الترتيل : يعني الترتيب وليس تجويد التلاوة حصرا

إنضم
1 يونيو 2007
المشاركات
1,432
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
الأردن - الزرقاء
الترتيل يعني الترتيب وليس تجويد التلاوة

ما معنى الترتيل ؟

الترتيل مصدر " رتل " والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب . وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام ، فالأصل هو الترتيب . قالت العرب : ثغر رتل أي مفلج الأسنان منتظمها ، بين كل سن وسن فواصل دقيقة لكنها ملحوظة على نسق ونظام مرتبين .
( فسر بعضهم قوله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا ) أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير . صبحي الصالح مباحث في علوم القرآن ص 70 نقلا عن الزركشي : البرهان 1/259 ) .
( رتل : استوى وانتظم وحسن تأليفه ، ورتل الشيء : نسقه ونظمه . ورتل : جود تلاوته . المعجم الوسيط 1/327 ) .
فهذا هو الأصل في الوضع اللغوي ، معنى الترتيل هو : الترتيب والتنسيق . ومنه استعيرت بقية الصور في الكلام ، ومنها التجويد وتحسين التلاوة .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا غاب معنى الترتيب وهو الأصل ، لصالح المعنى المستعار وهو التجويد وتحسين التلاوة ؟

قصة الترتيل :

يختلف ترتيب سور وآيات القرآن الكريم في المصحف – على النحو الذي هو عليه الآن – عن ترتيب النزول اختلافا بعيدا .فمن المعلوم أن القرآن الكريم قد نزل منجما ( مفرقا ) في ثلاث وعشرين سنة حسب الأحداث والوقائع وحاجات الناس , ثم جمع أخيرا على نحو مغاير لترتيب نزوله .

هذه الظاهرة أثارت عددا من التساؤلات ومنذ القديم . بدأت بالسؤال الذي أثاره المشركون عن علة التنجيم ( سبب نزول القرآن مفرقا وليس جملة ) بقصد التشكيك بالقرآن . فرد عليهم القرآن :( سورة الفرقان 25/32)
( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) الفرقان 25/32.
إجابة قرآنية حسمت الموقف حسما نهائيا : لنثبت به فؤادك .
فالتثبيت هو علة التنجيم .
السؤال التالي التي أثارته ظاهرة الترتيب القرآني : ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله ؟
لقد كان ممكنا أن ينزل القرآن مفرقا ويحقق التثبيت الذي تذكره الآية ويرتب أولا بأول .. إلا أنه لم يكن ذلك ..
المتدبر في الآية يلاحظ أن الآية بعد أن تذكر نزول القرآن مفرقا وتبين علة نزوله على هذا النحو .. تضيف شيئا آخر هو " ورتلناه ترتيلا " .. أي فضلا عن نزول القرآن مفرقا – على تؤدة وتمهل كما يقول المفسرون – فهناك شيء آخر هو الترتيل وهو غير النزول مفرقا ..وهو غير التؤدة والتمهل والتيسير وغير ذلك ..
فما معنى الترتيل الذي تذكره الآية ؟ معناه الترتيب وليس تجويد التلاوة كما هو في المفهوم السائد حصرا ..
قرأت لبعضهم أن الله قد نسب الترتيل إلى نفسه للدلالة على عظمة التجويد . لماذا لا يكون ذلك للدلالة على عظمة الترتيب ؟ أليس القرآن كتاب الله الكريم ؟ فإذا كان الله قد رتب كل شيء في هذا الكون ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة ، فهل يترك ترتيب كتابه لأحد من الناس يرتبه على هواه ؟ أليس من المنطق أن يتولى هو ترتيب كتابه ؟ وليكون هذا الترتيب مما يليق بالكتاب المعجز ؟
هل يرتب الله كل شيء في الكون ويستثني من ذلك كتابه الكريم ؟
هل عدم اكتشافنا لأسرار هذا الترتيب تعني أنه غير موجود ؟
لقد تعهد الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم . وأعتقد أن معنى الحفظ يشمل الترتيب ، أم أن الله تعهد بحفظ كتابه ولكن من دون ترتيب ؟
كما تعهد بجمعه وقرآنه ( إن علينا جمعه وقرآنه ) فهل هو جمع فوضوي أم جمع وفق ترتيب محدد ؟
السؤال :
ما هي لغة الترتيب ؟
لغة الترتيب هي العد والإحصاء والحساب . يقول سبحانه :
" .. وكفى بنا حاسبين " الأنبياء 21/47
" .. وهو أسرع الحاسبين " الأنعام 6/62 .
" .. وأحصى كل شيء عددا " الجن 72/ 28 .
هذا كلام الله عن نفسه ، فكل شيء عنده بحساب ، إنه أسرع الحاسبين..
والسؤال الذي يطرح نفسه : أليس من الطبيعي أن يكون ترتيب القرآن بحساب ؟ سوره وآياته وكلماته وحروفه وكل شيء فيه ..

