الإغراق في السلفية ، ومحاربة العقل والتجديد (مناظرة علميَّة)

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

أبو حسان

New member
إنضم
12/09/2008
المشاركات
273
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=justify]
لن أخوض في غمار هذا المصطلح في جميع تخصصات الشريعة، إذ الملتقى هنا للتفسير وسأقتصر في طرحي على ما يتعلق بالتفسير.

المشهور عند كثير ممن ينتمي للسلفية ويعظِّم أقوال السلف أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم.
حيث يروى عن الإمام أحمد أنه قال: "لاينبغي لأحد أن يخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا".
وقال ابن تيمية: "من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه".

وفي نظري أن هذا إغراق في السلفية وغلو في تقديس أشخاصهم.
وأنا لا أنكر أن للسلف فضلاً كبيراً على هذه الأمة ، وأن لهم فضلاً خاصاً ينفردون به عن سائر أفراد الأمة ممن جاء بعدهم، وهذا أمر متفق عليه ، وليس المقام هنا لتقصي فضائلهم، أو تحقيق هذا الأمر.

ما أريد أن أقوله : أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم ، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات ، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.

ومن حقنا أن نفهم نصوص الشريعة بعقولنا كما فهموها هم بعقولهم.
ومن حقنا أن ننظر للقرآن نظرا مجردا من أي قول كما نظروه هم للوهلة الأولى.
ومن حقنا أن نفهم النص وننزله على الواقع الذي نعيشه كما فهموه هم ونزلوه على واقعهم، إذ النص إلهي أزلي لم يُنزل ليُقصر في فهم أحكامه وتشريعاته على جيل دون جيل.
ومن حقنا أن نبحث في مقاصد النص القرآني ونستخرج منه أحكاماً تناسب عصرنا وإن خالفت أحكام من سبقنا، إذ أحكامهم مستنبطة من القرآن وليست وحياً معصوماً، وهي قابلة للخطأ والصواب، ونحن نشاركهم في هذا الشيء.

فكيف يُقال بعد هذا أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم؟
وإن مما انتجه هذا الغلو في تقديس أقوال السلف أن أصبح لدينا جمود في التعامل مع نصوص القرآن الكريم، فأصبحنا لا نُحسن إلا حفظ أقوال السلف وسردها، وتحقيق الأسانيد إليها، وأصبحت جل أبحاثنا تصب في جمع أقوال السلف، وتصفيفها وتنميقها، ومحاولة إضفاء مزيد من القدسية عليها، وانبرى آخرون في التأليف في الرد على كل من يحاول نقد السلف ، وتخصصت بعض مؤسسات المجتمع للذب عن كل ما هو سلفي ومحاربة كل ماهو خارج عن نطاق السلف، ووصل بنا الحال أن جعلنا أقوال السلف حجةً نُكثر من الاحتجاج بها، وصرنا لا نحسن إلا لغة التبديع وإقصاء كل من يخالف السلف أو يحاول نقدهم، أو يحاول الإتيان بجديد ليس عندهم.

قرأت في هذا الملتقى لبعض الأفاضل فوجدت أطروحاتهم العلمية مغرقة في السلف والسلفية، ووجدت جل اهتمامهم في التنظير والتقعيد لأقوال السلف، وأما البحث في مقاصد القرآن وهدايته ومحاولة استخراج الجديد منه فهذا لا تراه إلا في النادر والقليل من أُطروحاتهم.
ووجدت عندهم جرأة على نقد تفاسير الخلف، وأما السلف أو من ينتمي للسلفية فلا يتجاسر أحدهم على نقدها ، وإن فعلوا فيقدمون لها بمقدمات تضفي نوعا من التبجيل والتعظيم ، خوفا من المساس بقدسية كل ما يمت للسلف.
وكذا في قضايا التجديد ومحاولة إعمال العقل في فهم نصوص القرآن الكريم فإنها محاربة عندهم، ويجدون حرجا وضيقا شديدا عند الحديث عنها.

لا فرق عندي بين تفسير السلف وتفسير من جاء بعدهم إلى يومنا هذا ما دام الكل يملك القدرات التي تؤهله لفهم النص الشرعي.
ولا فرق عندي في وجوب نقد الفكرة على طاولة البحث العلمي، سواء كان صاحبها من السلف أم من الخلف.

لو عرضتَ مسألة خلافية وعرضت الأقوال فيها مجردة من قائليها وطلبت من القراء توجيه النقد لكل قول، ثم عرضت مسألة أخرى لكن بذكر صاحب كل قول لوجدت إحجاما لنقد كل قول يمس شخصية سلفية كبيرة.

إنني حينما أنادي بالتجديد ونقد أقوال السلف في التفسير فإن هذا لا يعني أبداً أنني انتقصهم أو أُقلل من شأنهم، فهم كما أسلفت لهم فضائل يتميزون بها عن غيرهم ممن جاء بعدهم، وهذه الفضائل نحفظها لهم ، ونحن نجلهم ونعظمهم لمكانتهم التي حباهم الله بها، ونحن أيضاً بحاجة لتفسيرهم ، وذلك في بعض القضايا التي تعين على فهم النص ، مثل ملابسات النزول وغيرها، لكن لا يعني هذا أبداً أن لا نُعمل أفهامنا في تفسير النص والاستنباط منه.

وإنني أيضاً حينما أنادي بفتح باب التفسير للخلف فإن هذا لا يعني أبداً أنني ادعو لفتح الباب على مصراعيه فيلج فيه من ليس من أهله، بل يُفتح وفق ضوابط وشروط من أهمها الأهلية لذلك، والله الموفق.[/align]
 
سبحان الله أتظن أن يعزب الصواب عن السلف حتى يأتي من الخلف من يدلنا عليه !!!! سبحانك هذا بهتان عظيم ,

يا أبا حسان تقديس السلف مدحة وليس منقصة 000
 
فلنخرج من التنظير إلى التطبيق ، فهات ما عندك

فلنخرج من التنظير إلى التطبيق ، فهات ما عندك

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=justify]
...
ما أريد أن أقوله : أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم ، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات ، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.

ومن حقنا أن نفهم نصوص الشريعة بعقولنا كما فهموها هم بعقولهم.
ومن حقنا أن ننظر للقرآن نظرا مجردا من أي قول كما نظروه هم للوهلة الأولى.
ومن حقنا أن نفهم النص وننزله على الواقع الذي نعيشه كما فهموه هم ونزلوه على واقعهم، إذ النص إلهي أزلي لم يُنزل ليُقصر في فهم أحكامه وتشريعاته على جيل دون جيل.
ومن حقنا أن نبحث في مقاصد النص القرآني ونستخرج منه أحكاماً تناسب عصرنا وإن خالفت أحكام من سبقنا، إذ أحكامهم مستنبطة من القرآن وليست وحياً معصوماً، وهي قابلة للخطأ والصواب، ونحن نشاركهم في هذا الشيء.
...
.[/align]

فلنخرج من التنظير إلى التطبيق
و لنخرج من القول إلى الفعل ، ثم لننظر
فهات ما عندك
 
السلام عليكم
أري من الضروري لطارح هذا الموضوع - أبو حسان - أن يجيب على سؤال الأستاذ الزهراني ... و نرجوا من المشرفين على هذا المنتدى التدخل بالتوجيه و التعقيب لخطورة هذا الموضوع ...
بالتوفيق
 
ما تقول في الإجماع : هل هو دليل عندك ؟

سؤالك مجمل ويحتاج إلى مزيد من التفصيل
فهل تتفضل ببيان مقصودك
ثم إني لم أفهم وجه ارتباط هذا السؤال بالموضوع الذي كتبتُه
فهو كما لو سألت: هل السنة النبوية حجة عندك !!!
 
لعل الكاتب لا يفرق بين التأويل والتدبر

ما الفرق بين التأويل والتدبر يا فضيلة الشيخ
وارجو أن لا تنسخ لي الجواب من كتاب التفسير والمفسرون للذهبي والذي أظن أنك لا تعرف غيره، هذا إن كنت تعرفه
 
جزى الله خيراً كل من غضب لمن زكاهم الله وفضلهم .
وشكر الله لكل من بحث عن الموضوعية والإنصاف وطالب بالدليل .

