التاريخ المحسوس لحضارة الإسلام وعصور اوروبا المظلمة من قصة الحضارة لديورانت أ. طارق منينة

هولندا وبعد حروب تتعايش الكاثوليكية والبروتستانتية
:"أنه لما يثير الدهشة أنه في قطعة صغيرة من أوربا، مثل الأراضي الوطيئة نشأت ثقافتان متضادتان مثل الفلمنكية والهولندية، وعقيدتان متنافرتان مثل الكاثوليكية والكلفنية"
قصة الحضارة ج30 ص42، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> من روينز إلى رمبرانت -> الفلمنكيون
تعليق
الكاثوليكية والكلفنية..لم تنشآ من هناك انما جلبتا من الخارج!
وهو نفسه قال بعدها"وربما نبع بعض التباين من اقتراب هولندة من ألمانيا البروتستانتية واقتراب الفلاندرز من فرنسا الكاثوليكية. وربما ينجم من الاختلاف من ارتباط أسبانيا الكاثوليكية الملكية الأرستقراطية ارتباطاً وثيقاً ببروكسل وأنتورب
 
تعليق ديورانت على حرب الثمانين
:"فإن ضراوة دوق ألفا ومحاكم التفتيش أخرجت الصناع الهرة والتجار البروتستانت إلى هولندة ألمانيا وإنجلترا، وصرامة الكلفنية أتلفت الكنائس، وعنف الأسبان نهب البيوت وأحرق القصور، كما أن ضراوة فرنسا أفرغت عجزها في الدماء، والحصار الذي ضربه فانز لمدة أربعة عشر شهراً أمات الكاثوليك والبروتستانت جوعاً على حد سواء. وأخيراً انضم الكاثوليك إلى البروتستانت في الخروج من المدينة، وانتقلت تجارة أنتورب إلى أمستردام وروتردام وهارلم وهمبرج ولندن وروان.
ولكن وحشية الإنسان متقطعة، وسهلة التكيف عنده باقية."
قصة الحضارة ج30 ص43، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> من روينز إلى رمبرانت -> الفلمنكيون
 
صلات الهولنديون بالعرب والخلافة في تركيا(القرن ال16،17) ومستعمراتهم في امريكا !
واحتلالهم اندونيسيا
:"وحتى 1591 كان التجار الهولنديون يشترون المنتجات الشرقية من أرصفة لشبونة ليعيدوا بيعها في أوربا الشمالية. ولكن فيليب الثاني غزا البرتغال في ذلك العام فحرم الاتجار مع الهولنديين، ومن ثم عقدوا العزم على أن يقوموا هم بأنفسهم برحلاتهم إلى الهند والشرق الأقصى. وكان اليهود اللاجئون من أسبانيا والبرتغال أو ذراريهم على علم تام بمراكز تجارة البرتغال في الشرق، فانتفع الهولنديون بعلمهم(83). وعبر التجار الهولنديون، حتى أثناء الحرب مع أسبانيا مضايق جبل طارق، وسرعان ما اتجروا مع إيطاليا، ثم مع العرب، متجاهلين الفوارق الدينية في إصرار وثبات. وشقوا طريقهم إلى القسطنطينية، وعقدوا معاهدة مع السلطان، وباعوا بضاعتهم إلى الأتراك وإلى أعدائهم الفرس، على حد سواء، ثم ساروا إلى الهند. وفي 1595 قاد كورنيلس دي هوتمان حملة حول رأس الرجاء الصالح ومدغشقر إلى جزر الهند الشرقية. وفي 1602 قامت خمس وستون سفينة هولندية برحلة العودة إلى الهند. وفي 1601 أسست شركة الهند الشرقية الهولندية برأس مال قدره ستة ملايين وستمائة ألف فلورين-خمسة أمثال رأس مال الشركة الإنجليزية التي أسست قبلها بثلاثة شهور(84). وفي 1610 بدأ التجار الهولنديون التجارة مع اليابان، وفي 1613 مع سيام، وفي 1615 سيطروا على جزر ملقا، وفي 1623 على فرموزا. أنهم في جيل واحد فتحوا إمبراطورية من الجزر حكموها من عاصمة جاوة: جاكرتا التي سموها باتافيا. وفي هذه الحقبة أدت الشركة لحملة الأسهم ربحاً سنوياً قدره 22% وكان الفلفل يستورد من جزر البهار، ويباع في أوربا بعشرة أمثال الثمن الذي يدفع للمنتجين المحليين(85). وحسب الهولنديون أن الأرض ملكاً خاص لهم. فأرسلوا سفناً للبحث عن طريق شمالي غربي إلى الصين. وفي 1609 استأجروا إنجليزياً هو هنري هدسن، ليرتاد نهر هدسن. وبعد ذلك باثني عشر عاماً كونوا شركة الهند الغربية الهولندية. وفي 1623 أسسوا مستعمرة الأراضي الوطيئة الجديدة وكانت تضم الولايات الحالية: كنكتيكت ونيويورك ونيوجرسي وبنسلفانيا ودلاوير. وفي 1626 اشتروا من الهنود "أمستردام الجديدة" (منهاتان) مقابل بعض الحلي الصغيرة التي قدرت قيمتها بأربعة وعشرون دولاراً. وكانوا جادين في تطهير وتطوير هذه الأراضي، ولكن كان ممتلكاتهم في أمريكا الشمالية وقعت غنيمة في أيدي الإنجليز (1664) نتيجة للحرب، وكذلك وقعت ممتلكاتهم في أمريكا الجنوبية في أيدي الأسبان والبرتغال، ولم يبقَ لهم إلا سورينا، تحت اسم غيانا الهولندية.
قصة الحضارة ج30 ص68،69، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> من روينز إلى رمبرانت -> الاقتصاد الهولندي
 
كان ياماكان!
هولندا القرن ال17
انفتاح التجارة استدعى حرية المعتقد في امستردام بعد حروب فظيعة، أما الإسلام فإنه عبد الطرق من البداية فإنتشرت حضارتنا بسرعة مدهشة بلا عوائق اجتماعية أو مذهبية أو دينية فالحرية كانت حتى للمجوس في بلاد الاسلام الواسعة من ايام عمر رضي الله عنه فهما عن النبي
اما في امستردام وبعد حروب قرون ثم حروب الثمانين عاما الداخلية مع او ضد اسبانيا والشعي نفسه يقتل نفسه احزابا وعقائد مسيحية متناقرة فقد تعلمت الدرس وكان الاقتصاد عامل في فرض الحرية!
قال ديورانت عن القرن ال17 وعن امستردام تحديدا
:"شيدت مدرسة في كل قرية ومحت الأمية، وخلقت جواً فكرياً مكهرباً بالجدل والأفكار، وأباحت حرية الفكر والكلام والصحافة، حتى أن هولندة سرعان ما أصبحت ملجأ عالمياً للعقول الثائرة؟ المتمردة وقال ديكادرت:
"ليس ثمة بلد غير هذا البلد، فيه الحرية أكمل. وألمن أعظم، والجريمة أندر، وبساطة العادات القديمة أروع(90)". وفي 1660 كتب فرنسي آخر:
ليس في العالم مقاطعة تنعم بهذا القدر من الحرية مثل مل تنعم هولندة وفي اللحظة التي يأتي فيها أي سيد إلى هذا البلد بأي أرقاء أو عبيد، فإنهم يصبحون أحراراً، ويستطيع أي فرد أن يغادر البلد متى شاء ويأخذ معه من الأموال ما يشاء. والطرق آمنة ليل نهار، حتى لو سار الإنسان بمفرده. ولا يباح للسيد أن يحتفظ بخادم دون إرادته. ولا يضار إنسان بسبب دينه. وكل إنسان حر في أن يتفوه بما يشاء "حتى عن الحكام(91)". وكان أساس هذه الحرية هو النظام. ويعكس صفاء الذهن في أناقة المنزل وحسن ترتيبه. وتميز الرجال بالشجاعة والجد والعناد، كما تميزت النساء بالاجتهاد والبراعة الفائقة في الأعمال المنزلية. ويتسم الجنسان كلاهما بهدوء الطبع وروح المرح. وأعتزل كثير من رجال الأعمال الهولنديين العمل بعد جمع ثروة معقولة، وانصرفوا إلى السياسة والأدب والجولف والموسيقى والهناءة المنزلية. وكتب لودوفيكو جوتيشيارديني "إن الهولنديين يفزعون من الزنى" وأن نساءهم على أكبر قدر من الحرص والحذر، ومن ثم منحن قسطاً كبيراً من الحرية، فيخرجن وحدهن للقيام بالزيارات بل والرحلات، دون أن يأتين بما يخدش سمعتهن...إنهن مديرات المنازل ، وإنهن يحببن بيوتهن(93). وكان ثمة نساء كثيرات ذوات ثقافة رفيعة، مثل ماريا شورمان "منيرفا هولندة" (ربة الحكمة والمهارة الفنية
قصة الحضارة ج30 ص70،71، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> من روينز إلى رمبرانت -> الحياة والأدب في هولندة
 
هولندا القرن ال17
بعد عشرة قرون من الإسلام المنفتح على العالم والشعوب واللغات والذي اعطى اهل الكتاب حرية كبيرة فصنعوا معه حضارته وتحت شروطه الكونية حتى هرب اليه اللاجؤون من اوروبا نفسها(إلى تركيا والقاهرة والمغرب وتونس كما بينا).. وبعد حروب (مسيحية-مسيحية)، قتل فيها ملايين من الناس، داخل وخارج اوروبا وهولندا وآخرها حرب الثمانين عاما بين هولندا واسبانيا بدأت الحريات في بعض المقاطعات الهولندية، امستردام بلد الحريات
:":"وإلى هذا الجو البهيج جاء اللاجئون من فلاندرز وفرنسا والبرتغال وأسبانيا والتجارب الأجانب من نصف أمريكا المعمودة بتشكيلة مثيرة من الأساليب الغريبة الدخيلة، وضمت جامعات ليدن وفرانكر وهاردرفيك وأوترخت وجروننجن مشاهير علماء العالم، وأنجبت بدورها آخرين. فكان جوستوس لبسيوسي وجوزيف سكاليجر ودانبل هنسيوسي وجيرار فوسيوسي يعملون جميعاً في ليدن في النصف الأول من القرن من بداية افتتاحها (1575-1625) وما جاءت سنة 1640 حتى كانت ليدن أشهر مركز للعلم والدرس في أوربا. وكانت نسبة معرفة القراءة والكتابة بين جمهور سكان المقاطعات المتحدة أعلى منها في أي مكان آخر في العالم. وكانت الصحافة الهولندية أول صحافة حرة. وكانت صحيفة "الأخبار " الأسبوعية في ليدن، وصحيفة "الجازيت" في أمستردام تقرآن في سائر أنحاء أوربا الغربية، لأنهما كانتا تتحدثان في حرية تامة، على حين كانت الصحافة في تلك الأيام في أية بقعة أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة ورقابتها. وكانت الهشة تتولى أي ملك فرنسي يطلب كبح جماح أي صحفي هولندي أو وقفه عند حده، إذا علم أن هذا مطلب مستحيل تنفيذه(98).
وكان رجال الأدب في هولندة كثيرين، ولكن كان من سوء حظهم
قصة الحضارة ج30 ص72،73، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> من روينز إلى رمبرانت -> الحياة والأدب في هولندة
 
فردريك الثاني العرش 1559
:"عندما ارتقى فردريك الثاني العرش 1559 كانت الدنمارك من أقوى الدول وأكثرها امتداداً في أوربا، ولم تكن تعلمت بعد أنه من الحذق والحكمة أن تكون صغيرة. وفي الصراع الطويل الأمد بينها وبين السويد من أجل السيطرة على التجارة بين بحر الشمال والبلطيق، كانت الدنمارك هي المنتصرة في بداية الأمر
قصة الحضارة ج30 ص98، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> الدانمرك دولة عظمى
 
الحرب بين الدنمارك والسويد المسيحيتان
ونبلاء يملكون نصف الارض والسياسة
:"عندما ارتقى فردريك الثاني العرش 1559 كانت الدنمارك من أقوى الدول وأكثرها امتداداً في أوربا، ولم تكن تعلمت بعد أنه من الحذق والحكمة أن تكون صغيرة. وفي الصراع الطويل الأمد بينها وبين السويد من أجل السيطرة على التجارة بين بحر الشمال والبلطيق، كانت الدنمارك هي المنتصرة في بداية الأمر، حتى امتد حكمها عبر الاسكاجراك إلى النرويج، وعبر الكاتيجات إلى ما هو الآن جنوب السويد. واستولت على المدن الاستراتيجية كوبنهاجن وهلسينور في الجانب الغربي، ودالمو وهلسنبور في الجانب الشرقي من الأوريسوند أو السوند-أي المياه العاصفة التي لا يزيد اتساعها في مكان واحد فقط على ثلاثة أميال ونصف الميل. والتي تفصل الآن الدنمارك عن السويد. واستولت في أقصى الشرق، في معظم هذه الفترة، على جزر بورنهلم وجوتلفد وأوسل، وبذلك تحكمت في بحر البلطيق. وكانت تضم في الجنوب دوقتي شلزويج وهولستين، كما حكمت في أقصى الشمال الغربي أيسلنده وجرينلند وكانت الضرائب والرسوم التي فرضتها الدنمارك على التجارة المارة عبر المضايق بين البحار هي المصدر الأساسي لموارد المملكة ولسبب الرئيسي في حروبها.
وكانت السلطة السياسية في أيدي ثمانمائة من النبلاء ملكوا نصف الأرض وجعلوا من الفلاحين أرقاء، وانتخبوا الملك، وحكموا البلاد عن طريق الريشستاغ أو الديت الوطني (الجمعية التشريعية) والريجستاد أو مجلس الدولة. وأفادوا من حركة الإصلاح الديني بامتصاص معظم الممتلكات التي كانت تابعة للكنيسة من قبل. وفي مقابل إعفائهم من الضرائب، كان متوقعاً منهم ولكنهم رفضوا في أغلب الأحيان، أن يسلحوا فلاحيهم ويقودوهم إلى الحرب، إذا استفزهم الملك، ولم يحظَ رجال الدين البروتستانت المحرومين من الثورة إلا بمكانة اجتماعية هزيلة ونفوذ سياسي ضئيل، ومهما يكن من أمرهم فإنهم سيطروا على التعليم وأشرفوا على الأدب، ومن ثم لم ينتج إلا لاهوتاً وتراتيل. ونعم جمهور السكان. وقد بلغ عددهم نحو مليون، بالإسراف بالطعام والشراب، حتى لقد نصح حلاق جراح عملاءه قائلاً: "إنه لمن الأفضل للناس أن يشربوا الخمر إلى حد الثمل مرة في كل شهر، وعندي لهذا أسباب قوية، فإنه يقويهم ويساعدهم على النوم العميق، ويسهل التبول والتنفس ويجلب السعادة الرفاهية عامة(1).
قصة الحضارة ج30 ص97،98، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> الدانمرك دولة عظمى
 