يقول سبحانه ( الشمس والقمر بحسبان ) أي تخضعان لنظام وترتيب محسوب .. فهم هذا الترتيب لا يكون بمقالة أدبية ولا بقصيدة شعر ولا بأنشودة . السبيل إلى فهم هذا النظام هو الحساب . وهو فهم مرتبط بتقدم العلوم والمعرفة ، بدأ هذا الفهم بالنظر إلى القمر وانتهى بالنزول على سطحه ..
وكذلك ترتيب القرآن ، السبيل إلى فهمه هو الحساب ، وليس تدبيج الخطب الرنانة الفارغة . من السهل أن يطلع احدنا ليقول : إن كل سورة في القرآن في مكانها وكل آية وكل كلمة ، إن القرآن لا يقبل زيادة ولا نقصانا ، ولا يقبل تقديما ولا تأخيرا .. كلام جميل خطابي حماسي ، والسؤال هو : كيف ؟
إن على من يقول ذلك – على صحته – أن يبين لنا – مسلمين وغير مسلمين عربا وغير عرب - كيف ذلك ؟
ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله ؟
إن نزول القرآن منجما ( مفرقا ) قد حال دون ظهور ترتيبه فيما لو انزل جملة واحدة . فلو نزل القرآن جملة لظهر ترتيبه كذلك جملة واحدة , إلا أن نزوله بالصورة الأخرى قد ربط ظهور ترتيبه باكتمال نزول القرآن لحكمة إلهية . هذه الحكمة من وراء إخفاء ترتيب القرآن وإبقائه زمنا مجهولا قد يطول وقد يقصر هي : التثبيت أيضا . وبذلك يمكننا أن نتصور أن ترتيب القرآن كان يتشكل بالتدريج , تشكلا يرتبط بنزول سور وآيات القرآن وتتابعها خلال ثلاث وعشرين سنة ويسايرها , وانه كان في تغير مستمر تبعا لاستمرار نزول الآيات وتتابعها واتخاذها مواقع جديدة في التشكيل ( البناء المرحلي ) بتوقيف من جبريل عليه السلام .
فالتشكيل ( الترتيب ) كان في حركة دائمة متغيرة , يساير نزول سور وآيات القرآن , ويتغير تبعا للتوجيهات التي كان ينقلها جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , ومراحل إدخالها في التشكيل , واستحداث مواقع جديدة لها .

إن فهمنا لظاهرة الترتيب يجعلنا نفسر قوله تعالى : ورتلناه ترتيلا ..
أي : رتبناه ترتيبا محكما . دون أن نقصر ذلك على معنى التجويد وتحسين التلاوة .
ونذهب إلى أن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله هي : التثبيت . وبما أن هذا الترتيب ( ترتيل الآيات وجمعها في تشكيلات محددة ) لن يظهر قبل اكتمال نزول القرآن , وقد يتأخر الكشف عنه إلى زمن ما غير زمن نزول القرآن , فالتثبيت هنا هو " تثبيت مستقبلي " يعنى بالمستقبل والأجيال والمؤمنين في العصور القادمة , وانه مرتبط بالكشف عن أسرار ترتيب القرآن . وفي حالة حدوث ذلك , سيجد فيه المؤمنون " تثبيتا " جديدا لهم , كما وجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون – في الزمن الماضي – في نزول القرآن مفرقا ما يثبتهم .

فالحكمة من نزول القرآن مفرقا , ومن ترتيبه على غير ترتيب النزول هي : التثبيت .
في المرحلة الأولى : ارتبط نزول القرآن حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , بما يحقق التثبيت الملائم والمناسب لتلك المرحلة .
في المرحلة التالية : حيث يتم التشكيل النهائــي والموجه للترتيب ( ترتيب التلاوة الآن ) فارتباط الآيات هنا يتجاوز الأحداث والوقائع إلى ارتباطات جديدة وعلاقات جديدة , ويستند إلى قوانين وأسس وقواعد , تناسب هذه المرحلة , والمراحل التالية لها وتخاطبها بما يلائمها ويحقق " التثبيت " أيضا – دون انقطاع عن الماضي - .هذه القوانين والأسس تحديدا : قوانين وعلاقات رياضية لغتها العد والإحصاء والأرقام لغة هذا العصر اللغة المشتركة بين الناس جميعا على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم .
وبالمنظور نفسه , فان الرد القرآني على الاعتراض على تنجيمه ومخالفته للمألوف, يتسع هو الآخر و ويمتد متجاوزا زمن الاعتراض الأول ( زمن النزول ) إلى زمن الاعتراض التالي ( المستقبلي ) , حيث سيكون ترتيل القرآن ( ترتيبه ) هو الرد القرآني الذي يناسب هذه المرحلة , ويتولى دفع ما يجد من شبهات وافتراءات على القرآن .