ولا أود أن أتقدم بين يدي إخواني ممن يريد المشاركة والبيان , ولكن إن رأيتم أن تمهلوني وأخي أبا حسان .. يسأل وأجيب .. وأسأل ويجيب .. ونتحاور .. ونتشاور .. وغايتنا الحق بدليله , فخيراً فعلتم .
وإن أردتم إبقاء الحوار عاماً لكل من حضر تركته لكم على ما تحبون . وما أنا في هذا إلا كأصغركم .
 
ولكن إن رأيتم أن تمهلوني وأخي أبا حسان .. يسأل وأجيب .. وأسأل ويجيب .. ونتحاور .. ونتشاور .. وغايتنا الحق بدليله , فخيراً فعلتم .
وإن أردتم إبقاء الحوار عاماً لكل من حضر تركته لكم على ما تحبون . وما أنا في هذا إلا كأصغركم .

نعم أنا أفضل أن لا يدخل الصغار ، من الذين يغضبون جهلا فيأتون إلينا بعاطفتهم الجياشة مما يغير من مسار الموضوع فيتحول إلى معارك سخيفة دون أن يفهموا أو يعوا ما أقول
اتمنى أن لا يشارك في الموضوع إلا الكبار من أمثال المشرفين وغيرهم ممن يحمل مؤهلات عليا أو من المشايخ الكبار المتمكنين علميا
ولا يعجبني ابتعادهم عن النقاش وتركه للصغار إلا إن كان هذا أمرا مقصودا وأظنه إن شاء الله غير مقصود
وإنَّ ترك الموضوع ليناقشه الصغار مما يؤثر سلباً على مستوى هذا الملتقى وقد يُعطي إنطباعاً خاطئاً بعدم قدرة الكبار على النقاش أو ضعفهم علميا

أخي الكريم أبا بيان:
أنت عندي من الكبار فأتمنى أن تستمر في نقاشاتك بارك الله فيك
 
أخي أبا حسان السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اعرفك بنفسي فأنا لست من الكبار ولا من الصغار بل من العوام ولكن أرى منك أخي العزيز خروجا عن منهج وموضوع المنتدى بالكلية فهذا الموقعا اسمه ( ملتقى أهل التفسير ) و ليس ملتقى العقائد و الفرق فتعرف أخي الحبيب نحن كمسلمين في أمور العقائد نختلف كثيرا ربما أكثر من فرق اليهود و النصارى ولكن بحمد الله ومن رحمة الله بنا تجمعنا عدة ثوابت منها أركان الاسلام و الايمان وهذا الكتاب العظيم الذي على اختلافنا فهو نفسه بينا أيدينا لم يتغير من جملة واحدة ونحن في هذا الملتقى نريد أن نناقش هذا الكتاب العظيم من ناحية تفسيرية بجميع جوانبها بلاغية و علمية و ووو و دخولك أنت أو غيرك من الاعزاء بمثل هذه المواضيع خرجنا عن هذا الهدف و ارجو من المشرفين على هذا الملتقى أن يأخذوا في الحسبان مثل هذه المواضيع التي تثير جدلا واسعا لا فائدة منه و ربما يطال القدح علماء فضلاء لهم باع طويل في خدمة هذا الدين من كل الفرق الاسلامية نكسب إثمهم بدلا من الترضي و الترحم عليهم
ارجو منك أخي ابا حسان أن يكون صدرك واسعا مثل أفقك الواسع
 
(مثل هذه المواضيع التي تثير جدلا واسعا لا فائدة منه و ربما يطال القدح علماء فضلاء لهم باع طويل في خدمة هذا الدين من كل الفرق الاسلامية نكسب إثمهم بدلا من الترضي و الترحم عليهم ) كلام رائع من الريس عبد الرحمن وفقه الله . والسلامة لا يعدلها شيء ، وفي المشاركات السابقة قرأنا ما أحزننا ووردت عبارات ما عهدنا مثلها في ملتقانا - هذا والمناقشة لما طرح لم تبدأ - فكيف سيكون الحال اذا بدأ الحوار .
فياليت المشرف على هذا الملتقى المبارك يبقينا على محبتنا واحسان الظن ببعضنا ويريحنا مما يحرمنا لذة البحث داخل هذا الملتقى فيحدف الموضوع ، ويمكن للمتحاورين أن يتناقشوا فيما بينهم عبر البريد الخاص بهم وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
.
اسمحوا لي يا أحبائي أن ألخص نقاط النقاش وذلك من خلال نص المشاركة الأم للفاضل " أبو حسان " :


[align=center][/align]
[align=justify]

سأقتصر في طرحي على ما يتعلق بالتفسير.


المشهور عند كثير ممن ينتمي للسلفية ويعظِّم أقوال السلف أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم.
حيث يروى عن الإمام أحمد أنه قال: "لاينبغي لأحد أن يخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا".
وقال ابن تيمية: "من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه".

3ـ ثمرة ما تقدم :" وفي نظري أن هذا إغراق في السلفية وغلو في تقديس أشخاصهم"


اعتقاد الفاضل " أبو حسان " الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار


:" وأنا لا أنكر أن للسلف فضلاً كبيراً على هذه الأمة ، وأن لهم فضلاً خاصاً ينفردون به عن سائر أفراد الأمة ممن جاء بعدهم، وهذا أمر متفق عليه ، وليس المقام هنا لتقصي فضائلهم، أو تحقيق هذا الأمر"..... إنني حينما أنادي بالتجديد ونقد أقوال السلف في التفسير فإن هذا لا يعني أبداً أنني انتقصهم أو أُقلل من شأنهم، فهم كما أسلفت لهم فضائل يتميزون بها عن غيرهم ممن جاء بعدهم، وهذه الفضائل نحفظها لهم ، ونحن نجلهم ونعظمهم لمكانتهم التي حباهم الله بها، ونحن أيضاً بحاجة لتفسيرهم ، وذلك في بعض القضايا التي تعين على فهم النص ، مثل ملابسات النزول وغيرها، لكن لا يعني هذا أبداً أن لا نُعمل أفهامنا في تفسير النص والاستنباط منه.


المحصلة المتوخاة من النقاش:

ما أريد أن أقوله : أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم ،


يترتب على ذلك أنه :"


1ـ من حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات ، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.


2ـ ومن حقنا أن نفهم نصوص الشريعة بعقولنا كما فهموها هم بعقولهم.

3ـ ومن حقنا أن ننظر للقرآن نظرا مجردا من أي قول كما نظروه هم للوهلة الأولى.
4ـ ومن حقنا أن نفهم النص وننزله على الواقع الذي نعيشه كما فهموه هم ونزلوه على واقعهم، إذ النص إلهي أزلي لم يُنزل ليُقصر في فهم أحكامه وتشريعاته على جيل دون جيل.
5ـ ومن حقنا أن نبحث في مقاصد النص القرآني ونستخرج منه أحكاماً تناسب عصرنا وإن خالفت أحكام من سبقنا، إذ أحكامهم مستنبطة من القرآن وليست وحياً معصوماً، وهي قابلة للخطأ والصواب، ونحن نشاركهم في هذا الشيء.

الخلاصة:


أصبح لدينا جمود في التعامل مع نصوص القرآن الكريم،

فأصبحنا لا نُحسن إلا حفظ أقوال السلف وسردها، وتحقيق الأسانيد إليها،


وأصبحت جل أبحاثنا تصب في جمع أقوال السلف، وتصفيفها وتنميقها، ومحاولة إضفاء مزيد من القدسية عليها،

وانبرى آخرون في التأليف في الرد على كل من يحاول نقد السلف ،

وتخصصت بعض مؤسسات المجتمع للذب عن كل ما هو سلفي

ومحاربة كل ماهو خارج عن نطاق السلف،

ووصل بنا الحال أن جعلنا أقوال السلف حجةً نُكثر من الاحتجاج بها،

وصرنا لا نحسن إلا لغة التبديع وإقصاء كل من يخالف السلف أو يحاول نقدهم، أو يحاول الإتيان بجديد ليس عندهم.

قيد يختم الفاضل به كلامه


وإنني أيضاً حينما أنادي بفتح باب التفسير للخلف فإن هذا لا يعني أبداً أنني ادعو لفتح الباب على مصراعيه فيلج فيه من ليس من أهله، بل يُفتح وفق ضوابط وشروط من أهمها الأهلية لذلك، والله الموفق.[/align]

أرى جدية في الطرح وإن كنا نأمل تجنيب الحوار بعض المفردات التى تفرِّق النفوس ، كما نأمل ترك أبواب النقاش المثمر مفتوحة بين الفاضل " أبو حسان" والفاضل" نايف الزهراني" ـ كما طلب الشيخ نايف ـ وذلك لتنظيم الأفكار وتثميرها والخروج بفائدة علمية سخية ونحن مع الحق ومع الانتفاع الذي ينتج علما نافعا يُبتغى به وجه الله ، ويوطد عرى الإخاء.

