التاريخ المحسوس لحضارة الإسلام وعصور اوروبا المظلمة من قصة الحضارة لديورانت أ. طارق منينة

صقلية في ظل الحكم الاسلامي من اغنى بلاد الاسلام
"وخضعت الثقافة الصقلية المتعدد الأصول في أثناء هذه الحوادث الحربية بحكم عادتها إلى الفاتحين الجدد، واتخذت لها طابعاً إسلامياً أبهى وأقوى من طابعهم القديم، واختلط في شوارع العاصمة الإسلامية بانورمس القديمة Panormus أو بالرم العربية، وبالرمو الإيطالية، الصقليون، واليونان، واللمبارد، وكلهم يكره بعضهم بعض من الناحية الدينية، ولكنهم يعيشون معاً صقليين عاديين في عواطفهم، وشِعـْرهم، وجرائمهم. وفيها شاهد ابن حوقل حوالي عام 970 نحو ثلاثمائة مسجد، وثلاثمائة من معلمي المدارس ينظر إليهم الأهلون بعين الاحترام رغم ما اشتهر به هؤلاء المدرسون-كما يقول العالم الجغرافي-من قلة الذكاء وخفة الأحلام(34). هذا وإن كانت صقلية تستمتع بقسط كبير من المطر وضوء الشمس، فقد كانت تربتها غاية في الخصب، فلما جاءها العرب المهرة وأحسنوا تنظيم أحوالها الاقتصادية جنوا ثمار هذا التنظيم، وأضحت بالرم ثغراً تجارياً عظيماً بين أوربا
المسيحية وإفريقية الإسلامية؛ وما لبثت أن صارت من أغنى المدن في بلاد الإسلام
قصة الحضارة ج13 ص279
"وكان في الجزيرة علماء لأن بالرم كان فيها جامعة؛ وكان فيها أطباء عظام، لأن الطب الإسلامي الصقلي قد أثر تأثيراً ذا بال في مدرسة سالرنو الطبية(26). ولقد كان نصف ما امتازت به صقلية النورمانية من البهاء والعظمة صدى لعهدها العربي الزاهر، وتراثاً شرقياً من الصناعات والصناع أورثه العرب ثقافة فنية راغبة في أن تتلقى العلم على أي جنس وأي دين
قصة الحضارة ج13 ص280
 
من الطب -الاسلامي -في صقلية وانتقاله الى مدرسة سالرنو الطبية
"وكان في الجزيرة علماء لأن بالرم كان فيها جامعة؛ وكان فيها أطباء عظام، لأن الطب الإسلامي الصقلي قد أثر تأثيراً ذا بال في مدرسة سالرنو الطبية"
قصة الحضارة ج13 ص280
 
المغاربة فتحوا اسبانيا
"لم يكن العرب هم الذين فتحوا أسبانيا أولاً بل الذين فتحوها هم المغاربة، فقد كان طارق من البربر، وكان في جيشه سبعة آلاف من بني جنسه مقابل ثلاثة آلاف من العرب، وقد خُلد أسمه، إذ سميت به الصخرة التي نزلت قواته عند قاعدتها، فقد سماها البربر جبل طارق واختصره الأوربيون إلى جبرولتر Gibraltar. وكان الذي سير طارقاً إلى فتح أسبانيا هو موسى بن نصير والي شمال إفريقية العربي. ثم عبر موسى البحر في عام 712، ومعه 10.000 من الجنود العرب و8000 من البربر وحاصر إشبيلية ومريدة
قصة الحضارة ج13 ص281
 
رحمة الفاتحين المسلمين
كيف كانت معاملة اهل اسبانيا عند الفتح وبعده
"وعامل الفاتحون أهل البلاد معاملة لينة طيبة، ولم يصادروا إلا أراضي الذين قاوموهم بالقوة، ولم يفرضوا على الأهلين من الضرائب أكثر مما كان يفرضها عليهم ملوك القوط الغربيين، وأطلقوا لهم من الحرية الدينية ما لم تتمتع به أسبانيا إلا في أوقات قليلة نادرة.
قصة الحضارة ج13 ص282)
 
هل تذكرون غالة الفرنسية وكيف كانت الحروب فيها وكيف كانت الامبراطورية الرومانية قبل المسيحية وبالمسيحية تعاملها؟
قدمنا النصوص
وهاهي غالة مرة اخرى
"ولما أن توطد مركز المسلمين في أسبانيا، عبروا جبال البرانس ودخلوا غالة يريدون أن يجعلوا أوربا ولاية تابعة لدمشق. والتقى بهم بين تور وبواتييه على بعد ألف ميل شمالي جبل طارق جيش متحد مؤلف من قوى يوديس E(des دوق أكتوين، وشارل دوق أستراليا Austrsia. ودارت المعركة سبعة أيام هزم المسلمون بعدها في واقعة من أهم الوقائع الحاسمة في التاريخ (732)؛ وفيها قررت مصادفات الحرب مرة أخرى الدين الذي يتبعه الملايين التي لا يحصى عددها من بني الإنسان. ومن هذا الوقت أطلق على شال اسم شارل مارتلس Chsrles Martellus أي شارل المطرقة. وأعاد المسلمون الكرة في عام 735 واستولوا على أرليس Arles، ثم فتحوا أفنيون Avignon في عام 737 وخربوا وادي نهر الرون حتى ليون. وفي عام 759 أخرجهم بيبين القصير Pepin the Short نهائياً من جنوب فرنسا؛ ولكم الأربعين عاماً التي تنقلوا خلالها في ذلك الإقليم كانت في أغلب الظن ذات أثر قوي فيما يتصف به أهل لانجويدك Languedoc من تسامح غير عادي بين الأديان المختلفة، ومن مرح كثير ومن حب لأغاني الغزل غير المباح.
قصة الحضارة ج13 ص282
 
العلوم في ظل الحكم الثاني (961-976)
\"كان في أثناء حكمه آمناً من الخطر الخارجي، والفتن الداخلية، فوجه جهوده إلى تزيين قرطبة وغيرها من المدن؛ وأنشأ فيها المساجد، والمدارس الكبرى، والبيمارستانات، والأسواق، والحمامات العامة، وملاجئ الفقراء(30)، وجعل جامعة قرطبة أعظم معاهد التعليم في زمانهِ؛ وأجزل العطاء لمئات الشعراء والفنانين والعلماء. وفيه يقول المقري المؤرخ الإسلامي:
وكان (الخليفة الحكم) محباً للعلوم مكرماً لأهلها، جماعاً للكتب بأنواعها بما لم يجمعه أحد من الملوك قبله... إن عدد الفهارس التي فيها تسمية الكتب أربع وأربعون فهرسة، وفي كل فهرست عشرون ورقة ليس فيها إلا ذكر أسماء الدواوين لا غير. وأقام للعلم والعلماء سوقاً يانعة جلبت إليه بضائعه من كل قطر.. وكان يبعث في شراء الكتب إلى الأقطار رجالاً من التجار ويرسل إليهم الأموال لشرائها حتى جلب منها إلى الأندلس ما لم يعهدوه. وبعث في طلب كتاب الأغاني إلى مصنفه أبي الفرج الأصفهاني-وكان نسبه من بني أمية-وأرسل إليه فيه ألف دينار من الذهب العين، فبعث إليه نسخة منه قبل أن يخرجه إلى العراق .
قصة الحضارة ج13 285)
 
صراع في اسبانيا
"وكانت أخبار الثورة العباسية قد ألهبت نيران المنافسة الحزبية القديمة بين العرب، والسوريين، والفرس، والمغاربة في أسبانيا. واكن في تلك البلاد طائفة من العرب مخلصة الأمويين تخشى أن يعترض الخلفاء العباسيون على حقها في تملك الأراضي التي وهبها لهم ولاة بني أمية، فدعوا عبد الرحمن للانضمام إليهم وتولى قيادتهم. فجاء إليهم وعينوه أميراً على قرطبة (756)، وهزم جيشاً أرسله الخليفة المنصور لينتزعها منه، وبعث برأس قائد هذا الجيش ليعلق أمام أحد القصور في مكة.
ولعل هذه الحوادث هي التي منعت انتشار الدين الإسلامي في أوربا: ذلك أن أسبانيا الإسلامية قد أضعفتها الحرب الأهلية، وانقطعت عنها المعونة الخارجية فلم تواصل الغزو والفتح، بل انسحب المسلمون من شمالي أسبانيا، وانقسمت شبه الجزيرة من القرن الحادي عشر قسمين أحدهما مسلم والآخر مسيحي، يفصلهما خط يمتد من كوامبرا Coimbra ماراً بسرقسطة ومحاذياً لنهر الإبرة، وازدهر النصف الجنوبي الإسلامي بعد أن بسط فيه لواء السلم عبد الرحمن الأول وخلفاؤه، فعمه الرخاء، وترعرع فيه الشعر والفن. واستمتع عبد الرحمن الثاني بثمار هذا الرخاء؛ فقد اتسع وقته، بين حروبه مع المسيحيين على حدوده، وقمعه للثورات التي كان يقوم بها رعاياه، وصد الغارات التي كان يشنها النورمان على سواحل بلاده، واتسع وقته لتجميل قرطبة بالقصور والمساجد، وإجزال العطاء للشعراء. وكان يعفو عن المذنبين ويعاملهم معاملة لينة ربما كان لها بعض الأثر فيما حدث بعده من اضطراب اجتماعي.
وكان عبد الرحمن الثالث (912-961) آخر الشخصيات البارزة من أسرة بني أمية في أسبانيا؛ فقد آلت إليه الخلافة وهو في الحادية والعشرينمن عمره، ووجد الأندلس تمزقها الانقسامات العنصرية، والأحقاد الدينية، واضطراب حبل الأمن، ومساعي إشبيلية وطليطلة للاستقلال عن قرطبة. وقبض عبد الرحمن، رغم ما اتصف بع من دماثة الخلق ورقة الحاشية، واشتهاره بالكرم والمجاملة، على زمام الموقف بيد من حديد وقمع فتنة المدن الثائرة، وأخضع أشراف العرب الذين أرادوا أن يحذوا حذو معاصريهم الفرنسيين، فبسطوا على ضياعهم الواسعة الغنية سيادتهم الإقطاعية، ودعا إلى بلاطهِ رجالاً من مختلف الأديان كان يستشيرهم في شؤون الحكم؛ وعقد المخالفات التي يضمن بها توازن القوى بين جيرانه وأعدائه، وأدار شؤون البلاد بجد وعناية بدقائق الأمور، لا يقلان عما كان يتصف به نابليون في هذه الناحية. وكان هو الذي يضع الخطط الحربية لقوادهِ، وكثيراً ما كان ينزل إلى ميدان القتال بنفسهِ؟ وصد غزوة سانكو صاحب نافارا Sancho of Navarra، واستولى على عاصمته ودمرها، وأرهب بذلك المسيحيين فلم يغيروا على بلاده مرة أخرى في أثناء حكمه
قصة الحضارة ج13 ص283-284)
 