السؤال الثالث الذي أثارته ظاهرة الترتيب القرآني فيما بعد :
هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟
إن بداية التساؤل عن ترتيب القرآن على هذا النحو قد ادخل قضية ترتيب القرآن في دوامة من الآراء والاختلافات لم تخرج منها إلى الآن , بل لقد طغى البحث في تلك الاختلافات على البحث في ترتيب القرآن , بسبب ما حمله التساؤل من توهم البعض أن ترتيب القرآن أو بعضه كان من عمل الصحابة واجتهادهم الشخصي . وقد أدى كل ذلك إلي ابتعاد إجباري وشبه كامل عن البحث في ظاهرة الترتيب القرآني ( الترتيل ) واستبعاد الترتيب كوجه من وجوه إعجاز القرآن , وسبب ذلك أن القول : أن ترتيب سور القرآن أو بعضها كان من عمل الصحابة واجتهادهم ( من عمل البشر ) أضفى عليه صفة بشرية , وبالتالي نفى عنه صفة الإعجاز , وحوله في النهاية إلى مسألة خلافية (موضع اختلاف بين العلماء ) .
وكان من الطبيعي وهذه الحال أن يسود المعنى الآخر للترتيل الذي ذكره القرآن , وهو : تجويد التلاوة طيلة القرون السابقة , رغم إدراك البعض أن الترتيل الذي أشار إليه القرآن في آية سورة الفرقان هو الترتيب , إلا أن أصحاب هذا الرأي لم يتمكنوا من تقديم الأدلة الكافية التي تحسم الموقف لصالحهم .

( ... كان جبريل ينزل بالآيات على الرسول صلى الله عليه وسلم , ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها , ثم يقرؤها النبي على أصحابه , ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية , وموضع الآية من هذه السورة . وكان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه في العام الأخير مرتين .. الزرقاني / مناهل العرفان 1/ 346 ) .

( كانت الآية تنزل لأمر يحدث ,والآية جوابا لمستخبر , ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة , فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم , فمن قدم سورة أو أخرها فقد افسد نظم القرآن .. وقال ابن الحصار : ترتيب السور ووضع الآيات موضعها إنما كان بالوحي .. الإتقان : السيوطي 1/ 136 ) .

نفهم من هذا الكلام : أنه لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للصحابة من بعده رضي الله عنهم جميعا أي دور في ترتيب القرآن اللهم تنفيذ التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم , والنبي بدوره ينقلها إلى كتبة الوحي . إلا أن تضارب آراء العلماء وتعدد الاجتهادات والأقوال في الإجابة على التساؤل : " هل تم هذا الترتيب بالوحي أم باجتهاد من الصحابة " أدى إلى دخول مسألة الترتيب في نفق لم تخرج منه حتى الآن , بل تحولت إلى مسألة خلافية , واضطر معها الجميع إلى الابتعاد عن البحث عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب النزول .

وورث المتاخرون هذه التناقضات وحافظوا عليها , ودافع البعض عنها , وفي النهاية : وجد البعض أن حل هذه المعضلة يكمن في التضحية بترتيب القرآن واعتباره مسالة ثانوية لا أهمية لها , فالقرآن هو القرآن سواء أكان ترتيبه كذا أو كذا وسواء أكان عدد آياته كذا أو كذا .. ومن الواضح أن مثل هذا الكلام ليس اكثر من هروب من مواجهة المشكلة , فالفرق كبير جدا بين أن يكون ترتيب القرآن من عند الله أو أن يكون باجتهاد من الصحابة ؟؟؟

ومن الطبيعي وهذه النهاية أن يستبعد ترتيب القرآن من دائرة الاهتمام , وأن تختفي الإجابة على التساؤل عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب النزول قرونا طويلة ..
النهاية : إن التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم , والتي كان النبي ينقلها إلى كتبة الوحي , تحولت إلى مجرد رواية يتناقلها الدارسون يمرون عليها دون أن يتساءلوا ما الهدف من تلك التوجيهات ؟ هل يمكن أن تكون بلا هدف ولا قصد ؟ وإذا كانت كذلك افتراضا فما ضرورتها إذن ؟

إن الهدف من تلك التوجيهات بكل بساطة : الانتهاء بترتيب سور القرآن وآياته إلى الحال الذي هو عليه الآن , وهو ترتيب قدره الله سبحانه وتعالى ليكون معجزة القرآن الموجهة إلى جميع الناس في الزمن الملائم , الزمن الذي يستطيعون فيه فهم أسرار هذا الترتيب ودلالاته , هذا الزمن هو زماننا هذا . أما لغة هذه المعجزة فهي الأرقام لغة هذا العصر , اللغة المشتركة بين أمم الأرض كلها .

في عصرنا هذا سيجد الناس في ترتيب القرآن ما يثبت لهم أن هذا الكتاب هو كتاب الهي وليس كما يزعم خصوم القرآن والمشككون فيه وهم كثيرون ..وهذه هي وظيفة المعجزة , إنجاز الخطوة الأولى باتجاه رسالة ما وتصديقها , يتوجه من يؤمن بها بعد ذلك إلى كتاب الله واتباع كل ما جاء فيه , يصل بعد ذلك إلى مرحلة تبدو معها المعجزة وكأنها فقدت دورها في حياته , وهذا هو السر في قول بعضهم : أنا مؤمن بالقرآن ولست بحاجة إلى أي معجزة جديدة .

ويواجه القرآن حملات من التشويه والافتراء وإثارة الشبهات من حوله بقصد التشكيك فيه , ويزعم المرتابون والمشككون في القرآن ضياع بعض أجزائه بحجة كتابته على الحجارة وسعف النخل واستخدام أدوات بدائية في حفظه مما كان متوفرا زمن نزوله ... وتتسع دائرة التشويه إلى حد الزعم أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم , وقد أعانه عليه بعض معاصريه ...