حرب الثلاثين عاما واشتراك
كرستيان الرابع ابن فريدريك الثاني -فيها-وتحت سلطته النرويح والدنمارك
:"وكرستيان الرابع الذي لم يكن ملكاً على الدنمارك لمدة ستين عاماً (1588-1648) فحسب، بل كان يمكن كذلك أن يتزعم الناس بصرف النظر عن الأصل الملكي. وإنا لنمر مروراً عابراً بوالده فردريك الثاني لنذكر أن المهندس المعماري الفلمنكي أنطونيوس فإن أوبرجر صمم له (1574-1575) حصن قصر كرونبورج في هلسينور-"السينور هملت".
وعندما مات فردريك 1587 كان كريستيان صبياً في الحادية عشرة، فتولى الحكم لمدة ثمان سنوات أربعة أوصياء من النبلاء، ثم قبض كريستيان على زمام الأمور، وطيلة نصف القرن التالي. نعم بحياة مترفة في بذخ وحيوية ونشاط متعدد الجوانب، مما أدهش كل أوربا، وبز الملك توجيهات الحلاق وأصلح كريستيان حكومة النرويج وطور صناعتها وأعاد بناء عاصمتها التي حملت اسمه لمدة ثلاثة قرون: "كريستيانا" (سميت أوسلو 1925). وفي الدنمرك أصلح الإدارة ونهض بالصناعات ونظم الشركات التجارية وأسس الكليات والمدن، ورفع من مستوى الفلاحين في الضياع الملكية.
وأطاح الطمع بالملك، ذلك أنه كان يراوده حلم إسكنديناوة بأسرها تحت حكم رجل واحد، أي تحت حكمه هو، ولكن النبلاء اعترضوا بأنه من المتعذر غزو السويد، ولم يمنحوه تأييدهم وعونهم وشن بالجنود المرتزقة أساساً حرب الكلمار على السويد (1611-1613). وما أن قامت حرب الثلاثين عاماً حتى وجد نفسه على كره منه، متحالفاً مع السويد، دفاعاً عن قضية البروتستانت. وبرغم هذا الخطر المحدق به استأنف الحرب مع السويد (1643) ولو أنه كان في السابعة والستين من العمر. وقاد قواته الهزيلة في حماسة رومانتيكية. وفي معركة كولمبرج البحرية (1644) قاتل طوال يوم كامل على الرغم من إصابته بعشرين جرحاً، وفقد إحدى عينيه، وأحرز نصراً مؤقتاً. وثبت في آخر الأمر أن السويد أقوى، وحررها صلح برومسبرو 1645 من دفع الرسوم على تجارتها في مياه السويد، وتخلى لها عن جوتلند وأوزل وثلاث مقاطعات في شبه جزيرة إسكنديناوة. وعندما مات كرستيان الرابع، بعد خمسين عاماً من أعمال بناءة وحروب هدامة كانت مملكته أصغر مما كانت عليه حين اعتلى العرش. ودالت دولة الدنمرك وسطوتها.
قصة الحضارة ج30 ص89،99، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> الدانمرك دولة عظمى
 
الملكة كريستينا (1)ملكة السويد -التي تخلت عن عرش السويد-
تعلمت العربية في صغرها وفيما بعد أرسلت وهي ملكة (القرن ال17) من يتعلم علوم العرب(المسلمين)!!!
ابوها هو ملك السويد قبلها وهو "جوستاف أدولف .وكان أعظم شخصية رومانتيكية في تاريخ السويد، وهو في سن السادسة عشر آنذاك. وكانت أمه ألمانية، ابنه الدوق أدولفس هولتين جوتورب".
قصة الحضارة ج30 ص104، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد" جوستاف... كانت ابنته وريثة عرشه طفلة في الرابعة"
قصة الحضارة ج30 ص107، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
"وفي 1644 أحست كريستينا، وهي الآن في ربيعها الثامن عشر، أنها قادرة على حكم هذه الأمة الشديدة الحساسية النابضة بالحياة، والتي بلغ عدد سكانها المليون ونصف المليون من الأنفس. والحق أنها تحلت بكل قدرات ومواهب رجل ذكي مبكر النضج"
قصة الحضارة ج30 ص108، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
-
"زارت كريستينا جامعة أبسالا لتشجع بحضورها الأساتذة والطلبة، واستمعت إلى سترنهلم وغيره يحاضرون في النص العبري للتوراة. وشادت كلية في دوريات وأهدتها مكتبة، وأسست ست كليات أخرى. وطورت إلى جامعة، الكلية التي كان أبوها قد أسسها في آبو (توركو) في فنلندة. وأرسلت الطلبة للدراسة في الخارج، وبعثت بنفر منهم إلى شبه جزيرة العرب ليدرسوا علوم الشرق. واستقدمت بعض الهولنديين المشتغلين بالطباعة ليؤسسوا دار للنشر في ستوكهلم. وشجعت رجال العلم السويديين على الكتابة باللغة الوطنية، حتى ينتشر العلم بين أفراد الشعب. ولا نزاع في أنها كانت من أعظم الحكام المستنيرين في التاريخ"
قصة الحضارة ج30 ص110،111، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
"أنها أرادت كذلك أن تنافس العلماء في علمهم، لا في اللغات والآداب وحدها، بل في العلوم والفلسفة أيضاً. وما أن بلغت الرابعة عشرة حتى كانت قد درست الألمانية والفرنسية الإيطالية والأسبانية وفي الثامنة عشرة درست اللاتينية، وبعد ذلك بقليل اليونانية والعبرية والعربية، وقرأت للشعراء الفرنسيين والإيطاليين وأحبتهم"
قصة الحضارة ج30 ص109، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
وعن ابوها"وما أن بلغ الثانية عشرة حتى كان قد درس اللاتينية والإيطالية والهولندية. والتقط بعد ذلك شيئاً من الإنجليزية والأسبانية، بل حتى البولندية والروسية، وأضيف إلى هذا كله جرعة قوية من الأدب القديم انسجم مع تدريبه في الألعاب الرياضية والشؤون العامة وفنون الحرب وبدأ في سن التاسعة يشهد جلسات الديت، واستقبل السفراء في الثالثة عشرة وفي الخامسة عشرة حكم إحدى المقاطعات"
قصة الحضارة ج30 ص104، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
وجاء فيلسوف العصر المشهور، رينيه ديكارت، ورأى، وعجب إذ سمعها تستنتج أفكاره الأثيرة لديه عن أفلاطون(19). فلما حاول أن يقنعها بأن كل الحيوانات آلات، ردت عليه بقولها أنها لم تر قط ساعة يدها تلد ساعات "أطفالاً(20)" أي ساعات صغيرة. ومثل هذا كثير قيما بعد
قصة الحضارة ج30 ص110، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
وسنرى في فصل لاحق كيف أنها اعترضت على سياسة أوكسنسترنا العسكرية، وكافحت من أجل السلام، وساعدت على إنهاء حرب الثلاثين عاماً.
قصة الحضارة ج30 ص111، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
:"وأخيراً، وبعد اختيار عدد من الفلسفات، وربما بعد أن امتنعت عن أن تكون مسيحية، أصبحت كريستينا كاثوليكية أنها متهمة بأنها رضعت لبان الإلحاد والكفر من طبيبها بورديلوت(24). وذهب مؤرخ سويدي-وكرر فولتير قوله(25)-إلى أن تحولها إلى الكثلكة كان تمثيلية هزلية مقصودة، وبناء على هذه النظرية، تكون كريستينا قد انتهت إلى النتيجة التي تقول بأنها ما دامت الحقيقة شيئاً لا يمكن معرفته أو الوصول أليه، فللمرء أن يختار الديانة التي تستهوي قلبه وتتفق مع فكرة الجمال أكثر من غيرها(26)وتوفر أكبر فد من الطمأنينة للناس. ولكن الارتداد إلى الكاثوليكية رد فعل صادق مخلص بعد التشكك المفرط، فقد يحفر التصوف جذوره في أعماق الشك. لقد كان في كريستينا عناصر صوفية خفية، فكل مذكراتها موجهة إلى الله في إخلاص بالغ. إن الإيمان ثوب واق. وإن التجرد الكامل منه ليترك الإنسان في حالة عرى فكري يتطلع إلى الكساء والدفء. وأي ثوب أدفأ من كاثوليكية فرنسا وإيطاليا الحسية النابضة بالحياة؟ وتساءلت الملكة: "كيف يكون المرء مسيحياً دون أن يكون كاثوليكياً(27)؟"
وفكرت كرستينا ملياً في هذه المسألة وفي المضاعفات التي ينطوي عليها ارتدادها فإنها إن تركت اللوثرية، فلابد لها، بمقتضى قوانين مملكتها ووالدها الحبيب-أن تتخلى عن عرشها، وأن تغادر بلادها كذلك. وأية نكسة مروعة يكون هذا التحول في العقيدة لدفاع والدها البطولي عن أوربا البروتستانتية، ولكنها ضاقت ذرعاً ولاقت نصباً من واجباتها الرسمية ومن خطب الوعاظ والمستشارين الرنانة، ومن الثالوث المتحذلق من العلماء والأثريين والمؤرخين. وربما تعبت منها السويد وضاقت بها ذرعاً كذلك. وقد أفقرها وهبط بمواردها تخليها من أراضي التاج وهداياها وهباتها السخية لذوي الحظوة لديها والقريبين منها. وتكتلت أغلبية النبلاء ضد سياستها. وفي 1651 كان ثمة هبة توشك أن تكون ثورة. ولكن زعماءها أعدموا على عجل(28). ولكنها خلقت وراءها امتعاضاً شديداً، ولكن انتابها المرض آخر الأمر...إنها كانت ابنة البحر المتوسط فارتعدت فرائضها من برد الشمال القاسي في الشتاء، وتاقت نفسها إلى سماء إيطاليا ومنتديات فرنسا. فكم يكون جميلاً أن تلحق بالنساء المثقفات اللائى بدأن مهمتهن الفذة في رعاية الحياة الفكرية والعقلية في فرنسا، إذا استطاعت أن تحمل معها ثروة كافية!!
وفي 1652 بعثت سراً إلى روما بأحد الملحقين في سفارة البرتغال ليطلب قدوم بعض الجزويت ليناقشوا معها اللاهوت الكاثوليكي، فجاءوا متنكرين. ولكن فت في عضدهم وثبط من همتهم بعض الأسئلة التي وجهتها إليهم-هل يوجد إله حقاً، هل تبقى الروح بعد فناء الجسم، وهل ثمة تمييز بين الصواب والخطأ إلا عن طريق المنفعة. فلما أوشكوا على الرحيل-يأسا-هدأت من روعهم بقولها "ماذا ترون لو أني كنت أقرب إلى أن أصبح كاثوليكية مما تظنون؟" وقال أحد الجزويت تعقيباً على ذلك "فلما سمعنا هذا أحسسنا بأننا بعثنا من مرقدنا(30)". وكان اعتناق الكثلكة قبل التخلي عن العرش أمراً محظوراً قانوناً. ولكنها رغبت قبل التخلي عن العرش، في الحفاظ على الطابع الوراثي للملكية السويدية، عن طريق إقناع الديت بالتصديق على اعتبارها لأبن عمها شارل جوستاف. خلفاً لها. ولكن طول المفاوضات أجل نزولها عن العرش حتى 6 يونية 1654. وكان الاحتفال الأخير مؤثراً قدر ما كان تخلي شارل الخامس عن العرش مؤثراً قبل ذلك بتسعين عاماً. فإنها نزعت التاج عن رأسها، وطرحت كل الشارات الملكية، وخلعت العباءة الملكية، ووقفت أمام الديت في ثوب بسيط من الحرير الأبيض، وودعت بلدها وشعبها بخطاب فجر بالدموع عيون النبلاء العجائز الرابطي الجأش، وممثلي المدن القليلي الكلام ووفر لها المجلس الموارد للمستقبل. وأباح لها الاحتفاظ بحقوقها الملكية على حاشيتها.
وغادرت ستوكهلم عن الغسق، بعد خمسة أيام من تخليها عن العرش...وفي اللحظة الأخيرة تلقت عرضاً بالزواج من الملك شارل العاشر الذي توج حديثاً، فرفضت في عطف وكياسة وتنكرت في زي رجل تحت اسم كونت دونا، وركبت البحر إلى الدنمرك، دون أن تدري أنها لمدة خمس وثلاثين سنة أخرى ستلعب دوراً في التاريخ.
قصة الحضارة ج30 ص111-114، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> ظهور دول الشمال -> السويد
 
قفزة واحدة وايطاليا مسلمة أو اندلسا جديدا!!
:"وامتدت الدولة العثمانية في أوربا من البسفور عبر اليونان (بما فيها أثينا وإسبارطة) والبلقان والمجر، على بعد مائة ميل من فيينا، وعبر دالمشيا إلى أبواب البندقية، وعبر البوسنة وألبانيا، وما كان ثمة إلا قفزة واحدة عبر الأدرياتيك حتى تصبح في إيطاليا البابوية"
قصة الحضارةج30 ص135، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
مدهش
عن الإسلام يتحدث وله أن يفسر كما يشاء لكنه كان تحريرا وأسلم الناس في الحرية وفي ظل شرائع التعايش الإسلامي !
قال ديورانت " هذا الدين تيسر له غزو البلاد التي اقتطعت من العالم المسيحي. فقد كان للكنيسة الشرقية بطاركتها في القسطنطينية وإنطاكية، وأورشليم والإسكندرية، ولكن عدد المسيحيين فيها كان يتناقص بسرعة، وظل الأرمن في آسية الصغرى والأقباط في مصر على عقيدتهم المسيحية، ولكن الجماهير عامة في آسيا وإفريقية والبلقان اعتنقت الإسلام. وربما كان لهذا أسباب عملية، فلو بقوا على عقيدتهم المسيحية لحرموا من الوظائف العامة، ودفعوا ضرائب باهظة مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية وسلموا واحد من كل عشرة من أبنائهم ليربى تربية إسلامية يؤهله للانضمام إلى الإنكشارية ليعمل في الجيش، أو ليتولى الوظائف الحكومية.
قصة الحضارةج30 ص136، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
ردا على فيلدرز الهولندي وأشباهه من العلمانيين العرب أمثال القمني وخليل عبد الكريم
قال ديورانت:"تمتع المسيحيون في العالم الإسلامي بتسامح ديني ما كان حاكم مسيحي ليحلم بمنحه للمسلمين في أي بلد مسيحي.
قصة الحضارةج30 ص136، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
التسامح الاسلامي
قال ديورانت:"تمتع المسيحيون في العالم الإسلامي بتسامح ديني ما كان حاكم مسيحي ليحلم بمنحه للمسلمين في أي بلد مسيحي.
قصة الحضارةج30 ص136، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
سمو الأخلاق تجعل الشعوب تُسلم
هكذا قال ديورانت!!!
ردا على فيلدرز الهولندي والاحزاب العنصرية في الغرب!
الاسلام يحمي مؤسسات الاديان المخالفة لدين الله!
:"تمتع المسيحيون في العالم الإسلامي بتسامح ديني ما كان حاكم مسيحي ليحلم بمنحه للمسلمين في أي بلد مسيحي. من ذلك، على سبيل المثال، أن المسلمين كان لهم في أزمير 15 مسجداً، وللمسيحيين 7 كنائس ولليهود 7 معابد(1). وكانت السلطات في تركيا والبلقان تتولى حماية الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ضد أي تحرش أو إزعاج أثناء العبادة والصلوات(2). وذهب صموئيل بيبس في يومياته إلى أن معظم المجر استسلم للأتراك لأن البلاد نعمت في ظل الحكم العثماني بحرية دينية أكبر مما نعمت به في ظل الأباطرة الكاثوليك. وهذا حق كل الحق من جانب المسيحيين المهرطقين. فقد ذكر سير توماس أرنولد: "أن الكلفنيين في المجر وترنسلفانيا والموحدين في هذا البلد الأخير آثروا الخضوع للأتراك على الوقوع تحت نيران آل هبسبرج المتعصبين وأن البروتستانت في سيليزيا تطلعوا إلى الأتراك، وربما ارتضوا عن طيب خاطر أن يشتروا حريتهم الدينية مقابل الخضوع للحكم الإسلامي(4) "ومما يلفت-النظر أو يثير الدهشة أكثر من ذلك، حكم السلطات المسيحية القيادية على تاريخ اليونان الحديث:-
إن كثيراً من اليونان ذوي المواهب العظيمة والخلق الرفيع كانوا أكثر إدراكاً لتفوق المسلمين، حتى أنهم، حين نجوا من سوقهم إلى خدمة السلطان في نطاق "صريبة الأطفال"، اعتنقوا الإسلام طواعية واختياراً. ولابد من التسليم بأن السمو الخلقي في المجتمع العثماني كان له دخل كبير في هذا التحول إلى الإسلام، قدر ما كان الطموح الشخصي لدى الأفراد(5).
ولكن من الصعب تحديد هذا "السمو الخلقي" لدى أتراك القرن السابع عشر.
قصة الحضارةج30 ص136، 137، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
وكأنه هذا النص يخالف نص ديورانت الذي فيه:
" هذا الدين تيسر له غزو البلاد التي اقتطعت من العالم المسيحي. فقد كان للكنيسة الشرقية بطاركتها في القسطنطينية وإنطاكية، وأورشليم والإسكندرية، ولكن عدد المسيحيين فيها كان يتناقص بسرعة، وظل الأرمن في آسية الصغرى والأقباط في مصر على عقيدتهم المسيحية، ولكن الجماهير عامة في آسيا وإفريقية والبلقان اعتنقت الإسلام. وربما كان لهذا أسباب عملية، فلو بقوا على عقيدتهم المسيحية لحرموا من الوظائف العامة، ودفعوا ضرائب باهظة مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية وسلموا واحد من كل عشرة من أبنائهم ليربى تربية إسلامية يؤهله للانضمام إلى الإنكشارية ليعمل في الجيش، أو ليتولى الوظائف الحكومية.
قصة الحضارةج30 ص136، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
ووقعت غارات في الأراضي المسيحية القريبة من الحدود العثمانية لاصطياد المسيحيين واسترقاقهم، ومهما يكن من أمر، فإن اتجار العثمانيين في الرقيق كان أقل بكثير، عدداً وقساوة، من الحملات التي قام بها المسيحيون لجمع الرقيق في القارة السوداء.
قصة الحضارةج30 ص137، 137، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
القراءة والكتابة والكتب والمكتبات والعلوم في العالم الإسلامي، تركيا مثالاً
قال ديورانت:"
وربما كانت نسبة معرفة القراءة والكتابة تركية أوربا في القرن السابع عشر أعلى منها في العالم المسيحي وربما حكمنا على وفرة الكتب من ثبت جمعه حاجي خليفة (1648)، يضم أكثر من 25 ألف كتاب في اللغات العربية والتركية والفارسية. وكانت هناك مئات المجلدات في الدين والفقه والعلوم والطب والبلاغة والسير والتاريخ(9). وكان من أشهر المؤرخين أحمد بن مجمد، غالباً ما استندنا في كتابنا هذا إلى مؤلفه "تاريخ الأسرات الإسلامية في أسبانيا" (نفح الطيب). وقد عرفناه أساساً باسم "المقري" وقد أشتق أسمه من اسم مسقط رأسه في قرية في الجزائر. ومعظم كتابه عبارة عن قطع منقولة أو مختصرة من كتب قديمة، ومع ذلك فهو إنتاج جديد بالذكر في عصره، لم يزودنا بأخبار السياسة والحرف فقط، بل أمدنا كذلك بشيء عن الأخلاق والقانون والنساء والموسيقى والأدب والطب. وأحيى مدونته بالتفاصيل الممتعة والحكايات والنوادر التهذيبية.
ونظم الشعر كل من عرف القراءة والكتابة في تركيا تقريباً.
قصة الحضارةج30 ص138 بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
ولم تتفوق أية حضارة على الإسلام في...
:"ولم تتفوق أية حضارة على الإسلام في صنع تربيعات القرميد الجميلة التي نشاهدها، على سبيل المثال في مسجد أحمد الأول، وأجمل منها تلك التي تزين مدخل ضريح سليم الثاني بالقرب من أيا صوفيا بباقات من الأزهار البيضاء والزرقاء وسط أغصان وأوراق خضراء وزرقاء وحمراء، ولا يمكن أن تكون الزهور الحية أجمل من ذلك، بل قد تحسد نظيراتها المصنوعة على طول بقائها. وكانت أزنيق-حيث رأس قسطنطين منذ ثلاثة عشر قرناً المجمع التاريخي الذي ثبت العقيدة المسيحية-نقول كانت مشهورة بتربيعاتها البراقة وثمة نماذج مقنعة منها في متحف المتروبوليتان للفن. وكان رسم المنمنمات في تركيا يحاكي نظيره في فارس
قصة الحضارةج30 ص139، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
قال ديورانت:"لقد كان الغرب يدرك أن الشرق لديه الفنون والمدافع سواء بسواء.
قصة الحضارةج30 ص140، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
تعليق
وماذا كان يدرك أيضا مما لدى العرب والمسلمين؟
الطب!
الفلك
الرياضيات
المكتبات والعلوم والمختبرات والمبتكرات
النظافة والجمال والشعر والتعايش!
وهلم جرا
 