ولعل تدخلي حصل للتذكير بالأفكار الرئيسة التى يجب أن يتمركز حولها النقاش إذ أن شخصنة الأمور والذنب عنها ـ في بعض الأحياء ـ ينسينا موضوع الباب وحديثه المطلوب.
 
بارك الله فيك أخي الكريم د. خضر
أين أنتم من أول الحوار فأنا أريد أن أحاور شخصيات علمية كبيرة من أمثالكم وأمثال الفضلاء الكثر في هذا الملتقى
لئن كنت قسوت في العبارة وشط قلمي أحيانا فإنما كان لغرض أن يخلو لنا الجو مع أناس من أمثالكم دون أن يلج علينا في ندوتنا من يعكر صفو نقاشنا
وأنا حينما طرحت هذا الموضوع تفاجأت بكم هائل من الردود العاطفية والتي اعتدنا رؤيتها في منتديات أخرى لا ترقى أبدا لمستوى هذا الملتقى، ولا أخفيكم سرا أني لم أجد حتى الآن في الشبكة العنكبوتية من يستطيع محاورتي بأسس علمية بعيدا عن المهاترات والتهم الجاهزة من طلبة العلم الصغار
وكم كنت أتمنى أن يكفينا المشرفون هؤلاء ولا يُسمح بالمداخلة إلا للأفاضل وطلبة العلم المتميزين من أمثالكم
أما وقد ترك لهم الباب مفتوحا فلم أجد بدا من نهرهم حتى لا يعكروا صفوا نقاشنا ، وحتى يخلو لنا الجو من غير تشويش كما أسلفت سابقا.
وفقني الله وإياكم وما زلت انتظر مداخلات أحبتي من المشرفين وطلبة العلم المتميزين حتى يثروا الموضوع وحتى نصل لنتيجة لعلي أنا أول من يستفيد منها
 
الإخوة الفضلاء وفقهم الله .
بعيداً عن الجانب العلمي المثار للحوار .
نحن نستفيد من مثل هذه الحوارات كثيراً ما دام المتحاورون يحرصون على اختيار العبارة وسموها، ويلتزمون بآداب الحوار وأخلاقه .
وليس من حق كل من يملك معرفاً في الملتقى أن يكتب ما يريد، فليت بعض المعلقين يتريثون قبل أن يكتبوا وينشروا، وقد تركنا خاصية النشر المباشر متاحة دون أن نلزم أنفسنا في الإشراف بالنظر في كل تعليق ومشاركة قبل اعتمادها ونشرها ثقة في المشاركين ورغبة في إزالة القيود والحواجز التي قد تصرف البعض عن المشاركة.
ولذلك فإنني أرجو أن يستمر الحوار بين الأخوين (أبي حسان) و (نايف الزهراني) فقط لنخرج بالفائدة .

وتعقيباً على كلام الأخ أبي حسان
يبدو أنك تفكر بعقلية مشوشة ومرتبكة ومذعورة في آنٍ واحد
لذا صرت تتهمني أني لا أعرف شيئا، وأنت الذي لا تعرف شيئا البتة
وهذه آفة من يناقشونني من الصغار
فكم تمنيت أن لا يدخل في هذه الموضوعات إلا الكبار ممن يفهمون الكلام ويفهمون المشكلة ولديهم اطلاع لا بأس به في علوم الشريعة
أحلتني على كتاب : شرح مقدمة في أصول التفسير للطيار، وطلبت مني قراءة الكتاب، وأعتقد أني قد قرأت الكتاب قبل أن تلدك أمك
ليتنا نتعلم قبل أن نناقش، وليتنا نعرف من نناقش، وليتنا نصبر حتى نكبر ثم نناقش
وليتنا نعرف قدر أنفسنا قبل أن نأتي للنافح عن غيرنا عصبية وحمية ونحن لا ندري أين نحن وأين موقعنا الجغرافي

أقول : أنا على الأقل لا أعرفك إلا بكنيتك (أبو حسان) وليتك تعرفنا بنفسك فقد طلبت منك كما تذكر ذلك وأبديتَ لي بعض الأعذار التي لم أرها كافية ، وهنا تطلب منا أن نعرف من نناقش ونعرف قدر أنفسنا ونصبر... وقد قلتُ لك في أحد التعقيبات من قبل كما قال المأمون : عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك ..
فما رأيك أخي العزيز ؟ أليس كشفك عن شخصيتك - أو على الأقل - عن مؤهلك العلمي سيعطي للحوار قيمةً في نظر القارئ المتابع؟

أسأل الله للجميع التوفيق والإخلاص .
 
أنا من الصغار الذين لايحسنون الخوض في أمثال هذه المسائل،فسأحجم عن مشاركتكم ..
غير أني أجد في دواخلي أمرًا أرغب في البَوْحِ به،وأخشى أن يضيرني شيء إن أنا كتمته فأستأذنكم في طرحه..

مما تعلمته -ويتعلمه أمثالي من صغار الطلبة- أنّ الأدبَ والتواضعَ شاهدان على صدق العالمِ وكلِّ من رام علمًا يدنيه من الله تعالى..
فكان من نتاج ذلك أنّي متى رأيت أحدَهما قد تخلّف عن امرئ اتهمتُه في صدقه..فكيف بتخلفهما معًا؟!..
(هكذا قدر الله تعالى لي)

وقد قال بعضهم:"العلم دعوى،والعالم مدَّعٍ،والعمل شاهد،فمن أتى بشهودِ دعواه صحت للمسلمين فتواه"

فحبذا لو تنبه لذلك من يرد على الجبل الأشم والبحر الخضم أبي حسان !!
فليراعَ الأدبُ في الحديث معه لئلا أُحرم الاستفادة من المسيء..


--------------------------------------------

لا فرق عندي بين تفسير السلف وتفسير من جاء بعدهم ..
ولا فرق عندي في وجوب...

إنني حينما أنادي بالتجديد ونقد أقوال السلف في التفسير فإن هذا...
وإنني أيضاً حينما أنادي بفتح ... [/align]

-----

وهذه آفة من يناقشونني من الصغار


وأعتقد أني قد قرأت الكتاب قبل أن تلدك أمك

-----

لولا أنك جاهل وصغير ولا تدري ما تقول لحاسبتك على ما سطرته أناملك، لكن ما عليك شرهة

-----

نعم أنا أفضل أن لا يدخل الصغار

اتمنى أن لا يشارك في الموضوع إلا الكبار

-----

فأدركت مدى جهالتك وضعف قدراتك الذهنية في فهم أو استيعاب ما أقول فنهرتك عسى أن تلزم مكانك ولا تتقدم إلى الصفوف الأمامية المعدة لغيرك

-----

إني أعرفهم تمام المعرفة من أول حرف يخطونه أنهم لا يحسنون ما يقولون ولا يفهمون ما يقرأون فأردت إفهامهم بأن عليكم أن تتعلموا قبل أن تتصدروا، وإن كنتم لا تستطيعون فالزموا الصمت والاستماع ممن هو أعلم منكم

أين الكبار؟
لم يناقش منهم أحد.
لماذا؟
لعلمهم بأن النقاش في مثل هذه الموضوعات صعب


أنا لا أمانع أن يقرأ الصغار، وأن يستفسروا ويسألوا، وسنكن لهم كل الود والاحترام، وسنجيبهم على كل شبهة، وهذا هو هدفي في طرح هذه الموضوعات
لكن أن يتصدروا بالرد والهجوم وهم لم يقرأوا إلا كتاب فلان وفلان ، اثنان أو ثلاثة وزيادة على ذلك لا يفهمون منها إلا القليل، فهم مجرد حفظة، ثم يأتون ليناقشونا فهذا كله أعده خلل في التربية، وهو لا يعدو أن يكون من التصدر قبل التأهل

-----

لا أخفيكم سرا أني لم أجد حتى الآن في الشبكة العنكبوتية من يستطيع محاورتي بأسس علمية بعيدا عن المهاترات والتهم الجاهزة من طلبة العلم الصغار

فلم أجد بدا من نهرهم حتى لا يعكروا صفوا نقاشنا ، وحتى يخلو لنا الجو من غير تشويش كما أسلفت سابقا.

