أبي أسامة ، مع أنه أولى بالذكر من ابنه الحسن ، كما لا يخفى على نبيه انجلى عنه الوسن ، و لم يتنبّه لهذا كله ، الأخ فوزي ص ٢٠١ .
و قـد روى المصنف القصة ـ على الجادَّة ـ من طريق الهروي ، في كشف الغطا ( ق ١٤/ب ) ، و جمع الجيوش ( ق ٤٨/ب ) .
و رواهـا ابن عساكر ـ أيضا ـ فـي تاريخ دمشق ٣٧/٣٩٤ ، لكنه اختصرها اختصارا مُخِلا ، و اقتصر على قوله : » أبو ذر أول من أدخل مذهب الأشعري الحرمَ « !! فصار خبرا مجرّدا ، قد يوهم الغافل أن أبا أسامة ذكر ذلك من مآثره و مفاخره ، لا من فواقره و عواقره !!
ثم إنه وقع في نحو ما وقع فيه المصنف ؛ فإنه ذكره عن ابن أبي أسامة ، لا عن أبي أسامة ، رلجع : تاريخ مدينة دمشق ( ٣٧/٣٩٤ - ط - أو ١٠/٦٣٣ - خ - ) .


١ ـ هو عبد بن أحمد الهروي ، أخباره في السير ١٧/٥٥٤ ـ ٥٦١ .
٢ ـ ترجمته في الجواهر المضية ٣/٥٠٦ ، و في ٣/٥٠٧ ترجمة سميّ له ـ هو : منصور بن إسماعيل القاضي ـ ، و كان ـ أيضا ـ سُـنِّـيّـاً ، حسن الطريقة ، متعصّبا للسنة .
٣ ـ روى حَصْبَ الأصبهانيّين من دنا من حلقة أبي نعيم ! راجع : ذم الكلام ٤/٤١٧ .
٤ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤١٨ .
١ ـ كذا في ذم الكلام ٤/٤١٩ !
٢ ـ ذم الكلام ٤/٤١٩ .
٣ ـ ذم الكلام ٤/٤١٩ ـ ٤٢٠ .
٤ ـ أخباره في السير ١٧/٦٢٤ .
٥ ـ ذم الكلام ٤/٤٢٠ .
 
٣٤ ـ و منهم : أبو العباس القصّاب الآملي ، كان إماما ، يذمّهم(٦).

٣٥ ـ و منهم : أبو عبد الله محمد بن منده(٧) الحـافظ ، كان إماما كبيرا حافظا ، مجانبا لهم ، رادّاً عليهم(٨).

٣٦ ـ و منهم : أبـو سعيد بـن أبي سهل ، الفقيه الحنبلي ، كان إماما كبيرا .
قـال أبـو بكر المقرئ(١): كـان يلعنهم كل يوم ، بعد صلاة الغداة ، في المحراب ، في الجَمْع ، و هم يُؤمّنون(٢)!

٣٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحمراني ، كان إماما في النحو ، و اللغة ، و العربية ، و غير ذلك !
كان ذامّا لهم ، مشنعا عليهم(٣).

٣٨ ـ و منهم : أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة(٤)، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .

٣٩ ـ و منهم : أبو الحسن الشعراني ، إسماعيل بن محمد بن الفضل ، كان إماما كبيراً محدّثا ، مجانبا لهم . /

[ ٨٥/أ ] ٤٠ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد بن ( سليمان )(٥) بن الحسن ، الـفقيه
الحافظ ، شيخ العراق ، و صاحب التصانيف و » الـسنن «(١)، و كانت لـه حلقتان ، حلقة الفتوى ، و حلقة الإمـلاء ، و كـان رأسا في الفقه ، رأسا في الحديث ، يصوم الدهر(٢)، و يُفطر على رغيف ، و يترك منه لقمة ، فإذا كان ليلة الجمعة ، أكل تلك اللُّقَم ، و تصدّق بالرغيف .
كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم .

٤١ ـ و منهم : أبو علي بن جامع القاضي ، مِنْ فضلاء أهل البصرة(٣)، و هو إمام كبير ، له مدح كبير ، كان مجانبا له(٤)، ( ذمّا )(٥) له .

٤٢ ـ و منهم : أبـو الفضل ابن النعال ، كان إماما محدّثا ، كان مجانبا لهم ، ذامّا لهم(٦).
٤٣ ـ و منهم أبو الحسن محمد بـن أحمد الأهوازي العدل ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .

٤٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بن محمد العسكري الأهوازي ، و كان من المخلصين ، كان ذامّا لهم ، مجانبا .

٤٥ ـ و منهم : أبو عَمْرو(٢) بن مطر النيسابوري ، شيخ السنة ، كـان قانعا متعفّفا ، مجانبا لهم ، رحمه الله . /

[ ٨٥/ب ] ٤٦ ـ و منهم : العميد(٣) الوزير أبو الفضل الكاتب ، كـان مجانبا لهم ،
و هو الذي أمر بلعنهم على المنابر ، مع جملة أهل البدع .

٤٧ ـ و منها أبو بكر الآجري البغدادي ، المحدّث ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم(٤).


٤٨ ـ و منهم : أبو حامد أحمد(١) بن محمد بن شارك ، الفقيه الشافعي ، مفتي هراة ، كان مجانبا لهم .

٤٩ ـ و منهم : أبو علي النجاد ، الحسن(٢) بن عبد الله البغدادي ، تلميذ أبي محمد البربهاري ، صنّف فـي الأصول و الـفروع ، و كان مجانبا لهم ، رادّاً عليهم ، كشيخه .


-------------------------------------------------------------------


٦ ـ ذم الكلام ٤/٤٢١ ، ٤٢٢ ، كشف الغطا ( ق ١٦/ب ) .
٧ ـ صنّف مصنفات جليلة فـي نصرة السنة ، و قمع أهل الأهواء ، وصـل إلينا مـنها : كتاب التوحيد ، و كتاب الإيمان ، و كتاب الرد على الجهمية ، و كلها مشهورة متداولة .
٨ ـ راجع : ذم الكلام ٤/٤٢٤ ، ٤٢٥ .


١ ـ هو : عبد الرحمن بن منصور ، كما في ذم الكلام .
٢ ـ ذم الكلام ٤/٤٢٥ ، و كشف الغطا ( ق ١٧/أ ) .
٣ ـ راجع جمع الجيوش و الدساكر ( ق ٥٨/أ ـ ب ) .
٤ ـ أخباره فـي تاريخ مدينة السلام ٤/٣٤٧ . و قد كان يجدر بالمصنف أن يذكر إمام الأئمّة ابن خزيمة ، و أن يستفتح به هذا الفصل ؛ فقد كان شديدا على الكلابيّة ، الذين هم أصل الأشعرية ، و لما نبغ من تلاميذه في عصر الأشعري من تـأثر بشبهات الكلابيّة ؛ كأبـي علي الثقفي ، و أبـي بكر الصبغي = قام عليهم ، و هجرهم ، و وقعت له معهم وقائع و أمور عظيمة .
راجع : درء تعارض العقل و النقل ٢/٧٧ ـ ٨٢ .
٥ ـ كذا قيّده المصنّف ، و هو غلط شائع ذائع منتشر ، اغترّ بـه الأخ فوزي ص ٢٠٤ في الأصل و الحاشية ، و الصواب أنّ اسم والـده ( سلمان ) ، بـالتكبير ، لا بـالتصغير ـ و هـو المعروف بـ ( النّـجّاد ) ( ٢٥٣ ـ ٣٤٨ ) ، و من تصانيفه : " الـرد على من قال : القرآن مخلوق " =
= و قد نُشر أكثر من مرّة ، بالكويت ، ثم بمصر ، و لـه أيضا كتاب » العرش « ، روى الذهبي في " معجم شيوخه " ( ١٧٦ ) أثرا موقوفا من طريق النجاد في كتابه هذا .
١ ـ هذا من باب ذكر الخاص بعد العام ، قال الخطيب في تاريخ مدينة السلام ٤/١٩٠ : صنّف في السنن كتابا كبيرا ...
٢ ـ هذه عبادة يُخضع لها ، و لكنها من مثل إمام من أئمة الأثر مفضولة ؛ فقد صح نهيه ـ عليه الصلاة و السلام ـ عن صوم الدهر ... و متابعة السنة واجبة ... و لا قدوة في خطأ العالم ، نعم ؛ و لا يُوبّخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة . [ أفاده الذهبي في السير ٩/١٤٣ ـ ١٤٤ في ترجمة وكيع ، و قد تصرَّفت في كلامه و اختصرته ، ويراجع ـ أيضا ـ ما قاله في ترجمة عبد الله بن عمرو في السير ٣/٨٤ ـ ٨٦ ] .
٣ ـ قاله الأهوازي ـ كما في كشف الغطا ( ق ٩/أ ) .
٤ ـ يعني : للأشعري ، و قـد رُوي أنه صحبه عشرين سنة ، ثم تركه ، و حَرق جميع ما كتبه عنه ـ كما في كشف الغطا ( ق ٨/ب ـ ٩/أ ) ـ لكن في صحة ذلك نظر ؛ إذ هو من رواية الأهوازي الواهي .
٥ ـ كذا في الأصل ، و صوابه ( ذامّا ) .
٦ ـ و من طريقه روى الأهوازي قصة ابن جامع ، راجع : كشف الغطا ( ق ٨/ب ) .