من نصوص ديورانت ومراجعه المسيحية
"ولم يقنع المنصور بما كان له في بلاد الأندلس الإسلامية من مقام، وإن كان في الواقع سيدها بلا منازع، بل كان يتوق إلى أن يكون سيدها اسماً وفعلاً، وأن يؤسس فيها أسرة مالكة. ففي عام 991 تخلى عن منصبه لابنه عبد الملك، ولم يكن يتجاوز الثامنة عشرة من عمرهِ، وأضاف إلى ألقابه الأخرى لقبي السيد والملك الكريم وحكم البلاد حكماً مطلقاً. وكان يرغب في أن يموت في ميدان القتال، ويعد العدة بالفعل لهذه الخاتمة، فكان إذا خرج لحرب من الحروب أخذ معه كفنه. وقد غزا قشتالة في عام 1002 وهو وقتئذ في الحادية والستين من عمرهِ، واستولى على مدنها، ودمر أديرتها، وخرب حقولها، ثم مرض في طريق العودة إلى بلادهِ، ولكنه لم يسمح للأطباء أن يعنوا بهِ، واستدعى إليه ابنه وأخبره أنه سيدركه الموت بعد يومين اثنين، فلما بكى عبد الملك قال له إن هذا البكاء دليل على أن الدولة ستنهار بعد قليل(35). وقد صدقت النبوءة فانهارت خلافة قرطبة بعد جيل من ذلك التاريخ.
وعمت الفوضى بلاد الأندلس الإسلامية بعد موت المنصور، فلم يكن أمراؤها يجلسون على العرش إلا زمناً قصيراً، وكثرت بينهم حوادث الاغتيال، والمنازعات العنصرية، وحروب الطبقات؛ ورأى البربر أنهم محتقرون فقراء في الدولة التي أقاموا دعائمها بسواعدهم وسيوفهم، وأنهم قد طوح بهم إلى استرمادوره Estremadura القاحلة أو جبال ليون الباردة، فثاروا من حين إلى حين على العرب الحاكمين. وكان عمال المدن المستَغَلـَّون يحقدون على من يستغلونهم، فكانوا يخرجون عليهم ويقتلونهم ويستبدلون بهم غيرهم. وأجمعت سائر الطبقات على كره تلك الأسرة الحاكمة أسرة ابن أبي عامر التي كادت في عهد ولده تستأثر بجميع مناصب الدولة ومقومات السلطة. ومات عبد الملك في عام 1008 وتولى الوزارة بعده أخوه عبد الرحمن، وكان عبد الرحمن رجلاً مستهتراً يشرب الخمر علناً ولا يتورع عن ارتكاب الخطايا، يفضل اللهو على النظر في شؤون الحكم، فلم يلبث أن طرد من منصبه على أثر ثورة اشتركي فيها جميع الأحزاب تقريباً. وأفلت الزمام من أيدي زعماء الثورة فنهبت الجماهير قصور الزاهرة وأحرقتها عن آخرها؛ وفي عام 1012 استولى البربر على قرطبة نفسها وأعملوا فيها السلب والنهب، وذبحوا نصف أهلها، وطردوا النصف الباقي منها، وجعلوا هذه المدينة عاصمة بربرية. بهذه الفقرة الموجزة يقص أحد المؤرخين المسيحيين ثورة أسبانيا الإسلامية الشبيهة كل الشبه بالثورة الفرنسية.
لكن الحماسة التي تدفع صاحبها إلى الهدم والتدمير قلما تقترن بالصبر الذي يتطلبه البناء والتعمير. ففي أثناء حكم البربر اختل الأمن والنظام وعم السلب والنهب، وزاد عدد المتعطلين؛ وخرجت على قرطبة المدائن الخاضعة لها ومنعت عنها الخراج، وحتى ملاك الضياع الواسعة استأثروا بالسلطة كلها في ضياعهم. لكن من بقي في قرطبة من العرب أخذوا ينتعشون شيئاً فشيئاَ، حتى إذا حل عام 1023 طردوا البربر من العاصمة وأجلسوا على العرش عبد الرحمن الخامس، غير أن العامة من أهل قرطبة رأوا أنه لا يرجى خير من العودة إلى العهد القديم، فاستولوا على القصر وبايعوا بالخلافة محمداً المستكفي أحد زعمائهم (1023). وعين محمداً أحد عمال النسيج وزيراً له، ثم اغتيل هذا الوزير، ودس السم للخليفة الشعبي، ثم اتحدت الطبقتان العليا والوسطى وبايعت بالخلافة هشاماً الثالث (1027). وجاء دور الجيش بعد أربع سنين، فقتل وزير هشام، وطُلب إلى هشام نفسه أن ينزل عن الخلافة؛ وعقد مجلس من أصحاب الرأي في المدينة وأيقن المجتمعون أن النزاع على العرش قد جعل قيام الحكم الصالح غي مستطاع، فألغى الخلافة الأندلسية، وأحل محلها مجلساً للدولة، واختير ابن جهور رئيساً لهذا المجلس فحكم الجمهورية الجديدة بالعدل والحكمة.
لكن هذا جاء بعد فوات الأوان، أي بع أن اضمحلت السلطة السياسية وقضي على الزعامة الثقافية في قرطبة
قصة الحضارة ج13 ص288-289)
 
حضارة بغداد في أيام هارون الرشيد، وحضارة قرطبة في عهد المنصور.
قصة الحضارة ج13 ص291
 
الحضارة في بلاد الأندلس الإسلامية"الحضارة في بلاد الأندلس الإسلامية
لم تنعم الأندلس طوال تاريخها بحكم رحيم، عادل، كما نعمت به في أيام الفاتحين العرب(37). ذلك حكم يصدره مستشرق مسيحي عظيم قد يتطلب تحمسه شيئاً من التقليل من ثنائه، لكن هذا الحكم بعد أن تنقص منه ما عساه أن يكون فيه من التحمس يظل مع ذلك قائماً صحيحاً"
قصة الحضارة ج13 ص292)
وبقية النص هو:"لسنا ننكر أن الأمراء والخلفاء الأندلسيين قد اتصفوا بالقسوة التي يرى ميكفلي أنها لازمة لاستقرار الحكومات وثباتها، ولسنا ننكر أن قسوتهم وصلت في بعض الأحيان إلى حد الهمجية وغلظة القلب، يدل على ذلك ما فعله المعتمد حين زرع الأزهار في جماجم الموتى من أعدائهِ؛ وما فعله المعتضد حين قطع أوصال رجل ظل صديقاً له معظم حياته ثم غدر به هذا الصديق وأهانه آخر الأمر(38). ولكن المقري يورد في مقابل هذه الأمثلة النادرة مئات من الشواهد الدالة على عدل حكام الأندلس الأمويين وجودهم ودماثة أخلاقهم(39). وهم لا يقلون في هذه الصفات عن أباطرة الروم في زمانهم، وما من شك في أن حكمهم كان أفضل من حكم من سبقوهم من القوط الغربيين؛ ولقد كانوا أقدر أهل زمانهم على تصريف الشؤون العامة في العالم الغربي؛ فكانت قوانينهم قائمة على العقل
والرحمة، تشرف على تنفيذها هيئة قضائية حسنة النظام. وكان أهل البلاد
المغلوبون يحكمون في معظم الأحوال حسب قوانينهم وعلى أيدي موظفين منهم(40). وكان في المدن شرطة تسهر على الأمن فيها، وقد فرضت على الأسواق، والمكاييل، والموازين، رقابة محكمة؛ وكانت الحكومة تقوم بإحصاء عام للسكان والأملاك في فترات منظمة؛ وكانت الضرائب معقولة إذا قورنت بما كانت تفرضه منها روما وبيزنطية. وبلغتالإيرادات في أيام عبد الرحمن الثالث 12.045.000 دينار ذهبي (أي ما يعادل 75.213.750 دولار أمريكي)-وأكبر الظن أن هذا كان يفوق إيرادات حكومات البلاد المسيحية اللاتينية مجتمعة(41). ولم يكن مصدر هذه الإيرادات هو الضرائب العالية بقد ما كان أثراً من آثار الحكم الصالح، وتقد الزراعة والصناعة، ورواج التجارة
 