--------------------------



[align=center]قال أبو مجاهد العبيدي في مشاركة له مضت في موضوع آخر خاطب فيها أحد الأعضاء الذين لهم نفس دائم في مشاركاتهم وهو مجرد النقد (وربما التشفِّي) بنّاء كان أو غيرَ ذلك:
[/align]
وإن - أقول "وإن" - كان جاداً فليأتنا بموضوع له هو، لننظر فيه، ونفيد منه، وأما مجرد الهوشات والتعليقات التي نراها في منتديات الشباب والفارغين فلا محل لها هنا؛ فلعلك تراجع نفسك هداك الله؛ فقد أشغلتنا وأضعت أوقاتنا.


---------------------------


[align=center]قال الشاطبي رحمه الله:
قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطا أو مغالطة
[/align]

وفق الله الجميع لمرضاته..
 
ليت الأخ أبا حسان يخبرنا بضابط الكبار والصغار عنده حتى لا يتطفل أحد على موائده , وذلك بعد تفضله علينا بذكر تاريخه العلمي , وإن كنت أرى أن هذا لزاماً عليه بعد هذا التصنيف الجديد - الكبار والصغار - , كما أعجبني اقتراح الشيخ الفاضل نايف الزهراني في انفراده بالنقاش , وعدم الخروج بالموضوع عن مساره على الأقل إلى حين.
 
[align=center]إخواني الكرام
تدخل المشرفون الكرام وطلبوا من الجميع أن يبقى الحوار بين الأخوين الفاضلين:
الأخ أبي حسان صاحب الطرح الأول للموضوع الأخ نايف الزهراني
وفقهما الله لتجلية الحق في المسألة أملا في الوصول إلى أمر جامع يبين فيه وجه الحق الذي أمرنا بأن نولي وجوهنا إليه فإن غمَّ فلنتق الله ربنا الأمر وليعذر كل منا الآخر فكم من مسألة اختلف فيها سلفنا الصالح من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعنف منهما الآخر
ولكن تتابع التدخل وتتابع النيل والتناوش بل والتناهش والتراشق ولم نر بعد حواراً علمياً فضلاً عن أن يكون ربانياً يليق بأهل العلم بكتاب الله أشراف الأمة
فلنتق الله أحبتي ولنترك التدخل ولنتضرع إلى الله أن يوفقهما إلى كلمة سواء[/align]
 
أقول : أنا على الأقل لا أعرفك إلا بكنيتك (أبو حسان) وليتك تعرفنا بنفسك فقد طلبت منك كما تذكر ذلك وأبديتَ لي بعض الأعذار التي لم أرها كافية ، وهنا تطلب منا أن نعرف من نناقش ونعرف قدر أنفسنا ونصبر... وقد قلتُ لك في أحد التعقيبات من قبل كما قال المأمون : عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك ..
فما رأيك أخي العزيز ؟ أليس كشفك عن شخصيتك - أو على الأقل - عن مؤهلك العلمي سيعطي للحوار قيمةً في نظر القارئ المتابع؟

أسأل الله للجميع التوفيق والإخلاص .

حسنا سأجيبك دكتور عبد الرحمن في بعض ما طلبتَ
وقد وضعت مؤهلي في توقيعي
مع جزيل شكري وامتناني لك
ولعل شخصكم الكريم يجيبني على الأقل في بعض ما طلبتُ
مما ذكرتُه في ردودي السابقة
 
مواصلتي لهذا الموضوع معك أبا حسان صارت تسيء إليّ ؛ فإني أرى لوم بعض الفضلاء لانحطاط مستوى الموضوع قد شملني أيضاً ! ولا أدري ماذا قلت حتى أحشر في زمرة من يخشى من حوارهم الذي لم يبدأ بعد ؟!

لأني أعرف أبا حسان جيداً دخلت معه في صلب القضية لا غير , وعزمت على الصبر على ما ينالني , والاحتساب في تهذيب ألفاظه وإعذاره , لكنه اشتغل بغيري ولم يجب , وحين فرغ من بعض ( الصغار ) ورجع إلى الموضوع حاد عن الجواب .

حديثي معك يا أبا حسان يضرني ولا ينفعك , وكنت سأتحمل الأولى رجاء الثانية لكنك لم تُرِد , ومع أنك امتثلت الشرط الثاني بعد تتابع اللوم والعتاب , وضجرت من ذلك حتى دعوتني للجواب ؛ إلا أن الشرط الأول لازال قائماً .

اجعل من نفسك كبيراً كما تحب لكن ليس في مجلسنا صغير وقد جعلتني وكل من خالفك كذلك ثم استثيتني منهم .
وقد راسلني بعض هؤلاء الكرام -الذين احتقرتهم- بما يحز في النفس , إنهم والله كرماء فضلاء لم يردوا عليك بمثل قولك إكراماً لي وللملتقى لا عجزاً ولا عيّاً , ولم يعتبوا على بقية المشرفين لأني من تولى إدارة الحوار عنهم , ولا أرضى لأحد في مجلسنا هذا أن يُمس بغير حق , وقد أسرفت فينا .. فأما أنا فأعذرك غفر الله لك , ولا أكلفك عذراً لي , وأما هم فهذا عذري لديهم , وكل امرئٍ حجيج نفسه .

وأما الصحابة والسلف رضي الله عنهم فأنا دونهم , وإن أردت معرفة ما لهم عند أهل التفسير فخذه بحقه الذي سبق , وإن أبيت فلن نحرم من وقف ببابنا , وتحرَّم بجنابنا , ولكنا نجعله في موضوع مستقل نباعده جهدنا عن هذا المقام , ولا يشهده إلا الكرام ؛ وهم كل من حضر وقرأ وقصده الحق , ثم إن وجد خيراً حمد الله وشكر لصاحبه , وإن وجد غير ذلك تكلم بعلم والله حسبه , أو سكت بحلم والله حسيبه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وكل من تبعهم إلى يوم الدين .
 
مواصلتي لهذا الموضوع معك أبا حسان صارت تسيء إليّ ؛ فإني أرى لوم بعض الفضلاء لانحطاط مستوى الموضوع قد شملني أيضاً ! ولا أدري ماذا قلت حتى أحشر في زمرة من يخشى من حوارهم الذي لم يبدأ بعد ؟!

لأني أعرف أبا حسان جيداً دخلت معه في صلب القضية لا غير , وعزمت على الصبر على ما ينالني , والاحتساب في تهذيب ألفاظه وإعذاره , لكنه اشتغل بغيري ولم يجب , وحين فرغ من بعض ( الصغار ) ورجع إلى الموضوع حاد عن الجواب .

حديثي معك يا أبا حسان يضرني ولا ينفعك , وكنت سأتحمل الأولى رجاء الثانية لكنك لم تُرِد , ومع أنك امتثلت الشرط الثاني بعد تتابع اللوم والعتاب , وضجرت من ذلك حتى دعوتني للجواب ؛ إلا أن الشرط الأول لازال قائماً .

اجعل من نفسك كبيراً كما تحب لكن ليس في مجلسنا صغير وقد جعلتني وكل من خالفك كذلك ثم استثيتني منهم .
وقد راسلني بعض هؤلاء الكرام -الذين احتقرتهم- بما يحز في النفس , إنهم والله كرماء فضلاء لم يردوا عليك بمثل قولك إكراماً لي وللملتقى لا عجزاً ولا عيّاً , ولم يعتبوا على بقية المشرفين لأني من تولى إدارة الحوار عنهم , ولا أرضى لأحد في مجلسنا هذا أن يُمس بغير حق , وقد أسرفت فينا .. فأما أنا فأعذرك غفر الله لك , ولا أكلفك عذراً لي , وأما هم فهذا عذري لديهم , وكل امرئٍ حجيج نفسه .

وأما الصحابة والسلف رضي الله عنهم فأنا دونهم , وإن أردت معرفة ما لهم عند أهل التفسير فخذه بحقه الذي سبق , وإن أبيت فلن نحرم من وقف ببابنا , وتحرَّم بجنابنا , ولكنا نجعله في موضوع مستقل نباعده جهدنا عن هذا المقام , ولا يشهده إلا الكرام ؛ وهم كل من حضر وقرأ وقصده الحق , ثم إن وجد خيراً حمد الله وشكر لصاحبه , وإن وجد غير ذلك تكلم بعلم والله حسبه , أو سكت بحلم والله حسيبه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وكل من تبعهم إلى يوم الدين .