الغاية تحويل أوروبا إلى الإسلام... وماذا كانت أوروبا وقتها؟!
"ومهما يكن من شيء، فقد كان على حكام الغرب أن يرقبوا المدافع، لأن سلاطين آل عثمان كانوا قد أعلنوا عن عزمهم على تحويل أوربا بأسرها إلى الإسلام"
قصة الحضارةج30 ص140، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
 
الإمبراطور مكسيمليان الثاني دفع الجزية
:"وانقطعت غارات الأتراك على الإمبراطورية الرومانية المقدسة لأن الإمبراطور مكسيمليان الثاني اشترى السلام مقابل جزية سنوية قدرها 30 ألف دوكات
قصة الحضارةج30 ص141، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
لا إمبراطورية، ولا رومانية، ولا مقدسة
:"في عام 1564 كانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة-برغم أنها، كما قال فولتير، لم تكن، لا إمبراطورية، ولا رومانية، ولا مقدسة-خليطاً رائعاً من دول مستقلة: ألمانيا، ولكسمبورج، وفرانس-كونتيه، واللورين، وسويسراً، والنمسا، وبوهيميا، ومورافيا، وجزء من المجر. وكانت هذه كلها تدين بالولاء والسلطان للإمبراطور مكسمليان الثاني سليل بيت هبسبرج العريق، الذي حكم الإمبراطورية منذ 1438 وسيواصل حكمها حتى 1808.وبعد أن اعتزل شارل الخامس الملك (1555-1556) اقتسمت الأسرة نصف أوربا بين فرعيها، فحكم الهبسبرج الأسبان فحكموا أسبانيا وولاياتها. وندر في التاريخ أن تسلطت أسرة واحدة حقبة هذا طولها على أناس هذا عددهم.
وكان حكم آل هبسبرج أكثر تحرراً في الإمبراطورية في أسبانيا، لأن الدول التي تألفت منها الإمبراطورية كانت تختلف أشد الاختلاف سواء في الحكومة، أو اللغة، أو الدين، أو الصفات العرقية، عجزت حتى
سلطة آل هبسبرج وهيبتها عن منع هذه القوى المندفعة بعيداً عن المركز من أن تحيل الإمبراطورية إلى رابطة واهية عن وحدات تحكم ذاتها في عزة وكبرياء أما الديت الإمبراطوري، الذي لم يكن يلتئم شمله إلا بين الحين والحين، فقد وجدوا أن الحد من سلطان الإمبراطور أيسر من تشريع قوانين تقبلها كل الدول، وأما الناخبون الإمبراطوريون السبعة الذين كانوا يختارون الإمبراطور، فقد سيطروا عليه بالعهود والمواثيق التي انتزعوها منه ثمناً لانتخابه. وهؤلاء الناخبون هم ملك بوهيميا، وحكام سكسونيا، وبراندنبورج، والبالاتينات، و "الناخبون الروحيون"-أي رؤساء أساقفة كولونيا، وتريير، وماينز. ولم يحكم الإمبراطور حكماً مباشراً سوى النمسا، واستريا، وكارنثيا، وكاربولا، والتيرول، وأحياناً بوهيميا، ومورافيا، وسيليزيا، وغرب المجر. وكانت موارده المستقلة ثابتة من هذه الأقطار، فإذا أراد مزيداً من الموارد فعليه أن يتخذ سمته وقبعته في يده، إلى الديت الإمبراطوري الذي بيده مفاتيح المال.
حين مات فرديناند الأول (أخو شارل الخامس) في 1564، نقل الناخبون التاج الإمبراطوري لولده مكسمليان الثاني، الذي ظفر من قبل بتاجي بوهيميا والمجر.

قصة الحضارة ج30 ص166،167، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الأباطرة

 
البابا بيوس الخامس(الآن جاء وقته!)
الذي وافق على الغزوات على هولندا وبلجيكا وقتل اهلها كما تقدم من نصوص (النصوص السابقة، مايقارب ال20 نصاً فيما أظن) هو أحد الذين حرضوا على الحرب الصليبية !
قال ديورانت:"ورجا البابا من المنتصرين أن يحشدوا أسطولاً آخر، وتوسل إلى حكام أوربا أن ينتهزوا الفرصة ليتحدوا في حرب صليبية لطرد الأتراك من أوربا ومن الأرض المقدسة. وأهاب بشاه إيران، وبأمير اليمين السعيد أن ينضما إلى المسيحيين للانقضاض على الأتراك(18). ولكن فرنسا الحاقدة على أسبانيا اقترحت على السلطان، عقب ليبنتو مباشرة، تحالفاً مباشراً ضد فيليب الثاني(19) .
واشتركت أبناء هذا العرض مع عوامل أخرى في ثني فيليب عن عزمه على القيام بعمل جديد ضد القوة العثمانية الرئيسية. وتورط في النزاع مع إنجلترا، وفي المأزق الذي أوقعه فيه دوق ألفا في الأراضي الوطيئة، كما استاء من إصرار البندقية على احتكار التجارة في الأدرياتك، وخشي من أن انتصار ثانيا على الأتراك قد يبعث القوة والحياة في الإمبراطورية البندقية المتداعية، فتصبح منافساً قوياً لأسبانيا. أما بيوس الخامس الذي أرهقته الانتصارات والهزائم معاً، فإنه لقي ربه في أول مايو 1572، وماتت معه العصبة المقدسة.
قصة الحضارةج30 ص144، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> الإسلام يتحدى -> الأتراك
تعليق
من هي أو ماهي "العصبة المقدسة"
الإجابة لقد تكلم عنها ديورانت في نص طويل -مفيد في كل الاحوال-يمكن قراءته من هنا
:"وكانت ممتلكات البندقية لا تزال متناثرة في بحر إيجة، تعوق أساطيل تركيا وتجارتها. وقصد لالا مصطفى على رأس 60 ألف مقاتل لمهاجمة قبرص وأهابت البندقية بالدول المسيحية لنجدتها، فلم يستجب لندائها إلا البابا وأسبانيا. فإن بيوس الخامس لم يكن قد نسي أن الأسطول التركي في 1566 هدد أنكونا ثغر البابا وقلعته على الأدرياتيك. كما علم فيليب الثاني أن عرب الأندلس استرخصوا السلطان لإنقاذهم من ويلات الحكم الأسباني (1561) وأن السلطان رجب بمبعوثيهم إليه. وكان الموقف الدبلوماسي مواتياً. ذلك أن الإمبراطور لم يكن يشترك في الحرب ضد تركيا، لأنه كان قد وقع من فوره معاهدة سلام معها ولم يكن من الشرف ولا في مصلحة أمنه أن ينقضها وعارضت فرنسا أية خطة تزيد من قوة أسبانيا وترفع من شأنها. ووثقت عرى الصداقة مع الأتراك عوناً لها على مواجهة الإمبراطور. وخشية إنجلترا مغبة الدخول في مغامرة مشتركة مع فيليب يجعلها تحت رحمة أسبانيا الكاثوليكية في حالة انتصارها. وساور البندقية بعض القلق من أن الانتصار قد يأتي بالقوات الأسبانية إلى الأدرياتيك. فتقضي على احتكار البندقية لهذا البحر وسيطرتها عليه. وقضى بيوس عاماً كاملاً في التغلب على هذه الحيرة والتردد. وكان عليه أن يرضى باستخدام البندقية وأسبانيا لأموال الكنيسة. وأخيراً في 20 مايو 1571 انضمت الثلاث في "عصبة مقدسة" واستعدت للحرب.
وفي أثناء هذه المفاوضات تقدم الهجوم التركي على قبرص. مع خسائر جسيمة تكبدها الطرفان. وسقطت نيقوسيا بعد حصار دام خمسة وأربعين يوماً. وأعدم بحد السيف عشرون ألفاً من سكانها، وقاومت فاما جوستا زهاء عام. وعندما سقطت (6 أغسطس 1571) سلخ البطل المدافع عنها، مارك أنطونيو براجادينو، حياً، وحشي جلده بالقش وأرسل إلى القسطنطينية تذكاراً للنصر.
وكانت الظروف تستحث العصبة المقدسة على العمل، فجمعت قواتها. وأسهمت بالسفن والرجال، كل من فلورنسة وبارما ولوكا وفرانا وأربينو وجنوه، عدو البندقية القديم. وفي نابلي تسلم دون جوان النمساوي لواء القيادة في احتفال مهيب من الكاردينال جرنفل. وفي 16 سبتمبر، بعد أن تناول البحارة والجنود القربان المقدس من يد الجزويت والكيوشيين الذين التحقوا بالحملة، أبحر الأسطول الضخم (الأرمادا) من مسينا إلى جزيرة كورفو في محاذاة جنوبي إيطاليا، عبر مضيق أوترانتو. وهناك ترامت أنباء المذابح والفظائع التي اقترنت بسقوط قبرص. وتعالت صيحات "النصر النصر" فليحي المسيح، عندما أصدر دون جوان أوامره بالانطلاق إلى القتال.
وفي 7 أكتوبر 1571 تحرك الأرمادا عبر خليج بتراس إلى خليج كورنت. وكان الأسطول التركي ينتظر بعيداً عن ثغر ليبنتو، وهو يضم 222 سفينة شراعية كبيرة، و60 سفينة صغيرة، و570 مدفعاً، و24 ألف جندي، و13 ألف ملاح، و41 ألف مجدف. وكان المسيحيين 207 سفن شراعية، وست سفن شراعية فينيسية ضخمة تحمل المدافع، و30 سفينة صغيرة و 1.800 مدفع و30 ألف جندي و13 ألف وتسعمائة ملاح، و43 ألف جندي(13). ورفع الأسطول المسيحي علم المسيح مصلوباً. ورفع الأسطول التركي علم السلطان يحمل لفظ الجلالة "الله" موشى بالذهب. وتراجع جناح المسيحيين الأيمن أمام الأتراك، ولكن الجناح الأيسر الذي كان يقوده البنادقة حول المقاومة الضارية إلى هجوم منظم، وأودت مدفعيتهم بحياة آلاف من الأتراك, وأصدر دون جوان أمره بأن تتحرك سفينة قيادية قد مانحو سفينة أمير البحر التركي موسيناد علي. فلما التقت السفينتان، قفز ثلاثمائة من جنود جوان الأسبان المحنكين إلى السفينة التركية بقيادة راهب كبوشي، يلوح بالصليب عالياً. وتقرر مصير المعركة، عندما أسرت السفينة، ورفع رأس علي المفصول عن جسده فوق سارية علمه(14). وانهارت الروح المعنوية لدى الأتراك. وهربت 40 من سفنهم، وأسرت 117 أخرى، كما أغرق أو حرق خمسون سفينة. ولقي حتفه في المعركة أكثر من ثمانية آلاف رجل من الأتراك، وأسر عشر آلاف، وزع معظمهم رقيقاً على المنتصرين. وحرر نحو 12 ألفاً من الأرقاء المسيحيين الذين كانوا يقومون بالتجديف على المراكب التركية. وفقد المسيحيون، وقتل منهم 7500 رجل من بينهم أفراد من أعرق وأشهر الأسرات في إيطاليا. ولا نزاع في أن معركة ليبنتو كانت أعظم معركة بحرية في التاريخ الحديث. ووصفها سرفنتيز الذي كان من بين الجرحى المسيحيين البالغ عددهم 7500 بأنها "أعظم حدث بارز جدير بالذكر شهدته العصور الخوالي أو العهود الحاضرة. وقد لا يكون له نظير في المستقبل "(15).
وكان يجدر أن تكون هذه أكبر معركة فاصلة في التاريخ الحديث، لولا أن استنزاف المجدفين والأضرار التي لحقت بالأسطول المنتصر، وهبوب عاصفة عنيفة، حال دون تعقب الأتراك. فقد ثار النزاع بين المسيحيين حول اقتسام المجد والغنائم. ولما كانت أسبانيا قد أسهمت في القتال بنصف السفن والنفقات، والبندقية بثلثها والبابا بالسدس، فقد وزعت الغنائم بقدر هذا الإسهام. ووزع الأسرى الأتراك بهذه النسبة، فخص أسبانيا 3600 عبد مكبلين في الأصفاد، ومن نصيب البابا منح دون جوان 17 عبداً مكافأة شريفة لقاء خدماته(16). ورغب بعض الزعماء المسيحيين في الاحتفاظ بالأرقاء المسيحيين الذين حرروا من السفن التركية، ولكن البابا بيوس الخامس حرم هذا التصرف(17).
وابتهجت أوربا الكاثوليكية بأسرها حين وصلت أنباء النصر
من ص141-144
 