ومن الطبيعي أن تجد هذه الافتراءات آذانا صاغية من قبل الكثيرين الذين لا يعرفون عن القرآن غير ما يصلهم عن طريق هذه الفئة , ويزداد التأثير على هؤلاء في حالة غياب البديل , أعني دور المؤسسات الإسلامية في تقديم الصورة الحقيقية للقرآن الكريم , واستغلال كل ما من شأنه توضيح هذه الصورة , وفي مقدمة ذلك ترتيب القرآن , وجه الإعجاز الذي ادخره لهذا العصر , ومخاطبتهم باللغة التي يفهمونها لغة الأرقام ..

لنقرأ بعض ما يكتب عن القرآن : ( نقلا عن الإنترنت )
" ومما لا ريب فيه ولا ينبغي أن يختلف فيه اثنان أن محمدا هو في الحقيقة مصنف القرآن وأول واضعيه , وان كان لا يبعد أن غيره أعانه عليه كما اتهمته العرب ....... "
" ولما قام الحجاج بنصرة بني أميه لم يبق مصحفا إلا جمعه واسقط منه أشياء كانت نزلت فيهم وزاد أشياء ليست منه . وكتب ستة مصاحف جديدة بتأليف ما أراده وهي القرآن المتداول اليوم ...."
" وهذا الكتاب كما اعتراه النقص تطرقت إليه الزيادة أيضا وذلك أن الخلفاء الذين أمروا بجمعه أولا لم يكفهم انهم حذفوا منه كل ما رأوا المصلحة في حذفه حتى زادوا فيه ما ليس منه ... "
" ويترتب على ما مر من التناقض والغلط والجهل أن القرآن كلام البشر لا كلام الله وانه من حيث المعنى تصنيف رجال مختلفي المقاصد من عرب ومجوس ونساطرة ويهود ...وكم وكم في القرآن من كلام لا ينبغي أن يتردد أحد في الجزم بأنه لمحمد نفسه , وكم وكم فيه من كلام لكتبة محمد .... "

وقد تصدى علماء المسلمين للرد على هذه الشبهات كل قدر استطاعته , إلا أن هذه الردود على كثرتها ظلت قاصرة عن مواجهة حملات التشكيك في جمع القرآن وترتيبه بسبب غياب حقيقة الترتيب القرآني , هذه الحقيقة التي بدأت تتكشف أسرارها حديثا ..

إن في ترتيب سور القرآن وآياته من الأدلة المادية الملموسة على مصدر القرآن وألوهيته ما لا يمكن إنكاره , انه وجه الإعجاز القرآني الذي يمكن نقله إلي الآخرين باللغة التي يفهمونها دون أن يفقد دلالاته , وهي ميزة تستدعي الاهتمام بهذا الوجه وتوظيفه في خدمة القرآن وأهله .
ولا بد أن يثير ترتيب القرآن – حين الاطلاع عليه – التساؤل : كيف جاء ترتيب القرآن على هذا النحو مع ما نعلمه من نزول القرآن مفرقا حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , وترتيبه على نحو مغاير لترتيب النزول ؟ ..

هل يتفق هذا الترتيب المحكم مع ما يزعمه المشككون بالقرآن , والزاعمون بأن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل يتفق هذا الترتيب مع القول بتحريف القرآن وتعرضه للزيادة والحذف التي يروج لها المشككون ؟ هل يتفق هذا الترتيب مع الطريقة التي يزعم المشككون أن محمدا اتبعها في تأليف القرآن ؟

إن ما أثير حول القرآن من شبهات سيبدو مضحكا وغير مقبول حين نحتكم إلى ترتيب القرآن , ونيسر للآخرين الاطلاع عليه , وهذه المهمة تتطلب دورا فاعلا من المؤسسات الإسلامية , وأقل ما يمكنها تقديمه في هذا المجال : دعم الباحثين والدراسات الجادة في هذه المسألة .

إن من المؤسف حقا أن يكون بعض أهل القرآن هم أول من يتخلى عن الباحث في هذا المجال , هذا إذا لم يحاربوه بصورة أو بأخرى ,. ومما قد يترتب على مثل هذا الموقف أن ينقطع الباحث عن إتمام عمل ما قد يكون فيه فوائد جمة للقرآن وأهله ، وبقاء حقيقة ترتيب القرآن غائبة عن القيام بدورها في خدمة القرآن وأهله .
 
بينما أقرا هذا الموضوع يعرض لي حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ( نحن أمة أمية لا نعرف الحساب... )
القوانين والعلاقات الرياضية ليست لغة مشتركة بين جميع الناس بل هي لغة معقدة العارفون لها قليل، ولم يأت في فضلها أثر.
أخشى أن نقع أحيانا تحت تأثير ضغط الواقع.
والواقع غير ثابت، من الممكن تغييره.
بمعنى أن لغة العصر: الأرقام هي لغة زمن محدود له قبل وبعد ، ما بينهما قصير في عمر الأمم،
فإذا كان له تأثير في زمن ما فسوف ينتهي هذا التأثير..
هذا إن صح أن لغة العصر هي الأرقام؛ وإلا فإنه بالسبر (حتى في هذا العصر) اتضح أن البيان هو اللغة المؤثرة في الحقيقة.