عذرا لا أذكر في هذا الموضوع أني نلت منك بشيء
ولم أدخل معك في أي جلبة
طلبت مني الاعتذار، وطلبت مني أن أهين نفسي رغبة في الرفع من مقام الصغار ، فرفضت أنا ذلك، لأنك اخطأت في هذا الطلب أيما خطأ
فهل أغاضك هذا الأمر
 
السلام عليكم
اعتقد أن هذا سؤال الشيخ نايف وينتظر الجواب .والله اعلم
والسلام عليكم

بارك الله فيك أخي الكريم
لقد طلبت من الأخ نايف أن يفصل ويبين مراده بهذا السؤال لكنه حار ولم يجب، وحاول التملص من الإجابة
ومع ذلك فإني ما زلت انتظر لعله يجيب
 
ما هو السبب في تقديم أقوال السلف علي أقوال غيرهم في التفسير و في غيره من العلوم الشرعية ؟ يجيب على ذالك أحد أئمتنا هنا بالمغرب - و بالتحديد بالجزائر - : يقول الإمام البشير الإبراهيمي - رحمه الله - : «أقام سلفنا الصالح دين الله كما يجب أن يقام، واستقاموا على طريقته أتم استقامة، وكانوا يقفون عند نصوصه من الكتاب والسنة، ولا يتعدونها ولا يتناولونها بالتأويل، وكانت أدواتهم لفهم القرآن، روح القرآن، وبيان السنة، ودلالة اللغة والاعتبارات الدينية العامة، ومن وراء ذلك فطرة سليمة وذوق متمكن ونظر سديد وإخلاص غير مدخول واستبراء للدين، قد بلغ من نفوسهم غايته، وعزوف عن فتنة الرأي وفتنة التأويل، أدبهم قوله تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13] وقوله تعالى ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59] فكانوا أحرص الناس على وفاق، وكانوا كلما طاف بهم طائف الخلاف في مسألة دينية بادروه بالرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله فانحسم الداء وانجابت الحيرة»آثارالإمام محمَّد البشير الإبراهيمي : (1/ 164)
 
ما هو السبب في تقديم أقوال السلف علي أقوال غيرهم في التفسير و في غيره من العلوم الشرعية ؟ يجيب على ذالك أحد أئمتنا هنا بالمغرب - و بالتحديد بالجزائر - : يقول الإمام البشير الإبراهيمي - رحمه الله - : «أقام سلفنا الصالح دين الله كما يجب أن يقام، واستقاموا على طريقته أتم استقامة، وكانوا يقفون عند نصوصه من الكتاب والسنة، ولا يتعدونها ولا يتناولونها بالتأويل، وكانت أدواتهم لفهم القرآن، روح القرآن، وبيان السنة، ودلالة اللغة والاعتبارات الدينية العامة، ومن وراء ذلك فطرة سليمة وذوق متمكن ونظر سديد وإخلاص غير مدخول واستبراء للدين، قد بلغ من نفوسهم غايته، وعزوف عن فتنة الرأي وفتنة التأويل، أدبهم قوله تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13] وقوله تعالى ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59] فكانوا أحرص الناس على وفاق، وكانوا كلما طاف بهم طائف الخلاف في مسألة دينية بادروه بالرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله فانحسم الداء وانجابت الحيرة»آثارالإمام محمَّد البشير الإبراهيمي : (1/ 164)
أخي شهاب الدين:
هل تستطيع أن تشرح لي هذا الكلام الذي نقلته؟
 
أيها الإخوة الفضلاء جميعاً ..
أسأل الله أن يجمعنا في جنات النعيم إخوة متحابين على سرر متقابلين، وأن يجعلنا من أهل القرآن المخلصين، وإنني أظن بأن كل من شارك في هذه النقاشات من الصادقين في طلب الحق إن شاء الله ، ولن تؤثر سخونة مثل هذه الحوارات والمجادلات على محبتنا لبعضنا وانتفاعنا ببعضنا ، وعفا الله عمَّا سلف .
وقد وردتني بعض الرسائل التي تعتب علينا في ترك مثل هذه النقاشات الساخنة متاحة، وأنا أستميح الإخوة عذراً فلا أرى بأساً بما يدور من حوار ونقاش ولو كان فيه بعض الحدة والقسوة في العبارات، فنحن نتعلم من الخطأ كما نتعلم من الصواب، وفي مثل هذه النقاشات فوائد كثيرة لا تخفى على المربين .
وكل عبارة يكتبها أحدنا فهي تنادي على ما وراءها من علمه وأدبه وأخلاقه وعقله ومنهجه وغير ذلك من جوانب شخصيته، وكل واحد منا حريص على ما يزكي كل هذه الجوانب . وقديماً قيل : المرء مخبوء تحت لسانه ، وهنا : تحت كتابته .
وأحب أن أعتذر للزملاء جميعاً عن أي خطأ وقع في حقهم أو عبارة ظنوا أنها تمسهم من إخواني أبي حسان ونايف الزهراني ومحمد براء وأبي عبيدة الهاني وأبي مجاهد العبيدي وغيرهم وفقهم الله ، وأطلب منهم تكرماً أن يقبلوا هذا الاعتذار مني نيابة عن الجميع ، وأن يعفوا ويصفحوا ويخلوا سبيل الحوار مفتوحاً .
وأدعو الزملاء جميعاً إلى أن ندع الفرصة للزميلين أبي حسان وأبي بيان للحوار والنقاش في موضوعات الحوار التي بدأ أبو حسان الموضوعَ بها، على أن يكون الحوار علمياً منضبطاً بقدر ما يستطيعون دون ضيق بالأسئلة، ودون تهرب من الإجابة .
وإن رأى أخي نايف الزهراني أن يبدأ بافتتاح النقاش بارك الله فيه .
وسأتولى إدارة الحوار بإذن الله ، وأسأل الله أن ينفع بهذا الحوار ويبارك فيه ، وأن يكون نموذجاً يحتذى في الحوار العلمي المنضبط الذي لم نتعود ولم نتدرب عليه كما ينبغي .
وفقكم الله ونفع بكم .

ليلة الإثنين 24/2/1431هـ
 
أيها الإخوة الفضلاء جميعاً ..
أسأل الله أن يجمعنا في جنات النعيم إخوة متحابين على سرر متقابلين، وأن يجعلنا من أهل القرآن المخلصين، وإنني أظن بأن كل من شارك في هذه النقاشات من الصادقين في طلب الحق إن شاء الله ، ولن تؤثر سخونة مثل هذه الحوارات والمجادلات على محبتنا لبعضنا وانتفاعنا ببعضنا ، وعفا الله عمَّا سلف .
وقد وردتني بعض الرسائل التي تعتب علينا في ترك مثل هذه النقاشات الساخنة متاحة، وأنا أستميح الإخوة عذراً فلا أرى بأساً بما يدور من حوار ونقاش ولو كان فيه بعض الحدة والقسوة في العبارات، فنحن نتعلم من الخطأ كما نتعلم من الصواب، وفي مثل هذه النقاشات فوائد كثيرة لا تخفى على المربين .
وكل عبارة يكتبها أحدنا فهي تنادي على ما وراءها من علمه وأدبه وأخلاقه وعقله ومنهجه وغير ذلك من جوانب شخصيته، وكل واحد منا حريص على ما يزكي كل هذه الجوانب . وقديماً قيل : المرء مخبوء تحت لسانه ، وهنا : تحت كتابته .
وأحب أن أعتذر للزملاء جميعاً عن أي خطأ وقع في حقهم أو عبارة ظنوا أنها تمسهم من إخواني أبي حسان ونايف الزهراني ومحمد براء وأبي عبيدة الهاني وأبي مجاهد العبيدي وغيرهم وفقهم الله ، وأطلب منهم تكرماً أن يقبلوا هذا الاعتذار مني نيابة عن الجميع ، وأن يعفوا ويصفحوا ويخلوا سبيل الحوار مفتوحاً .
وأدعو الزملاء جميعاً إلى أن ندع الفرصة للزميلين أبي حسان وأبي بيان للحوار والنقاش في موضوعات الحوار التي بدأ أبو حسان الموضوعَ بها، على أن يكون الحوار علمياً منضبطاً بقدر ما يستطيعون دون ضيق بالأسئلة، ودون تهرب من الإجابة .
وإن رأى أخي نايف الزهراني أن يبدأ بافتتاح النقاش بارك الله فيه .
وسأتولى إدارة الحوار بإذن الله ، وأسأل الله أن ينفع بهذا الحوار ويبارك فيه ، وأن يكون نموذجاً يحتذى في الحوار العلمي المنضبط الذي لم نتعود ولم نتدرب عليه كما ينبغي .
وفقكم الله ونفع بكم .