لا إمبراطورية، ولا رومانية، ولا مقدسة
:"في عام 1564 كانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة-برغم أنها، كما قال فولتير، لم تكن، لا إمبراطورية، ولا رومانية، ولا مقدسة-خليطاً رائعاً من دول مستقلة: ألمانيا، ولكسمبورج، وفرانس-كونتيه، واللورين، وسويسراً، والنمسا، وبوهيميا، ومورافيا، وجزء من المجر. وكانت هذه كلها تدين بالولاء والسلطان للإمبراطور مكسمليان الثاني سليل بيت هبسبرج العريق، الذي حكم الإمبراطورية منذ 1438 وسيواصل حكمها حتى 1808.وبعد أن اعتزل شارل الخامس الملك (1555-1556) اقتسمت الأسرة نصف أوربا بين فرعيها، فحكم الهبسبرج الأسبان فحكموا أسبانيا وولاياتها. وندر في التاريخ أن تسلطت أسرة واحدة حقبة هذا طولها على أناس هذا عددهم.
وكان حكم آل هبسبرج أكثر تحرراً في الإمبراطورية في أسبانيا، لأن الدول التي تألفت منها الإمبراطورية كانت تختلف أشد الاختلاف سواء في الحكومة، أو اللغة، أو الدين، أو الصفات العرقية، عجزت حتى
سلطة آل هبسبرج وهيبتها عن منع هذه القوى المندفعة بعيداً عن المركز من أن تحيل الإمبراطورية إلى رابطة واهية عن وحدات تحكم ذاتها في عزة وكبرياء أما الديت الإمبراطوري، الذي لم يكن يلتئم شمله إلا بين الحين والحين، فقد وجدوا أن الحد من سلطان الإمبراطور أيسر من تشريع قوانين تقبلها كل الدول، وأما الناخبون الإمبراطوريون السبعة الذين كانوا يختارون الإمبراطور، فقد سيطروا عليه بالعهود والمواثيق التي انتزعوها منه ثمناً لانتخابه. وهؤلاء الناخبون هم ملك بوهيميا، وحكام سكسونيا، وبراندنبورج، والبالاتينات، و "الناخبون الروحيون"-أي رؤساء أساقفة كولونيا، وتريير، وماينز. ولم يحكم الإمبراطور حكماً مباشراً سوى النمسا، واستريا، وكارنثيا، وكاربولا، والتيرول، وأحياناً بوهيميا، ومورافيا، وسيليزيا، وغرب المجر. وكانت موارده المستقلة ثابتة من هذه الأقطار، فإذا أراد مزيداً من الموارد فعليه أن يتخذ سمته وقبعته في يده، إلى الديت الإمبراطوري الذي بيده مفاتيح المال.
حين مات فرديناند الأول (أخو شارل الخامس) في 1564، نقل الناخبون التاج الإمبراطوري لولده مكسمليان الثاني، الذي ظفر من قبل بتاجي بوهيميا والمجر.
قصة الحضارة ج30 ص166،167، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الأباطرة
 
رودلف الثاني الإمبراطور الذي (في القرن ال16) حذق الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والطب وكذلك الكيمياء القديمة والتنجيم، وأمد بالمال البحوث الفلكية التي اضطلع بها تيكوبراهي وكبلر اللذان اهدياه جداولهما الرودلفية للنجوم
ورودلف الثانيهو ابن مكسمليان ومكسمليان هو صاحب التارج الامبراطوري بعد فرديناند الأول(أخو شارل الخامس) وفيليب ابن شال الخامس كما قدمنا!
رودلف الثاني ،شككه الإسلام بالعلم والمبتكرات والبحوث في عقائده
وعصبه اليسوعيون فعلموه عدم التسامح إلا أنه كرههم في النهاية!
قال ديورانت
:"فلقد كان رودلف الثاني بطبعه شكاكاً مكتئباً. وكان من الجائز أن يصبح الوريث لفيليب الثاني لذلك بعث به إلى أسبانيا ليتلقى جزءاً من تعليمه المدرسي، فقضى اليسوعيون هناك على كل ميل فيه للتسامح. وما لبث عقب ارتقاء العرش أن فرض القيود الصارمة على حرية العبادة البروتستانتية وعمل على الحد من انتشارها زاعماً-وله بعض الحق(2)-أن عنف الجدل الديني، وتعصب الشيع البروتستانتية فيما بينها، يقوضان سلام الإمبراطورية واستقرارها. على أنه لم يكن خلواً من الفضائل التي حببت الناس في أبيه فقد عاش في بساطة وتواضع دون تكلف لأبهة الإمبراطورية. وحين انتقد أحد أخوته رفعه الكلفة مع الفقراء والوضعاء أجاب: "ينبغي ألا ينسينا سمونا فوق الناس بمكانتنا وعراقة محتدنا أننا مرتبطون مع سائر البشر بنقائصنا وعيوبنا(3)".
والحق أنه آثر أن يكون عالماً على أن يكون إمبراطوراً. تعلم ست لغات، ومارس كل علم وفن تقريباً، واقتنى مجموعات ثمينة من الصور والتماثيل وأنواع النبات وعينات الحيوان. وأعان الشعراء والمؤرخين، وأنشأ الكثير من المدارس. وحذق الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والطب وكذلك الكيمياء القديمة والتنجيم، وأمد بالمال البحوث الفلكية التي اضطلع بها تيكوبراهي وكبلر اللذان اهدياه جداولهما الرودلفية للنجوم. وإذ استغرقه العلم وهو في قصره ببراغ-التي اختارها عاصمة له-فإنه لم يجد وقتاً للزواج، ولم يتسع له الوقت الكثير للحكم. فلم يحضر أي اجتماع الديت بعد 1594، ورفض أن يوقع أوراقاً رسمية بعد 1598 وفوض بالسلطة نواباً ذوي حظوة لديه...ولما تقدم به العمر انحدر عقله لا إلى درك الجنون، بل إلى حال من العزلة يشوبها الاكتئاب وطول التفكير ويلازمها خوف الاغتيال. فإنه رأي فيما يرى النائم-أو لعل تيكوبراهي قد طالع في النجوم(4)-أن قاتله سيكون راهباً فانتهى به الأمر إلى الارتياب في رجال الدين الكاثوليك ولا سيما اليسوعيين(5)، ثم أكرهته الضغوط الداخلية والخارجية على التخلي لأخيه الأصغر ماتياس في 1608 عن حكم النمسا والمجر ومورافيا، وفي 1611 عن عرش بوهيميا وكل ما بقي له من سلطات. ومات في 1612.
قصة الحضارة ج30 ص168،169، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الأباطرة
 
هل تأثر كبلر بالإسلام ودرس العربية؟
فإن كان كذلك هو كذلك ،فالأمبراطور رودلف الثاني ابن مكسمليان سليل بيت هبسبرج العريق متأثر حتما بما تأثر به كبلر!!!(والسؤال الآن هل فريدريك الأول وابنه ثم الثالث منن هذا البيت؟ وللسؤال مغزاه!!)
ف"رودلف الثاني" الإمبراطور الذي (في القرن ال16) حذق الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والطب وكذلك الكيمياء القديمة والتنجيم، وأمد بالمال البحوث الفلكية التي اضطلع بها تيكوبراهي وكبلر اللذان اهدياه جداولهما الرودلفية للنجوم(كما في نص ديورانت،قصة الحضارة ج30 ص169، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الأباطرة
 
دان ثلثا المجر للحكم التركي منذ 1526م !!!!
:"التغيير طرأ على المجر المسيحية. فقد دان ثلثا المجر للحكم التركي منذ 1526، وكانت الحدود التركية تبعد عن فيينا بأقل من مائة ميل، ولم يقوَ الأباطرة على المحافظة على السلام مع تركيا إلا بدفع جزية سنوية للسلاطين حتى عام 1606.. وكانت ترانسلفانيا الواقعة إلى الشمال الشرقي من المجر التركية تؤدي مثل هذه الجزية
قصة الحضارة ج30 ص171، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الإمبراطورية
 
في القرن ال17 الكتاب الغربي ينتشر والبروتستانت على غرار الكاثوليك كما في العقيدة وقتل وحرق الكاثوليكي فكذلك منع الكتب
:"وخلفت ألمانيا الآن (حوالي 1600) إيطاليا بوصفها أروج سوق لنشر الكتب، لا سيما فرانكفورت وماين.. ففي 1598 بدأت سوق فرانكفورت للكتاب تنشر كل نصف عان قائمة بالمطبوعات. "وشجعت الجماعات الأدبية الشعر والدراما"، ولكن الأدب كانت تخنقه الرقابة المدنية والكنيسة. فقد أجمع القادة اللوثريون والكلفنيون والكاثوليك على أن المؤلفات التي تعد ضارة بالحكومة. أو المذهب الرسمي، أو الآداب العامة يجب حضرها. ومن عجب أن مجموعة الكتب التي حرمتها السلطات البروتستانتية فاق تلك التي أدانتها كنيسة روما(32). واضمحل العلم لأن الحقيقة شوهتها حدة الجدل.
قصة الحضارة ج30 ص180،181، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الآداب والفنون
 
في المانيا القرن ال17 دراما الهجو والسخرية
"وبعد الكتب المحشوة بالمطاعن كانت الدراما أكثر أشكال الأدب شعبية وقد استخدم البروتستنت والكاثوليك المسرح لبث الدعوة؛ فسخرت التمثيليات البروتستانتية بالبابا سخرية مريرة، واختتمت عادة بزجه في الجحيم"
قصة الحضارة ج30 ص181، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الآداب والفنون
 
لاتعايس لا سماحة القرن ال16 المانيا
ماذا يعني الناس على دين ملوكهم في الغرب؟
:"كان ديت أوجزبورج (1555) قد وصل بالصراع الديني إلى الديني إلى هدنة جغرافية حول مبدأ "الناس على دين ملوكهم" "إقليمه دينه"-أعني أن دين الحاكم في كل دور يفرض ديناً على رعاياه، وعلى المخالفين أن يرحلوا...وكان ينتظر من السكان أن يغيروا مذهبهم إذ خلف حاكم يدين بأحد المذهبين حاكماً يدين بالمذهب الآخر. وبات الدين مطية وضحية للسياسة والحرب.
قصة الحضارة ج30 ص187، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة ->
هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> الآداب والفنون
 
المانيا قبل حرب الثلاثين
:"انقسمت ألمانيا في اللاهوتية على هذا النحو، فإنها لا تقدم قبل حرب الثلاثين خريطة دينية بسيطة: ويمكن القول عموماً بأن الشمال كان بروتستنتياً، والجنوب وأرض الراين كاثوليكيين"
قصة الحضارةج30 ص187، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> المذاهب المتصارعة
 
فردريك الثالث
انقسامات وانقسامات (الكاثوليك والبروتستانت والبروتستانتية تنقسم على نفسها) داخل المانيا القرن ال16،
:"أما البروتستنت فقد تمتعوا بقسط أوفر من حرية العقيدة، وانقسموا إلى لوثريين وكلفنيين وقائلين بتجديد العماد وموحدين، وحتى في صفوف اللوثريين نشبت حرب عقائدية بين أتباع ملانكتون المتحرر وخصومه. وفي 1577 صاغ اللوثريين عقيدتهم في "كتاب الوفاق" وبعد هذا التاريخ طرد الكلفنيون من الدويلات الألمانية اللوثرية. ولكن البالاتينات الناخب، فردريك الثالث، رعى الكلفنية وجعل جامعة هايدلبرج معهداً لاهوتياً للشباب الكلفني. وهناك، في 1563 وضع اللاهوتيون الكلفنيون كتب "التعليم المسيحي" في مفهوم هايدلبرج، وقد صدم الكاثوليك واللوثريين جميعاً برفضه عقدة الحلول الحقيقي للمسيح في خمر العشاء الرباني وخبزه. وسمح للكاثوليك بالعيش في البالاتينات شريطة أن يقصروا عبادتهم على بيوتهم، أما الموحدون فقد طمعوا بشدة. وفي 1570 نازع رجلان في ربوبية المسيح، أو ضيق حدودها، فأعدما أثر إصرار الأستاذة الكلفنيين في جامعة هايدلبرج على إعدامهما. على أن الأمير الناخب لويس ابن فردريك، آثر المذهب اللوثري وفرضه، ولكن إخاء يوحنا كازيمير، أثناء وصايته (1583-1592)، فضل الكلفنية وفرضها، ثم وطد الأمير الناخب فردريك الرابع (1592-1610) تلك السياسة. وتزوج ابنه فردريك الخامس (1610-1623) اليزابيت ستيوارت (ابنة جيمس الأول ملك إنجلترا). وطالب بعرش بوهيميا، وعجل بنشوب حرب الثلاثين.
وكان الصراع بين اللوثريين والكلفنيين لا يقل مرارة عنه بين البروتستنت والكاثوليك، وفد أضر بتعاون البروتستنت خلال الحرب لأن تعاقب النصر والهزيمة على الغريقين كليهما، تارة هذا وتارة ذاك، ومن ثم اضطهاد المنتصر المنهزم كان يخلف ميراثاً من الكراهية، مثال ذلك أنه في 1585 طرد الكونت فولفجانج حاكم أيزنبورج رونيبورج جميع الموظفين اللوثريين في إقليمه وأحل الكلفنيين محلهم، ولكن أخاه وخليفته الكونت هنري أنذر الوعاظ الكلفنيين في 1598 بأن عليهم أن يرحلوا خلال أسابيع برغم البرد القارس، وفي 1601 ولي الكونت فولفجانج أرنست، فطرد الوعاظ اللوثريين وأعاد المذهب الكلفيني. وحدث مثل هذا الإحلال للكلفنيين محل اللوثريين في انهالت (1595)، وهاناو (1956، وليي 1600). وفي بزوسيا الشرقية أعدم يوهان فونك المتهم بميوله الكلفنية في سوق كونيجزيزج وسط تهليل الجماهير (1566)(39). كذلك أعدم المستشار نيقولا كربل في درسدن (1601) لتوجهه الطقوس اللوثرية وجهه كلفنية، ولتأييده للهيحونوت للفرنسيين(40).
وفي 604 أعتنق الشريف موريس حاكم هيس-كاسل المذهب الكلفني، ثم فرضه في 1605 في هذا الإقليم وفي هيس العليا، وهزم جنوده حشداً من اللوثريين المقاومين وحطموا الصور في الكنائس، أما الوعاظ الذين أبوا التحول من المذهب اللوثري إلى الكلفني فقد نفوا(41). وفي أمارة براند نبورج الناخبة قام نزاع عنيف اللوثريين والكلفنيين حول خبز القربان المقدس، وهل يتحول حقيقة بعد تقديسه إلى جسد المسيح وأخيراً قضت الحكومة بأن الكلفنية هي المذهب الحق (1613 وما بعدها)(42).
ووسط تذبذبات الحقيقة هذه احتدم ذلك "السعار اللاهوتي" كما سبق أن سماه ملانكتون-احتداماً لم يعرفه التاريخ من قبل ولا من بعد، إلا فيما ندر. من ذلك أن راعياً لوثرياً يدعى نيفاندر (1583) عدد أربعين خصيصة من خصائص الذئاب، وزعم أنها بالضبط السمات المميزة للكلفنيين ثم وصف الميتات الرهيبة التي لقيها أعداء اللوثريين، وقال بأن زونجلي حين خر صريعاً في المعركة، "قطع جسده سيورا، واستعمل الجنود شحمه ليشحموا به أحذيتهم، لأنه كان رجلاً بدينا(43)". وجاء في نشرة لوثرية في 1590 "إن أراد أحد أن يقال له في بضع كلمات أية مادة من مواد الإيمان نقاتل عليها جنس الأفاعي الكلفنية الشيطاني، كان الجواب، كلها بلا استثناء...ذلك لأنهم ليسوا مسيحيين، بل يهود ومسلمون معمدون(44)". وفي سوق فرانكفورت كتب ستانسلاوس رسكيوس (1592) "لقد لاحظنا من سنين أن الكتب التي يؤلفها البروتستنت ضد البروتستنت ثلاثة أمثال تلك التي يؤلفها البروتستنت ضد الكاثوليك(45). وقال كاتب بروتستنتي في 1610 في معرض الرثاء لهذه الحال". أن هؤلاء اللاهوتيين المسعورين قد جعلوا الحرب المدمرة الناشئة بين المسيحيين المنشقين على البابوية من الهول والاتساع بحيث لا تبدو بارقة أمل في أن يكف كل هذا الصراخ والقذف والشتم واللعن والحرم قبل مجيء اليوم الآخر(46).
ولكي نفهم هذا "السعار اللاهوتي" علينا أن نتذكر أن جميع أطراف النزاع أجمعوا على أن الكتاب المقدس كلمة الله المعصومة
قصة الحضارةج30 ص188،189، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> المذاهب المتصارعة
 