نعمة الزراعة التي ازدهرت في الاسلام والاندلس
"وكان حكم العرب نعمة وبركة قصيرة الأجل على الزراع من أهل البلاد. ذلك أن الفاتحين لم يبقوا على الضياع التي كبرت فوق ما يجب، والتي كان يمتلكها القوط الغربيون، وحرروا رقيق الأرض من عبودية الإقطاع(43). ولكن القوى التي كانت في هذه القرون تعمل لتثبيت دعائم الإقطاع ظلت تعمل عملها في أسبانيا أيضاً، وإن لقيت فيها من المقاومة أشد مما لقيته في فرنسا؛ فقد امتلك العرب بدورهم مساحات واسعة من الأراضي، وكان يقوم بزرعها مستأجرون قريبو الشبه برقيق الأرض. وكان العبيد يلقون على أيدي المسلمين معاملة أحسن قليلاً مما كانوا يلقونها على أيدي سادتهم الأولين(44). وكان في مقدور العبيد غير المسلمين أن يتحرروا من الرق بمجرد اعتناقهم الإسلام، وكان العرب في معظم الأحوال يتركون أعمال الزراعة إلى أهل البلاد، ولكنهم كانوا يستعينون بأحدث ما ألف من الكتب في علومها، وبفضل توجيههم بلغت هذه العلوم في أسبانيا من التقدم أكثر مما بلغته في أوربا المسيحية(45). واستبدل بالثيران البطيئة الحركة، التي كانت تستخدم حتى ذلك الوقت في جميع أنحاء أسبانيا للحرث والجر، البغال، والحمير، والخيل. وأدى تهجين السلالات الأسبانية والعربية من الخيل إلى وجود الجياد الأصيلة التي كان يمتطيها فرسان العرب وكبليرو Caballero (فرسان) الأسبان. ونقلت بلاد الأندلس الإسلامية من آسية زراعة الرز، والحنطة السوداء ، قصب السكر، والرمان، والقطن، والسبانخ، والأسفرج ، والموز، الكراز، والبرتقال، والليمون، والسفرجل، والليمون الهندي، والخوخ، ونخيل البلح، والتين، والشليك، والزنجبيل، والمر وصناعة الحرير(46). وكانت زراعة الكروم من الأعمال الكبرى في بلاد الأندلس، وإن كان الدين الإسلامي يحرم الخمر. وأحالت حدائق الخضر، وغياض الزيتون، وبساتين الفاكهة مساحات من الأندلس-وخاصة حول قرطبة وغرناطة، وبلنسية-جنات على الأرض. كما استحالت جزيرة ميورقة Mojorca، التي فتحها العرب في القرن الثامن بفضل عملهم بالزراعة وعنايتهم بها فردوساً مليئاً بالفاكهة والأزهار، تشرف عليها أشجار النخيل التي سميت الجزيرة باسمها فيما بعد.
قصة الحضارة ج13 ص293-294)
 
الصناعة في الاندلس
"وأغنت مناجم أسبانيا المسلمين بالذهب، والفضة، والقصدير، والنحاس، والحديد، والرصاص، الشب، والكبريت، والزئبق. وكان المرجان يستخرج من البحر على طول سواحل أسبانيا، كما كان اللؤلؤ يصطاد قرب سواحل قطلونية، وكان الياقوت يستخرج من مناجم حول باجة ومالقة. وتقدمت الصناعات المعدنية في البلاد تقدماً عظيماً، فاشتهرت مرسية بمصنوعاتها من الحديد الشبهان، كما اشتهرت طليطلة بالسيوف، وقرطبة بالدروع. وازدهرت كذلك الصناعات اليدوية، فكانت قرطبة تصنع الجلد القرطبي الذي يستخدمه الحذاءون في أوربا المعروفون باسم Cordwaibner نسبة إلى "الجلد القرطبي Cordovan". وكان في قرطبة وحدها 13.000 نساج، واكن المشتون في كل مكان يقبلون على شراء السجاجيد، والوسائد، والسجف الحريرية، والشيلان، والأرائك الأندلسية. ويقول المقري(48) إن ابن فرناس القرطبي اخترع في القرن التاسع الميلادي النظارات، والساعات الدقاقة المعقدة التركيب، كما اخترع آلة طائرة. وكون أسطول تجاري يزيد على ألف سفينة يحمل غلات الأندلس ومصنوعاتها إلى إفريقية وآسية، وكانت السفائن القادمة من مائة ثغر وثغر تزدحم بها مرافئ برشلونة، والمرية، وقرطاجنة، وبلنسية، ومالقة، وقادس، وإشبيلية. وأنشأت الحكومة نظاماً للبريد ينقل رسائلها بانتظام. واحتفظت العملة الرسمية بأجزائها-الدينار الذهبي، والدرهم الفضي، والفلس النحاسي،-بثباتها واستقرارها النسبي، إذا قارناها بعملة العالم المسيحي اللاتيني في أيامها، ولكن هذه النقود الأندلسية أخذت هي الأخرى ينقص وزنها، ونقائها، وقوتها الشرائية.
قصة الحضارة ج13 ص294-295)
طبعا لن ننقل ماحدث من استغلال وجشع وحروب واهواء فهذه كلها ادت الى انتهاء ثمانية قرون من العلم والحضارة
 
انقاذ اليهود بالاسلام من حكم القوط الاوروبيون
:"وإذا كان اليهود الذين اضطهدهم القوط الغربيون أشد الاضطهاد قد ساعدوا المسلمين في فتوحهم، فقد ظلوا يعيشون من ذلك الوقت إلى القرن الثاني عشر مع المسلمين الفاتحين في أمن ووئام، وأثروا، وبرعوا في العلوم والمعارف، وارتقوا في بعض الأحيان إلى مناصب عالية في الحكومة. أما المسيحيون فكانت تعترضهم في سبيل الرقي في مناصب الدولة عقبات أكثر مما يعترض اليهود، ولكنهم رغم هذه العقبات ظفروا بنجاح عظيم.
قصة الحضارة ج13 ص296)
 
إقرأ النص -التالي-جيدا وسبح بحمد ربك عند طلوع الشمس وعند غروبها وصلي على محمد فإسمه من الحمد والمحمود
 
النص الهدية
"وكان المسيحيون من رجال الدين وغير رجال الدين يفدون بكامل حريتهم وهم آمنون من جميع أنحاء أوربا المسيحية إلى قرطبة، أو طليطلة، أو إشبيلية طلاباً للعلم، أو زائرين، أو مسافرين. وقد شكا أحد المسيحيين من نتيجة هذا التسامح بعبارات تذكرنا بشكاية العبرانيين القدماء من اصطباغ اليهود بالصبغة اليونانية فيقول:
"إن إخواني المسيحيين يعجبون بقصائد العرب وقصصهم، وهم لا يدرسون مؤلفات فقهاء المسلمين وفلاسفتهم ليردوا عليها ويكذبوها، بل ليتعلموا الأساليب العربية الصحيحة الأنيقة... واحسرتاه! إن الشبان المسيحيين الذين اشتهروا بمواهبهم العقلية لا يعرفون علماً ولا أدباً ولا لغة غير علوم العرب آدابهم ولغتهم؛ فهم يقبلون في نهم على دراسة كتب العرب، ويملئون بها مكتباتهم، وينفقون في سبيل جمعها أموالاً طائلة، وهم أينما كانوا يتغنون بمديح علوم العرب(54)". وفي وسعنا أن نحكم عل ما كان للدين الإسلامي من جاذبية للمسيحيين من رسالة كتبت في عام 1311م تقدر عدد سكان غرناطة المسلمين في ذلك الوقت بمائتي ألف، كلهم ما عدا 500 منهم من أبناء المسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام(55). وكثيراً ما كان المسيحيون يفضلون حكم المسلمين على حكم المسيحيين(56).
قصة الحضارة ج13 ص297)
 