٢ ـ ترجمته في السير ١٦/١٦٢ ـ ١٦٣ .
٣ ـ جزم الأخ فوزي ص ٢٠٥ أنه ابن العميد ، الوزير الشهير ، مع أن ابن العميد كان متفلسفا ، لا يدري ما الشرع ، و كان متّهما بمذهب الأوائل ، و العياذ بالله ، يراجع : السير ١٦/١٣٧ ، و لا يُستبعد أنّه كان عدوا للأشاعرة ؛ فالعداء بين الأشاعرة و المعتزلة كان على أشدّه ، أما أن يأمر هذا الضال بلعن جملة أهل البدع ؛ فبِدْعٌ من القول ، قريب من المحال ، و كان على الأخ فوزي ـ و هو يرى أنه المراد ـ أن يتنبّه ، و ينبّه على هذا .
٤ ـ أخباره في السير ١٦/١٣٣ ـ ١٣٥ ، و هـو صاحب الكتاب الـنافع الـماتع الـجامع " الشريعة " الذي نصر فيه السنة ، و قمع به أهل الأهواء .


١ ـ هو المتقدّم برقم : ( ٥ ) ! و قد ترجمه الأخ فوزي في الموضعين ص ١٩٨ ، ٢٠٥ ، و لم يُنبّه على تكرُّره .
٢ ـ كـذا ظهر فـي الأصل ، و الصواب أنه ( الحسين ) ، بالتصغير ، و أخباره في طبقات الحنابلة ٢/١٤٠ ـ ١٤٢ .
 
٥٠ ـ و منهم : أبـو حامد الـمروروذي ، أحمد(٣) بن عامر الشافعي ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم .

٥١ ـ و منهم : أبـو إسحاق الـمزكي ، إبراهيم(٤) بن محمد بن يحيى النيسابوري ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .

٥٢ ـ و منهم : أبـو بكر عبد العزيز(٥) بـن جعفر ، صاحب الخلال ، و شيخ الحنابلة و عالمهم المشهور ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .

٥٣ ـ و منهم : أبـو بكر ابن السُّـنِّـيّ ، الإمـام الكبير(١) صاحب » عمل اليوم و الليلة « ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم . /

[ ٨٦/أ ] ٥٤ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد(٢) بـن جعفر القطيعي ، مسند العراق ،
صاحب عبد الله ابن الإمام أحمد ، و راوي » المسند « عنه ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم .

٥٥ ـ و منهم : أبـو أحمد الجلودي(٣)، راوي » مسلم « ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم .

٥٦ ـ و منهم : أبـو القاسم الآبنودي(٤) الحافظ ، كـان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .

٥٧ ـ و منهم : أبـو إسحاق إبراهيم(٥) بن أحمد ، المعروف بـ ( ابن شاقلا ) ، البغدادي ، كان لـه حلقة فُتْيا و إِشْغال(٦)، و هو تلميذ أبـي بكـر عبد العزيز بن جعفر ، توفي كهلا ، و كان مجانبا لهم ، كشيخه .

٥٨ ـ و منهم : أبـو الشيخ(٧) الحافظ ، أبـو محمد بن حيّان ، الإمـام
الكبير ، كان مجانبا لهم .

٥٩ ـ و منهم : أبو إسحاق إبراهيم(١) بن أحمد المستملي ، الإمام الثقة ، كان مجانبا لهم .

٦٠ ـ و منهم : أبو أحمد الغطريفي(٢)، الإمـام الكبير المحدّث ، كـان مجانبا لهم .

٦١ ـ و منهم : أبو أحمد الحاكم(٣)، الإمام الحافظ ، ذكر شيخ الإسلام الأنصاري و غيرُه مجانبتَه لهم . /

٦٢ ـ و منهم : أبو عمر بن حيويه(٤) الخراز ، الإمـام الكبير المحدّث ، [ ٨٦/ب ]
صاحب الرواية الكثيرة ، كان مجانبا لهم .

٦٣ ـ و منهم : أبـو بكر بن شاذان(٥)، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٦٤ ـ و منهم : الإمام أبو الحسن الدارقطني(١)، كان مجانبا لهم ، و لـه كلام في ذمهم .

٦٥ ـ و منهم : أبـو حفص(٢) عمر بن أحمد بن شاهين ، أحـد أوعية العلم ، كان مجانبا لهم ، و رأيتُ في مصنفاته ذمَّهم .

٦٦ ـ و منهم : أبـو حامد النعيمي(٣)، أحمد بن عبد الله بن نعيم ، نزيل هراة ، كان مجانبا لهم .

٦٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله ، عبيد الله(٤) بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري ، الإمام الفقيه ، العبد الصالح ، و كان مستجاب الدعوة ، كان
مجانبا لهم .

٦٨ ـ و منهم : أبـو الحسين(١) بن سمعون ، الواعظ الحنبلي ، صاحب الأحوال و المقامات ، و وهم ابن عساكر(٢) في ذكره إيّاه من أصحابه .


-----------------------------------------------------------------------------------------
٣ ـ هـو : أحـمد بن بشر بن عامر ، نسـبه المصنّف إلـى جدّه ، ترجمه الذهبي في " السير " ١٦/١٦٦ ـ ١٦٧ ، ثمّ كرّر ترجمته ١٧/١٨٤ .
٤ ـ أخباره في السير ١٦/١٦٣ ـ ١٦٥ .
٥ ـ أخباره في طبقات الحنابلة ٢/١١٩ ـ ١٢٧ ، و السير ١٦/١٤٣ ، و لـه كتاب " مختصر السُّـنَّـة " .


١ ـ أخباره في السير 16/552 .
٢ ـ أخباره في طبقات الحنابلة ٢/٦ ـ ٧ ، و السير ١٦/٢١٠ ـ ٢١٣ .
٣ ـ ترجمته في السير ١٦/٣٠١ ـ ٣٠٣ .
٤ ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام ٩/٤٠٧ ، و السير ١٦/٢٦١ ـ ٢٦٣ .
٥ ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام ٦/١٧ ، و طبقات الحنابلة ٢/١٢٨ .
٦ ـ أثبت الأخ فوزي ص ٢٠٧ : ( و أشغال ) ، و الصواب ما أثبـتُّـه .
٧ ـ صنّف كتاب " السّـنّة الواضحة " في الانتصار لاعتقاد السلف ، و روى في كتابه " العظمة " آثارا كثيرة تتعلق بصفات الباري ـ عز و جل ـ ، و قد أبعد و جازف من زعم أن كتاب " العظمة " كتاب صوفـيّ ! كـفؤاد سزكين ، و تبعه أكرم العمري فـي مـوارد الخطيب ص ١٩٠ ، و هو يشي أن قائل ذلك لم يقرأ الكتاب ، أو أنه لا يدري ما الصوفيّة ، و قد يجتمعان !!
١ ـ ترجمته في السير ١٦/٤٩٢ .
٢ ـ أخباره في السير ١٦/٣٥٤ ـ ٣٥٥ .
٣ ـ ترجمته في السير ١٦/٣٧٠ ـ ٣٧٦ ، و قد انتصر للسنة في كتابه النافع " شعار أصحاب الحديث " و هو مشهور متداول .
٤ ـ أخباره في السير ١٦/٤٠٩ ـ ٤١٠ .
٥ ـ ترجمته في السير ١٦/٤٢٩ ـ ٤٣٠ ، و هو غير أبي بكر بن شاذان الصوفي ـ و اسمه :
مـحمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي ، و قـد أكثر عنه السلمي الصوفي ، و روى عنه أخباراً واهية ، و حكايات منكرة ، و قد خلط بينهما الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الشبل في تعليقه على ذم الكلام و أهله ( ٦/٨/١٠٣٠ ) ، حيث ترجم للبغدادي ، بدل الصوفي ، و سبب ذلك اشتراكهما في الكنية و الطبقة و النسبة إلى ( شاذان ) .
١ ـ أخباره في السير ١٦/٤٤٩ ـ ٤٦١ ، و قد صنّف كتاب " الصفات " ، و " النزول " ، و " الرؤية " ، و كلها منشورة مشهورة .
أما ما ذُكر من مدحه لابن الباقلاني ؛ ففلتة بادرة ، و الظاهر أن ابن الباقلاني لم يكن آنذاك قد طار صيته بَعدُ ، و كأنه تزيّن للدارقطني بنقضه على الملاحدة و الونادقة ؛ فأحسن به الظن ، و لو سبر غوره ، و خَبَر أمره ؛ لكان له معه ـ إن شاء الله ـ موقف شديد ، و تحذير منه أكيد .
٢ ـ أخبـاره فـي السير ١٦/٤٣١ ـ ٤٣٤ ، و قد صنّف الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة ، و معرفة شـرائع الدين ، و التمسك بالسنن ، وصلنا منه الجزآن ١٨ و ١٩ ، و قد نُشِر أكثر من مرَّة .
٣ ـ ترجمته في السير ١٦/٤٨٨ .
٤ ـ أخباره في السير ١٦/٤٣١ ـ ٤٣٤ ، و قد ألف كتابه الجليل الحفيل " الإبانة " ، و مصنَّفه النافع " الشرح و الإبانة " ، و هما منشوران مشهوران .
١ ـ ترجمته في السير ١٦/٥٠٥ ـ ٥١١ .
 