الحرب الكلامية-وشناعة الألفاظ! بين الكاثوليك والبروتستانت في المانيا قبل حرب الثلاثين عاما:"ودخلت قاموس اللاهوت ألفاظ كالروث، والنفاية، والحمار، والخنزير، والبغي، والقاتل. ففي عام 1565 اتهم الكاتب الكاثوليك يوهان ناس اللوثريين بممارسة القتل، والسرقة، والكذب، والغش، والشره، والسكر، ومضاجعة المحارم، والجريمة، دون ما خشية، لأن الإيمان في زعمهم يبرر كل الأشياء، ورجح أن تكون كل امرأة لوثرية مومساء(51). وقد اعتبر الكاثوليك هلاك البروتستنت الأبدي إحدى بديهيات اللاهوت، ولكن الوعاظ اللوثري أندرياس لانج كتب (1576) بثقة مماثلة "أن البابويين كغيرهم من الترك واليهود والوثنيين هم خارج نطاق النعمة الإلهية، ومغفرة الخطايا، والخلاص". فلقد كتب عليهم العويل والبكاء وصرير الأسنان إلى الأبد في نار الجحيم المشتعلة وكبريتها(52). وراح الكتاب من الجانبين يتبادلون الافتراءات على نحو ما يفعل الآن حرب العقائد السياسية. وراحت أسطورة "البابة" (امرأة) يوانا في الأدب البروتستنتي. وتب أحد رجال الدين البروتستنت في 1589 يقول: "ما أشد نفاق هؤلاء اليسوعيين الأوغاد السفلة إذ يلجون في إنكار هذه الحقيقة، وهي أن البغي الإنجليزية آجينس كانت "بابة" في روما وأنها ولدت غلاماً خلال أحد المواكب العامة(53)". وجاء في إحدى المواعظ أن الباباوات كانوا وما زالوا بلا استثناء واحد، لوطيين ومستحضري أرواح وسحرة، وأن يبصقوا النار من أفواههم.."كثيراً ما ظهر الشيطان بصورته المرئية للباباوات...واشترك معهم في لعن صليب المسيح ووطئه بالأقدام، ثم الرقص رقصات عارية فوقه، وهي التي سموها خدمة مقدسة(54)". وكانت جماهير العابدين ترتشف هذه المسكرات بشغف. قال قسيس بروتستنتي في 1584، "لقد تعلم الأطفال في الشوارع أن يلعنوا عدو المسيح الروماني وأتباعه الملاعين(55)".
وكان اليسوعيون أهدافاً محببة. فرموا في مئات الرسوم الهزلية، والنشرات، والكتب، والقصائد، باللواط، والزنى، والبهيمية وفي أحد الكلشيهات الخشبية الألمانية، وتاريخه 1569 (وما زال محفوظاً في مجموعة جوته بفايمار) صور البابا على شكل خنزيرة تلد رهباناً يسوعيين في هيئة خنازير صغار. وفي 1593 نشر اللاهوتي اللوثري بوليكارب الايزر تاريخاً للرهبنة اليسوعية باللاتينية. وصف اليسوعيين بأنهم يفارقون أقبح الرذائل مطمئنين إلى رضى البابا وعقوه الكاملين(56). وأخبرت "صحيفة جديدة صادقة" 1614 قراءها بأن الكردينال اليسوعي باللارمين أرتكب الفاحشة 2.236 مرة مع 1642 امرأة، ثم استطردت لتصف عذاب الكردينال على فراش موته، مع أنه لم يمت إلا بعد سبع سنوات(57).
وقد رد اليسوعيون أول الأمر في ضبط للأعصاب. ونضح كانيسيوس باستعمال لغة بريئة من العنف، وكذلك فعل الراعي البروتستنتي يوهان ماتيسيوس، ولكن الجمهور كان يؤثر الطعن على الاعتدال. واتهم المجادلون البروتستنت المتطرفون خصومهم اليسوعيين بقبولهم عقيدة اليسوعي ماريانا التي تدافع عن قتل الطغاة من الحكام، ورد أحد اليسوعيين الألمان بأن هذه هي بالضبط العقيدة التي يجب تطبيقها على الأمراء الذين فرضوا البروتستنتية على رعاياهم
قصة الحضارة ج30 ص192،193، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> المذاهب المتصارعة
 