ليلة الإثنين 24/2/1431هـ

بارك الله فيك أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن
كلماتك تأتي في وقتها لتلطف الجو وتُذهب الشحناء، كالأب حينما يَلطُف بأولاده ، فيصلح ما شجر بينهم ويؤلف بين قلوبهم

وأحب أن أذكر جميع الأخوة بما قلته بمقالي السابق بأني لا أحمل على أحد في قلبي شيئا مهما اختلفنا وتشاجرنا، وإني مبيح كل من تكلم وسيتكلم بحقي.
 
الإخوة الأكارم، قرأت هذه الحوارات، وأعلم أن رأي كثير من الإخوة هو أن نغلق الحوار، ولكنني أرى ـ والله أعلم ـ أن إغلاق الحوار لا يُعد حلاً ـ إن لم أقل أسلوباً صحيحاً ـ في المجادلة والمحاورة، والحق أو القول الصحيح أو الأصح له أدلته التي بها يعرف، ولكل صاحب قول أدلته، ويبقى الترجيح مبنياً على أصول الترجيح المعروفة عند العلماء.
وأما الاتهام والاعتداء في الحديث، فليس لائقاً بأهل العلم والإيمان، والعدل في الحديث أصل من أصول الحوار، فإذا كان الله تعالى أمرنا بالعدل مع الأعداء، فكيف بالإخوان والأحباب، وأعود إلى رأي الدكتور عبد الرحمن الشهري إلى مد النقاش بأصوله بين الأخوين أبي حسان وأبي بيان، وأؤكد على أن يدور النقاش حول المسائل العلمية في التفسير، وأصل هذه القضية التي تم نقاشها جواز إحداث قول جديد لم يكن عليه السلف، وهذا مدار الحديث، فليت الأخوين الكريمين يسيرون في هذا الموضوع ويتحفوننا بما لديهم من أدلة لكل قول يذهبون إليه..
[align=center]أسأل الله للجميع التوفيق والسداد [/align]
 
الإخوة الأكارم،

وأصل هذه القضية التي تم نقاشها

جواز إحداث قول جديد لم يكن عليه السلف

وهذا مدار الحديث...
[align=center]أسأل الله للجميع التوفيق والسداد [/align]

شيخنا الفاضل السلام عليكم
هل هذا فعلاً هو محل النزاع أو مدار الحديث الذي يقصده الأخ أبو حسان.. تجويز إحداث قول جديد لم يكن عليه السلف!! ..
أظن أن هذا التحرير سوف يفضي إلى تبديع القائل به في نهاية الأمر.. وأظن أنه ليس هو المقصود منذ البداية.. وأظن أنه لا يحتاج إلى مجرد الالتفات إليه بهذه الصيغة.
أتمنى من الأخ الدكتور أبي حسان أن يحرر محل النزاع بنفسه بصوره الجائزة والممنوعة أولاً .. كما حوم على ذلك في صدر كلامه.. حتى لا يتسع الكلام ويتكرر ما كان مما لا ينبغي.
مع أمنياتي بحوار نافع مقنع وهادئ.
وشكراً للجميع.
 
أتفق مع أخي " عصام " حفظه الله ورعاه في اقتراحه أن يتولى الدكتور الكريم " أبو حسان " تحرير محل النزاع في موضوعه ، ومن ثم يبدأ أخي الكريم " نايف الزهراني " بالمناقشة ، وأن يلتزم الجميع بأدب الحوار ، ومن بدر منه خروج عن ذلك أرى أن للمشرفين الحق في حذف مداخلته أو التعديل في عبارته .
واقتراح أخير مني :
ما المراد بكلمة " السلف" ؟
وهل هي مطلقة زماناً ومكاناً ،فتشمل الصحابة رضي الله عنهم حتى علماء هذا العصر ؟ أم أنهم طبقة معينة ؟ أو مجموعة يجمعها فهم معين ؟ ومنهج محدد؟
وعذراً لأخي الدكتور فهد لوهبي فكأني أراه ينقم مني لأني من أهل القراءات ولست من أهل التفسير!!
تحيتي للجميع.
 
نزولاً عند رغبة بعض الفضلاء سأفصل بعض الشيء:

من هم السلف:
هم جيل الصحابة.
وهل يدخل فيهم جيل التابعين وتابعيهم؟
على خلاف.
إذاً لنتفق أن السلف هم جيل الصحابة وحسب.

من هم السلفيون:
هم الذين ينتمون لجيل الصحابة فهما واتباعاً.
وكل الفرق الإسلامية تدعي أنها على السنة وأنهم أتباع السلف الصالح.
فالأشاعرة يدعون أنهم هم أهل السنة، وأنهم على فهم السلف الصالح، وكذا المعتزلة والجهمية والشيعة والخوارج وغيرهم من فرق الإسلام.

حدد موقعك الجغرافي؟
الحنابلة وأتباع المذهب الحنبلي في الاعتقاد هم الشريحة العظمى التي تمثل منهج السلف، ولهم أئمة ورموز كبار من أشهرهم ابن تيمية وابن القيم، ومن المتأخرين محمد بن عبد الوهاب.
وهذه الفرقة مع فرقة الأشاعرة هما الأوسع انتشاراً في البلاد الإسلامية.

ومَن مِن هذه الفرق على الحق؟
سيأتي الجواب مفصلاً إن شاء الله تعالى في موضوع مستقل إن وجدت من الأخوة تجاوبا وتعاطيا بموضوعية وعلمية، بعيداً عن التعصب وتحكيم العاطفة.

ما الذي أريده بالضبط من موضوعي هذا:
المشهور عند كثير ممن ينتمي للسلفية ويعظِّم أقوال السلف أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم.

وهذا في نظري إغراق في السلفية وغلو في تقديس أشخاصهم.

وعليه فلا بد من إعادة النظر في هذه القضية ومناقشتها بالحجج والبراهين حتى نخرج بنتيجة وهي:
هل يجوز مخالفة السلف؟ أو لايجوز؟
ولماذا يجوز؟ أو لا يجوز؟
 
الحمد لله :
يبدو أن النقاش بدأ يتجه للجانب المثمر وترك بنيات الطريق , وأنا ملتزم بما اتفقنا عليه من ترك الحوار بين الأخوين الكريمين أبي حسان وأبي بيان وإدارته للدكتور عبد الرحمن لكن اقترح أن ننطلق من مفهوم هذا الحديث ودلالته :
ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه " .

وروى مسلم عن أبي هريرةَ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي القرنُ الذين بُعِثْتُ فيهم ثم الذين يلونهم ، واللهُ أعلمُ أَذَكَرَ الثالثَ أم لا ، قال : ثم يَخْلُفُ قومٌ يُحِبُّونُ السَّمانةَ يشهدون قبلَ أن يُسْتَشْهَدوا "
وروى البخاري عن عمرانَ بنِ حُصَينٍ رضي الله عنهما قال : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، قال عمرانُ : لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ قرنينِ أو ثلاثةً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ بعدَكُم قوماً يخونون ولا يُؤْتَمنونَ ، ويشهدون ولا يُسْتَشهدون ، ويَنْذِرونَ ولا يِفونَ ، ويَظْهَرُ فيهِمُ السِّمَنُ "
وقد روى هذا الحديث من الصحابة أكثر من اثني عشر صحابياً ، إذ رواه إضافة لمن سبق بريدة بن الحصيب ، والنعمان بن بشير ، وأبي برزة الأسلمي ، وعمر بن الخطاب ، وسعد بن تميم ، وجعدة بن هبيرة ، وسمرة بن جندب ، وجميلة بنت أبي لهب ، رضي الله عن الجميع ، وروايتهم في المسانيد ومعاجم الطبراني و غيرها .