التعصب الاعمى ومحاولة استفزاز المسلمين وكانت زيغريد هونكه قد تكلمت عن اولئك السبابين لكن نحن هنا مع ديورانت
قال
"...قتل قس آخر يدعى برفكتوس Pcrfectos لأنه تكلم في حق النبي محمد أمام بعض المسلمين؛ وقد وعدوه بألا يشوا به، ولكن أقواله بلغت من العنف درجة روع لها مستمعوه فأبلغوا عنه ولاة الأمور. وكان في وسع بروفكتوس أن ينجو من العقاب إذا أنكر ما قال، ولكنه بدل أن يفعل هذا كرر أمام القاضي قوله إن محمداً كان "خادماً للشيطان"، فما كان من القاضي إلا أن حكم عليه بالسجن بضعة أشهر لعل هذا يصلح حاله؛ ولكنه لم ينصلح، وتمادى في أقواله فحكم عليه بالإعدام. وظل وهو يساق إلى المشنقة يسب النبي، فيقول: إنه "مدعٍ، زان، ولدته جهنم" ، وابتهج المسلمون بمقتله، واحتفل المسيحيون بدفنه احتفالاً مهيباً، وعدوه من القديسين (850) .
وأشعل مقتله نيران الحقد في قلوب الطائفتين. فتألفت جماعة من المتعصبين المسيحيين بزعامة يولجيوس وجعلت هدفها سب النبي علناً، والترحيب بالقتل اعتقداً منها بأن مصير من يقتل من أفرادها هو الجنة، وذهب راهب قرطبي يدعى إسحق على القاضي وعرض عليه رغبته في اعتناق الإسلام؛ وسر القاضي من هذا وبدأ يشرح له مبادئ الدين الإسلامي، ولكن الراهب قطع عليه شرحه وقال "إن نبيكم قد كذب عليكم وخدعكم؛ ألا لعنة الله عليه لأنه قد جر معه هذا العدد العظيم من البائسين إلى الجحيم"! فزجره القاضي وسأله هل هو ثمل؟ فرد عليه الراهب بقوله: "إني مالك لقواي فاحكم عليَّ بالإعدام" فأمر القاضي بسجنه ولكنه استأذن عبد الرحمن الثاني بأن يخرجه على أن بعقله خبالاً، غير أن موكب جنازة برفكتوس وما أحاط به من روعة وفخامة كان قد أثار حفيظة الخليفة فأمر بإعدام الراهب. وبعد يومين من هذا الحادث جرؤ جندي من الفرنجة في حرس القصر على سب النبي علناً؛ فكان جزاؤه الإعدام. وفي يوم الأحد التالي وقف ستة من الرهبان أمام القاضي وسبوا النبي ولم يطلبوا لأنفسهم الإعدام فحسب بل طلبوا فوق ذلك أن يعذبوا أشد التعذيب، فحكم عليهم بالإعدام. وحذا حذوهم قس، وشماس، وراهب. وابتهج لذلك أفراد الجماعة ولكن كثيرين من المسيحيين-من رجال الدين وغير رجال الدين-لم يرضوا على هذا التسابق للموت، وقالوا لتلك الفئة المتحمسة "إن السلطان يسمح لنا بأن نمارس شعائر ديننا، ولا يضطهدنا، فما الداعي إذن إلى هذا التعصب الشديد؟"(59) ودعا عبد الرحمن إلى عقد مجلس من الأساقفة المسيحيين فأصدر قراراً بلوم طائفة المتحمسين المتعصبين، وهددهم بأن يتخذ ضدهم إجراءات عنيفة إذا لم ينقطعوا عن إثارة الفتن، فما كان من يولجيوس إلا أن أخذ يندد بأعضاء المجلس ويصفهم بالجبن.
وزادت هذه الحركة من تحمس فلورا، فغادرت الدير الذي كانت تقيم فيه وجاءت هي وفتاة أخرى تدعى مارية إلى القاضي وأخذتا تطعنان على النبي.... وتقولان: إن الإسلام من "اختراع الشيطان" فأمر القاضي بسجنها. وحملها بعض أصدقائهما على أن يرجعا عن أقوالهما، ولكن يولجيوس تغلب عليهما وأقنعهما بأن يرضيا بالقتل، فقتلا. وشجع هذا يولجيوس فأخذ يطلب بضحايا جدد، فأقبل على المحكمة قساوسة، ورهبان، ونساء يسبون النبي ويطلبون أن يعدموا (852)، وأعدم يولجيوس نفسه بعد سبع سنين من ذلك الوقت، وخمدت الفتنة بعد سبع سنين من موتهِ فلم تسمع بين عامي 859، 983 إلا حادثين من حوادث السب والقتل، ولم نسمع عن حوادث أخرى من هذا النوع في أثناء الحكم الإسلامي في أسبانيا
قصة الحضارة ج13 ص 298-300)
 
"...بلاد الأندلس في القرن العاشر الميلادي أعظم البلاد المتحضرة في أوربا، بل إنها كانت في أغلب الظن أعظم البلاد المتحضرة في العالم كله في ذلك الوقت. "
قصة الحضارة ج13 ص301)
 
قرطبة ياقرطبة
ماأجملك ياقرطبة يوم عز الاسلام والمسلمين
:"بلاد الأندلس في القرن العاشر الميلادي أعظم البلاد المتحضرة في أوربا، بل إنها كانت في أغلب الظن أعظم البلاد المتحضرة في العالم كله في ذلك الوقت. لقد كانت قرطبة في أيام المنصور من أعظم مدن العالم حضارة، ولا يفضلها في هذا إلا بغداد والقسطنطينية. وكان فيها كما يقول المقري 200.077 منزلاً، و60.300 قصر، 600 مسجد، و700 حمام(62) عام وإن كانت هذه الإحصاءات لا تخلو من قليل من المغالاة الشرقية. وكان زائرو المدينة يدهشون من ثراء الطبقات العليا، ومما كان يبدو لهم أنه رخاء عام،؛ فقد كان في وسع كل أسرة أن يكون لها حمار؛ ولم يكن يعجز عن الركوب إلا المتسولون. وكانت الشوارع مرصوفة، لكل منها طواران على الجانبين، تضاء أثناء الليل، ويستطيع الإنسان أن يسافر في الليل عشرة أميال على ضوء مصابيح الشوارع وبين صفين لا ينقطعان من المباني(63). وقد أقام المهندسون العرب على نهر الوادي الكبير الهادئ الجريان جسراً من الحجارة ذا سبعة عشر عقداً عرض كل واحد منها خمسون شبراً. وكان من أولى منشئات عبد الرحمن الأول قناة تحمل إلى مدينة قرطبة كفايتها من ماء الشرب تنقله إلى المنازل والحدائق، والفساقي والحمامات، واشتهرت المدينة بكثرة ما كان فيها من الحدائق والمتنزهات"
قصة الحضارة ج13 ص301-302).
 
أخبروني بالله عليكم لماذا نسمع الإعلام الغربي يعرض لنا أن طالبان تمنع النساء من التعليم
ويظن الناس أن هذا هو الإسلام
أما في مدة حضارتنا الطويلة فلا أحد يتكلم عنها
نحن نتكلم عنها ونحن سنعيدها سيرتها الأولى إن شاء الله.
انظر الناص في المنشور التالي
 
الأندلس تزدهر والأطباء والمهندسون والفلكيون والصيادلة والمخترعون
-حواضر الإسلام عامرة بالعلوم والطب والأطباء والحياة الذهنية
"وكان من الأقوال المتداولة في بلاد الأندلس الإسلامية أنه "إذا مات عالم بإشبيلية فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها" وإذا مات مطرب بقرطبة فأريد بيع تركته حملت إلى إشبيلية" . ذلك أن قرطبة كانت في القرن العاشر مركز الحياة الذهنية الأسبانية ذروتها، وإن اشتركت معها طليطلة، وغرناطة، وإشبيلية فيما وصل إليه ذلك العصر من رقي عقلي عظيم. ويصور المؤرخون المسلمون المدن الأندلسية تموج بالشعراء وجهابذة العلماء في العلوم الطبيعية، والأدبية، وكبار المشترعين، والأطباء؛ ويملأ المقري بأسمائهم ستين صحيفة(68). وكانت المدارس الابتدائية كثيرة العدد، ولكنها كانت تتقاضى أجوراً نظير التعليم، ثم أضاف الحكم إليها سبعاً وعشرين مدرسة لتعليم أبناء الفقراء بالمجان. وكانت البنات يذهبن إلى المدارس كالأولاد سواء بسواء، ونبغ عدد من النساء المسلمات في الأدب والفن(69)، وكان التعليم العالي يقوم به أساتذة مستقلون يلقون محاضراتهم في المساجد، وكانت المناهج التي يدرسونها هي التي كونت جامعة قرطبة ذات النظام المفكك، والتي لم يكن يفوقها في القرنين العاشر والحادي عشر إلا جامعتا القاهرة وبغداد الشبيهتان بها. وأنشأت الكليات أيضاً في غرناطة، وطليطلة، وإشبيلية، ومرسية، والمرية وبلنسية، وقادسوأدخلت صناعة الورق من بغداد فازداد حجم الكتب وتضاعف عددها، حتى كان في الأندلس الإسلامية سبعون مكتبة عامة،وكان الأغنياء يتباهون بكتبهم المجلدة بالجلد القرطبي، ومحبو الكتب يجمعون النادر المزخرف منها. ومن ذلك أن الحضرمي أحد العلماء رأى في مزاد بقرطبة رجلاً آخر لا يفتأ ينافسه فيزيد من ثمن كتاب يرغب فيه حتى فاق الثمن كثيراً قيمة الكتاب، ولما سئل المزايد الذي اقتناه في ذلك قال إن في مكتبته الخاصة موضعاً خالياً يسع هذا الكتاب بالدقة. ويضيف فاغتاظ العالم من هذا القول أشد الاغتياظ ولم يسعه إلا أن يقول: "نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك، ويعطى الجوز من لا أسنان له" .
وكانت للعلماء في الأندلس منزلة رفيعة وشهرة واسعة، يعظمهم الناس ويهابونهم، ويستثيرونهم في شئونهم، ويعتقدون أن لا فرق مطلقاً بين العلم والحكمة. وكان علماء الدين والنحاة يعدون بالمئات؛ أما الخطباء، وفقهاء اللغة، وأصحاب المعاجم، والموسوعات، ودواوين الشعر، والمؤرخون، وكتاب السير فلم يكن يحصى عددهم. وكان أبو محمد علي بن حزم (994-1064) من جهابذة علماء الدين والمؤرخين، كما كان وزيراً لآخر الخلفاء الأمويين ويعد كتابه المعروف بـ"كتاب الملل والنحل" الذي يتكلم فيه على اليهودية، والزرادشتية، والمسيحية، والفرق الإسلامية المختلفة من أقدم ما كتبه الأقدمون في علم الأديان المقارن"
قصة الحضارة ج13 ص306-307)
 
إنشاء الكليات والجامعات-الإسلام فعل لاموت
"وكان التعليم العالي يقوم به أساتذة مستقلون يلقون محاضراتهم في المساجد، وكانت المناهج التي يدرسونها هي التي كونت جامعة قرطبة ذات النظام المفكك، والتي لم يكن يفوقها في القرنين العاشر والحادي عشر إلا جامعتا القاهرة وبغداد الشبيهتان بها. وأنشأت الكليات أيضاً في غرناطة، وطليطلة، وإشبيلية، ومرسية، والمرية وبلنسية، وقادس"
قصة الحضارة ج13 ص306)
 