(النص طويل لكنه شارح)
كيف بدأت حرب الثلاثين عاما،(من ألمانيا أولاً) وإشتراك الباباوية فيها بطبيعة الأحوال!؟
:"حرب الثلاثين سنة
أ - طور بوهيميا
1618 - 1623
أرسل الإمبراطور ماتياس إلى حكومة المديرين سالفة الذكر عرضاً
بإصدار عفو عام، والدخول في مفاوضات، ولكن هذا العرض رفض(63). وأنقذ الأرشيدوق فرديناند، متجاهلاً الإمبراطور، جيشين لغزو بوهيميا. وحرض فردريك الخامس ناخب البالاتينات شارل عمانويل دوق سافوي المعادي لآل هيسبرج، على أرسال قوة لنجدة بوهيميا، بقيادة القائد القدير بيتر ارنست فون مانسفيلد وأستولى مانسفيلد على بلسن، معقل الكاثوليك في بوهيميا، وتقهقرت جيوش فرديناند. واقترح كريستان دون برنزويك مستشار فردريك على المديرين أنهم إنما يقوون دفاعهم ويستبعدون فرديناند عن العرش، إذا عرضوا العرش على فردريك. وفي 20 مارس 1519 مات ماتياس، تاركاً فردريك الملك الشرعي على بوهيميا، ووريثاً افتراضياً للتاج الإمبراطوري. وفي 19 أغسطس أعلن مجلس الديت في بوهيميا خلع فرديناند عن عرش بوهيميا، وفي السابع والعشرين نادي بفردريك أمير البالاتينات ملكاً على بوهيميا. وفي الثامن والعشرين أعلن ناخبو الإمبراطور أرشيدوق استريا إمبراطور تحت فرديناند الثاني.
تردد فردريك في قبول هذا المنصب الجديد، ذلك أنه أدرك أنه بوصفه من زعماء الكلفنة لا يمكنه أن يعتمد على تأييد اللوثريين، على حين أنه قد يواجه معارضة الإمبراطورية والبابوية وأسبانيا. وأهاب بوالد زوجته جيمس الأول ملك إنجلترا أن يمده بجيش، ولكن بدلا من ذلك، زوده الملك الحذر البعيد النظر بالنصيحة-أن يرفض عرش بوهيميا. ولم تغره أو تحثه زوجته المرحة الجريئة على قبول العرش، بل وعدته أن تقاسمه عن طيب خاطر كل ما قدر له أن يلقي، نتيجة لما يقع عليه اختياره، وكانت عند وعدها. ونصح كريستيان أمير برنزويك بقبول العرش. وفي 31 أكتوبر 1611، دخل الملك الجديد الملكة براغ، ورحب بهما الديت والأهالي ترحيباً حاراً.
وكان فردريك بعد شابا في العشرين من العمر، يتحلى بحسن الخلق والشهامة والكياسة، ولكنه لم يكتمل نضجه إلى درجة يتولى معها شؤون السياسة والحكم. وكان أول عمل له بعد توليه منصبه في براغ، أنه أقر بإزالة المذابح والصور من كنيسة سانت فيتوس، وهي الحرم الوطني المقدس، وسرعان ما عمد أتباعه بالمثل إلى تجريد سائر المزارات المقدسة في بوهيميا. واستنكرت الأقلية الكاثوليكية هذا التصرف، واستاء من اللوثريين البوهيميون ونظرت ألمانيا اللوثرية بفتور إلى هذا الكلفني المتحمس وفي 30 إبريل 1620 أعلن فرديناند أن فردريك مغتصب للعرش، وأصدر إليه الأمر بمغادرة الإمبراطورية في أول يونية، وإلا اعتبر خارجا على القانون وصودرت أملاكه. وعرض الإمبراطور أن يضمن عدم تعرض الولايات البروتستانتية الألمانية للهجوم، إذا هي قطعت مثل هذا العهد للولايات الكاثوليكية. وفي معاهدة أولم (3 يونية 1620) قبل هذا العرض واحتج الأمراء البروتستانت بأن فردريك عرض حريتهم للأخطار بتحديه فرديناند. وانحاز الناخب جون جورج أمير سكسونيا بولايته اللثورية إلى الإمبراطور الكاثوليكي.
وفي أغسطس عبر جيش إمبراطوري قوامه 25 ألف رجل، النمسا إلى بوهيميا بقيادة قائد مكسيمليان البافاري وهو جوهان تسركليس، كونت تللي الذي تعلم التقوى على يد الجزويت، وتلقى إن الحرب من دوق بارما بالقرب من الجبل الأبيض، إلى الغرب من براغ، التقى هذا الجيش بالبوهيمين وهزمهم هزيمة منكرة (8 نوفمبر). وفردريك واليزابث وحاشيتهما إلى سيليزيا. وعجز الملك والملكة عن جمع جيش هناك، فالتمسا مأوى في براند ببرج الكلفنية. وفي اليوم التالي للمعركة أحتل مكسيمليان أمير بافاريا براج. وسرعان ما أعيدت الكاثوليكية، وأعيد وضع الصور في الكنائس، وأستدعى الجزويت، ووضع التعليم تحت إشراف الكاثوليك ولم يبح إلا الديانة الكاثوليكية والديانة اليهودية، وألغى العشاء الرباني بالخبز وبالنبيذ على حد سواء، وكان يوم القديس جون من قبل عيداً وطنياً فجعل يوم حداد تغلق فيه كل الكنائس، وقبض على ثلاثين من زعماء العصاة وأعدم
منهم سبعة وعشرون. ولمدة عشر سنين ظلت اثنتي عشرة جمجمة تطل متجهمة غاضبة من برج جسر شارل على نهر ملدو(64) وحرمت الهجرة على كل العصاة والمتمردين، وصودرت أملاكهم-لجانب الملك فرديناد الذي باعها بيع السلعة للكاثوليك، وقامت طبقة نبلاء كاثوليك جديدة على أكتاف رقيق الأرض. وكادت الطبقات الوسطى والتجارية أن تختفي.
وعلى حين كان مكسيمليان أمير بافاريا يقهر الكلفنية في بوهيميا على هذا النحو، فإن سبينولا أثناء الهدنة في الأرض الوطيئة، قاد قوة كبيرة من الفلاندرز للاستيلاء على البلاتينات، وأعد بعض صغار الأمراء البروتستانت قوة لمقاومته وأنظم فردريك إليهم، تاركاً زوجته في لاهاي. فلما أستدعى سبينولا إلى الأرض الوطيئة عند تجدد الحرب بين هولندة وأسبانيا، حل محله تلي، وهزم البروتستانت (1622) وأستولى على هيد لبرج، وأعمل فيها السلب والنهب وشحنت مكتبة الجامعة العظيمة في خمسين عربة ونقلت إلى روما هدية من مكسيمليان البافاري إلى البابا جريجوري الخامس عشر. ولما عاد مكسيمليان منتصراً منح البلاتينات ميزتها الانتخابية، لقاء ما أدى للإمبراطور من خدمات. وأصبح للولايات الكاثوليكية الآن الأغلبية في مجلس الديت الناخب.
أن مدى النصر الكاثوليكي وكماله وشموله أقلق بال الملوك الكاثوليك والبروتستانت على حد سواء. فإن تزايد هيبة فرديناند الثاني وسلطانه كان يهدد "حريات" الأمراء الألمان، كما أن مكسيمليان قلق حين وجد أنه قد سمح له بالاستيلاء على البلاتينات وبافار مع بقاء تبعيتهما للإمبراطور. وتعاطف البابا أريان الثامن مع وجهة النظر الفرنسية القائلة بأن آل هبسبرج أصبحوا من القوة بحيث باتوا خطراُ على حرية البابوية وأغضى عما عمد إليه ريشليو من فرض ضرائب على الكاثوليك في فرنسا لمساعدة الألمان البروتستانت وعن مساعدته بعد ذلك لملك سويدي ضد إمبراطور كاثوليكي. وفي 1624 حول الكاردينال المدهش المنظر السياسي فجأة، بسلسلة متعاقبة من الضربات الدبلوماسية. ففي 10 يونية وقع تحالفاً مع هولندا البروتستانتية ضد الفلاندرز وأسبانيا الكاثوليكيتين. وفي 15 يونية ضم إليه السويد والدنمرك، وفي 11 يوليه أقنع سافوي والبندقية بالانضمام إليه في محاولة لقطع خط الإمدادات والقوات الأسبانية النمساوية عبر ممرات الفالتللين في جبال الألب الإيطالية السويسرية. وفي 1625 جاء كرستيان الرابع ملك الدنمرك بعشرين ألف رجل للانضمام إلى قوة ما نسفياد المكونة من أربعة آلاف رجل في سكسونيا السفلى. وتولى الجزع مكسيمليان، فحث الإمبراطور على إرسال نجدة إلى تللي الذي تناقص عدد جيشه من 18 ألفا إلى 10 آلاف بسبب الجو والجوع والمرض. واستجاب فرديناند باستدعاء فالنشتين من بوهيميا.
قصة الحضارة ج30 ص195-199، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
بغايا في الجيش الألماني في حروب الثلاثين عاما
:"وعلى حين تبع الجيوش الألمانية أفواج من البغايا بلغ من كثرتهن تخصيص بعض الضباط لحفظ النظام بينهن، فإن جوستاف لم يسمح بمحظيات أو مومسات في معسكره، ولو أن الزوجات سمح لهن بالقيام بخدمة أزواجهن من الجنود"
قصة الحضارة ج30 ص205 بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
مجازر حرب الثلاثين عاما(إحدى المجازر)
17 الف من سكان مدينة واحدة (بروتستانتية) يُذبحون في حرب الثلاثين عاما بين البروتستانت والكاثوليك
قال ديورانت عن ذبح الكاثوليك بهذا العدد من المدينة البروتستانتية
:"واستولى تللي على نيوبر اندنبرج (19 مارس 1631) وذبح حاميتها المكونة من 3000 رجل. وفي 13 إبريل أخذ جوستاف فرانكفورت وذبح حاميتها المكونة من ألفي رجل، وبينما قضى الملك وقته في بذل الجهد لضم جون جورج ناخب سكسونيا إلى الحلف، حاصر تللي وكونت بابنهايم مجدبرج التي كانت لا تزال تقاوم "قرار إعادة أملاك الكنيسة". وفي 20 مايو وبعد صمود لمدة ستة أشهر" سقطت المدينة، وأعمل الجنود المنتصرون فيها السلب والنهب لمدة أربعة أيام. وقتل في هذه الحرب عشرون ألف رجل، لا الحامية المكونة من ثلاثة آلاف فقط، ولكن قتل كذلك 17 ألف من سكان المدينة البالغ عددهم 36 ألفاً، وأحرقت المدينة عن آخرها فيما عد الكاتدرائية. ووصف هذا المنظر فقال:- لم يعد هناك شيء إلا الضرب والحرق والسلب والنهب
والتعذيب والقتل وحرص كل فرد من الأعداء، بصفة خاصة،
على الحصول على أكبر قدر من الغنائم. وتحت التهديد
بالضرب أو الرمي بالرصاص أو الذبح أو الشنق، أرهب
الأهالي المساكين وفزعوا، فلو تبقى لديهم شيء لأخرجوه
لو كان مخبأ في ألف حرز مكين. وفي حمأة الغضب المسعور،
اجتاحت ألسنة النيران المدينة العظيمة الفخمة التي قامت وسط
الأرض كعروس جميلة وعذب وأعدم آلاف الأبرياء من
الرجال والنساء والأطفال، وسط ضجة رهيبة من صيحات
وصرخات تمزق الفؤاد، بطريقة وحشية مخزية، تقصر أية
كلمات عن وصفها، وأية دموع عن ندبها والتوجع لها(69).
وبذل تللي، وهو الآن شيخ هرم في الواحدة والسبعين، كل ما في وسعه لوقف المذبحة. وتنبأ بحق بأن الولايات البروتستانتية دون ريب سوف تشتد كراهيتها بسبب تخريب واحدة من أجمل مدنهم.
قصة الحضارة ج30 ص205،206، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
من وقائع حروب الثلاثين عاما
:"وسار فالنشتين بجيشه من بوهيميا وأنضم إلى جيش مكسيمليان (وهنا تفوقت هذه القوات على جيش جوستاف عدداً، إلى حد بعيد، وأرتاب حلفاؤه في أن له أطماعاً إمبراطورية، فانتابهم القلق وأصبحوا لا يعتمد عليهم، كما أن قواته كانت على شفا الموت جوعاً، فأعملت السلب والنهب في البروتستانت والكاثوليك ونفرتهم منه،
على حد سواء.
قصة الحضارة ج30 ص208، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
وبلغ عدد الضحايا مائة ألف في معارك قريبة الزمن
من وقائع حروب الثلاثين عاما
:"وفي هذه العملية أتلفت الأطراف المتنازعة مزارعهم ودمرت مدنهم، وقاد ملك أجنبي الألمان ضد الألمان، وبلغ عدد الضحايا مائة ألف.
قصة الحضارة ج30 ص 209، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
قائد مهزوم يقطع رقاب عشر رتب جيشه!!!!
من وقائع حرب الثلاثين عاما(بين البروتستانت والكاثوليك، في ألمانيا أولا ثم توسعت الحرب داخل أوروبا)
:"وفي 1642 وصل تورستنسون بجيش السويد إلى مسافة 25 ميلاً من فيينا، وأحرز نصراً مبيناً في معركة برتينفيلد الثانية، حيث فقد الإمبراطوريون نحو 10 آلاف رجل، مما حدا بالأرشيدوق المنهزم ليوبولد وليم، أخي الإمبراطور الشاب إلى محاكمة ضباطه أمام مجلس عسكري، بتهمة الجبن والخور، وقطع رؤوس ذوي الرتب الكبيرة، وشنق من هم أقل منهم رتبة، وأطلق الرصاص على عشر الباقين على قيد الحياة من سائر
الرتب(74).
قصة الحضارة ج30 ص211، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
وقائع مهولة في الحرب البروتستانتية ضد الكاثوليكية
وقائع حرب الثلاثين عاما
:"كان الإمبراطور الشاب أصغر من أن يدرك أن المذبحة والخراب ربما كانا أفظع ما اقترفته أيدي البشر في جيل واحد في أي بلد من قبل. فلم يكن هناك جيشان، بل ستة جيوش-الألماني والدنمركي والسويدي واليوهيمي والأسباني والفرنسي معظمهما من الجيوش المرتزقة أو الأجانب الذين لا تربطهم أية صلة بالشعب أو التراب أو التاريخ الألماني، يقودهم عسكريون مغامرون يقاتلون من أجل أية ملة نظير أجر، وهي جيوش تعيش على استسلاب الحبوب والفاكهة والماشية من الحقول، تقيم أو تأوي في الشتاء إلى مساكن الشعب، جزاؤها هو حقها في السلب والنهب، وابتهاجها بالقتل والغضب. وكان مبدأ مقبولاً مسلماً به لدى كل الأطراف المتحاربة، أن تذبح أية حامية كانت قد رفضت الاستسلام "بعد أن أصبح الاستسلام أمراً لا مناص منه"، وأحس الجنود أن المدنيين فرائس أو ضحايا مشروعة، فأطلقوا الرصاص على أقدامهم في الشوارع، وجندوهم لخدمتهم. وخطفوا أطفالهم من أجل الحصول على الفدية وأشعلوا النار في مخازن التبن وأحرقوا الكنائس لمجرد التسلية واللهو. لقد قطعوا أيدي وأرجل قسيس بروتستانتي لأنه قاوم تحطيم كنيسته، وربطوا القساوسة تحت العربات، وأجبروهم على الزحف على أيديهم وأرجلهم حتى خارت قواهم من الإعياء(75)، وكان حق الجندي في اغتصاب النساء أمراً مسلماً به، فإذا طلب والد أن يحاكم جندي اغتصب ابنته وقتلها، أبلغه الضابط المختص أنه لو لم تكن ابنته ضنينة بعذريتها إلى هذا الحد لبقيت على قيد الحياة(76).
وعلى الرغم من الاختلاط المتزايد تناقص عدد سكان ألمانيا بسرعة أثناء الحرب، وكان التناقص مبالغاً فيه وكان مؤقتاً، ولكنه كان فاجعاً. وتقول التقديرات المعتدلة بأن عدد سكان ألمانيا والنمسا هبط من 21 إلى 15 مليوناً(77). وقدر الكونت فون لوزو أن عدد سكان بوهيميا هبط من ثلاثة ملايين إلى 800 ألف(78). وبين 35 ألف قرية في بوهيميا 1618، هناك نحو 29 ألف قرية هجرها أهلوها أثناء الصراع(79). وهناك في مختلف أنحاء الإمبراطورية مئات من القرى لم يبق فيها ساكن واحد، وقد يقطع المرء في بعض الأقاليم ستين ميلاً دون أن يرى قرية أو بيتاً(80)، وكان في 19 قرية في ثورنجيا في 1618 نحو 1717 بيتاً، لم يتبق منها في 1649 سوى 627 بيتاً، لم يكن كثير منها آهلاً بالسكان(81).
وتركت آلاف الأفدنة الخصيبة دون فلح أو زرع بسبب نقص الرجال أو الدواب أو البذور، أو لأن الفلاحين لم يكونوا على ثقة من أنهم سوف يحصدون نتاج ما يزرعون. واستخدمت المحصولات لإطعام الجيوش، وكان ما تبقى يحرق لئلا يستفيد من الأعداء. وأضطر الفلاحون في كثير من الأماكن إلى أكل الفضلات المخبأة، أو الكلاب أو القطط أو الفئران، أو جوز البلوط أو الحشائش، وقد وجد بعض الموتى وفي أفواههم بعض الحشائش وتنافس الرجال والنساء مع الغربان والكلاب على لحم الخيول الميتة. وفي الألزاس انتزع المعتدون المشنوقين من المشنقة، تلهفاً على التهام جثثهم. وفي أراضي الراين كانت القبور تنبش وتباع الجثث لتؤكل. واعترفت امرأة في زويبركن بأنها أكلت طفلها(82). وتعطلت وسائل النقل إلى حد تعذر معه نقل الفائض في جهة إلى جهة أخرى بعيدة محرومة. وتهدمت الطرق بسبب المعارك، أو بات من الخطر ارتادها بسبب قطاع الطرق، أو ازدحمت بالمهاجرين واللاجئين. وعانت المدن الصغيرة أقل مما عانت القرى. وهبط عدد سكان كثير منها إلى نصف ما كان عليه من قبل. وأصبحت المدن الكبرى أطلالاً خربة-مجدبرج، هيدلبرج، نورمبرج، نيو ستاد، بايريت. وتدهورت الصناعة لعدم وجود المنتخبين والمشترين والحرفيين، وكسدت التجارة. وصار التجار الذين كانوا يوماً أثرياء يتسولون أو يسرقون من أجل لقمة العيش. وامتنعت المكوميونات عن دفع ديونها بعد أن أعلنت إفلاسها. وأحجم الممولون عن الإقراض خشية أن تتحول القروض إلى هبات أو منح. وأفقرت الضرائب كل الناس، اللهم إلا
القواد والجباة والقساوسة والملوك، وبات الهواء ساماً بسبب الفضلات والنفايات
والجثث المتعففة في الشوارع. وانتشرت أوبئة التيفوس والتيفود والدوزنتاريا
والأسقربوط بين السكان المذعورين، ومن بلدة أخرى. ومرت القوات الأسبانية بمدينة
ميونخ فتركت وراءها طاعوناً أودى بحياة عشرة آلاف ضحية في أربعة شهور(83).
وذوت وذبلت في أتون الحرب الفنون والآداب التي كانت تضفي على المدن شرفاً
ومجداً.
وانهارت الأخلاق والروح المعنوية على حد سواء، فإن اليأس المقرون بالإيمان بالقضاء
والقدر دعا إلى الوحشية المقترنة بالسخرية. واختفت كل المثل الدينية والوطنية بعد جيل ساده العنف، وكان البسطاء من الناس يكافحون الآن من أجل الطعام أو الشراب، أو يقاتلون بسبب الكراهية. على حين عبأ سادتهم عواطفهم في التنافس على اقتناء الأراضي التي يمكن أن يجمعوا منها الضرائب، وعلى السلطة السياسية. وهنا وهناك ظهرت بعض النواحي الإنسانية، فكان الجزويت يجمعون الصدقات ليطعموا الأطفال الذين لا عائل لهم، كما كان الوعاظ يطلبون إلى الحكومات وضع حد لسفك الدماء والدمار. وكتب أحد الفلاحين في مذكراته اليومية "اللهم إنا نتوسل إليك أن تعيد لنا السلام. يا إله السموات أنزل علينا السلام(84)".
قصة الحضارة ج30 ص 212-214، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
بدء حرب الثلاثين من البروتستانت ويمثلها في البداية فردريك الخامسقال ديورانت عن فردريك الخامس الكلفني في المانيا
:"وكان أول عمل له بعد توليه منصبه في براغ، أنه أقر بإزالة المذابح والصور من كنيسة سانت فيتوس، وهي الحرم الوطني المقدس، وسرعان ما عمد أتباعه بالمثل إلى تجريد سائر المزارات المقدسة في بوهيميا. واستنكرت الأقلية الكاثوليكية هذا التصرف، واستاء من اللوثريين البوهيميون ونظرت ألمانيا اللوثرية بفتور إلى هذا الكلفني المتحمس وفي 30 إبريل 1620 أعلن فرديناند أن فردريك مغتصب للعرش، وأصدر إليه الأمر بمغادرة الإمبراطورية في أول يونية، وإلا اعتبر خارجا على القانون وصودرت أملاكه. وعرض الإمبراطور أن يضمن عدم تعرض الولايات البروتستانتية الألمانية للهجوم، إذا هي قطعت مثل هذا العهد للولايات الكاثوليكية. وفي معاهدة أولم (3 يونية 1620) قبل هذا العرض واحتج الأمراء البروتستانت بأن فردريك عرض حريتهم للأخطار بتحديه فرديناند. وانحاز الناخب جون جورج أمير سكسونيا بولايته اللثورية إلى الإمبراطور الكاثوليكي"
قصة الحضارة ج30 ص197، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
معلومات أولية عن قيادات حرب الثلاثين عاما وبعض المعاقل
:
بلسن، مدينة هي معقل الكاثوليك في بوهيميا(ج30ص196)(وأستولى مانسفيلد على بلسن، معقل الكاثوليك في بوهيميا، وتقهقرت جيوش فرديناند. ) (ج30 ص196)
ومانسفيلد هو بروتستانتي في خدمة فردريك الخامس(انظر نفس الصفحة)
أما فرديناند فكان يمثل الكاثوليك في حرب الثلاثين
اما فردريك الخامس... الملك الشرعي على بوهيميا، فهو من زعماء الكلفنة (انظر ج30 ص196) وليس زعيم لكل البروتستانت(انظر ص 196) ".وفي 20 مارس 1519 مات ماتياس، تاركاً فردريك الملك الشرعي على بوهيميا، ووريثاً افتراضياً للتاج الإمبراطوري. "(ج30 ص196)وكان فردريك بعد شابا في العشرين من العمر(ص196)
اما مكسيمليان البافاري وهو جوهان تسركليس، كونت تللي فهو من الجزويتالكاثوليك المتحالف مع الباباويةمايعني ان القيادة العسكرية للكاثوليك كان يمثلها مكسيمليان
ويمثل البروتستانت القائد مانسفيلد
وكذلك فالنشتين كان القائد الاكبر للكاثوليكية المدافع عن إمبراطورية فرديناند المدعوم من الباباوية(بتعبير ديورانت " القائد الأعظم "الذي قرر فرديناند عزله عام 1633م،(ج30 ص209) والنص كاملا هو :"وفي 31 ديسمبر 1633 قرر فرديناند ومجلسه أن لابد من عزل قائدهم الأعظم، وتناثرت الشائعات في جيش فالنشتين تقول بأنه يتآمر لينصب نفسه ملكاً على بوهيميا ولويس الثامن ملكاً على الرومان. وفي 18 فبراير وزعت أوامر إمبراطورية على الجيش تحله من قيادة فالنشتين، وبعد ذلك بأربعة أيام، ولى هارباً من بلزن، ومعه ألف رجل. وفي اليوم الخامس والعشرين انقض على غرفته في إيجر نفر من الجنود الطامعين في المكافأة، فوجدوه وحيداً أعزل. وأشبعوه طعناً بسيوفهم، ويقول أحد المعاصرين "وفي الحال جروه من قدميه، يصطدم رأسه بكل درجة من درجات السلم(73)" وأسرع القتلة إلى فيينا حيث نالوا ترقية ومالاً وأرضاً. أما الإمبراطور الذي قضى ليالي وأياماً، يستبد به الخوف، يتعبد ويتهجد، فقد حمد الله على معاونته سبحانه"
وهناك قائد عسكري ثالث يحارب للامبراطورية والكاثوليك وفي خدمة امبراطورها ..إنه القائد تللي"الذي ذبح حامية من 3 آلاف بروتستانتي لمدينة مجدبرج الألمانية ، ثم لما دخل المدينة بعد حصار قتل منها مايقارب النصف من سكانها 17 ألف بروتستانتي
كما في النص"حاصر تللي وكونت بابنهايم مجدبرج التي كانت لا تزال تقاوم "قرار إعادة أملاك الكنيسة". وفي 20 مايو وبعد صمود لمدة ستة أشهر" سقطت المدينة، وأعمل الجنود المنتصرون فيها السلب والنهب لمدة أربعة أيام. وقتل في هذه الحرب عشرون ألف رجل، لا الحامية المكونة من ثلاثة آلاف فقط، ولكن قتل كذلك 17 ألف من سكان المدينة البالغ عددهم 36 ألفاً، وأحرقت المدينة عن آخرها فيما عد الكاتدرائية. ووصف هذا المنظر فقال:-
لم يعد هناك شيء إلا الضرب والحرق والسلب والنهبوالتعذيب والقتل وحرص كل فرد من الأعداء، بصفة خاصة،على الحصول على أكبر قدر من الغنائم. وتحت التهديدبالضرب أو الرمي بالرصاص أو الذبح أو الشنق، أرهبالأهالي المساكين وفزعوا، فلو تبقى لديهم شيء لأخرجوهلو كان مخبأ في ألف حرز مكين. وفي حمأة الغضب المسعور،اجتاحت ألسنة النيران المدينة العظيمة الفخمة التي قامت وسطالأرض كعروس جميلة وعذب وأعدم آلاف الأبرياء منالرجال والنساء والأطفال، وسط ضجة رهيبة من صيحاتوصرخات تمزق الفؤاد، بطريقة وحشية مخزية، تقصر أيةكلمات عن وصفها، وأية دموع عن ندبها والتوجع لها(69).وبذل تللي، وهو الآن شيخ هرم في الواحدة والسبعين، كل ما في وسعه لوقف المذبحة. وتنبأ بحق بأن الولايات البروتستانتية دون ريب سوف تشتد كراهيتها بسبب تخريب واحدة من أجمل مدنهم"
قصة الحضارة ج30 ص205،206، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
وقد انهزم تللي أمام ملك السويد ومات متأثرا بجراحه
:"وفي 17 سبتمبر سحقت الجيوش السويدية والسكسونية المجتمعة قوات تللي عند بريتنفليد بالقرب من ليبزخ وكان هذا أول نصر بروتستانتي هام في الحرب، وقد أحيا روح السكان البروتستانت. وأصبح شخص ملك السويد الذي كان يقاتل دون درع في قلب المعركة يعلوه الغبار، ويتصبب منه العرق، يوجه ويقود رجاله غير هياب ولا وجل، نقول أصبح رمزاً يشد من عزم شعب كان عهد قريب ممزقاً عاجز يرهب جيش فالنشتين. واستردت مكلنبرج، وأعيد الدوق المخلوع إلى عرشه، ودخلت الولايات، الواحدة تلو الأخرى، الحلف السويدي وسرعان ما سيطر جوستاف على خط يمتد عبر ألمانيا من الأورو إلى الراين وأتخذ مقر قيادته في ماينز في قلب إقليم كاثوليكي عادة. وفي نوفمبر سار جون جورج بجيشه السكسوني إلى براج دون أن يلقي أية مقاومة، وكان حريصاً على عدم مهاجمة ضياع فالنشتين في طريقة.
والآن وقد بقي فرديناند بلا حليف اللهم إلا أسبانيا الفقيرة المعدمة، وبلا قائد سوي تللي العجوز، فإنه في تواضع ذليل ولى وجهه شطر فالنشتين (ديسمبر 1631) وطلب إليه أن يجهز جيشاً لإنقاذ بوهيميا وحماية النمسا. ووافق القائد المزهو المغرور، ولكن بشروط غريبة شاذة أن تكون له القيادة العليا على كل القوات الإمبراطورية، وتكون له سلطة التفاوض وتوقيع المعاهدات إلا مع جوستاف، ويكون له في البلاد التي يفتحها حق مصادرة الأملاك وأصدر العفو وفي إبريل 1632 قبلت هذه الشروط جميعها. فجمع فالنشتين جيشاً، كما جمع الموال اللازمة له، وعرض على جون جورج صلحاً منفرداً واستعاد براج دون طلقة واحدة. وانسحب السكسوني إلى سكسونيا.
وفي الوقت نفسه أستأنف القتال، وهزم تللي عند "رين" (15 إبريل). ومات تللي بعد ذلك بأسبوعين متأثراً بجراحه."(ج30 ص207)
 