على أي حال قد تكون المسألة نسبية؛ أعني لغة العصر.

وصيتان:
1- لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام.
2-لا تحقر الأقوال والآراء الأخرى والتي وراءها أئمة وفحول.
 
[
أبو عبد العزيز;بينما أقرا هذا الموضوع يعرض لي حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ( نحن أمة أمية لا نعرف الحساب... )
القوانين والعلاقات الرياضية ليست لغة مشتركة بين جميع الناس بل هي لغة معقدة العارفون لها قليل، ولم يأت في فضلها أثر.

لا أحد ينكر ان كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون تخضع للحساب ، أتريدنا ان نتنكر لعصرنا ولعلوم عصرنا ..
ألا ترى أن النظام الكوني ( الشمس والقمر بحسبان ) هو ما سمح لنا بالتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف وإعداد التقاويم لمئات السنين القادمة ؟
هل كنا نستطيع ذلك لو لم يكن الكون منظم بعلاقات رياضية ...
وإذا كنا نؤمن بأن الكون منظم ويخضع إلى قوانين ، وخالق الكون هو منزل القرآن ن فما الغريب ان يكون القرآن منظم ومرتب كما هو الحال في الكون ؟
وهل كان العرب يعرفون في الفيزياء والكيمياء والذرة ؟ إذن لماذا نزعج أنفسنا ونتعلم هذه العلوم ؟

هذا إن صح أن لغة العصر هي الأرقام؛ وإلا فإنه بالسبر (حتى في هذا العصر) اتضح أن البيان هو اللغة المؤثرة في الحقيقة.

لغة الأرقام اللغة العالمية المشتركة بين الناس جميعا هي لغة الترتيب والتنظيم والتخطيط والإحصاء ...
والإعجاز في ترتيب القرآن ليس بديلا لأي وجه من وجوه الإعجاز وإنما هو إغناء لها ..
إن إعجاز الترتيب في القرآن هو امر طبيعي ، ذلك أن كتاب الله لا بد أن يكون مرتبا على نحو يليق بصاحب الكتاب ...
وقد أخبرنا الله سبحانه أنه رتب كتابه في الآية 32 من سورة الفرقان ...على النحو الذي أوضحته سابقا ..


وأخيرا لا أعتقد انه سيأتي يوم يصبح فيه مجموع 6 + 6 = 13 .. سيبقى 12 إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، .

وصيتان:
1- لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام.
2-لا تحقر الأقوال والآراء الأخرى والتي وراءها أئمة وفحول

بالنسبة للأولى : فكل ما أكتبه عن ترتيب القرآن هو مما لم يسبقني إليه أحد .. فمن أين آتي بالإمام ..
بالنسبة للثانية : انا أجل القدماء وأقر بجليل ما قدموه ، ولكن ذلك لا يعني ان نتوقف عند الحدود التي وصلوا إليها ..
وحينما أقول ان ترتيب القرآن معجز ، فانا اوافق ما قاله بعض القدماء .. وليس فيما كتبت شيئا يخالف القرآن أو السنة أو ما اجمع عليه العلماء ..
فأي مأخذ لك علي ؟ ..
 
دقة ترتيب حروف وكلمات لا أرقام

دقة ترتيب حروف وكلمات لا أرقام

مسألة الترتيب والدقة مجزوم بها ولكن هل هي أرقام ؟!!!إن الحروف أدق وأكثر مرونة وأكثر بيانا من الأرقام .فالحروف تحمل المعاني أما الأرقام تحتاج تمييز . ولو قلنا أن لغة الكمبيوتر رقمية لكنها بلا معنى حتى تتحول إلى حروف أو صور أو أي مخرجات مفهومة
ودقة الحروف والكلمات هي ما أتصوره نابع من عدم الترادف لا في الألفاظ ولا في التراكيب . وعجزنا عن إدراك الدقة لا ينفى وجودها ولا يدعونا لافتراض صور للدقة غير مستمدة من كون القرآن كلام الله وليس أرقام ولا أي شيء آخر
فأنا معك في كل ما قلت ولكن الأرقام هذه في صدري شيء منها
وأنظر إلي الدقة في " الخالق البارئ المصور " خلق برأ صور سوى ركب ذرأ . قد تتقارب ولكن مع المدققون لكل منها دلالة محددة بدقة
والتركيب " فنفخنا فيها من روحنا "" فنفخنا فيه من روحنا "هى هى مريم العذراء فلماذا جاءت هكذا ؟!
أنا لا أسألك ولكنى أدلل أن الحروف أدق من الأرقام والله أعلم
 
أؤيد أن ترتيب القرآن بآياته وسوره وكلماته من عند الله وليس باجتهاد البشر.
فهل من مزيد في الموضوع؟
- نحن في الانتظار
 
أؤيد أن ترتيب القرآن بآياته وسوره وكلماته من عند الله وليس باجتهاد البشر.
فهل من مزيد في الموضوع؟
- نحن في الانتظار

أشكرك أخي الدكتور أنبار على هذا التأييد ، ولنقل على هذا الرأي المبارك والصائب ..
لماذا أشكرك ؟
لقد أمضيت شهورا في منتدى التوحيد وفي منتدى أنا المسلم للظفر من أحدهم بما قلت فلم اظفر به ، فأغلبهم يميلون إلى قول من قال : إن ترتيب سور القرآن باجتهاد من الصحابة ، وبعضهم يفضل البقاء عند قول من قال : لقد اختلف القدماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال , وبما أن القدماء استقروا عند هذه الأقوال ورضوا بها فما علينا لو بقينا واقفين عندها ..
إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق ...