صناعة الورق والكتاب والمكتبات
يقول ديورانت:"وأدخلت صناعة الورق من بغداد فازداد حجم الكتب وتضاعف عددها، حتى كان في الأندلس الإسلامية سبعون مكتبة عامة،وكان الأغنياء يتباهون بكتبهم المجلدة بالجلد القرطبي، ومحبو الكتب يجمعون النادر المزخرف منها. ومن ذلك أن الحضرمي أحد العلماء رأى في مزاد بقرطبة رجلاً آخر لا يفتأ ينافسه فيزيد من ثمن كتاب يرغب فيه حتى فاق الثمن كثيراً قيمة الكتاب، ولما سئل المزايد الذي اقتناه في ذلك قال إن في مكتبته الخاصة موضعاً خالياً يسع هذا الكتاب بالدقة. ويضيف فاغتاظ العالم من هذا القول أشد الاغتياظ ولم يسعه إلا أن يقول: "نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك، ويعطى الجوز من لا أسنان له" .
قصة الحضارة ج13 ص307)
 
عالم فلك"مسلمة بن أحمد (المتوفى في عام 1007)
(هل يمنعك أحد من الإفتخار؟
إفتخر ولكن إعمل.)
يقول ديورانت:"ولكن الأندلس تستطيع أن تفخر بكثير من الفلاسفة والعلماء. فمن هؤلاء مسلمة بن أحمد (المتوفى في عام 1007) والذي عدل أزياج الخوارزمي الفلكية لتلائم أسبانيا، ومن الكتب التي تعزى إليه، وإن لم يثبت أنه له بصورة قاطعة، كتاب يصف إحدى التجارب الكثيرة التي حولت الكيمياء الكاذبة إلى كيمياء صحيحة-وهي التجربة التي استخرجت أكسيد الزئبق من الزئبق.
قصة الحضارة ج13 ص 308)
 
أوروبا تتعلم وتستعمل علوم المسلمين
عالم فلك(إبراهيم الزرقالي) (1029-1087) أحد علماء طليطلة من الأسماء العالمية
"وأصبح اسم إبراهيم الزرقالي (1029-1087) أحد علماء طليطلة من الأسماء العالمية، لأنه حسن الآلات الفلكية؛ وينقل كوبرنيق فقرات من رسالته عن الاسطرلاب، وكانت أزياجه الفلكية خير الأزياج كلها في زمانه، وقد استطاع بها أن يثبت لأول مرة في التاريخ حركة الأوج الشمسي بالنسبة للنجوم. وكانت "أزياج طليطلة" المحددة لحركات الكواكب تستخدم في كافة أنحاء أوربا "
قصة الحضارة ج13 ص308)
 
الجراحة وأبي قاسم الزهراوي (936-1013)
"وكان لأبي قاسم الزهراوي (936-1013) طبيب عبد الرحمن الثالث منزلة رفيعة في العالم المسيحي، ويعرف فيه باسم أبو الكاسس Abulcasis؛ وهو حامل لواء الجراحين المسلمين، وتحتوي موسوعته الطبية المسماة "التصريف" ثلاثة كتب في الجراحة أصبحت بعد أن ترجمت إلى اللغة اللاتينية المرجع الأعلى في الجراحة قروناً كثيرة"
قصة الحضارة ج13 ص309)
 
أوروبا تتطبب بطب محمد !!
ثم تعلمت الطب من الإسلام
"وكانت قرطبة في ذلك الوقت المدينة التي يلجأ إليها الأوربيون لتجرى لهم الجراحات"
قصة الحضارة ج13 ص309)
 
ألب أرسلان سلطاناً على السلاجقة وتعظيم العلماء واصلاح البلاد
"ولم يكن ألب أرسلان وقتئذ قد جاوز السادسة والعشرين من عمرهِ ويصفه أحد المؤرخين المسلمين بأنه رجل طويل القامة له شاربان بلغ من طولهما أن كان يضطر إلى ربطهما حين يريد الصيد، وأن سهامه لم تُخطئ مرماها قط. وكان يضع على رأسهِ عمامة عالية يقول الناس إن المسافة من أعلاها إلى طرف شاربه لا تقل عن ذراعين. وكان حاكماً قوياً عادلاً، كريماً بوجه عام، لا يتوانى عن مجازاة من يظلم الناس أو يغتصب مالهم من عمالهِ، كثير البذل للفقراء. وكان يقضي جزءاً كبيراً من وقته في دراسة التاريخ، كما كان مولعاً بالاستماع إلى أخبار السابقين وإلى الأعمال التي تكشف عن أخلاقهم، وأنظمة حكمهم وإدارتهم(1).
ولكن ألب أرسلان قد أثبت رغم هذه الميول العلمية أنه خليق باسمهِ-"البطل قلب الأسد" فقد فتح هراة، وأرمينية، وبلاد الكرج، والشام. وحشد إمبراطور الروم جيشاً مؤلفاً من مائة ألف جندي من مختلف الأجناس، مختل النظام ليلاقي به جنود ألب أرسلان المضرسين البالغ عددهم 15.000 مقاتل، فلما التقيا عرض القائد السلجوقي على عدوه صلحاً معقولاً، رفضه رومانوس Romanus بازدراء، واشتبك معه في معركة عند منزبكرت (ملازكرت أو ملاسجرد) بأرمينية (1071)، وحارب ببسالة بين جنده الجبناء، فهزم ووقع في الأسر، وجيء به إلى السلطان فسأله ماذا كان يفعل لو ابتسم الحظ لجندهِ؟ فأجابه رومانوس بأنه في هذه الحال كان يمزق جسمه بالسياط. ولكن ألب أرسلان عامله أحسن معاملة، وأطلق سراحه بعد أن وعده بأن يفتدي نفسه بفدية كبيرة، وسمح له بالرجوع إلى بلاده، ومنحه كثيراً من الهدايا القيمة(2)، وبعد عام من ذلك الوقت اغتيل ألب أرسلان .
وكان ابنه ملك شاه (1072-1092) أعظم سلاطين السلاجقة على الإطلاق. وبينما كان قائده سليمان يتم فتح آسية الصغرى، كان هو نفسه يستولي على ما وراء نهر جيحون ويمتد فتوحه إلى بخارى وكاشغر. وأسبغ وزيره القدير الوفي نظام الملك على البلاد في عهد وعهد أبيه ألب أرسلان كثيراً من الرخاء والبهاء كالذي أسبغه البرامكة على بغداد في أيام هارون الرشيد. فقد ظل نظام الملك ثلاثين عاماً ينظم شؤون البلاد، ويشرف على أحوالها الإدارية والسياسية، والمالية، ويشجع الصناعة والتجارة ويصلح الطرق، والجسور، والنزل، ويجعلها آمنة لجميع المسافرين. وكان صديقاً كريماً للفنانين، والشعراء، والعلماء؛ شاد المباني الفخمة في بغداد، وأسس فيها مدرسة كبرى ذاع صيتها في الآفاق، وأمر بإنشاء إيوان القبة العظيم في المسجد الجامع بأصفهان، ورصد له ما يلزمه من المال. ويبدو أنه هو الذي أشار على ملك شاه بأن يستقدم إلى بلاطه عمر الخيام وغيره من الفلكيين لإصلاح التقويم الفارسي.
قصة الحضارة ج13 ص314-315)
 
ماذا قال ديورانت عن صلاح الدين الايوبي
"وكانت البلاد الإسلامية تفخر بعدلهِ وصلاح حكمه، بينما كانت المسيحية تعترف بشهامته وإن لم يكن من دينها .
قصة الحضارة ج13 ص320-321)
 
صلاح الدين الايوبي انشأ أعظم المستشفيات التي تجري فيها اعظم الجراحات
صلاد الدين الايوبي من كلام ديورانت
:"ولما مات شركوه خلفه في الوزارة ابن أخيه الذي صار فيما بعد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب والمعروف عند الغربيين باسم Saladin. وقد ولد صلاح الدين في كريت الواقعة في أعالي نهر دجلة عام 1138 من أسرة كردية-غير سامية. وكان أبوه أيوب قد ارتقى في مناصب الدولة التي صار والياً على بعلبك أيام عماد الدين زنكي، ثم والياً على دمشق في أيام نور الدين محمود. ونشأ صلاح الدين في هاتين المدينتين في بيت من بيوت الإمارة، وتعلم فنون السياسة والحرب، ولكنه جمع إليها صلاحاً وتمسكاً بالدين، وتحمساً له، وإتقاناً لأصولهِ، وبساطة في المعيشة لا تكاد تفترق عن بساطة الزهاد. ويعده المسلمون من أعظم رجالهم الصالحين وكان خير أثوابه ثوباً من الصوف الخشن الغليظ، ولم يكن يشرب غير الماء وكان مضرب المثل في اعتداله في العلاقات الجنسية، وبلغ في ذلك درجة لا يدانيه فيها معاصروه. قدم إلى مصر مع شيركوه، واشترك فيما نشب فيها من قتال، واستلفت الأنظار ببسالته وحسن تدبيره، فعين حاكماً على الإسكندرية وصد عنها غارة الفرنجة في عام 1167. ثم تولى الوزارة وهو في سن الثلاثين، فبذل جهده في إعادة المذهب السني إلى مصر، حتى إذ كان عام 1170 استبدل باسم الخليفة الفاطمي الشيعي اسم الخليفة العباسي السني في خطبة الجمعة. ولم يكن للخليفة العباسي في ذلك الوقت أكثر من الزعامة الدينية الاسمية في بغداد. وكان الخليفة العاضد، آخر الخلفاء الفاطميين في ذلك الوقت، مريضاً في قصره، وظل على غير علم بهذا الانقلاب الديني، لأن صلاح الدين حرص على أن لا تصله أنباؤه حتى يقضي هذا السجين العديم الشأن نحبه في هدوء وسلام. وقد حدث هذا بالفعل بعد قليل، فمات ولم يبايع من يخلفه على العرش، وانقضى بذلك حكم الأسرة الفاطمية دون أن يحدث في البلاد شيء من الاضطراب. وجعل صلاح الدين نفسه والياً على البلاد لا وزيراً، وأقر لنور الدين بالسيادة. ولما دخل صلاح الدين قصر الخليفة بالقاهرة وجد في اثني عشر ألف شخص كلهم نساء عدا أقارب الخليفة نفسه، كما وجد فيه من الحلي، وأثاث، والعاج، والخزف الثمين ما لا يوجد في قصر أعظم عظماء ذلك الوقت. ولم يحتفظ صلاح الدين بشيء من هذا كله لنفسهِ، ووهب القصر لقواد جنده، وظل هو يسكن حجرات الوزير ويعيش فيها عيشة البساطة التي هي من خير النعيم على صاحبها. ولما مات نور الدين في عام 1173 أبى ولاة الأقاليم أن يبايعوا ابنه البالغ عمره أحد عشر عاماً ملكاً عليهم، وأوشكت بلاد الشام أن تقع مرة أخرى في براثن الفوضى. وقال صلاح الدين إنه يخشى أن يستولي الصليبيون على تلك البلاد فسار من مصر ومعه سبعمائة من الفرسان، واستطاع بحملة سريعة موفقة أن يستولي على جميع بلاد الشام. ولما عاد إلى مصر لقب نفسه ملكاً وأسس الأسرة الأيوبية (1175)، وخرج من مصر مرة أخرى بعد ست سنين من ذلك الوقت، واتخذ دمشق مقراً له، واستولى على بلاد النهرين، وكان فيها، كما كان في القاهرة. الرجل الحريص على دينهِ، المستمسك بأصولهِ. وأنشأ عدة مساجد، وبيمارستانات، وأديرة، ومدارس لتعليم قواعد الدين، وشجع العمارة، وإن لم يشجع العلوم الزمنية، وكان يشرك الفاطميون في احتقاره الشعر. ولم يكن يتوانى عن إصلاح كل خطأ ورد كل ظلم يصل إلى علمه، وخفف الضرائب في الوقت الذي أكثر فيه من المنشئات العامة، وأدار دولاب الحكومة بحزم وكفاية وحرص شديد على المصلحة العامة. وكانت البلاد الإسلامية تفخر بعدلهِ وصلاح حكمه، بينما كانت المسيحية تعترف بشهامته وإن لم يكن من دينها .
قصة الحضارة ج13 ص319-321)
 