رد فعل الكاثوليك على البروتستانت في بداية حرب الثلاثين، ويمثل الكاثوليك القائج مكسيمليان البافاري
:"وفي 30 إبريل 1620 أعلن فرديناند أن فردريك مغتصب للعرش، وأصدر إليه الأمر بمغادرة الإمبراطورية في أول يونية، وإلا اعتبر خارجا على القانون وصودرت أملاكه. وعرض الإمبراطور أن يضمن عدم تعرض الولايات البروتستانتية الألمانية للهجوم، إذا هي قطعت مثل هذا العهد للولايات الكاثوليكية ...وفي أغسطس عبر جيش إمبراطوري قوامه 25 ألف رجل، النمسا إلى بوهيميا بقيادة قائد مكسيمليان البافاري وهو جوهان تسركليس، كونت تللي الذي تعلم التقوى على يد الجزويت، وتلقى إن الحرب من دوق بارما بالقرب من الجبل الأبيض، إلى الغرب من براغ، التقى هذا الجيش بالبوهيمين وهزمهم هزيمة منكرة (8 نوفمبر). وفردريك واليزابث وحاشيتهما إلى سيليزيا. وعجز الملك والملكة عن جمع جيش هناك، فالتمسا مأوى في براند ببرج الكلفنية. وفي اليوم التالي للمعركة أحتل مكسيمليان أمير بافاريا براج. وسرعان ما أعيدت الكاثوليكية، وأعيد وضع الصور في الكنائس، وأستدعى الجزويت، ووضع التعليم تحت إشراف الكاثوليك ولم يبح إلا الديانة الكاثوليكية والديانة اليهودية، وألغى العشاء الرباني بالخبز وبالنبيذ على حد سواء، وكان يوم القديس جون من قبل عيداً وطنياً فجعل يوم حداد تغلق فيه كل الكنائس، وقبض على ثلاثين من زعماء العصاة وأعدم منهم سبعة وعشرون. ولمدة عشر سنين ظلت اثنتي عشرة جمجمة تطل متجهمة غاضبة من برج جسر شارل على نهر ملدو(64) وحرمت الهجرة على كل العصاة والمتمردين، وصودرت أملاكهم-لجانب الملك فرديناد الذي باعها بيع السلعة للكاثوليك، وقامت طبقة نبلاء كاثوليك جديدة على أكتاف رقيق الأرض. وكادت الطبقات الوسطى والتجارية أن تختفي.
وعلى حين كان مكسيمليان أمير بافاريا يقهر الكلفنية في بوهيميا على هذا النحو، فإن سبينولا أثناء الهدنة في الأرض الوطيئة، قاد قوة كبيرة من الفلاندرز للاستيلاء على البلاتينات
قصة الحضارة ج30 ص197،198، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
البابا البابا جريجوري الخامس عشر
كان في بداية معركة حرب الثلاثين عاما
:"وعلى حين كان مكسيمليان أمير بافاريا يقهر الكلفنية في بوهيميا على هذا النحو، فإن سبينولا أثناء الهدنة في الأرض الوطيئة، قاد قوة كبيرة من الفلاندرز للاستيلاء على البلاتينات، وأعد بعض صغار الأمراء البروتستانت قوة لمقاومته وأنظم فردريك إليهم، تاركاً زوجته في لاهاي. فلما أستدعى سبينولا إلى الأرض الوطيئة عند تجدد الحرب بين هولندة وأسبانيا، حل محله تلي، وهزم البروتستانت (1622) وأستولى على هيد لبرج، وأعمل فيها السلب والنهب وشحنت مكتبة الجامعة العظيمة في خمسين عربة ونقلت إلى روما هدية من مكسيمليان البافاري إلى البابا جريجوري الخامس عشر. ولما عاد مكسيمليان منتصراً منح البلاتينات ميزتها الانتخابية، لقاء ما أدى للإمبراطور من خدمات. وأصبح للولايات الكاثوليكية الآن الأغلبية في مجلس الديت الناخب.
قصة الحضارة ج30 ص198، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
البابا أريان الثامن-أيضاً- اشترك في حرب الثلاثين عاما والحرب تنتقل من ألمانيا لأوروبا
:"
وتعاطف البابا أريان الثامن مع وجهة النظر الفرنسية القائلة بأن آل هبسبرج أصبحوا من القوة بحيث باتوا خطراُ على حرية البابوية وأغضى عما عمد إليه ريشليو من فرض ضرائب على الكاثوليك في فرنسا لمساعدة الألمان البروتستانت وعن مساعدته بعد ذلك لملك سويدي ضد إمبراطور كاثوليكي. وفي 1624 حول الكاردينال المدهش المنظر السياسي فجأة، بسلسلة متعاقبة من الضربات الدبلوماسية. ففي 10 يونية وقع تحالفاً مع هولندا البروتستانتية ضد الفلاندرز وأسبانيا الكاثوليكيتين. وفي 15 يونية ضم إليه السويد والدنمرك، وفي 11 يوليه أقنع سافوي والبندقية بالانضمام إليه في محاولة لقطع خط الإمدادات والقوات الأسبانية النمساوية عبر ممرات الفالتللين في جبال الألب الإيطالية السويسرية. وفي 1625 جاء كرستيان الرابع ملك الدنمرك بعشرين ألف رجل للانضمام إلى قوة ما نسفياد المكونة من أربعة آلاف رجل في سكسونيا السفلى. وتولى الجزع مكسيمليان، فحث الإمبراطور على إرسال نجدة
قصة الحضارة ج30 ص198،199، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
من هو فالنشتين قائد حرب (كاثوليكي) في حرب الثلاثين عاما؟
إنه المدافع عن إمبراطورية فرديناند المدعوم من الباباوية
"كان اسمه الحقيقي ألبرخت فون فالنشتين، وهكذا كان يوقع اسمه دائماً(65). ...وتلقي تعليمه أولاً على يد "الأخوة البوهيمين" ثم على يد الجزويت...وملك قلب فرديناند وظفر بحبه، بالوقوف إلى جانبه...ومن 1619 وما بعدها أقرض الإمبراطور مبالغ ضخمة تكاد تسد نفقات العرش-على سبيل المثال مائتي ألف جلدن في 1621، وخمسمائة ألف في 1623. ولم يحصل على أية ضمانات لهذه القروض، ويكفيه أنه كان يملك ربع بوهيميا، ويستطيع أن يحشد جيشاً متى شاء، ويتولى قيادته بمهارة فائقة. وفي 1624 عندما تحكم الفرنسيون والبنادقة في ممرات فالتللين، ولم يعد في مقدور الجنود والمؤن الأسبانية الوصول من إيطاليا إلى النمسا، عرض فالنشتين تجنيد خمسين ألف رجل ووضعهم في خدمة الإمبراطور... وصد فالنشين مانسفيلد في دسو، وهزم تللي كريستيان الرابع في لتر (1626) وقضى منسفيلد نحبه
قصة الحضارة ج30 ص199، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
انجازاته في بداية الحرب
:"وتقدم فالنشين الذي يزداد جيشه عدداً يوماً بعد يوم، إلى براندبرج وأرغم ناخبها جورج وليم على إعلان الولاء للإمبراطور، واندفع نحو دوقية كريستيان نفسه. وهي هولستين، وتيسر له القضاء على كل مقاومة في غير عناء. وفي نهاية 1627 كانت الأجزاء الداخلية من الدنمرك في قبضته.
ووسع هواء البلطيق الملح من خطط فالنشتين، فالآن وقد دان كل الساحل الشمالي الألماني تقريباً، ومعظم أرض الدنمرك، للإمبراطور، فلم يبنى بحرية إمبراطورية، ويحي "الهانسا"، وبالتحالف مع بولندة الكاثوليكية يمد سلطان الإمبراطور على بحر البلطيق وبحر الشمال، ومن ثم لا يعود الهولنديون والإنجليز قادرين على الإتيان بالخشب من ثغور البلطيق عبر مياه السوند ليشدوا أساطيلهم؛ ويتحكموا في بحر الشمال وتجارته ويسدوا القنال في وجه الأسبان أن امتلاك الإمبراطور للبلاتينات مكنه من السيطرة على نهر الراين. ومن ثم يكون الطريق مسدوداً أمام البولنديين في النهر والبحر، فتنهار قوتهم وثروتهم العتيدة. ولسوف يصبح جوستاف أدولف محصوراً في شبه جزيرة أسكنديناوة وفي 1627 كان فالنشتين بالفعل يعد نفسه ليكون أمير البحر في المحيط وفي البلطيق.
ولم ينظر الأمراء الألمان بعين الرضا إلى انتصارات فالنشتين. ذلك أنهم رأوا أنه بينما نقص جيش العصبة الكاثوليكية بقيادة مكسيمليان البافاري وكونت تللي إلى نحو 20 ألف رجل، فإن فالنشتين تولى أمرة قوات بلغ عددها 140 ألفاً. كما أنه لا يعترف بأية مسئولية إلا أمام الإمبراطور وحده ومادام الإمبراطور مطمئناً إلى وجود جيشه من خلفه، ففي مقدوره أن يحد من "حريات" الأمراء. والحق أن فالنشتين ربما كانت تراوده فكرة القضاء على الملكيات الإقطاعية وتوحيد ألمانيا بأسرها في دولة قوية واحدة. كما كان يفعل ريشليو في فرنسا، وكما كان على بسمارك أن يفعل بعد ذلك بمائتين وأربعين عاماً.
ولدى اجتماع الناخبين الإمبراطوريين في مولها وزن، في شتاء 1627-1628، تبادلوا الرأي فيما يراودهم من آمال وما يساورهم من مخاوف. ومال الناخبون الكاثوليك إلى تأييد فالنشتين، ثقة منهم بأنه سوف يقتلع البروتستانتية من جذورها ويقضي عليها في مهدها الأول. ولكن عندما أطاح فرديناند بدوق مكلنبرج البروتستانتي، ونقل الدوقية إلى فالنشتين (11 مارس 1628) فإن الأمراء الكاثوليك أنفسهم تولاهم الجزع من استئثار الإمبراطور بسلطة خلع الأدواق وتعيينهم وفق مشيئته هو وحده. وما كان أمام الأمراء إلا ورقة واحدة يلعبون بها أمام فرديناند، فإنه كان على وشك أن يطلب إليهم ضمان اعتلاء ابنه العرش الإمبراطوري. وفي 28 مارس أبلغوه أنه مادامت جيوشه تحت إمرة فالنشتين، فإنهم لن يقدموا ضماناً مثل هذا. كما حذره مكسيمليان البافاري، من أنه إذا لم ينتقص من جيش فالنشتين ومن سلطاته وقوته، فلابد يوماً من أن يملي هذا القائد سياسة الإمبراطورية.
وكأنما لحظ فالنشتين هذا التحذير، فإنه شرع، وواضح أنه على مسئوليته الخاصة، في إجراء مفاوضات سرية مع كريستيان الرابع، انتهت بصلح لوبك (22 مايو 1629). ولدهشة أوربا كلها، أعاد إلى ملك الدنمرك جتلند وشلزويج والقطاع الملكي من هولشتين. ولم يفرض تعويضاً، بل أنه طلب فقط تخلي كريستيان عن أسقفياته الألمانية وسلطته العسكرية، ولكن ما الذي دفعه إلى هذا الكرم، أنه من ناحية، الخوف من ائتلاف الغرب ضد السيطرة الإمبراطورية على البلطيق والمضايق، ومن ناحية أخرى الاعتقاد بأن جوستاف أدولف كان يخطط لغزو ألمانيا، وأخيراً، تنبأ فالنشتين بأن القضية ستكون بينه وبين جوستاف لاكريستيان.
وربما أقلق استحواذ فالنشتين على السلطة الدبلوماسية بال الإمبراطور، ولكن كان لزاماً عليه أن يخفي شكوكه وحقده المتزايدين، لأنه كان الآن يخطط أجرأ حركة في تاريخه، وقد يكون في حاجة ماسة إلى مساندة قوات فالتنشتين في كل مرحلة من مراحل هذه اللعبة الخطرة. أن مستشاريه الجزويت طالما ناشدوه الاستعانة بقوته الجديدة وبقرار إمبراطوري، لتسترد الكنيسة الكاثوليكية، بقدر الإمكان، أملاكها ومواردها التي اقتطعت منها منذ بداية الإصلاح الديني، أو على الأقل منذ 1552. ورأى فرديناند الكاثوليكي الشديد التمسك بعقيدته في هذا المطلب شيئاً من العدالة، ولكنه لم يقدر كل التقدير صعوباته العملية، فقد بيعت منذ 1552 ممتلكات كثيرة من تلك التي كانت ملكاً للكنيسة، ودفع ملاكها الحاليون ثمنها. ولتنفيذ هذا، أي استرداد لكنيسة لأملاكها، لابد من تجريد آلاف من الملاك من ممتلكاتهم، والمفروض أن يتم هذا عنوة، وقد تؤدي الفوضى الناتجة عن هذا بألمانيا إلى ثورة. وكامن مكسميليان أمير بافاريا يوماً يحبذ هذه الفكرة، ولكنه الآن فزع لمداها ومضاعفاتها، وحث الإمبراطور على إرجائها حتى يدرسها مجلس الديت دراسة مستفيضة. وخشي فرديناند أن يرفضها الديت. وفي 6 مارس 1629 نشر "قرار إعادة أملاك الكنيسة"، وجاء فيه "لم يبقَ أمامنا إلا أن نأخذ بيد الجماعة المظلومة، ونبعث بموظفينا ليطلبوا إلى الملاك الحاليين غير المفوضين قانوناً أن يعيدوا كل الأبرشيات والأسقفيات والأديار، وسائر الممتلكات الكنسية التي صودرت منذ معاهدة باسو 1552". وكان هذا "الإصلاح المضاد" المقترن بالانتقام وكان كذلك توكيداً للسلطة الإمبراطورية المطلقة. وهي سلطة مطلقة ربما تردد حتى شارل الخامس نفسه في انتحالها لشخصه.
وقوبل القرار باحتجاجات صارخة على نطاق واسع، ولكنه نفذ. وحيثما وجدت أية محاولة لمقاومته استدعي جنود فالنشتين وأخمدوها في كل مكان باستثناء مجد برج التي نجحت في مقاومة حصار فالنشتين لها. وعادت مدن بأكملها أوجزبرج، ورتنبرج، ودورتمند، وثلاثون بلدة صغيرة إلى أيدي الكاثوليك، وكذلك عاد إليهم خمس أسقفيات ومائة دير، ونظمت من جديد مئات الأبرشيات الكاثوليكية، ولما طبق المالكون قاعدة "الناس على دين ملوكهم" متطلبين من الرعايا أن يتقبلوا مذهب الحاكم، اضطر آلاف البروتستانت أن يرتدوا أو يهاجروا. ومن أوجزبرج وحدها نفي ثمانية آلاف، بما فيهم الياس الذي كان قد فرغ لتوه من بناء دار البلدية الفخمة وهام القساوسة البروتستانت المنفيون على وجوههم في طول البلاد وعرضها يسألون الناس الخبز، حتى أن القساوسة الكاثوليك الذين حلوا محلهم استصرخوا الحكومة أن تغيثهم(67). وما حال دون النجاح النهائي للقرار والإصلاح المضاد في ألمانيا، إلا قدوم جوستاف أدولف. وإذ استنفذ فرديناند غرضه في استخدام فالنشتين في تنفيذ القرار، ولم يجد أية قوات بروتستانتية في الميدان، فإنه لم يعد حريصاً على الاحتفاظ بقائده. فطلب إليه في مايو 1630 أن يتخلى عن 30 ألفاً من جنوده للخدمة في إيطاليا، فاعترض فالنشتين محتجاً بأن ملك السويد يخطط لغزو ألمانيا، فغلب أمره، وأرسل الثلاثون ألف جني إلى إيطاليا. وعاد الناخبون في يوليه واقترحوا عزل فالنشتين. ووافق الإمبراطور، وفي 13 سبتمبر أبلغ ضباط الجيش بأن مكسيمليان أمير بافاريا قد حل في منصب القيادة العليا محل قائدهم وعاد فالنشتين في سلام إلى ضياعه في بوهيميا، وهو يعلم أن جوستاف قد دخل الأراضي الألمانية، وأن الإمبراطورية لابد أن تكون وشيكاً في حاجة إلى قائد.
قصة الحضارة ج30 ص200،204، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
ملك السويد يشارك في الحرب الثلاثينية ضد الأمراء الألمان البروتستانت(سيُقتل لاحقا في معركة خارج بلاده)
حرب الثلاثين عاما
:"نزل جوستاف بقواته البالغ عددها 15 ألفاً في بوميرانيان وتقدم إلى الولايات الألمانية الشمالية بوصفها منقذة البروتستانتية ومخلصتها، وإلى فرنسا بوصفها سيفاً مسلطاً ضد أسرة هبسبرج المنتفخة. وانتظر المدد من السويد والدنمرك وبراندنبرج وبولندة حتى تجمع لديه نحو 40 ألف جندي في أحسن نظام، مسلحين ببنادق حديثة الطراز، مدربين على سرعة الحركة بمدفعيتهم الخفيفة. ولم يزل القائد بعد شاباً في السادسة والثلاثين، ولكن على الرغم من حملاته فقد اشتد عوده وقوي جسمه، ودوخ جياده كما دوخ أعداءه، وعلى الرغم من ذلك، كان غالباً ما يتقدم الصفوف، سائراً بلحيته الذهبية نحو النصر. وأحبه جنوده لا لأنه منصف. وعلى حين تبع الجيوش الألمانية أفواج من البغايا بلغ من كثرتهن تخصيص بعض الضباط لحفظ النظام بينهن، فإن جوستاف لم يسمح بمحظيات أو مومسات في معسكره، ولو أن الزوجات سمح لهن بالقيام بخدمة أزواجهن من الجنود(68)... وقضى جوستاف بقية عام 1630 في بسط سلطانه على بواميرانيا، وفي البحث عن خفاء. فإذا تيسر له أن يجمع كل أعداء آل هبسبرج في حرب صليبية واحدة، لاجتمع له مائة ألف جندي صالحين لملاقاة جيش فالنشتين...وفي 13 إبريل أخذ جوستاف فرانكفورت وذبح حاميتها المكونة من ألفي رجل"
قصة الحضارة ج30 ص205-206، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
القائد تللي-هكذا هو اسمه- قائد حرب كاثوليكي في قوات الامبراطورية الكاثوليكية ليومذاك كما كانت تسمى! (وهو في في حرب الثلاثين عاما يذبح 17 ألف بروتستانتي في مدينة واحدة)!!