فائدة : اشتهر الحديث بهذا اللفظ ( خير القرون قرني ) في عدد من الكتب وهو مما رواه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق بسنده إلى أكثم بن الجون رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرني "
قال الشيخ المحدِّث الألباني :
[ .. وبهذه المناسبة لابد لي من وقفة أو جملة معترضة قصيرة ، وهي : أن الشائع اليوم على ألسنة المحاضرين ، والمرشدين ، والواعظين ، رواية الحديث بلفظ : ( خير القرون قرني ) ، هذا اللفظ لا نعرف له أصلا في كتب السنة ، مع أن هذا الحديث دخل في زمرة الأحاديث المتواترة لكثرتها ، وإنما اللفظ الصحيح الذي جاء في الصحيحين وغيرهما ، إنما هو بلفظ : ( خير الناس قرني ) ، ليس : ( خير القرون قرني ) ، إنما هو : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ...) إلى آخر الحديث .].
 
الحمد لله :
يبدو أن النقاش بدأ يتجه للجانب المثمر وترك بنيات الطريق , وأنا ملتزم بما اتفقنا عليه من ترك الحوار بين الأخوين الكريمين أبي حسان وأبي بيان وإدارته للدكتور عبد الرحمن لكن اقترح أن ننطلق من مفهوم هذا الحديث ودلالته :
ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه " .

وروى مسلم عن أبي هريرةَ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي القرنُ الذين بُعِثْتُ فيهم ثم الذين يلونهم ، واللهُ أعلمُ أَذَكَرَ الثالثَ أم لا ، قال : ثم يَخْلُفُ قومٌ يُحِبُّونُ السَّمانةَ يشهدون قبلَ أن يُسْتَشْهَدوا "
وروى البخاري عن عمرانَ بنِ حُصَينٍ رضي الله عنهما قال : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، قال عمرانُ : لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ قرنينِ أو ثلاثةً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ بعدَكُم قوماً يخونون ولا يُؤْتَمنونَ ، ويشهدون ولا يُسْتَشهدون ، ويَنْذِرونَ ولا يِفونَ ، ويَظْهَرُ فيهِمُ السِّمَنُ "
وقد روى هذا الحديث من الصحابة أكثر من اثني عشر صحابياً ، إذ رواه إضافة لمن سبق بريدة بن الحصيب ، والنعمان بن بشير ، وأبي برزة الأسلمي ، وعمر بن الخطاب ، وسعد بن تميم ، وجعدة بن هبيرة ، وسمرة بن جندب ، وجميلة بنت أبي لهب ، رضي الله عن الجميع ، وروايتهم في المسانيد ومعاجم الطبراني و غيرها .

فائدة : اشتهر الحديث بهذا اللفظ ( خير القرون قرني ) في عدد من الكتب وهو مما رواه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق بسنده إلى أكثم بن الجون رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرني "
قال الشيخ المحدِّث الألباني :
[ .. وبهذه المناسبة لابد لي من وقفة أو جملة معترضة قصيرة ، وهي : أن الشائع اليوم على ألسنة المحاضرين ، والمرشدين ، والواعظين ، رواية الحديث بلفظ : ( خير القرون قرني ) ، هذا اللفظ لا نعرف له أصلا في كتب السنة ، مع أن هذا الحديث دخل في زمرة الأحاديث المتواترة لكثرتها ، وإنما اللفظ الصحيح الذي جاء في الصحيحين وغيرهما ، إنما هو بلفظ : ( خير الناس قرني ) ، ليس : ( خير القرون قرني ) ، إنما هو : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ...) إلى آخر الحديث .].
شكرا دكتور أحمد على هذا النقل والتنبيه
وأحب أن أذكر بأني قد أصلت لذلك انطلاقاً من هذه الأحاديث وغيرها في أول الموضوع حيث قلت:
وأنا لا أنكر أن للسلف فضلاً كبيراً على هذه الأمة ، وأن لهم فضلاً خاصاً ينفردون به عن سائر أفراد الأمة ممن جاء بعدهم، وهذا أمر متفق عليه ، وليس المقام هنا لتقصي فضائلهم، أو تحقيق هذا الأمر.
وقلت أيضا: إنني حينما أنادي بالتجديد ونقد أقوال السلف في التفسير فإن هذا لا يعني أبداً أنني انتقصهم أو أُقلل من شأنهم، فهم كما أسلفت لهم فضائل يتميزون بها عن غيرهم ممن جاء بعدهم، وهذه الفضائل نحفظها لهم ، ونحن نجلهم ونعظمهم لمكانتهم التي حباهم الله بها.

والموضوع هنا ليس الغرض منه مناقشة وتحقيق هذه الفضائل فآمل أن لا نخرج عن أصل الفكرة محل النقاش.
 
شيخنا الفاضل السلام عليكم
هل هذا فعلاً هو محل النزاع أو مدار الحديث الذي يقصده الأخ أبو حسان.. تجويز إحداث قول جديد لم يكن عليه السلف!! ..
قولك: تجويز إحداث قول جديد لم يكن عليه السلف
يختلف جذرياً عن قولي: مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم، أعني في التفسير.

فأنت في موضوع وأنا في موضوع آخر فليتنبه حتى لا نخرج عن أصل الموضوع الذي أريده أنا ولا أرغب أن نناقش موضوعات أخرى ليست محل البحث هنا
 
ما الذي أريده بالضبط من موضوعي هذا:
المشهور عند كثير ممن ينتمي للسلفية ويعظِّم أقوال السلف أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم.

وهذا في نظري إغراق في السلفية وغلو في تقديس أشخاصهم.

وعليه فلا بد من إعادة النظر في هذه القضية ومناقشتها بالحجج والبراهين حتى نخرج بنتيجة وهي:
هل يجوز مخالفة السلف؟ أو لايجوز؟
ولماذا يجوز؟ أو لا يجوز؟


من هنا نبدأ

وأرى بعد أن اتسع هذا الموضوع، وكثرت الردود عليه أن نفتح الحوار من جديد في موضوع مستقل، ويكون العنوان:

[align=center]"مخالفة تفسير السلف، وإحداث قول بعدهم بين المنع والجواز"[/align]
 
الذي فهمته أن الأخ نايف قد اعتذر عن مواصلة الحوار
ويقوي فهمي هذا أنه لم يأتِ بعدُ هنا
فإن كان لا يرغب في الاستمرار فليصرح بذلك مرة أخرى حتى يُفتح المجال لأناس آخرين
علماً بأني أفضل أن يكون النقاش من الجميع ولكن بالشروط التي اشترطتها سابقاً
 
من هنا نبدأ

وأرى بعد أن اتسع هذا الموضوع، وكثرت الردود عليه أن نفتح الحوار من جديد في موضوع مستقل، ويكون العنوان:

[align=center]"مخالفة تفسير السلف، وإحداث قول بعدهم بين المنع والجواز"[/align]

لا أُحبذ أن يفتح موضوع آخر
إلا إن رأى الأغلبية ذلك
لأن الجلبة التي صارت في بداية الموضوع لها نكهة خاصة عندي وما زلت استمتع بها بعد هذا الهدوء الذي لا أُحبذه
 
ليكن الأمر كما تحبون :


من هم السلف:
هم جيل الصحابة.
وهل يدخل فيهم جيل التابعين وتابعيهم؟
على خلاف.
الذي أراه بعد تحقيق أن مصطلح السلف يشمل جيل الصحابة والتابعين وأتباعهم ؛ وذلك في استعمال عامة العلماء في عامة الفنون .
ولكن ليكن الأمر كما قال أخي أبو حسان :
لنتفق أن السلف هم جيل الصحابة وحسب.
وهو كذلك .

من هم السلفيون:
هم الذين ينتمون لجيل الصحابة فهما واتباعاً.
وهذا كلام محرر ويهمنا كثيراً في الوصول لنتائج صحيحة .


ما الذي أريده بالضبط من موضوعي هذا:
المشهور عند كثير ممن ينتمي للسلفية ويعظِّم أقوال السلف أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم.
وهذا في نظري إغراق في السلفية وغلو في تقديس أشخاصهم .
وهذا بالضبط ما أود الحديث حوله .

وعليه فلا بد من إعادة النظر في هذه القضية ومناقشتها بالحجج والبراهين حتى نخرج بنتيجة وهي:
هل يجوز مخالفة السلف؟ أو لايجوز؟
ولماذا يجوز؟ أو لا يجوز؟
أحسنت أبا حسان , وهذا ما سيكون بإذن الله .