التسامح الاسلامي في عهد صلاح الدين مع المسيحيين واليهود بالطبع
"فقد طارد السلاجقة وصلاح الدين كل خارج على السنة من المسلمين، ولكنهم كانوا يعاملون اليهود والمسيحيين معاملة بلغ من تسامحها ولينها أن المؤرخين البيزنطيين يحدثوننا عن جماعات مسيحية تطلب إلى الحكام السلاجقة أن يأتوا إليهم ليطردوا حكامها البيزنطيين الظالمين
قصة الحضارة ج13 ص322)
 
وعد الله لايخلف الله وعده
ايام صلاح الدين من اكثر الايام ثقافة وجمالا
وازدهر غرب آسية مرة أخرى مادياً، وأدبياً في عهد السلاجقة والأيوبيين
"وازدهر غرب آسية مرة أخرى مادياً، وأدبياً في عهد السلاجقة والأيوبيين حتى كانت دمشق، وحلب، والموصل، وبغداد، وأصفهان، والري، وهراة، وأميدا، ونيسابور، ومرو وقتئذ من أكثر مدن العالم ثقافة وجمالاً
قصة الحضارة ج13 ص322)
 
وكان أعظم سلاطين المماليك وأشدهم قسوة الظاهر بيبرس (1260-1277). كان الظاهر بيبرس مملوكاً تركياً؛ رفعه دهاؤه وبسالته إلى منصب القيادة في الجيش المصري، وكان هو الذي هزم لويس التاسع في عام 1250، والذي حارب بعد عشر سنين من ذلك الوقت ببسالة ومهارة منقطعة النظير تحت قيادة قطز في معركة عين جالوت. ثم قتل قطز وهو عائد إلى القاهرة ونادى بنفسه سلطاناً على مصر، وكان من الطريف أن يتقبل لنفسهِ الاحتفال الذي أعدته المدينة للضحية المنتصر. واشتبك الظاهر في عدة حروب مع الصليبيين كللت كلها بالنصر، ومن أجلها تضعه الروايات الإسلامية في المرتبة الثانية بعد هارون الرشيد وصلاح الدين، ويصفه مؤرخ مسيحي معاصر له بقولهِ: "إنه كان في السلم معتدلاً، عفيفاً، عادلاً بين شعبهِ، رحيماً برعاياه المسيحيين أنفسهم". وقد أحسن تنظيم حكومة مصر إلى درجة تثبت دعائم حكم خلفائه رغم ما اتصف به من عجز؛ فاحتفظوا بهذا الملك حتى غلبهم الأتراك العثمانيون في عام 1517. وقد أنشأ لمصر جيشاً وأسطولاً قويين، وطهر مرافئها، وأصلح طرقها، وقنوات ريها، وشاد المسجد المسمى باسمه في القاهرة.
قصة الحضارة ج13 ص323-324)
 
المماليك!
"وبعد فإن سلاطين المماليك لا يقعون في نفوسنا موقع سلاطين السلاجقة، أو الأيوبيين. نعم إنهم خلفوا منشئات عامة عظمية، ولكن معظم هذه الأعمال كان يقوم بها فلاحون أو عمال فقراء يستغلون إلى أقصى ما تحتمله الطاقة البشرية، وتستطيعه حكومة لا تسأل قط عن أعمالها أمام الأمة أو أمام طبقة الأعيان؛ وكان الاغتيال هو الطريقة الوحيدة للتخلص من السلاطين، ولكن هؤلاء الحكام الغلاظ الأكباد كانوا أصحاب ذوق سليم، أسخياء في مناصرة الآداب والفنون، وكان عصر المماليك ألمع العصور الإسلامية في تاريخ العمارة الإسلامية في العصور الوسطى بأجمعها، وكانت القاهرة في عهدهم (1250-1300) أغنى مدن العالم الممتد في غرب نهر السند(10)، فكانت أسواقها غاصة بجميع لوازم الحياة وبكثير من كمالياتها، وكان فيها سوق للنخاسة يستطيع الإنسان أن يبتاع منها الرجال والفتيات،
قصة الحضارة ج13 ص325
 
قصر الحمراء الشهير
"وفي غرناطة أمر محمد بن الأحمر (1232-1273) في عام 1248 بتشييد أعظم صرح في الأندلس الإسلامية على بكرة أبيها، ونعني به قصر الحمراء الشهير. وكان الموقع الذي اختير لتشييده عليه قمة جبلية شامخة تحيط بها أخاديد عميقة وتشرف على نهري الدارو Darro والجنيل Genil. وقد وجد الأمير في هذا الموضع حصناً يعرف بحصن الكذابة Acazabs يرجع تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، فأضاف إليه أبنية جديدة وأقام الأسوار الخارجية للحمراء وأقدم قصورها ونقش على كل جزء من أجزائها شعاره المتواضع "لا غالب إلا الله".
قصة الحضارة ج13 330
 
السلاجقة ليسوا هملا
المهندسين والبناء العمراني او المعماري!
:"فكما أن الحكام والوزراء السلاجقة كانوا من أقدر الساسة والحكام في التاريخ، كذلك كان المهندسون السلاجقة من أقدر البنائين وأشجعهم في عصر الإيمان الذي يمتاز بضخامة مبانيه وأعظمها قوة؛ ولقد وقف طراز المباني السلجوقية الضخمة الجريئة في وجه النزعة الفارسية إلى الزينة، ونشأ من اجتماع النزعتين السلجوقية والفارسية طراز معماري جديد عم آسية الصغرى والعراق وإيران، ومن العجيب أن يتفق هذا الطراز في الزمن مع ازدهار فن العمارة القوطي في فرنسا. ولم يجر السلاجقة على السنة التي جرى عليها العرب قبلهم فيخفوا مكان الصلاة في ركن من أركان الصحن، بل جعلوا للمسجد واجهة قوية متلألئة، ورفعوا بناءه، وأقاموا عليه قبة مستديرة أو مخروطية جمعت كل الصرح، وضمت أجزاءه جميعها في وحدة، وفي هذا الوقت بالذات اجتمع في البناء العقد المستدق، والقبو، والقبة أحسن اجتماع
قصة الحضارة ج13 ص334
 
فقد كانت العقول الأوربية والأيدي للصناع تخرج مصاحف تزاد جمالاً فوق جمالها على مر الأيام لمساجد السلاجقة والأيوبيين والمماليك، ومحال عبادتهم؛ ولكبرائهم، ومدارسهم، وكانوا ينقشون على جلود المصاحف المصنوعة من الجلد أو المطلية بالك نقوشاً تبلغ في دقتها بيوت العنكبوت، وكان الأغنياء ينفقون بعض مالهم في استئجار الفنانين لإخراج اجمل ما عرف من الكتب، وكانت طائفة كبيرة من الوراقين، والخطاطين، والمصورين، والمجلدين، تعمل في بعض الأحيان سبعة عشر عاماً كاملاً لإخراج مجلد واحد. ولم يكن بد من أن يكون الورق من أحسن الأنواع، ويقال إن فرش الرسم كانت تصنع من شعرات بيضاء من رقاب القطط التي لا تزيد عرها على سنتين، وكان المداد الأزرق يصنع من مسحوق حجر اللازورد الأزرق، وكان يساوي وزنه ذهباً؛ ولم يكن الذهب السائل يعد أثمن من أن ترسم به بعض الخطوط أو تكتب به بعض الحروف في رسم أو نص. وفي ذلك يقول أحد شعراء الفرس: "إن الخيال لا يمكن أن يتصور مقدار السرور الذي يتيحه للعقل منظر خط متقن الرسم"
قصة الحضارة ج13 ص337-338)
 