:"حاصر تللي وكونت بابنهايم مجدبرج التي كانت لا تزال تقاوم "قرار إعادة أملاك الكنيسة". وفي 20 مايو وبعد صمود لمدة ستة أشهر" سقطت المدينة، وأعمل الجنود المنتصرون فيها السلب والنهب لمدة أربعة أيام. وقتل في هذه الحرب عشرون ألف رجل، لا الحامية المكونة من ثلاثة آلاف فقط، ولكن قتل كذلك 17 ألف من سكان المدينة البالغ عددهم 36 ألفاً، وأحرقت المدينة عن آخرها فيما عد الكاتدرائية"
.
وقد كان يقود أيضا الجيش الإمبراطوري الكاثوليكي
:في أغسطس عبر جيش إمبراطوري قوامه 25 ألف رجل، النمسا إلى بوهيميا بقيادة قائد مكسيمليان البافاري وهو جوهان تسركليس، كونت تللي الذي تعلم التقوى على يد الجزويت، وتلقى إن الحرب من دوق بارما بالقرب من الجبل الأبيض، إلى الغرب من براغ، التقى هذا الجيش بالبوهيمين وهزمهم هزيمة منكرة (8 نوفمبر
قصة الحضارة ج30 ص بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
"وتولى الجزع مكسيمليان، فحث الإمبراطور على إرسال نجدة إلى تللي الذي تناقص عدد جيشه من 18 ألفا إلى 10 آلاف بسبب الجو والجوع والمرض. واستجاب فرديناند باستدعاء فالنشتين من بوهيميا"
".ولكن تللي في 1625 تعالت صيحاته يطلب المدد فكلف فرديناند فالنشتين بتجنيد عشرين ألف رجل. وفي سرعة مذهلة سار هذا الجيش إلى سكسونيا السفلى، كامل العتاد، حسن النظام والانضباط، يحب قائده إلى حد العبادة، ويعيش على ما يسلبه من الريف.
وصد فالنشين مانسفيلد في دسو، وهزم تللي كريستيان الرابع في لتر (1626) وقضى منسفيلد نحبه، ووجد كريستيان جيشه الذي يتناقض عدده عاجزاً متمرداً. وأقصمت عرى التحالف الكبير الذي كان ريشليو قد شكله نتيجة لحقد جوستاف أدولف على كريستيان الرابع، وإعلان إنجلترا الحرب على فرنسا، وحملة بكمنجهام لمساعدة الهيجونوت في لاروشيل"
" ودعا ريشليو مكسيمليان للانضمام إلى هذا التحالف، ولكن الدوق الناخب، بدلاً من ذلك أرسل القائد تللي ليعوق تقدم الجيش السويدي. واستولى تللي على نيوبر اندنبرج (19 مارس 1631) وذبح حاميتها المكونة من 3000 رجل... حاصر تللي وكونت بابنهايم مجدبرج التي كانت لا تزال تقاوم "قرار إعادة أملاك الكنيسة". وفي 20 مايو وبعد صمود لمدة ستة أشهر" سقطت المدينة، وأعمل الجنود المنتصرون فيها السلب والنهب لمدة أربعة أيام. وقتل في هذه الحرب عشرون ألف رجل، لا الحامية المكونة من ثلاثة آلاف فقط، ولكن قتل كذلك 17 ألف من سكان المدينة البالغ عددهم 36 ألفاً، وأحرقت المدينة عن آخرها فيما عد الكاتدرائية. ووصف هذا المنظر فقال:-
لم يعد هناك شيء إلا الضرب والحرق والسلب والنهب
والتعذيب والقتل وحرص كل فرد من الأعداء، بصفة خاصة،
على الحصول على أكبر قدر من الغنائم. وتحت التهديد
بالضرب أو الرمي بالرصاص أو الذبح أو الشنق، أرهب
الأهالي المساكين وفزعوا، فلو تبقى لديهم شيء لأخرجوه
لو كان مخبأ في ألف حرز مكين. وفي حمأة الغضب المسعور،
اجتاحت ألسنة النيران المدينة العظيمة الفخمة التي قامت وسط
الأرض كعروس جميلة وعذب وأعدم آلاف الأبرياء من
الرجال والنساء والأطفال، وسط ضجة رهيبة من صيحات
وصرخات تمزق الفؤاد، بطريقة وحشية مخزية، تقصر أية
كلمات عن وصفها، وأية دموع عن ندبها والتوجع لها(69).
وبذل تللي، وهو الآن شيخ هرم في الواحدة والسبعين، كل ما في وسعه لوقف المذبحة. وتنبأ بحق بأن الولايات البروتستانتية دون ريب سوف تشتد كراهيتها بسبب تخريب واحدة من أجمل مدنهم"
قصة الحضارة ج30 ص205،206، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
أما ملك السويد"جوستاف" الذي دخل حرب الثلاثين عاما فبعد احتلاله ميونخ الألمانية وكثير من المدن والدول فإنه قُتل في ألمانيا في معركة ضد فالنشتين مع وذلك بعد أن قتل ملك السويد القائد تللي القائد الثالث للامبراطورية الكاثوليكية فهو احد الثلاثة فالنشتين ومكسيمليان وتللي قواد حرب الثلاثين عاما للكاثوليك
قال ديورانت
:"أستأنف القتال، وهزم تللي عند "رين" (15 إبريل). ومات تللي بعد ذلك بأسبوعين متأثراً بجراحه. واحتل جوستاف ميونخ. وسار فالنشتين بجيشه من بوهيميا وأنضم إلى جيش مكسيمليان (وهنا تفوقت هذه القوات على جيش جوستاف عدداً، إلى حد بعيد، وأرتاب حلفاؤه في أن له أطماعاً إمبراطورية، فانتابهم القلق وأصبحوا لا يعتمد عليهم، كما أن قواته كانت على شفا الموت جوعاً، فأعملت السلب والنهب في البروتستانت والكاثوليك ونفرتهم منه، على حد سواء. وأعرب جون جورج، وقد لعبت الخمر برأسه يوماً عن تلهفه على التخلص من ملك السويد وكان جوستاف يأمل في الاستيلاء على فيينا، ولكه كان يخشى انحياز جون جورج إلى فالنشتين، فتحول إلى الشمال. وفي نورمبرج، وهو يدرك تمام الإدراك أن الريح غير مواتية له، وأرسل تعليماته الأخيرة إلى أو كسنمتيرنا ليتولى شؤون الحكومة السويدية والحرب. وفي أرفورت ودع زوجته، وفي 16 نوفمبر 1632، في لوتزن بالقرب من ليبزج، التقى القائدان العملاقان في ذاك العصر، وجهاً لوجه، وجيش جوستاف 25 ألفاً، وجيش فالنشتين 40 ألفاً. واقتتل الجيشان طول اليوم ونزفا، واضطربا ثم التأما، وأضطر فالنشتين إلى التراجع، ولكن بابنهيم قلب الهزيمة رأساً على عقب، إلى أن أصابته طلقة في رئته فاختنق بالدم وقضى نحبه. أم جوستاف فإنه رأى قلب جيشه يتقهقر، فقام بنفسه، على رأس كتيبة من الفرسان، وقاد هجمة ضاربة، ولكن رصاصة أصابت يده اليسرى، وأخرى أصابت جواده فسقط عنه ثم نفذت رصاصة إلى ظهره. فتجمع الفرسان الدارعون الإمبراطوريون حوله وسألوه من يكون، فأجابهم: أنا ملك السويد الذي قد ضمن عقيدة الأمة الألمانية وحريتها بدمه(70) فانهالوا عليه بسيوفهم مرة ومرة، ثم أعلنوا بأعلى أصواتهم نبأ موته، وتولى القيادة بعده برنهازد دوق ماكس ويمار. وأحرز السويديون الذين جن جنونهم بفقد مليكهم، انتصاراً باهراً واستخلصوا جثمان جوستاف الذي شوهته الطلقات والطعنات. وفي تلك الليلة ابتهج المنهزمون فرحاً، واغتنم المنتصرون حزناً، لأن أسد الشمال قضى نحبه.
قصة الحضارة ج30 ص207،208، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
لكن لابد من عرض كلام ديورانت عن ملك السويد ل حرب الثلاثين عاما ، وهو الذي قتل بعد دخوله ميونخ منتصرا بعد أن بدا الحرب هكذا"وتقدم إلى الولايات الألمانية الشمالية بوصفها منقذة البروتستانتية ومخلصتها، وإلى فرنسا بوصفها سيفاً مسلطاً ضد أسرة هبسبرج المنتفخة"(ج30 ص205)
:"قصة جوستاف البطولية
1630 - 1632
ينبغي ألا نصور العاهل العظيم في صورة "جالاهاد" أي في صورة رجل نبيل طاهر، تقدم لإنقاذ الديانة من الوثنيين..كانت مهمته أن يدعم ويحافظ على استقلال السويد السياسي ونموها الاقتصادي ومن أجل هذين الهدفين قاتل بولندة الكاثوليكية وروسيا الأرثوذكسية والدنمرك البروتستانتية فإذا تجاسر الآن، بموارده المتواضعة على الدخول في مباراة ضد الإمبراطورية والبابوية وأسبانيا، مجتمعة، فما ذلك بسبب الكثلكة، بل لأنهم هددوا بتحويل بلاده إلى تابع ذليل لملوك غرباء معادين. وأحس بأن خير دفاع ضد مثل هذا الخطر المحدق، هو إقامة معاقل محصنة سويدية في الداخل. وترددت سكونيا البروتستانتية، وانساقت فرنسا الكاثوليكية إلى التحالف مع جوستاف، لأنها أدركت أن القضية لم تعد نظرية في اللاهوت بل كفاحاً من أجل الأمن عن طريق القوة. ومهما يكن من أمر، فإن العقيدة، على الرغم من أنها دافع ضئيل لدى القادة والزعماء، حافز مثير قوي لدى الشعب، ويجب أن تضاف طاقتها إلى الروح الوطنية، لتدفع بالناس إلى ميدان القتال.
قصة الحضارة ج30 ص204، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
نتائج حرب الثلاثين عاما، من الناس والمدن، في نص مختصرلديورانت
" وفي هذه العملية أتلفت الأطراف المتنازعة مزارعهم ودمرت مدنهم، وقاد ملك أجنبي الألمان ضد الألمان، وبلغ عدد الضحايا مائة ألف"
قصة الحضارة ج30 ص209، بداية عصر العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
 
نتكلم جميعا عن حرب هرمجدون عند اليهود او النصارى او فرقهم جميعا ، وقد ألفت كتابين (طبع دار الدعوة، شارع المنشا، محرم بك، الإسكندرية) عن فرقة شهود يهوه المسيحية، ولهم أيضا مفهوم لتلك الحرب، ويعتبرونها نهائية وسماوية مزعومة يقوم بها المسيح من السماء بنهاية العالم وتوريث شهود يهوه أرضنا هذه من غير موت عند نهاية العالم!!، (وبسط ذلك في موضعه) ونكتب نحن الكتب في ذلك الأمر ويكتب النصارى والفرق المسيحية لكن ماذا عن ديورانت وقد سمى حرب الثلاثين عاما ضد الألمان البروتستانت من قبل مايسمى بالإمبراطورية المقدسة(الكاثوليكية) ب( هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة؟)
تجد هذا في عنوان بابه في المجلد العربي رقم 30 من (قصة الحضارة ، بداية عصر
العقل -> صراع العقائد على السلطة -> هرمجدون أو الحرب الإمبراطورية الفاصلة -> حرب الثلاثين سنة
ماذا يعني هذا الا ان ديورانت يقلب الطاولة على خرافات المسيحية وييسمى حروبها الفاصلة الداخلية ومافيها من قتلى بهرمجدون الفاصلة خصوصا حرب الثلاثين!
 
عودة
أعلى