ماذا علينا الآن - حينما ننتهي إلى هذا الرأي - ؟
سيكون أمامنا جدول من الأعمال ... وأولها حسم الاختلاف بين العلماء في هذه المسألة ، ثم البحث عن الحكمة من ترتيب الله لكتابه وعدم ترك ذلك للبشر ،والبحث في عظمة هذا الترتيب وتوضيحه ما أمكن للناس ، ومن ثم كيف نوظف هذه المعلومة في خدمة كتاب الله والرد على افتراءات المشككين بجمع القرآن وترتيبه ......
 
ماذا علينا الآن - حينما ننتهي إلى هذا الرأي - ؟
سيكون أمامنا جدول من الأعمال ... وأولها حسم الاختلاف بين العلماء في هذه المسألة

حسم الخلاف بين العلماء لا يكون إلا على يدي عالم, فهل ترى في نفسك ذلك؟
ثم هل يلزم من اختيارنا لقول إبطال ما عداه؟ قلت هذا وأنا أنظر إلى عنوان الموضوع, فإذا أضفت إلى هذا وذاك قولك في شكرك السابق: (إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق) يتأكد للقارئ ما تتحلى به من جرأة مذمومة, وتجاسر على العلماء, فليس في المسألة علم مهجور يحتاج إلى من يظهره, وليس فيها علم جبن عنه أهل العلم أن يظهروه, وليس ثمة حق ولا باطل, وإنما هو رأيٌ تراه لا أعلم أحداً - فضلاً عن عالم - وافقك عليه, وذلك بشهادتك أنت في غيرما مشاركة, فعسى أن تلتفت باركك الله إلى ما هو خيرٌ وأعظم أجراً, وتعطي نفسك حظها من معاني الآيات وهداياتها, بدلاً من حساب حروفها وجمعها وقسمتها, وفقك الله ورعاك.
 
نعم يا أستاذ، سيبقى دائما (6+6=12)، ولن يأتي اليوم الذي يصير فيه (6+6=13).

وكذلك أيضا لن يأتي اليوم الذي يتحول فيه علماء القرآن والسنة إلى معامل الرياضيات ليدرسوا نظريات جاوس ونيوتن وليبنتز ولابلاس وكوشي.

ولن يأتي اليوم الذي يفهم منه أحد أن قولنا: 6+6=12 يفهم منه أن الجنة حق والنار حق، وأن القرآن حق ومحمدا حق!

الرياضيات علم بشري يا أستاذي الفاضل، علم بشري من ألفه إلى يائه، وليس معجزا للبشر في شيء.

والقرآن معجز لجميع البشر، معجز لهم الآن كما كان معجزا لهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ولن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه عالم الرياضيات - باستعمال الحاسوب - أن يضع برنامجا لمحاكاة القرآن في الإعجاز العددي!!
 
<p>
حسم الخلاف بين العلماء لا يكون إلا على يدي عالم, فهل ترى في نفسك ذلك؟</p> <p> ثم هل يلزم من اختيارنا لقول إبطال ما عداه؟ قلت هذا وأنا أنظر إلى عنوان الموضوع, فإذا أضفت إلى هذا وذاك قولك في شكرك السابق: (إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق) يتأكد للقارئ ما تتحلى به من جرأة مذمومة, وتجاسر على العلماء, فليس في المسألة علم مهجور يحتاج إلى من يظهره, وليس فيها علم جبن عنه أهل العلم أن يظهروه, وليس ثمة حق ولا باطل, وإنما هو رأيٌ تراه لا أعلم أحداً - فضلاً عن عالم - وافقك عليه, وذلك بشهادتك أنت في غيرما مشاركة, فعسى أن تلتفت باركك الله إلى ما هو خيرٌ وأعظم أجراً, وتعطي نفسك حظها من معاني الآيات وهداياتها, بدلاً من حساب حروفها وجمعها وقسمتها, وفقك الله ورعاك.
</p> <p> </p> <p>والله ما رأيت أحدا يملك مثل جرأتك يا أبا بيان في قول الباطل وقول الزور وظلم الناس ..</p> <p>أحتفظ بحقي في الرد على مزاعمك الفاسدة ...</p>
 
التعديل الأخير:
...............