منقول من مشاركة لأخينا الشيخ العاصمي .
من أراد بقية الموضوع فليرجع له ففيه سرد أسماء كثيرة جدا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36474

ويغني عن هذا كله كلمة واحدة:

هذا المذهب الذي يدعيه هذا الكاتب، ويحاول أن يصور أنه مخالف لما عليه الأمة قديما وحديثا = مذهب حادث مبتدع لم يكن عليه سلف الأمة، فكل القرون التي قبل مؤسسه كانت خلافه وأمما لا يحصيهم إلا خالقهم من جميع المذاهب كانوا خلافه، ـ بل حتى بعض من انتسب إليه من المتأخرين خالفوه فزادوا في النفي والتأويل على ما أثبته ـ وكفى .

يقال هذا، لبيان أن الأمر ليس كما يدعيه حسب، مع أنه لا يعرف الحق بهذا المسلك، ولا يلجأ له إلا المقلدة ومن لا يحسن أن يدفع عن مذهبه فيلجأ للاستكثار ـ كما استكثر من المعرفات ـ ليوهم الصغار.
 
بارك الله فيك شيخنا الكريم عبدالرحمن السديس , و هذا كتاب الإمام العلامة الحافظ جمال الدين يوسف بن حسن بن عبدالهادي رحمه الله - ت 909 هـ - الذي أسماه : " جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر " و قد ذكر فيه جماعة ممن ورد عنهم مجانبة الأشاعرة يربون على 400 إمام و عالم - و لم يستوعب - و ختم هذه الطبقات بقوله :

( و والله ثم و الله ثم والله لما تركنا اكثر ممن ذكرنا , و لو ذهبنا نستقصي كل من جانبهم – اي : جانب الاشاعرة - من يومهم الى الان لزادوا على عشرة الالاف نفس ) اهـ

للتحميل :


http://www.kabah.info/uploaders/Books/Jam3Dsaker.rar
 
وقال ابن القيم رحمه الله : قال المثبتون جوابنا لكم بعين الجواب الذي تجيبون به خصومكم من الجهمية والمعتزلة نفاة الصفات فإنهم قالوا لكم لو قام به سبحانه صفة وجودية كالسمع والبصر والعلم والقدرة والحياة لكان محلا للأعراض ولزم التركيب والتجسيم والانقسام كما قلتم لو كان له وجه ويد وإصبع لزم التركيب والانقسام فحينئذ فما هو جوابكم لهؤلاء نجيبكم به .
فإن قلتم نحن نثبت هذه الصفات على وجه لا تكون أعراضا ولا نسميها أعراضا فلا يستلزم تركيبا ولا تجسيما
قيل لكم ونحن نثبت الصفات التي أثبتها الله لنفسه إذ نفيتموها أنتم عنه على وجه لا يستلزم الأبعاض والجوارح ولا يسمى المتصف بها مركبا ولا جسما ولا منقسما
فإن قلتم :هذه لا يعقل منها إلا الأجزاء والأبعاض .
قلنا لكم وتلك لا يعقل منها إلا الأعراض .
فإن قلتم العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية قديمة أبدية فليست أعراضا
قلنا :وكذلك الأبعاض هي ما جاز مفارقتها وانفصالها وانفكاكها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست أبعاضا ولا جوارح فمفارقة الصفات الإلهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين والمخلوق يجوز أن تفارقه أعراضه وأبعاضه
فإن قلتم إن كان الوجه عين اليد وعين الساق والإصبع فهو محال وإن كان غيره لزم التمييز ويلزم التركيب .
قلنا لكم : وإن كان السمع هو عين البصر وهما نفس العلم وهي نفس الحياة والقدرة فهو محال وإن تميزت لزم التركيب فما هو جواب لكم فالجواب مشترك فإن قلتم نحن نعقل صفات ليست أعراضا تقوم بغير جسم متحيز وإن لم يكن لها نظير في الشاهد .
قلنا لكم فاعقلوا صفات ليست بأبعاض تقوم بغير جسم وإن لم يكن له في الشاهد نظير ونحن لا ننكر الفرق بين النوعين في الجملة ولكن فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين وأن أحدهما يستلزم التجسيم والتركيب والآخر لا يستلزمه ولما أخذ هذا الإلزام بحلوق الجهمية قالوا الباب كله عندنا واحد ونحن ننفي الجميع
فتبين أنه لا بد لكم من واحد من أمور ثلاثة:
إما هذا النفي العام والتعطيل المحض
وإما أن تصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ولا تتجاوزوا القرآن والحديث وتتبعوا في ذلك سبيل السلف الماضين الذين هم أعلم الأمة بهذا الشأن نفيا وإثباتا وأشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله .
الصواعق المرسلة (1|229)

وهذه مناظرة ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنَّقْلِ عن مناظرة أبو نصر السجزي لبعض الأشعرية .

قال أبو نصر خاطبني بعض الأشعرية يوما في هذا الفصل (يعني كلام الله )وقال التجزؤ على القديم غير جائز
فقلت له أتقر بأن الله أسمع موسى كلامه على الحيقة بلا ترجمان .
فقال نعم وهم يطلقون ذلك ويموهون على من لم يخبر مذهبهم .......
قال فقلت لمخاطبي الأشعري قد علمنا جميعا أن حقيقة السماع لكلام الله منه على أصلكم محال وليس ههنا من تتقيه وتخشى تشنيعه وإنما مذهبك أن الله يفهم من شاء كلامه بلطيفة منه حتى يصير عالما متيقنا بأن الذي فهمه كلام الله والذي أريد أن ألزمك وارد على الفهم وروده على السماع فدع التمويه ودع المصانعة ما تقول في موسى عليه السلام حيث كلمه الله ؟ أفهم كلام الله مطلقا أم مقيدا .
فتلكأ قليلا ثم قال ما تريد بهذا ؟
فقلت دع إرادتي وأجب بما عندك ، فأبا ،
وقال ما تريد بهذا ؟
فقلت أريد أنك إن قلت إنه عليه السلام فهم كلام الله مطلقا اقتضى أن لا يكون لله كلام من الأزل الى الأبد إلا وقد فهمه موسى وهذا يؤول الى الكفر فإن الله تعالى يقول (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء) (البقرة : 255 ) ولو جاز ذلك لصار من فهم كلام الله عالما بالغيب وبما في نفس الله تعالى وقد نفى الله تعالى ذلك بما أخبر به عن عيسى عليه السلام أنه يقول (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة : 116 ) وإذا لم يجز إطلاقه وألجئت الى أن تقول افهمه الله ما شاء من كلامه دخلت في التبعيض الذي هربت منه وكفرت من قال به ويكون مخالفك أسعد منك لأنه قال بما اقتضاه النص الوارد من قبل الله عز وجل ومن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أبيت أن تقبل ذلك وادعيت أن الواجب المصير الى حكيم العقل في هذا الباب وقد ردك العقل الى موافقة النص خاسئا ، فقال هذا يحتاج الى تأمل وقطع كلام

قال الإمام القرطبي في كتابه الأسنى شرح أسماء الله الحسنى 2/132 بعد أن ذكر أقوال العلماء في استواء الله على عرشه :( وأظهر هذه الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ماتظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف ،بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم...) . سبحان الله ظهر له الحق ثم يتركه


نصيحة للأخوة الأشاعرة والماتريدية
لفهم مذهب أهل السنة في العقيدة على الوجه الصحيح
ينظر هذا الرابط : قول الأشاعرة : العرض لايبقى زمانين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142469

وهذا : مناظرات أهل السنة المفحمة لأهل الكفر ، والمبتدعة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63079
 
وددت لو أن الأخ عبد الرحمن السديس وضع النص الذي أورده في ملف وأرفقه بتعقيبه، عوض وضعه في عدة مداخلات متتالية تتعب القارئ في تتبعها.

وفي الحقيقة ألاحظ أن الموضوع بدأ يخرج عن مساره، وبدأ يصبح نوعا من التلاسن والجدال العقيم. وكان من الممكن أن يبقى مفيدا. وبدأت أتساءل: ما الذي يبحث عنه كلاكما (نزار والسديس) من وراء ؟

المواضيع العقائدية، كما قلت، ضرورية ومفيدة بشرط واحد (في تقديري) هو: التوافق على أسلوب منهجي مبتكر لطرحها، يختلف عن الأنماط السائدة في بقية المنتديات؟

وأرى أن منتدى أهل التفسير، مؤهل أكثر من غيره لابتكار هذا الأسلوب الجديد في طرح المواضيع العقائدية.

وحتى يتم الأمر، فأرى أن مثل هذه الحوارات سيكون ضررها أكبر من نفعها، ولن تعدو أن تكون سببا للعداوة والشحناء بين المتدخلين.
 
وقفة تأمل :
من الملفت للنظر هو التفاعل المتميز مع مثل هذه الموضوعات ، وهذا جيد لكنني أتسائل كما تسائل من قبلي أخي العزيز الدكتور أحمد الطعان : أين مثل هذا التفاعل المتميز، والنَّفَسُ الطويلُ في مسائل علمية مهمة لم تحظ بمثل هذا الاهتمام كالتي ذكرها أخي الطعان ؟
 
وددت لو أن الأخ عبد الرحمن السديس وضع النص الذي أورده في ملف وأرفقه بتعقيبه، عوض وضعه في عدة مداخلات متتالية تتعب القارئ في تتبعها.

حسنا وضعته كما هو لأن من المشايخ من كلمني وقال قليل من يقرأ الروابط فانسخ ما شئت أحسن، ولأنه لا ينتفع بالروابط إذا نقل الموضوع لا حقا للأرشيف و للشاملة.

المهم ليس ما ذكرته بأكثر مما حشاه نزار.

وهذه المواضيع مهمة جدا إذا كان من بدأ الكتابة فيها أهلا لذلك من جهة العلم بها أولا، والالتزام بالطرق العلمية في الحوار، أما أن يكون غاية ما عنده نقلا يرميه هنا ثم يذهب ، ويحاول عبثا أن يصور أن هذا المذهب مذهب "مساعد الطيار" في الصفات، أوبعض "أهل الحديث المعاصرين" ويكرر هذا مرارا، ثم لا يجيب عن طلبات محاوريه ثم ياتي باسم آخر يطبل لنفسه ويتهجم على مخالفيه ويرميهم بما يشاء !
ومع هذا فالأمر متروك له يفعل ما يشاء من غير تدخل وكأنه لا إشراف في الموقع يعنيه الأمر، مما لا يكاد يوجد في الموقع العلمية.

وهذا المواضيع تكون نافعة إذا كان الحوار يدار فيها من قبل الإدارة، ويلزم فيها من أراد الحوار أن يلتزم الطرق الموضوعية ابتداء ولا يترك يفعل ما يشاء ويحاسب على ذلك، وإلا فهو ضياع الوقت كما حدث، والفائدة قليلة أو نادرة اللهم إلا أن تكون دفع اغترار بعض العامة والمبتدئين بما يسطره هؤلاء من شبهات لا تجد من يجيب عنها.
 
من الملفت للنظر هو التفاعل المتميز مع مثل هذه الموضوعات ، وهذا جيد لكنني أتسائل كما تسائل من قبلي أخي العزيز الدكتور أحمد الطعان : أين مثل هذا التفاعل المتميز، والنَّفَسُ الطويلُ في مسائل علمية مهمة لم تحظ بمثل هذا الاهتمام كالتي ذكرها أخي الطعان ؟
في نظري ومن خلال متابعتي أن كثيرا من المتخصصين لا يكادون يشاركون أصلا في الحوارات الطويلة إلا نادرا جدا، وأكثرهم حاضر في التهاني وأخبار الترقيات والطبعات الحديثة والمواضيع الخفيفة والتعليقات اليسيرة التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أما مسائل العقيدة فوجود الدافع في الرد وهو الغيرة على العقيدة ودفع الشبهة عنها وربما الأحساس بالخطر منها أكثر وربما المواضيع الأخرى كالتي تفضل بها الأخ د. الطعان لم يعلم بها أصلا .
وفي نظري أن من الطرق الجيدة هي أن يتولى المشرفون تثبت المواضيع التي يرونها مهمة للحوار ويدعون الأعضاء لنقاشها، بل ويستكتب من ليس منهم، أو يستضاف أحد المتخصصين لها، وتترك مثبتة عدة أيام أو أسابيع.
 
وقفة تأمل :
من الملفت للنظر هو التفاعل المتميز مع مثل هذه الموضوعات ، وهذا جيد لكنني أتسائل كما تسائل من قبلي أخي العزيز الدكتور أحمد الطعان : أين مثل هذا التفاعل المتميز، والنَّفَسُ الطويلُ في مسائل علمية مهمة لم تحظ بمثل هذا الاهتمام كالتي ذكرها أخي الطعان ؟

من الطبيعي أن تكون هذه المواضيع هامة في تقدير قارئيها والمتخلين فيها، لسببين مترابطين، في رأيي:
أولهما أن الموضوع يصنفه البعض في خانة المواضيع (المصيرية) المتعلقة بمفهوم الفرقة الناجية، ومفهوم الحق والباطل.
وثانهيما هو تعلق هذا الموضوع بموضوع (الهوية الدينية) للشخص، وحرصه على تحديد هويته الدينية ومفاصلة مخالفيه فيها.

أما لماذا لا يهتم القراء بالمواضيع العلمية الأخرى كما طرحه أبو أسيد، فهذا دوركم في تحديد الأسباب والحلول لمعالجة هذه الظاهرة السلبية.
 
أخي العزيز عبد الرحمن

أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا للحق وأن يرزقنا الأدب مع بعضنا البعض ولو اختلفنا في المسائل النظرية لأننا متفقون على الأصول العقدية الكبرى من وجود الله تعالى وثبوت كماله إجمالا وتنزهه عن النقص كذلك، وإن اختلفنا في تفاصيل الكمال والتنزيهات، كما أنا متفقون على صحة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته الخاتمة وصدق ما أتى به إجمالا وإن اختلفنا في تفاصيل ذلك.

لاحظ معي أخي الكريم. سأسلم لك أن المجانبين للأشعري وأصحابه ما ذكرت من الكم الهائل من المشايخ، وسأسلمك لك أنهم يذمون الأشعري وأصحابه عن علم وعن تحقيق في المسائل المختلف فيها، لكنك تتفق معي بلا شك أنهم غير معصومين من الخطأ في فهمهم لأنهم ينطلقون من اجتهاداتهم الخاصة في فهم الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، ولا يشفع لهم تقدمهم في الوجود وقرب عهدهم بعهد النبوة لأنه ليس مقياسا صحيحا للصواب في الأقوال والآراء لأن من المتقدمين من أخطأ الصواب ومقالاتهم محفوظة في كتب الملل والنحل.

وما أريد لفت انتباهك إليه أخي الفاضل أن الموالين للأشعري وطريقته هم أضعاف أضعاف أضعاف من ذكرت وعددت في صف المجانبين، وهم أهل علم وصلاح وتقوى وزهد وورع، بل صدّق يا أخي عبد الرحمن أن فضل الموالين للأشعري ماثل أمامنا اليوم، كتب الفقه التي لا تحصى، كتب التفسير كذلك، كتب شروح الحديث، وعن البحر حدث ولا حرج، بخلاف من ذكرت فما تركوه ليس إلا قطرة في بحر هذا إن وجدت، فدليلك منقوض بهذا نقضا واضحا صريحا، فليس الفائدة في جلب أسماء المجانبين لأني لو شرعت في جلب أسماء عظماء الإسلام الموالين لما انتهيت، ولا يمكنك القدح فيهم وفي عدالتهم لأن ثمرات جدهم واجتهادهم في خدمة الإسلام ماثلة إلى اليوم أمامنا، ومجرد دعواك أنهم أخطأوا العقائد الصحيحة يكذبها تفضل الله تعالى عليهم بتوفيقهم إلى الصلاح والعلم والتقوى وإنشاء التفاسير العظيمة وتخليد السير العطرة.
التأمل التأمل. أما إذا بحثت بتجرد وموضوعية ونظر عقلي سديد فتتيقن ذلك. والله يهدي إلى الصراط المستقيم.

اللهم اجمع بيننا بالحق وعلى الحق. بحق سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
 
في نظري ومن خلال متابعتي أن كثيرا من المتخصصين لا يكادون يشاركون أصلا في الحوارات الطويلة إلا نادرا جدا، وأكثرهم حاضر في التهاني وأخبار الترقيات والطبعات الحديثة والمواضيع الخفيفة والتعليقات اليسيرة التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أما مسائل العقيدة فوجود الدافع في الرد وهو الغيرة على العقيدة ودفع الشبهة عنها وربما الأحساس بالخطر منها أكثر وربما المواضيع الأخرى كالتي تفضل بها الأخ د. الطعان لم يعلم بها أصلا .
وفي نظري أن من الطرق الجيدة هي أن يتولى المشرفون تثبت المواضيع التي يرونها مهمة للحوار ويدعون الأعضاء لنقاشها، بل ويستكتب من ليس منهم، أو يستضاف أحد المتخصصين لها، وتترك مثبتة عدة أيام أو أسابيع.

لا أعلم عن الآخرين ولكن سبب عدم مشاركتي في كثير من المواضيع هنا وفي ملتقى أهل الحديث هو أن علمي في أغلب علوم الشريعة عام، يعني مرحلة مبتدئة
إلا العقيدة وخاصة في مسألة التوحيد والصفات فقد تعمقت فيها بعض الشيء
والسبب هو ما رأيته في المواقع الأجنبية من نشر للشبهات من قبل الفرق المختلفة والطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد رأيت بعض العوام تأثر بها وبعضهم انحرف في عقيدته فدفعني ذلك للتعمق في هذه المسائل العقدية التي يكثر النقاش فيها ونشر الشبهات من قبل بعض الفرق، لأرد على شبهاتهم وأنقذ اخواني المسلمين من الإنحراف بسببها ولنشر عقيدة السلف الصالح.
ومن خلال البحث والقراءة في هذه المسائل في كتب عدد من العلماء المتقدمين والمتأخرين، تأكدت بأن العقيدة التي درستها هي حقيقة عقيدة السلف الصالح، والحمد والشكر لله.
نسأل الله الثبات على الحق.

وقد سجلت في هذا الملتقى لأنه في بعض الأحيان تطرئ أسئلة متعلقة بالقرآن وعلومه فاستطيع عن طريق هذا الملتقى سؤال أهل التخصص.
كما أنني احيانا قد أمر على فوائد متعلقة بهذا العلم فأشارك بها .
 
علمي في أغلب علوم الشريعة عام، يعني مرحلة مبتدئة.

قال الإمام تقي الدين المقترح (ت612هـ) في شرح العقيدة البرهانية والفصول الإيمانية ص103 (بتحقيقنا)

وَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي أَنَّ العَقَائِدَ يَجِبُ دُعَاءُ النَّاسِ إِلَى الحَقِّ فِيهَا، وَلاَ يَجُوزُ تَخْلِيَةُ كُلّ مُعْتَقِدٍ وَمَا يَعْتَقِدُهُ؛ فَإِنَّ الحَقَّ فِي الاعْتِقَادِ مَقْطوعٌ بِهِ، لاَ يُعْذَرُ فِيهِ مُخْطِئٌ.

وَلَكِنْ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَتَصَدَّى لِدَعْوَةِ الحَقِّ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَالمًا بِطُرِقِ النَّظَرِ وَوُجُوهِ العِبَرِ.

وَلَيْسَ لِلعَوَامِّ أَنْ يَأْمُرُوا وَيَنْهَوْا فِي الاِعْتِقَادِ. وَلَوْ خَاضُوا فِي ذَلِكَ لَمْ يَأْمَنُوا أَنْ يَخْلِطُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ.

ثُمَّ لِلعُلَمَاءِ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ أَنْ يَرْفقُوا فِي الدَّعْوَةِ وَيَتَأَدَّبُوا بِآدَابِ اللهِ وَالمُحَاجَّةِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾[آل عمران:159].

اللَّهُمَّ إِلاَّ أَنْ يَظْهَرَ عِنَادٌ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ، فَحِينَئِذٍ يَتَعَيَّنُ التَّغْلِيظُ عَلَيْهِمْ فِي القَوْلِ.

لأرد على شبهاتهم .

قال الإمام العلامة جمال الدين ابن الحاجب في عقيدته ص 306 (بتحقيقنا ضمن شرحها المسمى تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب)

(وَلاَ يَجِبُ القِيَامُ بِدَفْعِ شُبَهِ أَهْلِ الضَّلاَلِ إِلاَّ عَلَى مَنْ تَمَكَّنَ فِي النَّظَرِ فِي عُلُومِ الشَّرِيعَةِ تَمَكُّناً يَقْوَى بِهِ عَلَى دَفْعِهَا، وَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ.)
 
لاحظ معي أخي الكريم. سأسلم لك أن المجانبين للأشعري وأصحابه ما ذكرت من الكم الهائل من المشايخ، وسأسلمك لك أنهم يذمون الأشعري وأصحابه عن علم وعن تحقيق في المسائل المختلف فيها، لكنك تتفق معي بلا شك أنهم غير معصومين من الخطأ في فهمهم لأنهم ينطلقون من اجتهاداتهم الخاصة في فهم الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة،

ألا ينطبق كلامك هذا على علماء الأشاعرة أيضا؟ أم ترى أنه ينطبق فقط على من لم يوافق عقيدتك؟
وادعاءك أن فهمهم ينطلق من اجتهاداتهم الخاصة، فهذا غير صحيح، فكل أو أغلب كتب علماء السنة في العقيدة مسندة، تستدل بنصوص الكتاب والسنة وآثار السلف وعلماء السنة المتقدمين، وإذا كنت تجهل ذلك فإنه لا يحق لك أن تدعي بأن فهمهم منطلق من اجتهاداتهم الخاصة.

أما علماء الأشاعرة فقليلة الكتب التي تكون مسندة وكلها أو أغلبها كتب للأشاعرة المتقدمين كالحافظ البيهقي رحمه الله، أما الأشاعرة المتأخرين فاغلب استدلالاتهم في كتب العقيدة مبنية على العقل وعلم الكلام وفهمهم هم للنصوص وتأويلهم لبعض كلام السلف، ومن أعجب عقائدهم التي ليس لهم فيها سلف هو قولهم بأن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه.


ولا يشفع لهم تقدمهم في الوجود وقرب عهدهم بعهد النبوة لأنه ليس مقياسا صحيحا للصواب في الأقوال والآراء لأن من المتقدمين من أخطأ الصواب ومقالاتهم محفوظة في كتب الملل والنحل.

وما الذي يجعل كلام المتأخرين صحيحا وكلام المتقدمين خطأ؟
هل انقرض أهل الضلال في زمن الخلف ووجودهم كان فقط في زمن السلف؟

تستشهد بكلام العلماء المتأخرين وترفض كلام المتقدمين على أي أساس؟

ما هو الضابط في معرفة من أصاب ومن أخطأ في رأيك؟
 
قال الإمام تقي الدين المقترح (ت612هـ) في شرح العقيدة البرهانية والفصول الإيمانية ص103 (بتحقيقنا)

وَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي أَنَّ العَقَائِدَ يَجِبُ دُعَاءُ النَّاسِ إِلَى الحَقِّ فِيهَا، وَلاَ يَجُوزُ تَخْلِيَةُ كُلّ مُعْتَقِدٍ وَمَا يَعْتَقِدُهُ؛ فَإِنَّ الحَقَّ فِي الاعْتِقَادِ مَقْطوعٌ بِهِ، لاَ يُعْذَرُ فِيهِ مُخْطِئٌ.

وَلَكِنْ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَتَصَدَّى لِدَعْوَةِ الحَقِّ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَالمًا بِطُرِقِ النَّظَرِ وَوُجُوهِ العِبَرِ.

وَلَيْسَ لِلعَوَامِّ أَنْ يَأْمُرُوا وَيَنْهَوْا فِي الاِعْتِقَادِ. وَلَوْ خَاضُوا فِي ذَلِكَ لَمْ يَأْمَنُوا أَنْ يَخْلِطُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ.

ثُمَّ لِلعُلَمَاءِ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ أَنْ يَرْفقُوا فِي الدَّعْوَةِ وَيَتَأَدَّبُوا بِآدَابِ اللهِ وَالمُحَاجَّةِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾[آل عمران:159].

اللَّهُمَّ إِلاَّ أَنْ يَظْهَرَ عِنَادٌ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ، فَحِينَئِذٍ يَتَعَيَّنُ التَّغْلِيظُ عَلَيْهِمْ فِي القَوْلِ.



قال الإمام العلامة جمال الدين ابن الحاجب في عقيدته ص 306 (بتحقيقنا ضمن شرحها المسمى تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب)

(وَلاَ يَجِبُ القِيَامُ بِدَفْعِ شُبَهِ أَهْلِ الضَّلاَلِ إِلاَّ عَلَى مَنْ تَمَكَّنَ فِي النَّظَرِ فِي عُلُومِ الشَّرِيعَةِ تَمَكُّناً يَقْوَى بِهِ عَلَى دَفْعِهَا، وَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ.)

عفوا ولكن مسألة التوحيد والصفات لا تحتاج لمعرفة تامة بكل مواد الشرعية
فهناك بعض العلوم الشرعية التي لا احتاج للتعمق فيها لمعرفة وفهم العقيدة الصحيحة كالفقه وبعض علوم اللغة وغيرها
وبالنسبة لفهم الآيات والأحاديث فارجع إلى كتب التفسير وشروح الحديث المختلفة وكذلك ارجع لكتب العقيدة التي كتبها علماء السنة وأسأل أهل العلم عند الإستشكال
فلا أفسر آية أو حديثا من عند نفسي كما أنني لا أقبل الآثار التي ثبت ضعفها أو كذبها، وارجع في ذلك لكلام أهل العلم.

ونعم ، هو فرض كفاية ولكن أرى أنه لا يوجد كفاية للرد على الشبهات في المواقع الأجنبية وأنا واجبي نشر ما تعلمته وتيقنت منه، واسكت عما لا أعرفه
وأحاول أن لا أخوض إلا ما لدي فيه علم أما ما لا أعرفه فلا أخوض فيه واتركه لأهله.

وما شاء الله يوجد الكثير من أهل العلم في هذا الملتقى وملتقى أهل الحديث، فإذا حصل مني خطأ يقومون بتصحيحي.
 
نعم نسأله أن يرزقنا الأدب والصدق، والأمانة في النقل، والموضوعية في الحوار، وأن نكون على وجه واحد بمعرف واحد .

سأسلم لك أن المجانبين للأشعري وأصحابه ما ذكرت من الكم الهائل من المشايخ، وسأسلمك لك أنهم يذمون الأشعري وأصحابه عن علم وعن تحقيق في المسائل المختلف فيها.

إذا سلمت لي ذلك ـ معه أنه لا يحسن أصلا خلافه لأنه خلاف لأمر حسي لا ينكره إلا معاند ـ =
بطلت دعواك التي أكثرت من تردادها أن هذا مذهب "أهل الحديث المعاصرين"، و"أننا أخطأنا الفهم عن السلف"، ونحوها من العبارات.
كما أن عليك أن تعلم أن فلانا وفلانا من العلماء "يمكن" أن يكونوا أخطأوا فهم عقيدة السلف، فتترك ترديد ما كنت تردده سابقا من استبعاد ذلك أو استحالته.

فلا يغيب عنك وقت الكتابة في هذه المسائل : أن هؤلاء ـ المذكورة أسماءهم ـ وأضعاف أضعافهم من العلماء سواء من أتباع الأئمة الأربعة، أو أهل الحديث، من الأئمة الفحول الكبار، مع القرون الثلاثة المفضلة كلهم = كانوا على خلاف عقائدكم.

وبعدها = لا حاجة أبدا أن تذكر لي أن الأشاعرة أو بعض من وافقهم على بعض عقائدهم منهم علماء وعظماء ... لأني لم أخالفك أصلا في هذا، وكيف أخالف في أمر معروف لا يخفى على الصبيان.

وقد قررت سابقا أن الكثرة ليست معيارا لهذه المسائل ولا غيرها، وأن طريقة الاستكثار يلجأ لها المقلدة ومن يعجز عن الحجة .

ومجرد دعواك أنهم أخطأوا العقائد الصحيحة يكذبها تفضل الله تعالى عليهم بتوفيقهم إلى الصلاح والعلم والتقوى وإنشاء التفاسير العظيمة وتخليد السير العطرة.
عفوا هذه مقدمة فاسدة ونتيجتها كذلك .
إذ قد تفضل الله بهذا الذي ذكرتَ وأعظم منه على أمم من العلماء ممن خالفوهم في الاعتقاد .
وأنه لا تلازم بين الأمرين .

ولعلي أوجه لك ما ذكرت لي فربما حاجتك له أكثر :

التأمل التأمل. أما إذا بحثت بتجرد وموضوعية ونظر عقلي سديد فتتيقن ذلك. والله يهدي إلى الصراط المستقيم.
 
فائدة :

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله - شارح صحيح البخاري و صاحب المصنفات البديعة في الفنون كلها - لما ذكر محنة الشيخ الإمام الحافظ تقي الدين عبدالغني المقدسي رحمه الله - صاحب الكمال في أسماء الرجال و العمدة و غيرها من الكتب البديعة التي شرحها الأشاعرة و استفادوا منها خصوصا في علوم الحديث رغم مخالفتهم له في الاعتقاد و رمي جماعة منهم له بالتجسيم و الحشو ! لأنه كان أثريا سلفيا ! فهم على منطق البعض هنا : عالة عليه ! و مع ذلك طعنوا في عقيدته ! فإنا لله و إنا إليه راجعون -



قال الحافظ ابن رجب: عند قول أحدهم على الحافظ المقدسي ((أجمع الفقهاء على الفتوى بكفره وانه مبتدع))

" فيا لله العجب كيف يقع الإجماع ، وأحفظ أهل وقته للسنة ، وأعلمهم بها هو المخالف؟ وما أحسن ما قال أبو بكر قاضي القضاة الشامي الشافعي ، لما عقد له مجس ببغداد ، وناظره الغزالي ، واحتج عليه بان الإجماع منعقد على خلاف ما عملت به ، فقال الشامي: إذا كنت أنا الشيخ في هذا الوقت أخالفكم على ما تقولون ، فبمن ينعقد الإجماع؟ بك وبأصحابك؟


هذا مع مخالفة فقيه الإسلام في وقته الذي يقال: إنه لم يدخل الشام بعد الأوزاعي أفقه منه ، ومعه خلق على أئمة الفقهاء ، والمناظرين والمحدثين ، هذا في الشام خاصة ، دع المخالفين لهؤلاء المجتمعين في سائر بلاد المسلمين-بغداد ومصر وغيرهما من أمصار المسلمين- مع إجماع السلف المنعقد على موافقة هؤلاء المخالفين لهم ، ولم يكن في المخالفين للحافظ من له خبرة بالسنة والحديث والآثار. ولقد عقد مرة مجلس لشيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية ، فتكلم فيه بعض أكابر المخالفين ، وكان خطيب الجامع فقال الشيخ شرف الدين عبد الله اخو الشيخ: كلامنا مع أهل السنة ، أما أنت فأنا أكتب لك أحاديث من الصحيحين ، وأحاديث موضوعة –وأظنه قال: وكلاماً من سيرة عنتر- فلا تميز بينهما أو كما قال فسكت الرجل. انتهى كلام ابن رجب رحمه الله. من ذيل طبقات الحنابلة عند ترجمة الحافظ عبدالغني
 
وَلَكِنْ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَتَصَدَّى لِدَعْوَةِ الحَقِّ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَالمًا بِطُرِقِ النَّظَرِ وَوُجُوهِ العِبَرِ.
وَلَيْسَ لِلعَوَامِّ أَنْ يَأْمُرُوا وَيَنْهَوْا فِي الاِعْتِقَادِ.

للأخت العقيدة أن ترد: بأن هذا كلام لم يُذكر له دليل = فلا حجة فيه أصلا.
وهذا الجواب تبرعا :
الله عز وجل أمر بالدعوة إلى دينه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال :"بلغوا عني ولو آية" والمسلمون منذ بعث نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وهم حين يتعلم الرجل منهم أمر الإسلام ينطلق داعيا إلى الله وينذر قومه ويأمرهم بالتوحيد، ولعلك تقرأ خبر الجن في آخر الأحقاف، وهذا واضح جدا.

قال الإمام العلامة جمال الدين ابن الحاجب في عقيدته ص 306 (بتحقيقنا ضمن شرحها المسمى تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب)
(وَلاَ يَجِبُ القِيَامُ بِدَفْعِ شُبَهِ أَهْلِ الضَّلاَلِ إِلاَّ عَلَى مَنْ تَمَكَّنَ فِي النَّظَرِ فِي عُلُومِ الشَّرِيعَةِ تَمَكُّناً يَقْوَى بِهِ عَلَى دَفْعِهَا، وَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ.)

وهذا كسابقه كلام لم يُذكر له دليل = فلا حجة فيه .

كما أرجو أن تراعي أن من تنقل عنهم مخالفون لنا في الاعتقاد، فكيف تنقل لنا كلام مخالفنا محتجا به علينا ومع خلوه من الدليل ؟!

فأين ذهبت الموضوعية في مثل هذا الفعل ؟
 
سبب عدم تدخلي في بداية الحوار (وأظنه سبب عدم تدخل كثيرين ممن لهم عناية بعلم الاعتقاد) أن الموضوع قد وجه أولاً على كلام الشيخ مساعد الطيار وكان في مسألة محددة (وهي مسألة صفة الساق)
والجواب عن هذا الإيراد ودفعِه بيِّنٌ ميسور لو أجاب عنه في حينه...
ومع ذلك أجاب الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري في أول تعقيب له في الموضوع بجواب بيّن مختصر فيه مقنع في المسألة التي أثير الحديث عنها
ولكن الحديث تشعب جدا حتى أثيرت مسائل كثيرة، ورأيت أنه قد تولى الرد والإجابة اثنان من أهل المعرفة بهذا الشأن ولهم إجابات حسنة موفقة في كثير من التعقبات فلم أشأ التكثير بالرد
وإن لم أكن راضياً عن الطريقة التي جرى بها الحوار
وأقترح عند إثارة مثل هذه المناظرات الإلكترونية أن تدار بطريقة منهجية منظمة
فإما أن يسلك المتناظرون تلك الطريقة المنهجية في المناظرة فلا ينتقل من مسألة إلى مسألة حتى يستوفى قول الطرفين فيها وتتبين حجة صاحب الحجة منهما
وإلا فالمتوجه أن يتولى إدارة المناظرة طرف ثالث ينظم النقاش فيها حتى ينتفع القراء والمشاركون، فلا يشارك أحد المتناظرين إلا حين يوجه إليه السؤال أو يتاح له المجال ليبدي ما لديه، وإذا أورد أحد المتناظرين أسئلة ذات صلة بالمسألة على مناظره تعينت عليه الإجابة وإلا عد ناكلاً عن الجواب، منقطع الحجة.

والمناظرات العلمية إذا شملها أدب الحوار والتناظر وكانت مبنية على أساس علمي فإن فوائدها عظيمة، ونفعها متعدٍ للقراء والمشاركين، فربما يرجع صاحب القول الباطل إلى الحق بعدما يتبين له، وليس في ذلك منقصة له، بل هو والله شرف له عظيم.

ومن تأمل مناظرات الأنبياء لأقوامهم، ومناظرات أئمة الهدى لمن خالفهم وجد فيها من النفع العظيم وبيان الحق والرحمة بالخلق وكشف الباطل ودفع الريب والشك ما يزيد به اليقين والبصيرة في الدين.




وما يورده مؤولة الصفات شبه قديمة مكررة قد بين الأئمة بطلانها مراراً عديدة وصنفوا فيها مصنفات بينوا فيها الحق بياناً شافياً كافياً لا يستطيع له أهل الباطل رداً ولا تحويلاً.
ولم يبق معهم إلا كيل التهم لأهل السنة والإثبات ورميهم بما هم براء منه، إما بتكفيرهم أو تجهيلهم، أو دعوى استبدادهم.
ولا يخلو زمان من قائم لله فيه بحق، ينافح عن دينه، ويعلي رايته.
وهذه سنة باقية ما بقي الصراع بين الحق والباطل.

فتجدهم يحتجون بأمور يكررونها كثيراً هي مخالفة للواقع مخالفة بينة ظاهرة:
منها:
-الاحتجاج بالكثرة، ودعوى أن السواد الأعظم من الأمة على مذهبهم ومنهجهم (المحدَث) وهذه دعوى باطلة يكررونها كثيرا، وذُكرت في هذا الموضوع وأجاب عنها المنافحون عن مذهب أهل السنة – أثابهم الله، ودفع عنهم – بما يشفي ويكفي

- ومنها: تصوير الخلاف في مسألة الصفات أنه خلاف بين الأشاعرة والحنابلة (وانظر إلى هذه المقابلة العجيبة بين مذهب فقهي ومذهب اعتقادي)
فإذا ذهبنا نحشد أقوال أئمة أهل السنة من المالكية والشافعية والأحناف وغيرهم سكتوا وتحولوا إلى شبهة أخرى، فإذا بعد العهد أو كانوا في مجلس آخر عادوا لما بُيّن لهم بطلانه...
وأعجب من هذا أن يدعي بعضهم على بعض الأئمة ما لم يقولوه قط ، بل ما اشتهر عنهم التحذير منه.
فالله المستعان...
 
[align=center]عتب على أخي عبد الرحمن السديس[/align]
الحمدلله رب العالمين الملك الحق المبين ، والصلاة والسلام على نبيه الأمين ورسوله الكريم ، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
كنت قد ختمت آخر مشاركة لي في هذا الموضوع بالدعاء لي ولأخي عبد الرحمن بأن يغفر الله لنا والمسلمين جميعاً .
وكنت عزمت على عدم كتابة أي حرف بعد ذلك ، لا تسليماً لكل ما قاله ، ولا خوفاً منه ولا طمعاً يعلم الله – ولكن لما لاحظته في أسلوبه من التهكم والاتهام بالتفريع والهروب ؟؟؟ فخرجت صوناً لما بقي في النفس من أدب واحترام لشخصه الكريم وللقراء ولإدارة المنتدى المبارك .
ولكني فوجئت قبل ساعات باتصال من أحد إخواني وهو يقول لي : إن الكلام الذي ذكرته في ملتقى التفسير ونقاشك مع الشيخ عبد الرحمن السديس هل اطلعت عليه في " ملتقى أهل الحديث" ؟
فقلت له : لا ، وما في ذاك :
فقال : افتح عليه واقرأه .
فقلت له : نعم إن شاء الله .
فوجدت أن الشيخ عرض (بعض) كلامي في الملتقى المذكور بنصه – جزاه الله خيراً – وطلب من أصحابه معاونته في البحث عن جواب لما سماه :" دعوى " ؟؟
أي أني – والعياذ بالله – جئت بكلام هو " دعوى " على الإمام مالك ؟؟؟
أولاً : اعلم خي الكريم :
بحمدالله تعالى لم ندّع على أمثالنا من صغار طلاب العلم أفترانا بعد ذلك " ندّعي " على إمام الأئمة وإمام مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أفلا يخطر على بالك أن قد يكون فينا ذرة من خوف لله تعالى وورع ؟؟ أم أن ذلك لا يكون إلا في من يتناوش لحوم من خالفه من العلماء بالتكفير والتضليل وووو ؟
أأخذت علي كذبة واحدة في أي شيء حتى تبني عليها وصفك لكلامي بأنه " دعوى" ؟
هل طالبتني في مداخلاتك ومناقشاتك معي بالدليل على صحة كلامي ثم هربي من ذلك ؟ ارجع إلى المداخلات وسترى .
أم أن " الغضب والعصبية والشيطان أنساك حقوق أخيك المسلم ؟
نعم لم تصرح باسمي لكنك أحلت عليه هنا ، و هذا عند العقلاء لا يشفع لك .
ومع هذا فاعلم أخي السديس أني :
والله ما كنت لأعتب عليك لو كتبت هذا وما هو أقسى منه في هذا المنتدى لأنه سيكون بين عيني فأقرأه وأرد عليه أو أسكت عنه كما سكت لك عن غيره كثير ، لكن أن تكتبه في ملتقى لست ممن يرتاده أو أدخله ، وإن دخلته فهو في السنة مرة أو مرتان فهذا ما لا أحببته منك .
وكنت أرى أن من حقي على الشيخ السديس وقد نقل كلاماً جرى بيني وبينه أن ينقله للآخرين ،ولا أخص الملتقى المذكور عن غيره، على أنه " كلام " أو " رأي " أو أي شيء طالما أني لم أبين له دليل كلامي ، ثم بعد ذلك فليسمه ما شاء ، هذا أقل شيء كحق الأخوة الإسلامية وكاحترام وأدب متعارف عليه بين الباحثين وطلاب العلم .
ثم أيضاً :
رأيت الشيخ عبد الرحمن قام بعمل مشين وقد يكون حراماً – عن قصد أو عن غير قصد فالله حسيبه وهو العالم بنيته – حيث ( أوهم الناس ) أني ( أشكك ) في الإمام مالك وأقول بأنه رحمه الله " مثبت للصفات " – حسب رأيه ، وهذا نص عبارته :
( وإن كانت هذه الدعوى من أعجب ما مر علي إن يشكك في أن مالكا مثبت للصفات)
مع أنه نقل كلامي الذي يهمه بنصه ، ولما جاء إلى الكلام الذي هو مناط الخلاف بيني وبينه وهو ماطالبته به أن يأتيني بكلام للإمام مالك رحمه الله في حديث الصورة بالذات ، وكررت عليه هذا الكلام وهذا الطلب وصرحت له بصريح العبارة أني أتناقش معه في بعض المسائل.
وأعيد نقله هنا مع أنه مذكور في الصفحة الثانية من هذه المداخلات :
أطلب من أهل الحديث أن يأتوا لنا برأي الإمام مالك رحمه الله في حديث "الصورة" كمثال لنرى هل وافقهم فيها أم لا ؟وليأتنا بكلام المالكية عنه ثم بكلام غيرهم ،ليعلم من أين تأتي الشبه والادعاءات
والسؤال الآن :
لماذا يا شيخ عبدالرحمن إذ نقلت كلامي لم تنقله كله ؟
ولماذا لم تطلب من أصحابك معاونتك في البحث والحصول على قول أو رأي للإمام مالك رحمه الله في الحديث المذكور ؟
هذه القضية يا أخي الكريم هي الأساس الذي قبلت أن أتداخل معك فيها ، أما بقية الموضوع وهو التأويل وعدمه فهذا لم أكتب فيه حرفاً واحداً لا للجهل فيه وإنما لعدم الفائدة في البحث فيه ، ولايهمني من قريب أو بعيد قولك فيه كما لايهمك قولي ومذهبي فيه ،فالله تعالى لم يتعبدني بذلك ،لكن لا أقبل منك ولا ممن هو فوقك في المنتدى وغيره أن يشتم علماء المسلمين ويحكم عليهم بالضلال إلا بدليل صريح من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما الحكم عليهم بذلك باجتهاد فلا وألف لا ولو غضب أهل الحديث المعاصرون كلهم، فلسنا والله ممن يخاف المعاصرين ويمالئهم بل هم عندي ممن لااعبؤا بكلامهم ولاابأحكامهم مالم تعتمد على الأصلين .
أما قول مالك ورأيه في الحديث المذكور فهو ما أحببت أن أتحفكم فيه لعله يفيدكم سلباً أو إيجاباً ؛ أعني أنه قد يفيدكم ويفيد المتخصصين في دراسة عقائد الناس وخاصة كبار علماء المسلمين ، فهو نص لم أجد من ذكره عن الإمام ، وما وجدت لتقرير مذهب مالك غير الاستدلال بالاستواء وغيره قليل كما أسلفت في مداخلة سابقة ؟
ولذا طالبتك أولاً أن تأتيني بقول له نفسه رحمه الله أو قول إمام معتبر من أئمة مذهبه ، وهو ما لم تعرج عليه في نقل كلامي لأصحابك ، وأصحابك بدورهم – كما يظهر – لم يبخلوا أن يساعدوك فبحثوا وماجاؤونا إلا بما هو معروف عن مالك في مسائل الاستواء والنزول ، وهذا ظهر من خلال المداخلات والروابط التي " أتحفوك " بها .
مع ملاحظة أن مانقل عن الإمام ابن عبدالبر في النزول عن مالك رحمه الله عندي نص أقدم من ابن عبدالبر فيه بعض اختلاف يسير قد يفيدكم.
نعم الحق يقال :
رأيت أختاً كريمة سمّت نفسها ب " العقيدة " إن كانت هي أختنا هنا فأسعدها الله وأكرمها ، وإن كانت غيرها فأسعدهما الله وأكرمهما الاثنتين – اقترحت عليكم اقتراحاً جميلاً وهو قولها :
(
ورأي أنه إذا لم نجد نقولات عن الإمام مالك رحمه الله فإننا نبحث في كلام علماء المالكية المتقدمين وكل ما كان أقرب لوقت الإمام مالك رحمه الله يكون أفضل) اهـ


ولكنك يا أخي الكريم لم تأخذ برأي الأخت ، وأصحابك الذين استنجدت بهم لم يفعلوا – بل لن يفعلوا – لأن مصادرهم في مثل هذه القضايا معروفة ومحدودة وكأنكم تتعبدون الله بعدم البعد عنها ، أو كأن البحث في غيرها هو " البدعة " و " الشبهة " و" الضلال" وأن ما فيها هو " الادعاء" وإلى غير ذلك .
وبعد هذا كله اراني مضطراً للقول :
ما رأي الشيخ عبد الرحمن :
هل تُعطَون أنتم وأصحابكم في ملتقى الحديث فرصة أخرى للبحث عن قول الإمام مالك نفسه في حديث الصورة ؟ أم أن العبد الضعيف يجلبه لكم ويذكره لكم ؟
وهل إذا جاءكم به – أو وجدتموه بأنفسكم - ستحذفون عنه تهمة أن ما طالبكم به هو " دعوى " على الإمام مالك ؟
وأخيراً :
من انتسب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه تبعية عظمى في التعامل مع إخوانه وإن خالفوه فيما لا يخرج عن دائرة الإسلام .
والله من وراء القصد .
 