دور الكتب زثورة التعليم من القاهرة حتى الاندلس
"فقد كانت القاهرة، والإسكندرية، وبيت المقدس، وبعلبك؛ وحلب، ودمشق، والموصل، وحمص، وطوس، ونيسابور؛ وكثير غيرها من المدن تفخر بما فيها من مدارس كبرى، وكان في بغداد وحدها سنة 1064 ثلاثون مدرسة من هذا النوع، أضاف إليها نظام الملك بعد عام من ذلك الوقت مدرسة أخرى تفوقها كلها في سعتها، وفخامة بنائها، وأجهزتها، ويصفها أحد الرحالة بأنها أجمل بناء في المدينة كلها. وكانت هذه المدرسة الأخيرة تحتوي أربع مدارس للشريعة الإسلامية منفصلة كل منها عن الأخرى، يجد فيها الطلاب التعليم؛ والطعام، والعناية الطبية بالمجان، ويعطى كل منهم فوق ذلك ديناراً ذهبياً لما يحتاجه من النفقات الأخرى. وكان في المدرسة مستشفى، وحمام، ومكتبة مفتحة الأبواب بالمجان للطلبة وهيئة التدريس. ويغلب على الظن أن النساء كان يسمح لهن في بعض الأحوال بالالتحاق بهذه المدارس لأنا نسمع وجود شيخة-أي أستاذة-يهرع الطلاب إلى سماع محاضراتها كما كانوا يهرعون إلى سماع محاضرات أسبازيا Aspasia وهيباشيا Hypatia. (1178)(24).
وكانت دور الكتب العامة أغنى مما كانت في أي عهد آخر من عهود الإسلام؛ وقد كان في الأندلس الإسلامية وحدها سبعون مكتبة عامة، وظل النحاة، وعلماء اللغة، وأصحاب الموسوعات، والمؤرخون موفوري العدد والثراء، وكانت كتب السير التي يضم كل منها عدداً من التراجم من الهوايات الشائعة المتقنة عند المسلمين. من ذلك أن القفطي (المتوفى في عام 1248) ترجم لأربعمائة وأربعة عشر فيلسوفاً وعالماً، وأن ابن أبي أصيبعة (1203-1270) ترج لأربعمائة طبيب، وأن محمد الغوفي (1228)، ألف موسوعة تشمل ترجمة لثلاثمائة من شعراء الفرس لم يذكر فيها اسم عمر الخيام، وبز محمد بن خلكان (121-1282) بمفرده هؤلاء جميعاً وغيرهم بكتابة وفيات الأعيان الذي يحتوي على تراجم في صورة قصص لثمانمائة وخمسة وستين من ذوي المكانة من المسلمين. والكتاب على اتساع مجاله عجيب الدقة، وإن كان ابن خلكان نفسه يعتذر ما فيه من نقص ويختتمه بقوله "أبى الله أن يصح إلا كتابه" وحلل محمد الشهرستاني في كتاب الملل والنحل (1128) المشهورة من أديان العالم وفلسفاته، ولخص تواريخها، ولم يكن في مقدور أحد من المسيحيين في ذلك العصر أن يكتب كتاباً يماثله في غزارة مادته ونزاهته.
قصة الحضارة ج13 ص339-340)
 
علم الجبر وعمر الخيام العالم الفلكي
"وأكثر ما يعرف الأوربيون من الشعر الفارسي هو شعر عمر الخيام، وتضعه بلاد فارس بين علمائهم الأعلام، ولا ترى فر رباعياته إلا لهواً عارضاً كان يلهو به "من أعظم علماء الرياضية في العصور الوسطى"(30). وقد ولد أبو الفتح عمر الخيام ابن إبراهيم في نيسابور عام 1038، ومعنى لقبه صانع الخيام، ولكن هذا اللقب لا يدل على صناعته أو صناعة أبيه إبراهيم، لأن الألقاب المهنية كانت قد فقدت في أيامه معانيها الحرفية، كما فقدت ألقاب الحداد Smith، والخياط Taylor والخباز Baker، والفخراني Potter، معانيها عند الإنجليز والأمريكيين في الوقت الحاضر. ولا يكاد التاريخ يذكر شيئاً عن حياته، وإن كان يسجل أسماء الكثير من مؤلفاته، منها كتابه في الجبر الذي ترجم إلى الفرنسية في عام 1857، وهو يدل على تقدم كبير عما وصل إليه هذا العلم على أيدي الخوارزمي والعلماء اليونان. فقد وصل فيه إلى حل جزئي لمعادلات الدرجة الثالثة قيا أنه "ربما كان أعظم ما وصلت إليه الرياضة في العصور الوسطى"(31) ومنها كتاب آخر في الجبر (وهو كتاب مخطوط في مكتبة ليدن) يعد دراسة نقدية لنظريات إقليدس وتعاريفه. وقد كلفه السلطان ملك شاه مع جماعة من العلماء في عام 1074 إصلاح التقويم الفارسي، وكانت نتيجة عملهم تقويماً لا يخطئ إلا في يوم واحد كل 3770 عاماً-أي أنه أدق قليلاً من تقويمنا الحاضر الذي يخطئ يوم كل 3330 عاماً(32).وإنا لنترك اختيار أحد التقويمين للحضارة التي تتلو حضارتنا هذه. غير أن الدين الإسلامي كان أعظم سلطاناً على النفوس من العلوم الإسلامية، ولهذا عجز تقويم عمر الخيام عن أن يحل عند المسلمين محل التقويم الهجري. ومما يدل على ما بلغه ذلك العالم الفلكي من شهرة واسعة تلك القصة التي يرويا عنه نظامي عروضي الذي عرفه في نيسابور:
في شتاء سنة 508 في مدينة مرو أرسل السلطان ملكشاه في طلب صدر الدين محمد ابن المظفر رحمه الله، وكلفه أن يخبر الخيام-وكان ينزل داره-أن السلطان يري
د الخروج للصيد، وأنه يطلب إلى عر أن يختار له خمسة أيام لا ينزل فيها مطر ولا ثلج. وفعل عمر ما كلف به ثم أرسل ابن المظفر إلى السلطان يخبره بما اختاره. ولما أعد السلطان عدته للرحيل هبط المطر؛ وهبت الرياح عواصف، ونزل الثلج والبرد، وأراد السلطان أن يعود، ولكن الخيام قال: لا تشغل بالك فإن المطر سينقطع في هذه الساعة ثم لا يهب مدة الخمسة الأيام اللاحقة. وسار السلطان وأنقطع المر مدة الأيام الخمسة
قصة الحضارة ج13 ص342-343)
تعليق لاتهم عقيدة الخيام هنا فغرضنا هو بيان ان الكل خاض فيما خاض فيه المسلمون من علم الكون والاسباب حتى انه كان البعض من المجوس واليهود والنصارى
 
ولقد كان المستشرق الألماني فون همر Von Hammar أول من لفت نظر العالم الغربي إلى رباعيات الخيًّام في عام 1818، ثم ترجم إدوارد فتزجرلد Edward Fitzgerald في عام 1859 خمساً وسبعين منها شعراً إنجليزياً رصيناً ممتازاً، فريداً في وعه. ومع أن ثمن النسخة من الطبعة الأولى من هذه الترجمة لم يكن يزيد على بنس واحد فإنها لم يقبل عليها إلا عدد قليل، ولكن طبعات أخرى متتالية أكبر من الأولى عدداً صدرت بعدئذ، وأفلحت في تعديل الصورة التي كانت في عقول الناس عن العالم الرياضي الفارسي حتى جعلته من أكثر الشعراء شهرة، وجعلت شعره من أكثر ما يقرأ من الشعر في العالم. ويرى العارفون بالأصل الذي ترجمه فزجرلد أن من بين المائة والعشر من المقطوعات التي ترجمها تسعاً وأربعين تعبر كل منها عن رباعية واحدة من الأصل الفارسي تعبيراً صادقاً أميناً وأن أربعاً وأربعين مأخوذة كل منها من رباعيتن أو أكثر وأن اثنتين تنعكس "فيهما روح القصيدة الأصلية بأجمعها"، وأن ستاً مأخوذة من رباعيات توجد أصولها أحياناً ضمن رباعيات الخيام، ولكنها في أغلب الظن ليست له؛ وأن اثنتي ينطبع عليهما تأثر فتزجرلد بما قرأه لحافظ، وأن ثلاثة لا نجد لها أصلاً في أي نص فيما لدينا من نصوص رباعيات الخيام، ويبدو أنها من وضع فتزجرلد نفسه، وقد استبعدها هو في الطبعة الثانية
قصة الحضارة ج13 ص344
 
اعظم علومهم علم الرياضة!
"وحافظ المسلمون في العصر الذي نتحدث عنه على تفوقهم غير المنازع في العلوم، وكان أعظم ما بلغوه من التقدم في علم الرياضة في مراكش وأذربيجان، ففيهما نشاهد مرة أخرى ما بلغته الحضارة الإسلامية من رقي عظيم. في مدينة مراكش نشر حسن المراكشي في عام 1229 جداول تشتمل على جيوب الزوايا لكل درجة من الدرجات، وجداول بجيوب التمام، وجيوب الأقواس، ومماسات الأقواس والأقواس المتماسة. وبعد جيل من ذلك الوقت أصدر ناصر الدين الطوسي أول رسالة يحث فيها حساب المثلثات بوصفه علماً مستقلاً بذاته لا بوصفه فرعاً من فروع علم الهيئة. وقد بقي كتابه المسمى شكل القطاع لا ينافسه منافس في هذا الميدان حتى نشر رجيومنتانس
Regiomontanus كتابه المثلثات De Triangulis بعد مائتي عام من ذلك الوقت، وربما كان حساب المثلثات الذي ظهر عند الصينيين في النصف الثاني من القرن الثالث عشر عربي النشأة
قصة الحضارة ج13 ص356)
 