حسم الخلاف بين العلماء لا يكون إلا على يدي عالم, فهل ترى في نفسك ذلك؟

ليس شخصي الذي سيحسم الخلاف بل أبحاثي في ترتيب سور القرآن وآياته ، ومن هو العالم الذي تريد أن يحسم الخلاف على يديه ؟ القرآن بين أيدينا منذ أربعة عشر قرنا ، وحتى هذه اللحظة ما زال التكرار والنقل عن كتب القدماء هو البضاعة الرائجة , أنا لم أكرر القديم ولم أسرق من مؤلفاتهم : لقد أنتجت وأبدعت دراسات غير مسبوقة في ترتيب القرآن .. ولم أزعم أنني عالم ، ولكنني في هذه الناحية أعرف ما لا يعرفه أحد وما أكتبه – وما لم اكتبه – يشهد لي بذلك .. إن من واجبك – وأنت من أهل القرآن – أن تشكرني ، هذا إذا كنت تريد الحق . في حالة واحدة لك الحق أن تهاجمني كما تفعل إذا وجدت في كلامي مخالفة للقرآن ، أو وجدت خطأ في حساباتي .. ولن تجد .
..
ثم هل يلزم من اختيارنا لقول إبطال ما عداه؟

في مسألة ترتيب القرآن نعم ..
ليس من المعقول ولا من مصلحة المسلمين أن تكون إجابتنا لسائل عن ترتيب سور القرآن : لقد اختلف العلماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال ثم نقوم بتعدادها .. إن تقديم ترتيب القرآن إلى الآخرين بهذه الصورة سبب للتشكيك بها كلها ..
هل يمكن أن تكون الأقوال الثلاثة صحيحة ؟ [ هل تمتلك الشجاعة الكافية لإبداء رأيك ؟ ] غيرك من المسلمين يصر على أن الترتيب اجتهادي ، وهذا الرأي هو المفضل لدى أعداء القرآن ، لأنه إن كان كذلك اجتهادا بشريا والبشر ليسوا معصومين عن الخطأ فما المانع أن يكون قد وقع في ترتيب القرآن أخطاء ..
شتان يا صاحبي بين أن يكون ترتيب سور القرآن توقيفيا وبين أن يكون اجتهاديا ؟ الفرق كبير ولا أدري لماذا يصعب على البعض إدراكه ؟

قلت هذا وأنا أنظر إلى عنوان الموضوع, فإذا أضفت إلى هذا وذاك قولك في شكرك السابق: (إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق) يتأكد للقارئ ما تتحلى به من جرأة مذمومة, وتجاسر على العلماء,


عن أي جرأة تتحدث ؟ وأين هو التجاسر على العلماء ؟

كل ما أكتبه يدور حول حقيقة واحدة : ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي ومن عند الله .. هل ترى في ذلك خطأ وجرأة وتجاسرا ؟
إن كنت تملك رأيا يفند أقوالي فتفضل ، أعضاء الملتقى وزائروه بانتظارك ..
لقد عرضت كثيرا من الظواهر في ترتيب القرآن وكثيرا من الأسئلة ، هل تملك أن تثبت عكسها ؟ هل لديك ما هو أدق منها .. يسرني أن أسمعك ..
هل تريدني أن أقول كما قال الزرقاني ( وسواء كان ترتيب القرآن توقيفيا أم اجتهاديا فإنه يجب احترامه ) ؟
هل تريدني أن أقول : إن ترتيب بعض سور القرآن توقيفي وبعضها اجتهادي وإلى هذا ذهب فطاحل العلماء ؟
هل تريدني أن أقول : إن مسألة الترتيب مسألة ثانوية لا فائدة فيها ؟
ليس عندي غير قول واحد : ترتيب سور القرآن توقيفي كآياته ..

فليس في المسألة علم مهجور يحتاج إلى من يظهره,
بل هناك علم مهجور هو علم الترتيب القرآني ، ولا بد أن تظهره الأيام عاجلا أم آجلا .. هذا أوانه .

وليس فيها علم جبن عنه أهل العلم أن يظهروه, وليس ثمة حق ولا باطل, وإنما هو رأيٌ تراه لا أعلم أحداً - فضلاً عن عالم - وافقك عليه, وذلك بشهادتك أنت في غير ما مشاركة,

وكيف تريد من أحد أن يظهر شيئا لا يعرفه ؟
أما أن أحدا لا يوافقني فهذا غير صحيح ، أنت الذي لا تريد أن تعرف الحقيقة .. ولن أشك لحظة في أن ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب من عند الله ، وبما أنه كذلك فلا بد أن يكون معجزا .. مسألة إدراك وقبول هذا الوجه من الإعجاز هي مسألة وقت ليس إلا .. وإنكار البعض لها أو رفضها لن يغير شيئا .. كثيرون لا يؤمنون ببلاغة القرآن التي تعترف بها أنت فهل إنكارهم لها يعني أنها غير موجودة ؟

إنني فخور بأن اكون أول من اكتشف إعجاز القرآن في ترتيبه .. ( ليتك تعرف إعجاز الترتيب في الآية 31 سورة المدثر فلعلك تغير رأيك ) ..

فعسى أن تلتفت باركك الله إلى ما هو خيرٌ وأعظم أجراً, وتعطي نفسك حظها من معاني الآيات وهداياتها, بدلاً من حساب حروفها وجمعها وقسمتها, وفقك الله ورعاك.