وقبل البدء في التفاصيل أود التعريج على رأس الموضوع وعنوانه (الإغراق في السلفية , ومحاربة العقل والتجديد) ؛ لما فيه ؛ لأن أتباع السلف على الحقيقة لا يحاربون العقل والتجديد , بل هم من أسد الناس عقلاً وأحسنهم إعمالاً له , وأجودهم تجديداً ؛ لأنهم أحسن الناس اتباعاً , وكمال الاتباع من كمال العقل .

وبخصوص صلب الموضوع فأود من الإخوة القراء عدم المداخلة حتى نفرغ بحول الله ؛ لتكون مسائلنا متتابعة . وبالله التوفيق .

وإن أذن لي أبو حسان بدأت .
 
أولاً :
إن كان الإجماع عندك حُجَّة أبا حسان ؛ فإن ما أجمع عليه السلف في التفسير يجب اتباعه , وليس من الغلوّ في شيء .
فهل توافقني في هذا ؟
 
أولاً :
إن كان الإجماع عندك حُجَّة أبا حسان ؛ فإن ما أجمع عليه السلف في التفسير يجب اتباعه , وليس من الغلوّ في شيء .
فهل توافقني في هذا ؟

نعم الإجماع حجة وهو أحد الأدلة المعتبرة ولا خلاف في ذلك
لكن هل كل إجماع يجب التسليم له؟
موضوع الإجماع شائك وهو في نظري لم يحرر حتى الآن تحريراً علميا منضبطاً
فكم من مسألة حُكي فيها الإجماع ثم جاء من ينقض هذه الدعوى من أئمة كبار فليُتأمل.


أنا أقبل الإجماع لكن بشروطه ، على الأقل المتفق عليها عند علماء الأصول، مع تحفظي على بعض هذه الشروط.
وأهم الشروط عندي:
1- أن يكون الإجماع له مستند من كتاب أو سنة صحيحة، على أنه إذا وجد المستند فلا حاجة للإجماع، لكن قد لا يوجد النص عند المتأخرين، وقد نحتاج الإجماع لفهم النص إذا كان النص دلالته غير مقطوعة.
2- ثبوت الإجماع ( وهذا يصعب جداً تحققه إلا في القطعيات من الدين).
هذه أهم الشروط عندي وهي المحك الرئيس لقبول أو رد أي إجماع يُنقل.
مع التنبيه على أن كثيراً من الإجماعات يحكيها علماء متأخرون كابن المنذر والنووي وابن عبد البر، وغيرهم، وهذه اتحفظ على كثير منها، وهي تحتاج لتحرير ونقاش أطول، ولست ممن يقبلها مطلقاً.
 
نعم الإجماع حجة وهو أحد الأدلة المعتبرة ولا خلاف في ذلك.
هذا المقصود .

لكن هل كل إجماع يجب التسليم له؟
كأنك تضيف قيداً , وهذا جيد , فتكون العبارة : الإجماع المعتبر حجة .

وما دمنا نتفق على ذلك , فالتعبير الآتي متفق عليه :
إجماع السلف -الثابت المعتبر- في التفسير يجب اتباعه , وليس من الغلوّ في شيء .
 
هذا المقصود .


كأنك تضيف قيداً , وهذا جيد , فتكون العبارة : الإجماع المعتبر حجة .

وما دمنا نتفق على ذلك , فالتعبير الآتي متفق عليه :
إجماع السلف -الثابت المعتبر- في التفسير يجب اتباعه , وليس من الغلوّ في شيء .

نعم الإجماع - بشروطه - حجة يجب التسليم له، وليس من الغلو في شيء
 
جزاك الله خيراً أبا حسان , وأرجو أن تدقق معي في الألفاظ لأنا سنبني عليها مسائل فيما بعد , والعبارة المطروحة للاتفاق هي :
(إجماع السلف -بشروطه- في التفسير يجب اتباعه , وليس من الغلوّ في شيء) , فهل هي كذلك محل اتفاق ؟
 
جزاك الله خيراً أبا حسان , وأرجو أن تدقق معي في الألفاظ لأنا سنبني عليها مسائل فيما بعد , والعبارة المطروحة للاتفاق هي :
(إجماع السلف -بشروطه- في التفسير يجب اتباعه , وليس من الغلوّ في شيء) , فهل هي كذلك محل اتفاق ؟
لعل هذه العبارة أدق:
إجماع الصحابة - بشروطه - في التفسير وغيره، يجب اتباعه، وليس من الغلو في شيء
 
هذا أول ما نتفق عليه بحمد الله , وبه تتحرر عبارة أبي حسان محل النقاش :
ما الذي أريده بالضبط من موضوعي هذا:
المشهور عند كثير ممن ينتمي للسلفية ويعظِّم أقوال السلف أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم.
وهذا في نظري إغراق في السلفية وغلو في تقديس أشخاصهم.
فيضاف إليها هذا القيد :
إلا ما أجمع عليه السلف -بشروطه المعتبرة- فهو واجب الاتباع , وتحرم مخالفته , والأخذ به ليس من الغلوّ في السلف ولا من تقديس أشخاصهم , بل هو من تمام الاتباع .
 
هذا أول ما نتفق عليه بحمد الله , وبه تتحرر عبارة أبي حسان محل النقاش :

فيضاف إليها هذا القيد :
إلا ما أجمع عليه السلف -بشروطه المعتبرة- فهو واجب الاتباع , وتحرم مخالفته , والأخذ به ليس من الغلوّ في السلف ولا من تقديس أشخاصهم , بل هو من تمام الاتباع .

شيخ نايف مالي أراك تدور في حلقة مفرغة.
ما الجديد فيما أضفته؟
وما علاقة موضوعنا بهذا التفريع؟
 
في اللحظة التي يرى فيها مدير الحوار أني خرجت عن الموضوع ..يردني إليه , وألتزم بذلك , وأنت كذلك , أما والأمر واضح عند القراء فسنستمر في حوارنا وإن ظهر لك أنه لا علاقة له بصلب القضية .

وبخصوص استفسارك هنا فسأبين لك :
هذا القيد الذي أضفناه أنا وأنت يبطل به التعميم الذي أطلقتَه في عبارتك محل النقاش , فأنت الآن تخبرنا أن عبارتك تلك ليست دقيقة , بل يجب أن يستثنى منها ما أجمع عليه السلف . وما أجمع عليه السلف في التفسير على الخصوص كثير كثير (انظر رسالة الإجماع في التفسير , للدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري) , والقدر الباقي بعد ذلك من أقوال السلف في التفسير سيكون موضوع الوقفة الثانية فيما يأتي .

وبهذا يتبين لك أن هذا (التفريع) من صلب القضية , وأثره كبير فيها , واتفاقنا فيه بشارة اتفاقنا في غيره مما يأتي بإذن الله .
 
نحن نتابع ونستفيد بوركتما .

ملحوظة :
فات أخي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري في كتابه (الإجماع في التفسير) الكثير من الإجماعات الثابتة ، وهو يستدركها الآن ولعله يضيفها في الطبعة الثانية للكتاب .
 
في اللحظة التي يرى فيها مدير الحوار أني خرجت عن الموضوع ..يردني إليه , وألتزم بذلك , وأنت كذلك , أما والأمر واضح عند القراء فسنستمر في حوارنا وإن ظهر لك أنه لا علاقة له بصلب القضية .

وبخصوص استفسارك هنا فسأبين لك :
هذا القيد الذي أضفناه أنا وأنت يبطل به التعميم الذي أطلقتَه في عبارتك محل النقاش , فأنت الآن تخبرنا أن عبارتك تلك ليست دقيقة , بل يجب أن يستثنى منها ما أجمع عليه السلف . وما أجمع عليه السلف في التفسير على الخصوص كثير كثير (انظر رسالة الإجماع في التفسير , للدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري) , والقدر الباقي بعد ذلك من أقوال السلف في التفسير سيكون موضوع الوقفة الثانية فيما يأتي .

وبهذا يتبين لك أن هذا (التفريع) من صلب القضية , وأثره كبير فيها , واتفاقنا فيه بشارة اتفاقنا في غيره مما يأتي بإذن الله .

حسناً عندي سؤالين وأتمنى منك الإجابة عليهما:
ما رأيك بالنص المطلق الذي جاء مقيداً في موضعٍ آخر، هل تعمل به على إطلاقه أو تحمله على المطلق؟

وما رأيك بالنص العام الذي جاء مُخصصاً في موضعٍ آخر، هل تأخذه على عمومه؟ أو تُخصصه بذلك المخصص؟
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى