[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصـلاة و السـلام على رسـول الله.
أقـوال الـعـاديـن في عـدد آي سـورة { الـكـهـف }[/align]
قال السيوطي في الإتقان [ج1/ص64]:
" قال أبو عبد الله الموصلي في شرح قصيدته ذات الرشد :
الكهف: مائة وخمس [
105 ][1] ، وقيل وست [
106 ][2] ، وقيل وعشر[
110 ][3] ، وقيل وإحدى عشرة [
111 ][4] ".
و أقـول [ بنلفقيه] :
و نص قول أبي عبد الله الموصلي ، في قصيدته " ذات الرشـد " هـو [5]:
79 ـ وَالكَهْفُ [
قُـ]ـلْ[
هَـ]ـلْ حِجَازٌ وَالشَّآمِ [
وَ]عَى...*... وَالكُوفِ [
يُـ]ـهْدَى وَبَصْرِيٌّ [
أ]لَيْسَ [
يـ]ـُرَى
80 ـ سِوَى[6] الشَّآمِ {
وَزِدْنَاهُمْ هُـدىً}وَ{
غَـداً}...*... سِـوَىالأَخِيرِ{
قَلِيلٌ} قَبْلُ عَنْـهُ تُرَى
81 ـ وَ{
هَذِهِ أَبَداً} أَسْقِطْ [
تـ]ـُفِـدْ [
حـ]ـَسَناً...*... كَـذَاكَ {
بَيْنَهُما زَرْعـاً}[
أَ]مَـا [
بـ]ـَهَرَا
82 ـ وَأَسْقَطَا {
سَبَباً } الاُولَىوَكُوفَتُهُـــمْ ...*... وَبَصْـرَةٌ أَثْبَتُــوا ثَلاَثَـةً أُخَــرَا
83 ـ وَ{
عِنْدَهَا قَوْماً} اعْدُدْ غَيْرَ[7] كُوفَـةَ وَالْـ ...*... ـأَخِيرِ وَاعْدُدْ لـ{
أَعْمَالاً } [
دَ]عَا [
زُ]مَـرَا
ـــ
و أقول [ بنلفقيه ] :
قال محقق قصيدة " ذات الرشــد " :
سورة الكهف : مائة وخمس آيات في عد المكي والمدنيين, وست في عد الشامي , وعشر في عد الكوفي , وإحدى عشرة في عد البصري , واختلفوا فيها في أحد عشر موضعاً :
1-{
و زدناهم هدى } (13) عدّه غير الشامي.
2-{
ما يعلمهم إلا قليل } (22) عده المدني الأخير.
3- {
إني فاعل ذلك غدا }(23 ) عده غير المدني الأخير .[8]
4- {
وجعلنا بينهما زرعا } (32 ) عده غير المدني الأول والمكي .
5- {
ما أظن أن تبيد هذه أبـدا } (35 ) عده غير المدني الأخير و (
المكي ).
[ و أقول [ بنلفقيه ] : بل المشهور و الراجح هو {
أبـدا }: يعده غير " المدني الأخير"و " الشامي " لا " المكي " . أنظر
الملاحظة أسفله ]
6- {
و آتيناه من كل شيء سـبـبـا } (84 ) أسقط عددها المدني الأول والمكي .
7- {
فأتبـع سـبـبـا } (85 ) و
8- {
ثم أتـبـع سـبـبـا }(89 ) و
9- {
ثم أتبـع سـبـبـا } (92 ) هذه الثلاثة عدّها الكوفي والبصري .
10- {
و وجد عندها قـومـا } (86 ) عدّه غير المدني الأخير والكوفي .
11- {
بالأخسريـن أعـمـالا } (103 ) عدّه غير المدنيين والمكي .[9]
ــــــ
مــلاحظة [ بنلفقيـه]:
اعتمد المحقق في قوله : " {
ما أظن أن تبيد هذه أبـدا } (35 ) عده غير المدني الأخير و (
المكي ) " ، على قول أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ، في كتابه " فنون الأفنان في عيون علوم القرآن " [ ص 290] ، و نص قوله :
" و عدّ الشامي و الكوفي و المدني الأول و البصري {
ما أظن أن تبيد هذه أبـدا } آية ، و في رواية أن الشامي لم يعدها ، و الصحيح أنه كان يعدها " [10] ....
/ انتهى كلام صاحب " فنون الأفنان " .
و لست أدري ما حجة أبي الفرج عبد الرحمن الجوزي عن صحة رواية عد الشامي للفاصلة {
أبــدا}؟
و لقد تبين مما سبق نشره في هذا الملف ، أن أئمة العدد المعتمدين في دراستي ، متفقـون جميعهم على أن المدني الأخير و الشامي ـ و ليس " المكي " ـ هما اللذان يسقطان الفاصلة {
أبـدا } في عـدديْـهـمـا ، كما أن الميزان يستقيم باعتماد أقوالهم كما سيأتي عرضه ... و يوافقهم هنا الأستاذ سالم الجكني ، و الذي أشار في بحثه ، إلى عدم ذكر هذه الفاصلة بكتاب " العدد " للهذلي ، و قال : "
فلعل السقَـط من النساخ" [11] ... كما يوافقهم الشيخ حمدي عزت في جداول دراساته [ ص 32] ...
و الملاحظ أيضا أن الميزان لا يقبل قول صاحب " فنون الأفنان" عند الشامي في هذا الموضع محل الإشكال .
و تجدر الإشارة كذلك إلى أن الشامي و ليس المكي هو المقصود من قول أبي عبد الله الموصلي عينه و في قصيدته " ذات الرشـد " ذاتها ، و ذلك في قوله :
81 ـ و{
هذه أبدا} أسقط [
تـ]ـفد [
حـ]ـسنأ...*... كذاك {
بينهما زرعا}[
أ]ما [
بـ]ـهـرا
و معناه : و {
هذه أبدا}[آية 35] يسقطها
المدني الأخير ، و رمزه عند الموصلي هو حرف "
التاء " من [
تـفـد ] ، كما يسقطها
الشامي ، و رمزه حرف "
الحاء " من [
حـسـنـا ].
أما
المكي فرمزه عند إبي عبد الله الموصلي في قصيدته ذات الرشد ، هو حرف "
الألف " .
و هذا ما يفهم من عجز البيت 81 عينه في قوله :
" كذاك {
بينهما زرعا}[
أ]ما [
بـ]ـهـرا " ،
و معناه : و كذلك يسقط {
بينهما زرعا }[ آية 32]:
المكي ، و رمزه حرف
الألـف من [
أمـا ] ، و
المدني الأول ، و رمزه حرف
الباء من [
بـهـرا] .
[align=center]و في الأخير ، أرجو أن أكون قد وفقت في عرض حيثيات هذا الإشكال . و أنتظر من أساتذتي القبول أو التصحيح [/align].
و الله المستعان ، و هو أعـلـم و أحكـم.
ــــــ
هوامشي و ملاحظاتي [بنلفقيه]:
[1] : إشارة لأعداد المدنيين و المكي ، أو ما يعرف في اصطلاح أهل العدد بالحجازي .
[2] : إشارة لعدد الشامي .
[3] : إشارة لعدد الكوفي .
[4] : إشارة لعدد البصري .
[5] : المرجع : كتاب " ذات الرشد في الخلاف بين أهل العدد " . تأليف شمس الدين محمد بن أحمد الموصلي الحنبلي المعروف بـشعلة ، المتوفى سنة 656هـ . دراسة و تحقيق :د. عبد الرحمن بن ناصر اليوسف [ صص: 56 ـ 57].
و شبه القوسين لتحديد الفواصل ، و المعقوفين لتحديد حروف حساب الجمل و رموز أهل العدد ، من وضعي.
[6] : " سـوى " : بمعنى " يَعُدّها غيرُ العددِ المسمى بعدها". ، فالشامي هنا هو الوحيد الذي يسقط {
و زدناهم هـدى } و يعدها الباقون.
و مثلها قوله :" و {
غداً} سوى الأخير أي {
غـدا }: يسقطها الأخير ، و يعدها غيره .
[7] : " غير" هنا ، بمعنى " سوى " .
[8] : : و قال الهذلي في كتاب العدد : " {
ذلك غدا } أسقطها
المكي و المدني الأخير . و
المكي في رواية وكيـع"[ص 102].
كما أشار الأستاذ الجكني إلى هذه الرواية في بحثه ، و زاد عنها ما نصه : " و اتبعه في ذلك الخلاف إبن الجوزي رحمه الله" /اهـ...
و أشار الأستاذ الجكني بهامش الصفحة 39 من بحثه إلى الصفحة 290 بكتاب " فنون الأفنان" المشار إليها أعلاه.
و أقول[بنلفقيه] : و هذا قول لا يقبله الميزان . و الله أعلم.
[9] : قال محقق القصيدة : أنظر البيان 179 ، و التلخيص 315 ، و فنون الأفنان 290 ، و حسن المدد 287.[ص 58].
[10] : المرجع : " فنون الأفنان في عيون علوم القرآن " لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي . تحقيق د.حسن ضياء الدين عتر. طبعة أولى : 1408هـ ـ 1987 م . دار البشائر الإسلامية ـ بيروت ـ لبنان.
[11] : قال الأستاذ الجكني : "{
أبدا } [35] ترك عده المدني الأخير و الشامي ".
المرجع : عـد الآي : دراسة موضوعية مقارنة . إعداد : الأستاذ الدكتور السالم الجكني ـ موقع
http://qiraat.com/vb/
و للأستاذ الجكني ملاحظات في عدد هذه السورة ، سيأتي الحديث عنها في مشاركة قادمة ، إن شاء الله.