العلوم الطبيعية ونظرية الجاذبية
"وأشهر ما ظهر من الكتب في العلوم الطبيعية في ذلك العهد هو كتاب ميزان الحكمة الذي ألفه في عام 1122 مول يوناني من آسية الصغرى يدعى أبا الفتح. وفي هذا الكتاب تاريخ لعلم الطبيعة، وقوانين الروافع، وجداول بالكثافة النوعية لكثير من المواد السائلة والأجسام الصلبة، وفيه عرض لنظرية الجاذبية بوصفها قوة عامة تجتذب كل شيء نحو مركز الأرض
قصة الحضارة ج13 ص357)
 
المانيا تستفيد
السواقي تحسينات تندهش لها اوروبا
"وقد أدخل المسلمون كثيراً من التحسينات على السواقي التي كانت معروفة عند اليونان والرومان، وشاهد الصليبيون هذه السواقي ترفع الماء من نهر العاصي فأدخلوها في ألمانيا
قصة الحضارة ج13 ص357)
 
إبراهيم السهلي وأقدم كرة سماوية معروفة في التاريخ
"وفي عام 1081 صنع إبراهيم السهلي أحد علماء بلنسية أقدم كرة سماوية معروفة في التاريخ. وقد صنعت هذه الكرة من النحاس الأصفر وكان طول قطرها 209 ملليمتر (81.5 بوصة)؛ وحفر على سطحها 1015 نجماً مقسمة إلى سبعة وأربعين كوكبة، وتبدو النجوم فيها حسب أقدارها
قصة الحضارة ج13 ص357)
 
مرصد إشبيلية واصلاح كتاب او نظرية المجسطي
"وكانت خرلدة إشبيلية منارة ومرصداً في وقت واحد وفيها قام جابر بأرصاده التي نشرها في كتابه إصلاح المجسطي (1240).
قصة الحضارة ج13 ص357
 
من الذي مهد الطريق لكوبرنيكوس؟؟؟؟
تصحيح النظريات الفلكية القديمة
أبي إسحق البطروجي القرطبي (المعروف عند علماء الغرب باسم البتراجيوس Alpetragius)
"وكانت خرلدة إشبيلية منارة ومرصداً في وقت واحد، وفيها قام جابر بأرصاده التي نشرها في كتابه إصلاح المجسطي (1240). كذلك ظهرت نفس هذه الثورة على نظريات بطليموس الفلكية في مؤلفات أبي إسحق البطروجي القرطبي (المعروف عند علماء الغرب باسم البتراجيوس Alpetragius) والذي مهد الطريق لكوبرنيق بنقده الهدام لنظرية أفلاك التدوير والدوائر المختلفة المراكز التي حاول بها بطليموس أن يفسر حركات النجوم ومساراتها.
قصة الحضارة ج13 ص357)
 
فتوحات علم الجغرافيا والادريسي
"وأنجب هذا العصر عالمين في تقويم البلدان طبقت شهرتهما العالم كله في العصور الوسطى، ونعني بهما الإدريسي وياقوت. فأما أبو عبد الله محمد الإدريسي فقد ولد في سنة 1100 وتلقى العلم في قرطبة، وكتب في بلرم إجابة لطلب روجر الثاني ملك صقلية، كتابه المسمى كتاب روجاري وقد قسم فيه الأرض سبعة أقاليم مناخية ثم قسم كل إقليم إلى عشرة أجزاء، ورسم لكل جزء من الأجزاء السبعين خريطة تفصيلية إيضاحية، وكانت هذه الخرائط أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط في العصور الوسطى، لم ترسم قبلها خرائط أتم منها، أو أدق، أو أوسع وأعظم تفصيلاً. وكان الإدريسي يجزم كما تجزم الكثرة الغالبة من علماء المسلمين بكرية الأرض، ويرى أن هذه حقيقة مسلم بصحتها. ويقاسمه هذا الشرف العظيم شرف حمل لواء علماء الجغرافية في العصور الوسطى أبو عبد الله ياقوت (1179- 1229). وكان ياقوت بمولده يونانياً من سكان آسية الصغرى، وأسر في الحرب وبيع في سوق الرقيق، ولكن التاجر البغدادي الذي ابتاعه أحسن تربيته وتعليمه، ثم أعتقه. وكان ياقوت كثير الأسفار، سافر أولاً للتجارة، ثم سافر لدراسة الأرض وأهلها، لأنه أعجب أشد الإعجاب ببلادها، وسكانها المختلفي الأجناس، وبلباسهم وأساليب حياتهم. وقد سره وأثلج صدره أن يجد عشر مكاتب عامة تحتوي إحداها على 12.000 مجلد، وف أمين هذه المكتبة لشأن الزائر فسمح له أن يأخذ منها مائتي كتاب إلى حجرته دفعة واحدة. وما من شك في أن الذين يحبون الكتب يرون أنها دم الحياة يجري في عروق عظماء الرجال يدركون ما شعر به ياقوت من بهجة حين حصل على الكنز العظيم من كنوز العقل. ثم انتقل ياقوت بعدئذ إلى خيوة وبلخ، وهناك أوشك المغول أن يقبضوا عليه أثناء زحفهم المخرب الفتاك، ولكنه استطاع الفرار عارياً من الثياب، وهو محتفظ بمخطوطاته، واجتاز بلاد الفرس إلى الموصل. وأنم وهو يعاني آلام الفاقة وشظف العيش أثناء عمله في نسخ الكتب كتابه الشهير معجم البلدان (1228) وهو موسوعة جغرافية ضخمة جمع فيها كل المعلومات الجغرافية المعروفة في العصور الوسطى. ولم يكد يترك شيئاً من هذه المعلومات إلا أدخله في هذه الموسوعة- من فلك، وطبيعة، وعلوم آثار، والجغرافية البشرية، والتاريخ، هذا إلى ما أثبته فيها من أبعاد المدن بعضها عن بعض، وأهميتها وحياة مشهوري أهلها وأعمالهم، ولسنا نعلم أن أحداً أحب الأرض كما احبها هذا العالم العظيم.
قصة الحضارة ج13 ص358-359)
 
علم النبات بعثاً جديداً على أيدي المسلمين
و أبي العباس الإشبيلي (1216)
وأبو محمد بن البيطار المالقي (1190- 1248)
:"وبعث علم النبات بعثاً جديداً على أيدي المسلمين في ذلك العصر وقد كاد ينسى بعد ثاوفراسطوس؛ فقد وضع الإدريسي كتاباً في النباتات وصف فيه ثلاثمائة وستين نوعاً مختلفاً منها، ولم يقتصر اهتمامه بها على الناحية الطبية، بل عنى أيضاً بالناحية العلمية النباتية. وذاعت شهرة أبي العباس الإشبيلي (1216) لدراسته حياة أنواع البات المختلفة التي تنمو بين المحيط الأطلنطي والبحر الأحمر. وجمع أبو محمد بن البيطار المالقي (1190- 1248) كل ما عرفه المسلمون في علم النبات في موسوعة عظيمة غزيرة المادة ظلت هي المرجع المعترف به في هذا العالم حتى القرن السادس عشر، ورفعته إلى مقام أعظم علماء النبات والصيادلة في العصور الوسطى(79). ومن أهم ما ظهر من الكتب في العلوم الزراعية كتاب الفلاحة الذي وصف فيه مؤلفه ابن الأوان الإشبيلي أنواع التربة والسماد، وريقة زرع 585 نوعاً من أنواع النبات، وخمسين نوعاً من أشجار الفاكهة، وشرح طرق التطعيم، وبحث أغراض لأمراض النبات وطرق علاجها. وكان كتابه هذا أكمل البحوث في علم الفلاحة في العصور الوسطى جميعها
قصة الحضارة ج13 ص359)
 
الأطباء إنجاب مستمر في آسية، وإفريقية، وأوربا!!
"وأنجب المسلمون في هذا العصر، كما أنجبوا في غيره من العصور أعظم الأطباء في آسية، وإفريقية، وأوربا"
قصة الحضارة ج13 ص359)
 
أطباء العيون
وأنجب المسلمون في هذا العصر، كما أنجبوا في غيره من العصور أعظم الأطباء في آسية، وإفريقية، وأوربا. وكان أهم ما بغوا فيه علم الرمد، ولعل سبب هذا النبوغ أنه كان واسع الانتشار في بلاد الشرق الأدنى، ففي هذه البلاد كان الناس يبذلون أكثر المال لعلاج الأمراض وأقله للوقاية منها. وكان أطباء العيون يجرون كثيراً من العمليات لإزالة إظلام العدسة (سادَّة العين أو الكتركتا). وقد بلغ من ثقة الطبيب خليفة بن أبي المحاسن الحلبي (1256) بحذقه في هذه العمليات أنه أجرى هذه الجراحة لرجل أعور
قصة الحضارة ج13 ص359-360)
 
ابن البيطار
والعقاقير والصيدليات
"). ووضع ابن البيطار في كتابه الجامع الطب النباتي. فقد وصف في هذا الكتاب ألفاً وأربعمائة من أنواع النبات والأغذية، والعقاقير، ثلاثمائة منها لم تكن معروفة من قبل، وحلل تركيبها الكيمائي، وخصائصها العلاجية، وأضاف إلى ذلك ملاحظات دقيقة عن طرق استخدامها في علاج الأمراض
قصة الحضارة ج13 ص360)
 
عودة
أعلى