[align=center] .
وبعد هذا كله اراني مضطراً للقول :
ما رأي الشيخ عبد الرحمن :
هل تُعطَون أنتم وأصحابكم في ملتقى الحديث فرصة أخرى للبحث عن قول الإمام مالك نفسه في حديث الصورة ؟ أم أن العبد الضعيف يجلبه لكم ويذكره لكم ؟
وهل إذا جاءكم به – أو وجدتموه بأنفسكم - ستحذفون عنه تهمة أن ما طالبكم به هو " دعوى " على الإمام مالك ؟
وأخيراً :
من انتسب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه تبعية عظمى في التعامل مع إخوانه وإن خالفوه فيما لا يخرج عن دائرة الإسلام .
والله من وراء القصد .


السلام عليكم ورحمة الله

كلام الإمام مالك في حديث الصورة الذي نقله عنه ابن القاسم معروف و تكلم عنه أئمة السنة منذ القدم فقد كره الامام رحمه الله التحديث بذلك خشية الخوض بالتشبيه بكيف كما قال الحافظ ابن عبدالبر المالكي و لمن قد يفتنه ذلك ولا يحتمله عقله : " أما ان يقال انه كره التحديث بها مطلقا فهذا مردود على من قال فقد حدّث بهذه الأحاديث من هم أجل من مالك عند نفسه و عند المسلمين كعبدالله بن عمر و أبي هريرة و ابن عباس و عطاء بن أبي رباح و قد حدث بها نظراؤه كسفيان الثوري و الليث بن سعد و ابن عيينة و الثوري أعلم من مالك بالحديث و أحفظ له
و هو أقل غلطا فيه من مالك و ان كان مالك ينقي من يحدّث عنه و أما الليث فقد قال فيه الشافعي" كان أفقه من مالك إلا انه ضيعه أصحابه "

ففي الجملة هذا الكلام في حديث مخصوص أما ان يقال ان الأئمة أعرضوا عن هذه الأحاديث مطلقا فهذا بهتان عظيم ) اهـ من تسعينية الامام ابن تيمية ج3 \936

و هذا لا يُبطل الأصل - و هو إثبات الإمام للصفات - لأن هذه الكلام في حديث مخصوص كما اشار له الشيخ تقي الدين ابن تيمية و كره التحديث به عند من يُفتن به خشية الخوض بالتشبيه بكيف كما أشار له الحافظ ابن عبدالبر المالكي , فالكلام عن الرواية لا عن الإثبات ففرق بين إثبات الصفة و كراهة الرواية - فهذا مقام آخر - عند من يُخشى منه عدم الفهم و الخوض في التشبيه بالاسئلة و المعارضة كما فعل من سأل عن كيفية الإستواء لما جاء للإمام مالك رحمه الله .

و قد روى الإمام مالك جملة من أحاديث الصفات في الموطأ كحديث النزول و الضحك ومسح الله تعالى ظهر آدم بيمينه - مع ان اسناده منقطع كما قيل -

فلو كان يرى عدم التحديث بها مطلقا لما روى أحاديث الصفات في الموطأ و لكن الأمر في كراهة التحديث لمن يُخشى عليه الفتنة و يخوض في الكيف الذي نهى عنه هذا الإمام رحمه الله
 
لست من المشرفين على المنتدى، ولكنني أود التدخل رجاء تهدئة الحوار، معتذرا إن كان ذلك ليس من شأني.
وأرى أن شيخنا الجكني له الحق في أن يعتب.
وأقترح على أخي عبد الرحمن السديس أن ينقص من حدة قلمه، ويستكمل الحوار إن أراد، على أن يتم الاقتصار على الموضوع الأصلي في شجرة الردود.
وأصل الموضوع متعلق (إن شئتم) بالمداخلة الأولى لنزار، ومطلب الجكني حول الإمام مالك.

أرجو ألا تحرمونا من فوائد حواركم.
 
لاحظ معي أخي الكريم. سأسلم لك أن المجانبين للأشعري وأصحابه ما ذكرت من الكم الهائل من المشايخ، وسأسلمك لك أنهم يذمون الأشعري وأصحابه عن علم وعن تحقيق في المسائل المختلف فيها، لكنك تتفق معي بلا شك أنهم غير معصومين من الخطأ في فهمهم لأنهم ينطلقون من اجتهاداتهم الخاصة في فهم الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، ولا يشفع لهم تقدمهم في الوجود وقرب عهدهم بعهد النبوة لأنه ليس مقياسا صحيحا للصواب في الأقوال والآراء لأن من المتقدمين من أخطأ الصواب ومقالاتهم محفوظة في كتب الملل والنحل. .
هذه و الله اعلم احدى النقاط المنهجية الكبرى التي لن تجعل هذا الحوار ينتهي و هي التي فارق فيها المتكلمون أهل السنة و الحديث... أخذت بزمامها في أول الأمر الجهمية و المعتزلة ثم شيئا فشيئا و تحت ضغط العقلانية المطلقة التي يورثها التزام المنطق اليوناني كمعيار وحيد للصواب و الخطأ بدأ يلتزمها فحول الأشاعرة ممن كانوا انتدبوا للدفاع عن عقيدة الاتباث عند اهل السنة و بدأ بفعلها الشرخ يكبر بينهما و ينقلب أساس التقديس من النقل الى العقل ....فأنت ان قرأت كلام المتقدمين من أهل السنة ممن ناظروا الجهمية و المعتزلة كأحمد و ابن راهويه و داوود و ابن المبارك والبخاري بل و حتى متقدمي الكلابية تجدهم يحتجون بأقوال من قبلهم و من كان أقرب منهم الى عهد النبوة و لولا أن مجموع اقوالهم و كونها اقرب لعهد النبوة حجة عندهم لما احتجوا بها على المخالف... و ان نظرت الى كلام المتقدمين من الجهمية و المعتزلة كالمريسي و ابن ابي دواد و عمرو بن عبيد و الجاحظ و غيرهم تجدهم على ما عليه متأخرو الأشاعرة-و تبعهم عليه معظم الحداثيين كالجابري في نقد سلطة السلف في كتابه نقد العقل العربي- من قلب هذا الميزان و الطعن فيه بالقول ان الأسبقية و القرب من عهد النبوة ليست معيارا للصحة و الصواب و أن المتقدم من الصحابة و غيرهم الواحد منهم ليس بمعصوم و ما نجا أحد منهم من الزلل و يجعلون الكلام في الواحد منهم كالكلام في الكثرة و هذا المذهب من نفي تأثير القرب من نور النبوة و البعد عنها -وهو عينه المعبر عنه بالمقولة الشهيرة مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أحكم - لا زمه عند تأمله الطعن حتى في ما كان عليه الصحابة لأنه ان تأمل وجد انهم لم يستحقوا ذلك الفضل الا بقربهم من نور النبوة حتى استنكروا على أبي هريرة حديثه بهذا الأصل...أي قربه من النبي صلى الله عليه و سلم ...و رد عليهم رضي الله عنه أيضا بهذا الأصل أي ببيان قربه منه صلى الله عليه و سلم و لم يقل لهم : ليس القرب او البعد من نور النبوة بمؤثر في صواب الرواية و القول أو خطئه بل ما صح في العقل وحده هو المؤثر و يجوز أن أنفرد بالصواب في رواية كل هذه العلوم الضرورية في الدين و التي يتشوف اليها كل ذي نفس حرة و تتعطش اليها الأفئدة أن أنفرد بها و بروايتها عن كل من سبقني من المهاجرين و الأنصار و لازم نور النبوة أكثر مني ...لم يقله لعلمه أن نور النبوة هو العاصم للعقل و القلب و اللسان و كل قوى المعرفة الانسانية من الزلل لا مجرد المنطق....و ان تأملت عمل كبار الصحابة تجدهم على ترتيب الناس على طبقات قربهم من نور النبوة و عمل عمر رضي الله عنه و غيره في ذلك مشهور ...و العجب ممن يرشده -و هو في غيبة عبادته- كشفه و قلبه ووجدانه و ذوقه الى خطر النور النبوي و أولويته و عظم هيمنته على غيره ...ثم ان حضر في شهود علمه أرشده عقله الى تقديم غيره عليه ...و الحق واحد لا يختلف...
 
عودة
أعلى