وأنا بدوري أدعوك وأدعو كل محبي القرآن والمخلصين للتعاون معي وإظهار حقيقة ترتيب القرآن وتوظيفها في خدمة القرآن وأهله .
وأخيرا :
لك ولجميع أعضاء هذا الملتقى وزائريه تحية خالصة ، والسلام عليكم .
 
التعديل الأخير:
أبو مالك العوضي.

ولن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه عالم الرياضيات - باستعمال الحاسوب - أن يضع برنامجا لمحاكاة القرآن في الإعجاز العددي .]

كلام صحيح ، ورأي صائب ...
ولهذا فإن علينا أن نتعرف إلى هذا الوجه من الإعجاز ، ونضع له الضوابط ، ونوظفه في خدمة القرآن والدفاع عنه .
وأن يكف البعض عن محاربة الباحثين في هذا الوجه دون سند أو حجة ، اللهم أن الأمر لا يروق لهم او انه جاء عن غير طريقهم .. يجب على الجميع القبول بالحق ونصرته .
 
بسم الله الرحمن الرحيمم
فيما يلي منطلقات وضوابط الإعجاز العددي التي شارك في إعدادها الباحثون في ندوة الإعجاز التي أقيمت برعاية جائزة دبي الدولية ...


[align=center] منطلقات البحث في الإعجاز العددي :[/align]-

أن يستشعر الباحث عظمة الله الذي يبحث في كتابه.
-أن يعتقد الباحث أنه أمام كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير .
- أن يعلم الباحث أن هذا الكتاب مليء بالحكم والأسرارالتي تتكشف يوما بعد يوم .
-أن يوقن الباحث أنه إنما يهدف من بحثه إلى اكتشاف الحقائق المودعة في هذا الكتاب الكريم .
-أن يعرف الباحث أن تصحيح النية وصدق التوجه إلى الله أول مراحل الطريق القاصد .
- أن يستحضر الباحث دائما مقاصد القرآن وهداياته وأن يجعل ذلك نصب عينيه في كل المراحل
-أن يؤمن الباحث بأنه كمالاتفاوت في خلق الله ، فكذلك لااختلاف في كتاب الله . وأن البحث العلمي الصحيح لابد أن ينتهي إلى التوافق بينهما .
-أن ينطلق الباحث من أهمية العدد في اعتبار القرآن ، إذجميع أمور العالم مقدرة بالأعداد . كذلك للعدد اعتبار عظيم في الكتب المقدسة ، وكذلك عند الحكماء .


ضوابط البحث في الإعجاز العددي :

اتفق ا الباحثون في ندوة جائزة دبي للإعجاز العددي على الضوابط التالية :

1. الالتزام بالعد طبقا للرسم العثماني للقرآن الكريم.
2. اتباع منهج واحد في الإحصاء إما للمرسوم خطا، أو للمتلو لفظا.
3. الالتزام بترتيب الآيات والسور كماهي مرتبة في المصحف الشريف.
4. الالتزام بقراءة واحدة في كل دراسة ، ولايجمع بين القراءات إلا بقصد المقارنة.
5. مراعاة ثوابت العقيدة الإسلامية ، ومقاصد االتشريع .وعدم الإخلال بما جاء فيهما.
6. الالتزام بقواعد اللغة العربيّة في الفهم والاستنباط ، و في إحصاء الكلمات والحروف.
7. الالتزام بثوابت علوم القرآن، وأصول التأويل والتفسير. وماصح من السنة النبوية.
8. الالتزام بالموضوعية العلمية ، والتجرد عن الأهواء ، والعصبيات ، والأفكار المغرضة.
9. ذكر الحقائق كماهي ، وبكل أمانة ، والبعد عن المبالغات ، والأوهام ، والغرائب.
10التزام الاستقراء الكامل ، دون الاستقراء الناقص ،ليكون الاستنتاج صحيحا.
11مراعاة الأسس والنظم الرياضيّة العلميّة، وعدم الإخلال بها .
12بناء الأبحاث على مقدمات ومنطلقات سليمة ، لتكون النتائج صحيحة ومقبولة .
13التأكّد من صحة أية معلومة علميّة أو تاريخيّة عند توظيفها في الأبحاث العدديّة، وعدم استخدام فرضيات تخالف حقائق علميّة أو تاريخيّة ثابتة.
14تحّري الدقّة في المعلومات الإحصائيّة المستخدمة.
15الابتعاد عن التكلّف والتمحّل.
16التمييز بين ما هو مصادفة من جهة، وبين ماهو متناسق ومعجز من جهة أخرى. ويمكن الاستعانة بأدوات إحصائيّة لحساب احتمالات الصدفة.
17يشترط في الأنظمة العددية التي يستخدمها الباحثون (مثل احتساب القيم العددية للحروف أو طريقة احتساب الكلمات وغير ذلك):
‌أ. أن توافق الرسم العثماني وأحد وجوه اللغة العربيّة.
‌ب. أن يتم استخدامها باتّساق (بدون تناقض) وباضطّراد (في كل الأحوال التي تستدعي ذلك وليس بانتقائيّة)
‌ج. أن تظهر جدارتها عبر الأمثلة المقنعة.
 
عودة
أعلى